أساس البلاغة

المؤلف:

أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: دار صادر
الطبعة: ٠
الصفحات: ٧١٧

وقد كان مَرْهوبَ السّنانِ وبَيِّنَ ال

لمّسَانِ ومِجْذامَ السُّرَى غيرَ فاتِرِ

ويقال : الرَّهْباء من الله والرَّغباء إلى الله والنَّعْماء بيد الله. وأرهبتُه ورهّبتُه واسترهبتُه : أزعجتُ نفسه بالإخافة. وتقول : يقشعرّ الإهاب إذا وقع منه الإرهاب. وترهّب فلان : تعبّد في صومَعتِه ، وهو راهب بيّن الرَّهْبانيّة ، وهؤلاء رُهبان ورَهَبة ورَهَابِينُ ورهابِنَة ؛ قال رجل من الضِّباب :

قد أدبَرَ اللّيلُ وقَضّى أرَبَهْ

وارتَفَعَتْ في فَلَكيْها الكَوْكبَهْ

كأنّها مِصْباحُ دَيْرِ الرَّهَبَهْ

ورماه فأصاب رُهابتَه ورَهابتَه وهي عُظَيْم في الصّدر مطِلٌّ على البطن كأنّه طَرَف لسان الكلْب.

ومن المجاز : أرهبَ الإبل عن الحوض : ذادها. وأرهبَ عنه النّاسَ بأسُه ونجدته ؛ قال رجل من جَرْم :

إنّا إذا الحرْبُ نُساقيها المالْ

وجعلتْ تلقحُ ثمّ تَحتالْ

يُرْهِبُ عنّا النّاسَ طعْنُ إيغالْ

شَزْر كأفْوَاهِ المزَادِ الشَّلشَالْ

أي ننفق عليها المالَ ، وهو من فصيح الكلام وإنَّما فصَّحه مِلْح الاستعارة. ويقال : لم أرهب بك : لم أسترب بك.

رهج ـ ثار الرَّهَجُ والرَّهْجُ ، وأرهَج الغُبارَ : أثاره. وأرهجتْ حوافر الخيل.

ومن المجاز : أرهج فلان بين القوم : أثار الفتنة بينهم. وله بالشرّ لَهَج وله فيه رَهَج. وأرهجوا في الكلام والصّخَبِ. ونوءٌ مُرْهِج : كثير المطر ؛ قال مُليحٌ الهذليّ :

فَفي كلّ دارٍ منك للقَلبِ حَسرَةٌ

يكونُ لها نوءٌ منَ العَينِ مُرْهِجُ

وأرهجتِ السّماء : همَت بالمطر.

رهز ـ ارتهز لأمر كذا ، ورأيته مرتهزاً له إذا تحرّك له واهتزّ ونشِط ، من الرَّهْز وهو الحركة في الجماع وغيره ، وتقول : فلان للطمع مُرْتَهِز ولفُرصه منتهِز.

رهص ـ أصلِحْ أصلَ الجِدار المنسحِق برِهْص مُحكم ، وإذا بنيتَ جداراً فأحكِم رِهْصَه وهو عَرَقُه الأسفل. وفلان رَهّاصٌ جيّد. ورَهِصَتِ الدابة : شَدَخ باطنَ حافرها حجرٌ فأدواه ، ودابة رَهيص ، وأصابه راهص ، وبه رَهْصة.

ومن المجاز : أرهص الشيءَ : أثبتَه وأسّسه. وكان ذلك إرهاصاً للنبوّة. وأرهص الله فلاناً للخير : جعله مَعدِناً له ومأتًى. وفُضّل فلان على فلان مَراهصَ : مراتب. وكيف مَرْهصة فلان عند الملك؟ قال الأعشى :

رَمى بك في أُخراهُمُ تَرْكُك العُلى

وفُضّلَ أقْوَامٌ علَيكَ مَرَاهصَا

ورَهَصَه : لامه وهو من الرَّهْصة. وتقول : فلان ما ذُكر عنده أحد إلّا غَمَصه وقدَح في ساقه ورَهَصَه. وفلان أسد رَهيص : لا يَبْرَح مكانه كأنّما رُهِص.

رهط ـ هؤلاء رَهْطك وهم من الثلاثة إلى العشرة. قال الوليد ابنُ عُقْبَةَ أخو عُثمان رضي الله تعالى عنه حين قُتِل وبُويع عليّ كرّم الله تعالى وجهَه وأمر بقَبْض ما في الدّار من السّلاح وغيره :

بني هاشِمٍ إنّا وما كانَ بَينَنا

كصَدعِ الصَّفا لا يرْأبُ الدهرَ شاعبُه

ثلاثَةُ رَهطٍ قاتِلانِ وسالِبٌ

سواء علينا قاتِلاهُ وسالِبُه.

القاتلان محمّد بن أبي بكر والمصريّ.

رهف ـ سيف رَهيف الحدّ ومُرْهَف وقد رَهُفَ رَهافة وأرهفه الصّيقل.

ومن المجاز : رجل مُرْهَف الجسم : دقيقه. وقد شَحَذْتَ علينا لسانَك وأرهفتَه علينا. وأرْهِف غَرْب ذهنك لما أقول لك.

رهق ـ رَهِقه : دنا منه. «وإذا صلّى أحدكم إلى شيء فَلْيَرْهَقْه».

ورَهِقَت الكلابُ الصّيد. وأرهقناهم الخيلَ. وصبيّ مُرَاهِق : مُدَانٍ للحُلُم. ورجل مُرهَّق : مِضياف يَرْهقه الضّيوف كثيراً ، ومُرَهَّق النّار ؛ قال زهير :

٢٦١

ومُرَهَّق النّيرانِ يُحمَدُ في ال

لأواء غَير مُلَعَّنِ القِدْرِ

وقال ابن هرمة :

خيرُ الرّجالِ المُرَهَّقُونَ كَما

خيرُ تلاعِ البلادِ أكْلَؤها

ومن المجاز : رهِقَه الدَّين ، ورهِقتْه الصّلاة ، وأرهَقوا الصّلاة : أخَّروها إلى آخر وقتها حتى تكاد تفوت. وقد أتينا البلد في العُصَيرِ المُرْهَقة. وقد أرهقكم اللّيل فأسرعوا. وصلّى الظُّهر مُراهِقاً : مدانياً للفوات. وكان سعد إذا دخلَ مكّة مراهقاً خرج إلى عرفة قبل أن يطوف.

رهل ـ فيه رَهَلٌ : رَخاوة في انتفاخ. وأصبح فلان مهبَّجاً مُرَهَّلاً : قد انتفخت محاجره من كثرة النّوم وقد رهّله النّوْمُ.

رهم ـ أرهمتِ السّماءُ : جاءت بالرِّهام والرِّهَم ، ووقعتْ رِهْمة : مطرة ليّنة صغيرة القطر. وروضة مرهومة ؛ قال ذو الرّمّة :

أوْ نَفحَةٌ من أعالي حَنْوَةٍ مَعَجَتْ

فيها الصَّبا مَوهِناً والرّوْضُ مَرْهُومُ

وقد رُهِمَتِ الأرضُ. وتقول : مراهم الغوادي مراهم البوادي. ونزلنا بفلان فكنّا في أرهم جانبيه : في أخصبهما.

رهن ـ قبض الرَّهْن والرُّهون والرِّهان والرُّهُن ، واسترهنني فرهَنتُه ضيعتي ، ورهنتها عنده ، ورهنتها إيّاه فارتهنها مني ، وراهَنتُه على كذا رِهاناً ومراهنة ، وتراهَنَا عليه إذا تواضعا الرُّهون ، وسبق يوم الرِّهان.

ومن المجاز : جاءا فرَسَيْ رِهان : متساويين. وإنّي لك رَهْنٌ بكذا ورهينَةٌ به أي أنا ضامنٌ له ؛ وأنشد أبو زيد :

إنّي ودلْويَّ لها وصاحبي

وحوْضَها الأفيَحَ ذا النَّضَائِبِ

رَهْنٌ لها بالرِّيّ غيرِ الكاذِبِ

وقال :

إنّ كَفّي لكِ رَهْنٌ بالرّضَا

ورِجله رهينة أي مقيَّدة ؛ قال السّمهريّ بن أسد العُكليّ :

لقد طرَقَتْ لَيلى ورِجْلي رَهينَة

فَما رَاعني في السّجنِ إلّا سَلامها

وفلان رَهْنٌ بكذا ورهين ورَهينة ، ومرتَهَن به : مأخوذٌ به (كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ) (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ). والإنسان رَهْنُ عمله. والخلق رهائن الموت ؛ قال :

أبَعْدَ الذي بالنَّعفِ نَعْفِ كُوَيْكِبٍ

رَهينَة رَمسٍ ذي تُرَابٍ وجَندَلِ

ورهَنَ يدَه المنيَّةَ إذا استماتَ ؛ قال الأخطل :

ولقد رَهنتُ يَدي المَنيّةَ مُعلِماً

وحَمَلتُ حينَ تَوَاكَلَ الحُمّالُ

ونعمة الله راهنة : دائمة. وهذا الشيء راهن لك : معدّ. وطعام راهن ، وكأس راهنة : دائمة لا تنقطع ، وأرهن لضيفِه الطعامَ والشراب : أدامهما. ورهن بالمكان : ثبت وأقام. وأرهنَ الميتَ القبرَ ضمّنه إيّاه وألزمَه.

رهو ـ (وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً) : ساكناً كما هو ، وعيشٌ راهٍ : ساكن. وقيل جَوْبَة بين ماءين قائمين. والرَّهْوُ ما اطمأنّ من الأرض وارتفع ما حوله. ومرّ بأعرابيّ فالج فقال : سبحان الله رَهْوٌ بين سَنامين ، والرَّهوةُ مثله. ويقال : طلعَ رَهْواً ورَهْوة وهو نحو التلّ ؛ قال ذو الرّمّة :

يُجَلّي كمَا جَلّى على رَأسِ رَهْوَةٍ

منَ الطّيرِ أقنى يَنفضُ الطَّلَّ أزْرَقُ

وجاءت الخيل رَهْواً : متتابعة. وأتاه بالشيء رَهْواً سهواً أي عفواً سهلاً لا احتباس فيه ؛ قال :

يَمشينَ رَهْواً فلا الأعْجازُ خاذِلَةٌ

وَلا الصُّدورُ على الأعجازِ تَتّكِلُ

ريب ـ (لا رَيْبَ فِيهِ). ورابني منك كذا وأرابني. وفلان مُريب. وهذا أمرٌ مُريب ، وهو ذو رِيبةٍ ورِيَب. وارتبتُ به واستربت وتريّبت ؛ قال العجّاج يصف ثوراً :

وَاستَمَعَ الأصْوَاتَ أوْ تَرَيَّبَا

وأصابه رَيْبُ المنون. ولا تَرِبْه بشيءٍ : لا تفعل به ما يَشُكّ له في الأمن والسّلامة.

٢٦٢

ريث ـ راثَ عليَّ خبرك ، وفي مثل : «ربَّ عجلة تعقب رَيْثاً». واسْتَرَثْتُهُ : استبطأته ؛ قال :

فشَمَّرَ أرْوَعَ لا عاجِزاً

جَباناً ولا مُستراثاً خَذُولا

وما فلان بمستراث النُّصرة. وتقول : قد استغثته فما استرثته. وهو رائث وريِّثٌ ، وما ريَّثَك وما بطأ بك. ورجل مُريَّث العينين : بطيء النّظر. وما قعدتُ لفلان إلّا ريثما قال كذا. وما يستمع لموعظتي إلّا رَيْثَ أتكلّم ؛ قال الرّاعي :

فقلتُ ما أنا مِمّن لا يُوَاصِلُني

وما ثَوَائيَ إلّا رَيْثَ أرْتحِلُ

ريد ـ جبل ذو حُيود وذو رُيود وهي حروف ناتئة في أعراضه. وبدا رَيْدٌ من الجبل. وريح رَيْدة ورادَةٌ ورَيْدانَةٌ : ليّنة.

ريش ـ سهمٌ مَريش ومُريَّش. وقد راشه يَريشه ، وريَّشت السّهمَ ثلاثَ رِيشات.

