تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٧

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٧

المؤلف:

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٢١٥

كانت الخيرة بيده ، ومن عرض نفسه (١) للتهمة (٢) فلا يلومن من أساء به الظن ، وعليك بإخوان الصدق تعش في أكنافهم فإنهم زينة في الرخاء وعدة في البلاء ، ولا تهاونوا بالحلف بالله عزوجل فيهينكم الله ، ولا تسأل عما لم يكن فإن (٣) فيما قد كان شغلا عما لم يكن ، ولا تعرض بما لا يعنيك ، وعليك (٤) بالصدق [و] (٥) إن قتلك الصدق ، ولا تطلب حاجتك إلى من لا يحب نجاحها (٦) لك ، واعتزال عدوك واحذر صديقك إلا الأمين ، ولا أمين إلا من خشي الله ، ولا تصحب الفجار فتعلم من فجورهم ، وذل عند الطاعة واستعصم (٧) عند المعصية ، وتخشع عند القبور ، واستشر في أمرك الذين يخشون الله فإن الله تعالى يقول : (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ).

٤٥٨ ـ عثمان بن محمد بن الحسن ، أبو عمرو (٨) الدقاق ، المعرف بابن قديرة:

من أهل باب البصرة ، والد شيخنا عبد الله الذي تقدم ذكره ، سمع أبا البدر إبراهيم ابن محمد بن منصور الكرخي مع ولده ، وحدث باليسير ، سمع منه شيخنا أبو بكر محمد ابن المبارك بن محمد بن مشّق (٩) البيع وغيره.

أخبرني خطاب بن أبي بكر بن خطاب الفارسي قال : أنبأنا عثمان بن محمد بن الحسن الدقاق ، أنبأنا أبو البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وأنبأنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين بقراءتي عليه ، أنبأنا أبو غالب محمد بن الحسن الماوردي قراءة عليه ، أنبأنا أبو علي علي بن أحمد التستري قالا : أنبأنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي ، حدثنا أبو علي محمد بن عمرو اللؤلؤي ، حدثنا أبو داود السجستاني ، حدثنا محمد بن منصور ، حدثنا

__________________

(١) في (ب) ، (ج) : «عرض بنفسه».

(٢) في (ب) : «ولمهه».

(٣) في الأصول : «كان».

(٤) في الأصل : «إليك».

(٥) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٦) في (ج) : «لحالها».

(٧) في الأصول : «استعص».

(٨) في الأصل : «أبو عمر».

(٩) في (ج) : «مشتق».

١٦١

يعقوب ، حدثنا أبي عن ابن إسحاق قال : حدثني أبان بن صالح عن الحكم بن عتيبة (١) عن عبد الرحمن بن (٢) أبي ليلى عن كعب بن (٣) عجرة قال : أصابني هوام في رأسي وأنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عام الحديبية حتى تخوفت على بصري ، فأنزل الله فيّ : (فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ) ـ الآية ، فدعاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال لي : «احلق رأسك وصم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين فرقا من زبيب أو انسك بشاة» فحلقت رأسي ثم نسكت (٤).

أنبأنا أبو بكر بن مشّق ونقلته من خطه قال : مات عثمان بن محمد بن الحسن الدقاق في يوم الثلاثاء خامس المحرم سنة ست وثمانين وخمسمائة ، وكان مولده في سنة ست وخمسمائة.

٤٥٩ ـ عثمان بن محمد بن الحسين بن نصير المدني ، أبو عمرو السقلاطوني :

من أهل دار القز ، سمع الشريف أبا نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي وأبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي وأبا المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم البقال وأبا الفضل محمد بن أحمد بن محمد العاقولي وغيرهم ، وحدث باليسير ، روى عنه أبو المعمر الأنصاري وشيخنا عمر بن محمد بن طبرزد ، وكان شيخا صالحا متدينا.

أنبأنا عمر بن محمد المؤدب قال : أنبأنا عثمان بن محمد بن الحسين بن نصير المدني (٥) قراءة عليه وأنبأنا زيد بن ثابت الوراق بقراءتي عليه ، حدثنا علي بن المبارك الجصاص قالا : أنبأنا ثابت بن بندار ، أنبأنا الحسن بن أحمد البزاز ، حدثنا القاضي أبو بكر أحمد بن كامل ، حدثنا أحمد بن محمد بن غالب ، حدثنا دينار عن أنس قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا إله إلا الله كلمة عظيمة كريمة على الله تعالى ، من قالها مخلصا استوجب الجنة ، ومن قالها كاذبا عصمت ماله ودمه ، وكان مصيره إلى النار» (٦).

__________________

(١) في الأصول : «عن عيينة».

(٢) في الأصول : «عن».

(٣) في الأصول : «عن أخيه عن».

(٤) انظر الحديث في : المعجم الكبير ١٩ / ١٠٩ ، ١٢١.

(٥) في الأصل ، (ج) : «نصر المدني» وفي (ب) : «نصر الدين».

(٦) انظر الحديث في : كنز العمال ٢٢٧. وأمالى الشجري ١ / ٢٥.

١٦٢

قرأت في كتاب أبي الحسن علي بن هبة الله بن مسعود البزاز بخطه قال : سألته ـ يعني عثمان بن نصير عن مولده ، فقال : في النصف من رجب سنة ثمان وخمسين وأربعمائة.

قرأت في كتاب أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري بخطه قال : توفي جارنا عثمان بن نصير المقرئ ليلة الاثنين خامس عشري المحرم سنة ثلاثين وخمسمائة ، وصليت عليه وحمل إلى مقبرة باب حرب فدفن فيها.

٤٦٠ ـ عثمان بن محمد بن سعيد ، أبو القاسم السلمي المغني ، المعروف بابن الأصفر :

غلام الشريف أبي الحسن إبراهيم بن عبد السلام البصري الهاشمي ، روى عنه القاضي أبو علي التنوخي حكايات من كتاب «نشوار المحاضرة» من جمعه.

