الماء - ج ١

أبو محمّد عبدالله بن محمّد الأزدي [ ابن الذهبي ]

الماء - ج ١

المؤلف:

أبو محمّد عبدالله بن محمّد الأزدي [ ابن الذهبي ]


الموضوع : الطّب
الناشر: مؤسسة مطالعات تاريخ پزشكى ، طب اسلامي ومكمل
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٨٠

ثمغ :

ثَمَغْتُ الأدويةَ : خَلطت بعضها ببعض ، فبعض الأدواء ، مُحتاج لذلك. وينبغى ألّا يقوم بالتَّثميغ إلّا الحاذق فمن الأطبّاء والصيادلة.

وثَمَغ : صَبَغ.

ثمل :

الثَّمَل : السُّكر. وهو ثَمِل : إذا سكر.

والثُّمال : السُّمّ المنقع.

والمُثَمَلة : الخرقة التى يعالَج به الجرَب والدُّمَّل.

والمُثملة : ما يُمسح به القَطران ، عند العلاج.

وثَمِيلة الدّاء : بَقيّته المُؤذِنَة بالشّفاء.

والثُّمْلَة : الحُبّ.

ثمم :

يقال : مَسَح جراحاته بالثُّمَّة ، أى : بِقَبْضَة من حَشيش أو أطراف شَجر بورقه. وثَمَمْت الجُرح ، أَثُمَّه : ثَمّاً : أصلحته وعالجته حتّى بَرىء. والثُّمام : شجَر.

ثند :

الثُّنْدُوة : لحمة الثّدى.

ثنن :

الثُّنَّة : ما بين السُّرَّة والعانة.

ثني :

الثَّنِيَّة : واحدة الثَّنَايَا وهى الأربع التى فى مُقَدَّم الفَم ، ثَنِيَّتان من فوق وثَنِيَّتان

٢٢١

من أسفل.

والثَّنَاء : ما اتّصف به الإنسان من مَدْحِ أو ذَمّ. وخَصّ بعضُهم به المدح.

والثّني ، من غير الناس : مَن سَقَطت ثَنِيّناه الرّاضعتان ، يقولون : قد أثنَى.

والثّنيان : الذى يأتى ثانيا. قال الشّاعر :

وبَدْؤُهُمْ إنْ أتانا كان ثُنْيانا (٣١)

ثوب :

الثُّوبَاء بالضّمّ والمدّ : كَسَل وفَتْرة كفَتْرة النُّعاس ، وهى من التّئاؤب بأنْ يتناول الإنسان شيئا يُوجب ما ذُكِر. والثّائب : الرّيح الشّديدة.

وتَثاءب : أصابه كَسَل وفَتْرَة النّعاس ، وقيل هو بالواو.

وقال الخليل : يقال : تثاءبت ، ولا يقال : تثاوبت (٣٢).

وفى المثَل : أعدى من الثّوباء (٣٣).

والتّثاؤب : ضَرْب من التّمَطِّى يَعرض فى عَضَل الفَكَّين والشَّفَتين. والجيّد منه ما كان عند الهضم الأخير لدفع الفُضول. والتَّمَطِّى يكون لفُضول مجتمعة فى العَضَل ، ولذلك يَعْرض كثيرا عَقب النّوم ، وهما يَكثران لكثرة الرّيح والبُخار.

والأَثَائِبُ ، بالفتح : شَجر الواحدة منه أَثْأَبَة. وهى دَوحة واسعة يُستظلّ تحتها ، تَنْبُتُ فى بُطون الأودية ، كنبات شَجر الجَوز ، وورقها كورقه وثمرتها كالتّين الأبيض ، تؤكل وفيها كراهة ، ولها حَبّ كحَبِّه.

ثور :

الثَّوْر : واحد الثِّيرَان. وهو الذَّكَر من البَقَر.

والثَّوْر : القطعة من الأقط.

وثَارَت الَحْصبة ثَوْرا وثَوَرانا : هاجت بمَرَّة. ونذكر علاجها فى (ح. ص. ب) إنْ

٢٢٢

شاء الله.

وثار الدّم من جراحاته : انْبَثَق. وثَاوَرَهُ الدّم : تَغَشّاه وظهَر عليه.

والثَّوْر : الطّحلب.

واسْتَثَرْت الدّاء : إذا أَثَرتَه. وتلك الاستثارة من مقدّمات العلاج فى كثير من العلل والآفات.

ثوع :

الثُّوَع : شَجر جَبلىّ طويل دائم الخُضرة ، غليظ السّاق ، سَبط الأغصان ، وله عناقيد كعناقيد البُطَّم (٣٤) لا يُنْتَفَع به فى شىء ، وواحدته ثُوْعَة.

