تاريخ بغداد أو مدينة السّلام

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام

المؤلف:

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٧٠

١٨٠ ـ عبد الواحد بن محمود بن محمد بن علي بن سعترة ، أبو الفتح البيع :

من ساكني سوق العميد. سمع بعد علو سنه من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وأبي زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي وأبي محمد عبد الله بن منصور بن هبة الله الموصلي وجماعة من هذه الطبقة ، كتبنا عنه ، وكان شيخا صالحا متدينا ، ذا فهم وتيقظ ، أضر في آخر عمره.

أخبرنا عبد الواحد بن محمود البيع قال : أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد ، أنبأنا مالك بن أحمد بن علي ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد القرشي ، حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي قال : حدثنا أبو مصعب عن مالك عن يحيى بن سعيد عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لو لا أن أشق على أمتي لأحببت أن لا أتخلف خلف سرية تخرج في سبيل الله عزوجل ، ولكن لا أجد ما أحملهم عليه ، ولا يجدون ما يتحملون عليه ويشق عليهم أن يتخلفوا بعدي ، [و] لوددت أني أقاتل في سبيل الله عزوجل فأقتل ثم أحيي ثم أقتل ثم أحيي ثم أقتل» (١).

أنشدني محمد بن سعيد الحافظ قال : أنشدنا أبو الفتح عبد الواحد بن محمود بن سعترة لنفسه :

وأمر من موتي عليّ بعادكم

وبعادكم عندي أشر وأوجع

لا تشمتوا مني العدو بينكم

عطفا على قلب يخاف ويطمع

سألت عبد الواحد بن سعترة عن مولده فقال : في سنة ثلاثين وخمسمائة ، وتوفي في العشر الآخر من ذي الحجة سنة خمس عشرة وستمائة.

١٨١ ـ عبد الواحد بن مسعود بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس بن الحصين الشيباني ، أبو غالب بن أبي منصور بن أبي غالب الكاتب :

تقدم ذكر جده آنفا. تولى النظر بواسط وأعمالها (٢) في سنة سبعين وخمسمائة ، ثم

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الإمارة باب ٢٨. وشرح السنة ١٠ / ٣٠٥.

(٢) في (ب) : «وأعماله».

١٨١

عزل عنها في آخرها ، وخرج عن بغداد في سنة سبع وسبعين ودخل بلاد الشام وديار مصر وخدم الملوك هناك ، ثم عاد إلى حلب وصار كاتبا لملكها الظاهر بن صلاح الدين واستوطنها إلى حين وفاته. وكان كاتبا ، بليغا ، مليح الخط ، حسن المعرفة بأحوال التصوف ، محمود السيرة. سمع الحديث من والده ومن أبي الكرم بن الشهرزوري وأبي الوقت الصوفي وأبي الفتح محمد بن علي بن هبة الله بن عبد السلام وغيرهم ، وحدث باليسير ، سمع منه رفيقنا أبو محمد جعفر بن محمد العباسي بحلب ، وحصل لنا منه الإجازة بجميع مروياته.

كتب إليّ أبو غالب عبد الواحد بن مسعود بن عبد الواحد بن الحصين قال : أنبأنا أبو الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد بن الشهرزوري قراءة عليه في شوال سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة وأنبأنا يحيى بن الحسين المقرئ ببغداد وزاهر بن رستم الأصبهاني وعبد المحسن بن عبد الله الخطيب بالموصل قالوا : أنبأنا أبو الكرم بن الشهرزوري قراءة عليه ، أنبأنا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي ، أنبأنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد الفارسي ، أنبأنا محمد بن مخلد الدوري ، حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة ، حدثنا أبو أسامة عن هشام عن محمد عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا دعى أحدكم فليجب ، فإن كان صائما فليصل ، وإن كان مفطرا فليطعم» (١).

بلغنا أن أبا غالب بن الحصين مات بحلب في الحادي والعشرين من رمضان سنة سبع وتسعين وخمسمائة.

١٨٢ ـ عبد الواحد بن المطهر بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن الفضل ابن الربيع بن محمد بن بشر بن بشير (٢) بن زياد بن عقفان بن سويد بن خالد بن أسامة بن العنبر بن يربوع (٣) ، أبو نصر (٤) بن أبي الفضل البزاني (٥) :

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب النكاح ١٠٦. ومسند أحمد ٢ / ٥٠٧ ، ٣ / ٣٩٢.

(٢) «ابن بشير» سقطت من (ج).

(٣) في (ب) : أبوح».

(٤) في الإكمال : «أبو مضر».

(٥) انظر : الإكمال ١ / ٥٣٧.

١٨٢

من أهل أصبهان. قدم بغداد عميدا على العراق من قبل السلطان ألب أرسلان في يوم السبت الخامس والعشرين من شهر رمضان سنة إحدى وستين وأربعمائة ، واستقبله قاضي القضاة والأعيان. وكان والده قد روى الحديث عن أبي جعفر الأبهري وأبي عبد الله بن مندة وأبي عمر بن عبد الوهاب. ومات أبو نصر هذا قبل أبيه. ذكر محمد بن هلال بن الصابئ أنه مات بالبصرة في يوم الجمعة السادس من جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة ، وذكر أنه أمر أن يتصدق عنه بألفي دينار. ولقد كان شخصا نفيسا ، وجليلا رئيسا ، وبارعا فاضلا ، [و] جامعا للمحاسن كاملا.

١٨٣ ـ عبد الواحد بن مظفر بن أحمد البوراني :

من أهل شارع دار الرقيق. حدث باليسير عن أبي طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري ، سمع منه عبد الله (١) بن محمد بن أحمد البرداني في شعبان سنة خمسمائة.

١٨٤ ـ عبد الواحد بن معالي بن غنيمة بن حسن بن منينا ، أبو أحمد البقال :

من أهل باب البصرة ، وهو أخو عبد العزيز الذي تقدم ذكره ، وكان الأصغر. سمع أبا البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي وغيره ، كتبت عنه ، وكان لا بأس به.

