وسائل الشيعة - ج ٨

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]

وسائل الشيعة - ج ٨

المؤلف:

محمد بن الحسن الحرّ العاملي [ العلامة الشيخ حرّ العاملي ]


المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: ستاره
الطبعة: ٣
ISBN: 964-5503-08-6
ISBN الدورة:
964-5503-00-0

الصفحات: ٥٥٦
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

أبي جعفر (٦) عن وهب أو عن السكوني ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، مثله (٧).

[ ١٠٢١٧ ] ٢ ـ وفي ( المصباح ) : عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : من صلّى بين العشائين ركعتين ، يقرأ في الأولى الحمد ( وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا ـ إلى قوله ـ وَكَذَلِكَ نُنجِي المُؤْمِنِينَ ) (١) ، وفي الثانية الحمد وقوله : ( وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ ) (٢) إلى آخر الآية ، فإذا فرغ من القراءة رفع يديه وقال : اللهم إني أسألك بمفاتح الغيب التي لا يعلمهما إلاّ أنت أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تفعل بي كذا وكذا وتقول : اللهم أنت وليّ نعمتي ، والقادر على طلبتي ، تعلم حاجتي ، فأسألك بحقّ محمّد وآله لمّا قضيتها لي ، وسأل الله حاجته أعطاه الله ما سأل.

٢١ ـ باب استحباب صلاة أربع ركعات بعد العشاء ، وكيفيتها ، وحكمها إن فاتت صلاة الليل

[ ١٠٢١٨ ] ١ ـ محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحجّال ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : كان أبو عبدالله ( عليه السلام ) يصلّي ركعتين بعد العشاء يقرأ فيهما بمائة آية ولا يحتسب بهما ، وركعتين وهو جالس ، يقرأ فيهما ب‍ ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) و ( قُلْ يَا

__________________

(٦) ليس في المصدر.

(٧) التهذيب ٢ : ٢٤٣ / ٩٦٣.

٢ ـ مصباح المتهجد : ٩٤.

(١) الأنبياء ٢١ : ٨٧ و ٨٨.

(٢) الأنعام ٦ : ٥٩.

الباب ٢١

فيه حديث واحد

١ ـ التهذيب ٢ : ٣٤١ / ١٤١٠ ، وأورده في الحديث ١٥ من الباب ٤٤ من أبواب المواقيت.

١٢١

أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) فإن استيقظ من الليل صلّى صلاة الليل وأوتر ، وإن لم يستيقظ حتى يطلع الفجر صلّى ركعتين فصارت شفعاً ، واحتسب بالركعتين اللتين صلاّهما بعد العشاء وتراً.

٢٢ ـ باب استحباب الصلاة لطلب الرزق عند الخروج إلى السوق

[ ١٠٢١٩ ] ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن صفوان بن يحيى ، عن ابن مسكان ، عن محمّد بن علي الحلبي قال : شكى رجل إلى أبي عبدالله ( عليه السلام ) الفاقة والحرفة في التجارة بعد يسار ، وقد كان فيه ما يتوجّه في حاجة إلاّ ضاقت عليه المعيشة ، فأمره أبو عبدالله ( عليه السلام ) أن يأتي مقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بين القبر والمنبر فيصلّي ركعتين ويقول مائة مرّة : اللهمّ إنّي أسألك بقوّتك وقدرتك وبعزّتك وما أحاط به علمك ، أن تيسّر لي من التجارة أسبغها رزقاً ، وأعمّها فضلاً ، وخيرها عاقبة ، قال الرجل : ففعلت ما أمرني به فما توجّهت بعد ذلك في وجه إلاّ رزقني الله.

رواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن اسماعيل ، مثله (١).

[ ١٠١٢٠ ] ٢ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي نجران ، عن صباح الحذّاء ، عن ابن (١) الطيّار قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : إنّه كان في يدي شيء تفرّق وضقت ضيقاً شديداً ، فقال لي : ألك

__________________

الباب ٢٢

فيه ٦ أحاديث

١ ـ الكافي ٣ : ٤٧٣ / ١.

(١) التهذيب ٣ : ٣١١ / ٩٦٥.

٢ ـ الكافي ٣ : ٤٧٤ / ٣.

(١) في نسخة من التهذيب زيادة : أبي « هامش المخطوط ».

١٢٢

حانوت في السوق ؟ قلت : نعم وقد تركته قال : إذا رجعت إلى الكوفة فاقعد في حانوتك واكنسه فاذا أردت أن تخرج إلى سوقك فصلّ ركعتين أو أربع ركعات ، ثمّ قل في دبر صلاتك : توجّهت بلا حول منّي ولا قوّة ، ولكن بحولك وقوّتك ، وأبرأ إليك من الحول والقوّة إلاّ بك ، فأنت حولي ومنك قوّتي ، اللهمّ فارزقني من فضلك الواسع رزقاً كثيراً طيّباً ، وأنا خافض في عافيتك فإنّه لا يملكها أحد غيرك ـ إلى أن قال ـ فما زلت حتى ركبت الدوابّ واشتريت الرقيق وبنيت الدور.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد مثله (٢).

[ ١٠٢٢١ ] ٣ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن الوليد بن صبيح ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إذا غدوت في حاجتك بعد أن تجب الصلاة فصلّ ركعتين ، فإذا فرغت من التشهّد قلت : اللهمّ إنّي غدوت ألتمس من فضلك كما أمرتني ، فارزقني رزقاً حلالاً طيّباً ، وأعطني فيما رزقتنيه العافية ، تعيدها ثلاث مرّات ثمّ تصلّي ركعتين أُخراوين ، فإذا فرغت من التشهد قلت : بحول الله وقوّته ، غدوت بغير حولٍ منّي ولا قوّة ، ولكن بحولك يا ربّ وقوّتك ، وأبرأ إليك من الحول والقوة ، اللهم إنّي أسألك بركة هذا اليوم وبركة أهله ، وأسألك أن ترزقني من فضلك رزقاً واسعاً طيباً حلالاً تسوقه إليّ بحولك وقوّتك وأنا خافض في عافيتك ، وتقولها ثلاثاً.