ومن المجاز : رِشْتُ فلاناً : قوّيتُ جناحه بالإحسان إليه فارتاش وتريّش ؛ قال :

فرِشْني بخَيرٍ طالَ ما قد بَرَيْتَني

فخَيرُ الموَالي مَن يَرِيشُ وَلا يَبري

وقال :

إذا كُنتَ مُختارَ الرّجَالِ لنَفْعِهِمْ

فرِشْ وَاصْطَنعْ عندَ الذينَ بهم تَرْمي

وقال النّابغة :

كم قد أحَلّ بدارِ الفقرِ بعد غِنًى

قَوْماً وكم رَاشَ قوْماً بعدَ إقتَارِ

يَرِيشُ قَوْماً ويَبرِي آخرِينَ بهِمْ

لِلّهِ مِن رَائِشٍ عمرو وَمِنْ بارِ

وقال القطاميّ :

وراشَتِ الرّيحُ بالبُهمَى أشاعرَهُ

فآضَ كالمَسَدِ المَفتولِ إحْنَاقَا

أي غرزتْ فيها السّفا ؛ وقال ذو الرّمّة :

ألا هَلْ ترَى أظعانَ مَيّ كأنّها

ذُرَى أثأبٍ رَاشَ الغُصُونَ شَكيرُها

وقال أيضاً :

أفانين مَكتُوب لها دُونَ حَقّها

إذا حملُها رَاشَ الحجاجينِ بالثُّكْلِ

أي مكتوب لها الثُّكل دون تمام الحمل ، وجعل الله اللّباس ريشاً : زينة وجمالاً (قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً) مستعار من الرّيش الذي هو كُسْوَةٌ وزينَةٌ للطائر ؛ قال جرير :

فَرِيشي منكُمُ وهوَايَ مَعكُم

وإن كانَتْ زِيارَتُكُمْ لِمَامَا

«ولعنَ اللهُ الرّاشِيَ والمرتَشِيَ والرّائشَ». وهو المتوسّط الذي يريشُ هذا من مال هذا. وفلان له رِياش : لباس وحُسن حالٍ وشارة. واشترى عليّ كرّم الله تعالى وجهه قميصاً بثلاثة دراهم فقال : الحمد لله الذي هذا من رياشه. وأجاز النّعمان النابغة بمائة من عصافيره بريشها : برحالها. وقيل كانت الملوك يجعلون في أسنمتها ريشاً ليُعلم أنّها حِباء ملكٍ. وبُردٌ مُريَّش كقولهم : مُسهَّم ؛ قال الأعشى :

يَرْكُضْنَ كُلَّ عَشِيّةٍ

عَصْبَ المرَيَّشِ والمَرَاجِلْ

ويقال للنّاقة : إنّها لمريَّشة اللّحم مرهفة السّنام : يراد خفّة اللّحم وقلّته من الهزال من قولهم : أخفّ من ريشة وهو من المجاز اللّطيف المسلك. وقالوا : راشه السّقم : أضعفه. ورمحٌ راشٌ : خوّار وهو فَعْلٌ أو فاعل كشاكٍ.

ريط ـ خرجتْ تسحب رَيْطتها وهي ملاءة ليست بذات لِفْقَين ، وقيل كلّ ثوب رقيق ليّن : رَيْطة ، وهنّ يسحبن الرَّيْط والرِّياط ورَيْطاتِ الخزّ والقصَب.

ومن المجاز : خرج مشتملاً برَيْطةِ الظّلْماء. وهو يَجُرّ رياطَ الحمد ؛ قال :

يجرّ رِياطَ الحَمدِ في دارِ قَوْمِهِ

ريع ـ طعام كثير الرَّيْع. وأراعت الحِنْطة وراعت : زكت ، وأراعها الله تعالى. وأراع النّاسُ هذا العامَ : زكتْ زروعهم. ونزلوا بِرَيع وبِرِيع رفيع وريعةٍ رفيعةٍ وهي المرتفعُ من الأرض. وتقول : يبنون بكلّ ريعه ومُلْكهم (كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ).

٢٦٣

وهَرَبَتِ الإبلُ فصاح بها الرّاعي فراعت إليه : رَجَعت. ووعظته فأبَى أن يَريع. وفلان ما يَريع لكلامك ولا يَريع لصوتك ؛ وقال لبيد :

لزجَرْتُ قَلباً لا يَرِيعُ لزَاجِرٍ

إنّ الغَوِيّ إذا نُهي لم يُعتَبِ

وقال آخر :

طَمِعْتُ بلَيلى أنْ تَرِيعَ وإنّما

تُقَطِّعُ أعْنَاقَ الرّجالِ المَطامعُ

وراع عليه القيء : رجع في حَلْقه. وتَرَيّع السّراب : جاء وذهب. والإهالَةُ تتَرَيّعُ في الجَفنة ؛ وقال :

كأنّ لَيلى حِينَ قامَتْ تَظلَعُ

وَهيَ حَوَالَيْ بَيتِها تَرَيَّعُ

ومن المجاز : حذَفَ رَيْعَ دِرعه وهو ما فضل من كُمّيها وذيلِها ؛ قال :

مُضَاعَفَةً يَغشَى الأنامِلَ رَيعُها

كأنّ قَتِيرَها عُيُونُ الجَنادِبِ

وأراعت الإبلُ : كثرت أولادها ، وناقة رَيْعانة : كثيرٌ رَيعُها وهو دَرُّها ؛ قال :

ذاكَ أبي يا كَرَماً وجُودَا

قَد يَمْنَحُ الرَّيْعانَةَ الرَّفُودَا

إذا المَخَاضُ لم تُعَشَّ عُودَا

وناقة لها رَيِّع بوزن سَيِّد : تأتي بسير بعد سير. وتريّعتْ يداه بالجود : جادتا بسَيْب بعد سيب ؛ قال أبو وجزة :

وإن لَبِسوا العَصْبَ اليَمانيّ وانتَدَوْا

فبِالجودِ أيديهِمْ سِبَاطٌ تَرَيَّعُ

وذهب رَيْعان الشّباب وهو مُقْتَبله وأفضله استعير من رَيْع الطعام. وخبَ رَيْعان السّراب. وجاء رَيْعان المطر.

ريق ـ مصّ رِيقها ورِيقتها. وراق الماءَ يَرِيق وأراقه وهَرَاقه وأهْراقه وهو يُريقه ويُهَرِيقه ويُهْرِيقه إراقة وهِرَاقة وإهراقة ، وماءٌ مُرَاق ومُهَرَاق ومُهرَاق.

ومن المجاز : راق الشّراب. وكأنّ وعدَه رَيْق السّراب وبرْق السّحاب. وهو يريق بنفسه : يُريقُها كما يُقال : دَفَقَ رُوحَه. وهَرِيقُوا عنكم من الظهيرة. وأهْرِيقوا : أبرِدوا. وقال ذو الرّمّة :

إذا حالَ شخصٌ في الرَّهاء استَحَلْنَهُ

بِخُوصٍ هَرَاقَتْ ماءهُنّ الهَوَاجِرُ

وأنا على الرّيق لم أذُق طعاماً ، وشربتُ على الرّيق ، وعلى رِيق النّفْس ورِيقة النّفْس ، ودخلتُ عليه على ريق نفسي. وسمعتُ مرشداً الخَفَاجيّ : تَرَيّقْتُ الماء وريّقتُه الشراب : سقيتُه إيّاه على غير ثُفْل. وماء رائق : مشروب على الرّيق. وفي يده صِلّ ريقُه تِرْياق. وفي نصحه ريقُ الحيّة. وضربه بذي الرِّيقة وهو سيف كان لمُرّة بن ربيعة القُرَيعيّ قيل له ذلك لكثرة مائِه.

ريم ـ لا أريم مكاني حتى أفعلَ كذا ، ولا أريم منه ولا تَرِمْه ، وما يَرِيم يفعل ذلك كما تقول : ما يبرح يفعل. ولأحد الرّجُلين على الآخر رَيْمٌ : فَضْلٌ وزيادة. وفي هذا العِدْل رَيْم على الآخر إذا كان أثقلَ منه. وأخذ فلان الرَّيْم وهو العَظْم الفاضل عن قسمة الأَبداء العشرة من جَزُورِ الأيسار يُسَبُّ به الياسِر إن أخذه فيُعْطَى الجازِرَ فإن أباه أخذه الأوباد الهَلْكَى من الفاقة الواحد وَبْدٌ. وتقول : من خاف الذَّيم عاف الرَّيْم ؛ وقال :

وكُنتم كعَظمِ الرَّيْمِ لم يَدْرِ جازِرٌ

على أيّ بَدْأي مَقسِمِ اللّحمِ يُجعَلُ

رين ـ أعوذ بالله من الرَّيْن والرّان وهو ما غطّى على القلب ورَكِبَه من القسوة للذّنْب بعد الذّنْب (كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) من قولهم : ران عليه الشّرابُ والنّعاس ، وران به إذا غلب على عقله. ورينَ بفلان ونظيرُه الغَينُ وقولك : إنّهُ لَيُغَانُ على قلْبي.

٢٦٤

ز

زأد ـ هو مزْؤود : مذعور. وقد زُئِدَ فلان وأصابه زُؤْد. وتقول : شِعار الزُّهْد استشعار الزُّؤد.

ومن المجاز : بات في ليلةٍ مزْؤودة ؛ قال :

حَمَلَتْ بهِ في لَيلَةٍ مَزْؤودَة

كَرْهاً وعَقْدُ نِطاقِها لم يُحْلَلِ

زأر ـ ليث زائر وله زئير وزَأرٌ ؛ قال النّابغة :

نُبّئْتُ أنّ أبا قابُوسَ أوْعَدَني

وَلا قَرَارَ على زَأرٍ منَ الأسَدِ

وتقول : له زفير كأنّه زئير. وزأر الأسد يزأر ويزئِرُ ، والأسد في زأرَته : في أجَمَته. ويقال : له مَرْزُبانُ الزّأرَة.

ومن المجاز : سَمع زئيرَ الحرب فطار إليها ؛ قال :

فَلا مِن بُغاةِ الخيرِ في عَينِهِ قَذًى

وَلا مِن زَئيرِ الحرْبِ في أُذْنِهِ وَقْرُ

والفحلُ يزْأرُ في هديره إذا رَدّده في جوفه ثمّ مدّه. ولفلان زَأرة عامرة. وهو في زأرته وهي البُستان ؛ وأنشد الأصمَعيُّ :

زَأرَةُ جَبّارٍ منَ النّخلِ بَسَقْ

وتركته في زأرة من الإبل وزأرة من الغنم : في جماعة كثيفة منها كالأَجَمة كما قال :

عَايَنَ حَيّاً كالحِرَاجِ نَعَمُهْ

زأم ـ سكت عني فما نَأم بحرف نَأمَهْ ولا كلّمني بزَأمَهْ. يقال : زأم لي فلان زَأمة إذا طرح كلمة لا يدرى أحقّ هي أم باطل. وما عَصَيته زأمة ولا وَشْمة.

زبب ـ رجلٌ أزَبُ ، وامرأة زبّاء : كثيرة شعر الحاجبين والذّراعين والجسد ، ورجال زُبّ ، وبعيرٌ أزَبُ : كثير الوَبر. وفي مثل «كلّ أزَبّ نفور» لأن ذلك يكون في عينه فكلّما رآه ظنّه شخصاً يطلبه فينفرُ منه. «وأسرق من زَبَابة» وهي فأرة برّيّة صمّاء. وتقول : صَمّوا عن الحقّ كأنّهم زَبَاب وصَمّمُوا على الحِرص كأنّهم ذُباب.

ومن المجاز : عام أزَبُ : خصيب. وداهية زبّاء. وتزبّب حِصْرماً. وخرجتْ على يده زبيبة وهي قرْحة. وغضب فثارت له زَبيبتان وهما زَبَدَتان في شِدقَيه ، وقد زَبّبَ شِدقاه. وفي الحديث : «كلّ ذي كَنْز يَجِد كَنزَه في قبره شجاعاً أقرعَ ذا زَبيبَتَين». وقيل هما : النّكتتان فوق عينيه.

زبد ـ بحر مُزْبِد ، وأزبد البحر والقِدْر وفَمُ البعير الهادر ، ورمى بزَبَدِه وأزباده. وأطيب من الزُّبد بالتّمر ، وعلى التمرة مثلُها زُبْداً. وزَبّد اللبن تزبيداً : علاه الزُّبْد. وزَبَدتْ سقاءها زَبْداً : مخضته حتى يخرج زُبْدُه. وزبدْتُه أزبُدُه ، بالضمّ : أطعمته الزُّبد. وزبَدْتُ السّوِيقَ أزبِده ، بالكسر ، وسويق مزبود.

ومن المجاز : كأنّ لقاءك زُبدةُ العمر. وتَزَبّدَ اليمينَ :

٢٦٥

تَسرَّطَها كالزُّبدة كما يقال : «جَذّها جذّ العَيْر الصِّلِّيَانَةَ». وزَبّدتُه ضرْبة أو رَمْية : عجَّلتُها له كأنّي أطعمتُه بها زُبدة. وزَبّدْتُه وزَبَدْتُه أزبِده ، بالكسر : أرفدتُه. ونَهَى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن زَبْدِ المشركين. وفلان يزابد فلاناً : يُقارضه الكلام ويوازره به. وأزبدَ السِّدْرُ : طلعت له ثمرة بيضاء كالزَّبَدِ على الماء. وأزبدَ الشيءُ : اشتَدّ بياضه. وأبيضُ مُزْبِد نحو يَقَق. وزبّدتُ القطنَ : نفشتُه. وسمعتُ خُضَيراً الهذليّ يقول : الحُدَاء زَبَدُ الفؤاد أي يرمي به القلب كما يَرمي الماء بِزَبَده أراد سهولته عليه.

زبر ـ زَبَرْتُ البئر : طويتها بالحجارة. وزَبَرْتُ الكتابَ بالمِزبر : بالقلم ؛ قال :

قد قُضِيَ الأمرُ وجَفّ المِزْبَرُ

وكتاب مزبور ، وقد نطقت به الزُّبرُ ، ورأيتُ في يده زِبْراً وزُبوراً ، وأنا أعرف بزِبْرَتي أي بكِتْبتي. وعنده زُبْرَةٌ من حديد وزُبَرٌ. وأسد ضخم الزُّبْرَة وهي الشّعر المجتمع على كاهله ومرفقيه ، ومنها قولهم : ازبأرّ شعرُه إذا انتفش. وزابرَ الثوبَ ، وجزّ شعره فزَبَره إذا لم يسوّه وكان بعضه أطول من بعض. وزَبَرْتُه : زجرته. وأخذ الشيءَ بزوبره : بأجمعه. وغرَّته الدنيا بِزبرجها : بزخرفها.

ومن المجاز : ما له زَبْرٌ : عقل وتماسك ؛ قال ابن أحمر :

وَلهَتْ علَيهِ كُلُّ مُعصِفَةٍ

هَوْجاء لَيسَ للُبّها زَبْرُ

وذهبت الأيّام بطراءته ونفضت زِئبَره إذا تقادم عهده.

