تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٨

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٨

المؤلف:

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٤١

قراءة عليه ، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن ربذة (١) ، أنبأنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ، حدثنا علي بن جبلة الكاتب البغدادي ، حدثنا الحسن بن بشر البجلي ، حدثنا قيس بن الربيع عن سهيل (٢) بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من تعلم الرمي ثم نسيه فهي نعمة جحدها» (٣).

٧١٧ ـ علي بن جعفر المقتدر بالله بن أحمد المعتضد بالله بن محمد الموفق بالله ابن جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ، أبو الحسن :

قلده والده الصّلاة بكور الري وأعمال الحرب والمعاون بها ودباوند وقزوين وزنجان وأبهر والطرم في شهر رمضان سنة إحدى وثلاثمائة ونفذ توليه إليه هناك ، وتوفي يوم السبت لثلاث خلون من ذي القعدة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة ، ذكر ذلك ثابت بن سنان في قرة في تاريخه.

٧١٨ ـ علي بن جعفر بن ثابت الشاهد :

ذكر هلال بن المحسن الكاتب ونقلته من خطه أنه توفي في شهر ربيع الأول سنة ثمانين وثلاثمائة.

٧١٩ ـ علي بن جعفر بن الحسن الهاشمي :

روي عن والده ، روي عنه أبو عبد الله بن باكويه الشيرازي.

أخبرنا سليمان وعلي ابنا محمد بن علي الموصلي قالا : أنبأنا عمر بن أحمد بن منصور النيسابوري ، أنبأنا علي بن عبد الله الحيري ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه قال : سمعت ابن جعفر الهاشمي ببغداد قال : سمعت والدي جعفر بن الحسن يقول : سمعت حسان بن أحمد الهاشمي يقول : سأل أمير المؤمنين علي بن موسى الرضا : أيش فائدة الصوم في الحكم؟ قال : علم الله تعالى ما ينال الفقير من شدة

__________________

(١) في النسخ : «عبيد الله بن زيدة».

(٢) في النسخ : «عن سهل».

(٣) انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ٢٨١٤. ومجمع الزوائد ٥ / ٢٦٩. والمعجم الصغير ١ / ١٩٧.

١٦١

الجوع فأدخل على الغني الصوم ليذوق طعم الجوع ضرورة حتى لا ينسى ما يمس الفقير من الجوع ، فقال المأمون : أقسم بالله ما كتبت هذا إلا بيدي.

٧٢٠ ـ علي بن جعفر بن صالح بن عمرو ، أبو الحسن البغدادي :

حدث عن محمد بن سليمان السامي ، روي عنه عبد القيس بن عقيل بن الحارث الرملي حديثا منكرا.

قرأت على ست الشرف بنت شعبان بن إبراهيم العبدي بأصبهان عن أبي نصر محمد بن أبي الرجا الصائغ ، أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن مندة قراءة عليه ، أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد العاصمي ببلخ ، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي ، حدثنا أبو بكر بن عصمة الكوسج ، حدثنا عبد القيس بن عقيل بن الحارث بن مسمار أبو القاسم الرملي في مسجد الجامع ببلخ إملاء ـ وكان يختلف معنا إلى مشايخنا ـ أنبأنا أبو الحسن علي بن جعفر بن كثير عن زيد بن أسلم عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تستشيروا الحاكة ولا المعلمين ، فإن الله سلب عقولهم ونزع البركة من أكسابهم» (١).

٧٢١ ـ علي بن جعفر بن عبد الله ، أبو الحسن الدقاق :

ذكره أبو الحسن محمد بن العباس بن الفرات في كتاب وفاءات مشايخه الذين كتب عنهم فقال : في سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة توفي أبو الحسن علي بن جعفر بن عبد الله الدقاق يوم الأحد لسبع خلون من جمادى الآخرة ، وكان سيئ الحال في الرواية جدا.

أنبأنا ذاكر بن كامل الحذاء قال : قرئ على يحيى بن الحسن بن البناء عن أبي بكر أحمد بن محمد الكازروني وأنا أسمع ، أنبأنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ قراءة عليه قال : سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة توفي أبو الحسن علي بن جعفر بن عبد الله الدقاق يوم الأحد لسبع خلون من جمادى الآخرة ، مولده سنة إحدى وأربعين ومائتين ، وكان سيئ الحال في الرواية غير مرضي.

__________________

(١) انظر الحديث في : تاريخ بغداد ١٢ / ١٢٤. وتنزيه السريعة ١ / ١٥٤. والفوائد المجموعة ١٥٣ / ٢٠٧.

١٦٢

٧٢٢ ـ علي بن جعفر بن محمد الحنبلي :

حدث عن أبي علي الحسين بن عبد الله الخرقي ، روي عنه ابنه الحسين.

أخبرنا عبد العزيز بن محمود الجنابذي ، أنبأنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد الله الهروي ، أنبأنا عبد الله بن محمد هو الأنصاري ، حدثنا محمد بن أحمد الجارودي إملاء ، أنبأنا الحسين بن علي بن جعفر البغدادي ، حدثنا أبي ، حدثنا أبو علي الحسين بن عبد الله الخرقي ـ وكان من أصحاب أبي بكر المروذي وقد رأى أحمد بن حنبل ـ قال ـ يعني المروذي : بت مع أبي عبد الله ليلة فلم أره ينام إلا يبكي إلى أن أصبح ، فقلت : يا أبا عبد الله كثر بكاؤك فما السبب؟ فقال : يا أبا بكر! ذكرت ضرب المعتصم إياي وقد مر بي في الدرس (وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله) فسجدت وأجللته في السجود.

٧٢٣ ـ علي بن جعفر بن محمد بن مهدويه ، أبو الحسن :

من أهل الأنبار ، من بيت مشهور بالرئاسة والرواية ، سمع أبا عبد الله محمد بن علي ابن عبد الله الصوري ، وحدث باليسير ، روي عنه أبو البركات بن السقطي في معجم شيوخه ، وذكر أنه كان كبير السن قد ناهز التسعين.

