تفسير التّحرير والتّنوير - ج ٢٩

الشيخ محمّد الطاهر ابن عاشور

تفسير التّحرير والتّنوير - ج ٢٩

المؤلف:

الشيخ محمّد الطاهر ابن عاشور


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٢٤

على من سرق من القبر كفنا أو ما يبلغ ربع دينار ، وقال مالك : القبر حوز للميت كما أن البيت حوز الحي.

وفي «مفاتيح الغيب» عن تفسير القفال : أن ربيعة استدل بها على ذلك.

والرواسي : جمع راس ، أي جبالا رواسي ، أي ثوابت فى الأرض قال السموأل :

رسا أصله تحت الثرى وسما به

إلى النجم فرع لا ينال طويل

وجمع على فواعل لوقوعه صفة لمذكر غير عاقل وهذا امتنان بخلق الجبال لأنهم كانوا يأوون إليها وينتفعون بما فيها من كلإ وشجر قال تعالى : (وَالْجِبالَ أَرْساها مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ) [النازعات : ٣٢ ، ٣٣].

والشامخات : المرتفعات.

وعطف (وَأَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً) لمناسبة ذكر الجبال لأنها تنحدر منها المياه تجري في أسافلها وهي الأدوية وتقر في قرارات وحياض وبحيرات.

والفرات : العذب وهو ماء المطر.

وتنوين (شامِخاتٍ) و (ماءً فُراتاً) للتعظيم لدلالة ذلك على عظيم القدرة.

(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٢٨))

تكرير للتوبيخ والتقريع مثل نظيره الواقع ثانيا في هذه السورة.

[٢٩ ـ ٣١] (انْطَلِقُوا إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (٢٩) انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ (٣٠) لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللهَبِ (٣١))

هذا خطاب للمكذبين في يوم الحشر فهو مقول قول محذوف دل عليه صيغة الخطاب بالانطلاق دون وجود مخاطب يؤمر به الآن.

والضمير المقدّر مع القول المحذوف عائد إلى المكذبين ، أي يقال للمكذبين.

والأمر بانطلاقهم مستعمل في التسخير لأنهم تنطلق بهم ملائكة العذاب قسرا.

وما كانوا به يكذبون هو جهنم. وعبر عنه بالموصول وصلته لما تتضمنه الصلة من النداء على خطئهم وضلالهم على طريقة قول عبدة بن الطّبيب :

٤٠١

إنّ الذين ترونهم إخوانكم

يشفي غليل صدورهم أن تصرعوا

وجملة (انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍ) إلى آخرها ، بدل اشتمال أو مطابق من جملة (انْطَلِقُوا إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ).

وأعيد فعل (انْطَلِقُوا) على طريقة التكرير لقصد التوبيخ أو الإهانة والدّفع ، ولأجله أعيد فعل (انْطَلِقُوا) وحرف (إِلى).

ومقتضى الظاهر أن يقال : انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون ظل ذي ثلاث شعب ، فإعادة العامل في البدل للتأكيد في مقام التقريع.

وأريد بالظل دخان جهنم لكثافته ، فعبر عنه بالظل تهكما بهم لأنهم يتشوقون ظلّا يأوون إلى برده.

وأفرد (ظِلٍ) هنا لأنه جعل لهم ذلك الدخان في مكان واحد ليكونوا متراصين تحته لأن ذلك التراص يزيدهم ألما.

وقرأ الجمهور (انْطَلِقُوا) الثاني بكسر اللام مثل (انْطَلِقُوا) الأول ، وقرأه رويس عن يعقوب بفتح اللام على صيغة الفعل الماضي على معنى أنهم أمروا بالانطلاق إلى النار فانطلقوا إلى دخانها ، وإنما لم يعطف بالفاء لقصد الاستئناف ليكون خبرا آخر عن حالهم.

والشّعب : اسم جمع شعبة وهي الفريق من الشيء والطائفة منه ، أي ذي ثلاث طوائف وأريد بها طوائف من الدخان فإن النار إذا عظم اشتعالها تصاعد دخانها من طرفيها ووسطها لشدة انضغاطه في خروجه منها.

فوصف الدخان بأنه ذو ثلاث شعب لأنه يكون كذلك يوم القيامة. وقد قيل في سبب ذلك : إن شعبة منه عن اليمين وشعبة عن اليسار وشعبة من فوق ، قال الفخر : «وأقول هذا غير مستبعد لأن الغضب عن يمينه والشهوة عن شماله والقوة الشيطانية في دماغه ، ومنبع جميع الآفات الصادرة عن الإنسان في عقائده وفي أعماله ليس إلّا هذه الثلاثة ، ويمكن أن يقال هاهنا ثلاث درجات وهي : الحس ، والخيال ، والوهم. وهي مانعة للروح من الاستنارة بأنوار عالم القدس» ا ه.

والظليل : القوي في ظلاله ، اشتق له وصف من اسمه لإفادة كماله فيما يراد منه مثل : ليل أليل ، وشعر شاعر ، أي ليس هو مثل ظل المؤمنين قال تعالى : (وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلاً) [النساء : ٥٧]. وفي هذا تحسير لهم وهو في معنى قوله تعالى : (وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ

٤٠٢

لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ) [الواقعة : ٤٣ ، ٤٤].

وجرّ (ظَلِيلٍ) على النعت ل (ظِلٍ) ، وأقحمت (لا) فصارت من جملة الوصف ولا يظهر فيها إعراب كما تقدم في قوله تعالى : (إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ) [البقرة : ٦٨] وشأن (لا) إذا أدخلت في الوصف أن تكرر فلذلك أعيدت في قوله : (وَلا يُغْنِي مِنَ اللهَبِ).

