تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٨

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٨

المؤلف:

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٤١

الصقر بن عبد المجيب والقاضي أبي يعلى (١) محمد بن علي بن يعقوب الواسطي وأبي الفرج (٢) الحسن بن علي بن المذهب وأبي عبد الله محمد بن علي الصوري ، وانفرد بالرواية عن أكثرهم وعمر حتى اشتهرت عنه الرواية وصارت الرحلة إليه وكتب عنه الحفّاظ والأئمة ، وروي عنه الكبار ، وكتب عنه أبو غالب الذهلي والمؤتمن الساجي ، وروي عنه الإمام المسترشد بالله أبو منصور الفضل أمير المؤمنين وأبو القاسم بن السمرقندي وأبو الفضل بن ناصر وخلق كثير من سائر أقطار الدنيا ، يجوزون (٣) الإحصاء ، وروي لنا عنه أبو الفرج بن كليب وهو آخر من روي عنه على وجه الأرض.

أخبرنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب بن سعد بن صدقة بن الخضر بن كليب الخراني قراءة عليه وأنا أسمع غير مرة ، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان قراءة عليه في سنة ست وخمسمائة ، أنبأنا أبو الحسن بن مخلد قراءة عليه في سنة سبع عشرة وأربعمائة ، أنبأنا أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصّفّار في سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة ، حدثنا أبو علي الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي سنة ست وخمسين ومائتين ، حدثنا عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي المهاجر عن بريدة الأسلمي قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بعض غزواته فقال : «بكروا في الصّلاة في يوم الغيم فإنه من ترك صلاة العصر حبط عمله» (٤).

أخبرنا أبو الفرج الحرّاني ، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان قراءة عليه ، أنبأنا أبو الفرج (٥) الحسين بن علي بن عبيد الله الطناجيري قراءة عليه سنة سبع وثلاثين وأربعمائة، أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين ، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي ، حدثنا علي بن الجعد ، أنبأنا شعبة وأبو معاوية جميعا عن الأعمش عن ذكوان عن أبي سعيد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا تسبوا أصحابي ، والذي نفس محمد بيده

__________________

(١) في العبر ٣ / ١٧٥ : «أبو العلاء».

(٢) في العبر ٣ / ٣٠٥ : «أبو على».

(٣) في (ب) : «يحورون».

(٤) انظر الحديث في : سنن أبي ماجة ٦٩٤. ومسند أحمد ٥ / ٣٦١. وصحيح ابن حبان ٢٥٦.

(٥) «الحراني أنبأنا أبو القاسم على بن أحمد بن بيان قراءة عليه أنبأ أبو الفرج» ساقطة من (ج).

١٠١

لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه» (١)

أخبرنا عبد المنعم بن عبد الوهاب ، حدثنا أبو القاسم بن بيان (٢) ، أنبأنا أبو الحسن ابن مخلد ، أنبأنا إسماعيل الصّفّار ، حدثنا الحسن بن عرفة ، حدثنا عبد الله بن المبارك بن الحسن بن عمرو التميمي (٣) عن منذر الثوري عن محمد بن الحنفية قال : ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لم يجد من معاشرته بدا حتى يجعل له الله (٤) ... أو قال : مخرجا.

قرأت على أبي الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب عن أبي القاسم بن بيان ، أنبأنا الشريف أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الواحد المنكدري ، أنشدنا أبو القاسم الحسن ابن محمد بن حبيب المفسر ، أنشدنا أبو زكريا يحيى بن محمد بن عبد الله العنبري ، أنشدنا أبو حاتم سهل بن محمد :

إن الجواهر درّها ونضارها

هن الغذاء لجواهر الآداب

فإذا كنزت أو ادخرت ذخيرة

تسمو بزينتها (٥) على الأصحاب

فعليك بالأدب المزين أهله

كيما تفوز ببهجة وثواب

سمعت شهاب الحاتمي بهراة يقول : سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول : سمعت محمد بن عبد الباقي البزّاز يقول : كان أبو القاسم بن بيان يقول : أنتم ما تطلبون الحديث والعلم ، أنتم تطلبون العلو في السند ، وإلا ففي داري اسمعوا مني هذا الجزء ، ومن أراد أن يسمع مني يزن دينارا ، قلت : كان من عادة أبي القاسم بن بيان [أنه] (٦) لا يسمع جزء الحسن بن عرفة إلا بدينار لكل واحد من السامعين وكان شيخنا ابن كليب أيضا لا يسمعه إلا بدينار ولكن لجماعة أو لواحد.

سمعت الحاتمي يقول : سمعت [ابن السمعاني يقول سمعت] (٧) محمد بن عبد

__________________

(١) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(٢) في الأصل : «بنان» في كل المواضع.

(٣) في (ج) : «النقيمى» وفي الأصل : «النفمي».

(٤) في (ب) : «الله له» وبياض مكان النقط في الأصول.

(٥) في النسخ : «بين بنيها».

(٦) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصول.

(٧) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصول.

١٠٢

الباقي البزّاز يقول : إن بعض الطلبة حمل إلى ابن بيان دينارا ليسمع منه نسخة الحسن [ابن](١) عرفة ، فمضى معه بعض الفقراء فقال : الدخول على الشيخ وحضور القراءة ما إليه سبيل ، ولكن تقعد على الباب بحيث لا يعرف الشيخ وأنا أرفع صوتي وقت القراءة ويحصل مقصودك ، ففعل ، فلما قعد بين يدي الشيخ وشرع في القراءة وأحس الشيخ بما فعل ، قال لجارية [له] (٢) : قومي واقعدي خلف الباب ودقي (٣) الشيح (٤) الفلاني (٥) في الهاون ، ومقصوده أن لا يسمع الذي على الباب ، ثم قال : أنا بغدادي ما يخفى عليّ مثل هذا.

أخبرنا جعفر بن علي بن هبة الله المقرئ بالإسكندرية ، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قال : سألت أبا غالب شجاع بن فارس الذهلي عن علي بن أحمد بن بيان ، فقال : حدث عن جماعة وهو صحيح السماع.