أنبأنا محمد بن المبارك البيع عن أبي العلاء وجيه بن هبة الله بن المبارك السقطي ، أنبأنا أبي ، أنبأنا علي بن جعفر بن محمد بن مهدويه الأنباري بالأنبار ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي الصوري الحافظ بالأنبار قدم علينا ، حدثنا أبو يعقوب يوسف بن يعقوب النجيرمي (١) ، حدثنا أبو القاسم عمر بن محمد بن سيف البغدادي بالبصرة ، حدثنا أبو خليفة ، حدثنا ابن سلام ، حدثني عبد الله بن مصعب قال : كنت (٢) عند الرشيد فقال له بعض جلسائه في محمد بن عبد الله المخزومي : هو حدث السن وليس مثله يلي القضاء ، فقلت ولا يضيع فتى قريش في مجلس أنا فيه ، فأقبلت عليهم وقلت لهم : فهل عاب الله تعالى أحدا بالحداثة والله تعالى يقول : (قالُوا سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ) ، وأمير المؤمنين حديث (٣) السن ، أفتعيبونه على ذلك؟ فقال الرشيد : صدق ، وصوب قوله وأقر المخزومي على القضاء.

__________________

(١) في الأصل ، (ب) : «البحيري» وفي (ج) : «الجيرى».

(٢) في (ب) : «كتب».

(٣) في (ب) : «حدث».

١٦٣

٧٢٤ ـ علي بن جعفر ، أبو الحسن الحنبلي ، المعروف بالجمال :

حدث عن أبي محمد جعفر بن محمد بن نصير الخلدي ، روي عنه جعفر بن محمد ابن الحسين الأبهري.

أنبأنا أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي ونقلته من خطه أنبأنا أبو نصر حمد بن منصور الهمداني قراءة عليه ، أنبأنا أبو علي أحمد بن سعد بن علي العجلي ، أخبرنا أبو ثابت بجير بن منصور بن علي إجازة ، أنبأنا أبو محمد جعفر بن محمد بن الحسين الأبهري قال : سمعت أبا الحسن علي بن جعفر الحنبلي المعروف بالجمال ببغداد يقول : سمعت جعفر بن محمد بن نصير الخلدي يقول : ثلاث مسائل سألت عدة من المشايخ فلم يجبني أحد ، رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام ، فقلت : يا رسول الله! ما التصوف؟ قال : ترك الدعاوي وكتمان المعاني ، فقلت له : ما التوحيد؟ قال : ما حده فكرك أو أحاط به همك أو أصبته بحواسك ، فالله بخلافه إنما نسلم التوحيد لمن جرده من أربعة : من الشرك والشك والتشبيه والتعطيل ، فقلت له : ما العقل؟ فقال : أدناه ترك الدنيا ، وأعلاه ترك التفكر في ذات الله تعالى.

قال جعفر الأبهري : سمعت من سمعون يقول : إن أبا الحسن من الأبدال.

٧٢٥ ـ علي بن جعفر ، أبو الحسن السلماسي :

كان أحد الشهود المعدلين بمدينة السلام ، ذكر هلال بن المحسن وذكرته من خطه أنه توفي يوم الاثنين الثالث من شعبان سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.

٧٢٦ ـ علي بن جعفر ، أبو الحسن الخازن الصوفي :

من أهل نيسابور ، صحب أبا سعيد فضل الله بن أبي الخير الميهني وخدمه وخدم غيره من مشايخ خراسان ، ورافق أبا سعد الصوفي النيسابوري إلى بغداد ، ولما بنى أبو سعد رباطه جعله خازنا (١) به ، ولما مات أبو سعد تعصب له قوم حتى يكون مكانه فما (٢) تم له ، فبقي على خزانة الرباط إلى آخر عمره ، وكان معمرا كبير السن.

قرأت على أبي الحسن بن المقدسي بمصر عن أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي ،

__________________

(١) في (ج) : «خانا».

(٢) في النسخ : «فلما».

١٦٤

أنبأنا أبو الحسن علي بن جعفر الخازن النيسابوري رأيته ببغداد ، وكان يشار إليه في وقته بين الخراسانية من رفقاء أبي سعد الصوفي النيسابوري ، وكان أبو سعد يقول : ثلثا تصوفي على ما سمعت إسماعيل بن الحسن الشعري النيسابوري نحكيه عنه.

٧٢٧ ـ علي بن حجاج بن علي بن طليب ، أبو الحسن المستعمل :

من أهل الحربية ، سمع أبا حفص عمر بن علي الحربي ، كتبت عنه شيئا يسيرا ، وكان حسن الأخلاق من ذوي اليسار ، فيه تميز وتيقظ.

أخبرني علي بن حجاج بن علي بن طليب أبو الحسن بقراءتي عليه ، أنبأنا عمر بن عبد الله الحربي قراءة عليه ، أنبأنا علي بن الحسين بن أيوب ، أنبأنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي ، حدثنا أحمد بن سلمان النجاد ، حدثنا الحرب بن محمد ، حدثنا أبو النصر(١) هاشم بن القاسم ، حدثنا بقية بن الوليد عن خليد بن دعلج عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «الناس يعملون الخير وإنما يعطون أجورهم على قدر عقولهم»(٢).

سألت عن أبي الحسن بن حجاج عن مولده ، فقال : في سنة خمس وثلاثين وخمسمائة ، وتوفي يوم الأربعاء ودفن يوم الخميس الثالث عشر من جمادى الأولى سنة تسع وستمائة بباب حرب.

٧٢٨ ـ علي بن حجاج بن علي بن طليب ، أبو عبد العزيز :

من أهل الحربية ، وهو أخو المذكور آنفا وكان الأصغر ، سمع مع أخيه من عمر بن عبد الله الحربي ، وخرج من الحربية فسكن قرية بنهر عيسى يعرف بالصافي ، أقام بها أكثر من أربعين سنة لم يدخل الحربية ، وكان شيخا صالحا ورعا متدينا متعبدا منقطعا عن الخلق قليل المخالطة لهم ، حدث باليسير ولم يتفق لي لقاءه ، سمع منه رفيقنا علي بن معالي الرصافي ، وقد ذكر لي أنه اجتمع به لما جاء إلى ظاهر الحربية للصلاة على جنازة أخيه وحضور دفنه ، ثم عاد إلى القرية.