أنبأنا عبد الواحد بن علي الأمين عن محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال : أنبأنا أبو القاسم علي بن القاضي أبي علي المحسن بن علي بن محمد التنوخي إذنا عن أبيه قال : حدثني عثمان بن محمد بن سعيد السلمي البغدادي المغني ويعرف بأبي القاسم ابن الأصفر غلام ابن عبد السلام الهاشمي قال : حدثني بلطون (١) بن منجوا أحد قواد الحجوية (٢) قال : حدثني غلام ابن المسروق (٣) العدل البغدادي قال : كان مولاي مكرما لي فاشترى جارية وزوجنيها ، فأحببتها حبا شديدا وبغضتني بغضا شديدا ، وكانت تنافرني دائما ، واحتملتها إلى أن أضجرتني يوما ، فقلت لها : أنت طالق ثلاثا بتاتا لا خاطبتني بشيء إلا خاطبتك بمثله ، فقد (٤) أفسدك احتمالي لك ، فقالت لي في الحال : أنت طالق ثلاثا بتاتا ، قال : فأبلست ولم أدر ما أجيبها خوفا أن أقول لها مثل ما قالت فتطلق ، فسكت في الحال وخرجت إلى مولاي فقلت له ما جرى ، فقال : قد طلقت منك وأنا أزوجك غيرها فطلقها طلاقا صحيحا ، فقلت : يا مولاي إن تم على طلاقها قتلت نفسي غما لها فالله الله فيّ ، فقال لي : فامض فاستفت الفقهاء ، قال :

__________________

(١) هكذا في الأصل ، (ج) : «لمطلون».

(٢) هكذا في الأصول.

(٣) في (ج) : «المزوق».

(٤) في (ج) : «بعد».

١٦٣

فطفت على جماعة فأفتوني بأنها لا بد أن تطلق وأن عليّ أن أجيبها مثل ما قالت فتصير بذلك طالقا مني ، قال : فأرشدت إلى أبي جعفر الطبري وأخبرته بما جرى ، فقال لي : امض ولا تعاود الأيمان ، وأقم على زوجتك بعد أن تقول لها أنت طالق ثلاثا بتاتا إن أنا طلقتك ، فتكون قد خاطبتها بمثل ما خاطبتك به فوفيت يمينك ولم تطلقها.

٤٦١ ـ عثمان بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن المغيرة بن عمرو بن عثمان ابن عفان :

روى عن عبد الله بن نافع الصائغ رسالة (١) مالك بن أنس ، رواها عنه ابنه عبيد الله، وقد ذكره الخطيب في التاريخ.

٤٦٢ ـ عثمان بن محمد بن الفضل بن معصوم الرصافي :

حدث عن محمد بن يزيد (٢) الآملي ، روى عنه أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس في أماليه.

أنبأنا أبو منصور بن أبي القاسم البزاز أن محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله البزاز أخبره عن أبيه قال : حدثنا أبو الفتح بن أبي الفوارس إملاء ، حدثنا عثمان بن محمد بن الفضل بن معصوم الرصافي في مسجد جامع الرصافة ، حدثنا محمد بن يزيد الآملي ، حدثنا محمد بن إسماعيل الفزاري ، حدثنا محمد بن كثير العبدي ، أنبأنا سليمان ابن كثير عن الفرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ابن عباس أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أراد أن يبعث رجلا في حاجة قد أهمته وأبو بكر عن يمينه وعمر عن يساره ، فقال له علي : ما منعك (٣) من هذين؟ قال : «كيف أبعث هذين وهما من الدين بمنزلة السمع والبصر من الرأس»(٤).

٤٦٣ ـ عثمان بن محمد ، أبو عبد الله الحواجبي الصوفي :

ذكره أبو العباس أحمد بن محمد بن زكريا النسوي الصوفي في كتاب «تاريخ الصوفية» من جمعه ، وذكر أنه بغدادى من ظراف الصوفية ، طيب القلب ، سافر الكثير

__________________

(١) في الأصل ، (ج) : «وسأله».

(٢) في الأصل ، (ج) : «زيد».

(٣) في (ب) : «ما يمنعك».

(٤) انظر الحديث في : مجمع الزوائد ٩ / ٥٢. وكنز العمال ٣٢٦٧٢ ، ٣٦١٢٣.

١٦٤

ولقي الشيوخ ، وكان قد صحب أبا العباس بن عطاء ، قال : وسكن مكة ورأيته بها في آخر عمره ، وكان قد أقعد وضعف بصره ، وكان يقعد بباب إبراهيم في المسجد الحرام ، ولم أسمع منه شيئا ، حدثنا عنه أبو جعفر إسماعيل الموسوي بمكة قال : سمعت داهر بن داهر [بن](١) وراق أبو خليفة يقول (٢) ـ فذكر حكاية.

كتب إليّ أبو المظفر بن السمعاني قال : أنبأنا أبو نصر الحرضي ، أنبأنا أبو بكر المزكي ، أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي قال : أبو عبد الله الحواجبي بغدادي ، كان عالما بعلوم القوم ، وكان أبو علي الروذباري يميل إليه في حداثته ، مات بمكة ، وذكر أبو العباس النسوي أنه مات بمكة بعد السبعين والثلاثمائة.

٤٦٤ ـ عثمان بن محمد ، أبو عمرو (٣) الرفاء القطيعي :

من أهل شارع العتابيين بالجانب الغربي ، حدث عن أبي القاسم البغوي ، روى عنه أبو سعيد الأصبهاني في معجم شيوخه.

قرأت على أبي محمد سفيان بن إبراهيم العبدي وحامد بن محمد الأعرج بأصبهان عن أبي طاهر محمد بن أبي نصر التاجر أن أبا القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق ابن مندة أخبره قال : أنبأنا أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو النقاش قراءة عليه قال : أنبأنا أبو عمرو عثمان بن محمد الرفاء القطيعي ببغداد حدثنا أبو القاسم المنيعي ، حدثنا أحمد بن حنبل ، حدثنا سفيان عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال : أبصر (٤) النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم رجلا يعاتب أخاه في الحياء ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «دعه فإن الحياء من الإيمان» (٥).

أخبرناه عاليا عبد الوهاب بن علي الأمين قال : أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي ، أنبأنا محمد بن محمد بن علي الهاشمي ، أنبأنا محمد بن عمر الوراق ، حدثنا المنيعي فذكره.

قرأت في كتاب «معجم شيوخ أبي نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ الأصبهاني» بخطه

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) في الأصل ، (ج) : «قال لي أبو خليفة» زيادة على ما في (ب).

