تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٨

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٨

المؤلف:

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٤١

وقلبي أن يخامره قلق المشتاقين ، فقلت [له] (١) : ما الذي قطع بك عن الوصول إلى ما هناك؟ فقال : يا ذا النون هدانا دائم القلق ، أسرع إليه في الراحة واسأله بلوغ الأمنية ، وهو العليم بما تصلح (٢) به النفوس ، قلت له : أفتجد على قليل من الخلوة سدة ، فقال : ما أظن أحدا عرف ربه [...] (٣) يحتاج مع أنسه إلى رؤية الأهلين ولا من انقطع إليه بكله إلى أحد من المخلوقين ، قلت : هل من وصية وعظة؟ فقال : تفرطت رحمك الله ، فقال : مبادرتك إليه إذا دعاك وترك التخلف عنه إذا ناداك ، ودوام الإقبال عليه مع كثرة المبادرة إليه بخلع الراحة من نفسك ، وخذف كل ما دعاك إلى ما يبعدك منه ويحول بينك وبين الظفر بالمراد ، حتى لا يفقدك من عند نفعك ولا يجدك عند مضارك قلت : زدني! قال : إياك أن تترك حالة لحالة حتى تنفذ ما أنت عليه من مرادك فإن للعدو هاهنا مجالا ، قلت : زدني! قال : تعلم تملقه فإن لتملقه غدا فرحة تستوجب جميع الأحزان وتظفرهم بدار الكرامة والأماني ، قلت : زدني! فقال : حسبك يا ذا النون إن عملت بما أخبرتك.

٥٦٠ ـ علي بن أحمد بن سعيد بن سهل ، أبو الحسن الصفار الغازي ، المعروف بابن عفان :

حدث عن أبي الهيثم عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن موسى بن عيسى الكوفي وأبي علي الحسن بن أحمد بن الحسن الخواص المصيصي وأبي الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي ، روى عنه عبد الوهاب بن جعفر الميداني.

أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي بدمشق ، أنبأنا (٤) أبو القاسم علي بن الحسن ، حدثنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه ، حدثنا عبد العزيز بن محمد ، أنبأنا عبد الوهاب بن جعفر ، حدثنا علي بن أحمد بن سعيد بن سهل البغدادي المعروف بابن عفان الغازي ، حدثنا أبو القاسم عمر (٥) بن إسحاق بن إبراهيم بن موسى بن عيسى الكوفي ، حدثنا عبدان بحلب ، حدثنا عمر بن سعيد ،

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) في (ج) : «يصلح».

(٣) بياض في النسخ مكان النقط.

(٤) في (ب) ، (ج) : «أنبأ عمر أبو القاسم».

(٥) سبق أنه «أبو الهيثم عمرو».

٤١

حدثنا أحمد بن دهقان وكان يسكن الحدث ، حدثنا خلف بن تميم قال : دخلنا على أبي هرمز فقال : دخلنا على أنس بن مالك نعوده فقال : صافحت بكفي هذه كف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فما مسست خزا ولا حريرا ألين من كفه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ؛ قال أبو هرمز : فقلنا لأنس بن مالك : فصافحنا بالكف التي صافحت بها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم! قال : صافحنا ، قال خلف بن تميم : فقلنا لأبي هرمز : فصافحنا بالكف التي صافحت بها أنس بن مالك! قال : فصافحنا. قال أحمد بن دهقان : فقلنا لخلف بن تميم : فصافحنا بالكف التي صافحت بها أبا هرمز! فصافحنا ، قال عمر بن سعيد فقلنا لأحمد بن دهقان : فصافحنا بالكف التي صافحت بها خلف بن تميم! فصافحنا ، قال عبدان فقلنا لعمر ابن سعيد : فصافحنا بالكف التي صافحت بها أحمد بن دهقان! فصافحنا ، قال عمر ابن إسحاق قلت لأبي القاسم عبدان بن حمد بن عبدان : فصافحنا بالكف التي صافحت بها [عمر بن سعيد] (١)! فصافحني بيده وقال : سلام عليكم! قال أبو الحسن علي بن أحمد فقلت لأبي القاسم عمر : فصافحني بالكف التي صافحت بها عبدان! فصافحني ، قال عبد الوهاب فقلت لعلي : فصافحني بالكف التي صافحت بها عمر! فصافحني ، قال عبد العزيز فقلنا لعبد الوهاب : فصافحنا بالكف التي صافحت بها عليا! فصافحني ، قال الفقيه وقلت لعبد العزيز : فصافحني بالكف التي صافحت بها عبد الوهاب فصافحني ، قال أبو القاسم علي بن الحسن قلت للفقيه : فصافحني بالكف التي صافحت بها عبد العزيز! فصافحنا ، قال شيخنا أبو البركات قلت لعمي : فصافحني بالكف التي صافحت بها الفقيه! فصافحني ، قلت لشيخنا أبي البركات (٢) : فصافحني بالكف التي صافحت بها عمك! فصافحني.

قرأت بخط طاهر بن أحمد النيسابوري قرأنا بخط ابن حطان الصوفي قال : قرأت على أبي الحسن علي بن أحمد بن سعيد بن الصفار الغازي (٣) في مسجد أبي طاهر حدثكم أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الخواص المصيصي قدم دمشق وأنبأنا داود ابن سليمان بن أحمد أبو الفتح قال : كتب إلى أبو محمد (٤) هبة الله بن أحمد بن

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) في النسخ : «أبى بكر».

(٣) في النسخ : «بغدادى».

(٤) في (ج) : «أبو الفتح».

٤٢

الأكفاني ، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد بن صصري ، أنبأنا تمام بن محمد الرازي ، حدثنا أبو علي الحسن بن أحمد الخواص ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن عمر الغلفي (١) بجامع طهوي ، حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله الهاشمي الرقي بالرملة قال : دخلت في بلاد الهند إلى بعض قراها ، فرأيت شجر ورد أسود ينفتح (٢) عن وردة كبيرة طيبة الرائحة سوداء عليها مكتوب كما يدور بخط أبيض : «لا إله إلا الله محمد رسول الله ، أبو بكر الصديق ، عمر الفاروق» فشككت في ذلك وقلت : إنه عمل معمول ، فعمدت إلى جنبذة لم تفتح ففتحتها فكان فيها وردة سوداء فيها مكتوب بخط أبيض كما رأيت في سائر الورق ، في البلد منه شيء كثير عظيم ، وأهل تلك القرية يعبدون الحجارة لا يعرفون اللهعزوجل.