ثول :

الثَّوْل : جماعة النَّخل ، الذَّكَر منها خاصّة.

والثَّوَل : داء يُصيب المرأة فيسترخى حَياؤها. وهو فى الشّاء شبه جُنون.

ويقولون للأحمق : أَثْوَل ، والأنثى : ثَوْلَاء.

ثوم :

الثُّوم بالضّمّ : معروف ، منه بستانىّ وهو حارّ يابس فى آخر الثّالثة ومنه برّىّ وهو حارّ يابس فى أوّل الرّابعة ، وهو المسمَّى باليونانيّة : شقَرْدِيُوْنْ ، ومعناه : ثُوم الحيّة. سُمِّى بذلك لنفعه من نَهْشِها ، وكلاهما مُسَخِّن ، نافع للمَبْرُودين ، مُضِرّ بالمحرورين ، مُخرج للرّياح ، ولذلك ينفع من القُوْلَنْج الرّيحىّ ، وللدّود. وإدْمان أكلِه يمنع من تولّده ويدرّ البول جدّا. وهو جيّد للنِّسيان والرَّبو والسُّعال المزمن البارد الرّطب ، ويُحَلِّل رِيح الطّحال والخاصِرة ، وجيّد لوَجَع عِرْق النِّسا والوَرِك والنِّقْرِس (٣٥) بنقطيعه وتحليله للأخلاط الغليظة اللّزجة.

وهو يقوم مَقام التّرياق فى لَسْع الهَوامّ والحيّة والعقرب وعَضّة الكَلْب.

٢٢٣

ويقطع العطَش الكائن عن شِدَّة فى الماساريقا (٣٦) بتفتيحه أو عن بلغم لزج او مالح لاحج فى جِرْم المعدة مانع من لقاء الماء لها بتحليله.

وعن المعالجة به ، قال الشّيخ : إذا دُقّ منه مقدار درهمين واستعملا مع ماء العسَل أخرج البَلْغَم والدّود وفيه إطلاق للطّبع. وينفع من تَقطير البَول بإدراره له ، ومن خُشونة الحلق ، ومن تقطير المياه ، ويُعين على الباه بما يحلّله من الموادّ البلغميّة رِياحا فيَذهب منها قِسْطٌ فى العُروق فينبّه الشّهوة.

ومَشْوِيُّة ينفع من وجع الأضراس المتآكلة عن رُطوبة. ضِمادا.

وإذا دُرِس بالخلّ وتُغُرْغِر به قتل العَلَق وأخْرجه من الحَلْق.

وبالجُملة فهو حافظٌ لصِحَّة الأمزجة الباردة والمشايخ ، ويُقَوِّى الحرارة الغريزيّة فيهم ، إلّا أنّه يؤذى الدّماغ بتبخيره.

ويَضُرّ الحبالى والمرضعات ، ويُؤذى ذوى البَواسير والزَّحير والخَنازير والدِّقِ (٣٧). وهذا كلّه لحرافته وحِدّته. وإصلاحه دَقُّه بماء ومِلح قليل ، ثمّ يُعجن فى دُهن اللّوز ثمّ يؤكل ثم يُشرب عليه ماء الرّمّان المزّ. وبالجملة فانّ إصلاحه بكلّ ما يزيل حِرافته.

قال بعضهم : وأكله بالتّين والجَوز ينفع من جميع ما ذُكر.

وأكل الخُرْنُوب (٣٨) يقطع رائحته.

وبدل البرّيّ ضِعْفُه من البستانىّ.

ثوى :

الثّواء : الإقامة. والتَّثْوِية : المأوى.

والثُّوَّة : خِرقة تُوضع فى الجراحات النَّازفة لقَطْع الدّم.

ثيب :

الثَّيِّب : التى تزوّجت ثمّ بان عنها زوجُها.

٢٢٤

ثيج :

الثيج [الثَّبَج] : ما بين الكاهِل الى الظَّهر ، أو إلى العَجُز. وطائر يصيح فى اللّيل.

ثيل :

الثِّيْل : وعاء قَضيب البعير ، وهى جِلدته.

والثَّيِّل : النَّجِيل ، وهو نبات له أوراق طوال دقاق ، حادّة الأطراف ، صُلبة.

وأصنافه كثيرة ومعروفة. وأفضلها الذى ينبت بالقُرْب من المياه.

وهو بارد يابس فى اعتدال. وإذا طُبخ فى قِدر فَخّار وشُرب ماؤه نفَع من المغَص ، وعُسْر البَول وحُرْقَتِه ، ومن قُروح المثانة ، وفَتَّت الحصَى ، بحيث إنّه إذا كُرِّر شُرْبُه أغْنَى عن غيره ، وبدله : أصْل العلّيق (٣٩).