[ ١٠٢٢٢ ] ٤ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن الحكم ، عن ابن الوليد بن صبيح ، عن أبيه قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : (١) أين حانوتك من المسجد ؟ فقلت على بابه ، فقال : إذا أردت أن تأتي حانوتك فابدأ بالمسجد فصل فيه ركعتين أو أربعاً ، ثم قل : غدوت

__________________

(٢) التهذيب ٣ : ٣١٢ / ٩٦٧.

٣ ـ الكافي ٣ : ٤٧٥ / ٧.

٤ ـ الكافي ٣ : ٤٧٤ / ٤.

(١) في المصدر زيادة : يا وليد.

١٢٣

بحول الله وقوّته ، وغدوت بلا حول منّي ولا قوّة ، بل بحولك وقوّتك يا ربّ ، اللهم إنّي عبدك ألتمس من فضلك كما أمرتني فيسّر لي ذلك وأنا خافض في عافيتك.

[ ١٠٢٢٣ ] ٥ ـ وعن عدّة من أصحابنا ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى ، عن محمّد بن الحسن العطار ، عن رجل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال لي : يا فلان أما تغدو في الحاجة ؟ أما تمرّ بالمسجد الأعظم عندكم بالكوفة ؟ قلت : بلى ، قال : فصلّ فيه أربع ركعات ، قل فيهنّ : غدوت بحول الله وقوّته ، غدوت بغير حول منّي ولا قوّة ، ولكن بحولك يا ربّ وقوّتك ، أسألك بركة هذا اليوم وبركة أهله ، وأسألك أن ترزقني من فضلك حلالاً طيّباً تسوقه إليّ بحولك وقوّتك وأنا خافض في عافيتك.

[ ١٠٢٢٤ ] ٦ ـ الحسن بن فضل الطبرسي في ( مكارم الأخلاق ) عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، عن جبرئيل ( عليه السلام ) ، في صلاة الرزق : ركعتان تقرأ في الأولى الحمد مرّة ، و ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ) ثلاث مرّات ، والاخلاص ثلاث مرّات ، وفي الثانية الحمد مرّة ، والمعوّذتين كلّ واحدة ثلاث مرّات.

٢٣ ـ باب استحباب الصلاة لقضاء الدين

[ ١٠٢٢٥ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن أبي داود ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : جاء رجل إلى النبي (١) ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا رسول

__________________

٥ ـ الكافي ٣ : ٤٧٥ / ٥.

٦ ـ مكارم الأخلاق : ٣٣٣.

الباب ٢٣

فيه حديث واحد

١ ـ الكافي ٣ : ٤٧٣ / ٢.

(١) في التهذيب : الى الرضا ( عليه السلام ) فقال له : يابن رسول الله ...

١٢٤

الله ، إنّي ذو عيال وعليّ ديّن ، وقد اشتدّت حالي فعلّمني دعاءاً إذا دعوت الله به رزقني الله ( ما أقضي به ديني وأستعين به على عيالي ) (١) ، فقال : يا عبدالله ، توضّأ وأسبغ وضوءك ، ثمّ صلّ ركعتين تتمّ الركوع والسجود فيهما ، ثمّ قل : يا ماجد ، يا واحد ، يا كريم ، أتوجّه إليك بمحمّد نبيّك نبي الرحمة ، يا محمّد ، يا رسول الله ، إنّي أتوجّه بك إلى الله ربّك وربّ كلّ شيء أن تصلّي على محمّد وعلى أهل بيته ، وأسألك نفحة من نفحاتك ، وفتحاً يسيراً ، ورزقاً واسعاً ألم به شعثي ، وأقضي به ديني وأستعين به على عيالي.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد (٢).

٢٤ ـ باب استحباب الصلاة لدفع شرّ السلطان

[ ١٠٢٢٦ ] ١ ـ الحسن بن محمّد الطوسي في ( الامالي ) عن أبيه ، عن الفحّام ، عن محمّد بن أحمد الهاشمي ، عن سهل بن يعقوب ، عن الحسن بن عبدالله بن مطهّر ، عن محمّد بن سليمان الديلمي ، عن أبيه قال : جاء رجل إلى سيّدنا الصادق ( عليه السلام ) فقال له : يا سيّدي ، أشكو إليك ديناً ركبني ، وسلطاناً غشمني ، فقال : إذا جنّك الليل فصلّ ركعتين ، اقرأ في الأُولى منهما الحمد وآية الكرسي ، وفي الركعة الثانية الحمد وآخر الحشر ( لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ ) (١) إلى آخر السورة ، ثمّ خذ المصحف فدعه على رأسك وقل : ( بحق هذا ) (٢) القرآن وبحقّ من أرسله ، وبحقّ كلّ مؤمن فيه ، وبحقّك عليهم ، فلا أحد أعرف بحقّك منك ، بك يا الله ، عشر مرّات ، ثم

__________________

(١) ليس في التهذيب « هامش المخطوط ».

(٢) التهذيب ٣ : ٣١١ / ٩٦٦.

الباب ٢٤

فيه حديث واحد

١ ـ أمالي الطوسي ١ : ٢٩٨.

(١) الحشر ٥٩ : ٢١.

(٢) في المصدر : بهذا.

