تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٧

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٧

المؤلف:

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٢١٥

١
٢

بسم الله الرّحمن الرّحيم

٢٦١ ـ عبيد الله بن إبراهيم بن إدريس الإسكافي :

من إسكاف بني الجنيد ، من نواحي النهروان ، حدث عن أبي العباس محمد بن يونس بن موسى الكديمي ، روى عنه القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا النهرواني في كتاب «الجليس والأنيس» من جمعه.

أنبأنا يحيى بن أسعد التاجر قال : أنبأنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن محمد بن كادش العكبري قراءة عليه ، أنبأنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري ، أنبأنا المعافى بن زكريا ، حدثنا عبيد الله بن إبراهيم بن إدريس الإسكافي ، حدثنا محمد بن يونس ، حدثنا أبو داود(١) ، حدثنا الأعمش عن مجاهد قال : نوح نوح (٢) بالأسد فضربه برجله فخمشه الأسد ، فبات ساهرا ، فشكى ذلك نوح إلى الله تعالى ، فأوحى الله تعالى إليه : «أني لا أحب الظلم».

٢٦٢ ـ عبيد الله بن إبراهيم بن عبد المؤمن الإسكافي (٣) :

عم الوزير (٤) محمد بن أحمد بن إبراهيم القراريطي. حدث عن محمد بن عبيد الله (٥) العتبي.

كتب إلى أبو محمد الأمين عن أبي المعالي الفضل بن سهل الإسفرائيني قال : أنبأنا أبي ، أنبأنا القاضي أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى بن عبد الله السعدي ، أنبأنا أبي ، أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد المفيد الجرجرائي ، حدثنا محمد بن أحمد ـ يعني وزير المقتدر ـ حدثنا عمي عبيد الله بن إبراهيم بن عبد المؤمن ، حدثنا العتبي قال : قال عبد الرحمن بن خالد بن يزيد بن معاوية لصديق له : يا أخي! أترضى الحال التي أنت عليها؟ قال : لا والله! قال : أفأجمعت على التحول عنها إلى غيرها؟ قال : لا والله!

__________________

(١) في النسخ : «حدثنا ابن داود» والتصحيح من العبر ٢ / ٧٨.

(٢) هكذا مكررة بالأصول.

(٣) انظر : الوافي بالوفيات ٢ / ٤١.

(٤) في (ب) ، (ج) : «عمه الوزير».

(٥) في النسخ : «بن عبد الله».

٣

قال : فهل تأمن أن يدركك الموت عليها؟ قال : لا والله! قال : فهل من دار غير هذه تقول : إن لم أعمل في هذه عملت في تلك؟ قال : لا والله! قال : فهل رأيت عاقلا رضي لنفسه بهذا.

٢٦٣ ـ عبيد الله بن إبراهيم بن علي بن القبار ، أبو القاسم الشاهد :

من أهل الجانب الشرقي ، كان من شهود القاضي أبي بكر محمد بن عبد الله بن صبر ، توفي ليلة الأحد لأربع بقين من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعمائة ، وذكر هذا هلال بن المحسن الكاتب في تاريخه ، ونقلته من خطه.

٢٦٤ ـ عبيد الله بن إبراهيم بن مهدي ، أبو القاسم المقرئ (١) :

حدث بالرملة وصور سنة ثمان وتسعين ومائتين عن إبراهيم بن أحمد بن مروان وأحمد بن عبد الجبار العطاردي والفضل بن يعقوب الرخامي ومحمد بن علي الرافقي (٢) وهارون بن موسى بن شريك المقرئ وحفص بن عمرو الربالي (٣) وعلي بن داود القنطري (٤) ومحمد بن عبيد الله بن المنادي ومحمد بن حسان الأزرق وعلي بن إشكاب وعنبس الدوري وزكريا بن يحيى وجماعة سواهم. روى عنه أبو جعفر أحمد ابن محمد بن إسماعيل النحاس المصري ، ثم إنه سكن مصر إلى حين وفاته.

أخبرنا عبد الوهاب بن علي (٥) الأمين قال : أنبأنا محمد بن ناصر قراءة عليه قال : كتب إلى القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن (٦) الحسين الخلعي قال : أنبأنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سعيد الحوفي (٧) ، أنبأنا أبو بكر محمد بن علي الأدفوي (٨) ، حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس ، حدثنا عبيد الله بن إبراهيم البغدادي بالرملة ، حدثنا حفص بن عمر بن الصباح (٩) الرقي أبو عمرو ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا شريك عن عطاء عن أبي الضحى عن ابن عباس في قوله تعالى :

__________________

(١) انظر : طبقات القراء ، ص ٤٨٤.

(٢) في (ب) : «الرافعي».

(٣) في النسخ : «الزباني» والتصحيح من الأنساب ٦ / ٧١.

(٤) في الأصل : «القنطوى».

(٥) في (ج) : «بن عبد الأمين».

(٦) «بن الحسن» ساقطة من (ج).

(٧) في الأصل ، (ب) : «الحرقى» وفي (ج) : «الحزلى».

(٨) في النسخ : «الأدنوى» والتصحيح من العبر ٣ / ٤١.

(٩) في (ج) : «الصباغ».

