تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٨

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٨

المؤلف:

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٤١

ما أتاني الغرام فيك بأمري

وكذا لا يجيء السلو بإذني

قال : وأنشدني ابن أفلح (١) :

هذه الخيف وهاتيك مني

فترفق أيها الحادي بنا

واحبس الركب علينا ساعة

نندب الربع ونبكي الدمنا

فلذا الموقف أعددنا الأسى

ولذا الدمن (٢) الدموع تقتنا

زمنا كانوا وكنا جيرة

يا أعاد الله ذاك الزمنا

بيننا يوم أثيلات [النقا]

كان [عن] (٣) غير تراض بيننا

آه من ريم كجبل طرفه

بين عينيه نصال وقنا

سكن القلب فمن هيجه

بتباريح الجوى ما سكنا

ترك الجاني لم يعرض له

وابتلى ظلما بريا ما جنا

قرأت على يوسف بن جبريل السني (٤) بالقاهرة عن أبي البركات محمد بن علي الأنصاري أنشدني القاضي أبو العباس أحمد بن الشهرزوري بدمشق.

أنشدنا الأديب أبو القاسم علي بن أفلح العبسي لنفسه ببغداد :

يا هلالا كلما لاح

خبا ضوء الهلال

وقضيبا كقضيب

البان نرجس اعتدال

يا لذي حكم ألحا

ظك في نفسي ومالي

رق للعبد فأفعا

لك أفعال الموالي

ليحبنك رجال

لست من تلك الرجال

لا تردني فوق ما بي

من غرام وخبال

وأنشدنا أبو القاسم علي بن أفلح ببغداد :

أيها المالك رقى

قد تجافيت طويلا

بالذي يبقيك إلا

ما تعطفت قليلا

__________________

(١) في النسخ : «مفلح».

(٢) في النسخ : «اليوم».

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.

(٤) في الأصل ، (ج) : «النسي» وفي (ب) : «النس».

١٤١

إن أكن أذنبت ذنبا

فاصفح الصفح الجميلا

أنا عبد ذل فارحم

سيدي عبدا ذليلا

أنبأنا أبو البركات الزيدي عن أبي الفرج صدقة بن الحسين بن الحداد الفقيه قال : وفي يوم الخميس ثاني شعبان من سنة خمس وثلاثين وخمسمائة توفي أبو القاسم بن أفلح الشاعر، ذكر غير صدقة أنه دفن بمقابر قريش ، وكان مولده في سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.

٦٨٧ ـ علي بن الأنجب بن أبي البقاء بن التقي (١) العلوي الحسني ، أبو الحسن:

من أهل واسط ، قرأ القرآن على أبي بكر عبد الله بن منصور بن الباقلاني ، وسمع من شيخنا القاضي أبي الفتح محمد بن أحمد الماندائي ، وقدم علينا بغداد ، ونزل بالمدرسة الجهنية بالجانب الغربي ، تفقه على شيخنا علي بن علي الفارقي ، وسمع معنا على أبوي الفرج بن كليب وابن الجوزي ، ثم رتب إماما بالمسجد الجديد عند سوق العميد ، وقد حدث بيسير ، سمع منه آحاد الطلبة ، وهو كريم الأخلاق لطيف الطبع ظاهر السكون من أهل الصلاح.

٦٨٨ ـ علي بن الأنجب بن ما شاء الله ، بن الحسين (٢) بن عبد الله بن عبيد الله(٣) الجصاص الفقيه ، أبو الحسن الحنبلي :

من ساكني المأمونية ، حفظ القرآن الكريم وجود قراءته ، وتفقه على أبي الفتح بن المنى ، وتكلم في مسائل الخلاف ، وقرأ الأدب ، وكتب خطا حسنا ، وسمع الحديث من أبي الفتح بن شاتيل فمن بعده ، وذكر لنا أنه سمع من الكاتبة شهدة ومن عبد الحق بن يوسف ، وسافر إلى واسط وقرأ بها القرآن على أبي بكر بن الباقلاني ، وسمع الحديث من أبي الفرج بن نغوبا وغيره ، علقنا عنه شيئا يسيرا من الحديث والأناشيد ، وهو فاضل كبير المحفوظ دمث الأخلاق مليح المحاورة (٤) لطيف الطبع ظريف.

__________________

(١) في (ج) : «البغي».

(٢) في الأصول : «أبو الحسن».

(٣) في الشذرات : «عبد الله».

(٤) في (ج) : «المجاورة».

١٤٢

قرأ علي بن الأنجب بن ما شاء الله وأنا أسمع قيل له : أخبرك أبو الفرج أحمد بن المبارك بن الحسين بن نغوبا بقراءتك عليه بواسط ، أنبأنا أبو الكرم خميس بن علي بن أحمد الجوزي ، أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمد بن الخطاب الفرضي وأبو تمام محمد بن عبد الكريم بن أبي زنيقة قالا : أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد الله القصاب ، حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب المفيد ، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن السقطي ، حدثنا يزيد بن هارون ، حدثنا شعبة عن إسماعيل بن رجا عن أوس بن ضمعج عن أبي مسعود البدري رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يؤم القوم أقرأهم لكتاب الله عزوجل وأحزمهم قراءة ، فإن كانت قراءتهم سواء فأقدمهم هجرة ، فإن كانت هجرتهم سواء فأكبرهم سنا ، ولا يؤم رجل في بيته ولا في سلطانه ولا يجلس على تكرمته [في بيته] (١) إلا بإذنه أو حتى يأذن به» (٢).

سألت ابن الجصّاص عن مولده ، فقال : في أول سنة ست وستين وخمسمائة ، وتوفي ليلة الثلاثاء السابع والعشرين من جمادى الأولى (٣) من سنة اثنتين وأربعين وستمائة ، ودفن من الغد بباب حرب.

