القواعد الأساسيّة للّغة العربيّة

السيّد أحمد الهاشمي

القواعد الأساسيّة للّغة العربيّة

المؤلف:

السيّد أحمد الهاشمي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة المعارف للطباعة والنشر
الطبعة: ٣
ISBN: 9953-434-08-5
الصفحات: ٣٠٣

النّافية للجنس ، إذا لم يكن مضافا ولا شبيها بالمضاف ، وهو يبنى على ما ينصب به.

وأسماء الجهات السّتّ ، وبعض الظّروف ، ويلحق بها لفظتا «حسب ، وغير».

المبحث السادس : في المعرب والمبني

الاسم بعد التركيب نوعان :

معرب : وهو الأصل فيه ، ويسمّى «متمكّنا أمكن» إن كان منصرفا ، نحو : خليل وهند ، وإلا سمّي «غير أمكن» إن كان ممنوعا من الصّرف ، نحو : أحمد ، وفاطمة ، وعثمان.

والمعرب : هو ما يتغيّر أخره بعامل (١) لفظا أو تقديرا بسبب تغيّر العوامل.

ومبنيّ : وهو الفرع ، نحو : سيبويه ، ويسمّى «غير أمكن».

والمبنيّ : هو ما لا يتغيّر آخره بعامل ولا اعتلال.

بناء الفعل وإعرابه

الفعل نوعان : مبنيّ وهو الأصل فيه ، ومعرب وهو الفرع.

والأفعال المبنيّة هي : الماضي ، والأمر مطلقا.

وكذا المضارع المتّصل بنون الإناث ، أو بنوني التّوكيد ، الخفيفة والثّقيلة.

بناء الفعل الماضي (٢)

يبنى الفعل الماضي في ثلاث حالات :

__________________

(١) العامل : ما يجعل آخر الكلمة بحالة مخصوصة وهو نوعان :

 ـ الأول : العوامل اللفظية وهي : ما يتلفّظ بها كالنواصب والجوازم وغيرها.

 ـ الثاني : العوامل المعنوية وهي : ما لا يتلفظ بها وذلك كالابتداء في المبتدأ ، والتجرد عن الناصب والجازم في الفعل المضارع. ولا ثالث لهما ، وأما قول المعربين في المضاف إليه إنّه مجرور بالإضافة فخطأ والصواب أنه مجرور بالمضاف.

(٢) الأصل في بناء الفعل الماضي أن يكون على الفتح لخفّته وثقل الفعل لدلالته على الحدث والزمن معا.

٤١

١ ـ على السّكون : إذا اتّصل بضمير رفع متحرّك كتاء الفاعل ونا ، ونون الأناث ، نحو : كتبت ، وكتبنا ، والتلميذات حفظن.

٢ ـ على حذف آخره : إذا كان معتلّ الآخر ، نحو : اسع ، واغز ، وارم.

٣ ـ على السّكون : إذا كان صحيح الآخر ، ولم يتّصل آخره بشيء ، أو اتّصلت به نون النّسوة ، نحو : احفظ ، واحفظن.

٤ ـ على الفتح : إذا كان مسندا للمفرد المذكّر واتّصل بنوني التّوكيد المباشرة «خفيفة أو ثقيلة» ، نحو : أعفون ، واشكرنّ الله.

بناء الفعل المضارع

يبنى الفعل المضارع في حالتين :

١ ـ على السّكون إذا اتّصل بنون الإناث ، نحو : النّساء يرضعن أولادهنّ.

٢ ـ على الفتح إذا اتّصل بنون التّوكيد المباشرة لفظا وتقديرا ، نحو : ليكتبنّ عليّ درسه.

إعراب الفعل المضارع

يعرب الفعل المضارع في حالتين :

١ ـ في حالة عدم اتّصاله بنون الإناث.

٢ ـ في حالة عدم اتّصاله بإحدى نوني التوكيد المباشرة «خفيفة أو ثقيلة».

وإنّما أعرب الفعل المضارع لشبهه باسم الفاعل في ترتيب الحروف السّاكنة والمتحرّكة ، كما بين يضرب وضارب ، وفي احتماله الدّلالة على زمن الحال أو الاستقبال ؛ ولذلك سمّي مضارعا «أي مشابها للاسم» (١).

__________________

(١) وأيضا سبب إعراب المضارع توارد المعاني المختلفة عليه التي لا تتميّز إلا بالإعراب ، فمثلا نحو : لا تأكل السمك وتشرب اللبن.

أ ـ قد يراد النهي عن الفعلين معا فيجزم الفعل الثاني عطفا على الأول.

ب ـ أو يراد النهي عن الأول مصاحبا للثاني ، وإباحة كل منهما على انفراده فينصب الفعل الثاني بأن مضمرة وجوبا بعد واو المعية الواقعة في جواب النهي.

ج ـ أو يراد النهي عن الأول فقط ، وإباحة الثاني ، فيرفع الثاني بالتجرّد من الناصب

٤٢

تمرين

بيّن الأفعال المبنية وأحوال بنائها فيما يأتي : [الطويل] :

وقيّدت نفسي في ذراك محبّة

ومن وجد الإحسان قيدا تقيّدا

إذا سأل الإنسان أيّامه الغنى

وكنت على بعد جعلناك موعدا

من ظنّ بك خيرا فصدّق ظنّه. ولا ترغبنّ فيمن زهد عنك ولا يكوننّ أخوك على مقاطعتك أقوى منك على صلته. ولا تكوننّ على الإساءة أقوى منك على الإحسان.

