تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٨

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٨

المؤلف:

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٤١

بكر بن الخاضبة قصده لما قدم بغداد ، فذكر له أنه سمع من شيخ استنكر سماعه منه ، فسأله عن تاريخ سماعه منه ، فذكر تاريخا متأخرا (١) [عن] (٢) وفاة ذلك الشيخ ، فقال أبو بكر : هذا الشيخ يزعم أنه سمع منه بعد موته بمدة ، وتركه وقام.

قرأت بخط [أبي] (٣) الحسن الهكاري قال : سمعت الحديث ولي عشر سنين ، ومولدي في شوّال سنة تسع وأربعمائة.

قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال : مات شيخ الإسلام أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف القرشي الهكاري في أول المحرم سنة ست وثمانين وأربعمائة ، ذكر ذلك لي ولده (٤).

٦٥٢ ـ علي بن أحمد بن يونس البغدادي :

حدث عن حميد بن مسعدة الشامي البصري ، روي عنه أبو بكر [محمد] (٥) بن العباس بن حمّاد البصري في «كتاب فضيلة الفقراء إذا أحسنوا» من جمعه.

قرأت على أبي .... (٦) حامد بن الضرير المقرئ بأصبهان عن أبي القاسم زاهر (٧) ابن طاهر الشحامي [كتب عن أبي] (٨) روح ثابت بن محمد السعدي ، أنبأنا والدي أبو محمد محمد بن أحمد قراءة عليه ، أنبأنا أبو بكر محمد بن العباس بن حماد المصري (٩) ، أنبأنا علي بن أحمد بن يونس البغدادي ، حدثنا حميد بن مسعدة ، حدثنا حصين ابن نمير الهمداني ، حدثنا حمير بن قيس الرحبي ، حدثنا عطاء عن ابن عمر عن ابن مسعود رضي‌الله‌عنه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن خمس : عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله فيما أنفقه ،

__________________

(١) في (ج) : «تاريخ من تأخر».

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٤) بهامش الأصل ، (ج) : «آخر الجزء من الأصل».

(٥) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٦) بياض في الأصول مكان النقط.

(٧) في النسخ : «زاهد».

(٨) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٩) في النص السابق : «البصري».

١٢١

ومن أين اكتسبه ، وعن علمه ما ذا عمل فيه ـ أو [قال] ـ : ما ذا عمل فيما علم»(١).

٦٥٣ ـ علي بن أحمد ، أبو الحسين الأنباري :

حكى عن يزيد بن هارون الواسطي ، روي عنه نهشل بن دارم الدارمي.

قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان عن محمد بن عبيد الله بن الحسن الحدّاد ، أنبأنا يوسف بن محمد بن محمد بن محمد الفقيه [حدثنا] أبو عصمة نوح بن نصر بن محمد الفرغاني قال : سمعت الحافظ أبا عبد الله الحافظ الورّاق يقول : سمعت أبا الحسن عبد الله بن موسى السلامي البغدادي يقول : سمعت نهشل بن دارم يقول : سمعت أبا الحسين علي بن أحمد الأنباري يقول : قال يزيد بن هارون : لا يعجبني الصوفية رأيت منهم أخلاقا قبيحة، حسبك أن الناس كلهم يأكلون حتى يشبعون ، وهم يأكلون حتى يفيض طعامهم بأجوافهم.

٦٥٤ ـ علي بن أحمد ، أبو الحسن المطرّز :

سكن تنيس من ديار مصر ، وحدث بها عن أبي محمد عبد الله بن موسى بن شيبة الأنصاري الحلواني ، روي عنه أبو علي عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن أبي الخضيب.

أنبأنا ذاكر بن كامل الخفّاف عن ثعلب بن جعفر السرّاج قال : كتب إلى القاضي أبو علي يزيد بن أحمد بن أبي حيوة التنيسي ، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبيد الله (٢) بن إسحاق بن جابر ، حدثنا أبو علي عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن أبي الخضيب ، حدثنا علي بن أحمد أبو الحسن البغدادي المطرز بتنيس ، حدثني عبد الله بن موسى بن شيبة السلمي ، حدثنا مصعب بن عبد الله النوفلي من آل نوفل بن الحارث بن عبد المطلب عن ابن أبي ذئب عن صالح مولى التوامة عن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا أراد الله تبارك وتعالى أن يخلق خلقا للخلافة مسح على ناصيته بيمينه» (٣).

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٢٤١٦ ، ٢٤١٧.

(٢) في (ب) ، (ج) : «عبد الله».

(٣) انظر الحديث في : تذكرة الموضوعات ١٨٣. وتنزيه الشريعة ١ / ٢٠٨. والفوائد المجموعة ٤٨٨. وميزان الاعتدال ٨٥٦٥. والسان الميزان ٦ / ١٦٨.

١٢٢

٦٥٥ ـ علي بن أحمد ، أبو الحسن :

من أهل كرخ ، يروي عن أبي الفضل العباس المقرئ ، روي عنه أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان (١) بن بطة العكبري.

قرأت على محمد بن عبد الواحد الهاشمي عن محمد بن عبيد الله بن نصر ، أنبأنا علي بن أحمد بن محمد إذنا عن أبي عبد الله بن بطة ، حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد الكرخي المجوّد ، حدثنا أبو الفضل العباس بن يوسف المقرئ ، حدثنا محمد بن ماهان السمسار ، حدثنا عمير بن إبراهيم ، حدثني عبد الملك بن عبد العزيز عن (٢) عبد الواحد بن ميمون مولى عروة عن عروة عن عائشة رضي‌الله‌عنها قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قال الله تبارك وتعالى : من آذى لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ، وما تقرب إلى عبدي بمثل ما افترضت عليه وإنه ليتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وعينه التي يبصر بها ويده التي يبطش بها ، إن دعاني أجبته (٣) ، وإن سألني أعطيته ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن موت المؤمن يكره الموت وأكره مساءته (٤) ولا بد له منه» (٥).