أخبرني علي بن معالي المقرئ ، أنبأنا علي بن الحجاج الزاهد قراءة عليه بظاهر

__________________

(١) في الأصل : «أبو الحفر».

(٢) انظر الحديث في : كشف الخفا ٢ / ٤٥٢.

١٦٥

الحربية ، أنبأنا عمر بن عبد الله بن علي الحربي قراءة عليه وأنبأنا سليمان بن محمد بن علي الموصلي ، أنبأنا أبو المعالي المبارك بن بركة بن فتوح النحاس قراءة عليه ، أنبأنا الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة ، أنبأنا أبو عمر (١) عبد الواحد بن محمد بن عبد الله الفارسي ، حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي ، حدثنا محمد بن صالح الأنماطي ، حدثنا أبو سلمة ، حدثنا الحسن بن أبي جعفر عن مجالد عن سعيد عن الشعبي عن المحرز بن أبي هريرة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يأتي الدجال المدينة إلا وجد على كل نقب من أنقابها ملكا معه السيف» (٢).

سألت أبا الحسن علي بن حجاج بن علي بن طليب عن مولد (٣) أخيه علي ، فقال : في سنة سبع وثلاثين وخمسمائة ، وتوفي على بن حجاج أخو أبي الحسن في يوم الاثنين السادس عشر من شعبان سنة ثمان عشرة وستمائة بقرية الصابي ، وكان ساكنا بها وجيء بجثمانه إلى باب حرب فدفن هناك.

٧٢٩ ـ علي بن حراز بن سليمان بن حراز ، أبو الحسن :

من أهل واسط ، وكان من الشهود المعدلين بها ، وهو ابن عم شيخنا يحيى بن الربيع بن سليمان الفقيه ، قدم بغداد في صباه وتفقه بها على أبي القاسم بن فضلان ، وسمع الحديث من أبي منصور محمد بن أحمد بن الفرج الدقاق وغيره ، ثم قدم بعد علو سنه بغداد وروي بها شيئا يسيرا ، ذكر لي أبو عبد الله محمد بن سعيد الحافظ الواسطي أنه كتب عنه ببغداد ، قال : وسألته عن مولده ، [فقال] : يوم عرفة من سنة خمس وأربعين وخمسمائة ، وتوفي في السابع والعشرين من شهر ربيع الأول سنة تسع وعشرين وستمائة بواسط ، ودفن بداوردان [رحمه‌الله].

٧٣٠ ـ علي بن أبي حزارة البغدادي :

ذكره أبو بكر الخطيب في كتاب «المؤتلف والمختلف» من جمعه وأنه بحاء مهملة بعدها زاي وبعد الألف راء ، قال : روي عنه عباس الدوري حكاية.

أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب عن أبي سعد أحمد بن عبد الجبار بن أحمد

__________________

(١) في النسخ : «أبو عمران».

(٢) انظر الحديث في : كنز العمال ٣٤٨٩٩.

(٣) في (ب) : «مولده».

١٦٦

الصّيرفيّ ، أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد الخلال إجازة وحدثنا عنه أبو بكر الخطيب ، حدثنا محمد بن العباس بن حيويه ، حدثنا أبو الحسين العباس بن العباس بن المغيرة ، حدثنا عباس الدوري ، حدثنا علي بن أبي حزارة ، حدثتني أمي وأفلجت وأقعدت من رجليها دهرا فقالت لي يوما : لو أتيت هذا الرجل ـ أحمد بن حنبل ـ فسألته أن يدعو الله لي! قال : فعبرت إلى أحمد فدققت عليه الباب وكان في الدهليز ، فقال : من هذا؟ قلت له : يا أبا عبد الله رجل من إخوانك ، قال : وما شأنك؟ قلت : إن أمي [مريضة] (١) قد أقعدت من رجليها وهي تسألك أن تدعو الله لها ، قال فجعل يقول : يا هذا فمن يدعو لنا نحن؟ فقال ذلك مرارا فكأني استحييت فمضيت وقلت : سلام عليكم ، فخرجت عجوز من منزله فقالت : إني قد رأيته يحرك شفتيه بشيء وأرجو أن يكون يدعو الله لك ، قال : فرجعت إلى أمي فدققت عليها الباب ، فقالت : من هذا؟ فقلت : أنا علي ، فقامت ففتحت لي الباب ، فقلت : لا إله إلا الله أيش القصة؟ فقالت : لا أدري إلا أني قد قمت على رجلي فعجبت من ذاك وحمدت الله عزوجل ، قال : وذاك مسافة الطريق.

٧٣١ ـ علي بن حسان بن سالم بن مسافر ، أبو الحسن الكاتب :

شاعر مليح ، حسن الخلفاء والأكابر فأكثر.

أنشدني أبو الحسن محمد بن أحمد بن عمر القطيعي ، أنشدني علي بن حسان بن مسافر الكاتب لنفسه من قصيدة [له] (٢) :

زار وثغر مبتسم فخرا

وعقد النجوم منفصم

والبدر في ربقة الغروب لما

يستنجد الليل وهو منهزم

والجو في حلة معنبرة

لها من البرق مومضا علم

والأرض قد أصبحت من حرفة

وازينت [بشر] (٣) روضها نعم

والبان مياسة معطفة

والسحب تبكي والزهر يبتسم

والورد قد قتقت لطائمه

هسمه ثغر جوها شيم

__________________

(١) ما بين المعقوفتين بياض في الأصل.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل ، (ب).

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل ، (ج).