نموذج إعراب الجمل الآتية

لا معلمات في المدرسة [الوافر] :

إذا قالت حذام فصدّقوها

فإنّ القول ما قالت حذام

اسمعا ـ يسمعون ـ يسمعنّ ـ يرضعن ـ احفظي.

الكلمة

إعرابها

لا

نافية للجنس حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

معلمات

اسمها مبني على الكسر نيابة عن الفتح في محل نصب.

في المدرسة

في حرف جر والمدرسة مجرورة بفي وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر لا.

إذا

ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه مبني على السكون في محل نصب.

قالت

قال فعل ماض والتاء علامة التأنيث مبنية على السكون لا محل لها من الإعراب.

__________________

والجازم ، وتجعل الواو للاستئناف.

فلهذا أشبه الفعل المضارع الاسم الذي تتوارد عليه المعاني المختلفة أصالة كالفاعلية والمفعولية والإضافة التي لا تميّز إلّا بالإعراب ، وبناء على ذلك سمّي هذا الفعل المعرب مضارعا أي مشابها للاسم.

٤٣

الكلمة

إعرابها

حذام

فاعل مبني على الكسر في محل رفع.

وجملة قالت حذام في محل جر بإضافة إذا إليها.

فصدقوها

الفاء واقعة في جواب إذا ـ صدّقوا فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل ـ وها مبني على السكون في محصل نصب مفعول به.

فإن

الفاء تفريعية حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب إن حرف توكيد ونصب ينصب الاسم ويرفع الخبر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

القول

اسم إنّ منصوب بفتحة ظاهرة في آخره.

ما

نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل رفع خبر إن.

قالت

قال فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب والتاء علامة التأنيث مبنية على السكون لا محل لها من الإعراب.

حذام

فاعل مبني على الكسر في محل رفع ، وجملة قالت حذام في محل رفع صفة ما النكرة.

وجملة (فإن القول ما قالت حذام) لا محل لها من الإعراب جواب إذا.

اسمعا

فعل أمر مبني على حذف النون والألف فاعل.

يسمعون

فعل مضارع مرفوع لتجرّده من الناصب والجازم وعلامة رفعه ثبوت النون والواو فاعل.

يسمعنّ

فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة التي هي حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

يرضعن

فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة التي هي اسم مبني على الفتح في محل رفع فاعل.

احفظي

فعل أمر مبني على حذف النون وياء المؤنثة المخاطبة فاعل في محل رفع.

٤٤

نموذج على الإعراب العام

[الوافر]

إذا استغنيت عن شيء فدعه

وخذ ما أنت محتاج إليه

الكلمة

إعرابها

إذا

ظرف للزمان المستقبل مبني على السكون في محل نصب.

استغنيت

استغنى فعل ماض مبني على السكون ، والتاء فاعل مبني على الفتح في محل رفع ، والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها.

عن شيء

جار ومجرور متعلقان باستغنى

فدعه

الفاء واقعة في جواب إذا ـ دع فعل أمر مبني على السكون والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت والهاء مفعول به مبني على الضم في محل نصب.

وخذ

الواو حرف عطف ـ خذ فعل أمر مبني على السكون ـ والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنت.

ما

اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

أنت محتاج

مبتدأ مبني على الفتح في محل رفع. محتاج خبر مرفوع بالضمة الظاهرة.

إليه

جار ومجرور متعلقان بمحتاج. والجملة من المبتدأ والخبر لا محل لها من الإعراب صلة الموصول.

١ ـ تمرين

بيّن الأفعال المعربة والمبنية ، وعلى أيّ شيء بناء المبني منها فيما يأتي :

من لم يقل العثرة سلب القدرة. العفو يفسد من اللئيم بقدر ما يصلح من الكريم ، إذا قدرت على عدوّك فاجعل العفو شكرا للقدرة عليه ، لا تعادينّ أحدا. ولا تستصغرنّ أمر عدوّك إذا حاربته ، لأنك إن ظفرت به لم تحمد ، وإن ظفر بك لم

٤٥

تعذر. من غاظك بقبيح الشّتم فغظه بحسن الحلم. لا تطلب سرعة العمل واطلب تجويده. [الرّجز المزدوج] :

تنال بالرّفق مع التأنّي

ما لم تنل بالحرص والتّعنّي

٢ ـ تمرين

بيّن أنواع المبنيات فيما يلي :

الحكمة التي تهلك بنيها هي جهالة. ماذا أرجّي من حياة كأحلام نائم. أنّى لهم الذكرى؟ من يكن للسرّ مفشيا فلا تأتمنه. [البسط] :

من ليس يخشى أسود الغاب إن زأرت

فكيف يخشى كلاب الحيّ إن نبحت

شتّان ما بين الثّرى والثّريا. حذار حذار من اللهو واللّعب. الإنسان شرير منذ حداثته. لا ينفع النّدم إذا زلّت القدم. ما سمعت قط عنكم شيئا ، كل شيء حسن.

المبحث السابع : في علامات الإعراب

«للرّفع» أربع علامات : «الضّمة» وهي الأصل.

والواو ، والألف ، والنّون ، وهي نائبة عنها.

فأمّا الضمّة فتكون علامة للرّفع «أصالة» في أربعة مواضع : في الاسم المفرد (١) ، وجمع التّكسير (٢) ، وجمع المؤنّث السّالم والملحق به ، والفعل المضارع

__________________

(١) الاسم المفرد في هذا الباب معناه ما ليس مثنى ولا مجموعا ولا ملحقا بهما ولا من الأسماء استة ، سواء أكان كلّ من الاسم المفرد وجمع التكسير منصرفا أو غير منصرف.

(٢) جمع التكسير هو ما دلّ على أكثر من اثنين أو اثنتين مع تغيير في صيغة مفردة ، وأنواع التغيير الموجودة في جموع التكسير ستة.