٦٨٩ ـ علي بن أنوشتكين بن عبد الله ، أبو الحسن الجوهري :

من ساكني دركاه خاتون بباب الحرم من دار الخلافة ، كان يبيع الجوهر ثم كبر وأسن فانقطع في منزله ، سمع أبا الغنائم محمد بن علي بن ميمون النّرسيّ وأبا طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن يوسف وغيرهما ، روي لنا عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر وعبد الرحمن بن عمر بن الغزال وأبو الفتح محمد بن عيسى بن بركة الجصاص.

أخبرنا عبد الرحمن بن الغزال ، أنبأنا أبو الحسن علي بن أنوشتكين الجوهري وكان شيخا صالحا ، أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النّرسيّ ، أنبأنا أبو محمد الحسن ابن علي الجوهري ، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن ماهبزد الأصبهاني ، حدثنا أبو الحسن عبد الواحد بن غياث ، حدثنا حماد بن سلمة بن حميد عن موسى بن أنس عن

__________________

(١) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول.

(٢) الحديث سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(٣) في الأصل ، (ب) : «جمادى الأول».

١٤٣

أنس أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لقد تركتم بالمدينة أقواما ما سرتم من مسير ولا قطعتم من واد ولا أنفقتم من نفقة إلا وهم معكم فيه» ، قالوا : يا رسول الله! وكيف يكونون معنا وهم بالمدينة؟ قال : «حبسهم العذر» (١).

قرأت بخط محمد بن محمد بن الحراني الشاهد قال : توفي علي بن انوشتكين الجوهري في يوم الجمعة سابع عشري رجب من سنة ثمان وسبعين وخمسمائة ، ودفن يوم السبت بباب أبرز.

٦٩٠ ـ علي بن بدر بن عبد الله العطاردي ، أبو الحسن الكاتب :

كان والده من موالي نصر بن العطار الحراني التاجر ، وولد على هذا ببغداد ونشأ مع أولاد سيده ، وتعلم الخط ، وسمع الحديث وقرأ الأدب ، وكتب على خطوط الكتاب حتى صار يضرب المثل بحسن خطه ، وكان شابا مليح الصورة ، وكاتبا سديدا بليغا فاضلا ، له النظم والنثر والإنشاء الحسن ، سافر إلى ديار مصر وأقام بها ، وتصرف هناك في الأعمال الديوانية ، وكانت نفسه تسمو إلى الوزارة.

أنشدني أبو الفضل زهير بن محمد بن علي الكاتب بالقاهرة أنشدني أستاذي أبو الحسن علي بن بدر العطاردي البغدادي بقوص :

أعد القمح وادخره

ولو للفأر والسوسه

ومن لم يدخر قمحا

فقد أصبح معلوسه

سمعت أبا طاهر إسماعيل بن عبد الله بن الأنماطي بدمشق يقول : كتب علي بن بدر العطاردي بخطه المليح لابن الدوري الشاعر المصري قصائد من شعره ، مدح بها الملك صلاح الدين يوسف بن أيوب فاستحسنه ابن الدوري وكتب إليه مادحا له بهذين البيتين من شعره:

يا ابن بدر علوت في الخط قدرا

عند ما قايسوك بابن هلال

جاء يحكي أباه في النقص حتى

[جئت] (٢) تحكي أباك عند الكمال

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن أبي داود ٢٥١٨. ومسند أحمد ٣ / ١٦٠ ، ٢١٤. والسنن الكبرى للبيهقي ٩ / ٢٤.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١٤٤

سمعت زهير بن محمد الكاتب يقول : توفي علي بن بدر بقوص في سنة تسع وتسعين وخمسمائة عن خمسين سنة ، وكان كاتبا للنصير نصر بن محمد الملطي (١) وكان يكتب خطا مليحا لطيفا على طريقة ابن البواب.

٦٩١ ـ علي بن بختيار بن عبد الله ، أبو الحسن الكاتب :

كان يخدم في الدواوين ، وله معرفة بالكتابة ، تولى (٢) أستاذية دار الخلافة في الخامس والعشرين من شوال سنة أربع وثمانين وخمسمائة ، وعزل في جمادى الأولى سنة سبع وثمانين ولزم منزله ، وكان له ميل إلى أهل الخير والصلاح ، وتردد إلى الصالحين وتفقه عليهم ، وبنى رباطا للصوفية بباب الجعفرية ووقف عليه من أملاكه ، وتوفي ليلة الخميس الخامس والعشرين من شوال سنة تسعين وخمسمائة ، ودفن برباط الجعفرية ، وقد تقدم ذكر ولد أخيه.

٦٩٢ ـ علي بن بختيار بن علي ، أبو السعادات الواسطي :

من أهل واسط ، شاعر كاتب ، له معرفة بالأدب ، وهو مليح الشعر رقيق الطبع ، قدم بغداد في سنة ثمان وخمسمائة وفي سنة اثنتي عشرة ، وروى بها عن جماعة من شعراء واسط كأبي الجوائز (٣) الحسن بن علي بن باري الكاتب وأبي منصور عبد الملك بن مروان الكاتب السوسي وأبي نصر بن طوطي وأبي ثعلب محمد بن الحسن ابن شاذان الكاتب وأبي غالب محمد بن أحمد بن بشران النحوي ، وروى أيضا شيئا من شعره ، سمع منه عمر بن ظفر المغازلي وأبو المعمر الأنصاري وهزارست بن عوض الهروي والحسين بن عبد الرحمن الغزي وعلي بن أبي سعد الخباز وأبو الفضل عبد الرحيم بن محمد بن أحمد بن الإخوة وأبو بكر المبارك بن كامل الخفاف ، ورويا عنه.

قرأت على أبي القاسم علي بن عبد الرحمن بن علي الوراق عن الحسين بن عبد الرحمن الغزي (٤) وعلي بن أبي سعد الخباز قالا : أنشدنا أبو السعادات علي بن بختيار ابن علي الواسطي ببغداد لنفسه :

__________________

(١) في النسخ : «اللمطي».

(٢) في (ج) : «ولي».

