تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٨

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٨

المؤلف:

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٤١

القاسم علي بن الحسين الربعي وعلي بن أحمد بن محمد بن بيان وغيرهما ؛ وحدث باليسير ، روي لنا عنه ابن الأخضر.

حدثنا أبو محمد بن الأخضر من لفظه ، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن أبي الأسود المعروف بابن النيل البيع بقراءتي عليه من أصل سماعه ، أنبأنا أبو القاسم علي ابن الحسين بن عبد الله الربعي ، حدثنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم البزاز ، أنبأنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخلدي ، حدثنا أبو جعفر محمد ابن عبد الله بن سليمان ، حدثنا أبو الأسباط يعقوب بن إبراهيم المعلم ، حدثنا عبد الرحمن بن أبي حماد عن الحسن بن حي وعمار بن زريق عن أبي إسحاق عن سعيد ابن أبي كريب (١) عن جابررضي‌الله‌عنه قال : أبصر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قوما توضئوا [فلم يمس أعقابهم الماء] (٢) ، فقال : «ويل للأعقاب من النار» (٣).

بلغني أن مولد علي بن النيل في أحد الربيعين من سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.

قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال : توفي علي بن الحسن بن النيل يوم الجمعة في العشر الأول أو الثاني من ذي الحجة من سنة تسع وستين وخمسمائة.

٧٦٧ ـ علي بن الحسن بن علي بن المعمر بن باهوح ، أبو منصور بن أبي سالم :

تقدم ذكر والده ، كان مع والده بمصر ، ثم إنه تحنث وسكن باللاذقية من ساحل الشام ، ذكر لي أبو عبد الله محمد بن سعيد الحافظ الواسطي أنه لقيه بمكة حاجّا في الثامن عشر من ذي الحجة سنة أربع عشرة وستمائة ، وأنه روي له شيئا من شعر أبيه.

أنشدني أبو عبد الله الواسطي ، أنشدني أبو منصور علي بن الحسن بن علي بمكة ، أنشدني أبي لنفسه بديار مصر :

دار الهوى بين الصراة وبابل

حياك مرتجز المرث الوائل

لا بل سقيت رجوع حربك للأولى

كانوا حليا للزمان العاطل

__________________

(١) في (ج) : «أبى كرب».

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول كلها.

(٣) الحديث سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

٢٠١

ليعود جوك في المنازل عقله الس

اوي ومنتجع الفطين الآهل

وعلى الكثيب مجمر من نبهه

كالبدر من حسن وليس بآفل

حجبوه بالبيض الفواصل ما دروا

من حسنه وسيوفهم كالفاصل

رشأ كان لحاظه مطرودة

قدمت بها عرضا [و] جنبه باسل

فكأن سحر بلاغة في لفظه

أخذ يعقدها نوافث نابل

عوفيتموا ومن العجائب مغرم

يدعو غراما بالشفاء لقاتل

سمعت أبا عبد الله الواسطي يقول : سألت أبا منصور بن أبي سالم عن مولده ، فقال: ولدت ببغداد في يوم الاثنين ثاني عشري شوال سنة ثلاث وستين وخمسمائة بباب الأزج.

٧٦٨ ـ علي بن الحسن بن عنتر بن ثابت ، أبو الحسن النحوي ، المعروف بالشميم (١) :

من أهل الحلة السيفية ، كان أديبا فاضلا مبرزا في علم اللغة والنحو ، وله مصنفات كثيرة في ذلك ، وله إنشاد وخطب ومقامات ونظم ونثر كثير جيد ، لكنه كان أحمق قليل الدين رقيعا ، يستهزئ بالناس ولا يحترم أحدا ، ولا يعتقد أن في الدنيا مثله وكان ولا يكون أبدا ، قدم بغداد في صباه ، وأقام بها مدة يقرأ الأدب على أبي محمد بن الخشاب وغيره حتى برع في ذلك ، ثم إنه سافر إلى بلاد الجزيرة والشام ، فورد حلب ودمشق وغيرها من البلاد ومدح الملوك ، ثم إنه دخل ديار بكر ، وكان يتردد ما بينها وبين الموصل وما والاها من بلاد الجزيرة ، ويقرأ الناس عليه ويستفيدون منه إلى أن علت سنه وأدركه أجله بالموصل عن تسعين سنة أو ما قاربها ، ويحكى عنه حكايات عجيبة في رقاعته وقلة ديانته وفساد عقيدته نعوذ بالله من ذلك.

سمعت القاضي أبا القاسم عمر بن أحمد العقيلي بحلب يقول : سمعت محمد بن يوسف بن الخضر الحنفي يقول : كان الشميم النحوي يبقى أياما لا يأكل إلا التراب ، فكل ما يلقيه من الرجيع يابسا قليل الرطوبة ليس بمنتن فيحطه في جيبه ، فكل من دخل إليه يخرجه من جيبه ويشمه إياه ويقول : انظروا إلى ما ألقيه وشموا رائحته فإنني قد تجوهرت! فلذلك دعي بالشميم.

__________________

(١) انظر : وفيات الأعيان ٣ / ٢٦. ومعجم الآباء ١٣ / ٥٠. والأعلام ٥ / ٨٣.

