تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٨

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٨

المؤلف:

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٤١

ذكر لي ابن أخيه عبيد الله بن المبارك أنه مات في سنة سبعين وخمسمائة.

٥٣٣ ـ علي بن أحمد بن أحمد الخشاب ، أبو الحسن :

أخو أبي محمد عبد الله النحوي الذي قدمنا ذكره ، حدث باليسير عن أبي بكر محمد بن الحسين المزرفي (١) ، سمع منه أبو عبد الله محمد بن عثمان بن عبد الله العكبري الواعظ وأخرج عنه (٢) حديثا في معجم شيوخه وذكر لنا أنه كان خشابا ، له دكان بالريان من ناحية باب الأزج ، يبيع فيه الخشب ، ولم يكن يعرف شيئا من العلم ، وأنه توفي بعد أخيه بسنين كثيرة.

٥٣٤ ـ علي بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم ، أبو الحسن البغدادي :

حدث عن أبي علي الحسن بن جرير الصوري وأبي يزيد يوسف بن زيد القراطيسي وأبي الفضل عبد الله بن محمد بن نصير (٣) البزاز الرملي وعبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم الجمحي ومحمد بن عمرو بن خالد ومحمد بن إبراهيم بن حماد وأبي حارثة أحمد بن أبي عمر بن يحيى بن يحيى الغساني وأبي عبد الله عمرو (٤) ابن أحمد بن عمرو بن السراج وأبي عمرو مقدام بن داود بن عيسى بن تليد (٥) الرعيني وغيرهم ، روى عنه أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة الأصبهاني وأبو عبد الله محمد بن عبد الوهاب الدمياطي وأبو الحسن (٦) أحمد بن محمد بن عبد الوهاب ومتين بن أحمد بن أحمد بن متين وعبد الرحمن بن عمر بن النحاس والقاضي أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق بن يزيد الإصطخري الحلبي.

أخبرنا أبو القاسم القصباني ، أنبأنا محمد بن عبد الباقي المعدل ، أنبأنا إبراهيم بن سعيد الجمال بمصر ، أنبأنا متين بن أحمد ، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إسحاق البغدادي ، حدثنا أبو عبد الله عمرو بن السراج ، حدثنا عبد الغفار بن داود ، أنبأنا

__________________

(١) في الأصل : «المراقي» وفي (ج) : «اطررقي».

(٢) في (ج) : «وأخرج منه».

(٣) في (ج) : «نصرى».

(٤) في (ب) : «عمر».

(٥) في النسخ : «يحيى بن عبد».

(٦) في النسخ : «أسد أبو الحسن».

٢١

أبي ، حدثنا سفيان بن عيينة عن سمي مولى أبي بكر عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الدين النصيحة» قيل : لمن يا رسول الله؟ قال : «لله ولرسول الله ولكتابه ولأئمة المؤمنين وعامتهم» (١).

أخبرنا أبو الحسين يحيى بن عقيل بن شريف بن رفاعة السعدي بمدينة (٢) النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبو عبد الله محمد بن عماد الحراني بالإسكندرية قالا : أنبأنا أبو محمد عبد الله بن رفاعة بن غدير السعدي ، أنبأنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسين الخلعي ، حدثنا أبو العباس متين بن أحمد بن الحسن بن علي بن متين (٣) الشاهد ، حدثنا أبو الحسن علي ابن أحمد بن إسحاق البغدادي ، حدثنا أبو عمرو مقدام بن داود بن عيسى بن تليد الرعيني إملاء في رجب سنة ست وسبعين ومائتين ، حدثنا أسد بن موسى ، حدثنا شعبة عن أبي حمزة قال : سمعت زهدم بن مضرب قال : سمعت عمران بن حصين يقول : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم». فقال عمران بن حصين : لا أدري أذكر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعد قرنه قرنين أو ثلاثة ، ثم قال : «إن بعدكم قرنا يخونون ولا يؤتمنون ، ويشهدون ولا يستشهدون ، وينذرون ولا يوفون ، ويظهر فيهم السمن»(٤).

أخبرنا أبو الفتوح داود بن معمر الواعظ بأصبهان ، أنبأنا إسماعيل بن علي الصوفي ، أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن أسيد ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق الصوري ، حدثنا عثمان بن سعيد الصيداوي ، حدثنا سليمان بن صالح عن عبد الرحمن بن ثابت عن(٥) ثوبان (٦) عن الحجاج بن دينار عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال : بلغني عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديث في القصاص ، وكان صاحب الحديث بمصر ، فاشتريت بعيرا (٧) وشددت عليه رحلا (٨) وسرت حتى وردت مصر ، فقصدت إلى باب

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ٢٢. وصحيح مسلم ، كتاب الإيمان باب ٢٣. وفتح الباري ١ / ١٣٧ ، ١٣٨.

(٢) في (ج) : «بمدينة السلام مدينة النبي» صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(٣) هكذا في الأصل ، (ب) ، وغير موجودة في (ج).

(٤) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ٢٢٤ ، ٨ / ١١٣ ، ١٧٦. وصحيح مسلم ، كتاب فضائل الصحابة ٢١٤. وفتح الباري ٥ / ٢٥٨ ، ٢٢٤ ، ٥٨٠.

(٥) في (ب) ، و (ج) : «بن».

(٦) في (ج) : «يونان».

(٧) في الأصل : «بغيرها».

(٨) في (ب) ، (ج) : «رجلا».

٢٢

الرجل الذي بلغني عنه الحديث وقرعت الباب ، فخرج إلى مملوك له فنظر في وجهي ولم يكلمني ودخل على سيده فقال : أعرابي بالباب ، فقال له : سله من أنت ، فقلت : جابر بن عبد الله الأنصاري ، فخرج إلى مولاه فاعتنق أحدنا صاحبه فقال : يا جابر بن عبد الله! لما جئت؟ فقلت : لحديث (١) بلغني عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في القصاص ولا أظن أحدا ممن مضى وممن بقي بأحفظ له منك ، قال : نعم يا جابر! سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إن الله عزوجل يبعثكم يوم القيامة من قبوركم حفاة عراة غرلا بهما ثم ينادي بصوت رفيع غير فظيع يسمع به من بعد كمن قرب فيقول : أنا الديان ، لا مظالم اليوم ، أنا وعزتي وجلالي لا يجاوزني اليوم ظلم ظالم ، وهو لطمة كف بكف أو يد بيد» (٢).