 ـ الأول : تغيير بالشكل فقط. نحو : أسد أسد.

 ـ الثاني : تغيير بالنقص فقط نحو : شجرة وشجر.

 ـ الثالث : تغيير بالزيادة فقط. نحو : صنو. وصنوان.

 ـ الرابع : تغيير في الشكل مع النقص ، نحو : كتاب. وكتب.

 ـ الخامس : تغيير في الشكل مع الزيادة ، نحو : بطل وأبطال.

٤٦

الّذي لم يتّصل آخره بشيء. نحو يسود المجتهد ، والأدباء والعاقلات وأولات الفضل.

وأمّا الواو : فتكون علامة للرّفع نيابة عن الضمّة في موضعين : في جمع المذكّر السّالم والملحق به ، وفي الأسماء السّتة ، نحو : فرح العاقلون والأهلون وأبوك.

وأمّا الألف فتكون علامة للرّفع نيابة عن الضمّة ، في المثنّى والملحق به. نحو : اصطلح الخصمان كلاهما.

وأمّا النّون فتكون علامة للرّفع نيابة عن الضمّة في الفعل المضارع المتّصل به ضمير تثنية ، أو جمع ، أو ياء المؤنّثة المخاطبة ، نحو : يكتبان ويكتبون ، وتكتبين.

وللنّصب خمس علامات : «الفتحة» وهي الأصل ، والألف ، والكسرة ، والياء ، وحذف النّون. وهي نائبة عنها.

 ـ فأمّا الفتحة ، فتكون علامة للنّصب «أصالة» في ثلاثة مواضع : في الاسم المفرد ، وجمع التّكسير ، والفعل المضارع ، إذا دخل عليه ناصب ، ولم يتّصل آخره بشيء ، نحو : أرغب أن تتمّم عملك وتحفظ دروسك.

 ـ وأمّا الألف ، فتكون علامة للنّصب نيابة عن الفتحة في الأسماء السّتّة ، نحو : أكرم ذا الفضل.

 ـ وأمّا الكسرة ، فتكون علامة للنّصب نيابة عن الفتحة في جمع المؤنّث السّالم ، والملحق به ، نحو : خلق الله السّموات.

 ـ وأمّا الياء ، فتكون علامة للنّصب نيابة عن الفتحة في موضعين في المثنّى والملحق به ، وفي جمع المذكّر السّالم والملحق به ، نحو : صن يديك عن الأذى واصحب الصّالحين.

__________________

السادس : تغيير في الشكل مع الزيادة والنقص جميعا ، نحو : أمير وأمراء.

وجمع التكسير نوعان : جمع قلّة ومدلوله من ثلاثة إلى عشرة ، وجمع كثرة ومدلوله من أحد عشر إلى ما لا نهاية له. وهذا إذا سمع الجمعان للمفرد ، وإن لم يسمع إلّا أحدهما فقط فيستعمل للقلة والكثرة ، والتمييز يكون بالقرائن.

وأوزان القلّة أربعة : أفعل كأنفس ، وأفعال كأسباب ، وأفعلة كأعمدة ، وفعلة كصبية ، وما عدا ذلك تكون جموع كثرة.

٤٧

و «للخفض» ثلاث علامات «الكسرة» وهي الأصل ، و «الفتحة والياء» وهما نائبتان عن الكسرة.

 ـ فأمّا الكسرة ، فتكون علامة للخفض أصالة في ثلاثة مواضع : في الاسم المفرد المنصرف ، وجمع التكسير المنصرف ، وجمع المؤنّث السّالم والملحق به ، نحو : من حميد الخصال الصّدق في المعاملات.

 ـ وأمّا الياء ، فتكون علامة للخفض نيابة عن الكسرة في ثلاثة مواضع : في الأسماء السّتّة ، وفي المثنّى والملحق به ، وفي جمع المذكّر السّالم والملحق به ، نحو : خير البرّ ما كان للوالدين والأقربين وذي الحاجة.

 ـ وأمّا الفتحة ، فتكون علامة للخفض نيابة عن الكسرة في الاسم الممنوع من الصّرف ، «مفردا أو جمع تكسير» ، نحو (وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ) [النساء : ١٦٣] ونحو (يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ) [سبأ : ١٣].

وللجزم علامتان «السّكون» وهو الأصل و «الحذف» وهو نائب عن السّكون.

 ـ فأمّا السّكون ، فيكون علامة للجزم أصالة في الفعل المضارع الصّحيح الآخر الّذي لم يتّصل آخره بشيء ، نحو (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) (٣) [الإخلاص : ٣].

 ـ وأمّا الحذف ، فيكون علامة للجزم نيابة عن السكون في الفعل المضارع المعتلّ الآخر ، وفي الأفعال الخمسة الّتي تجزم بحذف النّون نيابة عن السّكون ، نحو : لا تعص مرشدك ، نحو : لا تضيّعوا وقتكم سدى.

تنبيهان

 ـ الأوّل : علم ممّا تقدّم ، أن علامات الإعراب أربع عشرة علامة أربع أصول ، وهي الضمّة للرّفع ، والفتحة للنّصب ، والكسرة للجرّ ، والجزم للسكون.

وعشر فروع نائبة عن هذه الأصول : ثلاث منها تنوب عن الضمّة ، وأربع منها تنوب عن الفتحة ، واثنان منها تنوب عن الكسرة ، وواحدة منها تنوب عن السكون.

