القواعد الأساسيّة للّغة العربيّة

السيّد أحمد الهاشمي

القواعد الأساسيّة للّغة العربيّة

المؤلف:

السيّد أحمد الهاشمي


الموضوع : اللغة والبلاغة
الناشر: مؤسسة المعارف للطباعة والنشر
الطبعة: ٣
ISBN: 9953-434-08-5
الصفحات: ٣٠٣

١ ـ الجرّ بالكسرة الّتي يحدثها العامل «حرفا كان أو إضافة» ، نحو : بسم الله.

٢ ـ النداء ، «أي كون الكلمة مناداة» ، نحو ، يا سعد.

٣ ـ أل المعرّفة كالرجل (١) ، أو الزائدة كالعبّاس ، بخلاف الموصولة فقد تدخل على المضارع لغير ضرورة ، نحو [البسيط] :

(ما أنت بالحكم التّرضى حكومته)

٤ ـ التّنوين. وهو نون ساكنة تتبع آخر الاسم لفظا ، وتفارقه خطّا للاستغناء عنها بتكرار الشّكلة عند الضّبط بالقلم نحو ، كتاب (٢).

__________________

(١) تكون (أل) علامة للاسم إذا لم تكن من بنية الكلمة نحو الرجل ، أما إذا كانت من بنيتها فلا تكون علامة له ، نحو : ألقى إلقاء.

(٢) التنوين الخاص بالاسم أربعة أنواع : تنوين التمكين والتنكير والمقابلة والعوض.

أما تنوين التمكين فهو اللاحق للأسماء المعربة (غير جمع المؤنث السالم) للدلالة على خفّة الاسم في باب الاسمية بمعنى أنه لم يشبه الحرف فيبنى ، ولا الفعل فيمنع من الصرف ، وذلك نحو محمد ، وكتاب ، ورجل.

وأما تنوين التنكير فهو اللّاحق لبعض الأسماء المبنية لأجل الفرق بين المعرفة منها والنكرة. فما نوّن منها كان نكرة ، وما لم ينوّن كان معرفة. تقول : سيبويه وعمرويه ونفطويه «بغير تنوين» إذا أردت شخصا معينا اسمه أحد هذه الأسماء.

فإذا أردت أيّ شخص يسمّى بهذا الاسم قلت : سيبويه بالتنوين.

وأما تنوين المقابلة فهو الذي يلحق جمع المؤنث السالم في نحو : سائحات في مقابلة النون التي في جمع المذكر السالم في نحو : سائحين.

وأما تنوين العوض فهو اللّاحق لبعض الكلمات عند حذف ما تضاف إليه تعويضا لها عن هذا المضاف إليه المحذوف ، وهو قسمان :

١ ـ عوض عن كلمة مفردة ، وهو اللّاحق للفظي كلّ وبعض. نحو قوله تعالى : (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ) فإنّ الأصل كلّ إنسان ، وكقوله تعالى : (فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ) أي على بعضهم.

٢ ـ وعوض عن جملة. وهو اللاحق لكلمة «إذ» عند حذف الجملة أو الجمل التي تستحق «إذ» الإضافة إليها ، نحو : (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ) (بِنَصْرِ اللهِ) أي يوم يغلب الروم ، ونحو : (وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ) (٨٤) أي وأنتم حينئذ بلغت الروح الحلقوم. فلما حذفت الجملة عوّض عنها بالتنوين.

٢١

علامة الاسم المعنوية

للاسم علامة واحدة معنويّة ، وهي : «الإسناد إليه» ، وهو أن تنسب إلى الإسم حكما تحصل به الفائدة ، بأن يكون مبتدأ ، أو فاعلا ، نحو : فهمت ، وأنا فاهم.

وهذه العلامة هي أصدق وأشمل علامات الاسم : لأنها أوضحت اسمية الضّمائر ، وما شابهها ممّا لا تدخل عليه العلامات المتقدّمة (١).

والاسم ثلاثة أنواع : مظهر ، ومضمر ، ومبهم.

فالمظهر ، هو : ما يدلّ على معناه من غير حاجة إلى قرينة كسعد وسعاد.

والمضمر ، هو : ما دلّ على معناه بواسطة قرينة تكلّم أو خطاب أو غيبة ، نحو : أنا ، ونحن ، وأنت ، وأنت ، وهو ، وهي.

__________________

(١) فإن كان لفظ الاسم لا يقبل الإسناد كلفظة (عند) مثلا اعتبر الإسناد إلى ما هو بمعناه «كالمكان» الذي هو بمعنى عند ، وهو يقبل الإسناد إليه ، فتصدق الاسمية عليها.

وليس بلازم أن تجتمع ، كلّ هذه العلامات حتى تدلّ على اسمية الكلمة ، بل بعضها كاف في ذلك ، فكلمة (صاحب) مثلا اسم لأنها تنوّن ، وتدخل عليها حروف الجر ، وأحرف النداء ، وأل ، وتكون مبتدأ وخبرا ، الخ ...

وكذا التاء من «حفظت» اسم لأنّها فاعل ، وهلم جرا.

أسباب ونتائج أ ـ لماذا كان الإسناد من خواص الاسم؟ ـ لأن المسند إليه لا يكون إلّا اسما.

ب ـ لماذا كان الخبر من خواص الاسم؟ ـ لأنّ المجرور مخبر عنه في المعنى ولا يخبر إلّا عن الاسم.

ج ـ لماذا كانت الإضافة من خواص الاسم؟ ـ لأنّ فيها معنى الإسناد.

د ـ لماذا كانت (أل) من خواص الاسم؟ ـ لأنّ أصلها للتعريف وهو خاص بالاسم.

ه ـ لماذا كان النداء من خواص الاسم؟ ـ لأنّه مفعول به في الأصل والمفعولية خاصة بالاسم.

و ـ لماذا كان التنوين من خواص الاسم؟ ـ لأنّ المقصود منه هنا ما هو خاص بالاسم وحده من الأنواع الأربعة السابقة الذكر.

ز ـ لماذا كان الاسم منحصرا في أنواع ثلاثة : مظهر ، ومضمر ، ومبهم؟

 ـ وذلك لأنّ الاسم إمّا أن يصلح لكل جنس ، أو لا.

