تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٧

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٧

المؤلف:

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٢١٥

موسى العكبري وأبو بكر محمد بن زهير بن أخطل بن زهير وأبو الحسين علي بن عبد الرحيم بن دينار الواسطي وعبد الصمد بن محمد بن خنبش الخولاني وأبو الحسن أحمد ابن محمد بن عمران الجندي ، وكان من شيوخ الشيعة.

أنبأنا يوسف بن المبارك بن كامل الحذاء قال : أنبأنا عمر بن ظفر المغازلي ، أنبأنا جعفر بن أحمد السراج ، أنبأنا أبو العباس أحمد بن علي النسفي (١) بمكة ، أنبأنا أبو بكر محمد بن زهير بن أخطل بن زهير ، حدثنا أبو طالب عبيد الله بن أحمد بن يعقوب الأنباري ، حدثنا يوسف بن موسى المروروذي قراءة عليه أن أزهر بن زفر بن صدقة المصري حدثهم قال : أنبأنا أبو غيلان محمد بن الحسن ، حدثنا أبي ، حدثنا محمد بن خفتان ، حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن بيان بن بشر عن قيس عن أبي حازم عن أبي بكر الصديق رضي‌الله‌عنه قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول في سعد : «اللهم! سدد سهمه وأجب دعوته وحببه» (٢).

أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي قال : أنبأنا محمد بن نصر ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي ، أنبأنا أبو غالب محمد بن أحمد بن بشران الواسطي ، أنبأنا أبو الحسين بن دينار ، أنبأنا أبو طالب عبيد الله بن أحمد الأنباري ، حدثنا يموت بن المزرع بن يموت عن المبرد قال : حدثني أحمد بن المعدل البصري قال : كنت جالسا عند عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون فجاءه بعض جلسائه فقال : يا أبا مروان! أعجوبة ، قال : وما هي؟ قال : خرجت إلى حائطي بالغابة فلما أن صحرت وبعدت عن البيوت بيوت المدينة تعرض إليّ رجل فقال اخلع ثيابك! قلت : وما يدعوني إلى خلع ثيابي؟ قال : أنا أولى بها منك ، قلت : ومن أين؟ قال : لأني أخوك وأنا عريان وأنت مكس ، قلت : فالمؤاساة ، قال : كلا قد لبستها برهة وأنا أريد أن ألبسها كما لبستها ، قلت : فتعريني وتبدي عورتي ، قال : لا بأس بذلك ، قد روينا (٣) عن مالك أنه قال : لا بأس للرجل أن يغتسل عريانا ، قلت : فيلقاني ـ يعني الناس ـ فيرون عورتي ، قال : لو كان الناس يلقونك في هذه الطريق ما عرضت لك فيها ، قال : فقلت : أراك

__________________

(١) في (ب) : «الفسفى».

(٢) انظر الحديث في شرح السنة ١٤ / ١٢٥. واتحاف السادة المتقين ١٠ / ١١٧. والمستدرك ٣ / ٥٠٠.

ومصنف عبد الرزاق ٢٠٤٢٣.

(٣) في النسخ : «رأينا».

٢١

طريقا فدعني حتى أمضي إلى حائطي وأنزع هذه الثياب فأوجه بها إليك ، قال : كلا ، أردت أن توجه إليّ أربعة من عبيدك فيقيموا (١) عليّ ويحملوني إلى السلطان فيحبسني ويمزق جلدي ويطرح في رجلي القيد ، قلت : كلا ، أحلف أيمانا أفي لك بما وعدتك ولا أسوءك ، قال : لا إنا روينا عن مالك أنه قال : لا تلزم الأيمان التي يحلف بها اللصوص ، قلت : فأحلف ألّا أحتال في أيماني هذه ، قال : هذه يمين مركبة على أيمان اللصوص ، قلت : فدع المناظرة بيننا ، فو الله لأوجهن لك بهذه الثياب طيبة بها نفسي ، فأطرق ثم رفع رأسه وقال : تدري فيما فكرت؟ قلت : لا ، قال : تصفحت أمر اللصوص من عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وإلى وقتنا هذا فلم أجد لصا أخذ بنسيئة ، وأكره أن ابتدع في الإسلام بدعة يكون عليّ وزرها ووزر من عمل بها بعدي إلى يوم القيامة ، اخلع ثيابك ، قال : فخلعتها ودفعتها إليه ـ فأخذها وانصرف.

وبه : قال أنشدنا أبو غالب بن بشران قال : أنشدنا ابن دينار قال : أنشدنا أبو طالب الأنباري ، أنشدنا الناجم يعني أبا عثمان ، أنشدنا ابن الرومي لنفسه :

إذا ما مدحت الباخلين فإنما

تذكرهم ما في سواهم من الفضل

وتهدي لهم غمّا طويلا وحسرة

فإن منعوا منك النوال فبالعدل

أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن أبي عبد الله محمد بن محمد الوراق قال : أنبأنا أبو علي محمد بن وشاح الزينبي ، أنبأنا عبد الصمد بن أحمد الخولابي ، أنشدني أبو طالب عبيد الله بن أحمد بن يعقوب الأنباري ، أنبأنا ثعلب أبو العباس أحمد بن يحيى الشيباني :

متى تؤنس العينان الطلال دمنة

بنعف اللوى يرفض (٢) دمعها رفضا

ألا ربما تقضي بما يعجب الفتى

ويا ربما تقضي بغير (٣) الذي ترضا

إذا فرقت بين الخليلين نية

فإن لتفريق الهوى وجعا مضا

فما بال ديني أن يحل عليكم

أرى الناس يقضون الديون ولا اقضا

لقد كان ذاك الدين نقدا وبعضه

بقرض فما أديت نقدا ولا قرضا

__________________

(١) في الأصل ، (ب) : «فيقثموا».

(٢) في الأصل ، (ب) : «يرقص».

(٣) في (ج) : «لغير» وفي الأصل ، (ب) : «بعير».