 ـ الثاني : علم أيضا ممّا تقدّم ، أنّ النّيابة عن تلك الأصول واقعة في سبعة مواضع :

الأوّل : ما لا ينصرف ، فإنّه يجرّ بالفتحة نيابة عن الكسرة ، «إلّا إذا أضيف أو

٤٨

كان مقرونا بأل فيجرّ بالكسرة».

الثاني : جمع المؤنث السّالم والملحق به ، فإنّه ينصب بالكسرة نيابة عن الفتحة.

الثالث : الفعل المضارع المعتلّ الآخر ، فإنّه يجزم بحذف آخره نيابة عن السكون.

الرابع : المثنّى والملحق به ، فإنّه يرفع بالألف نيابة عن الضمّة وينصب ويجرّ بالياء نيابة عن الفتحة والكسرة.

الخامس : جمع المذكّر السّالم والملحق به ، فإنه يرفع بالواو نيابة عن الضمّة ، وينصب ويجرّ بالياء نيابة عن الفتحة والكسرة.

السادس : الأسماء السّتّة ، فإنّها ترفع بالواو نيابة عن الضمّة.

وتنصب بالألف نيابة عن الفتحة ، وتجرّ بالياء نيابة عن الكسرة.

السابع : الأفعال الخمسة ، فإنّها ترفع بثبوت النّون نيابة عن الضمة وتنصب وتجزم بحذفها وقد تقدّم أمثلة ذلك.

المبحث الثامن : في مجمل المعربات السابقة

المعربات قسمان : قسم يعرب بالحركات. وقسم يعرب بالحروف فالّذي يعرب بالحركات (أصالة) أربعة أنواع :

الاسم المفرد ، وجمع التّكسير ، وجمع المؤنث السّالم ، والفعل المضارع الّذي لم يتّصل آخره بشيء.

ومجموعها : يرفع بالضمّة ، وينصب بالفتحة ، ويخفض بالكسرة ، ويجزم بالسّكون.

وخرج عن هذا الأصل ثلاثة أشياء :

أ ـ الأسماء الممنوعة من الصّرف ، فإنّها تخفض بالفتحة نيابة عن الكسرة ، نحو : مررت بإبراهيم ، (ما لم تضف أو تدخل عليها أل) فتجرّ بالكسرة.

٤٩

ب ـ الفعل المضارع المعتّل الآخر ، فإنّه يجزم بحذف آخره نيابة عن السّكون ، نحو : لم يخش ، ولم يدع ، ولم يمش.

ج ـ جمع المؤنّث السّالم ، وهو ما دل على أكثر من اثنين بزيادة ألف (١) وتاء في آخره ، فإنه ينصب بالكسرة نيابة عن الفتحة ، نحو : خلق الله السّموات.

ويطّرد هذا الجمع في سبعة مواضع (٢) :

 ـ الأول : أعلام الإناث ، كهند ، ومريم ، وزينب.

 ـ الثاني : صفة المذكّر غير العاقل ، نحو : أيام معدودات ، وجبال شاهقات.

 ـ الثالث : مصغّر ما لا يعقل ، نحو : دريهمات.

__________________

(١) فإن كانت التاء أصلية كأبيات وأموات ، أو كانت الألف أصلية كقضاة وغزاة ، فينصب بالفتحة باعتبار أنه جمع تكسير ، نحو : وليت قضاة ، وجهّزت غزاة ، وحفظت أبياتا.

(٢) جمعها الشاطبي في قوله : [الرّجز] :

وقسه في ذي التّاو نحو ذكرى

ودرهم مصغّر ونحو صحرا

وزينب ووصف غير العاقل

وغير ذا مسلّم للنّاقل

واعلم أنه إذا جمع الاسم الثلاثي المؤنث بالتاء ظاهرة أو مقدرة ـ فإن كان موصوفا صحيح العين ساكنها ، خاليا من الإدغام وكانت فاؤه مفتوحة ، وجب عند جمعه فتح عينه إتباعا للفاء ، فتقول في جمع دعد وظبية : دعدات ـ وظبيات.

أمّا إذا كانت فاؤه مضمومة كظلمة ، أو مكسورة كهند ، فيجوز في عينه ثلاثة أوجه : إبقاء العين على سكونها ، وفتحها ، واتباعها للفاء في الحركة ، فتقول : ظلمات. وظلمات.

وظلمات : وهندات وهندات وهندات ، إلا إذا كان مضموم الفاء يائيّ اللام نحو : ذبية ، أو مكسور الفاء واوي اللام ، نحو ذروة ، فيجوز في عينه الإسكان والفتح فقط ، فتقول في جمعهما : ذبيات وذبيات ، وذروات. وذروات.

أمّا إذا كان الاسم صفة كضخمة وحلوة ، أو كان معتل العين كروضة ، وبيضة وصورة ، وديمة ، أو مدغما كحجّة ، وجنّة ، فإنّ عينه تبقى ساكنة على حكمها.

فيقال : ضخمات ، وروضات ، وديمات ، وحجّات.

تنبيه : يستثنى من المختوم بالتاء : امرأة ، وأمة ، وشاة ، وأمّة وشفة ، وملّة فلا تجمع بالتاء ، وإنما تجمع على : نساء ، وشياه ، وإماء ، وأمم ، وشفاه. وملل ويستثنى من المختوم بألف التأنيث فعلاء مؤنث أفعل ، كحمراء مؤنث أحمر ، فلا يقال في جمعها حمروات ، بل حمر. وكذا فعلى مؤنث فعلان كسكرى مؤنث سكران ، فلا يقال في جمعها سكريات ، بل سكارى ، كما لا يجمع مذكرها جمع مذكر سالما.