أخبرني عبد الواحد بن معالي البقال قال : أنبأنا إبراهيم بن البدر الكرخي قراءة عليه وأنا أسمع في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة قال : أنبأنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي ، أنبأنا عبد الله بن عدي الجرجاني ، أنبأنا علي بن سعيد بن بشير ، حدثنا سهل بن زنجلة وابن حميد قالا : حدثنا الصباح بن محارب عن عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من كذب عليّ متعمدا ليضل به فليتبوأ مقعده من النار» (٢) ـ تفرد به الصباح بن محارب.

توفي عبد الواحد بن منينا في ليلة الجمعة الثاني عشر من صفر من سنة إحدى وستمائة ودفن من الغد.

__________________

(١) في النسخ : «عبد الله بن عبد الله».

(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ٣٨. وفتح الباري ١ / ٢٠٠.

١٨٣

١٨٥ ـ عبد الواحد بن نزار بن عبد الواحد بن الجمال ، أبو نزار النساج (١) :

من أهل باب البصرة ، وهو أخو شيخنا بركة بن نزار الذي تقدم ذكره. سمع أبا الحسن علي بن محمد بن أبي عمر البزاز وأبا حفص عمر بن عبد الله بن علي الحربي وغيرهما ، وكانت له إجازة من أبي محمد المبارك بن أحمد بن بركة الكندي ، كتبنا عنه ، وكان شيخا صالحا متيقظا ، حسن الأخلاق ؛ سكن في آخر عمره بالرباط المستنصري بدار الروم عند الرصافة.

أخبرنا بركة وعبد الواحد ابنا نزار بن عبد الواحد بن الجمال قراءة عليهما قالا : أنبأنا علي بن محمد بن أبي عمر البزاز وعمر بن عبد الله بن علي قراءة عليهما قالا : أنبأنا أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي إملاء ، أنبأنا أحمد بن محمد بن حسنون النّرسيّ ، حدثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام قال : سمعت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل يسأل أبا النضر هاشم بن القاسم عن هذا الحديث : سمعت هاشم بن القاسم يقول : حدثنا عبد العزيز بن النعمان القرشي ، أنبأنا يزيد بن حيان عن عطاء عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يجتمع حب هؤلاء الأربعة إلا في قلب مؤمن : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ـ رضي‌الله‌عنهم» (٢).

سألت عبد الواحد بن نزار عن مولده فقال : في شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.

وتوفي ليلة الأربعاء لعشر خلون من شعبان سنة أربع وثلاثين وستمائة ، ودفن من الغد بمقبرة باب حرب.

١٨٦ ـ عبد الواحد بن يوسف بن محمد بن إبراهيم بن الوليد ، أبو الحسين المصري ، يعرف بابن شيدانة :

حدث عن محمد بن جعفر الفيريابي وأبي محمد الخراز وأبي بكر محمد بن الحسن

__________________

(١) انظر : هامش الإكمال ٣ / ٣٠.

(٢) انظر الحديث في : المطالب العالية ٤٠٢٦ ، ٤٥٢٦. وكشف الخفا ٢ / ٥١٧. وتاريخ بغداد ٤ / ٣٣٢. وكنز العمال ٣٣١٠٣.

١٨٤

ابن مقسم العطار صاحبي إدريس بن عبد الكريم الحداد المقرئ وعن أبي الحر اللغوي المصري ، روى عنه أبو أحمد الحلاب النحوي الشيرازي نديم الملك صمصام الدولة بن عضد الدولة وإبراهيم بن علي المؤدب ، وله كتاب الموجز في القراءات ، رواه عنه محمد ابن أحمد بن محمد اللالكي البصري.

أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي الرجاء أحمد بن محمد بن الكسائي قال : كتب (١) إليّ أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد الشيرازي قال : حدثني أبو إسحاق إبراهيم ابن علي بن إسحاق بن علي الحنيفي المؤدب الدامغاني بالدامغان قال : حدثني أبو الحسين عبد الواحد بن يوسف بن محمد بن الوليد المقرئ ببغداد بعد رجوعي من بيت الله الحرام ، حدثنا محمد بن جعفر بن محمد بن المستفاض الفيريابي ، حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قراءة عليه ، حدثني عيسى بن مينا ويلقب بقالون قال : قرأت على نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني قال : ذكر أن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهما كتب إلى مؤدب ولده أن اكتب إليّ ببيت تجمع فيه حروف الهجاء ، فكتب إليه :

يا ابن الحسين بن علي بن

له النهي والعلى والشرف

سألتني جمع حروف الهجا

في بيت شعر واحد مؤتلف

فهاك (٢) بيتا فيه كل الهجا

غير معاد فيه شيء سلف

قد غشني ذو عثرة لاحظ

مصطخب ضج لسكت أزف (٣)

١٨٧ ـ عبد الوارث بن عبد المجيد البغدادي :

حدث عن [.......] (٤) روى عنه إبراهيم بن محمد بن يعقوب بن يوسف ابن عبد الله بن هامل الخوارزمي ، وذكر أنه كتب عنه ببغداد.

١٨٨ ـ عبد الودود بن أحمد بن الحسن بن عبد الودود بن المهتدي بالله ، أبو الغنائم الهاشمي :

__________________

(١) في (ب) ، (ج) : «كتبت».

(٢) في (ب) والأصل : «فهناك».

(٣) في (ب) : «أزفى».

(٤) بياض في الأصول مكان النقط.

١٨٥

من أهل باب البصرة ، كان من الشهود المعدلين ببغداد ، شهد عند قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني في الخامس والعشرين من شهر ربيع الأول سنة سبع وستين وأربعمائة فقيل شهادته. سمع الحديث من القاضي أبي يعلى محمد بن الحسين بن الفراء وحدث باليسير ، روى عنه أبو طاهر السلفي في معجم شيوخه.