(٣) في الأصول : «أبو عمر».

(٤) في (ج) : «أنصر».

(٥) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الإيمان ٥٩. وفتح الباري ١٠ / ٣٣٨ ، ٥٢٢.

١٦٥

قال : حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد الرفاء ببغداد بشارع العتابيين وما كتبت عنه غيره ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، حدثنا أحمد بن حنبل فذكره.

٤٦٥ ـ عثمان بن المظفر بن محمد ، أبو عمرو ، المعروف بابن البازيار :

من أهل الحريم الظاهري ، شيخ مسن ، سمع بعد علو سنه من أبي الفتح بن عبد الباقي بن البطي وأبي محمد لاحق بن علي بن منصور بن كارة وغيرهما ، وأضر في آخر عمره، كتبنا عنه شيئا يسيرا ، وكان لا بأس به.

أخبرنا عثمان بن مظفر بقراءتي عليه قال : أنبأنا أبو محمد بن كاره ، أنبأنا محمد بن سعيد الكرخي ، أنبأنا أبو علي بن شاذان ، أنبأنا عثمان بن أحمد الدقاق ، حدثنا [أحمد ابن] (١) حنبل ، حدثنا الحسين بن محمد ، حدثنا أيوب بن جابر عن سماك عن جابر بن عبد الله قال : «كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصلي بنا المكتوبة صلاة لا يطيل فيها ولا يخفف وسطا من ذلك ، وكان يؤخر العتمة» (٢).

توفي عثمان بن البازيار في سنة ست عشرة وستمائة وقد جاوز الثمانين.

٤٦٦ ـ عثمان بن مقبل بن قاسم بن علي ، أبو عمرو ، الواعظ الحنبلي (٣) :

من أهل ياسرية ، قرية قريبة من بغداد على نهر عيسى ، قدم بغداد في صباه وقرأ المذهب والخلاف حتى حصل منهما طرفا صالحا ، وطلب الحديث وسمع الكثير وكتب وحصل ، وكان يسكن بالمأمونية يدرس ويفتي ويعقد مجلس الوعظ ، سمع أبا الحسين بن يوسف وأبا محمد بن الخشاب وأبا الفتح بن شاتيل وأبا السعادات بن زريق والكاتبة شهدة وجماعة غيرهم ، وجمع لنفسه معجما في مجلدة وحدث ، ولم يكن له معرفة بالحديث والإسناد ، وقد صنف كتبا في التفسير والوعظ والفقه والتواريخ ، وفيها غلط كثير لقلة معرفته بالنقل (٤) لأنه كان صحفيا ينقل من الكتب ولم يأخذه من الشيوخ ، وكان خطه في غاية الرداءة ؛ كتبت عنه ، وكان متدينا صالحا حسن الطريقة ، لازما لبيته قليل المخالطة للناس.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) انظر الخبر في : مسند الإمام أحمد ٥ / ٨٩.

(٣) انظر : شذرات الذهب ٥ / ٦٩. ومعجم البلدان ٨ / ٤٩١.

(٤) في (ج) : «معرفته النقل».

١٦٦

أخبرنا عثمان بن مقبل الياسري بقراءتي عليه قال : أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن الفرج الكاتبة ، أنبأنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن البطر ، أنبأنا عبد الله بن عبيد الله ، حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي ، حدثنا يعقوب الدورقي ، حدثنا علي بن ثابت عن الحسن بن دينار عن الأسود بن عبد الرحمن عن هصان بن كاهن عن أبي موسى الأشعري عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما أكل يتيم مع قوم في صحفتهم ـ أو قصعة ـ فيقرب صحفتهم الشيطان»(١).

ذكر لنا عثمان الياسري أن مولده تقديرا في سنة خمسين وخمسمائة ، وتوفي يوم الخميس الحادي والعشرين من ذي الحجة من سنة [ست] (٢) عشرة وستمائة ، وصلى عليه بكرة الجمعة (٣) بجامع القصر ودفن بباب حرب.

٤٦٧ ـ عثمان بن نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن الحسن ابن منازل (٤) القزاز الشيباني ، أبو عمرو بن أبي السعادات بن أبي منصور بن أبي غالب، المعروف بابن زريق :

من ساكني خرابة الهراس ، من أولاد المحدثين ، حدث هو وأبوه وجده وجد أبيه ، ذكر لنا أنه سمع من جده ولم نظفر (٥) له عنه بشيء ، بل وجدنا سماعه من والده فكتبنا عنه شيئا يسيرا ، وكان شيخا صالحا حسن الأخلاق لا بأس به.

أخبرنا عثمان بن نصر الله بن عبد الرحمن القزاز ، أنبأنا أبي ، أنبأنا أبو سعد محمد ابن عبد الكريم بن حشيش ، أنبأنا الحسن بن أحمد بن شاذان ، أنبأنا أبو بكر محمد بن جعفر الأدمي ، حدثنا عبد الله بن الحسن الهاشمي ، حدثنا عبد الله بن بكر السهمي ، حدثنا هشام بن أبي عبد الله عن يحيى بن أبي كثير عن أبي جعفر أنه سمع أبا هريرةرضي‌الله‌عنه يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا بقي ثلث الليل ينزل الله إلى سماء الدنيا فيقول : من ذا الذي يدعوني أستجيب له ، من ذا الذي يستغفرني أغفر له ، من ذا الذي يستكشفني الضر أكشفه عنه ، من ذا الذي يسترزقني أرزقه ـ حتى ينفجر الفجر» (٦).

__________________

(١) انظر الحديث في : كنز العمال ٦٠٣٨.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) في الأصول : «بكرة الجامع».

(٤) في تاج العروس ك «بن مبارك».

(٥) في (ج) : «لم يظفر».

(٦) انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ٢٥٨. ومجمع الزوائد ١٠ / ١٥٤.

١٦٧

سألت عثمان عن مولده ، فقال : في سلخ ذي الحجة سنة ثمان وعشرين وخمسمائة ، وتوفي في النصف من شهر رمضان سنة أربع عشرة وستمائة ، ودفن بباب حرب.