فالأول : المبهم كهذا ، والذي.

والثاني : إما أن يكون كناية عن غيره ، أو لا.

فالأول المضمر كأنت وهو ، والثاني المظهر : كخليل وفاطمة وعصفور.

٢٢

والمبهم ، هو : الّذي لا يظهر المراد منه إلا بإشارة ، أو جملة تذكر بعده لبيان معناه ، نحو : هذا ، والّذي.

تعريف الفعل وتقسيمه وعلاماته الميمّزة عن الاسم والحرف

الفعل عند (اللّغويين) ما دلّ على الحدث.

وعند (النّحويين) ما يدلّ بنفسه على حدث مقترن وضعا بأحد الأزمنة الثلاثة ؛ «الماضي ، والحال ، والمستقبل».

وينقسم الفعل باعتبار الزّمن إلى ماض ، ومضارع ، وأمر.

أ ـ الفعل الماضي وعلاماته المختصّة به.

الفعل الماضي ما دلّ على حدث وقع في الزّمان الذي قبل زمان التّكلّم (١) ، نحو : كتب ، ونعم ، وبئس.

وله علامتان مختصّتان به :

الأولى : تاء الفاعل ، نحو : كتبت (للمتكلّم والمخاطب والمخاطبة).

الثانية : تاء التّأنيث السّاكنة أصالة (٢) نحو : نالت سعاد جائزة. ولا يضرّ تحريكها لعارض. كما إذا وليها ساكن ، فتحرّك بالكسر للتّخلّص ، نحو : قرأت التلميذة. إلا إذا كان الساكن ألف الاثنين فتفتح للتّخفيف نحو : المرأتان قالتا ، وقد تضمّ نحو : قالت أمّة :

فإن دلّت كلمة على معنى الماضي ولم تقبل إحدى التّاءين ، فهي :

١ ـ إمّا إسم لوصف. كشاهد أمس.

__________________

(١) وقد يدل الماضي على الحال إذا استعمل في العقود ، نحو : بعتك هذا الكتاب ، ووهبتك هذه الفرس. ويدل على الاستقبال إذا وقع بعد أداة شرط غير «لو» ، نحو : إن استقام التلميذ عفوت عنه ، أو بعد لا النافية مسبوقة بقسم ، نحو : تالله لا كلمتك حتى تستقيم ، أو كان للدعاء ، نحو : رحمه‌الله.

(٢) وأمّا المتحركة أصالة فتختص بالاسم إن كانت حركتها إعرابية كجارية وعائشة ، فإن كانت حركة بناء ، أو بنية ، فتوجد في الاسم ، نحو : لا حول ولا قوّة إلّا بالله ، وفي الفعل. نحو : هند تقوم ، وفي الحرف ، نحو : ربّت وثمّت.

وبهاتين العلامتين سقط زعم حرفية ليس وعسى ، وسقط أيضا زعم اسميّة نعم وبئس.

٢٣

٢ ـ وإمّا اسم لفعل. كهيهات بمعنى بعد ، وشتّان بمعنى افترق.

ب ـ الفعل المضارع ، وعلاماته المختصّة به.

الفعل المضارع : ما يدلّ على حدث يقع في زمان التكلّم أو بعده : كيقرأ.

ويعرف بصحّة وقوعه بعد (لم) ، نحو (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) (٣) [الإخلاص : ٣] وعلامته المختصة به «السّين (١) وسوف ، والجوازم التي تجزم فعلا واحدا ، وبعض النواصب».

والمضارع بأصل وضعه صالح للحال والاستقبال ، ولا يتعيّن لأحدهما إلا بمعيّنات خاصّة.

معيّنات المضارع للحال

١ ـ ما النّافية ، نحو (وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً) [لقمان : ٣٤].

٢ ـ وإن النّافية ، نحو (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلاحَ) [هود : ٨٨].

٣ ـ وليس النافية ، نحو : وليس لي أن أقول إلّا الواقع.

٤ ـ ولام الابتداء ، نحو (إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ) [يوسف : ١٣].

٥ ـ والآن ، ونحوه ، نحو : أسافر الآن ، أو الساعة.

معيّنات المضارع للاستقبال (٢)

١ ـ السّين ، نحو : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) [الشعراء : ٢٢٧].

٢ ـ وسوف ، نحو : سوف تندم على كسلك.

٣ ـ والنواصب ، نحو : لن ينجح الكسول.

٤ ـ والجوازم (ما عدا : لم ، ولمّا) ، نحو : إن تسافر فالله يكلؤك برعايته.

٥ ـ ونونا التوكيد ، نحو (لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ) [يوسف : ٣٢].

__________________

(١) السين وسوف يدلان على التنفيس. ومعناه الاستقبال. إلا أن السين للاستقبال القريب ، وسوف للاستقبال البعيد كقوله تعالى : (سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ) (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) (٥).

(٢) قد يراد بالمضارع الاستمرار فيشمل جميع الأزمان الثلاثة نحو : الأطفال يميلون إلى اللعب ـ أي في كل زمان.

٢٤

٦ ـ وأداة التّرجّي ، نحو : لعلّي أبلغ قصدي.

واعلم أن المضارع يتعيّن للاستقبال متى تضمّن طلبا ، نحو : يرحمك الله.

انقلاب المضارع للماضي

ينقلب الفعل المضارع إلى معنى الفعل الماضي بالأدوات الآتية :

أ ـ بلم الجازمة نحو : لم يقم بالواجب ، وزرتك ولم تكن في الدار.

ب ـ ولمّا الجازمة : نحو : لمّا يثمر البستان. وقطفت الثّمرة ولمّا تنضج.

ج ـ وربّما ، نحو : ربّما تكره ما فيه الخير لك.

وسمّي «مضارعا» لمشابهته «الاسم» في الحركات والسّكنات وعدد الحروف ، وصلاحيته للحال والاستقبال ، كيفهم وفاهم ، وينصر وناصر ولهذا أعرب الفعل المضارع.

فإن دلّت كلمة على معنى المضارع ولم تقبل «لم» ، فهي :

إمّا اسم لوصف ، كراحل الآن ، أو غدا.

