تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٨

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٨

المؤلف:

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٤١

أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن طاوس بن سكر الواعظ البغدادي قراءة عليه بدمشق في شعبان سنة إحدى وثمانين وأربعمائة ، أنبأنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد ابن عبد الله بن بشران ببغداد ، حدثنا أحمد بن سليمان النجاد قرئ [عليه] (١) قال يحيى بن جعفر وأنا أسمع أنبأنا علي بن عاصم عن بيان بن بشر عن قيس بن أبي حازم عن مرداس الأسلمي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يذهب الصالحون أسلافا الأول فالأول حتى يبقى مثل حثالة أو جفالة التمر أو الشعير لا يبالي الله عنهم» (٢).

أنبأنا ذاكر بن كامل قال : كتب إلى غيث بن علي الصوري قال : علي بن الحسن ابن طاوس البغدادي كان فكيها حسن المحادثة لا بأس به ، وكان مسنا كبيرا ، ذكر لي غير مرة أنه نسخ إحدى وثمانين أو ثلاثا وثمانين ختمة (٣) ونحوا من ثلاثين ألف ورقة ، مثل سنن صحيح البخاري ومسلم وسنن أبي داود وغير ذلك ، وتفسير النقاش ، ومسند أحمد بن حنبل ، وتفسير مقاتل ، وتاريخ الخطيب ، ورأيته بدمشق يكتب تعليقة القاضي أبي الطيب ، وكان يكتب في كل يوم إذا أملى عليه نحوا من أربع كراريس.

أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي بدمشق ، أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسن عمي قال : قال لنا أبو محمد بن الأكفاني : سنة أربع وثمانين وأربعمائة ، فيها توفي أبو الحسن علي بن الحسن بن طاوس المقرئ الدير الدّيرعاقوليّ يوم الأحد التاسع عشر من شعبان بصور.

٧٤٩ ـ علي بن الحسن بن عبد الله ، أبو العباس الكاتب ، المعروف بمقلة :

والد الوزير أبي علي محمد وأبي عبد الله الحسن الكاتب المشهور ـ وقد تقدم ذكرهما ، كان يكتب خطا مليحا ، وعليه كتب ولداه (٤) ، وولى عدة أعمال الديوان في أيام المقتدر بالله ، وتوفي يوم السبت لخمس خلون من ذي الحجة سنة تسع وثلاثمائة.

٧٥٠ ـ علي بن الحسن بن عبد الله بن إسماعيل بن عطاء النيسابوري ، أبو

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل. «٢» انظر الحديث في : صحيح البخاري ٨ / ١١٤. وفتح الباري ١١ / ٢٥١. «٣» هكذا في الأصول. «٤» في (ب) ، (ج) : «ولده».

١٨١

الحسن بن أبي سعد بن أبي القاسم ، الفقيه الشافعي :

من بيت قديم ، كان منهم فقهاء ووعاظ ، وأصلهم من نيسابور ، قرأ الفقه على أبي طالب بن الحل ولازمه سنين حتى حصل طرفا صالحا من المذهب والخلاف ، وصار معيدا بمدرسته ، وكان فاضلا متدينا حسن الطريقة ، سمع الحديث من أبي الوقت السجزي وأبي الفتح بن البطي وغيرهما ، كتبت عنه ، وكان شيخا حسنا صدوقا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن عبيد الله (١) بن عطاء الفقيه بقراءتي عليه (٢) ، أنبأنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي قراءة عليه ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الحسين بن العباس الفضلوي ، أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمد بن البشري ، حدثنا أبو محمد المطلب بن يوسف بن الحجاج القهيدري ، حدثنا أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي ، حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد البصري ، حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن الحسن عن جندب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين الجنة ملء كف دم يهريقه كأنما يذبح دجاجة كلما تعرض لباب من أبواب الجنة حال بينه وبينه ، ومن استطاع منكم ألا يجعل في بطنه إلا طيبا [فليفعل] (٣) ، فان أول ما ينتن من الإنسان بطنه» (٤).

توفي أبو الحسن بن عطاء في ليلة الاثنين الثاني عشر من المحرم سنة خمس وستمائة ، ودفن من الغد بباب أبرز قريبا من حامل الراية عند أهله ، وذكر لنا أن مولده في سنة ست وثلاثين وخمسمائة.

٧٥١ ـ علي بن الحسن بن عبيد الله بن سعيد ، أبو الحسن القارئ :

صاحب ابن الآجري الزاهد ، حدث عن أبي حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين الواعظ ، روي عنه الشريف أبو الفضل عمر بن عبد العزيز بن المهدي الخطيب في مشيخته وقال : جارنا رجل من أهل القرآن والخير ، مات سنة ست عشرة وأربعمائة ، ودفن بباب حرب.

__________________

(١) في أول الترجمة : «عبد الله».

(٢) في (ب) : «على».

(٣) ما بين المعقوفتين زيادة من صحيح البخاري.

(٤) انظر الحديث في : الترغيب والترهيب ٣ / ٢٩٥. وصحيح البخاري ٩ / ٨٠.

١٨٢

٧٥٢ ـ علي بن الحسن بن علي ، أبو الحسن المصيصي :

حدث ببغداد عن أبي محمد الهيثم بن خالد بن عبد الله البزاز ، روي عنه أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي الحافظ.

أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن أبي المظفر القشيري قال : كتب إلى أحمد بن المأمون ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي ، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي المصيصي ببغداد ، حدثنا الهيثم بن خالد بن عبد الله أبو محمد البزاز المصيصي ، حدثنا يحيى بن محمد بن سابق ، حدثنا حسين الجعفي عن ابن عيينة ، حدثنا هلال الوزان ، حدثنا شيخنا القديم عبد الله بن حكيم قال : كان عمر رضي‌الله‌عنه يقول : إن أصدق القيل قيل الله عزوجل ، وأحسن الهدى هدى محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة.