٤

(الم) قال : أنا الله أعلم ، (الر) أنا الله أرى ، (المص) أنا الله أفضل ، وبه قال :

أنبأنا أبو جعفر النحاس ، حدثنا عبيد الله بن إبراهيم المقرئ البغدادي بالرملة ، حدثنا عباس الدوري ، حدثنا عبيد الله بن موسى ، أنبأنا أبو جعفر الرازي عن الربيع عن أبي العالية عن أبي بن كعب في هذه الآية : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) إلى قوله : (الْمُبْطِلُونَ) قال : جمعهم جميعا فجعلهم أرواحا (١) ثم صورهم ثم استنطقهم (٢) فقال : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا) إنك ربنا وإلهنا لا رب لنا غيرك ولا إله لنا غيرك ، قال : فأرسل إليكم رسلي وأنزل عليكم كتبي فلا تكذبون رسلي وصدقوا وعيدي ، فإني سأنتقم ممن يشرك بي ولم يؤمن بي ، فأخذ عهدهم وميثاقهم.

قرأت على أبي عبيد الله (٣) أحمد بن محمد الجيزي (٤) بأصبهان عن أبي بكر محمد بن أحمد الباغبان قال : أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن مندة ، أنبأنا أبي ، أنبأنا أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفي بمصر قال : عبيد الله (٥) بن إبراهيم بن المهدي يكنى أبا القاسم ، قدم من بغداد إلى مصر ، أراه بصريا ، وحدث بمصر وتوفي بها في شوال سنة سبع وثلاثمائة.

٢٦٥ ـ عبيد الله بن إبراهيم ، أبو القاسم السوسي الصوفي ، المعروف بالسراج:

كان ينزل في مسجد الشونيزية صاحب أحوال حكايات.

أخبرنا سليمان بن علي ، أنبأنا محمد بن علي البغدادي ، أنبأنا عمر بن أحمد بن منصور النيسابوري ، أنبأنا علي بن عبد الله بن باكويه الشيرازي قال : سمعت أبا القاسم السراج في مسجد الشونيزية [قال] سمعت أبا بكر (٦) بن إسماعيل المخرمي يقول : الأرواح جبلت من الأفراح والأجساد من الأكماد ، والذي يروحك من

__________________

(١) في النسخ : «أزواجا».

(٢) في (ب) : «استطلقهم» وفي (ج) : «استطلهم».

(٣) في (ج) : «أبي عبد الله».

(٤) في الأصل : «الحيزى».

(٥) في النسخ : «عبد الله».

(٦) في (ج) : «أبا بحر».

٥

الأشياء فهو مزاح روحك ، والذي يكمدك فهو حسن نفسك.

قرأت على أبي بكر محمد بن الأستاذ أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري أخبره قال : سمعت أبا عثمان سعيد بن محمد العدل يقول : سمعت أبا القاسم السراج الزاهد ببغداد لفظا بالشونيزية يقول : خرج أبو بكر الشبلي يوم عيد فرأى اجتماع الناس وتحية بعضهم لبعض للعيد فصاح وشق ثيابه وقال :

تزين الناس يوم العيد للعيد

وقد لبست ثياب الرزق والسود

فأصبح الناس مسرورا بعيدهم

ورحت فيه إلى ترح وتفريد

والناس في فرح والقلب في ترح

شتان (١) بيني وبين الناس في العيد

كتب إليّ أبو المظفر بن السمعاني قال : أنبأنا أبو نصر محمد بن منصور (٢) الحرضي فقرأه عليه ، أنبأنا أبو بكر محمد بن يحيى المزكي ، أنبأنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسن السلمي قال : عبيد الله بن إبراهيم أبو القاسم السوسي المعروف بالسراج مقيم ببغداد نازل في مسجد الشونيزية وإليه يجمع الفقراء والغرباء ببغداد من أحسن المشايخ تعهدا للفقراء وتفقدا لأحوالهم يرجع إلى أخلاق طاهرة (٣) وفتوة كاملة.

٢٦٦ ـ عبيد الله بن إبراهيم أبو القاسم البرمكي :

حكى عن أبي بكر النسفي ، روى عنه أبو سعيد (٤) الماليني.

أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب قال : كتب إليّ أبو الطيب حبيب بن محمد بن أحمد بن محمد الطهراني ، أنبأنا أبي ، أنبأنا أبو سعيد أحمد بن محمد الماليني قال : سمعت أبا القاسم عبيد الله بن إبراهيم البرمكي ببغداد يقول : سمعت أبا بكر الشبلي وقد سئل عن قوله عزوجل : (وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) لم يكن في الألواح ما كان عند الخضر من العلم حتى أحوجه إلى أن (٥) يمر إلى الخضر ، فقال : نعم ، كان العلم الذي أعطى الخضر كان في الألواح ولكن الله أمر موسى أن يأخذ الألواح بقوة

__________________

(١) في (ج) : «سيان».

(٢) في (ج) : «بن منظور».

(٣) في (ج) : «أخلاق ظاهرة».

(٤) في كل المواضع في الأصل ، (ب) : «أبو سعد».

(٥) في (ج) : «يمد».

٦

فلما أخذها وغضب (١) ألقاها فانكسر ، فلما انكسر حول الله علم الخصوص منها وأعطاه الخضر ، وأحوج موسى أن يطلب من عند الخضر.

٢٦٧ ـ عبيد الله بن أحمد بن الحسن ، أبو القاسم اليزدي :

قدم بغداد ، وسمع الكثير من أبي الحسن بن أحمد بن شاذان وأبي الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار وأبي الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه وأبي الحسين علي وأبي القاسم (٢) عبد الملك ابني محمد بن عبد الله بن بشران وأبي محمد الحسن بن علي الجوهري وأمثالهم.

وكتب بخطه كثيرا وحدث باليسير ، وتفقه على أبي حامد الأسفراييني ، وكان صائما زاهدا.

ذكر أبو الفضل بن خيرون أنه توفي ليلة الجمعة السابع من ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين وأربعمائة ، وأنه حدث.