٢٠٢

أنشدنا أبو محمد عبد الرحيم بن هاشم بن أحمد الخطيب بحلب أنشدني أبو الحسن علي بن الحسن بن عنتر الحلي النحوي لنفسه :

كنت حرا فمذ تملكت رقي

باصطناع المعروف أصبحت عبدا

أشهدت أنعمك على لك الأع

ضاء مني فما أحاول جحدا (١)

وجدير بأن يحقق ظن

الجود فيه من للنوال تصدى (٢)

وأنشدنا عبد الرحيم أنشدنا علي بن الحسن الحلي لنفسه :

شد ما نابك الغرام على نا

ئل يا نور ناظري والجوى بي

فأدل للحشى القريح (٣) من الوج

د الذي خامر الجوى بالجواب

قال : وأنشدنا علي بن الحسن الحلي لنفسه :

كدت إذ حث بك البي

ن مطايا الأين سوقا

أصحب الحين حياتي

يا شقيق العين شوقا

قال : وأنشدنا علي بن الحسن الحلي لنفسه :

يفدى بما أفدى الردى من مهجتي

سكن أجاب دعاء من .. إذ دعا

ألهاه عن مسراه ما ألقاه من

ولهي عليه فودان ما ودعا

فمن ادعى أني يطول لي البقا

ء إلى اللقاء فإن زورا ما ادعى

قال : وأنشدنا علي بن الحسن النحوي لنفسه :

ليت من طول بالش

ام نواه وثوى به

جعل العود إلى الزو

راء من بعض ثوابه

أترى يوطئني الده

ر ثرى مسك ترابه

أو ترى ما نور عيني

موطئا لي وترى به

أنشدنا عبد الرحيم بن هاشم بن أحمد الخطيب بحلب ، أنشدنا علي بن الحسن بن عنتر الحلي النحوي لنفسه :

__________________

(١) في النسخ : «حجرا».

(٢) في النسخ : «نصرا».

(٣) في الأصل ، (ب) : «للقروح».

٢٠٣

له العلم الأعلى الذي نشا به

يصاب من الأمر الكلى والمفاصل

لعاب الأفاعي العاملات وأرى

الحنا اشتارته أيد عواسل

إذا ما امتطى الخمس اللطاف وأفرعت

عليه شعاب الفكر وهي حواف

وقد رفدته الخنصران وسددت

لثلاث نواحيه الثلاث الأنامل

رأيت جسيما خطبه وهو ناحل

ضني وسمينا جده وهو هازل

قرأت في كتاب أبي علي بن الحسن بن علي بن عمار الموصلي بخطه قال : ثبت مصنفات (١) ابن الحسن بن عنتر بن ثابت الحلي له «منتزه القلوب في التصحيف» ، «النكت المفحمات في شرح المقامات» ، «أرى المشتار في القريض المختار» ، «الحماسة الحلوية» ، «برة التأميل في عيون المجالس والفصول» ، «مناح المنى في إيضاح الكنى» ، «نتائج الإخلاص في الخطب» ، «أنس الجليس في التجنيس» ، «أنواع الرقاع في الأسجاع» ، «المرازي في التعازي» ، «خطب نسق حروف العجم» ، «الأماني في التهاني» ، «المفاتيح في الوعظ» ، «معاياة العقل في معاناة النقل» ، «الإشارات المعربة» ، «المرتجلات في المسجلات» ، «المخترع في شرح اللمع» ، «المحتسب في شرح الخطب» ، «المهتصر في شرح المختصر» ، «التحميض في التغميض» ، «بداية الفكر في بدائع النظم والنثر» ، «خلق الآدمي ولواحقه» ، «الركوبات» ـ مجلدان ، «رسائل لزوم ما لا يلزم في نسق حروف المعجم» كراسان ، «المنائح في المدائح» مجلد ، «نزهة الأفراح في صفات الراح» أربع كراريس ، «الموكبية» كراس ، «مجتني ريحانة الهم في اشتقاق الحمد والذم» ، «الخطب المستضيئة» ، «حرز النافث من عبث العابث» ، «الخطب الناصرية» ، «حدث المشرب المنتاب» ، «الباصي حلى الشباب» ، «شعر الضبي» مجلد ، «إلقام الالحام في تفسير الأحلام» ، «كم صار أرباب الأقاليم والأمصار في الطب» ، «سمط الملك المفضل في مدح المليك الأفضل» ، «مناقب الحكم ومثالب الأمم» مجلدان ، «اللماسة في شرح الحماسة».

سمعت محمد بن عبد الله بن المغربي بدمشق يقول : مات علي بن الحسن بن عنتر النحوي المعروف بالشميم بالموصل في ليلة الثاني عشر من ربيع الأول (٢) سنة إحدى وستمائة وحضرت جنازته.

__________________

(١) انظر أسماء مصنفاته في هدية العارفين ١ / ٧٠٣ وفيها اختلاف عما هنا.

(٢) في معجم الأدباء : «ربيع الآخر».

٢٠٤

٧٦٩ ـ علي بن الحسن بن القاسم بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن المترفق ، أبو الحسن الصوفي (١) :

نزل طرسوس وحدث بدمشق ومصر بحكايات المشايخ عن أبي الحسن علي بن الحسن بن سلام الفارسي وأبي الحسين أحمد بن محمد المالكي وأبي عمرو بن علوان وأبي العباس أحمد بن محمد الدامغاني وأبي الحسن علي بن عبد الله الطرسوسي وأبي عمر النجار والمحلي صاحبي أبي بكر الشبلي وأبي الحسن العباد وأبي علي الحسن ابن عبد الله بن محمد الأزهري وأبي بكر بن الخلدي وعلي بن مهدي وأبي الفضل العباس ابن أحمد الخواتيمي الطرسوسي وسليمان بن أحمد بن أبي صلابة الرقي وسليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وأبي القاسم عبد الله بن محمد الموصلي الخطيب وأبي بكر محمد بن أحمد بن الحسن المصيصي الفراء وأبي علي محمد بن علي الأسفراييني وأبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني وأبي بكر أحمد بن محمود المروزي القاضي ، روي عنه من أهل دمشق أبو نصر بن الحبان وأبو الحسن بن السمسار وعبد الوهاب الميداني وتمام الرازي وأبو عبد الله محمد بن علي بن أبي عقيل الصوري وأبو الحسن محمد بن علي بن محمد بن شجاع الربعي وأبو علي الأهوازي ورشأ بن نظيف وأبو القاسم بن الحنائي.

ومن أهل مصر أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم بن عمر الصواف الخولاني وأبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبال قال : سمعت أبا الحسن علي بن الحسن بن المترفق الصوفي البغدادي يقول : سمعت أبا الحسن علي بن الحسن بن سلام الفارسي يقول : سمعت أبا العباس أحمد بن محمد بن منصور الواعظ ، سمعت النوري ، سمعت الجنيد يقول : اشتغل الناس بالدنيا والعقبى ففاتهم من له الدنيا والعقبى.