٧٥٣ ـ علي بن الحسن بن علي ، أبو الحسن المقرئ الخطيب المعروف بالموصلي :

من ساكني باب الذهب ، سمع أبا بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي ، روي عنه أبو الفضل بن المهدي في مشيخته ، وذكر أنه من أهل القرآن والأدب والخطابة ، رجل فاضل ، وقال : سمعنا منه كتاب «دلائل النبوة» لابن قتيبة.

أنبأنا أبو طاهر العطار عن أبي علي محمد بن أبي الفضل محمد بن عبد العزيز بن المهدي الخطيب ، أنبأنا أبي قراءة عليه ، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي المقرئ الخطيب وأنبأنا عمر بن محمد بن معمر المؤدب ، أنبأنا أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد بن البناء ، أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري قالا : حدثنا أبو بكر بن جعفر ابن حمدان ، حدثنا بشر بن موسى الأسدي ، حدثنا هوذة ، حدثنا عوف عن خلاس ومحمد عن أبي هريرة (١) عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا تسبوا الدهر فإن الله تعالى هو الدهر» (٢).

أنبأنا العطار عن أبي علي بن المهدي ، أنبأنا والدي أن علي بن الحسن الخطيب مات في ذي الحجة سنة إحدى عشرة وأربعمائة.

__________________

(١) في الأصول : «ومحمد بن أبي هريرة».

(٢) الحديث سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

١٨٣

٧٥٤ ـ علي بن الحسن بن علي بن الحسن بن إبراهيم بن ميمون السمسمي ـ ويقال : السمسماني ، أبو الحسن البهري المؤدب :

سمع الكثير من أبي علي بن شاذان وطبقته وكتب بخطه ، وكان أديبا شاعرا حسن الشعر ، سمع منه أبو بكر الخطيب وأبو الفضل بن خيرون وابن خاله أبو طاهر الكرخي ، وروي عنه أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصّيرفيّ والسيد أبو الحسين يحيى بن الحسين العلوي السجزي وأبو نصر الرسولي.

أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين قال : كتب إلى أبو الفتوح أحمد بن عبد الوهاب ابن الحسن الرازي أنشدنا السيد أبو الحسين يحيى بن الحسين بن إسماعيل بن زيد بن جعفر العلوي إملاء أنشدنا أبو الحسن علي بن الحسن [بن] (١) علي السمسماني ، أنشدنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن النعيمي الحافظ لنفسه :

شرفت همتي فلو عرفتني

الأنجم الزاهرات سمعت ترابي

وأظلتني الغمائم طرا غيره

من خصاصة أن يرابي

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الفيروزآبادي بمصر ، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني قال : قال أنشدنا أبو نصر عبد الله بن عبد العزيز الرسولي ، أنشدني أبو الحسن علي بن الحسن السمسمي البهري لنفسه :

دع مقلتي تبكي عليك بأربع

إن البكاء شفاء قلب الموجع

ودع الدموع بكل جفن في الهوى

من غاب عنه حبيبه لم يهجع

ولقد بكيت عليك حتى رق لي

من كان فيك يلومني وبكا معي

أنبأنا عبد العزيز بن محمود الجنابذي والمبارك بن أنوشتكين النجمي وأحمد بن محمد (٢) الأزجي قالوا : أنبأنا عبد الله بن منصور الشاهد ، أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصّيرفيّ ، أنشدنا أبو الحسن علي بن الحسن السمسماني في تركي كان يهواه وكتب بها إلى أبي الفضل الباقلاني :

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل ، (ب).

(٢) في الأصل : «عبد».

١٨٤

إن كنت تصدق في ادعاء وداده

فافككه (١) من أسر الهوى أوفاده

لا تمح بالهجران رسم محله

بصميم حبك في صميم فؤاده

رفقا به فهو العروق إذا أتى

شيئا فلا يغررك ابن قبادة

لأمته بالبحر قبل تمامه

فأعده بالاشغاف قبل معاده

زوده من نظر فأقنع من ترى

من كان لحظ العين أكبر زاده

لا أنت عند اليسر من زواره

يوما ولا في العسر من عواده

إن الهوى ضد العقول لأنه

يبغي جآذره على آساده

وافى إليّ عتابه عن نبوة

كانت بعادا مردفا ببعاده

أفدى الكتاب بناظري فبياضه

ببياضه وسواده بسواده

يا عاذل المشتاق دعه وغيه

إن كنت لم تقدر على إسعاده

وأظن من سعاد قد غلبت له

ماء فصار سهاده بسعاده

أقصر أبا الفضل العتاب فإنما

يذكى العتاب النار مثل زناده

ودع الملام لمغرم هجر الكرى

يوم الفراق وضل طرق رشاده

تسعى صروف الدهر في إصلاحه

يوما وطول الهجر في إفساده

وإذا جفاك الدهر وهو أبو الورى

يوما فلا تعتب على أولاده

أنبأنا ذاكر بن كامل الحذاء عن أبي نصر محمد بن الفضل الأصبهاني ، أنشدنا [أبو](٢) الحسين المبارك بن عبد الجبار الصّيرفي ، أنشدني أبو الحسن علي بن الحسن بن علي السمسمي لنفسه :

أراكم بقلبي من بلاد بعيدة

تراكم تروني بالقلوب عن البعد

لساني وقلبي يحدثان عليكم

وعندكم روحي وذكركم عندي

ولست ألذ العيش إلا بقربكم

ولو كنت في الفردوس أو جنة الخلد

أنبأنا أبو القاسم النعال عن هزار ست (٣) بن عوض الهروي ، أنشدنا أبو الحسن المبارك بن عبد الجبار بن أحمد ، أنشدني أبو الحسن علي بن الحسن بن علي السمسمي لنفسه :

__________________

(١) في الأصل ، (ب) : «فافكه».

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) في الأصل ، (ج) : «بن هزارست».