كتب إليّ علي بن المفضل الحافظ قال : أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قراءة عليه ، أنبأنا أبو الغنائم عبد الودود بن أحمد بن الحسن بن عبد الودود بن المهتدي بالله ببغداد بباب البصرة ، وأنبأنا أبو محمد عبد الله بن ذهيل (١) بن علي وأبو عبد الله الحسين بن سعيد الأمين قراءة عليهما قالا : أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، قالا : حدثنا أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن الفراء القاضي إملاء ، حدثنا علي بن عمر بن محمد السّكّري ، حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا عبد الأعلى الشامي عن معمر عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «تفضل (٢) صلاة الجمع عن صلاة الرجل وحده خمسا وعشرين درجة ، قال : وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر» (٣) قال أبو هريرة : اقرءوا إن شئتم : (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً).

أنبأنا ذاكر بن كامل عن أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي قال : مات القاضي الشريف أبو الغنائم عبد الودود بن المهتدي بالله في يوم الخميس ، ودفن يوم الجمعة الثاني من ذي القعدة سنة خمس وخمسمائة ، ودفن في مقبرة جامع المنصور وراء القبلة عند أبيه وجده.

١٨٩ ـ عبد الودود بن (٤) عبد الملك بن عيسى ، أبو الحسن النحوي (٥) :

__________________

(١) في (ب) : «زهيل».

(٢) في (ب) : «يفضل».

(٣) انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ٣٢٨ ، ٤٥٤.

(٤) في الأصل : «عبد الود».

(٥) انظر : بغية الوعاة ، ص ٣١٨. وإنباه النحاة للقفطى ٢ / ٢١٧.

١٨٦

من أهل المغرب. كان أديبا فاضلا شاعرا ، قدم بغداد وأقام بها مدة ، وقرئ عليه الأدب ، ذكره أبو طاهر أحمد بن محمد في معجم شيوخه.

قرأت على أبي الحسن المقدسي بمصر عن أبي طاهر السلفي قال : قرأت على أبي الحسن عبد الودود بن عبد الملك بن عيسى النحوي ببغداد «ياقوتة التصريف» للأستاذ أبي عبد الله محمد بن أحمد الأردستاني قراءة دراية لا رواية ، وكان متفننا في علوم شتى ، وله شعر في غاية الجودة ، ويحضر كثيرا عند شيخنا الكيا حتى خرج من بغداد إلى الشام ، وأصله من المغرب.

وقرأت على أبي الحسن عن السلفي قال : قرأت على أبي الحسن عبد الودود بن عبد الملك بن عيسى النحوي المغربي ببغداد (١) «ياقوتة التصريف» للأستاذ أبي عبد الله محمد بن أحمد الأردستاني ، ومن جملة ما أورده فيه قال : ليس في الكلام اسم على فعل ـ بضم الفاء وكسر العين ـ إلا واحد إلا «دئل» وهي دويبة ، وبها سميت قبيلة أبي الأسود الدؤلي.

ذكر السلفي أن له قصيدة سائرة يهجو فيها بعض الرؤساء أولها :

تسل فللأيام بشر وتعبيس

وأيقن فلا النعمى تدوم ولا البؤس

١٩٠ ـ عبد الودود بن محمد بن المبارك بن علي بن المبارك ، أبو المظفر (٢) [ابن] (٣) أبي القاسم ، الفقيه الشافعي ، المعروف والده بالمجير البغدادي :

وسيأتي ذكره في باب الميم من هذا الكتاب ـ إن شاء الله تعالى. قرأ المذهب والأصول على والده حتى برع فيهما وقرأ الخلاف والجدل ، وناظر الفقهاء ، وتولى الإعادة بالمدرسة الثقتية بباب الأزج بعد وفاة والده ، ورتب على السبيل الذي أخرجه الإمام الناصر لدين الله صلوات الله عليه للفقراء والمشاة بطريق مكة ، فحمدت سيرته فيه ، وشكره الخاص والعام ؛ ثم ولى الوكالة للإمام الناصر لدين الله في جميع

__________________

(١) «المغربي ببغداد» ساقطة من (ب).

(٢) انظر : الطبقات الكبرى للسبكى ٥ / ١٣٣.

(٣) «ابن» ساقطة من الأصل.

١٨٧

متصرفاته المالية في شوال سنة ست وستمائة وجرت أموره فيها على السداد. وكانت له إجازة جماعة من الواسطيين كأبي طالب محمد [بن أحمد] (١) بن علي بن الكتاني وأبي جعفر هبة الله بن يحيى بن البوقي وأبي البقاء هبة الكريم بن الحسن بن الفرج بن حبانش المقرئ وأبي طالب سليمان بن محمد بن الحسن العكبري ، أجازوا له في سنة تسع وستين وخمسمائة ، وخرج له فوائد عن هؤلاء المذكورين في جزء صاحبنا عبد الغني بن مشرف الخالصي ، وقرأه عليه فسمعه جماعة ، وكان صديقنا ، وقد سمع بقراءتنا شيئا على شيخنا أبي أحمد بن سكينة ، وكان غزير الفضل ، كامل العقل ، ثخين الستر ، متدينا ، محبا لأهل الخير ، كثير المعروف ، دائم البشر (٢) ، حسن الأخلاق ، متواضعا.

توفي فجاءة في أول ليلة من شهر الله الأصم رجب من سنة ثمان عشرة وستمائة ، وصلى عليه من الغد بجامع القصر ، ودفن بالشهداء من باب حرب ـ رحمه‌الله ورضي عنه.