٢٦٨ ـ عبيد الله بن أحمد بن الحسين بن السمسار بن عمر الداودي القاضي :

من تلاميذ أبي بكر محمد بن داود الأصبهاني ، وروى عنه وعن ابنه داود أيضا وعن أبي جعفر محمد بن جرير (٣) الطبري وإسماعيل بن إسحاق القاضي ، روى عنه القاضي أبو علي المحسن بن علي التنوخي في «كتاب نشوار (٤) المحاضرة» من جمعه ، وأبو الحسن علي بن نصر بن الصباغ الكاتب البغدادي نزيل مصر ، وكان من خواص أصحابه وذكر أنه قرأ عليه مصنفات أبي بكر بن داود بأسرها و «كتاب الموضح» لأبي الحسن المغلس ، وأنه كان إماما كبيرا.

قرأت على أبي القاسم سعيد بن محمد المؤدب عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد المعدل قال : كتب إليّ القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي وحدثني عنه عبد المحسن بن محمد بن علي التاجر قال : حدثني أبو الحسن علي بن نصر ابن الصباغ البغدادي قال : حدثنا القاضي أبو عمر عبيد الله بن أحمد السمسار أن

__________________

(١) في الأصل ، (ب) : «عصمت» وفي (ج) : «عصيت».

(٢) في (ج) : «وأبي القاسم بن يحيى عبد الملك».

(٣) في الأصل ، (ج) : «عزيز» وفي (ب) : «عزيزي».

(٤) في الأصل : «بسوار» وفي (ج) : «سورا».

٧

حدثا (١) كان يعرف بابن سمنون الصوفي نشأ مع أبي بكر يعني ابن داود في كتاب واحد وكانا لا يفترقان ، وإذا عمل أبو بكر كتابا في الأدب ناقضه وعمل في معناه ، وأن أبا بكر نقش على فص خاتمه سطرين ، الأول منهما (وَما وَجَدْنا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ) والآخر : (فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ) فكان إذا رأى إنسانا (٢) ينظر إلى حدث رمى إليه بخاتمه وقال : اقرأ ما عليه فينتهي عن ذلك ، فقال لابن سمنون (٣) : إن بدران يناقضني في هذا ، فقال نعم ، ولما كان من الغد جاءه بخاتم على فصه [سطران] (٤) والأول منهما : (وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ) والثاني (وَلَنَصْبِرَنَّ عَلى ما آذَيْتُمُونا).

قال : وحدثنا القاضي أبو عمر (٥) أن أبا بكر يعني ابن داود كان يجعل طريقه إلى الجامع من سكة الربيع وكانت امرأة تقف خلف بابها وتفتح منه بقدر ما تنظر إليه ، فلما كان بعد مدة جذبت طيلساني وكنت أمشي خلفه فقالت : يا هذا! إني أشتهي أن استفتي صاحبك في مسألة وأستحي أن أخاطبه على الطريق فاعمل (٦) على أن يدخل إلى مسجد مقابل باب دارها لنسأله فيه ، ودفعت إليّ دملج ، وقالت : خذ هذا بارك الله لك فيه! فرددته إليها (٧) وقلت : أنا في غنى عنه ولكني أتلطفه في ذلك عند انصرافنا من الجامع ، فلما قربنا من ذلك المسجد عرفته أن البول قد أتلفني وسألته أن ندخل المسجد إلى أن أقضي حاجتي ففعل ، ودخلت عليه وعدت فإذا هي تشكو إليه وتقول : والله! إني لأحبك وإني لأشتهي أن انظر إليك فقال : ألك زوج؟ قالت : نعم ، فأطرق ثم أنشأ يقول :

أما الحرام فلست أركب محرما

ووصال مثلك في الحلال شديد

إن امرأ أمسيت ملك يمينه

يقضي عليك بحكمه لسعيد

وترك الاجتياز بتلك السكة إلى أن مات.

__________________

(١) في (ج) : «حديثا».

(٢) في الأصل ، (ب) : «أبياتا».

(٣) في الأصل : «لابن سمعون».

(٤) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٥) في الأصل ، (ج) : «أبو عمرو».

(٦) في (ج) : «عمل».

(٧) في (ب) : «عليها».

٨

قال : وحدثنا القاضي أبو عمر أنه حضر مجلس أبي جعفر محمد بن جرير الطبري فسأله عن مسألة من الفقه واتصل الكلام فيها ـ وكان من رجال التأليف ولم يكن من رجال النظر ـ فلما ضاق عليه الكلام قال لي : ألست ابن جارنا أحمد السمسار؟ قلت : بلى ، قال : فأنا أعرف دينه فكيف اعترف بك؟ فقلت : لأنه شاهد من شهر به (١) ما لم يجحده جرير فيك ، فوجم (٢) ساعة ثم قال : نحن استدعينا المكروه لأنفسنا وأسألك ألّا تجيء إليّ دفعة أخرى.

قال : وسمعت علي بن نصر بن الصباح يقول : كان القاضي أبو عمر ابن السمسار لا يأكل السمك إلا دفعة واحدة عند وقت العنب ، وهو أسمن ما يكون ببغداد فيشتري له منه شيء كثير ، ويستدعي جماعة من القضاة والشهود ووجوه الأشراف والتجار لأكله ويعقد قبل فالوذج محكم وتشوى فراخ كثيرة ، فيقدم طبق فالوذج في أول الطعام فيؤكل منه لقم ، ثم تقدم الفراخ فيأخذ كل واحد منها فرخا ، ثم يرفع ويقدم أنواع السمك فيأكل الناس إلى أن يستكفون ، ثم تعاد الفراخ إليهم ثم الفالوذج فيأتون على آخره ، فإذا رفع الطعام قال لأصحابه : أبشروا بالسلامة من ضرره فقد حصل بين الصفاقين.

