تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٧

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٧

المؤلف:

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٢١٥

ابن أحمد البانياسي قراءة عليه ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى القرشي ، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي ، حدثنا عبيد بن أسباط ، حدثنا أبي عن الأعمش عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن عبد الله بن مغفل قال : إني ممن رفع أغصان الشجرة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يخطب فقال : «لو لا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها ولكن اقتلوا منها كل أسود بهيم ، وأيما أهل بيت يرتبطون كلبا إلا نقص من أورهم كل يوم قيراط إلا كلب صيد أو كلب حرث أو كلب غنم» (١).

قرأت في كتاب أبي محمد يحيى بن علي بن الطراح بخطه قال : مات أبو القاسم بن شاشير في يوم السبت سابع عشري رجب سنة سبع وعشرين وخمسمائة ، وصلى عليه بجامع الخليفة وجامع المنصور ، ودفن بقبر أحمد.

٣٣٦ ـ عبيد الله بن علي بن عمر بن حقي (٢) ، أبو القاسم :

من أهل عكبرا ، حدث [عن] (٣) أبي بكر أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري.

أخبرنا عبد العزيز بن محمود الحافظ وعبد القادر بن خلف المؤذن قالا : قرئ على محمد بن عبيد الله بن نصر عن أبي منصور العكبري ونحن نسمع قال : أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن علي بن عمر ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن عبد العزيز المعدل ، حدثنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن أبي الرجال ، حدثنا أبو يعقوب الخطابي بالبصرة قال : كنا بين يدي المهدي فقال : حدثني أبي عن أبيه عن جده عن آبائه قال : قدم على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم وفد من العجم قد حلقوا لحاهم وحفوا شواربهم ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «خالفوا عليهم ، فحفوا الشوارب واعفوا اللحى» (٤) ، قال : والحف أن يؤخذ على طرة الشفة.

٣٣٧ ـ عبيد الله بن علي بن المبارك بن الحسين بن عبد الوهاب بن نغوبا ، أبو

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن أبي داود ٢٨٤٩. وسنن النسائي ٧ / ١٨٥. وسنن ابن ماجة ٣٢٠٥.

ومسند أحمد ٥ / ٥٦ ، ٥٧. وكشف الخفا ٢ / ٢٣٢.

(٢) في الأصل : «هي».

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من النسخ.

(٤) انظر الحديث في صحيح البخاري ٧ / ٢٠٦. وصحيح مسلم ، كتاب الطهارة باب ١٦.

٦١

المعالي بن أبي الحسن بن أبي السعادات :

من أهل واسط من أولاد المحدثين ، سمع أباه وأبا محمد أحمد بن عبيد الله بن الآمدي المقرئ وأبا الفضل (١) محمد بن محمد بن أبي زنبقة (٢) وأبا محمد صالح بن سعد الله بن سعد الله بن الجوابي العلوي ، وقدم بغداد مع والده وهو صبي فسمع بها أبا المظفر هبة الله بن أحمد بن محمد بن الشبلي وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وأبا عبد الله أحمد بن علي بن المعمر الحسيني وأبا العباس أحمد بن المبارك بن الرقعاني (٣) ثم قدم بغداد بعد علو سنه مرات وسمع بها من جماعة من المتأخرين وسكنها في آخر عمره إلى حين وفاته ، وحدث بها وكتبنا عنه ، وكان شيخا حسنا لا بأس به.

أخبرنا أبو المعالي عبيد الله بن علي بن المبارك بن نغوبا قراءة عليه بجامع القصر من شرقي بغداد قال : أنبأنا أبو المظفر هبة الله بن أحمد بن محمد بن الشبلي ، أنبأنا أبو نصر محمد بن محمد بن علي الهاشمي ، أنبأنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص ، حدثنا عبد الله (٤) هو البغوي ، حدثنا عبد الجبار بن عاصم ، حدثني هانئ ابن عبد الرحمن بن أبي عبلة عن جبير بن نفير عن سلمة بن نفيل الكندي (٥) وكان قومه (٦) بعثوه وافدا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : بينا أنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تمس (٧) ركبتي ركبته مستقبل الشام بوجهه مول إلى اليمن ظهره إذا أتاه رجل فقال : يا رسول الله! أذال الناس الخيل ووضعوا السلاح وزعموا أن الحرب قد وضعت أوزارها ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «بل كذبوا بل الآن جاء القتال ، لا تزال فرقة من أمتي يقاتلون عن أمر الله عزوجل يزيغ (٨) الله بهم قلوب أقوام وينصرهم عليهم حتى تقوم الساعة أو حتى يأتي أمر الله ، الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ، وهو

__________________

(١) في النسخ : «المفضل».

(٢) في النسخ : «رينقة».

(٣) في (ج) : «المرقعاني».

(٤) في (ب) : «عبيد الله».

(٥) في الإصابة والتهذيب : «السكوني».

(٦) في النسخ : «وكان يومه».

(٧) في الأصل ، (ب) : «تمشى».

(٨) في النسخ : «يرفع الله لهم».

٦٢

يوحى إليّ أني مقبوض غير ملبث وأنكم متبعيّ أفنادا [يضرب بعضكم رقاب بعض ـ] (١) وعقر دار (٢) المؤمنين بالشام» (٣).

سألت أبا المعالي بن نغوبا عن مولده فقال : في إحدى الجماديين من سنة إحدى وأربعين وخمسمائة بواسط ، وتوفي ببغداد في ليلة الجمعة العشرين من جمادى الأولى سنة اثنتين وعشرين وستمائة ودفن من الغد بالوردية.

٣٣٨ ـ عبيد الله بن علي بن محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن الفراء ، أبو القاسم بن أبي الفرج بن أبي حازم بن أبي يعلى الحنبلي (٤) :

من أهل باب الأزج ، أسمعه والده الكثير في صباه من أبوي منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد (٥) الواحد القزاز (٦) ومحمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون وأبي المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن البدن وأبي سعد أحمد بن محمد بن علي الزوزني وأبي البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي وأبي عبد الله محمد بن محمد ابن أحمد بن السلال (٧) الوراق وآباء الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام ومحمد ابن أحمد بن محمد بن إبراهيم الصائغ وأحمد بن علي بن عبد الله بن الآبنوسي وأبي الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي وأبي محمد عبد الله بن علي بن أحمد بن المقرئ ، وسمع هو بنفسه من أبي الفضل بن ناصر وأبي بكر بن الزاغوني وسعيد بن أحمد بن البناء ، وأكثر عن أصحاب عاصم وابن أبي عثمان وابن البطر وابن طلحة وطراد الزينبي ، وبالغ في الطلب حتى سمع من جماعة من المتأخرين.