٤٦٨ ـ عثمان بن نصر بن منصور بن العطار الحراني ، أبو عمرو (١) التاجر :

كان من وجوه الناس وذوي الثروة الواسعة والمكانة والجاه عند الأكابر ، سمع الحديث الكثير من أبي الوجوه الصوفي ونصر بن نصر بن العكبري وأبي المظفر بن الشبلي وأبي الفتح بن البطي ومن خلق كثير غيرهم ، وحدث باليسير ، سمع منه ولده عبد الله وإبراهيم بن علي بن بكروس ومحمد بن النفيس بن منجب (٢) الرزاز ، ورأيته كثيرا ولم يتفق لي أن أكتب عنه شيئا.

توفي سحرة يوم الجمعة السابع عشر من ذي القعدة من سنة خمس وتسعين وخمسمائة، وصلى عليه من الغد بجامع القصر ، ودفن بباب حرب ، وقد جاوز الخمسين.

٤٦٩ ـ عثمان بن أبي نصر بن منصور الوتار ، أبو الفرج المسعودي الواعظ ، الفقيه الحنبلي :

من أهل المسعودة ، تفقه على أبي الفتح بن المنى ، وكان يتكلم في مسائل الخلاف ، ويناظر الفقهاء ، ويعقد مجلس الوعظ ، وسمع الحديث من الكاتبة شهدة بنت أحمد الآبري ومن خديجة بنت أحمد بن الحسن النهرواني ومن جماعة من المتأخرين ، وشهد عند قاضي القضاة أبي صالح الجيلي في السادس عشرة من ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين وستمائة فقبل شهادته ثم إنه منع من الشهادة على الناس في رجب سنة خمس وعشرين ، وأذن له في الشهادة على القضاءة في السجلات ، كتبنا عنه ، وكان كيسا حسن الأخلاق متوددا.

أخبرنا عثمان بن أبي نصر المسعودي قال : أخبرتنا خديجة بنت أحمد ، أنبأنا الحسين

__________________

(١) في (ج) : «أو عمر».

(٢) في الأصل : «من منجب».

١٦٨

ابن أحمد بن محمد بن طلحة ، أنبأنا علي بن محمد بن عبد الله ، أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار ، حدثنا عباس بن محمد الدوري ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا إسرائيل ، حدثني ثوير ابن أبي فاختة قال : سمعت أنس بن مالك يقول : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الزبيب والتمر أن يخلطا.

توفي المسعودي في يوم الأربعاء السابع والعشرين من جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وستمائة ، وصلى عليه من الغد بالمدرسة النظامية ، ودفن بباب حرب وقد قارب السبعين.

٤٧٠ ـ عثمان بن يحيى بن عيسى بن الحسن بن إدريس :

من أهل الأنبار ، أخو محمد الذي قدمنا ذكره ، سمع ببغداد أبا زرعة طاهر بن محمد ابن طاهر المقدسي ، ولا أدري حدث بشيء أم لا ، كان مولده بالأنبار في سنة ثمان عشرة وخمسمائة تقديرا ، وتوفي ببغداد في سنة سبع وتسعين وخمسمائة ، ودفن بمقبرة جامع المنصور.

٤٧١ ـ عثمان بن يوسف بن أيوب ، الكاشغري الأصل البغدادي المولد والدار، أبو عمرو (١) :

من ساكني سوق العميد وكان والده يعرف بابن زريق ، من أهل كاشغر ، سكن بغداد ، وكان يخدم في إصطبل الإمام المستظهر بالله ، وولد عثمان هذا ببغداد ونشأ بها ، وتفقه على مذهب أبي حنيفة ، وسمع الحديث مع أولاده ببغداد من أبي الفتح بن (٢) البطي وأبي بكر بن النقور وأبي المعالي بن حنيفة وأبي طالب بن خضير (٣) وأمثالهم ، وبواسط من أبي جعفر هبة الله بن يحيى بن الحسن بن البوقي ، سمع منه عبد الغني بن عبد الواحد الحافظ وأبو عمر محمد بن أحمد بن قدامة وأخوه عبد الله المقدسيون في شوال سنة خمس وستين وخمسمائة ، وسمع بدمشق من أبي القاسم علي ابن الحسن بن هبة الله الشافعي وغيره.

__________________

(١) انظر الجواهر المضية ١ / ٣٤٦. وفي (ج) : «أبو على عمرو».

(٢) «الفتح بن» ساقطة من (ج).

(٣) في (ب) : «حضر».

١٦٩

سألت إبراهيم بن عثمان الكاشغري عن وفاة والده ، فقال : مات بواسط بالسنة التي ولى فيها أردن واسطا ، وقد جاوز الستين ، وذلك في سنة ست أو سبع وستين.

٤٧٢ ـ عثمان الفوطي :

ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في «تاريخ الصوفية» من جمعه وقال : بغدادي ، [من] (١) متأخري أصحاب الشبلي ومن في عصره ، ولم يزد على هذا ، نقلته من أصله وخطه.

٤٧٣ ـ عدنان بن محمد بن الحسين بن موسى بن أحمد الموسوي (٢) :

وكان والده أبو الحسن يلقب بالرضي ، صاحب الشعر المليح ، وجده أبو أحمد قد تقدم ذكره في هذا الكتاب ، وعدنان هذا قلد النقابة على الطالبيين ، وأمر الحج والحرمين بعد وفاة عمه المرتضى أبي القاسم علي في يوم الاثنين النصف من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين وأربعمائة ، وخلع عليه السواد والطيلسان ، وكتب له العهد بالتقليد.

أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين عن حمزة بن المظفر بن حمزة (٣) الحاجب قال : أنبأنا القاضي عزيزي بن عبد الملك الجيلي قراءة عليه قال : أنشدني ذو الحسبين أبو أحمد عدنان لأبيه الرضي أبي الحسن محمد بن أحمد الموسوي :

حيرني روض على خده

ويلي من ذاك وويلي عليه

قد شهد القلب على طيه

من قبل أن يسمع من رائديه

أي جنى (٤) يقطف من حسنه

وكل ما فيه حبيب إليه

نرجسي عينه (٥) أم وردتي

خديه (٦) أم ريحانتي عارضيه

ذكر هلال بن المحسن الكاتب ونقلته من خطه أن أبا أحمد عدنان بن الرضي أبي

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) انظر : الأعلام ٥ / ٧. والكامل ٩ / ٢٢٢.

(٣) في (ب) : «عن حمزة».