١٨٥

أفدى الذي أرمى بإصبعه

نحوي وقال البين قد عزما

فأجبته لا كان ذا أبدا

فبكى وقال بذاك قد حكما

كم قد نهيتك عن مخالطتي

فجئتني في ذاك متهما

فعلمت أن الحق في يده

وقرعت سني (١) بعده ندما

قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون بخطه وأنبأنيه عنه ابن سلامة الهيتي ، أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ قراءة عليه عن ابن خيرون قال : سنة ثمان وأربعين وأربعمائة ـ يعني مات أبو الحسن علي بن الحسن السمسمي المعلم في يوم الأربعاء سادس صفر ، كان يقول الشعر ، وكان قليل الدين ، [و] (٢) سمع حديثا كثيرا ولم يخرج عنه شيء ، وكان كثيرا ما ينكب الناس.

٧٥٥ ـ علي بن الحسن بن علي بن الفضل ، أبو منصور الكاتب ، المعروف بابن صربعر (٣) :

أخو أبي الحسن أحمد الذي تقدم ذكره ، كان من فحول الشعراء ذا جزالة وفصاحة مع رقة وسلاسة ، وكانت له معرفة تامة بالأدب ، سمع أبا الحسين عليا وأبا القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران وأبا عبد الله أحمد بن محمد بن خالد الكاتب وأبا الحسن علي بن عمر بن أحمد الحمامي وغيرهم ، روي عنه أبو سعد أحمد بن محمد الزوزني وأبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب وفاطمة بنت أبي حكيم عبد الله بن إبراهيم الخبري ـ روت عنه الأخبار الموفقيات للزبير بن بكار.

أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال : سمعت أبا سعيد بن السمعاني يقول : سمعت أبا الحسن بن عبد السلام يقول : كان نظام الملك يقول لأبي منصور بن الفضل أنت ابن صردر لا ابن صربعر ، قال ابن السمعاني : وقد هجاه الشريف أبو حفص بن البياضي ببيتين ظلمه وما أنصفه :

لئن أبرز الناس قدما أباك

فسموه من شحه صربعرا

__________________

(١) في (ج) : «مني».

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) انظر : شذرات الذهب ٣ / ٣٢٢. ووفيات الأعيان ١ / ٢٥٩.

١٨٦

فإنك تنثر ما صره

عقوقا له وتسميه شعرا

وأخبرني أبو محمد عبد الوهاب بن علي الأمين ، أخبرتنا فاطمة بنت أبي حكيم عبد الله بن إبراهيم الخبري قالت : أنبأنا أبو منصور علي بن الحسن بن الفضل الكاتب ، أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن خالد الكاتب ، أنبأنا أبو محمد علي بن عبد الله بن العباس بن المغيرة الجوهري ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن سعيد ابن عبد الله الدمشقي ، حدثني الزبير بن بكار ، حدثني أبو ضمرة ، حدثني نوفل بن مسعود أنه سمع أنس بن مالك قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ثلاث من لقي الله وهن فيه حرم على النار وحرمت عليه : إيمان بالله ورسله ، والثانية حب الله عزوجل ، والثالثة أن توقد نار فيلقى فيها أحب إليه من أن يرجع إلى الكفر» (١).

وبالإسناد حدثنا الزبير ، أخبرني سفيان بن عيينة قال : تبع محمد بن المنكدر جنازة رجل يقال له عمران بقره بسيفه ، فعوتب في ذلك وقيل له : مثل ذلك لا يتبع جنازة مثل هذا ، فقال : والله إني لأستحيي من الله عزوجل أن يراني أرى ورحمته قد عجزت عن أحد من خلقه.

أخبرنا جعفر بن علي بن هبة الله المقرئ بالإسكندرية ، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي أنشدني القاضي أبو القاسم محمود بن يوسف البرزندي التفليسي ، أنشدنا أبو منصور علي بن الحسن بن الفضل المعروف ابن صربعر الكاتب ببغداد لنفسه :

يا مانح العين عدمت الروا

من حوض هذا القلب كم تستقى

من شيمة الماء انحدار فلم

ماء فؤادي أبدا يرتقى

أخبرني شهاب بن محمود الحلبي بهراة ، أنشدنا عبد الكريم بن محمد بن منصور المروزي، أنشدني أبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب ، أنشدنا أبو منصور علي بن الحسن بن الفضل الكاتب لنفسه :

صرعتهم عيون ذاك السيف

يا صاحبي وأين مني صحبي

يوم أبدوا تلك الوجوه علمنا

إنما يشهر السلاح لحرب

__________________

(١) انظر الحديث في : كنز العمال ٤٣٣٤٠.

١٨٧

لحظات أسماؤهن استعارا

ت وما هن غير طعن وضرب

إن أجب داعي الهوى غير راض

فالصد بالله أكرها بلبي

هل أرى في السهاد مسحا بعيني

من أمري في الرقا دليلا بقلبي

أمل كاذب قطاف ثمار

من غصون ملتفة بالعصب

كلما رنح النسيم فروع البان

هزت أعطافها بالعجب

إن روض الخدود ليس لرعي

وخمور الثغور ليس لشرب

أرى ميتة تطيب بها النفس

وقبلا يلذ غير الحب

لا يزل بي عن العقيق ففيه

وطرى إن قضيته أو نحبي

أجمل أن لا أزور ديارا

يوم بانوا دفنت فيها لبي

لا رعيت الغرام إن قلت

للصحبة حفي عنه وللعيش هبي

وقفه بالركاب يجمع فيها

فرحة لي وراحة للركب

في كناس الأرطي سبهه

لقينا حماها العفاف من الحجب

قبل ما لنا ما طعمنا

إن قرى الذل في الزلال العذب

طلعت وجهه وقابلها البدر

فسوت ما بين شرق وغرب

كل شيء حسبته من تحتها

سوى عدها الصبابة ذنبي

وأخبرني الحاتمي ، أنشدنا ابن السمعاني ، أنشدنا أبو الحسن بن عبد السلام ، أنشدنا أبو منصور بن الفضل لنفسه :

