تاريخ بغداد أو مدينة السّلام

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام

المؤلف:

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٧٠

أنشدني عبد الوهاب بن ناصر بن عمر الأقفالي البصري لنفسه في غلام حائك :

قد قلت للحائك الرخيم وفي

بنانه طاقة تخلصها

هل لك في رد مهجة لفتى

ليس له طاقة تخلصها (١)

٢٤٢ ـ عبد الوهاب بن أبي النجم بن علي ، أبو علي الضرير المقرئ :

أظنه من أهل باب الأزج. كتبت عنه إجازة في شعبان سنة تسع وثمانين وخمسمائة ، ولا أدري حدث بشيء أم لا.

٢٤٣ ـ عبد الوهاب بن أبي نصر بن أبي الفضائل ، أبو الفضل الشواء :

روى عنه أبو بكر بن كامل شيئا من شعره في معجم شيوخه.

قرأت على إسماعيل بن سعد الله الأمين عن أبي بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف قال : أنشدني عبد الوهاب بن أبي نصر بن أبي الفضل الشواء لنفسه :

امح بالتوبة ذنبا قد سلف

واسكب الدمع على الخد الترف

وأطل (٢) بالحزن ويحك واشتك (٣)

فعسى ترحم ذلك والأسف

٢٤٤ ـ عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن علي بن الحسن بن يحيى بن السيبي ، أبو الفرج (٤) :

جد المذكور آنفا. شهد عند قاضي القضاة أبي عبد الله محمد بن علي الدامغاني في يوم السبت الثاني من ربيع الآخر سنة خمس وستين وأربعمائة فقبل شهادته ، وولى القضاء بالحرم الشريف بعد وفاة والده في المحرم سنة ثمان وسبعين ، ثم أضيف إليه قضاء باب الأزج في سنة أربع وتسعين بعد وفاة القاضي عزيزي. سمع شيئا من

__________________

(١) سقط البيتان من (ج).

(٢) في الأصل ، (ب) : «أطبل».

(٣) في النسخ : «اشتكى».

(٤) انظر : مرآة الزمان ٨ / ٣٧. والمنتظم ٩ / ١٦٧.

٢٤١

الحديث من أبي محمد الصريفيني وحدث باليسير ، روى عنه أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي.

أنبأنا القاضي الأجل شرف القضاة أبو الفرج عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الله ابن السيي بقراءتي عليه في داره وأنبأنا عبد الوهاب بن علي بن علي بن عبيد الله ، أنبأنا والدي قالا : أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفيني ، أنبأنا عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة ، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي ، حدثنا علي ابن الجعد ، أنبأنا زهير عن أبي الزبير عن جابر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا عدوى ولا طيرة ولا غول» (١).

قرأت على المرتضى بن حاتم بمصر عن أبي طاهر السلفي قال : القاضي أبو الفرج عبد الوهاب بن هبة الله بن السيي كان جليل (٢) القدر ، يقضي في الجانب الغربي (٣) في الحرم ودار الخلافة مشتغلا بنفسه كما يقضي ابن الدامغاني في الجانب الغربي ، وكان معلم الخليفة ، سني المذهب ، شافعيا.

أخبرنا عيسى بن عبد العزيز والحسن بن أحمد قالا : أنبأنا أبو طاهر السلفي قال : أنبأنا القاضي عبد الوهاب بن هبة الله (٤) بن السيي وسألته عن مولده فقال : سنة سبع عشرة ـ يعني : وأربعمائة.

قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال : مات القاضي أبو الفرج عبد الوهاب بن هبة الله بن السيي مؤدب ولد الخليفة في يوم السبت ثالث المحرم سنة أربع وخمسمائة عند عوده من الحج قبل وصوله إلى المدينة بيوم واحد ، وحمل إلى المدينة ودفن بها بالبقيع وصلى عليه بها.

٢٤٥ ـ عبد الوهاب بن هبة [الله] (٥) بن عبد الرزاق ، أبو القاسم الأنصاري ، ويقال : أبو الفضل :

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح مسلم ١٧٤٥. ومسند أحمد ٢ / ٣٨٢.

(٢) في (ج) : «خليل».

(٣) «الجانب الغربي» ساقطة من (ج).

(٤) في (ج) : «عبد الله».

(٥) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.

٢٤٢

الأنصاري ، ويقال : أبو الفضل :

سمع القاضي أبا يعلى محمد بن الحسين بن الفراء وحدث باليسير ، سمع منه أبو نصر الأصبهاني وأبو عبد الله البلخي وهزارسب الهروي وأبو القاسم بن السمين.

أنبأنا ذاكر بن كامل عن أبي نصر (١) الأصبهاني والبلخي وهزار سب وابن السمين قالوا : أنبأنا أبو القاسم عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الرزاق الأنصاري ، وقرأت على أبي القاسم سعيد بن محمد بن محمد الموصلي عن أبي العز أحمد بن عبيد الله بن كادش ، قالا أنبأنا القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء قراءة عليه ، أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن سويد ، أنبأنا أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي ، حدثنا أبو غالب علي بن أحمد بن بنت معاوية عن عمرو ، حدثني جدي معاوية بن عمرو عن زائدة (٢) عن الليث عن مجاهد عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «سألت ربي عزوجل أن لا يسمع حبيبا يدعو على حبيبه» (٣).

حدث الأنصاري في شوال سنة ثمان وتسعين وأربعمائة ، فتكون وفاته بعد هذا التأريخ.