١٢٥

تقول يا محمّد ، عشر مرّات ، يا علي ، عشر مرّات ، يا فاطمة ، عشر مرّات ، يا حسن ، عشر مرّات ، يا حسين ، عشر مرّات ، يا علي بن الحسين ، عشر مرّات ، يا محمّد بن علي ، عشر مرّات ، يا جعفر بن محمّد ، عشر مرّات ، يا موسى بن جعفر ، عشر مرّات ، يا علي بن موسى عشر مرّات ، يا محمّد بن علي ، عشر مرّات ، يا علي بن محمّد ، عشراً يا حسن بن علي ، عشراً ، ياالحجّة ، عشراً ثمّ تسأل الله حاجتك ، قال : فمضى الرجل وعاد إليه بعد مدّة وقد قضي دينه وصلح له سلطانه وعظم يساره.

٢٥ ـ باب استحباب صلاة ركعتين للاستطعام عند الجوع

[ ١٠٢٢٧ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن علي بن محمّد بن عبدالله ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبدالله بن أحمد ، ( عن الحسن ، عن عروة ) (١) ابن اخت شعيب العقرقوفي ، عن خاله شعيب قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : من جاع فليتوضَّأ وليصلّ ركعتين : ثمّ يقول : يا ربّ ، إنّي جائع فأطعمني ، فإنّه يطعم من ساعته.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب (٢).

وبإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب ، عن الحسين بن علي بن النعمان ، عن الحسن بن علي ابن فضّال ، عن عروة (٣).

__________________

الباب ٢٥

فيه حديث واحد

١ ـ الكافي ٣ : ٤٧٥ / ٦.

(١) في المصدر : عن الحسن بن عروة.

(٢) التهذيب ٣ : ٣١٢ / ٩٦٨.

(٣) التهذيب ٢ : ٢٣٧ / ٩٣٩.

١٢٦

٢٦ ـ باب استحباب الصلاة للرزق يوم الجمعة

[ ١٠٢٢٨ ] ١ ـ محمّد بن الحسن في ( المصباح ) : عن ميسّر (١) بن عبد العزيز ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، إنّ رجلاً قال له : إنّي فقير ، فقال له : استقبل يوم الأربعاء فصمه واتله بالخميس والجمعة ثلاثة أيّام ، فإذا كان في ضحى يوم الجمعة فزر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من أعلى سطحك أو في فلاة من الأرض حيث لا يراك أحد ، ثمّ صلّ مكانك ركعتين ثمّ اجث على ركبتيك وأفض بهما إلى الأرض وأنت متوجّه إلى القبلة بيدك اليمنى فوق اليسرى ، فقل : اللهمّ أنت أنت ، انقطع الرجاء إلاّ منك ، وخابت الآمال إلاّ فيك ، يا ثقة من لا ثقة له ، لا ثقة لي غيرك ، اجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً ، وارزقني من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب ، ثمّ اسجد على الأرض وقل : يا مغيث ، اجعل لي رزقاً من فضلك ، فلن يطلع عليك نهار يوم السبت إلاّ برزق جديد.

٢٧ ـ باب استحباب الصلاة عند إرادة السفر ، وصلاة يوم عرفة

[ ١٠٢٢٩ ] ١ ـ محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة ، عن إسماعيل بن أبي زياد ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما استخلف عبد على

__________________

الباب ٢٦

فيه حديث واحد

١ ـ مصباح المتهجد : ٢٩٢.

(١) في المصدر : مُبشّر.

الباب ٢٧

فيه حديث واحد

١ ـ التهذيب ٣ : ٣٠٩ / ٩٥٩ ، وأورده في الحديث ١ من الباب ١٨ من أبواب آداب السفر.

١٢٧

أهله بخلافة أفضل من ركعتين يركعهما إذا أراد سفراً ويقول : اللهمّ إنّي أستودعك نفسي وأهلي ومالي وديني ودنياي وآخرتي وأمانتي وخواتيم عملي ، إلاّ أعطاه الله ما سأل.

ورواه الكليني عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) (١).

أقول : ويأتي ما يدلّ على ذلك في الحجّ (٢) ، وكذا صلاة يوم عرفة (٣).

٢٨ ـ باب استحباب الصلاة لقضاء الحاجة ، وكيفيّتها

[ ١٠٢٣٠ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد وأبي داود جميعاً ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيّوب ، عن معاوية بن وهب ، عن زرارة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال في الأمر يطلبه الطالب من ربّه قال : تصدّق في يومك على ستّين مسكيناً ، على كلّ مسكين صاعاً بصاع النبي ( صلى الله عليه وآله ) (١) فاذا كان الليل اغتسلت في الثلث الباقي ولبست أدنى ما يلبس من تعول من الثياب إلاّ أنّ عليك في تلك الثياب إزاراً ، ثمّ تصلّي ركعتين (٢). فإذا وضعت جبهتك في الركعة الأخيرة للسجود هلّلت الله وعظّمته وقدّسته ومجّدته ، وذكرت ذنوبك فأقررت بما تعرف منها مسمّى ، ثمّ رفعت رأسك ، ثمّ إذا وضعت رأسك للسجدة الثانية استخرت الله مائة

__________________

(١) الكافي ٣ : ٤٨٠ / ١.

(٢) يأتي في الباب ١٨ من أبواب آداب السفر.

(٣) يأتي في الباب ١٥ من أبواب احرام الحج والوقوف بعرفة.

الباب ٢٨

فيه ١٤ حديثاً

١ ـ الكافي ٣ : ٤٧٨ / ٨ ، وأورد قطعة منه في الحديث ١ من الباب ٢١ من أبواب الأغسال المسنونة. وتقدم في الحديث ١٢ من الباب ١ من ابواب صلاة الاستخارة.

(١) في الفقيه زيادة : من تمر أو بر أو شعير « هامش المخطوط ».

(٢) في الفقيه زيادة : تقرأ فيهما بالتوحيد وقل يا أيها الكافرون « هامش المخطوط ».