شدوا على ظهر الصبا رحلي

إن الشباب مطية الجهل

إن أخرت نفسي إلى أمد

دبرتها في الشيب بالعقل

إن المغرب في مواطنه

من عاش في الدنيا بلا خل

وإذا الفؤاد ثوى بلا وطر

فكأنه ربع بلا أهل

من للظباء سواي يقنصها

إن أسكرتني خمرة العدل

أوغلت في حوض الهوى أنفا

للقلب أن يبقى بلا شغلي

وخدرت سلوانا فسمتهم

أن يحرموني لذة الوصل

فضلت دموعي عن مدى حزني

فنكيت من قتل الهوى قتلي

ما من ذوي شجن يكتمه

إلا أقول متيّم مثلي

١٨٨

يخفي ولا يخفى على نظري

علم الخضوع ومبسم الذل

يا فاتكا أضراه أن له

قتل بلا قود ولا عقل

لم لا تريق دما وصاحبه

لك جاعل في أوسع الحل

بعد الغزلان الحدور لقد

كحلت مهاجرهن بالختل

يرمين في ليل الشباب لكي

يخفى عليّ مواقع النبل

لو لم يرد بي السوء خالفها

ما ضم بين الحسن والبخل

اقذف عدوك إن أردت به

دهيا من الأعين النجل

يبلغن كل العنف في لطف

وسلن أقصى الجد بالهزل

هبهم لو وعدوني فطيفهم

من ذا الحسن على مطل

قد كنت أنهكه معاقبه

لو لا ادكاري حربه الرسل

وعهودهم بالرمل قد نقضت

وكذاك ما بيني على الرمل

إذا أزمعوا صرما فلم عقدوا

يوم الكتيب بحبلهم حبلي

لا توثق إلا سواء بينهم

إلا رشا الفاحم الرحل

كيف الخلاص ومن قدودهم

وخدودهم ونهودهم عقلي

وإذا الهوى ربط النفوس فما

يغنيك حل يد ولا رجل

صحبي الأولى أرخوا مطيهم

حتى أناخوها بذي الأثل

من يطلع شرفا فيعلم لي

هل روح الرعيان بالإبل

أم قعقعت عمد الخيام أم

ارتفعت قناتهم على النزل

أم غرّد الحادي بقافية

منها غراب البين يستملى

إني أخادر من رحيلهم

ما خادرت أم من الثكل

إن كان ذاك فصادفوا نقما

يعمي الدليل به عن السبل

وأخبرني الحاتمي أنشدنا ابن السمعاني ، أنشدني أبو سعد أحمد بن محمد الزوزني ، أنشدني أبو منصور علي بن الحسن بن الفضل لنفسه :

ما ذا يعيب رجال الحي في النادي

سوى جنوني على إدمائه الوادي

نعم هي الزاد مشغوف به سعيت

والماء خامت عليه غلة الصادي

يا صاحبي أبيوم الروع تنجدني

فكيف يوم النوى حرمت الحادي

١٨٩

وما سلكت فجاج الأرض مفترسا

حتى ضمنت ولو بالنفس إسعادي

من أين يعلم أنّ البين وخزته

في الصدر أسلم منها ضربة الهادي

لا در درك إن وريت عن خبري

إذا سئلت وإذا شمت حسادي

قل للمقيمين بالبطحاء إن لكم

بالرقمتين أسيرا ما له فادي

يد العواذل تطويه وتنشره

شبه المريض طريح بين عواد

ليت الملامة سدت كل سامعة

فلم تجد مسلكا أرجوزة الحادي

فإن رويت أحاديث الذين نأوا

فعن نسيم الصبا والبرق إسنادي

أكلف القلب أن يهوى وألزمه

صبرا وذلك جمع بين أضداد

وأكتم لركب أوطاري وأسألهم

حاجات نفسي لقد أتعبت روادي

هل مدلج عنده عن منكم خبر

وكيف يعلم حال الرائح الغادي

قالوا تعرض لغزلان النقا بدلا

ا مقنعي شبه أجياد لأجياد

إن الظباء التي هام الفؤاد بها

يرعين ما بين أحشاء وأكباد

نزلن من أنفس العشاق من حرم

فليس يطمع فيها حبل صياد

وأنشدنا الحاتمي ، أنشدنا ابن السمعاني ، أنشدنا أبو سعد الزوزني ، أنشدنا أبو منصور بن الفضل لنفسه :

