تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٧

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٧

المؤلف:

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٢١٥

وأحمد بن الحسن [بن] اللحياني وغيرهم ، وقرأ الفقه على والده مدة حياته ثم بعده على الشريف أبي جعفر بن أبي موسى وعلق عنهما مسائل الخلاف ، وسافر إلى آمد وقرأ بها على أبي الحسن البغدادي تلميذ والده قطعة صالحة من المذهب والخلاف ، وسمع الحديث الكثير ببغداد وسافر في طلبه إلى الكوفة والبصرة وواسط والموصل والجزيرة وآمد. وصحب أبا بكر الخطيب وأبا عبد الله الصوري ونقل عنهما معرفة الحديث وتحقيق أسماء الرواة وأنسابهم ، وكتب بخطه كثيرا من الحديث والفقهيات ومصنفات الخطيب ، وكان يكتب خطا حسنا صحيحا ، ويحضر مجالس النظر في الجمع وغيرهما ، ويتكلم مع شيوخ عصره في مسائل الخلاف.

وكان شابا عفيفا نزها متدينا فاضلا عالما ، كان والده يأتم به في صلاة التراويح إلى حين وفاته ، سمع أباه وأبا محمد الجوهري وأبوى الحسين بن المهتدي وابن الآبنوسي وأبا الغنائم بن المأمون وأبا جعفر بن المسلمة وأبا علي بن وشاح وأبا محمد الصريفيني وأبا الحسين بن النقور وجده لأمه جابر بن ياسين الحنائي وجماعة غيرهم ، وحدث باليسير لأمه ، مات شابا طريا لم يبلغ الثلاثين ، روى عنه أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصّيرفيّ وعمر بن عبد الكريم بن سعدويه الدهستاني.

أنبأنا عبد الوهاب بن علي بن محمد بن ناصر الحافظ أخبره قال : أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصّيرفيّ قراءة عليه قال : حدثنا القاضي أبو القاسم عبيد الله بن القاضي الإمام أبي يعلى محمد بن الحسين بن الفراء قال : أنبأنا القاضي أبو محمد همام ابن الحسن الأيلي ، حدثنا أبو بكر أحمد بن علي بن الحسين بن قسانية الخطيب ، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن بكر الوراق ، حدثنا أبو الطيب محمد بن جعفر ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : لما انطلق أبي إلى المحنة خشي أن يجيء إليه إسحاق بن راهويه ، فرحل أبي إليه ـ يعني ابن حنبل ـ فلما بلغ أبي إلى الري دخل إلى المسجد فجاءه مطر كأفواه القرب ، فلما كان العتمة قالوا له : أخرج من المسجد فأنا نريد أن نغلقه ، فقال لهم : هذا مسجد الله وأنا عبد الله ، فقيل له : بعد كرى الصناع ما أعطيناهم أيما أحب إليك تخرج أو نجر برجلك ، قال : فقلت : سلاما ، فخرجت من المسجد والمطر والرعد والبرق فلا أدري أين أضع رحلي ولا أين أتوجه ، فإذا رجل قد خرج من داره فقال لي : يا هذا إلى أين تمر في هذا الوقت؟ فقلت : لا أدري أين أمر ،

٨١

فقال لي : ادخل! فأدخلني دارا ونزع ثيابي ، وأعطوني ثيابا جافة وتطهرت للصلاة ، فدخلت إلى بيت فيه كانون فحم وكبود ومائدة منصوبة ، قيل لي : كل! فأكلت معهم ، فقال لي : من أين أنت؟ قلت : أنا من بغداد ، فقال لي : تعرف رجلا يقال له أحمد بن حنبل؟ فقلت : أنا أحمد بن حنبل. فقال لي : وأنا إسحاق بن راهويه.

أنبأنا القاضي أبو القاسم سعيد (١) بن محمد الموصلي عن القاضي أبي الحسين محمد ابن محمد بن الحسين بن الفراء قال : أنشدني أخي أبو القاسم عبيد الله لبعضهم [قوله](٢):

وليس خليلي بالملول (٣) ولا الذي

إذا غبت عنه باعني بخليل

ولكن خليلي من يدوم وصاله

ويحفظ سري عند كل دخيل

قرأت بخط أبي علي بن البناء قال : ولد أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن الحسين ابن الفراء في ليلة الأحد لثمان خلون من شعبان سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.

قرأت في كتاب القاضي أبي الحسين بن الفراء بخطه قال : وكانت وفاة الأخ عبيد الله في (٤) مضيه إلى مكة بموضع يعرف بمعدن البقرة في أواخر ذي القعدة من سنة تسع وستين وأربعمائة ، وله ست وعشرون سنة وثلاثة أشهر ونيف وعشرون يوما.

٣٦٠ ـ عبيد الله بن محمد بن خلف بن سهل ، أبو القاسم البزاز :

حدث عن موسى بن الحسن الكوفي وأبي محمد عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني ، روى عنه أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم بن عمر بن الحسن الصواف البصري.

قرأت على محمد بن عبد الواحد عن أبي بكر الحنبلي قال : أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الأنباري إذنا قال : أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن خلف ابن سهل البغدادي البزاز ، حدثنا موسى بن الحسن الكوفي ، حدثنا خشيش بن أصرم ،

__________________

(١) في (ج) : «سعد».

(٢) (ج ما بين المعقوفتين سقط من الأصل ، (ب).

(٣) في (ب) : «بالملوك».

(٤) في (ج) : «بن».

٨٢

حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا داود بن قيس عن عبد الله بن عطاء قال : سمعت ابني جابر يحدثان عن أبيهما جابر قال : بينما النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم جالس مع أصحابه إذ شق قميصه حتى خرج منه ، فقيل له : «إني واعدتهم أن يقلدوا هدي اليوم فنسيت» (١).