قال منير بن أحمد : أنبأنا علي بن أحمد بن إسحاق البغدادي قراءة عليه في صفر سنة أربعين وثلاثمائة ، حدثنا أبو مسهر أحمد بن مروان الرملي بالرملة.

٥٣٥ ـ علي بن أحمد بن إسحاق ، أبو الحسن العلوي العمري :

ولاه الطائع لله النقابة على الطالبين ببغداد وواسط بعد القبض على أبي أحمد الحسين بن موسى الموسوي النقيب وعلى أبي عبد الله أحمد ، وذلك في صفر سنة تسع وستين وثلاثمائة.

أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي الرجاء أحمد بن محمد بن الكسائي قال : كتب إلى أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن هارون الشيرازي قال : أنشدني أبو حنيفة النعمان بن عبد الله بن محمد بن أحمد الأسترآباذي بالدامغان لعبد الله بن علي الدمياتي (٣) يمدح به السيد الشريف أبا الحسن علي بن أحمد بن إسحاق العلوي النقيب العمري بمدينة السلام :

أأهنيك بعيد

أم أهني العيد بك

أأقول الغيث من كفك

أم سقياه بك

يا حسيبا يا نسيبا

عرف الإحسان بك

__________________

(١) في (ج) : «بحديث».

(٢) انظر الحديث في : إتحاف السادة المتقين ١٠ / ٤٧٩.

(٣) هكذا في الأصول.

٢٣

أنت سؤلي بعد ربي

وهو سر الخلق بك

طال أمري جل عسري

إنما التيسير بك

وبقيت (١) الدهر نعطي

سؤله الآمل بك

وأبو الفضل فيعلو

كلما يرجوه بك

ذميما (٢) في ظل عيش

دائر الأفلاك بك

فترى فيه سرورا

ويرى ذلك بك

٥٣٦ ـ علي بن أحمد بن أسد الأديب :

أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين قال : كتب إلى السيد أبو الغنائم حمزة بن هبة الله بن محمد بن الحسين العلوي ، أنبأنا أبو عبد الرحمن الشادياخي (٣) قراءة عليه قال : سمعت الحاكم أبا عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ يقول : سمعت علي بن أحمد ابن أسد الأديب البغدادي يقول : حدثني غير واحد من مشايخنا بالعراق يسندونه إلى عبد الله بن طاهر أنه (٤) كتب من خراسان إلى أمير المؤمنين المأمون :

بسم الله الرحمن الرحيم : بعدت داري عن (٥) ظل أمير المؤمنين ، وإن كنت كيف تصرفت بي الأمور لا وثقنا إلا به ، وقد أسند إلى حضرة أمير المؤمنين شوقي لأتشرف (٦) لخدمته وأتجمل بمجلسه وأتزين لخطابه ، وألقح عقلي بحسن آدابه ، ولا شيء آثر عندي من قربه ، وإن كنت في سعة عيش وهبة الله لي به ، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي في ورود حضرته لأجدد عهد المنعم عليّ ، وأتهنأ بنعمة أسداها إلى فعل محسنا إن شاء الله.

فلما قرأ أمير المؤمنين كتابه وقع فيه «قربك يا أبا العباس! إلى حبيب وأنت مني حيث كنت على قريب ، وإنما بعدت دارك نظرا لك وسموا بك ورغبة فيك ، فاتبع قول الشاعر :

__________________

(١) في (ب) : «وتقيت».

(٢) هكذا في الأصول.

(٣) في (ب) ، (ج) : «الشادباجى».

(٤) في الأصل : «وبه كتب».

(٥) في (ج) : «من ظل».

(٦) في الأصل ، (ب) : «لا يشرق» وفي (ج) : «لا يسرق».

٢٤

رأيت دنو الدار ليس بنافع

إذا كان ما بين القلوب بعيد

٥٣٧ ـ علي بن أحمد بن الإسكندر ، أبو نصر العلوي الحسيني :

من أهل المدائن ، ذكره أبو سعد بن السمعاني في المذيل ، وروى عنه.

أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة ، أنشدنا أبو سعد بن السمعاني ، أنشدني علي بن أحمد ابن الإسكندر ، العلوي الحسني ولم يسم قائلا :

قد كنت عدتي التي أسطو بها

ويدي إذا اشتد الزمان وساعدي

فرميت منك بغير ما أملته

والمرء أشرف بالزلال البارد (١)

وأخبرني الحاتمي قال : سمعت ابن السمعاني يقول : علي بن أحمد بن الإسكندر العلوي الحسيني أبو نصر من أهل المدائن علوي مسن جاوز التسعين سنة ، وهو شديد القوة ، جهوري الصوت ، حريص على طلب الدنيا والجمع ، دخال على السلاطين والوزراء ومنازل الأمراء ، وهو غال في التشيع ، جرت بيني وبينه قصة علقت بيتين من الشعر.

٥٣٨ ـ علي بن أحمد بن إسماعيل بن أبي (٢) علي النوبختي (٣) ، أبو الحسن الكاتب :

من بيت مشهور بالفضل ، تقدم ذكر جده ، روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن هلال الصابئ.

أنبأنا ذاكر بن كامل عن أبي غالب الذهلي ، أنبأنا أبو الحسين (٤) هلال بن المحسن ابن إبراهيم الصابئ إذنا قال : أنشدني أبو إسحاق جدي أنشدني أبو الحسن (٥) علي ابن أحمد بن إسماعيل النوبختي لجده أبي سهل إسماعيل بن يحيى :

__________________

(١) على هامش (ب) : «هذان بيتان لابن أبي فراس بن حمدان».

(٢) في (ب) ، (ج) : «اسماعيل بن على».

(٣) في النسخ : «النويحتي» في كل المواضع.

(٤) في (ب) : «أبو الحسن».

(٥) «جدي أنشدنى أبو الحسن» ساقطة من (ج).