٢٤٦ ـ عبد الوهاب بن هبة الله بن أبي ياسر عبد الوهاب بن أبي الحسن علي ابن الحسن بن بنال بن أبي حبة ، أبو ياسر الدقاق (٤) :

من أهل باب البصرة. سمع الكثير من آباء القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وزاهر بن طاهر الشحامي وهبة الله بن أحمد بن عمر الحريري وإسماعيل بن (٥) أحمد ابن عمر السمرقندي وأبوي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ومحمد بن الحسين المزرفي وأبي غالب أحمد وأبي عبد الله يحيى ابني الحسن بن أحمد بن البناء وأبي السعود أحمد بن علي بن المجلي وأبي الحسين محمد بن محمد بن الحسين بن الفراء

__________________

(١) في النسخ : «ذاكر بن كامل بن أبى نصر».

(٢) في (ب) : «عن الزوائد».

(٣) انظر الحديث في : اللآلئ المصنوعة ٢ / ١٨٦.

(٤) انظر : النجوم الزاهرة ٦ / ١١٩. والعبر ٤ / ٢٦٦. وهامش الإكمال ٢ / ٣٢٢.

(٥) في (ج) : «إسماعيل بن محمد».

٢٤٣

وجماعة غيرهم ، وحدث بالكثير ، وسمع منه أصحابنا ، وتوفي قبل طلبي للحديث ، وكان شيخا لا بأس به ،

فقيرا صبورا على فقره ، خرج من بغداد على عزم التوجه إلى الشام لرواية الحديث هناك وطلبا للزرق ، فوصل إلى حران وحدث بها وأدركه أجله هناك.

أخبرنا علي بن الأنحت (١) الحنبلي ، أنبأنا عبد الوهاب بن هبة الله بن أبي حبة ، وأنبأنا عبد الله بن أحمد بن أبي المجد الحربي قراءة عليه ، قالا أنبأنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو علي بن المذهب ، أنبأنا أبو بكر القطيعي ، حدثنا عبد الله [بن] (٢) أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، حدثنا يزيد ، أنبأنا محمد بن إسحاق عن نافع عن ابن عمر عن عمر بن الخطاب قال : سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قلت : يا رسول الله : أحدنا إذا أراد [أن ينام(٣)] وهو جنب كيف يصنع قبل أن يغتسل؟ قال : «يتوضأ وضوءه للصلاة ثم ينام»(٤).

قرأت بخط عبد الوهاب بن هبة الله بن أبي حبة قال : مولدي في رجب سنة ست عشرة وخمسمائة.

سمعت يوسف بن خليل الآدمي بحلب يقول : توفي أبو ياسر عبد الوهاب بن هبة الله بن أبي حبة البغدادي بحران في يوم الاثنين الحادي والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وخمسمائة.

٢٤٧ ـ عبد الوهاب بن هبة الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النّرسيّ ، أبو الفضل بن أبي القاسم بن أبي الحسين بن أبي نصر التاجر :

من أولاد المحدثين. سافر في طلب الكسب إلى خراسان ودخل ما وراء النهر ، وروى بسمرقند المقامات الخمسين (٥) لأبي محمد الحريري عنه ، سمعها منه أبو سعد ابن السمعاني وابنه أبو المظفر ، وكان يذكر أنه سمع الحديث من والده ومن أخيه

__________________

(١) هكذا في الأصول.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.

(٤) انظر الحديث في : مسند أحمد ١ / ٤٤. والمعجم الكبير للطبري ١٧ / ١٠٥.

(٥) في النسخ : «المقامات الحسين».

٢٤٤

أبي نصر أحمد بن هبة الله وأستاذه أبي بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني وأبي الحسن علي بن محمد بن العلاف ، وأنه سمع المقامات من الحريري بقراءة أبي الفضل ابن ناصر بباب المراتب ، ولم يكن معه شيء من الحديث فيحدث به.

أنشدنا أبو المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد بن السمعاني من لفظه وأصله بمرو قال : أنشدنا أبو الفضل عبد الوهاب بن هبة الله بن النّرسيّ البغدادي بسمرقند قال : أنشدنا أبو محمد القاسم بن علي الحريري لنفسه :

إذا ما حويت جني نخلة

فلا تقربنها إلى قابل

وإما سقطت (١) على بيدر

فحوصل من السنبل (٢) الحاصل

ولا تلبثن إذا ما لقطت

فتنشب في كفة الحابل

ولا توغلن إذا ما سبحت

فإن السلامة في الساحل

وخاطب بهات وجاوب بسوف

وبع آجلا منك بالعاجل

ولا تكثرن على صاحب

فما مل قط سوى الواصل

أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال : حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال : عبد الوهاب ابن هبة الله بن محمد بن أحمد بن النّرسيّ من أهل بغداد ، تاجر ، كثير الخير والصدقة والبر ، مواظب على الجمعة والجماعات ، سكن خراسان مدة ، وأقام ببلخ ، وسمع المقامات من الحريري ، سمعتها منه مع ولدي أبي المظفر بسمرقند.

وسألته عن مولده فقال : بباب المراتب في سابع عشر ربيع الأول سنة ست وتسعين وأربعمائة ، وقال لي : أصلنا من فارس من نرس ، قرية بفارس ؛ سمع شيخنا أبو المظفر بن السمعاني المقامات من ابن النّرسيّ في سنة تسع وأربعين أو ست وخمسين وخمسمائة بسمرقند ، وأظنه توفي هناك والله أعلم.

__________________

(١) في النسخ : «وإذا أسقطت».

(٢) في النسخ : «البيدر».

٢٤٥

٢٤٨ ـ عبد الوهاب بن يعمر بن الحسن بن المظفر [أبو طالب] (١) بن أبي المعمر ، الكتاب :

من أهل تبريز. كان أبوه وجده وزيرين ، وله النظم والنثر الجيد ، قدم بغداد وروى بها شيئا من نظمه ، كتب عنه كمار بن ناصر الحماوي المراغي.