٦٥٦ ـ علي بن أحمد ، أبو الحسن العلوي :

حدث عن أبوي القاسم إسماعيل بن علي بن علي الذهلي وعبد الله بن القاسم القرشي وأبي روق أحمد بن محمد بن بكر الهزاني والقاضي أبي القاسم علي بن محمد ابن أبي الفهم التنوخي وأبي بكر محمد بن يحيى الصولي وأبي الحسن علي بن عبد الله ابن مبشر الواسطي وأبي علي محمد بن علي الرزدولي (٦) وأبي عبد الكوفي ونصر بن أحمد الخبزأرزي (٧) وغيرهم ، روي عنه عبد الله بن أحمد بن محمد الرزجاهي.

قرأت على أبي الفتوح داود بن معمر الواعظ بأصبهان عن أبي سعد أحمد بن

__________________

(١) في النسخ : «بن أحمد».

(٢) «عن» ساقطة من (ب).

(٣) في (ب) : «أحبه».

(٤) في الأصول : «مسيره».

(٥) الحديث سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(٦) في (ب) ، (ج) : «الوزدولى».

(٧) في النسخ : «الخيزراني».

١٢٣

محمد البغدادي قال : كتب إلى إسماعيل بن عبد الله الساوي قال : قرأت على أبي عمرو محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد الرزجاهي فأقر به أنبأنا والدي في سنة إحدى وستين وثلاثمائة ، حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد العلوي البغدادي ، حدثني أبو القاسم [إسماعيل] (١) بن علي بن علي بن رزين الذهلي عن أبيه عن عمه دعبل ابن علي قال : دخلت أنا وصالح بن علي الهاشمي على (٢) أبي نواس نعوده في مرضه الذي مات فيه ، فقال له صالح بن علي : يا أبا علي! تب إلى الله عزوجل فإنك في أول يوم من أيام الآخرة وآخر يوم من أيام الدنيا ، فقال : أسندوني! ا بالله تخوفوني وقد حدّثني حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لكل نبي شفاعة وإني اختبأت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ، أفلا أكون منهم» (٣).

أنبأنا أبو عمرو الرزجاهي ، أنشدنا والدي ، أنشدني علي بن أحمد العلوي ، أنشدني نصر بن أحمد الخبزأرزي في السلى :

ضل من دنا وساس من بعد

ألا تكرهن على الهوى أحدا

قد أكبرت (٤) حرا من ولد فإذا

نأى ولد فصل ولدا

قال : فأجازه أبو الحسن العلوي :

بل إن ذممت اليوم بعضهم

فاصبر فعلك ترتضيه غدا

واعلم بأنك لا ترى أحدا

لا تقصر في أخلاقه (٥) أبدا

٦٥٧ ـ علي بن أحمد ، أبو القاسم [البني] (٦) :

روى عنه حكاية رواها عنه الحسين بن صافي القاضي ، تقدم ذكرها في ترجمة عبيد الله بن محمد بن خلف.

٦٥٨ ـ علي بن أحمد ، أبو الحسن الصوفي الواسطي :

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) في (ب) : «عن أبي نواس».

(٣) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الإيمان باب ٨٦. وصحيح البخاري ٨ / ٨٢.

(٤) في الأصل ، (ج) : «اكسرت».

(٥) في الأصل ، (ج) : «لا نقص الخلافة».

(٦) ما بين المعقوفتين بياض في الأصول.

١٢٤

حدث ببغداد عن أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنّى الموصلي وأبي الحسن بن أبي شيخ الرافعي ، روي عنه أبو بكر محمد بن الحسين بن إبراهيم الخفاف.

قرأت على عبد الوهاب بن علي الأمين عن أبي منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن المقرئ أن أبا بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب أخبره : أنبأنا أبو بكر محمد ابن الحسين بن إبراهيم الخفاف بقراءتي عليه ، حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد الصوفي الواسطي في مجلس ابن مالك القطيعي قال : سمعت أبا الحسن بن أبي شيخ الرافعي بحرّان [يقول] سمعت يحيى بن معين يقول : معرفة قراه (١) والطعام مراضعة فانظر لمن تراضع.

٦٥٩ ـ علي بن أحمد ، أبو الحسن الكلوذاني :

روي عن أبي محمد الحربي الصوفي شيئا من كلامه ، روي عنه أبو عبد الله محمد ابن عبد الله بن باكويه الشيرازي.

أخبرنا أبو المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد بن السمعاني بمرو ، أنبأنا أبو نصر محمد ابن منصور بن عبد الرحيم الخرضي ، حدثنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري إملاء قال : سمعت أبا الحسن علي بن أحمد الكلوذاني يقول : سمعت أبا محمد الحريري يقول : الجلوس بالمناصحة يفتح باب الفائدة ، والجلوس بالمناظرة يغلق باب الفائدة.

٦٦٠ ـ علي بن أحمد بن الروّاد :

حدث عن أبي [العباس] (٢) إسحاق بن محمد بن مروان الغزال الكوفي ، روي عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني في كتاب «أولاد المحدثين» من جمعه.

أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي محمد بن السمرقندي ، أنبأنا القاضي أبو منصور ابن سكرويه ، أنبأنا أبو بكر بن مردويه ، حدثنا علي بن أحمد بن الروّاد البغدادي ، حدثنا إسحاق بن محمد بن مروان ، حدثنا أبي ، حدثنا إبراهيم بن بكر عن مقاتل عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لحد له ولأبي بكر وعمر رضي‌الله‌عنهما.

__________________

(١) هكذا في النسخ.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.