٢٥

هجوت عمرا ولم أجعله لي غرضا

لكن أنوف (١) شعري كيف موقعه

كما نحرت ماضي الشعر من علي

بعض الكلاب ليدري كيف مقطعه

ذكر أبو طاهر أحمد بن الحسن الكرخي في تاريخه ونقلته من خطه أن علي بن أحمد النوبختي الكاتب مات ليلة الأحد التاسع من جمادى الآخرة سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.

٥٣٩ ـ علي بن أحمد بن بركة بن عناق ، أبو الحسن المقرئ :

من أهل باب البصرة ، سمع أبا الفضل محمد بن عبد الله بن أحمد بن المهتدي بالله وأبا السعود أحمد بن علي بن المجلي وأبا البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي وغيرهم ، وكان أحد القراء المجودين ، ومن أهل الصلاح والدين ، حدث باليسير ، سمع منه شيخنا أبو بكر محمد بن المبارك بن محمد بن مشّق البيع وأبو المعالي محمد بن أحمد ابن صالح بن شافع وروى عنه ، وسألته عنه فأثنى عليه (٢) ثناء حسنا ، وقال : قرأت عليه القرآن.

أنبأنا ابن مشّق ونقلته من خطه قال : توفي أبو الحسن بن عناق في يوم الاثنين تاسع عشر ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة ، ودفن بمقبرة جامع المنصور.

٥٤٠ ـ علي بن أحمد بن عثمان بن عمر المستعمل ، أبو الحسن البقال :

من أهل الحريم الطاهري ، من أولاد المحدثين ، تقدم ذكر والده ، سمع أباه وحدث عنه باليسير ، سمع منه أبو المعالي محمد بن أحمد بن شافع وعلي بن معالي الرصافي ، وذكر لنا أنهما سمعا منه في ثالث شعبان سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة.

أخبرني علي بن معالي الرصافي ، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عثمان (٣) قراءة عليه ، أنبأنا والدي في ذي القعدة سنة أربع وثلاثين وخمسمائة ، أنبأنا ثابت بن بندار ، أنبأنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان البندار (٤) ، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزاز ، حدثنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة ،

__________________

(١) في (ب) : «ليسوف».

(٢) في النسخ : «فأثنى عنه».

(٣) في (ب) : «سمان».

(٤) «أنبأنا أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان البندار» ساقطة من (ج).

٢٦

حدثنا عبد الحميد بن صالح ، حدثنا حبان عن طلحة عن عطاء عن أبي هريرة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا رددت السائل ثلاثا فلا يرجع فلا عليك (١) أن تزبره» (٢).

٥٤١ ـ علي بن بهشاد الصوفي :

فارس الأصل ، نزل بغداد وصحب الجنيد ، هكذا ذكره أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي النيسابوري في «تاريخ الصوفية» من جمعه ونقلته من خطه.

٥٤٢ ـ علي بن ثابت بن جعفر بن محمد (٣) الخلودي ، المعروف بابن الماوردية:

من سوق الدابة ، حدث عن أبي الحسن علي بن محمد بن أحمد بن كيسان وعمر ابن محمد الزيات (٤) ، روى عنه أبو علي بن البناء في مشيخته وسماه علي بن أحمد ، وروى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد البرداني فسماه أحمد بن علي ، وقد تقدم ذكره في الأحمدين. ذكر علي والمبارك ابنا محمد بن علي بن عبد الله الهمذاني أن أبا علي الحسن بن أحمد بن البناء أخبرهما قراءة عليه ، أنبأنا أبو بكر علي بن أحمد بن ثابت بن جعفر الخلودي قراءة عليه في سنة سبع عشرة وأربعمائة وأخبرنا أبو علي بن أبي القاسم بن أبي علي وأبو حامد عبد الله بن مسلم بن ثابت بقراءتي عليهما قالا : أنبأنا محمد بن عبد الباقي الأنصاري أنبأنا الحسن بن علي الجوهري قالا : أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن كيسان النحوي ، حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي ، حدثنا سليمان بن حرب (٥) وعبد الواحد بن غياث قالا : حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن أنس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : كان يمر بالثمرة فما يمنعه أن يأخذها إلا أن يخاف أن تكون صدقة (٦).

٥٤٣ ـ علي بن أحمد بن حاتم بن برهان ، أبو الحسن :

__________________

(١) في النسخ : «عليل».

(٢) انظر الحديث في : تنزيه الشريعة ٢ / ٢٣١. واللآلئ المصنوعة ٢ / ٣٩. ومجمع الزوائد ٣ / ٩٩ والفوائد المجموعة ٦٢.

(٣) «بن محمد» ساقطة من (ب) ، (ج).

(٤) في (ب) : «الرباب».

(٥) في (ج) : «بن خرب» وفي (ب) : وخرب».

(٦) انظر الخبر في : صحيح البخاري ١ / ٣٢٨.

٢٧

من أهل الدينور ، سافر الكثير ، وسمع على كبر سنة من أبي بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الشيروي وأبي عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد بن الصاعدي الفراوي بنيسابور ، وأبي الحسن علي بن أحمد بن الإسلامي ببلخ ، ونزل بغداد واستوطنها ، وكان يسكن بالمدرسة النظامية ويخدم بيت العدل عبد الملك الدينوري ، حدث باليسير ، روى عنه أبو سعد بن السمعاني.

أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال : سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول : علي بن أحمد الدينوري قرأت عليه وسألته عن مولده ، فقال : بالدينور سنة سبع وسبعين وأربعمائة.

٥٤٤ ـ علي بن أحمد بن الحسن الصواف :

حدث عن جعفر بن محمد بن الحسن الفيريابي (١) ، روى عنه أبو عبد الله الحسين ابن علي بن جعفر الأصبهاني وذكر أنه سمع منه ببغداد.