قرأت في كتاب كمار بخطه قال : أنشدني الأستاذ أبو طالب عبد الوهاب بن يعمر ابن الحسن بن المظفر لنفسه بمدينة السلام :

إن الفراق مهيج الأشواق

مر المذاق مغرب العشاق

يدع الجواد على الجواد بمهجة

وقوائم في القيد والإطلاق

هذي تقيم خلال أطباق اللظى

أبدا وتسرى تلك في الطباق

لو كان ما بي بالعناق لقيدت

عن سيرها في ساكنات عراق

لكنها جهلت نوى فرمت (٢) بها

وجرت بعين تقلقل (٣) المشتاق

لا عار فالأعناق يلفتها النوى

فتلفت الأعناق في الأعناق

بخل السحاب بمائه من بعد ما

جاد الجفون بدمعها المهراق

فترى النواصي في العناق كأنها

سطر به بلئالئ الأحداق

تسقي الحدائق والرياض عن الحيا

بسقيطها وصبيب محص عناقي

ما للفراق يذيب جسمي بعد ما

أوهى قوى صبري وشد وثاقي

هلا تحيي بالوصال مجاريا

صنع الوصال وقد أتى بفراق

فالشمس من فرق الفراق بسيره

تصل الغروب بآية الأشواق

قرأت في كتاب «زينة الدهر» لأبي المعالي سعد بن علي الوراق قال : الأستاذ أبو طالب عبد الوهاب بن يعمر له :

نجوم ليلي في ليل الشباب بدت

فبصرت عين قلبي منهج الدين

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) في (ج) ، (ب) : «فدفت».

(٣) في (ج) : «مقلقل».

٢٤٦

فصرت راجمة شيطان معصيتي

إن النجوم رجوم للشياطين

أنبأنا أبو المظفر محمد بن علي الواعظ قال : سمعت أبا زكريا يحيى بن إبراهيم بن أحمد السلماسي الواعظ يقول وقد ذكر تبريز ومن كان بها من العلماء ، فقال وكان حضره الزاوية(١) بها مقصد (٢) العلماء ومجمع الفضلاء والأدباء ، فمن جمعتهم الوزير ابن الوزير أبو المعمر يعمر بن الحسن بن المظفر ، له ديوان الشعر والرسالة ، وكان حسن الخط والبلاغة ، فصيح العلم والعبارة ، موصوفا بحسن الإشارة ؛ فمن قلائد نظمه قوله :

تبارك خالق هذا القمر

وسبحان من بهواه أمر

سترت غرامي به فانجلى

وغيضت دمعي له فانهمر

وقامرته قلبي المبتلى

فما زال يلعب حتى قمر

فهجرانه لي ووجدي به

على ألسن الناس صار سمر

وكان أبوه وجده من أرباب المناصب الشريفة ، وأصحاب المناقب اللطيفة والفضائل الكثيرة ، وابنه الأستاذ أبو طالب وحيد عصره وفريد دهره ، ومن أجمع عندنا أولو الألباب (٣) والأحساب أنه الوزير بن الوزير بن الوزير ، يسفر نسق الحساب ، وله ديوان شعر ورسالة تسمى «سكينة الفار» وأخرى تسمى «سطور الطور» وأخرى «الوافية النافية».

٢٤٩ ـ عبد الوهاب بن يوسف بن هبة الله ، أبو الفائز الضرير المقرئ المعروف بابن سمابه (٤) :

من أهل المحوّل. قرأ القرآن بالروايات على أبي الفتح عبد الوهاب بن محمد بن الحسين [بن] (٥) الصابوني ، قرأ عليه أحمد بن محمد بن حرب قاضي المحول.

__________________

(١) في النسخ : «الزواوية».

(٢) في الأصل : «يقصد» وفي (ب) : «معضد».

(٣) في (ج) : «أولو الأسباب».

(٤) هكذا في الأصول.

(٥) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.

٢٤٧

٢٥٠ ـ عبد الوهاب بن يوسف ، أبو الحسين :

حدث عن عبد الله بن الحسن الأنطاكي ، روى عنه عبد الرحمن بن حمدان النيسابوري.

قرأت على أبي عبد الله الحنبلي بأصبهان عن علي ومحمد ابني محمد بن أبي الحسن اللباد قالا : كتب إلينا أبو بكر أحمد بن سهل السراج ، أنبأنا عبد الرحمن بن حمدان ، أنبأنا عبد الوهاب بن يوسف ببغداد ، أنبأنا عبد الله بن الحسن الأنطاكي بحلب ، حدثنا أحمد بن عبد الله الكندي بمصر ، حدثنا وثيمة بن موسى ، حدثنا بقية عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول في جنازة سعد بن معاذ : «اهتز لها عرش الرحمن» (١).

٢٥١ ـ عبد الوهاب :

خال محمد بن الفرخان السامري. حكى عن الجنيد بن محمد الصوفي حكايات.

أخبرنا سليمان وعلي ابنا محمد بن علي البغدادي قالا : أنبأنا عمر بن أحمد بن منصور النيسابوري ، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي صادق الحيري ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي قال : سمعت محمد بن الفرخان يقول : سمعت خالي عبد الوهاب يقول : كنت جالسا عند الجنيد وكان أيام الموسم ، وعليه من أصحاب الموقعات (٢) خلق كثير عجم ومولدون ، فجاء رجل وسلم عليه وقال : هذا خمسمائة دينار تفرقه على أصحابك. وتركها بين يديه ، فقال له الجنيد : لك غير هذا؟ قال : نعم! عندي دنانير كثيرة ، قال : وتحتاج إلى زيادة؟ قال : نعم ، قال : فخذها فإنك أحوج إليها منا (٣). فلم يقبل.

