تاريخ بغداد أو مدينة السّلام

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام

المؤلف:

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٧٠

ابن عمر الحريري ، أنبأنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري ، أنبأنا عمر بن أحمد بن أحمد بن عثمان بن شاهين ، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي ، حدثنا محمد بن جعفر الوركاني ، حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا دعى إلى جنازة سأل عنها ، فإن أثنى عليها خير صلى عليها ، وإن أثنى عليها غير ذلك قال : «شأنكم وإياكم وإياها ، ولم يصل عليها» (١).

سألت عبد الواحد الصفار عن مولده فقال : في شوال سنة ثمان عشرة وخمسمائة ، سأله غيري فقال : في

يوم الخميس ثاني شوال ؛ وتوفي يوم الجمعة لأربع خلون من المحرم سنة ستمائة ، ودفن من الغد بالشونيزية.

١٣٣ ـ عبد الواحد بن شنيف بن محمد بن عبد الواحد الديلمي ، أبو الفرج الفقيه الحنبلي (٢) :

من أهل دار القز ، وهو عم أحمد وسعيد اللذين تقدم ذكرهما ، قرأ الفقه حتى حصل منه طرفا صالحا ، وكان أمين الحكم بمحلته ، وكان مشهورا بالديانة وحسن الطريقة ، ولم يكن له رواية في الحديث.

أنبأنا أبو الفرج ابن الجوزي قال : حدثني أبو الحسن بن عربية قال : كان تحت يده ـ يعني عبد الواحد بن شنيف ـ مال لصبي وكان قد قبض المال ، وللصبي فهم وفطنة وكتب الصبي جملة التركة عدة وأثبت ما يأخذه من الشيخ ، فلما مرض الشيخ أحضر الصبي وقال له : أيّ شيء لك عندي؟ فقال : والله ما لي عندك شيء ، لأن تركتي وصلت إليّ بحساب محسوب! فأخرج سبعين دينارا وقال : خذ هذه فهي لك ، فاني كنت أشتري لك بشيء من مالك وأعود أبيعه فحصل لك هذا.

قرأت في كتاب أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري بخطه قال : وفي ليلة السبت حادي عشري شعبان سنة ثمان وعشرين وخمسمائة توفي عبد الواحد بن شنيف ، وصلى عليه عبد القادر الواعظ وصليت عليه مع الجماعة ، ودفن في مقبرة باب حرب.

__________________

(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ٥ / ٣٠٠. وصحيح ابن حبان ٧٥٠ ، ٧٥٠.

(٢) انظر : شذرات الذهب ٤ / ٨٥. ومرآة الزمان ٨ / ١٥٠.

١٤١

١٣٤ ـ عبد الواحد بن عبد الله بن عبد الواحد بن أبي هاشم :

صاحب الدولة ، والد أبي عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد اللغوي ، روى عن أبي عبد الله محمد بن زياد الأعرابي ، روى ولده عن العطافي عنه في كتاب اليواقيت من إملائه.

١٣٥ ـ عبد الواحد بن عبد الرحمن بن منصور بن أبي الفرج السيسني ، أبو محمد بن أبي سالم الشاعر :

من أهل مصر ، قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته ، وكان يسكن بالمدرسة النظامية ، ومدح الإمام الناصر لدين الله وكبراء دولته ، وأثبت في شعر الديوان ، فكان ينشد في الهناءات والتعازي ، وكان أديبا فاضلا ، جيد النظم ، مليح القول ، رشيق المعاني ، حسن الأخلاق ، متوددا ، كتبنا عنه من شعره ، وسمعته كثيرا ينشد في مجلس الوزراء.

أنشدنا أبو محمد عبد الواحد بن أبي سالم المصري لنفسه يمدح الإمام الناصر لدين الله صلوات الله عليه :

جهول بسر الحب من ليس يعشق

ويعزى به من مات في اللوم يفرق

وكيف باثراء الكرى لمتيم

وأجفانه من دمعه الدهر تنفق

سقى الله عهد العامرية إنه

يقضي حميدا للصبا فيه رونق

ليالي رياها سماك (١) معتق

ورشف ثناياها شمول معتق

وإذ لمحياها محاسن روضة

فألحاظنا تسري إليها وتسرق

تقي الله في قلبي إليك عليلة

ومهجة نفس في هواك تخرق

يبيت لأهوائي إليك تشوق (٢)