٥٦١ ـ علي بن أحمد بن سعيد بن الدباس (٣) ، أبو الحسن (٤) المقرئ :

من أهل واسط ، قرأ القرآن بالروايات على أبي محمد عبد الرحمن بن الحسن بن الزجاجي وأبي الفتح المبارك بن أحمد بن زريق الحداد وأبي الكرم محفوظ بن عبد الباقي بن الناريج (٥) الواسطيين ، وسافر إلى همدان فقرأ على الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد بن العطار ، ودخل بغداد وذكر أنه قرأ بها على أبي بكر المبارك بن الحسن بن أحمد الشهرزوري وأبي الفتح عبد الوهاب بن محمد بن الحسين بن الصابوني الخفاف وأبي الحسن علي بن أحمد بن الحسين بن محمود اليزدي وأبي القاسم يوسف بن المبارك بن سعيد الخياط ، وقرأ بالموصل على أبي بكر يحيى بن سعدون القرطبي ، وسمع الحديث بواسط من أبي الفضل (٦) محمد بن محمد بن أبي ربيعة الشاهد وأبي يعلى الخطيب وأبي محمد الزجاجي وأبي الحسن علي بن المبارك بن نغوبا وغيرهم ، وشهد عند أبي محمد الحسن بن أحمد بن الدامغاني قاضي واسط في شعبان سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة فقبل شهادته ، ثم إنه قدم (٧) علينا بغداد بعد

__________________

(١) في (ب) : «العلي».

(٢) في (ج) : «مفتح».

(٣) انظر طبقات القراء ، للجزرى ، ص ٥١٨.

(٤) في الأصل : «أبو بكر».

(٥) في النسخ : «التاريخ».

(٦) في الأصل ، (ج) : «أبي المفضل».

(٧) في النسخ : «ثم إنه دفن».

٤٣

علو سنه ، وأقام بها إلى حين وفاته ، ورتب بالمسجد الحديد (١) عند سوق العيد لإقراء الناس وأجرى له على ذلك جراية ، وقرأ عليه الناس وأكثر وحدث ، وكتبت (٢) عنه شيئا يسيرا ، وكان عالما بالقراءات ووجوهها وعللها فيما يحفظ أسانيدها وطرقها ، وله معرفة جيدة بالنحو ، وكان حسن الأخلاق طيب الملقى متواضعا متوددا ، لطيف الطبع.

أخبرني أبو الحسن علي بن أحمد بن سعيد بن الدباس المقرئ بقراءتي عليه ببغداد ، أنبأنا أبو الفضل محمد بن محمد بن عبد الكريم بن أبي ربيعة العدل ، أنبأنا أبو الفضل محمد بن محمد السوادي ، أنبأنا أبو علي أحمد بن محمد بن غيلان المقرئ ، أنبأنا أبو الطيب عبد الغفار بن عبيد الله (٣) بن السري الحضيني (٤) ، أنبأنا القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن حميد التميمي ، حدثنا سهل بن محمد عن بشر بن المفضل عن حميد الطويل عن أنس بن مالك عن أبي [بن] (٥) كعب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «جاءني جبريل وميكائيل ، فجلس جبريل عن يميني وميكائيل عن شمالي ، فقال لي جبريل : اقرأ القرآن على حرف ، فقال لي ميكائيل : استزده! فقلت : زدني ، فقال : اقرأ على حرفين ، فقال ميكائيل : استزده ، فقلت : زدني ، فقال : على ثلاثة أحرف ـ حتى بلغ سبعة أحرف ، وقال : كلها شاف كاف» (٦).

أنشدني علي بن أحمد بن الدباس لنفسه :

لهفي على عمري لقد أفنيته

في كل ما أرضى ويسخط مالكي

ويلي (٧) إذا عنت الوجوه لربها

ودعيت مغلولا بوجه حالك

ورقيب (٨) أعمالي ينادي شامتا

يا عبد سوء أنت أول هالك

لم يبق من بعد الغواية منزل

إلا الجحيم وسوء صحبة مالك

__________________

(١) في (ب) : «الجديد».

(٢) في (ج) : «وكتب».

(٣) في الأصل ، (ج) : «عبد الله».

(٤) في (ب) : «الخضينى».

(٥) ما بين المعقوفتين ليست في الأصول.

(٦) انظر الحديث في : كنز العمال ١ / ١٦٥.

(٧) في (ب) ، (ج) : «ويل».

(٨) في الأصل ، (ب) : ورقيت».

٤٤

ذكر لي أبو عبد الله بن سعيد الحافظ الواسطي أن أبا الحسن بن الدباس حدث بكتاب الحجة لأبي علي الفارسي عن القاضي أبي غالب بن الكناني سماعا عن أبي الفضل بن خيرون إجازة ، وما علمنا لابن الكناني إجازة من ابن خيرون ولا روي عنه شيئا ، ولم يشاهد ابن الدباس عند ابن الكناني (١) قط ، ولا ذكر لنا أحد ممن كان يلازمه كثيرا أنه رآه عنده قط ولا سمع منه ، وذكر لنا من شاهد معه خطا يشبه (٢) خط ابن الشهرزوري بالقراءات عليه وليس بخطه ، وأنه لم يصح أنه قرأ عليه والله أعلم.

سألت ابن الدباس عن مولده ، فقال : في أواخر سنة سبع وعشرين وخمسمائة بواسط ، قال : وأول دخولي إلى بغداد (٣) كان في سنة تسع وأربعين وخمسمائة ، وتوفي في ليلة السبت السابع والعشرين من رجب سنة سبع وستمائة ، وصلى عليه من الغد بجامع السلطان ودفن بباب الجامع عند قبر الشيخ أبي موسى الزاهد.