(٤) في الأصل : «إلى حتى» وفي (ب) : «أى حتى».

(٥) في (ج) : «عيناه».

(٦) في الأصل ، (ب) : «خدته».

١٧٠

الحسن الموسوي ولد في يوم الجمعة السادس من رجب سنة أربعمائة ، وقال أبو الفضل ابن الحسن بن خيرون : مات الطاهر أبو أحمد عدنان بن الرضي نقيب العلوية ظهر يوم الاثنين، ودفن يوم الثلاثاء لعشر بقين من ذي الحجة سنة تسع وأربعين وأربعمائة في داره بالبركة ، وصلى عليه نقيب الهاشميين أبو علي بن الأفضل بن [أبي] (١) تمام الهاشمي ، وذكر أبو الحسن بن الهمداني أن بناته لم يتزوجن قط ، وأنهن في الدار التي دفن فيها ، ونقلته إلى مشهد الحسين بن علي بن أبي طالب إلى عند أهله.

٤٧٤ ـ عدنان بن محمد بن عدنان بن محمد بن علي ، أبو هاشم الزينبي :

من أهل شارع دار الرقيق (٢) ، وهو أخو عبد الرحمن الذي قدمنا ذكره ، سمع الكثير بإفادة والده من أبي القاسم علي بن الحسين الربعي وأبي سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش وأبي العز محمد بن المختار بن المؤيد وأبي علي محمد بن محمد بن عبد العزيز (٣) بن المهدي وأبي غالب شجاع بن فارس الذهلي وغيرهم ، روى عنه أبو سعد بن السمعاني ، وروى لنا عنه ابن الأخضر.

أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر قال : أنبأنا أبو القاسم عدنان بن محمد بن عدنان الزينبي قراءة عليه ، أنبأنا علي بن الحسين بن عبد الله ، حدثنا الحسن ابن محمد الخلال إملاء ، حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان إملاء ، حدثنا علي بن الحسن ابن سليمان القطيعي ، حدثنا أبو همام ، حدثنا ابن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث عن عبد ربه (٤) بن سعيد عن أبي الزبير عن جابر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «تداووا فإذا أصيب الدواء برأ بإذن الله عزوجل».

أنبأنا أبو بكر محمد بن المبارك بن المشق البيع ونقلته من خطه قال : توفي أبو هاشم عدنان بن محمد بن عدنان الزينبي يوم السبت سادس عشري جمادى الآخرة سنة ست وخمسين وخمسمائة ، ومولده ليلة

الثلاثاء ثالث عشري ذي الحجة سنة ست وتسعين وأربعمائة.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) في الأصل ، (ج) : «الرفق».

(٣) في الأصل ، (ج) : «محمد بن محمد بن عبد العزيز».

(٤) في (ج) : «بن الحارت بن عبد ربه».

١٧١

٤٧٥ ـ عرس بن محمد بن عرس ، أبو طاهر :

كان يتولى العيار في دار الضرب ، روى عن أبي محمد طلحة بن عبيد الله العوني شيئا من شعره ، كتب عنه علي بن الحسن بن الصقر الذهلي.

وذكر هلال بن المحسن الكاتب في تأريخه ونقلته من خطه أنه توفي في يوم الخميس الرابع من صفر سنة خمس عشرة وأربعمائة.

٤٧٦ ـ عرفة بن علي بن الحسن بن علي بن الحسين بن أحمد بن محمد بن عيسى المعروف ببصلا بن محمد بن حمدويه بن دينار بن شيلة بن تدهرمز بن أه بن أوه بن أشك بن شكرك بن زاذان بن رخ بن نبغان ـ وهو الذي أحدث البندنيجين ـ ابن زاذان فروخ الأكبر ، وزير الحجاج بن يوسف ، أخو يزدجرد (١) ـ آخر ملوك الفرس ـ بن هرمز بن كسرى أنو شروان ملك الفرس صاحب الإيوان بالمدائن (٢) ، أبو المكارم الزاهد الصوفي :

من أهل البندنيجين ، هكذا أملى على نسبه من حفظه ، قدم بغداد ونشأ بها ، وصحب أبا النجيب السهروردي وتفقه عليه وحفظ القرآن ، وسمع معه الحديث من جماعة (٣) ، ثم اشتغل بالخلوة والعبادة والمجاهدة والرياضة الشديدة ، وترك أكل الخبز وكل مطعوم سوى اللبن الحليب ، وكان يديم الصيام ويفطر عليه ، بقي على ذلك ولم يزل عليه إلى حين وفاته ، سمع القاضي أبا الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي وأبا صابر عبد الصبور بن عبد السلام الهروي وأبا الفتح بن البطي والقاضي أبا عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن البيضاوي وأبا بكر أحمد بن المقرب الصوفي وأبا القاسم يحيى بن ثابت بن بندار البقال وغيرهم ، كتبنا عنه.

أخبرنا أبو المكارم عرفة بن علي بن الحسن الصوفي قال : أنبأنا أبو الفضل محمد بن عمر الأرموي ، أنبأنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون ، أنبأنا أبو الحسن علي ابن عمر الدارقطني ، حدثنا أبو بكر بن أبي داود ، حدثنا عمرو بن عثمان ، حدثنا محمد ابن حمير ، حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة عن الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي

__________________

(١) في الأصل : «يراد» وفي (ب) : «يزداخر».

(٢) في (ب) : «بلد ابن».

(٣) في الأصل : «مع جماعة».

١٧٢

الله عنها قالت : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصلي الغداة فيشهدها معه نساء المؤمنين متلفعات ، ثم يرجعن وما يعرفن.

توفي رحمه‌الله في سحرة يوم الاثنين لتسع خلون من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وستمائة ، ونودي بالصلاة عليه فاجتمع الناس بالمدرسة النظامية وجيء بتابوته مشدودا بالحبال وحوله خلق من العوام يتبركون فيه ويلقون عليه عمائمهم وميازرهم ، وحمله الناس على رءوسهم ، وتقدم الصّلاة عليه شيخنا عمر بن محمد السهروردي ودفن بالشونيزية ، وكان يوما مشهودا ، ويقال إنه عاش سبعا وسبعين سنة.