١٩١ ـ عبد الوهاب بن أحمد بن إبراهيم بن جعفر بن محمد ، أبو محمد المقرئ، المعروف بابن بكير العطار :

من أهل سوق الثلاثاء. سمع الكثير من أبي [الحسن] (٣) أحمد بن محمد بن موسى ابن القاسم بن الصلت وأبي الحسين أحمد بن عبد الله بن الخضر السوسنجردي وأبي عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن خالد الكاتب وأبي الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس وأبي الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمامي وأبي الحسين علي وأبي القاسم عبد الملك ابني محمد بن عبد الله بن بشران ، سمع منه عبد القادر بن أحمد بن السماك الواعظ وابنه محمد بن عبد القادر ومحمد بن المظفر بن بكران النحاس ، وروى عنه أبو طاهر أحمد بن علي بن سوار المقرئ شيئا من تصانيفه في القراءات.

أنبأنا عبد الوهاب الأمين عن أبي القاسم بن السمرقندي قال : أنبأنا أبو الحسين

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.

(٢) في (ب) : «دائم الستر».

(٣) ما بين المعقوفتين زيادة من تذكرة الحفاظ ٣ / ١٠٤٩.

١٨٨

محمد بن عبد القادر بن أحمد السماك إذنا قال : أنبأنا أبو محمد عبد الوهاب بن أحمد ابن بكير قراءة عليه في جمادى الأولى سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة ، حدثنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ إملاء قال : حدثنا أبو عبد الله بشر بن محمد المزني بهرا ، حدثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم البغوي ، حدثنا النضر بن سلمة شاذان ، حدثنا إسحاق بن محمد ، حدثنا عبد الله بن منيب الحارثي الأنصاري عن أبيه عن عطاء بن يسار قال : حدثني جندب الغفاري أبو ذر قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يخطب ، فقرأ هذه الآية : (اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ) ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أوتي ثلاثا فقد أوتي ما أوتي آل داود : خشية الله في السر والعلانية ، والعدل في الغضب والرضا ، والقصد في الفقر والغنا» (١).

ذكر أبو الفضل بن خيرون أن عبد الوهاب بن بكير المقرئ مات في يوم الاثنين ودفن يوم الثلاثاء السابع عشر من المحرم سنة أربع وأربعين وأربعمائة ، وذكر أنه سمع الكثير من أبي الحسن بن الصلت ومن بعده ، وحدث باليسير.

١٩٢ ـ عبد الوهاب بن أحمد بن عبد الوهاب بن جلبة الخزاز ، أبو الفتح الحنبلي (٢) :

يقال : إنه بغدادي ، سكن حران وولى القضاء بها ، وكان فقيها واعظا ، سمع أبوي على الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان والحسن بن شهاب بن الحسن العكبري وأبا بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب البرقاني ، وأبا طالب العشاري والقاضي أبا يعلى بن الفراء وتفقه عليه ، وولى القضاء بحران من قبله ، حدث بحران ، روى عنه أحمد ابن محمد بن حامد الحراني قاضي ماكسين ومكي بن عبد السلام المقدسي.

أخبرنا أبو الوفاء صديق بن يوسف الحنفي بمكة ، وأبو النجم فرقد بن عبد الله بن ظافر الكناني وعبد الملك بن عبد الحق بن عبد الوهاب بن الحنبلي ومحمود بن موسك الكردي بدمشق ، وأبو منصور محمد بن عقيل بن المسيب بن الصوفي بداريا ، وأبو علي

__________________

(١) انظر الحديث في : كنز العمال ٤٣٣٦٧.

(٢) انظر : شذرات الذهب ٣ / ٣٥٢. والعبر ٣ / ٢٨٤.

١٨٩

الحسن بن أحمد بن يوسف الأوفى ببيت المقدس ، ويوسف بن محمود بن الحسين الساوي بالقاهرة ، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن الحسين بن الحباب ومحمد بن يحيى بن أحمد الأنصاري وعبد الخالق بن إسماعيل بن الحسن التنيسي وأبو عبد الله بن عبد الكريم بن سعيد بن كليب الحراني وعبد العزيز بن عبد المنعم بن إبراهيم بن البقاء بمصر ، وعيسى بن عبد العزيز اللخمي وبشارة بن طلائع المكيني وعبد الله بن يوسف ابن عبد الرحمن القابسي ومحمد بن علي بن محفوظ الأنصاري وصدقة بن عبد الله بن أبي بكر الأديب وعلي بن منصور بن محلوف العدل وسليمان بن الحسين بن سليمان البزاز وفاضل بن ناجي بن منصور المخيلي وابن عمه يوسف بن عبد المعطي بن منصور وعبد الحليم بن حاتم بن طرخان الهمداني وعبد الله بن يحيى الهروي بالإسكندرية ، قالوا جميعا : أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي قراءة عليه قال : أنبأنا أبو الفتح أحمد بن محمد بن حامد الأسدي الحراني بماكسين ـ وكان قد ولى قضاءها ـ قال : كتب إليّ أبو طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري من بغداد وحدثنا عنه عبد الوهاب بن أحمد بن جلبة القاضي بحران إملاء ، حدثنا أبو الحسين محمد بن عبد الله الدقاق ، حدثنا الحسين بن صفوان البردعي ، حدثنا عبد الله بن عبيد القرشي ، حدثني محمد بن بشر ، حدثنا عبد الرحمن بن جرير ، حدثنا أبو حازم عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من اتقى الله تعالى كلّ لسانه ولم يشف غيظه» (١).

أنبأنا أبو شجاع محمد بن أبي محمد المقرئ وأبو اليمن زيد بن الحسن الكندي قالا : أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن علي المقرئ قال : أنبأنا جدي أبو منصور محمد بن أحمد الخياط ، أنبأنا القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء قال : أخرج إليّ أبو الفتح عبد الوهاب بن أحمد الحراني صاحبنا هذه الأبيات قال : وجدتها في كتاب «المصباح» قال: أنشدني علي بن منصور :

يا طالب العلم صارم كل بطال

وكل غاو إلى الأهواء ميال

واعمل بعلمك (٢) سرا أو علانية

ينفعك يوما على حال من الحال

__________________

(١) انظر الحديث في إتحاف السادة المتقين ٨ / ٢٥. وكنز العمال ٥٦٤٠. وكشف الخفا ٢ / ٤١٢.