والإغناء : جعل الغير غنيا ، أي غير محتاج في ذلك الغرض ، وتعديته ب (من) على معنى البدلية أو لتضمينه معنى : يبعد ، ومثله قوله تعالى : (وَما أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ) [يوسف : ٦٧]. وبذلك سلب عن هذا الظل خصائص الظلال لأن شأن الظل أن ينفس عن الذي يأوي إليه ألم الحر.

[٣٢ ـ ٣٣] (إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ (٣٢) كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ (٣٣))

يجوز أن يكون هذا من تمام ما يقال للمكذبين الذين قيل لهم : (انْطَلِقُوا إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) [المرسلات : ٢٩] ، فإنهم بعد أن حصل لهم اليأس مما ينفّس عنهم ما يلقون من العذاب ، وقيل لهم : انطلقوا إلى دخان جهنم ربما شاهدوا ساعتئذ جهنم تقذف بشررها فيروعهم المنظر ، أو يشاهدونها عن بعد لا تتضح منه الأشياء وتظهر عليهم مخائل توقعهم أنهم بالغون إليه فيزدادون روعا وتهويلا ، فيقال لهم : إن جهنم (تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ).

ويجوز أن يكون اعتراضا في أثناء حكاية حالهم ، أو في ختام حكاية حالهم.

فضمير (إِنَّها) عائد إلى جهنم التي دل عليها قوله : (ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) كما يقال للذي يساق إلى القتل وقد رأى رجلا بيده سيف فاضطرب لرؤيته فيقال له : إنه الجلّاد.

وإجراء تلك الأوصاف في الإخبار عنها لزيادة الترويع والتهويل ، فإن كانوا يرون ذلك الشرر لقربهم منه فوصفه لهم لتأكيد الترويع والتهويل بتظاهر السمع مع الرؤية. وإن كانوا على بعد منه فالوصف للكشف عن حاله الفظيعة.

وتأكيد الخبر ب (إنّ) للاهتمام به لأنهم حينئذ لا يشكون في ذلك سواء رأوه أو أخبروا به.

والشرر : اسم جمع شررة : وهي القطعة المشتعلة من دقيق الحطب يدفعها لهب النار

٤٠٣

في الهواء من شدة التهاب النار.

والقصر : البناء العالي. والتعريف فيه للجنس ، أي كالقصور لأنه شبه به جمع ، وهذا التعريف مثل تعريف الكتاب في قوله تعالى : (وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ) [الحديد : ٢٥] ، أي الكتب. وعن ابن عباس : الكتاب أكثر من الكتب ، أي كل شررة كقصر ، وهذا تشبيه في عظم حجمه.

وقوله : (كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ) تشبيه له في حجمه ولونه وحركته في تطايره بجمالات صفر. وضمير (كَأَنَّهُ) عائد إلى شرر.

والجمالات : بكسر الجيم جمع جمالة ، وهي اسم جمع طائفة من الجمال ، أي تشبه طوائف من الجمال متوزعة فرقا ، وهذا تشبيه مركب لأنه تشبيه في هيئة الحجم مع لونه مع حركته. والصفرة : لون الشرر إذا ابتعد عن لهيب ناره.

وقرأ الجمهور جمالات بكسر الجيم وألف بعد اللام فهو جمع جمالة. وقرأه حمزة والكسائي وحفص عن عاصم وخلف (جِمالَتٌ) بكسر الجيم بدون ألف بعد اللام وهو جمع جمل حجر وحجارة.

وقرأه رويس عن يعقوب جمالات بضم الجيم وألف بعد اللام جمع جمالة بالضم وهي حبل تشدّ به السفينة ، ويسمى القلس (بقاف مفتوحة ولام ساكنة) والتقدير : كأنّ الواحدة منها جمالة ، و (صُفْرٌ) على هذه القراءة نعت ل (جِمالَتٌ) أو ل (شرر).

قال صاحب «الكشاف» : وقال أبو العلاء (يعني المعري) في صفة نار قوم مدحهم بالكرم :

حمراء ساطعة الذوائب في الدّجى

ترمي بكل شرارة كطراف

شبه الشرارة بالطراف وهو بيت الأدم في العظم والحمرة وكأنّه قصد بخبثه أن يزيد على تشبيه القرآن ولتبجحه بما سوّل له من توهم الزيادة جاء في صدر بيته بقوله : «حمراء» توطئة لها ومناداة عليها وتنبيها للسامعين على مكانها ، ولقد عمي جمع الله له عمى الدارين عن قوله عزّ وعلا : (كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ) فإنه بمنزلة قوله كبيت أحمر وعلى أن في التشبيه بالقصر وهو الحصن تشبيها من جهتين من جهة العظم ومن جهة الطول في الهواء فأبعد الله إغرابه في طرافه وما نفخ شدقيه من استطرافه ا ه.

وأقول : هذا الكلام ظن سوء بالمعري لم يشمّ من كلامه ، ولا نسبه إليه أحد من

٤٠٤

أهل نبزه وملامه ، زاد به الزمخشري في طنبور أصحاب النقمة ، لنبز المعري ولمزه نغمة.

قال الفخر : كان الأولى لصاحب «الكشاف» أن لا يذكر ذلك (أي لأنه ظن سوءا بلا دليل).

وقال الطيبي : وليس كذلك لأنه لا يخفى على مثل المعري : أن الكلام بآخره لأن الله شبّه الشرارة : أولا حين تنفصل عن النار بالقصر في العظم ، وثانيا حين تأخذ في الارتفاع والانبساط فتنشقّ عن أعداد لا نهاية لها بالجمالات في التفرق واللون والعظم والثقل ، ونظر في ذلك إلى الحيوان وأن تلك الحركات اختيارية وكل ذلك مفقود في بيته.