ويضحي لأشجاني إليك تسرق

وما ملك الواشون مني غرة

وإن يمنوا فيك المقال ونمقوا

__________________

(١) في الأصل ، (ب) : «رباها سمال»

(٢) في الأصل ، (ب) : «إليك شوق»

١٤٢

علاقة حب ليس يخبو (١) زفيرها

وعبرة دمع ماتني تترقرق

أمنك سرى البرق الذي هب موهنا

كقلب محب يستكين ويخفق

سما أرجوانيا كأن وميضه

شهاب بأذيال السماء معلق

فلله ما أهدي سناه وما هدى

إلى ذي هوى بما يهيج ويقلق

وبهماء يجفوها الأنيس فلا يرى

على متنها إلا سماء وسملق

ترى الآل ينزو من ضوئها كأنه

 ـ على الأكم منها حين يلمع ـ يلمق

هتفت (٢) بها وهنا فتوا كأنما

مخاميرهم من نشوة النوم أولق

فما زال عنها السير حتى تمايلت

وحتى تشاكت (٣) من أذى الأين أنيق

إلى ساحة قد حالف العز تربها

ومن حرها عرف النبوة يعبق

بحيث محيا الدين ابهج أبلج

وحيث ملات الملك أفزع أفرق

وحيث عراص الجود رطب هواؤها

يرف بها غرب الأماني ويورق

......................... (٤)

به الدين ينهى والمكارم تسرق

إلى الناصر الميمون أول قائم

يهم بما يرضي الإله وينطق

يتيه به تاج الخلافة بهجة (٥)

بعليائه إذ زين التاج مفرق

نهوض بعبء الدين والملك ثابت (٦)

عن الله للحق الجلي موفق

سلمت أمير المؤمنين لأمة

لصوب ندى كفيك تحيى وترزق

بعثت لها ميت الرجا وهو داثر

وأنجحت (٧) سعي الظن والظن مخفق

وأوليتها من يمن رأيك منهجا

له منظر بادي الوشاية مؤنق

تفيء ظلال العدل في أفنانه (٨)

ويأرج من ريّاه غرب ومشرق

__________________

(١) في الأصل ، (ب) : «بحو».

(٢) في (ب) : «هتف».

(٣) في الأصل : «تشالت» وفي (ب) : «فسالت» وفي (ج) : «وتسالت».

(٤) بياض في كل النسخ مكان النقط.

(٥) في الأصل ، (ب) : «مهجة».

(٦) في (ب) : «نائب».

(٧) في الأصل ، (ب) : «ألحجت» ، وفي (ج) : ط ألححت».

(٨) في الأصل ، (ب) : «أمناته».

١٤٣

تقبلت أفعال النبي وهديه

وأنت به أولى وأحرى وأليق

مضاهيه في سمت الهدى وابن عمه

وحامل عبء الدين عنه ومشفق

وجددت في الإسلام زهر مآثر

على أهلها منه الجلال لمشرق

ولاية عهد سربل الذين عزها

فلا حظّها طرق الزمان ويطرق

تسامى بها ركن العلي فهو شامخ

وشد بها عند الهدى فهو أوثق

وعفيت سبل المنكرات فأصبحت

كأن لم تكن من قبل ذلك تخلق

وصيّرت للمعروف في الناس دولة

فألوية المعروف تعلو وتخفق

جهاد الأعداء وجود لمعتف

وجمع لعلياء وبرّ مفرق

مساعيك يا ابن الأكرمين كأنها

بدور تجلى أو شموس تألق

سبقت بها شأو الخلائق كلهم

وما زلت للعلياء تسعى وتسبق

فلا زالت الأيام منك بغبطة

ولا زال منك الجد يسمو ويسمق

ولا زالت الأعياد يبهر أهلها

ضياء لها من نور وجهك يشرق

تنال بها أقصى الأماني وتنتهي

إلى غاية من سعدها ليس يلحق

سألت عبد الواحد بن أبي سالم عن مولده فقال : في سنة ست وثلاثين وخمسمائة بمصر ، وتوفي يوم الاثنين لثمان خلون من المحرم سنة أربع عشرة وستمائة ، ودفن بعد العصر من اليوم المذكور بمقبرة درب (١) الخبازين (٢).

١٣٦ ـ عبد الواحد بن عبد السميع ، أبو طاهر البغدادي :

روى عن أبي الحسن محمد بن عبيد الله السلامي الشاعر شيئا من شعره ، روى عنه أبو نصر ابن الرسولي.