وبه قال : أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم بن عمر بمصر قال : حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن خلف البغدادي ، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني ، حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني قال : قال لي أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي : لا يقبل الوديعة إلا خائن أو طامع.

٣٦١ ـ عبيد الله بن محمد بن خلف ، أبو القاسم البني القاضي :

روى عن والده حكاية رواها عنه أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي ، وقد تقدم ذكر والده.

قرأت على أبي أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين عن محمد بن عبد الباقي البزاز وإسماعيل بن أحمد السمرقندي أن القاضي أبا المظفر هناد بن إبراهيم النسفي أخبرهما قال : أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن خلف البني القاضي قال : حدثنا أبي ، حدثنا الحسين بن صافي القاضي ، حدثني أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن أحمد الكاتب البني قال : كان لي صديق من أهل زاذان عظيم النعمة والضيعة ، فحدثني قال : تزوجت في شبابي امرأة ببغداد من آل وهب ضخمة النعمة حسنة الخلق والأدب والمروة ، ذات جوار مغنيات ، فأحببتها حبا مبرحا ، وتمكن لها في قلبي أمر عظيم ، وكان عيشي بها طيبا مدة طويلة ، ثم جرى بيني وبينها بعض ما يجري بين الناس فغضبت عليّ وهجرتني وغلقت باب حجرتها من الدار دوني ومنعتني الدخول إليها ، وراسلتني أن أطلقها ، فرضيتها بكل ما يمكنني فلم ترض ، وتوسطت بيننا أهل أنسها فلم تنجع ، ولحقني من الغم والكرب والقلق والجزع ما كاد (٢) أن يذهب عقلي وهي مقيمة على حالها ، فجئت إلى باب حجرتها وجلست عنده مفترشا للتراب ، ووضعت خدي على العتبة أبكي وانتحب وأتلافاها وأسألها الرضا وأقول كما يجوز أن يقال في مثل هذا ، وهي لا تكلمني ولا تفتح لي الباب ولا تراسلني بشيء ، ثم جاء الليل فتوسدت

__________________

(١) انظر الحديث في : كنز العمال ١٢٨٨٥.

(٢) في (ج) : «ما كان».

٨٣

العتبة إلى أن أصبحت ، وأقمت على ذلك ثلاثة أيام بلياليها وهي مقيمة على الهجر لي فأيست منها وعذلت نفسي ووبختها ، ومضيت إلى الحمام وكان في داري فأمطت من جسدي الوسخ الذي قد لحقني ، وخرجت فجلست لأغير ثيابي وأبتخر ، وإذا بزوجتي قد خرجت إليّ وجواريها معها مع بعضهن طبق فيه أوساط وسبوسج وبزماورد وما أشبه ذلك ، فحين رأيتها استطرت فرحا وقمت إليها فانكببت على يديها ورجليها فقلت : ما هذا يا ستي؟ فقالت : تعال حتى نأكل ونشرب ودع السؤال ، وجلست وقدم الطبق فأكلنا جميعها ، وجيء بالشراب واندفع الجواري في الغناء وقد كان عقلي يزول فرحا وسرورا ، فلما توسطنا أمرنا قلت لها : يا سيدتي! إنك قد هجرتني بغير ذنب كبير أوجب مما بلغته من الهجران وترضيتك بكل ما في القدرة فما رضيت ، ثم تفضلت ابتداء بالرجوع إلى وصالي بما لم تبلغه آمالي ، فعرفيني ما سبب هذا؟ فقالت : قد كان الأمر في سبب الهجر ضعيفا كما قلت ، ولكن تداخلني في التجني ما تداخل المجنون ثم استمر بي اللجاج وأراني الشيطان الصواب فيما فعلته ، فأقمت على ما رأيته ، فلما كان الساعة أخذت دفترا [فلما كان] (١) بين (٢) يدي فصفحته فوقعت عيني منه على قول الشاعر :

الدهر أقصر مدة

من أن تلحق (٣) بالعتاب

أو أن تكدر ما صفا

منه بهم واجتناب

فتعمني أوقاته

فتمرها مر السحاب

فعلمت أنها عظة [و] (٤) أن سبيلي أن لا أسخط الله تعالى بإسخاط زوجي ولا أستعمل اللجاج ، فجئتك أترضاك وأرضيك ، فانكببت على يديها ورجليها ، وصفا ما بيننا أحسن صفاء.

٣٦٢ ـ عبيد الله بن محمد بن طلحة بن الحسن ، أبو محمد الدامغاني (٥) :

ابن أخت قاضي القضاة أبي عبد الله محمد بن علي الدامغاني ، شهد عند خاله في

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) في (ج) : «من يدي».

(٣) في (ج) : «يمحق».

(٤) ما بين المعقوفتين سقط من (ب) ، الأصل.

(٥) انظر : الجواهر المضية ٣٤٠.

٨٤

يوم الثلاثاء السادس والعشرين من ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة فقبل شهادته ثم ولاه القضاء بربع الكرخ في يوم الثلاثاء التاسع عشر من رجب سنة سبعين وأربعمائة ... (١) قاضي القضاة أبي بكر الشامي عن الحكم ومنع الشهود من حضور مجلسه [أذن لأبي محمد] (٢) بالنظر في الحكم في السابع عشر من المحرم سنة إحدى وثمانين ، وأمر الشهود بحضور مجلسه والشهادة عنده وعليه فيما يثبته ويسجله ، وكان صالحا ورعا عفيفا ، سمع أبا القاسم علي بن المحسن التنوخي وأبا محمد الحسن بن علي الجوهري وأبا الفتح عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن المحاملي (٣) وأبا نصر بن أحمد ابن الحسين بن علي السّكّري وغيرهم ، روى عنه عبد الوهاب الأنماطي وعمر بن ظفر المغازلي وأبو المعمر الأنصاري وأبو طاهر السلفي.