٢٢

ولكن ما كان الذي كان بيننا

أماني ما لاقت سماء ولا أرضا

فإن كنت تنوين القضاء لديننا

لعجلت لي بعضا وأخرت لي بعضا

وبه : قال أنشدنا أبو طالب الأنباري قال : أنشدنا سهل بن أبي سهل الواسطي ، أنشدنا أبو حاتم الواسطي السجستاني لنفسه :

جراك عفوي على الذنوب فقد

أمنت عند الذنوب إعراضي

أشد يوما أكونه غضبا علي

ك فالقلب ضاحك راضي

أنت أمير عليّ محتكم حك

مك في سفك مهجتي ماضي

والمرء لا يرتجي النجاح يو

ما إذا كان خصمه القاضي

أنبأنا أبو أحمد الصوفي عن [أبي] (١) بكر الأنصاري قال : كتب إلى أبو غالب بن بشران قال : أنشدنا ابن دينار ، أنشدنا أبو طالب عبيد الله بن أحمد بن يعقوب الأنباري ، أنشدنا أبو العباس بن عمار ، أنشدنا محمود الوراق لنفسه :

يا عامر الدنيا على شيبه

فيك أعاجيب لمن يعجب

ما عذر من يعمر بنيانه

وجسمه مستهدم يخرب

ابن على نفسك بيتا ولا

تلعب فإن الشيب لا يلعب

أنبأنا زاهر بن رستم الأصبهاني عن أبي عبد الله محمد بن محمد الوراق قال : أنبأنا علي بن وشاح ، أنشدنا عبد الصمد بن أحمد بن خنبش الخولاني ، أنشدني أبو طالب عبيد الله بن أحمد الأنباري ، أنشدني مهلهل بن يموت بن المزارع لنفسه : (٢)

جلت محاسنه عن كل تشبيه

وجل عن واصف في الناس يحكيه

انظر إلى حسنه واستغن عن صفتي (٥)

سبحان خالقه سبحان باريه

النرجس الغض والورد الجني له

والأقحوان النضير النضر في فيه

دعا بألحاظه قلبي إلى عطبي (٦)

فجاءه مسرعا طوعا يفديه

__________________

(١) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصول.

(٢) تكرر النص السابق وسند هذا النص في (ج).

(٥) في الأصل : «مغتى».

(٦) في الأصل : «عطر».

٢٣

مثل الفراشة تأتي أن ترى لهبا

إلى السراج فتلقي نفسها فيه

أنبأنا أبو محمد بن الأخضر عن أبي القاسم بن السمرقندي قال : كتب إليّ أبو غالب بن بشران قال : أنشدنا أبو الحسين بن دينار ، أنشدنا أبو طالب عبيد الله بن أحمد بن الأنباري يعرف بابن أبي يزيد ، أنشدنا علي بن بسام لنفسه :

سنصبر إن جفوت وكم صبرنا

لمثلك من أمير أو وزير

وجزناهم فلما أخلفونا (١)

أذالت منهم عقب الدهور

ولما لم ننل منهم سرورا

رأينا فيهم كل السرور

وأبنا بالسلامة وهي حظ

وآبوا بالمحابس (٢) والقبور

أخبرني عبد الوهاب بن علي الأمين قال : أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد الشيباني قال : أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال : حدثني الأزهري قال : أنشدنا محمد بن جعفر الهاشمي قال : أنشدنا عبيد الله بن أحمد الأنباري قال : أنشدني محمد بن داود الأصبهاني لنفسه :

وإني لأدري إن في الصبر راحة

ولكن إنفاقي على الصبر من عمري

فلا تطف نار الشوق بالشوق طالبا

سلوا فإن الجمر يسعر بالجمر

قرأت في كتاب «فهرست العلماء» لمحمد بن إسحاق النديم بخطه قال : مات أبو طالب عبيد الله بن أحمد بن يعقوب الأنباري وكان مقيما بواسط ، وقيل إنه من الشيعة البابوشية قال (٣) لي أبو القاسم بوباش بن الحسن : إن له مائة وأربعين كتابا ورسالة ، من ذلك كتاب «البيان عن حقيقة الإنسان» كتاب «الشافي في علم الدين» كتاب «الإمامة».

٢٨٥ ـ عبيد الله بن أحمد ، أبو القاسم الحنبلي :

من أهل دير العاقول ، روى عن أبي الحسن عقيل بن محمد الأحنف العكبري شيئا من شعره ، روى عنه ولده أبو بكر محمد.

__________________

(١) في (ب) : «خلقونا».

(٢) في (ب) : «بالمحاسن».

(٣) في النسخ : «اليابوسية».

٢٤

كتب إليّ أبو الفتوح أسعد بن أبي الفضائل العجلي أن أبا بكر أحمد بن موسى المقرئ أخبره عن مسعود (١) بن ناصر السجزي قال : أنشدنا أبو بكر محمد بن عبيد الله الحنبلي بدير عاقول قال : أنشدني والدي أبو القاسم عبيد الله بن أحمد قال : أنشدني الأحنف العكبري لنفسه :

يغدو الفقير وكل شيء ضده

والأرض تغلق دونه أبوابها

حتى الكلاب إذا رأت ذا برة

أصغت إليه (٢) وحركت أذنابها

وإذا رأت يوما فقيرا مقبلا

هرت (٣) عليه وكشرت أنيابها

وبالإسناد المذكور قال : أنشدني والدي قال : أنشدني الأحنف العكبري لنفسه :

بادر إلى كل معروف هممت به

فليس في كل (٤) وقت يمكن الكرم

كم مانع نفسه إمضاء مكرمة

عند التمكن حتى عاقه العدم

ليس الندامة في إمضاء مكرمة

بل في التخلف عنها يحدث الندم

٢٨٦ ـ عبيد الله بن أحمد الإسكافي ، أبو القاسم الكاتب :

روى عن الشريف أبي الحسن محمد بن علي بن عمر العلوي حكاية عجيبة رواها عنه القاضي أبو [علي] (٥) المحسن بن علي بن محمد التنوخي في كتاب «نشوار (٦) المحاضرة» من جمعه.

أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن محمد بن عبد الباقي ، أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إذنا عن أبيه قال : حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد الإسكافي الكاتب قال سمعت الشريف محمد بن عمر العلوي الكوفي يقول إنه لما بني داره وكان فيها حائط عظيم العلو فبينما البناء قائم على أعلاه لإصلاحه حتى سقط الرجل إلى الأرض فارتفع الضجيج استعظاما للحال لأن العادة لم تجر بسلامة من

__________________

(١) في الأصل : «محمود».

(٢) في (ج) : «ذلت إليه» وفي (ب) : «ذلته لديه».

(٣) في (ب) : «تهرت».