وكتب بخطه وحصل الأصول الحسان ، وكانت داره مجمعا لأهل العلم يحضر بها المشايخ ويقرأ عليهم ، ويحضر الناس منزله للسماع. وكان ينفق عليهم بسخاء نفس وجود بموجوده وكان لطيفا حسن الأخلاق ذا مروءة وصدر واسع ، شهد عند قاضي

__________________

(١) ما بين المعقوفتين زيادة من المصادر ، وليست في النسخ.

(٢) في النسخ : «وعقودا و».

(٣) انظر الحديث في : سنن النسائي ٦ / ٢١٤. وصحيح ابن حبان ١٦١٧. وطبقات ابن سعد ٧ / ١٤٣. وكنز العمال ١١٣٤٥ ، ١١٣٤٩.

(٤) انظر : لسان الميزان ٤ / ١٠٩.

(٥) في الأصل : «عبد الرحمن».

(٦) في (ج) : «الفرار».

(٧) في (ج) : «السلام».

٦٣

القضاة أبي الحسن علي بن أحمد الدامغاني في ولايته الأولى في يوم الأربعاء التاسع من شهر ربيع الأول من سنة خمس وخمسمائة فقبل شهادته ، ولم يزل يشهد عند القضاة إلى أن طرت عنه أشياء لا تليق بأهل الدين في شهادته ، فعزل عن الشهادة قبل موته بقليل ، حدث باليسير ، سمع منه الشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي وشيخنا أبو محمد بن الأخضر وروى لنا عنه ، وكان يصفه كثيرا ، بالسخاء وسعة النفس والبذل والعطاء وحسن الخلق ولطف المعاشرة.

أخبرنا ابن الأخضر قال : أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن علي بن محمد بن الفراء وأنبأنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين وسليمان بن محمد بن علي الموصلي وسعيد بن المبارك بن النحاس وعبد المجيد بن الحسن بن النهاوندي قراءة عليهم قالوا جميعا أنبأنا إبراهيم بن محمد بن منصور الكرجي ، أنبأنا أحمد بن محمد البزاز ، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس ، أنبأنا عبد الله بن محمد البغوي ، حدثنا داود بن رشيد ، حدثنا بقية عن معاوية بن سعيد التجيبي (١) قال : سمعت أبا قبيل (٢) يقول : سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من مات ليلة الجمعة أو يوم الجمعة وقي فتنة القبر» (٣).

قرأت بخط القاضي أبي الفرج علي بن محمد بن الفراء قال : مولد ابني أبي القاسم عبيد الله ليلة الاثنين رابع عشر ذي الحجة سنة سبع وعشرين وخمسمائة ، سمعت أبا الحسن بن القطيعي يقول : أصاب القاضي أبا القاسم بن الفراء الفالج ليلة السبت ثالث ذي الحجة وتوفي عاشر ذي الحجة سنة ثمانين وخمسمائة ، ودفن من الغد بباب حرب ، وكان عارفا بالشهادة والقضاء مهيب المجلس عدلا من روايته ضعيفا في شهادته.

٣٣٩ ـ عبيد الله بن علي بن محمد بن أبي عمر البزاز ، أبو جعفر بن أبي الحسن الدباس المعروف بابن الباقلا :

من أولاد المحدثين كان يسكن بخرابة الهراس ، ذكر لي والده أبو الحسن على أنه قرأ القرآن بالروايات على أبي محمد عبد الله بن علي بن أحمد سبط أبي منصور الخياط ،

__________________

(١) في النسخ : «النجيبى».

(٢) في النسخ : «أبا عقيل».

(٣) انظر الحديث في : كشف الخفا ٢ / ٣١٨. ومصنف عبد الرزاق ٥٥٩٥.

٦٤

كانت له سماعات مع أبي الفتح بن شاتيل من أبي بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني في ذي القعدة سنة ثلاث وخمسمائة ، وما أظنه روى شيئا.

ذكر لي ولده أبو الحسن أنه توفي في التاسع والعشرين من شعبان سنة إحدى وثمانين وخمسمائة ، ودفن بباب حرب.

٣٤٠ ـ عبيد الله بن علي بن المعمر بن محمد بن المعمر بن أحمد بن محمد بن محمد بن عبيد الله بن علي بن عبيد الله (١) بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب ، أبو الحسين بن أبي الحسن بن أبي الغنائم العلوي الحسيني :

أخو أبي عبد الله أحمد الذي قدمنا ذكره وكان الأسن ، [و] (٢) كان أبوهما وجدهما نقيبى (٣) الطالبين ببغداد ، وسيأتي ذكرهما إن شاء الله. كان أبو الحسين هذا شادنا (٤) حسن الطريقة ، أدركه أجله شابا ، وقد روى عنه ابن السمعاني أناشيد علقها عنه ، وكان أسن منه.

أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال : أنشدنا أبو سعد ابن السمعاني قال : أنشدني أبو الحسين عبيد الله بن علي بن المعمر لأبي تمام :

ألا يا خليلي اللذين كلاهما

ملبيك عند النائبات نجيب

أعينا على ظني جعلت نصيبه

وما لي فيه ما حييت نصيب

بلغني أن أبا الحسين بن النقيب أبي الحسن ولد في شعبان سنة تسع وخمسمائة ، أخبرني الحاتمي قال : أنبأنا ابن السمعاني قال : عبيد الله بن علي بن المعمر كان حسن الأخلاق والصحبة متوددا لطيفا متواضعا ، سمع بقراءتي الحديث ، علقت عنه أبياتا من الشعر.