(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٣٤))

تكرير لقصد تهديد المشركين الأحياء والقول فيه كالقول في نظيره الواقع ثانيا في هذه السورة.

[٣٥ ـ ٣٦] (هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ (٣٥) وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (٣٦))

إن كانت الإشارة على ظاهرها كان المشار إليه هو اليوم الحاضر وهو يوم الفصل فتكون الجملة من تمام ما يقال لهم في ذلك اليوم بعد قوله : (انْطَلِقُوا إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) [المرسلات : ٢٩] فيكون في الانتقال من خطابهم بقوله : (انْطَلِقُوا) إلى إجراء ضمائر الغيبة عليهم ، التفات يزيده حسنا أنهم قد استحقوا الإعراض عنهم بعد إهانتهم بخطاب (انْطَلِقُوا).

وهذا الوجه أنسب بقوله تعالى بعده : (هذا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْناكُمْ وَالْأَوَّلِينَ) [المرسلات : ٣٨] ، وموقع الجملة على هذا التأويل موقع تكرير التوبيخ الذي أفاده قوله :(انْطَلِقُوا إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) وهو من جملة ما يقال لهم في ذلك اليوم ، واسم الإشارة مستعمل في حقيقته للقريب.

وإن كانت الإشارة إلى المذكور في اللفظ وهو يوم الفصل المتحدث عنه بأنّ فيه الويل للمكذبين ، كان هذا الكلام موجها إلى الذين خوطبوا بالقرآن كلهم إنذارا للمشركين منهم وإنعاما على المؤمنين ، فكانت ضمائر الغيبة جارية على أصلها وكانت عائدة على المكذبين من قوله : (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) [المرسلات : ٣٤] وتكون الجملة معترضة بين جملة (انْطَلِقُوا إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) ، وجملة (هذا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْناكُمْ وَالْأَوَّلِينَ)

٤٠٥

[المرسلات : ٣٨]. واسم الإشارة الذي هو إشارة إلى القريب مستعمل في مشار إليه بعيد باعتبار قرب الحديث عنه على ضرب من المجاز أو التسامح.

واسم الإشارة مبتدأ و (يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ) خبر عنه.

وجملة (لا يَنْطِقُونَ) مضاف إليها (يَوْمُ) ، أي هو يوم يعرّف بمدلول هذه الجملة ، وعدم تنوين (يَوْمُ) لأجل إضافته إلى الجملة كما يضاف (حين) والأفصح في هذه الأزمان ونحوه إذا أضيف إلى جملة مفتتحة ب (لا) النافية أن يكون معربا ، وهو لغة مضر العليا ، وأما مضر السفلى فهم يبنونه على الفتح دائما.

وعطف (وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ) على جملة (لا يَنْطِقُونَ) ، أي لا يؤذن إذنا يتفرع عليه اعتذارهم ، أي لا يؤذن لهم في الاعتذار. فالاعتذار هو المقصود بالنفي ، وجعل نفي الإذن لهم توطئة لنفي اعتذارهم ، ولذلك جاء (فَيَعْتَذِرُونَ) مرفوعا ولم يجيء منصوبا على جواب النفي إذ ليس المقصود نفي الإذن وترتّب نفي اعتذارهم على نفي الإذن لهم إذ لا محصول لذلك ، فلذلك لم يكن نصب (فَيَعْتَذِرُونَ) مساويا للرفع بل ولا جائزا بخلاف نحو (لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا) [فاطر : ٣٦] فإن نفي القضاء عليهم وهم في العذاب مقصود لذاته لأنه استمرار في عذابهم ثم أجيب بأنه لو قضي عليهم لماتوا ، أي فقدوا الإحساس ، فمعنى الجوابية هنالك مما يقصد. ولذا فلا حاجة هنا إلى ما ادعاه أبو البقاء أن (فَيَعْتَذِرُونَ) استئناف تقديره : فهم يعتذرون ، ولا إلى ما قاله ابن عطية تبعا للطبري : إنه ينصب لأجل تشابه رءوس الآيات ، وبعد فإن مناط النصب في جواب النفي قصد المتكلم جعل الفعل جوابا للنفي لا مجرد وجود فعل مضارع بعد فعل منفي.

واعلم أنه لا تعارض بين هذه الآية وبين الآيات التي جاء فيها ما يقضي أنهم يعتذرون نحو قوله تعالى : (قالُوا رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ) [غافر : ١١] لأن وقت انتفاء نطقهم يوم الفصل.

وأما نطقهم المحكي في قوله : (رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ) فذلك صراخهم في جهنم بعد انقضاء يوم الفصل ، وبنحو هذا أجاب ابن عباس نافع بن الأزرق حين قال نافع : إنّي أجد في القرآن أشياء تختلف عليّ قال الله : (وَلا يَتَساءَلُونَ) [المؤمنون : ١٠١] ، وقال : (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ) [الصافات : ٢٧] فقال ابن عباس : لا يتساءلون في النفخة الأولى حين نفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض فلا يتساءلون حينئذ ، ثم في النفخة الثانية أقبل بعضهم على بعض يتساءلون. والذي يجمع الجواب عن تلك الآيات

٤٠٦

وعن أمثالها هو أنه يجب التنبه إلى مسألة الوحدات في تحقق التناقض.