(٣) في (ب) ، (ج) : «الحوام».

(٤) في (ب) : «العرلي» وفي (ج) : «العزلي».

١٤٥

أنا سلوة الصب الكئيب وكأسه

وجليسه إن ملّه جلاسه

لا أنس لي بصاحب صاحبته

يصحبني أنس الزمان وناسه

فكأنني ريحانة تحيى بها

نفس الفتى وتميتها أنفاسه

قرأت على علي بن أبي علي الناسخ عن أبي علي الحسين [و] (١) علي بن أبي سعد الخباز أنشدنا علي بن بختيار أبو السعادات الواسطي لنفسه ببغداد :

لا تغتر بوداد من

لك وده أهلا وسهلا

يلقاك منه بكلمة

يلقي ويمنعك الأقلا

وأنشدنا أبو السعادات الواسطي لنفسه :

لا تأمنن عدوا كان حوارا

وكن على حذر أن يدرك الثارا

والماء وهو سخين ليس يمنعه

ما فيه من جد أن يطفئ النارا

قرأت على أبي القاسم الوراق عن الحسين بن عبد الرحمن الغزي (٢) ، أنشدنا علي ابن بختيار بن علي الواسطي لنفسه ببغداد :

مدحت عمرا على اغترار

ولم يكن موضع المديح

فقال قولا فيه احتياج

للرجل الموسر الشحيح

المال روح والمدح ريح

ولست أعطي روحا بريح

قرأت على أبي الفتوح داود بن المعمر الواعظ بأصبهان عن أبي الفضل عبد الرحيم ابن أحمد بن الإخوة ، أنشدني أبو السعادات علي بن بختيار الواسطي لنفسه :

لا تلمني على تألم قلبي

لنوى من إليه قلبي يحن

فالخبايا وباطن حنين ال

سمرء من فرقة السهام تأن

٦٩٣ ـ علي بن أبي البركات بن أبي الحسن بن أبي العجين ، أبو الحسن :

من الجانب الغربي ، سمع الحديث الكثير بعد الأربعين وخمسمائة ، وما أظنه روى شيئا.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) في الأصول : «العرلى».

١٤٦

ذكره أبو بكر محمد بن علي بن زيد الكتبي المقرئ فيما نقلته من خطه ، وقال : مات في جمادى الأولى سنة اثنتين وستين وخمسمائة ، وتوفي بباب البين ، وكان كيّسا قد قرأ طرفا من الفقه ، وسمع الحديث كثيرا ، وكان فقيرا جدا صابرا على الفقر لا يشكو إلى أحد.

٦٩٤ ـ علي بن بركة بن طاهر التاني (١) ، أبو الحسن المقرئ :

سمع أبا سهل محمد بن إبراهيم بن محمد بن سعدويه الأصبهاني ، وحدث عنه باليسير ، سمع منه أبو الفضل بن شافع وشيوخنا أبو محمد بن الأخضر وحمزة بن القسطي ومحمد بن أحمد القزويني في جمادى الآخرة سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.

أنبأنا ابن الأخضر وحمزة بن القسطي والقزويني قالوا جميعا : أنبأنا علي بن بركة التاني قراءة عليه وأنبأنا يحيى بن أسعد التاجر ، أنبأنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويه الأصبهاني قراءة عليه في شوال سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة ، أنبأنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي ، أنبأنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي ، أنبأنا أحمد بن محمد بن الحسن بن عبدويه الجصاص ، حدثنا الحسن بن أحمد ابن مالك الزعفراني ، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الهروي ، حدثنا يزيد بن إبراهيم التستري عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله عزوجل» (٢).

٦٩٥ ـ علي بن بركة ، أبو الحسن الرياحي :

حدث عن أبي بكر أحمد بن محمد بن سياوس الكازروني ، روي عنه أبو الفرج عبد الغافر بن الحسين الألمعي (٣) في معجم شيوخه حديثا وذكر أنه سمعه منه ببغداد.

٦٩٦ ـ علي بن أبي البقاء بن علي الدباس ، أبو الحسن الوراق :

جارنا بالظفرية ، ذكر أنه سمع شيئا من الحديث من عبد الوهاب الأنماطي ، وحدث سماعه بعد موته عن أبي نصر أحمد بن ما شاء الله السروي والنقيب أبي عبد الله أحمد

__________________

(١) في الأصل : «الشافي» وفي (ب) : «الثاني».

(٢) انظر الحديث في : مجمع الزوائد ١ / ٨١. واتحاف السادة المتقين ١ / ١٦٢ ، ٦ / ٥٣٦. وكشف الخفا ١ / ٣٧١.

(٣) في الأصل : «الأيلعي».

١٤٧

ابن علي بن المعمر العلوي وأبي الفتح بن شاتيل وجماعة من المتأخرين ، ولم يحدث بشيء ، وسألته أن يخبرني (١) جميع مروياته فلفظ بذلك وكتب بخطه ، وكان شيخا صالحا متشددا في السنّة من الطراز الأول ، مواظبا على الجماعات وزيارة الصالحين.

أخبرني أبو الحسن الوراق (٢) إذنا ، أنبأنا أبو نصر أحمد بن ما شاء الله قراءة عليه في رجب سنة أربعين وخمسمائة ، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون قراءة عليه ، أنبأنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن يوسف بن دوست وأبو بكر محمد بن عمر ابن النّرسيّ قالا : أنبأنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن إبراهيم الشافعي ، حدثنا إسحاق ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال : كان من دعاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اللهم إني أسألك التقى والهدى والعفة والغنى» (٣).

توفي أبو الحسن الوراق سحرة يوم الأربعاء النصف من صفر سنة خمس وتسعين وخمسمائة ، وصلينا عليه من الغد بالمدرسة النظامية ، وتقدم للصلاة عليه شيخنا أبو أحمد بن سكينة ، وحمل إلى باب حرب فدفن هناك وقد جاوز الثمانين.