٥٠

 ـ الرابع : ما صدّر بابن ، أو ذي من أسماء ما لا يعقل ، وصدورها هي التي تجمع ، فيقال في جمع «ابن آوى ، وذي القعدة» : بنات آوى وذوات القعدة. وكذلك أسماء السّور تجمع هذا الجمع بإضافة «ذوات» إليها ، فتقول : قرأت ذوات «حم».

 ـ الخامس : ما ختم بالتّاء : كصفيّة ، وجميلة ، وفاطمة.

 ـ السادس : ما ختم بألف التّأنيث المقصورة ، أو الممدودة ، نحو : حبلى ، وعذراء.

 ـ السابع : كلّ خماسيّ لم يسمع له جمع تكسير كسرادق ، واصطبل ، وحمّام ، وما عدا ذلك فهو مقصور على السّماع ، كسموات وسجلّات وأمّهات.

ويلحق بجمع المؤنّث السالم في إعرابه (أولات ، وبنات) وما سمّي به منه ، كبركات وعرفات وأذرعات ، وفيه ثلاثة أعاريب :

إعرابه كما كان قبل التّسمية ، (ويجوز فيه حينئذ التّنوين وعدمه) والأوّل هو الأشهر لأنّ التّنوين في الأصل للمقابلة.

وقد يعرب إعراب الاسم غير المنصرف ، نحو : مررت ببركات.

تمرين على جمع المؤنث السالم

[الوافر] :

خلقنا للحياة وللممات

ومن هذين كلّ الحادثات

ومن يولد يعش ويمت كأن لم

يمرّ خياله بالكائنات

تأمّل هل ترى إلّأ شراكا

من الأيّام حولك ملقيات

ولو أنّ الجهات خلقن سبعا

لكان الموت سابعة الجهات

تكلّمت الكبريات بحديث أصغين له الصّغريات بكل قبول.

مرّت ذوات القعدة من كلّ سنة والحجّاج في عرفات. في أيام محدودات تختبئ فيها بنات آوى ، أثبت يا أخي أمام حملات الزّمان : [البسيط] :

عليك نفسك فتّش عن معايبها

وخلّ عن عثرات النّاس للنّاس

٥١

المبحث التاسع : في الذي يعرب بالحروف نيابة عن الحركة ، وهو أربعة أنواع :

النوع الأول من المعرب بالحروف المثنى.

المثنّى : هو كلّ اسم دلّ على اثنين أو اثنتين بزيادة ألف ونون رفعا ، وياء ونون نصبا وجرا على آخره ، أغنت هذه الزّيادة عن العاطف والمعطوف ، بدون تغيير فيه (١) ، وهو يرفع بالألف ، وينصب ويجرّ بالياء المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها ، نحو : اصطلح الخصمان ، وأصلحت الخصمين ، ووفّقت بين الشريكين.

والنّون الّتي بعد الألف والياء عوض عن التّنوين في الاسم المفرد (٢).

__________________

(١) إلا إذا كان مقصورا ، أو منقوصا ، أو ممدودا. فالمقصور تقلب ألفه ياء إن كانت رابعة فصاعدا ، نحو : بشرى ، ومصطفى ، ومستقصى ، فتقول : بشريان ومصطفيان ، ومستقصيان. وتردّ إلى أصلها إن كانت ثالثة ، نحو : فتى ، وعصا ، فتقول : فتيان ، وعصوان.

والمنقوص تردّ إليه ياؤه في التثنية إن كانت محذوفة ، نحو : هاد ومهتد ، فتقول : هاديان ، ومهتديان ، وكذا كل اسم حذفت لامه وكانت تردّ إليه عند الإضافة فإنها ترد إليه أيضا في التثنية ، نحو : أب ، وأخ ، فيقال في تثنيتهما أبوان وأخوان ، كما يقال عند إضافتهما ، أبوك ، وأخوك.

بخلاف يد ، ودم فلا ترد إليهما اللام في التثنية لأنها لا ترد إليهما عند الإضافة.

والممدود تقلب همزته واوا إن كانت للتأنيث ، وتبقى على حالها إن كانت أصلية ويجوز الوجهان إن كانت للإلحاق ، أو منقلبة عن أصل ، نحو : صحراوان. وإنشاءان وعلباءان ، أو علباوان ، وسماءان ، أو سماوان.

(٢) بشروط ثمانية :

الأول : الإفراد ، فلا يثنى المثنى ، ولا جمع المذكر السالم ، ولا الجمع الذي لا نظير له في الآحاد.

الثاني : الإعراب ، فلا يثنى المبنيّ ، وأما لفظ اللّذان وذان ، واللّتان وتان ، فهي هيئة صيغ موضوعة للمثنى وليست مثناة حقيقة.

الثالث : عدم التركيب ، فلا يثنّى المركب تركيب مزج كسيبويه ، ولا تركيب إسناد ، كجاد الحق ، بل يزاد عليها في حالة قصد التثنية كلمة «ذوا» فيقال ذوا بعلبك وجاد المولى ، ويثنى الجزء الأول من المركب الإضافي فقط فيقال عبدا الله.

الرابع : التنكير ؛ بأن يراد به أيّ واحد مسمّى به ، ثمّ يعوض عن العلميّة التعريف بأل ، أو النداء ولهذا لا تثنى كنايات الأعلام (كفلان) لأنها لا تقبل التنكير.

٥٢

وكلّ اسم معرب اختلّ فيه شيء من شروط المثنّى ، وكان بصورته فهو ملحق به في إعرابه ، وذلك في خمسة (١) ألفاظ :

أ ـ اثنان (٢) ، واثنتان ، وثنتان مطلقا (سواء أضيفت إلى ظاهر أم إلى مضمر أم لم تضف).

