تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٧

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٧

المؤلف:

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٢١٥

الحسن بن يوسف السقطي ببغداد ، حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني ، حدثنا عبيد بن جناد الحلبي ، حدثنا عبيد الله بن عمرو عن أيوب عن يحيى عن أبي سلمة (١) عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى أن يتقدم قبل الشهر بصيام يوم أو يومين إلّا يكون رجلا كان له صيام فأتى عليه (٢).

أنبأنا عبد الوهاب الأمين عن محمد بن عبد الباقي أن أبا محمد الجوهري أخبره عن أبي عمر بن حيويه قال : أنبأنا أبو العباس أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عمار قال : حدثنا أبو زيد عمر بن شبة النميري قال : حدثني عبيد بن جناد الحلبي قال : سمعت سفيان بن عيينة وسألوه أن يحدث ، فقال : والله ما أراكم للحديث موضعا ، ولا أراني من أن يؤخذ عني أهلا ، وما مثلي ومثلكم إلا ما قال الله ، افتضحوا فاصطلحوا.

وبه قال : حدثنا عبيد بن جناد الحلبي الكلابي قال : قال لي المأمون ما مهنتك؟ قلت : قلاء وما قلوت شيئا قط ، وكان لي غلمان قلاءون ، فقال : وهل تضع المهنة أحدا، فولاني القضاء.

أخبرنا محمود بن أحمد القطان بأصبهان قال : قرئ على أبي الفرج مسعود بن الحسن الثقفي عن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن مندة وأنا أسمع قال : كتب إلى أحمد بن عبد الله الأصبهاني ، أنبأنا عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي قال : عبيد بن جناد الحلبي روى عن عطاء بن مسلم وابن المبارك روى عنه أحمد بن أبي الحواري وأبو زرعة سئل أبي عنه فقال: صدوق لم أكتب عنه.

قرأت بخط أبي نصر المؤتمن بن أحمد الساجي قال : عبيد بن جناد الحلبي قدم بغداد فحدث مجلسين ثم فقد.

٣٩٧ ـ عبيد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي ، أبو محمد الكوفي :

أخو أبي الطيب أحمد بن الحسين المتنبي الشاعر ، كان ضريرا ، قدم بغداد وروى بها شيئا.

أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي الرجا أحمد بن محمد الكسائي قال : كتب إليّ أبو

__________________

(١) في النسخ : «ابن أبي سلمة».

(٢) انظر الخبر في : سنن الدارمي ١ / ٢١٣.

١٢١

نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن هارون الشيرازي قال : أنشدنا أبو عبد الله الحسن بن محمد بن الحسن الطيب الشافعي قال : أنشدني أبو محمد عبيد بن الحسين الكوفي أخو أبي الطيب المتنبي ببغداد ، وكان مكفوف البصر من ظهر قلبه للقائل :

هل حبيب يزيل عنا هموما

وإليه في كل أمر نميل

فدعاوى الهوى تخف علينا

وخلاف الهوى علينا ثقيل

٣٩٨ ـ عبيد بن الصباح بن أبي شريح ، أبو محمد النهشلي المقرئ البغدادي(١):

قرأ بحرف أبي عمرو بن العلاء على أبي عمر حفص بن عمر بن سليمان بن المغيرة الأسدي البزاز قرأ عليه أبو العباس أحمد بن سهل بن الفيرزان الأشناني (٢) ، نقلت هذا من خط ناصر بن محمد بن علي المقرئ.

٣٩٩ ـ عبيد بن محمد بن إبراهيم الأنماطي ، المعروف والده بمربع :

كان من حفاظ الحديث من أصحاب يحيى بن معين ـ وقد ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في التاريخ ، وعبيد هذا حدث بيسير عن عبيد الله بن عمر بن ميسرة القواريري ولم تنشر (٣) عنه رواية.

أخبرنا يوسف بن المبارك بن كامل بن أبي غالب قال : أنبأنا تركانشاه بن محمد بن تركانشاه ، أنبأنا أبي ، أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن علي السمسار ، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن جولة الأبهري ، حدثنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم ، حدثني أبو أحمد عبد الله بن محمد السامري ، حدثني أبو أيوب الطيالسي ببغداد ، حدثني عبيد بن مربع ، حدثنا القواريري عن علي بن الفضيل بن عياض قال : سأله رجل وقد كف بصره : كيف وجدت ذهاب بصرك؟ قال : أصبت فيه راحتين عصمهما عن محارم الله ولا أنظر إلى ثقيل (٤).

٤٠٠ ـ عبيد بن محمد بن عبيد بن محمد بن محمد بن مهدي بن سعيد ـ ويقال:

__________________

(١) انظر : طبقات القراء للجزرى ٤٩٥ ، ٤٩٦. وميزان الاعتدال ٤ / ١١٩.

(٢) في (ب) ، (ج) : «الأشبانيّ».

(٣) في (ب) ، (ج) : «لم ينتشر».

(٤) في (ج) : «أى مثلك».

١٢٢

سلمة ـ بن عاصم بن عبيد الله أبو العلاء بن أبي الفضل بن أبي محمد القشيري ، التاجر :

من أهل نيسابور ؛ من بيت العدالة والرواية ، سمع أبا سعيد (١) عبد الرحمن بن حمدان النضروي وأبا منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي وأبا حسان محمد بن أحمد ابن جعفر المزكي وأبا عبد الله محمد بن إبراهيم بن يحيى المزكي وأبا حفص عمر بن أحمد بن مسرور وغيرهم ، وسافر وهو شاب إلى بلاد المغرب في تجارة ، وأقام بها مدة ، حتى حصلت له نعمة وافرة ، وعاد إلى نيسابور وانزوى في بيته ، وكان قليل المخالطة للناس ، ورد بغداد حاجّا مع أخيه الفضل وحدثا بها ، روى عنهما من أهلها أبو الفتح محمد بن علي بن هبة الله بن عبد السلام.