(٢) في (ج) : «فعلمك»

١٩٠

خذ ما أتاك [إلى] (١) ما جاء من أثر

شبها بشبه وأمثالا بأمثال

ولا تميلن (٢) يا هذا إلى بدع

يضل أصحابها بالقيل والقال

إلا فكن أثرا ما (٣) خالصا فهما

تعش حميدا ودع آراء ضلال

أنبأنا أبو القاسم المؤدب عن أبي الحسين محمد بن القاضي أبي يعلى بن الفراء قال : عبد الوهاب بن أحمد بن جلبة قدم بغداد من حران قاصدا للوالد ، فتفقه عليه وكتب كثيرا من مصنفاته ، وكان يلي (٤) القضاء بحران من قبل الوالد ، وكان مفتيا بحران وخطيبها وواعظها ومدرسها. واختار الله له الشهادة على يدي ابن قريش (٥) العقيلي في سنة ست وسبعين وأربعمائة عند اضطراب أهل حران على ابن قريش لما أظهر سب السلف بها (٦).

١٩٣ ـ عبد الوهاب بن أحمد بن عبيد الله بن الصحناي (٧) ، أبو غالب المستعمل :

من أهل باب البصرة ، سمع أبا محمد الحسن بن محمد الخلال وأبا الحسن علي بن محمد بن قشيش وأبا القاسم عبد العزيز بن علي الأزجي وأبا طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز وأبا محمد الحسن بن علي الجوهري وجده لأمه أبا عبد الله محمد بن عبد الوهاب بن علي بن أحمد بن [أبي] (٨) العلاء العطار ، روى عنه عمر ابن ظفر المغازلي وأبو المعمر الأنصاري وعبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف.

أخبرنا عبد العزيز بن محمود الحافظ قال : أنبأنا أبو الحسين عبد الحق بن عبد الخالق

__________________

(١) ما بين المعقوفتين زيادة ليست في الأصول.

(٢) في الأصول : «لا تمثلن».

(٣) في الأصل ، (ج) : «أثرما».

(٤) في (ب) : «وكان يجرى».

(٥) في (ب) : «مداء قريش».

(٦) في (ج) : «تم آخر الجزء السادس بعد الأربعين والمائة من الأصل ، بسم الله الرحمن الرحيم».

(٧) في (ب) : «الصحانى».

(٨) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١٩١

ابن أحمد بن عبد القادر ، أنبأنا أبو غالب عبد الوهاب (١) بن أحمد بن عبيد الله ، أنبأنا جدي أبو عبد الله محمد بن عبد الوهاب بن علي بن أحمد بن أبي العلاء العطار ، وأنبأنا أبو طاهر لاحق بن أبي الفضل بن علي قراءة عليه ، أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، أنبأنا أبو علي (٢) الحسن بن علي بن المذهب ، قالا أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل ، حدثني أبي ، حدثنا سعيد بن منصور ، حدثنا عبد العزيز بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا رفأ إنسانا قال : «بارك الله لك وبارك عليك وجمع بينكما على خير» (٣).

قرأت بخط أبي منصور محمد بن ناصر اليزدي قال : سئل ـ يعني أبا غالب بن الصحناي ـ عن مولده ، فقال : سنة عشرين وأربعمائة ، ورأيت أبا القاسم بن بشران وما سمعت منه.

قرأت في كتاب أبي بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف بخطه قال : مات شيخنا عبد الوهاب بن الصحناي يوم الخميس سابع ذي الحجة سنة سبع وخمسمائة ، ودفن يوم الجمعة بمقبرة باب حرب.

١٩٤ ـ عبد الوهاب بن أحمد بن محمد ، أبو الخطاب ، المعروف بابن العبادي الأخرم :

ابن أخت الشيخ الأجل أبي منصور عبد الملك بن محمد بن يوسف. سمع الحديث الكثير من أبي الحسين أحمد بن عبد الله بن الخضر السوسنجردي وأبي أحمد عبيد الله [بن محمد] (٤) بن أحمد بن محمد الفرضي وأبي الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه البزار وأبي عبد الله أحمد بن يوسف بن دوست العلاف وأبي الحسين علي بن محمد ابن عبد الله بن بشران وغيرهم ، وحدث باليسير.

__________________

(١) في (ب) : «أبو غالب عن عبد الوهاب».

(٢) في (ج) : «أبو غالب».

(٣) انظر الحديث في : سنن الترمذي ١٠٩١. وسنن أبى داود ١٣٢٠. وسنن ابن ماجة ٧٠٨.

ومسند أحمد ٣ / ٤٥١. وفتح الباري ٩ / ٢٢٢.

(٤) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل وزيد من العبر ٣ / ٩٤.

١٩٢

أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي بكر محمد بن علي بن ميمون الدباس قال : أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون الشاهد قال : توفي أبو الخطاب عبد الوهاب بن أحمد بن محمد بن العبادي الأخرم بن أخت الشيخ الإمام الأجل في ليلة الثلاثاء ، ودفن يوم الثلاثاء الثامن من ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.

١٩٥ ـ عبد الوهاب بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر بن هشام الطوسي ، أبو منصور بن أبي نصر :

من أولاد المحدثين ، تقدم ذكر والده وإخوته محمد وعبد الله وعبد الرحمن وعبد القاهر ، وكان أصغرهم ، كان يسكن بدار الخلافة ، سمع أبا محمد جعفر بن أحمد السراج.