٢٢٥

حواشي حرف الثاء

__________________

(١) زادت م : كزنبور.

(٢) الكبر ، والأصف ، واللّصف : نبات معمّر ينبت طبيعيّا ويزرع أيضا. تستعمل جذوره فى العلاج. وهو من جنس فصيلة شجر البان. ينظر ل ع م ٤ / ٣ / ٥٩.

(٣) الشّونيز : الحبّة السّوداء. ل ع م ٤ / ٢ / ٨٥.

(٤) مرّ فى الحاشية ١٠٧ من حرف الباء ، (نوع من الطحلب ، ويسمّى الأشنة السّمراء) ل ع م ٤ / ٢ / ٧١.

(٥) الكندس : هو الطّائر المعروف بالعقعق ، سمّى بذلك لصوته ، ذو لونين أبيض وأسود طويل الذّنب ، وهو نوع من الغربان. ينظر لسان العرب (كدس) و (عقق).

(٦) البورق : نبت ضعيف ريّان ، فى رأسه أقماع صغار مثل الحمّص فيها حبّ أسود ، وربّما كان هو المقصود فى علاج الثّاليل. ينظر فى وصفه لسان العرب (برق).

(٧) بلا عزو فى المجمل ١ / ٣٧٧. والصّحاح ٦ / ٢٢٩٠. والتّاج ١٠ / ٥٥.

(٨) ويروى : (مشمّخه) وهما بمعنى. وشخم الطّعام : إذا فسد. وهو بلا عزو فى المقاييس ١ / ٤٠٣. الصّحاح ٥ / ٢٠٨٧. تاج العروس ٩ / ١٥٥.

(٩) غريب الحديث ٤ / ٣٠٠. النّهاية ١ / ٢٠٧.

(١٠) لأبى النّجم العجلىّ. والرّوايا : الأبل. وبرواية

(... بالمزاد الأثجل)

فى الأضداد ١٦٥. المقاييس ١ / ٣٧١.

(١١) الطّرائث ، واحدها طرثوث. وهو نبت كالفطرّ ، يضرب الى الحمرة ، وهو دباغ للمعدة. لسان العرب (طرث).

(١٢) الأمصوخة : أنبوبة الثّمام ، وهى نبات لا ورق له وإنّما هى أنابيب

٢٢٦

مركّب بعضها فى بعض ، إذا جذبتها خرجت من وفها أخرى. واحدها أمصوخة وجمعها أماصيخ. لسان العرب (مصخ).

__________________

(١٣) من معلّقته المشهورة. ديوانه ١٩٦. الصّحاح ٢ / ٦٠٤. تاج العروس ٣ / ٧٤.

(١٤) الحراج : جمع حرجة وهى شجر كثير ملتفّ. وأقر : جبل. والجرّ : كلّ مكان غليظ فى سفح جبل. والبيت لتميم بن مقبل فى ديوانه ٨٩. تهذيب الألفاظ ١. المعانى الكبير ٢ / ٩٠٨. الصّحاح ٦ / ٢٢٩٢.

(١٥) العين (ثطو).

(١٦) الأعراف ١٠٧. والشّعراء ٣٢.

(١٧) النّمل ١٠. والقصص ٣١.

(١٨) الكسائىّ هو أبو الحسن علىّ بن حمزة ، أحد القرّاء السّبعة ، وكان إماما فى النّحو واللّغة والقراءات. توفّى فى حوالى سنة ١٨٩ للهجرة ، فى مدينة طوس. إنباه الرواة ٢ / ٢٥٦. الوفيات ٣ / ٢٩٥.

(١٩) مختلف فى عزوه. والأظهر أنّه لعبّاس بن مرداس. لسان العرب (ثعلب).

(٢٠) تنظر الحاشية السابقة.

(٢١) الجاحظ : أبو عثمان عرو بن بحر ، العام والأديب البصرىّ المشهور ، مؤلّف الحيوان والبيان والتّبيين وغيرها كثير. توفى سنة ٢٥٥. تنظر ترجمته فى الوفيات ٣ / ٤٧٠ وفى حاشيته مصادر أخرى.

(٢٢) تنظر (إسفيداج) فى حرف الهمزة.

(٢٣) ما فى العين (ثغم) يختلف عن هذا اختلافا يسيرا.

(٢٤) من م.

(٢٥) نصّ الخليل فى (ثقف) أنّ هذا ليس بحسن.

(٢٦) تنظر الحاشية ٢٣٣ من حرف الباء.

(٢٧) م : كفرح.