٤٧٧ ـ عرفة بن علي بن أبي الفضل ، أبو المعالي المقرئ الزاهد ، المعروف بابن البقلي (١) :

من ساكني درب الشوك بالمأمونية ، كان شيخا صالحا زاهدا كثير الإقراء للناس منقطعا في مسجده ، تلقن عليه خلق كتاب الله سبحانه ، سمع أبا نصر الحسن بن محمد ابن إبراهيم اليونارتي الأصبهاني وأبا الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد بن الشهرزوري (٢) وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وغيرهم ، وحدث باليسير ، وتوفي قبل طلبي للحديث.

أخبرنا (٣) أبو عبد الله محمد بن مقبل الفقيه قال : أنبأنا أبو المعالي عرفة بن علي بن أبي الفضل بن البقلي ، أنبأنا أبو نصر الحسن بن محمد اليونارتي قدم علينا وأنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني قراءة عليه ، أنبأنا أبو العلاء صاعد بن سيار الهروي قدم علينا قالا : أنبأنا أبو المظفر عبد الله بن عطاء البغاورداني ، أنبأنا أبو محمد الجراحي ، حدثنا أبو العباس المحبوبي (٤) ، حدثنا أبو عيسى الترمذي ، حدثنا قتيبة ، حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن حميد بن عبد الرحمن الحميري عن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أفضل الصيام بعد شهر الصيام شهر الله المحرم ،

__________________

(١) في (ج) : «الباقلى».

(٢) في الأصل ، (ج) : «السهروردي».

(٣) في (ب) ، (ج) : «أخبرنى».

(٤) في الأصل ، (ب) : «المحولى».

١٧٣

وأفضل الصّلاة بعد الفريضة صلاة الليل» (١).

ذكر أن أبا المعالي بن البقلي ولد في ذي الحجة سنة تسع وتسعين وأربعمائة ، أنبأنا أبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق البيع ونقلته من خطه قال : مات أبو المعالي بن البقلي في ليلة الاثنين ثامن ذي القعدة من سنة ثمان وثمانين وخمسمائة ، ودفن بباب حرب ببركة (٢) بشر الحافي.

٤٧٨ ـ عرفة بن نجيب ، أبو البركات النحوي البلطي :

قرأت بخط بعض العلماء قال : أنشدني أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن منصور السلمي بدمشق قال : أنشدني أبو البركات عرفة بن نجيب النحوي البلطي ببغداد قال : نظم بعض الفضلاء خبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «عمر الإنسان لا قيمة له» في بيتين :

بقية العمر عندي ما لها ثمن

وإن عدا خير محبوب من الثمن

يستدرك المرء فيه ما أفات ويح

يى ما أمات ويمحو السيئ بالحسن

٤٧٩ ـ عزان بن عبد الله بن عزان ، أبو مرة البغدادي :

ذكره أبو القاسم هبة الله بن [عبد] (٣) الوارث بن علي الشيرازي في كتاب تاريخ شيراز من جمعه ونقلته من خطه ، قال : دخل شيراز في سنة نيف وثمانين ومائتين وحدث بها ، روى عنه من أهل شيراز محمد بن جعفر التمار وغير واحد ، ويقال إن المأمون أمير المؤمنين ركب إليه ببغداد وسمع منه.

٤٨٠ ـ عزيز بن الربيع بن عزيز بن أحمد بن محمد بن أحمد بن [محمد بن] (٤) جعفر بن أحمد بن معبد بن زيد بن مسروق بن معبد بن عامر بن ربيعة بن الفضل ابن حبيب بن نعيم بن نصر بن ثعلبة بن عامر بن ملكان بن ثور بن عبد مناة بن أد ابن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، أبو القاسم بن أبي الوليد ابن أبي القاسم المقرئ :

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الصيام ٢٠٢ ، ٢٠٣. وسنن أبى داود ٢٤٢٩. وسنن النسائي ٣ / ٢٠٧. وسنن الترمذي ٧٤ ، ٤٣٨.

(٢) في (ج) : «سكة بشراى في».

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٤) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل ، (ب).

١٧٤

من أهل أصبهان ، من أولاد المحدثين ، سمع الكثير في صباه وطلب بنفسه وكتب بخطه وحصل ، ومات قبل أوان الرواية ، سمع أبا علي الحسن بن أحمد الحداد وأبا منصور محمود بن إسماعيل الصّيرفي وأبا نهشل عبد الصمد بن أحمد بن الفضل العنبري وأبا طاهر عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن الهيثم الصباغ والسيد أبا الفضل حمزة ومحمد بن طاهر بن طباطبا المقرئ وأبا الفتح إسماعيل بن الفضل بن أحمد السراج وأبا بكر محمد بن علي بن أبي ذر الصالحاني وأبا بكر محمد بن عبد الواحد بن محمد الطرسوسي وأبا الفضل جعفر بن عبد الواحد بن محمد بن محمود الثقفي وأبا عبد الله الحسين بن عبد الملك بن الحسين الخلال وأبا الفرج سعيد بن أبي الصّيرفي وأبا الفتح سهل بن ناصر بن الحسن بن محمد بن رويزاذ وأبا نصر أحمد بن عمر بن محمد الغازي وأبا الرجاء أحمد بن محمد بن عبد العزيز القارئ وفاطمة بنت عبد الله بن أحمد الجوزدانية وجحشة بنت علي بن أبي ذر الصالحاني وخلقا كثيرا غيرهم.

قدم بغداد حاجّا في شوال سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة ، وحدث بها بجزء خرجه له أبو الخير (١) عبد الرحيم بن أبي الفضل بن موسى الحافظ عن شيوخه ، سمعه منه عبد المغيث بن زهير الحربي وأبو الحسن علي بن عساكر البطائحي وأبو الفضل أحمد ابن صالح بن شافع الجيلي وإبراهيم بن محمود بن السعار وأبو الحسن علي بن أحمد الزيدي والقاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وأبو العباس أحمد بن عمر بن لبيدة ومعمر بن عبد الواحد بن الفاخر الأصبهاني وابنه داود ويحيى.