وإمّا اسم لفعل ، كأوّه بمعنى أتوجّع.

ج ـ فعل الأمر وعلاماته المختصّة به.

الأمر ما يطلب به حدوث شيء في الاستقبال ، نحو : اسمع وهات وتعال. وعلامته المختصّة به :

الأمر ما يطلب به حدوث شيء في الاستقبال ، نحو : اسمع وهات وتعال. وعلامته المختصّة به :

قبوله ياء المخاطبة مع دلالته على الطّلب بنفسه ، نحو : احفظي (١) أو قبوله نون التّوكيد مع دلالته على الطّلب بصيغته ، نحو : اجتهدنّ.

فإن قبلت كلمة «نون التّوكيد» ولم تدلّ على الطلب بصيغته.

فهي فعل مضارع ، نحو : (لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً) [يوسف : ٣٢] (فقد دل الفعل المضارع على الطّلب باللّام).

__________________

(١) وبهذا سقط زعم أنّ هات وتعال اسما فعلين للأمر.

٢٥

وإن دلّت على الطلب ولم تقبل النون ، فهي :

إمّا اسم لمصدر ، نحو : صبرا على الشّدائد ، (بمعنى اصبر).

وإما اسم لفعل أمر ، نحو : نزال (بمعنى انزال).

العلامات المشتركة بين الماضي والمضارع والأمر هي :

١ ـ نون النّسوة مشتركة بين الأفعال الثلاثة.

٢ ـ قد (١) ، الجوازم التي تجزم فعلين ، أن الناصبة مشتركة بين الماضي والمضارع.

٣ ـ ياء المؤنثة المخاطبة ، نونا التوكيد مشتركتان بين المضارع والأمر.

مأخذ المضارع والأمر

يؤخذ المضارع من الماضي بزيادة حرف من حروف المضارعة الأربعة المجموعة في كلمة «أنيت» أو «أتين» أو «نأتي» (٢).

__________________

(١) قد ـ إذا دخلت على الماضي دلّت على أحد معنيين وهما : التحقيق والتقريب ؛ فمثال دلالتها على التحقيق قوله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) (١) ومثال دلالتها على التقريب قوله : قد قامت الصلاة ، وإذا دخلت على المضارع دلّت على أحد معنيين أيضا وهما : التقليل والتكثير : فأما دلالتها على التقليل فنحو : قد يصدق الكذوب.

وأما دلالتها على التكثير فنحو : قد ينال المجتهد جائزته.

(٢) وحروف (أنيت) تسمى أحرف المضارعة ، وهاك جدولا مفصّلا بمواضعيها :

الهمزة

 النون

 الياء

 التاء

للمتكلم مذكرا كان أو مؤنثا نحو أحبّ الوطن

للمتلكم المعظّم نفسه ، أو معه غيره وكذا للمتكلمين والمتكلمات ، نحو : نحبّ الوطن.

للغائب المذكر ومثناه وجمعه ومثنى الغائبتين وجمع الغائبات ، نحو : هو يحب الوطن ، وهما يحبان الوطن ، وهم يحبون الوطن ، والوالدات يرضعن أولادهن.

للمخاطب مطلقا مذكرا كان أو مؤنثا ، مفردا أو مثنى أو جمعا ، وللغائبة ومثناها وجمعها ، نحو : أنت تحب الوطن ، وأنتما تحبان ، وأنتم تحبون ، وأنت ترغبين وأنتما ترغبان وأنتن ترغبن ، وهند ترغب وفاطمتان ترغبان في المعالي والنساء تدير إدارة المنازل

٢٦

أ ـ فيكون مضموما في الرّباعي كأحسن يحسن ، وبعثر يبعثر.

ب ـ ويكون مفتوحا في الثّلاثي والخماسي والسّداسي ، مثل :

فهم يفهم ، انطلق ينطلق ، استفهم يستفهم.

فإن كان الماضي ثلاثيّا تسكّن الفاء ، وتحرّك العين بالضمّ أو الفتح أو الكسر (اتّباعا لنصوص اللّغة) ، نحو : شكر يشكر. عرف يعرف. حسن يحسن ـ ذهب يذهب ـ شرف يشرف.

وإذا كان غير ثلاثيّ وبدئ بتاء زائدة بقي على حاله نحو : تشارك يتشارك. وتعلّم يتعلّم ـ وتدحرج يتدحرج.

وإذا كان غير ثلاثيّ وبدئ بهمزة كسر ما قبل آخره وحذفت الهمزة ، نحو : أكرم يكرم ـ انفتح ينفتح.

وإن كان غير ثلاثي ولم يكن مبدوءا بتاء ولا بهمزة كسر ما قبل آخره فقط ، أكرم يكرم ـ انفتح ينفتح.

وإن كان غير ثلاثي ولم يكن مبدوءا بتاء ولا بهمزة كسر ما قبل آخره فقط ، نحو : عظّم يعظّم حوقل يحوقل ، قلقل يقلقل.

ويؤخذ الأمر من المضارع بحذف حرف المضارعة ، وما بقي فهو الأمر ، مثل : يتعلّم تعلّم ، يتكلّم تكلّم.

ما لم يكن أوّل الباقي بعد الحذف ساكنا فتزيد عليه همزة للتّوصل (١) للنّطق

__________________

فإن لم تكن هذه الحروف زائدة بل كانت من أصل الفعل نحو : أكل ، ونقل ، وينع ، أو كان الحرف زائدا لكنه ليس دالا على أحد المعاني الموجودة في حروف المضارعة نحو : أكرم ، وتقدّم ، كان الفعل ماضيا لا مضارعا.

(١) همزة الوصل هي همزة يؤتى بها ليمكن النطق بالساكن ، وتثبت في ابتداء الكلام ، وتسقط في درج الكلام ، وبالاستقراء وجد أنّها تكون قياسية في ماضي الخماسي والسداسي وأمرهما ومصدرهما وفي أمر الثلاثي ؛ وسماعية في : اسم ، واست ، وابن ، وابنم ، وابنت ، وامرئ ، وامرأة ، واثنين ، واثنتين ، وأيمن ، وفي (أل).