(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٣٧))

تكرير لتهديد المشركين متصل بقوله : (هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ) [المرسلات : ٣٥] الآية على أول الوجهين في موقع ذلك ، أو هو وارد لمناسبة قوله : (هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ) على ثاني الوجهين المذكورين فيه فيكون تكريرا لنظيره الواقع بعد قوله : (انْطَلِقُوا إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) [المرسلات : ٢٩] إلى قوله : (صُفْرٌ) [المرسلات : ٣٣] اقتضى تكريره عقبه أنّ جملة (هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ) إلخ تتضمن حالة من أحوالهم يوم الحشر لم يسبق ذكرها فكان تكرير (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) بعدها لوجود مقتضي تكرير الوعيد للسامعين.

[٣٨ ـ ٣٩] (هذا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْناكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (٣٨) فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ (٣٩))

تكرير لتوبيخهم بعد جملة (انْطَلِقُوا إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) [المرسلات : ٢٩] شيع به القول الصادر بطردهم وتحقيرهم ، فإن المطرود يشيّع بالتوبيخ ، فهو مما يقال لهم يومئذ ، ولم تعطف بالواو لأنها وقعت موقع التذييل للطرد ، وذلك من مقتضيات الفصل سواء كان التكرير بإعادة اللفظ والمعنى ، أم كان بإعادة المعنى والغرض.

والإشارة إلى المشهد الذي يشاهدونه من حضور الناس ومعدات العرض والحساب لفصل القضاء بالجزاء.

والإخبار عن اسم الإشارة بأنه (يَوْمُ الْفَصْلِ) باعتبار أنهم يتصورون ما كانوا يسمعون في الدنيا من محاجّة عليهم لإثبات يوم يكون فيه الفصل وكانوا ينكرون ذلك اليوم وما يتعذرون بما يقع فيه ، فصارت صورة ذلك اليوم حاضرة في تصورهم دون إيمانهم به ، فكانوا الآن متهيئين لأن يوقنوا بأن هذا هو اليوم الذي كانوا يوعدون بحلوله ، وقد عرف ذلك اليوم من قبل بأنه يوم الفصل [المرسلات : ١٣] ، أي القضاء وقد رأوا أهبة القضاء.

وجملة (جَمَعْناكُمْ وَالْأَوَّلِينَ) بيان للفصل بأنه الفصل في الناس كلهم لجزاء المحسنين والمسيئين كلهم ، فلا جرم جمع في ذلك اليوم الأولون والآخرون قال تعالى : (قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ لَمَجْمُوعُونَ إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ) [الواقعة : ٤٩ ، ٥٠].

والمخاطبون بضمير (جَمَعْناكُمْ) : المشركون الذين سبق الكلام لتهديدهم وهم المكذبون بالقرآن ، لأن عطف (وَالْأَوَّلِينَ) على الضمير يمنع من أن يكون الضمير لجميع

٤٠٧

المكذبين مثل الضمائر التي قبله ، لأن الأولين من جملة المكذبين فلا يقال لهم : (جَمَعْناكُمْ وَالْأَوَّلِينَ) ، فتعين أن يختص بالمكذبين بالقرآن.

والمعنى : جمعناكم والسابقين قبلكم من المكذبين.

وقد أنذروا بما حلّ بالأولين أمثالهم من عذاب الدنيا في قوله : (أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ) [المرسلات : ١٦]. فأريد توقيفهم يومئذ على صدق ما كانوا ينذرون به في الحياة الدنيا من مصيرهم إلى ما صار إليه أمثالهم ، فلذلك لم يتعلق الغرض يومئذ بذكر الأمم التي جاءت من بعدهم.

وباعتبار هذا الضمير فرع عليه قوله : (فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ) فكان تخلّصا إلى توبيخ الحاضرين على ما يكيدون به للرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم وللمسلمين قال تعالى : (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وَأَكِيدُ كَيْداً فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً) [الطارق : ١٥ ـ ١٧] وأن كيدهم زائل وأن سوء العقبى عليهم.

وفرع على ذلك (فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ) ، أي فإن كان لكم كيد اليوم كما كان لكم في الدنيا ، أي كيد بديني ورسولي فافعلوه.

والأمر للتعجيز ، والشرط للتوبيخ والتذكير بسوء صنيعهم في الدنيا ، والتسجيل عليهم بالعجز عن الكيد يومئذ حيث مكّنوا من البحث عما عسى أن يكون لهم من الكيد فإذا لم يستطيعوه بعد ذلك فقد سجل عليهم العجز. وهذا من العذاب الذي يعذّبونه إذ هو من نوع العذاب النفساني وهو أوقع على العاقل من العذاب الجسماني.

(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٤٠))

تكرير للوعيد والتهديد وهو متصل بما قبله كاتصال نظيره المذكور آنفا.

[٤١ ـ ٤٤] (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ (٤١) وَفَواكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٤٢) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٤٣) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (٤٤))

يجوز أن يكون هذا ختام الكلام الذي هو تقريع للمشركين حكي لهم فيه نعيم المؤمنين الذي لا يشاهده المشركون لبعدهم عن مكانه فيحكى لهم يومئذ فيما يقال لهم ليكون ذلك أشد حسرة عليهم وتنديما لهم على ما فرطوا فيه مما بادر إليه المتقون المؤمنون ففازوا ، فيكون هذا من جملة القول الذي حذف فعله عند قوله : (انْطَلِقُوا)

٤٠٨

[المرسلات : ٢٩] إلخ.

ويجوز أن يكون هذا ابتداء كلام مستأنف انتقل به إلى ذكر نعيم المؤمنين المتقين تنويها بشأنهم وتعريضا بترغيب من المشركين الموجودين في الإقلاع عنه لينالوا كرامة المتقين.

و (ظِلالٍ) : جمع ظلّ ، وهي ظلال كثيرة لكثرة شجر الجنة وكثرة المستظلّين بظلها ، ولأن لكل واحد منهم ظلا يتمتع فيه هو ومن إليه ، وذلك أوقع في النعيم.