لو كنت أشفق من خصيب بنان

ما زرت حيّكم بغير أمان

ما صبوة دبّت إليّ خديعة

كالخمر تسرق يقظة النشوان

انظر فما غضّ الجفون بنافع

قلبا يرى ما لا ترى العينان

ولذاك عنّفني النصوح فلم أقل

إن الصبا شيطانه أغراني

فعلمت أن الحب فيه غواية

مغتالة للشيب والشبان

ما فوق أعجاز الركاب رسالة

تلهى ففيم مجيئة الركبان

عذرا فلو علموا جواك لسالموا

غزلان وحره عن غصون البان

قولا لكثبان العقيق تطاولي

دون الحمى امددك بالطمحان

ولتنفس الرجل زفرة مدنف

إن لم يغثه الدمع بالهملان

عجل الفريق وكل طرف أثرهم

متعثر اللحظات بالأطعان

وكأنما ردى يوم لقيتها

بالدمع قد نسجا من الأجفان

١٩٠

كلف بجلدي الذي يستطيعه

هل فيّ إلا قدرة الإنسان

ولئن صببت على الهوى بحشاشتي

فالحب شر متالف الحيوان

يدري الذي نصح الفؤاد بنيله

أن قد رمى كشحيه حين رماني

لو لم تكن عفرت على أطلالهم

عيني لما سفحت بأحمر قاني

متأولين على الجفون تحنّنا

فالدمع يمطرهم بذي ألوان

ولو أنه ماء لقالوا دمعه

ريق وجفنا عينه شفتان

ظمأى إلى ماء النقيب لأنه

ورد الكمي ومناهل الأغصان

ولنعم هينمة النسيم محدّثا

عن طيب ذاك الجنب والأردان

إن لم يكن سهل اللوى وحزونه

وطني فإن أنيسه خلاني

ولو أنهم جلوز وود بحلبه

كلغى وقلت الدار بالجيران

علق يلاعب بي وربّ لبانة

شامية شغفت فؤاد يمان

هل يبلغني دراهم مذمومة

بالشوق موقرة من الأشجان

فعسى أميل إلى القباب مناجيا

بضمائر ثقلت على الكتمان

وأطارد المقل اللواتي بفتكها

تملى عليّ مقاتل الفرسان

متجاذبين من الحديث طرائفا

يصغى لطيب سماعها النضوان

كرر لحاظك في الخدوج فبعدها

هيهات أن يتجاوز الحيان

من بعد ما أرغمت أنف رقيبهم

حتفا وحضت حمية الغيران

وطرقت أرضهم وتحت سمائها

عدد النجوم أسنة الخرسان

أرض جداولها السيوف وعشبها

نبع وما ذكروا من المران

في معشق عشقوا الدخول وآثروا

شرب الدماء بها على الألبان

قوم إذا خبأ الضيوف جفانهم

ردت عليهم ألسن النيران

قرأت في كتاب أبي نصر هبة الله بن علي بن المجلي بخطه قال : علي بن الحسن بن علي بن الفضل أبو منصور الكاتب شاعر مجوّد بديع محسن ، جمع بين رقة المحدثين وقوة (١) المتقدمين ، ولم يك في المتأخرين أرق طبعا منه مع جزالة كلام وبلاغة معنى ، وكان مدح أمير المؤمنين القائم بأمر الله ووزيريه أبا القاسم بن المسلمة وأبا نصر بن

__________________

(١) في الأصل ، (ج) : «قدره».

١٩١

جهير ، ومدح ولده أبا منصور بن جهير وأبا المعالي بن عبد الرحيم الوزير وغيرهم ، وأكثر شعره مديح ، وله مراث (١) يسيرة.

وحدثت (٢) عن بعض أدباء الرؤساء أنه قال : ابن الفضل الكاتب أشعر من مهيار كتبت ديوان شعره جميعه ولم يقدر لي أن أسمع منه شيئا فأنشدنيه ناصر بن محمد بن علي عنه ، وكان قد قرأ القرآن بروايات ، وله صوت حسن إذا تلاه ، وكان قيما بالأدب (٣) غزير الفضل ، وسمع أبا الحسين بن بشران وأبا القاسم بن بشران وغيرهما ، روي عنه أبو عبد الله الصوري شيئا من شعره ، وسمع هو والخطيب بقراءته على الشيوخ.

قرأت في كتاب أبي علي بن البناء قال : وفي يوم الأربعاء لسبع بقين منه يعني شهر ربيع الأول سنة خمس وستين وأربعمائة سمعت أن الفرس كبا بابن الفضل الكاتب الذي يسمع معنا الحديث ويلقب بابن صربعر فدقت عنقه ، وكان قد ظلم أهل شهرابان وسعى بهم ، وكان يقول الشعر وخلط في دينه.

قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن الحسن (٤) بن خيرون بخطه وأنبأنا نصر الله بن سلامة الهيتي ، أنبأنا محمد بن ناصر قراءة عليه عن ابن خيرون قال : سنة خمس وستين وأربعمائة أبو منصور علي بن الحسن بن الفضل الكاتب سقط في بئر فهلك في صفر ، وكان قد سمع الكثير من ابني بشران وغيرهما ، وكان يحفظ القرآن وقال الشعر ، وذكر ابن خيرون في رواية أخرى أنه دفن بباب أبرز.

٧٥٦ ـ علي بن الحسن بن علي بن أبي الطيب ، أبو الحسن الباخرزي الكاتب:

من أهل باخرز ناحية من نواحي نيسابور ، كان من أفراد عصره في الأدب والبلاغة وحسن النظم والنثر ، يبدأ (٥) في صباه طرفا من الفقه على أبي محمد الجويني ، وسمع الحديث منه ومن أبي عثمان الصابوني وأبي الفضل عبيد الله بن أحمد المكيال (٦)

__________________

(١) في (ب) : «مرات».

(٢) في (ج) : «حديث».

(٣) في (ج) : «كثير الأدب».

(٤) في (ج) : «بن الحسين».

(٥) هكذا في الأصول.

(٦) في (ب) : «الكيالى».

١٩٢

وأبي عبيد الله محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي ، ثم اشتغل بالكتابة وخدم في ديوان الرسائل ، وقدم بغداد في أيام الإمام القائم بأمر الله ـ صلوات الله عليه وسلامه ـ ومدحه ، واتصل بالوزير أبي نصر الكندري وزير السلطان طغرلبك ، وخدم بالبصرة مدة وصنف كتابا سماه «دمية القصر» ذكر فيه شعراء عصره ، وله ديوان شعر مشهور ، روي ببغداد شيئا من شعره ، روي عنه أبو شجاع فارس بن الحسين الذهلي.

أخبرني شهاب الحاتمي ، حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال : ولما ورد علي بن الحسن الباخرزي بغداد مدح القائم بأمر الله بقصيدته التي صدرها ديوانه وهي :

عشنا إلى أن رأينا في الهوى عجبا

كل الشهور وفي الأمثال عش رجبا

أليس من عجب أبي ضحى ارتحلوا

أوقدت من ماء دمعي في الحشا لهبا

وأن أجفان عيني أمطرت ورقا

وأن ساحة خدي أنبتت ذهبا

وإن تلهب برق من جوانبهم

توقد الشوق في جنبي والتهبا

فاستهجن البغداديون شعره وقالوا : فيه برودة العجم ، وانتقل إلى الكرخ وسكنها وخالط فضلاءها وسوقتها مدة ، وتخلق بأخلاقهم ، واقتبس من اصطلاحاتهم ، ثم أنشأ قصيدته التي أولها :

هبت نسيم صبا تكاد تقول

إني إليك من الحبيب رسول

سكرى تجشمت الربى لتزورني

من علتي وهبوبها معلول

فاستحسنوا وقالوا : تغيّر شعره ورقّ طبعه.