وتكسر همزة الوصل إلا في «أل وأيمن» فتفتح.

وتضم في الأمر من الثلاثي المضموم العين في المضارع ، وفي الماضي المبني للمجهول من الخماسي والسداسي ، نحو : أكتب ، أنصر ، أنطلق ، أستخرج.

٢٧

بالسّاكن ، كانصر ، وافتح ، واجلس.

وإن كان محذوفا في المضارع الهمزة ، ردّت إلى الأمر ، نحو : أكرم ، وانطلق (١).

تمرين

بيّن الأفعال ، وما يفيد منها الاستقبال أو الحال ، وكذا الصالح لهما معا وما الذي يفيد منها المضي انقلابا.

زر غبّا تزدد حبّا ـ أنت الزمان إن صلحت صلح الزمان ـ لا تقل ما لا تحبّ أن يقال لك [الطويل] :

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا

ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

مروا ذوي القرابة أن يتزاوروا ولا يتجاوروا. من لم يعرف الشرّ يقع فيه. إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه. إياك وما يعتذر منه ـ إذا طلعت الشمس اختفت النجوم. أخذ العلم ينتشر ويزداد عن ذي قبل ـ البس ما تستحسنه الناس [الكامل] :

اسلك بنيّ مناهج السادات

وتخلقنّ بأشرف العادات

لا تلهينّك عن معادك لذّة

تفنى وتورث دائم الحسرات

تعريف الحرف وأنواعه وعلامته المميزة له عن الاسم والفعل

الحرف هو ما يدلّ على معنى بواسطة غيره ، نحو : هل ، وفي ، ولم.

وعلامته عدم قبوله شيئا من علامات الاسم ، ولا من علامات الفعل (٢) وأنواعه ثلاثة :

__________________

وأما همزة القطع فهي التي تثبت حيثما وقعت.

(١) تحذف الهمزة في الأمر من أخذ وأكل في ابتداء الكلام ، وفي وسطه تقول : خذ وكل.

وهمزة ، أمر وسأل تحذف في ابتداء الكلام فقط نحو مر محمدا ، وسل كاملا ، وهمزة رأى ، تحذف من المضارع والأمر ، نحو : يرى ، ره.

وتحذف عين أرى في جميع التصاريف نحو أرى. يرى. أره ، أصلها (أرأى ـ يرئي ـ أرئه).

(٢) أي علامة الحرف عدمية فهو نظير الحاء مع الخاء والجيم. فإن علامة الخاء نقطة من

٢٨

 ـ النوع الأول : ما يختصّ بالأسماء فيعمل فيها ، كفي. نحو : دخلت في المدرسة.

 ـ النوع الثاني : ما يختصّ بالأفعال فيعمل فيها. كلم ، نحو (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) (٣) [الإخلاص : ٣].

 ـ النوع الثالث : ما هو مشترك بينهما ، فلا يعمل شيئا ، كهل ، نحو : هل أنت مذاكر؟ وهل جاء الأستاذ؟

أسئلة

أجب عما يأتي :

١ ـ ما تعريف الاسم وعلاماته اللّفظيّة والمعنوية؟

٢ ـ ما أنواع الاسم؟ وما دليل حصره في أنواعه الثلاثة؟

٣ ـ لماذا كان الإسناد والجرّ والإضافة وأل والنّداء والتنوين من خواص الأسماء؟

٤ ـ ما تعريف الفعل وتقسيمه وعلاماته العمومية؟

٥ ـ ما هو الفعل الماضي وعلاماته المختصة به؟

٦ ـ ما الفرق بين تاء التأنيث وتاء الفاعل لفظا ومعنى؟

٧ ـ متى يدلّ الفعل الماضي على زمن الحال أو الاستقبال؟

٨ ـ ما هو الفعل المضارع وعلاماته المختصة به؟

٩ ـ ما الذي يخصّص المضارع للحال أو الاستقبال؟

١٠ ـ ما هي الأدوات التي تقلب مدلول المضارع إلى المضيّ؟

١١ ـ لم سمّي هذا الفعل مضارعا؟

__________________

فوق ، وعلامة الجيم نقطة من تحت ، وعلامة الحاء عدم النقط رأسا.

واعلم أنه لا يرد على هذا «الحروف التي قصد لفظها». نحو قوله : [الطويل] :

ألام على لوّ ولو كنت عالما

بأذناب لوّ لم تفتني أوائله

حيث أدخل حرف الجرّ على «لو» في الأول ، وأضافها في الثاني ؛ فإن ذلك لقصد لفظها ، وكل كلمة يقصد لفظها تصير اسما فتقبل علامات الاسم.

٢٩

١٢ ـ ما هو فعل الأمر ، وعلاماته المختصة به وغير المختصة به؟

١٣ ـ ما هي العلامات المشتركة بين الأفعال الثلاثة؟

١٤ ـ من أين يؤخذ المضارع من الأمر؟

١٥ ـ ما هي أحرف المضارع الأربعة وما مدلول كل حرف منها؟

١٦ ـ ما هي همزة الوصل والمواطن القياسية والسماعية التي تستوطن فيها؟

١٧ ـ ما هي همزة القطع ، وما الفرق بينها وبين همزة الوصل؟

١٨ ـ ما هو الحرف وعلاماته وأنواعه؟

٣٠

الباب الأول : في الإعراب والبناء

(وفيه مباحث)

المبحث الأول : في الإعراب (١)

الإعراب هو : تغيير أحوال أواخر الكلم (٢) لاختلاف العوامل الدّاخلة عليها لفظا أو تقديرا :

وأنواع الإعراب أربعة : رفع ، ونصب ، وجرّ ، وجزم.

فالرّفع والنّصب يشتركان بين الاسم والفعل.

والجرّ ، أو الخفض يختصّ بالاسم.

__________________

(١) الإعراب في اللغة هو : الإظهار والإبانة ، تقول : أعربت عمّا في نفسي ، إذا ابنته وأظهرته.

(٢) المقصود من تغيير أحوال الأواخر تحوّلها من الرفع إلى النصب أو الجر ، حقيقة أو حكما.