روى لنا محمد بن ياقوت الخياط وعبد الكريم بن محمد بن أحمد قالا : أنبأنا عبد الوهاب بن أحمد بن محمد بن الطوسي ، أنبأنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسين السراج ، أنبأنا الحسن (١) بن أحمد بن شاذان ، أنبأنا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق ، حدثنا يحيى بن جعفر ، أنبأنا عمرو بن عبد الغفار ، حدثنا الأعمش وفطر عن إسماعيل بن رجاء عن أوس بن ضمعج عن أبي مسعود الأنصاري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ليؤم القوم أقرأهم لكتاب الله عزوجل ، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنّة ، فإن كانوا في العلم بالسنّة سواء فأقدمهم هجرة ، فإن كانوا في الهجرة سواء فأكبرهم سنّا ، ولا يؤم رجل في بيته ولا في سلطانه ، ولا يجلس على تكرمته إلا بإذنه» (٢).

قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي بن الخضر القرشي قال : توفي عبد الوهاب بن أحمد بن محمد بن الطوسي في شوال سنة سبعين وخمسمائة.

١٩٦ ـ عبد الوهاب بن أحمد بن معاوية بن الحسن ، أبو الفضل الأنصاري الواعظ :

__________________

(١) في النسخ : «الحسين».

(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ١٦٢ ، ١٦٣ ، ١٧٥ ، ٢٠٨ ، ٩ / ١٠٧ وصحيح مسلم ، كتاب المساجد باب ٥٣.

١٩٣

من أهل البصرة. قدم بغداد بعد الثلاثين وخمسمائة ، وسمع بها كثيرا من شيوخ الوقت، وروى بها شيئا من الأناشيد ، روى عنه أبو سعد بن السمعاني.

أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال : أنشدنا أبو سعد بن السمعاني قال : أنشدني عبد الوهاب بن أحمد الأنصاري ببغداد أنشدني والدي بالبصرة :

لو كنت تعلم ما تثير بذكرهم

لعلمت أنك فاضحي لا ناصحي

هذا الهوى جعل الحشا وطأ له

فأقام فيه فليس منه (١) ببارح

النار تكن في الزناد فلا ترى

حتى يشرها منه كف القادح

قال : وأنشدني عبد الوهاب ببغداد قال : أنشدني أبو روح مفرح بن عبد الله بالبصرة لنفسه :

إذا اختلجت عيني رأت من تحبه

فدام لعيني ما حييت اختلاجها

وإن جزعت نفس لتوديع إلفها

فإن به يوم اللقاء ابتهاجها

قال : وأنشدني أبو روح لنفسه :

وكنت إذا حدثت يوما بفرقة

تغصصت بالماء الذي أنا شاربه

فما بالني أقوى على البعد والنوى

يحاربني وسواسه وأحاربه

وأخبرنا الحاتمي قال : حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال : عبد الوهاب بن أحمد بن معاوية بن الحسن الأنصاري أبو الفضل من أهل البصرة وكان يعظ بها ، شيخ صالح ، سريع الدمعة ، رقيق القلب ، حريص على سماع الحديث ، صحبني مدة ببغداد ، وانحدرنا إلى البصرة ؛ وسمع بقراءتي الكثير ببغداد وواسط والبصرة ، علقت عنه مقطعات من الشعر ببغداد ، وكان قدمها سنة ثلاث وثلاثين في وفد أهل البصرة مستغيثا من أميرها ، ووردها نوبة أخرى سنة أربع وثلاثين ، وكان يذكر لي أنه سمع بالبصرة من القاضي أبي عمر محمد بن أحمد بن عمر النهاوندي وما كان معه أصل ، ولما وصلت إلى سارية بمازندران وجدت سماعه من أبي عمر في أصل السيد أبي جعفر بن أبي حرب المرعشي.

__________________

(١) في الأصل ، (ج) : «فليس فيه».

١٩٤

١٩٧ ـ عبد الوهاب بن أحمد الأنباري :

حكى عن أبي بكر الشبلي قوله ، روى عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي فذكر أنه سمع منه بالكوفة.

١٩٨ ـ عبد الوهاب بن أزهر بن عبد الوهاب بن أحمد بن حمزة بن ساكن السباك ، أبو البركات بن أبي جعفر الوكيل (١) :

أخو أحمد وعبد العزيز (٢) المقدم ذكرهما وكان الأصغر. كان من أهل نهر القلاءين ، انتقل إلى الجانب الشرقي ، وصحب (٣) خاله أبا القاسم هبة الله بن محمد ابن الغنم ، وأخذ عنه صنعة الوكالة وكتابة الشروط والكتب الحكمية ، وصارت له بذلك معرفة تامة ؛ فلما توفي خاله رتب مكانه وكيلا لوكلاء الخلفاء ، ثم عزل عن ذلك مدة ، ثم تولى الإشراف على ديوان التركات مدة ، ثم عزل ثم أخرج من بغداد منفيّا إلى واسط ، واعتقل هناك مدة ، ثم عاد إلى وكالة وكلاء الخلافة على عادته الأولى ، ولم يكن محمود السيرة ولا مرضي الأفعال ـ عفا الله عنا وعنه.

أسمعه والده في صباه من أبي الفتح بن البطي وغيره ، وكتبت عنه ، وكان سماعه صحيحا ، وكان حسن الأخلاق متوددا.

أخبرنا عبد الوهاب بن أزهر الوكيل قال : أنبأنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بقراءة أبي عليه وأنا أسمع قال : أنبأنا أبو عبد الله مالك بن أحمد بن علي المالكي ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم القرشي ، حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي ، حدثنا الحسين بن الحسن المروزي (٤) ، حدثنا مؤمل بن إسماعيل ، حدثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي مسعود الأنصاري قال : كنت أضرب مملوكا لي ، فسمعت قائلا من خلفي : اعلم أبا مسعود!

__________________

(١) انظر : هامش الإكمال ٤ / ٢٤٥ ، ٥ / ٣٠.

(٢) في النسخ : «أحمد بن عبد العزيز».

(٣) في الأصل ، (ج) : «صحبت».