ذكر أبو الحسن علي بن أبي القاسم زيد البيهقي في كتاب «مشارب التجارب» في أخبار الوزير أبي نصر الكندري قال : كان علي بن الحسن الباخرزي شريكه (١) في مجلس الإفادة من الموفق النيسابوري في سنة أربع وثلاثين وأربعمائة فهجاه علي بن الحسن فقال مداعبا :

أقبل من كندر (٢) مسيخرة

للنحس في وجهه علامات

وذكر أبياتا ، فلما تمكن الكندري في أيام السلطان طغرلبك وصار وزيرا محكما

__________________

(١) في النسخ : «شكره».

(٢) في الأصل ، (ب) : «كيدر».

١٩٣

ورد عليه علي بن الحسن وهو ببغداد في صدر الوزارة في ديوان السلطان ، فلما رآه الوزير قال له : أنت صاحب «أقبل»؟ فقال له : نعم ، فقال الوزير : مرحبا وأهلا ، قال : قد تفاءلت بقولك «أقبل» ثم خلع عليه قبل إنشاده وقال له : عد غدا وانشد! فعاد في اليوم الثاني وأنشد هذه القصيدة :

أقوت معاهدهم بشط الوادي

فبقيت مقتولا وشط الوادي

وسكرت من خمر الفراق ورقصت

عيني الدموع على غناء الحادي

في ليلة من هجره شتوية

ممدودة مخضوبة بمداد

عقمت بميلاد الصباح وإنها

في الامتداد كليلة الميلاد

منها [أيضا] :

غر الأعادي منه رونق بشره

وأفادهم بردا على الأكباد

هيهات لا يخدعهم إيماضه

فالغيظ تحت تبسم الآساد

فالبهو منه بالبهاء موشح

والسرح منه مورق الأعواد

وإذا شياطين الضلال تمردوا

خلاهم قرناء في الأصفاد

فلما فرغ من إنشاد هذه القصيدة أمر له بألف دينار مغربية.

قرأت على محمد بن عبد الواحد الهاشمي عن محمد بن عبد الباقي ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي إذنا أنشدني أبو شجاع فارس بن الحسين بن فارس الذهلي أنشدني أبو الحسن علي بن أبي طالب الباخرزي لنفسه بمدينة السلام :

القبر أحفى من سترة للبنات

ودفنها يروي من المكرمات

أما رأيت الله سبحانه قد

وضع النعش بجنب النبات

قرأت في كتاب أبي شجاع فارس بن الحسين الذهلي بخطه وأنبأنيه عبد الوهاب الأمين عن أبي القاسم بن أبي غالب عنه أنشدني الأستاذ الجليل أبو القاسم علي بن الحسن بن أبي الطيب الباخرزي :

سلام على وكرى وإن طوى الحشا

على حسرات من فراخ بها رعب

١٩٤

[و] والهة غيري إذا اشتكت النوى

سقى نرجساها الورد باللؤلؤ الرطب

أأذكر أيام الحمى لا وحقّها

فلي إيناسي إن ذكر الحمى يصبى

ألم ترني ويترك بالشرق عزمه

رمتني كالسهم المريش إلى الغرب

وطيرت نفسي فهي أسرى من القطا

وعهدي بها من قبل أرسى من القطب

أخبرني الحاتمي بهراة قال : سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول : قتل علي بن الحسن الباخرزي في ذي القعدة سنة سبع وستين (١) وأربعمائة بباخرز ودفن بها وهو في أيام الكهولة ، قتل في مجلس أنس على يد بعض المجاديل في الدولة النظامية وظل دمه هدرا.

٧٥٧ ـ علي بن الحسن بن علي بن عبد الله العطار المؤدب المقرئ ، أبو القاسم ابن علي الخباز ، المعروف بابن الأقرع :

أخو الكاتبة فاطمة ، سمع أبا الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزاز.

أخبرنا أبو علي ضياء بن أحمد بن أبي علي ، أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزاز ، أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسن بن علي العطار المقرئ [و] (٢) أنبأنا أبو الفرج عبد المنعم ابن عبد الوهاب الحراني قرأت عليه أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد الكاتب قال : أنبأنا أبو الحسن (٣) بن مخلد ، أنبأنا أبو علي الصفار ، حدثنا الحسن بن عرفة ، حدثنا جرير بن عبد الحميد عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه قال : سئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : أيّ الصدقة أفضل؟ قال : «لتنبأن أن تصدق وأنت صحيح شحيح ، تأمل البقاء وتخاف الفقر ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا ، ألا وقد كان لفلان» (٤).

أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي بكر محمد بن علي بن ميمون المقرئ ، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون قال : توفي علي أخو الكاتبة في ربيع الأول سنة سبعين وأربعمائة.

__________________

(١) في الأصول : «سبع وسبعين».

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) في (ب) ، الأصل : «أبو الحسين».

(٤) انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ٢٥٠. والسنن الكبرى للبيهقي ٤ / ١٩٠.

١٩٥

٧٥٨ ـ علي بن الحسن بن علي ، أبو الحسن الميانجي :

قاضي همذان ، كان مشهورا بالفضل والنبل ، حسن المعرفة بالفقه والأدب ، قدم بغداد وتفقه على القاضي أبي الطيب الطبري ، وسمع الحديث من أبي الحسن علي بن عمر القزويني وأبي الحسين أحمد بن علي التوزي وأبي محمد الحسن بن محمد الخلال ، وروى شيئا يسيرا ، روي عنه أبو علي بن جوانشير اليزدي (١).

