تفسير التّحرير والتّنوير - ج ١٥

الشيخ محمّد الطاهر ابن عاشور

تفسير التّحرير والتّنوير - ج ١٥

المؤلف:

الشيخ محمّد الطاهر ابن عاشور


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة التاريخ العربي للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ١٥٢

إِيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ* قالُوا سُبْحانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنا مِنْ دُونِهِمْ) [سبأ : ٤٠ ـ ٤١].

وإظهار الذين كفروا دون أن يقال : أفحسبوا ، بإعادة الضمير إلى الكافرين في الآية قبلها ، لقصد استقلال الجملة بدلالتها ، وزيادة في إظهار التوبيخ لها.

وجملة (إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلاً) مقررة لإنكار انتفاعهم بأوليائهم فأكد بأن جهنم أعدت لهم نزلا فلا محيص لهم عنها ولذلك أكد بحرف (إنّ).

و (أَعْتَدْنا) : أعددنا ، أبدل الدال الأولى تاء لقرب الحرفين ، والإعداد : التهيئة ، وقد تقدم آنفا عند قوله تعالى : (إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ناراً) [الكهف : ٢٩]. وجعل المسند إليه ضمير الجلالة لإدخال الروع في ضمائر المشركين.

والنزل ـ بضمتين ـ : ما يعدّ للنزيل والضيف من القرى. وإطلاق اسم النزل على العذاب استعارة علاقتها التهكم ، كقول عمرو بن كلثوم :

قريناكم فعجّلنا قراكم

قبيل الصبح مرداة طحونا

[١٠٣ ، ١٠٤] (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً (١٠٣) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (١٠٤))

اعتراض باستئناف ابتدائي أثاره مضمون جملة (أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا) إلخ ... فإنهم لما اتخذوا أولياء من ليسوا ينفعونهم فاختاروا الأصنام وعبدوها وتقربوا إليها بما أمكنهم من القرب اغترارا بأنها تدفع عنهم وهي لا تغني عنهم شيئا فكان عملهم خاسرا وسعيهم باطلا. فالمقصود من هذه الجملة هو قوله (وَهُمْ يَحْسَبُونَ ...) إلخ.

وافتتاح الجملة بالأمر بالقول للاهتمام بالمقول بإصغاء السامعين لأنّ مثل هذا الافتتاح يشعر بأنه في غرض مهمّ ، وكذلك افتتاحه باستفهامهم عن إنبائهم استفهاما مستعملا في العرض لأنّه بمعنى : أتحبون أن ننبئكم بالأخسرين أعمالا ، وهو عرض تهكم لأنه منبئهم بذلك دون توقف على رضاهم.

وفي قوله (بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً) إلى آخره ... تمليح إذ عدل فيه عن طريقة الخطاب بأن يقال لهم : هل ننبئكم بأنكم الأخسرون أعمالا ، إلى طريقة الغيبة بحيث يستشرفون إلى معرفة هؤلاء الأخسرين فما يروعهم إلّا أن يعلموا أنّ المخبر عنهم هم أنفسهم.

والمقول لهم : المشركون ، توبيخا لهم وتنبيها على ما غفلوا عنه من خيبة سعيهم.

١٤١

ونون المتكلّم المشارك في قوله (نُنَبِّئُكُمْ) يجوز أن تكون نون العظمة راجعة إلى ذات الله على طريقة الالتفات في الحكاية. ومقتضى الظاهر أن يقال : هل ينبئكم الله ، أي سينبئكم ويجوز أن تكون للمتكلّم المشارك راجعة إلى الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإلى الله تعالى لأنه ينبئهم بما يوحى إليه من ربّه. ويجوز أن تكون راجعة للرسول وللمسلمين.

وقوله (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ) بدل من (بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً) وفي هذا الإطناب زيادة التشويق إلى معرفة هؤلاء الأخسرين حيث أجرى عليهم من الأوصاف ما يزيد السامع حرصا على معرفة الموصوفين بتلك الأوصاف والأحوال.

والضلال : خطأ السبيل. شبه سعيهم غير المثمر بالسير في طريق غير موصلة.

