تاريخ بغداد أو مدينة السّلام

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام

المؤلف:

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٧٠

سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة بقبر أحمد.

٤١ ـ عبد الملك بن علي بن محمد بن حمد بن إبراهيم ، أبو المظفر البزاز.

من أهل همذان ، سمع الكثير بهمذان من أبي بكر أحمد بن عمر بن محمد بن البيع وأبي الحسن فيد بن عبد الرحمن بن شادي الشعراني وأبي محمد عبد الرحمن بن محمد (١) ابن الحسن الدوني وأبي الفضل أحمد بن عبد الرحمن المهلبي وأبي منصور محمد بن محمد بن حامد العدل وأبي القاسم نصر بن محمد بن علي بن زيرك المقرئ وأبي بكر عبد الله بن الحسين بن أحمد بن جعفر التوثي المزكي وأبي شجاع شيرويه ابن شهردار الديلمي وأبي العلاء محمد بن نصر بن أحمد الحافظ وأبي الفرج إسماعيل ابن محمد بن عثمان القومساني (٢) وأبي منصور سعد بن علي العجلي وأبي جعفر محمد بن أبي علي الحافظ ومن جماعة غيرهم ، وسمع من البصرة من القاضي أبي طاهر محمد بن محمد بن أحمد بن عمر النهاوندي وغيره وقدم بغداد بعد العشر وخمسمائة وسمع بها من أبي سعد أحمد (٣) بن عبد الجبار الصّيرفيّ وأبي طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف وأبي المعالي أحمد بن محمد بن علي بن البخاري وأبي القاسم هبة الله ابن محمد بن الحصين وأبي العز أحمد بن عبيد الله بن كادش وأبي غالب أحمد بن الحسن بن البنا ، وأكثر عن أصحاب أبي الحسين بن النقور (٤) وأبي محمد الصريفيني وأبي بكر الخطيب ومن دونهم ، ولم يزل يسمع ويكتب بخطه ويحصّل بحرص شديد وهمّة عالية وجدّ واجتهاد إلى حين وفاته ، وقد خرج لنفسه عدة أجزاء في فنون من فضائل الأعمال وغيرها ، وحدث بها وبغيره من مسموعاته ، وكان ينزل بالظّفريّة ، وكان شيخا صدوقا من مسموعاته [حسن] (٥) الطريقة متدينا ، إلا أنه كان قليل البضاعة (٦) من العلم ، وفي خطه سقم كثير ؛ سمع منه جماعة من الأئمة ، وروى لنا

__________________

(١) في كل النسخ : «بن حمد».

(٢) في كل النسخ «القوسبانى»

(٣) في (ب) : «حمد».

(٤) في كل النسخ : «ابن النقود» تصحيف.

(٥) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٦) في الأصل : «البظاعة» وفي (ج) : «الفظاعة».

٦١

عنه عبد الرحمن بن خمارتاش الكاتب وعلي بن أبي بكر الحمامي وسعد بن علي اللبان وعلي بن معالي النجار ويوسف بن محمد بن علي بن قرطاس ومسعود بن عبد الله الخياط وفاخر بن أبي الفضل البزاز وأبو البدر بن دلف بن علي المحولي.

أخبرنا علي بن معالي بن منصور النجار قال : أنبأنا عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني ، أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد (١) بن الحسن الدوني ، أنبأنا أبو نصر أحمد بن الحسين الكسار ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق ، حدثني أحمد بن هشام البعلبكي ، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الحراني الحضرمي ، حدثنا يعقوب بن الجهم عن عمرو بن جرير عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا نام العبد على فراشه أو على مضجعه من الأرض التي هو فيها فانقلب في ليلته على جنبه الأيسر ثم يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت ، بيده الخير ، وهو على كل شيء قدير ، يقول الله عزوجل لملائكته : انظروا إلى عبدي لم ينسني في هذا الوقت ، أشهدكم أني قد رحمته وقد غفرت له وعفوت عنه ورحمته» (٢).

قرأت بخط علي بن عبد الملك الهمداني قال : مولدي في ذي الحجة من سنة سبعين وأربعمائة.

قرأت في كتاب الشريف أبي الحسن علي بن أحمد الزيدي بخطه قال : توفي المهذب أبو المظفر عبد الملك بن علي الهمداني في ليلة الثلاثاء ، ودفن ليلة الثلاثاء خامس عشري الأول من سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة ، وصلى عليه محمود بن ماشاده بالتاجية ، سمع بهمدان وبغداد وصنف كتبا كثيرة ، وكان يصحف فيها لقلة معرفته بالأسانيد ، ودفن بباب برز عند نخلة باقي ، وكان جمعه قليلا جدا.

__________________

(١) في النسخ كلها : «بن حمد».

(٢) انظر الحديث في : كنز العمال ٤١٣١٥. وعمل اليوم والليلة لابن السنى ٧٥١.

٦٢

٤٢ ـ عبد الملك بن علي بن محمد بن علي بن إبراهيم الطبري ، أبو المعالي بن الكيا أبي الحسن الهراسي :

مدرس المدرسة النظامية ، ولد ببغداد ونشأ بها ، وسمع بها الحديث من أبي القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزاز وأبي طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن محمد (١) بن يوسف وغيرهما ، وحدث باليسير. روى لنا عنه أبو محمد بن الأخضر وابن الغزال ، ولم يكن له اشتغال بالعلم ولا سلك طريقة والده ، بل خالط أصحاب الديوان وخدم في أشغالهم وعلت مرتبته ، فرتب حاجبا بالباب النوبي وناظرا في المظالم في سنة خمسين وخمسمائة ، فأقام نحوا من أربعين يوما ثم عزل.