ب ـ كلا وكلتا : بشرط إضافتهما إلى الضمير ، نحو : جاءني كلاهما وكلتاهما ، ورأيت كليهما وكلتيهما ومررت بكليهما وكلتيهما. فإن أضيفا إلى الظّاهر أعربا بحركة مقدّرة على الألف في الأحوال الثّلاثة ، نحو : جاءني كلا الرّجلين ، وكلتا المرأتين ، وعرفت كلا الرّجلين ، وكلتا المرأتين ، ونظرت إلى كلا الرّجلين ، وكلتا المرأتين.

ويلحق أيضا بالمثنّى ما سمّي به ، نحو : زيدان ، وحسنين ، وأحمدين.

__________________

الخامس : اتفاق اللّفظ ، وأما نحو : الأبوان ، للأب والأم. فمن باب التّغليب.

السادس : اتفاق المعنى ، فلا يثنى المشترك ولا الحقيقة ولا المجاز وقولهم : القلم أحد اللّسانين ، والأحمران : للذّهب والزّعفران : شاذ.

السابع : عدم الاستغناء بتثنيته عن تثنية غيره : فلا تثنى كلمة (سواء) للاستغناء عنها بتثنية لفظة «سيّ» فقالوا «سيّان».

الثامن : أن يكون له نظير في الوجود فلا يثنى الشمس ، والقمر ، وسهيل [الرّجز] :

شرط المثنّى أن يكون معربا

ومفردا منكرا ما ركبا

موافقا في اللفظ والمعنى له

مماثل لم يغن عنه غيره

(١) وهناك ألفاظ أخرى على هيئة المثنى ، نحو : لبّيك ، وسعديك ، وحنانيك ودواليك ، من الظروف الدّالة على الإحاطة والشمول.

(٢) لا يضاف اثنان واثنتان إلى ضمير مثنى ، فلا يقال اثناهما ، ويضافان إلى ضمير المفرد والجمع.

٥٣

إعراب الأمثلة السابقة

الكلمة

إعرابها

اصطلح

فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

الخصمان

فاعل مرفوع بالألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

أصلحت

أصلح فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع ، والتاء ضمير المتكلم مبني على الضم في محل رفع فاعل.

الخصمين

مفعول به منصوب بالياء المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها لأنه مثنى ، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

أسباب ونتائج

إنّما لحقت النون المثنى للتعويض عما فاته من الإعراب بالحركات من دخول التنوين عليه ، وإنّما كسرت نونه جريا على الأصل في التخلص من التقاء الساكنين وتحذف عند الإضافة دون غيرها لأنها عوض عن التنوين. وهو يحذف أيضا عند الإضافة ، إلا أن النون لا تحذف مع (أل) ، والتنوين يحذف معها. وذلك للتّنبيه على أنها عوض عن الحركة أيضا وهي لا تحذف مع (أل).

وإنما أعرب المثنى بالحروف لأن التثنية كثيرة الدوران في الكلام ، فاقتضت أمرين تناسبهما ، وهما خفة العلامة الدالة على التثنية وهي الألف ، وترك الإخلال بظهور الإعراب ، احترازا من تكثير الالتباس في الكلام. وإنما أعربوا (كلا وكلتا) تارة بالحروف وتارة بالحركات لأن معناهما مثنى ولفظهما مفرد ، فراعوا فيهما جانب المعنى فأعربوهما بالحروف كالمثنى ، وراعوا جانب اللفظ فأعربوهما بالحركات كالفرد.

٥٤

إعراب الأمثلة السابقة

الكلمة

إعرابها

جاءني

جاء فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب والنون حرف وقاية مبني على الكسر لا محل له من الإعراب والياء ضمير المتكلم اسم مبني على السكون في محل نصب مفعول.

كلاهما

كلا فاعل مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى وكلا مضاف والهاء مضاف إليه مبني على الضم في محل جر والميم حرف عماد ، والألف علامة التثنية.

رأيت

رأى فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل.

كليهما

مفعول منصوب بالياء لأنه ملحق بالمثنى. وكلي مضاف والهاء مضاف إليه ، والميم حرف عماد ، والألف للتثنية.

جاءني

إعرابه كالسابق.

كلا

فاعل مرفوع بضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر.

الرجلين

مضاف إليه مجرور بالياء المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها لأنه مثنى ، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

عرفت كلا الرجلين نظرت إلى كلا الرجلين

كلا مفعول منصوب بفتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر كلا مجرور بإلى وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر. والرجلين مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى.

وإنما أعربوا (كلا وكلتا) بالحروف مع الضمير. لأن الضمير فرع الظاهر والإعراب بالحروف فرع الإعراب بالحركات فأعربوهما كذلك للمناسبة بين الطرفين واعلم أنه يجوز أيضا في كلا وكلتا مراعاة الجانبين في الإخبار عنهما أو في عود الضمير إليهما ، فيقال : كلاهما قائم أو قائمان ، وكلتاهما فهمت أو فهمتا.

٥٥

النوع الثاني من المعرب بالحروف

جمع المذكر السالم

جمع المذكّر السّالم : هو اسم دلّ على أكثر من اثنين بزيادة واو ونون رفعا ، وياء ونون نصبا على آخره ، صالح للتجريد عن هذه الزّيادة ، وعطف مثله عليه ، بدون تغيير في صورة مفرده (١).

وهو يرفع بالواو نيابة عن الضمّة ، نحو : فرح المؤمنون. وينصب بالياء نيابة عن الفتحة ، نحو : احترم المتأدّبين. ويجرّ بالياء نيابة عن الكسرة ، نحو : انظر إلى المهذّبين.