والتعريف في (الْمُتَّقِينَ) للاستغراق فلكل واحد من المتقين كون في ظلال.

و (فِي) للظرفية وهي ظرفية حقيقية بالنسبة للظلال لأن المستظل يكون مظروفا في الظل ، وظرفية مجازية بالنسبة للعيون والفواكه تشبيها لكثرة ما حولهم من العيون والفواكه بإحاطة الظروف ، وقوله : (مِمَّا يَشْتَهُونَ) صفة (فَواكِهَ). وجمع (فَواكِهَ) الفواكه وغيرها ، فالتبعيض الذي دلّ عليه حرف (من) تبعيض من أصناف الشهوات لا من أصناف الفواكه فأفاد أن تلك الفواكه مضمومة إلى ملاذ أخرى ممّا اشتهوه.

وجملة (كُلُوا وَاشْرَبُوا) مقول قول محذوف ، وذلك المحذوف في موقع الحال من (الْمُتَّقِينَ) ، والتقدير : مقولا لهم كلوا واشربوا.

والمقصود من ذلك القول كرامتهم بعرض تناول النعيم عليهم كما يفعله المضيف لضيوفه فالأمر في (كُلُوا وَاشْرَبُوا) مستعمل في العرض.

و (هَنِيئاً) دعاء تكريم كما يقال للشارب أو الطعام في الدنيا : هنيئا مريئا ، كقوله تعالى : (فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً) في سورة النساء [٤].

و (هَنِيئاً) وصف لموصوف غير مذكور دل عليه فعل (كُلُوا وَاشْرَبُوا) وذلك الموصوف مفعول مطلق من (كُلُوا وَاشْرَبُوا) مبيّن للنوع لقصد الدعاء مثل : سقيا ورعيا ، في الدعاء بالخير ، وتبّا وسحقا في ضده.

والباء في (بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) للسببية ، أي لإفادة تسبب ما بعدها في وقوع متعلّقه ، أي كلوا واشربوا بسبب ما كنتم تعملون في الدنيا من الأعمال الصالحة وذلك من إكرامهم بأن جعل ذلك الإنعام حقا لهم.

وجملة (إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) يجوز أن تكون مما يقال للمتقين بعد أن قيل

٤٠٩

لهم (كُلُوا وَاشْرَبُوا) إلخ مسوقة إليهم مساق زيادة الكرامة بالثناء عليهم ، أي هذا النعيم الذي أنعمت به عليكم هو سنتنا في جزاء المحسنين فإذ قد كنتم من المحسنين فذلك جزاء لكم نلتموه بأنكم من أصحاب الحق في مثله ، ففي هذا هزّ من أعطاف المنعم عليهم.

والمعنى عليه : أن هذه الجملة تقال لكل متّق منهم ، أو لكل جماعة منهم مجتمعة على نعيم الجنة ، وليعلموا أيضا أن أمثالهم في الجنات الأخرى لهم من الجزاء مثل ما هم ينعمون به.

ويجوز أن تكون الجملة موجهة إلى المكذبين الموجودين بعد أن وصف لهم ما ينعم به المتقون إثر قوله (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ) إلخ ، قصد منها التعريض بأنّ حرمانهم من مثل ذلك النعيم هم الذين قضوا به على أنفسهم إذ أبوا أن يكونوا من المحسنين تكملة لتنديمهم وتحسيرهم الذي بودءوا به من قوله : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ) إلى آخره ، أي إنا كذلك نجزي المحسنين دون أمثالكم المسيئين.

وموقع الجملة على كلا الاعتبارين موقع التعليل لما قبلها على كلا التقديرين فيما قبلها ، ومن أجل الإشعار بهذا التعليل افتتحت ب (إِنَ) مع خلو المقام عن التردد في الخبر إذ الموقف يومئذ موقف الصدق والحقيقة ، فلذلك كانت (إِنَ) متمحضة لإفادة الاهتمام بالخبر وحينئذ تصير مغنية غناء فاء التسبب وتفيد مفاد التعليل والربط كما تقدمت الإشارة إليه عند قوله تعالى : (إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا) [البقرة : ٧٠] وتفصيله عند قوله : (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ) في سورة آل عمران [٩٦].

والإشارة بقوله : (كَذلِكَ) إلى النعيم المشاهد إن كانت الجملة التي فيها إشارة موجهة إلى (الْمُتَّقِينَ) ، أو الإشارة إلى النعيم الموصوف في قوله : (فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ) إن كانت الجملة المشتملة على اسم الإشارة موجهة إلى المكذبين.

والجملة على كل تقدير تفيد معنى التذييل بما اشتملت عليه من شبه عموم كذلك ، ومن عموم المحسنين ، فاجتمع فيها التعليل والتذييل.

(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٤٥))

هي على الوجه الأول في جملة (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ) [المرسلات : ٤١] تكرير لنظائرها واليوم المضاف إلى (إذ) ذات تنوين العوض هو يوم صدور تلك المقالة.

٤١٠

وأما على الوجه الثاني في جملة (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ) [المرسلات : ٤١] إلخ فهي متصلة بتلك الجملة لمقابلة ذكر نعيم المؤمنين المطنب في وصفه بذكر ضده للمشركين بإيجاز حاصل من كلمة (وَيْلٌ) لتحصل مقابلة الشيء بضده ولتكون هذه الجملة تأكيدا لنظائرها ، واليوم المضاف إلى (إذ) يوم غير مذكور ولكنه مما يقتضيه كون المتقين في ظلال وعيون وفواكه ليعلم بأن ذلك يكون لهم في يوم القيامة.

(كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (٤٦))

خطاب للمشركين الموجودين الذين خوطبوا بقوله تعالى : (إِنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ) [المرسلات : ٧] ، وهو استئناف ناشئ عن قوله : (إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) [المرسلات : ٤٤] إذ يثير في نفوس المكذبين المخاطبين بهذه القوارع ما يكثر خطوره في نفوسهم من أنهم في هذه الدنيا في نعمة محققة وأن ما يوعدون به غير واقع فقيل لهم : (كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً).

فالأمر في قوله : (كُلُوا وَتَمَتَّعُوا) مستعمل في الإمهال والإنذار ، أي ليس أكلكم وتمتعكم بلذات الدنيا بشيء لأنه تمتع قليل ثم مأواكم العذاب الأبدي قال تعالى : (لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ مَتاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهادُ) [آل عمران: ١٩٦ ، ١٩٧].

وجملة (إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ) خبر مستعمل في التهديد والوعيد بالسوء ، أي إن إجرامكم مهو بكم إلى العذاب ، وذلك مستفاد من مقابلة وصفهم بالإجرام بوصف (الْمُتَّقِينَ) [المرسلات : ٤١] بالإحسان إذ الجزاء من جنس العمل ، فالجملة واقعة موقع التعليل.

وتأكيد الخبر ب (إنّ) لرد إنكارهم كونهم مجرمين.

(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٤٧))

هو مثل نظيره المذكور ثانيا في هذه السورة.

ويزيد على ذلك بأن له ارتباطا خاصا بجملة (كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً) [المرسلات : ٤٦] لما في (تَمَتَّعُوا قَلِيلاً) من الكناية عن ترقب سوء عاقبة لهم فيقع قوله : (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) موقع البيان لتلك الكناية ، أي كلوا وتمتعوا قليلا الآن وويل لكم يوم القيامة.

٤١١

(وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ (٤٨))

يجوز أن يكون عطفا على قوله : (لِلْمُكَذِّبِينَ) [المرسلات : ٤٧] ، والتقدير : والذين إذا قيل لهم اركعوا لا يركعون ، فإن (آل) الداخلة على الأوصاف المشتقة بمنزلة اسم الموصول غالبا ، ولذلك جعلها النحاة في عداد أسماء الموصول وجعلوا الوصف الداخلة عليه صلة لها.

ويجوز أن يكون عطفا على جملة (كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً) [المرسلات : ٤٦] والانتقال من الخطاب إلى الغيبة التفات.

وعلى كلا الوجهين فهو من الإدماج لينعى عليهم مخالفتهم المسلمين في الأعمال الدالة على الإيمان الباطن فهو كناية عن عدم إيمانهم لأن الصلاة عماد الدين ولذلك عبر عن المشركين ب (الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ) [الماعون : ٥].

والمعنى : إذا قيل لهم آمنوا واركعوا لا يؤمنون ولا يركعون كما كني عن عدم الإيمان لما حكي عنهم في الآخرة (ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ) [المدثر : ٤٢ ـ ٤٤] إلى آخره.

ويجوز أن يكون عطفا على قوله : (إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ) [المرسلات : ٤٦].

وعلى الوجوه كلها يفيد تهديدهم لأنه معطوف على التكذيب أو على الإجرام ، وكلاهما سبب للتهديد بجزاء السوء في يوم الفصل.

وليس في الآية دليل على أن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة لعدم تعيّن معنى المصلين للذين يقيمون الصلاة.

(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٤٩))

هذه الجملة مثل نظيرها الموالية هي له ، إذ يجوز أن تكون متصلة بقوله : (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ) [المرسلات : ٤٨] ويكون التعبير ب (المكذبين) إظهارا في مقام الإضمار لقصد وصفهم بالتكذيب. والتقدير : ويل يومئذ لهم أو لكم فهي تهديد ناشئ عن جملة (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ) ، ويكون اليوم المشار إليه ب (يَوْمَئِذٍ) الزمان الذي يفيده (إِذا) من قوله : (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا) الذي يجازى فيه بالويل للمجرمين الذين إذا قيل لهم اركعوا لا يركعون ، أي لا يؤمنون ، وتفيد مع ذلك تقريرا

٤١٢

وتأكيدا لنظيرها المذكور ثانيا في هذه السورة.

(فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (٥٠))

الفاء فصيحة تنبئ عن شرط مقدر تقديره : إن لم يؤمنوا بهذا القرآن فبأي حديث بعده يؤمنون ، وقد دل على تعيين هذا المقدّر ما تكرر في آيات (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) [المرسلات : ٤٩] فإن تكذيبهم بالقرآن وما جاء فيه من وقوع البعث.

والاستفهام مستعمل في الإنكار التعجيبي من حالهم ، أي إذا لم يصدقوا بالقرآن مع وضوح حجته فلا يؤمنون بحديث غيره.

والمقصود أن القرآن بالغ الغاية في وضوح الدلالة ونهوض الحجة فالذين لا يؤمنون به لا يؤمنون بكلام يسمعونه عقب ذلك.

وقوله : (بَعْدَهُ) يجوز أن يجعل صفة حديث فهو ظرف مستقرّ ، والمراد بالبعدية : تأخر الزمان ، ويقدر معنى بالغ أو مسموع بعد بلوغ القرآن أو سماعه سواء كان حديثا موجودا قبل نزول القرآن ، أو حديثا يوجد بعد القرآن ، فليس المعنى إنهم يؤمنون بحديث جاء قبل القرآن مثل التوراة والإنجيل وغيرهما من المواعظ والأخبار ، بل المراد أنهم لا يؤمنون بحديث غيره بعد أن لم يؤمنوا بالقرآن لأنه لا يقع إليهم كلام أوضح دلالة وحجة من القرآن.