أخبرني عبد الرحمن بن عمر الغزال قال : أنبأنا أبو المعالي عبد الملك ابن الكياالهراسي بقراءتي عليه أنبأنا أبو طالب عبد القادر بن محمد قراءة عليه وأنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني قراءة عليه وأنا أسمع عن أبي طاهر عبد الرحمن بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف قالا : أنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت الدقاق ، حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن بدبنا (٢) حدثنا الحسن بن عرفة ، حدثنا حماد بن الوليد عن عبد الله بن عبد الرحمن وسفيان بن سعيد الثوري عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن لكل شيء زكاة وزكاة الجسد الصيام» (٣).

سمعت أبا الرضا المبارك بن سعد الله الدقاق (٤) جارنا يقول : دخل ابن الكياالهراسي يوما إلى دار الخلافة فرأى فرس الإمام المقتفي قريبا منها فرس ولي عهده المستنجد فقال : لا أحياني الله إلى زمان أرى هذه الفرس مكان هذه الفرس ، فأشار إلى فرس ولي العهد وفرس والده ـ يشير إلى الخلافة ، فبلغت كلمته إلى الإمام

__________________

(١) «بن عبد القادر بن محمد» ساقطة من (ب).

(٢) هكذا في النسخ.

(٣) انظر الحديث في : العلل المتناهية ٢ / ٨ ، ٤٩ ، ٤٩٢. وتاريخ جرجان ٤٠٤. وتاريخ بغداد ٨ / ١٥٣. والدر المنثور ١ / ١٨١.

(٤) في (ب) : «بن الدقاق».

٦٣

المستنجد ، فلما أفضت (١) إليه الخلافة أمر بالقبض عليه وأن يحبس بالمطمورة ، فبقي بها مدة خلافته ، فلما مات المستنجد أطلق ، فكانت مدة حبسه عشر سنين وثلاثة أشهر وأيام ، ثم إنه بعد ذلك بقليل توفي.

قرأت في كتاب أبي عبد الله محمد بن عثمان ابن العكبري الواعظ جارنا بخطه قال : توفي شيخنا ابن الهراسي في يوم الأربعاء ، ثامن ربيع الآخر سنة سبع وستين وخمسمائة ، ذكر غيره أنه دفن بالشونيزية.

٤٣ ـ عبد الملك بن عيسى بن محمد بن محمد ، أبو الفتح الأخباري :

من أهل عكبرا ، حدث عن أبي الفرج أحمد بن محمد بن إسحاق بن جوري وأبي عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة وأبي الحسين أحمد بن علي بن يونس الكاتب وأبي بكر محمد بن أحمد بن إسحاق الصريفيني المعدل وأبي الحسن علي بن عبيد الله بن يعقوب بن نعمة الكاتب وأبي بكر أحمد بن عبد العزيز بن يحيى بن صبيح الصريفيني وأبي الحسن علي بن العباس بن عثمان المعدل وأبي جعفر محمد بن عبد الله بن عثمان البيع وأبي القاسم عبيد الله بن خلف بن مليح وأبي الحسين محمد بن المظفر بن موسى الحافظ وأبي الحسن علي بن محمد بن ينال البغدادي وأبي طالب عبد الواحد بن إبراهيم بن محمد المعدل وأبي عبد الله الحسين بن أحمد بن بكير الحافظ وأبي الحسن أحمد بن محمد بن هارون بن الصلت وأبي القاسم عبد الله بن إبراهيم الفامي وأبي إسحاق إبراهيم بن جعفر بن عبد الله التستّري ، وذكر أنه سمع من هؤلاء بعكبرا ونواحيها ، وسمع بالموصل أبا الحسن محمد بن عبد الملك المعلثاي وأبا عمرو عثمان بن محمد بن عمرو بن البزاز وأبا الفوارس محمد بن أحمد المقرئ ، وحدث عن جميع هؤلاء في مجموعاته وتخريجاته ، وعامة ما رواه غرائب ومناكير ؛ روى عنه القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي وأبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري وأبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي.

أنبأنا ذاكر بن كامل بن أبي غالب عن أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي قال :

__________________

(١) في الأصل ، (ب) : «افتضت»

٦٤

أنبأنا هناد بن إبراهيم النسفي ، أنبأنا عبد الملك بن عيسى بن محمد العكبري بها ، حدثنا أبو الطيب محمد بن أحمد بن خاقان بعكبرا ، أنبأنا أبو بكر محمد بن أيوب بن المعافى الزاهد ، حدثنا بشر بن موسى ، حدثنا خلاد ، حدثنا عبد العزيز ، حدثني رجل من أهل مكة عن إبراهيم أن الحسن بن محمد بن الحنفية كان ينزل ، إذا قدم حاجّا أقام ثلاثا وقال : «إن الضيافة قد نجزت (١) ، إنما الضيافة ثلاثة أيام وما (٢) بعد ذلك فهو صدقة ، وإنا أهل بيت لا تحل لنا الصدقة».

أنبأنا الأعز بن علي بن المظفر قال : أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندي قراءة عليه ، أنبأنا أبو منصور محمد بن محمد (٣) بن أحمد العكبري قال : أنشدني أبو الفتح عبد الملك بن عيسى الوراق ، أنشدني عقيل بن محمد التميمي الأحنف المنجم بعكبرا لنفسه :

أقول للائمى سفها على أن

تركت الراح عن كرم وفضل

معاذ الله أسوتها (٤) اعتمادا

وقد حرمت على من كان قبلي

أميت حصافتي بحياة جهلي

وأصلح معدتي بفساد عقلي

٤٤ ـ عبد الملك بن غنيمة بن عبد الملك الطحان (٥) :

من أهل النصرية ، روى عنه أبو البقاء هبة الله بن صدقة بن عصفور الأزجي إنشادا ، وذكر أنه توفي في سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة.

٤٥ ـ عبد الملك بن أبي الفتح بن محاسن ، أبو شجاع الدلال المعروف بابن البلاع :

من أهل دار القز ، سمع في صباه بإفادة جده لأمه شجاع بن أحمد بن شجاع

__________________

(١) في الأصل : «فجرت» تصحيف.