٢٢٧

__________________

(٢٨) ديوان لبيد ٨٦ لسان العرب (ثقل).

(٢٩) الزّلزلة ٢.

(٣٠) النّصّ والشّاهد بلا عزو فى العين (ثمر). واللسان (ثمر).

(٣١) لأوس. وصدره :

(ترى ثنانا إذا ما جاء بدأهم)

وهو فى أمالى القالى ٢ / ١٧٢. والحيوان ٦ / ٤٨٦. المقاييس ١ / ٢١٣.

(٣٢) العين (ثوب).

(٣٣) بهمز الواو من (الثّوباء) فى المستقصى ١ / ٢٣٧.

(٣٤) تنظر (بطم). والحاشية ١١٤ من حرف الباء.

(٣٥) النّقرس : مرض مؤلم تحدث به التهابات فى المفاصل ورواسب متحجّرة. ينظر ل ع م ٤ / ٣ / ١٧٠.

(٣٦) أى أجهزة الهضم.

(٣٧) الدّقّ : تعبير قديم عن الذّبول والنّحول المؤدّيين إلى الموت. وعلميّا هو التهاب يصيب الأمعاء الدّقيقة. ينظر ل ع م ٤ / ١ / ٢٢٨.

(٣٨) الخرنوب والخرّوب ، شجر مثمر من الفصيلة القرنيّة ، ثماره تؤكل كما تقدّم علفا للماشية. ينظر م س ٤ / ١ / ١٩٣.

(٣٩) نبات متسلّق ، يتعلّق بغيره ، ولذا سمّى عليقا. ينظر ل ع م ٤ / ٢ / ١٧٣.

٢٢٨

حرف الجيم

٢٢٩

جأث :

جَأَثَه الدّاء : أثقلَه حتّى قطَعه عن الحركة والتَّصرّف.

والمَجْؤُوث : المأووف ، والمرعوب ، ومنه

حديث النّبىّ ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم : (فلمّا رأيت جبريل جُئِثْتُ منه فَرَقاً) (١).

والجُأْث : داء يَعرض من الخوف الشّديد.

جأجأ :

الجُؤْجُؤ : الصَّدر. وقيل : الجُؤْجُؤ : عِظام الصَّدر خاصّة. وجُؤجُؤ الطّائر : صدره.

جأر :

جَأَرَ المعلول : رَفَع صوته فى الأنين والشّكوى. يقال : جَأَر إلى الله ، تعالى : تَضَرَّع.

جأز :

الجَأز : الحرارة يجدها المعلول فى صدره ومعدته. والجَأْز : الغصَص عند الغيظ.

جاى :

الجُؤْوَة : خَيْط الجرّاح يَرتق به الجراحة ، ويكون أسود اللّون.

جاورس :

اسم فارسىّ ، وهو الدُّخن. إلّا أنّنا نَعُدّ الأبيض الدُّخن ، فأما الأحمر فهو الجاوَرْس.

وهو بارد فى الأولى ، يابس فى الثّانية.

٢٣٠

قليل الغذاء ، بطىء الهضم ، قابض للطّبيعة.

والدّم المتولّد منه ليس بمحمود ، ويصلح بالأدهان.

جاوشير :

الجاوشير : صمغ معروف ، حارّ يابس فى الثّالثة.

ينفع من الجراحات الخبيثة فى المراهم ، ومن المغص والسّعال البلغمىّ والقولنج فى الحبوب أو المعاجين. وهو بادزهر (٢) من الأمراض الباردة. ويدرّ الطّمث ، ويخرج الأجنّة الحيّة والميّتة حمولا. وينفع من لسع الهوامّ ويسهّل البلغم. والشّربة منه نصف درهم.

جبأ :

الجَبْء : الكمأة. وقال بعضهم : كان الأولى ان يقال : الجَبْء : الكمأ ، ليفسّر المفرد بالمفرد. لأنّ الكَمْأَة جمع ، عكس قولهم : تمرة للواحد ، وتمر للجمع ، لأنّ التّاء فيها لحقيقة الجمع لا المفرد.

وفى هذا خلاف سنذكره فى (ك م أ) إن شاء الله تعالى.

وأَجْبَأَت الأرض : كثرت كمأتها.

وأَجْبَأ الجرح : إذا اجتمعت فيه المدّة.

وجَبَأ عن العلاج : كفّ عنه.

وقال ابن دريد : امرأة جَبْأَى ، على فَعْلَى : إذا كانت قائمة الثّديين (٣).

جبب :

الجَبُ : القطع. وفلان مَجْبُوب : قطعت آلته ، فهو أَجَبّ.

وجُبَ الخصى : استئصالها.

وجَبَبْت الورم : استأصلته من أصله.