(٤) في الأصل : «فليس فلبس كل» وفي (ب) : «فليس لي كل».

(٥) ما بين المعقوفتين زيادة من معجم المؤلفين».

(٦) في (ج) : «بشوار» وفي الأصل : «لشوار».

٢٥

يسقط (١) من ذلك الحائط ، فقام الرجل سالما لا فلتة به وأراد العود إلى الحائط ليتم البناء فقال له أبو الحسن بن عمر : قد شاع سقوطك من أعلى هذا الحائط وأهلك لا يصدقون بسلامتك ولست أحب أن يردوا إلى بابي صوارخ فامض إليهم يشاهدوا سلامتك وعد إلى شغلك! فمضى مسرعا فعثر بعتبة الباب التي للدار فسقط ميتا.

٢٨٧ ـ عبيد الله بن أحمد ، أبو القاسم الخوارزمي :

حدث الحافظ أبو إبراهيم الخليل بن عبد الجبار القرائي القزويني قال : حدثنا الشيخ الزاهد أبو القاسم عبيد الله بن أحمد الخوارزمي في مدرسة الشيخ أبي إسحاق الشيرازي ببغداد قال : حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين حديثا (٢) سنورده إن شاء الله تعالى في باب العين في ترجمة علي بن أحمد بن عثمان بن شاهين.

٢٨٨ ـ عبيد الله بن إسحاق بن الحسن بن المنذر ، أبو محمد :

من أهل دير العاقول ، حدث عن أبي خبيب (٣) العباس بن أحمد بن محمد بن عيسى البرتي (٤) وأبي جعفر محمد بن الحسن بن بدينا الموصلي وشعيب بن محمد الذارع وغيرهم ، روى عنه أبو سعيد النقاش الأصبهاني في معجم شيوخه وأبي بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ الأصبهاني وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه.

قرأت على أبي محمد سفيان العيدي وحامد بن محمد الأعرج بأصبهان عن أبي طاهر بن أبي نصر التاجر أن عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن مندة أخبره قال : أنبأنا أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو (٥) النقاش قراءة عليه قال : أنبأنا أبو محمد عبيد الله بن إسحاق بن المنذر الدير العاقولي بها ، حدثنا أبو خبيب العباس بن أحمد بن عيسى البرتي ، حدثنا يحيى بن المغيرة المخزومي عن أبيه عن عثمان بن عبد الرحمن عن ابن شهاب عن عائذ الله عن عبد الله بن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنزل

__________________

(١) في (ج) : «من سقط».

(٢) في (ب) : «حدثنا».

(٣) في النسخ : «حبيب».

(٤) في النسخ : «البسرتى».

(٥) في (ب) : «عمر».

٢٦

الله تبارك وتعالى في بعض كتبه (١) وأوحى إلى بعض أنبيائه : قل للذين يتفقهون لغير الدين ويتعلمون لغير العمل ويطلبون الدنيا لعمل الآخرة ويلبسون لباس مسوك الكباش وقلوبهم قلوب الذئاب ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر ، إياي يخدعون أو بي يستهزءون ، فبي حلفت لأتيحن لهم فتنة تذر الحليم فيهم حيران» (٢).

٢٨٩ ـ عبيد الله بن إسحاق بن سلام المكاربي ، أبو العباس الأخباري :

ذكره محمد بن داود بن الجراح في كتاب «الورقة في أخبار شعراء المحدثين» من جمعه فقال : صاحب الكتب شاعر مجيد ، توفي في سنة إحدى وسبعين ومائتين ، وكان حسن العلم بالفقه والغريب والآثار والشعر صدوقا ودفن شعره لما مات لئلا يوصل إليه ، وكان قال في المتوكل قصيدة يهجوه بها ، فبلغ خبرها المتوكل فأمر بقتله فعوجل المتوكل بالحادث عليه وأفلت.

وله القصيدة المشهورة يرثي بها أبا الحسين يحيى بن عمر الطالبي أنشدنيها محمد بن الأزهر وعرضتها عليه :

الا قل لنصل السيف هل أنت نادب

هماما تنكبه (٣) القنا والقواضب

وفيها يقول :

فان تك بابن المصطفى فترسد

يعقر خيل حوله ونجائب

فقيرك أجرى أن يعقر حوله

رجال المعالي والنساء الكواعب

بني هاشم قد جرب الناس وقعكم

وهل حازم من لم تعظه (٤) التجارب

وإن حمل الدهر الرزايا نفوسكم

فلستم (٥) قروم الحادثات المصاعب

__________________

(١) في الأصل ، (ج) : «كتابه».

(٢) انظر الحديث في : كنز العمال ٢٩٠٥٤.

(٣) في (ج) : «تبكيه».

(٤) في الأصل : «تقظه».

(٥) في الأصل ، (ب) : «قلتم».

٢٧

قرأت في كتاب «مقاتل الطالبين» لأحمد بن عبيد الله بن محمد بن عمار قال : أنشدني عبيد الله بن إسحاق بن سلام الكتبي وكان معدنا من معادن الأدب ، وسمعت محمد بن الجهم صاحب الفراء يقول : ما أعلم أحدا ببغداد أعلم بالشعر منه ، وروى عنه قصيدته التي رثي بها يحيى بن عمر العلوي.

قرأت في كتاب «التاريخ» لأبي طاهر الكرخي بخطه قال : مات عبيد الله بن إسحاق بن سلام الأخباري (١) في ذي الحجة سنة سبعين ومائتين.

٢٩٠ ـ عبيد الله بن إسحاق ، أبو الحسن الأنباري :

روى عن أبي عبد الله أحمد بن محمد بن غالب بن خالد بن مرداس الباهلي المعروف بغلام خليل شيئا من مصنفاته.

٢٩١ ـ عبيد الله بن أبي البركات بن عبد الله ، أبو محمد الرفاء :

حدث باليسير عن أبي الحسين علي بن أحمد بن بكار المقرئ ، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي ، سمعت أبا الحسن بن القطيعي يقول : مات عبيد الله ابن أبي البركات الرفاء يوم الجمعة لأربع بقين من ربيع الآخر سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.

٢٩٢ ـ عبيد الله بن جعفر الأكبر بن المنصور أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب :

أمه أم ولد ، ذكره أبو هاشم الخزاعي وذكر أن له عقبا ، وذكر الصولي أنه مات في سنة أربع وستين ومائة.