أنبأنا أحمد بن طارق بن سنان قال : حدثنا أبو الفتح محمد بن علي بن هبة الله بن عبد السلام من لفظه قال : أنبأنا أبو العلاء عبيد والفضل (٢) ابنا محمد بن عبيد النيسابوري بمدينة السلام في صفر سنة سبع وثمانين وأربعمائة قالا : أنبأنا أبو سعيد (٣) عبد الرحمن بن حمدان بن محمد النضروي قراءة عليه في شعبان سنة ثمان وعشرين وأربعمائة ، وأنبأنا أبو الحسن المؤيد بن محمد بن علي الطوسي والحرة زينب بنت عبد الرحمن بن أحمد الشعري بنيسابور قالا : أخبرتنا فاطمة بنت علي بن الحسن البغدادي ، أنبأنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي قالا : أنبأنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان ، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا الليث عن عقيل عن الزهري عن سالم عن أبيه أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «المسلم أخ المسلم لا يظلمه ولا يشتمه ، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرّج عن مسلم كربة فرّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة» (٤).

قرأت في كتاب أبي نصر الحسن بن محمد اليونارتي بخطه وأنبأنيه عنه محمد بن معمر الأصبهاني قال : سألت أبا العلاء عبيد بن محمد بن عبيد عن مولده ، فقال : سنة

__________________

(١) في الأصل ، (ب) : «أبا سعد».

(٢) في الأصول : «أبو الفضل».

(٣) في الأصل : «أبو سعد».

(٤) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ١٦٨ ، ٩ / ٢٨. وصحيح مسلم ، كتاب البر والصلة ٣٢ ، ٥٨. ومسند أحمد ٢ / ٢٧٧ ، ٣١١ ، ٤٩١ ، ٥ / ٢٤ ، ٢٥ ، ٧١ ، ٣٧٩.

١٢٣

سبع عشرة وأربعمائة ، وغاب عن نيسابور نيفا وعشرين سنة ثم رجع إليها بآخره.

ذكر أبو الحسين (١) عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي عبيد بن محمد ابن عبيد في كتاب «ذيل تاريخ نيسابور» من جمعه ، وأثنى عليه ثناء حسنا ، ووصفه بالصدق والعدالة والأمانة وصحة السماع ، وأنه كان مشتغلا بنفسه وبالعبادة والإنفاق على الفقراء ، وزمن مدة في بيته ، وظهر ثقل في أذنه ، وتصدق في آخر عمره بصدقات كثيرة ، وتوفي في يوم الأربعاء ثامن عشر شعبان سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بنيسابور.

٤٠١ ـ عبيد بن النضر البغدادي :

حكى عن عبد الرزاق بن همام الصنعاني ، روى عنه أبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي.

كتب إليّ أبو زرعة عبيد الله بن محمد اللفتواني قال : أنبأنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصّيرفيّ ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني ، حدثنا عبد الله بن محمد بن أحمد الأبهري ، حدثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم ، حدثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم [عن] (٢) عبيد بن النضر البغدادي قال : سمعت عبد الرزاق يقول : رأيت ابن جريج يصلي كأنه كعب ، أخذ ذلك عن عطاء وأخذ ذلك عطاء عن ابن الزبير وأخذه ابن الزبير عن أبي بكر وأخذه أبو بكر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٤٠٢ ـ عبيدة بن أشعب (٣) الطامع ، ويقال : عبيدة (٤) :

[و] (٥) كان خصيصا بإبراهيم بن المهدي ، وكان مطبوعا لطيفا كأبيه.

أنبأنا أبو القاسم سعيد بن محمد الموصلي قال : أنبأنا محمد بن عبد الباقي الأنصاري إذنا عن الحسن بن علي الجوهري قال : أنبأنا أبو عمر محمد بن العباس الخزاز من كتابه وخطه قال : أنبأنا عمر بن سعد قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، حدثنا سليمان ابن أبي شيخ قال : حدثني يحيى بن خالد بن طلحة قال : كنت عند إبراهيم بن شكلة

__________________

(١) في الأصول : «أبو الحسن».

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) في النسخ : «أشعت».

(٤) انظر : لسان الميزان ٤ / ١٢٥.

(٥) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١٢٤

وعنده ابن أشعب بطيلسان كردي قد قطع وخيط ، فأخذه بيده فنظر إليه فقال : فيه ثقل ، ثم أمر برفعه ، ثم أقبل على ابن أشعب فقال : حدثنا عن طمع أبيك ، فقال : وما تصنع بطمع أبي ، أحدثك عن طمعي ، والله! ها هو إلا أن قلت في الطيلسان ثقل طمعت فيه وقال : ردوا الطيلسان! فدفعه إليه.

كتب إليّ أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن الشافعي قال : قرئ على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين بن عبد الغفور بن أحمد الكناني (١) وأنا أسمع قال : أنبأنا عبد الوهاب الميداني ، أنبأنا أبو سليمان بن زبر ، أنبأنا عبد الله بن أحمد بن جعفر ، أنبأنا محمد بن جرير قال : قال الأصمعي : قال جعفر بن سليمان : قال أشعب لابنه عبيدة : إني أراني سأخرجك من منزلي وأنتفي منك ، قال : لم يا أبت قال : إني أكسب خلق الله لرغيف وأنت أخي قد بلغت هذا السن وأنت في عيالي ما تكسب شيئا. قال : بلى والله! إني لأكسب ولكني مثل الموزة (٢) لا تحمل حتى تموت أمها.

٤٠٣ ـ عتاب بن ورقاء الشيباني (٣) :

قرأت على أبي أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين عن إبراهيم بن محمد الغنوي الرقي قال : أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي قال : أخبرني أحمد بن عمر العذري ، حدثنا محمد بن عبد الواحد الزبيري ، حدثنا أبو سعيد السيرافي ، حدثنا أبو إسحاق الزجاج ، حدثنا المبرد قال : لما وصل المأمون إلى بغداد قال ليحيى بن أكثم : وددت لو أني وجدت رجلا مثل الأصمعي ممن يعرف أخبار العرب وأيامها وأشعارها فيصحبني كما صحب الأصمعي الرشيد ، فقال له يحيى : هاهنا شيخ يعرف هذه الأخبار يقال له عتاب بن ورقاء من بني شيبان ، قال : فابعث لنا فيه! فحضر فقال له يحيى : إن أمير المؤمنين يرغب في حضورك مجلسه ومحادثته ، فقال : أنا شيخ كبير ، ولا طاقة لي ، لأنه ذهب مني الأطيبان ، فقال له المأمون : لا بد من ذلك ، فقال له الشيخ : فاسمع ما حضرني ، فقال :

أبعد ستين أصبو

والشيب للمرء حرب

__________________

(١) في (ج) : «الكتاني» وفي (ب) : «الكتابي».