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح مسلم ١٢٣ ، ١٢٥. ومسند أحمد ٣ / ٢٣٤ ، ٢٩٦ ، ٣٤٩.

(٢) في الأصل : «المرقعات».

(٣) في (ج) : «فالك احرج إليها ميتا».

٢٤٨

٢٥٢ ـ عبد الوهاب الحنفي الدمشقي :

روى ببغداد شيئا من شعر أبي الحسين أحمد بن مفلح بن منير الأطرابلسي ويحيى ابن سلامة الحصكفي الخطيب بميافارقين عنهما.

كتب (١) إلى أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب الأصبهاني ونقلته من خطه قال : أنشدنا الفقيه عبد الوهاب الدمشقي الحنفي في جمادى الأولى سنة خمسين وخمسمائة قال : أنشدني أبو الحسين بن منير لنفسه :

أنكرت مقلته سفك دمي

وعلا وجنته فاعترفت

لا تخالوا خاله في وجهه

قطرة من صنع جفن نطفت

تلك من نار فؤادي جذوة

فيه ساخت وانطفت ثم طفت

قال : وأنشدني ابن منير لنفسه أيضا :

ويلي من المعرض الغضبان (٢)

إذ نقل الواشي إليه حديثا كله زور

مقصر الصدع مسبول ذوائبه

لي منه وجدان ممدود ومقصور

سلمت فازور يلوي قوس حاجبه

كأنني كأس خمر وهو مخمور

٢٥٣ ـ عبد الهادي بن عبد الخالق بن عبد الواسع بن عبد الهادي بن عبد الله بن محمد الأنصاري ، أبو عروبة (٣) الهروي ، الواعظ الخطيب :

تقدم ذكر والده. قدم بغداد في شوال سنة سبع وستين وخمسمائة وحدث بها عن أبي الفتح الحنفي وأبي بكر الأزدي (٤) وأبي عاصم العمري ، وتوجه إلى الحج فأدركه أجله فمات فيما بين بغداد والكوفة ، ثم حملت جثته إلى هراة فدفن بها.

__________________

(١) في (ج) : «كتبت».

(٢) في (ب) : «الفرمصان» وفي (ج) : «المعضبان».

(٣) في (ج) : «عبدويه» وفي (ب) : «عدوبه».

(٤) في (ج) : «الكردي».

٢٤٩

٢٥٤ ـ عبد الهادي بن علي بن محمد بن [أحمد بن] (١) الحسين بن علي بن جعفر ، أبو الخير الواعظ :

من أهل همدان. سمع أبا العلاء أحمد بن نصر الحافظ المعروف بالأعمش وأبا شجاع شيرويه بن شهردار الديلمي ، ورحل إلى أصبهان فسمع بها أبا علي الحسن بن أحمد الحداد وأبا الحسن علي بن هاشم بن طاهر بن علي بن طباطبا العلوي ، وقدم بغداد حاجّا في صفر سنة أربع وثلاثين وخمسمائة [فسمع] (٢) بها من أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبي القاسم بن السمرقندي وعبد الوهاب ابن المبارك الأنماطي وحدث باليسير ؛ سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف ، وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه.

قرأت في كتاب «المعجم» لأبي بكر بن كامل بخطه وأنبأنيه يوسف عنه قال : أنبأنا أبو الحسن علي بن هاشم بن طاهر بن علي بن طباطبا العلوي كتابة وحدثنا عنه عبد الهادي بن علي الهمداني قال : أنبأنا أبو بكر بن ريذة (٣) وأنبأنا عبد الرحيم بن محمد بن أحمد الأصبهاني في كتابه إليّ قال : أنبأنا أبو نهشل عبد الصمد بن أحمد العنبري (٤) ، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه قالا : أنبأنا سليمان ابن أحمد الطبراني ، أنبأنا أحمد بن سعيد الرازي ، حدثنا علي بن محمد الطنافسي ، حدثنا منصور بن زاذان العطار ، حدثنا أبو حمزة الثمالي عن عكرمة عن ابن عباس قال : خطبنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في مسجد الخيف ، فحمد الله وذكره بما هو أهله ثم قال : «من كانت الآخرة همه جمع الله له شمله ، وجعل غناه بين عينيه وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن كانت الدنيا همه فرق الله شمله ، وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له» (٥).

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.

(٣) في الأصل ، (ب) : «زبده» وفي (ج) : «زيده».

(٤) في (ج) : «لهيزى» وفي (ب) : «الصرى».

(٥) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٢٤٦٥. والمعجم الكبير ١١ / ٢٦٦. والترغيب والترهيب ٤ / ١٢١

٢٥٠

أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال : حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال : عبد الوهاب ابن علي بن محمد الهمداني واعظ فاضل ، حسن السيرة ، مشتغل بما يعنيه من العبادة ووعظ الناس ، كتبت عنه بهمدان ، وسألته عن مولده فقال : في صفر سنة إحدى وتسعين وأربعمائة بهمدان.

كتب إليّ أبو الغنائم شيرويه بن شهر دار الديلمي قال : توفي عبد الهادي بن علي الهمداني في سنة خمس وخمسين وخمسمائة بهمدان.

٢٥٥ ـ عبد الهادي بن محمد بن عبد الله بن عمر بن مأمون ، أبو عروبة بن أبي سعيد الصولي :

من أهل سجستان ، كان شيخ الصوفية بها وإمام الجامع بها. سمع جده أبا محمد عبد الله وغيره وحدث بالكثير ، قدم بغداد حاجّا في سنة إحدى وعشرين وخمسمائة وسمع بها من أبي القاسم بن الحصين ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري وغيرهما ، وحدث باليسير ، سمع منه الحافظ أبو الفضل بن ناصر وغيره.