مات يوم الاثنين تاسع صفر سنة أربع وأربعين وخمسمائة ، ودفن بمقابر قريش.

٣٤١ ـ عبيد الله بن علي بن نصر بن حمرة (٥) بن علي بن عبيد الله ، أبو بكر

__________________

(١) في (ج) : «عبد الله».

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل ، (ب).

(٣) في النسخ : «يفتني» وعلى هامش (ب) : «نقيب».

(٤) في (ج) : «شاديا».

(٥) في النسخ : «بن حمزة» في كل المواضع. خطأ.

٦٥

ابن أبي الفرج التيمي ، المعروف بابن المارستانية (١).

هكذا كان يذكر نسبه ويوصله إلى أبي بكر الصديق. ورأيت المشايخ الثقات من أصحاب الحديث وغيرهم ينكرون نسبه هذا ويقولون : [إن] (٢) أباه وأمه كانا يخدمان المرضي بالمارستان البشتي (٣) في أسفل البلد ، وكان أبوه مشهورا بفريج ـ تصغير أبي الفرج ـ عاميا لا يفهم شيئا ، وأنه سئل عن نسبه فلم يعرفه وأنكر ذلك ، ثم إنه ادعى لأمه نسبا إلى قحطان وادعى لأبيه سماعا من أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وسمعته منه ، وكذلك ادعى لنفسه سماعا من أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي وكل ذلك باطل ، وكان قد طلب العلم في صباه ، فقرأ الأدب وتفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل ، وسمع كثيرا من الحديث من أبي المظفر بن الشبلي وأبي الفتح بن البطي ويحيى بن ثابت بن بندار وأمثالهم ، وقرأ كثيرا على المتأخرين وعلى مشايخنا.

وكتب بخطه. وحصل الأصول ولم يقنع بذلك حتى ادعى السماع عمن لم يدركه وألحق طباقا (٤) على الكتب بخطوط مجهولة تشهد بكذبه وتزويره (٥) وجمع (٦) مجموعات في فنون من التواريخ وأخبار الناس. من نظر فيها ظهر له من كذبه وقبحه (٧) وتهوره ما كان مخفيا عنه ، وبان له تركيبه الإسناد على الحكايات والأشعار والأخبار وتزويق الكلام فيخفى بينه الكذب والأخلاق ، ويأبى الله سبحانه إلا إظهار ما أخفاه ، نعوذ بالله من تسويل الشيطان.

وكان قد قرأ كثيرا من علم الطب والمنطق والفلسفة ، وكانت بينه وبين عبيد الله ابن يونس صداقة ومصاحبة ، فلما أفضت إليه الوزارة اختص به وقوى جاهه وبني دارا بدرب الشاكرية وسماها دار العلم ، وجعل فيها خزانة كتب وأوقفها على طلاب العلم ، وكانت له حلقة بجامع القصر يقرأ فيها الحديث يوم الجمعة ويحضر عنده الناس

__________________

(١) انظر الأعلام ٤ / ٣٥١. وشذرات الذهب ٤ / ٣٣٩.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل ، (ج).

(٣) في (ب) : «النتشمى».

(٤) في (ب) : «طببا».

(٥) في ب : «تزوره».

(٦) في (ب) : «جميع».

(٧) في النسخ : «قحه».

٦٦

فيسمعون منه ، ورتب ناظرا في أوقاف المارستاني العضدي ، فلم تحمد (١) سيرته فقبض عليه وسجن في المارستان مدة مع المجانين مسلسلا ، وبيعت دار العلم بما فيها من الكتب مع سائر أمواله وقبضت ، وبقي معتقلا مدة ثم أطلق فصار يطبب الناس ويدور على المرضى في منازلهم ، وصادف قبولا في ذلك فأثرى وعاد إلى حالة حسنة ، وحصل كتبا كثيرة ، ثم إنه ندب للتوجه في رسالة من الديوان فخلع عليه خلعة سوداء قميص وعمامة وطرحة ، وأعطى سيفا وأركب مركبا جميلا ، وتوجه إلى تفليس في صفر سنة تسع وتسعين إلى الأمير أبي بكر المذكر بن البهلوان زعيم تلك البلاد فأدركه أجله هناك.

وكان أديبا فاضلا فصيحا مليح العبارة بليغا حسن التصنيف ، وقد حدث بكثير مما اختلقه وعن جماعة لم يلقهم ، سمع منه الغرباء ومن لا يعرف طريقة الحديث ، ورأيته كثيرا ولم أكتب عنه شيئا.

وقد نقلت في هذا الكتاب من خطه وقوله وروايته أشياء العهدة عليه في صحتها ، فإني لا أطمئن إلى صحتها ولا أشهد بحقيقة بطلانها ـ والله أعلم بالصحيح.

قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان عن معمر بن عبد الواحد بن الفاخر القرشي ونقلته من خطه قال : أنشدني أبو بكر عبيد الله بن علي بن نصر بن حمرة التيمي لنفسه :

أفردتني بالهموم

ذات ذل ونعيم

أودعت قلبي سقاما

[و] (٢) الحشا نار الجحيم

ليس لي شغل سواها

من خليل وحميم

هي داء للمعافى

ودواء للسقيم

شغلت قلبي بأمر

مقعد فيها مقيم

سمعت أبا الحسين (٣) بن القطيعي يقول : سمعت أبا الفرج بن الجوزي يقول : قال لي أبو بكر ابن المارستانية : مولدي في سنة إحدى وأربعين وخمسمائة.

__________________

(١) في (ب) : «فلم نجد».

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل ، (ب).

(٣) في (ج) : «الحسن».

٦٧

بلغنا أنه توفي في موضع «بجرخ بند» (١) وكان راجعا من تفليس قاصدا للأمير أبي بكر في ليلة الأحد غرة ذي الحجة سنة تسع وتسعين وخمسمائة ، ودفن في ذلك الموضع ـ رحمه‌الله.