(٢) في (ب) ، (ج) : «وأما بعد».

(٣) «بن محمد» ساقطة من (ب) وفي (ج) : «بن أحمد».

(٤) هكذا في النسخ.

(٥) انظر الحديث في : مسند أحمد ٣ / ١٦٣ ، ١٧١ ، ٥ / ١١١ ، ٦ / ٤٩٥. والمعجم الصغير للطبراني ١ / ٧٧. ومجمع الزوائد ٢ / ١٩٩ ، ٣١٦.

٦٥

الدقاق من أبي بكر أحمد بن علي بن عبد الواحد الدلال وأبي المكارم المبارك بن محمد ابن السمذي وأبي المظفر هبة الله بن أحمد بن الشبلي وغيرهم ، كتبت عنه وكان دلّالا في الإبريسم ، لا بأس به.

أخبرنا عبد الملك بن أبي الفتح الدلال بقراءتي عليه قال : أنبأنا أبو المكارم المبارك ابن علي بن عبد العزيز بن السمذي قراءة عليه في محرم سنة سبع وثلاثين وخمسمائة قال : حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفيني إملاء قال : أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة ، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي ، حدثنا علي بن الجعد ، أنبأنا شعبة عن ثابت عن أنس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا يتمنّ أحدكم الموت من ضرّ أصابه ، فإن كان لا بد فاعلا فليقل : اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي» (١).

توفي عبد الملك الدلال في ليلة السبت السابع من شعبان سنة ثمان عشرة وستمائة ودفن من الغد بباب حرب.

٤٦ ـ عبد الملك بن أبي القاسم بن حسين بن محمد المؤذّن ، أبو علي المعروف بالقشوري (٢).

من أهل دار القز ، سمع من مؤدبه أبي غالب محمد بن محمد بن أسد العكبري وأبي بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزاز (٣) ، كتبت عنه ، وكان شيخا متيقظا ، لا بأس به ، دلنا عليه شيخنا أبو الفتح البوراني.

أخبرنا عبد الملك بن أبي القاسم بن الحسين المؤذن بقراءتي عليه ، أنبأنا أبو غالب محمد بن محمد بن أسد العكبري قراءة عليه سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة قال : أنبأنا أبو الفتح عبد الواحد بن علوان بن عقيل الشيباني ، حدثنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن رامين الأسترآباذي إملاء ، حدثنا أبو أحمد بن عدي الحافظ الجرجاني ،

__________________

(١) في (ج) : «بالفسوري».

(٢) «سمع من مؤدبه ...» «... بن محمد البزاز» ساقطة من (ج).

(٣) ما بين المعقوفتين زيادة من البخاري. انظر الحديث في : مجمع الزوائد ٧ / ٢٩٧. وتاريخ أصبهان ١ / ١٢٢.

٦٦

أخبرني الحسن بن سفيان ، حدثنا أبو كامل الفضيل بن الحسين ، حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن الحسن عن جندب بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من استطاع منكم أن لا يحول بينه وبين الجنة ملء كف من دم حرام يهرقه ـ كأنما يذبح دجاجة كلما تعرض بباب من أبواب الجنة حال بينه وبينه ـ [فليفعل] ، فمن استطاع منكم أن لا يجعل في بطنه إلا طيبا [فليفعل] ، إن أول ما ينتن من الإنسان بطنه» (١).

سألت عبد الملك عن مولده فقال : في سنة الوفر وكانت سنة خمس عشرة وخمسمائة ، وتوفي يوم السبت السابع عشر من صفر سنة ستمائة بالمارستان العضدي ، دفن بمقبرته.

٤٧ ـ عبد الملك بن المبارك بن عبد الملك بن الحسن ، أبو منصور بن أبي علي المعروف بابن القاضي :

من أهل الحريم الطاهري (٢) ، شهد عند القاضي أبي القاسم عبد الله بن الحسين ابن أحمد الدامغاني في يوم السبت لثلاث خلون من شعبان سنة ثمان وثمانين وخمسمائة فقبل شهادته وولى القضاء بالحريم ومدينة المنصور وما يليها مدة ، ثم عزل عن القضاء وبقي على عدالته ، وكان شيخا نبيلا متدينا ، كثير الصدقة وفعل الخير ، خاشعا غزير الدمعة ، حسن الأخلاق حلو الألفاظ ، حفظة للحكايات ذا سمت حسن ووقار وحشمة وهيبة ، سمع الحديث من أبي منصور (٣) عبد الرحمن بن محمد القزاز وأبي البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي وأبي بكر أحمد بن علي بن عبد الواحد الدلال وأبي العباس أحمد بن أبي غالب بن الطلاية وأبي الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الكروخي وأبي القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن بن البنا وغيرهم ، كتبت عنه وكان صدوقا.

أخبرنا القاضي أبو منصور عبد الملك بن المبارك بن عبد الملك قراءة عليه ، أنبأنا أبو

__________________

(١) في النسخ : «الظاهري».

(٢) في الأصل : «محمد بن عبد الرحمن بن محمد».

(٣) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الفضائل ٢٦. ومسند أحمد ٤ / ٣٩٥. والمستدرك ٢ / ٦٠٤.

٦٧

منصور عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد القزاز قراءة عليه قال : حدثنا القاضي أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله قال : حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ ، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي ، حدثنا علي بن الجعد ، أخبرني حماد بن سلمة عن جعفر بن إياس عن نافع بن جبير عن أبيه قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «أنا محمد وأحمد والمقفي والحاشر ونبي الرحمة ونبي الملحمة».