قرأت بخط يوسف بن أحمد الشيرازي الحافظ قال : شيخنا الإمام عبد الهادي (١) كان للمذهب ركنا وثيقا ، ولطائفة أصحاب الحديث في زمانه (٢) حصنا منيعا ، وفي علم التذكير وكثرة المستمعين بلا ثاني مع سائر ما فيه من المعاني ، وفي التصلب في الدين ، والمرد على المبتدعين ، خلفا لجده وخاله ، ومقتديا بهما في سائر أفعاله وأقواله ، وأما أوراد طاعاته ، ووظائف عباداته ، فكانت تستغرق ليله ونهاره ، وحضره وأسفاره ، ومناقبه لا تنتهي حتى ينتهي عنها. وقد سمع منه الأئمة الحفاظ حين توجه إلى الحج في سنة إحدى وعشرين كأبي مسعود كوتاه وأبي العلاء العطار وعبد الهادي الهمداني وأبي الفضل بن ناصر ببغداد ، وعاد من الحج سنة اثنتين وعشرين ، فسمع بغداد وهمدان وأصبهان الكثير.

كتب إليّ عبد القادر بن عبد الله الرهاوي الحافظ قال : شيخنا أبو عروبة

__________________

(١) في (ب) : «عبد الوهاب».

(٢) في (ج) : «زماننا».

٢٥١

عبد الهادي بن أبي سعيد بن عبد الله بن عمر بن مأمون السجستاني الزاهد سمع الحديث من جده عبد الله سنة خمس وثمانين ، وسافر إلى الحج وسمع مسند أحمد [من] (١) ابن الحصين وسمع من غيره ، وبلغني أنه لما حج قرأ عليه شيخنا الحافظ ـ يعني أبا العلاء الهمداني ـ وابن ناصر مسلسلات أبي حاتم بن حبان ، وكان زاهدا ، ورعا ، متواضعا ، كثير النوافل ، سريع الدمعة ، حسن الأخلاق ، عاش تسعا وثمانين سنة ما عرفت له زلة ، وكان منتشر الذكر في البلاد القاصية بحسن السيرة ، وكان له رباط ينزل فيه كل من أراد من القادمين إلى سجستان من العلماء والصوفية ، وكان قد وقف عليه وعلى طائفته نصف قرية ، وكان لا يتناول من ذلك شيئا بل يجعله في بقية الرباط ويتعيش بقليلة يسيرة ؛ ومات يوم مات [عن] (٢) دين ـ هذا مع سعة حاله ـ بسجستان.

وبلغنا موته بهراة بعد مفارقتي له بقليل ، وكان له ابن يقال له عبد المعز ، سمع من أبيه [و] من أبي نصر هبة الله بن عبد الجبار بن الفاخر وكان أعلم من أبيه وقريبا منه في السيرة والعقل والوقار والحرمة عند الناس ، لم يعش بعد أبيه طائلا. ذكر الحافظ يوسف بن أحمد الشيرازي أن أبا عروبة عبد الهادي توفي بسجستان في سنة اثنتين وستين وخمسمائة [رحمه‌الله].

٢٥٦ ـ عبدك الصوفي :

من قدماء المشايخ البغداديين قبل السري وبشر بن الحارث ، ذكره أبو عبد الرحمن في «تأريخ الصوفية» من جمعه.

كتب إليّ أبو المظفر بن السمعاني قال : أنبأنا أبو نصر محمد بن منصور الحرضي ، أنبأنا أبو بكر محمد بن يحيى المزكي ، أنبأنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسن بن موسى السلمي قال : سمعت عبد الله بن علي يقول : سمعت محمد بن علي بن مأمون يقول : سمعت أبا علي الروذباري [يقول] (٣) سمعت أحمد بن إبراهيم الحرقي يقول : قال لي

__________________

(١) ما بين المعقوفتين ليست في الأصول.

(٢) ما بين المعقوفتين ليست في الأصول.

(٣) ما بين المعقوفتين ليست في الأصول.

٢٥٢

إسحاق بن داود : أول من سمي ببغداد «صوفي» عبدك الصوفي ، وكان من أورع المشايخ وأهيبهم.

وبه : قال : سمعت عبد الله بن علي الطوسي سمعت محمد بن علي بن مأمون الكرخي سمعت أبا علي الروذباري سمعت أحمد بن إبراهيم الحرقي يقول : قال لي إسحاق بن داود : دفعت إلى عبدك الصوفي ـ وهو أول من قيل له ببغداد : صوفي ـ رمانة ، فأكلها بقشرها فقلت : قشّرها! قال : لا! أخاف أن ألقي قشرها فيلتقطه هؤلاء اللاقطون للدباغين فيدبغ به خفاف هؤلاء الجند والظلمة. وكان عبدك من أصحاب معافى بن عمران، وكان حارث المحاسبي لا يرى به أحدا.

٢٥٧ ـ عبدوس بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عبدوس بن أحمد بن عبد الله بن عبدوس العبدوسي ، أبو الفتح بن أبي محمد بن أبي جعفر الروذباري (١) :

من أهل همدان ، وكان رئيسها. سمع أباه وعم أبيه أبا الحسن علي بن عبد الله وأبا طاهر الحسين بن علي بن سلمة المعدل وأبا بكر محمد بن أحمد بن حمدويه الطوسي وأبا منصور محمد بن عيسى المحتسب وأبا العلاء رافع بن محمد القاضي وأبا الفضل عبد الله بن عبدان وأبا عبد الله بن عيسى الفقيه وأبا بكر عبد الله بن علي بن حمويه وأبا عبد الله بن الحسين بن أحمد الثري وأبا محمد جعفر بن محمد بن الحسين الدينوري وأبا الحسين محمد بن بإبراهيم بن حامد وأخاه أبا القاسم علي وحمد ابن سهل المؤدب وحميد بن المأمون ، وسمع بالدينور أبا نصر أحمد بن الحسين الكسار وأبا عبد الله الحسين بن محمد بن فتحويه الثقفي وأبا الفتح منصور بن ربيعة القرشي الخطيب ، وبالري أبا مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله البجلي وأبا سعد إسماعيل بن علي السمان ، وبنيسابور أبا نصر منصور بن رامش وأبا عثمان سعيد بن محمد النجيرمي (٢) وأبا بكر الحسن بن محمد الفارسي وأبا الحسن أحمد بن علي قاضي

__________________

(١) انظر : العبر ٣ / ٣٢٩.