٥٤٥ ـ علي بن أحمد بن الحسن بن محمد بن القاسم بن محمد بن عبد الله ، أبو الحسن الشعيري :

سمع أبا القاسم عبيد الله بن محمد بن علي المقرئ الصيدلاني وأبا أحمد عبيد الله ابن محمد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي وأبا الحسن أحمد بن محمد بن الصلت وأبا محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى البيع وأبا بكر عبد القاهر بن محمد بن محمد بن مسعود عسيرة الموصلي وأبا إسحاق إبراهيم بن مخلد بن جعفر الباقرحي (٢) وأبا الفتح هلال بن محمد (٣) بن جعفر الحفار وأبا الحسن علي بن أحمد (٤) بن عمر الحمامي وأبا الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه وأبا عبد الله أحمد بن محمد بن خالد الكاتب وأبا الفضل محمد بن محمد الرشيدي وأبا الحسن علي بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز وأبا الحسن محمد بن الحسن بن أبي علي الأصبهاني والعباس بن عمر

__________________

(١) في (ج) : «الفرنانى».

(٢) في (ج) : «المافرحي».

(٣) «وأبا الفتح هلال بن محمد» مكررة في (ج).

(٤) في النسخ : «بن محمد».

٢٨

الكلوذاني وأبا الحسن علي بن (١) عبد العزيز بن حاجب النعمان وأبا علي الحسن بن أحمد بن شاذان وغيرهم.

حدث ببغداد بيسير ، ثم سافر إلى ديار مصر وحدث هناك ، روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الواحد الخباز الأصبهاني وأبو طاهر أحمد بن محمد (٢) بن أبي الصقر الأنباري وأبو القاسم خلف بن أحمد بن الفضل الحرفي وأبو محمد عبد الله بن الحسن ابن طلحة بن إبراهيم بن يحيى البصري المعروف بابن النحاس التنيسي (٣) وذكر أنه سمع منه بتنيس في شوال سنة ست وعشرين وأربعمائة.

كتب إليّ أبو الفتوح أسعد بن محمود العجلي أن أبا بكر أحمد بن علي بن موسى المقرئ أخبره : أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الواحد بن الحسن بن القاسم بن سفيان الخباز المقرئ بقراءتي عليه ، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن قراءة عليه في مجلس أبي علي بن شاذان وأنا أسمع ، أنبأنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد الفرضي ، حدثنا ابن عقدة ، حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي ، حدثنا محمد بن بشر (٤) حدثنيه هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله لا ينزع العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى لم يبق عالم ، اتخذ الناس رؤساء جهالا ، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا» (٥).

قرأت في كتاب أبي محمد عبد الله بن الحسن بن طلحة بن النحاس التنيسي بخطه وأنبأنا به محمد بن حمد عن (٦) علي بن عمر الفراء ، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن الشعيري البغدادي بتنيس قال : أنشدنا العباس بن عمر الصولي ، أنشدنا الراضي لنفسه :

أسفري العيون يا ضرة الشم

س فاني أصونها عن ضباب

قد سقاك الغياث مني فرفقا

بما (٧) بقي في موضع العتاب (٨)

__________________

(١) في النسخ : «أبا الحسن علي بن أحمد بن عبد العزيز».

(٢) في (ب) ، (ج) : «محمد بن أحمد».

(٣) في (ب) : «النفيسى».

(٤) في (ب) : «بعشر».

(٥) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب العلم ١٤. وصحيح البخاري ٩ / ١٢٣. وفتح الباري ١٣ / ٢٨٢.

(٦) في (ب) : «حمد بن على».

(٧) في (ج) : «ما بقي».

(٨) في الأصل ، (ب) : «القاب».

٢٩

أنت مآبي فكيف أكتم ما بي

ما (١) عذابي وراحتي من عذابي

٥٤٦ ـ علي بن أحمد بن الحسن الطرائفي ، أبو الحسن :

أخو أبي عبد الله محمد وأبي محمد الحسن المقدم ذكرهما ، من ساكني باب المراتب ، سمع أبا منصور محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري وغيره ، وحدث باليسير ، وتوفي في حدود سنة ثلاثين وخمسمائة على ما ذكره ابن السمعاني.

٥٤٧ ـ علي بن أحمد بن الحسن بن عبد الباقي الموحد ، أبو الحسن الوكيل ، المعروف بابن البقشلام :

من أهل دار الخلافة ، كان من الأعيان ، وله معروف كثير ، سمع الشرفاء أبا الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله وأبا الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون وأبا الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن المسلمة والقاضي (٢) أبا يعلى محمد بن الحسين بن محمد ابن الفراء وأبا الفرج أحمد بن عثمان بن الفضل بن جعفر المحبري وأبا الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور وأبا محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفيني وأبا علي محمد بن وشاح الزينبي وأبا القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري وأبا بكر أحمد ابن محمد بن سياوس (٣) الكازروني (٤) وأبا القاسم يوسف بن محمد بن أحمد المهرواني وأبا المظفر هناد بن إبراهيم بن إبراهيم النسفي وأبا عبد الله محمد بن أحمد ابن شادة وأبا القاسم عبد الله بن الحسن بن محمد الخلال ، روي عنه أبو معمر الأنصاري وغيره من الفقهاء ، وروى لنا عنه أبو الفتوح بن الجوزي وعبد الله بن صافي الحارثي.

أنبأنا عبد الله بن صافي ، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد الموحد ، حدثنا القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء إملاء ، حدثنا جدي أبو القاسم عبيد الله بن عثمان

__________________

(١) في (ج) : «فما عذابي».

(٢) في النسخ : «وأنبأ القاضي».

(٣) في النسخ : «ساوس».

(٤) في (ب) : «الكارزونى».

٣٠

ابن يحيى بن حنيفة ، حدثنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار ، حدثنا أبو قلابة (١) عبد الملك بن محمد ، حدثنا أبو نعيم والقعنبي قالا : حدثنا سلمة بن وردان (٢) قال : سمعت أنس بن مالك يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذات يوم : «من أصبح اليوم منكم صائما؟» قال أبو بكر : أنا ، قال : «من عاد منكم اليوم مريضا؟» قال أبو بكر : أنا ، قال : «من شيع اليوم منكم جنازة؟» قال أبو بكر : أنا ، قال : «وجبت لك الجنة» (٣).

أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال : سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول : سمعت أبا بكر المفيد يقول : إنما قيل له ابن البقشلام (٤) يعني علي بن أحمد الموحد لأن أباه أو جده مضى إلى قرية يقال لها شلام وبات بها وكانت كثيرة البق ، فكان يقول طول الليل : بق شلام ، وبعد أن رجع إلى بغداد فكان يحكي ذلك ويذكره كثيرا فبقي عليه هذا الاسم.

أخبرني الحاتمي سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول : سألت أبا القاسم الدمشقي الحافظ عن علي بن أحمد الموحد فأثنى عليه وقال : كان ثقة ، له معروف كثير.

قرأت بخط أبي الفضل محمد بن محمد بن محمد بن عطاف الموصلي وأنبأنيه ابنه سعيد عنه قال : سألته ـ يعني ـ أبا الحسن الموحد عن مولده ، فقال : أخبرتني والدتي أنه كان في شعبان سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.

قرأت بخط أبي عبد الله الحسين بن محمد البلخي وأنبأنيه عنه ذاكر الحذاء قال : سألت أبا الحسن الموحد عن مولده فقال : في رجب سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.

قرأت في كتاب أبي الفضل محمد بن ناصر الحافظ قال : توفي أبو الحسن علي بن أحمد الموحد المعروف بابن البقشلام الموحد (٥) في ليلة السبت الخامس والعشرين من شهر رمضان من سنة ثلاثين وخمسمائة ، ودفن يوم السبت في الموضع الذي بناه لنفسه في المسجد الذي على باب الظفرية عند الجصاصين ، وكان مولده في سنة أربعين

__________________

(١) في النسخ : «فلا بد».

(٢) في النسخ : «وركان».

(٣) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الزكاة ٨٧ ، وفضائل الصحابة ١٢. ومسند أحمد ٣ / ١١٨.

(٤) في النسخ : «من البقشلام».

(٥) في النسخ : «بابن البشقلان المحلد».

٣١

وأربعمائة ، وكان وكيلا في دار الخليفة في أيام المسترشد ولم يخلف وارثا (١).

٥٤٨ ـ علي بن أحمد بن الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي ، أبو الحسن بن الوزير نظام الملك أبي علي :

تقدم ذكر والده وجده ، سمع أبا القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان وغيره ، وحدث باليسير ، سمع منه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب في عاشر صفر سنة خمس وأربعين وخمسمائة.

قرأت على عائشة بنت محمد بن علي الدوري عن أبي محمد بن الخشاب قرأت على الصاحب أبي الحسن علي بن أحمد بن نظام الملك أبي علي الحسن بن إسحاق أخبركم أبو القاسم بن بنان قراءة عليه في ذي القعدة سنة ثمان وخمسمائة ، أنبأنا أبو الحسن بشرى بن عبد الله القاضي ، أنبأنا القاضي أبو القاسم عمر بن محمد بن إبراهيم ابن مسك ، حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي بن راشد العدوي ، حدثنا جبارة بن المغلس ، حدثنا كثير بن سليمان عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أحب أن يكثر خير بيته فليتوضأ قبل الطعام وبعده» (٢).

٥٤٩ ـ علي بن أحمد بن أبي الحسن ، أبو الحسن المؤدب المقرئ :

من أهل باب البصرة ، كان يؤم هناك في مسجد ويقرئ الناس القرآن ، وكان شيخا صالحا دينا حسن الطريقة ، ختم عليه خلق كتاب الله ، سمع الحديث من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وأبي المعالي أحمد بن علي بن المهتدي (٣) وغيرهما وحدث باليسير ، سمع منه جماعة من المتصوفة برباط الزوزني ورأيته فيه ، وكان يتولى خزانة الكتب به ، وكان مليح الوجه عليه ألواح الصلاح لائحة ، وسألته أن يجيز لي الرواية عنه فأجاز لي وكتب بخطه بذلك ، ولم أجتمع به بعد ذلك ، وسألت عنه أبا المعالي بن شافع فقال : هو أستاذي عليه تلقيت القرآن ، وأثنى عليه كثيرا ، ووصفه بالديانة والتقوى.

__________________

(١) في (ب) ، (ج) : «لم يحالف وارثا».

(٢) انظر الحديث في : اتحاف السادة المتقين ٥ / ٢١٢ ، ٢١٧. وكنز العمال ٤٠٧٩٥. والكامل لابن عربي ٦ / ٢٠٨٤.

(٣) في (ج) : «المهندس».

٣٢

أخبرنا علي بن أحمد بن أبي الحسن المؤدب إجازة وعبد الوهاب بن علي الأمين وابن أخيه عبد السلام بن عبد الرحمن وعبد الرزاق بن عبد القادر الحنبلي (١) وزوجه تاج النساء بنت فضائل التكريتي وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق وأخته عفيفة وقريش بن السبيع (٢) العلوي وعمر بن محمد بن عبد الله السهروردي وأبو تمام علي ابن هبة الله بن العباس (٣) وأبو القاسم تميم بن أحمد بن البندنيجي وأبو العشائر (٤) محمد بن علي بن البلولي (٥) وأبو جعفر عبد الوهاب بن محمد بن عبد الغني الطبري وعبد الباقي بن عبد الجبار الهروي وأبو الفتوح غالب بن أحمد المقرئ وأحمد بن سليمان (٦) بن أحمد الحربي ويحيى بن سلمان الصواف والنفيس بن أبي الكرم السراج وأبو سعد الحسن بن أحمد (٧) بن الحسن بن حمدون ومحمد بن عبد الله بن محمد القرشي ويحيى بن محمد بن الحسين الغزال وعلي بن محمد بن جعفر البصري ومحمد ابن إبراهيم بن معالي الغزالي وأبو القاسم أنس بن عبد العزيز المغازلي وأبو نصر محمد ابن محمد بن محمد بن عمر بن وافي وأبو القاسم عبد الله بن أحمد الخياط ومعروف بن مسعود بن علي المقرئ وعبد الوهاب بن أزهر الوكيل والأنجب بن أبي السعادات الحمامي وأبو الفتوح محمد بن علي التاجر وأبو البقاء أحمد بن علي بن كردي الشاهد ويحيى بن إبراهيم بن أحمد البزاز وعبد اللطيف بن محمد الجوهري وعبد الواحد بن محمود البيع ومحمود بن مسعود المكبر وعبد القادر بن خلف المؤدب وعمر بن محمد اليزيدي وابنة أخيه الكليلية (٨) بنت محمد وإسماعيل بن المبارك بن محمد بن سكينة وأخته محبوبة وعبد الكريم بن محمد بن أحمد الحاجبة وأحمد بن علي ابن رزين وعبد الله بن عمر بن علي الدمشقي وعمر بن يوسف بن محمد المقرئ وزوجه رحمة بنت محمود بن الشعار وأبو غالب بن أبي سعد بن غالب الحربي ورشيد ابن عبد الله الحبشي وصفية بنت عبد الجبار بن هبة الله بن البندار سماعا ببغداد والشريف يونس

__________________

(١) في الأصل ، (ج) : «الحل».