٣٤٢ ـ عبيد الله بن علي بن نصر بن عقيل بن أحمد بن علي العبدي ، المعروف بابن الغبران ، ويلقب بالصارم :

أخو الحسن بن علي الملقب بالهمام ، من أهل الحلة السفينة سكن الشام وكان يمدح ملوكها وأعيانها ويقال : إنه كان يسرق شعر أخيه الحسن ويدعيه ويمدح به الناس ، رأيت له قصيدة يمدح بها الملك المنصور محمد بن تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب ، أولها :

كم برسم لعلع من البدور الطلع

يمنعن أقمار السماء في الدجى عن مطلع

يراغم وراتع أكرم بها من

كل رداح كالقضيب سهلة المقنع

تعصمني القلوب بسهام من حلال البرقع

صحيحة لا نائلي عن قلبي المصدع

وأحر قلبي لبرود ريقها الممنع

وآه من ذكر لئيلات الحمى والأجرع

لهفي على تفريق طيب شملي المجتمع

وما خلا بذلك المصطاف والمرتبع

واستبدلت بعد الأنيس بالغراب الأبقع

وبالقيان أنة الفرعل والسمعمع

تعد بعد أهلها من الديار البلقع

كم لي على رسومها من وقفة المعجع

وزفرة تذكى لهيب النار بين أضلعي

أندب ماضي زمن بربعها لم يرجع

وأستهل في ذرى تلك الرسوم أدمعي

ولم أجد للقذل في سلوهم سمعا يعي

ومن مديحها :

الملك المنصور والطول الجزيل الرفع

وطرد ناس وحجى بالخطب لم تزعزع

جامع فضل تسوى غلاه لم يجمع

بالبأس والنوال والإحسان والتورع

ذو مقول بخرس كل مفصح ومصقع

كهف العفاة ملجأ الخائف والمنقطع

يردى الكماة بالمراضي والرماح الشرع

سل عنه في يوم النزال بالقنا المزعزع

هل غيره كان المجيب في الوغا إذا دعي

__________________

(١) في النسخ : «بحرخ نبذ».

٦٨

بلغني أنه توفي بحلب في سنة ست أو سبع وستمائة.

٣٤٣ ـ عبيد الله بن علي بن أبي الوفا بن عزيز بن علي بن عزيز بن الحسين ، أبو بكر بن أبي الحسن الدباس :

من أهل باب الأزج ، سمع أبوي الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي ومحمد ابن ناصر الحافظ وغيرهما ، كتبت عنه ، وكان شيخا متيقظا حسن الأخلاق.

أخبرنا أبو بكر عبيد الله بن علي الدباس فيما قرئ عليه قال : أنبأنا أبو الفضل محمد بن عمر الأرموي قال : حدثنا الوزير نظام الملك أبو علي الحسن بن علي بن إسحاق إملاء بمدرسته ببغداد قال : أنبأنا محمد بن أحمد أبو بكر بأصبهان ، حدثنا محمد ابن أحمد ، حدثنا محمد بن عياش الجصاص ، حدثنا أبو هاشم بن أبي خداش ، حدثنا المعافى عن عبد الأعلى بن أبي المساور قال : قدم عدي (١) بن حاتم الكوفة فأتيته في أناس من رفقائهم (٢) وأنا شاب قلنا : حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : نعم ، قال : قلت : يا رسول الله! ما الإسلام؟ قال : «شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وتؤمن بالأقدار خيرها وشرها»

سألته عن مولده فقال : في سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة ، وتوفي في سنة اثنتين وستمائة ، ودفن بمقبرة معروف الكرخي.

٣٤٤ ـ عبيد الله بن علي الطحان :

حكى عن أبي محمد الخلدي ، روى عنه أبو علي بن المبارك في مشيخته.

أنبأنا أبو القاسم سعيد بن محمد المؤدب عن أبي غالب أحمد وأبي عبد الله يحيى ابني أبي علي الحسن بن أحمد بن البنا قالا : أنبأنا أبو علي الحسن بن غالب بن المبارك المقرئ قال : أنبأنا عبيد الله بن علي الطحان قال : أنبأنا أبو محمد جعفر بن نصير الخلدي قال : سافرت عشرين سنة فكتبت كثيرا ، وقمت أطلب العراق فجئت إلى نيل مصر فلم أجد معبرا ، فأرشدوني إلى مكان ضيق فإذا جبلان ، فجئت أعبر فزلقت فوقعت الكتب في الماء فرأيتها تمر على رأس الماء ، فقلت : وا بعد سفراه! فسمعت

__________________

(١) في النسخ : «على بن حاتم» تحريف.

(٢) في (ب) : «فقابهم».

٦٩

هاتفا يقول أسمع صوته ولا أراه : يا جعفر! لا تكن من أصحاب الورق وكن من أصحاب الخرق. قال : ففهمت كل ما كان قد مر مني.

٣٤٥ ـ عبيد الله بن عمر بن عبيد الله بن عمر بن علي بن البقال المقرئ ، أبو الكرم :

من أهل باب الأزج ، من أولاد المحدثين ، سمع الأمير أبا محمد الحسن بن عيسى بن المقتدر بالله وأبا طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز وأبا طاهر محمد بن علي بن العلاف وأبوى القاسم (١) [روى عنه] أبو بكر عبد الله بن عمر بن أحمد ابن النقور.

حدثنا عبد العزيز بن محمود الحافظ قال : حدثنا أبو بكر عبد الله (٢) بن محمد بن أحمد بن النقور ، أنبأنا أبو الكرم عبيد الله بن عمر بن عبد الله المعروف بابن البقال ، أنبأنا أبو طاهر محمد بن علي بن العلاف المقرئ ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان ، أنبأنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي أبو عبد الله أحمد بن محمد ابن حنبل ، حدثنا وكيع ، حدثنا الأعمش عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش عن علي رضي‌الله‌عنه قال : عهد إلىّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «انه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق» (٣).

قرأت بخط أبي عامر العبدري وأنبأنيه عنه أبو الحسن الحاكم قال : سألته يعني أبا الكرم عبيد الله بن عمر [بن] (٤) البقال ـ عن مولده ، فقال : في السادس والعشرين من شوال سنة ست وعشرين وأربعمائة ، وتوفي ليلة الأحد رابع عشر ذي القعدة سنة ثلاث وخمسمائة.