٥٦٢ ـ علي بن أحمد بن سلام البغدادي :

روى عن الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن البيع النيسابوري في كتاب «علامات أهل الحقائق» من جمعه.

أخبرنا إسماعيل بن عثمان العلوي بنيسابور ، أنبأنا أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم المقبري ، أخبرتنا فاطمة بنت أبي علي الدقاق ، أنبأنا أبو عبد الله بن البيع ، أخبرني علي بن أحمد بن سلام البغدادي قال : ذكر أبو عبيد بن حربويه (٤) القاضي منصور بن إسماعيل الفقيه فقال : ذاك الأعمى ، فأنشد منصور يقول :

ليس العمى أن لا ترى بل العمى

أن لا ترى مميزا من الصواب والخطأ

٥٦٣ ـ علي بن أحمد بن سلامة بن سالم بن شاغل بن عاذل بن حمود بن زيد ابن محمد بن زياد الأخرس بن بشر بن عمرو بن كعب بن عدي بن علي بن عامر

__________________

(١) في (ب) ، (ج) : «الكتاني».

(٢) في (ج) : كشبه».

(٣) في الأصل : «بعدا».

(٤) في الأصل ، (ب) : «خرنوبة».

٤٥

ابن رفاعة بن كعب بن موعدة بن عدي بن غنم بن ربيعة بن رشدان بن قيس بن جهينة ، أبو الحسن الجهني المنجم :

هكذا رأيت نسبه بخط فارس بن الحسين الذهلي ، روى عن أبي الحسن علي بن طاهر الخباز وأبي بكر محمد بن عمر العنبري الشاعرين شيئا (١) من شعرهما ، روى عنه أبو غالب شجاع بن فارس الذهلي وأبو نصر هبة الله بن علي بن المحلي.

كتب إلى أبو الحسن علي بن فاضل الصوري أنشدنا أبو طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني ، أنشدنا أبو غالب شجاع بن فارس الذهلي ، أنشدنا أبو الحسن علي بن أحمد بن سلامة بن سالم الحكيم الجهني لصاحب أبي القاسم إسماعيل بن عباد بن العباس[قوله](٢):

أيها الجالس المفكر في الأمر

المعنى به اعتناء المجوس

بارك يوم الأربعاء عن الس

ير يروم المسير يوم الخميس

لا تعاد الأيام وامض إذا

شئت فإن السعود مثل النحوس

هل رأيت النجوم أغنت عن ال

مأمون في عز ملكه المأسوس

خلفوه بعرصتي طرسوس

مثل ما خلفوا أباه بطوس

أنبأنا أبو القاسم الكاتب المؤدب عن أبي السعود أحمد بن علي بن المحلي ، أنشدني أخي أبو نصر هبة الله بن علي ، أنشدني علي بن أحمد بن سلامة الجهني لبعضهم :

أحببته وكتمته

فخفى عليه مكان حبي

حتى إذا عثر الزما

ن وما درى بالحب حبي

وتغيرت حالاته

وأبي التفلت عنه قلبي

ذكر الفراق بمجلس

كنا به فقضيت نحبي

فكأن حبي حين مت

أعيد حبا بين صحبي

٥٦٤ ـ علي بن أحمد بن شاكر ، أبو الحسن الحافظ :

حكى عن أبي بكر الشبلي الصوفي ، روي عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن

__________________

(١) في (ج) : «الشاعر بن السنا» وفي (ب) : «الشاعر بن شبا».

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل ، (ب).

٤٦

إسماعيل الوراق.

حدث أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر المزني بدمشق ، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد القادر الصوفي الطرسوسي ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إسماعيل الوراق بأردبيل ، حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن شاكر البغدادي الحافظ قال : سمعت الشبلي وسئل عن الخوف ، فقال : الخوف شرارة محبة الله عزوجل يطرحها في قلب المريد تصفية (١) من سواه لا يسكنه غيره.

حدثنا علي بن أحمد بن شاكر البغدادي قال : سمعت الشبلي يوما ينشد :

قالوا تسمى من هويت فقلت لا

قالوا فمت كمدا فقلت أموت

قالوا فترضى أن تموت بغضة

وتسر من تهوى فقلت رضيت

٥٦٥ ـ علي بن أحمد بن الصباح ، أبو الحسن البغدادي :

روي عن أحمد بن ميثم بن (٢) أبي نعيم الفضل بن دكين الطلحي الكوفي ، روي عنه محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الحافظ.

أنبأنا عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني عن أبي الغنائم محمد بن علي بن ميمون النّرسيّ ، أنبأنا محمد بن علي (٣) بن عبد الرحمن العلوي ، أنبأنا علي بن الحسين بن محمد المقرئ ، حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الحافظ ، حدثنا علي بن أحمد بن صعدان (٤) المعدل بالأنبار ، حدثني أحمد بن ميثم بن أبي نعيم الطلحي قال : قدمت مع جدي أبي نعيم بغداد فنزل الرملة (٥) واجتمع أصحاب الحديث إليه فلما أرد أن يحدثهم قام إليه رجل طينته من أهل خراسان فقال : يا أبا نعمي أشيع (٦) ، فكره الشيخ مقالته وصرف ذات اليمين وقال متمثلا :

__________________

(١) في (ج) : «بصفته».

(٢) في (ج) : «عن أبي نعيم».

(٣) «ميمون النرسي أنبأنا محمد بن على» سقط من (ج).

(٤) هكذا في النسخ ، وقد سبق في أول الترجمة. أنه : «الصباح».

(٥) في الأصل ، (ب) : «الرملية».

(٦) في (ب) : «شبع».

٤٧

وما زال بي حبك (١) حتى كأنني

لرجع جواب السائلي عنك أعجم

لا سلم عن قول الوشاة وتسلمي

سلمت وهل حيي على الناس يسلم

قال : ففطن الرجل لمراده فقال له سائلا ثانية وثالثة (٢) ، فقال الشيخ : يا هذا كيف بلينا بك وأي ريح هبت إلى بك؟ سمعت الحسن بن صالح بن حيي يقول : سمعت جعفر بن محمد يقول : حب على عبادة وأفضل العبادة ما كتمت.