زبل ـ عنده زُبُلٌ من التّمر وزنابيل. وزَبَلْتُ الأرضَ : سمّدتها أزْبِلُها ، بالكسر. واجتمع له زِبْلٌ كثير. والدنيا كالمَزْبلة ، والذين اطمأنّوا إليها كلابُ المزابل.

ومن المجاز : ما قطعتُ له قِبالاً ولا رَزَأته زُبَالاً وزِبالاً أي أدنى شيء ، وأصله ما تحمله النّملة بفيها ؛ قال ابن أحمر :

كرِيم النِّجارِ حَمَى ظَهرَهُ

فلم يرْتَزِئ بركوبٍ زُبالا

زبن ـ أراد حاجة فزَبَنَه عنها فلان : دفعه. والنّاقة تَزبِن ولدها عن ضرعها ، وتَزبِن حالبها ، وناقة زبون. وزابنه : دافعه مزابنة وتزابنوا تدافعوا. ونُهِيَ عن المُزابَنَة وهي بيع ما في رأس النّخلة بالتّمر لأنّها تؤدّي إلى المدارأة والخصام. ووقع في أيدي الزّبانِية وهم الشُّرَط لزبْنهم النّاس ، وبهم سُمّيتْ زبانية النّار لدعّهم أهلها إليها. ورجل ذو زَبُّونة : مانعٌ جانبه بالدّفع عنه ، وذو زَبُّونات ؛ قال :

وَجدتمُ القوْمَ ذوي زَبُّونَهْ

وجِئتُمُ باللّؤمِ تَنْقُلُونَهْ

حُرِمتمُ المَجدَ فلا تَرْجونَهْ

وحالَ أقوامٌ كِرَامٌ دونَهْ

وقال سَوّار بن مُضَرَّبٍ :

بذَبّي الذّمَّ عن حَسَبي بمالي

وزَبوناتِ أشوَسَ تَيَّحَانِ

وضربَتْه العقربُ بزُباناها وهي ما تزبِن به من طرف ذنبها ؛ قال مَرّارُ بن مُنقِذ :

زُبَانَى عَقرَبٍ لم تُعطِ سِلْماً

وأعْيَتْ أنْ تُجيبَ رَقًى لرَاقي

وعن الأصمعيّ زُبانَياها : قرناها.

ومن المجاز : حربٌ زَبُونٌ : صعبة كالنّاقة الزَّبون في صعوبتها ؛ قال أوس :

ومُستَعجب ممّا يرَى من أناتِنا

ولوْ زَبَنَتهُ الحرْبُ لم يترَمرَمِ

وقال النّمر :

زَبَنتكَ أركان العدوّ فأصْبَحَتْ

أجَأٌ وجُبّةُ من قَرَارِ ديارِها

الضّمير لحبيبته جمرةَ. وتحته جمل يزبِن المطيّ بمنكبيه إذا تقدّمها وسبقها. وزبَنتَ عنّا هديّتك ومعروفك إذا زواها وكفّها. وأَزبنوا بيوتكم عن الطريق : نحّوها. وفلان زَبون : لمن يُزبَن كثيراً ويُغبن وهو من باب ضَبوثٍ وحَلوبٍ في أن الفعل مسند إلى السبب مجازاً ؛ كقوله :

إذا رَدّ عافي القِدر مَن يَستَعيرُها

واستزبنه ، وسمعتهم يقولون : تزبّنه. وأراد فلان أن يتزبّنني فغلبته.

٢٦٦

زبي ـ زَبّى زُبْية وتزبّاها : اتخذها وهي حفرة يصاد فيها السّبع. وكأن يديه الزّابيان وهما نهران في سافلة الفرات. ويقال : الزَّوابي لهما ولما حولهما ، وقد يقال للواحد : الزّابُ بطرح الياء كما يقال للبازي : البازُ.

ومن المجاز : زَبّيتُ لفلان إذا عملتُ له منصوبة. وفي مثل : «بلغَ السّيلُ الزُّبَى» إذا اشتدّ الأمر.

زجج ـ لا تقاس الصّخور بالزُّجاج ولا الخِرْصان بالزِّجاج. وزجّجتُ الرّمحَ وأزججته : جعلتُ له زُجّاً. وقيل : أزججته : نزعت زُجّه ؛ وقال أوس :

أصَمَّ رُدينِيّاً كأنّ كعوبَهُ

نوَى القَسْبِ عرّاصاً مُزَجّاً مُنصَّلا

وزجَجْته زَجّاً : طعنته بالزُّجّ ، وزججتُه بالرّمح : زرقته به. ورجلٌ أزَجُ وامرأةٌ زَجّاء : بيّنة الزَّجَج وهو دقة الحاجب واستقواسه. وحاجبٌ أزَجُ ، وزَجّجتْ حاجبها ؛ قال :

إذا ما الغانِياتُ بَرَزْنَ يَوْماً

وزَجّجْنَ الحَوَاجبَ والعُيُونَا

ومن المجاز : اتّكأ على زُجَّيْ مِرْفَقيه واتّكأوا على زِجاج مرافقهم ؛ قال ذو الرّمّة يصف حمراً :

وقد أسهرَتْ ذا أسهم باتَ جاذِلاً

له فَوْقَ زُجَّيْ مرْفَقَيهِ وَحاوِحُ

من الوَحْوَحة وهي صوت في الحلق وترديد نفَس ، يقال : وحوَح من شدّة البرد. وعضّه الفحل بزِجاجه : بأنيابه. وزَجّ بالشيء : رمى به عن نفسه. ويقال للظَّليم إذا عدا : زَجّ برجليه. ونزلنا بواد يَزُجّ النّباتَ وبالنّباتِ : يخرجه وينميه كأنّه يرمي به عن نفسه رمياً ؛ قال :

في عازِبٍ أزِجٍ يَزُجّ نَباتَه

خالٍ تَمَعَّجَ دونَهُ الرُّوّادُ

تردّد. والأزِجُ البعيد.

زجر ـ زجرته عن كذا وازدجرته فانزجر وازدجر. تقول : المرء عمّا لا يعنيه مزجور وعلى ما يعنيه مأجور. وتزاجروا عن المنكر ؛ قال الحرث بن عُباد :

لا بُجَيرٌ أغنى فتيلاً ولا رَهْ

طُ كُلَيبٍ تزَاجرُوا عن ضَلالِ

ومن المجاز : زجر الرّاعي النَّعَم : صاح بها (فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ). وهو يَزجُر الطّير : يعافها ، وأصله أن يرميَ الطائر بحصاة أو يصيح به فإن ولّاه في طيرانه ميامنه تفاءل به وإن ولّاه مياسره تطيّر منه. وناقة زَجور : لا تدرّ حتى تُزجر وهي من باب رَكوب وحَلُوب ، وقد يستعار لصفة الحرب كالزَّبون ؛ قال الأخطل :

خُوصاً أضَرّ بها ابن يوسفَ فانطوَتْ

والحَرْبُ لاقِحَة لَهنّ زَجُورُ

والرّيح تزجرُ السّحاب. وكُرّرَت على سمعه المواعظ والزواجر ، وكفى بالقرآن زاجراً ، وذِكْرُ الله مَزْجَرة ومَدْحرة للشيطان. وتركتَنا بمَزجَرِ الكلب وأقبلتَ عليه.

زجل ـ «للملائكة زَجَلٌ بالتّسبيح». وزَجَلَه بالحربة وزَجّه بها : رماه. وخرج الأمير وبين يديه الرَّجّالة والزَّجّالة. ولعن الله أُمّاً زَجَلَتْ به ونَجَلَتْ. وزَجَلَ الحمامَ الهادي : أرسله زَجْلاً.

زجي ـ الراعي يُزجي الماشية ويزجّيها : يدفعها ويسوقها سوقاً رفيقاً. والبقرة تُزْجي ولدها وتزجّيه.

ومن المجاز : الريح تُزجي السّحاب. وكيف تُزجّى الأيّامُ؟ وهو يُزَجّي أيّامه بشيء يسير. وزجّى فلان حاجتي : سهّل تحصيلها. وهو يتزجّى ببلاغ ؛ قال :

تَزجَ مِنْ دُنياكَ بالبَلاغ

وبضاعة مُزْجاة : خسيسة يدفعها كلّ معروض عليه فلا تَنفُق. وزَجَا الخراجُ زَجَاءً : تيسّرت جبايته وانسياقه إلى أهله ، وخراجٌ زاجٍ.

زحزح ـ تزحزح له عن مجلسه. وما لي عنك مُتزحزَحٌ (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ).

زحر ـ رجل مزحور : به زحير ، وقد زَحَر وتزحّر وهو إخراج النّفَس بأنين ، وسمعتُ له زفيراً وزحيراً وزفرة وزَحْرة. ويقال للمرأة إذا ولدت : زحَرَتْ به وتزحّرت عنه. وتقول : تزَحّرَ فلان حتى تسحّر ثمّ قرع سنّه وتحسّر.

٢٦٧

ومن المجاز : فلان يزاحر فلاناً : يعاديه ويَحْبَنْطئ له.

زحف ـ زحَفْتُ إليه وتزَحّفتُ. ومشيه زَحْفٌ وزُحوف وزَحَفَانٌ : فيه ثقل حركة ؛ وقال أعشى همدان :

لمَنِ الظّعائِنُ سَيرهنّ تَزَحُّفُ

وزَحَفتِ الحيّة وكلّ ماش على بطنه ، وهذه مزاحف الحيّات ؛ قال أبو العِيال الهذلي :

كأنّ مَزَاحِفَ الحَيّاتِ فيها

قُبَيلَ الصُّبْحِ آثارُ السّياطِ

والصبيّ يزحف على الأرض ويتزحّف ، وأطربَه النشيد فزَحف عن دَسته. وزحفَ الدَّبَا : مضى قُدُماً. وأرْسَحَتهنّ نارُ الزّحْفَتَين وهي نار العرفج لأنّها سريعة الوقدة والخمدة فلا يبرحن يتقدّ من ويتأخّرن زحْفاً إليها وعنها. وزحف البعيرُ وأزحف : أعيا حتى جرّ فِرْسِنه ، وناقة زَحوف ومزحاف وإبل زواحف وزُحَّف ومَزاحيف. وأزحف القوم : زحفتْ ركابهم. وزحّف الشيءَ : جرّه جرّاً ضعيفاً. وزحف العسكرُ إلى العدوّ : مشوا إليهم في ثقل لكثرتهم ، ولقوهم. زَحْفاً. ومشى الزّحْفُ إلى الزّحْف والزُّحُوفُ إلى الزُّحوف. وتزاحف القوم ، وزاحفناهم. وأزحفَ لنا بنو فلان : صاروا زَحْفاً لقتالنا. ومَنْ أزحَفَ لكم : مَنْ يقاتلكم. ورجُلٌ زُحَفَة زُحَلَة : رَحّالٌ إلى قرب وليس بسيّاح ولا طيّاح في البلاد. وزَحْلَفه فتزحْلف. ولعبوا بالزُّحْلُوفة وبالزَّحاليف.

ومن المجاز : أزحفت الرّيح الشجر حتى زَحَف : حركتْه حركة ليّنة ، وأخذت الأغصان تزحَف. وسهم زاحف : يقع دون الغرض. وخرجوا يَقْرون مزاحف السّحاب : مصابّه ومواقع قَطْره. وناقة فيها زحاف وهو أن تكون سريعة الحَفَا. وفي البيت زِحاف وهو نقص في الأسباب ، وبيتٌ مُزاحَف ، وقد زُوحِفَ لأنّه تَنْحِيَةٌ عن السّلامة وزَحْلَفَة عنها ؛ وقال لبيد يصف حماراً :

وزالَ النَّسيلُ عن زَحاليف مَتْنه

فأصبَحَ مُمتَدَّ الطّريقَةِ قافِلا

زحل ـ ما لي عنه مَزْحَل : مَبعَد ، وقد زحلْت عنه. ودخل عليه فزَحَل له عن مكانه. وعَقَبة زَحُول : بعيدة. ورجل زُحَل وزُحَلَة : متنحّ عن الشيء.

ومن المجاز : أزحلتُ إليه الأمر : ألجأتُه إليه.

زخخ ـ للجَمْر زَخِيخ وهو شدّة بريقه ، وقد زخّ الجمر ، وانظر إليه كيف يَزِخّ. وزخّه في وهدة : دفعه فيها. وفي الحديث : «مثلُ أهلِ بيتي كمثل سفينة نوح مَنْ رَكِبَها نجا ومن تخلّف عنها غَرق وزُخّ في النّار». وزُخّ في قفاه.

ومن الكناية : هذه مِزَخّة فلان : لامرأته. ويروى لعليّ رضي الله تعالى عنه :

طُوبَى لمَن كانَتْ لهُ مِزَخّهْ

يَزُخّها ثمّ يَنَامُ الفَخّهْ.

وبات يَزُخّها : ينكحها.

زخر ـ بحر زاخر وزخّار ، وقد زَخَر زَخيراً : طما مدّه ، وتزخّر تزخُّراً وهو تملُّؤه ، و (أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها). وللماء زخارف : طرائق. وتقول : للأرض من وشي الرّياض زخارف ، وللماء من جَرْي الرّياح زخارف.