أخبرنا القاضي عبد الملك بن المبارك بقراءتي عليه قال : أنبأنا عبد الرحمن بن محمد القزاز ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال : أنبأنا أبو القاسم رضوان بن محمد بن الحسين الدينوري بها قال : أنشدني أبو حاتم محمد بن عبد الواحد بن محمد ابن زكريا الخزاعي قال : أنشدني أبو القاسم الحسين بن محمد بن القاسم العجلي الفارسي لنفسه:

الضيف مرتحل والمال موروث

وإنما الناس في الدنيا أحاديث

ولا تغرنّك الدنيا وكثرتها

فإنها بعد أيام مواريث

وكل وارث مال عن أقاربه

من نسل آدم يوما فهو موروث

فاعمل لنفسك خيرا تلق نائله

والخير والشر بعد الموت مبثوث

سألت القاضي عبد الملك عن مولده فقال : في سنة ثمان وعشرين وخمسمائة ، وتوفي يوم الاثنين العشرين من ذي الحجة سنة تسع وستمائة ودفن بباب حرب.

٤٨ ـ عبد الملك بن المبارك بن أبي الغنائم بن أبي ياسر عبد الله بن أبي الحسن محمد بن أحمد بن هارون البرداني ، أبو عبد الله بن أبي محمد الصوفي :

من أولاد المحدثين ، كان يسكن (١) بدرب البصريين وأصله من الحريم ، صحب الشيخ صدقة بن وزير الواعظ ، وسمع معه الحديث من أبي الفتح بن البطي وغيره ، وكان خصيصا لشيخنا أبي أحمد بن سكينة ، يلقن أولاده وأحفاده القرآن ، وكان شيخا صالحا ، حسن الطريقة ، متديّنا ، طيب الأخلاق ، لطيفا ظريفا (٢) ، مليح الوجه ، كتبنا عنه.

__________________

(١) في (ب) : «كان سكن».

(٢) تكررت العبارة في (ب) ابتداء من «أبى أحمد بن سكينة» وتداخلت في بعض المواضع.

٦٨

أخبرنا عبد الملك بن محمد بن البرداني قال : أنبأنا محمد بن عبد الباقي أبو الفتح قراءة عليه ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي الطريثيثي ، أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد الحمامي ، أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين (١) الآجري بمكة ، أنبأنا أبو محمد الحسن بن علوية القطّان ، حدثنا خلف بن هشام البزاز ، حدثنا خالد بن عبد الله الواسطي عن حميد الأعرج عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال : خرج علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ونحن نقرأ القرآن وفينا العجمي والأعرابي ، قال : فاستمع فقال : «اقرءوا! فكل حسن ، سيأتي قوم يقيمونه كما يقيمون القدح ، يتعجلونه ولا يتأجلونه» (٢).

توفي عبد الملك بن البرداني في يوم الاثنين الخامس والعشرين من شوال سنة اثنتي عشرة وستمائة ، ودفن من الغد بمقبرة جامع المنصور ، وقد جاوز السبعين.

٤٩ ـ عبد الملك بن المبارك بن مسلم بن أبي الحسن بن قينا ، أبو منصور. ابن شيخنا أبي البركات بن أبي القاسم السقلاطوني :

من أهل الحريم الطاهري وأولاد المحدثين ، سمع أبا القاسم يحيى بن ثابت بن بندار البقال [... (٣)] ، كتبت عنه ولا بأس به.

أنبأنا عبد الملك بن المبارك بن قينا بقراءتي عليه قال : أنبأنا أبو القاسم يحيى بن ثابت ، أنبأنا الحسين بن أحمد النعالي (٤) ، أنبأنا عبد الواحد بن محمد الفارسي ، حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء ، حدثنا محمد بن منصور الطوسي ، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة قالت : «كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها (٥) خرج بها معه».

سألت عبد الملك عن مولده فقال : يوم الاثنين غرة رمضان سنة سبع وخمسين وخمسمائة.

__________________

(١) في (ب) : «بن الحسن».

(٢) انظر الحديث في : سنن أبى داود ٨٣٠. وسند أحمد ٣ / ٣٩٧. وشرح السنة ٣ / ٨٨. ومشكاة المصابيح ٢٢٠٦.

(٣) بياض في الأصول.

(٤) في (ب) : «النعال».

(٥) في الأصل : «سمهما» تصحيف.

٦٩

٥٠ ـ عبد الملك بن محمد بن إبراهيم بن غريب الحال (١) ، أبو علي :

من أولاد المحدثين ، تقدم ذكر والده في أول الكتاب ، لا أدري حدث بشيء أم لا.

ذكر شجاع الذهلي أنه مات في يوم الأحد تاسع عشر ذي الحجة سنة خمس وخمسمائة وأنه دفن في مقبرة باب حرب.

٥١ ـ عبد الملك بن محمد بن أحمد ، أبو رجاء بن أبي نصر ، الحاجب الصوفي :

لا أدري هو بغدادي الأصل أو بغدادي المولد ، سكن أصبهان وسمع بها أبا بكر محمد بن عبد الله بن ريذة (٢) التاجر ، روى عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق وأبو القاسم الحسن بن محمد بن جعفر بن مهران.

قرأت على حامد بن محمد الأعرج بأصبهان عن أبي القاسم الحسن بن محمد بن جعفر قال : أنبأنا أبو رجاء عبد الملك بن أبي نصر محمد بن أحمد البغدادي الحاجب قراءة عليه ، أنبأنا محمد بن عبد الله التاجر ، أنبأنا أبو القاسم بن مطير ، حدثنا محمد بن صالح بن الوليد النّرسيّ ، حدثنا محمد بن المثنّى ، حدثنا محمد بن جهضم ، حدثنا إسماعيل بن جعفر عن عمارة بن غزية (٣) عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن قتادة بن النعمان قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا أحب الله عبدا حماه الدنيا كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء» (٤).