أخبرنا أبو طاهر محمد بن علي بن المفضل المقدسي بالإسكندرية قال : أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي ، أنبأنا أبو محمد عبيد الله بن محمد بن طلحة بن الحسن الدامغاني ببغداد ، أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي وأنبأنا أبو علي ضياء (٤) بن أحمد بن عبد الله بن مسلم بن ثابت البزاز قالا : أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزاز ، أنبأنا الحسن بن علي الجوهري قالا : أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن كيسان النحوي ، أنبأنا يوسف بن يعقوب القاضي ، حدثنا عبد الواحد بن غياث ، حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه أن حكيم بن حزام قال : يا رسول الله! إني أعتقت [في الجاهلية] (٥) مائة رقبة وحملت على مائة بعير ، وفي الإسلام مثل ذلك ، فقال رسولاللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أسلمت على ما سلف من خير» (٦).

قرأت على المرتضى بن حاتم بمصر عن أبي طاهر السلفي قال : ذكر لي عبيد الله ابن محمد الدامغاني أن مولده بالدامغان سنة ثلاث وعشرين على ما ذكره له خاله أبو عبد الله الدامغاني.

قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال : مات القاضي

__________________

(١) بياض بالأصول مكان النقط.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) في (ب) زيادة : «وأبا نصر بن أحمد بن المحاملي».

(٤) في (ب) : «أبو ضياء».

(٥) ما بين المعقوفتين زيادة من صحيح البخاري.

(٦) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٢ / ١٤١ ، ٣ / ١٠٧ ، ١٩٧ ، ٨ / ٧.

٨٥

أبو محمد عبيد الله بن محمد بن طلحة الدامغاني في ليلة الاثنين السابع والعشرين من صفر سنة اثنتين وخمسمائة ، ودفن من الغد في مقبرة الخيزران عند قبر أبي حنيفة.

٣٦٣ ـ عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن هبة الله بن المظفر بن علي بن الحسن بن المسلمة ، أبو الفضل بن الوزير أبي الفرج ، المعروف بابن رئيس الرؤساء (١) :

تقدم ذكر والده ، كان يلقب بكمال الدين ، وكان والده يتولى أستاذية دار الخلافة ، فلما ولى الوزارة في شهر ربيع الأول سنة ست وستين وخمسمائة ولى ولده هذا أستاذية دار الخلافة ، وكانت فيه شدة وصرامة (٢) وغلظة وجفاء وشدة بطش وقسوة وجبرية وسوء سيرة ، ولم يكن في بيته أسوأ طريقة منه ، ورأيت الناس وكافة مجتمعين على ذمه ، وقد سمع الحديث في صباه من جماعة ، ومات شابا لم يرو شيئا ، وكان أديبا يقول الشعر الحسن.

كتب (٣) إليّ أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب الأصبهاني ونقلته من كتابه (٤) قال : عبيد الله بن محمد بن عبد الله ابن رئيس الرؤساء الملقب بكمال الدين أستاذ الدار العزيزية شهم مهيب ، وله فهم مصيب ، وهو غضنفر بني المظفر ، وصيل أبي الرفيل وله شعر مروق ومفرق ، فمن ذلك قوله في بعض المماليك المستنجدية كان مليحا :

وأهيف معسول الفكاهة والملهى (٥)

مليح التثني والشمائل والقد (٦)

به ري عيني وهو ظام إلى دمي

وخدي له ورد ومن خده وردي

وله يمدح المستنجد :

رب الزمان أجل قدرا

أن يهنئ بالزمان

لكنها العادات في

رفع المدائح والتهاني

__________________

(١) انظر : الأعلام ٤ / ٣٥٥.

(٢) في (ب) ، (ج) : «حرابة».

(٣) في (ب) ، (ج) : «كتبت».

(٤) «من كتابه» قط من (ب). وفي (ج) : «بخطه».

(٥) في (ج) : «اللهى».

(٦) في (ب) ، (ج) : «القر».

٨٦

أنت الذي أثنت على

عليائه السبع المثاني

ملك يدين لأمره

الثقلان من إنس وجان

يلقي الندى والعفو عف

وا عنده جان وجاني

أضحى بسيرته الأنام

[من] الحوادث في أمان

أفنى بذابله ذبا

ئله الأعادي والأماني

لا زلت محفوظ العدا

سام الدعائم والمباني

خذلان مخضر الثرى

والعود مجمر السنان (١)

ما افتر في وجه الربيع

الطلق ثغر الأقحوان

واستخدمت عين القوا

في منك أبكار المعاني (٢)

وعزل عبيد الله عن أستاذية دار الخلافة ووالده وزير في عاشر شوال سنة سبع وستين وخمسمائة لما اشتهر عنه من سوء السيرة في أذى الناس واهتضامهم ، ومات في محرم سنة ست وسبعين وخمسمائة ولم يبلغ الخمسين.

٣٦٤ ـ عبيد الله بن محمد بن عبد الجليل بن محمد بن الحسن الساوي ، أبو محمد بن أبي الفتح بن أبي سعد القاضي (٣) :

شهد هو وأبوه وجده ، وقد تقدم ذكرهما ، شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم علي بن الحسين الزينبي في يوم الأربعاء لخمس خلون من ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وخمسمائة فقبل شهادته ، واستنابه قاضي القضاة أبو الحسن علي بن أحمد الدامغاني في الحكم والقضاء بدار الخلافة في سنة ثمانين ، وأذن للشهود بالشهادة عنده وعليه فيما يسجله ، فكان على القضاء إلى أن مات قاضي القضاة في آخر ذي القعدة سنة ثلاث وثمانين ، فلما ولى ابن أخيه أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن أحمد الدامغاني القضاء ببغداد في سنة ست وثمانين استناب القاضي عبيد الله بن الساوي مدة ولايته إلى أن عزل في رجب سنة أربع وتسعين ، فلزم ابن الساوي منزله وعجز عن الحركة والنهوض ، وصار حليف الفراش إلى حين وفاته.