ومن المجاز : زخر القوم : جاشوا لحرب أو نفير ، وزخَرَتِ الحرب ؛ قال :

إذا زَخَرَتْ حَرْبٌ ليَوْمٍ عَظيمَةٌ

رأيتَ بحوراً من بحورِهِمُ تَطْمُو

وزخرَ النّبات : طال. وأخذت الأرضُ زُخارِيَّها إذا زَخَر نباتها ، وأخذ النّبتُ زُخارِيَّه. وكلُّ أمر تمّ واستحكم فقد أخذ زُخارِيَّه ، مثل عندهم. وتقول : النّبت إذا أصاب رِيّه أخذ زُخارِيّه. واكتهلت زواخر الوادي : أعشابه ؛ قال زهير :

فاعتمّ واكتَهَلَتْ زواخِرُهُ

بتَهَاوِلٍ كتَهاولِ الرَّقْمِ

قَصَرَ التّهاويل. وفَخَرَ فلان بما ليس عنده وزَخَر ، وفاخرت فلاناً وزاخرتُه ففخرتُه وزخرتُه : غلبتُه. ورجل زاخر : جَذْلان. وفلان بحر زاخر وبدر زاهر ؛ وهو من البحور أزخرُها ومن البدور أزهرُها ؛ ورأيتُ البحارَ فلم أرَ أغلبَ منه زَخْرة والجبالَ فلم أرَ أصلبَ منه صخرة.

زرب ـ رأيته قاعداً على زَرْبِيّة ، وله الزَّرابيّ الحِسان وهي القُطوع الحِيريّة وما كان على صَنْعتها. والغنَم في زَرْبها

٢٦٨

وزَريبتها وزُرُوبها وزَرائِبها ؛ قال الحماسيّ :

تَرَى رائِداتِ الخَيلِ حَوْلَ بُيوتِنا

كمِعْزَى الحِجازِ أعوَزَتها الزّرَائبُ

وزَرَبْتُ البَهْمَ في الزَّرْب والزِّرْب : أدخلته فيه فانزرب.

ومن المجاز : الصائد في زَرْبه وزرِيبته وهي قُتْرته شبّهت بزرب البهم ، وانزرب فيها ؛ قال رؤبة :

فباتَ والنّفسُ من الحِرْص الفَشِقْ

في الزَّرْبِ لوْ يمضَغُ شَرْياً ما بَصَقْ

المنتشر ؛ وقال ذو الرّمّة :

وبالشّمائِلِ مِن جَلّانَ مُقْتَنِصٌ

رَثُّ الثّيابِ خَفيُّ الشّخصِ مُنزَرِبُ

ويقال : حِبال الإخاء بينهم مَبْتوته وزرابيّ البغضاء دونهم مبثوثه ؛ قال الحماسيّ :

ونحنُ بَنُو عَمّ على ذاكَ بَيْنَنا

زرابيّ فيها بِغْضَة وتَنافُسُ

زرد ـ زَرَد اللّقمة وازدردها وتزرّدها. وهذا دواء صعب المُزْدَرَد. وتقول : قد تبيّن فيه الدَّرَد فأطعِمه ما يُزْدَرَد ؛ وزرّدتُه اللّقمة ؛ قال مُزرِّد :

فقلتُ تزَرّدْها عُبيد فإنّني

لِدُردِ الموالي في السّنينَ مُزَرِّدُ

وزرَد حلْقه : عصره. وهو زرّاد : خنّاق ، ومنه قيل للهَنِ الضيّق : الزَّرَدَان كأنّه يخْنُق. وزَرَد الدّرْعَ : سردها لأنّها حَلَق فيه ضيق. وهو زرّاد جيّد الزِّرادة. ولبسوا الزَّرْدَ والزَّرَدَ تسمية بالمصدر وفَعَلٌ بمعنى مفعول.

ومن المجاز : أخذ بمُزْدرده إذا ضيّق عليه كما يقال : أخذ بمُخَنَّقه. وزرّد فلان عينه على صاحبه إذا غضب عليه وتَجَهّمه ومعناه ضيّقها عليه لا يفتَحُها حتى يملأها منه. وظنّ فلان أنّي زُرْدة له أي أُكْلَة. وتقول للحالف : تزرّدْها حَصّاء وتزَبّدْها حذّاء.

زرر ـ حلّ زِرّه وأزراره ، وهو ألزم لي من زِرّي لعُروته. وزَرّ قميصه : شدّ زِرّه ، وزَرّر قُمصه : شَدّ أزرارها ، وأزَرّ قميصه وزرّره : جعله ذا أزرار. وزَرّ سِنانُ الرّمح يَزِرّ زريراً إذا وَبص ؛ قال أبو دؤاد :

أوْجَرْتُ عَمراً فاعْلَمُوا

خُرْصاً يَزِرّ لهُ وبيص

وإنّ عينيه لتزِرّانِ في رأسه : تتوقّدان.

ومن المجاز : زَرّ الشيءَ : جمعه جمعاً شديداً. وخرج يَزُرّ الكتائب بالسّيف : يَشُلّها. وزَرّه : عضّه ، وزارّه : عاضّه. وحِمارٌ مِزَرٌّ. وضربه فأصاب زِرّه وهو عُظيم كأنّه نصف جوزة تدور فيه الوابِلَة وهي رأس العَضُد. ويقال لضارب البيت : اجعل رأس العمود في الزّرّ وهو الخُشَيْبَة التي في أعلاه. وأعطاني الشيء بزرّه كما يقال : برُمّته. وأتاني القوم بزِرّهم. وإنّه لزِرّ من أزرار الإبل : لازم لها حسَنُ الرِّعية. وفي كلام هِجْرِس بن كُلَيب : أما وسيفي وزِرَّيه وفرسي وأذُنيه لا يدع الرجل قاتل أبيه وهو ينظر إليه ؛ ثمّ قتل جسّاساً ، وهما حَدّاه.

زرع ـ العبد يحرث والله يزرَع : يُنْبت ويُنَمّي (أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ).

ومن المجاز : زرع الله ولدَك للخير ، وأستزرِع اللهَ ولدي للبِرّ واسترزقه له من الحِلّ. وزرع الحُبَّ لك في القلوب كرمُك وحسنُ خُلُقك. وبئس الزرع زَرْع المذنب. وزرع الزّارع الأرض ، من إسناد الفعل إلى السّبب مجازاً. وازْدَرَع لنفسه ، وهذه مزرُعة فلان ومزرَعته ومزرِعته ومَزَارِعه ومُزْدَرَعُه وزَرّاعَته وزَرّاعاته. وزَارَعه على الثّلُث ونحوِه مُزَارَعة. وأعطني زُرْعة أزرع بها أرضي : بَذْراً ، ومنها قيل لفَرْخ القَبَجَة : الزُّرْعة. وفي أرضه زِرّيع كثير وهو ما ينبُت ممّا تناثَر من الحَبّ وقت الحصاد ، ويقال له : الكَاثُّ. وكأنّهم أولاد زارع وهي الكِلاب ؛ وأنشد الجاحظ لابن فَسْوَة :

ولَوْ لا دَوَاءُ ابنِ المُحِلّ وعِلمُه

هَرَرْتُ إذا ما النّاسُ هرّ كَليبُها

وأخرَجَ بَعدَ اللهِ أوْلادَ زارِعٍ

مُوَلَّعَةً أكْتَافُها وجُنُوبُها

٢٦٩

هو ابنُ المُحِلّ بن قُدامة كان يُدَاوَى من الكَلَب. والكَلِب يهِرّ كالكَلْب. ويقال : إنّ الكَلْبَ الكَلِب إذا عَضّ إنساناً ألقحه بِأجْرٍ صِغار فإذا دُووِي بال عَلَقاً في صُوَر الكلاب. وزُرع لفلان بعد شَقَاوة إذا استغنى بعد الفقر.

زرف ـ زَرّفْتُ على السّتّين : زِدتُ. وفلان يُزَرِّف في الحديث. وأتتْنا زَرافة من بني فلان وجاؤوا بزَرَافتهم. وطاروا إليه زَرافاتٍ وَوُحْداناً. وفي كتاب سيبويه : خلق الله الزَّرافة يَدَيْها أطوَلَ من رِجْلَيها ؛ وهي مسمّاة باسم الجماعة لأنّها في صورة جماعة من الحيوان ، وجاء بها ابن دُريْد مضمومة الزّاي وشكّ في كونها عربيّة.

زرق ـ في عينه زرَقٌ وزُرقة ، وزرِقتْ عينه وازرَقّتْ وازراقّتْ ، وعين زرقاء وعيون زُرْق. وزرقه بالمزراق.

ومن المجاز : سنان أزرق وأسنّة زُرْق. وماء أزرق ، ونطفة زرقاء ، وجِمام زُرْق ؛ قال يصف خمراً :

شِيبَتْ بزَرْقاء من قمراء تَنسجُها

في رأسِ أعيَطَ وَهْناً بَعدَ إعتَامِ

وقال زهير :

ولمّا وَرَدنا المَاء زُرْقاً جِمامُهُ

وضَعنَ عصِيّ الحاضِرِ المُتَخَيّمِ

وثريدة زُرَيْقاء تشبّه تفاريقُ الزّيت فيها بالعيون الزُّرق. ولا يُقاس الزُّرَّق بالأزرق وهو طائر بين البازي والشاهين ، والأزرق : البازي. وزَرقه ببصره : حدَجه. وزَرَق الطائرُ والسّبعُ بسلحه : رمى به. وخرجتْ عليهم الأزارِقة : قوم من الخوارج.

زري ـ أزريتُ به : قصّرتُ به وحقّرته ، وزريتُ عليه فعله : عبته وعنّفته. وازدرتْه عيني : احتقرتْه. وترك إكرامه إزراء به وازدِراء له وزِرايةً عليه ؛ قال النّابغة :

نُبّئْتُ نُعْماً على الهِجْرانِ زارِيَةً

سَقياً ورَعياً لذاكَ العاتِبِ الزّارِي

زعب ـ رُمح زاعبيّ ورماح زاعبيّة : نُسبتْ إلى رجل من الخزرج كان يعمل الأسنة ، عن المبرّد ، وقيل : هي العسّالة التي إذا هُزّتْ تدافعتْ كالسّيل الزاعب يَزعَب بعضُه بعضاً أي يدفعه ، وياء النسبة للنسبة إلى الزاعب لمعنى التشبيه به أو للتأكيد كياء الأحمريّ.

زعج ـ أزعجه من بلاده : خلاف أقرّه. وانزعج من مكانه. وامرأة مِزعاج : لا تقرّ في مكان.

زعر ـ فيه زَعَرٌ : قلّة شَعر وريش وتفرّقٌ حتى يبدوَ الجلد ؛ قال ذو الرّمّة :

كأنّها خاضِبٌ زُعْرٌ قَوَادمُهُ

أجْنَى لهُ باللّوَى آءٌ وتَنّومُ

وهو أزعر وهي زعراء ، وقد زَعِر وازعارّ.

ومن المجاز : مكان أزعر : قليل النّبات كقولهم : أكمة صلعاء. وزَعِر الرجل زَعَراً إذا ساء خلقه وقلّ خيره ، وخُلُق زَعِرٌ مَعِرٌ ، وفيه زَعَرٌ وزَعارة بالتخفيف والتشديد. وتقول : فلان تدَّعيه الدَّعارة وتشهد له الزَّعارة.

زعزع ـ زعزعتِ الرّيح الشجر وهو التحريك بشدّة ، وزُعزع الشيء وتزعزع ؛ قالت :

فوَ اللهِ لَوْلا اللهُ لا شيء غَيرهُ

لزُعزعَ من هذا السّريرِ جَوانبُهْ

وريحٌ زَعزَعٌ وزَعزاعٌ ورياح زعازع.

ومن المجاز : جرْيٌ زعزعٌ : شديد ؛ قال :

وبهِ إلى أخرَى الصّحابِ تَلَفُّتٌ

وبهِ إلى المَكْرُوبِ جَرْيٌ زَعْزَعُ

ونزلتْ به زعازع الدّهر : شدائده ؛ قال سليمان بن حُييّ البَوْلانيّ :

إنّا لتَحتَلّ الفَضاءَ بُيوتُنا

إذا زعزَعتْ مولى الذّليلِ الزّعازعُ

وزعزعتُ الإبلَ في السير فتزعزَعتْ : حثثتُها ؛ قال الأخطل :

وما خفتُ منها البَين حتى تزَعزَعتْ

هَماليجُها وازوَرّ عني دَليلُها

زعفر ـ زعفرَ الثوبَ : صبغه بالزّعفران ، وثوب مزعفَر. وتقول : لا يستوي الأعفر بالصَّريمه والمزعفَر ذو الصَّريمه والأسد ذو الجدّ والعزيمه.

٢٧٠

زعق ـ ماء زُعاق : ملح غليظ لا يُطاق شربه. ويروى لعليّ ابن أبي طالب رضي الله تعالى عنه يوم حُنين :

دونَكَها مُتْرَعَةً دِهَاقا

كأساً ذُعافاً مُزِجَتْ زُعَاقَا.

وبئر زَعِقة. وأزعق القومُ : هجموا عليها. وزعَق طعامَه : أفسده بكثرة الملح ، وطعام مزعوق وأكلته زُعاقاً. وزعَق به : صاح به صيحة مفزعة ، ونعق المؤذن وزعَق ، وسمعت نعْقة المؤذن وزَعْقته.

زعل ـ في الفرس والحمار زَعَلٌ شديد وهو النشاط والأشَر وهو زَعِلٌ ؛ قال :

زَعِل تمْسحُه ما يَستَقِرّ

وأزعلَه السِّمَنُ والرّعْيُ. وأصابَ المريضَ زَعَلٌ شديد وعَلَزٌ : اضطراب.