٦٩٧ ـ علي بن بكران بن حسنون ، أبو الحسن :

حدث بالأهواز عن أبي سعيد الحسن بن علي بن زكريا العدوي النصري ، روي عنه أبو سعيد النقاش الأصبهاني في معجم شيوخه.

قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان عن أبي طاهر بن أبي نصر أن أبا القاسم ابن أبي عبد الله بن مندة أخبره أنبأنا أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو النقاش قراءة عليه ، أنبأنا أبو الحسن علي بن بكران بن حسنون البغدادي بالأهواز ، حدثنا أبو سعيد الحسن بن علي العدوي ، حدثنا خراش عن أنس بن مالك رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الصوم جنة» (٤).

أخبرناه عاليا أبو جعفر النفيس بن هبة الله الحديثي ، أنبأنا أحمد بن علي الزلال ، أنبأنا أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله ، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر

__________________

(١) في الأصول : «يخبرك».

(٢) في الأصل ، (ب) : «الوراق».

(٣) الحديث سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(٤) انظر الحديث في صحيح البخاري ٩ / ١٧٥.

١٤٨

السّكّري ، حدثنا أبو سعيد العدوي فذكره.

٦٩٨ ـ علي بن بكران العكبري :

روى عن أبيه (١) ، روي عنه أبو عبد الله بن باكويه.

أخبرنا سليمان وعلي ابنا محمد بن علي الموصلي ، أنبأنا عمر بن أحمد بن منصور النيسابوري ، أنبأنا علي بن عبد الله الحربي ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي ، حدثنا علي بن بكران العكبري بحلوان قال : سمعت أبي يقول : سئل أبو حمزة الصوفي : هل يتفرغ المحب إلى شيء سوى محبوبه؟ فقال : لا ، لأنه بلاء دائم وسرور منقطع وأوجاع متصلة لا يعرفها إلا من باشرها ، وأنشد :

يقاسي المقاسي شجوة دون غيره

وكل بلاء عند لاقيه أوجع

قال : وسمع أبو حمزة رجلا من أصحابه وهو يلوم بعض إخوانه على إظهار وجده وحاله في مجلس الأضداد ، فقال أبو حمزة : الوجد الغالب يسقط التمييز ويجعل الأماكن كلها مكانا واحدا ، ولا لوم على من غلب عليه وجده فاضطره إلى ذلك ، وما أحسن ما قال ابن الرومي :

فدع المحب من الملامة إنها

بئس الدواء لموجع مقلاق

لا تطفئن جوى يلوم إنه

كالريح يعلي النار بالإحراق

٦٩٩ ـ علي بن أبي بكر بن أبي السعادات بن أبي نصر بن مواهب بن أحمد ، أبو الحسن الحمامي السقاء ، المعروف والده بالهنيد (٢) :

من ساكني قراح ظفر ، سمع أبا المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني ، وحدث باليسير ، كتبت عنه ، وكان متيقظا حسن الأخلاق ، كان موصوفا في شبابه بشدة القوة ورفع الأشياء الثقيلة بلا كلفة ومصارعة الأشداء ، وله حجات كثيرة إلى مكة يخرج مع السقائين ، وقد رأيت أباه شيخا كبيرا آدم ناطح المائة ولم تكن عنده رواية.

__________________

(١) في النسخ : «عن ابنه».

(٢) انظر : ترجمة عبد الملك بن علي الهمداني ، أبو المظفر.

١٤٩

أخبرنا علي بن أبي بكر الحمامي بقراءتي عليه ، أنبأنا أبو المظفر عبد الملك بن علي الهمداني قراءة عليه ، أنبأنا أبو الفتح ازديار بن مسعود الغزنوي قدم علينا ، أنبأنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الملك الماسكاني ، حدثنا أبو بكر محمد بن الفضل المفسر ، حدثنا سعد بن محمد الزيدي ، حدثنا محمد بن الفضل البلخي ، حدثنا حام بن نوح ، حدثنا عبد الله عن إسرائيل عن أبي يحيى عن مجاهد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من عجز منكم من الليل أن يكابده وبخل بالمال أن ينفقه وجبن من العدو أن يجاهده فليكثر من ذكر الله» (١).

سألت أبا الحسن الحمامي عن مولده ، فقال : في جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة ، وتوفي في شهر ربيع الآخر من سنة أربع عشرة وستمائة.

٧٠٠ ـ علي بن أبي بكر بن سليمان بن إبراهيم بن يحيى بن أحمد ، أبو الحسن الدئلي المعلثاي :

ومعلثايا قرية بين الموصل والجزيرة ، كان تاجرا ، سافر في طلب الكسب ، سمع بالإسكندرية من أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي ، قدم بغداد حاجّا في صفر سنة [سبع] (٢) عشرة وستمائة وحدث بها عن السلف بأربعين البلدان من جمعه ، سمعها منه جماعة من الطلاب وكنت إذ ذاك غائبا عن بغداد ، وذكر أن مولده بالموصل في شهر جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين وخمسمائة ـ هكذا رأيته بخطه.

٧٠١ ـ علي بن أبي بكر بن علي بن طاهر ، أبو الحسن القفصي :

ذكره شيخنا أبو بكر بن مشّق في معجم شيوخه الذين أجازوا له.

٧٠٢ ـ علي بن أبي بكر بن علي الجماس ، أبو الحسن البياع :

من أهل الحربية ، سمع أبا محمد عبد الرحمن بن بدر بن الفضل الوراق وغيره ، وحدث باليسير ، كتبت عنه ، وكان شيخا لا بأس به.

أخبرنا علي بن أبي بكر بن علي البيع بقراءة عليه ، أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن

__________________

(١) انظر الحديث في : المعجم الكبير ١١ / ٨٤. ومجمع الزوائد ١٠ / ٧٤. والترغيب والترهيب ٢ / ٣٩٦.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل ، (ب).