(٢) هكذا في الأصول.

(٣) انظر : معجم الأدباء ١٢ / ٧٩.

١٢٥

شيب وسن وإثم

أمر لعمرك صعب

يا ابن الإمام فهلا

أيام عودي رطب

وإذ شفا الغواني

مني حديث وقرب

وإذ مشيي (١) قليل

ومنهل العيش عذب

فالآن لما رآني

عواذلي ما أحبوا

آليت أشرب راحا

ما حج لله ركب

فقال المأمون : ينبغي أن يكتب بالذهب ، وأعفى الشيخ وأمر له بجائزة.

٤٠٤ ـ عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الهذلي ، أبو العميس(٢):

من أهل الكوفة ، روى عن الشعبي وأبي إسحاق الهمداني ، وعمرو بن مرة والقاسم ابن عبد الرحمن وعلي بن الأقمر وإياس بن سلمة بن الأكوع وعون بن أبي جحيفة ، روى عنه سفيان بن عيينة ومحمد بن إسحاق وشعبة وحفص بن غياث ووكيع بن الجراح وأبو نعيم الفضل بن دكين ، ذكر أبو محمد بن قتيبة أنه مات ببغداد.

أخبرنا محمود بن أحمد القطان بأصبهان ، أنبأنا مسعود عن الحسن الثقفي قراءة عليه عن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن مندة قال : كتب إلى أبو علي حمد بن عبد الله بن محمد قال : أنبأنا عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي قال : أنبأنا علي بن أبي طاهر فيما كتب إليّ قال حدثنا أبو بكر الأثرم قال : سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل سئل عن أبي العميس فقال : ثقة.

٤٠٥ ـ عتبة بن عبد الملك بن عاصم بن الوليد بن عتبة بن عبد المهيمن بن المغيرة بن محمد بن عبد الرحمن بن أبان بن عبد الرحمن بن عثمان بن أبان (٣) بن عثمان بن عفان ، أبو الوليد العثماني المغربي (٤) :

من أهل الأندلس كان من أعيان القراء المشاهير ، سمع من والده بالأندلس في سنة

__________________

(١) في الأصل : «مشينى» وفي (ب) : «مشببى».

(٢) انظر : تهذيب التهذيب ٧ / ٩٧.

(٣) «بن عبد الرحمن بن عثمان بن أبان» ساقط من (ج).

(٤) انظر طبقات القراء للجزرى ١ / ٤٩٩.

١٢٦

خمس وسبعين وثلاثمائة وسافر إلى ديار مصر ، فقرأ القرآن بالفسطاط على أبي أحمد عبد الله بن الحسين بن حسنون البغدادي وأبي حفص عمر بن محمد بن عراك بن محمد بن عراك الحضرمي وأبي بكر محمد بن أحمد الأدفوي ، وقدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته ، وقرأ بها القرآن ، وحدث بها عن والده وأبي الطيب عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون المقرئ ، قرأ عليه القرآن بالروايات أبو طاهر أحمد بن علي بن سوار المقرئ وروى عنه (١) ، وروى عنه أيضا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون وأبو بكر أحمد بن الحسين القطان المقدسي وأحمد بن علي الطريثيثي وأبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصّيرفيّ.

أخبرنا ياقوت بن عبد الله الرومي الحمامي قال : حدثنا محمد بن ناصر الحافظ من لفظه قال : أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصّيرفيّ قراءة عليه ، حدثنا أبو الوليد عتبة بن عبد الملك العثماني (٢) أنبأنا أبي ، أنبأنا أبو العباس أحمد بن يحيى اللبناني بتنيس ، أنبأنا يحيى بن بكير عن مالك بن أنس عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يدخل يده في إنائه حتى يغسلها ثلاثا فان أحدكم لا يدري أين باتت يده» (٣).

قرأت على أبي القاسم سعيد بن محمد بن عطاف المؤدب عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري أن أبا بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب أخبره قال : أنشدني أبو الوليد عتبة بن عبد الملك العثماني القرشي لعبد المحسن الصوري :

إذا ما رأيت بالسوق ظبيا

حسن المقلتين والطرف رائي

قلت سرا من حيث لا يعلم الناس

لنفسي هذا الفتى من ورائي

أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي بكر محمد بن علي بن ميمون الدباس قال : أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون الشاهد قال : مات أبو الوليد عتبة بن عبد الملك العثماني المقرئ ليلة الاثنين ، ودفن يوم الاثنين التاسع من رجب سنة خمس وأربعين وأربعمائة وكان رجلا صالحا ، حدث عن ابن غلبون المصري ، سمعت منه.

__________________

(١) «وروى عنه» ساقطة من (ج).

(٢) من هنا حتى «العثماني» في سند الرواية التالية ساقط من (ج).

(٣) الحديث سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

١٢٧

٤٠٦ ـ عتيق بن عبد الله البكري ، أبو بكر الواعظ (١) :

من ولد محمد بن أبي بكر الصديق رضي‌الله‌عنه ، من أهل المغرب ، كان مليح الوعظ فاضلا عارفا بالكلام على مذهب أبي الحسن الأشعري ، هاجر إلى نظام الملك الوزير فنفق عليه لانبساطه وخف على قلبه وصادف منه قبولا كثيرا فنفذ به إلى بغداد وأجرى له الجراية (٢) الوافرة ، فقدم بغداد في سنة خمس وسبعين وأربعمائة ، وعقد مجلس الوعظ بالمدرسة النظامية وبجامع المنصور ، وذكر معايب الحنابلة ، ولقب بعلم السنة من جهة الديوان العزيز ، وأعطى دنانيرا وثيابا ، وكان قد قصد في بعض الأيام دار قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني بنهر القلاءين (٣) فتعرض بأصحابه قوم من الحنابلة ، فكبست دور بني الفرا وأخذت كتبهم ووجد فيها كتاب الصفات ، فكان يقرئ بين يدي البكري وهو جالس على الكرسي ويشنع به (٤) عليهم ، وكان عميد البلد يومئذ أبا الفتح بن أبي الليث ، فخرج البكري إلى العسكر شاكيا منه ، فلما عاد مرض في طريقه ودخل بغداد فمات.

أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي ونقلته من خطه قال : سمعت عبد الوهاب يعني الأنماطي يقول جاء البكري وقد كتب له نظام الملك أن يجلس في كل جامع ببغداد ، فجلس فيها كلها إلا جامع المنصور ، فلما هم بالجلوس قال نقيب النقباء وقد تقدم إليه بذلك : قفوا لي حتى أنقل أهلي من باب البصرة ، قيل : كيف؟ قال : لأني أعلم أن المكان ينتهب ويجري مقتله ـ ونحو ذلك ، قيل : لا بد أن تدبر هذا ، فقال : مروا كل أمير ببغداد معه تركي أن يبعثه إليّ ، قال : فانتفى الأتراك وأغلق باب جامع المنصور إلا الباب الذي يلي باب البصرة وحده ، وترك على كل باب مع غلقه تركيين يحفظونه وقال : لا يخرج أحد منكم يا أهل البصرة! أعيرونا الجامع نكفر فيه ساعة ، ومن خرج فعلت (٥) به وصنعت ، وكان الخطيب يذكر في خطبته شاة أم معبد في أكثر أوقاته ، فقال له النقيب : عجل الخطبة ، لا تذبح الشاة اليوم ، فلما فرغوا من الصّلاة وقد أخرج

__________________

(١) انظر : شذرات الذهب ٣ / ٣٥٣. والعبر في خبر من غبر ٣ / ٢٨٤.

(٢) في (ب) : «الجرائد».

(٣) في (ب) : «الغلايين».

(٤) في الأصل ، (ب) : «ويشفع».

(٥) في (ب) ، (ج) : «فقلت».

١٢٨

الكرسي إلى الصحن الذي يلي القبلة صعد البكري والأتراك معهم القسي والنبل كأنهم يريدون القتال ، ولم يكن الجمع إلا قليلا ، فتكلم ومدح أحمد وقال : وما كفر ولكن الشياطين كفروا ، فجاءت حصاة وأخرى ، فأحس بذلك النقيب ، فلما خرجوا أخذ القوام وقال : ويلكم أفعل ما أفعل ويجرى ما يجرى ، قد جاءت ثلاث حصيات من أين هذا؟ فقالوا : لا ندري ، فعاقب بعضهم فقالوا : والله فلان ـ وفلان عدّوا عشرة أو نحوهم منهم من يقرب إلى النقيب من الهاشميين واختفوا في السطح وفعلوا هذا ، فأخذهم فعاقبهم.

قرأت في كتاب «التاريخ» لأبي طاهر أحمد بن الحسن الكرخي بخطه قال : مات أبو بكر عتيق بن عبد الله البكري الأشعري الواعظ في ليلة الثلاثاء ودفن يوم الثلاثاء لعشر خلون من جمادى الأولى سنة ست وسبعين وأربعمائة عند قبر أبي الحسن الأشعري بمشرعة الرواية.

٤٠٧ ـ عتيق بن عبد العزيز بن علي بن صيلا ، أبو بكر الخباز :

من أهل الحربية ، والد شيخنا عبد الرحمن وأخيه عبد العزيز المقدم ذكرهما ، روى لنا عنه أبو محمد بن الأخضر وعبد الرزاق بن عبد القادر الجيلي وأحمد بن البندنيجي ، وقد سماه أبو الحسن علي بن محمد الشهرستاني النيسابوري لما سمع عليه محمدا ، وذكره ابن السمعاني في المحمدين.

أخبرنا أحمد بن أحمد بن البندنيجي قال : أنبأنا أبو بكر عتيق بن عبد العزيز بن صيلا قراءة عليه أنبأنا أبو الفتح عبد الواحد بن علوان الشيباني قراءة عليه ، أنبأنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن يوسف بن دوست العلاف ، حدثنا أبو بكر أحمد بن سليمان النجاد ، حدثنا يعقوب بن يوسف المطوعي ، حدثنا عبيد الله بن عمر ، حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان ، أخبرني أشعث بن أبي الشعثاء عن عبد الله بن عمير أخي عبد الملك بن عمير عن عبد الله بن مسعود قال : إذا عمل (١) الخطيئة (٢) في الأرض كان من شهدها وكرهها (٣) كمن غاب عنها ، ومن غاب عنها ورضيها كان كمن

__________________

(١) في المصادر : «إذا عملت».

(٢) في الأصول : «الخطبة» تحريف.

(٣) في المصادر : «فكرهما».

١٢٩

شهدها.

قرأت بخط أبي العباس أحمد بن عمر بن لبيدة المقرئ ؛ سئل الشيخ ـ يعني أبا بكر ابن صيلا ـ عن مولده ، فقال : مولدي ليلة دخول ابن آبق إلى بغداد ، وقال الشيخ أبو الفضل ـ يعني ابن شافع : ودخوله في سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.

٤٠٨ ـ عتيق بن عبد الكريم بن كراز ، أبو بكر :

ذكره شيخنا أبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق البيع في معجم شيوخه ، وذكر أنه أجاز له.

٤٠٩ ـ عتيق بن عبد الواحد ، أبو بكر الصوفي :

من أهل المغرب ، قدم بغداد وحدث بها عن أبي ذر عبد بن أحمد بن الهروي وأبي الفضل بن الجوهري الواعظ ، روى عنه أبو البركات ابن السقطي في معجم شيوخه ، وقال : كان من شيوخ الصوفية وظرافهم ، أربى على الثمانين سنة.