__________________

(١) هكذا في النسخ.

(٢) في (ب) : «المعالي».

(٣) انظر : الجواهر المضية ، ص ٣٤١.

٨٧

وكان شيخ القضاء والشهود في وقته ، وآخر من بقي من شهود الزينبي ، وكان فقيها فاضلا على مذهب أبي حنيفة عارفا بالأحكام والقضايا ورعا متدينا عفيفا نزها ، عليه مهابة ووقار ، وله جلالة في النفوس ومكانة ، وعلى وجهه أنوار الطاعة وهيبة الدين ، وكان يقيم جاه الشرع ، ويستوي عنده القوي والضعيف والشريف والدني ، في مجلس الحكم ، وإذا وجب حق على فقير وسأل صاحب الحق حبسه أدى عنه من ماله مع قلة ذات يده ، بقي نيفا وخمسين سنة يشهد ويقضي بين الناس على أحسن طريقة وأجمل سيرة ، يشكره الخاص والعام ، سمع الحديث من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحسين وأبي الحسين محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء وأبي القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري وأبي نصر أحمد بن محمد بن عبد الملك الأسدي وأبي محمد يحيى بن علي بن الطراح وأبي الفتح مفلح بن أحمد الدومي وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي وغيرهم.

حدث بكتاب «السنن» لأبي داود السجستاني وكتاب «النسب» للزبير بن بكار عن أبي الحسين بن الفراء وبغير ذلك من الأجزاء ، كتبت عنه ، وكان ثقة نبيلا ، لم أر مثله في معناه.

أخبرنا القاضي أبو محمد عبيد الله بن محمد بن عبد الجليل الساوي بقراءتي عليه قا : أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحسين قراءة عليه في رجب سنة إحدى وعشرين وخمسمائة أنبأنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري قال : حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف بجرجان قال : أنبأنا أبو خليفة ، حدثنا عبد الرحمن ابن سلام ، حدثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي إسحاق عن أنس قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أكثروا الصّلاة عليّ ، فانه من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه عشرا» (١).

أخبرنا القاضي أبو محمد بن الساوي قراءة عليه ، أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد ابن عمر الحريري قراءة عليه ، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي ، أنبأنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه ، حدثنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق المدائني ، حدثنا أبو بكر بن أبي النضر ، حدثنا شبابة ، حدثني أبو العطوف قال : سمعت الزهري يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لحسان : «هل قلت في أبي بكر قيلا»؟ قال : نعم ،

__________________

(١) الحديث سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

٨٨

قال : «قل وأنا أسمع» ، قال :

وثاني اثنين في الغار المنيف وقد

طاف العدو به إذ يصعد الجبلا

وكان ردف رسول الله قد علموا

من البرية لم يعدل به رجلا

فضحك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى بدت نواجذه وقال : «صدقت يا حسان! هو كما قلت» (١).

سمعت من أثق به يحكي (٢) أن شيخنا القاضي أبا محمد بن الساوي قصده رجل تاجر بعد صلاة المغرب في منزله وذكر أن له غريما في الحبس وأنه قد أذن في إطلاقه لأنه متوجه إلى السفر في سحرة تلك الليلة ، فلم يقدر القاضي في تلك الساعة على أحد من الغلمان بباب الحكم لينفذه إلى الحبس ، وكان يومئذ شيخا كبيرا ضعيفا ، فقال للتاجر : خذ بيدي حتى نصل إلى الحبس ، فاتكأ على يد الرجل حتى أتى الحبس فأخرج المحبوس وقال : ما (٣) كان الله ليراني وقد حبسته هذه الليلة عن مصالحه وقد أفرج عنه خصمه ، ثم عاد إلى منزله ـ رحمة الله عليه.

سألت القاضي أبا محمد بن الساوي عن مولده ، [فقال] (٤) : في المحرم سنة اثنتي عشرة وخمسمائة.

ورأيت بخط أبي سعد بن حمدون قال : سألت ابن الساوي عن مولده فقال : في محرم سنة ثلاث عشرة ـ فالله أعلم بالصحيح ، وتوفي يوم الأحد التاسع من المحرم سنة ست وسبعين وخمسمائة ، ودفن بالشونيزية عند أهله ، وكان آخر من بقي من بيته ولم يعقب.

٣٦٥ ـ عبيد الله بن محمد بن عبد الرحمن الخراساني (٥) :

حدث عن أبي إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي ، روى عنه الحاكم أبو عبد الله النيسابوري في كتاب «المستدرك الصحيح» على البخاري ومسلم أو أحدهما بما لم

__________________

(١) انظر الحديث في : المستدرك ٣ / ٧٧ ، ٧٨. وطبقات ابن سعد ٣ / ١ / ١٢٣. وكنز العمال ٣٥٦٧٣.

(٢) في (ب) ، (ج) : «فحكى».

(٣) في الأصل : «مما».

(٤) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٥) انظر الخبر : الجامع الصغير ٢ / ١٤٧.

٨٩

يخرجاه.

أخبرنا أبو بكر القاسم بن عبد الله بن عمر بن أحمد بن منصور الصفار بنيسابور قال: أنبأنا جدي ، أنبأنا أحمد بن علي بن عبد الله الشيرازي قال : أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن البيّع قال : حدثنا عبيد الله بن محمد بن عبد الرحمن الخراساني : من سره أن يستجاب له عند الكرب والشدائد فليكثر الدعاء في الرخاء قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ، فقد احتج البخاري بأبي صالح ، وأبو عامر الألهاني ـ أظنه الهوزني، وهو صدوق.