٥٦٦ ـ علي بن أحمد بن طاهر بن محمد (٣) الخازن ، أبو القاسم :

أخو أبي غالب محمد وأبي منصور محمد اللذين تقدم ذكرهما ، من أهل الكرخ ، سمع أبوي محمد الحسن بن محمد الخلال والحسن بن علي الجوهري وأبا القاسم علي ابن المحسن بن علي التنوخي وغيرهم ، روي عنه أبو المعمر الأنصاري ، وكان شيعيا.

كتب إلى أبو عبد الله محمد بن المعمر القرشي أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن كامل الواعظ بقراءتي عليه بمكة وأنا أسمع ، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن طاهر بن حمد الخازني وأخبرنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب التاجر قراءة عليه ، أنبأنا علي بن أحمد بن طاهر بن حمد إجازة في سنة ست وخمسمائة ، حدثنا الحسن بن علي أبو محمد إملاء ، أنبأنا أبو بكر القطيعي ، حدثنا بشر بن موسى ، حدثنا هوذة بن خليفة ، حدثنا عوف عن سعيد بن أبي الحسن قال : كنت عند ابن عباس إذ أتاه رجل فقال : إني إنسان إنما معيشتي من صنعة يدي وإني أصنع هذه التصاوير ، قال : فقال ابن عباس : لا أحدثك إلا ما سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وسمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من صور صورة فإن الله يعذبه يوم القيامة حتى ينفخ فيها ، وليس بنافخ فيها أبدا» (٤) قال : فربا لها الرجل ربوة (٥) شديدة واصفر وجهه ، ثم قال : ويحك إن أبيت إلا أن تصنع (٦) فعليك بهذا الشجر وكل شيء ليس فيه روح.

٥٦٧ ـ علي بن أحمد بن طريف بن حمدان البغدادي :

__________________

(١) في الأصل ، (ب) : «حبيك» وفي (ج) : «حبيبك».

(٢) في الأصل و (ب) بدون نقط.

(٣) في الأصول : «بن أحمد» والصحيح من اللسان.

(٤) انظر الحديث في : مسند أحمد ١ / ٣٠٨.

(٥) في الأصل : «رهوة».

(٦) في (ج) : «أتيت إلا أن يصنع».

٤٨

أنبأنا ذاكر بن كامل عن أحمد بن عبد الجبار بن أحمد أن أبا محمد الحسن بن محمد الخلال أخبره حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن محمد بن إسحاق بن عيسى بن طارق القطيعي ، حدثنا منصور بن عبد الله الهروي أنشدني علي بن أحمد بن طريف ابن حمدان البغدادي [قوله] (١) :

تورد (٢) الخد من توريد خديك

حتى استظلت على قلبي بعينيك

يا فاتن الطرف سحارا لمقلته

هاروت كلمي من بين جفنيك

فلو مسست حصاة أنبتت ورقا

ولو هتفت بميت قال لبيك

ما كنت أحسب أن الشمس من بشر

حتى تراءت لنا من بين ثوبيك

إن البنفسج والنسرين قد حلفا

أن لا يزولان من توريد خديك

٥٦٨ ـ علي بن أحمد بن العباس بن أبي طاهر ، أبو الحارث بن أبي الرضا الهاشمي ، المعروف بابن الرجا :

من أهل باب البصرة ، تقدم ذكر والده ، كان يتولى الخطابة بجامع الرصافة ، وكان شيخا مسنا ، سمع وهو كبير من أبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي وغيره ، و [ما] (٣) أظنه روي شيئا ، توفي سنة ثلاث أو أربع وتسعين وخمسمائة.

٥٦٩ ـ علي بن أحمد بن عبد الله الخرزي ، أبو الحسن الصوفي :

من أهل البصرة ، حدث ببغداد عن أبي الحسن أحمد بن محمد بن سالم وأبي بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري ، روي عنه أبو جعفر بن محمد (٤) بن الحسين الأبهري الصوفي.

أنبأنا أبو الحسن مسعود بن أبي منصور الأصبهاني أن أبا مسلم عبد الرحمن بن محمد المؤدب أخبره أنبأنا أبو طالب علي بن الحسين بن الحسن الحسني الهمداني إملاء ، حدثنا جعفر بن محمد بن الحسين الزاهد الصوفي ، أنبأنا علي بن أحمد بن عبد الله الخرزي البصري ببغداد ، حدثنا عبد الله بن محمد ، حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم ،

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط الأصل ، (ج).

(٢) في الأصل ، (ج) : «بورد».

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل ، (ج).

(٤) سيأتي أنه : «جعفر بن محمد».

٤٩

حدثنا عبد الله بن موسى ، حدثنا مبارك بن حسان عن عطاء عن ابن عباس قال قيل : يا رسول الله! أي جلسائنا خير؟ قال : «من تذكركم رؤيته ، وزاد في علمكم منطقه ، وذكركم الآخرة عمله» (١).

٥٧٠ ـ علي بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي سنان ، أبو الحسن التميمي السناني :

سمع بتنيس من ديار مصر المفيد ... (٢) عبد الله الحسين بن عتيق بن الحسين بن أحمد بن عبيد الله المعروف بابن الرواس وحدث عنه بالدامغان ، روي عنه أبو نصر عبد الكريم بن محمد الشيرازي في كتابه.

أنبأنا أبو الحسن (٣) علي بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي سنان السناني التميمي البغدادي بالدامغان في قدومه ، حدثنا عبد الله (٤) الحسين بن عتيق بن الحسين ابن أحمد بن عبيد الله المعروف بابن الرواس التنيسي ، أنبأنا أبو الحسين عبد الكريم بن أحمد بن أبي جدار نا (٥) قرأت عليه من أصل كتابه فقلت له أخبركم أحمد ابن عبد الوارث بن جرير العسال (٦) في مسجده بخولان في صفر سنة عشرة وثلاثمائة فأقر به حدثنا محمد بن رمح التجيبي ، أنبأنا الليث بن سعد عن أبي بكر بن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة (٧) بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصّلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم» (٨).