١٥٠

بدر الوراق ، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف ، أنبأنا علي بن أحمد ابن عمر (١) الحمامي ، حدثنا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق ، حدثنا أبو معاوية عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم رأى رجلا مضطجعا على وجهه ، فقال: «إن هذه لضجعة ما يحبها الله تعالى» (٢).

توفي ليلة الأحد مستهل شهر شعبان سنة تسع عشرة وستمائة ، ودفن بباب حرب.

٧٠٣ ـ علي بن بكر بن محمد بن علي بن حمد النيسابوري :

من أولاد المحدثين ، أصله نيسابوري ، من ساكني درب السلسلة ، سمع أبا علي الحسن بن علي بن المذهب وأبا القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الفضل الخياط الأزجي وغيرهما ، وحدث باليسير ، روي عنه أبو البركات بن السقطي في معجمه وأبو المعمر الأنصاري وأبو طالب بن خضير.

أنبأنا أبو محمد بن الأخضر ، أنبأنا أبو طالب المبارك بن علي بن محمد بن خضير بقراءتي عليه ، أنبأنا أبو الحسن علي بن بكر بن محمد بن علي بن حمد النيسابوري قراءة عليه في صفر سنة اثنتين وخمسمائة ، أنبأنا عبد العزيز بن علي الأزجي قراءة عليه قال : قرأت على أبي الفضل أحمد بن أبي عمران الهروي في المسجد الحرام أخبركم أبو حامد أحمد بن علي بن حسنويه المقرئ بنيسابور ، حدثنا أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي ، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ، حدثنا الوليد بن مسلم وشعيب بن إسحاق قالا : حدثنا الأوزاعي ، حدثني شداد أبو عمار ، حدثني واثلة بن الأسقع قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ، واصطفى قريشا من كنانة ، واصطفى هاشما من قريش ، واصطفاني من بني هاشم» (٣).

٧٠٤ ـ علي بن بكمش بن عبد الله التركي العزّي ، أبو الحسن النحوي :

كان والده من موالي العزيز بن نظام الملك ، وكان من الأجناد البغدادية ، ولد على هذا ببغداد في العاشر من شهر ربيع الأول من سنة ثلاث وستين وخمسمائة ، وقرأ القرآن وجوده ، وقرأ النحو على شيخنا الوجيه أبي بكر الواسطي ، ثم سافر إلى الشام

__________________

(١) في (ب) : «عمر بن أحمد».

(٢) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٢٧٦٨. ومسند أحمد ٢ / ٣٠٤. وسنن أبي داود ٥٠٤٠.

(٣) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٣٦٠٥. ومسند أحمد ٤ / ١٠٧.

١٥١

ونزل دمشق ، وصحب شيخنا أبا اليمن الكندي ، وقرأ عليه الأدب حتى برع فيه وصار من الأدباء المذكورين بالفضل ومعرفة العربية ، وقرأ عليه الناس ، وأثرى وكثر ماله ، وقدم علينا بغداد في سنة تسع وستمائة ورأيته بها ، وقد كنت رأيته قبل ذلك بدمشق وأذكره قديما قبل سفره إلى الشام في مسجد يقرأ عليه الصبيان القرآن ، وكان كيّسا حسن الأخلاق متوددا.

أنشدني ياقوت بن عبد الله الأديب بحلب ، أنشدني أبو الحسن علي بن بكمش التركي النحوي لنفسه :

وقائلة بغداد منشؤك الذي

نشأت به طفلا عليك التمائم

فما بالها تشكو جفاءك معرضا

أما [آن] (١) أن يقضي إليها الغرائم

فقلت لها إني الفريد وإنها

أوال مغاص الدر والحرق (٢) عائم

وقد جرت العادات في الدر أنه

إذا فارق الأصداف لاقاه ناظم

كتب إلى أبو عبد الله محمد بن الحسن الكاتب أن علي بن بكمش النحوي مات بدمشق يوم الاثنين سلخ شعبان من سنة ست وعشرين وستمائة.

٧٠٥ ـ علي بن أبي تراب بن فيروز الزنكوبي (٣) ، أبو الحسن الخياط المقرئ :

من ساكني الظفرية ، سمع الحديث بنفسه من أبي الفضل محمد بن عبد السلام الأنصاري وأبي الحسين المبارك بن عبد الجبار الصوفي وأبي غالب محمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني وغيرهم ، روى لنا عنه ابن الأخضر.

حدثنا عبد العزيز بن محمود بن المبارك بن الأخضر من أصل كتابه أنبأنا أبو الحسن علي بن أبي تراب بن فيروز الزنكوبي المقرئ ، أنبأنا أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن الباقلاني ، أنبأنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن أحمد بن يعقوب ، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن علي بن روح بن مدراع الكندي من أصله بمصر ، حدثنا عبد الواحد بن غياث ، حدثنا حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله

__________________

(١) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول.

(٢) هكذا في النسخ.

(٣) هكذا في الأصول.

١٥٢

صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «صوموا لرؤية الهلال وأفطروا لرؤيته ، فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين» قال قلنا : يا رسول الله! أولا نقدم قبله بيوم أو يومين؟ قال : فغضب وقال : «لا» (١).

قرأت بخط علي بن أبي تراب الزنكوبي قال : مولدي في سنة أربع وسبعين وأربعمائة.

قرأت بخط أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي قال : توفي أبو الحسن علي ابن أبي تراب بن فيروز الزنكوبي يوم الثلاثاء ثاني ربيع الأول سنة إحدى وخمسين ، وصلّى عليه يوم الأربعاء ودفن بالوردية.

٧٠٦ ـ علي بن ثابت بن طاهر ، أبو الحسن الحذاء :

أخو أبي منصور عبد العزيز بن ثابت الخياط المقرئ الذي تقدم ذكره ، كان له دكان عند باب النوى مقابل دار الوزارة ينعل فيه التماشك (٢) ، سمع بإفادة أخيه من أبي المكارم المبارك بن محمد الباذرائي وغيره ، كتبت عنه يسيرا ، وكان شيخا صالحا سليم القلب ساكنا حافظا لكتاب الله عزوجل حسن الطريقة.