حدثنا إبراهيم بن سعيد الحبال بقراءته علينا من لفظه قال : سمعت أبا الحسن علي ابن الحسن بن المترفق الصوفي البغدادي سمعنا أبا الحسن (٢) علي [بن] (٣) عبد الله بن الطرسوسي يقول : سمعت الثوري يقول وقد سئل عن الصوفي فقال : من صفا من

__________________

(١) في النسخ : «أبو محمد عبد الله».

(٢) في النسخ : «أبا الحسين».

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.

٢٠٥

الكدر وامتلى من الفكر (١) وتخلى عن البشر واعتدل عنده الذهب والحجر.

أخبرنا حمزة بن علي الحراني ببغداد وزيد بن الحسين الكندي بدمشق قالا : أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد العكبري ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب ، أنبأنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي ، حدثنا علي بن الحسن بن المترفق الطرسوسي سمعت عبد الله بن عدي يقول : سمعت عصمة بن بحماك (٢) يقول : سمعت أبا عمرو الطفيلي يقول : سمعت أستاذي يقول في قول الله عزوجل (ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ) قال : الأكل من الحاصل.

أخبرنا الحسن بن محمد الشافعي بدمشق ، أنبأنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ أن علي بن الحسن المترفق البغدادي ثم الطرسوسي توفي في شعبان سنة سبع وأربعمائة.

٧٧٠ ـ علي بن الحسن بن المبارك بن محمد بن الخل ، أبو القاسم بن أبي الحسين الشاعر (٣) :

تقدم ذكر والده ، كان يلقب فخر الزمان ، مدح الإمامين المستنجد بالله وابنه المستضيء بأمر الله ، وكان أرق شعرا من أبيه.

كتب إليّ أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب الأصبهاني ونقلته من خطه قال : علي بن أبي الحسين بن الخل شاب فيه أدب وظرف وذكاء وفطنة وكياسة ولياقة وتودد إلى الناس ، أنشدني لنفسه ببغداد سنة إحدى وستين :

وجه الصبوح صبيح

من الهموم مريح

ومبرك اللهو رحب

نصر الرياض فسيح

والطل جاء يشير

والظل سار يسيح

وللنسيم هبوب

على الرياض طريح

وللسحابة جفن

من الدموع قريح

والبلبل المتغني

فوق الغصون يصيح

__________________

(١) في الأصل : «الكفر».

(٢) هكذا في الأصول.

(٣) انظر : تلخيص مجمع الآداب ٤ / ٣ / ٢٤٢.

٢٠٦

والورد في قضب الدو

ح كالنجوم يلوح

نسيمه بغرام الص

ب المشوق يبوح

وظن ترك اصطباح

فيه جميلا قبيح

قرأت في كتاب «مدائح الإمام المستنجد بالله» لأبي جعفر عبد الله بن محمد بن المهتدي بالله بخطه قصيدة أوردها لعلي بن الحسن بن الخل وهي :

جود كفيك للأماني كافي

أن يرجى سح الحيا الوكاف

وأياديك لم يشمهن عاف

تركته بربع ظن عافي

ومغانيك مغنيات إذا أم

ت لنيل الإسعاد والاسعاف

لم يزرها مشف من الفقر إلا

وحبته من النوال بشافي

لك ورد صاف وربع مريع

وجناب رحب وظل واف

ويد بجزل العطاء ارتياحا

غير منسوبة إلى إسراف

دأبها الرزق للنتور وللضي

ف بتبيين الصفاح أو بالصحاف

وخلال وفضل قول على شه

ب نجوم السما وموف وواف

منذ سست الورى ورضيت ال

ليالي آذنتهم صروفا بانصراف

فغمام الإقبال غير جهام

وسوام الآمال غير عجاف

يا قليل الآلاف في ضيقه ال

مارق بأسا وواهب الآلاف

بك عاد الزمان حيا وقد كا

ن رميما تسقى عليه السوافي

أي حرب لم تقتحمها وقد

اظلم فيها ليل الوغى الرقاف

وضياء الضباح يستره النق

ع وتبديه لامعات الرهاف

والعوالي موائل بأكف السو

س ميل الأغصان والأحقاف

فوق طرف كالطرف كمرداس أط

راف وسح القنا لهتك طراف

كلما أخبأت من اليقين صعيد

حسبته الأنصار في تجفاف

تبغي إذا أديرت كئوس

فسكرن الفتى بغير سلاف

بثياب رأس إذا وسمت شم

الرواسي بالطالسات الخفاف

وسيوف لا يتبعن عمودا

غير هام الغطارف الأشعاف

لإمام الإسلام ذي البذل وال

إنعام مولى الآلاء والألطاف

٢٠٧

الحفي الوفي والواهب السا

كب رب الإيلاف والاخلاف

والقري في قرى الفلاة إذا ما ال

قرا بذي جدوب حصب الفيافي

بلسان للنار لا يعرف النط

ق سوى دعوة الأضياف

والشطي والندى ورب المذاكي

والضبي للبيض والقنا للرعاف

والرواق المضروب في كاهل المج

د العلي الممتنع الأطراف

ديم العز لا يزال على أط

لاله من حجبة الأحلاف

حدر خلق مثل السلاف

يلقيه غلاه عن ظاهر الأسلاف

لهم هزة الرماح إذا ما ال

روع شبت وعزة الأسياف

يا مليكا فاقت سجاياه حد

الوصف إذا كان فائق الأوصاف

مدحي فيك ليس ترضى إذا ما

سرت سيرا إلا من الأحلاف

واللهى تفتح اللها والعطايا

في متون الفلا مطايا القوافي

فاحتسبها عذرا دقت معاني

ها وجلت عن الوصف الوصاف

وأق ما هبت النسيم فأضحت

قضب البان لدنة الأعطاف

قرأت بخط علي بن الحسن بن المبارك بن الخل قال : مولدي في العشرين من ذي القعدة سنة تسع وعشرين وخمسمائة.