والسعي : المشي في شدة. وهو هنا مجاز في العمل كما تقدّم عند قوله (وَمَنْ أَرادَ الْآخِرَةَ وَسَعى لَها سَعْيَها) في سورة الإسراء [١٩] ، أي عملوا أعمالا تقربوا بها للأصنام يحسبونها مبلغة إياهم أغراضا وقد أخطئوها وهم يحسبون أنّهم يفعلون خيرا.

وإسناد الضلال إلى سعيهم مجاز عقلي. والمعنى : الذين ضلوا في سعيهم.

وبين (يَحْسَبُونَ) و (يُحْسِنُونَ) جناس مصحّف ، وقد مثل بهما في مبحث الجناس.

(أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ وَلِقائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً (١٠٥))

جملة هي استئناف بياني بعد قوله (هَلْ نُنَبِّئُكُمْ).

وجيء باسم الإشارة لتمييزهم أكمل تمييز لئلا يلتبسوا بغيرهم على نحو قوله تعالى :(أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [البقرة : ٥].

وللتنبيه على أن المشار إليهم أحرياء بما بعد اسم الإشارة من حكم بسبب ما أجري عليهم من الأوصاف.

والآيات : القرآن والمعجزات.

والحبط : البطلان والدحض.

وقوله : (رَبِّهِمْ) يجري على الوجه الأول في نون (هَلْ نُنَبِّئُكُمْ) أنه إظهار في مقام

١٤٢

الإضمار. ومقتضى الظاهر أن يقال : أولئك الذين كفروا بآياتنا ، ويجري على الوجهين الثاني والثالث أنه على مقتضى الظاهر.

ونون (فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً) على الوجه الأول في نون (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ) جارية على مقتضى الظاهر.

وأما على الوجهين الثالث والرابع فإنها التفات عن قوله (بِآياتِ رَبِّهِمْ) ، ومقتضى الظاهر أن يقال : فلا يقيم لهم.

ونفي إقامة الوزن مستعمل في عدم الاعتداد بالشيء ، وفي حقارته لأن الناس يزنون الأشياء المتنافس في مقاديرها والشيء التافه لا يوزن ، فشبهوا بالمحقرات على طريقة المكنية وأثبت لهم عدم الوزن تخييلا.

وجعل عدم إقامة الوزن مفرعا على حبط أعمالهم لأنهم بحبط أعمالهم صاروا محقرين لا شيء لهم من الصالحات.

(ذلِكَ جَزاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِما كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آياتِي وَرُسُلِي هُزُواً (١٠٦))

الإشارة إما إلى ما تقدّم من وعيدهم في قوله (إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلاً) ، أي ذلك الإعداد جزاؤهم.

وقوله (جَزاؤُهُمْ) خبر عن اسم الإشارة. وقوله (جَهَنَّمُ) بدل من (جَزاؤُهُمْ) بدلا مطابقا لأن إعداد جهنم هو عين جهنّم. وإعادة لفظ جهنم أكسبه قوّة التأكيد.

وإما إلى مقدر في الذهن دل عليه السياق يبينه ما بعده على نحو استعمال ضمير الشأن مع تقدير مبتدأ محذوف. والتقدير : الأمر والشأن ذلك جزاؤهم جهنّم.

والباء للسببية ، و (ما) مصدرية ، أي بسبب كفرهم.

(وَاتَّخَذُوا) عطف على (كَفَرُوا) فهو من صلة (ما) المصدرية. والتقدير : وبما اتّخذوا آياتي ورسلي هزؤا ، أي باتخاذهم ذلك كذلك.

والرسل يجوز أن يراد به حقيقة الجمع فيكون إخبارا عن حال كفار قريش ومن سبقهم من الأمم المكذبين ، ويجوز أن يراد به الرسول الذي أرسل إلى الناس كلهم وأطلق عليه اسم الجمع تعظيما كما في قوله (نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ) [إبراهيم : ٤٤].

١٤٣

والهزؤ ـ بضمتين ـ مصدر بمعنى المفعول. وهو أشد مبالغة من الوصف باسم المفعول ، أي كانوا كثيري الهزؤ بهم.

[١٠٧ ، ١٠٨] (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ كانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً (١٠٧) خالِدِينَ فِيها لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلاً (١٠٨))

هذا مقابل قوله : (إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلاً) على عادة القرآن في ذكر البشارة بعد الإنذار.