٢٩٣ ـ عبيد الله بن جعفر ، أبو الحسين الحريري :

حدث عن سهل بن أبي سهل الواسطي ، روى عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الله ابن البيع النيسابوري في كتاب «علامات أهل الحقائق» من جمعه.

أنبأنا عبد الوهاب بن علي قال : كتب إلى عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي أن أبا بكر أحمد بن علي الشيرازي أخبره قراءة عليه أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن

__________________

(١) في (ج) : «الحجازي».

٢٨

عبد الله النيسابوري ، أنبأنا أبو الحسين عبيد الله بن جعفر الحريري ببغداد ، حدثنا سهل بن أبي سهل الواسطي ، حدثنا أبو موسى قال : سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : ما هو عندي إلا عبث كما يعبث الإنسان بالكلاب والحمام والشيء ـ يعني الحديث.

٢٩٤ ـ عبيد الله بن الحسن بن إبراهيم بن الحسن بن محمد ، أبو القاسم التميمي :

حدث بالأهواز عن أبي الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ، روى عنه أبو نصر عبد الكريم بن أحمد بن عبد الله بن زكريا الفقير الأصبهاني.

قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان عن أبي موسى محمد بن أبي بكر المديني قال : أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن فضلويه الجمال إذنا قال : أنبأنا أبو نصر عبد الكريم بن أحمد بن عبد الله بن زكريا الفقير الأصبهاني قال : أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن الحسن بن إبراهيم بن الحسن بن محمد التميمي البغدادي بقراءتي عليه بالأهواز وأنبأنا عبد العزيز بن محمود الحافظ وعبد الواحد بن عبد السلام ومحمد بن الحسين بن مكي النهرواني قالوا : أنبأنا أبو علي أحمد بن أحمد بن علي بن الخزاز ، أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن الحبان قالا : أنبأنا أبو الحسين علي ابن محمد بن بشران قراءة عليه ، أنبأنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله بن السماك ، حدثنا إبراهيم بن جعفر ، حدثنا (١) يعقوب بن عبد الرحمن الواعظ ، حدثنا محمد بن خضر المروزي ، حدثنا محمد بن مسلم عن خالد بن يوسف ، حدثنا عبد الرحمن بن خالد ، أخبرني أبو بريدة عن أبي الأسود الديلي (٢) عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من علق في مسجد قنديلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى ينطفئ ذلك القنديل» (٣).

٢٩٥ ـ عبيد الله بن الحسن بن عبيد بن عمرو بن خالد بن الرفيل ، أبو أحمد الشاهد المعروف بابن المسلمة :

__________________

(١) في (ب) : «بن يعقوب».

(٢) في الأصل : «الديلمي».

(٣) انظر الحديث في الفوائد المجموعة ٢٦. وتنزيه الشريعة ٢ / ١٣٥. وكشف الخفا ٢ / ٣٦٥. وتذكرة الموضوعات ٣٧. والدر المنثور ٣ / ، ٢١٧ واتحاف السادة المتقين ٣ / ٣١.

٢٩

والد محمد بن عبيد الله الذي قدمنا ذكره ، كان من المعدلين بمدرسة السلام ، ذكر أبو طاهر الكرخي ونقلته من خطه أنه مات في سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.

٢٩٦ ـ عبيد الله بن الحسن بن علي بن الحسن بن الدوامي ، أبو الفرج بن أبي علي الكاتب :

تقدم ذكر والده ، سمع الكثير من والده أبي علي الحسن ومن أبي منصور بن عبد الملك بن خيرون وأبي عبد الله الحسين وأبي محمد عبد الله ابني علي بن أحمد بن الخياط وأبي عبد الله محمد بن محمد بن أحمد بن السلال وأبي سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن البغدادي وأبي القاسم علي بن عبد السيد بن محمد بن الصباغ وأبي الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي وغيرهم ، وحدث باليسير.

سألته الإجازة بجميع مروياته فشافهني بها وكتب خطه لي بذلك فلم يتفق لي السماع منه ، وكان شيخا نبيلا حسن الأخلاق جليلا ، قد خالط العلماء وجالس الأدباء وولى النظر في ديوان التركات الحشرية مدة فحمدت سيرته وشكره الناس.

أخبرنا أبو الفرج بن الدوامي إجازة وأبو اليمن الكندي قراءة عليه بدمشق قالا : أنبأنا أبو محمد عبد الله بن علي بن أحمد المقرئ قراءة عليه ، أنبأنا أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد العكبري ، أنبأنا أبو الطيب محمد بن أحمد بن خلف بن خاقان ، أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد ، حدثنا محمد بن حماد البغدادي المعروف بابن الخشن ، حدثنا القاسم بن عبيد الله الهمداني ، حدثنا الهيثم بن عدي عن مجالد عن الشعبي قال : قال علي رضي‌الله‌عنه : إني لأستحيي من الله أن يكون ذنب أعظم من عفوي أو جهل أعظم من حلمي أو عورة [لا] (١) يواريها ستري أو خلة لا يسدها جودي.

سألت أبا الفرج بن الدوامي عن مولده فقال : في المحرم سنة إحدى وعشرين وخمسمائة ، وتوفي يوم الخميس العاشر من جمادى الآخرة سنة خمس وتسعين وخمسمائة ، وصلى عليه من الغد بالمدرسة النظامية ، ودفن بباب حرب.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل. ، (ب).

٣٠

٢٩٧ ـ عبيد الله بن الحسن بن عياش بن إبراهيم بن أيوب الجوهري (١) :

كان من الشيعة ، ويسكن في القطيعة. روى عنه ابن ابنه أحمد بن محمد ، وقد تقدم ذكره.

أنبأنا القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد بن بختيار (٢) الواسطي قال : كتب إلى أبو جعفر محمد بن الحسن الهمداني قال : أنبأنا السيد أبو عبد الله الحسين بن زيد الحسيني بجرجان ، حدثني أبو عبد الله محمد بن وهبان البصري ، حدثنا أحمد بن محمد ابن عبيد الله الجوهري ببغداد سنة ستين وثلاثمائة قال : حدثنا جدي عبيد الله بن الحسن عن محمد بن عبد الجبار قال : حدثني جعفر بن محمد الكوفي عن رجل من أصحابنا (٣) عن أبي عبد الله الصادق قال : لما انتهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى الركن الغربي فجازه فقال له الركن : يا رسول الله! ألست قعيدا من قواعد بيت ربك فما لي لا أستلم؟ فدنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم منه فقال : «اسكن عليك السلام غير مهجور».