ويجوز أن يكون (بَعْدَهُ) متعلقا ب (يُؤْمِنُونَ) فهو ظرف لغو ويبقى لفظ (حَدِيثٍ) منفيا بلا قيد وصف أنه بعد القرآن ، والمعنى : لا يؤمنون بعد القرآن بكل حديث.

وضمير (بَعْدَهُ) عائد إلى القرآن ولم يتقدم ما يدل عليه في هذه السورة ليكون معادا للضمير ولكنه اعتبر كالمذكور لأنه ملحوظ لأذهانهم كل يوم من أيام دعوة النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم إياهم به.

وتقدم نظير هذه الآية في أواخر سورة الأعراف فضمه إلى ما هنا.

ويجوز أن يكون ضمير (بَعْدَهُ) عائدا إلى القول المأخوذ من (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ) [المرسلات : ٤٨] فإن أمرهم بالركوع الذي هو كناية عن الإيمان كان بأقوال القرآن.

٤١٣
٤١٤

محتوى الجزء التاسع والعشرون من كتاب التحرير والتنوير

٦٧ ـ سورة الملك

المقدمة.......................................................................... ٥

أغراض السورة................................................................... ٧

(تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)................................ ٨

(الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ) إلى (الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)....................... ١١

(الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً) إلى (وَهُوَ حَسِيرٌ)............................ ١٥

(وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا) إلى (عَذابَ السَّعِيرِ)................................. ١٩

(وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)............................... ٢١

(إِذا أُلْقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ).................. ٢٢

(كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ) إلى (ضَلالٍ كَبِيرٍ)...................................... ٢٣

(وَقالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ) إلى (السَّعِيرِ).................................. ٢٥

(فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ)..................................... ٢٦

(إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ)........................... ٢٧

(وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ) إلى (اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)............................ ٢٨

(هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ) إلى (النُّشُورُ)................................... ٢٩

(أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذا هِيَ تَمُورُ).................... ٣١

(أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ) إلى (كَيْفَ نَذِيرِ).................................... ٣٣

(وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ).................................. ٣٤

(أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ) إلى (بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ).................... ٣٥

(أَمَّنْ هذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ) إلى (فِي غُرُورٍ)................................. ٣٨

(أَمَّنْ هذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ)........................................ ٤٠

(بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ)..................................................... ٤١

(أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ) إلى (صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)........................... ٤١

(قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ) إلى (قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ)..................... ٤٤

(قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)................................. ٤٥

٤١٥

(وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ) إلى (أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ)................................. ٤٥

(فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ) إلى (كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ)................................. ٤٧

(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللهُ) إلى (مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ).............................. ٤٨

(قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ آمَنَّا بِهِ) إلى (ضَلالٍ مُبِينٍ).................................... ٥٠

(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ).......................... ٥٢

٦٨ ـ سورة القلم

المقدمة........................................................................ ٥٤

أغراض السورة.................................................................. ٥٥

(ن)........................................................................ ٥٦

(وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ) إلى (خُلُقٍ عَظِيمٍ)...................................... ٥٦

(فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ)............................................ ٦١

(إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَ) إلى (بِالْمُهْتَدِينَ)................................. ٦٣

(فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ).................................... ٦٤

(وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ)......................................................... ٦٦

(مَهِينٍ)..................................................................... ٦٨

(هَمَّازٍ)..................................................................... ٦٨

(مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ)................................................................ ٦٨

(مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ)................................................................ ٦٩

(مُعْتَدٍ أَثِيمٍ).................................................................. ٦٩

(عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ)......................................................... ٧٠

(أَنْ كانَ ذا مالٍ) إلى (أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ)....................................... ٧١

(سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ)...................................................... ٧٢

(إِنَّا بَلَوْناهُمْ كَما بَلَوْنا) إلى (عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ)................................ ٧٤

(فَلَمَّا رَأَوْها قالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ) إلى (إِلى رَبِّنا راغِبُونَ)............................ ٨٠

(كَذلِكَ الْعَذابُ وَلَعَذابُ) إلى (لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ).............................. ٨٤

(إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ)........................................... ٨٥

(أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ).......................... ٨٥

٤١٦

(أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَما تَخَيَّرُونَ)............................. ٨٧

(أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ).................. ٨٨

(سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ)..................................................... ٨٩

(أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكائِهِمْ إِنْ كانُوا صادِقِينَ)............................... ٨٩

(يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَيُدْعَوْنَ) إلى (وَهُمْ سالِمُونَ)........................... ٩٠

(فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهذَا) إلى (إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ)................................ ٩٣

(أَمْ تَسْئَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ)........................................ ٩٥

(أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ)................................................ ٩٦

(فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ) إلى (مِنَ الصَّالِحِينَ)............................. ٩٧

(وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ) إلى (لِلْعالَمِينَ)............................ ١٠٠

٦٩ ـ سورة الحاقة

المقدمة...................................................................... ١٠٢

أغراض السورة................................................................ ١٠٣

(الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ)....................................... ١٠٣

(كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ بِالْقارِعَةِ)................................................ ١٠٦

(فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ)................................................ ١٠٧

(وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ) إلى (نَخْلٍ خاوِيَةٍ).................................. ١٠٨

(فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ).................................................... ١١٠

(وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكاتُ) إلى (أَخْذَةً رابِيَةً)....................... ١١١

(إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ حَمَلْناكُمْ) إلى (أُذُنٌ واعِيَةٌ)............................... ١١٣

(فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ) إلى (مِنْكُمْ خافِيَةٌ)........................ ١١٤

(فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ) إلى (الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ).............................. ١٢٠

(وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ) إلى (عَنِّي سُلْطانِيَهْ)............................. ١٢٥