قرأت على عائشة بنت محمد بن علي الواعظة (١) عن أبي العلاء وجيه بن هبة الله ابن المبارك السقطي قال : حدثنا أبي ، حدثنا عتيق بن عبد الواحد الصوفي ، حدثني أبو ذر عبد بن أحمد الهروي بمكة ، حدثنا ثابت بن عبد الله أبو عمرو القزاز ، حدثنا أحمد ابن سلمان الفقيه ، حدثنا الحسن بن علي ، حدثنا محمد بن مرزوق ، حدثنا مؤمل ، حدثنا سفيان عن شعبة عن طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء ابن عازب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف» (٢).

قرأت على أبي محمد سفيان بن إبراهيم بن سفيان العبدي وحامد بن محمد الأعرج عن القاسم بن الفضل بن عبد الواحد قال : كتب إليّ أبو الفتح نصر بن الحسن الشاشي قال : أنشدنا أبو بكر عتيق بن عبد الواحد الصوفي المقرئ ببغداد قال : أنشدنا أبو الفضل الجوهري الواعظ بمصر على الكرسي :

__________________

(١) في (ب) : «الواعظ».

(٢) انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ٩٩٥. ومسند أحمد ٦ / ٦٧ ، ٨٩ ، ١٦٠. وصحيح ابن خزيمة ١٥٥٠ ، ١٥٥٦.

١٣٠

أقبل جيش الهجر في موكب

بين يديه علم يخفق

وانهزم الوصل إلى عسكر

عليه سور وله خندق

وصار قلبي في حصار الهوى

كأنما النار له تحرق

فحسب قلبي من تباريحه

أني أسير والهوى مطلق

٤١٠ ـ عتيق بن علي بن الحسن الصنهاجي ، أبو بكر الحميدي (١) :

من أهل الأندلس ، قدم بغداد بعد الثمانين وخمسمائة وأقام بها مدة للتفقه على أبي القاسم بن فضلان ، [و] (٢) سمع الحديث من أبي السعادات بن زريق وأمثاله ، وجمع مقامة وصف بغداد وقدومه إليها وسمعها منه جماعة وعاد إلى بلاده.

ذكر لي بركات بن ظافر الصبان بمصر أن عتيقا الحميدي بفتح الحاء نسبة إلى بعض أجداده وأنه أندلسي ، قدم عليهم مصر مرتين : الأولى متوجها إلى الشام والعراق ، والثانية عائدا إلى بلاده ، وذكر أنه كان أديبا فاضلا ، له ديوان شعر في مجلدة ، وصنف كتابا في الحلي والشيات (٣) وما يليق بالملوك من الآلات ، صنعه لبعض ملوك المغرب ، وذكر أنه تولى القضاء بالمعدن (٤) وتوفي هناك.

٤١١ ـ عتيق بن عمران بن محمد بن عبد الله الربعي ، أبو بكر (٥) :

من أهل سبتة بلدة بالمغرب على ساحل البحر المسمى بالزقاق (٦) وعليه عبر بنو أمية قديما إلى المغرب واللمتون حديثا ، صحب عتيق هذا ملكهم يوسف بن تاشفين الملقب بأمير المسلمين ، وكان يدعو إلى بني العباس ، وولاه قضاء شبتة ، وكان فقيها محققا على مذهب مالك ، وله في كل علم قدم ، قدم بغداد وأقام بها سنين يتفقه ويقرأ الأدب ، وسمع بها الحديث من أبي الحسين بن الطيوري وأبي عبد الله الحميدي ، وانحدر إلى البصرة وسمع بها من أبي يعلى أحمد بن محمد المالكي وأبي القاسم عبد

__________________

(١) انظر : الأعلام للزركلى ٤ / ٣٦٢.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) في الأصول : «الشات».

(٤) في المستفاد : «تولى القضاء بالغرب».

(٥) انظر الأنساب ، للسمعاني ٧ / ٥٢.

(٦) في الأصول : «بالرقاق».

١٣١

الملك بن علي بن خلف بن شعبة الأنصاري ، وحدث ببغداد بيسير عن الحسن بن محمد بن عمران الإشبيلي ، سمع منه أبو البركات هبة الله بن المبارك السقطي ، وروى عنه في معجم شيوخه وذكر : كان ورعا ذا أمانة.

أخبرنا القاضي أبو نصر الشيرازي بدمشق قال : أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله الشافعي قال : بلغنا أن عتيق بن عمران قتله أمير الجيوش ، وكان طلب بدله بعد مرجعه من بغداد ، فردته الريح إلى إسكندرية فحمل إليه فقتله ، وذلك في سنة أربع وثمانين وأربعمائة ، وسبب قتله أنه وجد معه كتب من المقتدي بأمر الله إلى أمير المغرب.

٤١٢ ـ عتيق بن محمد بن (١) عبد الله بن علي بن إبراهيم بن عبيد :

[سكن بغداد] (٢) وسمع بها أبا نصر الزينبي وحدث بها ، روى عنه أبو الفضل محمد بن علي بن منصور الغازي ، ذكر ذلك أبو سعد بن السمعاني.

٤١٣ ـ عتيق بن محمد بن عبد الله بن علي بن إبراهيم بن عبيد الله بن الحاكم التميمي ، أبو القاسم الصقلي (٣) :

سكن بغداد ، وكان من عباد الله الصالحين ، معرضا عن الدنيا ، راغبا في الآخرة ، مقبلا على العبادة والزهد ، وكان الناس يتبركون به ، سمع من أبي بكر محمد بن علي ابن الحسن بن البر التميمي القروي.

قرأت بخط أبي بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف يقول : سمعت عبد الخالق بن يوسف يقول : سمعت (٤) أبا القاسم بن الحكم الصقلي ينشد لأبي عبد الله ابن طوبى الصقلي الكاتب :

ليس التصوف لبس الصوف ترقعه

ولا بكاؤك إن غنى المغنونا

ولا صراخ ولا رقص ولا طرب

ولا ارتعاش كأن قد صرت مجنونا

__________________

(١) في الأصل ، (ب) : «بن عبد الله».

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) انظر : الأنساب ، للسمعاني ٨ / ٣٢١.

(٤) «عبد الخالق بن يوسف يقول سمعت» مكررة في (ب).