أخبرنا داود بن معمر بن عبد الواحد بن الفاخر بقراءتي عليه بأصبهان قال : أنبأنا أبو القاسم عزيز بن الربيع بن عزيز بن أحمد المقرئ قراءة عليه ببغداد في جامع المنصور ، أنبأنا أبو علي الحسن بن علي بن الحسن المقرئ قراءة عليه [حدثنا] (٢) أحمد بن عبد الله الحافظ ، حدثنا سليمان بن أحمد ، حدثنا إسحاق الديري عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «نمت فرأيتني في الجنة فسمعت صوت قارئ فقلت : من هذا؟ فقالوا (٣) : حارثة بن النعمان

__________________

(١) في الأصل ، (ج) : «الحمير».

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) في (ج) : «قالوا».

١٧٥

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كذلك البر كذلك البر ، وكان أبر الناس بأمه» (١).

ذكر عزيز أن مولده بأصبهان في صفر سنة تسع وخمسمائة ، وذكر الحافظ معمر أنه مات في ليلة الجمعة ثالث عشري ربيع الآخر من سنة أربع وخمسين وخمسمائة حين رجع من الحج.

٤٨١ ـ عزيزي بن عبد الملك بن منصور أبو المعالي الواعظ ، المعروف بشيذلة(٢) :

من أهل جيلان ، سمع بها الأستاذ أبا عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني النيسابوري وأبا سعد إسماعيل بن علي بن الحسن بن المثنّى التميمي قدما عليهم حاجين ، وبآمل طبرستان أبا حاتم محمود بن الحسين القزويني وأبا عبد الله محمد بن علي الدامغاني ، وقدم بغداد قبل الأربعين وأربعمائة ، وسمع بها الأمير أبا محمد الحسن ابن عيسى بن المقتدر بالله وأبا طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز (٣) وأبا محمد الحسن بن محمد الخلال وأبا منصور محمد بن محمد بن عثمان بن السواق وأبا القاسم عبيد الله بن عثمان بن شاهين وأبا إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي وأبا الحسن علي بن عمر القزويني وأبوي الحسن أحمد بن محمد العتيقي وعلي ابن أحمد الفالي وأبا محمد الحسن بن علي الجوهري وأبا طالب محمد بن علي العشاري (٤) وأبا عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري والقاضي أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري وأبا القاسم منصور بن عمر بن علي الكرخي وأبا الحسين محمد بن أحمد بن النّرسيّ وجماعة غيرهم.

وجمع لنفسه مشيخة ، وصنف كتبا كثيرة في الوعظ والتذكير وغير ذلك ، وكان فقيها فاضلا حسن المعرفة بمذهب الشافعي ، ويعرف الأصول على مذهب الأشعري ، ويعقد مجلس الوعظ ، وكان فصيحا حلو الكلام كثير المحفوظ ، ظريفا مليح النوادر ، حدث بمشيخته وغيرها من مصنفاته ، روى عنه أبو الحسن محمد بن المبارك بن الخل

__________________

(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ٦ / ١٥١ ، ١٦٧. والمستدرك ٤ / ١٥١.

(٢) في الأصول : «بشيدلة».

(٣) في الأصل : «عبدان الخراز».

(٤) في الأصول : «العشاى».

١٧٦

الفقيه والحسين بن علي بن سلمان الأنصاري وشهدة بنت أحمد بن أبي الفرج الأبري ، شهد عند قاضي القضاة أبي بكر محمد بن المظفر الشامي في الثاني عشر من شهر ربيع الآخر من سنة ست وثمانين وأربعمائة فقبل شهادته ، وقلده القضاء بربع باب الأزج في ذي القعدة من السنة.

أخبرنا عبد العزيز بن دلف (١) المقرئ قال : أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن أبي الفرج ، أنبأنا القاضي أبو المعالي عزيزي بن عبد الملك شيذلة قراءة عليه ، أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد الخلال الحافظ ، حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي ، حدثنا علي بن طيفور النسوي ، حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن ابن عجلان عن سعيد ـ يعني المقبري ـ عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إياكم والظلم ، فإن الظلم ظلمات (٢) يوم القيامة ، وإياكم والشح ، فإنه دعا من قبلكم فسفكوا دماءهم ودعاهم فقطعوا أرحامهم ودعاهم فاستحلوا محارم الله عزوجل ، وإياكم والفحش ، فإن الله عزوجل لا يحب الفاحش المتفحش» (٣).

قرأت على عبد الوهاب بن علي الأمين عن الحسين بن علي الأنصاري قال :أنشدني القاضي عزيزي بن عبد الملك [قال] أنشدني ابن الحصين لنفسه :

ولما اعتنقنا للوداع وقلبها

وقلبي يفيضان الصبابة والوجدا

بكت لؤلؤا رطبا ففاضت مدامعي

عقيقا فصار الكل في نحرها عقدا

أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال : سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول : سمعت الوزير علي بن طراد يقول : ضاع حمار لواحد سوادي بباب الأزج فكان يطلبه ويفتش عليه ، فقال له القاضي عزيزي : خذ المقود وشده في رقبة من شئت (٤) من أهل المحلة فإنهم مثل ما تطلبه.

قرأت في كتاب مشيخة القاضي أبي علي الحسين بن محمد الصوفي المعروف بابن سكرة قال : عزيزي بن عبد الملك شيذلة شيخ الوعاظ في قضايات الأزج ببغداد بعد

__________________

(١) في الأصل : «بن دان».

(٢) في (ب) : «الظلمات».

(٣) انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ١٠٦ ، ١٩١ ، ١٩٥ ، ٤٣١ ، ٣ / ٣٢٣. والمستدرك ١ / ١١.

(٤) في الأصل ، (ب) : «في ست».

١٧٧

موت القاضي أبي علي يعقوب الحنبلي ، وكان متزهدا متقللا من الدنيا ، شافعي المذهب ، ولم يكن يدري ما الحديث.

قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال : مات القاضي أبو المعالي عزيزي بن عبد الملك في يوم الجمعة سابع عشر صفر سنة أربع وتسعين وأربعمائة ، ودفن من الغد في مقبرة باب أبرز.

قلت : وقد زرت قبره غير مرة وهو مقابل تربة أبي إسحاق الشيرازي ، وكانت عليه بلاطة ، فذهبت وقد خرب في هذه الأيام ودثر.