أخبرنا عبد الوهاب بن علي الأمين ، أنبأنا عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف بقراءتي عليه ، أنبأنا أبو جعفر أحمد بن الحسن بن أحمد بن الحسين بن جعفر اليزدي أن أبا علي الحسن بن الحسين بن محمد بن جوانشير أخبره أنشدني أبو الحسن علي بن الحسن الميانجي ببغداد لأبي بكر العنبري :

يا راقدا والدهر يقظان له

ما كل غاد للأمور برائح

ذي الدار ما خلقت لتبقى أهلها

فعلام يشمت قاطن بالنازح

كل يصير إلى مصير واحد

ويبيت بين جنادل وصفائح

إن غر مغرور بيوم مسرة

فغدا يفادحه بخطب فادح

ربحت تجارة من غدا مقتنعا

إن القناعة رأس مال صالح

أنبأنا ذاكر بن كامل عن محمد بن طاهر المقدسي قال : سمعت علي بن بجير الحافظ بهمدان يقول سمعت القاضي علي بن الحسن الميانجي أجاز شهادة صوفي وغيره وقال : هو ومرفقيه شاهدان.

أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال : سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول : قرأت بخط الإمام أبي إسحاق الشيرازي في كتاب كتبه إلى الميانجي القاضي : «كتابي ـ أطال الله بقاء سيدنا قاضي القضاة الأجل العالم الأوحد وأدام علوه ورفعته وتمكينه وبسطته وكبت أعداءه وحساده ـ من بغداد ، ونعم الله متوالية وله الحمد ، ومنذ مدة لم أقف على كتاب وأنا متوقع لما يرد من جهته لأسر به وأسكن إليه» ، وكتب عنوانه : «شاكره والمفتخر به والداعي له إبراهيم بن علي الفيروزآبادي».

وأخبرني الحاتمي قال : سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول : قتل القاضي الميانجي في مسجده في صلاة الصبح في شوال سنة إحدى وسبعين وأربعمائة.

__________________

(١) في النسخ : «الزدى».

١٩٦

٧٥٩ ـ علي بن الحسن بن علي بن الحسك ، أبو الحسن البروجردي :

سمع أبا علي الحسن بن أحمد بن شاذان ، وحدث باليسير ، وتوفي يوم الجمعة الرابع والعشرين من شوال سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة ، ودفن من يومه ، ذكر هذا أبو غالب شجاع بن فارس الذهلي ونقلته من خطه.

٧٦٠ ـ علي بن الحسن بن علي بن أحمد بن دانج بن حمدان بن مؤمل بن زهير ابن نوفل بن حارثة الثعلبي ، أبو الحسن الدولعي الواعظ (١) :

تفقه على أبي الخطاب الكلوذاني ، وكان عالما بالمواقيت ، قد رصد النجوم وعاناها وعرف مطالعها ومغاربها ، وله في ذلك كتاب سماه «المرشد» ، سمعه منه الحافظ أبو عامر محمد بن سعدون العبدري وابنه أبو بكر عبد الله ، ورأيت بخط أبي محمد بن الخشاب على وجه هذه الكتاب : «هذا أبو الحسن الدولعي صديقنا وقد أوقفته على أشياء ووافق عليها»، وقد ضرب في حواشي الكتاب غير موضع بخطه.

قرأت في كتاب أبي بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف بخطه قال : مات علي الدولعي ليلة الجمعة خامس شوال سنة ست وعشرين وخمسمائة ، ودفن بباب حرب يوم الجمعة.

٧٦١ ـ علي بن الحسن بن علي ، أبو الحسن المشرف :

ذكره أبو بكر المبارك بن كامل الخفاف في معجم شيوخه ، وروي عنه إنشادا.

٧٦٢ ـ علي بن الحسن بن علي بن الأخرم ، أبو الحسن الدلال :

والد عبد الصمد الذي تقدم ذكره ، سمع أبا عبد الله مالك بن أحمد بن علي البانياسي ، وحدث باليسير ، سمع منه أبو بجيح محمود بن أبي المرجى الطلحي الأصبهاني وأبو بكر المبارك بن كامل الخفاف وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه.

قرأت على أبي عبد الله أحمد بن محمد بن الحيرى بأصبهان عن أبي نجيح الطلحي ، أنبأنا علي بن الحسن بن الأخرم الدلال أبو الحسن ببغداد ، أنبأنا أبو عبد الله بن أحمد المالكي ، أنبأنا أحمد بن محمد بن الصلت ، حدثنا إبراهيم الهاشمي ، حدثنا أبو عبيد الله

__________________

(١) انظر : شذرات الذهب ٤ / ٧٩.

١٩٧

المخزومي ، حدثنا عبد الله بن الوليد ، حدثنا سفيان عن زبيد عن إبراهيم بن مسروق عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية» (١).

أخبرناه عاليا أبو الغنائم محمد بن طالب بن زيد بن شهريار بأصبهان ، أنبأنا السيد أبو الرضا حيدر بن محمد بن الحسن العلوي الحسيني قراءة عليه ، أنبأنا أبو عبد الله مالك بن أحمد المالكي ببغداد.

٧٦٣ ـ علي بن الحسن بن علي بن صدقة ، أبو الحسن بن الوزير أبي علي (٢) :

تقدم ذكر والده ، كان يلقب بشرف الدولة ، وكان ينوب عن والده في ديوان المجلس ، وكان يكتب خطا مليحا على طريقة ابن البواب ، وكان أديبا فاضلا ، كتب بخطه كثيرا من كتب الأدب ودواوين الشعر ، وولى النظر بديوان واسط ، وانحدر إليها فمرض بالعراق وأصعد إلى واسط فأدركه أجله بها ، سمع الحديث من أبي الحسن علي ابن محمد بن علي بن العلاف وأبوي القاسم علي بن الحسين الربعي وعلي بن أحمد ابن محمد بن بيان وغيرهم ، وحدث باليسير ، قرأ عليه عبد الخالق [وهو] (٣) أسن منه وأقدم إسنادا ، وروي عنه أبو سعد بن السمعاني.

أخبرني شهاب الحاتمي بهراة ، حدثنا أبو سعد بن السمعاني من لفظه قال : علي بن الحسن بن علي بن صدقة الوزير شاب غزير الفضل وافر العقل ، له معرفة تامة باللغة ، حسن الخط مليحه ، دين خير ، مشغول بالعبادة والعزلة ، سمع بقراءتي بمكة والمدينة وبغداد على المشايخ ، كتبت عنه وسألته عن مولده فقال : في المحرم سنة تسع وتسعين وأربعمائة.