٣٤٦ ـ عبيد الله بن الفضل بن إبراهيم ، أبو الحسين القصيري :

من أهل القصير بلدة على الفرات (٥) من نواحي هيت والأنبار ، روى عنه

__________________

(١) هكذا في النسخ.

(٢) في الأصل : «عبيد الله».

(٣) انظر الحديث في : مسند أحمد ١ / ٩٥. والأحاديث الصحيحة ١٧٢٠. وتاريخ بغداد ١٤ / ٤٢٦.

(٤) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل».

(٥) في الأصل ، (ب) : «القراءات».

٧٠

أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي الجرجاني في معجم شيوخه.

قرأت على أبي عبد الله أحمد بن محمد بن الجيزي بأصبهان عن أبي سعد أحمد بن محمد بن أحمد الواعظ قال : كتب إلى أبو هشام محمد بن الحسين الخفافي ، حدثنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي إملاء قال : أنبأنا القاضي أبو الحسين عبيد الله بن الفضل بن إبراهيم القصيري بها وهي بلدة على الفرات ، حدثنا محمد بن عبد الله البغدادي ، حدثنا عيسى بن عبد الله الطيالسي ، حدثنا محمد بن سعد الأصبهاني ، حدثنا عمرو بن ثابت عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال : قلت له : أكنت تجالس النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ [قال : نعم](١) وكان صلى‌الله‌عليه‌وسلم طويل الصمت قليل الضحك.

٣٤٧ ـ عبيد الله بن الفضل بن محمد بن جعفر الأنباري :

حدث عن إسماعيل بن مسرور ، روى عنه محمد بن جعفر غندر أبو الطيب البغدادي.

٣٤٨ ـ عبيد الله بن القاسم الواسطي ، أبو القاسم الصوفي :

روى عنه حمزة بن يوسف السهمي في معجم شيوخه.

قرأت على أبي عبد الله النحوي عن أبي سعد الواعظ قال : كتب إليّ أبو هاشم الخفافي قال : حدثنا أبو القاسم السهمي إملاء قال : سمعت أبا القاسم عبيد الله (٢) بن القاسم الواسطي الصوفي ببغداد يقول : سمعت أبا شعيب صالح بن العباس بن حويرة يقول : سمعت ذا النون المصري يقول : اللهم! اجعلني لك كما تحب وإن كنت فيما يورث سخطك أسعى وأدب ولم أقم لك طرفة عين كما تحب ، يا خير واهب! اجعلني لك تقيا مراقبا ولا تجعل الهوى لي غالبا.

٣٤٩ ـ عبيد الله بن المبارك بن إبراهيم بن مختار بن ثعلب ، أبو القاسم بن شيخنا أبي محمد الدقاق ، المعروف بابن السيبي (٣) :

__________________

(١) ما بين المعقوفتين زيادة من مسند أحمد ٥ / ٨٦.

(٢) في (ب) : «عبد الله».

(٣) انظر : لسان الميزان ٤ / ١١١.

٧١

من أهل باب الأزج ، سمع الحديث الكثير بنفسه ، وقرأ على المشايخ في صباه إلى أن شاخ ، وحصل الأصول الكثيرة ، وكتب بخطه واستكتب بخط غيره ، وبالغ في ذلك واجتهد من غير فهم ولا معرفة ، وكان خطه في غاية الرداءة ، ثم إنه فتر وتزهد في ذلك وباع أصوله واشتغل بما لا يليق بأهل الدين ، ثم رجع في آخر عمره وعلو سنه إلى سماع الحديث وسلوك طريق الستر (١) وبذل شيئا من المال حتى شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عبد الله (٢) بن الحسين الدامغاني في شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة وستمائة فقبل شهادته ، وكان سيئ الطريقة في شهادته ، يشهد بالزور بحطام يسير يتناوله ، ولم يكن محمود الطريقة في الحديث ولا مأمونا ـ عفا الله عنا وعنه.

سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وأبا الحسن عبد الحق بن عبد الباقي (٣) ابن يوسف وأبا عبد الله بن منصور بن هبة الله بن منصور الموصلي وأبا أحمد الأسعد ابن يلدرك الجبريلي وشهدة بنت أحمد الإبري وجماعة غيرهم من أصحاب ابن بيان وابن نبهان وابن النّرسيّ وابن يوسف ، وأكثر عن أصحاب ابن الحصين وابني البنا وابن كادش والأنصاري ، وسمع معنا من جماعة من الشيوخ ، كتبت عنه شيئا يسيرا.

أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن المبارك ابن السيي بقراءتي عليه في منزلنا قال : أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد ، حدثنا أبو محمد الحسن بن عبد الملك بن محمد ابن يوسف إملاء قال : قرأت على أبي محمد الحسن بن محمد الخلال قلت له : حدثكم أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين إملاء ، حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني ، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ، حدثني عمي عبد الله بن وهب عن ابن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «السلطان ظل الله في الأرض ، يأوى إليه الضعيف ، وبه ينتصر المظلوم ، ومن أكرم سلطان الله عزوجل في الدنيا أكرمه الله يوم القيامة» (٤).

سألت أبا القاسم ابن السيبي عن مولده فقال : في جمادى الأولى سنة خمسين

__________________

(١) في الأصل ، (ب) : «طريق السير».

(٢) في (ج) : «عبيد الله».

(٣) في (ب) ، (ج) : «عبد الخالق».

(٤) انظر الحديث في : الترغيب والترهيب ٣ / ١٦٩. ومجمع الزوائد ٤ / ٩٦. والأحاديث الضعيفة ٦٠٤ ، ٤٧٥.

٧٢

وخمسمائة.

وتوفي في ليلة الجمعة الرابع والعشرين من رجب سنة تسع عشرة وستمائة ، وصلى عليه من الغد بجامع القصر ودفن بباب حرب.

٣٥٠ ـ عبيد الله بن المبارك بن أحمد بن أحمد بن علي البغدادي ، أبو محمد بن أبي المظفر البقال المؤدب ، ويعرف بالمجة :

من أهل باب المراتب ، وسيأتي ذكر أبيه في باب الميم إن شاء الله تعالى ، ذكر لي أنه سمع شيئا من أبي الفتح بن شاتيل وهو كبير ، وحدث عن والده ، وروى لنا عن عمه أبي الحسن علي بن أحمد شيئا من شعره وعن ابن شاتيل بالإجازة ، وهو متأدب لا بأس به ، أضر في آخر عمره.