١٢٨

مرّة (٣) : اللهمّ إنّي أستخيرك ، ثمّ تدعو الله بما شئت (٤) وتسأله إيّاه ، وكلّما سجدت فأفض بركبتيك إلى الأرض ، ثمّ ترفع الإِزار حتى تكشفها ، واجعل الإِزار من خلفك بين ألييك وباطن ساقيك.

ورواه الشيخ بإسناده عن الحسين بن سعيد (٥).

ورواه الصدوق بإسناده عن مرازم ، عن العبد الصالح موسى بن جعفر ( عليه السلام ) ، وذكر نحوه (٦).

[ ١٠٢٣١ ] ٢ ـ وعنهم ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن الحسن بن صالح قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : من توضّأ فأحسن الوضوء وصلّى ركعتين فأتمّ ركوعهما وسجودهما ، ثمّ جلس فأثنى على الله عزّ وجلّ ، وصلّى على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ثم سأل الله حاجته فقد طلب الخير في مظانّه ، ومن طلب الخير في مظانّه لم يخب.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد ، مثله (١).

[ ١٠٢٣٢ ] ٣ ـ وعنهم ، عن أحمد ، عن ابن فضّال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن الحارث بن المغيرة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إذا أردت حاجة فصلّ ركعتين ، وصلّ على محمّد وآل محمّد وسل تعطه.

[ ١٠٢٣٣ ] ٤ ـ وعنهم ، عن أحمد ، عن ابن أبي عمير ، عن محمّد بن

__________________

(٣) في نسخة زيادة : تقول « هامش المخطوط ».

(٤) في الفقيه زيادة : وتقول : « يا كائناً قبل كل شيء ويا مكوّن كل شيء ويا كائناً بعد كلّ شيء افعل بي كذا وكذا » « هامش المخطوط ».

(٥) التهذيب ٣ : ٣١٤ / ٩٧٢.

(٦) الفقيه ١ : ٣٥٠ / ١٥٤٥.

٢ ـ الكافي ٣ : ٤٧٨ / ٥.

(١) التهذيب ٣ : ٣١٣ / ٩٦٩.

٣ ـ الكافي ٣ : ٤٧٩ / ١٠.

٤ ـ الكافي ٣ : ٤٦٨ / ٥ ، أورد صدره في الحديث ١ من الباب ٩ من أبواب الوضوء ، وأورد قطعة

١٢٩

كردوس ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : من تطهّر ثمّ آوى إلى فراشه بات وفراشه كمسجده ، فإن قام من الليل فذكر الله تناثرت عنه خطاياه ، فإن قام من آخر الليل فتطهر وصلّى ركعتين وحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبي ( صلى الله عليه وآله ) لم يسأل الله شيئاً إلاّ أعطاه ، إما أن يعطيه الذي يسأله بعينه ، وإما أن يدّخر له ما هو خير له منه.

[ ١٠٢٣٤ ] ٥ ـ وعن علي بن إبراهيم ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن زياد القندي ، عن عبد الرحيم القصير قال : دخلت على أبي عبدالله ( عليه السلام ) فقلت : جعلت فداك إنّي اخترعت دعاء ، فقال : دعني من اختراعك ، إذا نزل بك أمر فافزع إلى رسول الله وصلّ ركعتين تهديهما إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قلت : كيف أصنع ؟ قال : تغتسل وتصلّي ركعتين تستفتح بهما افتتاح الفريضة ، وتشهّد تشهّد الفريضة ، فإذا فرغت من التشهّد وسلّمت قلت : اللهم أنت السلام ومنك السلام وإليك يرجع السلام ، اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد ، وبلغ روح محمّد ( صلى الله عليه وآله ) منّي السلام وأرواح الأئمّة الصالحين سلامي ، واردد عليّ منهم السلام ، والسلام عليهم ورحمة الله وبركاته ، اللهم إنّ هاتين الركعتين هديّة منّي إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فأثبني عليهما ما أمّلت ورجوت فيك وفي رسولك يا وليّ المؤمنين ، ثمّ تخرّ ساجدا وتقول : يا حيّ يا قيّوم ، يا حيّ لا يموت ، يا حيّ لا إله إلاّ أنت ، يا ذا الجلال والإِكرام ، يا أرحم الراحمين ، أربعين مرّة ، ثمّ ضع خدّك الأيمن فتقولها أربعين مرّة ، ثم ضع خدّك الأيسر فتقولها أربعين مرّة ، ثم ترفع رأسك وتمدّ يدك فتقول أربعين مرّة ، ثمّ تردّ يدك إلى رقبتك وتلوذ بسبابتك وتقول ذلك أربعين مرّة ، ثمّ خذ لحيتك بيدك اليسرى وابك أو تباك وقل : يا محمّد ، يا رسول الله ، أشكو إلى الله وإليك حاجتي ، وإلى أهل بيتك الراشدين حاجتي ، وبكم أتوجّه إلى الله في حاجتي ، ثم تسجد وتقول : يا الله يا الله ، حتى ينقطع

__________________

منه في الحديث ١ من الباب ٣٠ من أبواب الدعاء.

٥ ـ الكافي ٣ : ٤٧٦ / ١ ، وأورد صدره في الحديث ١ من الباب ٢٠ من أبواب الأغسال المسنونة.

١٣٠

نفسك ، صلّ على محمّد وآل محمّد وافعل بي كذا وكذا ، قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : فأنا الضامن على الله عزّ وجلّ أن لا يبرح حتى تقضى حاجته.

ورواه الصدوق بإسناده عن زياد القندي ، نحوه (١).

[ ١٠٢٣٥ ] ٦ ـ وعن علي ، عن أبيه ، عن بعض أصحابنا ، رفعه إلى أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : في الرجل يحزنه الأمر أو يريد الحاجة ، قال : يصلّي ركعتين يقرأ في إحداهما ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) ألف مرّة ، وفي الأُخرى مرّة ، ثمّ يسأل حاجته.