زعم ـ زعمَ فلان أنّ الأمر كيت وكيت زَعْماً وزُعْماً ومَزعَماً إذا شككتَ أنّه حقّ أو باطل وأكثر ما يستعمل في الباطل ، وزعَموا مطيّة الكذب. وفي قوله مَزاعم إذا لم يوثق به. وأفعلُ ذلك ولا زَعَماتِك ، وهذا القول ولا زَعَماتِك أي ولا أتوهم زعماتك ؛ قال ذو الرّمّة :

لقد خَطّ رُوميٌّ وَلا زعماتِه

لعُتْبَةَ خَطّاً لم تُطبَّقْ مَفاصِلُهْ

روميّ عريف كان بالبادية قضى عليه لعتبة بن طرثوث رجل كان يخاصمه في بئر وكتب له سِجلًّا. وتزعّم فلان : تكذّب. وزعَمتُ به : كفلتُ زَعامة (وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ). وهو زعيم بني فلان : لسيّدهم. وقد زعُم زَعامة.

ومن المجاز : زعِم فلان في غير مَزعَم : طمع في غير مطمع لأن الطامع زاعم ما لم يستيقنه ، وأزعمتُه أنا : أطمعته. وأمرٌ مُزعِم. وناقة زَعوم : ضبوث. وهو من أمراء الكلام وزعماء الحِوار.

زعنف ـ اجتمع الصّميم والزّعانف وهم الأدعياء وهي في الأصل أطراف الأديم وأجنحة السمك.

زغب ـ طار زَغَبُه وهو ما لان وصغر من الشعر والرّيش أوّل ما ينبت ، وزغِب الفرخُ : نبت زَغَبه ، وفرخ أزغبُ وأُزَيغِبٌ وفراخ زُغْب ورقبة زَغباء.

ومن المجاز : ما أعطاني زغَبَة ، وما أصبتُ منه زُغابة أي أدنى شيء. وقِثّاء زَغباء وقِثّاء زُغْب ، و «أُهدِيَ إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أجْرٌ زُغْبٌ».

زغزغ ـ زَغزَغ به : سخر منه. وزغزَغ كلامه : لم يلخّص معناه. يقال : لا تُزَغزغ الكلامَ وبيّنِ الحقّ.

زغف ـ صَبّ عليه الزَّغْفَة وهي الدّرع الواسعة ، ولبسوا الزَّغْف. وتقول : لا تشهدوا الزَّحف حتى تلبسوا الزَّغف.

زغل ـ صِبْية زغاليل : صغار. ويقولون : كيف زغلولك؟ إذا سألوه عن صغيره. وأزغلتَ يا فلان : دخلتَ في حكم الزّغاليل وصرت مثلهم. وقرأ مِسْعر على عاصم فلحن فقال عاصم : أزغلتَ يا أبا سَلَمة. أي صرت كالصّبيّ في لحنك. وزغَل الماءَ وأزغله : صبّه دفعة دفعة. وأزغلَتِ القطاة في حلْق فرخها زُغَلاً ؛ قال ابن أحمر :

فأزْغَلَتْ في حَلْقِه زُغْلَةً

لم تخطئ الجيد ولم تَشفَتِرّ

وأزغَلَ الشّاربُ الشّرابَ : مجّه ، ومنه المَزْغَلَة.

زفت ـ طلاه بالزّفت وهو القِير أو القطران ؛ قال طفيل :

وسُفعاً صُلِينَ النّارَ حَوْلاً كأنّما

طُلِينَ بِقَارٍ أوْ بزِفتٍ مُلمَّعِ

وزقٌ مزفَّت.

زفر ـ رأيته يَزفِر زَفْرة الثكلى ، وله زفير. وعلى ظهره زِفْر من الأزفار : حمل ثقيل يزفِر منه ، وقد زفره يزفِره : حمله. ولهم زوافر : إماء يحملن القِرَب.

ومن المجاز : هم زافِرته وزوافره : لعشيرته لأنّهم يزفرون عنه الأثقال ، وهو زافرُ قومه وزافرتهم عند السلطان : سيّدهم وحامل أعبائهم. ولمجدهم زوافر : أعمدة وأسباب تقوّيه ؛ قال الحطيئة :

فإنْ تَكُ ذا عزٍّ حَديثٍ فإنّهُمْ

ذوو إرْثِ مجْدٍ لم تخنهُ زَوَافرُهْ

وفرس شديد الزّوافر وهي الضّلوع ؛ قال يصف حمار الوحش :

٢٧١

ووَلّى يُطِنّ المرْوَ عن صَفحاتِه

من الحُقبِ هِمهيمٌ شديدٌ زَوافرُهْ

وبأيديهم الزّوافر أي القسيّ لزفيرها ؛ قال الكميت :

وكُنّا إذا ما الجَمعُ لم يَكُ بَينَنا

وبَينَهُمُ إلّا الزّوافرُ تَنحَبُ

من النّحيب. ودابة غليظ الجُفره عظيم الزُّفره ؛ وهي من قول الراعي :

حُوزِيّة طُوِيَتْ على زَفَرَاتِها

طيَّ القَناطرِ قد بَزَلنَ بُزُولا

وقول الجعديّ :

خِيطَ على زَفْرَةٍ فتَمّ وَلم

يرْجعْ إلى دِقّةٍ وَلا هَضَم

كأنّه زَفَر زَفْرة فطُبع على ذلك منتفِخ الجنبين. وفلان نوْفَلٌ زُفَرٌ : للجواد شُبّه بالبحر الذي يزفِر بتموّجه.

زفف ـ زفّ العروس إلى زوجها ، وهذه ليلة الزِّفاف. وزَفّ الظّليم وزفزف. وزفّتِ الرّيح وزفزفتْ زفيفاً وزَفْزفة وهي سرعة الهبوب والطيران مع صوت ، وريحٌ زَفْزَفٌ ، وزَفْزفتْه الرّيح : حرّكتْه. وبات مزفْزَفاً ؛ وأنشدني سلامة بن عيّاش الينبعيّ بمكّة يوم الصّدَر :

فبِتُّ مُزَفزَفاً قد أنشبتَني

رَسيسَةُ وِرْدِ بَينِهُمُ أُحَاحَا

لعلْمي أنّ صرْفَ البينِ يُضْحي

يُنِيلُ العَينَ قرّتها لِمَاحَا

واستزفّه السّيل : ذهب به. وألين من زِفّ النّعام.

ومن المجاز : زَفّوا إليه : أسرَعوا. ويقال للطائش الحلم : قد زَفّ رألُه. وجئته زَفّة أو زفّتين : مرّة أو مرّتين وهي المرّة من الزّفيف كما أن المرّة من المرور.

زفل ـ جاؤوا أزْفَلَةً وأجْفَلَةً وبأزْفَلَتهم وأجْفَلَتِهم : بجماعتهم ؛ قال :

إنّي لأعْلَمُ ما قَوْمٌ بأزْفَلَةٍ

جاؤوا لأخبر من لَيلى بأكْيَاسِ

جاؤوا لأخبر من لَيلى فقُلتُ لهمْ

لَيلى من الجنّ أم ليلى من النّاسِ

زفن ـ الصوفيّة زَفّانة حَفّانة ، يزفنون : يرقُصون ، ويحفِنون : يجرفون الطعام بحَفناتهم. وامرأة زافنة : تكفي الرجل المؤونة عند الجماع ؛ قال :

سَبَيْنا زَوافنَ من حِمْيَرٍ

إلى كلّ شهباء مثل القمرْ

وناقة زَفون : زبون. ودنوتُ منه فزفَنني : دفعني عنه.

زفي ـ الحادي يَزْفي المطيّ : يسوقها.

ومن المجاز : زَفَتِ الرّيحُ السّحابَ والترابَ. والأمواج تَزفي السفينة. والمحتضَر يَزفي بنفسه : يسوقها.

زقف ـ تزقّف اللّقمةَ وازدقفها : ابتلعها.

ومن المجاز : تزقّف الكرةَ بالصولجان. وقال أبو سفيان لبني أميّة : تزقَّفوها تزقُّف الكرة ، يعني الخلافة.

زقق ـ زقّق مسكَ الشّاة ؛ قال الطرِمّاح :

فلوْ أنّ بُرْغوثاً يزَقِّقُ مَسكَه

إذاً نَهِلَتْ منْهُ تَميمٌ وعَلّتِ

وما هو إلّا زِقٌ منفوخ. وطاف في أزقّة مكّة. والطائر يزُقّ فرخه.

ومن المجاز : ما زلت أزُقّه العلم. ومات لأعرابيّ أخ فلم يحضر جنازته وقال : إنّه كان والله قَطّاعاً زَقّاقاً جَرْدَبيلاً أي يقطع اللّقمة بأسنانه ثمّ يغمسها في الأدم ويشرب الماء وفي فيه الطعام ويحفظ اللحم بشماله لئلّا يأكله غيره.

زقل ـ زَوْقَلَ العمامة : أرخى طرفيها من ناحيتي رأسه. وأخرجوا الزّواقيل من تحت العمائم والقلانس وهي الشعور التي يخرجونها تحتها.

زقم ـ تقول : من أنكر أن يقوم أطعمه الله تعالى الزَّقُّوم. ويقال : إن أهل إفريقية يسمّون الزُّبد بالتّمر : زَقُّوماً وهو من قولهم : إنّه ليزقم اللّقم ويتزقّمها ويزدقمها : يبتلعها. وبات يتزقّم اللّبن إذا أفرط في شربه.

زقو ـ سمعتُ زُقاء الديك والهامة والصبيّ. وزَقَى زَقْية واحدة. و «أثقل من الزَّواقي» وهي الدّيَكة أو أصواتها

٢٧٢

كالرّواغي في جمع الراغية بمعنى الرُّغاء لأن زُقاءها يثقل على الأحبّة والسُّمَّار ؛ وقال :

فإنْ تَكُ هامَةٌ بِهَرَاةَ تَزْقُو

فقَد أزْقَيتَ بالمرْوينِ هامَا

زكر ـ معه زُكْرة من خمر أو خلّ وهي وعاء من أَدَم.

ومن المجاز : تزكَّر بطنُه : امتلأ حتى صار كالزُّكْرة. وزكَّر القِربةَ ووكَّرها : ملأها.

زكم ـ به زُكام وزُكْمَة وقد زُكم فهو مزكوم.

ومن المجاز : زَكَمَ بالنّطفة : حذف بها كمخطة المزكوم. ولفلان زُكْمَةُ سوء أي ولد غير صالح. وهو ألأم زْكْمَةٍ في الأرض أي أحقر نطفة. ولعن الله أُمّاً زَكَمَتْ به. ويقال للعِجْزَة : هو زُكْمَة ولد أبويه.

زكن ـ رجل ذَهِنٌ زَكِنٌ : فرّاس ، وفيه زَكَنُ إياس ، وهو «أزكن من إياس». وفي كلام سيبويه : وتقول لمن زكِنتَ أنّه يقصد مكّة : مكّةَ واللهِ. ويقال : قد زَكِنتُ بك كذا وأزكنتُ. وغفل عن الشيء فأزكنته : فطّنته ، وزاكنتُه : فاطنته ؛ وقال قَعنب :

ولَنْ يراجعَ قَلبي حُبُّهم أبَداً

زَكِنْتُ منهم على مثلِ الذي زَكِنُوا

فضمنه معنى وقفت واطّلعت ، ورُوي : زكِنتُ من بغضهم مثل ... وعن ابن دَرَسْتَوَيْه : زكِن فلان وزكَّن : حزَر وخمّن ، وفلان زَكِنٌ ومُزكِّن وصاحب إزكان.

زكو ـ زرعٌ زاكٍ ومالٌ زاكٍ : نامٍ بيّن الزَّكاء ، وقد زَكَا الزّرعُ وزَكَتِ الأرضُ وأزكتْ ، وأزكى الله مالك وزكّاه. ويقال : أخَساً أم زَكاً.

ومن المجاز : رجلٌ زَكِيٌ : زائد الخير والفضل بيّن الزّكاء والزّكاة. (وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا وَزَكاةً). وقوم أزكياء ، وقد زَكَوْا. وزكّى نفسه : مدحها ونسبها إلى الزّكاء. وزكّى الشهودَ : عدّلهم ووصفهم بأنّهم أزكياء ، وزكّاه فتزكّى ، وتزكّى فلان : طلب أن يُعدّ في الأزكياء. وزكّى الرجلُ مالَه تزكية : أدّى زكاته لأنّه ينميّه بما يبارك الله له فيه (يَمْحَقُ اللهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ). وهو مُصَدِّق بني فلان ومُزكّيهم : آخذ صدقاتهم وزكواتهم ، وقد زكّاهم وصدّقهم ، وتزكّى الرجل : تصدّق. ولفلان عمل زاكٍ ، وقد زكا عمله إذا فضل.

زلج ـ مكان زَلَجٌ وزَلْجٌ : زَلَقٌ ؛ وقد زَلجَتْ رجله تَزْلِج زُلُوجاً وتزلّجتْ ، وهذه مَدْحَضة تزلِج فيها الأقدام ، وأزلج قَدَمَه. وأزلجَ الباب : علّقه بالمِزلاج. ويقال : المِزلاج يُعلَّق به الباب ولا يُغَلَّق.

ومن المجاز : زلَج الماءُ عن الحنجرة ؛ قال ذو الرّمّة :

حتى إذا زَلجَتْ عن كلّ حنجرَةٍ

إلى الغَليلِ ولم يَقصَعنَهُ نُغَبُ

وسهم زالجٌ : يزلج على وجه الأرض ثمّ يمضي ، وأزلجه صاحبه ، وفي مثل : «لا خيرَ في سهم زَلْجٍ». وزلَج في مشيه : أسرع. وزلَج من فيه كلام ، وزلّج من فيه كلاماً ثمّ ندم عليه. وتقول : ربّ كلمة عوراء زلجَتْ من فيك ثمّ زَلَّجَتْ قدَمَك في مقام تلاقيك. ورجل مزلَّج : لئيم مدفَّع عن المكارم مزلَّق عنها. ومنه عيش مزلَّج وعطاء مزلَّج وحُبٌ مزلَّج : دونٌ.