قرأت بخط أبي الفضل بن ناصر وأنبأنيه عنه ابن الأخضر قال : سئل أبو القاسم بن بيان عن مولده وأنا أسمع ، فقال : في ليلة الاثنين سادس صفر من سنة اثنتي عشرة وأربعمائة ، وأول سماعي في سنة سبع عشرة.

قرأت بخط أبي القاسم بن القاسم وأنبأنيه عنه ابن الأخضر قال : سألت أبا القاسم ابن بيان عن مولده فقال : ولدت سنة اثنتي عشرة وأربعمائة بالقطيعة بالجانب الغربي.

قرأت بخط أبي الفضل محمد بن محمد بن محمد بن عطّاف الموصلي وأنبأنيه عنه ابنه سعيد قال : سألته ـ يعني أبا القاسم بن بيان ـ عن مولده ، فقال : كان عندي أنه سنة اثنتي عشرة حتى وجد بخط والدي أنه كان سنة ثلاث عشرة وأربعمائة.

قرأت بخط الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي في معجم شيوخه قرأته على أبي الحسن بن المقدسي عنه عن مولده فقال : في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة بين (٦) العيدين ، وتوفي سنة عشر وخمسمائة في شعبان وأنا بدمشق ، وكان سماعه على ابن

__________________

(١) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصول.

(٢) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصول.

(٣) في الأصل : «وفي» وفي (ب) : «ردى».

(٤) في النسخ : «الشيخ».

(٥) في (ج) : «أهلامي».

(٦) في النسخ : «من العيدين».

١٠٣

مخلد سنة سبع عشرة ولا يعرف في الإسلام بعد الصحابة والتابعين محدث (١) وازاه في قدم السماع.

قرأت بخط محمد بن ناصر الحافظ قال : مات الشيخ الرئيس أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزّاز في ليلة الأربعاء السادس من شعبان سنة عشر يعني وخمسمائة وصلى عليه في يوم الخميس في سابع شعبان في الجامع من دار الخليفة وحمل إلى مقبرة باب حرب فدفن هناك ، وكان قد بلغ من العمر تسعا وتسعين سنة ، وهو آخر من حدث بحديث الحسن بن عرفة عن ابن مخلد ، وآخر من حدث عن أبي القاسم بن بشران وأبي القاسم الحرفي (٢) والقاضي أبي العلاء الواسطي ، وكان سماعه صحيحا.

٦٣٥ ـ علي بن أحمد بن محمد بن علي الدّهّان ، أبو الحسن بن أبي القاسم بن أبي بكر بن أبي الحسن المرتب :

من أهل شاعر دار الرقيق ، كان مرتب الصفوف بجامع المنصور ، وكانت له معرفة بأحوال القضاة والشهود والخطباء ، وجمع جزءا في وفاءات الشيوخ ، وكان أميا يملى على الناس ويكتبون له ، سمع الشريفين أبا الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله وأبا الحسن محمد بن أحمد بن المهتدي بالله وأبا بكر أحمد بن محمد بن حمدويه الرزّاز وأبا الحسن محمد بن أحمد البرداني ، وصحب أبا علي بن الشبلي وأبا القاسم بن باقبا (٣) ، وروي عنهما كثيرا من شعرهما ، سمع منه أبو غالب شجاع بن فارس الذهلي ، [و] (٤) روي عنه أبو القاسم بن السمرقندي وأبو طاهر السلفي والشريف أبو علي الحسن بن جعفر بن عبد الصمد المتوكل على الله وأبو بكر محمد بن بركة بن محمد ابن كرما الصلحي وأبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد بن الطوسي الخطيب.

كتب إليّ علي بن المفضل الحافظ أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قراءة عليه ، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي بن الدّهّان المرتب قراءة عليه في داره بدرب صالح من ناحية شارع دار الرقيق غربي مدينة دار السلام وأخبرنا عبد الله بن

__________________

(١) في الأصل : «نحدت» وفي (ب) ، (ج) : «فحدث».

(٢) في (ج) : «الحرفى».

(٣) هكذا في النسخ.

(٤) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل ، (ب).

١٠٤

دهبل بن علي قراءة عليه ، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البرداني قالا : أنبأنا أبو بكر أحمد بن أبي الحواري ، حدثنا وكيع ، حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي‌الله‌عنها قالت : أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بصبي فبال عليه فأتبعه الماء ولم يغسله.

أخبرنا أبو حامد عبد الله بن مسلم بن ثابت ، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر [بن] (١) السمرقندي ، أنشدني علي بن أحمد بن محمد المرتب ، أنشدني محمد بن الحسين بن عبد الله بن أحمد بن يوسف بن الشبلي في المرضة التي مات فيها :

إذا كثرت منك الذنوب فداوها

برفع يد في الليل والليل مظلم

ولا تقنطن من رحمة الله إنما

قنوطك منها من خطائك أعظم

فرحمته للمحسنين كرامة

ورحمته للمذنبين تكرم

أخبرنا عبد الرحمن بن عبد المجيد الفقيه وعبد العزيز بن محمد بن أحمد بن تميم وعبد الوهاب بن ظافر بن روّاج والحسين بن علي الطرابلسي بالإسكندرية وعيسى (٢) بن عبد العزيز اللخمي بالقاهرة أنشدنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي ، أنشدنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الدّهّان المرتب ، أنشدنا أبو علي محمد بن الحسين بن شبل النحوي لنفسه :

إذا ما شح ذو المال

سخا الدهر بإنهابه

إذا لم يرزق الغصن

فقطع الأصل أولى به

قرأت على أبي الحسن بن المقدسي بمصر عن أبي طاهر السلفي قال : قال لي أبو علي المرزباني الحافظ حمل إلى أبو الحسن المرتب جزءا مكتوبا عن أبي بكر بن ثابت الخطيب وسمع المفضل فيه لنفسه وأرخ لسنة خمس وستين وأربعمائة ـ والخطيب قد توفي في ذي الحجة سنة ثلاث وستين ـ بخط أبي الفضل محمد بن محمد بن محمد بن عطاف الموصلي وأنبأنيه عنه ابنه سعيد قال : سألت أبا الحسن علي بن الدهان المرتب بجامع المنصور عن مولده ، فقال : في سنة ثلاثين وأربعمائة.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل ، (ب).