٢٣١

جبر :

الجَبْرُ : أن تُغْنِىَ الرَّجل من فَقْر ، أو تُصْلِح عَظْمَه من كَسْر.

والجَبْر ، قاعدتُه مَدُّ العُضو بِقَدْر ما ينبغى ، لأنّ الزّيادة فى المدّ تُؤْلِم ، وتُوَلِّد التَّشْنُّج ، وتُحدِث حُمَّى. والنَّقْصان يمنع جَودة الالتئام. ويجب أن يُسَكّن العُضو ما أمكن إلّا أحيانا ، بِقَدْر ما يَحتمل إذا لم تكن آفة وورم فيه ، لئلّا تموت طبيعة العضو.

والمراد فى أكثر الأمر حدوث الرَّثد (٤) فيما ليس كعِظام الرّأس فانّها لا تَثبت عليها رَثيد (٥). فيجب أن يُدَبَّر حتّى لا يكون قليلا خفيفا ولا غليظا كثيرا (٦).

ويجب عند الجَبْر أنْ تُهْجَر الحركات المزعجة والجماع والغضب والموضع الحارّ لترقيقها للدَّم ، ويُعاوَن بأضْمِدَة قويّة قابضة فيها حرارة وتَقوية كالأبْهل (٧) وجَوز السَّرْوِ والكَثِيرا والأدوية المنقيَّة.

والعظام المنكسرة إذا رُدَّت الى أوضاعها أمكن فى الأطفال ومَنْ يَقْرُب منهم أن تُجبر لبقاء القوّة الأولى فيهم ، وأمّا مَنْ هو فى سِنّ الفتَى وما بعدَه ، فلا تَنْجَبِر بل يُجْرَى عليها لحام من مادّة غُضْرُوفِيَّة ، وفيه يُجمع بين العظمَين من جنس ما يُجريه الصّغار من الرّصاص على وصْل النّحاس وغيره.

وأعْصَى العظام على الانجبار العَضُد ثمّ السّاعد. والأعضاء تختلف فى مُدَّة الانجبار (فإنَّ الأنف يَنْجَبِر ، على ما قيل ، فى عَشَرةٍ ، والضِّلع فى عشرين ، والذّراع وما يقرب منه من ثلاثين الى أربعين ، والفَخِذ فى خمسين. وممّا يدلّ على الانْجبار) (٨) ظُهورُ الدّم نَزّاً.

ويجب ان لا يُبالَغ فى الشَّدِّ مَبْلَغا يمنع وصول الغِذاء الى الكَسْر فانّه لن يَنجبر إلّا بالدَّم والغِذاء القَوِىّ الذى يصل إليه وسيأتى ما فيه زيادة على هذا فى (ك س ر).

والجَبَائِر : رفائد وأعْواد تُربط على العظم المكسور لِيَنْجَبِر بها مُسْتَوياً ، واحدتُها

٢٣٢

جَبُورَة بفتح الجيم وجِبارة بكسرها.

والجِبَارة بالكسر ، والجَبِيرَة : اليارَق والعِيدان التى تُجبر بها العظام. واليارَق : الدَّسْتَبَنْد العَريض. والدَّسْتَبَنْد : فارسىّ ، معناه : رِباط اليَدِ ، لأنّ معنى دَسْت : اليَد ، ومعنى بَنْد : الرباط.

والاعضاء المتكوّنة من الدّم الذى لا يُشْتَرَط فيه المشابهة لجوهر المنىّ فانّها تَنْجَبِر فى جميع الأسنان لوجود مادَّتها دائما. وأمّا باقى الأعضاء فالتَّفَرُّق الحادث فيها إمّا أنْ يكون حادِثاً من الجانِبَين أو لا :

فالثّانى يَنْجَبِر فى كلّ الأعضاء إلّا القلب فانّ الموت يسبق ذلك ، لعدم تَحمُّله للأذَى ، وبعده الرّئة وبَعْدَها الحِجاب والشّرايين والأمعاء الدّقاق.

والأوّل يَنْجَبر فى بعض الأعضاء دائما كالعظام ، وفى بعضها لا يَنْجَبِر البتَّة ، كالدِّماغ والمثانة والكُلَى والأمعاء الدّقاق.

والانجبار اسم مشتقّ من لفظ الجَبْر لعُروق حُمر معروفة تَقْبِض قَبْضاً قويّا مع لُزُوجَة وتَجْبُر الكسر شُربا وضِمادا ، وتَقطع دَمها ذُرورا ، وتَنفع من القَىء ومن بَول الدّم.

ومن كل هذا تقول : جَبَرْتُ العَظْمَ ، جَبْراً ، فجَبَر.