٣٦٦ ـ عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز الطرائفي ، أبو غالب البزاز ، المعروف بابن الدهان :

من أهل النصرية ، سمع أبا طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان وأبا محمد الحسن بن علي الجوهري ، وحدث باليسير ، روى عنه أبو البركات بن السقطي وأبو طاهر(١)السلفي.

كتب إليّ علي بن المفضل (٢) الحافظ قال : أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قراءة عليه قال : أنبأنا أبو غالب عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز الطرائفي ببغداد بالنصرية وأنبأنا عبد الله بن ذهيل بن علي وعبد الله بن مسلم بن ثابت قالا : أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الشاهد قالا : حدثنا أبو محمد الحسن بن [علي الجوهري أنبأنا أبو علي بن بشر بن] (٣) موسى الأسدي ، حدثنا هوذة بن خليفة ، حدثنا عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا استيقظ أحدكم من نومه فأراد الطهور فلا يضعن يده في الإناء حتى يغسلها ، فإنه لا يدري أين باتت يده» (٤).

__________________

(١) «أبو طاهر» ساقطة من (ج).

(٢) في (ب) : «بن الفضل».

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٤) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الطهارة ٨٧. وصحيح البخاري ١ / ٥٢. وفتح الباري ١ / ٢٦٣.

٩٠

أخبرني جعفر بن علي بن هبة الله المقرئ بالإسكندرية قال : أنبأنا أبو طاهر السلفي قال : سألت أبا غالب شجاع بن فارس الذهلي عن عبيد الله بن محمد بن الدهان الطرائفي فقال : سمع معنا الحديث من شيوخنا الذين أدركناهم وكان لا بأس به.

قرأت بخط أبي نصر بن الحسن بن محمد اليونارتي وأنبأنيه عنه محمد بن معمر القرشي قال : سألت الشيخ يعني أبا غالب عبيد الله بن محمد الطرائفي عن مولده فقال : ولدت سنة عشر وأربعمائة.

قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال : مات أبو غالب عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز الطرائفي ويعرف بابن الدهان البزاز في يوم الثلاثاء عاشر صفر سنة ثمان وتسعين وأربعمائة ، ودفن في هذا اليوم بمقبرة باب حرب.

٣٦٧ ـ عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز بن عبيد الله ، أبو حازم ابن أبي بكر المقرئ :

من أهل دار القز ، سمع أبا المعالي ثابت بن بندار البقال وأبا الغنائم محمد بن عبد الواحد بن محمد الأزرق وأبا علي محمد بن محمد بن عبد العزيز بن المهدي الخطيب وأبا غالب شجاع بن فارس الذهلي ، وحدث باليسير ، سمع منه شيخنا أبو علي الحسن بن عبد الرحمن الفارسي وأخوه أبو بكر أحمد ومحمد بن الحسين بن القاسم التكريتي.

أنبأنا الحسن بن عبد الرحمن الفارسي قال : أنبأنا عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز أبو حازم المقرئ قراءة عليه ، أنبأنا أبو الغنائم محمد بن عبد الواحد بن محمد الأزرق قراءة عليه في صفر سنة ثمان وتسعين وأربعمائة ، أنبأنا عبد العزيز بن علي الأزجي ، أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد ، حدثنا أبو علي الحسن بن علي بن شبيب المعمري ، حدثنا الأشج عبد الله بن سعيد ، حدثنا ابن فضيل ، حدثنا عثمان بن حكيم قال : سمعت محمد بن كعب يقول : سمعت معاوية يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول

٩١

إذا انصرف من الصّلاة : «اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد» (١).

أنبأنا محمد بن أحمد بن صالح بن شافع الجيلي عن أبيه قال : توفي عبيد الله بن محمد ابن عبد العزيز (٢) بن عبيد الله أبو حازم المقرئ من ساكني دار القز يوم الثلاثاء ثامن عشر من شعبان (٣) سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة ، ودفن بمقبرة باب حرب ، سمع أبا المعالي ثابتا.

٣٦٨ ـ عبيد الله بن محمد بن عبد اللطيف بن محمد بن ثابت الخجندي أبو إبراهيم :

من أهل أصبهان ، أخو عبد اللطيف (٤) المتقدم ذكره ، كان فقيها فاضلا وأديبا كاملا ، وسمع الحديث الكثير وطلب بنفسه وكتب بخطه ، وقدم بغداد حاجّا ثلاث مرات : الأولى سنة اثنتين وستين والثانية سنة ست وستين ، والثالثة سنة ثلاث وثمانين ، وحدث في هذه بيسير ، ذكر أبو بكر عبيد الله بن علي التيمي أنه سمع منه.

قرأت في كتاب أبي بكر التيمي بخطه قال : أنشدني أبو إبراهيم عبيد الله بن محمد الخجندي رفيقنا قال : أنشدني أبو الفتح محمد بن علي النظيري لنفسه ولقد أحسن :

يا من يحاول في الإنشاء غايته

قف حيث أنت فإن السبق فيه ليه

الدال والذال في التقطيع واحدة

والدال أربعة والذال سبعمائة

أنشدني أبو المفاخر بن محمود الخطاط الأصبهاني بأصبهان قال : أنشدنا عبيد الله ابن محمد بن عبد اللطيف الخجندي لنفسه في أبي موسى الحافظ لما دفن زوجته وعاد

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ٢١٤ ، ٨ / ١٥٧.

وصحيح مسلم ، كتاب المساجد ١٣٧ ، ١٣٨.

(٢) في النسخ : «عبد الله بن محمد».

(٣) في (ج) : «الثلاثاء من عشر شعبان» وفي (ب) : «الثلاثاء ثامن عشر شعبان».

(٤) في الأصل : «عبد المطلب».

٩٢

مرتجلا :

إمام غدا فردا فعاد مفردا

عن الأهل في خفض الزمان ورفعه

أحب الإله الوتر وهو حبيبه

فصيره وترا شفيعا لشفعه

سمعت أبا غانم المهذب بن الحسين بن محمد بن زينة بأصبهان يقول : توفى عبيد الله ابن الخجندي في جمادى الأولى سنة أربع وثمانين وخمسمائة.