١٣٢

بل التصوف أن تصفو بلا كدر

وتتبع الحق والقرآن والدنيا

وأن ترى خاشعا لله ذا وجل

طوال دهرك ما قد عشت مجنونا

أخبرنا بهذه الأبيات أبو محمد إسماعيل بن سعد الله الأمين إذنا عن عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف قال : سمعت أبا القاسم بن الحاكم ينشد فذكرها. ذكر أبو بكر بن كامل أنه مات في شوال سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة ودفن بالوردية ونقلته من خطه.

٤١٤ ـ عتيق بن منصور ، أبو بكر الضرير :

قرأت في كتاب علي بن أبي الحسن بن الصقر الذهلي بخطه قال : حدثنا أبو بكر عتيق بن منصور الضرير الهروي قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن عمر بن يزيد بن سعيد الهمداني بها ، حدثنا أبو علي الطوسي ـ فذكر حديثا.

٤١٥ ـ عثمان بن إبراهيم بن فارس بن مقلد الشيبي الدقاق ، أبو عمرو :

من أهل باب الأزج ، وهو أخو إسماعيل الذي قدمنا ذكره ، سمع الكثير من أبوي الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي ومحمد بن ناصر الحافظ وأبي بكر محمد بن عبيد الله بن الزاغوني وغيرهم ، وخرج من بغداد وسكن الموصل وحدث بها ، كتبت عنه ، وكان شيخا حسنا متيقظا فهما صالحا ، أضر في آخر عمره.

أخبرنا أبو عمرو عثمان بن إبراهيم [بن] (١) الشيبي بقراءتي عليه بالموصل قال : أنبأنا أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي ، أنبأنا أبو الحسن جابر بن ياسين ابن الحسن بن محمويه الحنائي قال : أنبأنا عمر بن إبراهيم بن أحمد الكتاني قال : حدثنا عبد الله هو البغوي (٢) ، حدثنا حاجب بن الوليد أبو أحمد الأعور ، حدثنا الوليد (٣) ابن محمد الموقري عن الزهري عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «مثل المريض إذا برئ وصح من مرضه كمثل البردة (٤) تقع في الماء في صفائها ولونها» (٥).

__________________

(١) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل ، (ج).

(٢) في (ج) : «البغدادي».

(٣) في الأصل : «عن الوليد» وفي (ج) : «بن الوليد».

(٤) في الأصول : «البودة» تحريف.

(٥) انظر الحديث في : مجمع الزوائد ٢ / ٣٠٣. واتحاف السادة المتقين ٩ / ٥٢٦. وتنزيه الشريعة ٢ / ٣٥٢. والموضوعات ٣ / ٢٠١.

١٣٣

بلغنا أن عثمان توفي بالموصل في يوم السبت الحادي عشر من جمادى الأولى سنة عشر وستمائة ، وأظنه بلغ الثمانين.

٤١٦ ـ عثمان (١) بن أحمد بن أيوب ، أبو عبد الله البغدادي :

أنبأنا ذاكر بن كامل عن تغلب بن جعفر السراج قال : كتب إليّ علي بن الحسين ابن محمد بن الحداد التنيسي ، أنبأنا جدي أبو العباس محمد بن أحمد بن إبراهيم ، حدثنا أبو عبد الله عثمان بن أحمد بن أيوب البغدادي ، حدثنا أبو بكر محمد بن جعفر الإمام ، حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ، حدثنا سفيان بن عيينة قال : قلت لسهيل بن أبي صالح أن عمرو بن دينار حدثنا [عن] (٢) القعقاع عن أبيك عن عطاء بن يزيد الليثي حديثا (٣) فحدثنا به أنت عن أبيك! قال فقال سهيل : سمعته من الذي سمعه أبي منه حدثني عطاء بن يزيد عن تميم الداري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الدين النصيحة الدين النصيحة» قيل : لمن يا رسول الله؟ قال : «لأئمة المسلمين وعامتهم» (٤).

٤١٧ ـ عثمان بن أحمد بن عبيد الله بن دحروج ، أبو عمرو القزاز :

من أهل النصرية ، أخو محمد الذي قدمنا ذكره ، سمع أبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور وأبا محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفيني وغيرهما ، روى عنه أبو المعمر الأنصاري وأبو القاسم الدمشقي.

أخبرنا عمر بن عبد الرحمن الأنصاري بدمشق قال : أنبأنا أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي قال : حدثنا عثمان بن أحمد بن عبيد الله بن دحروج أبو عمرو القزاز بقراءتي عليه بالنصرية بالجانب الغربي عن مدينة السلام وأنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين ، أنبأنا الحسين بن علي بن أحمد الخياط قالا : حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور قراءة عليه قال : حدثنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى

__________________

(١) في الأصول : «عتيق».

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.

(٣) في (ب) : «حدثنا».

(٤) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ٢٢. وصحيح مسلم ، كتاب الإيمان باب ٢٣. وفتح الباري ١ / ١٣٧ ، ١٣٨.

١٣٤

ابن داود بن الجراح ، حدثنا (١) أبو (٢) القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي إملاء، حدثنا محمود بن عون عن شريك عن أبي إسحاق عن البراء قال : ما رأيت أحدا في حلة حمراء أجمل من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مترجلا ، وكان له شعر قريبا من أذنيه ـ أو قال : منكبيه.

قرأت في كتاب القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي البزاز الأنصاري بخطه قال:مات عثمان بن أحمد بن دحروج مسندي في ليلة الثلاثاء حادي عشر شهر رمضان سنة تسع وعشرين وخمسمائة ، وصليت عليه يوم الثلاثاء ودفن في مقبرة باب حرب.

٤١٨ ـ عثمان بن أحمد بن عثمان بن الحسين ، أبو عمرو البغدادي :

قدم أصبهان في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة ، وحدث بها عن أبي بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد ومحمد بن الحسن بن زياد النقاش ومحمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي وأبي عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد وأبي محمد جعفر بن محمد بن نصير الخلدي ، روى عنه أبو بكر محمد بن علي الجوزداني المقرئ وأبو الحسين محمد ابن أحمد بن موسى بن مردويه.