وبه : قال وقال لنا أبو الحسن بن الصباح : وشاهدت لهذا القاضي أبي عمر عجبا وهو أنه كان كثير الخدمة للملوك والرؤساء ، مغرما (٣) بقضاء حقوق الناس موقوفا على فقدهم ، فحج في بعض السنين وعاد من الحج فلم يزل الناس ينتابونه لتهنئته بالسلامة ، فصاحبته بضعة عشر يوما حتى يغص المسجد بهم وينقطع الطريق لازدحام دوابهم ، فلما مات لم يخلف ولدا ولا ذا قرابة يعزى به ، ولم يحضر جنازته إلا تلاميذه ومن كان يقرأ عليه ، وكان نيفا وعشرين رجلا ولم يشهده أحد من تلك الجماعات ولا صلى عليه ، وكان هذا من أعجب ما شاهدت.

__________________

(١) في الأصل ، (ج) : «شبهى».

(٢) في الأصل ، (ب) : «فرجهم».

(٣) في (ج) : «معزيا» وفي الأصل : «معربما».

٩

قرأت في كتاب «التاريخ» لهلال بن المحسن الكاتب بخطه قال : وفي يوم الثلاثاء الثالث عشر من رجب سنة إحدى وستين وثلاثمائة توفي أبو عمر عبيد الله بن الحسين المعروف بابن السمسار القاضي الشاهد فجأة ، وكان يتولى سوق الرقيق.

٢٦٩ ـ عبيد الله بن أحمد بن خرداذبه ، أبو القاسم الكاتب (١) :

كان (٢) جده خرداذبه مجوسيا فأسلم على يد البرامكة ، وتولى عبيد الله (٣) هذا البريد والخبر (٤) بنواحي الجبل ، ونادم المعتمد (٥) وخص به ، وكان راوية للأخبار والآداب ، روى عنه أبو علي الكوكبي وأبو عبد الله الحكيمي ومحمد بن عبد الملك التاريخي ، وله مصنفات ، منها كتاب «المسالك والممالك» وكتاب «الندماء والجلساء» وكتاب «اللهو والملاهي» وكتاب «الطبخ» وكتاب «الشراب».

قرأت في كتاب أحمد بن أبي طالب الكاتب بخطه قال : أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي قال : أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن خرداذبه قال : حدثني أبي قال : كان كسرى أبرويز قال له منجموه : إنك تقتل ، فقال لأقتلن الذي يقتلني فأمر بسم يخلط له في أدوية ثم كتب عليه : دواء للجماع مجرب ، من أخذ منه وزن كذا جامع كذا وكذا مرة ـ وصيره في خزانة الطب ، فلما قتله ابنه شيرويه وفتش خزائنه مر به فقال في نفسه : بهذا الدواء كان يقوى على شيرين فأخذ منه فمات ، فقتله أبوه وهو ميت.

أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين بن محمد بن عبد الباقي الشاهد أن الحسن بن علي الجوهري أخبره قال : أنبأنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه قراءة عليه عن أبي بكر محمد بن خلف بن المرزبان قال : أنشدت لابن خرداذبه :

في مثل وجهك يحسن الشعر

ويكون فيه لذي الهوى عذر

ما إن نظرت إلى محاسنه

إلا يداخلني له كبر

تتزين الدنيا بطلعته

ويكون بدرا حين لا بدر

__________________

(١) انظر : معجم المؤلفين ٦ / ٢٣٦. والأعلام ٤ / ٣٤٣.

(٢) «أبو القاسم الكاتب كان جده فرداذبه ساقطة من (ج).

(٣) في النسخ : «عبد الله».

(٤) في (ب) : «الخيل».

(٥) في النسخ : «المعضد».

١٠

٢٧٠ ـ عبيد الله بن أحمد بن رزق الله بن محمد بن أبي عمر البزاز ، أبو الفرج ، الوكيل :

من أولاد المحدثين ، تقدم ذكر أبيه ، سمع أبا الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف وحدث باليسير ، سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف في سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.

٢٧١ ـ عبيد الله بن أحمد بن سهل ، أبو القاسم السامري :

حدث عن أبي الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني.

أنبأنا أبو القاسم الأزجي بن أحمد بن محمد بن الكسائي الشاهد قال : كتب إليّ أبو نصر عبد الكريم بن محمد الشيرازي قال : أنبأنا أبو الحسين أحمد بن إبراهيم بن محمد البغدادي المعروف بالخازن ، أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن سهل السامري قراءة عليه فأقر به سنة خمس وخمسين وثلاثمائة ، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد (١) بن محمد بن عقيبة الشيباني ، حدثنا خضر بن أبان القرشي ، حدثنا أبو هدبة إبراهيم بن هدبة (٢) ، حدثنا أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الرحم ليتعلق بالعرش يوم القيامة فيقول : يا رب! اقطع من قطعني وصل من وصلني» (٣).

٢٧٢ ـ عبيد الله بن أحمد بن سلامة بن مخلد الكرخي ، أبو محمد ابن القاضي أبي العباس المعروف بالرطبي :

أخو عبد الله المقدم ذكره ، سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحسين وأبا بكر محمد بن الحسين المرزقي وأبا القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي ، وحدث باليسير ، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وذكره في معجم شيوخه.

وذكر لي أبو الحسن بن القطيعي أن مولده في رجب سنة عشر وخمسمائة ، وأنه توفي في المحرم سنة خمس وسبعين وخمسمائة ودفن بباب حرب.

٢٧٣ ـ عبيد الله بن أحمد بن العباس بن عاصم أبو أحمد :

ذكره أبو عثمان سعيد بن محمد المعدل النيسابوري في جملة شيوخه الذين كتب

__________________

(١) في النسخ : «بن أحمد».