(٢) في الأصل ، (ب) : «بن أسيع».

(٣) في (ب) ، (ج) : «العباسي».

(٤) في الأصل : «أبو العشير».

(٥) في النسخ : «السلولي».

(٦) في الأصل ، (ج) : «بن سلمان».

(٧) في (ج) : «الحسن بن الحسن».

(٨) في (ج) : «الكلم ....».

٣٣

ابن يحيى الهاشمي وأبو الفتوح نصر بن محمد بن الحصري بمكة وعبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة الفقيه وعبد اللطيف بن يوسف النحوي الدمشقي بدمشق وإبراهيم بن عثمان الزركشي بحلب ومحمد بن الخضر الخطيب بحران قالوا جميعا :

أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سليمان قراءة علينا (١) ، أنبأنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن علي المالكي ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن موسى القرشي ، حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي ، حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو خالد عن زيد بن سنان عن أبي عطاء عن عطاء بن أبي رباح عن أبي سعيد قال : أحبوا المساكين ، فإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول في دعائه : «اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين» (٢).

لقيت (٣) هذا الشيخ واستجزته في جمادى الآخرة سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة ، ولعله مات في تلك السنة أو في التي بعدها ـ والله أعلم.

٥٥٠ ـ علي بن أحمد بن أبي الحسن بن ملاعب ، أبو الحسن القواس :

من المأمونية ، وسكن أخيرا في جوارنا بالظفرية ، وكان له دكان يعمل فيه قسي البندق ، وكان ذكيا فهما ، له معرفة بالنجوم وعلم الهيئة وعمل آلات الفلك ، وكان قد خالط العلماء وجالس الفضلاء وتحفظ كثيرا من الحكايات والأناشيد.

ذكر لنا أنه حضر في صباه عند الحافظ أبي الفضل بن ناصر في حلقته بجامع القصر وسمع منه شيئا من الحديث ، وقال : أحقه (٤) جيدا ، وكان يطرح على عمامته طرحة ، ووجدنا سماعه في كتاب «حل الإشكال في الرقوم والأشكال» لصدقة بن الحسين بن الحداد الفقيه الحنبلي منه ، فقرأنا عليه وكتبت عنه كثيرا من الحكايات والأشعار ، وكان الحسن الأخلاق ، لطيف الطبع ، متوددا متواضعا.

أنشدني أبو الحسن علي بن أحمد بن ملاعب القواس من لفظه وحفظه :

__________________

(١) في (ب) : «قراءة عليه».

(٢) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٢٣٥٢. وسنن ابن ماجة ٤١٢٦. والمستدرك ٤ / ٣٢٢. وفتح الباري ٢٧٤ / ١١.

(٣) في (ج) : «ولقنت».

(٤) هكذا في الأصول.

٣٤

الدهر يوماه بؤساه وأنعمه

عن غير (١) قصد فلا تحمد ولا تلم

لا تحمد الدهر في سراء يصنعها

فلو أردت دوام البؤس لم يدم

سألت أبا الحسن بن ملاعب عن مولده ، فقال : في يوم الاثنين حادي عشر المحرم سنة أربع وثلاثين وخمسمائة ، توفي ليلة الأربعاء الثامن والعشرين من صفر سنة إحدى وستمائة ودفن من الغد بمشهد الندور (٢).

٥٥١ ـ علي بن أحمد الناصر لدين الله بن الحسن المستضيء بالله بن يوسف المستنجد بالله بن المقتفي لأمر الله محمد بن المستظهر بالله أحمد بن المقتدي بأمر الله ، يكنى أبا الحسن ، كان يلقب بالملك العظيم :

وكان أصغر من أخيه الإمام الظاهر بأمر الله بسنين ، كان شابا ظريفا لطيفا سمحا جوادا كثير الصدقة والمعروف ، يكتب خطا مليحا ، رأيت بخطه مصحفا جامعا للقرآن ، قد وقفه بمشهد موسى بن جعفر بمقابر قريش ، أقطعه والده الإقطاعات الكثيرة ، واشترى له المماليك الترك ، وأذن له في الركوب بالحشم والخدم على عادته إذا ركب ، فامتدت الأعين إليه وتعلقت الآمال به ، فاستلبته يد المنون في عنفوان شبابه وكان حسنه وعلو شانه فتوفي عن مرض أيام قلائل في ضحوة يوم الجمعة (٣) العشرين من ذي القعدة من سنة اثنتي عشرة وستمائة ، وحضر أرباب الدولة والعلماء بدار الخلافة للصلاة عليه ، فصلى عليه هناك ، وحمل إلى تربة الجهة أم والده فدفن إلى جانبها ، وكان يوما مشهودا.

٥٥٢ ـ علي بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن الحسين بن محمويه ، أبو الحسن المقرئ ، الفقيه الشافعي :

من أهل يزد (٤) ، سمع الحديث من أبي علي الحسين بن الحسن بن محمد بن جواشير (٥) وأبي المكارم محمد بن علي بن الحسن المقرئ وأبي عبد الله محمد بن

__________________

(١) في (ج) : «من غير».

(٢) في (ج) : «الندر».

(٣) في (ج) والأصل : «الاثنين».

(٤) في الأصل : «مزد» ، وفي (ب) ، (ج) : «مرو».

(٥) في الأصل ، (ج) : «حواشير».