٧٧١ ـ علي بن الحسن بن محمد بن شاذان بن حرب بن مهران ، أبو الحسن :

حدث عن محمد بن غالب بن حرب ، روي عنه ابن أخيه أبو بكر أحمد بن إبراهيم ابن الحسن بن محمد بن شاذان في معجم شيوخه.

أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن محمد (١) بن عبد الباقي أن الحسن بن علي الجوهري أخبره عن أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان ، أنبأنا عمي علي ابن الحسن بن شاذان ، حدثنا محمد بن غالب بن حرب ، حدثنا قيس بن حفص الدارمي ، حدثنا مسلمة بن علقمة ، حدثنا داود بن أبي هند عن شهر بن حوشب عن الزبرقان عن النواس بن سمعان قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الكذب يكتب على ابن آدم إلا ثلاث : الرجل يكذب بين الرجلين ليصلح بينهما ، والرجل يحدث امرأته ليرضيها

__________________

(١) في (ج) : «بن علي بن محمد».

٢٠٨

بذلك ، والكذب في الحرب والحرب خدعة» (١).

٧٧٢ ـ علي بن الحسن بن محمد بن عبد الله ، أبو الحسن الصقلي القزويني :

سمع بدمشق أبا غياث ياسين بن عبد الصمد بن عبد العزيز وأبا يعقوب إسحاق بن يعقوب بن أيوب بن زياد الداراني ، وببغداد أبا بكر بن كامل القطيعي وأبا حفص بن شاهين وأبا الفتح القواس وأبا الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ وأبا جعفر محمد بن الحسن بن علي الأصم وأبا الصيدا ناجية بن حبان بن بشر الصيداوي وأبا بكر أحمد بن محمد بن هارون المقرئ الرازي ، وبالكوفة أبا عبد الله محمد بن مطر ابن سند القرشي ، وبواسط أبي بكر المارستاني ومحمد بن علي الطبراني ، وحدث بالبردان من أعمال بغداد. وروي عنه عبد السلام بن زكريا البرداني.

أنبأنا يوسف بن المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف ، أنبأنا أبو المكارم المبارك ابن علي الهمداني قراءة عليه عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن البرداني ، حدثنا القاضي أبو الحسين عبد السلام بن زكريا بن القاسم البرداني قراءة عليه في جامع البردان ، حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن محمد بن عبد الله (٢) الصيقلي بالبردان قال : سمعت أبا بكر محمد بن أحمد العوفي ، حدثنا عبد الصمد بن محمد قال : قيل لأبي سعيد البلخي : لم [كان] (٣) كلام السلف أنفع من كلام الخلف؟ قال : لأنه كان مرادهم من كلامهم ثلاثة أشياء : عز الأشياء ، ونجاة النفوس ، ورضى الرحمن ، ومرادنا من كلامنا ثلاثة أشياء : عز النفوس ، وطلب الحطام ، وثناء الناس.

أنبأنا أحمد بن شهردار بن شهرويه بن شهردار الهمداني ، أنبأنا أبي ، أخبرني هبة الله بن أحمد الأبرشهري في كتابه ، أنبأنا محمد بن عبد الله الأبهري قال : سمعت عطية الأندلسي وسألته عن الصيقلي ، فقال : كان حافظا ولكنه كان يركب الإسناد بعضه على بعض. سمعت أبا زيد الخليلي القزويني قال : مات الصيقلي يوم عرفة سنة ثلاث وأربعمائة ، وولد سنة خمس وثلاثمائة.

__________________

(١) انظر الحديث في : إتحاف السادة المتقين ١٠ / ٧٣.

(٢) في (ج) : «عبد السلام».

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل ، (ج).

٢٠٩

٧٧٣ ـ علي بن الحسن بن محمد ، أبو الحسن الأهوازي المقرئ :

صنف في القراءات مفردات ، سمعها منه وكتبها عنه أبو الفتح عبد الواحد بن الحسين بن شيطا المقرئ ورأيتها بخطه.

٧٧٤ ـ علي بن الحسن بن محمد بن عثمان بن مليح ، أبو المعالي البزاز :

سمع الكثير من الشريفين أبي الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله وأبي الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون وأبي جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة وأبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفيني وأبي الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور وأبي عبد الله الحسين بن منصور المخرمي وغيرهم ، وحدث باليسير ، روي عنه أبو المعمر الأنصاري وأبو بكر بن كامل.

أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب الخفاف ، حدثنا أخي أبو بكر المبارك بن كامل من لفظه ، أنبأنا علي بن مليح البزاز وأخبرنا أبو المعالي محمد بن صافي النقاش بقراءتي عليه ، أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين المزرفي قراءة عليه قالا : حدثنا محمد بن علي بن المهتدي ، أنشدنا أحمد بن محمد بن المكتفي ، أنشدنا الصولي للمعتضد :

يا لاحظي بالفتور والدعج

وجد فهل لي لديك من فرج

أشكو ليك الذي إمتين ال

وقاتلي بالدلال والغنج

حللت بالطرف والجمال من

الناس محل العيون والمهج

قرأت بخط أبي الفضل بن شافع قال شيخنا أبو الفضل بن ناصر : علي بن مليح البزاز سمعت منه أحاديث وبعد انصرافي إلى خراسان كانت كتبه تصل إليّ وانفذ إليه جوابها.

كتب إليّ أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي قال : ولد أبي في المحرم سنة تسع وتسعين وأربعمائة ، سمعت يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي بحلب يقول : سمعت أبا محمد القاسم بن علي بن هبة الله الشافعي يقول : توفي والدي ليلة الاثنين ثاني عشر رجب سنة إحدى وسبعين وخمسمائة ، ودفن بمقابر باب الصغير.