كتب إلى أبو جعفر محمد وأبو بكر لامع ابنا أحمد بن محمد الصيدلاني أن يحيى بن عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن مندة أخبرهما عن أبي بكر محمد بن علي الجوزداني المقرئ قال : أنبأنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عثمان بن الحسين بن الحسن البغدادي قدم [علينا] (٣) أصبهان ، حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن النقاش المقرئ ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن خالد الذهلي ، حدثنا سرهب بن داهر الراسبي ، حدثنا سعيد بن هبيرة العامري ، حدثنا حماد بن سلمة عن (٤) عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال : كنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في سفر فسمع غرابا يقول : قاق قاق ، فقال : «ما تدرون ما يقول؟» قلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : «فإنه يقول : في الكتاب الأول مكتوب : صدق أبو بكر الصديق ، وفي الكتاب الثاني : صدق عمر ، وفي

__________________

(١) في الأصل ، (ج) : «أبو عبد الله».

(٢) في الأصول : «بن».

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من (ب).

(٤) في (ج) : «بن عطاء ...».

١٣٥

الكتاب الثالث : صدق عثمان ذو النورين ، وفي الكتاب الرابع صدق علي الهاشمي» ، قلنا: يا رسول الله! غراب يتكلم؟ فقال : «خلوا عنه فإنه يحكي عن ربه عزوجل».

هذا الحديث (١) منكر ، [و] في إسناده غير واحد من المجهولين ، والنقاش مشهور برواية الغرائب والمنكرات.

٤١٩ ـ عثمان بن أحمد بن محمد ، أبو الموفق الخليلي :

من أهل بلخ ، قدم بغداد حاجّا في صفر سنة ست وعشرين وخمسمائة ، وحدث بها عن أبي بكر محمد بن عبد الملك بن علي الماسكاني والقاضي أبي سعيد الخليل بن أحمد السجزي وأبي بكر محمد بن أحمد بن علي القزاز وأبي المظفر منصور بن أحمد البسطامي ، روى عنه أبو بكر بن كامل.

أنبأنا يوسف بن المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف قال : حدثني والدي من لفظه وكتابه قال : أنبأنا عثمان بن أحمد الخليلي قدم علينا بغداد قال : أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن علي القزاز ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن الحسن بن خلف ، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل الصائغ ، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم المستملي ، حدثنا أبو عبد الله محمد بن عقيل الفقيه ، حدثنا سليمان بن الربيع النهدي الكوفي ، حدثنا همام بن مسلم ، حدثنا مقاتل بن حيان عن الضحاك بن مزاحم عن عبد الله بن عباس (٢) قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من ولى من أمور المسلمين شيئا فحسنت سيرته (٣) رزق الهيبة في قلوبهم (٤) ، وإذا بسط يده لهم (٥) بالمعروف رزق المحبة منهم ، وإذا وفر عليهم أموالهم وفر الله عليه ماله ، وإذا أنصف الضعيف من القوي قوى الله سلطانه ، وإذا عدل (٦) فيهم مد في عمره» (٧).

أنبأنا محمد بن محمود المعدل عن أبي سعد بن السمعاني قال عثمان بن أحمد بن

__________________

(١) في (ب) : «هذا حديث».

(٢) في (ج) : «عياش».

(٣) في (ج) : «سريرته».

(٤) في (ج) : «من قلوبهم».

(٥) في (ب) : «بسط لهم يده».

(٦) في (ج) : «عدلت».

(٧) انظر الحديث في : كنز العمال ١٤٦٣١ ، ١٤٦٤٥. ، ١٤٧٤٠.

١٣٦

محمد الخليلي الخلمي أبو عمرو إمام فاضل فقيه مناظر ، ولى الخطابة ببلخ وصار شيخ الإسلام بها ، تفقه على الإمام أبي بكر محمد بن أحمد بن علي القزاز وسمع منه الحديث ومن القاضي الخليل بن أحمد السجزي وأبي بكر الماسكاني الخطيب ، كتب إلى الإجازة في ذي القعدة سنة تسع وعشرين وخمسمائة.

٤٢٠ ـ عثمان بن أحمد بن محمد بن يحيى بن أبي ياسر المقرئ ، أبو عمرو الصوفي ، المعروف بابن البوقي (١) :

من أهل الحريم الظاهري ، سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وأبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبا منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز وأبا الفتح مفلح بن أحمد الدومي وغيرهم ، وصحب أبا النجيب السهروردي ، وسرد الصوم سنين كثيرة ، وحدث بالكثير ، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه وأثنى عليه.

قرئ على أبي البركات عبد الرحيم بن عمر بن علي القرشي عن أبيه وأنا أسمع قال : أنبأنا عثمان بن أحمد بن محمد المقرئ الصوفي بزيران وأنبأنا أبو حامد عبد الله ابن مسلم بن ثابت البزاز بقراءتي عليه قالا : أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي قراءة عليه أنبأنا الحسن بن علي الجوهري ، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن السخير (٢) ، حدثنا أبو عمرو عثمان بن جعفر ، حدثني محمد بن عبد الوهاب أبو قرصافة بعسقلان ، حدثنا آدم بن أبي إياس ، حدثنا شعبة عن موسى (٣) بن عقبة عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي هريرة (٤) قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من باع سلعة لم يكن قبض من ثمنها شيئا فهي له ، فإن كان قد قبض منها شيئا فهو أسوة الغرماء» (٥).

قرأت بخط أبي المحاسن القرشي وأخبرنيه ابنه عبد الرحيم عنه قال : توفي عثمان بن أحمد بن البوقي وكان يوم الأربعاء ثامن عشرين من جمادى الآخرة من سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.

__________________

(١) في الأصل ، (ب) : «التوفي».

(٢) في الأصل ، (ب) : «السخير» وفي (ج) : «السجز».

(٣) في الأصول : «عن موسى عن بن عقبة».

(٤) في الأصول : «بن أبي هريرة».

(٥) انظر الحديث في كنز العمال ١٠٤٧٣.

١٣٧

٤٢١ ـ عثمان بن إدريس بن عبد الرحمن الكتامي ، أبو عمرو الصوفي المواقيتي(١) :

من أهل المغرب ، قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته ، وكانت له معرفة تامة بعلم النجوم والهيئة وعمل الأصطرلاب وآلات الفلك من الرخامات وموازين الشمس ومعرفة أوقات الليل والنهار ، وله في ذلك مصنفات حسنة ، قرأ عليه جماعة من أهل بغداد وانتفعوا به ، وتوفي في جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.