(٢) في (ج) : «وقيس».

١٠٥

قرأت بخط أبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي قال : توفي أبو الحسن علي بن أحمد بن الدّهّان المرتب في يوم الأحد رابع عشرين ربيع الأول سنة ثمان عشرة وخمسمائة.

٦٣٦ ـ علي بن أحمد بن محمد بن خزّاز ، أبو الحسن الخيّاط : (١)

من أهل الكرخ ، وهو والد شيخنا أحمد الذي تقدم ذكره ، سمع مع ولده من أبي بكر محمد بن عبد الباقي البزّاز وأبي منصور عبد الرحمن بن محمد البزاز وأبي عبد الله محمد بن محمد بن السلال الورّاق ، وروي عن أبي تراب بن الشيرجي شيئا من شعره ، روي عنه أبو سعد بن السمعاني ، وذكر أنه كان شيخا صالحا متدينا وأنه روى بأبيورد عن محمد بن عبد الباقي الأنصاري.

٦٣٧ ـ علي بن أحمد بن محمد بن محمد المقرئ ، أبو الحسن (٢) المؤدب الأحدب :

قرأ الأدب على أبي زكريا (٣) التبريزي وغيره ، وروي عنه أبو سعد بن السمعاني أناشيد من شعره وشعر غيره ، وكان أديبا فاضلا.

أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال : سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول : سمعت أبا الحسن علي بن أحمد بن محمد المؤدب يقول : أنشدت بيتا وبيته :

كأن لم يكن بيني وبينكم هوى

ولم يك موصولا بحبلكم حبلي (٤)

قال : فأوجزته :

ولم يجتمع في الدهر يوما وليلة

بشملكم ما نتن (٥) في مجمع شملي (٦)

أخبرني الحاتمي أنشدني ابن السمعاني أنشدني علي بن أحمد بن محمد المؤدب الأحدب يرثي ميتا له :

__________________

(١) انظر : المشتبه ، ص ١٦١.

(٢) في النسخ : «أبو الحسين».

(٣) في الأصل : «أبي كرما».

(٤) في الأصل : «جبل».

(٥) هكذا في النسخ.

(٦) في الأصل ، (ب) : «شلمى».

١٠٦

ولست براض بالبكاء بتتي (١)

عليك إلى أن أمزج الدمع بالدم

فلو أن جفني دائما ببكائه

على قدر حزن تستحقينه عمى

وإني بمثل الكأس بعدك شارب

كما شرب المأمون من أرن (٢) آدم

فلا بليت تلك العظام فإنها

بقية جسمي لم يدنس بمأثمي

أخبرني الحاتمي ، حدثنا ابن السمعاني قال : علي بن أحمد بن محمد المقرئ المؤدب أبو الحسن يعرف بالأحدب وكذلك كان ، شيخ صالح حسن السيرة فاضل له معرفة بالأدب ، يعلم الصبيان اللغة المقتدية ، دخلت مكتبه وذاكرته فقال لي : سمعت الحديث من رزق الله التميمي وطراد الزينبي وابن طلحة وأبي الحسن بن العلّاف ولكن أصولي نهبت (٣) وتفرّقت ، علقت عنه أشعارا وسألته عن مولده ، فقال : ليلة الجمعة رابع عشر صفر سنة أربع وسبعين وأربعمائة بالجانب الشرقي.

قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطه قال : توفي أبو الحسن علي بن أحمد المقرئ المؤدب الأحدب يوم الاثنين تاسع شعبان سنة خمس وأربعين وخمسمائة وصلّى عليه بباب الجامع ودفن بالحديدة (٤).

٦٣٨ ـ علي بن أحمد بن محمد بن الحسين ، أبو الحسن الخيّاط المقرئ :

أخو أبي نصر محمد بن أحمد المقرئ المقدم ذكره ، كان يصلي إماما بمسجد أخيه رأس درب القتّار (٥) ، سمع بإفادة أخيه من أبي الفوارس طراد بن محمد الزينبي وأبي الخطّاب نصر بن أحمد بن البطر وأبوي عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي والحسين بن علي بن أحمد بن البسري وأبي بكر أحمد بن علي الطريثيثي وغيرهم ، روي لنا عنه يوسف بن المبارك بن كامل الخفّاف.

أخبرنا يوسف بن المبارك ، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الخيّاط بقراءة والدي عليه في سنة ست وثلاثين وخمسمائة ، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن

__________________

(١) في (ج) : «بتني».

(٢) في (ب) ، (ج) : «أزن».

(٣) في (ج) : «نحيت».

(٤) في (ج) : «بالجديدة».

(٥) في (ج) : «القتاد».

١٠٧

محمد بن طلحة ، أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي ، حدثنا أحمد بن سليمان النجّاد إملاء ، حدثنا إسماعيل بن إسحاق ، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس ، حدثني كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده أنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أربعة أجبال من أجبال الجنة ، وأربعة أنهار من أنهار الجنة ، وأربعة ملاحم من ملاحم الجنة» ، قيل : فما الأجبل (١)؟ فقال : «جبل أحد يحبنا ونحبه ، والطور جبل من جبال الجنة ، ولبنان جبل من جبال الجنة(٢) ، والأنهار : النيل والفرات وسيحان وجيحان. والملاحم : بدر وأحد والخندق وحنين»(٣).

أخبرني شهاب الحاتمي بهراة ، حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال : علي بن أحمد بن محمد الخياط المقرئ أبو الحسن شيخ صالح ، يسكن المسجد الذي بين الدربين ، كتبت عنه وسألته عن مولده ، فقال : ليلة الجمعة رابع عشر ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة.

قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع بخطه قال : توفي أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن الحسين الخيّاط المقرئ المعروف بابن السنبرة المصلى بمسجد أخيه أبي نصر المقرئ رأس درب القتّار يوم الأربعاء خامس عشر ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة ، ثم دفن بباب أبرز قريبا من باب المختارة (٤) عند أخيه الشيخ الزاهد أبي نصر.