زلخ ـ مكانٌ زَلْخٌ : دحضٌ ؛ قال يصف ساقيَ إبل وقع في البئر :

قامَ على مترَعةٍ زَلْخٍ فزَلّ

يا لَيتَهُ أصْدرَها فيها غُلَلْ

ولم يُدَلِّ رِجْلَهُ حَيثُ نَزَلْ

وتقول : رمى الله بالزُّلَّخَه مَن طعن في المشيخه ؛ وهي وجع في الظّهر لا يتحوّل من شدّته ؛ قال :

كأنّ ظَهري أخَذتهُ زُلَّخَهْ

لمّا تَمَطّى بالفَرِيّ المِفضَخَهْ

تَفْضَخ الظّهر لثقلها.

زلز ـ أخذه عَلَزٌ وزَلَزٌ : قلق.

زلع ـ تزلّعتْ يده : تشقّقت. ويقال : في ظاهر يده زَلَع وفي باطنها كَلَع ؛ وهما الشُّقاق.

زلف ـ له زُلفة وزُلفَى ، واحتمل فلان الكُلَف حتى نالَ الزُّلَف. وأزلفته : قرّبته ، وأزلفني كذا عند الأمير ، وازدلف

٢٧٣

إليه : اقترب ؛ قال :

وكلّ يوْمٍ مضَى أوْ لَيلَةٍ سَلَفتْ

فيها النّفوسُ إلى الآجالِ تزْدلِفُ

ومضت زُلْفة من اللّيل وهي الطائفة. وأقاموا بالمزالف والمزارع وهي القرى بين البرّ والرّيف ؛ قال المرقِّش :

دِقاقُ الخُصُورِ لم تُعَفِّرْ قُرُونَها

لشجوٍ ولم يحضرْنَ حُمّى المزَالِفِ

وسِرنا مزالف حتى طوَينا المتالف ؛ وهي المراحل. والدّليل يُزلفُ النّاس : يُزعجهم مَزْلَفة مَزْلَفة.

زلق ـ مكانٌ زَلَقٌ ومَزْلَقَةٌ ، (صَعِيداً زَلَقاً). وزلّقَ المكانَ : ملّسه حتى صار مَزلقة.

ومن المجاز : أزلقَتِ الرَّمَكةُ : أسقطت ، وهي مزلاق وولدها زليق. وزلَقَ رأسه وزلّقه : حلقه وملّسه ، ورأسه محلوق مزلوق. وتزلّق الرّجُلُ : صنَّع نفسه بالأدهان. ونظر إليه نظراً يُزلِق الأقدام.

زلل ـ زَلّ عن الصخرة وفي الطين زَليلاً. وهذه مَزَلّة ومَزِلّة من المزالّ. وسِمْعٌ أزَلُ. وامرأة زلّاء. وزلزَلَ اللهُ الأرضَ زُلْزالاً وزَلزالاً وزِلزالاً.

ومن المجاز : زلّ في قوله ورأيه زَلّة وزَللاً. وأزلّه الشيطان عن الحقّ واستزلّه. وزلّ من الشّهر كذا : مضى. وزلّ الفرسُ زَليلاً : أسرع ؛ قال :

فزلّ ولم يُدركنَ إلّا غُبارَهُ

كما زَلّ مِرّيخٌ عليه مناكِبُ

ريش القُدامَى. وزلّ السهم عن الرميّة ؛ قال :

وحَصْداءَ كالنِّهْي مَسرُودَةٍ

تزِلّ المَعابِلُ عَنها زَلِيلا

وزلّتِ الدّراهم : نقصت في وزنها زُلولاً ، ودينار زالّ ، وعن بعض العرب : من دنانيرك زُلَّلٌ ومنها وُزَّنٌ. وزَلّ الماء في الحلق. وماء زُلال : صافٍ يزِلّ في الحلْق ، ومنه : ذهب وفضّة زُلال ؛ قال ذو الرّمّة :

كأنّ جُلودَهنّ مُمَوَّهاتٌ

على أبشارِها ذَهَباً زُلالا

أي مشرَبات ماء ذهب صافٍ. وأزَلّ إليه نعمةً ، ومنه : اتّخذ فلان زَلّةً : صنيعاً. وزلّ عن منزلته. وجاء بالإبل يُزلزلها : يسوقها بعنف. وأصابته زَلازِل الدّهر : شدائده.

زلم ـ استَقسِموا بالأزلام وهي القِداح. والزَّلَم والقلَم واحد. (وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ) (إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ) وهما فَعَلٌ بمعنى مفعول من زَلمه وقَلَمه إذا قطعه. يقال : زَلَمَ أذنه وأنفه زَلْماً. وهذا العبد زُلْماً : قَدّاً وتقطيعاً أي قدُّه قدّ العبيد. ويقال : زَلْمَةٌ وزُلْمَةٌ. وقال رجل من بني سعد لرجل من محارب : اذهب فأنتَ والله العبد زُلْمَةً ، يعني لا شكّ في عبوديّتك ولم يخطئك شكل العبيد. وعنز زَلْماء زَنْمَاء ، وزَلِمَةٌ زَنِمَةٌ : في حلقها زَلَمَة وفي أذنها زَنَمَة. وقد زلّمتها وزنّمتها وهي هَنَة من جلدها تُزْلم أي تُقطع وتترك معلّقة كما عُلّقت الزَّنَمتان خلقةً في حنك بعض المِعزَى وهما هَنَتان كالقُرطين تَنوسان وهي من أكرم المعزى وأعزّها.

ومن المجاز : قول لبيد يصف البقرة :

حتى إذا حسرَ الظّلامُ وأسفرَتْ

بكَرَتْ تَزِلّ عنِ الثّرَى أزْلامُها

أراد قوائمها وجعلها أزلاماً لقوّتها وصلابتها ؛ كما قال رُشَيْد :

باتَ يُقاسِيها غُلامٌ كالزَّلَمْ

وقال المتنخّل :

حلْو ومرّ كعَطفِ القِدحِ مِرّتُه

وقال الطّرِمّاح :

فتَوَلّى وَهوَ مُسْتَوْهِلٌ

تَرْتَمي أزْلامُهُ بالرَّغَام

زمت ـ رجل زِمِّيتٌ وزَميتٌ بيّن الزَّماتة من رجال زُمَتاء. وقد زَمُتَ فلان وتَزَمَّتَ : توقّر. وتقول : ما فيه زَماته إنمّا فيه زَمانه.

زمجر ـ سمعتُ لفلان زمجرةً وصَخَباً وزجراً ، وهو ذو زماجر وزماجير ، ويجوز أن تكون ميمها مزيدة.

زمخ ـ فلان زامخ : شامخ بأنفه ، وأنوف زُمَّخ : شُمَّخ.

ومن المجاز : جبال لها أنوفٌ زُمَّخ. ونيَّة زَموخ : بعيدة ،

٢٧٤

وسار عُقْبَةً زَموخاً ؛ قال رجل من هذيل في بعير شرد له :

لكَ اللهُ عندي صحبةٌ وكرامَةٌ

وقَيدٌ وَثيقٌ في الضَّريعِ الأباهر

اليُبَّس ، جمع الأبهر.

وحملٌ ثَقيلٌ بَعدَ ذاكَ وعُقْبَةٌ

زَموخٌ وحادٍ في الرِّقاقِ قُراقِر

صَيّاح. وكَيْلٌ زامخ : وافر ؛ قال :

حتى إذا ما مَلّتِ المُنَاوِخَا

كالَ لهَا بالوَزْنِ كَيْلاً زَامخَا

أي كال لها السّير.

زمر ـ صبيّ زَمِرٌ : زَعِرٌ قليل الشّعر ، وشاة زَمِرَة ، وغنم زَمِراتٌ ، وشعر زَمِرٌ. وجاؤوا زُمَراً : جماعات في تفرقة بعضها في إثر بعض. والزَّمّار يَزمُرُ ويَزمِرُ في المِزمار : ينفخ فيه.

ومن المجاز : فلان زَمِرُ المروءة. وعطيّة زَمِرة. واستزمر فلان عند الهوان : صار قليلاً ضئيلاً ؛ وأنشد الأصمعيّ :

إنّ الكَبيرَ إذا يُشافُ رَأيتهُ

مُبْرَنْشِقاً وإذا يُهانُ استزْمَرَا

وللظَّليم عِرار ، وللهَيقة زِمار. وقد زمَرَتْ تزمِر. وأُتي الحجّاج بسعيد وفي عنقه زَمّارة وهي السّاجور استعيرتْ للجامعة ؛ قال :

لَهُ مُسْمِعانِ وزَمّارَةٌ

وظلٌّ مَديدٌ وحصْنٌ أمَقّ

مُسمِعاه : قيداه ، ألغز فخيّل أنّه يصف ملِكاً وهو يعني المسجون. ويقال للحسن الصّوت : لقد أوتيَ من مزامير آل داود ، وهو جمع مزْمار ، كأنّ في حلقه مزاميرَ ، لطيب صوته ، أو جمع مزمور من مزمورات داود عليه‌السلام. وزمَر بالحديث : بثّه وأفشى ذكره. وزَمَر فلاناً بفلان : أغراه به.

زمع ـ الأرنب تمشي على زَمَعاتها وزَمَعها وهي زوائد وراء الأرساغ. ويقال : فرس وطفاء الزَّمَع ؛ قال دريد :

قَوْداء وَطْفاء الزَّمَعْ

كأنّها شاةٌ صَدَعْ

وأصابه زَمَع : رِعدة من الخوف أو النّشاط ، يقال : زمِع زَمَعاً. ورجل زَميع بَيّن الزَّماع وهو الذي إذا أزمَع لم يثنه شيء ، وقوم زُمعاء ، وأزمع الأمرَ وأزمع عليه إذا ثبت عزمه على إمضائه. وتقول : فلان قلبه زَميع ورأيه جميع.

ومن المجاز : بدت زمَعاتُ الكَرْم وهي الأُبن في مخارج العناقيد. وقد أزمعت الحَبلة. وهو من الرَّعاع والزَّمَع.

وأزمَعَ النّباتُ إذا لم يَستوِ وكان متفرّقاً قِطَعاً.

زمك ـ أفلت المُكّاء ونُتِف الزِّمِكّاء ؛ وهو أصل الذّنب ، ممدود ومقصور.

زمل ـ زملتِ القوسُ ، ولها أزْمَلٌ : صوت. والسُّقاة يَزْمِلُون ، ولهم زَمَلٌ وهو الرَّجَزُ ، وتزاملوا : تراجزوا ؛ قال :

لَنْ يُغلَبَ النّازعُ ما دامَ الزَّمَلْ

فإنْ أكَبّ صَامِتاً فقَد خَمَلْ

وسمعتُ ثَقيفاً وهذيلاً يتزاملون ، ويسمّونه الزَّمَلَ. وتقول : امرأة أزْمَلَة ، وعيالات أزْمَلَة : جماعة كثيرة. وزمّلوه في ثيابه ليعرَق ، وتزمّل هو : تلفّف فيها. ورجل زُمَّلٌ وزُمَّيْلٌ وزُمَّيْلَةٌ : رَذْل جبان يتزمّل في بيته لا ينهض للغزو ويكسل عن مُساماة الأمور الجسام. وزَمَل الشيءَ : حمله ، ومنه الزّاملة والزّوامل التي يُحمل عليها المتاع ، وتقول : ركب الراحلة وحَمل على الزّامله. وزمَلْتُ الرّجل على البعير ، وزاملتُه : عادلته في المحمل. وكنت زَميله : رديفه. وقطعتُ الأديم بالإزميل وهو شفرة الحذّاء.

ومن المجاز : ما نحن إلّا من الحَمَلة والرُّواه وزوامل القلم والدّواة. وأنت فارس العلم وأنا زميلك.

زمم ـ زمَمتُ بعيري أزُمّه ، وبعير مزموم ، وزمّمتُ الجِمال ، وإبل مزمَّمة : مخطَّمة. وزمزَمَ العلجُ عند الأكل والشرب وهو صوت مبهم يديره في خياشيمه وحلْقه وهو مُطْبِقٌ فاه لا يُعمِل لساناً ولا شفة. والرّعد يُزَمزم ؛ قال :

يَهِدّ بَينَ السَّحْرِ والغَلاصِم

هَدّاً كَهَدّ الرّعدِ ذي الزّمازِم

وسمعتُ زَمازِم الرّعد وزمازِم النّار. وفي مثل : «حَوْلَ الصِّلِّيان الزّمزَمة» لأن الصِّلِّيان يُقطع للخيل التي لا تفارق

٢٧٥

الحيّ مخافة الغارة فهي تُزمزم حوله وتُحَمحِم ، ورُوي الزِّمزمة ، بالكسر ، وهي الجماعة. وزَمّ الزّنْبورُ يَزِمّ زَميماً : صوّت.