ويكون هذا التحول بسبب تغيير العوامل ، من عامل يقتضي الرفع على الفاعلية أو نحوها ، إلى آخر يقتضي النصب على المفعولية أو نحوها ، إلى آخر يقتضي الجرّ ، وهلم جرا.

واعلم أن هذا التغيير ينقسم إلى لفظيّ ، وتقديريّ ، ومحلي.

فالإعراب اللفظي هو ما لا يمنع من النطق به مانع ، نحو : جاء سليم ، وقابلت سليما ، وأخذت من سليم.

والإعراب التقديريّ هو : ما يمنع من التلفظ به مانع من تعذر ، أو استثقال.

أو مناسبة ، نحو : يدعو الفتى والقاضي وغلامي ، فكلها مرفوعة بضمة مقدرة لا تظهر على أواخر هذه الكلمات لتعذّرها في «الفتى» وفي «يدعو» وفي «القاضي» ولأجل مناسبة ياء المتكلم في «غلامي».

والإعراب المحلي هو : ما يقع في المبنيات الطارئ عليها البناء نحو : جاء هذا ، فاسم الإشارة مبني على السكون في محل رفع لأنه فاعل ، وسيأتي توضيح ذلك في الأبواب الآتية.

أسباب ونتائج

٣١

والجزم يختصّ بالفعل «فلا اسم مجزوم ، ولا فعل مخفوض» (١).

والإعراب يشترك بين الأسماء والأفعال فقط دون الحروف فلا يقع فيها إعراب قطعا.

المبحث الثاني : في البناء (٢)

البناء : لزوم آخر الكلمة حالة واحدة لغير عامل ولا اعتلال.

وذلك ، كلزوم «كم ، ومن السّكون».

وكلزوم «هؤلاء وحزام وأمس الكسر».

__________________

(١) إنّما اختصّ الخفض بالاسم ، والجزم بالفعل ، قصدا للتعادل فإنّ الجرّ ثقيل يجبر خفة الاسم ، والجزم خفيف يجبر ثقل الفعل.

وقد تبيّن أنّ أنواع الإعراب ثلاثة : قسم مشترك بين الأسماء والأفعال وهو الرّفع والنصب ، وقسم مختصّ بالأسماء وهو الخفض ، وقسم مختصّ بالأفعال وهو الجزم. واعلم أنّ جميع الحروف مبنية ولا محل لها من الإعراب. ومثلها أسماء الأفعال والأصوات. وكذا الفعل الماضي إذا لم يقع معمولا لأداة تؤثّر فيه.

(٢) يدخل البناء في أنواع الكلمة الثلاثة.

أولا : في الحرف : فمنه مبني على السكون كهل وبل ولو وأو ، ومنه مبني على الضمّ ، نحو : منذ ، ومنه مبنيّ على الكسر ، نحو : جير.

ثانيا : في الفعل : فمنه مبني على الفتح الظاهر ، نحو : كتب ، أو المقدّر كصلّى.

ومنه مبنيّ على السكون نحو : افهم ، ومنه مبنيّ على حذف الآخر ، نحو : ادع ومنه مبنيّ على حذف النون ، نحو : اسمعا واسمعوا واسمعي.

ولا يوجد في الفعل البناء على الكسر ولا على الضم لثقلهما وثقل الفعل.

ثالثا : في الاسم فمنه مبنيّ على السكون كمن وكم ، ومنه مبنيّ على الكسر كأمس وسيبويه وحذام ، ومنه مبنيّ على الفتح كأين وكيف ، ومنه مبنيّ على الضمّ كحيث ونحن ، ونحو يا عليّ ، ومنه مبنيّ على الألف كيا محمدان ويا رجلان ، ومنه مبنيّ على الواو ، نحو : يا محمدون ويا مسلمون ، ومنه مبنيّ على الياء ، نحو : لا رجلين ولا كاتبين عندي.

«تنبيهان» : الأول : أنّ الأصل في البناء السكون ، ولا يكون على حركة إلا لسبب ، وأسباب التحريك كثيرة سنقف عليها فيما بعد.

الثاني : الفتح والسكون يقعان في الاسم ، نحو : كيف وكم ـ وفي الفعل ، نحو : قام وقم وفي الحرف نحو سوف وهل ، وأما الضمّ والكسر فيقعان في الاسم كثيرا ، وفي الحرف نادرا ، بخلاف الفعل فلا يقع فيه شيء من الضمّ ولا الكسر لثقلهما وثقل الفعل.

٣٢

وكلزوم «منذ ، وحيث ، الضمّ».

وكلزوم «أين ، وكيف ، الفتح».

والبناء في الحروف والأفعال أصليّ : وإعراب المضارع الّذي لم تتّصل به نونا التّوكيد ولا نون النّسوة عارض.

والإعراب في الأسماء أصليّ ، وبناء بعضها عارض.

ووجه أصالة البناء في الحروف (١) والأفعال عدم توارد المعاني المختلفة المحتاجة إلى تمييز بعضها من بعض بالإعراب كالفاعلية والمفعولية عليها.

ووجه أصالة الإعراب في الأسماء احتياجها إلى ذلك التّمييز ؛ لكن متى أشبه الاسم الحرف شبها يقرّبه منه بني مثله.

المبحث الثالث : في أنواع المشابهة الدّائرة بين الاسم والحرف

الاسم : لا يبنى إلّا إذا أشبه الحرف شبها قويا يدنيه منه وأنواع الشّبه ثلاثة :

الأول : الشّبه الوضعيّ ، وهو كون الاسم موضوعا على حرف واحد (٢) كتاء الفاعل ، في نحو : «فهمت».

__________________

(١) الحروف كلّها مبنية لأنّه لا يعتورها من المعاني ما نحتاج معه إلى إعراب وبناؤها يكون على الفتح ، كثمّ وإنّ ، ولعلّ ، وليت.

ويكون على الضمّ ، كمنذ.

وعلى الكسر كجير «بمعنى نعم» واللّام والباء في نحو : الزعامة لسعد ، والوطن بسعد ، ويكون على السكون ، كمن ، وعن ، وهل.