١٦٧

قد سل سيفا على الشقائق

فأخذته من رءوسها القمم

إن شابهت لونه غلائلها

ما كل قان مضرج عنم

فقل لمن راقه معصفرها

لا يزدهيك الهوى فذاك دم

واصفر وجه النهار من وجل

كمدنف مل قلبه السم

واطرق النرجس المضاعف إجلا

لا كطرف في جفنه سقم

وعاد شمل المنثور حين زها

الورد من العجب وهو منتظم

وافتر ثغر الأقاح من خذل

والجدول الغمر ظل يلتطم

وغنت الورق في الغصون فيا

لله تلك الألحان والنغم

أصنع من معبد وأفصح من

قس فهن النواطق العجم

وأنشدني أبو الحسن بن القطيعي ، أنشدني أبو علي بن مسافر لنفسه :

خيم في جفن عيني السهر

لما استسرت بدورهم وسرو

قوم حمت بيضهم وقد ظعنوا

بيض معراض وسمرهم سمر

كم قربوا حسرة ببعدهم

وكم فؤاد لما سرو أسر

لم أحمل الصبر يوم بينهم

والصبر في ساعة الهوى صبر

يا جيرة العمر قد تصرم في

حزني وشوقي إليكم العمر

كأن عيني عين وأدمعها

جداول في الخدود تنحدر

وفي حدوج الغادين بدر دجى

وغصن بان مهفهف نضر

قلبي كناس في لحظ مقلته

ظبى حلاها الفتور والحور

مفرطق ساحر اللحاظ زا

ر فليلي جميعه سحر

أجفان عينيه للصوارم أج

فان وسل الصوارم النظر

أعارني خضرة السقام ولم

يشف غليلي رضاؤه الخصر

لم أرو من خمره بفيه ومن

أين وسمر القنا له حفر

أخفرت حق الذمام يا قمر

أيسره في تمامه الخفر

أفنيت في قتل عاشق دنف

شاب وما شاب صفوه الكدر

يا حبذا العيش حين يغدو إلى

اللهو على غرة ويبتكر

في جنح ليل من الشيبة لم

يبد لنا من صاحبه بدر

١٦٨

أيام صبح المشيب لم يبد

إشراقا وليل الشباب معتكر

أخبرني ابن القطيعي أنه سأل ابن مسافر عن مولده ، فقال : سنة أربع وأربعين وخمسمائة.

أنبأنا أبو سعد الحسن بن محمد بن حمدون الكاتب ونقلته من خطه قال : مات علي ابن مسافر الشاعر ليلة يوم الثلاثاء ثامن عشر جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وخمسمائة، ودفن في هذا اليوم بمقابر قريش بالجانب الغربي.

٧٣٢ ـ علي بن حسان بن علي بن الحسين بن عبد الله بن الثعلبي ، أبو الحسن:

من أهل الحريم الظاهري ، سمع أبا الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي ، سمع منه عبد المغيث بن زهير الحربي ، وروي لنا عنه محمد بن الشطرنجي.

أخبرنا محمد بن أبي علي بن الشطرنجي ، أنبأنا علي بن حسان بن الثعلبي ، أنبأنا أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي ، أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله ابن بشران ، أنبأنا الحسين بن صفوان البردعي ، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي ، حدثنا أبو موسى الهروي ، أنبأنا عبد الله بن عبد القدوس ، حدثني الأعمش عن هلال بن يساف عن عمران بن حصين قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يكون في أمتي قذف ومسخ وخسف» ، قيل : يا رسول الله! ومتى ذاك؟ قال : «إذا ظهرت المعازف وكثرت الفساق وشربت الخمور» (١).

قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي بن الخضر القرشي : سألته ـ يعني علي ابن حسان الثعلبي ـ عن مولده ، فقال : أظنه سنة ثمان وسبعين وأربعمائة.

قرأت في كتاب أبي بكر محمد بن علي بن عمر اللتّي المقرئ بخطه قال : مات أبو الحسن علي بن حسان بن الثعلبي ليلة الخميس سابع عشري سنة خمس وخمسين وخمسمائة ، سمعت منه وكان شيخا صالحا حسنا ، قد صحب الصالحين وخدمهم.

٧٣٣ ـ علي بن الحسن بن إبراهيم الموصلي ، أبو الحسن السقاء :

سمع أبا بكر عبد القاهر بن محمد بن محمد بن عبرة الموصلي وأبا الفتح محمد بن

__________________

(١) انظر الحديث في : كنز العمال ٣٩٥٩٥.

١٦٩

أحمد بن أبي الفوارس الحافظ ، روي عنه أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف الهكاري.

قرأت في كتاب أبي الوفا أحمد بن علي بن إبراهيم الفيروزآبادي بخطه حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف القرشي الهكاري ، حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن ابن إبراهيم الموصلي الشيخ الصالح المعروف بالسقا ببغداد ، أنبأنا أبو بكر عبد القاهر ابن عبرة الموصلي ، أنبأنا أبو هارون موسى بن محمد الأنصاري ، حدثنا أبو بكر موسى ابن إسحاق الأنصاري ، حدثنا محمد بن علي الملطي ، حدثنا خطاب بن سنان عن قيس ابن الربيع عن ثابت بن ميمون عن محمد بن سيرين قال : نزلنا نهر تيري فأتانا أهل ذلك المنزل فقالوا : ادخلوا فانه لم ينزل هذا المنزل أحد إلا أخذ متاعه ، فرحل أصحابي وتخلفت للحديث الذي حدثني ابن عمر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من قرأ في ليلة ثلاثا وثلاثين آية لم يضره في تلك الليلة سبع ضاري ولا لص طاري ، وعوفي في نفسه وأهله وماله حتى يصبح» (١) فلما أمسينا لم أنم حتى رأيتهم قد جاءوا أكثر من ثلاثين مرة مخترطين سيوفهم ، فما يصلون إلى ، فلما أصبحت رحلت فلقيني شيخ منهم على فرس ذنوب متنكبا قوسا عربيا ، فقال لي: يا هذا! إنسي أم جني؟ قال قلت : بل إنسي من ولد آدم ، قال : فما بالك لقد أتيناك أكثر من سبعين مرة كل ذلك يحال بيننا وبينك بسور من حديد؟ قلت : حديث حدثني ابن عمر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «من قرأ ثلاثا وثلاثين آية في ليلة لم يضره في تلك الليلة لص طاري ولا سبع ضاري ، وعوفي في نفسه وأهله وماله حتى يصبح!» قال : فنزل عن فرسه وكسر قوسه وأعطى الله تبارك وتعالى أن لا يعود فيها ، والثلاث والثلاثون آية: أول آيات من أول البقرة إلى قوله : (الْمُفْلِحُونَ) ، وآية الكرسي واثنتان بعدها إلى قوله: (خالِدُونَ) وثلاث آيات من آخر البقرة إلى آخرها وثلاث آيات من الأعراف : (إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ) ، إلى قوله : (مِنَ الْمُحْسِنِينَ) وآخر بني إسرائيل (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ) إلى آخرها وعشر آيات من أول الصافات إلى قوله : (لازِبٍ) واثنتان من الرحمن (يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ) إلى قوله : (فَلا تَنْتَصِرانِ) ومن آخر الحشر (لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ) إلى آخرها واثنتان من (قُلْ أُوحِيَ) إلى (وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا) إلى قوله : (شَطَطاً).