(٢) في الأصل ، (ب) : «البحتري».

٢٥٣

الحرمين وأبا بكر محمد بن الفضل بن محمد اللباد وأبا الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي وأبا عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني وأبا حفص عمر بن أحمد بن مسرور وأبا بكر أحمد بن الحسين البيهقي ، وكانت له إجازة من أبي بكر أحمد بن علي بن لال وأبي الحسن علي بن عبد الله بن جهضم الصوفي الهمدانيين وأبي عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي بنيسابور ، وقدم بغداد في شعبان سنة ست وستين وأربعمائة وحدث بها ، فروى عنه أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصّيرفيّ وأبو القاسم بن السمرقندي.

أخبرنا سليمان بن محمد بن علي الصوفي ، أنبأنا إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي ، أنبأنا عبدوس بن عبد الله الهمداني ، أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد بن حمدويه الطوسي ، حدثنا محمد بن يعقوب (١) الأصم ، حدثنا أبو عتبة ، حدثنا خالد بن حميد ، حدثني عمر بن سعيد اللخمي عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي رهم (٢) الساعدي صاحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من عقر بهيمة ذهب ربع أجره ، ومن حرق نخلا ذهب ربع أجره (٣) ، ومن غش شريكا ذهب ربع أجره ، ومن عصى إمامه ذهب أجره كله»(٤).

أخبرني ذاكر بن كامل إجازة عن أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي قال : لما دخلت همدان بعد رجوعي من الري ، بأولادي وكنت أسمع أن «سنن النسائي» يرويه عبدوس ، قال : فقصدته وأخرج إليّ الكتاب والسماع فيه ، يلحق بخطه سماعا طريا ، فامتنعت من القراءة ، وبعد مدة خرجت بابني أبي زرعة إلى الدون إلى عبد الرحمن بن محمد (٥) فقرأت له الكتاب عليه.

قرأت بخط أبي محمد عبد الله بن أحمد السمرقندي وأنبأنيه عنه أبو القاسم الأزجي

__________________

(١) في النسخ : «العقرب».

(٢) في (ب) : «نهم».

(٣) «من حرق نخلا ذهب ربع أجره» سقط من (ج).

(٤) انظر الحديث في : مسند أحمد ٣ / ١٩١ ، ٣٠٠ ، ٣٠٢ ، ٤ / ٣٨٥. وسنن الدارمي ٢ / ٢٠١.

(٥) في النسخ : «حمد».

٢٥٤

قال : سألته ـ يعني عبدوس بن عبد الله الهمداني ـ عن مولده ، فقال : ولدت في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.

وقرأت بخط أبي البركات بن السقطي قال : عرفني عبدوس الهمداني أن مولده في سنة خمس وتسعين في شهر ربيع الأول بهمدان.

كتب إليّ عبد السلام بن شعيب الهمداني قال : أنبأنا أبو منصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي قال : أنبأنا والدي قال : عبدوس بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عبدوس أبو الفتح ، سمعت منه ، وكان صدوقا متقنا فاضلا ، ذا حشمة ونعمة وصيت ، من بيت الرئاسة ، حسن الخط ، حلو المنطق ، ذا مكارم ، وكف بصره وصمّت أذناه في آخر عمره ، وسمع القدماء منه ، أصح إلى سنة ست وثمانين.

سألته عن مولده فقال : ولدت في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.

ومات يوم الأربعاء الثاني عشر من جمادى الآخرة سنة تسعين وأربعمائة ، وتوليت غسله ، وصلى عليه ابنه أبو عبد الله الحسين ، ودفن في خانخاهية بروذبار.

٢٥٨ ـ عبدوس الحربي :

روى عن أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل ، ذكره أبو بكر الخلال.

أنبأنا عبد الوهاب الأمين عن محمد بن عبد الباقي عن إبراهيم (١) بن عمر البرمكي أخبره عن عبد العزيز بن جعفر قال : سمعت أبا بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال يقول : كان ببغداد في الحربية رجل جليل القدر كبير جدا. أخبرني أبو العباس المزني وأومى إلى دار بحذاء داره قال : كان في هذه الدار رجل يقال له عبدوس الحربي (٢) ، كان عنده نحو من عشرة آلاف مسألة لم يحدث بها ، ومات قديما فلم يقع لي منها عنه إلا مسائل يسيرة ، وبعلو حدثني بها عمر بن علي الصابوني ، ومنها ما حدثني محمد بن

__________________

(١) في النسخ : «ابن إبراهيم».

(٢) في الأصل : «المزني».

٢٥٥

أبي هارون عن حمدان بن علي عن عبدوس (١) هذا. وهي مسائل لم تقع إلى غيره من أصحاب أبي عبد الله ، كل شيء وقع إليّ منها بعلو ونزول ليس إلا عنده.

٢٥٩ ـ عبدون الكاتب :

روى عنه ولده حكاية ، وكان من المعمرين.