وأَجْبَرْت فلانا على شىء : إذا أكرهتَه عليه. والجُبارَة والجَبِيرة : السِّوار ، مُشَبَّه برثائد الجُبَارَة. ورجل جَبَّار : وهو الذى لا يَرَى لأحد عليه حَقّاً أو نُصْحاً.

جبس :

الجِبْس : الجَصّ ، وسنذكره فى (ج ص ص).

والجِبْس : اللّئيم ، والجَبَان.

جبل :

الجِبِلَّة : الخَلِيْقَة. وجُبِل الإنسان على كذا : خُلِقَ عليه.

٢٣٣

وبَدَنٌ جَبْل : فيه سِمَن وتَرارة. وسَنام جَبَل : تامِك ضَخْم.

ويقال لغليظ جِلد الرّأس والعظام : جَبْل.

جبن :

الجُبُن بالضّمّ وبضمَّتين : معروف ، منه رَطْب طرىّ ، ومنه يابس عتيق. أمّا الرّطْب فبارد رطب فى الثّانية ، يَزيد فى خِصْب البَدَن ويَكْسِر لهيب المعدة ، وأكله مع العَسَل قبل الطّعام مُلَيِّنٌ للطّبيعة. وإذا انْهَضَم كان غذاء صالحا ، وإذا لم يَنهضم أورث سُددا وأخلاطا فاسدة. واليابس يَغْذُو غِذاءً كثيرا قويّا إلّا أنّه يستحيل فى المعدة الى الدُّخانيَّة لِدَسَمِه ، ويَقْبِض الطّبيعة لِغِلَظِه ويُبْسِه. وأمّا العتيق فحارّ يابس فى الثّانية. وكلّما عتق ازداد حرارةً ويُبْساً. وأجوده المعتدل المِلح ، القَريب العهد من التّمليح واليَسير منه بعد الطّعام يُقوِّي فَمَ المعدة ، ويُذْهِب الوَخامة التى تَجلبها الأدوية السُّمِّيَة.

والجَبَان : هو الذى يَهاب التَّقَدُّم على كلّ شَىء ليلا أو نَهارا ، والأُنثَى جَبَان أيضا ، مثل حَصَان ورَزَان.

والجَبِينان : حَرْفان مُكتنفان بالجبهة من جانبيهما ، فيما بين الحاجبين صُعُداً الى قُصاص الشَّعر.

جبهة :

الجَبْهَة : مَوضع السُّجود من الوَجْه ، واستقبالك الإنسان بما يَكره. والجَبْهَة التى فى الحديث (٩) : الخَيْل.

جبى :

جَبَيْتُ الماءَ : جَمعته. والجابِيَة : ما يَجتمع فيه ذلك. قال :

كَجَابِيَة الشَّيْخِ العِراقىّ تَفْهَقُ. (١٠)

٢٣٤

شَبَّه الجَفْنَة بالجَابِيَة ، وهى الحَوض ، وقَيَّدها بذكر الشّيخ العراقىّ ، لأنّه إذا كان بالبَدْو لم يعرف مَواقع الماء والغَيث ، فهو على جمع الماء الكثير أحرص من البدوىّ.

جتل :

جَتَلْت الوَرَم : قطعته.

وجَتَلْت قُلْفَتَه : استأصلتها وذلك فى الختان.

جثأل :

جُرْح مُجْثَئِلٌ : واسِع وقَعت فيه السُّمِّية ، فيَتصعَّب على العِلاج جدّا ، وقد يَهلك صاحبُه.

والدّاء المُجْثَئِلُ : المُتشعِّب كالسَّرَطان.

جثث :

جُثّة الإنسان : شَخْصُه ، قاعِداً كان أو نائماً ، فإنْ كان قائما فيقال : قامَة ، لا جُثَّة.

جثل :

شَعْرٌ جَثْلٌ : كَثير. ونَبْتٌ جَثْلٌ : مُلْتَفّ.

جثم :

الجاثِم من الأدواء : المُلازِم.

والمُجثَّم : المَصْبُور على الموت.

والجُثْمَان بمنزلة الجُسْمان ، حكاه الخليل (١١).

٢٣٥

جحج :

الجَحْجَاح : السّيّد الكريم. وجَحَ الشّيء : إذا بَسَطَه أو سَحَبَه ، يَمانية. ويُسَمُّون القِثّاء : الجُحّ (١٢).

وجَحْجَحْت عن المريض : أعْرَضْت عن مُعالجته.

جحر :

الجُحْر : كلّ شَىء تَحفره الهوامّ والسِّباع ، والجمع جُحُر ، وأَجْحَار.

والجَحْر من الأدواء : الشّديد المتعسِّر العِلاج.