٥٧١ ـ علي بن أحمد بن عبد الله ، أبو القاسم الخطيب :

من أهل الحظيرة ، وكان يتولى الخطابة بها ، حدث عن أبي الغنائم محمد بن يوسف ابن إسحاق بن البهلول الأنباري وأبي بكر أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري

__________________

(١) انظر الحديث : كنز العمال ٢٦٥٨٥.

(٢) بياض في الأصل مكان النقط.

(٣) في النسخ : «أبو الحسين».

(٤) هكذا في النسخ.

(٥) هكذا في الأصل ، (ب). وفي (ج) : «حديثا».

(٦) في النسخ : «حريز الغسال».

(٧) في النسخ : «عن أبى سلمة».

(٨) انظر الحديث في : سنن الترمذي ١ / ٢٣.

٥٠

وعيسى بن علي بن عيسى ، روي عنه القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي وأبو منصور محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري.

قرأت على عبد الوهاب بن علي الأمين عن محمد بن عبد الباقي البزاز وإسماعيل بن أحمد السمرقندي ، أنبأنا هناد بن إبراهيم النسفي إذنا ، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد ابن عبد الله الخطيب الحظيري ، حدثنا أبو الغنائم (١) محمد بن يوسف بن إسحاق بن البهلول بالأنبار ، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا بكار سمعت وهب بن منبه يقول : إن الرب تبارك وتعالى قال في بعض ما يقول لبني إسرائيل : إني إذا أطعت رضيت وإذا رضيت باركت وإذا باركت فليس لبركتي نهاية ، وإذا عصيت (٢) غضبت وإذا غضبت لعنت وإذا لعنت فإن لعنتي تبلغ السابع من الولد.

أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي بدمشق ، أنبأنا الأخوان الحسين وعبد الله ابنا علي بن أحمد الخياط ، أنبأنا أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري ، حدثني عمي أبو الحسن عبد الواحد وعلي بن أحمد الخطيب قالا : حدثنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن عبد العزيز وهو على المدينة في خلافة الوليد فقال لي : يا مولى ابن عباس إني حلفت بيمين أن لا أفعل كذا وكذا حيث انقضى (٣) الحين (٤) الذي أبر فيه يميني ، قال قلت : من الحين حين لا يدرك ومن الحين حين يدرك ، فأما الحين الذي لا يدرك فهو قول الله تبارك وتعالى (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ) وما تدري كم أتى حين خلقه الله ، وأما الحين الذي [يدرك] (٥) فقول الله عزوجل (تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ) وهي من صرام النخل إلى صرام قابل ، فقال : ما أحسن ما قلت.

٥٧٢ ـ علي بن أحمد بن عبد الله بن الخضر بن مسرور ، أبو الحسن بن أبي

__________________

(١) في النسخ : «أبو غانم». «٢» في النسخ : «غضبت». «٣» في النسخ : «أقمنى». «٤» في (ج) : «الحسين». «٥» ما بين المعقوفتين سقط من الأصل ، (ج).

٥١

الحسين ، المعروف بابن السوسنجردي :

من أولاد المحدثين ، تقدم ذكر جده ، وذكر الخطيب أباه ، سمع أبا بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي وأبا عمر [محمد] (١) بن العباس بن حيويه الخزاز (٢) وأبا بكر أحمد بن يعقوب بن بندار الفارسي وغيرهم ، وحدث باليسير ، روي عنه أبو الحسن محمد بن عبد العزيز بن المهدي الخطيب في مشيخته والقاضي أبو الحسين محمد ابن علي بن المهتدي بالله.

قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان عن القاسم بن الفضل بن عبد الواحد قال : كتب إلى أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون ، حدثنا القاضي أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله قال : أنبأنا الحنبلي وأنبأنا أبو طاهر التاجر وأبو الكرم المقرئ إذنا ، أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي كتابة قال : سمعت أبا الحسن [علي] (٣) ابن أبي الحسين أحمد بن عبيد الله بن الخضر بن مسرور السوسنجردي يقول : خرجت ليلة من الليالي الكرخ أبصر المساجد في شهر رمضان فرأيت الشيخ أبا أحمد ابن أبي مسلم الفرضي يصلي في مسجده خلفه ثلاثة أنفس وعنده قنديلين [من] (٤) زجاج ، ففكرت في نفسي وقلت : هذا الرجل مع جلالته ومحله ليس عنده أكثر من ثلاثة أنفس ، وانصرفت وأنا أفكر في ذلك ، فرأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام فقال لي : يا أبا الحسن قلت في نفسك إن أبا أحمد يصلي خلفه ثلاثة أنفس وعنده قنديلين فقلت : نعم يا رسول الله! فقال : أما أنه يصلي خلفه سبعون صفا من الملائكة ، وعقد بيده.

أنبأنا أبو طاهر المبارك بن أبي المعالي العطار عن أبي علي محمد بن محمد بن عبد العزيز بن مهدي ، أنبأنا أبي ، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن (٥) عبد الله بن الخضر السوسنجردي الشافعي (٦) ، ومات في طريق مكة بعد انصرافه من الحج بالقرعا ، سنة ثلاث عشرة وأربعمائة هو وولده أبو محمد عطشا.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) في النسخ : «الحرار».

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٤) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في النسخ.

(٥) في النسخ : «محمد بن محمد بن».

(٦) في الأصل ، (ب) : «المالكي».

٥٢

قرأت في كتاب أبي علي البرداني بخطه حدثني أبي وغيره من شيوخنا أن أبا الحسن علي بن أحمد بن السوسنجردي خرج مع ابنه (١) أبي محمد الحسن إلى مكة وأنهما هلكا جميعا بعقبة واقصة في صفر من سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ، قال : وهي السنة المعروفة بسنة القرعاء سدت عليهم الآبار العرب وعطلت القلب ، فعاد الحجاج (٢) إلى الصيف (٣) وليس لهم ماء فهلكوا بعقبة واقصة.

قرأت بخط أبي الحسين بن السوسنجردي مولده ـ يعني ولده (٤) عليا ـ يوم الخميس لخمس بقين من شعبان سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.