واعلم أنّ المبنيات تنحصر في أنواع الحروف وكذا في أنواع الأفعال الماضي والأمر بلا شرط ، وأمّا المضارع فبشرط اتصاله بإحدى نوني التوكيد أو نون النسوة ، وكذا في الأسماء المشبهة للحرف وهي غير المتمكنة في الاسمية بسبب تحقق نوع من أنواع المشابهة للحرف فيه ، بحيث يكون ذلك التحقق مانعا معنويا للاسم من الإعراب سواء أكان ذلك التحقق لازما أو عارضا ، كما سيأتي بيانه.

(٢) لأن أصل وضع الاسم يكون على ثلاثة أحرف إلى سبعة ، فما جاء من الأسماء ناقصا عن ثلاثة أحرف ، يكون لسبب من الأسباب.

٣٣

(فالتّاء) شبيهة بباء الجرّ ولامه ، وواو العطف وفائه من الحروف المفردة.

أو موضوعا على حرفين ثانيهما حرف لين «كنا» في نحو «فهمنا».

(فنا) شبيهة بنحو : قد وبل (١) من الحروف الثّنائية.

وبهذا الشّبه بنيت الضّمائر لوجوده في أكثرها ، وحمل الباقي عليه (٢).

الثاني الشّبة المعنويّ ، وهو كون الاسم متضمنا معنى من معاني الحروف (سواء أوضع لذلك المعنى حرف أم لا).

فالذي وضع له حرف موجود «كمتى» فإنّها تستعمل شرطا ، نحو : متى تجتهد تنجح ، فهي حينئذ شبيهة في المعنى «بإن» الشّرطيّة.

وتستعمل أيضا استفهاما ، نحو : متى نصر الله؟ وهي في تلك الحالة شبيهة في المعنى «بهمزة الاستفهام» (٣).

والّذي لم يوضع له حرف كلفظة «هنا» فإنّها متضمّنة لمعنى الإشارة وهذا المعنى لم تضع العرب له حرفا موجودا ، مع أنّه من المعاني الّتي من حقّها أن تؤدّى بالحروف ، كالخطاب ، والتّنبيه ، المفهومين من كاف الخطاب وها التّنبيه (٤) : «فبنيت أسماء الإشارة لشبهها في المعنى حرفا مقدّرا».

الثالث : الشّبه الاستعمالي ، وهو لزوم الاسم طريقة من طرائق الحروف.

أ ـ كأن ينوب عن الفعل في معناه وعمله ، ولا يدخل عليه عامل فيؤثّر فيه (٥)

__________________

(١) وإنّما أعرب نحو : أب وأخ ودم ، من كل اسم بقي على حرفين بعد حذف أحد أصوله ، لضعف الشبه بكونه عارضا ، فإن الأصل أبو ، وأخو ، الخ ... بدليل أبوين وأخوين في التثنية.

(٢) وقيل بنيت لشبهها بالحرف في «الجمود» أي لا يتصرف فيها بتثنية ولا جمع كما سيأتي.

(٣) وإنما أعربت «أيّ» الشرطية والاستفهامية لضعف الشبه فيهما بما عارضه من ملازمتهما للإضافة التي هي من خصائص الأسماء.

(٤) وإنما أعرب هذان وهاتان مع تضمنهما لمعنى الإشارة لضعف الشبه بما عارضه من التثنية التي هي من خصائص الأسماء. هذا رأي من يرى إعرابهما ، وأما من يرى بناءهما ، لا فيقول : إنهما جاءا على صورة المثنى.

(٥) بخلاف المصدر النائب عن فعله ، نحو : فهما الدرس ، فإنه نائب عن افهم فتدخل عليه العوامل فتؤثر فيه فتقول : سرّني فهم الدرس وأجدت فهمه بهذا الشرح وشرح صدري من

٣٤

«وحينئذ يكون الاسم عاملا غير معمول كالحرف».

وذلك ، كأسماء الأفعال ، نحو : هيهات ، وأوّه ، وصه (١). فإنّها نائبة عن بعد ، وأتوجّع ، واسكت ، ولا يصحّ أن يدخل عليها شيء من العوامل فتتأثّر به ، فأشبهت «ليت ولعلّ» النّائبين عن أتمنّى ، وأترجّى.

وتلك لا يدخل عليها عامل فهي بذلك الحروف.

ب ـ أو ، كأن يفتقر الاسم افتقارا متأصّلا إلى جملة تذكر بعده لبيان معناه.

وذلك ، كإذ ، وإذا ، وحيث ، من الظّروف ، وكالّذي والّتي ، وغيرهما من الموصولات ، فالظّروف السّابقة ملازمة للإضافة إلى الجمل ، ألا ترى أنك تقول : قدمت إذ ، فلا تتمّ معنى إذ حتى تقول : جاء الأمير. مثلا.

وقس الباقي في الموصولات المفتقرة (٢) إلى جملة صلة يتعيّن بها المراد منها ، كافتقار الحروف في بيان معناها إلى غيرها ، لإفادة الرّبط.

أجب عما يأتي من الأسئلة

١ ـ ما هو الإعراب وأنواعه الأربعة؟ واذكر المشترك منها بين الأسماء والأفعال ، ثم وضّح المختصّ بالاسم ، والمختصّ بالفعل منها؟

٢ ـ ما المقصود من تغيير أواخر الكلمة؟ وإلى كم قسم ينقسم هذا التغيير؟

٣ ـ ما هو البناء؟ وما هي المواطن التي يدخل فيها البناء أصالة وعرضا؟

٤ ـ ما هي أنواع شبه الاسم بالحرف؟ واذكر وجه الشبه بينهما.

٥ ـ ما هو الفرق بين الشّبه الوضعيّ ، والشّبه المعنوي ، والشبه الاستعمال؟

__________________

فهمه (فهذا المصدر تأثر بالعوامل فأعرب لعدم مشابهته الحرف).

(١) ومثلها أسماء الأصوات فهي كأحرف التنبيه والاستفهام لا تعمل في غيرها ولا يعمل غيرها فيها.

(٢) اشتراط الافتقار المتأصل لإخراج العارض كإضافة «يوم» في قوله تعالى : (هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ) فيوم مضاف إلى الجملة. ولكن ذلك عارض في بعض التراكيب.