وجَحَرَت عينُه : غارت.

جحظ :

الجِحَاظ : خُروج مُقلة العَين الجُحُوظ. سَبَبُه إمّا مادّة رِيْحِيَّة أو خِلْطِيَّة. وعَلامتُه عِظَمُ الجُحُوظ.

وعلاجُه تَنقية البَدَن من تلك المادّة ، والتَّكَحُّل بشِياف السُّمّاق.

وقد يكون عن صِياح مُفْرِط ، وعلامته وجود السّبب ، فعلاجه الشَّدّ والنّوم على القَفا ، ووضع الأطْلِيَة القابضة عليها.

وقد يكون عن استرخاء العضَلات الحافِظة لها ، وهذا فى الأكثر ، يكون جِبِلِّياً (١٣).

جحف :

الجُحَاف : مَشْىُ البَطْن عن تُخَمَة أو شِبْهْها مع القَىء.

وتَجَاحَف الدّواءان : عارَض أحدُهما الآخر.

والدّاء الجُحَاف : الذى لا ينفع معه عِلاج.

وأَجْحَف بالشَّيء : ذَهَبَ به.

٢٣٦

جحل :

جَحَله القَيء : إذا قاء شيئا كثيرا حتّى كاد يَتْلَف.

والجِحال : السُّمّ القاتل ، قال :

لاقَى أبُو نَخَلَةَ مِنِّى ما لا

يَرُدُّهُ أو يَنْقُلَ الجِبالا

جَرَّعْتُهُ الذِّيْفَان والجِحَالا

وسَلَعاً أَوْرَثَهُ سُلالا (١٤)

والجَحْل : ضَرْبٌ مِنَ اليَعاسِيب.

جحم :

الجُحَام : داء يُصيب الإنسان فى عَيْنِه فتَرِم منه عَيناه.

والجَحْمَة : العَين ، بلغة حِمْيَر ، قال :

أيا جَحْمَتَا بَكِّي على أُمِّ عَامِر أكِيْلَةِ قِلَّوْبٍ بإحْدَى المذَانِبِ (١٥)

والقِلَّوب : الذّئب ، بلغة أهل اليَمَن. والمذانِب : جمع مَذْنَب ، وهى : مَجارى الماء.

جحن :

الجَحِن : السَّيِء الغِذاء. والجَحْن : سُوء الغذاء. الجُحْن من النّبات : القصير. ودواء جَحْن : ليس له نَفْع. وعِلاج جَحْن كذلك.

جدد :

الجَدّ بالفتح : أبو الأب وأبو الأم. والحظّ ، يقال فُلان ذو جَدٍّ فى كذا ، أى : ذو حظٍّ ، ومنه الحديث : (قُمْتُ على باب الجنّة فاذا عامّة مَنْ يَدخلها الفُقراء ،

٢٣٧

وإذا أصحاب الجَدّ محبوسون) (١٦). أى ذوو الحظّ والغِنَى فى الدّنيا.

ومنه الدّعاء : (ولا يَنْفَع ذا الجَدّ منك الجَدُّ) (١٧). أى : لا ينفع ذا الغِنَى منك غِناه.

والجُدّ ، بالضّمّ : ثَمَرٌ كثَمَر الطَّلْح. وبالكَسْر : الاجتهاد فى الأمر ، وضِدّ الهَزْل. والجَديدان والأجَدّان : اللّيل والنّهار ، سُمّيا بذلك لأنّهما لا يَبْلَيان أبدا.

والجُدْجُد : بَثرة تخرج فى أصل الحَدَقة ، ودُوَيَّبَة على خِلقة الجندب إلّا أنّها سوداء قصيرة ، ومنها ما يَضْرِب إلى البياض ، وتُسَمَّى صُرْصُرا ، وهى التى تصرّ فى اللّيل. والجديد : ما لا عَهْدَ لك به ، ولذلك وُصِف الموت به.

جدر :

الجُدَرِىّ : بُثُورٌ صِغار تظهر أوّلاً كرُؤوس الإبَر ، ثمّ تَخْرُج وتمتلِىء مِدَّةً. وسببه غَلَيان الدّم ، لكثرة ما يُخالطه من الفُضول الرّديئة. وأيسره عِلاجاً الأبيض القليل العَدَد ، الكبير الحَجْم ، السَّهْل الخروج. وأمّا الأسود والأخضر والأحمر الكَمِد والأصفر والمضاعَف ، فكلّها رديئة.

وممّا يجب أنّ يُتَفَقَّدَ مِنْ صاحبِه النَّفَس والصَّوْت ، فإنّهما إنْ بَقِيَا جَيِّدَين كان الأمر سَليماً ، وإنْ تَتابع النَّفَس واشْتَدَّ العَطَش وتَتابع الكَرب وبرد الظّاهر واخضرّ لون الجُدَرِىّ فقد قَرُب الهلاك.