١٢٥

٦٦١ ـ علي بن أحمد ، أبو الحسن الدريدي :

أصله من فارس ، وكان ورّاقا لأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي ، وإليه صارت كتب ابن دريد بعد موته ، روى كتاب الجمهرة لابن دريد عنه ، رواه عنه محمد بن أحمد بن فادم (١) وذكر أنه سمعه منه ببغداد في الجانب الشرقي بمربعة أبي عبيد الله.

٦٦٢ ـ علي بن أحمد ، أبو الحسن السرّاج الصوفي ، المعروف بغلام الشبلي :

حكى عن أبي بكر الشبلي وأبي محمد جعفر بن محمد بن نصر (٢) الخلدي ، روي عنه علي بن شجاع المصقلي الأصبهاني.

كتب إلى أبو جعفر محمد وأبو بكر لامع ابنا أحمد بن نصر الصيدلاني أن أبا علي الحسن بن أحمد الحدّاد أخبرهما عن أبي الحسن [علي بن] (٣) شجاع بن محمد بن علي بن المصقلي قال : سمعت أبا الحسن علي بن أحمد السرّاج ببغداد يقول : سمعت جعفر بن محمد بن (٤) نصر الصوفي يقول : سئل أبو القاسم الجنيد بن محمد عن التصوف ، فقال : يا بني إن التصوف على أربع : على العفو عند المقدرة ، والتواضع عند الدولة ، والنصيحة عند العداوة ، والعطية بغير منة (٥).

قال : وسمعت أبا الحسن علي بن أحمد السرّاج غلام الشبلي ببغداد يقول : سمعت الشبلي يقول وسئل عن هذه الآية (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ) قال : أبصار الرءوس عن المحارم ، وأبصار القلوب عما سوى الله عزوجل.

قال : وسمعت أبا الحسن علي بن أحمد السرّاج غلام الشبلي ببغداد يقول سمعت الشبلي يقول : دخلت على أستاذي الجنيد مسجد الشونيزية فوجدته منقبضا ، فقلت : ما لي أرى الأستاذ منقبضا؟ فقال : هل فيكم من يقول شيئا ـ وكان معي جماعة من أصحابنا وكان فيهم فتى خراساني يحسن أن يقول شيئا ، فأخذ في القول :

__________________

(١) في (ج) : «بن قادم».

(٢) في الأنساب : «بن نصير».

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٤) في (ج) : «محمد بن جعفر».

(٥) في الأصل ، (ج) : «منية».

١٢٦

ولو أن لي في كل يوم وليلة

ثمانون بحرا من دموعي تدفق

لأفنيتها حتى ابتدأت بغيرها

وهذا قليل للفتى حين يعشق

فبكى جنيد وقال : «هذا قليل للفتى حين (١) يعشق» ، فتواجدنا ، وكان الجنيد سكانا لم يتحرك إلا أنه كان يبكي ويقول : «هذا قليل للفتى حين يعشق» فلما كان بعد ذلك وهدأ القوم وسكنوا سألت جنيدا وقلت : أخبرنا عن سكونك ووجودنا؟ فقال :

وجودي أن أغيب عن الوجود

لما يبدو عليّ من الشهود

وما في الوجد لي فخر ولكن

فخرت بوجد من جود الوجود

٦٦٣ ـ علي بن أحمد ، أبو الحسن الخطيب الشروطي :

من أهل عكبرا ، حدث عن محمد بن أحمد بن إبراهيم ، روي عنه أبو منصور محمد ابن محمد بن أحمد بن عبد العزيز العكبري.

٦٦٤ ـ علي بن أحمد ، أبو الحسن الفخري :

ذكره أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي في كتاب «تاريخ الأندلس» من جمعه وقال : شاعر أديب ، قدم الأندلس من بغداد.

أنبأنا ذاكر بن كامل عن محمد بن طرخان بن بلتكين بن يحكم ، أنبأنا أبو عبد الله الحميدي قراءة عليه ، أنشدني أبو محمد علي بن أحمد ، أنشدني أبو الحسن الفخري لنفسه :

الموت أولى بذي الآداب من أدب

يبغي به مكسبا من غير ذي أدب

ما قيل لي شاعر إلا امتغصت لها

حسب امتغاصي إذا نوديت باللقب

وما دها الشعر عندي سجف منزله

بل سجف دهر بأهل الفضل منقلب

صناعة هان عند الناس صاحبها

 ............ (٢) مرجو ومرتقب

يرجى رضاه ويخشى منه بادرة (٣)

أبقى على حقب الدنيا من الحقب

__________________

(١) في الأصل ، (ب) : «حتى».

(٢) في (ج) : «نادرة».

(٣) بياض في الأصول مكان النقط.

١٢٧

إذا جهلت مكان الشعر من شرف

فأي مأثرة أبقيت للعرب

٦٦٥ ـ علي بن أحمد ، أبو الحسن النشّابي الكاتب :

من ساكني دار الرقيق ، سمع أبا بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي وأبا محمد عبد الله [بن إبراهيم] (١) بن أيوب بن ماسي البزاز وغيرهما ، ذكره أبو علي الحسن بن أحمد بن البنّاء في مشيخته ، وذكر أنه سمع منه في سنة ست عشرة وأربعمائة.

٦٦٦ ـ علي بن أحمد ، أبو الحسن الهمداني :

حكى عن أبي الحسين محمد بن أحمد بن سمعون الواعظ ، روي عنه أبو علي بن البناء في مشيخته ، وذكر أنه كان جارهم بسوق السلاح.

أنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب عن يحيى بن عثمان بن الشّوّاء الفقيه ، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن البنّاء قراءة عليه قال : قال لنا أبو الحسن علي بن أحمد الهمداني : كنت ملازما لأبي الحسين بن سمعون الواعظ فانقطعت عنه لشغل عرض لي ، فلما مضيت إليه قال : أنشد أبو بكر محمد بن علي الصيدلاني :

تدنو الديار وأنت تبعد جاهدا

فالدهر ينصفني وأنت الظالم

وإذا تباعدت اعتللت ببعدها

فالبعد يقتلني وقلبك سالم

فمتى ينال العدل عندك طالب

أنت المنى به وأنت الحاكم

٦٦٧ ـ علي بن أحمد ، أبو الحسن السهروردي :

ذكره أبو علي بن البنّاء في مشيخته وقال : قدم إلى مسجد شيخنا ابن الحمامي للقراءة عليه ، كان فاضلا ، وسمعنا منه ديوان التهامي.

أنبأنا سعيد بن محمد الموصلي عن أبي غالب أحمد ويحيى ابني أبي علي بن البناء قالا : أنشدنا والدنا ، أنشدنا أبو الحسن علي بن أحمد السهروردي ، أنشدنا التهامي من قصيدة :

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١٢٨

تنافس في الدنيا غرورا وإنما

قصارى غناها أن تؤل إلى الفقر

وإنا لفي الدنيا كركب سفينة

نظن وقوفا والزّمان بنا يجري

طويت الليالي والليالي من أجل

إلى أجل تسري إليّ كما تسري

وأفنيت أياما فنيت بمرها

وغاية من يفنى ويفنى إلى قدر

أنبأنا عبد المنعم بن عبد الوهاب التاجر عن يحيى بن عثمان الفقيه ، أنبأنا أبو علي ابن البناء ، أنبأنا علي بن أحمد السهروردي أن [أبا] (١) القاسم تقدم إلى بعض أصحابه لينفذ له حمارا يركبه ويمضي إلى أملاك فأنفذ الحمار بلا سرج ، فكتب إليه :

كتبت إليك في أمر مهم

أردت بما أردت به رواجه

فجدت (٢) ببعضه وتركت بعضا

ومن حق المقصّر أن يواجه

جزاك الله عنا نصف خير

فإنك قد مننت بنصف حاجة

وأنشدنا علي بن أحمد السهروردي أيضا ممن يصل بالرقاع ولا يؤخذ بها انتفاع :

إذا كانت صلاتكم رقاعا

بخطط بالأنامل والأكف

ولم تكن الرقاع تجر نفعا

فها خطي خذوه بألف ألف

٦٦٨ ـ علي بن أحمد ، أبو الحسن بن الدّهّان :

روى عن أبي أحمد عبد السلام بن الحسين بن محمد البصري المقرئ ، روي عنه أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار الصّيرفي ، وذكر أنه سمع منه في شوال سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة.

٦٦٩ ـ علي بن أحمد ، أبو الحسن الكاتب :

حدث بشيء يسير عن أبي الحسن أحمد بن محمد بن الصلت المحبر وغيره ، ذكره أبو الفضل بن خيرون فيما رأيته بخطه ، وذكر أنه توفي سنة أربعين وأربعمائة.

٦٧٠ ـ علي بن أحمد ، أبو القاسم المالحاني :

ذكر أبو محمد بن الخاضبة أنه سمع منه في كتاب «هبات الكتابة» لأبي طاهر بن أبي

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل ، (ب).

(٢) في (ب) ، (ج) : «فحدث».

١٢٩

هاشم المقرئ بروايته عن أبي الحسن علي بن [أحمد بن] (١) عمر بن الحمامي المقرئ.

٦٧١ ـ علي بن أحمد ، أبو الحسن العطّار :

روى عن أبي الحسن محمد بن محمد بن البصروي الشاعر شيئا من شعره ، روي عنه ابن كادش.

قرأت على عائشة بنت أبي المظفّر الواعظ عن أبي محمد الخشّاب النحوي ، أنبأنا العز محمد (٢) بن عبيد الله بن كادش ، أنشدنا أبو الحسن علي بن أحمد العطّار ، أنشدني أبو الحسن البصروي لنفسه :

ماطل هواك لعن قليل تصبر

واجهد بعين الفضل إنك تبصر

واعلم بأنك قد ملكت محجة

في مثلها تكبو الجواد وتعثر

ملكت نفسك وهي نفس حرة

وتركت رقك عند من لا يذكر

واعلم بأن الغدر فيه سجية

مطبوعة والطبع لا يتغير

الفراق ولا تقل

لا قدرة عندي بأنك تقدر

إن لم يغيرك الزّمان بسلوة

فاثبت فأسباب الهوى تتغير

٦٧٢ ـ علي بن أحمد ، أبو الحسن الشيرازي الزاهد :

حدث ببغداد برسالة الحسن البصري إلى عبد الرحيم بن أنس المجاور بمكة ، وسمعها منه وكتبها عنه الجنيد بن يعقوب الجيلي (٣) نزيل بغداد في شوّال سنة إحدى وتسعين وأربعمائة.

٦٧٣ ـ علي بن أحمد البسطامي ، أبو الحسن الصوفي :

نزل بغداد واستوطنها ، وكان يسكن برباط أبي الغنائم بن المحليان على شاطئ دجلة بالجانب الغربي ، وكان يتولى خدمة الصوفية به ، فعرف الموضع به إلى يومنا هذا ، روي عنه محمد بن طاهر المقدسي حكايات.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) في النسخ : «أحمد».

(٣) في (ج) : «الحنبلي».