٦٣٩ ـ علي بن أحمد بن محمد بن الكرخي ، أبو المظفر :

من أهل باب الأزج ، وهو أخو القاضي أبي طاهر محمد وأبي المعالي الحسن اللذين تقدم ذكرهما ، كان شيخا حسنا نظيفا في صورته وملبسه وطهارته ، وكان منزويا (٥) في منزله ، مقبلا على شأنه ، مشتغلا بالخير ، قليل المخالطة للنّاس ، سمع الحديث من أبوي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون ومحمد بن عبد السلام بن أحمد الأنصاري وأبي بكر أحمد بن علي الطريثيثي وأبي عبد الله الحسين بن علي بن أحمد بن البسري

__________________

(١) في (ج) : «الأجيال».

(٢) لم يذكر الجبل الرابع وهو «جبل نجبة» كما في مجمع الزوائد ١٠ / ٧١.

(٣) انظر الحديث في : مجمع الزوائد ١٠ / ٧١.

(٤) في الأصل : «المحشارة».

(٥) في (ج) : «مترويا».

١٠٨

ومحمد بن أبي نصر الحميدي وغيرهم ، وروي لنا عنه أبو محمد بن الأخضر وعبد الرزّاق بن عبد القادر الجيلي.

حدثنا عبد العزيز بن محمود بن الأخضر من لفظه وأصله أنبأنا القاضي أبو طاهر محمد بن أحمد بن الكرخي وأخواه أبو المظفر علي وأبو المعالي الحسن بقراءتي عليهم ، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد بن البسري (١) قراءة عليه ، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبّار السّكّري قال : قرئ على أبي علي إسماعيل بن محمد الصّفّار وأنا أسمع حدثنا سعدان بن نصر بن منصور البزّاز ، حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا حماد بن زيد عن حاجب بن المفضل بن المهلب بن أبي صفرة عن أبيه قال : سمعت النعمان بن بشير يخطب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اعدلوا بين أبنائكم اعدلوا بين أبنائكم» (٢).

قرأت بخط أبي عبد الله بن أحمد بن الخشّاب وقرأه على أبي القاسم الورّاق عنه قال : سألته ـ يعني أبا المظفر علي بن أحمد الكرخي ـ عن مولده ، فقال : في جمادى الآخرة سنة سبع وسبعين وأربعمائة.

سمعت أبا العباس أحمد بن أحمد بن البندنيجي الشاهد يقول : توفي أبو المظفر بن الكرخي في ليلة الأحد رابع عشري المحرم سنة اثنتين وستين وخمسمائة ودفن بمقبرة الفيل (٣).

٦٤٠ ـ علي بن أحمد بن محمد بن عمر بن مسلم بن عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن محمد بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب ، أبو الحسن العلوي الحسني الزيدي نسبا الشافعي مذهبا.

وكذا رأيت نسبه بخط يده ، كان أحد الأعيان المشار إليهم بالزهد والعبادة ، والفضل والعفة والنزاهة ، وحسن الطريقة وصحة العقيدة ، وسلامة الطوية ، قطع أوقاته في العبادة ، ومواصلة الطاعة ، وطلب العلم ودرسه وكتابته والسعي في تحصيله ، حتى

__________________

(١) في (ج) : «البسيرى» وفي (ب) : «السرى».

(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ٢٠٦. وصحيح مسلم ، كتاب الهبات ١٣. وفتح الباري ٥ / ٢١٠ ، ٢١٣ ، ٢١٤.

(٣) في الأصل ، (ب) : «بمقبرة النيل».

١٠٩

مكن الله منزلته في قلوب الناس ، فأحبه الخاص والعام ، ووقع له القبول في الأرض حتى كان يقصده الأماثل والأعيان لزيارته والتبرك به ، وهو مع ذلك متواضع في طلب العلم وحضور مجالس الحديث والسماع من كل راو وصحبة طلبة العلم والنسخ والتحصيل لا يفتر من ذلك ، وكان موصوفا بحسن الخلق والخلق وطيب الملقى وحسن العشرة وحلاوة الألفاظ والجود والمروءة وبذل ما بيده ، وتفقد المتحملين والأفضال على الناس ، وسمع الحديث الكثير ، وقرأ بنفسه ، وكتب بخطه ، واستكتب بخط غيره ، وحصل الأصول الكثيرة حتى صار له من الكتب المصنفة والمسانيد (١) والأجزاء شيء كثير ، فوقفه بمسجده الذي استجده بدار دينار الصغيرة ، وشاركه في الوقفية شريكه رفيقه صبيح النصري (٢) ، وأضاف إلى كتبه ما (٣) حصله من كتب وما كتبه بخطه واستكتبه بخط غيره ، وكانا على طريقة جميلة من حسن الصحبة وصحة النية وسلامة الطوية حتى كأنهما روحان في جسد.

سمع أبا بكر محمد بن عبيد الله بن الزاغوني (٤) وأبا عبد الله محمد بن عبيد الله ابن سلامة الكرخي وأبا الفضل محمد بن ناصر الحافظ وأبوي القاسم سعيد بن أحمد ابن البناء ونصر بن نصر العكبري والشريفين أبا المظفر محمد بن أحمد بن عبد العزيز العباسي وأبا الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي وأبا المظفر هبة الله بن أحمد بن محمد بن الشبلي وأبا محمد محمد بن أحمد بن عبد الكريم بن المادح وخلقا كثيرا من أصحاب طراد الزينبي وعاصم بن الحسن وأبي الخطاب بن البطر وأبي عبد الله بن طلحة وأبي القاسم الربعي وأبي الحسن بن العلاف ، وأكثر عن أصحاب ابن الطيوري وابن بيان وابن نبهان وابن المهدي وابن المهتدي وأبي العباس بن النّرسيّ وأبي طالب ابن يوسف ، ولم يزل يسمع ويطلب حتى كتب عن أصحاب ابن الحصين (٥) وأبي غالب بن البناء وابن كادش ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري وأمثالهم ، وبالغ في الطلب حتى طلب (٦) عن أقرانه وعمن هو دونه ، وحدث باليسير لأنه مات شابا قبل أوان

__________________

(١) في (ب) : «الأسانيد».

(٢) في (ج) : «البصري».

(٣) في الأصل : «مما حصله».