قرئ على عبيد الله بن المبارك بن أحمد المؤدب وأنا أسمع عن أبي الفتح عبيد الله ابن عبد الله الدباس قال : أنبأنا الحسين بن علي بن أحمد البندار قال : أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان ، أنبأنا أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس الدهقان ، حدثنا أحمد بن الوليد ، حدثنا أبو أحمد هو الزبير ، حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الرؤيا الصالحة جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة» (١)

سألته عن مولده ، فقال : في ليلة السبت منتصف صفر من سنة سبع وخمسين وخمسمائة بباب المراتب.

وتوفي يوم السبت لست خلون من شهر ربيع الأول من سنة تسع وثلاثين وستمائة ، ودفن بمقبرة الحلال بباب الأزج.

٣٥١ ـ عبيد الله بن المبارك بن الحسن بن علي بن طراد (٢) الباماوردي ، أبو القاسم بن أبي النجم الفرضي ، المعروف بابن القابلة :

من أهل القطيعة بباب الأزج ، وهو أخو عبد الرحيم الذي تقدم ذكره وكان الأكبر ، سمع أبا القاسم يحيى بن ثابت بن بندار البقال وغيره.

__________________

(١) انظر الحديث في : الأحاديث الصحيحة ١٨٦٩.

(٢) في الأصل : «بن طرد»

٧٣

وحدث باليسير ، كتبت عنه ، وكان شيخا صالحا يتكلم على الفقراء بكلام أهل الحقيقة ويقصده الناس لذلك.

أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن أبي النجم الفرضي بقراءتي عليه قال : أنبأنا أبو القاسم يحيى بن ثابت بن بندار البقال ، أنبأنا أبي ، أنبأنا أبو الحسن الصوفي الصغير ، حدثنا عبد الله بن مطيع ، حدثنا خالد بن عبد الله عن ابن أبي ليلى عن عطية عن أبي سعيد قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن أفضل أهل الدرجات العلى ليراهم من أسفل منهم كما ترون الكوكب الدري في أفق السماء وأن أبا بكر وعمر منهم وأنعما» (١)

توفي يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة خلت من شعبان سنة خمس عشرة وستمائة بيعقوبا وقد بلغ السبعين أو جاوزها.

٣٥٢ ـ عبيد الله بن محمد بن إبراهيم بن شاذة الفارسي :

حدث عن أبي بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد بحديث منكر ، كأنه مركب على إسناد صحيح.

حدث أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن محمد الكازروني قال : سمعت أبا سعد سعيد بن محمد بن جعفر المعدل بنيسابور قال : حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن جعفر النسوي إملاء ، حدثنا خالي عبيد الله بن محمد بن إبراهيم بن شاذة الفارسي ببغداد قال : قرئ على أحمد بن سلمان (٢) النجاد وأنا حاضر أسمع حدثكم عبد الله ابن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، حدثنا روح بن عبادة ، حدثنا عون ، حدثنا حيان بن العلاء عن قطن بن قبيصة عن قبيصة بن المخارق عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أجود خراسان نيسابور» (٣)

٣٥٣ ـ عبيد الله بن محمد بن إبراهيم ، أبو الحسين :

أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي الرجاء أحمد بن محمد [بن] (٤) الكسائي قال : كتب إلى أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد الشيرازي قال : حدثنا أبو سعد أحمد

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٢ / ٢٠٦.

(٢) في (ج) : «بن سليمان».

(٣) انظر الحديث في : لسان الميزان ٤ / ٢٣٢. وتنزيه الشريعة ٢ / ٦٤.

(٤) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٧٤

ابن محمد الماليني قال : حدثنا أبو الحسين عبيد الله بن محمد بن إبراهيم ببغداد ، حدثنا أبو عيسى عبيد الله بن الفضل بن هلال ، حدثنا الحسن بن علي بن الحسن بن الحسين السامري ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الموصلي عن إبراهيم بن سعد الزهري قال : قال لي الرشيد أمير المؤمنين : من بالمدينة ممن يحرم الغنا؟ فقلت : من قنعه الله بحزبه ، فقال : بلغني أن مالك بن أنس يحرمه ، قلت : ولمالك بن أنس يا أمير المؤمنين أن يحلل أو يحرم؟ والله! ما كان هذا لابن عمك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو أكرم الخلق على الله عزوجل إلا على وحي من ربه تعالى ، فمن جعل هذا لمالك بن أنس؟ وسماعي من أبي (١) أنه سمع مالك ابن أنس في عرس حنظلة الغسيل يتغنى :

سليمي أزمعت بينا

فأين يقولها (٢) أينا

قال : فتبسم الرشيد.

٣٥٤ ـ عبيد الله بن محمد بن إبراهيم بن سعدويه ، أبو الفضل بن أبي سهل :

من أهل أصبهان ، تقدم ذكر والده ، سمع الكثير من أبي الفضل المطهر بن عبد الواحد البزاني وأبي منصور محمد بن أحمد بن علي بن سكرويه وأبي عيسى عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن زيادة وأبي بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن ماجة وأبي الخير محمد بن أحمد بن محمد بن هارون بن رزا (٣) إمام جامع أصبهان وأبي مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ وجماعة غيرهم.

قدم بغداد مع والده حاجّا وحدث بها ، سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه.

قرأت في كتاب «المعجم» لأبي بكر بن كامل بخطه وأنبأنيه عنه ابنه يوسف قال : أنبأنا أبو الفضل عبيد الله بن محمد بن إبراهيم بن سعدويه قراءة عليه ببغداد وأنبأنا أبو الفرج محمد بن علي الحراني قال : أنبأنا أبو سعد أحمد بن محمد البغدادي قدم علينا قالا : أنبأنا محمد بن أحمد بن علي بن سكرويه ، أنبأنا إبراهيم بن عبد الله بن حوشيد قوله (٤) أنبأنا أحمد بن محمد بن سليمان المخرمي (٥) ، حدثنا الزبير بن بكار ، حدثنا

__________________

(١) في النسخ : «لبيته».