__________________

(١) انظر الحديث في الدر المنثور ١ / ٢٨. واتحاف السادة المتقين ٥ / ١٣٤.

١٧٠

هذا الحديث لشعيب بن حرب فقال لي : كنا نسميها آيات الحرز ، ويقال : إن فيها شفاء من مائة داء فعد عليّ الجنون والجذام والبرص وغير ذلك فلم أحفظ ، قال محمد ابن علي فقرأتها على شيخ لنا قد فلج حتى أذهب الله عزوجل عنه ذلك.

٧٣٤ ـ علي بن الحسن بن أحمد ، أبو الحسن الناقد :

حدث عن أبيه ، روي عنه أبو معاذ الطالقاني.

أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي الرجا أحمد بن محمد بن الكسائي قال : كتب إلى أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد الشيرازي حدثني أبو معاذ أصفح بن علي بن أبي معاذ بن القاسم بن الليث القيسي الطالقاني بالدامغان حدثني أبو الحسن علي بن الحسن بن أحمد البغدادي الناقد التمارين ببغداد حدثني والدي ، حدثني أبو بكر محمد ابن علي بن إسماعيل مبرمان النحوي قال : صحب شيخ مديني (١) قوما في سفينة فكانت مع أحدهم جارية مغنية ، وكان للشيخ هيئة وحشمة ، فقالوا له : إن معنا جارية مغنية ونحن لك ، فان أذنت لنا سمعنا! فقال الشيخ : أنا أعزل عنكم وافعلوا أنتم ما بدا لكم ، فارتقى الشيخ إلى طلال السفينة وغنت الجارية ، في بعض ما غنت :

حتى إذا الصبح بدا ضوأه

وغابت الجوزاء والمرزم

أقبلت والوطي خفى كما

ينساب من مكمنة الأرقم

قال : فما شعرنا إلا بالشيخ وقد رمى بنفسه في الماء وعليه ثيابه وجعل يخبط (٢) بيده ويقول : أنا الأرقم أنا الأرقم ، فبعد شر ما أخرجناه ، فقلنا له : يا هذا لم ضيعت هذا بنفسك؟ فقال : إني والله أعلم من تأويله ما لا تعلمون.

٧٣٥ ـ علي بن الحسن بن أحمد ، أبو الحسن الضرير المقرئ :

من ساكني الرصافة ، سمع الكثير (٣) من أبي عبد الله بن بشران وجماعة غيرهم ، وحدث باليسير ، روي عنه أبو علي بن البناء وأبو بكر (٤) محمد بن عبد الواحد بن سفيان الخباز الأصبهاني في مشيختهما.

__________________

(١) في (ج) : «مدني».

(٢) في الأصل ، (ج) : «مخيط».

(٣) في (ج) : «سمع الحديث».

(٤) في (ب) : «أبو البركات».

١٧١

أنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني عن يحيى بن عثمان بن الشواء ، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن البناء قراءة عليه ، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن أحمد المقرئ ، أنبأنا أبو القاسم الحسن بن الحسن ، أنبأنا أبو جعفر محمد بن علي ، أنبأنا أحمد بن حازم الغفاري ، أنبأنا يعلى بن عبيد ، حدثنا الأعمش عن سالم عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن من أفضل أعمالكم الصّلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن» (١).

كتب إلى أبو الفتوح العجلي أن أبا بكر أحمد بن علي بن موسى المقرئ أخبره أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الواحد بن سفيان الخباز قراءة عليه ، أنبأنا أبو الحسن علي ابن الحسن بن أحمد المقرئ شيخ صالح ثقة ، حدث عن أصحاب المحاملي وغيره من شيوخ البغداديين ، وكان يسكن في الرصافة ، وكان منفقا على أهل العلم خاصة أصحاب الحديث.

سمعت أبا محمد بن الأخضر يقول : تزوج أبو الحسن علي بن الحسن الضرير المقرئ بجارية محتشمة من جواري دار الخلافة وكانت راغبة فيه ، فوهبت له تركة ملآء ذهبا ، فأنفقه كله في العلم وشراء الكتب النفيسة وتحصيل الأصول الحسنة ، واستكتب كثيرا من الكتب والأجزاء بخط أبي الحسن الغزال ، وكان يكتب خطا حسنا.

قرأت في كتاب أبي علي بن البناء بخطه قال : أبو الحسن علي بن الحسن بن أحمد المقرئ ـ يعني مات ـ ليلة الخميس ودفن يوم الخميس الثالث عشر من رجب سنة أربع وعشرين وأربعمائة ، وحدث باليسير ، وكان صالحا يكتب له الغزال ، وسمعت معه كثيرا.

٧٣٦ ـ علي بن الحسن بن أحمد بن علي ، أبو الحسن الغزال :

قدم بغداد في ذي القعدة سنة تسع وسبعين وأربعمائة ، وحدث بها عن الفقيه أبي حميد محمد بن أحمد بن جعفر الحنظلي الحلمي وأبي طاهر محمد بن علي الرزاز (٢) ، سمع منه وكتب عنه أبو بكر ابن الخاضبة ، وروي عنه أبو القاسم بن السمرقندي وأبو صالح عبد الصمد بن عبد الرحمن الحنوي.

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ٢٧٧ ، ٢٧٨. ومسند أحمد ٥ / ٢٧٧ ، ٢٨٢.

(٢) في (ج) : «الوزان».