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الفيروزآبادي بمصر قال : أنبأنا أبو طاهر أحمد ابن محمد السلفي قال : أنشدنا أبو نصر عبيد الله بن عبد العزيز الرسولي قال : سمعت

__________________

(١) في (ج) : «باب الخبازين».

(٢) في (ج) : «آخر الجزء السابع والأربعين بعد المائة من الأصل ويليه اسم : «عبد الواحد بن عبد السميع.

١٤٤

أبا طاهر عبد الواحد بن عبد السميع البغدادي يقول : دخلت على السلامي الشاعر وهو مريض قد أنهكه المرض فتألمت له ولما كنت أحظى به من شعره وتغممت (١) له ، فقال لي : اكتب هذين البيتين فلست تكتب عني شيئا بعدهما ، والبيتان :

حل الصباع عن (٢) العناق يدي

والأزر قد خلطت به الحلل

وا خجلتي من الوشاة غدا

أن أثرت بخدودنا القبل

قال : فكتبتهما وخرجت ، فلما بلغت باب الدرب الذي داره فيه صرخوا عليه.

١٣٧ ـ عبد الواحد بن عبد السلام بن سلطان بن بختيار ، أبو الفضل البيع العطار (٣) :

من أهل باب الأزج ، قرأ القرآن بالروايات على أبي محمد عبد الله بن علي بن أحمد سبط أبي منصور الخياط وعلى أبي الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد الشهرزوري ، وسمع الحديث الكثير من أبي الحسن أحمد بن عبد الله بن الآبنوسي وأبي منصور أنوشتكين (٤) بن عبد الله الرضواني وأبوي الفضل محمد بن (٥) عمر (٦) ابن يوسف الأرموي ومحمد بن ناصر بن محمد بن علي السلامي وأبي محمد عبد الله ابن علي بن أحمد المقرئ وأبي الكرم بن الشهرزوري وأبي بكر يحيى بن عبد الباقي الغزال ومن جماعة غيرهم.

وشهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن أحمد الدامغاني في يوم الأحد الثاني والعشرين من ذي القعدة من سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة فقبل شهادته ؛ وقرأ عليه الناس القرآن بالروايات ، فأكثروا وقصدوه من الأماكن لذلك ، وحدث بالكثير ، وكان صدوقا أمينا نزها عفيفا متدينا ، حسن الطريقة ، مرضي السيرة ، سمعت منه كثيرا.

__________________

(١) في الأصل : «تغمغمت».

(٢) في (ب) : «على العناق».

(٣) انظر : شذرات الذهب ٥ / ١٣. وغاية النهاية ١ / ٤٧٤.

(٤) في الأصل ، (ب) : «أبو سكين» وفي (ج) : «أبو شنكين».

(٥) محمد بن» ساقطة من (ب)

(٦) في كل النسخ : «ناحر» والتصحيح من العبر ٤ / ١٢٧.

١٤٥

أخبرنا عبد الواحد بن عبد السلام بن سلطان الأزجي قال : أنبأنا أبو الفضل محمد ابن عمر الأرموي ، حدثنا أبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي من لفظه قال : أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد المالكي الفقيه ، حدثنا علي بن الفضل بن إدريس السامري ، حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي ، حدثنا محمد بن كثير ، حدثنا الأوزاعي عن قتادة عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين» (١).

بلغني أن مولد عبد الواحد بن عبد السلام في محرم سنة إحدى وعشرين وخمسمائة ، وتوفي يوم الأحد لخمس خلون من شهر ربيع الأول سنة أربع وستمائة ، وأخرج من الغد على رءوس الناس إلى تخت (٢) المنظرة بباب الأزج فصلينا عليه هناك في خلق كثير ، وحمل إلى باب حرب ، فدفن هناك.