ومن المجاز : هو زِمام قومه وهم أزِمّة قومهم ؛ قال ذو الرّمّة :

بني ذَوْأَدٍ إنّي وَجدتُ فوَارِسِي

أزِمّة غارَاتِ الصَّباحِ الدّوالِقِ

الدَّلْقة : الدّفعة الشديدة. وألقى في يده زِمام أمره ، وهو يُصرّف أزمّة الأمور. وما تكلّمتُ بكلمة حتى أخطِمَها وأزُمّها. وزَمّ النّعلَ وأزمّها : جعل لها زِماماً. وهو على زِمام من أمره : على شرَف من قضائه ، وهو زِمام الأمر أي مِلاكه. وزَممتُ القوم : تقدّمتهم ، وزَمّتِ النّاقةُ الإبلَ كانت زماماً لها تتقدّمها ؛ قال ذو الرّمّة :

مَهْرِيّةٌ بازِلٌ سَيرُ المَطيّ بِها

عَشيّةَ الخَمْسِ بالمَوْماةِ مَزْمُومُ

وقال أيضاً :

تَزِمّ بيَ الأُرْكُوبَ أدْماءُ حُرّةٌ

نَهوزٌ وإن تَستذمِلِ العِيسَ تذمُلِ

وقال أيضاً :

كأنّي ورَحْلي فوْقَ سَيّدِ عانَةٍ

من الحُقبِ زَمّامٌ تَلوحُ مَلاحِبُهْ

آثارُ حوافره بالأرض. وزمّ بأنفه عني : رفع رأسه كِبْراً ، ورأيتُه زامّاً : شامخاً لا يتكلّم. والذئب يأخذ الشاة فيذهب بها زامّاً : رافعاً رأسه. وزمّ نابُ البعير ، وزمّ بأنفِه إذا نجَم ؛ قال ذو الرّمّة :

خدَبُّ الشَّوَى لم يَعدُ في آلِ مُخْلِفٍ

إنِ اخضَرّ أوْ إنْ زَمّ بالأنفِ بازِلُهْ

وملأ سِقاءه حتى زَمّ زُمُوماً أي فاض وطلع من جوانبه ، وزمَمتُه : ملأتُه. وداري زَمَمَ داره. ولا والذي وجهي زَمَمَ بيته ما كان كذا ؛ وقال :

فقلتُ لأصْحابي هَلِ النّارُ منكُمُ

على زَمَمٍ أوْ قصْد أرْضٍ نُريدُها

وخرجتُ معه أُزامُّه وأخازمُه : أعارضه ، ومنه الزَّمَمُ.

زمن ـ خلا زمن فزمن ، وخرجنا ذاتَ الزُّمَين ؛ وأنشد أبو زيد لمَعقِل بن رَيحان :

فكأنّ دَمعَكَ إذ عَرَفتَ مَحلّها

ذاتَ الزُّمَينِ فَضَا جُمَانٍ مُرْسَلِ

الفضا : المتبدّد. وأزمن الشيءُ : مضى عليه الزّمان فهو مزمِن. وأزمن الله فلاناً فهو زَمِن وزَمين ، وهم زَمَنة وزَمْنَى ، وقد زَمِنَ زَمَناً وزَمانة. وتقول : معي نِكايات الزّمن ، وشِكايات الزّمن.

ومن المجاز : أزمَنَ عنّي عَطاؤك : أبطأ عليّ ؛ قال الكُميت :

للنّسوَةِ العاطِلاتِ والصّبيَةِ الْ

مُزْمِنِ عنهُم ما كان يكتسبُ

وفلان فاتر النّشاط زمِن الرّغبة.

زنجر ـ زنجر فلان لفلان إذا قرع بظُفُر إبهامه ظُفُرَ سبّابته ، يريد ولا أُعطيك مثل هذا.

وأرْسَلْتُ إلى سَلْمَى

بأنّ النّفْسَ مَشغُوفَهْ

فَما جادَتْ لَنا سَلْمَى

بزِنجِيرٍ وَلا فُوفَهْ

تقول : طلبت العدل من سنجر فما فوّف ولا زنجر.

زند ـ زَنَدَ النّارَ يزنُدها : قدحها.

ومن المجاز : قولهم للحقير : «زَنْدَانِ في مُرَقَّعَة» وهما الزَّنْد الأعلى والزَّنْدَة السّفلى. وزَنَدُوا نارَ الحرب ؛ قال الكميت :

إذا زَنَدُوا ناراً ليَوْمِ كَريهَةٍ

سَبَقْنا إلى إيقادِها مَنْ تَنَوّرَا

وفلان زَنْدٌ : متين ، ومُزَنَّد : بخيل لا يَبِضّ بشيء. وعطاء مزنَّد : قليل مضيَّق. وثوب مزنَّد : ضيّق العرْض قَصِيف. ومَزَادَةٌ مزنَّدة : دقيقة في طول بينما ترى فيها شيئاً إذ لا شيء فيها. وتَزَنّدَ في أمر كذا : تَضيّق وحرِج

٢٧٦

صدرُه. وسألتُه مسألة فتزنّد إذا ضاق بالجواب وغضب ؛ قال عديّ :

إذا أنتَ فاكَهتَ الرّجالَ فلا تَلَعْ

وقلْ مثلَ ما قالُوا ولا تَتَزَنّدِ

الوَلْعُ : الكَذِب وقد وَلَعَ يَلَعُ. وللفرس مَنْخَر لم يُزنَّد : لم يُضيّق حين خُلِق ؛ قال طلْق بن عديّ :

ومنخَر إذْ قُيّضَ لم يُزَنَّد

وفلان واري الزِّناد «وكابي الزِّناد». و «ورِيتْ بك زِنادي» وأنا مُقتدِح بزَنْدك وكلّ خير عندي من عِنْدك. وما رأيتُ من يديها إلّا كَفّيْها وزَنْديها وهما عَظْما السّاعد شُبّها بزَنْدَي القَدْح.

زنر ـ شدّ الزُّنّار أو الزُّنّارة على وسطه. وتزنّر النّصرانيُّ. وتقول : رمى الله تعالى بالزنانير أصحابَ الزّنانير ؛ أي بالحصى.

ومن المجاز : تزنّر الشيءُ : دقّ حتى صار كالزُّنّار. وزنّر إليّ بعينه وزنّرَتْ عينُه إذا دَقّقَ النّظر.

زنق ـ زنَق الفرسَ الجموحَ إذا جعل حلْقة في جِلْدَةٍ تحت الحَنَك الأسفل ، فيها حبل يُشدّ في رأسه وهو الزِّنَاق ، وجاء يقوده بالزِّناق. وزنقه : شكله في القوائم الأربع بزناقه : بشِكاله.

ومن المجاز : لأقودَنّك بالزِّناق إلى موقف الوِفاق. ورأيٌ زَنيق : مُحكم. وتقول : هذا تدبير أنيق ورأي زنيق.

زنم ـ له عَنْزٌ مزنَّمَة وذاتُ زنَمَتَين.

ومن المجاز : وضع الوَتر بين الزَّنَمَتَين وهما شرْخا الفُوق. وفي فلان زَنَمة خير وزَنَمَة شرّ : علامة. وفلان زَنيم ومزَنَّم : دَعِيّ معلَّق بمن ليس منه ؛ قال :

زَنيمٌ تَداعاهُ الرّجالُ زِيادَةً

كما زِيدَ في عَرْضِ الأديمِ الأكارعُ

وهم يقتَفُون المُزَنَّم وهو ما صَغُر من النَّعَم لأن التزنيم يكون في حال الصِّغَر.

زنن ـ فلان يُزَنّ بكذا : يُتّهَم به ، وزنَنتُه به وأزنَنتُه. وقلتُ مرّة لبعض أشياخي : إن فلاناً يُبَخَّلُ وكان أبوه مُبَخَّلاً ، فقال : حَامَى على أمّه أن تُزَنّ بغير أبيه ، وهو من الكلام المتَبَاري في الحسن لفظُه ومعناه. وتقول : أبو زَنّه شرّ منه أخو زَنّه ؛ وهو الذي زُنّ زَنّة أي اتُّهم اتّهامة.

زني ـ هو زانٍ بَيّن الزِّنا والزِّناء بالمدّ والقصر ؛ قال الفرزدق :

أبا خالِدٍ مَنْ يَزْنِ يُعْلَمْ زِنَاؤهُ

ومَن يَشرَبِ الخُرْطوم يُصبحْ مُسكَّرَا

قال الفرّاء : المقصور من زَنَى والممدود من زانى. يقال : زاناها مُزاناةً وزِناء. وخرجت فلانة تُزَاني وتُباغي ، وقد زَنَى بها ، وجمع بين الزُّناةِ والزّواني. وزَنّاه تزنِيَة : نسبه إلى الزِّنا. وهو ولدُ زَنْية وزِنْية ، وإنّه لِزنية ، بالفتح والكسر. وتقول : ما كلّ نازٍ بزانٍ.

زوج ـ هو زوجها وهي زوْجه وزوجته ، وهما زوجان ، وله عدّة أزواج وزوْجات. وله زوجان من حمام وزوجا حَمام. واشتريتُ زوجَي نعال. وخلق اللهُ النّبات أزواجاً : أصنافاً وألواناً (وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِ زَوْجٍ) : من كلّ لون. وهذا زوجُه أي قرينُه ؛ أنشد ابن الأعرابيّ :

لنا نَعَمٌ لا يَعْتَرِي الذّمُّ أهلَها

سواءٌ علَينا ذاتُ زَوْجٍ وطالِقُ

أي ذات ولَد ومنفردة (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ) : وقرناءهم ، وزوّجتُ إبلي : قرنتُ بعضها ببعض. (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ). وتزوّجْتُ فلانة وبفلانة ، وزوّجنيها فلان وزوّجني بها. (وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ). وتزوّج في بني فلان ، وتزوّجتُ فيهم ، وبينهما حقّ الزَّواج والزَّوجيّة. والهديل يزاوج العِكْرِمة.

ومن المجاز : تزاوجَ الكلامان وازدوجا. وقال هذا على سبيل المزاوجة والازدواج. وأزوجَ بينهما وزاوج.

زود ـ هم مِلاء المزاود ، وما في مِزودي كفُّ سويق. وتزوّد منّا فلان.

ومن المجاز : التقوى خيرُ زاد ، وتزوّدوا من الدنيا للآخرة. وهو زاد الرَّكب وهم أزواد الركب. وزوّدته كتاباً إلى فلان ، وتزوّد من الأمير كتاباً إلى عامله. وتزوّد مني طعنة بين أذنيه وسِمَةً فاضحة بين عينيه. وتقول : هيهات إن زُبَيْده لا تُشَبَّه بزُوَيْده ؛ وهي امرأة من المهالبة.

٢٧٧

زور ـ زرته زوْراً وزيارة ، وأزرته غيري ، واعفوني عن الزِّيارات. وفلان مَزُور غير زوّار. وأقبلَتِ المُزْدارَةُ ، وهم زوّار قبر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم. واستزرته فزارني وازدارني ، وهم يتزاورون ، وبينهم تزاوُر. وهو زَوْرُ صدقٍ ، وزَوْرٌ كريمٌ ، وهي وهم وهنّ زَوْر ؛ قال :

ومشْيهُنّ بالكَثيبِ مَوْرُ

كما تهادَى الفَتَياتُ الزَّوْرُ

وزوّروا صاحبهم تزويراً إذا أكرموه واعتدّوا بزيارته. وتقول : استضأتُ بهم فنوّروني وزرتهم فزوّروني ؛ وقال الكميت :

وجَيشٍ نَصِيرٍ جاءنا عن جَنابَةٍ

فكان علَينا وَاجِباً أنْ يُزَوَّرَا

وهو زِيرُ نساء ، وفتيَةٌ أزْوارٌ. وفي صدره زَوَرٌ : اعوجاج. ورجل أزْوَرُ. وازورّ عنه وتزاور وازْوَارَّ (تَتَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ). وهو شاهد زُور. وما له زُور ولا صَيّور : قوّة رأي ، وما في هذا الحَبْل زَوْر. وفرس عظيم الزَّوْر وهو أعلى الصّدر. وزوّر الطائرُ : أكل حتى ارتفع زوْره. وزوّرتَ عليّ : قلتَ الزُّور.

ومن المجاز : زوّر الحديثَ : ثقّفَه وأزال زَوَرَه أي اعوجاجه. وتزوّرَه : زوّره لنفسه ؛ قال :

أبلِغْ أمِيرَ المؤمنينَ رِسالَةً

تزَوّرْتُها من مُحكماتِ الرّسائلِ

وألقى زَوْره : أقام. وكلمة زَوْراء : دنيّة معوجّة. ومنارة زَوْراء : مائلة عن السَّمْت. ورمى بالزَّوْراء : بالقوس. وفَلاةٌ زَوْراء : بعيدة. وهو أزور عن مقام الذّلّ. وتقول : قوم عن مواقف الحقّ زُور ، فعلهم رياء وقولهم زُور ؛ وما لكم تعبدون الزُّورَ وهو كلّ ما عُبد من دون الله. وأنا أُزيركم ثنائي ، وأزرتكم قصائدي.

زوق ـ أنت «أثقلُ عليّ من الزّاووق» وهو الزئبق. يقال : درهم مُزَأبَقٌ ومزوَّق بمعنى ، ومنه : زَوَّقوا المساجد : زيَّنوها بالنّقوش لأن النّاقش يجعله في أصباغه. ويقال للمرأة : تزيّني وتزيّقي ، وهو تَفَيْعَلَ نحو تَدَيَّن ، ويجوز أن يكون تَفَعّلَ من زيَّق البناء لأن المتحسِّنة تسوّي أمرها وتثقّفه بالزِّينة.

ومن المجاز : كلام مزوَّق ، وقد زوّقته تزويقاً. وعن يونس : قال لي رؤبة : حتى متى تسألني عن هذه الأباطيل وأزوّقها لك ، أما ترى الشّيب قد بلّع في رأسك؟ وتقول : هذا شعر مزوَّق لو أنّه مروَّق ؛ إذا كان محبَّراً غير منقَّح.