أنبأنا أبو الفرج ابن الجوزي قال : أنبأنا أبو القاسم بن السمرقندي قراءة عليه ، أنبأنا أبو الحسين بن النقور ، حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون الضبي إملاء قال : وجدت في كتاب والدي : حدثني أبو عبد الله محمد بن عمرو الكاتب ، قال أبو عبد الله : وعاش عبدون زيادة على مائة سنة وابنه شيخا كبيرا يحمل على ظهر غلام إلى ديوان بادوريا وكان كاتبا حاذقا في أول خلافة المعتضد ، قال : اجتزت (٢) ـ وأنا غلام حدث ـ بباب الرصافة فإذا رجل شاب حسن الوجه ، عليه قميص دبيقي ورداء يثرب ونعل حذو ، جالس في دكان صيرفي ، فمر به رجل (٣) تحته برذون كميت ، سرجه (٤) بغرى (٥) وعنانه نسع ، فوثب إليه ذلك الفتى فقال له : يا حكيم هذا الإقليم! أفرغ في هذا الآذان ما يفرح به هذه القلوب : ولم يدر ما بي ، فاندفع يوقع على قربوس سرجه ويقول :

أحمد قال لي ولم يدر ما بي

أتحب الغداة عتبة حقا

فتنفست ثم قلت نعم ح

بّا جرى في العروق عرقا فعرقا

لم تجسين يا عتيبة قلبي

لوجدت الفؤاد قرحا تفقأ

قد (٦) لعمري مل الطبيب ومل الأ

هل مني أداوي وأرقى (٧)

__________________

(١) في النسخ : «ابن عبدوس».

(٢) في الأصل ، (ب) : «اخترت».

(٣) في (ج) زيادة : «صيرفي».

(٤) في النسخ : «سرح».

(٥) هكذا في النسخ ، وفي (ج) : «يغلى».

(٦) في (ب) : «قل لعمري».

(٧) في النسخ : «أداوى فارقى».

٢٥٦

ليتني مت فاسترحت فإني

أبدا ما حييت منكم ملقى

قال : فقال : يا أبا المهنأ! رققت حتى لو شئت أن أحسرك لحسرتك ؛ ثم انصرف إلى موضعه فسألت عنه فقيل لي : هذا أبو نواس ، والراكب مخارق المغني.

٢٦٠ ـ عبدون البغدادي :

روى (١) عن أحمد بن سعدان الكوفي عن أبي تراب النخشبي (٢) ، روى عنه بندار ابن الحسين.

آخر الجزء السادس عشر

__________________

(١) في النسخ : «أروى».

(٢) في (ج) : «اليخشبى» وفي (ب) : «الحشي»

٢٥٧

المحتوات

١ ـ عبد المغيث بن زهير بن علوي ، أبو العز بن أبي حرب............................. ٣

٢ ـ عبد المغيث بن عبد العزيز بن عبد المغيث بن أحمد بن المغيث ، أبو الحسن التنوخي.... ٥

٣ ـ عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد ، أبو الفضل الفرضي المقرئ المعروف بالمقدسي......... ٦

٤ ـ عبد الملك بن أحمد بن الحسن بن جعفر بن رجاء ، أبو طاهر السيوري............... ٩

٥ ـ عبد الملك بن أحمد بن الحسين بن علي بن عثمان بن قريش ، أبو سعد القزاز....... ١٠

٦ ـ عبد الملك بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن الشوكي ، أبو الخطاب................. ١١

٧ ـ عبد الملك بن أحمد بن عصام ، أبو نصر المقرئ................................. ١٢

٨ ـ عبد الملك بن أحمد بن علي بن فتحان بن منصور الشهرزوري ، أبو البركات بن أبي بكر بن أبي الحسن المقرئ       ١٢

٩ ـ عبد الملك بن أزاروه بن عبد الله ، أبو المظفر الشاعر............................. ١٤

١٠ ـ عبد الملك بن جعفر بن الحسين ، أبو العباس.................................. ١٤

١١ ـ عبد الملك بن حبيب ، أبو القاسم البزاز الحنبلي............................... ١٥

١٢ ـ عبد الملك بن الحسن بن محمد بن إسحاق بن الأزهر بن عبد الله ، أبو نعيم بن أبي محمد الأزهري       ١٦

١٣ ـ عبد الملك بن الحسن [بن أحمد] بن خيرون بن إبراهيم الدبّاس ، أبو القاسم المقرئ. ١٧

١٤ ـ عبد الملك بن الحسين بن أحمد بن خيران ، أبو نصر المقرئ الشافعي.............. ١٨

١٥ ـ عبد الملك بن الحسين بن علي بن الخليل ، أبو عبد الله......................... ١٩

١٦ ـ عبد الملك بن الحسين الورّاق................................................ ٢٠

١٧ ـ عبد الملك بن حميد ، مولى حاتم بن النعمان الباهلي............................ ٢٠

١٨ ـ عبد الملك بن رافع بن محمد الهروي الشيباني ، أبو المعالي ، القاضي............... ٢١

١٩ ـ عبد الملك بن روح بن أحمد بن محمد بن أحمد بن صالح الحديثي ، أبو المعالي بن قاضي القضاة أبي طاهر ٢١

٢٥٨

٢٠ ـ عبد الملك بن شجاع بن إبراهيم بن عبد العزيز بن المرزبان البغويّ ، أبو محمد الشاهد المعروف بابن الخراساني      ٢٤

٢١ ـ عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ، أبو عبد الرحمن الهاشمي   ٢٥

٢٢ ـ عبد الملك بن عبد الله بن أحمد بن رضوان ، أبو الحسين الكاتب................. ٣٨

٢٣ ـ عبد الملك بن عبد الله بن الحسين بن أيوب ، أبو منصور السيوري............... ٣٩

٢٤ ـ عبد الملك بن عبد الله بن داود ، أبو القاسم.................................. ٤٠