ورواه الصدوق بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى في كتابه : عن إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن سنان ، يرفعه إلى أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، مثله (١).

[ ١٠٢٣٦ ] ٧ ـ وعن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن دويل ، عن مقاتل بن مقاتل قال : قلت للرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك ، علّمني دعاءاً لقضاء الحوائج ، فقال : إذا كانت لك حاجة إلى الله مهمة فاغتسل والبس أنظف ثيابك وشمّ شيئاً من الطيب ، ثمّ ابرز تحت السماء ، فصلّ ركعتين ، تفتتح الصلاة فتقرأ فاتحة الكتاب و ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) خمس عشرة مرّة ، ثمّ تركع فتقرأ خمس عشرة مرّة ، ثمّ تتمّها على مثال صلاة التسبيح ، غير أنّ القراءة خمس عشرة مرّة ، ( فإذا سلّمت فاقرأها خمس عشرة مرّة ) (١) ، ثمّ تسجد فتقول في سجودك : اللهم إنّ كلّ معبود من لدن عرشك إلى قرار أرضك فهو باطل سواك ، فإنّك أنت الله الحقّ المبين ، اقض لي حاجة كذا وكذا الساعة الساعة ، وتلح فيما أردت.

__________________

(١) الفقيه ١ : ٣٥٣ / ١٥٥١.

٦ ـ الكافي ٣ : ٤٧٧ / ٢.

(١) الفقيه ١ : ٣٥٤ / ١٥٥٢.

٧ ـ الكافي ٣ : ٤٧٧ / ٣ ، وأورد صدره في الحديث ٢ من الباب ٣٠ من أبواب الأغسال المسنونة.

(١) ليست في التهذيب « هامش المخطوط ».

١٣١

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب ، مثله (٢).

[ ١٠٢٣٧ ] ٨ ـ وعنه ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن عبدالله بن عثمان أبي إسماعيل السرّاج ، عن ابن مسكان ، عن شرحبيل الكندي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : قال : إذا أردت أمراً تسأله ربّك فتوضّأ وأحسن الوضوء ، ثم صلّ ركعتين ، وعظّم الله ، وصلّ على النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقل بعد التسليم : اللهم إنّي أسألك بأنّك ملك ، وأنّك على كل شيء قدير مقتدر ، وأنّك ما تشاء من أمر يكون ، اللهم إنّي أتوجّه إليك بنبيّك محمّد نبيّ الرحمة ، يا محمّد ، يا رسول الله ، إنّي أتوجّه بك إلى الله ربّك وربّي لينجح لي بك طلبتي ، اللهم بنبيّك أنجح لي طلبتي بمحمّد ، ثمّ سل حاجتك.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد ، مثله (١).

[ ١٠٢٣٨ ] ٩ ـ وعن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الوشّا ، عن أبان ، عن الحارث بن المغيرة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إذا كانت لك حاجة فتوضّأ وصلّ ركعتين ، ثمّ احمد الله وأثن عليه ، واذكر من آلائه ، ثمّ ادع تجب ( بما تحب ) (١).

[ ١٠٢٣٩ ] ١٠ ـ محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن موسى بن القاسم ، عن صفوان بن يحيى ومحمّد بن سهل ، عن أشياخهما ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إذا حضرت لك حاجة مهمّة إلى الله عزّ وجلّ فصم ثلاثة أيّام متوالية : الأربعاء والخميس والجمعة ، فإذا كان يوم الجمعة إن شاء الله

__________________

(٢) التهذيب ١ : ١١٧ / ٣٠٦ و ٣ : ١٨٤ / ٤١٧.

٨ ـ الكافي ٣ : ٤٧٨ / ٧.

(١) التهذيب ٣ : ٣١٣ / ٩٧١.

٩ ـ الكافي ٣ : ٤٧٩ / ٩.

(١) في المصدر : تجب.

١٠ ـ الفقيه ١ : ٣٥٠ / ١٥٤٦.

١٣٢

فاغتسل والبس ثوباً جديداً ، ثمّ اصعد إلى أعلى بيت في دارك وصلّ فيه ركعتين ، وارفع يديك إلى السماء ثمّ قل : اللهم إنّي حللت بساحتك لمعرفتي بوحدانيّتك وصمدانيتّك ، وأنّه لا قادر على حاجتي غيرك ، وقد علمت يا ربّ أنّه كلّما تظاهرت نعمك عليّ اشتدّت فاقتي إليك ، وقد طرقني همّ كذا وكذا ، وأنت بكشفه عالم غير معلّم ، واسع غير متكلّف ، فأسألك باسمك الذي وضعته على الجبال فنسفت ، ووضعته على السماء فانشقّت ، وعلى النجوم فانتشرت ، وعلى الأرض فسطحت ، وأسألك بالحقّ الذي جعلته عند محمّد والأئمة ( عليهم السلام ) ، وتسمّيهم إلى آخرهم ، أن تصلّي على محمّد وأهل بيته وأن تقضي لي حاجتي ، وأن تيسّر لي عسيرها ، وتكفيني مهمّها ، فإن فعلت فلك الحمد ، وإن لم تفعل فلك الحمد ، غير جائر في حكمك ، ولا متّهم في قضائك ، ولا حائف في عدلك ، وتلصق خدّك بالأرض وتقول : اللهمّ إنّ يونس بن متّى عبدك دعاك في بطن الحوت وهو عبدك فاستجبت له ، وأنا عبدك أدعوك فاستجب لي ، ثمّ قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : لربّما كانت الحاجة لي فأدعو بهذا الدعاء فأرجع وقد قضيت.