٥٢ ـ عبد الملك بن محمد بن بندار بن الحسن بن محمد ، أبو محمد الصوفي :

من أهل بروجرد سافر إلى أصبهان ، وسمع بها من أبي موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني الحافظ ومن غيره ، ودخل بغداد وسافر إلى بلاد الشام وديار مصر وسمع بها من جماعة من الشيوخ ، وكتب بخطه عدة أجزاء ، وصحب الصوفية وقدم

__________________

(١) في (ج) : «غريب الخال».

(٢) في الأصل ، (ب) : «بن زبدة». والتصحيح من العبر ٣ / ١٩٣.

(٣) في كل النسخ : عن غزية» تصحيف.

(٤) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٢٠٣٦. والمستدرك ٤ / ٣٠٩. والمعجم الكبير للطبراني ٤ / ٢٩٨

٧٠

بغداد وسكن برباط المرزبانية عند شيخنا عمر بن محمد السهروردي ، وكان يصلي بالجماعة إماما في الصلوات ، وكان حافظا لكتاب الله ، حسن القراءة ، طيّب التلاوة ، كثير الدرس ، دائم الصوم والصلاة ، متعبدا زاهدا ، انتخبت من أصوله جزءا قرأته عليه بالرباط ، وكان شابا ، ثم إنه سافر إلى مكة وحج معنا في سنة سبع وستمائة ، وأقام بمكة مجاورا ، ثم عاد إلى الشام فأقام بها إلى حين وفاته.

أخبرني عبد الملك بن محمد بن بندار البروجردي (١) بقراءتي عليه بالرباط الناصري بالمرزبانية على شاطئ نهر عيسى قلت له : أخبرك أبو موسى محمد بن أبي بكر الحافظ عليه وأنت تسمع بأصبهان؟ فأقر به ، قال : أنبأنا أبو منصور محمد بن عبد الله بن مندويه ، أنبأنا أبو نعيم ، حدثنا أبو بكر بن خلاد ، حدثنا الحارث بن أبي أسامة ، حدثنا محمد بن سعد كاتب الواقدي ، حدثنا أبو ضمرة ، حدثنا يوسف بن أبي بردة (٢) الأنصاري عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما من معمّر يعمّر في الإسلام إلا صرف الله تعالى عنه ثلاثة أنواع من البلاء : الجنون والجذام والبرص» (٣).

توفي عبد الملك بدمشق في يوم الخميس السابع عشر من جمادى الأولى سنة أربع عشرة وستمائة وقد قارب الستين.

٥٣ ـ عبد الملك بن محمد بن الحسين بن محمد ، أبو محمد البزوغاني :

من أهل الحربية ، سمع أبا الحسن علي بن عمر بن القزويني الزاهد ، وحدث باليسيرة ، روى عنه أبو المعمر الأنصاري وأبو الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن أحمد بن يوسف.

أخبرنا عبد الرحمن بن علي الواعظ ، أنبأنا أبو الحسين بن يوسف ، أنبأنا أبو محمد عبد الملك بن محمد بن الحسين البزوغاني قراءة عليه ، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن

__________________

(١) في كل النسخ : «البروجردي» تصحيف.

(٢) في كل النسخ : «بن أبى درة».

(٣) انظر الحديث في : مسند أحمد ٣ / ٢١٨. وتنزيه الشريعة ١ / ٢٠٦. وتذكرة الموضوعات ١٢٤.

والفوائد المجموعة ٤٨١.

٧١

محمد القزويني قال : قرأت على أبي الفتح يوسف بن عمر بن مسرور القوّاس قال : أنبأنا أبو الحسن المصري ، أنبأنا عبد الله بن أبي مريم ، حدثنا محمد بن يوسف الفريابي ، حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل ، فإن جهل عليه فليقل : إني صائم».

قرأت في كتاب أبي الفضل محمد بن محمد بن عطاف بخطه وأنبأنيه عنه ابنه سعيد قال : سألته ـ يعني عبد الملك البزوغاني ـ عن مولده فقال : في سنة ثلاثين ، وسمعت الحديث ولي عشر سنين.

أنبأنا ذاكر بن كامل عن أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي قال : مات عبد الملك ابن البزوغاني في يوم الاثنين الثاني والعشرين من المحرم سنة خمس وخمسمائة ودفن بباب حرب.

٥٤ ـ عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي بن خشنام بن النعمان بن مخلد الفارسي ، أبو علي :

أخو أبي عمر عبد الواحد ، سمع أبا علي إسماعيل بن محمد الصفار وأبا محمد جعفر ابن محمد بن نصير الخلدي وأبا بكر محمد بن الحسن النقاش وأبا عمرو عثمان بن أحمد بن يزيد الدقاق المعروف بابن السّماك وغيرهم ، وحدّث ببغداد والري وقزوين وهمدان ، وكان يسافر إلى هناك في التجارة ، روى عنه أبو محمد على بن بشري الليثي السجزي في مشيخته وأبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين السمان الرازي في معجم شيوخه ، وأبو يعلى الخليل بن عبد الله القزويني الحافظ.

أخبرني عبد القادر بن عبد الله الرهاوي فيما شافهني بحرّان وكتبه لي بخطه قال : أنبأنا أبو عروبة عبد الهادي بن أبي سعيد بن عبد الله بن عمر بن مأمون السجزي بها ، أنبأنا جدي ، أنبأنا أبو الحسن علي بن بشرى الليثي ، أنبأنا أبو علي عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي بن خشنام الفارسي قراءة عليه ببغداد في الجانب

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ٣٤. وصحيح مسلم ، كتاب الصيام ١٦٣.

٧٢

الغربي في جرب الزعفران ، حدثنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن عبد الرحيم الساجي بالبصرة ، حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد العطار الأبلي ، حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود عن سلام الطويل عن إبراهيم بن إسماعيل (١) بن مجمع عن أبي الزبير عن جابر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «العنبر ليس بركاز ، بل هو لمن وجده» (٢).