٢٩٨ ـ عبيد الله بن الحسين بن علويه البزاز :

ذكر أبو محمد هارون بن موسى العكبري أنه بغدادي وأنه سمع منه في سنة خمس عشرة وثلاثمائة عن الحسن بن علي بن سهل العاقولي ، وروى عنه حديثا في مشيخته.

٢٩٩ ـ عبيد الله بن الحسين بن محمد بن خلف العكبري :

حدث عن أبي عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان بن بطة. روى عنه القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي في كتاب «سوق أصحاب الحديث» من لفظه.

أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب عن أبي البركات بن السقطي قال : أنبأنا أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي قراءة عليه قال : سمعت عبيد الله بن الحسين بن محمد بن خلف العكبري يقول : سمعت عبيد الله بن محمد بن محمد يقول : سمعت أحمد ابن سهل النحوي يقول : اجتاز الأعمش وأصحابه على رجل شيخ طاعن في السن

__________________

(١) انظر : لسان الميزان ٤ / ٩٨.

(٢) في (ج) : «بن مختار».

(٣) في (ب) : «أصحابه».

٣١

حسن المنظر مليح الجملة وافي الحرمة ، فقال لأصحابه : من هذا الشيخ شيئا من الحديث ، فجلسوا بين يديه وقالوا له : الشيخ ـ حفظه الله ـ تملي علينا شيئا من الحديث؟ فقال له : ما عنيت به في عمري ، قالوا : فشيء من الفرائض؟ قال : ولا عنيت به أيضا ، قالوا فشيء من الفقه؟ قال : ولا عنيت به أيضا ، قالوا : فشيء من اللغة؟ قال : ولا عنيت به أيضا ، قالوا : فشيء من أخبار الخلفاء والملوك ، قال : ولا عنيت به ، قالوا : فحد (١) علينا جزءا من القرآن؟ قال : ولا عنيت به ، قال : فجاءوا إلى الأعمش فأخبروه بحال الشيخ ، فقال لهم : ارجعوا إليه واصفعوه خمسة وخمسين صفعة فقيل له : أي حساب خمسة وخمسين؟ قال : عشرين لكتاب الله عزوجل وعشرين لسنة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعشرة لسائر العلوم وخمسة أشفي بها صدري من شيخ مثل هذا ما تعلم في طول عمره شيئا.

٣٠٠ ـ عبيد الله بن حمزة بن إسماعيل بن حمزة بن حمزة بن أبي جعفر المخدر (٢) ـ واسمه محمد ـ بن أبي علي أحمد بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، أبو القاسم الموسوي العلوي :

من أهل هراة ، سمع القاضي أبا عامر محمود بن القاسم الأزدي وأبا سهل نجيب بن ميمون بن سهل الواسطي ، وقدم بغداد حاجّا وحدث بها ، روى عنه أبو بكر المبارك ابن كامل بن أبي غالب الخفاف حديثا في معجم شيوخه.

قرأت في كتاب المبارك بن كامل بن أبي غالب بخطه وأنبأنيه ابنه يوسف عنه قال : أنبأنا عبيد الله وعلي ابنا حمزة بن إسماعيل الموسوي أنبأنا نجيب بن ميمون بن سهل أنبأنا منصور بن عبد الله الخالدي ، أنبأنا عثمان بن أحمد بن يزيد الدقاق ، حدثنا محمد ابن عبيد الله بن أبي داود المخرمي ، حدثنا شبابة بن سوار عن محمد بن المنكدر عن [جابر] (٣) بن عبد الله (٤) عن أبي بكر الصديق عن بلال قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «صبحوا بالصبح فإنه أعظم الأجر».

__________________

(١) في (ب) : «فخد».

(٢) في الأصل : «المحدر» وفي (ب) : «المحد».

(٣) ما بين المعقوفتين بياض في الأصل.

(٤) في النسخ : «عبيد الله».

٣٢

أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال : حدثنا أبو سعد ابن السمعاني قال : عبيد الله بن حمزة بن إسماعيل الموسوي علوي زاهد ورع متعبد بالغ في العبادة رضي الوجه قليل الكلام كثير الخير مشتغل بما يعنيه ، ورد بغداد حاجّا وحدث بها ، كتب عنه أبو بكر ابن كامل ، كتبت عنه بهراة. وسألته عن مولده فقال : في رمضان سنة ست وستين وأربعمائة.

وأخبرني الحاتمي قال : سمعت ابن السمعاني يقول : كتب إلى أبي الفتح محمد بن عبد الرحمن الفامي أن السيد أبا القاسم توفي يوم الجمعة رابع عشر ذي القعدة سنة خمسين وخمسمائة ودفن بباب خشك.

٣٠١ ـ عبيد الله بن حمزة بن طلحة بن علي الرازي ، أبو نصر بن أبي الفتوح :

تقدم ذكر والده ، كان من الأعيان ، ولى حجبة باب المراتب في أيام الإمام المستضيء بأمر الله إلى أن توفي في ليلة الثلاثاء الثاني والعشرين من شهر رمضان سنة خمس وسبعين وخمسمائة ، ودفن بتربتهم بالحربية وقد جاوز الأربعين.

٣٠٢ ـ عبيد الله بن خالد بن الحسن ، أبو القاسم الضرير :

روى كتاب «معاني القرآن» لأبي إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج عنه ، رواه عنه أبو محمد عبد الله بن محمد بن قاسم القلعي المغربي ، وذكر أنه قرأه عليه ببغداد في جامع المنصور في سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.

٣٠٣ ـ عبيد الله بن خلف بن علي بن الحسن بن مليح ، أبو القاسم الشروطي:

من أهل عكبرا ، كان يتولى الكتابة لقضاتها ، حدث عن أبوي بكر محمد بن الحسن ابن دريد الأزدي ومحمد بن إبراهيم الهمداني القاضي ومحمد بن حمدان السلماني (١) ، روى عنه أبو الفتح عبد الملك بن عيسى الأنصاري العكبري وأبو الحسين محمد بن عمر بن علويه القطان وأبو الفضل أحمد بن أبي عمران الهروي.