٢١٠

٧٧٥ ـ علي بن الحسن بن يعقوب ، أبو الحسن النهرواني المتعبد :

ذكر الحافظ أبو القاسم ابن عساكر أنه سكن دمشق ، وحدث عن أبي إسحاق إبراهيم بن حاتم بن مهدي البلوطي ، روي عنه علي بن محمد الحنائي.

٧٧٦ ـ علي بن الحسن ، أبو الحسن (١) الكاتب ، المعروف بابن الماشطة (٢) :

كان من مشايخ الكتاب وأعيانهم ، وله صناعة في الخراج وتقدم في الحساب ، وصنف في ذاك كتبا ، وكان يتصرف في أعمال السلطان ، ذكره أبو عبد الله المرزباني وقال : رأيته شيخا كبيرا بعد العشر وثلاثمائة وجاوز التسعين وله شعر ، وقد حكى عن الفضل بن مروان وزير المستنصر بن المتوكل ، روي عنه علي بن هشام الكاتب.

٧٧٧ ـ علي بن الحسن الطيالسي علان :

ذكره القاضي أبو الوليد يوسف بن محمد بن الفرضي في كتاب «الألقاب» من جمعه ، وذكر أنه بغدادي ، يروي عن عباس بن حمد الدوري وصالح بن أحمد بن حنبل ، روي عنه محمد بن عبد الملك بن [أيمن] (٣) والقاسم بن أصبغ.

ثم قال : أنبأنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم ، حدثنا محمد بن عبد الملك ، حدثنا علي بن الحسن الطيالسي علان ببغداد ، حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي قال : سمعت محمد بن إدريس الشافعي يقول : سمعت مالك بن أنس يقول : سمعت ابن عجلان يقول : إذا أعقل الناس العالم «لا أدري» أصيب مقاله.

٧٧٨ ـ علي بن الحسن بن الزجاج ، أبو الحسن الزاهد :

من ساكني باب الطاق ، ذكر طلحة الشاهد أنه مات في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة في جمادى الآخرة لعشر بقين منها.

٧٧٩ ـ علي بن الحسن الثقفي :

حدث بأصبهان عن أبي جعفر محمد بن الحسن بن بدينا الموصلي ، روى عنه أبو

__________________

(١) في المراجع السابق : «أبو الحسين».

(٢) انظر هدية العارفين ١ / ٦٨٠.

(٣) في الأصل بياض مكان «أيمن».

٢١١

عمر عبد الرحمن بن طلحة بن محمد الطلحي.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الحسين بن طاهر النهرواني ، أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي ، أنبأنا الفضل بن عبد الواحد بن محمد بن النجاد ، حدثنا أبو عمر عبد الرحمن بن طلحة بن محمد بن عيسى التيمي الطلحي إملاء ، حدثنا علي بن الحسن الثقفي البغدادي بأصبهان ، حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسن الموصلي الدقاق ، حدثنا أبو صالح محمد بن جعفر بن أبي الأزهر ، حدثنا فضيل بن عياض عن أشعث عن سوار عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص قال : كان آخر ما عهد إليّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن قال لي : «صل بأصحابك صلاة أشفقهم فإن فيهم الكبير والضعيف وذا الحاجة» (١).

٧٨٠ ـ علي بن الحسن الصّيرفي ، أبو الحسن الزاهد :

سكن بيت المقدس ، وصحب أبا الخير الأقطع وطوف الشام.

كتب إلى أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن الشافعي أن أبا محمد هبة الله بن أحمد (٢) بن طاوس أخبره ، أنبأنا أبو الفرج سهل بن بشر الأسفراييني قال : أملى عليّ أبو المعالي المشرف بن المرجى المقدسي بصور حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن الشيرازي قال : أول من جالست أبو الحسن علي بن الحسن الصيرفي البغدادي ، وكان رجلا زاهدا متعبدا ، وكان يتكلم على الناس بعد صلاة العصر في مسجد بيت المقدس في محراب معاوية ، فقال له بعض الشيوخ : يستند الشيخ؟ فقال : ما حولت وجهي عن القبلة إلا وقفت عيني على ما أكره ؛ وما رؤى قط إلا متوجها إلى القبلة ، قال : وقال لي والدي أبو علي الحسن وكنت أراه كثير الخلطة به فسألته عن ملازمته إياه ، فقال : يا بني! هذا صاحب ديوان ، بالله يتغدى ، وكان يسمى جهبذ الجهابذة ، رمى بالدنيا ولبس جبة صوف وسلك الحجاز على الوحدة عزا إلى طرابلس ورجع إلى المقدس فرزقه الله لسانا في علم التوحيد يدق على مسامع من الناس ، ولقد سمعته يقول : نزلت على أبي الخير النينائي فأقمت في ضيافته ثلاثة أيام ثم ودعته وأردت الانصراف من عنده ، فودعني ودفع إليّ قيراطا فيه وزن درهم ، فلم أزل أنفق منه حتى جئت إلى طرابلس فوزنته فإذا فيه درهم وندمت على وزني إياه. وتوفي هذا الشيخ وهو في

__________________

(١) انظر الحديث في : المعجم الكبير ٩ / ٤٧. وكنز العمال ٢٠٤٥١ ، ٢٢٨٦١.

(٢) في (ج) : «بن محمد».

٢١٢

صلاة الوتر قرأ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) فلما قال (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) فاضت نفسه.

٧٨١ ـ علي بن الحسن ، أبو الحسن ، البغدادي :

حدث بدمشق إملاء في سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة عن أبي جعفر عبد الله بن إبراهيم الأصبهاني ، المعروف بكيولا ، روي عنه أبو الحسن علي بن الخير بن محمد الحلبي إمام مسجد الخشابين بدمشق وبها سمع منه.