١٧٢

أنبأنا عمر بن أبي الحسن بن عبد السيد الصفار وأبو محمد عبد الله بن أبي بكر بن أبي القاسم بن الطويلة وأبو الفتوح مسعود بن أبي القاسم بن عبد الكريم الدقاق قالوا : أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي قراءة عليه ، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن أحمد الغزال قدم علينا بغداد ، حدثنا الإمام أبو حميد محمد ابن أحمد بن جعفر الحنظلي إملاء في مسجد الجامع بسمرقند يوم الجمعة بعد صلاته الثامن من ذي القعدة سنة خمس وثلاثين وأربعمائة ، أنبأنا أبو القاسم الحسن بن أحمد ابن علي بن مهران الزوزني ، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن عمر القيسراني بالمصيصة ، حدثنا أبو العباس عمر بن عصيم ، حدثنا عثمان بن زيد أبو عثمان الحمصي عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لن تهلك الرعية وإن كانت ظالمة مسيئة إذا كانت الولاة هادية مهدية ، وتهلك الرعية وإن كانت هادية مهدية إذا كانت الولاة ظالمة مسيئة» (١).

٧٣٧ ـ علي بن الحسن بن أحمد بن علي بن الشهرزوري ، أبو محمد :

والد أبي المظفر محمد المقدم ذكره ، سمع الشريف أبا الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون وأبا محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله (٢) الصريفيني وحدث باليسير ، سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف.

أنبأنا يوسف بن المبارك بن كامل عن أبيه ، أنبأنا أبو محمد علي بن الحسن بن أحمد ابن الشهرزوري بقراءتي عليه وأنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين ، أنبأنا والدي قالا : أنبأنا أبو محمد الصريفيني ، أنبأنا أبو القاسم بن جنابه البغوي ، حدثنا علي بن الجعد ، أنبأنا شعبة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا وضوء إلا من صوت أو ريح» (٣).

قرأت في كتاب أبي بكر بن كامل بخطه قال : مات أبو محمد بن الشهرزوري يوم الأحد ثامن عشري ربيع الأول سنة أربع عشرة وخمسمائة ، قرأت عليه أحاديث عن الصريفيني.

__________________

(١) انظر الحديث في : كنز العمال ١٤٧١٤. والأحاديث الضعيفة ٥١٤.

(٢) «محمد بن عبد الله» ساقطة من (ج).

(٣) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٧٤. وسنن ابن ماجة ٥١٥ ، ٥١٦. ومسند أحمد ٢ / ٤٧١.

وصحيح ابن خزيمة ٢٧.

١٧٣

٧٣٨ ـ علي بن الحسن بن أحمد ، أبو الحسن المقرئ :

حدث بالداهرية (١) ـ قرية على نهر عيسى ـ عن أبي الحسن بن العلاف ، روي عنه أبو البركات الأنصاري في مشيخته.

قرأت على يوسف بن جبريل القيسي بالقاهرة عن أبي البركات محمد بن علي الأنصاري أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن أحمد المقرئ يعني بالداهرية ، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن العلاف المقرئ ، أنبأنا علي بن عمر بن أحمد المقرئ ، حدثنا أحمد بن محمد بن عبيد الله بن يوسف البخاري ، حدثنا خلف بن محمد بن إسماعيل البخاري ، حدثنا أبو زيد عمران بن موسى بن الضحاك ، حدثنا أبو الليث نصر بن الحسين ، حدثنا عيسى بن موسى ، حدثنا أبو يوسف عن أبان عن أبي نضرة عن جابر ابن عبد الله قال : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن تجصص القبور وأن يجعل عليها من غير حفرتها.

٧٣٩ ـ علي بن الحسن بن أحمد بن محمد بن حكينا ، أبو الحسن بن أبي [محمد] (٢) الشاعر :

روي عن والده شيئا من شعره ، وقد تقدم ذكر أبيه وجده.

قرأت في كتاب أبي نصر عبد السيد بن علي بن عبد السيد بن محمد بن الصباغ الشاهد بخطه أنشدني أبو الحسن علي بن أبي محمد بن حكينا ببغداد لوالده أبي محمد :

قد بان لي عذر الكرام فصدهم

عن أكثر الشعراء ليس بعار

لم يسألوا بذل النوال وإنما

جمد الندى ببرودة الأشعار

٧٤٠ ـ علي بن الحسن بن أحمد بن عبد الله بن الحلاوي ، أبو الحسن :

والد أبي علي المبارك بن الحلاوي المؤدب ، حدث عن أبي غالب أحمد بن الحسن ابن البناء.

__________________

(١) في (ج) : «بالقاهرية».

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.

١٧٤

٧٤١ ـ علي بن الحسن بن أحمد بن أبي منصور بن أبي العز الرشيدي ، أبو الحسن بن أبي محمد البزاز :

من ساكني الظفرية ، وله دكان بخان الصفة بسوق الثلاثاء يبيع فيه البز ، سمع أبا محمد عبد الواحد بن الحسين البارزي (١) وأبا القاسم يحيى بن ثابت بن بندار البقال وغيرهما ، كتبت عنه ، وكان شيخا متميزا أديبا ، له نظم ونثر ، وعلت سنه فأضر ولزم منزله إلى حين وفاته ، وكان متدينا صالحا ، ذكر لي أن جده أبا العز كان يتولى الحسبة في أيام هارون الرشيد فنسب إليه.

أخبرنا علي بن الحسن بن أحمد الرشيدي بقراءتي عليه ، أنبأنا أبو محمد عبد الواحد ابن الحسين بن عبد الواحد البارزي ، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي ، أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ، أنبأنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار ، حدثنا موسى بن الحسن السقلي ، حدثنا أبو المعتمر عن ليث عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «تعرضوا لله في إنائكم (٢) فإن لله عزوجل نفحات عسى يصبكم منها واحدة ، لا تستقون بعدها» (٣).

توفي علي الرشيدي يوم الأربعاء لثمان عشرة خلت من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين وستمائة بكرة ، وصلينا عليه بمشهد علي بن أبي طالب بباب أبرز قبل صلاة العصر ، ودفن قريبا من حامل الراية ، وأظنه كان قد بلغ التسعين أو ناهزها.

٧٤٢ ـ علي بن الحسن بن خلف بن سليمان بن الفضل ، أبو القاسم ، الفقيه الشافعي :

من أهل عكبرا ، حدث عن أبي أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي ، روي عنه القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي.