__________________

(١) في الأصل ، (ب) : «الشيلمانى» وفي (ب) : «السليماني».

٣٣

قرأت على محمد بن عبد الواحد الهاشمي عن محمد بن عبد الله بن نصر أن أبا منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز الشاهد أخبره قال : أنبأنا أبو الحسين محمد بن عمر بن علويه (١) القطان قراءة عليه ، أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن خلف بن علي بن الحسن بن مليح الشروطي ، حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن إبراهيم الهمداني ، حدثنا محمد بن مزيد بن منصور ، حدثنا عمر بن شبة ، حدثنا أبو حذيفة ، حدثنا سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي رضي‌الله‌عنه أنه كان إذا نظر إلى الهلال قال : اللهم! إني أسألك خير هذا الشهر وفتحه ونصره وبركته ورزقه ونوره وظهوره وهداه ، وأعوذ بك من شره وشر ما فيه وشر ما بعده.

أنبأنا أبو محمد بن الأخضر قال : أنبأنا المبارك بن علي الصّيرفيّ بقراءتي عليه قال : أنبأنا أبو الحسن علي بن بكر بن محمد بن حيد (٢) النيسابوري ، أنبأنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي الأزجي ، أنبأنا أبو الفضل أحمد بن أبي عمران الهروي بمكة ، حدثنا عبيد الله بن خلف العكبري بها ، حدثنا محمد بن حمدان السلماني ، حدثنا السري بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، حدثنا عبد السلام بن صالح ، حدثنا يوسف بن عطية ، حدثنا قتادة عن الحسن عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل (٣) ، العلم علم باللسان وعلم في القلب ، فأما علم القلب فالعلم النافع وعلم اللسان حجة الله على بني آدم» (٤).

٣٠٤ ـ عبيد الله بن سعد الله بن إبراهيم بن دبوس ، أبو غالب البيع :

من أهل قطيعة العجم بباب الأزج ، هكذا رأيت اسمه بخط يده في إجازة كتبها ، وهو أخو شيخنا عبد الرحمن الذي تقدم ذكره وكان الأكبر ، سمع أبا عبد الله محمد ابن أحمد بن الحسن بن الطرائفي وأبا الفضل محمد بن ناصر الحافظ وغيرهما ، وحدث باليسير ، سمع منه أصحابنا ولم يتفق لنا لقاؤه.

أخبرني أبو الحسن ابن القطيعي أنه مات في ليلة الثلاثاء العشرين من المحرم سنة

__________________

(١) في الأصل ، (ج) : «علوه».

(٢) في (ج) : «بن حيدر».

(٣) في النسخ : «وصدقه العقل».

(٤) انظر الحديث في : الكامل لابن عدى ٦ / ٢٢٩٠.

٣٤

أربع وتسعين وخمسمائة ، ودفن من الغد بباب حرب.

٣٠٥ ـ عبيد الله بن سعيد بن الحسن بن علي بن عبيد الله الخوزي (١) ، أبو منصور :

وكيل الوزير أبي المظفر بن هبيرة ، سمع أبا سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش الكاتب وأبا القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز وأبا سعد أحمد بن محمد بن شاكر ، روى لنا عنه ابن الأخضر.

حدثنا أبو محمد ابن الأخضر من لفظه قال : أنبأنا أبو منصور عبيد الله بن سعيد بن الخوزي الوكيل ، أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الكريم بن محمد بن خشيش وأنبأنا أبو الفرج بن المنعم بن عبد الوهاب الحراني قراءة عليه غير مرة قال : أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن بيان قراءة عليه قالا : أنبأنا أبو الحسن بن مخلد ، أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار ، حدثنا الحسن بن عرفة ، حدثني الوليد بن الفضل العنزي ، حدثني إسماعيل بن عبيد (٢) العجلي عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم النخعي عن علقمة ابن قيس عن عمار بن ياسر قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا عمار! أتاني جبريل آنفا فقلت : يا جبريل! حدثني بفضائل عمر بن الخطاب في السماء ، فقال لي جبريل : لو حدثتك بفضائل عمر بن الخطاب في السماء ، مثل ما لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ما نفذت فضائل عمر ، وإن عمر لحسنة من حسنات أبي بكر» (٣).

سمعت ابن القطيعي يقول : مات عبيد الله بن سعيد بن الخوزي في يوم السبت لخمس عشرة مضت من ذي الحجة سنة اثنتين وستين وخمسمائة.

٣٠٦ ـ عبيد الله بن سليمان بن وهب بن سعيد ، أبو القاسم الكاتب (٤) :

تقدم ذكر والده ، ولى الوزارة للمعتضد بالله ، وهو ولي عمه المعتمد على الله في أواخر صفر سنة ثمان وسبعين ومائتين واستولى على جميع أموره ، وكان يكفيه ويجلسه

__________________

(١) في (ج) : «الجوزي».

(٢) في (ب) : «عبيد الله».

(٣) انظر الحديث في : مجمع الزوائد ٩ / ٦٨. والفوائد المجموعة ٤٠٠. والكامل لابن عدى ٧ / ٢٥٤١.

(٤) انظر : فوات الوفيات ٢ / ٥٨.

٣٥

بين يديه ، فلما توفي المعتمد وولى المعتضد الخلافة أقر عبيد الله على وزارته إلى حين وفاته.

قال أبو العباس أحمد بن محمد بن موسى بن الفرات الكاتب : كان عبيد الله نسيج(١) وحده وواحد دهره سياسة وتدبيرا وضبطا لأمور المملكة.

أنبأنا أبو القاسم الحذاء عن أبي سعد بن الطيوري قال : أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي إذنا عن أبيه قال : حدثني عبد الله بن عمر الحارثي قال : حدثني أبي وكان يخدم في دار الموفق [و] المعتضد بعده أن المعتضد أراد أن يشهد على نفسه العدول في كتاب صدره هذا ؛ فأشهد على نفسه الشهود شهدوا جميعا أن أمير المؤمنين عبد الله أبا العباس المعتضد بالله أشهدهم على نفسه في صحة منه وجواز أمر ، وعرضت النسخة على عبيد الله بن سليمان فضرب عليها وقال : هذا لا يحسن كتبه عن الخليفة ، اكتبوا : في سلامة من جسمه وإصابة من رأيه.