١٣٠

أنبأنا أبو القاسم البقال عن محمد بن طاهر المقدسي سمعت أبا الحسن البسطامي خادم الصوفية ببغداد يقول : كان سبب إقامتي ببغداد أني تزوجت امرأة بغزنة كبيرة السن قد نيفت على السبعين ، وكنت أنا في حدود نيف وعشرين سنة ، فلما دخلت عليها قالت لي : هذه الدار وجميع ما فيها من الآلة لك ـ وكان لها جوار عدة قوالات (١) يخرجن إلى الأعراس وغيرها وكان لها ثروة حسنة ـ كل هذا بحكمك (٢) افعل فيه ما تشاء ، غير هذا الكنف (٣) ، فإني لا آذن لك فيه! فقلت في نفسي : وما عسى أن يكون في هذا الكنف ، ثم طالبتني نفسي به ، فلما كان في بعض الأيام خرجت مع جواريها إلى دور بعض المحتشمين بغزنة لعرس ، أغلقت الباب وفتحت الكنف فإذا فيه قطيعات من خرق الصوفية ، فندمت على خيانتي لها فنفضت الكنف ، فوقع من أسفله حرز ففتحته فإذا فيه مكتوب : فلان بن فلان تزوجته بالبلد (٤) الفلاني ، مات بالبلد الفلاني ـ حتى عددت قريبا من سبعين رجلا ممن مات فيها معها ، فقلت : يا أبا الحسن عن قليل يصير اسمك في التذكرة ، خرجت وغلقت الباب وسلمت مفتاح الدار إلى بعض المعارف ، ولم أنم تلك الليلة إلا على رأس الحد وهو عشرون فرسخا ، ولم أتوقف في موضع من فزعي منها حتى دخلت بغداد ، وكنت أسأل كل من يأتي من هناك عنها وأنا خائف حتى خبرت بعد مدة بموتها فآمنت وطابت نفسي.

قال : وسمعت أبا الحسن البسطامي يقول : كتب (٥) في حقي قصة ورفعت إلى الخليفة المقتدى بأمر الله يذكر فيها أن البسطامي تزهد ولبس الصوف وترك أكل الطيبات ، فإذا خلا في بيته لبس الكتان الرومي وأكل الدجاج المسمن وحلوى السكر ويتمتع بجوار له حسان ، فكتب المقتدى على ظهر القصة : يجوز جميع ذلك في الشرع.

قرأت في «كتاب التاريخ» لأبي الحسن محمد بن عبد الملك الهمداني قال : سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة في آخر شعبان كان علا روفا (٦) فمات فيه ببغداد أبو

__________________

(١) في الأصل : «فرالات».

(٢) في (ب) : «بحلمك».

(٣) في (ب) : «الكيف» في كل المواضع.

(٤) في الأصل : «بالبلاد».

(٥) في الأصل ، (ب) : «كنت».

(٦) هكذا في الأصول.

١٣١

الحسن البسطامي الصوفي ، وكان لباسه الصوف صيفا وشتاء ، ورباطه على نهر دجلة (١) ونهر عيسى معروف ، بناه أبو الغنائم بن المحليان ، وخلف أربعة آلاف دينار مدفونة.

٦٧٤ ـ علي بن أحمد ، أبو غالب الأنماطي :

من أهل البصرة ، قدم بغداد وأقام بها مدة ، وحدث باليسير عن أبي عمر الحسن ابن علي بن غسّان البصري ، سمع منه أبو الفضائل عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الباقي بن الخاضبة وسعد الله بن علي بن طاهر الدقّاق المقرئ.

٦٧٥ ـ علي بن أحمد ، أبو نصر البغدادي :

من أهل باب المراتب ، سمع أبا علي الحسن بن أحمد بن عبد الله البناء ، وحدث باليسير ، سمع منه أبو الحسن علي بن أبي سعيد (٢) الخبّاز وابن أخيه أبو بكر وكيع بن إبراهيم الأزجيان في مسجده بباب المراتب في السادس عشر من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وخمسمائة.

قرأت على عائشة بنت محمد الواعظ عن أبي الحسن علي بن أبي سعيد الخبّاز ، أنبأنا أبو نصر علي بن أحمد البغدادي بقراءتي عليه ، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد البناء بقراءة أبي عبد الله الحميدي قراءة عليه وأنا أسمع في شعبان سنة سبعين وأربعمائة وأنبأنا أحمد بن يحيى بن بركة البزّاز من أصل سماعه الصحيح ، أنبأنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد الشيباني ، أنبأنا أبو بكر محمد بن علي الخياط ، أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن دوست قالا : أنبأنا الحسين بن صفوان ، حدثنا عبد الله بن محمد القرشي ، حدثنا الصلت بن مسعود الجحدري ، حدثنا فضل ابن سليمان ، حدثني يونس بن محمد بن فضالة الظفري عن أبيه ـ قال : وكان أبي ممن صحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتاهم في بني ظفر فجلس على الصخرة التي في مجلس بني ظفر اليوم ومعه ابن مسعود ومعاذ بن جبل وناس من أصحابه ، فأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قارئا فقرأ فأتى على هذه الآية (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً) فبكى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى اضطرب لحياه وجنباه ، ثم قال :

__________________

(١) في الأصول : «دجلة نهر».

(٢) في (ب) : «أبي سعد».

١٣٢

«يا رب! هذا شهدت على من أنا بين ظهريه فكيف من لم أره» (١).

٦٧٦ ـ علي بن أحمد ، أبو الحسن الضرير المقرئ :

من شيوخ أبي بكر بن كامل ، روي عنه في معجم شيوخه ، أنبأنا من الشعر لغيره.

٦٧٧ ـ علي بن أبي الأزهر بن علي بن أبي خليفة ، أبو الحسن العطّار :

من أهل الحربية ، سمع أبا القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن بن البناء وغيره ، كتبت عنه وكان شيخا لا بأس به.