(٢) في النسخ : «ابن هبة».

(٣) انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ١٦٣ ، ١٩٣. وفتح الباري ١٠ / ٤٢٣. ومجمع الزوائد ٨ / ١٥٠.

١١

عنهم بمدينة السلام.

٢٧٤ ـ عبيد الله بن أحمد بن عبد الله بن العباس ، أبو القاسم الدمشقي :

سمع ياسين بن يوسف المقرئ بالمصيصة ، وأبا بكر محمد بن عبد الرحمن بن يزيد الإمام بحلب ، وأبا عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ببغداد ، وحدث عنهم ببغداد ، روى عنه أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي الحافظ وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني في معجم شيوخه ، وذكر أنه سمع منه ببغداد في جامع المدينة.

كتب إليّ أحمد بن صالح الهروي قال : أنبأنا محمد بن بنمان (١) بن يوسف الأديب ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن عمر البيع ، أنبأنا أبو غانم حميد بن المأمون بن حميد ، حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي الحافظ ، أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن العباس الدمشقي ببغداد ، حدثنا الحسين بن إسماعيل ، حدثنا عمر بن التل (٢) ، حدثنا أبي ، حدثنا سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «نعم الإدام الخل» (٣).

٢٧٥ ـ عبيد الله بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد ، أبو الطيب الذهبي :

من أهل عكبرا ، حدث عن أبي جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب الطائي وأبي طالب عبد الله بن محمد بن شهاب العكبري ، روى عنه الحسين بن أحمد ابن بكير أبو عبد الله الحافظ وعلي بن بشرى الليثي السجزي (٤) في معجم شيوخه.

كتب إليّ عبد القادر بن عبد الله الرهاوي قال : أنبأنا أبو عروبة عبد الهادي بن محمد بن عبد الله بن عمر بن مأمون السجستاني بها قال : أنبأنا جدي ، أنبأنا أبو الحسن علي بن بشرى الليثي ، حدثنا أبو الطيب عبيد الله بن أحمد بن عبد الرحمن العكبري بها. حدثنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب (٥) الطائي ، حدثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن ربعي عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

__________________

(١) هكذا في النسخ.

(٢) في النسخ : «الثل».

(٣) انظر الحديث في : سنن أبي داود ٣٨٢٠. وسنن الترمذي ١٨٣٩ ، ١٨٤٠ ، ١٨٤٢. وسنن النسائي ، كتاب الإيمان باب ٢١. ومسند أحمد ٣ / ٣٠١ ، ٣٠٤.

(٤) في الأصل : «السحرى».

(٥) في (ج) زيادة : «حدثنا على بن حرب».

١٢

«اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر رضي‌الله‌عنهما» (١).

أخبرنا عبد العزيز بن محمود الحافظ ويوسف بن كامل بن المبارك (٢) الحذاء ، قالا : أنبأنا يحيى بن علي بن الطراح وأنبأنا عمر بن محمد بن معمر المؤدب ، أنبأنا محمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله قال : أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير قال : حدثنا عبيد الله (٣) بن أحمد بن عبد الرحمن الذهبي (٤) أبو الطيب وعبيد الله بن يحيى بن زكريا بن يريد بن أبي عمرو الدقيقي قالا : حدثنا أبو طالب عبد الله بن محمد بن الحسن بن شهاب العكبري ، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن غياث الهروي الخراساني ، حدثنا أحمد بن عامر بن سليمان الطائي ، حدثنا علي بن موسى الرضا ، حدثني أبي موسى ، حدثني أبي جعفر ، حدثني أبي محمد ، حدثني أبي علي ، حدثني أبي الحسين ، حدثني علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا سميتم الولد محمدا فأكرموه وأوسعوا له في المجلس ولا تقبحوا له وجها» (٥).

٢٧٦ ـ عبيد الله (٦) بن أحمد بن عبيد الله بن محمد بن أحمد ، أبو القاسم ابن الشمعي :

سمع الكثير من أبوي القاسم عيسى بن علي الوزير وموسى بن محمد بن جعفر بن محمد بن عروة وأبي علي الحسن بن أحمد بن شاذان وأبي أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي وأبي عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن خالد الكاتب وأبي الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران وأمثالهم ، وكتب بخطه كثيرا ، وكان يكتب خطا حسنا ، وكان يتولى العيار (٧) بدار الضرب ، حدث باليسير ،

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٣٦٦٢ ، ٣٨٠٥. وسنن ابن ماجة ٩٧. ومسند أحمد ٥ / ٣٨٢ ، ٣٨٥ ، ٣٩٩ ، ٤٠١ ، ٤٠٢. وكشف الخفا.

(٢) في (ب) : «يوسف بن المبارك بن كامل».

(٣) في النسخ : «عبد الله».

(٤) في (ج) : «المذهبي».

(٥) انظر الحديث في : اللآلئ المصنوعة ١ / ٥٤. وكشف الخفا ١ / ٩٤. ومجمع الزوائد ٨ / ٤٨. وكنز العمال ٤٥١٩٧ ، ٤٥٢٢٠. وتذكرة الموضوعات ٨٨.

(٦) في (ج) : «عبد الله».

(٧) في النسخ : «العباز».

١٣

روى عنه أبو مسعود سليمان بن إبراهيم الأصبهاني في معجم شيوخه.

قرأت على أبي العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني بأصبهان عن أبي بكر المبارك بن عبد العزيز بن محمد الشيرازي قال : حدثنا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ من لفظه وأصله قال : حدثنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عبيد الله الحافظ الشمعي الزهراني (١) فيما قرأت عليه في مسجد أبي علي بن شاذان في الرحلة الأولى قال : حدثنا أبو القاسم موسى بن محمد بن جعفر بن محمد بن عروة ، حدثنا أبو علي الحسن بن الطيب بن حمزة البلخي ، حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا الربيع بن بدر عن أبيه عن جده عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اثنان وما فوقهما جماعة» (٢).