(٤) في (ب) : «الميروزى».

١٩٥

مرتين ، فالتفت فإذا أنا بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : «لله أقدر [عليك] (١) منك عليه» (٢) ، فقال أبو مسعود : فما ضربت مملوكا لي بعد.

سألت عبد الوهاب بن أزهر عن مولده فقال : في ليلة النصف من شعبان من سنة ست وخمسين وخمسمائة. وتوفي ليلة الاثنين الثاني والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وستمائة ، ودفن من الغد بالشونيزية.

١٩٩ ـ عبد الوهاب بن إسماعيل بن عبد الوهاب العصفري ، أبو الحسن الوكيل :

سمع أبا محمد عبد الله بن محمد الصريفيني وحدث باليسير ، وكان وكيلا على أبواب القضاة ، روى عنه [أبو] (٣) المعمر المبارك بن أحمد بن محمد الأنصاري وشيخنا أبو القاسم يحيى بن أسعد ابن بوش.

أنبأنا ابن بوش (٤) قال : أنبأنا أبو الحسن عبد الوهاب بن إسماعيل العصفري قراءة عليه في رجب سنة سبع عشرة وخمسمائة وأنبأنا أبو علي بن أبي القاسم وعمر بن محمد بن معمر قراءة عليهما قالا : أنبأنا محمد بن عبد الباقي الشاهد قالا : أنبأنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفيني قراءة عليه ، حدثنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص إملاء ، حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد ، حدثنا عبد الجبار بن العلاء ، حدثنا سفيان عن مسعر عن إبراهيم السكسكي عن عبد الله بن أبي أوفى قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن خيار عباد الله الذين يراعون الشمس والقمر والأظلة لذكر الله عزوجل» (٥).

قرأت بخط عبد الوهاب الأنماطي قال : توفي أبو الحسن عبد الوهاب بن إسماعيل

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول.

(٢) انظر الحديث : صحيح مسلم ، كتاب الإيمان باب ٨. والسنن الكبرى للبيهقي ٨ / ١٠.

(٣) ما بين المعقوفتين زيادة من العبر ١٣٨.

(٤) في (ب) : «نوش» وفي (ج) : «يوش».

(٥) انظر الحديث في : السنن الكبرى للبيهقي ١ / ٣٧٩. والمستدرك ١ / ٥١. ومجمع الزوائد ١ / ٣٢٧.

١٩٦

العصفري في ليلة الخميس رابع عشر جمادى الأولى من سنة تسع عشرة وخمسمائة ، ودفن يوم الخميس بمقبرة معروف.

٢٠٠ ـ عبد الوهاب بن أفلح الصوفي :

ذكره عبد الواحد بن شاه الشيرازي في كتاب «تأريخ الصوفية» من جمعه ، وذكر أنه كان من قدماء مشايخ بغداد ، تأدب به أبو حمزة وكان له أحوال عالية.

كتب إليّ أبو المظفر بن السمعاني أنبأنا أبو نصر محمد بن منصور الحرضي ، أنبأنا أبو بكر محمد بن يحيى المزكي (١) ، أنبأنا محمد بن الحسين السلمي قال : سمعت عبد الله بن علي يقول : سمعت أحمد بن عطاء الروذباري (٢) يقول : سمعت الحسين بن علي الدمشقي يقول عن أبي حمزة الصوفي يقول : نظر عبد الوهاب بن أفلح إلى غلام أمرد مرة فرفع يديه يدعو وقال : هذا ذنب أنا تائب إليك منه ، وراجع (٣) إليك عنه! فعد (٤) عليّ بما لم أزل أعرفه منك قديما وحديثا وبه.

قال عبد الرحمن السلمي : عبد الوهاب بن أفلح المعروف بالصوفي كان من أستاذي(٥) أبي حمزة وهو من قدماء المشايخ.

٢٠١ ـ عبد الوهاب بن بزغش بن عبد الله العيني ، أبو الفتح بن أبي محمد المقرئ (٦) :

ختن شيخنا أبي الفرج بن الجوزي. قرأ القرآن بالروايات الكثيرة على سعد الله ابن نصر بن الدجاجي (٧) وعلى عبد الوهاب بن محمد بن الصابوني وأبي الفضل أحمد بن محمد بن شنيف وإسماعيل بن بركات الغساني وأبي الحسن علي بن عساكر

__________________

(١) في النسخ : «المزني».

(٢) في النسخ : «الوردبارى».

(٣) في (ج) : «أرجع».

(٤) في الأصل ، (ب) : «بعد».

(٥) في (ب) : «أساتيذ».

(٦) انظر : شذرات الذهب ٥ / ٥١. وغاية النهاية ١ / ٤٧٨. وهامش الإكمال ٦ / ٣٧١.

(٧) في (ب) : «الدجاج».

١٩٧

البطائحي وعلى جماعة غيرهم. وتفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل ، وقرأ الخلاف وسمع الحديث الكثير ، وكتب بخطه وحصل الأصول. وكان حسن المعرفة بالقراءات ، مجودا مليح التلاوة ، حسن الأداء ، طيب النغمة ، ضابطا ، له معرفة بالوعظ ، ويتكلم في تعازي الأكابر ، ويحسن الكلام في مسائل الخلاف ، وكان يصلي إماما بالمسجد الجديد بسوق الخبازين عند عقد الحديد. سمع أبا الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وأبا زرعة طاهر بن محمد المقدسي وأبا القاسم يحيى بن ثابت بن بندار البقال وجماعة كثيرة من هذه الطبقة وممن بعدهم ، وسمع معنا من شيوخنا (١) كثيرا ، وكان صدوقا ، حسن الطريقة ، متدينا فقيرا (٢) صبورا.