قال : وأنبأنا التنوخي عن أبيه قال : حدثني الحسين بن عياش قال : حدثني شيخ من شيوخنا ـ ذكره وقد غاب عني اسمه ـ قال : حدثني أبو عبد الله ابن أبي عون قال : استقر عندي عبيد الله بن سليمان فدخلت عليه يوما في حجرة كنت أفردته فيها من داري ، فقام إلى فقلت له ممازحا كما جرى على لساني : يا سيدي! إخبأ لي هذا القيام إلى وقت انتفع به ، قال : فلما كان بعد مدة انتقل من عندي ، فما مضت الأيام يسيرة حتى ولى الوزارة فقال لي أهلي : لو قصدته ، وكان حالي إذ ذاك صغيرة ، فقلت لهم : لا أفعل وأنا في ستر وقصدي له الآن كأنه اقتضاء لثمن معروف أستدعيه (٢) لنفسي ، ما أرضى لنفسي بهذا ، ولو كان لي عنده خير لابتدأني ، وبت ليلتي مفكرا وكان يوم الخلع ، فلما كان في السحر جاءني فراشه برقعة بخطه يعاتبني على ما جرى عنه ويستدعيني ، فصرت إليه وإذا هو جالس والخلق عنده ، فلما صرت مع دسته (٣) قام لي قائما وعانقني وقال لي : أرى هذا وقتا ينتفع فيه بقيامي لك وجلس وأجلسني معه على طرف الدست. فقبلت يده وهنأته ودعوت له ، ومضيت ساعة فإذا قد

__________________

(١) في الأصل : «نسيح» وفي (ب) ، (ج) : «فسيح».

(٢) في النسخ : «اسندنبه».

(٣) في (ب) : «سمه».

٣٦

استدعاه المعتضد فقام وأمرني ألا أبرح فجلست وامتدت العيون إليّ وخوطبت في الوقت بأجل خطاب وعوظمت ، ثم عاد عبيد الله ضاحكا وأخذ بيدي إلى دار الخلوة وقال : ويحك إن الخليفة استدعاني بسببك وذلك أنه كوتب بخبرنا وخبر قيامي لك في مجلس الوزارة ، فلما استدعاني الآن بدأ ينكر عليّ وقال : تبذل مجلس الوزارة بالقيام لتاجر ، ولو كان هذا لصاحب طرف كان محظورا أو ولي عهد كان كثيرا ، واحذر تتجاوز ذلك ، فقلت : يا أمير المؤمنين! لم يذهب على حق المجلس وتوفية الرتبة حقها ، ولكن لي عذر ، فإن رأى أمير المؤمنين أن يسمعه ثم ينفذ (١) حكمه فيّ ، أخبرته بخبري معك واستتاري عندك ، فقال : أما الآن فقد عذرتك ولكن لا تعاود ، فانصرفت ؛ ثم قال لي عبيد الله : يا أبا عبد الله! إني قد شهرتك شهرة إن لم يكن معك مائة ألف دينار معدة للنكبة هلكت ، فيجب أن تحصلها لك لهذه (٢) الحال فقط ، ثم يحصل لك نعمة بعدها تسعك وعقبك ، فقلت : أنا عبد الوزير وخادمه ومؤمله ، فقال : هاتوا (٣) فلانا الكاتب! فجاء فقال : أحضر التاجر الساعة نسعر مائة ألف كر من غلات السلطان بالسواد [عليهم] (٤) ما تساوي وعرفني ، فخرج وعاد بعد ساعة وقال : قد قررت (٥) ذلك معهم ، فقال له : بع على أبي عبد الله هذه المائة الألف الكر ينقصان دينار واحد مما قررت به السعر مع التجار وبعه له عليهم بالسعر المقرر معهم وطالبهم أن يعجلوا له فضل ما بين السعرين اليوم وأجرهم بالثمن إلى أن يستلموا الغلات واكتب إلى النواحي بتقبيضهم إياها ، قال : ففعل ذلك وقمت من المجلس وقد وصل إلى مائة ألف دينار في بعض يوم وما عملت شيئا ، ثم قال لي : اجعل هذه أصلا لنعمتك ومعدة لنكبة ولا يسألنك أحد من الخلق شيئا إلا أخذت رقعته ووافقته على أجرة ذلك وخاطبني (٦) ، قال : كنت أعرض عليه في كل يوم ما يصل إليّ بما فيه ألوف دنانير وأتوسط الأمور الكبار وأداخل في المكاسب الجليلة حتى بلغت النعمة إلى هذا الحد ، وكنت ربما عرضت عليه رقعة فيقول : كم ضمن لك عليها ، فأقول : كذا

__________________

(١) في (ب) : «تنفذ» وفي الأصل ، (ج) : «ينفد».

(٢) في (ج) : «هذه».

(٣) في النسخ : «هاتم».

(٤) ما بين المعقوفتين زيادة من فوات الوفيات.

(٥) في الأصل : «قرردت».

(٦) في (ب) : «خاطبتني» وفي (ج) : «خاصبتنى».

٣٧

وكذا ، فيقول : هذا غلط هذا يساوي كذا وكذا ، ارجع فاستزد ، فأقول : إني أستحيي ، فيقول : عرفهم أني لا أقضي لك ذلك إلا بهذا القدر وأني رسمت لك هذا المال ، قال : فأرجع فأستزيد ما يقوله لي فأزاد.

قال : وأنبأنا التنوخي عن أبيه قال : حدثني أبي قال : سمعت القاضي أبا عمر يقول: عرض إسماعيل القاضي وأنا معه على عبيد الله بن سليمان رقاعا في حوائج الناس ، فوقع فيها فعرض أخرى فخشي أن يكون قد ثقل عليه فقال له : إن جاز (١) أن يتطول الوزير أعزه الله بهذا التوقيع (٢) فوقع ، وعرض أخرى وقال : إن أمكن الوزير أن يجيب إلى هذا فوقع ، ثم عرض أخرى وقال : إن سهل على الوزير أن يوقع فوقع ، وعرض أخرى وقال شيئا من هذا الجنس ، فقال له عبيد الله : يا أبا إسحاق! كم تقول إن أمكن وإن جاز وإن سهل ، من قال لك إنه يجلس هذا المجلس ثم يتعذر عليه فعل شيء على وجه الأمور فقد كذبك (٣) هات رقاعك كلها في موضع واحد ، قال فأخرجها إسماعيل من كمه وطرحها لحضرته (٤) فوقع فيها فكانت مع ما وقع فيه قبل الكلام وبعده نحو ستين رقعة.