٣٦٩ ـ عبيد الله بن محمد بن عبد الملك الزيات (١) :

كان والده وزيرا للمعتصم ، وقد ذكر الخطيب أخويه عمر وهارون ابني محمد بن عبد الملك في التاريخ ، كان عبيد الله هذا أديبا فاضلا ، له نظم حسن.

أخبرنا عبد العزيز بن محمود الحافظ قال : أنبأنا الحسين بن علي الكوفي ، أنبأنا المبارك بن عبد الجبار بن أحمد ، أنبأنا أبو طاهر محمد بن علي البيع ، أنبأنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر ، أنبأنا أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني قال : جنى الخادم غلام سليمان بن وهب كان من أحسن الناس وجها وغناء ، وفيه يقول عبيد الله بن محمد ابن عبد الملك الزيات :

غناؤك [يا] جنى وانكاس بكرة

يشبان [بي] (٢) نار الهوى تتوقد

على كبدي من حب من صار حبه

مكان دمي بين الحشا يتردد

قالوا إلى كم يمنح الود مخلفا

فقلت كفاني منه قول وموعد

٣٧٠ ـ عبيد الله بن محمد بن عبيد بن مسيح ، أبو عمر العطار :

حدث عن أبي بكر القاسم بن إبراهيم الصفار القنطري وأبي محمد المنتصر بن تميم ابن المنتصر وأبي بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني وأبي إسحاق إبراهيم بن موسى الحوزي وأبي العباس أحمد بن علي الأبار ، روى عنه أبو عبد الله عبيد الله بن

__________________

(١) في (ب) ، (ج) : «بن الزيات».

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٩٣

محمد بن محمد بن حمدان بن بطة العكبري.

أخبرنا عمر بن محمد بن عمر القطان بقراءتي عليه قال : أنبأنا أبو الحسن علي بن عبيد الله بن نصر بن الزاغوني البسري قراءة عليه كتب إلى أبو عبد الله بن بطة قال : حدثني أبو عمر عبيد الله بن محمد بن مسيح العطار ، حدثنا أحمد بن علي الأبار ، حدثنا عبيد الله (١) بن محمد العيشي حدثنا حماد بن سلمة ، أنبأنا ثابت عن أنس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «بينما هو يلعب مع الصبيان إذ أتاه آت فصرعه فشق عن بطنه (٢) فاستخرج قلبه ثم استخرج منه علقة فقال : هذا حظ الشيطان منك ، ثم غسله في طست بماء زمزم ثم لأمه ورده مكانه» قال أنس : فجاء الصبيان يسعون إلى أمه يعني ظئره (٣) فقالوا : إن محمدا قد قتل! فاستقبلته فإذا هو منقطع اللون ، قال أنس : ولقد كنا نرى أثر المخيط في صدره (٤).

وبه قال : حدثني أبو [عمر] (٥) عبيد الله بن محمد بن مسيح العطار قال : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن موسى الحوزي ، قال ابن (٦) بطة وأخبرني أبو بكر محمد بن الحسين ، حدثنا أبو محمد عبد الله بن صالح البخاري ، حدثنا أبو علي بن الصواف ، حدثنا أبو أحمد هارون ويوسف بن هارون قالوا : أنبأنا محمد بن أبي عمر العدي ، حدثني عمر بن خالد ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الجيلي عن عبد الله بن الفرات عن عثمان بن الضحاك عن ابن عباس أن قريشا كانت نورا بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق آدم عليه‌السلام بألفي عام يسبح ذلك النور ويسبح الملائكة بتسبيحه ، فلما خلق الله آدم ألقى ذلك النور في صلبه ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «فأهبطني الله إلى الأرض في ظهر آدم في صلب آدم ، وجعلني في صلب نوح في السفينة ، وقذف بي في النار في صلب إبراهيم ، ثم لم يزل ينقلني من الأصلاب الكريمة إلى الأرحام

__________________

(١) في الأصل (ب) : «العشى» وفي (ج) : «العبسي».

(٢) في (ج) : «في بطنه».

(٣) في النسخ : «يعنى طيره».

(٤) انظر الحديث في : مسند أحمد ٣ / ١٤٩.

(٥) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.

(٦) في (ب) : «به بطه».

٩٤

الطاهرة حتى أخرجني بين أبوي لم يلتقيا على سفاح» (١).

٣٧١ ـ عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن توبة المذهب ، أبو القاسم ، الأديب:

شاعر ، روى عنه أبو الحسن بن عبد السلام وأبو القاسم بن السمرقندي.

قرأت على أبي القاسم الصوفي عن مسعود بن علي بن النادر قال : أنشدنا أبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب قال : أنشدنا أبو القاسم (٢) بن توبة لنفسه:

وكميد شقه الكمد

بان عنه الصبر والجلد

ساهر في الليل دمعته

فوق صحن الخد تطرد

قد خلا ممن يؤانسه

فهو فرد ما له أحد

أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين عن أبي القاسم بن السمرقندي قال : أنشدنا الفاضل الأديب أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن توبة لنفسه :

ما زلت أبذل نفسي في مودته

وكلما ازددت حبا زادني ضجرا

حتى إذا استأنست عيني برؤيته

ورمت (٣) أشكو إليه صده نفرا

تركته واتخذت الصبر مدّرعا

فما أبالي أعاد الوصل أم هجرا

فعاد يطلب حبا كان يعهده

عندي فلم ير في قلبي له أثرا

٣٧٢ ـ عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن الحسين بن أحمد بن جعفر الأيدي ، أبو بكر بن أبي البنا بن أبي بكر بن أبي عبد الله ، المعروف بابن الإغلاقي :

من أهل واسط ، من بيت مشهور بالصلاح والديانة والرواية ، سمع القاضي أبا علي

__________________

(١) انظر الحديث في : السيرة الحلبية ١ / ٣٨.