ونون جمع المذكر السّالم الواقعة بعد كلّ من الواو والياء ، مفتوحة وهي عوض عن التّنوين في الاسم المفرد.

ويشترط في الّذي يجمع هذا الجمع أن يكون علما ، أو صفة (٢).

__________________

(١) إلا إذا كان مقصورا ، أو منقوصا ، أو ممدودا ؛ فالمقصور : تحذف ألفه وتبقى الفتحة قبل الواو والياء دليلا عليها ، نحو : مصطفون ، ومصطفين.

والمنقوص : تحذف ياؤه ويضم ما قبل الواو. ويكسر ما قبل الياء للمناسبة ، نحو : هادون ، وهادين.

والممدود : يعامل معاملته في التثنية ، نحو : الصحراؤون ، ـ والإنشاؤون ، والعلباؤون ، أو العلباوون ، والسماؤون أو السماوون ؛ ولا يجوز جمع هذه الألفاظ جمع مذكر سالما إلا إذا جعلت أعلاما لذكور عقلاء.

(٢) فلا يجمع ما كان من الأسماء غير علم ولا صفة ، نحو : رجل وغلام ، إلا إذا صغّرا ليكونا بمنزلة الصفة ، ولا يجمع أيضا ما كان علما أو صفة لمؤنث نحو : مريم ، وحائض ومرضع ، ولا نحو : طلحة وحمزة ، وفهامة. لاشتمالها على التاء ، ولا يجمع أيضا غير العاقل كلاحق وسابق للفرس ، ولا يجمع أيضا المركبات ، كمعدي كرب وجاد المولى وإذا أريد منها الدّلالة على الجمع أبقيته على لفظه وأضفت إليه (ذوو) رفعا و (ذوي) نصبا وجرا ، بمعنى أصحاب هذا الاسم ، ولا يجمع أيضا المعرب بحرفين ، كالمسمى به من المثنى والجمع كحسنين والمحمدين : علمين ، ولا تجمع أيضا الصفات التي من باب أفعال الذي مؤنثه فعلاء ، كأخضر وخضراء ، ولا الصفات التي من باب فعلان الذي مؤنثه فعلى كغضبان وغضبى ، ولا الصفات التي يستوي فيها المذكر والمؤنث كصبور وجريح ، لعدم قبولها التاء ، وعدم دلالتها على التفضيل.

ومما يجمع جمع مذكر سالما أيضا ، الأسماء المنسوبة كمصريّ ، ولبناني ، وعراقيّ فتقول :

٥٦

فالعلم يشترط فيه أن يكون لمذكّر ، عاقل ، خاليا من تاء التّأنيث ومن التّركيب ، ومن الإعراب بحرفين ، نحو : صالح ، وحامد.

والصّفة يشترط فيها أن تكون لمذكر ، عاقل ، خالية من التاء قابلة لها في التّأنيث ، أو دالّة على التّفضيل ، نحو : كاتب ، وأكبر.

وليست من باب أفعل فعلاء ، ولا فعلان فعلى ، ولا ممّا يستوي في الوصف به المذكر والمؤنث ، كعروس وحكيم.

ويلحق بهذا الجمع أربعة أنواع (١) :

 ـ النوع الأول : أسماء جموع ، وهي ألوا (٢) ، وعالمون ، وعشرون إلى التّسعين.

 ـ النوع الثاني : جموع تكسير ، وهي : بنون ، وحرّون (٣) وأرضون ، وسنون ، وبابه (٤).

 ـ النوع الثالث : جموع تصحيح لم تستوف شروط جمع المذكّر السّالم ، كأهلون (٥) ووابلون ، لأنّ أهلا ، ووابلا ليسا علمين ولا صفتين ولأنّ وابلا لغير العاقل.

__________________

مصريون ، ولبنانيون ، وعراقيون.

(١) بخلاف اسم الجمع الذي يدلّ على الجماعة وليس له واحد من لفظه. ولا يكون على وزن الجموع ، نحو : قوم وجيش ورهط ، وبخلاف اسم الجنس الجمعي الذي يدل على الجماعة ، ويفرق بينه وبين مفرده بالتاء أو الياء نحو ، شجر وترك.

(٢) ألو بمعنى أصحاب : اسم جمع لذو بمعنى صاحب ، و (عالمون) اسم جمع عالم وهو أصناف الخلق عقلاء أو غيرهم.

(٣) جمع حرّة : وهي أرض ذات حجارة سود.

(٤) وضابطه كلّ ثلاثي حذفت لامه وعوّض عنها هاء التأنيث ولم يكسّر نحو : عضه وعضين بمعنى الكذب والبهتان ، ونحو : عزة وعزين بمعنى الفرقة من الناس ، ونحو : ثبة وثبين بمعنى الجماعة فلا تجمع شجرة وثمرة لعدم الحذف ولا زنة ، وعدة ، لأن المحذوف منهما التاء ، ولا نحو : يد ، ودم ، لعدم التعويض من لامهما المحذوفة ، وخالف ذلك أبون ، وأخون ، لجمعهما مع عدم التعويض ولا نحو : اسم وأخت وبنت : لأن العوض غير الهاء وشذّ بنون ولا نحو : شاة وشفة : لأنهما كسّرا على شفاه وشياه.

(٥) الأهلون : العشيرة. والوابل : المطر الغزير.

٥٧

 ـ النوع الرابع : ما سمّي به من هذا الجمع ، كعابدين وما ألحق به كعليّين (١).

النوع الثالث

من المعرب بالحروف الأسماء الستة

الأسماء الستّة هي : أبوك ، وأخوك ، وحموك ، وفوك ، وذو مال ، وهنوك (٢) وهي ترفع بالواو ونيابة عن الضمّة ، نحو : حضر أخوك.