قرأت في كتاب «أخبار الوزراء» لمحمد بن عبدوس الجهشياري قال : كان عبيد الله ابن سليمان يرعى يسير الحرمة ويحافظ على قليل الخدمة ، وكان ممن خدمه في نكبته رجل يعرف بيعقوب الصائغ وكان عاميا ساقطا وكان يحتمل سقوطه ونقصه وتحركه ويرفع منه حتى قلده الحسبة بالخضرة وكان لها إذ ذاك مقدار ، فلما عزم عبيد الله على الشخوص إلى الجبل جلس يوما للنظر فيما يحمل معه من خزانته (٥) ومن يشخص معه لخدمته ، ويعقوب الصائغ حاضر للخاصية (٦) التي كانت له به ، فأمر ما يحمل معه ، فلما انتهى إلى فصل منه قال له يعقوب بغباوته : ويحمل كفن وحنوط ، فتطيّر عبيد الله وقطب وأعرض عنه ثم أخذ يأمر وينهى ، فلما انتهى إلى فصل من كلامه أعاد يعقوب الصائغ القول فقال : يحمل كفن وحنوط ، فأعرض عبيد الله

__________________

(١) في النسخ : «إن جاد».

(٢) في الأصل ، (ج) : «بهذا الوقيع».

(٣) في الأصل ، (ب) : «كذلك».

(٤) في (ج) ، (ب) : «فخضرته».

(٥) في (ج) : «من خزائنه».

(٦) في (ج) : «للخاضبه».

٣٨

ضجرا ثم عاد فأمر ونهى فلما أمسك قال له الصائغ ثالثة ، كفن وحنوط ، فأظهر عبيد الله الضجر ثم قال له : يا هذا أتخاف على مثلي إن مات أن يصلب أو يطرح على قارعة الطريق بغير كفن ، إن تعذر الكفن كفنوني في ثيابي.

وقال الجهشياري : حكى محمد بن أحمد بن أبي البغل قال : كنت مع عبيد الله بن سليمان وقد ركب بنهاوند ليروض جسمه فخرج إلى الصحراء فسار فيها ثم انصرف راجعا وكان رجع من أبوابها وكان له حاجب يقال له خفيف ، كان غليظا غبيا ، فقال له : تستأذننا في الطريق ندخل من حيث خرجنا ، فقال له عبيد الله : أما أنا فلا.

أنبأنا ذاكر بن كامل الحذاء عن أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي أن أبا الحسن هلال بن المحسن الكاتب بخطه قال : حدثني أبو إسحاق قال : حدثني أبو أحمد عبيد الله ابن طاهر قال : كان أبو القاسم عبيد الله بن سليمان بن وهب وأبوه صديقين لي فلما أفضت وزارة المعتضد بالله إلى عبيد الله خدمه الناس فلحقني في بعض أيام (١) قصدي له حجاب قليل فكتبت إليه :

آن بلغت الذي كنا نؤمله

واستحكمت يعني وارتاح ألافي

أنكرت منك أمورا كنت أعهدها

من حسن بدء وإكرام وألطاف

واستصعب الإذن إلا أن تعرفه

أولا فمطرح في مدرج الشافي

ولست بالباب إن عزت (٢) مداخله

ولج آذنه يوما بوقاف

فإني لي الضيم أني لا ألائمه

وانني خلف من خير أسلاف

لو لا يد سبقت لي منك صالحة

الفيتني في محل القاطع الجافي

لكنني رهن معروف سبقت به

حتى أجازيك الحسنى بأضعاف

فلما كان من غد جاءني معتذرا.

أنبأنا أبو القاسم الحذاء عن أبي غالب الذهلي قال : أنبأنا هلال بن المحسن إذنا قال : أنشدني والدي علي بن المحسن إذنا ، أنشدني أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن زنجي الكاتب قال : أنشدني الوزير أبو علي الحسين بن القاسم بن عبيد الله قال : أنشدني الوزير أبو الحسين القاسم بن عبيد الله قال : أنشدني الوزير أبو القاسم

__________________

(١) في (ج) : «بعض الأيام».

(٢) في (ج) : «عدت».

٣٩

عبيد الله بن سليمان لنفسه :

كفاية (١) الله خير من توقينا

وعادة الله في الماضين تكفينا

كاد الأعادي فلا والله ما تركوا

قولا وفعلا وتلقينا وتهجينا

ولم نزد (٢) نحن في سر ولا علن

شيئا على قولنا يا ربنا اكفينا

فكان ذاك (٣) ورد الله حاسدنا

بغيظه لم ينل تقديره فينا

ذكر الصولي أن مولد عبيد الله بن سليمان بن وهب سنة ست وعشرين ومائتين.

قرأت في كتاب «التاريخ» لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري قال : وفيها يعني سنة ثمان وثمانين ومائتين في يوم الثلاثاء لأربع عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر توفي عبيد الله بن سليمان الوزير ودفن في داره وصلى عليه ابنه أبو الحسين ، فكانت مدة تقلده الوزارة للمعتضد عشر سنين وشهرين وعشرة أيام.

حدثنا عبد الرحمن بن عمر الواعظ قال : أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ قراءة عليه عن ابن نصر المؤتمن بن أحمد الساجي قال : أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي العميري قراءة عليه عن إسحاق بن إبراهيم القراب قال : سمعت أبا الفضل بن أبي عمران الصوفي يقول : سمعت محمد بن موسى ، سمعت محمد بن محمد بن عثمان دخل عبد الله بن المعتز على القاسم بن عبيد الله وقد أصيب بأبيه فأنشأ يقول :

إني معزيك لا أني على ثقة

من الخلود ولكن سنة الدين

فما المعزى بباق بعد صاحبه

ولا المعزى وإن عاشا إلى حين

فلما درج في أكفانه فأنشأ يقول :

قد استوى الناس ومات الكمال

وقال صرف الدهر : أين الرجال

هذا أبو القاسم في قبره

قوموا انظروا كيف تزول الجبال

فلما حملته الرجال على أعناقها أنشأ يقول :

__________________

(١) في (ج) : «كناية».

(٢) في (ج) ، (ب) : «نرد».

(٣) في الأصل ، (ب) : «ذلك».

٤٠