قرأت في كتاب علي بن الحسن بن الصقر الذهلي بخطه قال : أنشدنا أبو القاسم بن الشمعي قال : أنشدنا أبو نصر عبد العزيز بن عمر بن نباتة لنفسه في المصلوب :

على الجذع موف لا يزال كأنه

صليب دعا قومه إليه فأقبلوا

فقام بمأدبهم وقد مد باعه

يقول لهم عرض أم الطول أطول

قرأت في كتاب أبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي بخطه قال : توفي أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن الشمعي ليلة الاثنين الرابع من شوال سنة إحدى وعشرين وأربعمائة ، ومولده بمدينة السلام في ليلة الاثنين الرابع عشر من رجب سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة (٣).

قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون الشاهد بخطه وأنبأنا نصر الله بن سلامة الهنى (٤) قرئ على محمد بن ناصر وأنا أسمع عن أبي الفضل بن خيرون قال : سنة إحدى وعشرين وأربعمائة أبو القاسم عبيد الله بن الشمعي في شوال ـ يعني مات ـ كتب الكثير وسمع الكثير ، سمع عيسى بن علي الوزير ومن بعده ، وكان حسن الطريقة ثقة.

__________________

(١) في (ب) : «الزهراني» وفي (ج) : «الزهراني السمعاني».

(٢) انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ٩٧٢. والسنن الكبرى للبيهقي ٣ / ٦٩. وكشف الخفا ١ / ٤٧.

(٣) في (ج) : «وأربعمائة».

(٤) في الأصل زيادة : «على».

١٤

٢٧٧ ـ عبيد الله بن أحمد بن علي بن علي بن السمين ، أبو جعفر ابن أبي المعالي (١) :

من أهل الجانب الغربي ، من أولاد المحدثين ، تقدم ذكر والده ، سمع الكثير من أبوي القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري وعبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف وأبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبي منصور عبد الرحمن بن محمد ابن عبد الواحد القزاز وأبي الحسن محمد بن طراد الزينبي وعلي بن هبة الله بن عبد السلام وعلي بن هبة الله بن راهويه وأبي الفضل محمد بن عمر الأرموي وأبي الفرج عبد الخالق بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف وأبي المعالي أحمد بن محمد بن المذاري وأبي الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي وأبي العباس أحمد بن أبي غالب بن الطلابة وأبي بكر محمد بن عبيد الله بن الزاغوني وأبي القاسم سعيد بن أحمد بن البناء وجماعة غيرهم ، وكتب بخطه كثيرا لنفسه وللناس ، وخرج التخاريج وحدث الكثير ، ولم يكن له كثير معرفة ، وتوفي قبل طلبي للحديث.

أخبرني عبد القادر بن عبيد الله الهاشمي قال : أنبأنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي بن السمين وأنبأنا أبو عبد الله الحسين بن سعيد الأمين قالا : أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري ، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي ، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت الدقاق ، أنبأنا إسماعيل ابن موسى بن إبراهيم ، حدثنا إبراهيم بن محمد الذارع ، حدثنا حماد بن زيد ، حدثنا أنس بن سيرين قال : سألت عمر عن الركعتين قبل الغداة أطيل فيهما القراءة؟ قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصلي من الليل مثنى مثنى ويوتر بركعة ، قال قلت : لست عن هذا أسألك ، قال : إنك لضخم (٢) ألا تدعني أستقري لك الحديث ، كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصلي من الليل مثنى مثنى ويوتر بركعة ويصلي ركعتين الغداة وكأن الأذان بأذنيه (٣) ، قال حماد : يعني سرعته.

سمعت أبا الحسن بن القطيعي يقول عبيد الله بن أبي المعالي بن السمين كتبت (٤)

__________________

(١) انظر : شذرات الذهب ٤ / ٢٩٣.

(٢) في الأصل : «لصخر».

(٣) في الأصل : «بأذنه».

(٤) في (ج) : «كتبت».

١٥

عنه ، وكان ثقة صدوقا من أهل التقشف والصلاح والنسك ، كتب الكثير وأكل من كسب يده ، مولده سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.

سمعت أبا عبد الله محمد بن النفيس بن منجب الأزجي يقول : توفي أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي بن السمين من أهل قطفتا في العشر الأخير من شهر رمضان سنة ثمان وثمانين وخمسمائة بالموصل ودفن بتل تربة ، أخبرني بذلك بعض أصحابنا قال : حضرت جنازته ، سمعت منه وكان صالحا ثقة دينا.

٢٧٨ ـ عبيد الله بن أحمد بن القاسم بن جناح ، أبو محمد الكوفي ، ويقال : الواسطي :

حدث ببغداد عن محمد بن هبة الله بن زيدان بن يزيد البجلي وعلي بن العباس المقانعي وأبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ ، روى عنه أبو عبد الله [أحمد بن محمد بن علي بن الآبنوسي] (١) ومحمد بن علي بن عمرو النقاش الأصبهاني في معجميهما ، وذكرا أنهما سمعا منه ببغداد وسميا عبيد الله ، وقد ذكره الخطيب في «التاريخ» فيمن اسمه [عبد الله] (٢) ، والصحيح ما ذكرناه.

قرأت في كتاب «معجم شيوخ أبي سعيد النقاش» بخطه قال : أنبأنا القاضي عبيد الله بن أحمد بن جناح الكوفي ببغداد قال : حدثنا علي بن العباس البجلي ، حدثنا المقدم بن عبد الله ، حدثنا عمي القاسم بن يحيى عن أبي حمزة عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت : «خيرنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلم يكن طلاقا».