أنبأنا أبو المكارم الأعز بن علي بن المظفر بن الطهيري قال : أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندي قراءة عليه ، أنبأنا أبو القاسم بن السري قال : أنبأنا أبو علي عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن مهدي إجازة بخطه سنة تسعين وثلاثمائة ، حدثنا جعفر الخلدي ، حدثنا أحمد بن محمد ـ يعني ابن مسروق ـ قال : وسمعت سريا يقول : قال رجل لمحمد ابن واسع : إني أحبك في الله ، فقال محمد : اللهم إني أعوذ بك أن أحب فيك وأنت فيّ مبغض.

أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين قال : كتب إليّ شهردار بن شيرويه بن شهردار إنباء إليّ قال : سمعت أبا الفتح إسماعيل بن عبد الجبار بن محمد القاضي بقزوين يقول : سمعت أبا يعلى الخليل بن عبد الله الحافظ يقول : سمعت أبا علي عبد الملك بن محمد ابن عبد الله (٣) بن محمد بن مهدي البغدادي الشيخ الصالح بالري كتب إليّ. أبو القاسم عبد السلام بن شعيب بن طاهر الهمداني قال : أنبأنا أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار ، أنبأنا أبي قال : عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن مهدي الفارسي أبو علي البغدادي أخو أبي عمر نزيل قزوين ، قدم حاجّا سنة تسع وثمانين وثلاثمائة ، روى عن أبي بكر محمد بن الحسن النقاش وأبي عمرو عثمان بن أحمد الدقاق ومحمد بن العباس الوراق ، روى عنه أبو طالب بن الصباح ، وكان صدوقا.

قرأت في كتاب أبي طاهر أحمد بن الحسن الكرخي بخطه قال : مات أبو يعلى عبد الملك بن محمد بن مهدي البزاز في يوم الأحد السابع عشر من ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.

__________________

(١) في النسخ : «عن اسماعيل».

(٢) انظر الحديث في : الأحاديث الضعيفة ٨٣٧. وكنز العمال ١٠٩٦٣.

(٣) في كل النسخ زيادة نصها : «الحافظ يقول : سمعت أبا على عبد الملك بن عبد الله».

٧٣

٥٥ ـ عبد الملك بن محمد بن عبد الملك بن الزيات ، أبو مروان الخرائطي :

ذكر ثابت بن سنان أنه كان يتولى (١) الخرائط للمقتدر (٢) وأنه توفي في جمادى الأولى سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وسنّه سبع وثمانون سنة.

٥٦ ـ عبد الملك بن محمد بن عبد الملك بن محمد السلمي ، أبو محمد الطبري :

حدث ببغداد عن والده أبي خلف محمد بن عبد الملك عن القاضي أبي عمر الهاشمي البصري ، سمع منه كمار (٣) ونصر ابنا ناصر بن نصر الحدادي المراغيان.

٥٧ ـ عبد الملك بن محمد بن عبد الملك بن دوبل اليعقوبي ، أبو الكرم بن أبي الغنائم بن أبي الفتح المؤدّب :

من ساكني درب البزازة (٤) بالظفرية ، كان شيخا صالحا يؤدب الصبيان ، سمع أبوي الغنائم محمد بن محمد بن أحمد بن المهتدي بالله ومحمد بن علي بن ميمون القرشي وأبا عثمان إسماعيل بن محمد بن أحمد بن ملة الأصبهاني وأبا طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن يوسف وأبا عبد الله محمد بن عبد الباقي الدوري وغيرهم ، وحدث باليسير ؛ سمع منه أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع والقاضي أبو العباس أحمد بن بختيار بن علي بن الماندائي الواسطي وأبو محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب وحدثنا عنه ابن الأخضر.

حدثنا عبد العزيز عن أبي نصر بن الأخضر من لفظه غير مرة قال : أنبأنا عبد الملك ابن محمد أبو الكرم اليعقوبي ، حدثنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون الكوفي الحافظ وأنبأنا ضياء بن أحمد بن أبي علي بن الخريف وعبد الله بن ذهيل بن علي قالا : أنبأنا محمد بن (٥) عبد الباقي الشاهد قالا : حدثنا أبو محمد الحسن بن الحسن بن

__________________

(١) في الأصل : «مولى الخرائط»

(٢) في الأصل : «للمعتمدز» وفي (ب) : «للمعتمدز» وفي (ج) : «للمعتمتدر» تصحيف.

(٣) هكذا بالأصول كلها.

(٤) في الأصل زيادة : «بن على».

(٥) «بن على بن محمد» ساقطة من (ج).

٧٤

علي بن محمد (١) بن لؤلؤ ، أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، أنبأنا بشر بن موسى ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قال الله عزوجل : الصوم لي وأنا أجزي به ، يدع شهوته من أجلي وشرابه من أجلي والصوم جنة ، للصائم فرحتان : فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقي ربه ، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله عزوجل من ريح المسك» (٢).

قرأت بخط أبي الفضل أحمد بن صالح بن شافع الشاهد وأنبأنيه عنه ولده محمد قال : أنشدنا أبو الكرم بن دوبل :

يا أهل ودي وما أهلا دعوتكم

بالحق لكنها العادات والدرب

أشبهتم الدهر في تلوين صبغته

فكلكم حائل الألوان منقلب

أنبأنا محمد بن أحمد بن صالح بن شافع عن أبيه قال : توفي أبو الكرم بن دوبل المقرئ في سنة خمسين وخمسمائة ، وكان رجلا صالحا من خيار أصحابنا ، تفقه على أبي الوفا بن عقيل ، وسمع الحديث الكثير ، وقرئ عليه اليسير ، وكان مولده بعد السبعين وأربعمائة.

٥٨ ـ عبد الملك بن محمد بن عمويه السهروردي :

أخو عمر ، وكان أصغر منه ، وعم الشيخ أبي النجيب ، ذكر يوسف بن محمد بن مقلد الدمشقي أنه رآه ببغداد ، وكان صالحا زاهدا يتبرك بدعائه ، وأنه عمر سبعا وسبعين سنة.