(٢) في تاريخ بغداد : «لقاؤها».

(٣) هكذا في النسخ.

(٤) هكذا في النسخ.

(٥) في (ب) : «المحرمي».

٧٥

أبو ضمرة عن عبيد الله بن يرفا عن عبد الرحمن بن فروخ (١) عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فذل بها لسانه واطمأن بها قلبه لم تطعمه النار» (٢).

أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال : أنبأنا أبو سعد بن السمعاني قال : عبيد الله بن محمد بن إبراهيم بن سعدويه شيخ عالم فاضل صالح متميز من أهل العلم والدين والخير ومن بيت الحديث والعدالة والتزكية ، مليح الشبيه بهي المنظر ، سمعت منه الكثير ، وكانت له أصول حسنة بخطوط قديمة ، وكان تقيا ثبتا سديدا متفننا.

توفي في ذي الحجة سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.

٣٥٥ ـ عبيد الله بن محمد بن أحمد بن جعفر ، أبو القاسم السقطي :

سمع الكثير من أبي جعفر محمد بن عمرو بن البحتري وأبي علي إسماعيل بن محمد الصفار وأبوي بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد ومحمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي وأبي سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان وأبي محمد جعفر بن محمد (٣) بن نصير الخلدي وأبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ وأبي العباس عبد الله بن عبد الرحمن بن حماد العسكري وأبي بكر أحمد بن جعفر بن سلم (٤) الختلي وأبي محمد عبد الخالق بن الحسن السقطي وأبي عمرو عثمان بن أحمد [ابن] (٥) السماك وأبي بكر أحمد بن السندي ابن الحداد وأبي الحسن علي بن محمد بن يوسف السقطي وأبي جعفر محمد بن يحيى بن علي بن عمر (٦) بن حرب الطائي وأبوي إسحاق إبراهيم بن أحمد التوزي وإبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي النيسابوري وأبي القاسم عبد الصمد بن علي الطستي وأبي بحر (٧) محمد بن الحسن بن كوثر البربهاري وأبي جعفر محمد بن أبي الحسن اليقطيني وأبي الحسين عبد الله بن إبراهيم الزينبي

__________________

(١) في النسخ : «فروح».

(٢) الحديث سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(٣) «جعفر محمد» سقط من (ب).

(٤) في (ج) : «سالم».

(٥) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل ، (ج).

(٦) في (ب) : «عمر بن على».

(٧) في الأصل : «أبى بكر».

٧٦

وأبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي وأبي عمر محمد بن العباس بن حيويه الخزاز وأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني وجماعة غيرهم.

وسافر إلى مكة وجاور بها إلى آخر عمره ، وسمع بها أبا سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الأعرابي وأبا بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الآجري ، خرج له الحافظ أبو الفتح بن أبي الفوارس فوائد في مائة جزء ؛ ثم انتخب منها عشرة أجزاء ، وكان من الصالحين ، حدث بالكثير ، روى عنه أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي الجرجاني وأبو الحسن علي بن بشرى الليثي السجزي في معجميهما وأبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الأصبهاني وأبو سعد المظفر بن الحسن السبط الهمذاني وأبو ذر عبد بن أحمد الهروي وأبو الفضل عبد الصمد بن جعفر بن محمد البغدادي وأبو علي الحسن بن عبد الرحمن الشافعي المكي وأبو القاسم عبد العزيز بن علي الأزجي وأبو الوفا إسماعيل بن عبد العزيز العكي.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن المظفر بن الحسن بن السبط قال : أنبأنا أبي ، أنبأنا أبي (١) ، حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن أحمد بن جعفر السقطي ببغداد ، أنبأنا أحمد بن محمد بن زياد ، حدثنا أحمد بن عبد الجبار ، حدثنا أبو بكر بن عياش بن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «مثل القلب كمثل ريشة بأرض فلاة تقلبها الرياح» (٢).

حدثنا عبد العزيز بن محمود الحافظ قال : أنبأنا الشريف أبو العباس أحمد بن محمد ابن عبد العزيز المكي : أنبأنا أبو علي الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد الشافعي ، أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن أحمد بن جعفر بن السقطي وأنبأنا أبو الفرج الحراني ، أنبأنا أبو القاسم بن بيان ، أنبأنا أبو الحسن بن مخلد قالا : أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار ، حدثنا الحسن بن عرفة ، حدثنا علي بن ثابت الجزري (٣) عن بكير بن سمسار مولى عامر بن سعد قال : سمعت عامر بن سعد يقول قال سعد : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلي : «ثلاثا لا يكون لي واحدة منهن أحب إليّ من حمر النعم»

__________________

(١) «أنبا أبي أنبا أبى» سقط من (ب).

(٢) انظر الحديث في : السنة لابن أبي عاصم ١ / ١٠٣. وتفسير القرطبي ١ / ١٨٨.

(٣) في الأصل ، (ب) : «الخزري».

٧٧

نزل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الوحى فأدخل (١) عليا وفاطمة وابنيها تحت ثوبه ثم قال : «اللهم هؤلاء أهلي وأهل بيتي» وقال له حين خلفه في غزاة غزاها فقال علي : يا رسول الله! خلفتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ألا ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة» ، وقوله يوم خيبر : «لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه» ، فتطاول المهاجرون لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليراهم ، فقال : «أين علي؟» فقالوا : هو رمد ، قال : «ادعوه!» فدعوه فبصق في عينيه ففتح الله على يديه(٢).

أنبأنا ذاكر بن كامل الحذاء عن أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي قال : سمعت الإمام أبا القاسم سعد بن علي الزنجاني بمكة وما رأيت مثله يقول : كان أبو القاسم عبيد الله بن محمد السقطي البغدادي ببغداد يدعو الله تعالى أن يرزقه الحج والإقامة بمكة أربعين سنة (٣) فحج وأقام بمكة مجاورا أربعين سنة ، فلما تمت الأربعون رأى رؤيا كان قائلا يقول : يا أبا القاسم طلبت أربعة وقد أعطيناك أربعين لأن الحسنة بعشر أمثالها.