أخبرنا علي بن ثابت الحذاء ، أنبأنا أبو المكارم الباذرائي ، أنبأنا أبو غالب الباقلاني ، أنبأنا أبو القاسم بن بشران ، أنبأنا أبو بكر الآجري ، حدثنا الفريابي ، حدثنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ، حدثنا إسماعيل بن عياش ، حدثني أسد بن عبد الرحمن الخثعمي عن فروة بن مجاهد عن عقبة بن عامر قال : لقيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا عقبة بن عامر! أمسك عليك لسانك وابك على خطيئتك وليسعك بيتك» (٣).

توفي علي بن ثابت الحذاء في يوم الاثنين الثاني عشر من جمادى الأولى سنة ست وعشرين وستمائة ، ودفن بباب حرب وقد قارب السبعين.

٧٠٧ ـ علي بن ثابت بن علي بن معمر بن إبراهيم بن صالح بن بكير (٤) ، أبو الحسن :

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ٣٥. وصحيح مسلم ، كتاب الصيام باب ٢.

(٢) هكذا في الأصول.

(٣) انظر الحديث في : تاريخ بغداد ٨ / ٢٧١. ومسند أحمد ٤ / ١٥٨.

(٤) في (ج) : «بكر».

١٥٣

من أهل الحربية ، سمع أبا نصر محمد بن علي الزينبي وأبا الغنائم محمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان الدقاق وأبا الحسين عاصم بن الحسن وأبا الحسن علي بن محمد ابن قريش وخلقا كثيرا ممن بعدهم ، وكتب بخطه كثيرا ، ومات كهلا ولم يحدث إلا باليسير ، روي عنه أبو علي بن الرحبي ونصر الله بن عبد الرحمن القزاز.

أنبأنا أحمد بن سليمان الحربي ، أنبأنا أبو علي أحمد بن محمد بن أحمد الحربي قراءة عليه في المحرم سنة خمس وخمسمائة [أنبأنا أبو الحسن علي بن ثابت الحربي] (١) ، وأنبأنا عبد العزيز بن محمود الحافظ ببغداد ومحمد بن عبد الله بن موهوب البغدادي بمكة قالا : أنبأنا محمد بن عبيد الله بن نصر قالا : أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان قراءة عليه ، أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن رزقويه ، أنبأنا أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس الدهقان ، حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي ، حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عزوجل من أيام العشر» قالوا : يا رسول الله! ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال : «ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله لا يرجع من ذلك بشيء» (٢).

قرأت بخط أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي قال : توفي علي بن ثابت أبو الحسن الحربي ليلة الاثنين حادي عشر جمادى الآخرة سنة اثنتي عشرة وخمسمائة ، وصلّى عليه من الغد ودفن بباب حرب ، قال شيخنا ـ يعني ابن ناصر : وكان دينا أمينا خيرا.

٧٠٨ ـ علي بن ثابت بن علي بن القاسم ، أبو الحسن الدرونحالي (٣) المقرئ :

إمام جامع الرصافة في الصلوات الخمس ، وكان يسكن بالحريم الظاهري ، كان من عباد الله الصالحين مشهورا بالورع والزهد والعبادة ، وكان الناس يعتقدون فيه ويتبركون به ويذكرون عنه كرامات.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.

(٢) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٧٥٧. ومسند أحمد ١ / ٢٢٤.

(٣) في (ج) : «الدوري».

١٥٤

ذكر عبد الوهاب الأنماطي ـ ونقلته من خطه ـ أنه مات في يوم الأحد عاشر ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وخمسمائة ، ودفن يوم الاثنين بباب حرب.

٧٠٩ ـ علي بن ثابت بن غني بن مقلد ، أبو الحسن :

من أهل باجرى ، وكان يتولى القضاء بها ، سمع أبا بكر محمد بن عمر بن أبي بكر الخازمي (١) الهروي ، وحدث باليسير ، وروي لنا عنه عبد الرحمن بن عمر بن الغزال الواعظ.

أخبرني ابن الغزال ، أنبأنا القاضي أبو الحسن علي بن ثابت بن غني الباجري بقراءتي عليه قلت له أخبركم أبو بكر محمد بن عمر بن أبي بكر الخازمي الهروي قدم عليكم بغداد فأقر به وأنت تسمع بالمدرسة النظامية ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي ، أنبأنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني ، أنبأنا أبو سعيد عبد الله بن محمد الرازي ، أنبأنا محمد بن أيوب الرازي ، أنبأنا مسلم بن إبراهيم ، حدثنا هشام بن أبي عبد الله الدستوائي ، حدثنا قتادة عن أنس بن مالك عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «يكبر ابن آدم ويكبر معه اثنان : حب المال وطول العمر» (٢).

أخبرناه عاليا أبو الفرج (٣) عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل البزاز بهراة والحرة زينب بنت عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بنيسابور قالا : أنبأنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي ، أنبأنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني ، أنبأنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي فذكره إلا أنه قال : يهرم ابن آدم ويكبر معه اثنان ـ والباقي سواء.

٧١٠ ـ علي بن ثابت ، أبو الحسن الأنصاري :

شاعر ، نزل بغداد ، وكان صديقا لأبي العتاهية ، وكانا يتعارضان ، إذا قال هذا قصيدة قال هذا مثلها ، وكان يسلك مذهب أبي العتاهية ، وقد حضر أبو العتاهية دفنه وتولى الصّلاة عليه ورثاه.

__________________

(١) في (ب) ، (ج) : «الحارقى».

(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٨ / ١١١. وفتح الباري ١١ / ٢٣٩.

(٣) في الشذرات : «أبو روح».