(خُذُوهُ فَغُلُّوهُ) إلى (إِلَّا الْخاطِؤُنَ).......................................... ١٢٦

(فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ) إلى (مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ).............................. ١٣٠

(وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ) إلى (حاجِزِينَ).............................. ١٣٣

(وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ)....................................................... ١٣٧

٤١٧

(وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ)....................... ١٣٨

(وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ).......................................................... ١٣٨

(فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ).................................................. ١٣٩

٧٠ ـ سورة المعارج

المقدمة...................................................................... ١٤١

أعراض السورة................................................................ ١٤١

(سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ) إلى (ذِي الْمَعارِجِ)................................ ١٤٢

(تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ) إلى (خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ)........................ ١٤٥

(فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً)....................................................... ١٤٦

(إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَراهُ قَرِيباً)................................................ ١٤٦

(يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ) إلى (وَجَمَعَ فَأَوْعى)............................. ١٤٧

(إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً) إلى (مَنُوعاً)...................................... ١٥٤

(إِلَّا الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ) إلى (فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ)........................... ١٥٨

(فَما لِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ).................................................. ١٦٣

(إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ) إلى (وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ)......................... ١٦٥

(فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا) إلى (كانُوا يُوعَدُونَ)............................... ١٦٨

٧١ ـ سورة نوح

المقدمة...................................................................... ١٧٢

أعراض السورة................................................................ ١٧٢

(إِنَّا أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ) إلى (عَذابٌ أَلِيمٌ)................................ ١٧٣

(قالَ يا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ) إلى (إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى)....................... ١٧٤

(إِنَّ أَجَلَ اللهِ إِذا جاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)................................ ١٧٧

(قالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ) إلى (إِلَّا فِراراً)....................................... ١٧٩

(وَإِنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ) إلى (اسْتِكْباراً).............................. ١٨١

(ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهاراً) إلى (أَنْهاراً)........................................ ١٨٢

(ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً)............................... ١٨٤

(أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللهُ) إلى (الشَّمْسَ سِراجاً)............................... ١٨٧

٤١٨

(وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً) إلى (وَيُخْرِجُكُمْ إِخْراجاً)....................... ١٨٩

(وَاللهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً لِتَسْلُكُوا مِنْها سُبُلاً فِجاجاً)...................... ١٩٠

(قالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ) إلى (وَيَعُوقَ وَنَسْراً)...... ١٩١

(وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً).......................................................... ١٩٥

(وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلالاً)................................................ ١٩٥

(مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا) إلى (مِنْ دُونِ اللهِ أَنْصاراً)............................. ١٩٦

(وَقالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ) إلى (فاجِراً كَفَّاراً)................................... ١٩٧

(رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَ) إلى (إِلَّا تَباراً)...................................... ١٩٩

٧٢ ـ سورة الجن

المقدمة...................................................................... ٢٠١

أعراض السورة................................................................ ٢٠٢

(قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ) إلى (بِرَبِّنا أَحَداً)................................. ٢٠٢

(وَأَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَلا وَلَداً................................... ٢٠٦

(وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا عَلَى اللهِ شَطَطاً)...................................... ٢٠٧

(وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللهِ كَذِباً)............................ ٢٠٨

(وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً).............. ٢٠٨

(وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللهُ أَحَداً)................................ ٢٠٩

(وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها) إلى (شِهاباً رَصَداً)............................ ٢١٠

(وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً)................. ٢١٤

(وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً)............................ ٢١٥

(وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً)......................... ٢١٦

(وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا) إلى (وَلا رَهَقاً)............................................ ٢١٨

(وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقاسِطُونَ).......................................... ٢١٩

(فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا) إلى (لِجَهَنَّمَ حَطَباً)............................... ٢١٩

(وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ) إلى (عَذاباً صَعَداً)........................... ٢٢٠

(وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً)................................... ٢٢٣

(وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللهِ) إلى (وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً).............................. ٢٢٤

٤١٩

(قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا) إلى (وَرِسالاتِهِ)................................. ٢٢٦

(وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً)..................... ٢٢٨

(حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ) إلى (وَأَقَلُّ عَدَداً)................................. ٢٢٨

(قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ ما تُوعَدُونَ) إلى (رِسالاتِ رَبِّهِمْ)......................... ٢٢٩

(وَأَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً)................................... ٢٣٣

٧٣ ـ سورة المزمل

المقدمة...................................................................... ٢٣٥

أغراض السورة................................................................ ٢٣٧

(وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً)........................................................ ٢٤٢

(إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً)................................................ ٢٤٣

(إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً).................................... ٢٤٤

(إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحاً طَوِيلاً)............................................. ٢٤٦

(وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ) إلى (فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً)............................ ٢٤٧

(وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً)................................ ٢٤٩

(وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً)................................ ٢٥١

(إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالاً وَجَحِيماً) إلى (كَثِيباً مَهِيلاً)................................. ٢٥٢

(إِنَّا أَرْسَلْنا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شاهِداً) إلى (أَخْذاً وَبِيلاً)............................ ٢٥٣

(فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ) إلى (وَعْدُهُ مَفْعُولاً)................................ ٢٥٥

(إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً)................................. ٢٥٨

(إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ) إلى (ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ).......................... ٢٥٩

(عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى) إلى (قَرْضاً حَسَناً)............................ ٢٦٥

(وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً)............ ٢٦٨

(وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)........................................... ٢٦٩

٧٤ ـ سورة المدثر

المقدمة...................................................................... ٢٧١

أغراض السورة................................................................ ٢٧٣

(يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ)................................................... ٢٧٣

٤٢٠