٥٩ ـ عبد الملك بن محمد بن يوسف بن باتانة (٣) ، أبو الحسن المقرئ :

والد شيخنا أحمد الذي تقدم ذكره ، من أهل الحريم الطاهري ، قرأ القراءات بالروايات على جماعة من القراء ، وسمع الحديث من أبي العز محمد بن المختار بن المؤيد

__________________

(١) انظر الحديث في : مجمع الزوائد ٣ / ١٨٢. والمعجم الكبير ١٠ / ١٢٠. وحلية الأولياء ٤ / ٣٤٩٩. والكامل لابن عدى ١ / ٣٩٥.

(٢) في الأصل ، (ج) : «حامل الألوان.

(٣) في (ب) : «كان سكن».

٧٥

بالله ومن أبي بكر محمد بن عبد الباقي البزاز وأبي البركات يحيى بن عبد الرحمن بن حبيش (١) الفارقي وأبي منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون وغيرهم ، سمع منه أحمد وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق البيع.

أنبأنا ابن مشّق قال : أنبأنا أبو الحسن عبد الملك بن محمد بن يوسف بن باتانة (٢) بالحريم ، أنبأنا أبو العز محمد بن المختار قراءة عليه ، حدثنا أبو محمد الجوهري إملاء وأنبأنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني بقراءتي عليه قال : أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني قراءة عليه في سنة ست وخمسمائة قال : أنبأنا أبو محمد الجوهري ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ، حدثنا أحمد بن علي الإمام ، حدثنا إسحاق بن سعيد بن الأركون الدمشقي ، حدثنا سعيد بن بشر عن قتادة عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كانت له صدقة» (٣).

قرأت في كتاب أبي بكر محمد بن علي بن عمر الليثي المقرئ بخطه قال : أبو الحسن عبد الملك بن محمد بن يوسف المقرئ سمعت منه عن عمر بن ظفر وكان [من] (٤) المتقنين والحفاظ المجوّدين والأئمة المحققين ، يعطي الحروف حقوقها في تلاوته وحسن طريقته ، قرأت عليه القرآن.

أنبأنا أبو بكر بن مشّق ونقلته من خطه قال : توفي عبد الملك بن باتانة في يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من ربيع الأول سنة سبع وستين وخمسمائة ، ودفن يوم الأربعاء بباب حرب.

٦٠ ـ عبد الملك بن محمد ، أبو مروان (٥) التميمي المعروف بأمير الكلام :

كان موصوفا بالفضل والأدب وجودة النظم والنثر ، وأظنه كان من أهل الشام ،

__________________

(١) تكررت العبارة في (ب) ابتداء من «أبى أحمد بن سكينة» وتداخلت في بعض المواضع.

(٢) في (ب) : «بن الحسن».

(٣) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ١٣٥. وصحيح مسلم ، كتاب المساقاة ١٢. وفتح الباري ٥ / ٣.

(٤) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصول.

(٥) في (ج) : «بن مروان التميمي».

٧٦

دخل بغداد وروى بها شيئا من شعره ، كتب عنه فارس بن الحسين أبو شجاع الذهلي والزوبندار بن صيغون التركي.

قرأت بخط فارس الذهلي في مجموع له وأنبأنيه (١) أبو أحمد الأمين عن أبي القاسم ابن أحمد عنه قال : أنشدني أمير الكلام لنفسه من قصيدة :

يلومني الحساد فيك (٢) وإنني

لدادهم وخصمهم الألوى

فيا لفؤادي ما أشد صبابة

ويا لعذولي ما أضل وما أغوى

وللدهر من باغ تطاول بغيه

وللبين من طاغ تمادت به الطغوى

لعمري لقد خطت بقلبي يد النوى

سطور اشتياق لا أطيق لها محوا

ولكن أبت إلا اعتزامي (٣) وهمتي

وإلا بلوغي في العلى الغاية القصوى

قرأت على أبي العلاء أحمد بن شاكر التنوخي بالمعرة عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن الخشاب ونقلته من خطه قال : أنشدني محمد بن محمد بن قزي الإسكافي قال : أنشدني الزوبندار بن صيغون التركي وكان ـ على طعنه في السن ـ متصابيا ، قال : أنشدني أمير الكلام لنفسه :

ارشفني من رضا به ضرب

على حذار من الرقيب فمه

وعاذل في هواه قلت له

أكثرت يا عاذلي عليه فمه

قال ابن الخشاب ، ونقلته من خطه : كان شيخنا أبو محمد الحسن بن علي بن عمر الزنجاني القاضي مفتخرا بأنه لقي أمير الكلام ، ويقول كثيرا إذا أنشدني شيئا لأبي العلاء المعري : لقيت أبا العلاء بالمعرة ، ولقيت بالشام أبا عمران الصقلي وأمير الكلام ، وبمصر ابن ما يشاد ، وبالعراق أبا القاسم بن برهان وأبا الفتح بن شيطان وتلقنت عليه القرآن مع جماعة من الشيوخ ، في هذا الطبقة كان يعدهم.

__________________

(١) في (ج) : «أنبأنا».

(٢) في الأصل : «فبك».

(٣) في الأصل ، (ب) : «وما غوى».

٧٧

٦١ ـ عبد الملك بن محمد الغزال :

روى عن عاصم وابن حكينا شيئا من شعرهما ، روى عنه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب في كتاب «سلوة الأحزان» من جمعه.