٥٧٣ ـ علي بن أحمد بن عبد الله بن البطر (٥) ، أبو الحسن الدقاق ، المعروف بابن الحنبلي ، ويكنى أبا طاهر أيضا ، ويسمى المبارك :

سمع أبا الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه وأبا الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران وأبا علي الحسن بن شاذان وغيرهم ، روي عنه هبة الله بن المبارك السقطي وأبو بكر أحمد بن علي بن عبد الواحد الدلال وعبد الوهاب بن المبارك الأنماطي ، وهو أخو أبي الفضل محمد وأبي الخطاب نصر.

أنبأنا أبو علي الحسن بن عبد الرحمن الفارسي ، أنبأنا عبد الوهاب الأنماطي قراءة عليه ، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن البطر قراءة عليه ، أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وأربعمائة ، حدثنا أحمد بن سلمان الفقه إملاء حدثنا عبد الله بن أحمد الدورقي ، حدثنا حفص بن عمر ، حدثنا زياد بن الربيع اليحمدي عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا أخذ أحدكم فليأخذ بيمينه ، وإذا أعطى فليعط بيمينه ، وإذا أكل فليأكل بيمينه ، وإذا شرب فليشرب بيمينه ، فإن الشيطان يشرب بشماله ويعطي ويأكل بشماله» (٦).

__________________

(١) في النسخ : «مع أبيه».

(٢) في الأصل ، (ب) : «الحاج».

(٣) في (ب) : «في الصيف».

(٤) في (ج) : «يعنى مولد ولده».

(٥) في النسخ : «بن البطة».

(٦) انظر الحديث في : كنز العمال ٤١٦٥٦.

٥٣

قرأت بخط عبد الواحد الأنماطي عن ظهر الجزء الخامس من حديث سعدان بن نصر فيه بسماعه من أبي الحسن علي بن أحمد بن البطر ما هذا صورته : أما الذي قرأ عليه هذا الجزء من أولاد ابن البطر فإني رأيت جماعة كثيرة من الناس [يدعونه] (١) بأبي طاهر ، ورأيت في شيء من كتب عقاره اسمه مكتوبا : المبارك ويعرف بالحنبلي (٢) الدقاق ، وكنت سألت إجازة أبا الخطاب فقال : ما أعرف أنه كان لنا أخ غير أبي الفضل وهذا ؛ ورأيت بعد ذلك في مسند الحارث بن أبي أسامة سماعا من ابن دوما بخط الخطيب مع جماعة والمبارك بن أحمد بن البطر مع أخيه محمد ، وذكر الشيخ أبو الفضل أنه يعرفه ؛ ورأيت على جزء مسموع عدة دفعات من أبي الحسن علي بن أحمد بن البطر ، وعلى جميع الطباق التي عليه ضرب وطمس ، وتحتها بخط أبي القاسم ابن السمرقندي ضرب على هذه السماعات ، لأن علي بن البطر بان أنه توفي في صغره وأن هذا الذي قرئ عليه جرى (٣) ، وهذا فيه سهو ، وكان اسمه أبو طاهر المبارك ، ونسأله الله تعالى صدق الظاهر والباطن أنه جواد كريم.

قرأت بخط شجاع بن فارس الذهلي قال : مات أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الله بن البطر الدقاق يعرف بابن الحنبلي في يوم الأربعاء سادس عشر صفر سنة أربع وثمانين وأربعمائة.

٥٧٤ ـ علي بن أحمد بن عبد الله بن أبي زكريا (٤) ، أبو الحسن النجاد :

سمع أبا طالب بن غيلان وأبا إسحاق إبراهيم وأبا الحسن علي ابني عمر بن أحمد البرمكي وأبا محمد الحسن بن علي الجوهري وأبا أحمد عبد الوهاب بن محمد بن موسى الغندجاني وأبا الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبدوس الزعفراني والقاضي أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري وغيرهم ، روي عنه عمر بن ظفر المغازلي وأبو المعمر الأنصاري وأبو طاهر السلفي.

قرأت على أبي الحسن بن المقدسي بمصر عن أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي ،

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) في (ج) : «الجيلي».

(٣) هكذا في الأصول.

(٤) في النسخ : «بن أبي زكرى» في كل المواضع.

٥٤

أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الله بن أبي زكريا النجاد بقراءتي عليه ببغداد وأخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين ، أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قالا : أنبأنا أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز ، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ، حدثنا محمد بن غالب بن جعفر (١) ، حدثني عبد الصمد بن النعمان، حدثنا مسلم عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو عمل صالح ينتفع به أو ولد يدعو له» (٢).

قال السلفي : سألته عن مولده ، فقال : سنة خمس عشرة يعني وأربعمائة.

قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال : مات أبو الحسن علي بن أحمد بن النجاد في يوم الاثنين ثالث شعبان سنة أربع [وتسعين] (٣) وأربعمائة ، ودفن في مقابر الشهداء.

٥٧٥ ـ علي بن أحمد بن عبد الله السروي (٤) المطوعي ، أبو الحسن بن أبي منصور الصوفي :

من أهل طبرستان ، سافر الكثير إلى خراسان والعراق والشام وصحب المشايخ ، ثم إنه استوطن بغداد إلى حين وفاته ، كان ينزل برباط أبي سعد الصوفي ، سمع ببغداد الشريف أبا نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي وأبا جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة وأبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي ، سمع منه أبو طاهر السلفي وأبو الفضل ابن عطاف وأبو بكر بن كامل ، وحدث بكتاب «الرسالة» لأبي القاسم القشيري عنه ، رواها عنه علي بن محمد بن الحسن بن عقيل الساوي ، ورأيت أصل المطوعي بالرسالة وقد كتبها ببغداد بعد الثمانين وأربعمائة وعلى وجهها خط عبد الواحد بن عبد الكريم العنبري قد أجازها له عن والده ، وقد سمعها من المطوعي جماعة ولم يثبتوا إسناده.

أنبأنا يحيى بن طاهر الواعظ ، أنبأنا علي بن محمد بن الحسن بن عقيل الساوي

__________________

(١) في (ج) : «بن جعفرن».