أخبرناه أبو عبد الله محمد بن أبي سعيد بقراءتي عليه بأصبهان عن أبي طاهر محمد ابن أبي نصر التاجر أن أبا القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن مندة أخبره قال : أنبأنا أبو سعيد النقاش قراءة عليه في معجمه ـ فذكره.

قرأت في كتاب أبي عبد الله أحمد بن محمد بن علي بن الآبنوسي بخطه قال : حدثنا أبو محمد عبيد الله بن أحمد بن القاسم بن جناح الواسطي المعدل قراءة عليه من أصل كتابه في شعبان سنة خمس وخمسين وثلاثمائة قال : قرأت على أبي العباس أحمد بن

__________________

(١) ما بين المعقوفتين ليست في الأصول.

(٢) ما بين المعقوفتين من تاريخ بغداد ٩ / ٣٩٣.

١٦

محمد بن سعيد الكوفي من كتابه فأقر به بالكوفة قرأت في كتاب «التاريخ» لأبي طاهر أحمد بن الحسن الكرخي قال : مات أبو محمد بن جناح وكان يخلف قاضي القضاة ابن معروف بالجانب الغربي على الفرضي في جمادى الآخرة سنة ست وستين وثلاثمائة.

٢٧٩ ـ عبيد الله بن أحمد بن محمد بن عبيد الله بن الحسين بن الحسن بن خسرو فيروز بن أبي المهروان (١) ، أبو القاسم الكلوذاني (٢) :

من نسل أردشير بن بابك ، هكذا رأيت نسبه بخط محمد بن إسحاق النديم في كتاب الفهرست من جمعه ، تولى ديوان السواد ، ولما عزل المقتدر وزيره أبا العباس الخصيي (٣) عن الوزارة أحضر أبا القاسم هذا في يوم الخميس لإحدى عشرة خلت من ذي القعدة سنة أربع عشرة وثلاثمائة ، وعرفه أنه قد قلد أبا الحسن علي بن عيسى ابن الجراح الوزارة وهو بالشام واليا عليها وقد استخلفه إلى أن يقدم ، وتقدم إليه بالنيابة عنه وأمر سلامة الطولوني بالنفوذ في البرية إلى دمشق وإحضار علي بن عيسى منها ، فوصل إلى بغداد يوم الثلاثاء لخمس خلون من صفر سنة خمس عشرة وثلاثمائة ، ثم إن المقتدر قلد عبيد الله الكلوذاني الوزارة في يوم السبت لخمس بقين من رجب سنة تسع عشرة وثلاثمائة ، وجعل علي بن عيسى بن الجراح مشرفا عليه ومجتمعا معه على تدبير الأمر ، ثم عزل في شهر رمضان من السنة ، فكان مدة نظره شهرين وثلاثة أيام ، وكان عارفا بالأعمال ثقة ما تعلق عليه بشيء.

وذكر الصولي أنه لم يزل ممدحا موصوفا بالحمد على نفسه في مودته وكرمه ، وجرت أموره على أجمل أمر ، وذكر النديم أنه له مصنفا في الخراج نسختين الأولى عملها سنة ست وعشرين ، والأخرى سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.

وذكر هلال بن الصابئ في «كتاب الوزراء» من جمعه ونقلته من خطه أن الكلوذاني ولد في ليلة السبت لإحدى عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى سنة ثمان وستين ومائتين ، وتوفي يوم الاثنين لإحدى عشرة من شهر ربيع الآخر سنة أربعين

__________________

(١) في الأصل : «أربى من المهران».

(٢) انظر الفهرست ، ص ١٨٨.

(٣) في الأصل : «الخضيبي» وفي (ب) ، (ج) : «المصينى».

١٧

وثلاثمائة.

٢٨٠ ـ عبيد الله بن أحمد بن محمد بن عمران ، أبو القاسم البندار :

حدث عن أبي بكر محمد بن محمد بن معاذ بن مأمون المعروف بابن شاذان ، روى عنه أبو طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري وذكر أنه سمع منه في منزله بدار البطيخ.

٢٨١ ـ عبيد الله بن أحمد بن محمد بن علي بن البخاري ، أبو القاسم ، ويقال له : أبو الفرج بن أبي المعالي :

من ساكني درب نصير ، من أولاد المحدثين ، تقدم ذكر والده سمع أبا محمد عبد الله ابن محمد بن عبد الله الصريفيني ، وحدث باليسير ، وكانت سيرته غير مرضية.

روى عنه شيخنا أبو القاسم بن بوش (١) أنبأنا ابن بوش قال : أنبأنا أبو الفرج عبيد الله بن أحمد بن محمد بن البخاري قراءة عليه في رجب سنة عشرة وخمسمائة وأنبأنا أبو علي ضياء بن أحمد بن أبي علي وعمر بن محمد بن معمر المؤدب قالا : أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن محمد الشاهد قال : أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفيني ، حدثنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص إملاء ، حدثنا البغوي ، حدثنا أحمد بن حنبل ، حدثنا أبو أحمد الزبيري ، حدثنا سفيان عن علي بن بذيمة عن ابن جبير عن بن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كل مسكر حرام» (٢).

قرأت في كتاب أبي بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف بخطه قال : توفي أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن البخاري يوم السبت ، ودفن من الغد تاسع عشري شعبان سنة خمس وعشرين وخمسمائة.