ورواه الشيخ أيضاً بإسناده عن موسى بن القاسم مثله (١).

[ ١٠٢٤٠ ] ١١ ـ العيّاشي في ( تفسيره ) بإسناده عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إنّ سورة الأنعام نزلت جملة ، وشيّعها سبعون ألف ملك فعظّموها وبجّلوها ، فإنّ اسم الله فيها في سبعين موضعاً ، ولو يعلم الناس ما في قراءتها من الفضل ما تركوها ، ثمّ قال ( عليه السلام ) : من كانت له إلى الله حاجة يريد قضاءها فليصلّ أربع ركعات بفاتحة الكتاب والأنعام ، وليقل في دبر صلاته إذا فرغ من القراءة : يا كريم ، يا كريم ، يا كريم ، يا عظيم ، يا عظيم ، يا أعظم من كلّ عظيم ، يا سميع الدعاء ، يا من لا تغيّره الأيّام والليالي ، صلّ على محمّد وآله ، وارحم ضعفي وفقري وفاقتي ومسكنتي ، فإنّك

__________________

(١) التهذيب ٣ : ١٨٣ / ٤١٦.

١١ ـ تفسير العياشي ١ : ٣٥٣.

١٣٣

أعلم بها منّي ، وأنت أعلم بحاجتي ، يا من رحم الشيخ يعقوب حين ردّ عليه يوسف قرّة عينه ، يا من رحم أيّوب بعد طول بلائه ، يا من رحم محمّداً ومن اليتم آواه ونصره على جبابرة قريش وطواغيتها وأمكنه منهم ، يا مغيث ، يا مغيث ، يا مغيث ، تقوله مراراً ، فوالذي نفسي بيده لو دعوت بها ثمّ سألت الله جميع حوائجك إلاّ أعطاه (١).

[ ١٠٢٤١ ] ١٢ ـ الحسن بن محمّد الطوسي في ( الأمالي ) عن أبيه ، عن المفيد ، عن محمّد بن الحسين المقرئ ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة ، عن علي بن الحسن ابن علي بن فضّال ، عن أبيه ، عن عبدالرحمن بن إبراهيم ، عن الصباح الحذّاء قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : من كانت له إلى الله حاجة فليقصد إلى مسجد الكوفة ويسبغ وضوءه ويصلّي في المسجد ركعتين ، يقرأ في كلّ واحدة منهما فاتحة الكتاب وسبع سور معها ، وهي المعوّذتان ، و ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) ، و ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) و ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ ) و ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى ) ، و ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) فإذا فرغ من الركعتين وتشهّد وسلّم وسأل الله حاجته فانّها تقضى بعون الله ، إن شاء الله.

[ ١٠٢٤٢ ] ١٣ ـ محمّد بن الحسن في ( المصباح ) : عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : ما يمنع أحدكم إذا أصابه شيء من غمّ الدنيا أن يصلّي يوم الجمعة ركعتين ، ويحمد الله ويثني عليه ، ويصلّي على محمّد وآله ( عليهم السلام ) ، ويمدّ يده ويقول وذكر الدعاء.

[ ١٠٢٤٣ ] ١٤ ـ وعن عاصم بن حميد قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) :

__________________

(١) كذا في الاصل ، ولكن في المصدر بعد ( حوائجك ) ما نصه : ما بخل عليك ولأعطاك ذلك ، إن شاء الله.

١٢ ـ أمالي الطوسي ٢ : ٣٠.

١٣ ـ مصباح المتهجد : ٢٨٦.

١٤ ـ مصباح المتهجد : ٢٨٧.

١٣٤

إذا حضرت أحدكم الحاجة فليصم يوم الأربعاء والخميس والجمعة ، فإذا كان يوم الجمعة اغتسل ولبس ثوباً نظيفاً ، ثمّ يصعد إلى أعلى موضع في داره فيصلّي ركعتين ، ثمّ يمدّ يديه إلى السماء ويقول ، وذكر الدعاء.

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك هنا (١) وفي الجمعة (٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٣) ، وقد روى المفيد في ( المقنعة ) كثيراً من هذه الصلوات وما في معناها.

٢٩ ـ باب استحباب الصوم والصلاة عند نزول البلاء ، والدعاء بصرفه

[ ١٠٢٤٤ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن أبي علي الخرّاز (١) قال : حضرت أبا عبدالله ( عليه السلام ) وأتاه رجل فقال له : جعلت فداك أخي به بليّة أستحيى أن أذكرها ، فقال له : استر ذلك ، وقل له : يصوم الأربعاء والخميس والجمعة ، ويخرج إذا زالت الشمس ، ويلبس ثوبين إمّا جديدين وإمّا غسيلين ، حيث لا يراه أحد ، فيصلّي ويكشف عن ركبتيه ، ويتمطّى (٢) براحتيه الأرض وجبينه ، ويقرأ في صلاته فاتحة الكتاب عشر مرّات ، و ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) عشر مرّات ، فاذا ركع قرأ خمس عشرة مرّة ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) فإذا سجد

__________________

(١) تقدم في الأبواب ١٢ و ١٥ و ١٩ وفي الحديثين ٢ و ٤ من الباب ٣١ من أبواب الدعاء.

(٢) تقدم ما يدل على بعض المقصود في الباب ٣٩ من أبواب صلاة الجمعة.

(٣) يأتي في الأبواب ٢٩ و ٣١ و ٣٣ من هذه الأبواب.

الباب ٢٩

فيه ٣ أحاديث

١ ـ الكافي ٣ : ٤٧٧ / ٤.

(١) في المصدر : الخزاز.

(٢) تمطّى : تمدّد ، ومنه قيل لاعرابي : ما هذا الأثر بوجهك ؟ فقال : من شدّة التمتّي في السجود. على إبدال الطاء بالتاء « لسان العرب ١٥ : ٢٨٥ ».