وتأكيد الجملة للاهتمام بها لأنها جاءت في مقابلة جملة (إِنَّا أَعْتَدْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ نُزُلاً) ، وهي مؤكدة كيلا يظن ظانّ أن جزاء المؤمنين غير مهتم بتأكيده مع ما في التأكيدين من تقوية الإنذار وتقوية البشارة.

وجعل المسند إليه الموصول بصلة الإيمان وعمل الصالحات للاهتمام بشأن أعمالهم ، فلذلك خولف نظم الجملة التي تقابلها فلم يقل : جزاؤهم الجنّة. وقد تقدّم نظير هذا الأسلوب في المخالف بين وصف الجزاءين عند قوله تعالى في هذه السورة : (إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها) [الكهف : ٢٩] ثم قوله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً) [الكهف : ٣٠].

وفي الإتيان ب (كانَتْ) دلالة على أن استحقاقهم الجنّات أمر مستقر من قبل مهيّأ لهم.

وجيء بلام الاستحقاق تكريما لهم بأنهم نالوا الجنة باستحقاق إيمانهم وعملهم. كما قال تعالى : (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [الزخرف : ٧٢].

وجمع الجنّات إيماء إلى سعة نعيمهم ، وأنها جنان كثيرة كما جاء في الحديث : «إنها جنان كثيرة».

والفردوس : البستان الجامع لكل ما يكون في البساتين ، وعن مجاهد هو معرّب عن الرومية. وقيل عن السريانية. وقال الفراء : هو عربي ، أي ليس معربا. ولم يرد ذكره في كلام العرب قبل القرآن. وأهل الشام يقولون للبساتين والكروم : الفراديس. وفي مدينة حلب باب يسمّى باب الفراديس.

وإضافة الجنات إلى الفردوس بيانية ، أي جنات هي من صنف الفردوس. وورد في

١٤٤

الحديث أن الفردوس أعلى الجنّة أو وسط الجنّة. وذلك إطلاق آخر على هذا المكان المخصوص يرجع إلى أنه علم بالغلبة.

فإن حملت هذه الآية عليه كانت إضافة (جَنَّاتُ) إلى (الْفِرْدَوْسِ) إضافة حقيقية ، أي جنات هذا المكان.

والنزل : تقدم قريبا.

وقوله : (لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلاً) أي ليس بعد ما حوته تلك الجنات من ضروب اللّذات والتمتع ما تتطلع النفوس إليه فتود مفارقة ما هي فيه إلى ما هو خير منه ، أي هم يجدون فيها كل ما يخامر أنفسهم من المشتهى.

والحول : مصدر بوزن العوج والصغر. وحرف العلة يصحح في هذه الصيغة لكن الغالب فيما كان على هذه الزنة مصدرا التصحيح مثل : الحول ، وفيما كان منها جمعا الإعلال نحو : الحيل جمع حيلة. وهو من ذوات الواو مشتق من التحول.

(قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً (١٠٩))

لما ابتدئت هذه السورة بالتنويه بشأن القرآن ثم أفيض فيها من أفانين الإرشاد والإنذار والوعد والوعيد ، وذكر فيها من أحسن القصص ما فيه عبرة وموعظة ، وما هو خفي من أحوال الأمم ، حول الكلام إلى الإيذان بأن كل ذلك قليل من عظيم علم الله تعالى.

فهذا استئناف ابتدائي وهو انتقال إلى التنويه بعلم الله تعالى مفيض العلم على رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأن المشركين لما سألوه عن أشياء يظنونها مفحمة للرسول وأن لا قبل له بعلمها علمه الله إياها ، وأخبر عنها أصدق خبر ، وبيّنها بأقصى ما تقبله أفهامهم وبما يقصر عنه علم الذين أغروا المشركين بالسؤال عنها ، وكان آخرها خبر ذي القرنين ، أتبع ذلك بما يعلم منه سعة علم الله تعالى وسعة ما يجري على وفق علمه من الوحي إذا أراد إبلاغ بعض ما في علمه إلى أحد من رسله. وفي هذا رد عجز السورة على صدرها.

وقيل : نزلت لأجل قول اليهود لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كيف تقول ، أي في سورة الإسراء (وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) وقد أوتينا التّوراة ، ومن أوتي التوراة فقد أوتي خيرا

١٤٥

كثيرا. وقد تقدّم ذلك عند قوله تعالى : (وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) في سورة الإسراء [٨٥].