(٢) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الوصية ١٤. وسنن الترمذي ومسند أحمد ٢ / ٣٧٢.

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل ، (ج).

(٤) في (ب) : «السوق».

٥٥

بقراءتي عليه ، أنبأنا أبو الحسن علي بن أبي منصور بن عبد الله (١) المطوعي ، أنبأنا أبو القاسم القشيري ، أنبأنا أبو النجيب إسماعيل بن عثمان القارئ بنيسابور ، أنبأنا أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم ، بن هوازن القشيري ، أنبأنا جدي ، أخبرتنا الحرة زينب بنت عبد الرحمن بن أحمد السعدي (٢) بنيسابور ، أنبأنا عبد الوهاب بن شاه الشاذياخي (٣) ، أنبأنا أبو القاسم القشيري ، أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك ، أنبأنا أحمد بن محمود بن خرزاد ، حدثنا سعيد بن عبد الله ، حدثنا أحمد بن زكريا ، حدثنا أبي قال : سمعت أنس بن مالك يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، وإذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب ، ثم تلا (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) قيل : يا رسول الله! ما علامة التوبة؟ قال : «الندامة» (٤).

قرأت بخط أبي طاهر السلفي وأخبرنيه مرتضى بن حاتم بقراءتي عليه بمصر قال : سألت أبا الحسن علي الطبري السروي ببغداد عن مولده ، فقال : ولدت سنة أربع وعشرين وأربعمائة بسارية ، واقتديت بأبي نعيم (٥) القزويني بآمل وكان من مريدي أبي العباس القصاب الآملي ، ورأيت المفرج المعروف بأخي الزنجاني بزنجان ، وأبا القاسم القشيري بنيسابور ، وأبا القاسم الكركاني (٦) وأبا علي الفارمذي وأبا بكر الصرام ثلاثتهم بطوس والحسن السمناني بها ، وأبا حفص الأبهري بالرملة ، وأبا بكر الطوسي بالقدس وآخرين ، وكان من أعيان الصوفية زاهدا محترما بينهم وعلقت عنه فوائد عن شيوخه.

قرأت في معجم شيوخ أبي الفضل محمد بن محمد بن محمد بن العطاف الموصلي بخطه قال : قرأت على الشيخ الزاهد المبرهن (٧) أبي الحسن علي بن أبي منصور بن عبد الله السروي الطبري الصوفي برباط أبي سعد ببغداد.

__________________

(١) في النسخ : «بن عبد المطوعى».

(٢) في الأصل : «السعرى».

(٣) في النسخ : «بن أبي الشاذياخي».

(٤) انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ٤٢٥٠. وكشف الخفا ١ / ٣٥١.

(٥) في (ب) : «واقتديت بإبراهيم».

(٦) في (ج) : «الكرحانى».

(٧) في الأصل : المبرهس» وفي (ج) : «المرهر».

٥٦

قرأت في كتاب أبي بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف بخطه قال : مات شيخنا أبو الحسن علي بن أحمد الطبري المطوعي يوم الثلاثاء ثالث جمادى الأولى سنة إحدى عشرة وخمسمائة.

٥٧٦ ـ علي بن أحمد بن عبد الله الأندلسي المالكي :

قدم بغداد في سنة ست وثلاثين وخمسمائة ، وحدث بمنام رآه ، سمعه منه محمد بن ناصر الحافظ وأبو الكرم محمد بن هبة الملاح وابنه عبد الرحمن ، وكتبه عنه ابن ناصر الحافظ بخطه ورواه عنه.

٥٧٧ ـ علي بن أحمد بن المستظهر بالله بن عبد الله المقتدى بأمر الله بن محمد ابن عبد الله القائم بأمر الله بن أحمد القادر بالله بن إسحاق بن المقتدر بالله جعفر ابن أحمد المعتضد بالله بن طلحة الموفق بالله (١) بن جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن (٢) العباس بن عبد المطلب ، يكنى أبا القاسم :

تقدم ذكر أبيه وجده وجد أبيه ، وهو أخو الإمام المقتفي لأمر الله ، ذكر أبو الفضل ابن صالح بن شافع أنه توفي ليلة الجمعة ثامن عشر جمادى الأولى من سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة ، قال : وصلينا عليه يوم الجمعة بباب الفردوس ، وأمنا في الصّلاة وزير الوقت أبو المظفر بن هبيرة ، ثم حمل إلى الرصافة فدفن بالترب ، وجلس للعزاء له ببيت النوبة يوم السبت والأحد وحضر الناس على طبقاتهم ، وبرز إليهم توقيع شريف من الإمام المقتفى بنهوضهم ، وكان كبيرا (٣) عند أخيه فتأثر به.

وأخبرني الشيخ علي بن عساكر البطائحي أستاذه أنه كان ذا دين وأدب وتمييز وتسنن ، وأن مولده سنة إحدى وخمسمائة.

٥٧٨ ـ علي بن أحمد بن عبد العزيز بن الحسن النهاوندي :

__________________

(١) في النسخ : «أحمد المعتقد بالله بن أحمد».

(٢) في النسخ : «على بن عبد الله بن». مكررة.

(٣) في (ب) : «كبيرا».

٥٧

حدث ببغداد عن القاضي أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ، روي عنه الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الشيخ النيسابوري في معجم شيوخه.

قرأت على أبي عبد الله أحمد بن أحمد الجيري بأصبهان عن الخضر بن الفضل العطار، أنبأنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن مندة إذنا عن الحاكم أبي عبد الله النيسابوري قال: سمعت أبا الحسن علي بن أحمد بن عبد العزيز ببغداد يقول : سمعت أبا عبد الله الحسين بن إسماعيل القاضي يقول : سمعت البحتري يقول أنشدني إبراهيم ابن شكلة لنفسه:

خلتها في المعصفرات القواني

وردة في شقائق النعمان

أنت تفاحتي وفيك مع التف

اح رمانتان مع غصن بان

لا أرى في سواك ما فيك من طي

ب ومن نضرة ومن ريحان

٥٧٩ ـ علي بن أحمد بن عبد العزيز بن علي ، أبو الحسن الأنصاري ، يعرف بابن ظنّير ـ بضم الظاء المعجمة بعدها نون مشددة مفتوحة وياء معجمة باثنتين [من](١) تحتها ساكنة وراء :

هكذا رأيته مقيدا (٢) بخط ناصر بن محمد ، هو من أهل ميورقة (٣) من بلاد الأندلس، سمع أبا عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري وأبا محمد غانم بن وليد المخزومي وأبا الحسن علي بن عبد الغني القيرواني الضرير وجماعة غيرهم.