١٣٥

قرأها عشراً ، فإذا رفع رأسه قبل أن يسجد قرأها عشرين مرّة ، يصلّي أربع ركعات على مثل هذا ، فإذا فرغ من التشهّد قال : يا معروفاً بالمعروف ، يا أوّل الأوّلين ، يا آخر الآخرين ، يا ذا القوّة المتين ، يا رازق المساكين ، يا أرحم الراحمين ، إنّي اشتريت نفسي منك بثلث ما أملك ، فاصرف عنّي شرّ ما ابتليت به ، إنّك على كلّ شيء قدير.

[ ١٠٢٤٥ ] ٢ ـ محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن سماعة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : إنّ أحدكم إذا مرض دعا الطبيب وأعطاه ، وإذا كانت له حاجة إلى سلطان رشا البوّاب وأعطاه ، ولو أن أحدكم إذا فدحه أمر فزع إلى الله عزّ وجلّ فتطهّر وتصدّق بصدقة قلّت أو كثرت ، ثمّ دخل المسجد فصلّى ركعتين فحمد الله وأثنى عليه ، وصلّى على النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأهل بيته ، ثمّ قال : اللهم إن عافيتني من مرضي ، أو رددتني من سفري ، أو عافيتني ممّا أخاف من كذا وكذا إلاّ أتاه الله تعالى ذلك ، وهي اليمين الواجبة وما جعل الله عليه في الشكر.

ورواه الشيخ أيضاً بإسناده عن سماعة (١).

ورواه المفيد في ( المقنعة ) مرسلاً (٢) ، إلاّ أنّه زاد بعد قوله : ممّا أخاف من كذا وكذا : وفعلت بي كذا وكذا فلك علي كذا وكذا ، إلاّ أتاه الله تعالى ذلك ، وحذف بقيّة الحديث (٣).

[ ١٠٢٤٦ ] ٣ ـ قال الصدوق : وكان علي بن الحسين ( عليه السلام ) إذا حزنه

__________________

٢ ـ الفقيه ١ : ٣٥١ / ١٥٤٧.

(١) التهذيب ٣ : ١٨٣ / ٤١٥.

(٢) المقنعة : ٣٦.

(٣) الظاهر أنّه نذر والمنذور محذوف إمّا لعلم المخاطب به أو من الناسخ بأن يكون سقط بعد كذا كذا ، فلك عليّ كذا وكذا كما في المقنعة وقد اطلقت اليمين في بعض الأحاديث على النذر كما يأتي « منه قده » هامش المخطوط.

٣ ـ الفقيه ١ : ٣٥٢ / ١٥٤٨.

١٣٦

أمر لبس ثوبين من أغلظ ثيابه وأخشنها ، ثمّ ركع في آخر الليل ركعتين حتى إذا كان في آخر سجدة من سجوده سبّح الله مائة تسبيحة ، وحمد الله مائة مرّة ، وهلّل الله مائة مرّة ، وكبّر الله مائة مرّة ، ثمّ يعترف بذنوبه كلّها ، ما عرف منها. أقرّ له تبارك وتعالى به في سجوده ، وما لم يذكر منها اعترف به جملة ، ثمّ يدعو الله عزّ وجلّ ويفضي بركبتيه إلى الأرض.

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (١).

٣٠ ـ باب استحباب صلاة أُمّ المريض ودعائها له بالشفاء

[ ١٠٢٤٧ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن عبدالله بن عثمان أبي إسماعيل السرّاج ، عن عبدالله بن وضّاح وعن علي بن أبي حمزة ، عن إسماعيل بن الأرقط وأُمّه أمّ سلمة أُخت أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : مرضت مرضاً شديداً حتى ثقلت ـ إلى أن قال ـ فجزعت عليّ أُمّي ، فقال لها أبو عبدالله ( عليه السلام ) خالي : اصعدي إلى فوق البيت فابرزي إلى السماء وصلّي ركعتين ، فإذا سلّمت فقولي : اللهمّ إنّك وهبته لي ولم يك شيئاً ، اللهمّ إنّي أستوهبكه مبتدءاً فأعرنيه ، قال : ففعلت ، فأفقت وقعدت ، ودعوا بسحور لهم هريسة فتسحّروا بها وتسحّرت معهم.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمّد مثله (١).

[ ١٠٢٤٨ ] ٢ ـ وعنه ، عن أحمد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن جميل قال : كنت عند أبي عبدالله ( عليه السلام ) فدخلت عليه امرأة ، فذكرت أنّها تركت

__________________

(١) تقدم في البابين ١٢ و ١٩ من أبواب الصلوات المندوبة وفي الباب ٢٨ باطلاقه وأكثر أحاديث أبواب صلاة الكسوف ، ويأتي في الباب ٣١ من هذه الأبواب.

الباب ٣٠

فيه حديثان

١ ـ الكافي ٣ : ٤٧٨ / ٦.

(١) التهذيب ٣ : ٣١٣ / ٩٧٠.

٢ ـ الكافي ٣ : ٤٧٩ / ١١.

١٣٧

ابنها وقد قالت بالملحفة على وجهه ميتاً ، فقال لها : لعلّه لم يمت ، فقومي فاذهبي إلى بيتك ، فاغتسلي وصلّي ركعتين وادعي وقولي : يا من وهبه لي ولم يك شيئاً جدّد هبته لي ، ثمّ حرّكيه ولا تخبري بذلك أحداً قالت : ففعلت فحرّكته فإذا هو قد بكى.

٣١ ـ باب استحباب الصلاة عند خوف المكروه وعند الغم

[ ١٠٢٤٩ ] ١ ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن حمّاد ابن عيسى ، شعيب العقرقوفي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : كان علي ( عليه السلام ) إذا هاله شيء فزع إلى الصلاة ، ثمّ تلا هذه الآية : ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ ) (١).