وقال الترمذي عن ابن عباس : قال حيي بن أخطب اليهودي : في كتابكم (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) [البقرة : ٢٦٩] ثم تقرءون : (وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) ، فنزل قوله تعالى : (قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي ...) الآية.

وكلمات الله : ما يدلّ على شيء من علمه مما يوحي إلى رسله أن يبلغوه ، فكل معلوم يمكن أن يخبر به. فإذا أخبر به صار كلمة ، ولذلك يطلق على المعلومات كلمات ، لأن الله أخبر بكثير منها ولو شاء لأخبر بغيره ، فإطلاق الكلمات عليها مجاز بعلاقة المآل. ونظيرها قوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ) [لقمان : ٢٧]. وفي هذا دليل لإثبات الكلام النفسي ولإثبات التعلّق الصلوحي لصفة العلم. وقل من يتنبه لهذا التعلّق.

ولما كان شأن ما يخبر الله به على لسان أحد رسله أن يكتب حرصا على بقائه في الأمة ، شبهت معلومات الله المخبر بها والمطلق عليها كلمات بالمكتوبات ، ورمز إلى المشبه به بما هو من لوازمه وهو المداد الذي به الكتابة على طريقة المكنية ، وإثبات المداد تخييل كتخيّل الأظفار للمنية. فيكون ما هنا مثل قوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ) فإن ذكر الأقلام إنما يناسب المداد بمعنى الحبر.

ويجوز أن يكون هنا تشبيه كلمات الله بالسراج المضيء ، لأنه يهدي إلى المطلوب ، كما شبه نور الله وهديه بالمصباح في قوله تعالى : (مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ) [النور : ٣٥] ويكون المداد تخييلا بالزيت الذي يمد به السراج.

والمداد يطلق على الحبر لأنه تمد به الدواة ، أي يمد به ما كان فيها من نوعه ، ويطلق المداد على الزيت الذي يمد به السراج وغلب إطلاقه على الحبر. وهو في هذه الآية يحتمل المعنيين فتتضمّن الآية مكنيتين على الاحتمالين.

واللام في قوله (لِكَلِماتِ) لام العلّة ، أي لأجل كلمات ربي. والكلام يؤذن بمضاف محذوف ، تقديره : لكتابة كلمات ربي ، إذ المداد يراد للكتابة وليس البحر مما يكتب به ولكن الكلام بني على المفروض بواسطة (لو).

١٤٦

والمداد : اسم لما يمد به الشيء ، أي يزاد به على ما لديه. ولم يقل مدادا ، إذ ليس المقصود تشبيهه بالحبر لحصول ذلك بالتشبيه الذي قبله وإنما قصد هنا أن مثله يمده.

والنفاد : الفناء والاضمحلال ، ونفاد البحر ممكن عقلا.

وأما نفاد كلمات الله بمعنى تعلقات علمه فمستحيل ، فلا يفهم من تقييد نفاد كلمات الله بقيد الظرف وهو (قَبْلَ) إمكان نفاد كلمات الله ؛ ولكن لما بني الكلام على الفرض والتقدير بما يدل عليه (لو) كان المعنى لو كان البحر مدادا لكلمات ربي وكانت كلمات ربي مما ينفد لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي.

وهذا الكلام كناية عن عدم تناهي معلومات الله تعالى التي منها تلك المسائل الثلاث التي سألوا عنها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلا يقتضي قوله : (قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي) إن لكلمات الله تعالى نفادا كما علمته.

وجملة (وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً) في موضع الحال.

و (لَوْ) وصيلة ، وهي الدالة على حالة هي أجدر الأحوال بأن لا يتحقق معها مفاد الكلام السابق فينبّه السامع على أنها متحقق معها مفاد الكلام السابق. وقد تقدم عند قوله تعالى : (فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَباً وَلَوِ افْتَدى بِهِ) في سورة آل عمران [٩١] ، وهذا مبالغة ثانية.

وانتصب (مَدَداً) على التمييز المفسر للإبهام الذي في لفظ (بِمِثْلِهِ) ، أي مثل البحر في الإمداد.

(قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (١١٠))

استئناف ثان ، انتقل به من التنويه بسعة علم الله تعالى وأنه لا يعجزه أن يوحي إلى رسوله بعلم كل ما يسأل عن الإخبار به ، إلى إعلامهم بأن الرسول لم يبعث للإخبار عن الحوادث الماضية والقرون الخالية ، ولا أن من مقتضى الرسالة أن يحيط علم الرسول بالأشياء فيتصدى للإجابة عن أسئلة تلقى إليه ، ولكنه بشر علمه كعلم البشر أوحى الله إليه بما شاء إبلاغه عباده من التوحيد والشريعة ، ولا علم له إلّا ما علّمه ربّه كما قال تعالى : (قُلْ إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي) [الأعراف : ٢٠٣].

١٤٧

فالحصر في قوله (إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) قصر الموصوف على الصفة وهو إضافي للقلب ، أي ما أنا إلّا بشر لا أتجاوز البشرية إلى العلم بالمغيّبات.

وأدمج في هذا أهم ما يوحي إليه وما بعث لأجله وهو توحيد الله والسعي لما فيه السلامة عند لقاء الله تعالى. وهذا من ردّ العجز على الصدر من قوله في أوّل السورة (لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ) إلى قوله (إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً) [الكهف : ٢ ـ ٥].

وجملة (يُوحى إِلَيَ) مستأنفة ، أو صفة ثانية ل (بَشَرٌ).

و (إِنَّما) مفتوحة الهمزة أخت (إنما) المكسورة الهمزة وهي مركبة من (أنّ) المفتوحة الهمزة و (ما) الكافة كما ركبت (إنما) المكسورة الهمزة فتفيد ما تفيده (أنّ) المفتوحة من المصدرية ، وما تفيده (إنما) من الحصر ، والحصر المستفاد منها هنا قصر إضافي للقلب. والمعنى : يوحي الله إليّ توحيد الإله وانحصار وصفه في صفة الوحدانية دون المشاركة.

وتفريع (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ) هو من جملة الموحى به إليه ، أي يوحى إليّ بوحدانية الإله وبإثبات البعث وبالأعمال الصالحة.

فجاء النظم بطريقة بديعة في إفادة الأصول الثلاثة ، إذ جعل التوحيد أصلا لها وفرع عليه الأصلان الآخران ، وأكد الإخبار بالوحدانية بالنّهي عن الإشراك بعبادة الله تعالى ، وحصل مع ذلك ردّ العجز على الصدر وهو أسلوب بديع.

١٤٨

محتوى الجزء الخامس عشر من كتاب التحرير والتنوير

١٨ ـ سورة الكهف

تسميتها........................................................................ ٥

كرامة قرآنية..................................................................... ٨

أغراض السورة................................................................... ٨

(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً) إلى (قَيِّماً)......... ٩

(لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ).................................................. ١١

(وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً* ماكِثِينَ فِيهِ أَبَداً)... ١٢

(وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً* ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبائِهِمْ)................. ١٢

(كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً)............................ ١٣

(فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً)............... ١٥

(إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) إلى (صَعِيداً جُرُزاً).. ١٦

(أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً).................... ١٨

(إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقالُوا رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً). ٢٤

(فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً) إلى (لِما لَبِثُوا أَمَداً)............... ٢٦

(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ) إلى (إِذاً شَطَطاً).......... ٢٨

(هؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْ لا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ) إلى (افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً). ٣١

(وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَما يَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ) إلى (مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً)..... ٣٢

(وَتَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ تَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ)   ٣٣

(مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً)..................... ٣٥

(وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ)................ ٣٦

(وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ)............................................... ٣٦

(لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً)......................... ٣٧

١٤٩

(وَكَذلِكَ بَعَثْناهُمْ لِيَتَساءَلُوا بَيْنَهُمْ) إلى (وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً).................... ٣٨

(وَكَذلِكَ أَعْثَرْنا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيها)........... ٤١

(إِذْ يَتَنازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ).................................................... ٤٢

(فَقالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْياناً رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً)   ٤٢

(سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ) إلى (ما يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ)........ ٤٣

(فَلا تُمارِ فِيهِمْ إِلَّا مِراءً ظاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً)...................... ٤٦

(وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً* إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ)......................... ٤٧

(وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ)...................................................... ٤٩

(وَقُلْ عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَداً)................................ ٥٠

(وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً)............................... ٥١

(قُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً)   ٥٢

(وَاتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً)... ٥٣

(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ) إلى (تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا)............. ٥٤

(وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً).................... ٥٥

(وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ) إلى (وَساءَتْ مُرْتَفَقاً)... ٥٦

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً)............ ٥٨

(أُولئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها) إلى (وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً) ٥٩

(وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنابٍ) إلى (مُنْقَلَباً)......... ٦٢

(قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ) إلى (إِلَّا بِاللهِ)....... ٦٨

(إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً فَعَسى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً) إلى (لَهُ طَلَباً) ٧٠ (وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها) إلى (مُنْتَصِراً)................................................................ ٧١

(هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَواباً وَخَيْرٌ عُقْباً)............................... ٧٣

(وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ) إلى (مُقْتَدِراً)............ ٧٥

(الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ) إلى (وَخَيْرٌ أَمَلاً)......... ٧٦

(وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بارِزَةً وَحَشَرْناهُمْ) إلى (لَكُمْ مَوْعِداً)............ ٧٨

١٥٠

(وَوُضِعَ الْكِتابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ) إلى (وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً)..... ٨٠

(وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ) إلى (بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً).................... ٨٢

(ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَما كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً)       ٨٤

(وَيَوْمَ يَقُولُ نادُوا شُرَكائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ) إلى (وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً)............... ٨٦

(وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها وَلَمْ يَجِدُوا عَنْها مَصْرِفاً)............... ٨٧

(وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً)..... ٨٨

(وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى) إلى (الْعَذابُ قُبُلاً)................. ٩٠

(وَما نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ) إلى (وَما أُنْذِرُوا هُزُواً)................ ٩٣

(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها) إلى (إِذاً أَبَداً).................... ٩٤

(وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤاخِذُهُمْ بِما كَسَبُوا) إلى (مَوْئِلاً).................. ٩٦

(وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً)...................... ٩٧

(وَإِذْ قالَ مُوسى لِفَتاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً).......... ٩٧

(فَلَمَّا بَلَغا مَجْمَعَ بَيْنِهِما نَسِيا حُوتَهُما فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ) إلى (فِي الْبَحْرِ عَجَباً)..... ١٠٣

(قالَ ذلِكَ ما كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً) إلى (حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً) ١٠٥

(فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا رَكِبا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَها) إلى (لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً)............ ١١٠

(قالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً)..................................... ١١١

(قالَ لا تُؤاخِذْنِي بِما نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً)........................ ١١١

(فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا لَقِيا غُلاماً فَقَتَلَهُ) إلى (لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً)................. ١١٢

(قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ) إلى (مِنْ لَدُنِّي عُذْراً)...................... ١١٣

(فَانْطَلَقا حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ) إلى (لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً).................... ١١٤

(قالَ هذا فِراقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ ما لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً) إلى (ما لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً)     ١١٦

(وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ) إلى (مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً)........................ ١٢١

(فَأَتْبَعَ سَبَباً* حَتَّى إِذا بَلَغَ) إلى (مِنْ أَمْرِنا يُسْراً).............................. ١٢٦

(ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً* حَتَّى إِذا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ) إلى (مِنْ دُونِها سِتْراً)............. ١٢٩

(كَذلِكَ).................................................................. ١٣٠

(وَقَدْ أَحَطْنا بِما لَدَيْهِ خُبْراً).................................................. ١٣٠

١٥١

(ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً* حَتَّى إِذا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ) إلى (وَكانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا)........... ١٣٠

(وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ)........................................ ١٣٧

(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْناهُمْ) إلى (لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً)....................... ١٣٨

(أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا) إلى (لِلْكافِرِينَ نُزُلاً)....................... ١٣٩

(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً) إلى (يُحْسِنُونَ صُنْعاً)...................... ١٤١

(أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا) إلى (وَزْناً)............................................ ١٤٢

(ذلِكَ جَزاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِما كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آياتِي وَرُسُلِي هُزُواً)..................... ١٤٣

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) إلى (عَنْها حِوَلاً)........................ ١٤٤

(قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي) إلى (بِمِثْلِهِ مَدَداً)..................... ١٤٥

(قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَ) إلى (رَبِّهِ أَحَداً).......................... ١٤٧

١٥٢