زول ـ الدنيا وشيكة الزَّوال ، والدنيا ظلّ زائل. وأزلته عن مكانه. وزاول الشيء حتى رفعه عن مكانه : عالجه. وزاوله ساعة حتى صرعه.

ومن المجاز : زالت له زائلة : شَخَصَ له شَخْص. وفي حديث سَلَمَة بن الأكوع : «قد خالطه سهماي ولو كان زائلة لتحرّك». وفلان رامي الزوائل إذا كان طَبّاً بإصباء النّساء ؛ وقال :

وكنتُ امرَأً أرْمي الزّوَائِلَ مَرّةً

فأصبَحتُ قد وَدّعتُ رَميَ الزَّوائلِ

كان يصيدهن بشبابه فتقعّده الكِبرُ. وأرى النّجومَ تزول ولا تغيب أي تلمع وتتحرّك. وليل زائل النجوم : طويل ؛ قال :

وَلي منكَ أيّامٌ إذا شحَطَ النَّوَى

طِوَالٌ ولَيلاتٌ تَزُولُ نجُومُها

وزالتِ الخيل بركبانها. وزِيل بنَعشه : رُفع نعشُه ، عبارة عن موته. وفتى زَوْلٌ : خفيف ظريف ، وفتاة زَوْلة ، وفتية أزوال ، وفَتَيات زَوْلات ، ومنه سير زَوْل : عجب في سرعته وخفّته. ثمّ قيل : شَتْوة زَوْلة : عجيبة في بَردها وشدّتها. وهذا زَوْلٌ من الأزوال : عجب من العجائب. وزالتِ الشّمسُ زَوَالاً ، وقيل الصّواب : زُؤولاً وزِيالاً ، وهو أن تَدحَضَ عن كبد السّماء. وزِيل زَوِيلُه وزَوالُه إذا استُفِزّ من الفَرَق ، وهو من إسناد الفِعل إلى مصدره. وزال عنه ملكُه. وأزال عنه يده وتصرَّفَه. وهو ممارس للأعمال مُزاول لها ، ومللتُ مُزاولة هذا الأمر. وتقول : ما زال هذا الأمر مداوَلاً فيهم مزاوَلاً بأيديهم.

زون ـ تقول : أحسن من الزُّون ومن رياض الحُزُون ؛ وهو بيت الأصنام.

٢٧٨

زوي ـ أدركه زَوُّ المنيّة : قدَرُها. وكان تَوّاً فصار زوّاً : زوجاً. وركبوا في الزَّوِّ وهو اسمٌ لمجموع سفينتين تُقرَنان. وزوى وجهَه ، وفي وجهه مَزاوٍ. وأسمعه كلاماً فانزوى له ما بين عينيه ، وزَوَى ما بين عينيه. وانزوتِ الجلدةُ في النّار وتزوّتْ : تقبّضت. وزُوِيتْ لي الأرض. وتزوّى في الزاوية. وتقول : لا تزال في الزّاويه كأنّك من أهل الزّاويه ؛ وهو موضع بالبصرة.

ومن المجاز : زوَى المالَ وغيره : احتازَه. وزوَى عني حقَّه. وزَوى الرّجلُ الميراثَ عن ورَثَته : عدل به عنهم. وقد انزويتَ عنّا أي انقبضْتَ فلا تُباسطُنا.

زهد ـ زَهُدَ وزَهَدَ وزَهِدَ في الشيء : رغب عنه. وفلان زاهد زهيد بيّن الزَّهادة والزُّهد وهي قلّة الطُّعْم ، ويقال : زهيد الطُّعْم و «أفضل النّاس مؤمن مُزْهِد» : قليل المال ، وقد أزهد إزهاداً ، وقدّم إليهم طعاماً فتزاهدوه أي رأوه زهيداً قليلاً وتحاقروه. ومنه الحديث : «إنّ النّاس قد اندفعوا في الخمر وتزاهدوا الجَلد». أي احتقروه ولم يبالوا به.

ومن المجاز : وادٍ زهيد : قليل الأخذ للماء. ورجل زهيد : قليل الخير. والنّاس يُزَهِّدونه : يُبَخّلونه. وهو زهيد العين : يُقنعه القليل ، ونقيضه : رغيب العين ، وله عين زهيدة وعين رغيبة. وما لك تمنع الزَّهَد ، بفتحتين ، وهو الزَّكاة لأن ربع العشر قليل. وخذ زَهَدَ ما يكفيك وهو القدر اليسير.

زهر ـ زَهَرَتِ النّارُ والشّمس. وقمر زاهر وأزهر. ولا أفعل ذلك ما طلع الأزهران. وأزهر السراجَ : نوّره. وفتَنَته زَهرةُ الدّنيا. وروض مُزهِر ، وقد أزهر النّباتُ ، وله زهر وأزهار وأزاهير ، وما أحسن هذه الزَّهَره كأنّها الزُّهَرَه ؛ وكأن زَهْر النّجوم زُهْرُ النّجوم. وازدهِرْ به : احتَفِظْ به واجعلْه من بالك ؛ قال جرير :

فإنّك قَينٌ وابنُ قينينِ فازْدَهِرْ

بِكِيرِكَ إنّ الكِيرَ للقَينِ نافعُ

وفلان يتضَمّخ بالسّاهريَّة ويمشي الزّاهريَّة ؛ وهما الغالية والبَخْتَرِيّة. واصطفَقَتِ المزاهرُ : العيدان.

ومن المجاز : زَهَرَت بك ناري ، وزَهَرت بك زنادي وأزهرْتَ زَندي. ووجه زاهر وأزهر : أبيض مضيء. وماء أزهر. ودُرّة زهراء. ولفلان دولة زاهرة.

زهق ـ زَهَقَتْ وزَهِقَت نفسُه زُهوقاً ، وأزهقها الله.

ومن المجاز : (وَزَهَقَ الْباطِلُ) (فَإِذا هُوَ زاهِقٌ). وسهم زاهق : جاوز الهدفَ ووقع خلفه. وفي الحديث : «إنّ حابياً خيرٌ من زاهقٍ». وهو الذي يحبو حتى يصيب ، أي الضعيف الذي يصيب الحقّ خير من القوي الذي يخطئه. ومنه زَهَقَ الفرسُ الخيلَ : تقدّمها ، وجاء فرسُك زاهقاً ، وفرس ذات أزاهيق : ذات أعاجيب في الجرْي والسّبق ، جمع أُزهوقة. وهذا الجمل مَزْهَقة لأرواح المطيّ : يَجْهَدن أنفسهن ولا يلحقنه. وخليج زاهق : سريع الجِرْية. وبئر زهُوق : بعيدة القعر.

زهم ـ لحمٌ زَهِمٌ : متغيّر ، ووجدتُ زُهومة اللّحم. وزَهِمَتْ يدُه : دَسِمَتْ.

زهو ـ هم زُهاء مائة : حَزْرُهم وقدْرُهم. وزها البُسرُ وأزهى : احمرّ واصفرّ وهو الزَّهْو. وزهتِ الرّيحُ النّباتَ : هزّته. والمِروحةُ تُزهّي الرّيحَ ؛ قال مزاحم في وصف ذنب البعير :

كمِرْوَحَةِ الدّارِيّ ظَلّ يَكُرّها

بكَفّ المُزَهّي سَكرَةَ الرّيحِ عُودُها

مِن سكَرَتْ إذا سكَنَتْ. وازدهاني كذا : استفزّني. وفلان لا يزدهيه الوَعيد.

ومن المجاز : زها السّرابُ الإكامَ والظُّعُن. وزُهي فلان بكذا يُزهَى به ومعناه زَهاه الإعجابُ بنفسه ، وفيه زَهْوٌ ، وهو «أزهى من الغراب» ؛ وقال طفيل :

عقاراً يَظَلّ الطّير يخطِفُ زَهوهُ

وعالَينَ أعْلاقاً على كلّ مُفْأَمِ

زيت ـ الزَّيتُ مخُ الزّيتون والحواشي مِخَخَة المتون. وطعام مَزِيتٌ ومزيوت : جُعل فيه الزّيت ؛ قال أبو ذؤيب :

أتَتكُم بِعِيرٍ لم تكُنْ هَجَرِيّةً

وَلا حِنطَة الشّأمِ المَزِيتِ خميرُها

وسويق مزيوت بالزّيت ملتوت. وزِتُّ رأسَ الصّبيّ : دهنته. وتقول : خيراً زِدتَني متى ما زِتَّني. وزيّته : زوّده الزّيتَ.

٢٧٩

وجاؤوا يستَزيتون : يطلبون الزّيت. وجاءنا في ثياب الزَّيّات : في ثياب وسخة.

زيح ـ أزاح اللهُ العِلَلَ ، وأزحتُ عِلّته فيما احتاج إليه ، وزاحتْ علّتُه وانزاحت. وهذا ممّا تنزاح به الشكوك عن القلوب.

زيد ـ زاد الماءُ والمالُ وازداد ، وازددتُ مالاً. وازداد الأمرُ صعوبة. وازددْ من الخير ازدياداً ، وزاده اللهُ مالاً ، وزاد في ماله ، وزاد على ما أراد ، وزاد على الشيء ضعفَه. وأخذته بدرهم فزائداً. واستزاد : طلب الزّيادةَ. ولا مستزاد على ما فعلت ولا مزيدَ عليه. وتزايد السّعرُ وتزيّد. وتزايدوا في ثمن السِّلعة حتى بلغ منتهاه. وزايد أحدُ المبتاعين الآخر مزايدةً وهو يتزيّد في حديثه. وتزيّدَتِ النّاقةُ : مدّتْ بالعُنُق وسارت فوق العَنَق كأنّها تعوم براكبها ؛ قال :

وأتْلَعَ نَهّاضٍ إذا ما تَزَيّدَتْ

بهِ مَدّ أثناءَ الجديلِ المُضَفَّرِ

وهذه مَزادة وَفْراء ومزايدُ وُفْر وهي الراوية تُفْأَم بجِلد ثالث يُزاد بين الجلدين. وتقول : الولد كبد ذي الولد ، وولد الولد زِيادة الكبد ؛ وهي قطعة معلّقة بها ، وجمعها زيايد. ويقال : إن زَكّيتَ مالك زَيَّد أي زاد كثيراً.

ومن المجاز : فلان يستزيد فلاناً : يستقصره ويشكوه ، وهو مستزيد. وكتب إليه كتاب استزادة. وهم زَيْدٌ على مائة وزيادة ؛ قال ذو الإصبع العَدْوانيّ :

وأنتم مَعشَرٌ زَيْدٌ على مائَةٍ

فأجمعوا أمرَكم طُرّاً فكيدوني

أي زائدون.

زير ـ زيَّر البيطارُ الدابةَ : شدّ جحفلته بالزِّيَار وهو خيط في رأس خشبة.

زيغ ـ فيه زَيْغ عن الهدى ، وزاغ عنه. وأزاغ اللهُ قلبه. وقوم زائغون وزاغة.

ومن المجاز : زاغت الشّمسُ. وزاغ البصرُ. وتزايغت أسنانُه : تمايلت. وزيّغْتُ العودَ : أقمت زيغه أي عِوجه.

زيف ـ دراهم زُيوفٌ وزُيَّف ، ودرهم زَيْفٌ وزائف ، وقد زافت عليه الدراهم ، وهي تزيف عليه ، وزيَّفتها عليه. وزاف البعير يَزيف وهي سرعة فيها تمايل ، وجمل زيّاف ، وناقة زيّافة. وزافتِ المرأةُ في مشيها كأنّها تستدير. والحمامة تَزيف عند الذَّكَر إذا مشَت بين يديه مُدلّة.

زيق ـ جيّبَ القميصَ وزيّقه : جعل له جيباً وزِيقاً وهو ما يُكَفّ به. وقوّم البِناءَ بالزِّيق وهو المِطْمَر.

زيل ـ الحبيب المزايِل : المباين ، وأنا لا أزايلك ، وتزايلوا وتزيّلوا : تباينوا. وزِلْ ضأنَك من مِعزاك : مِزْها منها. وتقول : زِلْه عن مكانه واعزلْه. ورجل مِحْلَطٌ مِزْيَل ومِزيال.

ومن الكناية : هو متزيِّل عن فلان : محتشم لأنّه إذا احتشم منه باينه بشخصه وانقبض عنه ، وأنا أتزايل عنك فلا أتجاسر عليك.

زيم ـ لحمه زِيَمٌ : متفرِّق في أعضائه ليس بمجتمع في مكان فيبدُن ، وقد تزيّمَ اللّحمُ ؛ قال امرؤ القيس :

رَقَاقُها ضَرِمٌ وجَرْيُها خَذِمٌ

ولحمها زِيَمٌ والبَطنُ مَقبوبُ

ومنازلهم زِيَمٌ. واجتمع النّاسُ فصاروا زِيَماً زِيَماً.

زين ـ شيء مَزِين ومزَيَّن ومُتزَيِّن. وازَّيّنَتِ الأرضُ بعشبها وازدانت. وزِنته وزيّنته. والكواكب للسّماء زِينة وزِيَنٌ. وهم يَفخرون بالزِّيَنِ والزّخارف. وامرأةٌ زَيْنَة ، ونساء زَيْنات. وسُمع صبيّ من العرب يقول لآخر : وجهي زَيْن ووجهك شَيْن.

ومن المجاز : انظر إلى زَيْن الدّيك وهو عرفه.

زيي ـ تزَيّا بزِيّ حسَن. وزيّيتُه أنا تزيّة نحو حيّيته تحيّة.

٢٨٠