أخبرنا علي بن أبي الأزهر العطار ، أنبأنا سعيد بن أحمد بن البناء ، أنبأنا عاصم بن الحسن ، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد الواعظ ، حدثنا أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الإمام ، حدثنا العباس بن عبد الله ، حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ، حدثنا سعيد بن أبي أيوب عن أبي مرحوم عبد الرحيم (٢) بن ميمون عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من ترك اللباس تواضعا لله عزوجل وهو يقدر عليه دعاه الله عزوجل يوم القيامة على رءوس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء»(٣).

توفي علي بن أبي الأزهر في يوم الخميس الثامن عشر من ربيع الأول سنة ثمان وعشرين وستمائة ، ودفن بباب حرب وقد قارب الثمانين.

٦٧٨ ـ علي بن أسامة ، أبو الحسن العلوي الضرير :

من أهل واسط ، شاعر حسن الشعر ، قدم بغداد ومدح بها الوزير أبا الفرج محمد ابن عبد الله بن رئيس الرؤساء.

فمن قوله فيه ـ وقد أجاد ـ نقلته من خط شيخنا أبي سعد الحسن بن محمد بن الحسن بن حمدون من مجموع له ، حدثنا عضد الدين ، حدثنا محمد ، حدثنا بن صان

__________________

(١) انظر الحديث في : مجمع الزوائد ٧ / ٤٠. وإتحاف السادة المتقين ٦ / ٥٥١. والدر المنثور ٢ / ١٦٣.

(٢) في السنن : «عبد الرحمن».

(٣) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٢٤٨١. والسنن الكبرى للبيهقي ٣ / ٢٧٣. ومسند أحمد ٣ / ٤٣٩.

١٣٣

ملكا (١) وسيد الأمراء :

بشرت بالسعد ما أتى بشر

إليك إلا أوسعته بشرا

طويت عرضا مظهرا بك أن

فض بسقيا من نشره نشرا

عمرت يا عامر البلاد لقد

فضلت زيدا وقبله عمرا

كفك قد أنفس الأنام لما

بمطر جودا من سحبه غمرا

كم بدل المعسرين يسرا وكم

فك بمعروف جوده أسرا

رفقت بكرا إليك ماهرة

تطلب عن حق مهرها مهرا

فاقبل على نظمها بعزتك ال

غراء واخذل عدوك الغرا

٦٧٩ ـ علي بن إسحاق بن شاذان ، أبو الحسن البناء :

حدث عن محمد بن الحجاج الضبي الكوفي وأبي الحسن علي بن إشكاب وأبي بكر محمد بن الفرج الأزرق وعبد الملك بن محمد بن عبد الرحمن اللخمي وبنان بن يحيى بن زياد ، روي عنه أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن جعفر الحرقي.

أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن محمد بن عبد الباقي الشاهد أن إبراهيم بن عمر البرمكي أخبره أنبأنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن جعفر الحرقي قراءة عليه ، حدثنا علي بن إسحاق بن شادن البناء أبو الحسن ، حدثنا محمد بن الحجاج الضبي الكوفي ، حدثنا محمد بن سعيد بن أبية (٢) الأعمش عن صفوان بن سليم عن سليم عن سعيد عن يسار عن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «إن المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل» (٣).

٦٨٠ ـ علي بن أسعد بن رمضان ، أبو الحسن الخياط :

من أهل قرية تعرف بالأشنان قريبة من بغداد ، سكن باب الأزج ، سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وغيره ، وحدث باليسير ولا أعرفه.

حدثني محمد بن النفيس بن صحب الأزجي ، أنبأنا أبو الحسن علي بن أسعد بن

__________________

(١) هكذا في الأصول.

(٢) هكذا في الأصول.

(٣) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٢٣٧٨. ومسند أحمد ٢ / ٣٠٣ ، ٣٣٤.

١٣٤

رمضان الخياط الأشناني وأنبأنا أحمد بن أحمد أبو العباس الشاهد قالا : أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد قراءة عليه ، أنبأنا جعفر بن أحمد السراج ، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين التوزي ، أنبأنا أبو الفتح يوسف بن عمر القواس قرئ على أبي محمد يحيى بن محمد وأنا أسمع قيل له حدثكم إسحاق بن [شاهين] (١) ، حدثنا خالد بن عبد الله عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتموهم فاضطروهم إلى أضيق الطريق» (٢).

توفي علي بن أسعد في يوم الجمعة سادس شهر ربيع الأول من سنة اثنتين وثمانين و.... (٣) ودفن بباب حرب.

٦٨١ ـ علي بن إسماعيل بن بادكين الجوهري ، أبو الحسن ، المعروف بعلم الدين الركابدار العضدي :

كان شابا ذكيا حسن الخلق أديبا فاضلا بارعا ، حفظ القرآن الكريم وقرأ الأدب وقال الشعر الجيد ، قرأ العلوم الرياضية.

قرأت على أبي البركات عبد الرحيم بن عمر بن علي بن الخضر بن أبي الفتوح عبد السلام بن يوسف بن مقلد الدمشقي ، أنبأنا أبو الحسن علي بن إسماعيل بن بادكين الجوهري ـ شاب مطبوع ـ أنشدني لنفسه :

صرمتم حبالي حين واصلت حبلكم

وأسكرتموني إذا صحوتم من الوجد

فلا تحسبوا أني تغيرت بعدكم

عن العهد لا كان المغير للعهد

غرامي غرامي والهوى ذلك الهوى

ووجدي بكم وجدي وودي لكم ودي

وليس محبا من يدوم وفاؤه

مع الوصل ولكن من يدوم مع الصد

فيا كبدي الحرى لذي السخط والرضا

ويا مقلتي العبرى على القرب والبعد

تمر الليالي والسنون وتنقضي

ولا ينقضي بثي ولا ينقضي عدي

__________________

(١) ما بين المعقوفتين بياض في الأصل.