قرأت في كتاب أبي البركات بن السقطي بخطه وأنبأنيه عنه ذاكر بن كامل ، أنبأنا القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي قراءة عليه ، أنبأنا القاضي علي بن الحسن ابن خلف ، حدثنا عبيد الله بن محمد بن أحمد الفرضي ، حدثنا محمد بن يحيى الصولي ،

__________________

(١) في الأصل ، (ج) : «البارومي» وفي (ب) : «العارومي».

(٢) في (ب) ، (ج) : «أيامكم».

(٣) انظر الحديث في : الكن للدولابي ٢ / ١٢٠. والدر المنثور ٣ / ٣١٨ ، ٤ / ٢٥.

١٧٥

حدثنا محمد بن القاسم أبو العيناء (١) ، حدثنا محمد بن مسعر قال : كنا عند سفيان بن عيينة في الموسم وقد حج الرشيد ، فخلى في داره يحدث خدم الرشيد ولم يدخل إليه غيرهم ، فجاء ابن مناذر الشاعر فوقف على الباب وصاح :

بعمرو وبالزهري والسلف الأولى

بهم تثبت رجلاك عند المقاوم

حييت طوال الدهر يوما لحاتم

ويوما لحفان ويوما لغانم

وللحسن المحتاج يوما وربما

خصصت حينا دون تلك المواسم

نظرت فطال الفكر منك فلم تكن

تدير رحى إلا لأخذ الدراهم

ثم مضى ، فخرج سفيان وهو متكئ على عصا ، فقال : ابن الخبيث بن الخبيث ابن عدو الله ، فمن رأى صاحب عيال فقد أفلح ، حدثتني الصيادون أن أكثر ما يقع في شباكهم الطيور الزافة.

أنبأنا أبو محمد بن الأخضر عن أبي القاسم بن السمرقندي ، أنبأنا القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي إذنا قال : سمعت أبا القاسم علي بن الحسن بن خلف ابن سليمان الشافعي يقول : سمعت عبيد الله بن أحمد الزاهد ، وأخبرتنا خديجة بنت أبي منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الجواليقي بقراءتي عليها قالت : أنبأنا أبي ، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري ، أنبأنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد ابن أحمد الفرضي الزاهد قال : سمعت محمد بن يحيى النديم يقول : كنت أقرأ على أبي خليفة في منزله لهاشمي البصرة خصوصا كتاب «طبقات الشعراء» وغير ذلك ، فواعدنا يوما وقال : لا تخلفوني فإني أتخذ لكم خبيصة كافية ، فتأخرت لشغل عرض لي ثم جئت والهاشميون عندي (٢) فلم يعرفني الغلام وحجبني ، فكتبت إليه :

أبا خليفة تجفو من له أدب

وتؤثر الغر من أولاد عباس

وأنت رأس الورى في كل مكرمة

وفي العلوم وما الأذناب كالرأس

ما كان قدر خبيص لو أذنت لنا

فيه ليختلط الأشراف بالناس

فلما قرأ الرقعة صاح على الغلام ودخلت عليه ، فلما رآني قال : أسأت إلينا بتغيبك وظلمتنا في نعتك ، وإنما عقد المجلس بك ونحن فيما فاتك بنا حزن ولا ذنب لنا فيه

__________________

(١) في (ج) : «الغنائم».

(٢) هكذا في الأصول.

١٧٦

كما أنشدني البورني (١) لرجل طلق امرأته ثم ندم فتزوجت غيره فمات عنها حين دخل بها فخطبها وتزوجها فقال من أبيات :

فعادت لنا كالشمس بعد ظلامها (٢)

على خير أحوال كأن لم تطلق

ثم صاح : يا غلام أعد لنا مثل طعامنا! فأقمنا عنده يومنا.

٧٤٣ ـ علي بن الحسن بن سعيد ، أبو الحسن المقرئ البغدادي :

ذكره أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني في كتاب «طبقات القراء» وذكر أنه قرأ القرآن على أبي عبد الرحمن عبد الله بن علي وأبي جعفر محمد بن محمد اللهبيين صاحبي أبي الحسن بن أبي برة قرأه عليه أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد الكتاني.

٧٤٤ ـ علي بن الحسن بن أبي سفيان ، أبو القاسم القصباني :

حدث عن محمد بن إسحاق بن إبراهيم المروزي المقرئ ، روي عنه أحمد بن إبراهيم بن أحمد التميمي.

أخبرنا أبو عبيد الله محمد بن محمد بن المقرئ الحافظ بأصبهان ، أنبأنا أبو المحاسن علي بن عبد الصمد بن أحمد بن مردويه أن أبا ثابت بحير بن منصور بن علي الإسكاف أخبره أنبأنا أبو محمد جعفر بن محمد بن الحسين الأبهري ، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد التميمي ، حدثنا أبو القاسم علي بن الحسن بن أبي سفيان القصباني ببغداد ، حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم المقرئ ، حدثنا أبي إسحاق بن إبراهيم المروزي قال : كتب إلى بشر صديق له من الكوفة : إني أشتهي أن أراك منذ أربعين سنة ، فكتب إليه بشر : أما آن لك أن تترك الشهوات.

٧٤٥ ـ علي بن الحسن بن سلامة بن ساعد المنبجي ، أبو الحسن بن أبي علي الحنفي :

تقدم ذكر والده ، سمع أبا القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز ، وحدث باليسير ، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي بن الخضر القرشي ، وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه.

__________________

(١) هكذا في الأصول.

(٢) في (ج) : «بعد طلاقها».

١٧٧

ورأيت بخطه ، سألته عن مولده ، فقال : في شوال سنة أربع وخمسمائة ، وتوفي ودفن يوم الثلاثاء ثالث عشر صفر سنة ثلاث وستين وخمسمائة ـ [رحمه‌الله] ـ.

٧٤٦ ـ علي بن الحسن بن صخر البغدادي :

صنف كتاب «جواهر الألفاظ وذخائر الحفاظ» للوزير أبي محمد الحسن بن محمد المهلبي ، روي فيه عن أبيه عن ثعلب وعن أبي أحمد عبد العزيز بن يحيى عن العلائي وعن محمد بن سلام الجمحي وإسحاق بن إبراهيم الموصلي وأبي بكر محمد بن يحيى الصولي وأبي الحسين بن كنك (١) الشاعر وغيرهم.