وتنصب بالألف نيابة عن الفتحة ، نحو : عظّم أباك.

إعراب الأمثلة السابقة

الكلمة

إعرابها

فرح

فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

المؤمنون

فاعل مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

احترم

فعل أمر مبني على السكون لا محل له من الإعراب وحرّك بالكسر منعا لالتقاء الساكنين.

المتأدبين

مفعول منصوب بالياء المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها لأنّه جمع مذكر سالم. والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

انظر

فعل أمر مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

إلى

حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

المتأدبين

مجرور بإلى وعلامة جره الياء المكسورة ما قبلها المفتوح ما بعدها لأنه جمع مذكر سالم. والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

__________________

(١) عليّين أعلى الجنة واعلم أن ما سمي به والملحق بجمع المذكر السالم يجوز في إعرابه أن يعرب بالحركات منوّنة مع لزومه الياء كحين ، أو لزومه الواو كعربون. وإعرابه بالحركات الظاهرة على النون منونة أيضا.

(٢) الهن : كناية ، ومعناه شيء.

٥٨

الكلمة

إعرابها

ألوا

مبتدأ مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.

العلم

مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة في آخره.

سعداء

خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة في آخره.

وتجرّ بالياء نيابة عن الكسرة ، نحو : تفاهم مغ حميك (١).

ولا تعرب الأسماء السّتة هذا الإعراب إلّا بشروط :

وهذه الشّروط منها ما يشترط في كلّها ، ومنها ما يشترط في بعضها فأمّا الشّروط الّتي تشترط في كلّها فأربعة شروط :

الأول : أن تكون مفردة ، فلو ثنّيت أعربت إعراب المثنّى فتقول : أبواك ربّياك ، وتأدّب في حضرة أبويك.

ولو جمعت جمع مذكر سالما أعربت إعرابه ، فتقول : هؤلاء أبون وأخون ، ورأيت أبين وأخين ـ الخ.

ولو جمعت جمع تكسير أعربت أيضا إعرابه بالحركات الظّاهرة في آخره كقوله تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) [الحجرات : ١٠](فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً) [آل عمران : ١٠٣].

الثاني : أن تكون مكبّرة ، فلو صغّرت أعربت بالحركات الظاهرة ، فتقول : هذا أبيّ ، ورأيت أبيّا ، ومررت بأبيّ.

الثالث : مضافة ، فلو قطعت عن الإضافة أعربت أيضا بالحركات الظّاهرة ، نحو : وله أخ أو أخت ، وإنّ له أخا وبنات الأخ.

الرابع : تكون إضافتها لغير ياء المتكلّم ، فلو أضيفت إلى ياء المتكلّم ، تعرب

__________________

(١) الحم : أقارب الزوج ، أو الزوجة واعلم أن الأسماء الستة من قبيل المفرد ولذلك تثنى وتجمع ، ولكنها شذت عن أحكام المفردات وأعربت بالحروف لصلوح أواخرها لأن تجعل حروف إعراب ، ولمشابهتها المثنى في أن كلا يستلزم آخر. كالأب فإنه يستلزم الابن ، وهلم جرا. فحملوها على المثنى في الإعراب.

٥٩

بحركات مقدّرة على ما قبل الياء ، منع من ظهورها اشتغال المحلّ بحركة المناسبة لياء المتكلّم ، نحو : احترمت أبي ، وأخي الأكبر.

وأمّا الشّروط التي تختصّ ببعضها دون بعض ، ففي الألفاظ الآتية :

أ ـ كلمة «فوك» لا تعرب إعراب الأسماء الستّة إلّا بشرط واحد ، وهو : «خلّو آخرها من الميم» فلو اتّصلت بها الميم أعربت بالحركات الظّاهرة ، فتقول : نظرت إلى فم حسن.

ب ـ كلمة «ذو» لا تعرب إعراب الأسماء السّتة إلّا بشرطين :

 ـ أوّلا : أن تكون «ذو» بمعنى صاحب ، فإن لم تكن بهذا المعنى بأن كانت موصولة فهي مبنيّة ، نحو : جاء ذو قام.

 ـ ثانيا : أن يكون الّذي تضاف إليه «اسم جنس ظاهرا غير وصف» ، نحو : «ذو العقل يشقى في النّعيم بعقله».

ج ـ كلمة «الهن» الأفصح فيها النّقص ، (أي حذف لامها) وإعرابها بالحركات الظاهرة على النون (وقليل فيها الإتمام وإعرابها بالحروف) ، نحو : ظهر هنوك ، واستر هناك ، وانظر إلى هنيك.

والخلاصة أنه يجوز «في الأب والأخ والحم» ثلاثة أعاريب.

١ ـ الإعراب بالحروف ، فتقول : هذا أبوك ، ورأيت أباك ، ومررت بأبيك.

٢ ـ الإعراب مقصورا على الألف في الأحوال الثلاثة ، فتقول : هذا أباك ، ورأيت أباك ، ومررت بأباك.

٣ ـ الإعراب بالحركات الظّاهرة «محذوفة الأواخر» في الأحوال الثلاثة فتقول :

هذا أبك ، ورأيت أبك ، ومررت بأبك.

النوع الرابع من المعرب بالحروف

 الأفعال الخمسة

الأفعال الخمسة هي : يفعلان ، وتفعلان ، ويفعلون ، وتفعلون وتفعلين ، وحكمها أنّها ترفع بثبوت النّون نيابة عن الضمة ، نحو : يكتبان وتكتبان ، وتنصب وتجزم بحذف هذه النّون نيابة عن الفتحة والسكون ، نحو : فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا.

٦٠