(٢) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب السلام باب ٤. وسنن أبي داود ، كتاب الأدب باب ٣٧. وفتح الباري ١١ / ٣٩.

(٣) مكان النقط بياض في الأصول.

١٣٥

تضوع أنفاسي بطيب حديثهم

كأن أحاديث الهوى نفس الزبد

وأهيف معسول الفكاهة واللمى

مليح التثني والشمائل والقد

به ري عيني وهو ظام إلى دمي

فخدي له ورد ومن خده وردي

وإني خليق بالجميل وفعله

كريم الهوى عذب الخليقة والورد

أجور وعندي زاجر من خصاصه

وأسمع بالجدوى وأبخل بالردى

وأصفح عن ذنب المسيء إذا هنا

وأسمو عن الخلق الذميمة والحقد

قرأت في كتاب «خريدة القصر في جريدة شعراء العصر» لأبي عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب الأصبهاني بخطه وأجاز لي روايته عنه ، قال : علم الدين علي ابن إسماعيل الجوهري علم في العلم والذكاء والفهم ، بارع في علم الهندسة والرياضيات ، فارع ذروة العلوم الدينيات من ظرفاء بغداد وفضلائها ومميزيها وكرمائها ونبلائها ، وقد تأكدت بيني وبينه صداقة صادقة وأخوة صافية موافقة ، وبيننا مراسلات في الشوق ، وإخوانيات يقطر منها ماء الصفاء ويوضي بزهرها روض الوفاء ، وله نظم برق وبروق ، ونثر يدق معناه ويفوق ، وهو مقطع غير مقصد ، فلله دره من مقتصر على الجيد مقتصد ، فمن ذلك قوله:

تحسن بأفعالك الصالحات

ولا تعجبن بحسن بديع

فحسن النساء جمال الوجوه

وحسن الرجال جميل الصنيع

قال : ومن قوله وقد غنى عنده :

فتشوا لي قلبا فقد ضاع قلبي

وأروني صبرا فقد عز صبري

فقال :

وعيون سود رمت فؤادي

بسهام من القسي الحصري

وخدود حمر أذقن حشاي

بحفاها طعم المنايا الحمر

وامتلأ الإزار مال (١) على ضعفي

وسكر الأعطاف أوجب شكري

هذه كلها محاسن دنياي

وأقصى سؤلي وأفراح دهري

ذكر أبو شجاع محمد بن علي بن شعيب بن الدهان المنجم في تاريخه ونقلته من

__________________

(١) هكذا في الأصول.

١٣٦

خطه أن العلم [الجوهري] (١) مات ببغداد في سنة سبع وسبعين وخمسمائة [رحمه‌الله].

٦٨٢ ـ علي بن إسماعيل بن الحسن البصري القطان ، ويعرف بالخاشع :

قرأ بمكة على أبي بكر محمد بن عيسى بن بندار الجصاص المقرئ ، وبأنطاكية على أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الرزاق بن الحسن بن عبد الرزاق (٢) العجلي ، وقرأ على أبي عبد الله محمد بن عبد العزيز الصباغ البزاز وأبي الحسن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن هارون المعروف بابن نضرة وأبي عبد الله محمد بن مردويه وأبي العباس أحمد بن محمد اللهبي وأبي أحمد محمد بن عبد الله بن محمد الهاشمي وأبي بكر محمد بن الحسن وأخيه الحسين بن الحسن وأبي عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسن الرازي المقرئ قراءة عليه ، وروي عنه سماعا وتلاوة أبو بكر محمد بن عمر بن موسى بن زلال النهاوندي وأحمد بن مسرور بن عبد الوهاب الخباز وأبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي ، وذكر أنه قرأ عليه ببغداد في قطيعة الربيع سنة ست وثمانين وثلاثمائة.

٦٨٣ ـ علي بن إسماعيل بن محمد ، أبو الحسن الصفار :

حدث عن أبي بكر محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق ، روي عنه أبو بكر محمد ابن إبراهيم بن علي العطار الأصبهاني مستملي أبي نعيم الحافظ.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي سعيد بن أبي طاهر المؤذن بأصبهان ، أنبأنا إسماعيل بن علي بن الحسين الصوفي ، أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي العطار ، حدثنا أبو الحسن علي بن إسماعيل بن محمد الصفار ببغداد ، أنبأنا أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق ، حدثني أحمد بن عيسى بن محمد بن الحكم المقرئ ، أنبأنا محمد بن هارون بن عيسى الهاشمي، أنبأنا أبو العباس أحمد بن هارون بن أبي حميد المؤذن ، حدثنا يحيى بن أكثم القاضي قال : كنا عند أمير المؤمنين [فقال] (٣) حدثني مسعدة ابن البيع عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أفضل

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل ، (ب).

(٢) «الحسن بن عبد الرزاق» ساقطة من (ج).

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١٣٧

أهل الجنازة أجرا أكثرهم (١) فيه ذكرا ، ومن لم يجلس حتى توضع ، وأوفاهم مكيالا من حثا عليها ثلاثا» (٢). قال يحيى قلت : يا أمير المؤمنين! لا والله ما سمعت هذا إلا من أمير المؤمنين ، وما سمعت منذ مدة حديثا أغرب ولا أحسن من هذا إنه يستحق أن يكتب بالذهب.

أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي بكر محمد بن علي بن ميمون الدباس ، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون قال : سنة ثلاثين وأربعمائة أبو الحسن علي بن إسماعيل بن محمد الصفار ـ يعني مات ، سمعت منه عن ابن إسماعيل الوراق.

٦٨٤ ـ علي بن إسماعيل ، أبو الوزير الصوفي :

روي عنه أبو الحسن علي بن عبد الله بن جهضم الهمداني وأبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد الماليني.