٤٢٢ ـ عثمان بن أبي بكر بن محمد ، أبو بكر القلعي :

من أهل المغرب ، ذكره أبو المعالي سعد بن علي الحظيري الكتبي في كتاب «زينة الدهر» من جمعه ، وقال : أنشدني لنفسه ببغداد :

قم هاتها في كف أحور أو طفا

راحا أرق من النسيم وألطفا

يسعى بها حيث الدلال كأنما

يحكيه خد للنديم وأرشفا

فكأنها في الكأس دابة (٢) عسجد

وحبابها در عليه قد طفا

فانهض إلى بيت الكروم فإنها

نجم بشيطان الهموم تكلفا

فالروض يعبق من ريح مسكه

والجو يدفق من غمام قرقفا

والسحب تلعب بالبروق كأنها

قار على عجل يقلب مصحفا

قد قلدت بالنور أجياد الربى (٣)

خليا وألبست الحمائل مطرفا

فكأنها جود بن فياض الذي

أضحى يجدد في المكارم ما عفا

وأورد (٤) له أيضا :

كأن رياض ساحته سماء

وناجم زهرها زهر النجوم

نزلنا من رباة فوق هام

معممة من البيت العميم

__________________

(١) انظر : معجم المؤلفين ٦ / ٢٥١.

(٢) في الأصل ، (ج) : «كانت».

(٣) في (ج) : «الذي».

(٤) في (ج) : «ورد».

١٣٨

تعطرنا الرياح به كأنا

نسوم المسك من كف النسيم

٤٢٣ ـ عثمان بن حاتم بن المنتاب التغلبي ، أبو عمرو النسابة :

أملى أنساب مضر بن نزار بجامع المنصور في سنة خمس وثمانين وثلاثمائة ، وحدث بكتاب «النسب» لأبي العباس محمد بن يزيد المبرد عن أبي الفضل الخطاب بن مخلد بن أحمد بن الخطاب بن حمادة الكلبي النسابة ، قال : قرأته عليه بميافارقين في سنة أربعين وثلاثمائة ، وقال قرأته على المبرد وقرئ عليه دفعات وأنا أسمع قرأه على أبي عمر علي ابن إبراهيم المالكي في يوم عاشوراء من سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة في مسجده وقال : كان يرد على من حفظه.

أنبأنا ذاكر بن كامل الحذاء عن أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي قال : أنشدنا أبو علي بن وشاح أنشدنا أبو عمرو عثمان بن حاتم التغلبي (١) النسابة أنشدني المفجع السامي لنفسه :

رأيت قوما عليهم سمة الخير

يحمل البكاء (٢) مستكمله (٣)

معتزلي الناس في مساجدهم

سألت عنهم فقيل متكله

الحال والوقت والحقيقة والبر

هان والفلس عندهم مسله (٤)

فلم أزل تابعا لهم زمنا

حتى تبينت (٥) أنهم أكله

٤٢٤ ـ عثمان بن الحسن بن عثمان بن أحمد بن الحسين بن سليمان بن عبد الرحمن ، المعروف بابن الخصيب ، أبو عمرو البغدادي :

ذكره أبو محمد بن خزرج وقال : قدم علينا إشبيلية في سنة سبع عشرة وأربعمائة فقرأنا عليه ، وكان يروي عن أبي طاهر المقرئ البغدادي قراءة عليه بالقراءات السبع ، وروى عن جلة البغداديين وغيرهم ، وكان مجودا للتلاوة ، محسنا عالما بمعاني القرآن ،

__________________

(١) في (ب) : «التغلبى».

(٢) في الأصل : «الركاب».

(٣) في (ج) : «مستملة» وفي الأصل : «بتكمل».

(٤) في (ب) ، (ج) : «سلمة».

(٥) في (ب) : «تبثنت».

١٣٩

وكان كبير السن جدا ، قلت : وقد ذكر الخطيب جده عثمان في التاريخ (١).

٤٢٥ ـ عثمان بن الحسن بن عرفة بن يزيد ، أبو سعيد (٢) بن أبي علي العبدي:

حدث عن أبيه.

كتب إلى أبو الفتوح أسعد بن أبي الفضائل العجلي أن أبا العباس أحمد بن ثابت الطرقي أخبره قال : أنبأنا أبو منصور محمد بن أحمد بن شكرويه ، أنبأنا أبو بكر أحمد ابن موسى بن مردويه ، حدثنا عبد الله بن خالد بن محمد بن رستم ، حدثنا أبو سعيد عثمان بن الحسن بن عرفة ، حدثني أبي ، حدثنا أبو عبيدة الحداد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إني لأستغفر الله وأتوب إليه كل يوم مائة مرة»(٣).

٤٢٦ ـ عثمان بن الحسين بن محمد بن الحكيم ، أبو عمرو بن أبي عبد الله :

من أهل الحريم الظاهري ، أخو محمد الذي تقدم ذكره ، سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وأبا الفضل محمد بن أحمد الدلال وأبا البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي ، كتبت عنه ، وكان شيخا صالحا ، خدم المرضى بالمارستان العضدي ، وكان قد سمع منه قبلنا القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي ، وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه.

أخبرنا عثمان بن الحسين بن الحكيم قراءة عليه قال : أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قراءة عليه ، أنبأنا أبو الطيب طاهر بن عبد الله الشافعي ، حدثنا أبو أحمد الغطريفي ، حدثنا عمر بن محمد الكاغذي ، حدثنا أبو عبيدة ابن أبي السفر ، حدثنا عبد الله بن محمد بن سالم ، حدثنا الحسين بن زيد عن عمرو بن علي عن جعفر ابن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن علي رضي‌الله‌عنهم أجمعين عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم انه قال لفاطمة عليها‌السلام : «إن الله يغضب لغضبك ويرضى

__________________

(١) انظر : تاريخ بغداد الجزء الحادي عشر.

(٢) في (ب) : «أبو سعد».

(٣) انظر الحديث في : مسند أحمد ٥ / ٣٩٤.

١٤٠