٧٨٢ ـ علي بن الحسن ، أبو البركات العلوي الأفطسي ، من أهل المدائن :

أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي الرجاء أحمد بن محمد بن الكسائي [قال] (١) كتب إلى أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد الشيرازي ، أنشدني القاضي أبو الحسن علي بن المفضل بن العباس المؤيدي الحنفي الطالقاني قاضي المدائن الزاهد مع الحاج من بغداد بالدامغان حفظا أنشدني أبو البركات علي بن الحسن العلوي الأفطسي المدائني بالمدائن ، أنشدنا الوزير أبو الوفا الشيرازي وزير ليحيى بن معز الدولة قال بلغني أبا عمرو بن العلاء أنشدني الوزير ليزيد بن الطثرية :

ومن هانني في كل حال وهيئة

على كبدي كانت شفاء أنامله

فديت الذي لو مر برد بنانه

فلا هو يعطيني ولا أنا سائله

٧٨٣ ـ علي بن الحسن السامري :

روي عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي في «حكايات الصوفية» من جمعه.

أخبرنا سليمان وعلي ابنا محمد بن علي الموصلي قالا : أنبأنا عمر بن أحمد بن منصور النيسابوري قدم علينا ، أنبأنا علي بن عبد الله الحدي ، حدثنا أبو عبد الله بن باكويه ، أخبرني علي بن الحسن السامري بها سمعت جعفر بن القاسم سمعت الجنيد بن محمد سمعت السقطي وهو ابن المفلس يقول : بدوت يوما من الأيام وأنا حدث فطاب وقتي وجن على الليل وأنا بفناء جبل لا أنيس به ، فناداني مناد من جوف الليل : لا

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل ، (ج).

٢١٣

تدور القلوب في الغيوب حتى تذوب النفوس من مخافة فوت المحبوب! قال فتعجبت وقلت: جني يناديني أم إنسي؟ قال : بل جني مؤمن بالله جل وعلا ومعي أخواني ، قلت : فهل عندهم ما عندك؟ قال : نعم وزيادة ، قال : فناداني الثاني منهم : لا يذهب من البدن الفترة إلا بدوام الغربة! قال فقلت في نفسي : ما أبلغ كلامهم ؛ فناداني الثالث منهم : من أنس به في الظلام لا يبقى له الاهتمام! قال : فصعقت فما أفقت إلا برائحة الطيب وإذا برجسة على صدري فشممته فأفقت فقلت : وصية يرحمكم الله! فقالوا جميعا : أبى الله أن يحيي إلا به قلوب المتقين ، فمن طمع في غير ذلك فقد طمع في غير مطمع ، ومن اتبع طبيبا مريضا دام عليه! وودعوني ومضوا ، وقد أتي على حين فلا أزال أرى بركة كلامهم موجودة في خاطري.

٧٨٤ ـ علي بن الحسن ، أبو الحسن الكاتب العاقولي :

روي عن أبيه وغيره ، روي عنه أبو الحسن بن مقسم.

كتب إلى أحمد بن محمد الشاهد الأصبهاني أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد قراءة عليه وأنبأنا أبو طالب الجوهري بقراءتي عليه ، أنبأنا محمد بن عبد الباقي ، أنبأنا حمد بن أحمد الحداد قالا : أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو الحسن (١) أحمد بن محمد بن مقسم ، حدثنا أبو الحسن العاقولي الكاتب ، حدثنا عيسى صاحب الديوان ، حدثني بعض أصحاب جعفر قال : سئل جعفر بن محمد ، لم حرم الله الربا؟ قال : لئلا يتمانع الناس المعروف.

٧٨٥ ـ علي بن الحسن بن العلاف الواسطي ، أبو الحسن الشاهد (٢) :

شهد عند القاضي أبي عبد الله الحسين بن هارون الضبي في يوم الأربعاء لليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة فقبل شهادته له ، وتوفي يوم الأحد لتسع بقين من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعمائة ببغداد عن ثلاث وستين سنة ، ذكر ذلك هلال بن المحسن الكاتب ونقلته من خطه.

٧٨٦ ـ علي بن الحسن ، أبو الحسن ، المعروف بالدنف :

كان شيخا ظريفا من أهل الأدب ، مات في الثاني من صفر سنة تسع عشرة وأربعمائة.

__________________

(١) في الأصول : «أبو الحسين».

(٢) انظر : حلية الأولياء ٣ / ١٩٤.

٢١٤

٧٨٧ ـ علي بن الحسن ، أبو طاهر ، المعروف بابن الحمامي :

كان أديبا فاضلا شاعرا مليح الشعر ، وكان يخدم ملوك بني نوبة ويترسل منهم إلى الأطراف ، روي عنه القاضي أبو تمام الواسطي وأبو الحسن بن الصابئ وأبو الحسن بن نصر شيئا من شعره.

أنبأنا أبو بكر الجيلي عن محمد بن ناصر ، أنبأنا أبو عبد الله الحميدي بقراءتي عليه ، أنشدنا القاضي أبو تمام علي بن محمد بن الحسن الواسطي ، أنشدنا أبو طاهر علي بن الحسن بن الحمامي لنفسه :

اصطلح الناس على البخل

ونافقوا في القول والفعل

لو سئلوا الرد لظنوا به

إذ سرعة الرد من البذل

قرأت على محمد بن محمد بن الحسن عن محمد بن عبد الباقي أن محمد بن أبي نصر أخبره أنبأنا أبو الحسن محمد بن هلال بن المحسن بن الصابئ ، حدثني والدي ، حدثني أبو طاهر علي بن الحسن الحمامي لما هرب أبو القاسم المغربي من مصر كتب إلى الحاكم بالله :

وأنت ـ وحسبي أنت ـ تعلم أن لي

لسانا أمام المجد بيني ويهدم

وليس حليما من يبأس يمينه

فيرضى ولكن من يعض فيحلم

أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين عن محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال : كتب إلى أبو غالب محمد بن أحمد بن بشران الواسطي ، أنبأنا أبو الحسن ، أنشدنا أبو الحسن محمد بن علي بن نصر الكاتب ، أنشدنا أبو طاهر علي بن الحسن المعروف بابن الحمامي صديقنا لنفسه [قوله] (١) :

يا غادرا ضمن المودة والوفا

وأحل من بعد الضمان محلتي

أصببتني حتى عرفت صبابتي

وسررتني حتى بلوت سريرتي

ثم انطويت على الجفاء ولو أرى

ما قد رأى لطويت عنك طويتي

ومن العجائب والعجائب جمة

أني رأيت منيتي من منيتي

__________________

(١) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل ، (ب).