ومات في تلك السنة ، بلغنا أن السقطي مات بمكة سنة ست وأربعمائة.

٣٥٦ ـ عبيد الله بن محمد بن أحمد بن الحسين بن علي بن موسى ، أبو الحسن ابن أبي عبد الله بن أبي بكر البيهقي (٤) :

كان جده من أئمة الحديث ، وله المصنفات الكثيرة فيه ، وأبو الحسن هذا مما كان يعرف شيئا من العلم ، سمع من جده كثيرا من مصنفاته ، وسمع أيضا من أبي سعد أحمد ابن إبراهيم المقرئ وأبي يعلى إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني وغيرهما ، وقدم بغداد حاجّا وحدث بها ، روى عنه ابن ناصر وأبو المعمر الأنصاري ، وسمع منه شيخنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن الماندائي الواسطي ببغداد «كتاب الأسماء والصفات» من جمع جده وكان سماعه منه ورواه شيخنا عنه ، ببغداد غيرة مرة ، وسمعت منه قطعة منه

__________________

(١) في الأصل : «فأدخلت».

(٢) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٢ / ٢١٤.

(٣) هكذا في الأصل.

(٤) انظر : لسان الميزان ٤ / ١١٦. والعبر ٤ / ٥٤.

٧٨

وناولني باقيه.

أخبرنا القاضي أبو الفتح الواسطي قراءة عليه ، أنبأنا أبو الحسن عبيد الله بن محمد ابن أحمد بن الحسين البيهقي قراءة عليه ببغداد في سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة قال : أنبأنا جدي أبو بكر أحمد بن الحسين قراءة عليه في سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة قال : أنبأنا أبو طاهر الفقيه ، أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ، حدثنا أحمد بن يوسف السلمي ، حدثنا عبد الرزاق ، أنبأنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يمين الله ملآى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار ، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض [فإنه] (١) لم ينقص [ما] (٢) في يمينه ، قال : وعرشه على الماء وبيده الأخرى القبض يرفع ويخفض» (٣).

أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال : سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول : عبيد الله ابن محمد بن أحمد البيهقي ورد بغداد وحدث بها بعدة من تصانيف جده عنه ، سمع منه جماعة وكره (٤) آخرون السماع منه لقلة معرفته بالحديث ، روى لنا عنه أبو القاسم الدمشقي وسألته عنه فقال : ما كان يعرف شيئا ، وكان يتغالى بكتب الإجازة وكان يقول : ما أجيز إلا بطسوج (٥) ، قال : وسمع (٦) لنفسه في جزء عن جده تسميعا طريا ، وكان سماعه في غير ذلك صحيحا عن جده.

قرأت بخط أبي الفضل محمد بن ناصر الحافظ قال : ومرض هذا الشيخ يعني أبا الحسن بن عبيد الله بن محمد بن أحمد البيهقي عن مولده فقال : في سنة تسع وأربعين وأربعمائة.

قرأت بخط أبي الفضل محمد بن ناصر الحافظ قال : ومرض هذا الشيخ يعني أبا الحسن بن البيهقي ثلاثة عشر يوما ، وتوفي ليلة الأربعاء الثالث من جمادى الأولى سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة ، وصلى عليه في يوم الأربعاء في الجامع وحمل فدفن في

__________________

(١) ما بين المعقوفتين زيادة من (ب) ، (ج).

(٢) ما بين المعقوفتين زيادة من (ج).

(٣) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الزكاة ٣٦. ومسند أحمد ٢ / ٢٤٢. وسنن الترمذي ٣٠٤٥. وسنن ابن ماجة ١٩٧.

(٤) في النسخ : «كثيرة».

(٥) في (ج) : «لطسبرح» وفي الأصل : لطرح».

(٦) في (ج) : «سمعت».

٧٩

مقبرة الوردية ، وكان ابن بضع وسبعين سنة لأن (١) تاريخ سماعه في سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.

٣٥٧ ـ عبيد الله بن محمد المنتصر بن محمد المتوكل على الله بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب (٢) :

ذكره أبو بكر الصولي فيمن خلفه المنتصر من الأولاد ، ولا أدري إلى أين انتهت حاله.

٣٥٨ ـ عبيد الله بن محمد بن جرو الأسدي ، أبو القاسم النحوي (٣) :

من أهل الموصل ، سكن بغداد وسمع بها من أبي عبيد الله محمد بن عمران المرزباني ، وقرأ الأدب على أبي سعيد السيرافي وأبي علي الفارسي وأبي الحسن الرماني وأبي بكر بن الجراح وغيرهم ، وكان حسن الحظ صحيح النقل جيد الضبط ، وله مصنفات في علوم القرآن والعروض والقوافي ، وكان معتزليا. سمع منه ولده أبو الفتح أحمد.

قرأت في كتاب التاريخ لهلال بن المحسن الصابي بخطه قال : في يوم الثلاثاء لأربع بقين من رجب سنة سبع وثمانين وثلاثمائة توفي أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن جرو الأسدي.

٣٥٩ ـ عبيد الله بن محمد بن الحسين بن محمد بن خلف الفراء ، أبو القاسم ابن القاضي أبي يعلى (٤) الفقيه الحنبلي (٥) :

أخو أبي الحسين وأبي حازم محمد ومحمد ابني أبي يعلى المتقدم ذكرهما ، كان الأكبر من أولاد أبيه ، قرأ القرآن بالروايات على أبي بكر محمد بن علي بن موسى الخياط وأبي علي الحسن بن أحمد (٦) بن البنا وأبي الخطاب أحمد بن علي الصوفي

__________________

(١) في النسخ : «لابن».

(٢) انظر : النجوم الزاهرة ٢ / ٩٣ ، ١٠١.

(٣) انظر : لسان الميزان ٤ / ١١٥. والأعلام ٤ / ٣٥٤. وبغية الوعاة ، ص ٣٢٠.

(٤) في (ج) : «ابن يعلى».

(٥) انظر : شذرات الذهب ٣ / ٣٣٤.

(٦) في (ج) : «محمد».

٨٠