(٤) في الأصول زيادة : «وأبا عبد الله محمد بن عبيد الله بن الزاغونى».

(٥) في (ج) : «الحسين».

(٦) في (ب) ، (ج) : «كتب».

١١٠

الرواية ، سمع منه أقرانه كإبراهيم بن محمود بن الشّغّار وأبي الخطاب عمر بن محمد بن عبد الله العليمي وأبي حفص عمر بن أحمد بن بكرون (١) وصبيح بن عبد الله النصري (٢) وغيرهم، وكان من الثقات الأثبات.

أخبرني أبو أحمد داود بن علي بن محمد بن هبة الله بن المسلمة ، أنبأنا الشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي قراءة عليه [و] أخبرنا أحمد بن يحيى الخازن وأبو سعيد الأزجي قالوا : أنبأنا الشريف أبو المظفر محمد بن أحمد بن علي بن عبد العزيز العباسي [و] أبو محمد محمد بن أحمد بن عبد الكريم التميمي قالا : أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي ، أنبأنا أبو بكر محمد بن عمر بن علي بن خلف بن زنبور الورّاق ، حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، حدثنا أحمد بن حنبل وجدي وزهير بن حرب وشريح بن يونس وابن المقرئ قالوا : أنبأنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال : مر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم برجل يعظ أخاه في الحياء ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الحياء من الإيمان» (٣).

كتب إليّ أبو غالب عبد الواحد بن مسعود بن عبد الواحد بن الحصين قال : سمعت الشريف الزاهد أبا الحسن علي بن أحمد بن محمد الزيدي يقول : اجعل (٤) النوافل كالفرائض والمعاصي كالكفر والشهوات كالسموم ومخالطة الناس كالنّار والغذاء كالدّواء.

ذكر شيخنا عبد العزيز بن الأخضر أن الشريف أبا الحسن الزيدي أول سماعه للحديث كان في سنة سبع وأربعين وخمسمائة ، وأنه لم يسمع من القاضي أبي الفضل الأرموي شيئا. سمعت الشريف أبا البركات عمر بن أحمد بن محمد الزيدي يقول : ولد أخي أبو الحسن علي بن أحمد في سنة تسع وعشرين وخمسمائة. سمعت أبا الفتوح نصر بن الفرج الحصري الحافظ بمكة يقول : توفي الشريف الزيدي رضي‌الله‌عنه يوم الثلاثاء قبل غروب الشمس سادس عشري شوال من سنة خمس وسبعين وخمسمائة ،

__________________

(١) في الأصل ، (ب) : «بكران».

(٢) في النسخ : «النقرى».

(٣) الحديث سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(٤) في النسخ : «أجمل».

١١١

ودفن سحرا (١) في بيت ملاصق لمسجده ، وغسله العدل بن بكرون والشيخ صبيح ودفناه ليلا.

قرأت في كتاب القاضي أبي المحاسن عمر بن علي (٢) القرشي بخطه قال : وممن مات (٣) في شوّال في هذه السنة في هذا الطاعون ـ يعني سنة خمس وسبعين وخمسمائة ـ الشريف الزاهد ولي الله أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر الزيدي ، وكان عالما فاضلا حافظا عارفا ، له المجاهدات الكثيرة والمعرفة التامة ، والأحوال الحسنة والكرامات الظاهرة ، لو أتيت ما شاهدت له من الكرامات وما حدثني به الثّقات من ذلك لقام من ذلك كراريس ، ومات عن قريب من سبع وأربعين سنة ، وكان رفيقي في السماع سنين كثيرة ـ رحمة الله عليه ورضوانه ، مرض ستة أيام ، ومات في أواخر يوم الثلاثاء السادس عشري الشهر ودفن ليلا بموضع وقفه (٤) جوار مسجده.

٦٤١ ـ علي بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الحديثي ، أبو الحسن بن أبي نصر :

من ساكني دار الخلافة ، تقدم ذكر والده ، وهو أخو قاضي القضاة روح بن أحمد ، سمع أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبا منصور عبد الرحمن بن محمد القزّاز وأبا القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي وأبا النجم بدر بن عبد الله الشيخي وأبا شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي وغيرهم.

وسافر عن بغداد في تجارة ودخل الشام ومصر وحدث هناك ، روى لنا عنه غير واحد من أصحابنا.

أخبرني يوسف بن خليل الأدمي بحلب ، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الحديثي البغدادي قدم علينا دمشق بقراءتي عليه وأنبأنا أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي الواعظ وأبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين وأبو محمد عبد العزيز ابن محمود بن الأخضر والقاضي أبو الفتح محمد بن أحمد الواسطي وأبو علي ضياء بن

__________________

(١) في (ج) : «سحيرا».

(٢) في الأصل : «على بن عمر».

(٣) في (ج) : «وممن جاءت».

(٤) في النسخ : «وقته».

١١٢

أحمد بن أبي علي وعبد الواحد بن سعد الصّفّار وأبو مسعود (١) المبارك بن أبي القاسم البزّاز وأبو حامد عبد الله بن مسلم بن ثابت البزّاز وأبو القاسم أحمد بن علي ابن أحمد بن الحرّاز المقرئ وأبو الحسن محمد بن علي بن الحسين الزينبي وأبو عبد الله الحسين بن أحمد بن الحسين بن أيوب وأبو محمد عبد الله بن المبارك بن أبي القاسم بن الطويلة وبركات بن أبي غالب بن نزال والحسن بن أحمد بن راشد المدني وأبو محمد إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم الكاتب وأبو القاسم أحمد بن ترمش بن بكتمر الخيّاط ببغداد وأبو اليمن زيد بن الحسن الكندي بدمشق قالوا جميعا : أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري قراءة عليه ، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي ، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي ، حدثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري ، حدثنا مسلم بن إبراهيم ، حدثنا هشام عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري قال : أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بصاع من تمر ريّان (٢) ، وكان [تمر نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تمرا بعلا فيه يبس] (٣) فقال : «أني لكم هذا؟ «قالوا : يا رسول الله! بعنا بصاعين من تمرنا بصاع من هذا ، فقال : «لا تفعلوا ولكن بيعوا من تمركم ثم اشتروا هذا» (٤).