٢٨٢ ـ عبيد الله بن أحمد بن نصر ، أبو الحسن الحنبلي الفامي المعروف بالحناي:

من أهل عكبرا ، حدث عن أبي محمد خلف بن عمرو (٣) بن عبد الرحمن البزاز

__________________

(١) في (ج) : «يونس» في (ب) : «نوش».

(٢) انظر الحديث في صحيح البخاري ٥ / ٢٠٥ ، ٨ / ٣٦. وصحيح مسلم ، كتاب الأشربة باب ٦.

وفتح الباري ٨ / ٦٢ ، ١٠ / ٣٤ ، ٤٢ ، ٤٥ ، ٢٤ ، ١٣ / ١٦٢.

(٣) في (ج) : «عبد».

١٨

العكبري وعبد الوهاب بن أبي عصمة ومحمد بن صالح بن ذريح وعبد الله بن الوليد ابن جرير والعباس بن يوسف الشكلي وأبي بكر بن أبي داود وعمر بن الحسن القاضي الحلبي وأبي القاسم البغوي وأحمد بن محمد بن عمرو الأطروشي ، روى عنه أبو الحسن علي بن محمد بن ينال البغدادي.

٢٨٣ ـ عبيد الله بن أحمد بن هبة الله بن الحسين بن عبد القادر بن الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن المنصور بالله ، أبو الفضل بن أبي العباس بن أبي القاسم الخطيب :

أخو عبد الله بن أحمد الذي قدمنا ذكره ، قرأ القرآن بالروايات على أبي الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد بن الشهرزوري وعلى أبي المعالي أحمد بن علي بن السمين ، وسمع الحديث منهما ومن أبي منصور موهوب بن أحمد بن الجواليقي وأبي الفضل محمد بن ناصر الحافظ وأبي عبد الله محمد بن أحمد بن الطرائقي وأبي العباس أحمد بن أبي غالب بن الطلاية وأبي البركات إسماعيل بن أحمد بن محمد النيسابوري وأبي الفرج عبد الخالق بن أحمد بن يوسف وأبي الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل الأنصاري وأبي بكر محمد بن عبيد الله بن نصر بن الزاغوني وغيرهم.

وشهد عند قاضي القضاة أبي طالب روح بن أحمد الحديثي في يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة ست وستين وخمسمائة فقبل شهادته ، وعزله عن الشهادة قبل موته بسنين عديدة ، وكان يتولى الخطابة بجامع السلطان مدة ، ثم خطب بجامع القصر مناوبة مع ابن المهتدي ، كتبنا عنه ، وكان شيخا فاضلا متدينا ، حسن الأخلاق ، جميل السيرة ، مليح الإيراد للخطبة ، جيد القراءة ، صحيح الأداء ، صدوقا أمينا إلا أنه كان عسرا في الرواية جدا.

أخبرنا أبو الفضل عبيد الله [بن] (١) أحمد بن هبة الله الخطيب قال : أنبأنا أبو منصور موهوب بن أحمد بن الجواليقي ، أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري (٢) ، أنبأنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد الفرضي ، حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ، حدثنا محمد بن عمرو بن جنان ، حدثنا بقية ، حدثنا

__________________

(١) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصول.

(٢) في (ج) : «البسيرى».

١٩

الفرج بن فضالة ، حدثنا سليمان بن سليمان عن يحيى بن حامد عن المقداد بن الأسود قال: سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لقلب ابن آدم أسرع انقلابا من القدر إذا استجمعت غليانا» (١).

توفي عبيد الله بن أحمد بن المنصوري الخطيب في يوم الأربعاء السابع عشر من رجب سنة اثنتي عشرة وستمائة ، وصلى عليه من الغد بجامع السلطان ودفن بباب حرب ، وقد بلغ خمسا وثمانين سنة أو أكثر.

٢٨٤ ـ عبيد الله بن أحمد بن يعقوب بن نصر بن طالب ، يعرف بابن أبي زيد :

كان أديبا راوية للأخبار والأشعار ، حدث ببغداد بكتاب الخط والقلم (٢) من جمعه.

[و] روى فيه عن محمد بن أحمد المعطي وإسحاق بن موسى الرملي وإسماعيل بن إبراهيم بن خلاد وأبي عبد الرحمن محمد بن أحمد بن الحبيب بن بديل الضرير الكوفي ومفضل بن عبد العزيز الكاتب وأحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله مولى عمر بن الخطاب ومحمد بن عمر الغالبي والحسين بن علي بن مصعب بن بدر أبي الأشنان وسهل بن أحمد بن عثمان بن مخلد الأسلمي وأبي زرعة أحمد بن موسى المكي ومحمد ابن حنيفة بن ماهان وجبير بن محمد السمسار وأبي بكر بن أبي داود السجستاني ومحمد بن محمد بن يحيى (٣) بن سليم المصيصي والحسن بن محمد بن عبدان الشمشاطي ويوسف بن يعقوب القاضي ومحمد بن خلف المرزبان ، سمع منه أبو الفوارس القاسم بن محمد بن جعفر المزني في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.

وحدث أيضا عن أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب وأبي بكر محمد بن داود الأصبهاني وأبي العباس أحمد بن عبيد الله بن عمار ويوسف بن موسى المروروذي ويموت بن المزرع وابنه مهلهل بن يموت وأبي عثمان الناجم وسهل بن أبي سهل الواسطي وسوار بن أبي شراعة وعلي بن بسام الشاعر ، روى عنه أبو محمد هارون بن

__________________

(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ٦ / ٤. والمستدرك ٢ / ٢٨٩. ومجمع الزوائد ٧ / ٢١١. والسنة لابن أبي عاصم ١ / ١٠٢. وتاريخ بغداد ٣ / ١٢٩.

(٢) في الأصل : «والعلم».

(٣) بن يحيى سقط من (ب).

٢٠