وعلامة ظُهوره وجَع الصُّلْب ، وفَزَعٌ فى النّوم ، وثِقَل فى جميع البَدَن ، وعلاجه قبل خُروجه الفَصْد والحِجامة بحسب الحاجة ، وسَقى الأشْرِبة الباردة كشراب العُنّاب والنَّيْلُوفَر والكادىّ (١٨) والرِّيباس (١٩) والرُّمّان ، ونحوها. والاقتصار من الغذاء على ماء الشَّعير بالسُّكَر ، ولا بأس باستعمال اللّبَن الحليب المغلىّ بالسُّكّر فى الأسبوع الأوّل ، وكذلك حليب بَذر البَقلة مع شىء من الكافور.

وخَيَّرَنا شيخُنا فى علاجه بين التَّمر الهِنْدِىّ والشِّيْرْخُشْك (٢٠) والتُّرُنْجُبيْن (٢١).

٢٣٨

قُلت وبالجملة فعلاجه يرجع الى اجتهاد الطّبيب بحسب ما يراه فى وقته. والجَدْوار بالفتح : أصْل نبات يُشبه الزَّراوَنْد (٢٢) إلّا أنّه أرَقّ منه.

وهو حارّ يابس فى الثّانية ، مُفَرِّح للقلب.

ولذلك هو تِرياقٌ للسُّموم كلّها.

والشّربة منه نصف مثقال.

والجَدْر : النّبات.

وقد أجْدَر المكانُ : ظهر نَباتُه.

ومنه أخِذ اسم هذا المرض لِبثوره التى تظهر على الجِلْد. قال الجَعدىّ :

قَدْ تَسْتَحِبُّونَ عِنْدَ الجَدْرِ أنّ لكُمْ

مِنْ آلِ جَعْدَةَ أعْماماً وأخْوَالا (٢٣)

(جدع):

جَدَع أنفَه : قَطَعَه. والجَدِع : السَّىّء الغِذاء. والمُجَدَّع والمجدُوع : ما ظهر فيه أثَر ذلك.

والنّبت المجدَّع : ما أُكل أعلاه فبقى أسفله.

جدف :

الجَدف : نبات يكثر فى اليَمن وعُمان ، يُغنى عن الماء. وفى الحديث : (كأنّ طعامهم الجَدف) (٢٤).

جدل :

الجَدَال : الخَلال ، والواحدة جَدَالة.

والجَدول : النّهر الصّغير.

والمَجْدول : الدّقيق العَظْم لا من هُزال ولكن طَبيعة.

٢٣٩

جدي :

الجَدْى : الذَّكَر من أولاد المعز ، والجمع : جِداء وجَدٍ وجديان.

والجادِي : الزّعفران ، والخَمْر ، والجَراد لأنّه يَجْدِى كلَّ شىء ، أى : يأكله.

والجَدا : العَطِيَّة. والمُجْتَدِي : طالبُها.

والجَدا : المطر العامّ.

والجَدِيّة : كلّ دم مُتَخَثِّر يُستخرج مِنْ جُرْح أو دُمَّل ونحوهما.

وقال الخليل ، رحمه‌الله : الجُدَاء ، ممدود : مَبْلَغ حِساب الضَّرب : ثلاثة فى اثنين ، جُداء ذلك ستّة (٢٥).

والجَدِيّ : لون البَشَرة ، ويُخَصَّص به الوَجه ، تقول : اصْفَرَّت جَدِيّة وجهِه ، أى : تغيَّر لونُها الى الاصْفرار (٢٦).

جذب :

الجُذابة : طعام يُتَّخذ من سُكّر ورُزّ ولحم.

والجُذاب : ما يُطْبَخ بغير توابل.

والذى علية الأطبّاء أنّ الجُذابة طعام يُتَّخذ إمّا من الحنطة أو الرّزّ أو الخبز مع اللّحم والسُّكّر.

والجُذَابة التى من الحنطة بَطيئة الهضم.

والتى بالأرُزّ دونها.

والتى بالخبز النّضج نافعة من خُشونة قَصَبة الرّئة.

والدّم المتولّد عنها جيّد محمود.

وإنْ اتُّخِذ بالسُّكّر والدَّجاج المسمَّن واللّبَن والنّارجيل زادت فى الباه زيادة كثيرة.

وبالجُملة فكلّها كثيرة الغذاء بطيئة النُّزول فينبغى أن لا تُؤْكَل إلّا على جُوع صادق.

٢٤٠