٣٥

الحسين بن الحسن بن ملوك الصودفي وأبي العلاء غياث بن أبي مضر الأصبهاني وأبي بكر محمد بن محمود الثقفي ، وسافر إلى أصبهان وقرأ بها القرآن على أبي الفتح أحمد ابن محمد بن أحمد الحداد وأبي سعد محمد بن محمد المطرز ، وسمع الحديث منهما ومن أبي علي الحسن بن أحمد بن الحداد وأحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن مردويه ، وتوجه إلى همدان فسمع بها من ناصر بن مهدي المشطبي ، وبالدون من عبد الرحمن ابن حمد الدوني (١) ، وورد بغداد في جمادى الأولى سنة خمسمائة ، وسمع بها أبا الحسين بن المبارك بن عبد الجبار الصّيرفيّ وأبا سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش وأبا الحسن بن علي بن محمد بن العلاف وأبا بكر أحمد بن المظفر بن سوسن التمار وأبوي القاسم علي بن الحسين الربعي وعلي بن أحمد بن بيان (٢) وأبا علي محمد بن سعيد بن نبهان وأبا علي الحسن بن محمد التككي وغيرهم ، وتفقه على أبي بكر الشاشي ، ثم سافر إلى واسط وتفقه بها على قاضيها أبي علي الفارقي ، وسمع بها الحديث وبالبصرة والكوفة والحجاز ، وعاد إلى بغداد واستوطنها إلى حين وفاته.

وكان يسكن بقراح ظفر ، وصنف كثيرا من الكتب في الفقه والحديث والزهد ، وحدث بها وبكتاب «السنن» للنسائي عن الدوني وبأكثر مروياته.

وكان من أعيان الفقهاء ومشهوري الزهاد والعباد وأهل الورع والاجتهاد ، روى لنا عنه أبو أحمد بن سكينة وأبو محمد بن الأخضر.

أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي ، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسين اليزدي بقراءتي عليه ، أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش ، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان البزاز ، حدثنا شجاع بن أحمد الصوفي ، حدثنا محمد بن يوسف الكديمي ، حدثنا أبو بكر الحنفي عن غالب بن عبيد الله عن مجاهد عن ابن عمر رضي‌الله‌عنهما قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما من شيء أحب إلى الله من إدخال السرور على أخيك المسلم» (٣).

أخبرني شهاب الحاتمي بهراة ، حدثنا أبو سعد بن السمعاني من لفظه قال : علي بن

__________________

(١) في النسخ : «الدون».

(٢) في النسخ : «بن بنان».

(٣) انظر الحديث : كنز العمال ٦١٤١٧.

٣٦

أحمد بن الحسين اليزدي بغدادي ، فقيه فاضل زاهد ، حسن السيرة جميل الطريقة عزيز النفس ، سخي الطبع بما يملكه ، قانع بما هو فيه ، كثير الصوم والعبادة ، صنف تصانيف في الفقه وأورد فيها أحاديث مسندة عن شيوخه ، كتب إلى (١) أجزاء بخطه ، وسمعت منه وسمع مني ، وكان حسن الأخلاق دائم البشر متواضعا كثير المحفوظ ، وكان له عمامة وقميص بينه وبين أخيه ، إذا خرج ذاك قعد هذا في البيت ، وإذا خرج ذاك احتاج هذا إلى أن يقعد ، سمعته يقول : وقد دخلت عليه مع علي بن الحسين الغزنوي الواعظ مسلما داره فوجدناه عريانا متزرا بمئزر ، فاعتذر من العرى وقال : نحن إذا غسلنا نكون كما قال القاضي أبو الطيب (٢) الطبري :

قوم إذا غسلوا ثياب جمالهم

لبسوا البيوت إلى فراغ الغاسل

سألت عن مولده ، فقال : في سنة ثلاث أو أربع وسبعين وأربعمائة بيزد ـ الشك منه. سمعت أبا يعلى حمزة بن علي الحراني المقرئ يقول : كان شيخنا أبو الحسن علي ابن أحمد اليزدي يقول : إذا أنا (٣) مت فلا تدفنوني إلا بعد ثلاث ، فإني أخاف أن يكون في سكتة (٤) ، قال : وكان حثيثا صاحب بلغم ، وكان يصوم رجبا من كل سنة ، فلما كان قبل رجب بالمحرم في السنة التي توفي بها قال لنا : كنت قد وصيتكم بأمر وقد رجعت عنه ، إذا أنا مت فادفنوني في الحال ، فإني قد رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في النوم وهو يقول : يا علي صم رجبا [وأفطر] (٥) عندنا! قال : فمات ليلة رجب ـ رحمة الله عليه.

قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطه قال : توفي شيخنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمويه اليزدي يوم الأحد التاسع والعشرين من جمادى الآخرة سنة إحدى وخمسين وخمسمائة وصلى عليه يوم الاثنين ، ودفن مقابل جامع المنصور ، وكان من مشايخنا النبل الثقات الأئمة ، وجمع وصنف ، وكان حسن

__________________

(١) في (ب) : «كتب لي».

(٢) في (ج) : «العيب».

(٣) في الأصل ، (ب) : «أنا ذا».

(٤) في الأصل ، (ب) : «شكية».

(٥) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في النسخ.

٣٧

الاستخراج ، أديبا فقيها ، عالما ، زاهدا ، كريما سخي النفس ، متواضعا عاملا بعلمه (١) ، وقد زادت مصنفاته على خمسين مصنفا في أنواع العلوم ، وانتفع به جماعة ، وسمعت منه كثيرا ، وكان سماعه صحيحا (٢).

٥٥٣ ـ علي بن أحمد بن الحسين بن عنقود ، أبو الحسن بن أبي المعالي البزاز :

سبط أبي بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني ، من ساكني درب بهرور ، وكان من وجوه البزازين ، وله ثروة واسعة ، وكان متدينا حسن الطريقة ، وسمع شيئا من الحديث من أبي الحسين محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء وأبي القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي ، وحدث باليسير ، روى لنا عنه عبد الرحمن بن عمر بن الغزال الواعظ.