سمعت يوسف بن خليل يقول : سألت أبا الحسن علي بن أحمد بن محمد بن الحديثي عن مولده ، فقال : وجدت بخط الوالد ، كانت ولادة الولد أبي الحسن علي يوم الأربعاء بين صلاتي (٥) الظهر والعصر سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.

أخبرني أبو الحسن بن القطيعي أنه سمع أحمد بن طارق يقول : توجه أبو الحسن بن المقدسي إلى بغداد فأدركه أجله بالموصل في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين وخمسمائة.

٦٤٢ ـ علي بن أحمد بن محمد بن العباس ، أبو الحسن العطّار ، المعروف بابن الديناري :

__________________

(١) في (ب) ، (ج) : «أبو منصور». في النسخ : «الحزاز».

(٢) في الأصل ، (ب) : «وبان».

(٣) ما بين المعقوفتين زيادة من مسند أحمد.

(٤) انظر الحديث في : مسند أحمد ٣ / ٤٥.

(٥) في (ج) : «من صلاتي».

١١٣

سبط أبي عبد الله الحسين بن محمد بن المقدسي ، إمام مشهد أبي حنيفة ، وهو أحد الإخوة الأربعة ومحمود ومسعود من أهل باب الطاق ، [و] (١) كان له دكّان هناك يبيع (٢) فيه العطر ، سمع أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وحدث باليسير ، سمع منه أصحابنا ، وتوفي قبل طلبي للحديث (٣) ، وكان شيخا حسنا ، لا بأس به.

حدثني أبو عبد الله محمد بن (٤) سعيد الحافظ قال : قرئ على أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد بن الديناري العطّار وأنا أسمع بدكّانه بسوق يحيى بباب الطاق وأخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي وأبو حامد عبد الله بن مسلم بن ثابت بقراءتي عليهما قالوا جميعا أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قراءة عليه ، أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد الجوهري ، أنبأنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر الخرقي (٥) ، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن يزيد الدقيقي ، حدثنا حمدان بن عمر ، حدثنا عارم ، حدثنا حمّاد بن يزيد عن أبان بن تغلب (٦) عن الأعمش عن أبي عمرو الشيباني قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الدال على الخير كفاعله» (٧).

سمعت أبا عبد الله الحافظ يقول : توفي أبو الحسن بن الديناري العطّار في يوم الجمعة ثاني جمادى الآخرة من سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة ، ودفن بالخيزرانية.

٦٤٣ ـ علي بن أحمد بن مسلمة الشعيري ، أبو الطيب (٨) الشاعر :

قرأت بخط أبي محمد عبد الغني بن سعيد الأزدي البصري قال : أنبأنا أبو العباس عبد العزيز بن عبد الله بن مسلمة الشعيري استحسنت عند أبي الطيّب علي بن أحمد ابن مسلمة(٩) الشاعر قول امرئ القيس :

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل ، (ب).

(٢) في (ب) ، (ج) : «سمع».

(٣) في (ج) : «طلبى الحديث».

(٤) في (ج) زيادة : «عبد الباقي».

(٥) في الأصل : «الخرفى» وفي (ب) : «الخرفى».

(٦) في (ج) : «ثعلب».

(٧) انظر الحديث في : المعجم الكبير ٦ / ٢٣٠ ، ١٧ / ٢٢٧ ، ٢٢٨. ومجمع الزوائد ١ / ١٦٦ ، ٣ / ١٣٧.

وكشف الخفا ١ / ٤٨٠ ، ٤٨١. والدرر المنتشرة ٨٣.

(٨) في (ج) زيادة : «قول امرئ القيس على بن أحمد بن عمر».

(٩) في النسخ : «عمر».

١١٤

ألم تر أبي كلما جئت طارقا

وجدت بها طيبا وإن لم تطيب

فقال لي : قد تجاوزت هذا المعنى إلى ما هو أحسن منه ، قلت : وما هو؟ فقال : قولي :

إن تأملتها تلألأت نورا

أو تنسمتها تضوعت طيبا

٦٤٤ ـ علي بن أحمد بن مكي بن عبد الله الدينوري ، أبو الحسن البزّاز :

من أهل النهروان ، قرأ القرآن ببغداد على أبي منصور الخيّاط ، وسمع منه الحديث ومن أبي الحسن بن العلاف وصحب محفوظ [بن أحمد] (١) الكلوذاني ، ولم يكن له أصل بما يسمع ، روي عنه أبو سعد بن السمعاني وقال : مضيت إلى النهروان قاصدا إليه وعلقت عنه أشعارا وكان شيخا صالحا قيما بكتاب الله [تعالى].

٦٤٥ ـ علي بن أحمد بن نصر ، أبو الحسن الشاهد :

حدث عن أبي بكر أحمد بن عبد الله صاحب أبي صخرة ، روى عنه عمر بن إبراهيم العكبري.

أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أحمد بن عبد الجبّار الصّيرفيّ ، أنبأنا أبو الحسين محمد ابن أحمد بن الآبنوسي (٢) إذنا عن أبي حفص عمر بن إبراهيم بن عبد الله العكبري ، حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن نصر الشاهد ، حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الله صاحب أبي صخر ، حدثنا أبو حفص الفلّاس ، حدثنا أبو عاصم ويزيد بن هارون قالا : حدثنا كهمس (٣) بن الحسن عن عبد الله بن بريدة قال : شتم رجل ابن عباس ، فقال ابن عباس : تشتمني وفي ثلاث خصال ، والله إني لأسمع بالغيث بالبلدة فأفرح به وما لي بها سائمة (٤) ولا راعية ، وإني لأسمع بالحكم العدل بالبلدة فأفرح به ولعلي لا أقاضي إليه أبدا ، وإني لآمر بالآية من كتاب الله عزوجل فأتمنى أن كل من في الأرض يعلم منها مثل ما أعلم.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) في الأصل ، (ج) : «الآبنوس».

(٣) في الأصل ، (ب) : «كمس».

(٤) من النسخ : «باعيه».