وقدم دمشق وسمع بها أبا محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني وأبا نصر الحسين بن أحمد بن محمد بن طلاب وأبا الحسن علي بن الحسن بن أحمد بن صصري (٤) ، وبصور أبا نصر أحمد بن محمد بن سعد الطريثيثي وأبا بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد الخطيب ، وسافر إلى الحجاز فحج.

وقدم بغداد طالبا للحديث سنة أربع وستين وأربعمائة فأقام بها مدة يسمع من

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل ، (ج).

(٢) في الأصل ، (ج) : «مفتدا».

(٣) في النسخ : «ميروقة».

(٤) «منصور بن» زيدت في (ج).

٥٨

شيوخ الوقت وحدث باليسير ، سمع منه أبو عبد الله الحميدي وأبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي وأبو البركات بن السقطي وروي عنه في معجم شيوخه حديثا ، وكان عالما بالحديث والأدب ، وقد روي عنه شيخنا عبد العزيز الكتاني (١) وأبو بكر الخطيب (٢) ، وروي عنه أبو محمد بن الأكفاني وذكر أنه ثقة.

أنبأنا أبو المظفر الواعظ عن أبي العلاء وجيه بن هبة الله بن المبارك بن موسى السقطي ، حدثنا والدي ، أنبأنا الشيخ الجليل أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري بقراءتي عليه قلت له : حدثكم أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني (٣) بدمشق وأخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد الأنصاري بدمشق ، أنبأنا عبد الكريم بن حمزة الحداد ، أنبأنا عبد العزيز الكتاني ، حدثنا أبو القاسم تمام بن محمد ابن عبد الله الرازي ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم وأبو إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان وجعفر بن محمد بن عديس قالوا : حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو ، حدثنا سليمان بن داود بن علي الهاشمي ، حدثنا إبراهيم بن سعيد ، حدثنا صالح بن كيسان عن الزهري عن محمد عن أبي سفيان عن يوسف بن الحكم عن محمد بن سعد عن سعد قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من يرد هوان قريش أهانه الله» (٤).

قرأت في كتاب أبي القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي وأنبأنا به عنه محمد بن جعفر العباسي قال : أنشدنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري لعبد المحسن الصوري :

وليلة أفردتني بالسهاد فلم

أكن بما أفردتني فيه أفردها

نام الخليون من حولي (٥) فقلت لهم

ما كل عين لها عين يسهدها

أنبأنا ذاكر بن كامل الخفاف قال : كتب لي أبو الفرج غيث بن علي الصوري

__________________

(١) في الأصل ، (ج) : «الكناني».

(٢) في (ج) : «وأبا الوقت أبو بكر الخطيب».

(٣) في الأصل ، (ب) : «الكناني».

(٤) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٣٩٠٥. ومسند أحمد ١ / ١٧١ ، ١٧٦ ، ١٨٣. والمستدرك ٤ / ٧٤.

(٥) في الأصل ، (ب) : «حبولى».

٥٩

قال : أنشدني الشريف أبو الحسن علي بن حمزة الجعفري قال : أنشدني أبو الحسن علي بن أحمد الأندلسي :

وسائلة لتعلم كيف حالي

فقلت لها بحال لا تسر

دفعت إلى زمان ليس فيه

إذا فتشت عن أهليه حر

أخبرنا عبد الرحيم بن يوسف الدمشقي بالقاهرة ، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قال : سألت أبا الكرم خميس بن علي الجوزي الحافظ عن أبي الحسن علي بن أحمد الأنصاري الأندلسي النحوي ، فقال : قدم علينا وكان فاضلا في النحو متقدما في العربية ، وكان يتتبع أسماء (١) من يحضر السماع فيكتبها عن آخرها ولا يخل بأحد ، فقيل له في ذلك ، فقال : هذا عاجل ثوابه وإلا فمن أين لنا بطول القمر حتى نرويه ، وانحدر من عندنا إلى البصرة فسمع بها من أصحاب أبي عمرو ، وخرج إلى مكة فمات في طريقها ، وكانت له معرفة بالحديث حسنة ، وكان على وجهه أثر العبادة.

أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي بدمشق ، أنبأنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن ، حدثني أبو غالب الماوردي قال : قدم علينا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري البصرة في سنة تسع وستين وأربعمائة فسمع من أبي علي التستري كتاب السنن وأقام عنده (٢) نحوا من سنتين ، وحضر يوما عند أبي القاسم إبراهيم بن محمد المناديلي ، وكان ذا معرفة بالنحو والقراءات وقرأ عليه جزءا من الحديث وجلس بين يديه وعليه ثياب خليعة ، فلما فرغ من قراءة الجزء أجلسه إلى جنبه ، فلما مضى قلت له في ذلك وفي إجلاسه إياه إلى جنبه ، فقال : قد قرأ الجزء من أوله إلى آخره وما لحن فيه ، وهذا يدل على فضل كبير ، ثم إن أبا الحسن خرج بعد ذلك إلى عمان والتقيت به بمكة في سنة ثلاث وسبعين ، وأخبرني أنه لما وصل إلى عمان ركب في البحر إلى بلاد الزرنج ، وكان معه من العلوم أشياء فما نفق عندهم إلا النحو وقال : لو أردت أن أكسب منهم آلافا لأمكن ذلك ، وقد حصل لي نحو من ألف دينار وتأسفوا على خروجي من عندهم ، ثم إنه عاد إلى البصرة على

__________________

(١) في الأصل ، (ب) : «اكسما» وفي (ج) : «أكمما».

(٢) في (ب) : «عنه نحوا».

٦٠