٤٨٢ ـ عسكر بن أسامة بن جامع بن مسلم ، أبو عبد الرحمن العدوي (١) :

من أهل نصيبين إمام مسجد كندة بها ، قدم بغداد في صباه وتفقه بها على مذهب الشافعي ، وأقام بها مدة يسمع الحديث من أبي القاسم بن الحصين وأبي العز بن كادش وأبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبي القاسم بن السمرقندي وجماعة من أصحاب ابن النقور والصريفيني وأبي نصر الزينبي وأبي القاسم بن السري وأبي بكر الخطيب ، وحدث بيسير، سمع منه ابن السمعاني.

وسألت عنه شيخنا عبد الوهاب الأمين فأثنى عليه كثيرا وقال : كان ناسكا صالحا ساكنا قليل المخالطة للناس ، سمع معنا كثيرا ، قلت : ثم إنه عاد إلى نصيبين وأقام بها يفتي ويدرس ويحدث ، وكان عالما زاهدا ورعا ثقة فاضلا ، له مروءة ، وفيه عصبية وخدمة للغرباء الواردين إليه.

أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة قال : حدثنا أبو سعد بن السمعاني من لفظه قال : أنبأنا عسكر بن أسامة النصيبي ببغداد وأنبأنا عبد الوهاب الأمين قراءة عليه قالا : أنبأنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو طالب بن غيلان ، أنبأنا أبو بكر الشافعي ، حدثني محمد ابن غالب ، حدثني عبد الصمد ، حدثنا أبو جعفر الرازي عن محمد بن المنكدر عن أبي موسى الكندي عن أبي هريرة قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يكثر أن يقول (٢) : «اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين».

__________________

(١) انظر : طبقات الشافعية للسبكى ٤ / ٢٧١.

(٢) في (ج) : «من قول».

١٧٨

وأخبرني الحاتمي قال : حدثنا ابن السمعاني قال عسكر بن أسامة بن جامع العدوي شاب عالم فاضل صالح دين ، كثير الصّلاة والذكر ، قيم بكتاب الله دائم التلاوة ، سمع بقراءتي ، وكان ورد بغداد قبلي ومدة مقامه (١) ، وكان مشتغلا بما يعنيه من القراءة والنسخ والتحصيل ، وكان حريصا على طلب العلم ، وكنت أراقبه مدة صحبتنا فوجدته حسن الصحبة مأمونا صدوقا متمسكا بالسنّة والأثر ، كتب عني وكتبت (٢) عنه بمكة وبغداد ، وسألته عن مولده فقال : سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة بنصيبين.

قرأت في كتاب أبي الحسين أحمد بن حمزة السلمي الدمشقي بخطه قال : سألته ـ يعني عسكر بن أسامة ـ عن مولده ، فقال : سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة. وبلغني أن عسكر مات بنصيبين في سنة ستين وخمسمائة.

٤٨٣ ـ عسكر بن القاسم بن محمد المخرمي :

من أهل باب الأزج ، [كان] (٣) صاحبا للقاضي أبي سعد المبارك بن علي المخرمي ووكيلا بين يديه ، ولم يكن فقيها ، وهو جد عبد اللطيف بن يعمر المؤدب الذي تقدم ذكره.

أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي ونقلته من خطه ، قال : أنشدنا محمد بن ناصر الحافظ قال : أنشدني عسكر صاحب القاضي أبي سعد المخرمي الفقيه قال : كنت أسمعه ـ يعني القاضي أبا سعد ـ إذا حصل له كتاب أنشد :

كم من كتاب تعبت في طلبه

وكنت من أفرح الخلائق به

حتى إذا مت وانقضى عمري

صار لغيري وعد في كتبه

٤٨٤ ـ العسنق الضبي الشاعر :

ذكره محمد بن داود بن الجراح في كتاب «الورقة» في أخبار شعراء المحدثين ، فقال : بغدادي من أصحاب [أبي] (٤) يونس ، وكان في عصره ، وله أشعار جياد (٥) ، ومن

__________________

(١) هكذا في الأصل.

(٢) «وكتبت» ساقطة من (ج).

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٤) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٥) في (ب) : «جيده».

١٧٩

قوله :

أيا من لا يثيب على الوصال

ويا من لا يجيب على السؤال

ويا من قوله [لي] حين أشكو

إليه مت بدائك لا أبالي

ألست ترى الذي ألقى فترثي

لطول صبابتي ولسوء حالي

وقد أبدت لك العينان أني

على طول اعتلالك غير قالي

ولست وإن بدأت بقطع حبلي

على حال لوصلكم بسال

تعالى الله ما أسلاك عني

كذلك كل طلق القلب خال

٤٨٥ ـ عصام بن حفص بن سوار ، أبو هاشم :

سكن بلخ ، وحدث بها عن محمد بن زياد الجزري وأبي داود سليمان بن عمرو الحنفي الكوفي ، روى عنه بكر بن محمد بن بكر بن عطاء والحسن بن العلاء بن القاسم ويحيى بن الحسن البلخيون.

أخبرنا عبد العزيز بن محمود الحافظ ببغداد وداود بن معمر الواعظ بأصبهان قالا : أنبأنا حاتم بن شافع الجيلي ، أنبأنا جعفر بن يحيى المكي ، أنبأنا أبو نصر عبيد الله بن سعيد بن حاتم الوائلي السجستاني ، أنبأنا أبو محمد يحيى بن سعيد بن محمد القطان الصوفي بهراة ، حدثنا محمد بن علي الجباخاني ، أنبأنا الحسن بن العلاء بن القاسم ، حدثنا أبو هشام عصام بن حفص البغدادي ، حدثنا محمد بن زياد عن ميمون بن مهران عن حذيفة بن اليمان عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «اكتبوا العلم قبل ذهاب العلماء ، وإنما ذهاب العلم موت العلماء» (١).

قرأت على ست الشرف بنت سفيان بن إبراهيم بن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن مندة قراءة بأصبهان عن أبي نصر محمد بن أبي رجاء الصائغ قال : أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن مندة قراءة عليه ، أنبأنا أبو الفضل عبد الصمد بن محمد العاصمي ببلخ ، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي البلخي ، حدثنا الحسن بن بكر ، حدثني أبي ، حدثنا عصام بن حفص بن سوار البغدادي ببلخ عن أبي داود عن عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن الزبير عن عمر بن الخطاب

__________________

(١) انظر الحديث في : كنز العلماء ٢٨٧٣٣.

١٨٠