٢١٥

حدثني أبو طاهر علي بن الحسن بن الحمامي صديقنا قال لما ورد شهاب الدولة أبو كامل منصور بن الحسين إلى بغداد سألته (١) حاجة جعلت أبا الفتح ابن النجار كاتبه سبيلها وكان لي صديقا فأبطأت عني قليلة فكتبت إليه أبياتا سألته عرضها عليه ، أولها :

يا دهر لو عدت إلى صلحي

ما كنت إلا قاسر القدح

في كل يوم منك لي وقعة

مولمة ترحب من جرحي

فقال لي بعد خطوب خيرت (٢)

مفتاح ما تبقى أبو الفتح

فاقدح به زندك في كل ما

تروح منه لو رمى القدح

إنك إن تاجرته مادحا

يضيق عنه سعة المدح

وما الذي ينظم في مدح من

فزت بآمالك في الربح

أما ترى الدهر وأحداثه

دائبة تعمل في ذبحي

قل لشهاب الدولة المرتجي

واعدل إلى الجد عن المزح

عندك هذا طارح نفسه

عليك فاعرف حرمة الطرح

واهززه في سائر ما يقتضي

يهز منه عامل الرمح

ما زلت أدعو الله في قربه

فحين وافاني بلا كرح

حل ببغداد ولكنه

أبعد عني من فم الصلح

وهي أكثر من هذا ، ولكني اقتصرت منها على العرض ، قال : فلما قرئت عليه قال: يا أبا الفتح هذه أبيات وقد حرك السلسلة بقوله : أبعد عني من فم الصلح ، اقض حاجته وعجلها! ففعل أبو الفتح ذلك.

قرأت في كتاب «التأريخ» لهلال بن المحسن الكاتب بخطه قال : سنة تسع وعشرين وأربعمائة في يوم الأحد السادس عشر منه ـ يعني صفر ـ توفي أبو طاهر علي بن الحسن بن الحمامي استادار ، ومولده في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.

٧٨٨ ـ علي بن الحسن ، أبو بكر الكاتب ، المعروف بالقهستاني (٣) :

أصله من الرخج ، كان كاتبا سديدا فاضلا أديبا شاعرا مجيدا بليغا ، وكان يكتب

__________________

(١) في (ج) : «سأله».

(٢) في (ب) ، (ج) : «حرب».

(٣) انظر : معجم الأدباء ١٣ / ٢١ ـ ٣١.

٢١٦

لمحمد بن محمود بن سبكتكين في أيام أبيه لما قلده الخوزستان وكان يميل إلى الفلسفة ويطعن عليه في دينه بسببها وكان مزاحا لطيفا ظريفا ، قدم بغداد ومدح بها الإمامين القادر بالله وابنه القائم بأمر الله والوزيرين أبا طالب بن أيوب وأبا القاسم بن المسلمة ، ثم خرج من بغداد قاصدا خراسان وتولى الإشراف على أعمالها في سنة خمس وثلاثين وأربعمائة.

قرأت في ديوان شعر أبي بكر القهستاني قصيدة مدح بها الإمام القائم بأمر الله في محرم سنة أربع وعشرين وأربعمائة ، وهي :

على اجتماعنا بعد طول افتراق

يشفي غليلا من جوى واحتراق

على وما يدري امرؤ ما له

في الغيب من خط إليه يساق

إن مع العسر يسرا وكم قد

فرج الله إذا الخطب ضاق

رب اتفاق حسن للفتى

بذاك والدولة حسن اتفاق

ان كان لم يبق السرور الذي با

ن فما الحزن الذي بان باق

لو لا التداني لم يحس النوى

ولا استلذ الوصل لو لا الفراق

وإن شهى الوصل ما ناله

طالبه بعد حث اشتياق

والبارد العذب حياة لمن

قاسى الصدى البرح وشرب الرعاق

متى تباغي النفس منها دمي

طاب حين تقبيلها والعناق

يا ما لأجفان نضت بيضها

عنها الليالي ما لهن انطباق

ترقب وصل البيض إلى وهل

يحسن إلا القطع بيض رقاق

من راق أم من الدم غير راق

وجدا على فقد الشباب المراق

قدم يوم البين ما قد كبر

فوديه من صبغ القلوب الحداق

في الله ما يسلى وفي عبده

سيد هذا الخلق بالإنفاق

خليفة الله أبو جعفر وظل

ه القائم ما قام ساق

قام بأمر الله وهو الذي

قامت به الأرض وسبع طباق

خبر عين الشمس فيه سنا

خبر عشقا دمعها في الملاق

ويحل السحب ندى كفه

فدمعها من حزن غير راق

رب على فاق المنى بعد ما

أزار منها الجهد مسح المآق

٢١٧

فرع درى من قبل خلق الورى

وبعد أن يفنوا قدوة بواق

لا كرم إلا له أو به كال

بحر منه وإليه الشواق

نور سواد القلب في حجبه

ورب ذي حجب كماء الصفاق

اخلط بالعالم علما له مل

كا كما الخضر حواه النطاق

تلو رسول الله من إله إن

على الأعراف يحدي العتاق

قبل ذكاء السن حاز المدى

كليلة الفطر هلال المحاق

قد جمعت أشتات فخر له

ما ظن بين اثنين منها ائتلاق

عم وما يشكر إنعامه

لأنه تكليف ما لا يطاق

ومدح الإمام القائم قصيدة أخرى وأنشدها يوم الخميس ثالث المحرم سنة خمس وعشرين وأربعمائة في القصر الفاخر الصغير في الموكب الأشرف أولها :