قرأت بخط المبارك بن كامل وأنبأنيه ابنه يوسف عنه قال : أنشدني عبد الملك بن محمد الغزال قال : أنشدنا عاصم بن الحسن لنفسه :

تبدل بعد قنديل بكأسي

خليقا (١) من ثياب اللهو كاسي

وعاد من التهجد في انعكاف

على ناي وطنبور وكاسي

فظل مجدلا يكبو اختبالا

على ورد ونسرين وآس

وغنى والمدامة في يديه

تناساني ولست له بناس

وبه : قال أنشدني ابن محمد الغزال قال : أنشدني ابن حكينا لنفسه :

زادت لهجرانه الهموم

وهو على ما جنى مقيم

ظبى بألحاظه سقام

أعدى فجسمي به سقيم

ولائم لام في هواه

وذاك منه جهل ولؤم

فقلت دعني فلست أسلو

حتى تداني لك النجوم

٦٢ ـ عبد الملك بن مسعود بن علي بن الدينوري ، أبو الفرج :

أحد (٢) الشهود المعدلين بمدينة السلام ، وهو والد محمد وإسماعيل اللذين تقدم ذكرهما ، ذكره القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار بن الماندائي الواسطي في كتاب «الحكام» من جمعه ، وذكر أنه شهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن محمد الدامغاني في رجب سنة خمس وتسعين وأربعمائة وزكاه أبو علي بن المهدي وأبو البركات بن حبيش.

٦٣ ـ عبد الملك بن مظفر بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن غالب ، أبو غالب :

__________________

(١) (ج) : «بكأس خليعا».

(٢) في (ب) : «أحمد الشهود»

٧٨

من أهل الحربية ، كان شيخا صالحا ، حافظا لكتاب الله تعالى ، متدينا ، حسن الطريقة ، مليح الشيبة ، على وجهه وضأ ، طلب الحديث بنفسه ، وسمع الكثير. وكتب بخطه ، وصحب الصالحين ، سمع أبا العباس أحمد بن أبي غالب بن الطلاية وأبا القاسم سعيد بن أحمد بن البناء وأبا المظفر هبة الله بن أحمد بن الشبلي وأبا الوقت عبد الأول ابن عيسى السجزي ، وأبا علي بن محمد بن عمر البزاز وأبا حفص عمر بن عبد الله ابن علي الحربي وجماعة سواهم ، كتبت عنه ، وكان صدوقا.

أخبرنا عبد الملك بن مظفر بن غالب قال : أنبأنا أحمد بن أبي غالب الزاهد ، أنبأنا عبد العزيز بن علي الأنماطي ، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن المخلص ، حدثنا يحيى بن صاعد ، حدثنا مؤمل بن هشام ، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، حدثنا معمر عن هشام بن عروة عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لأن يأخذ أحدكم حبله ـ أو قال : أحبله ـ فيحتطب على ظهره خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه» (١).

سألت عبد الملك بن غالب عن مولده فقال : في سنة ثلاثين وخمسمائة ؛ وتوفي يوم الاثنين الرابع عشر من شوال من سنة ستمائة ودفن بباب حرب.

٦٤ ـ عبد الملك بن منصور ، أبو الفتح الجيلي المعروف بشيذلة والقاضي عزيزي :

قدم بغداد حاجّا مرات ، وروى بها شيئا عنه ولده.

أنبأنا عبد الوهاب بن علي عن أبي عبد الله الحسين بن علي الأنصاري قال : أنشدني القاضي أبو المعالي عزيزي بن عبد الملك شيذلة قال : أنشدني والدي ببغداد يوم خروجه إلى الحجة الثانية قال : أنشدني جدي أبو حاتم محمد بن علي الشامي يوم ودعته لخروجي إلى طلب العلم :

مددت إلى التوديع كفا ضعيفة

وأخرى على الرمضاء فوق فؤادي

فلا كان هذا العهد آخر عهدنا

ولا كان ذا التوديع آخر زادي

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٢ / ١٥٢ ، ٣ / ٧٥.

٧٩

٦٥ ـ عبد الملك بن مواهب بن مسلم بن الربيع بن محمد بن الحسن السلمي ، أبو محمد الكاغذي :

من أهل البصرية ، كان يعرف بالخضري لأنه كان يزعم أنه يرى الخضر عليه‌السلام ويخاطبه ، وكان شيخا صالحا ورعا متدينا منقطعا في منزله ، كان يأكل من كسب يده وكان مستجاب الدعوة ، سمع الحديث في صباه مع خاله سلمان بن مسلم الزاهد من أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، كتبت عنه.

أنبأنا عبد الملك بن مواهب السلمي ـ وكان من عباد الله الصالحين قال : أنبأنا محمد بن عبد الباقي الشاهد قال : أنبأنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري ، حدثنا [أبي] (١) أحمد محمد (٢) بن أحمد بن الغطريف الجرجاني قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج ، حدثنا أبو يحيى الضرير ، حدثنا محمد بن كثير الكوفي ، حدثنا إسماعيل بن مسلم عن ابن سيرين عن زيد بن ثابت قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الحج والعمرة فريضتان لا يضرك بأيهما بدأت» (٣).

توفي عبد الملك الكاغذي في ليلة الثلاثاء لتسع خلون من شهر ربيع الآخر من سنة ستمائة ، ودفن من الغد إلى جانب عمه سلمان بباب حرب.

٦٦ ـ عبد الملك بن أبي نصر بن عمر ، أبو المعالي (٤) :

من أهل جيلان ، سكن بغداد وكان يأوى الخراب ، وكان فقيها زاهدا ، روى شيئا يسيرا. روى عنه أبو سعد بن السمعاني وعبد الخالق بن أسد بن ثابت الدمشقي.

أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال : أنشدني عبد الملك بن أبي نصر بن عمر الجيلي من لفظه :

__________________

(١) ما بين المعقوفتين زيادة من العبر ٣ / ٥.

(٢) في (ج) : «أبى أحمد بن محمد».

(٣) انظر الحديث في : المستدرك ١ / ٤٧١. والسنن الكبرى للبيهقي ٤ / ٣٥٠. ونصب الراية ٣ / ١٤٨.

(٤) انظر : شذرات الذهب ٤ / ١٤٠

٨٠