أنبأنا عبد الكريم بن محمد بن أحمد الأصبهاني عن أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي قال : توفي أبو الحسن علي بن الحسن بن صدقة الوزير بواسط ليلة الجمعة ثامن ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة (٤).

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٢ / ١٠٣ ، ١٠٤ ، ٤ / ٢٢٣. وصحيح مسلم ، كتاب الإيمان باب ٤٤.

(٢) انظر : معجم الأدباء ١٣ / ٤٨ ـ ٥٠.

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٤) في (ب) ، (ج) : «هذا آخر الجزء من نسخة أصل الأصل ، بسم الله الرحمن الرحيم».

١٩٨

٧٦٤ ـ علي بن الحسن بن علي بن الشيخ ، أبو الحسن بن أبي غالب البزاز :

حمو أبي الفضل محمد بن ناصر الحافظ ، كان شيخا صالحا من أولاد المحدثين ، تقدم ذكر والده ، سمع أباه والشريف أبا العز محمد بن المختار بن المؤيد وأبا الغنائم محمد بن علي بن ميمون النّرسيّ وأبا غالب شجاع بن فارس الذهلي وغيرهم ، وحدث باليسير ، سمع منه الشريف وأبو الحسن علي بن أحمد الزيدي وأبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي وأبو بكر محمد بن أبي غالب الباقداري وشيخنا أبو بكر عبد الله بن مبادر البقابوسي الضرير.

أنبأنا أبو بكر البقابوسي ، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن الشيخ البزاز قراءة عليه وأنبأنا أحمد بن أحمد الشاهد بقراءتي عليه ، أنبأنا نصر الله بن عبد الرحمن الشيباني قراءة عليه قالا : أنبأنا الشريف أبو العز محمد بن المختار بن المؤيد قراءة عليه ، حدثنا أبو الحسن علي بن عمر القزويني إملاء ، حدثنا محمد بن علي بن سويد ، حدثنا أحمد بن محمد العسكري الطرسوسي ، حدثنا الربيع بن سليمان ، حدثنا أسد بن موسى ، حدثنا محمد بن الفضل عن علي بن زيد قال : سمعت سعيد بن المسيب يحدث عن عليرضي‌الله‌عنه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من أسبغ الوضوء في البرد الشديد كان له من الأجر كفلان ومن أسبغ الوضوء في الحر الشديد كان له من الأجر كفل» (١).

أنبأنا عبد الكريم بن محمد الأصبهاني عن أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي قال : توفي علي بن الحسن بن الشيخ حمو شيخنا ابن ناصر يوم الاثنين منتصف جمادى الآخرة سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة ، وقرأت عليه وكان سماعه صحيحا.

٧٦٥ ـ علي بن الحسن بن علي ، أبو الحسن الزميلي (٢) :

من ساكني رحبة جامع القصر ، كان فقيها فاضلا ، حافظا لمذهب الشافعي ، حسن المعرفة ، ويعرف الأصول معرفة تامة ، وله تعليقة في الخلاف ، ويعرف الأصول ويحفظ اللغة والنحو ، ويكتب خطا مليحا على طريقة ابن البواب ، وكان حسن الأخلاق متواضعا سخيا محبوبا إلى الناس ، قرأ الفقه على يوسف الدمشقي ، والأصول على

__________________

(١) انظر الحديث في : الترغيب والترهيب ١ / ١٥٨. ومجمع الزوائد ١ / ٢٣٧. والأحاديث الضعيفة ٨٣٩ ، ٨٤٠.

(٢) انظر : معجم المؤلفين ٧ / ٦٤.

١٩٩

أبي الحسن بن الآبنوسي ، وسمع الحديث بنفسه من أبي الفضل [محمد] (١) بن عمر الأرموي وأبي الحسن محمد بن طراد الزينبي وأبي القاسم علي بن عبد السيد بن الصباغ وغيرهم ، ورتب معيدا بالمدرسة النظامية ومتوليا لأوقافها ، وكان مرشحا للتدريس بها ولقضاء القضاة إلا أن أجله حال بينه وبين ذلك ، وكانت فيه بلاغة ، وله نظم ونثر حسن ، حدث باليسير ، سمع منه أبو بكر عبيد الله بن علي التميمي ومعروف المقرئ.

أنشدنا معروف بن مسعود المقرئ من لفظه وحفظه ، أنشدني أبو الحسن بن الزميلي لنفسه :

وليس عجيبا أن تدانت منية

لحيّ ولكن العجيب بقاءه

ومن جمع أضداد نظام وجوده

فأوجب شيء في الزمان فناءه

فسبحان من لا يعتريه تغير

ومن بيديه نقضه وبناءه

وأنشدنا معروف المقرئ أنشدني أبو الحسن بن الزميلي لنفسه وكتب بها إلى الأمير سليمان بن جاووش لما مرض وارتعشت يداه وتغير خطه ـ وكان يكتب خطا مليحا :

طول سقمي والذي يعتادني

صيرا الرائق من خطي كذا

كل شيء هدما سلمت منك

لي نفس ووقيت (٢) الأذى

أنبأنا الشريف أبو البركات الزيدي عن أبي الفرج صدقة بن الحسين بن الحداد الفقيه قال : مات ابن الزميلي يوم الجمعة العشرين من جمادى الأولى سنة تسع وستين وخمسمائة ، ودفن بالوردية ، وكان شابا حسنا ، وفقيها حسنا ، ويكتب خطا حسنا ، وكان يترشح لتدريس النظامية وللقضاء فما صح له [أبدا] (٣).

٧٦٦ ـ علي بن الحسن بن علي بن أبي الأسود ، أبو الحسن ، المعروف بابن النيل (٤) البيع :

من أهل باب الأزج ، كان عم شيخنا أبي المعالي هبة الله بن الحسين ، سمع أبوي

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) في (ب) : «وقت».

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل ، (ب).

(٤) في الأصل ، (ج) : «اليل».

٢٠٠