قرأت في كتاب «جواهر الألفاظ» لعلي بن الحسن بن صخر حدثني الصولي قال : سمعت القاضي إسماعيل بن إسحاق يقول ذكر أحمد بن المعدل يوما بعض [...](٢) فأنشد:

لئن كانت الأيام أعلت له يدا

يطول بها في ظلمه ويجاذب

فما من يد إلا يد الله فوقها

ولا غالب إلا له الله غالب

٧٤٧ ـ علي بن الحسن بن الصقر بن أحمد بن القاسم ، أبو الحسن الذهلي الصائغ :

سمع الكثير ، وكتب بخطه من أبي علي بن شاذان والقاضي أبي العلاء الواسطي وطبقتهما ، وكان متأدبا فاضلا ، روي شيئا يسيرا من نظمه وغيره ، وأظنه مات شابا ، وقد قدمنا ذكر والده ، روى عنه أبو بكر الخطيب وأبو المعالي الحسين وأبو بكر محمد ابن عمر بن دوست النحوي.

أخبرنا عبد الوهاب بن علي الأمين وعبد الله بن مسلم بن ثابت البزاز قالا : أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد الشيباني ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب ، أنشدني علي بن الحسن (٣) بن الصقر أبو الحسن ، أنشدنا علي بن الفرج الفقيه الشافعي لنفسه :

__________________

(١) في الأصل : «كثال به».

(٢) بياض في الأصول مكان النقط.

(٣) في (ج) : «بن الحسين».

١٧٨

أيا حبذا حر على نهر (١) دجلة

بإمعان تأسيس وحسن ورونق

جمال وفخر للفراق ونزهة

وسلوة من أضناه فرط التشوق

تراه إذا ما جئته متأملا

كمسطر عين خط في وسط مهرق

أو العاج فيه الآبنوس مرفق

مثال قبول تحتها أرض زئبق

أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين عن حمزة بن المظفر الحاجب ، أنبأنا القاضي عزيزي بن عبد الملك الجيلي قراءة عليه ، أنشدنا أبو بكر محمد بن عمر بن دوست أنشدني أبو الحسن علي بن الحسن بن الصقر الذهلي لنفسه :

ومهفهف حسن الدلا

ل يميس في قد القضيب

حلو الشمائل فاتن

يهتز كالغصن الرطيب

سارقته خوف الرقي

ب لواحظ الطرف المريب

أشكو إليه بالجفو

ن حرارة القلب الكئيب (٢)

إن العيون من الفتو

ر عرفن أدواء القلوب

أنبأنا يوسف بن المبارك بن كامل قال : كتب إلى إسماعيل بن محمد بن الفضل أبو القاسم الحافظ الأصبهاني ، أنشدنا أبو المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسيني إملاء أنشدنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الصقر الذهلي لنفسه ببغداد :

أكثر من الزاد والترحال قد قربا

إن التقي خير ما قدمته سببا

واحذر فان إله الخلق مطلع

على العيوب فكن لله مرتقبا

فرب ذنب صغير جر مهلكة

كالنار زادت بأدنى لفحة لهبا

قرأت بخط أبي حفص عمر بن بندار الوراق الدينوري أنشدنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الصقر لنفسه :

ما ضر مسقمتي من آل مسعود

اذعاني الناس من قولي لها عودي

فيفتيه ما لهم ند إذا شهدوا

يعنون بالنشر عن بدو (٣) وعن عود

أيام كنت رخى البال مقتدرا

أخشى وأرجى لإيعاد وموعود

__________________

(١) في (ب) ، (ج) : «على متن».

(٢) في (ب) : «كثيب».

(٣) في (ب) : «عن به».

١٧٩

إذ لا أخاف ملالا من منعمة

ولا أقول لأيام الصبى عودي

إن كنت شئت فحلفي والنهي نفع

والندب يزداد فضلا كلما عودي

أخبرني عبد الوهاب بن علي ، أنبأنا أبو منصور القزاز (١) ، أنبأنا أبو بكر الخطيب قال : كان عند أبي جعفر الطوابيقي عن أبي علي أحمد بن محمد بن جعفر الصولي حديث مسند عن الجاحظ ، فحضرت الأهوازي وقد سأله بعض أصحابنا بعد أن أراه : ذلك الحديث من الصولي؟ فقال : نعم اقرأه عليّ ، فقرأته ، ثم قال : اكتبه فكتبته له ، وكنت قبل ذلك قد نظرت في كتب الأهوازي ولا أظن تركت عنده شيئا لم أطالعه ولم يكن الحديث في كتبه ، وابن الصقر الذي ذكرت أن الحديث بخطه كان كذّابا يسرق الأحاديث ويركبها ويضعها على الشيوخ ، قد عثرت (٢) له وغير واحد من أصحابنا على ذلك ـ والله أعلم.

٧٤٨ ـ علي بن الحسن بن طاوس بن سكر بن عبد الله الديرعاقولي ، أبو الحسن الواعظ المقرئ :

سمع آباء القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران وعبيد الله بن أحمد بن عثمان الأزهري وعلي بن المحسن بن علي التنوخي وأبوي طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد (٣) الزبيري ومحمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز والقاضي أبا عبد الله الحسين بن علي بن محمد الصيمري وأبا الحسين محمد بن علي الثوري وأبا علي الحسن بن علي بن المذهب بن ثلوان وأبا محمد الحسن بن علي الجوهري وأبا عبد الله محمد بن الحسن الصوري ، وسافر إلى الشام وسكن دمشق وسمع بها أبا عبد الله محمد ابن علي بن سلوان وأبا الحسين بن أبي نصر وأبا الحسن علي بن الحسين بن صدقة بن السراي وأبا الحسين بن الترجمان وأبا بكر الخطيب ، وحدث هناك ، روي عنه أبو الفرج غيث بن علي الصوري وأبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي المصيصي وأبو إسحاق إبراهيم بن طاوس بن بركات الخشوعي وغيرهم.

كتب إلى أبو طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي ، أنبأنا أبي قراءة عليه ،

__________________

(١) في (ج) : «القرار».

(٢) في الأصل : «عبرت» وفي (ب) : «عبر».

(٣) في (ج) : «بن سعد».

١٨٠