١١٥

٦٤٦ ـ علي بن أحمد بن أبي نصر ، أبو الهيجاء الهاشمي الحمامي ، المعروف بابن خليقان (١) :

من ساكني نهر عيسى بالجانب الغربي ، سمع كتاب «الجامع الصحيح» للبخاري من أبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي وكان سماعه منه صحيحا ، وكان بيده ثبت بخط أبي الفضل بن شافع بذلك وادّعى سماع غير ذلك منه ، وروى شيئا عن شيوخ محمد بن(٢) ، وظهر تخليطه (٣) ، ولم يكن يفهم هذا الشأن ولا له به عناية ، بل كان سيئ الطريقة يلعب بالحمام ، حدث باليسير ، سمع منه أصحابنا ولم اجتمع به ، وقد أجاز لي جميع مروياته.

سئل الشريف أبو الهيجاء عن مولده فقال : في ليلة الأربعاء النصف من رجب سنة ثمان وعشرين وخمسمائة ، وتوفي يوم الثلاثاء غرة رجب سنة تسع وستمائة.

٦٤٧ ـ علي بن أحمد بن وهب بن منارة الصافيوني ، أبو الحسن البزاز :

من ساكني دار البساسيري بباب الأزج ، تفقه على الشيخ عبد القادر وصحبه مدة حتى حصل طرفا صالحا من المذهب ، وصار أحد المعيدين لدرسه وسمع الحديث الكثير ، ثم إنه بعد علو سنه ترك ذلك (٤) وصار بزازا بخان السيدة (٥) برحبة جامع القصر عند باب العامة (٦) ، سمع أبوي الفضل محمد بن عمر (٧) الأرموي ومحمد بن ناصر بن محمد السلامي وأبا الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي وأبا الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي وجماعة غيرهم ، كتبت عنه ، وكان شيخا صالحا ورعا عفيفا فاضلا ، ساكتا على طريقة السلف ، حافظا لكتاب الله ، ثقة (٨) صدوقا حسن السمت.

__________________

(١) في (ج) : «خليفان».

(٢) هكذا في الأصول.

(٣) في (ب) ، الأصل : «طهر بخليطة».

(٤) في (ج) : «ذاك».

(٥) في (ب) : السيد».

(٦) في (ج) : «القيامة».

(٧) في (ج) : «عمران».

(٨) «ثقة». ساقطة من (ج).

١١٦

أخبرنا علي بن أحمد بن وهب أبو الحسن البزّاز بقراءتي عليه ، أنبأنا القاضي أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي قراءة عليه ، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن أحمد بن النقور ، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي ، حدثنا أبو عبد الله أحمد ابن الحسن بن عبد الجبّار الصوفي ، حدثنا يحيى بن معين ، حدثنا علي بن هاشم عن أبيه عن عائشةرضي‌الله‌عنها قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا مات صاحبكم فدعوه [ولا تقعوا فيه](١)»(٢).

سمعت أبا بكر عبد الرزّاق بن عبد القادر الجيلي يقول : كان الشيخ أبو الحسن بن وهب صاحبا لوالدي وخصيصا به ، وصار معيدا لدرسه وأثنى عليه كثيرا ، وقال : عرضت عليه الشهادة عند القضاة فأباها ، وكان متورعا دينا على طريق (٣) حسنة ، قرأت بخط شيخنا عبد الرزّاق : أبو الحسن بن وهب صحب والدي أربعين سنة ، وكان مولده في سنة عشرين وخمسمائة ، وتوفي شيخنا أبو الحسن بن وهب يوم الأربعاء لسبع خلون من جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين وخمسمائة ، ودفن من الغد بباب حرب.

٦٤٨ ـ علي بن أحمد بن هبة الله بن محمد بن علي بن محمد بن عبيد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله ، أبو الحسن ، المعروف بابن الفريق :

من أهل باب البصرة ، تقدم ذكر والده ، وهو من بيت مشهور بالعدالة والخطابة والرواية ، شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم علي بن الحسين الزينبي في يوم السبت مستهل شهر ربيع الآخر من سنة ثلاث عشرة وخمسمائة فقبل شهادته ، وكان يتولى الخطابة بجامع المنصور مدة ثم بجامع قصر دار الخلافة ، وسمع الحديث من جماعة ، وما أظنه روى شيئا.

قرأت في كتاب «التاريخ» لأبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الجيلي بخطه قال : توفي الشريف الخطيب العدل أبو الحسن علي بن أحمد بن هبة الله (٤) بن المهتدي

__________________

(١) ما بين المعقوفتين أضيف من مصادر الحديث.

(٢) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٣٨٩٥. وسنن أبي داود ٤٨٩٩. وصحيح ابن حبان ١٣١٢ ، ١٩٨٣. واتحاف السادة المتقين ١٠ / ٣٧٤.

(٣) في (ج) : «طريقة».

(٤) في النسخ : «عبد الله».

١١٧

بالله خطيب جامع القصر الشريف في عشية يوم الأحد ثامن عشر ربيع الآخر من سنة خمس وثلاثين وخمسمائة ، وصلّى عليه يوم الاثنين تاسع عشر الشهر في جامع المنصور قاضي القضاة أبو القاسم الزينبي ودفن في مقبرة جامع المدينة ، وكان جمعه متوفرا.

٦٤٩ ـ علي بن أحمد بن هشام ، أبو الحسن الصخري (١) ، صاحب الكرخي :

ذكره أبو أحمد العسكري في جملة مشايخه الذين نقل عنهم الأدب ببغداد ، وقال : قرأت عليه ما كان عنده من أخبار أبي العيناء.

٦٥٠ ـ علي بن أحمد بن هلال بن عبد الباقي بن قرطاس ، أبو الحسن المستعمل ، المعروف بابن القرشي (٢) :

من أهل الحربية ، سمع أبا العباس أحمد بن [أبي] غالب بن الطلاية وأبا القاسم سعيد ابن أحمد بن البنّاء وأبا محمد المبارك بن أحمد بن بركة الكندي وغيرهم ، كتبت عنه ، وكان شيخا حسنا لا بأس به ، كانت له ثروة حسنة ، وكان يسافر في طلب الكسب ، وقد تقدم ذكر والده في الأحمدين.