[ ١٠٢٥٠ ] ٢ ـ وعن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الوشّاء ، عن أبان ، عن حريز ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : اتّخذ مسجداً في بيتك فإذا خفت شيئاً فالبس ثوبين غليظين من أغلظ ثيابك ، فصلّ فيهما ، ثمّ اجث على ركبتيك فاصرخ إلى الله وسله الجنّة ، وتعوّذ بالله من شرّ الذي تخافه ، وإيّاك أن يسمع الله منك كلمة بغي وإن أعجبتك نفسك وعشيرتك.

ورواه الشيخ بإسناده عن الحسين بن محمّد ، مثله (١).

[ ١٠٢٥١ ] ٣ ـ الفضل بن الحسن بن الطبرسي في ( مجمع البيان ) عن الصادق

__________________

الباب ٣١

فيه ٣ أحاديث

١ ـ الكافي ٣ : ٤٨٠ / ١.

(١) البقرة ٢ : ٤٥.

٢ ـ الكافي ٣ : ٤٨٠ / ٢ ، وأورد صدره أيضاً في الحديث ٢ من الباب ٥٤ من أبواب لباس المصلي وفي الحديث ٢ من الباب ٦٩ من أبواب أحكام المساجد.

(١) التهذيب ٣ : ٣١٤ / ٩٧٣.

٣ ـ مجمع البيان ١ : ١٠٠.

١٣٨

( عليه السلام ) قال : ما يمنع أحدكم إذ دخل عليه غمّ من غموم الدنيا أن يتوضّأ ثمّ يدخل المسجد فيركع ركعتين يدعو الله فيهما ، أما سمعت الله يقول : ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ ) (١).

أقول : وتقدّم ما يدلّ على ذلك (٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه (٣).

٣٢ ـ باب استحباب الصلاة للخلاص من السجن ، وكيفيّتها

[ ١٠٢٥٢ ] ١ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ( عيون الأخبار ) : عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبدالله بن صالح ، عن صاحب الفضل بن ربيع ، عن الفضل ـ في حديث ـ إنّ موسى بن جعفر ( عليه السلام ) كان في حبس الرشيد فأمر ليلة باطلاقه وجائزته ولم يظهر لذلك سبب ، فسئل موسى بن جعفر عنه ؟ فقال : رأيت النبي ( صل الله عليه وآله ) ليلة الأربعاء في النوم فقال لي : يا موسى أنت محبوس مظلوم ؟ فقلت : نعم ـ إلى أن قال ـ فقال : أصبح غداً صائماً وأتبعه بصيام الخميس والجمعة ، فإذا كان وقت الإِفطار فصلّ اثنتي عشرة ركعة ، تقرأ في كلّ ركعة الحمد مرّة ، واثنتي عشرة مرّة ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) ، فإذا صلّيت منها أربع ركعات فاسجد ثمّ قل : يا سابق الفوت ، يا سامع الصوت ، ويا محيي العظام وهي رميم بعد الموت ، أسألك باسمك العظيم الأعظم ، أن تصلّي على محمّد عبدك ورسولك ، وعلى أهل بيته الطيّبين الطاهرين ، وأن تعجّل لي الفرج ممّا أنا فيه ، ففعلت فكان الذي رأيت.

__________________

(١) البقرة ٢ : ٤٥.

(٢) تقدم في الباب ٢٩ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الأبواب ٣٢ و ٣٣ و ٣٤ من هذه الأبواب.

الباب ٣٢

فيه حديثان

١ ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ١ : ٧٣ / ٤.

١٣٩

ورواه الشيخ في ( المصباح ) مرسلاً (١).

[ ١٠٢٥٣ ] ٢ ـ وعن محمّد بن علي ماجيلويه ، عن علي بن إبراهيم عن أبيه (١) ، عن رجل من أصحابنا قال : لمّا حبس الرشيد موسى بن جعفر ( عليه السلام ) جنّ عليه الليل فخاف ناحية هارون أن يقتله ، فجدّد موسى ( عليه السلام ) طهوره واستقبل القبلة بوجهه ، وصلّى لله عزّ وجلّ أربع ركعات ، ثمّ دعا بهذه الدعوات فقال : يا سيّدي ، نجّني من حبس هارون ، وخلّصني من يده يا مخلّص الشجر من بين رمل وطين وماء ، ويا مخلّص اللبن من بين فرث ودم ، ويا مخلّص الولد من بين مشيمة ورحم ، ويا مخلّص النار من بين الحديد والحجر ، ويا مخلّص الأرواح من بين الأحشاء والأمعاء ، خلّصني من يد هارون ، قال : فلمّا دعا موسى بهذه الدعوات أتى هارون رجل أسود في منامه وبيده سيف قد سلّه فوقف على رأس هارون وهو يقول : يا هارون ، أطلق موسى بن جعفر وإلاّ ضربت علاوتك (٢) بسيفي هذا ، فخاف هارون من هيبته ، ثمّ دعا الحاجب فقال له : اذهب إلى السجن فأطلق عن موسى بن جعفر ، الحديث.

ورواه في ( المجالس ) مثله (٣).

ورواه الطوسي في ( الأمالي ) عن أبيه ، عن المفيد ، عن الصدوق (٤).

__________________

(١) مصباح المتهجد : ٣٨١.

٢ ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ١ : ٩٣ / ١٣.

(١) عن أبيه : ليس في أمالي الصدوق ( هامش المخطوط ).

(٢) العلاوة : أعلى الرأس ، وقيل : أعلى العنق ( لسان العرب ١٥ : ٨٩ ).

(٣) أمالي الصدوق : ٣٠٨ / ٣.

(٤) أمالي الطوسي ٢ : ٣٦.

١٤٠