تذكر نجدا والحديث شجون

نجن اشتياقا والجنون فنون

وأصبح في شغل من الوجد شاغل

جنون لعمري ذا العرام جنون

وما خطرات الشوق إلا وساوس

تحركن قلبا هن فيه سكون

هوى النفس فيها جوهر تستثيره

كأثر اليماني أخلصته قنون

فيأتي على الأجسام أنفسها كما

تأكل من حد السيوف جفون

وقد كان قبل البين جلدا فقد وهت

قواه وباتت في القناة وهون

ويفيض مشيبا بالشباب وإنما ال

مشيب فتور والشباب فتون

وكان ولا الصخر الأصم صلابة

وكالصخر للنيران فيه كمون

ليالي جنان بالصبي يستفزه

ونزها صباه شره ومجون

يروق المهاء والأسد روق شبابه

وروضات جنات له وعيون

يفارق شمس الشرق في بيت عقره

وللشهب من بعد إليه شقون

ويسعى له ذو التاج من فوق عرشه

يراح وأقدام الملوك صفون

تزف حواليه قلوب إذا بدا

وتتبعه حتى تغيب عيون

يرى أن طرف العين حتى يوده

نوى قذف دون الحبيب سطون

يظن به ما لا يظن لمثله

لضن به إن الضنين ظنون

جموح إلى اللذات يستلب المدى

وأما على من لامه فحزون

٢١٨

ألا إن ذاك العيش لا عيش مثله

وكل حياة دون ذاك منون

وما الناس كل الناس إلا هم هم

فعادت سهول عندهم وحزون

أأنساهم أني إذا لمضيع

أأسلاهم أني إذا لخئون

ومن عجب إن لم أمت من بعدهم

ولكن آجال الرجال حضون

فان أك في قيد الحياة فإنها

نفوس لها هذي الحسوم سحون

يعز عليّ البعد منهم وإنه

بقرب أمير المؤمنين يهون

قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان عن أبي أحمد الوراق أن عمه محمد بن عبد الواحد الدقاق أخبره أنشدني أبو عبد الله محمد بن الحسين الفارسي الواعظ ، أنشدني أبو علي الجولقي ، أنشدنا أبو بكر القهستاني لنفسه :

لا يفطمنا فشديد بنا

فطامنا عن عرفك الجاري

ما أول المنع كتابته إذ

ليس العمى المولود كالطاري

أخبرنا جعفر بن علي المقرئ بالإسكندرية ، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني ، أنشدني أبو طاهر إسماعيل بن عمر بن أحمد القاضي بجرباذا قال أنشدنا أبو القاسم عابد بن محمد بن عبد الرحيم الثاني ، أنشدنا أبو بكر علي بن الحسن الكاتب القهستاني لنفسه :

تعلم العلم فما إن على

صاحبه ضنك ولا أزل

وإنما العلم لأربابه

ولاية ليس لها عزل

قرأت في كتاب أحمد بن الحسين بن المطهر الذبحاني بخطه وأنبأنيه عنه أبو القاسم الأزجي ، أنشدنا أبو المعالي رجب بن قحطان الأنصاري ، أنشدني أبو الجوائز بن عبد الله الهاشمي الخطيب ، أنشدني أبو بكر القهستاني لنفسه :

إذا ضامني من لست أملك ضيمه

رقيت بألفاظ المداراة ايمه

وراقبت ريح العزل في كل ساعة

تهب بواديه فتقشع غيمه

٧٨٩ ـ علي بن الحسن ، أبو الحسن الكاتب :

روى عن الملك العزيز أبي منصور خسرو فيروز بن الملك جلال الدولة أبي طاهر

٢١٩

ابن بهاء الدولة بن عضد الدولة شيئا من شعره ، روي عنه القاضي عزيزي بن عبد الملك الجيلي المعروف بشيذلة في مشيخته.

أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن أبي عبد الله حمزة بن المظفر الحاجب ، أنبأنا القاضي عزيزي بن عبد الله الجيلي قراءة عليه ، أنشدنا الرئيس أبو الحسن علي بن الحسن الكاتب بقرية لشبلي من نهر الملك ، أنشدني الملك العزيز نصير أمير المؤمنين بن الملك جلال الدولة سلطان أمير المؤمنين لنفسه :

أعليل أنفاس النسيم ترفق

برسوم مسح والربى من خلق

وإذا وثبت وسرت في عرصاتها

فاستثن جدتها التي لم تخلق

على الزمان بعيد منيح كالذي

عاينت أو يبقى بقية ما بقي

أرض إذا رق النسيم نحوها

سقيتها من دمعي المترقرق

سقيا لها ولمستعين صحبتهم

رمنا بمنيح في الزمان الموبق

باكرتهم والصبح يرفل في الدجى

وخنوف أقمصة الدجى لم تشقق

والطير بين مصفق مستبشر

فرحا وبين مهوم لم ينطق

٧٩٠ ـ علي بن الحسن ، أبو منصور القرميسيني :

علق الخلاف والمذهب عن القاضي أبي يعلى بن الفراء ، وسمع منه الحديث ، وزوج ابنته من أبي علي بن البناء ، فأولدها أبا نصر محمدا ابنه ، وتوفي في رجب سنة ستين وأربعمائة ، ودفن بمقبرة أحمد وعمره ستة وثمانون سنة ـ ذكره أبو الحسين بن الفراء في الطبقات.

٧٩١ ـ علي بن الحسن ، أبو الحسن المزي :

من أهل دمشق ، قرأ القرآن على أبي الوحش سبيع بن قيراط صاحب أبي علي الأهوازي وعلى غيره ، وتفقه على أبي الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي المصيصي ، وقدم بغداد حاجّا ، وأقام أشهرا بالمدرسة النظامية ، وروى شيئا يسيرا ، روى عنه ابن أخيه يوسف بن محمد بن مقلد الدمشقي إنشادا سمعه منه ببغداد.

٧٩٢ ـ علي بن الحسن الشانحاني :

من أهل شيراز ، كان أحد الشهود المعدلين بها ، قدم بغداد طالبا للحج في شهر

٢٢٠