واشتراط الإضافة إلى جملة لإخراج الإضافة إلى مفرد كسبحان الله. وكنت عند صديقي.

٣٥

المبحث الرابع : في أنواع البناء

أنواع البناء أربعة : ضمّ وفتح وكسر وسكون. وهذه الأنواع الأربعة تقع في الاسم والفعل والحرف ، بخلاف الإعراب فلا يقع في الحرف.

المبنيّ على الضمّ أو نائبه خمسة عشر لفظا

منها : خمسة من ظروف المكان وهي : قبل ، وبعد ، وأوّل ، وحيث ، ودون.

ومنها : ثمانية من أسماء الجهات وهي : فوق ، وتحت ، وأسفل ، وعل (١) ،

__________________

(١) «علّ» بلام مخففة اسم بمعنى فوق ، واعلم أن كلمة «عل» توافق كلمة «فوق» في المعنى ، وفي بنائها على الضم إذا كانت معرفة ، وفي إعرابها إذا كانت نكرة. وتخالفها في أمرين : استعمالها مجرورة بمن فقط ، واستعمالها مقطوعة عن الإضافة ، بخلاف «فوق» فيهما ، واعلم أن الفتح أقرب الحركات إلى السكون ، ولهذا دخل في الاسم والفعل والحرف ، نحو : «أين ، وقام ، وسوف.

الكلمة

(١) إعراب (حين عاتبت صديقي اقتنع)

حين

ظرف زمان مبني على الفتح في محل نصب

عاتبت

فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الفاعل (التاء) مبني على الضم في محل رفع.

صديقي

مفعول به منصوب بفتحة مقدرة منمع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لياء المتكلم المضاف إليه في محل جر. وجملة عاتبت صديقي في محل جر بالإضافة (حين) إليها.

اقتنع

فعل ماض وفاعله ضمير مستتر جوازا يعود إلى صديقي.

تنبيهات التنبيه الأول : حركات البناء تقدّر كما تقدّر حركات الإعراب ، وذلك كما إذا كان المنادى مبنيّا قبل النّداء نحو : يا حذام ، أو كان اسم لا النافية للجنس غير قابل للحركة على آخره ، نحو : لا فتى في الدار ، فإنّ حركة البناء تقدّر في مثل ذلك لاشتغال المحل بغيرها ، أو لتعذّر ظهورها.

التنبيه الثاني : مجموع أنواع بناء الاسم سبعة الضم ، والفتح ، والكسر ، والسكون ، والألف ، والواو ، والياء ، نحو : نحن ، وأين ، وأولاء ، وكم ، ويا محمدون ، ويا محمدان ، ولا رجلين حاضران ؛ فالأربعة الأولى هي أنواع بناء الاسم الأصلية ، والثلاثة الأخيرة نائبة عنها ، وقد يكون الكسر نائبا عن الفتح كما في : لا معلمات غائبات.

٣٦

ووراء ، وقدّام ، وخلف ، وأمام.

__________________

التنبيه الثالث : يعرب الاسم متى سلم من مشابهة الحرف نحو : سليم ، وهند ، وعصفور ، وكتاب.

التنبيه الرابع : عرفنا في المباحث السابقة أنّ الأصل في الاسم أن يكون معربا ، ويسمى متمكنا وذلك لتوارد المعاني المختلفة عليه بحسب ما يقتضيه عامله من فاعلية ومفعولية وغيرهما ، فاحتاج إلى الإعراب لبيان هذه المعاني.

بخلاف الفعل والحرف لأنهما يلزمان موقعا واحدا فلا يفتقران إلى الإعراب ولكن الاسم يبنى على خلاف الأصل ، ويسمى غير متمكّن ، وذلك متى أشبه الحرف شبها يخرجه عن وضعه ، ويقرّبه من الحرف الذي لا يستحقّ الإعراب ، قيبنى حملا عليه ، فاقدا ما كان له من التمكن في الاسمية ، بخلاف شبهه الفعل فإنه يخرجه عن الأمكنية فقط ، لأن للفعل حظّا في الإعراب. وهو يعاقب الاسم في أكثر المواضع.

التنبيه الخامس : السكون هو الأصل ويسمى وقفا ؛ ولخفّته دخل الاسم والفعل والحرف.

نحو : هل وقم وكم ، وما جاء على أصله لا يسأل عنه ، بمعنى أنه لا يسأل سائل ويقول : لم بني هذا على السكون؟

أسباب ونتائج أسباب التّحرك كثيرة.

منها : التقاء الساكنين في حروف الكلمة المبنية ، كأين.

ومنها : كون الكلمة على حرف واحد ، كالتاء في فهمت.

ومنها : كون الكلمة عرضة للبدء بها ، كباء الجر.

ومنها : الدلالة على استقلال الكلمة ، نحو : هو ، وهي.

أسباب البناء على الضم كثيرة

منها : الإتباع كمنذ ، بنيت على الضم إتباعا للام الكلمة بفائها.

ومنها : كون الضمّة في مقابلة الواو في نظير الكلمة كضمة.

«نحن» في مقابلة الواو في «همو».

أسباب البناء على الفتح كثيرة أيضا

منها : الخفّة ، نحو : أين.

ومنها : مجاورة الألف ، نحو : أيّان.

ومنها : الإتباع ككيف.

ومنها : الفرق بين أداتين ، كالفرق بين لام المستغاث به ، ولام المستغاث له في نحو : يا لسعد للوطن ، أو للفرق بين لام الابتداء واللام الجارة للظاهر في نحو : لسعد زعيم لشعبه.

أسباب البناء على الكسر كثيرة أيضا

منها : مجانسة العمل كباء الجر.

٣٧

ومنها «غير» إذا حذف ما أضيفت إليه ، وكانت بعد «ليس» ، أو بعد «لا» ، نحو : قرأت كتابا ليس غير ، أو لا غير.

ومنها «أيّ الموصولة» إذا أضيفت ، وكان صدر صلتها ضميرا محذوفا ، نحو : فسلّم على أيّهم أفضل.