١٥٥

ذكر هذا محمد بن داود بن الجراح الكاتب في كتاب الورقة في أخبار الشعراء المحدثين من جمعه (١) وقال : أنشدني إسماعيل بن محمد النوفل لأبي العتاهية :

بعزة الله أستعفى من النار

والله جاري وعز الله من جاري

يا نفس ما بين لفح النار منزلة

وبين روح جنان الخلد فاختاري

فقال علي بن ثابت :

يا نفس مالك من صبر على النار

قد حان أن تقبلي من بعد إدبار

يا نفس إنك قد خيرت في مهل

بين الهدى والعمى يا نفس فاختاري

قرأت على أبي القاسم علي بن عبد الرحمن بن علي عن أبي بكر محمد بن عبيد الله بن نصر ، أنبأنا أبو منصور محمد بن أحمد إذنا عن محمد بن عمران بن موسى المرزباني أنشدنا علي بن سليمان (٢) الأخفش ، أنشدنا ثعلب لأبي العتاهية يرثي علي ابن ثابت :

ألا من لي بأنسك يا أخيا

ومن لي أن أبثك ما لديا

طوتك خطوب دهرك بعد نشر

كذاك خطوبه نشرا وطيا

فلو سمحت بردك لي الليالي

شكوت إليه ما اجترمت اليا

بكيتك يا علي بدر عيني

فلم يغن البكاء عليك شيئا

كفى حزنا بدفنك ثم إني

نفضت تراب قبرك من يديا

وكانت في حياتك لي عظات

وأنت اليوم أوعظ منك حيا

٧١١ ـ علي بن ثابت ، أبو الحسن الوراق ، الملقب بالديك :

ذكر أبو طاهر أحمد بن الحسن الكرخي في تاريخه ونقلته من خطه أنه توفي في سنة سبعين وأربعمائة.

٧١٢ ـ علي بن ثروان بن زيد ، أبو الحسن الكندي (٣) :

ابن عم شيخنا أبي اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي المقدم ذكره ، ولد ببغداد

__________________

(١) في (ج) : «جهة».

(٢) في (ب) : «بن سليم».

(٣) انظر : خريدة القصر ١ / ٣١٢.

١٥٦

ونشأ بها ، وقرأ بها الأدب على أبي منصور بن الجواليقي وغيره حتى برع فيه ، وكتب بخطه كثيرا ، وضبط (١) ضبطا صحيحا ، وسمع شيئا من الحديث من أبي البركات هبة الله بن محمد بن علي بن البخاري وغيره ، وسافر إلى الشام وسكن دمشق إلى حين وفاته ، ولقي القبول عند الملك نور الدين محمود (٢) بن زنكي وصار من أخصائه ، وحدث باليسير ، روي عنه أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى التغلبي في معجم شيوخه ، وقرأ عليه الصائن أبو الحسين هبة الله بن الحسن بن هبة الله الشافعي المعروف بابن عساكر كتاب «المعرب» لابن الجواليقي ، وكان الصائن أسن منه.

أخبرنا أبو الغنائم سالم بن الحسن بن هبة الله بن محفوظ التغلبي بدمشق ، حدثنا والدي من لفظه ، أنبأنا أبو الحسن علي بن ثروان الكندي ، أنبأنا أبو البركات هبة الله ابن محمد بن علي بن البخاري قراءة عليه ، وأخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن أحمد بن علي الأمين وأبو القاسم فرج بن معالي القصباني قالا : أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزاز قالا : نبأنا أبو [محمد] (٣) الحسن بن علي الجوهري ، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن فهد الأزدي ، أنبأنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنّى الموصلي ، حدثنا بندار ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة سمع أبا وائل يقول : إن رجلا جاء إلى عبد الله بن مسعود فقال : إني قرأت البارحة المفصل كلها (٤) في ركعة ، فقال عبد الله بن مسعود : هذأ كهذإ الشعر ، ثم قال عبد الله : لقد عرفت النظائر التي كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقرن بينهن ـ فذكر عشرين سورة من الفصل سورتين في كل ركعة.

قرأت على أبي المعالي عبد الرحمن بن علي بن عثمان المخزومي بالقاهرة عن أبي الفتح عثمان بن عيسى بن منصور البلطي النحوي أنشدني أبو الحسن علي بن ثروان الكندي لنفسه بدمشق ، وكان قد قصد جمال الدولة حجا ابن عم الأمين مبين الدولة

__________________

(١) في الأصل ، (ب) : «يضبط».

(٢) في الأصل ، (ب) : «محمد».

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.

(٤) في (ج) : «كله».

١٥٧

حاتم فلم يصادفه فعمل بيتين وكتبهما على باب الدار حفرا (١) بالسكين وأنشدنيهما :

حضر الكندي مغناكم فلم

يركم من بعد كد وتعب

لو رآكم لتجلى همه

وانثنى عنكم بحسن المنقلب

أنشدنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله الثعلبي بدمشق أنشدنا أبو المظفر أسامة بن مرشد الكناني لأبي الحسن علي بن ثروان الكندي :

درت عليك غوادي المزن يا دار

ولا عفت منك آيات وآثار

دعاء من لعبت أيدي الغرام به

وباعدتها صبابات وإذكار

قرأت في كتاب «معجم شيوخ أبي عبد الله محمد بن كامل بن أبي الصقر الدمشقي» بخطه وقرأته على القاضي أبي نصر بن الشيرازي بدمشق عنه أنشدني علي ابن ثروان أبو الحسن الكندي بدمشق :

خفض الدمع ما استطعت فقد

صار المجراه في الخدود (٢) طريقا

كان درا قبل الفراق فلما

رعته بالفراق صار عقيقا

قرأت في كتاب خريدة القصر لأبي عبد الله الكاتب بخطه وأجاز لي روايتي عنه قال : شمس الدين أبو الحسن علي بن ثروان الكندي كان أديبا فاضلا أريبا كاملا ، قد أتقن اللغة وقرأ الأدب على ابن الجواليقي وغيره من صدور العلم وبحوره ، ولم يزل الأدب بمكانه في دمشق مشرقا بنوره في آفاق ظهوره ، وقد ذكرت تاج الدين الكندي ابن عمه في أهل بغداد وهذا لإقامته (٣) بدمشق أوردته مع أهلها ، والأصل من الخابور ، رأيته بدمشق مشهودا لفضله بالوفور ، مشهورا بالمعرفة بين الجمهور ، موثوقا بقوله ، مغبوقا موصوفا من نور الدين بطوله ، وله شعر كثير ، وفضل نظيم ونثير ، ولم يقع لي ما أشد يد الانقياد عليه ، أو أصرف عنان الانتقاد إليه.