أخبرني ابن الغزال ، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسين بن عنقود البزاز قراءة عليه ، أنبأنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء قراءة عليه ، أنبأنا والدي ، أنبأنا أبو القاسم موسى بن عيسى السراج ، حدثنا عبد الله بن أحمد البصري ، حدثنا حماد ابن الحسن ، حدثنا حجاج ، أنبأنا ورقاء عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي‌الله‌عنه قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن البركة تنزل في ذروة الطعام فكلوا من حافتيه» (٣).

أنبأنا أبو البركات اليزيدي عن صدقة بن الحسين بن الحداد الفقيه قال : مات أبو الحسن بن عنقود البزاز يوم الأربعاء سادس عشري شعبان سنة إحدى وسبعين وخمسمائة ، وكان رجلا حسنا ذا كياسة ومروءة ، ودفن بالشونيزي.

٥٥٤ ـ علي بن أحمد بن الحسين بن عبد الله بن أيوب ، أبو الحسن بن أبي طاهر الكاتب :

من أهل الكرخ ، قد انتقل إلى الجانب الشرقي ، فكان يسكن بدرب فراشا ، وقد تقدم ذكر أبيه وأخيه الحسين بن أحمد وكان الأكبر ، سمع أبا بكر محمد بن عبد الباقي

__________________

(١) في (ج) : «بعمله».

(٢) في (ج) : «آخر الجزء».

(٣) انظر الحديث في : المستدرك ٤ / ١١٦. ومسند أحمد ١ / ٣٤٥ ، ٣٦٤. وكنز العمال ٤٠٧٥٤.

٣٨

الأنصاري وأبا منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز (١) وأبا عبد الله محمد بن محمد بن أحمد بن الشلال الوراق وغيرهم ، كتبت عنه ، وكان حسن الأخلاق ، يكتب على المدبغة ، وكان يتشيع.

أخبرنا الحسين وعلي ابنا أحمد بن الحسين بن أيوب قراءة عليهما وأنا أسمع قالا (٢) أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزاز الأنصاري قراءة عليه ، أنبأنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله ، حدثنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ، حدثنا عيسى بن مسلم الأحمر ، حدثنا محمد بن معاوية عن يحيى بن سابق عن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر رضي‌الله‌عنهما قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا علي! أنت في الجنة ، يا علي! أنت في الجنة ، يا علي! أنت في الجنة» (٣).

أخبرنا أبو الحسن بن أيوب عن مولده ، قال : في صفر سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة ، وتوفي ليلة الأحد سلخ شهر ربيع الأول سنة ستمائة ودفن من الغد بباب أبرز.

٥٥٥ ـ علي بن أحمد بن دوست ، أبو الحسن البغدادي :

حدث عن والده بحديث تقدم في ترجمته في الأحمدين ، رواه عنه أبو علي منصور ابن عبد الله بن خالد الذهلي الهروي في فوائده.

٥٥٦ ـ علي بن أحمد بن راشد بن محمد بن عبد الواحد بن البلوري ، أبو الحسن الفقيه :

روى عن أبي بكر بن الحسن بن دريد الأزدي.

أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي الرجا أحمد بن محمد بن الكناني (٤) قال : كتب إلى أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد الشيرازي أنشدني أبو علي الحسن بن علي ابن أحمد بن محمد بن بندار البنداري بآمل طبرستان أنشدني الفقيه أبو الحسن علي بن أحمد بن راشد بن محمد بن عبد الواحد بن البلوري ببغداد أنشدنا أبو بكر بن دريد :

__________________

(١) في النسخ : «الفرار».

(٢) في النسخ : «قال».

(٣) انظر الحديث في : كنز العمال ٣٦٣٦٠.

(٤) في (ب) ، (ج) : «الكسائي».

٣٩

صدغ كقادمة الخطاف (١) منعطف

في وجنة يجني من صحتها الورد

لو ذاب من تطرحه لرقته

لذاب من لحظ عبق ذاك الخد

٥٥٧ ـ علي بن أحمد بن رستم المادرائي الكاتب :

سكن مصر ، وكان على ديوان الخراج لخمارويه بن أحمد بن طولون ، روى عن الأمير تكين مولى المعتضد حديثا تقدم في ذكر ترجمته.

٥٥٨ ـ علي بن أحمد بن سعدويه ، أبو الحسن الجوهري :

كان من المعدلين بمدينة السلام ، ذكر طلحة بن محمد الشاهد أنه مات في سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة ، وكان شهما في الشهادة.

٥٥٩ ـ علي بن أحمد بن سعيد البادوري (٢) ، أبو الحسن :

حدث عن أحمد بن محمد بن مقاتل عن ذي النون المصري بخطه ، روى (٣) عنه علي بن عبد الله بن جهضم وذكر أنه كتب عنه ببادوريا (٤) من قرى بغداد.

أخبرنا إبراهيم بن عثمان بن يوسف ، أنبأنا محمد بن عبد الباقي ، أنبأنا أحمد بن عبد القادر بن محمد ، أنبأنا عبد العزيز بن علي الخياط ، حدثنا علي بن عبد الله بن جهضم الهمداني ، حدثنا علي بن أحمد بن سعيد البادوري ، حدثني أحمد بن محمد بن مقاتل عن ذي النون بن إبراهيم قال : خرجت في سفر فبينا أنا أسير في مدنه وقد اعتكر الليل وتغشت ظلمة الأفق وسكنت حركات البشر إذا أنا بشخص مار بين يدي ، فلحقته فإذا رجل كهل حسن المرجى ، طيب الريح ، فصيح اللسان ، عذب البيان ، عليه بزة حسنة ، فسلمت عليه ، فرد عليّ السلام ، فقلت : يا شيخ ، ما الذي دعاك إلى الوحدة والانفراد في هذا المكان القليل (٥) الدائن البعيد من الناس؟ فقال : طلب الظفر بمن يملك رزق البشر ، وهو على كل شيء مقتدر ، قلت : فعلى ما أنت مقيم يومك هذا؟ فقال : قد كادت عيني أن ترى أعلام المستأنسين ، وروحي أن تشرب بكئوس المحبين ،

__________________

(١) في (ج) : «الخفاش».

(٢) في النسخ : «البادروى».

(٣) في الأصل : «رواها».

(٤) في الأصل ، (ب) : «بمادورى».

(٥) في الأصل ، (ب) : «العليل».

٤٠