أخبرنا علي بن أحمد (٣) بن هلال الحربي بقراءتي عليه ، أنبأنا سعيد بن أحمد بن الحسن بن البنّاء قراءة عليه عن أبي الحسن علي بن محمد بن الخطيب الأنباري ، أنبأنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس ، حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن النقاش إملاء ، حدثنا أحمد بن حماد زغبة (٤) بمصر ، حدثنا ابن أبي مريم ، حدثنا يحيى بن أيوب ، حدثني عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن أبي عبيدة بن الجراحرضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما من (٥) الصلوات [الخمس] (٦) صلاة أفضل من صلاة الفجر يوم الجمعة [في الجماعة] ، وما أحسب [من] شهدها [منكم] إلا مغفورا له» (٧).

__________________

(١) في (ج) : «الضميري» وفي (ب) : «الصمرى».

(٢) في (ج) : «القريشي» وفي الأصل : «الفرسى».

(٣) في (ج) : «بن محمد».

(٤) «حمال رغبة» محرفة في الأصل ، (ج).

(٥) في النسخ : «ما بين».

(٦) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول في كل النص.

(٧) انظر الحديث في : مجمع الزوائد ٢ / ١٦٨. والمعجم الكبير للطبراني ١ / ١١٩. وكنز العمال ١٩٣١٥.

١١٨

توفي أبو الحسن بن القرشي (١) في ليلة الأحد الثالث والعشرين من رجب سنة عشر وستمائة ودفن من الغد بباب حرب.

٦٥١ ـ علي بن أحمد بن يوسف بن جعفر بن عرفة بن المأمون بن المؤمل (٢) ابن الوليد بن القاسم بن الوليد بن عتبة بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، أبو الحسن بن أبي نصر القرشي الهكاري (٣) :

هكذا رأيت نسبه بخط أبي علي بن البرداني ، كان يعرف بشيخ الإسلام ، وكان يسكن الهكارية ، وهي جبال فوق الموصل فيها قرى ، والقرية التي كان يسكنها تسمى دارش ، وقد ابتنى هناك أربطة ومواضع يأوي إليها الفقراء والمنقطعون إلى الله تعالى ، سمع الحديث الكثير ، وسافر في طلبه إلى البلاد ، وجمع كتبا في السنّة والزهد وفضائل الأعمال.

ذكر أنه سمع بالموصل أبا جعفر محمد بن المحتاج المروزي الفقيه ، [و] بحلب أبا القاسم علي بن أحمد بن المظفر المقرئ ، وبصيدا أبا محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن جميع ، وبصور أبا الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان ، وببيت المقدس أبا بكر محمد بن أحمد الواسطي الخطيب ، وبالرملة أبا الحسين محمد بن الحسين بن الترجمان ، وبمصر أبا عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف (٤) الفراء وأبا القاسم هبة الله ابن علي بن عبد الرحمن بن شامة (٥) المعافري ، وبمكة أبا الحسن محمد بن علي بن صخر الأزدي وأبا منصور محمد بن أحمد بن القاسم المقرئ ، وببغداد أبوي القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران والحسين بن أحمد بن محمد الشيرازي المعروف بالصامت وأبا الحسن علي بن عمر بن القزويني وأبا بكر محمد بن علي بن موسى الخيّاط المقرئ ، وحدث بالكثير وانتقى عليه محمد بن طاهر المقرئ ، وكان الغالب على حديثه الغرائب والمنكرات ، ولم يكن حديثه يشبه (٦) حديث أهل

__________________

(١) في الأصل : «العرسي» وفي (ج) : «العمرينى».

(٢) في (ج) : «المأمون» وفي الأصل : «الماصون».

(٣) في النسخ : «الهكار».

(٤) في الأصل : «بن لطيف».

(٥) في (ب) : «بن شامة».

(٦) في الأصول : «نسبه».

١١٩

الصدق ، وفي حديثه متون موضوعة مركبة على أسانيد صحيحة.

وقد رأيت بخط بعض أصحاب الحديث بأصبهان أنه كان يضع الأحاديث [بأصبهان] (١) قدم بغداد وحدّث بها ، فروي عنه أبو ياسين عبد الله بن محمد البرداني وأبو علي بن البناء وابنه يحيى وأبو القاسم بن السمرقندي.

أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك الحافظ وعبد السلام بن علي بن محمد الحمامي قالا : أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي ، أنبأنا علي ابن أحمد بن يوسف الأموي القرشي الهكاري الزاهد المعروف بشيخ الإسلام قراءة عليه وأنا أسمع ببغداد ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف الفرّاء بمصر ، حدثنا أبو الفوارس أحمد بن محمد الصابوني إملاء ، حدثنا أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى المصري ، حدثنا الشافعي ، حدثنا سفيان بن عيينة عن محمد بن العجلان عن القعقاع ابن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «إنما أنا لكم مثل الوالد ، فإذا ذهب أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها لغائط ولا بول ، وليستنج بثلاثة أحجار ، ونهى عن الروث والرمة» (٢).

كتب إلى محمد ولامع ابنا أحمد الصيدلاني أن يحيى بن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن مندة أخبرهما قال : علي بن أحمد بن يوسف القرشي الهكاري قدم علينا ، وكان صاحب صلاة وعبادة واجتهاد ، [وهو] (٣) مشهور معروف مذكر ، أحد كبراء التصوف.

كتب إلى محمد بن معمر القرشي أن أبا نصر اليونارتي الحافظ أخبره قال : علي بن أحمد بن يوسف الهكاري قدم علينا أصبهان ، روي عن ابن نظيف ، ولم يرضه الشيخ أبو بكر بن الخاضبة البغدادي فيما بلغني.

أخبرنا القاضي أبو بكر بن الشيرازي بدمشق ، أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي قال : علي بن أحمد بن يوسف الهكاري لم يكن موثقا. بلغني أن أبا

__________________

(١) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول.

(٢) انظر الحديث في : سنن أبي داود ، كتاب الطهارة باب ٤. وسنن النسائي ١ / ٣٨. وسنن ابن ماجة ٣١٣. والدارمي ١ / ١٧٣.

(٣) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول.

١٢٠