كتب إلى أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي ، حدثنا أبو الفتح نصر الله بن الفقيه ، أنبأنا الفقيه أبو القاسم علي بن محمد بن علي الشافعي ، أنبأنا أبو الحسن محمد بن إبراهيم الفارقي المعروف بابن الصواف بها ، أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن الخليل الماليني قال : سمعت أبا الوزير علي بن إسماعيل الصوفي ببغداد يقول : سمعت محمد بن إسماعيل بن علي يقول عن أبيه أنه قيل له : ما ألذ الأشياء؟ قال : ممازحة محبوب ، ومحادثة إخوان في الله عزوجل ، وأماني تقطع بها زمانك ، وما من لذة إلا والإفضال على الأخوان ألذ منه.

٦٨٥ ـ علي بن إسماعيل الديلمي ، أبو الحسن العتكي المؤيدي :

حدث عن أبي بكر محمد بن مأمون بن علي بن إبراهيم المتولي وروحك بنت أبي القاسم عبد العزيز بن عبد الرحمن الصفار النيسابوري ، روي عنه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف في معجم شيوخه.

قرأت في كتاب ابن كامل بخطه وأنبأنيه ابنه يوسف عنه ، أنبأنا أبو الحسن علي بن إسماعيل المؤيدي الديلمي في شهر ربيع الآخر سنة عشرين وخمسمائة ، أنبأنا أبو بكر

__________________

(١) في (ج) : «أكبرهم».

(٢) انظر الحديث في : كنز العمال ٤٢٣٤٩.

١٣٨

محمد بن مأمون بن علي بن إبراهيم بن سباح المتولي ، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد ابن عثمان المقرئ ، حدثنا أحمد بن علي بن الحسن المقرئ ، حدثنا أحمد بن زيد البصري ، أنبأنا سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال : رأيت المسك في مفرق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وما كنا نعرف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في ظلمة الليل إلا بالغالية في لحيته.

٦٨٦ ـ علي بن أفلح بن محمد ، أبو القاسم العبسي :

كاتب أديب فاضل عالم كامل شاعر مجيد مترسل بليغ ، له ديوان شعر ورسائل ، ويكتب خطا حسنا ، وقد أكثر القول في الغزل والمديح وسائر الفنون فأحسن ، ثم تعدى ذلك إلى هجو الناس والنكث لأعراضهم والوقيعة فيها بأكثر من ذلك حتى أوجب له مقتا من الناس ، وخاف من جماعة من الصدور فخرج من بغداد هاربا إلى الشام ، واتصل بملوكها واستشفع بهم إلى الديوان في رده إلى وطنه ، فشفعوا فيه إلى الإمام المسترشد بالله ، فأجابهم إلى ذلك وقبله ، فعاد إلى بغداد وأقام بها إلى حين وفاته.

أنبأنا أبو الغنائم سعيد بن حمزة بن أحمد بن شارح الكاتب قال : سمعت أبا القاسم ابن أفلح ينشد والدي لنفسه بدارنا :

ما بعد حلوان المشتاق سلوان

عن العزاء وبان الصبر قد بانوا

دعني وتسكاب دمعي من مدامعه

فللشئون ولي من بعدهم شأن

ما العيش من بعدهم مما ألذ به

أني يلذ بغير النوم وسنان

هم الحياة وقد بانوا الغداة فهل

يصح بعد ذهاب النفس جثمان

يا صاحبي أقلا من ملامكما

فإن لومكما ظلم وعدوان

أين الشجى من خلى ما أحب ولا

هاجت له بنوى الأحباب أشجان

قرأت على أبي البركات عبد الرحيم بن عمر بن علي القرشي عن أبيه أنشدنا أبو المعالي سعد بن علي بن القاسم بن علي الحارثي ، أنشدنا أبو القاسم علي بن أفلح العبسي لنفسه :

أستغفر الله من نظم القريض فقد

أقلعت عنه فما لي فيه من أرب

١٣٩

إذ لست أنفك في نظميه في فرع

أمسى ينغض عندي لذة الأدب

إذا صدقت بهجوى الناس خفتهم

وإن مدحت خشيت الله في الأدب

قال : وأنشدنا ابن أفلح لنفسه :

لما أتاني بها المدير على

عاتقه من شعاعها ألق

حسوتها مسرعا مخافة أن

يلبث في راحتي فتحترق

قال : وأنشدنا ابن أفلح لنفسه :

قالوا انحنى كبرا فقلت سفاهة

لمقال من لم يتئد في قيله

سكن الحبيب شغاف قلبي ثاويا

فحنوت منعكفا على تقبيله

وأنشدنا ابن أفلح لنفسه :

لله أحباب نأت بهم

أيدي النوى ففراقهم جلل

بعدوا فدمع العين منهمل

ونأوا فنار الشوق تشتعل

هذا وما بعدت مسافتهم

إذ قربوا للبين واحتملوا

[رحلوا] (١) وألفوا ونووا

فكأنهم رحلوا وما رحلوا

قال : وأنشدني ابن أفلح لنفسه :

لا غرو من جزعي لبينهم

يوم النوى وأناخوا أنفسهم (٢)

فالقوس من خشب ثان إذا

ما كلفوها فرقة السهم

قرأت على أحمد بن الحسين بن أحمد بن أحمد السلمي بدمشق عن جده أحمد أنشدني أبو المعالي سعد بن علي الحظيري أنشدني الرئيس أبو القاسم علي بن أفلح لنفسه :

كم إلى كم يكون هذا التجني

كل يوم تعبت منك بعيني

ما تحيلت في رضاك وما

لفت بفن إلا سخطت بفن

لست تصغى إلى هداية نصحي

أنت أهدى إلى صلاحك مني

__________________

(١) ما بين المعقوفتين بياض في الأصل ، (ب).

(٢) هكذا في الأصول.

١٤٠