أخبرنا عبد الوهاب بن بزغش المقرئ بقراءتي عليه قال : أنبأنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الفارسي ، أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح الأنصاري ، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي ، حدثنا أبو الجهم ، حدثنا الليث بن سعد (٣) عن نافع عن عبد الله عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال (٤) : «لا يقيمن أحدكم الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه» (٥).

سألت عبد الوهاب المقرئ عن مولده فقال : تقديرا سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.

وتوفي ليلة الخميس لخمس خلون من ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وستمائة ، ودفن من الغد بباب حرب. وكان قد زمن وانقطع في بيته مدة.

٢٠٢ ـ عبد الوهاب بن حمزة بن عمر ، أبو سعد ، الفقيه الحنبلي (٦) :

صاحب أبي الخطاب الكلواذاني. كان أحد الشهود المعدلين ببغداد ، شهد عند

__________________

(١) في (ج) : «من شيوخه».

(٢) في الأصل ، (ج) : «فترا».

(٣) في (ب) : «بن سعيد».

(٤) «أنه قال» ساقطة من (ب).

(٥) انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ١٢٤. وصحيح مسلم ، كتاب السلام باب ١١. والأدب المفرد ١١٤٠.

(٦) انظر : شذرات الذهب ٤ / ٤٧. والمنتظم ٩ / ٢٢٩.

١٩٨

قاضي القضاة أبي الحسن علي بن محمد الدامغاني في رجب سنة تسع وخمسمائة فقبل شهادته. وقرأ الفقه على أبي الخطاب الكلواذاني حتى برع فيه وأفتى. وكان جميل السيرة ، مرضي الطريقة. سمع الحديث من أبي محمد عبد الله بن محمد الصريفيني وأبي الحسين (١) أحمد بن محمد بن النقور وأبي القاسم علي بن أحمد بن محمد (٢) بن البسري وأبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي وغيرهم. وحدث بكتاب «الشهاب» للقضاعي عن الحميدي عنه وبيسير من مروياته ، روى عنه أبو حكيم إبراهيم بن دينار النهرواني.

أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي قال : حدثنا إبراهيم بن دينار الفقيه قال : حدثني أبو سعد عبد الوهاب بن حمزة بإسناد له عن أبي الحسن الأبهري قال : بعثني بهاء الدولة من الأهواز برسالة إلى القادر لدين الله ، فلما أذن له بالدخول عليه سمعته ينشد هذه الأبيات لسابق البربري :

سبق القضاء بما هو كائن

والله ما هذا لرزقك ضامن

تعني بما تكفي وتترك ما به

يعني كأنك للحوادث آمن

أوما ترى الدنيا ومصرع أهلها

فاعمل ليوم فراقها يا خائن

واعلم بأنك لا أبا لك في الذي

أصبحت تجمعه لغيرك خازن

يا عامر الدنيا أتعمر منزلا

لم يبلغ فيه مع المنية ساكن

الموت شيء أنت تعلم أنه

حق وأنت بذكره تتهاون

إن المنية لا تؤامر من أتت

في نفسه يوما ولا تستأذن (٣)

فقلت : الحمد لله الذي وفق أمير المؤمنين لإنشاد هذه الأبيات وتدبر معانيها والعمل بمضمونها ؛ فقال : يا أبا الحسن! بل لله المنة علينا إذ ألهمنا بذكره ، ووفقنا لشكره (٤) ، ألم تسمع إلى قول الحسن البصري وقد ذكر عنده أهل المعاصي فقال :

__________________

(١) في النسخ : «أبى الحسن».

(٢) في (ج) : «محمد بن أحمد».

(٣) البيت بالكامل ساقط من (ب).

(٤) في (ج) ، والأصل : «ووفقناك كره» وفي (ب) : «فوفقنا لشكره».

١٩٩

هانوا على الله فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم.

قرأت في كتاب «التأريخ» لأبي الحسن علي بن عبيد الله (١) بن الزاغوني بخطه قال : توفي أبو سعد بن حمزة صاحب أبي الخطاب في ليلة الثلاثاء ثالث شعبان من سنة خمس عشرة وخمسمائة ولم يرو شيئا إلا اليسير.

ذكره غيره أنه دفن بباب حرب ، وأن مولده في أحد الربيعين من سنة سبع وخمسين وأربعمائة [رحمه‌الله].

٢٠٣ ـ عبد الوهاب بن رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث التميمي (٢) ، أبو الفضل بن أبي محمد بن أبي الفرج ، الواعظ (٣) :

أخو عبد الواحد الذي تقدم ذكره. سمع أبا طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز وأبا الحسن محمد بن أحمد بن الآبنوسي وغيرهما ، وحدث باليسير ، وكان واعظا متفننا ، مليح الوعظ ، جميل المحيا ، حسن الصورة ، ظريفا ، سمع منه أبو محمد ابن السمرقندي وأبو الفضل بن عطاف ، وروى عنه عبد الوهاب الأنماطي وأبو عبد الله الدقاق الأصبهاني ، وكان كتب عنه بأصبهان لما وردها رسولا من دار الخلافة إلى بعض الملوك السلجوقية.

أخبرنا أبو الفتح داود بن معمر بن عبد الواحد الفاخر القرشي بأصبهان قال : أنشدنا والدي أنشدنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق ، أنشدنا أبو الفضل عبد الوهاب بن رزق الله بن عبد الوهاب التميمي حفظا المطرز لنفسه :

أين (٤) المها والهوى العذرى يا دار

قد كان لي فيك أوطان وأوطار

لو لا دم في دموع العين ما نحلت

ورددت سابق الأظعان إن ساروا

وكاد من زفرات (٥) الشوق لي نفس

يشيع الركب لو لا أنه سار

__________________

(١) في الأصل ، (ب) : «بن عبد الله».

(٢) في (ب) : «اليمنى».

(٣) انظر : شذرات الذهب ٣ / ٣٩٨.

(٤) في النسخ : «إن المها».

(٥) في الأصل : «فحرات» ، وفي (ب) : «فرات»

٢٠٠