٢٥ ـ عبد الملك بن عبد الله بن أبي سهل بن أبي القاسم بن أبي منصور بن ماخأبو الفتح بن أبي القاسم الكروخي البزّار ٤١

٢٦ ـ عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن حيوية الجويني ، أبو المعالي بن أبي محمد الفقيه الشافعي الملقب بإمام الحرمين........................................................................ ٤٣

٢٧ ـ عبد الملك بن عبد الرحمن بن سعود بن سرور الملاح ، أبو القاسم................ ٤٧

٢٨ ـ عبد الملك بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد ، أبو سعد السرخسي الحنفي......... ٤٨

٢٩ ـ عبد الملك بن عبد الرزاق بن عبد الله بن علي بن إسحاق بن العباس بن أبي المحاسن بن أبي القاسم الطوسي       ٥٠

٣٠ ـ عبد الملك بن عبد السميع بن علي بن عبد السميع الهاشمي..................... ٥١

٣١ ـ عبد الملك بن عبد السلام بن الحسين بن زكاش الدامغاني ، أبو محمد الفقيه الحنفي. ٥٢

٣٢ ـ عبد الملك بن عبد السلام بن عبد الملك بن عبد السلام بن الحسين بن محمد بن عبد الواحد ، أبو محمد الطلحي التيمي المعروف بابن الصدر ، ويعرف بابن الأبيض أيضا............................................... ٥٣

٣٣ ـ عبد الملك بن عبد العزيز بن هبة الله بن القاسم بن البندار أبو علي............... ٥٤

٣٤ ـ عبد الملك بن عبد الواحد بن الحسن بن منازل الشيباني ، أبو الفضل القزاز........ ٥٥

٣٥ ـ عبد الملك بن عبد الواحد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمويه بن مودود بن راشد ، أبو بكر الحافظ ٥٥

٣٦ ـ عبد الملك بن عبد الوهاب بن علي بن علي بن عبيد الله الأمين ، أبو المعالي....... ٥٦

٣٧ ـ عبد الملك بن علي المكتفي بن أحمد المعتضد بالله بن محمد الموفق بالله بن جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب.. ٥٧

٣٨ ـ عبد الملك بن علي بن شابور بن الحسين ، أبو نصر المقرئ...................... ٥٨

٣٩ ـ عبد الملك بن علي بن عبد الباقي بن علي ، أبو منصور الخياط.................. ٥٩

٢٥٩

٤٠ ـ عبد الملك بن علي بن عبد الملك بن محمد بن يوسف ، أبو الفضل بن أبي الحسن بن أبي منصور        ٥٩

٤١ ـ عبد الملك بن علي بن محمد بن حمد بن إبراهيم ، أبو المظفر البزاز................ ٦١

٤٢ ـ عبد الملك بن علي بن محمد بن علي بن إبراهيم الطبري ، أبو المعالي بن الكيا أبي الحسن الهراسي         ٦٣

٤٣ ـ عبد الملك بن عيسى بن محمد بن محمد ، أبو الفتح الأخباري................... ٦٤

٤٤ ـ عبد الملك بن غنيمة بن عبد الملك الطحان................................... ٦٥

٤٥ ـ عبد الملك بن أبي الفتح بن محاسن ، أبو شجاع الدلال المعروف بابن البلاع....... ٦٥

٤٦ ـ عبد الملك بن أبي القاسم بن حسين بن محمد المؤذّن ، أبو علي المعروف بالقشوري. ٦٦

٤٧ ـ عبد الملك بن المبارك بن عبد الملك بن الحسن ، أبو منصور بن أبي علي المعروف بابن القاضي  ٦٧

٤٨ ـ عبد الملك بن المبارك بن أبي الغنائم بن أبي ياسر عبد الله بن أبي الحسن محمد بن أحمد بن هارون البرداني ، أبو عبد الله بن أبي محمد الصوفي........................................................................ ٦٨

٤٩ ـ عبد الملك بن المبارك بن مسلم بن أبي الحسن بن قينا ، أبو منصور. ابن شيخنا أبي البركات بن أبي القاسم السقلاطوني     ٦٩

٥٠ ـ عبد الملك بن محمد بن إبراهيم بن غريب الحال ، أبو علي...................... ٧٠

٥١ ـ عبد الملك بن محمد بن أحمد ، أبو رجاء بن أبي نصر ، الحاجب الصوفي.......... ٧٠

٥٢ ـ عبد الملك بن محمد بن بندار بن الحسن بن محمد ، أبو محمد الصوفي............. ٧٠

٥٣ ـ عبد الملك بن محمد بن الحسين بن محمد ، أبو محمد البزوغاني................... ٧١

٥٤ ـ عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي بن خشنام بن النعمان بن مخلد الفارسي ، أبو علي  ٧٢

٥٥ ـ عبد الملك بن محمد بن عبد الملك بن الزيات ، أبو مروان الخرائطي................ ٧٤

٥٦ ـ عبد الملك بن محمد بن عبد الملك بن محمد السلمي ، أبو محمد الطبري........... ٧٤

٥٧ ـ عبد الملك بن محمد بن عبد الملك بن دوبل اليعقوبي ، أبو الكرم بن أبي الغنائم بن أبي الفتح المؤدّب      ٧٤

٥٨ ـ عبد الملك بن محمد بن عمويه السهروردي.................................... ٧٥

٥٩ ـ عبد الملك بن محمد بن يوسف بن باتانة ، أبو الحسن المقرئ..................... ٧٥

٦٠ ـ عبد الملك بن محمد ، أبو مروان التميمي المعروف بأمير الكلام.................. ٧٦

٦١ ـ عبد الملك بن محمد الغزال.................................................. ٧٨

٦٢ ـ عبد الملك بن مسعود بن علي بن الدينوري ، أبو الفرج......................... ٧٨

٢٦٠