(٢) في الأصل ، (ج) : «ابن القاسم».

(٣) في الأصل ، (ب) : «ودمت»

٩٥

الحسن بن أحمد [بن إبراهيم] (١) بن برهون الفارقي وأبا الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب وغيرهما.

ذكر لي أبو عبد الله محمد بن سعيد الحافظ الواسطي أنه قدم بغداد وحدث بيسير ، وأنه كان بالجب؟ بالحمام ، وأنه توفي بواسط في سنة خمس وسبعين وخمسمائة وقد قارب الثمانين.

٣٧٣ ـ عبيد الله بن محمد بن محمد بن عبيد الله بن الحسين بن أحمد بن جعفر ، أبو سعد بن أبي الفضل بن أبي الحسن بن أبي الحسين الكاتب ، المعروف بابن حاجب النعمان :

وكان من الأعيان الأماثل! تقدم ذكر والده وقد سماه أبو علي بن البرداني محمدا ، وقد ذكرناه في المحمدين ، وسماه جماعة عدة غير عبيد الله ، روى عن أبيه وعن جده بالإجازة ، روى عنه أبو نصر هبة الله بن علي بن المجلي (٢) والقاضي أبو منصور أحمد ابن محمد بن محمد بن الصباغ وعبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزاز وأبو بكر أحمد بن علي بن عبد الواحد الدلال.

أنبأنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين عن أبي الحسن علي بن أحمد الخياط قال: أنبأنا القاضي أبو منصور أحمد بن محمد بن محمد بن الصباغ إذنا قال : سمعت الرئيس أبا سعد بن حاجب النعمان يقول : سمعت أبي أبا الفضل يقول : سمعت أبي أبا الحسن يقول : كان أبو عمر الزاهد صديق أبي فمرض مرضة تأخر فيها عنه لأجل الجيش ثم لم يحمل حتى ركب إليه ومعه الجيش فدخل عليه ، قال أبو الحسن وأنا معه أصبو ، وكان أبو عمر على سرير سعف وبين يديه لبن مطروح ، من حضر جلس عليه ، فأخذ [بيد] (٣) والدي وأجلسه معه على السرير فأخذ والدي يعتذر إليه في التأخر ، فقال له أبو عمر : الصديق لا يحاسب والعدو لا يحتسب ، ثم أعاد وأخذ يعتذر

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) في (ب) : «المحلى».

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٩٦

إليه ، فقال : قلة الصبر مع الود في الضمير خير من الحضور مع الغل في الصدور ، فقال لي والدي : يا أبا الحسن احفظ هذه ، هذه ثانية ، قال أبو بكر : كان محمد بن عمر يصلني في كل سنة فأنفذ يحملني إلى الكوفة فلم أقدر فقطع عني صلته ، فقلت : والله ما أبالي أنا منقطع إلى من إذا غضب رزق.

أنبأنا يوسف بن المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف قال : أنبأنا أبو جعفر يحيى ابن أحمد المأمون قال : أنشدنا أبو نصر هبة الله بن علي بن المجلي قال : أنشدنا أبو سعد عبيد الله بن محمد بن علي بن عبد العزيز بن إبراهيم (١) بن حاجب النعمان قال : أنشدنا أبي للخليل :

لو كان عجبك مثل عقلك لم يكن

بك وزن خردلة من الإعجاب

أو كان عقلك مثل عجبك لم يكن

أحد يقوتك من ذوي الألباب

قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال : مات أبو سعد عبيد الله بن محمد بن علي بن عبد العزيز بن حاجب النعمان في يوم الخميس ثاني المحرم سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة ، ودفن في مقبرة باب حرب.

٣٧٤ ـ عبيد الله بن محمد بن علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن طاهر بن داذا ابن علك ، أبو علي بن أبي منصور بن أبي الحسين (٢) البغدادي :

سمع أبا الحسن عبيد الله بن محمد بن أحمد البيهقي ، وحدث باليسير ، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وذكره في معجم شيوخه ، وذكر أن مولده في محرم سنة ست عشرة وخمسمائة ، وتوفي لتسع خلون من ذي الحجة سنة خمس وستين وخمسمائة، ودفن بمقابر قريش.

٣٧٥ ـ عبيد الله بن محمد بن عمار (٣) :

__________________

(١) هكذا في النسخ ، وفي بداية الترجمة : «محمد بن عبيد الله بن الحسين بن أحمد بن جعفر».

(٢) في (ب) : «الحسن».

(٣) انظر : لسان الميزان ١ / ٢١٩. والأعلام ١ / ١٦٠.

٩٧

روى عنه ابنه أبو العباس أحمد المعروف بحمار العزيز في مصنفاته.

٣٧٦ ـ عبيد الله بن محمد بن منصور ، أبو القاسم المتوثي الحنفي :

حدث عن أبي الحسن أحمد بن القاسم بن وهب بن جامع العطار ، روى عنه أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد الشيرازي في فوائده.

أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي الرجاء أحمد بن محمد الكسائي [قال أنبأنا أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد الشيرازي] (١) قال : كتب إليّ أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن منصور (٢) المتوثي الحنفي البغدادي إملاء عليّ بمدينة السلام في داره بجانب الغربي قال أملأ عليّ أبو الحسن أحمد بن القاسم بن وهب بن جامع العطار البغدادي حدثني أبي وحدثنا عبد العزيز بن محمود الحافظ من لفظه قال : أنبأنا محمد بن عبد الباقي أبو الفتح ، أنبأنا جعفر بن أحمد السراج ، أنبأنا الحسن بن أحمد البزاز ، أنبأنا جعفر بن محمد الخلدي قالا : حدثنا الحارث بن أبي أسامة عن داود بن المجبر عن نصر بن طريف عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قوام المرء عقله ، ولا دين لمن لا عقل له»(٣).