والذي يبنى على نائب الضمّ : المنادى المثنّى ، وجمع المذكر ، والملحق بهما ، نحو : يا محمّدان ، ويا محمّدون ، ونحو : يا فاهمان ويا فاهمون.

والبناء على الضمّ لا يدخل الفعل ، لثقله وثقل الفعل.

المبني على الفتح أو نائبه سبعة أشياء

أوّلا : الفعل الماضي.

ثانيا : الفعل المضارع المتّصل بنوني التّوكيد.

ثالثا : ما ركّب تركيبا مزجيّا من الأعداد «من أحد عشر إلى تسعة عشر» إلّا اثني عشر واثنتي عشر ، فإنهما ملحقان بإعراب المثنّى.

__________________

ومنها : كون الكسر أصل التخلّص من التقاء الساكنين.

ومنها الحمل على المقابل ككسر لام الأمر في نحو : لتكتب ، حملا على اللام الجارة للظاهر.

إعراب تساقطوا أخول أخول ـ لا بنين هنا ـ سيبيويه عالم.

الكلمة

إعرابها

تساقطوا

فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة التي هي فاعل مبنية على السكون في محل رفع.

أخول أخول

مركب مزجي حال مبنيّ على فتح الجزأين في محل نصب بمعنى (متفرقين).

لا

نافية للجنس مبينة على السكون لا محل لها من الإعراب.

بنين

اسم لا مبني على الياء نيابة عن الفتحة في محل نصب.

هنا

ظرف مكان مبني على السكون في محل نصب وهو متعلق بمحذوف خبر لا أي موجدون هنا

سيبويه

مبتدأ مبني على الكسر في محل رفع بالابتداء.

عالم

خبر المبتدأ مرفوع بالمبتدأ ، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره.

٣٨

رابعا : ما ركّب تركيب مزج من الظّروف الزّمانية والمكانيّة ، نحو : يأتينا صباح مساء ، ويحضر يوم يوم ، وبعض القوم يسقط بين بين ، وهو جاري بيت بيت ، (فركّب الظّرفان وصار اسما واحدا في محلّ نصب).

خامسا : ما ركّب تركيب مزج من الأحوال ، كقول العرب تساقطوا أخول أخول : أي متفرّقين.

سادسا : الزّمن المبهم المضاف إلى جملة ، كالحين والوقت ، والسّاعة ، نحو : حين عاتبت صديقي اقتنع.

سابعا : المبهم المضاف إلى مبني سواء أكان المبهم زمانا ، كبين ودون ، ظرفي مكان ، أم كان غير زمان ، كمثل وغير.

والّذي يبنى على نائب الفتح (اسم لا النّافية للجنس) فيبنى على الياء نيابة عن الفتح ، إذا كان مثنّى ، أو جمع مذكر سالما ، أو ملحقا بهما ، نحو : لا رجلين ، ولا أبوين ، ولا معلّمين ، ولا بنين هنا.

ويبنى أيضا على نائب الفتح (اسم لا النّافية للجنس) فيبنى على الكسر نيابة عن الفتح ، إذا كان جمع مؤنّث سالما ، أو ملحقا به ، نحو : لا معلّمات في المدرسة ، ولا عرفات دخلتها.

المبني على الكسر خمسة أنواع

أولا : العلم المختوم ب «ويه» كسيبويه ، ونفطويه ، وخمارويه.

ثانيا : اسم الفعل ، إذا كان على وزن فعال ، نحو : حذار ، ونزال (بمعنى احذر ـ وانزل).

ثالثا : ما كان على وزن فعال ، وهو علم على مؤنّث ، نحو : حذام.

رابعا : ما كان على وزن فعال وهو سبّ لمؤنّث ، كيا خباث ويا لكاع.

خامسا : لفظ «أمس» إذا استعمل ظرفا معيّنا خاليا من (أل) والإضافة ، وغير مصغّر ولا مكسّر.

والبناء على الكسر لا يدخل الفعل لثقله ، وثقل الفعل لدلالته على الحدث والزّمان معا.

٣٩

المبنيّ على السكون كثير

والمبنيّ على السّكون يكون في الأفعال ، والأسماء ، والحروف.

فمن الأفعال المبنيّة على السكون ، الفعل المضارع المتّصل به نون النّسوة ، نحو : البنات يتعلّمن.

وفعل الأمر الصّحيح الآخر والّذي لم تتّصل به واو جماعة ولا ألف اثنين ولا ياء مخاطبة ، نحو : اكتب.

ومن الأسماء المبنيّة على السّكون : مثل ما ، ومن ، ومهما ، وحيثما ، والّذي ، والّتي ، وهذا ، وهذه ومثل كثير من الضّمائر.

ومن الحروف المبنيّة على السّكون ، مثل : من ، وإلى ، وعن ، وعلى.

واعلم أن الضمّ والكسر يشتركان بين الاسم والحرف ، نحو : حيث ، وأمس ، ومنذ ، وجير. والفتح والسكون يشتركان بين الجميع ، فيكونان في الاسم ، كأين ولدن ، وفي الفعل كقام وقم. وفي الحرف كليت وهل.

المبحث الخامس : في تقسيم الأسماء المبنيّة إلى بناء لازم ، وإلى بناء عارض

الأسماء المبنية نوعان :

النّوع الأوّل : ما يبنى منها بناء لازما لا ينفكّ عنه في حال من الأحوال ، وهي :

الضّمائر ، وأسماء الإشارة ، والأسماء الموصولة ، وأسماء الشّرط ، وأسماء الاستفهام ، وكنايات العدد ، وأسماء الأفعال ، وأسماء الأصوات ، وبعض الظّروف ، والمركّب المزجيّ الّذي ثانيه معنى حرف العطف ، أو كان مختوما بويه. كسيبويه ، وما كان على وزن فعال علما لأنثى كحذام ، أو شتما لها كفجار. وكلها مبنية على ما سمعت عليه.

النّوع الثّاني : ما يبنى بناء عارضا في بعض الأحوال وهو :

المنادى إذا كان علما مفردا أو نكرة مقصودة ، وهو يبنى على ما يرفع به ، واسم لا

٤٠