سألت شيخنا أبا اليمن الكندي بدمشق عن مولد ابن عمه علي بن ثروان ووفاته ، فقال : مولده ببغداد في سنة خمسمائة أو قبلها ، وتوفي بدمشق في سنة خمس وستين وخمسمائة.

__________________

(١) في (ج) : «جعفرا».

(٢) في (ب) : «خلاد».

(٣) في الأصل ، (ب) : «لاقى منه».

١٥٨

٧١٣ ـ علي بن جابر بن زهير بن علي ، أبو الحسن البطائحي :

من أهل ساقية سليمان ناحية بالبطائح ، قدم بغداد في صباه مع والده في سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة وأقام بها مدة ، وسمع الحديث من أبي الحسن بن عبد العزيز بن السمك وأبي الفضل محمد بن ناصر الحافظ وغيرهما ، ثم قدمها بعد ذلك بمدة وتفقه بها على يوسف الدمشقي ، ثم رحل إلى رحبة الشام وأقام بها [مدة] (١) مديدة يقرأ على أبي عبد الله بن المتقنة الفقيه ، ثم عاد إلى ناحيته وتولى القضاء بها وبالعراق ، وكان فاضلا ، قدم بغداد أخيرا في سنة أربع وتسعين وخمسمائة ، وروي بها شيئا من الأناشيد عن والده وعن ابن المتقنة ، كتب عنه رفيقنا أبو القاسم بن الحمامي.

أنشدني أبو القاسم موهوب بن سعيد الحمامي ، أنشدني القاضي أبو الحسن علي ابن جابر بن زهير البطائحي ببغداد قدم علينا ، أنشدني أبو عبد الله محمد بن الحسن ابن المتقنة الفقيه بالرحبة لنفسه يعارض الحريري في بيتيه اللذين قال فيهما :

اسكنا كل نافث وأمنا

أن يعززا بثالث وهما سم سمه

فحسن آثارها فقال :

ما الأمة الوكفاء بين الورى

أحسن من حر أتى ملامه

فمه إذا استجديت (٢) عن قول

«لا» فالحر لا يملأ منها فمه

سمعت أبا عبد الله محمد بن سعيد الواسطي يقول : سألت القاضي علي بن جابر البطائحي عن مولده ، فقال : في شهر رمضان من سنة تسع وعشرين وخمسمائة ، وتوفي في منحدره من بغداد إلى واسط في سنة أربع وتسعين وخمسمائة.

٧١٤ ـ علي بن جابر بن علي ، أبو الحسن التاجر :

من أهل أطرابلس المغرب ، قدم بغداد شابا واستوطنها ، وسكن بدار الخلافة ، وصار من شيوخ التجار وأعيانهم ذا مكانة عند الأكابر والأصاغر ، وهو حافظ لكتاب الله ، حسن الطريقة ، متدين كثير الصدقة والمعروف ، طيب الأخلاق ، متودد مسارع إلى قضاء حوائج الناس ، حدث بكتاب الموطأ لمالك بن أنس عن الإمام الناصر لدين الله

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل ، (ب).

(٢) في الأصل ، (ب) : «استحدثت».

١٥٩

صلوات الله عليه بالإجازة سمع منه جماعة بجامع القصر ، وسمعته يقول : ولدت في سنة خمسين وخمسمائة ، وتوفي يوم الأحد الثالث والعشرين من ذي القعدة من سنة إحدى وأربعين وستمائة ، ودفن بباب أبرز ـ رحمة الله عليه.

٧١٥ ـ علي بن جامع ، أبو الحسن البغدادي :

أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن محمد (١) بن ناصر الحافظ ، أنبأنا أبو علي الحسن ابن أحمد بن البناء إذنا ، أنبأنا هلال بن محمد بن جعفر الحفار ، أنبأنا أبو الحسن علي ابن جامع البغدادي ، حدثنا أبو الحسن بن المغلس قال : وجدت رقعة مختومة في مجلس أبي بكر محمد بن داود الفقيه ففضضتها فإذا فيها :

يا ابن داود يا فقيه العراق

آفتنا في قواتل الأحداق

هل عليها الجناح في الفتك أم

حل لها في الهوى دم العشاق

فأجابه [بقوله] (٢) :

عندي جواب مسائل العشاق

فاسمع لها من مدنف مشتاق

لما سألت عن الهوى شوقتني

وأرقت دمعا لم يكن بالراقي

أخطأت في نفس السؤال ولم تصب

[بل] (٣) في الهوى شفقا من الإشفاق

لو كان معشوق يعذب عاشقا

كان المعذب أنعم العشاق

إن كان يدنيه إلى أحبابه

فكر فيلقاهم بغير تلاق

ليس العذاب سوى (٤) التباعد والنوى

وتحرق الأحشاء بالأشواق

٧١٦ ـ علي بن جبلة الكاتب :

حدث عن أبي علي الحسن بن بشر بن سلم بن المسيب البجلي ، روي عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني في معجم شيوخه.

أنبأنا محمد بن أبي يزيد الكراني إذنا ، أنبأنا أبو طاهر إسحاق بن أحمد الراشتيناني

__________________

(١) في الأصل : «على بن محمد».

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل ، (ب).

(٣) في (ج) : «لسره».

(٤) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل ، (ب).

١٦٠