٣٧٧ ـ عبيد الله بن محمد بن نعيم ، أبو محمد القحطاني الكاتب :

حدث عن أبي يعلى زكريا بن يحيى بن خلاد بن المنقري وحماد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلي وأحمد بن أبي طاهر الكاتب ومحمد بن الجهم السمري وأبي العباس محمد بن يونس الكديمي وأبي العيناء محمد بن القاسم بن خلاد والحارث بن محمد بن أبي أسامة وخالد بن يزيد الكاتب ، روى عنه أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين ليست في الأصول ، وهي إضافة في المطبوعة.

(٢) في النسخ : «أبو نصر».

(٣) انظر الحديث في الأحاديث الضعيفة ٣٧٠. والمطالب العالية ٢٧٤٧. والكامل لابن عدى ٣ / ٩٦٧.

٩٨

أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي قال : أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري قراءة عليه عن أبي عبد الله بن بطة قال : حدثنا أبو محمد عبيد الله بن محمد بن نعيم القحطاني الكاتب ، حدثنا أبو يعلى زكريا بن يحيى بن خلاد المنقري ، حدثنا الأصمعي ، حدثنا حماد بن زيد قال : سمعت يونس بن عبيد (١) يقول : يوشك لعينك أن ترى ما لم تر ، ويوشك لأذنك أن تسمع ما لم تسمع ، ولا تخرج من طبقة إلا دخلت فيما هو دونها حتى يكون آخر ذلك الجواز على الصراط.

قرأت على محمد بن أحمد بن عمر (٢) الأزجي عن محمد بن عبيد الله بن نصر عن علي بن أحمد البندار قال : كتب إليّ أبو عبد الله بن بطة قال : حدثنا أبو محمد عبيد الله بن محمد بن نعيم القحطاني الكاتب ، حدثنا حماد بن إسحاق بن إبراهيم ، حدثني أبي قال : حدثنا عمر بن أبي ربيعة يطوف بالبيت إذ رأى امرأة من أهل البصرة أعجبته فكلمها فلم تلتفت إليه ، فلما كان في الليلة الثالثة جعل يتبعها حتى كلمها ، فقالت : إليك عني أيها الرجل فإنك في موضع عظيم الحرمة ، فألح عليها حتى شغلها عن الطواف فانصرفت فأتت محرما لها فقالت له : تعال معي أرني المناسك فإني لا أعرفها ، فأقبلت وهو معها وعمر جالس في طريقها ، فلما رآه عمر عدل عنها وتولى (٣) فتمثلت المرأة :

تعدو السباع على من لا كلاب له

وتتقي صولة المستوسد الحامي

قال إسحاق فحدثني السندي بن شاهك قال حدثت (٤) أمير المؤمنين المنصور بهذا الحديث فقال : وددت أنه لم تبق فتاة من قريش في خدرها إلا سمعت هذا الحديث.

__________________

(١) في (ب) : «عبيد الله».

(٢) ابتداء من هنا حتى تشير مرة أخرى ساقط من (ج).

(٣) في (ب) : «ولى».

(٤) في (ب) : «حدث».

٩٩

قرأت على محمد بن عبد الواحد الهاشمي عن أبي بكر الحنبلي قال : أنبأنا أبو القاسم البندار إذنا عن أبي عبد الله بن بطة قال : حدثنا أبو محمد عبيد الله بن نعيم الكاتب ، حدثنا الحارث بن أبي أسامة ، حدثنا المدائني قال : كتب زياد بن عبيد الله الحارثي إلى أبي جعفر المنصور يسأله الزيادة في عطائه وأرزاقه ، وأبلغ في كتابه فوقع (١) المنصور فيه أن الغنى والبلاغة إذا اجتمعا في رجل أبطراه وأمير المؤمنين مشفق عليك ، فاكتف بالبلاغة.

وبالإسناد قال : أنشدنا أبو محمد بن نعيم قال : أنشدني خالد بن الكاتب لنفسه :

كيف يخفى تحول من هو يطفي

هل ترى لي إلا لسانا وطرفا

إن عيني ردت فؤادي بنار

شوق أطفي وحرها ليس يطفأ (٢)

كيف أهدي والنفس تزداد ضعفا

كل يوم والحب يزداد ضعفا

فسقى الله كأس كل سرور

من سقاني كأس المنية صرفا

٣٧٨ ـ عبيد الله بن محمد المهتدي بالله بن هارون الواثق (٣) بالله بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن محمد المهتدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب أبو جعفر :

ذكر [لي] (٤) الصولي أنه كان أكبر أولاد أبيه ، وأنه ولد في سنة إحدى وأربعين ومائتين ، وكان الناس يركبون إليه ، وذكر أن المهتدي خلف سبعة عشر ذكرا وست بنات ، قلت : وكان فاضلا عالما ، روى عنه أبو محمد التيمي.

أنبأنا الحسن بن محمد الكاتب عن أحمد بن أبي منصور الفقيه قال : أنبأنا جعفر بن أحمد الأديب إذنا عن أبي نصر عبيد الله بن سعيد بن حاتم الوائلي السجستاني قال : أنبأنا أبو الحسن بن فراش ، حدثنا أبو محمد إبراهيم بن محمد التيمي قال : سمعت أبا جعفر بن المهتدي بالله يقول : في جماعة كنت فيهم حاضرا ذكروا أنهم من حذاق المعتزلة ، فقال لهم أبو جعفر بن المهتدي : طلب فاطمة والعباس مورثهما من رسول

__________________

(١) في الأصل : «لوقع».

(٢) إلى هنا الساقط من (ج).

(٣) في (ب) : «الواثقى».

(٤) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل ، (ج).

١٠٠