١٣٨ ـ عبد الواحد بن عبد السلام الكاتب :

أنبأنا ذاكر بن كامل عن هزارسب بن عوض قال : أنبأنا أبو غالب محمد بن الحسن الباقلاني قراءة عليه عن القاضي أبي العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي قال : أنبأنا أبو الحسن (٣) محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان ، حدثنا محمد بن جعفر بن علي المقرئ ، حدثنا عبد الواحد بن عبد السلام الكاتب البغدادي قال : كتب أبو علي محمد ابن مقلة وهو وزير في أيام المقتدر إلى بعض إخوانه كتابا : يا سيد أخيه! أطال الله بقاءك في عرض كل نعمة ، نعم ، والحيرة ممكنة ، والرأي عازب ، والمعين معذور ، وأعظمها مرور الأيام ، وتقضي مدة العمر. وأنشد لنفسه :

زمان يمر وعيش يفر

ودهر يكر بما (٤) لا يسر

وحال تذوب وهم يثوب

ودنيا تناديك أن ليس حر

وأحسن ما استشعر العارفو

ن عند الشدائد حلم وصبر

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٣٦٦٦. وسنن ابن ماجة ٩٥ ، ١٠٠. والمستدرك ١ / ١٢٠.

(٢) في كل النسخ : «تحت».

(٣) في كل النسخ : «أبو الحسين»

(٤) في (ب) : «مما لا يسر».

١٤٦

ولله في كل ما نابني

وأولى وأبلى ثناء وشكر

١٣٩ ـ عبد الواحد بن عبد العزيز بن علوان ، أبو محمد السقلاطوني :

من أهل الحربية. سمع أبا المظفر [هبة الله] (١) بن أحمد بن محمد بن الشبلي وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وأبا جعفر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف وغيرهم ، كتبت عنه وكان شيخا لا بأس به.

أخبرنا عبد الواحد بن عبد العزيز بن علوان بقراءتي عليه قال : أنبأنا أبو المظفر هبة الله بن أحمد ، أنبأنا محمد بن محمد الزينبي ، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن ، حدثنا عبد الله ابن محمد ، حدثنا خلف بن هشام ، حدثنا أبو شهاب عن حميد عن أنس قال : ما كنا نشاء أن نرى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [من الليل] (٢) مصليا إلا رأيناه ، ولا نشاء أن نراه نائما إلا رأيناه.

توفي عبد الواحد في يوم الأحد ، الثاني من ذي الحجة سنة إحدى وعشرين وستمائة ، ودفن بباب حرب.

١٤٠ ـ عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن القشيري ، أبو سعيد بن الأستاذ أبي القاسم :

من أهل نيسابور. نشأ في العلم والعبادة ، وأخذ من الأدب بخط وافر ، ثم اقتبس من فوائد والده واقتدى بحركاته وسكناته ، وحفظ كتاب الله تعالى ، وكان يتلوه دائما ؛ وصار في آخر عمره سيد عشيرته.

سمع الحديث من والده ومن أبي الحسن علي بن محمد الطرازي وأبي نصر منصور ابن الحسين المفسر وأبي إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم النصرآباذي وأبي سعيد (٣) عبد الرحمن بن حمدان النضروي وأبي حسان محمد بن أحمد بن جعفر المزكي وأبي عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي وأبي عبد الرحمن محمد بن عبد العزيز

__________________

(١) ما بين المعقوفتين زيادة من العبر ١٦٣.

(٢) ما بين المعقوفتين زيادة من مسند أحمد.

(٣) في كل النسخ : «أبى سعد» والتصحيح من العبر.

١٤٧

النيلي وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن يحيى المزكي وأبي نصر منصور بن رامش (١) وأبي عبد الرحمن الشاذياخي ، وسمع بجوين أبا الفضل محمد بن محمد الحاتمي ، وبطوس أبا علي محمد بن إسماعيل العراقي القاضي ، وبالري أبا محمد عبد الوهاب بن عبد الصمد بن أسعد المزكي وأبا بكر أحمد بن محمد بن فوران النيسابوري وأبا الحسن علي بن محمد بن علي الصوفي ، وقدم بغداد حاجّا في شبابه وسمع بها من أبي الطيب طاهر بن عبد الله الطبري وأبي بكر محمد بن عبد الملك بن بشران وأبي الحسن علي ابن محمد بن حبيب الماوردي وأبي الطيب عبد العزيز بن علي بن بشران وأبي محمد الحسن بن علي الجوهري وأبي طالب بن علي العشاري وأبي يعلى محمد بن الحسينين الفراء ، وسمع بهمدان أبا سعد محمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد (٢) الهمداني ، وأبا طالب علي بن إبراهيم بن جعفر بن الصباح وأبا القاسم يوسف بن محمد المهرواني ، ثم قدم بغداد مرة ثانية في شوال سنة إحدى وثمانين وأربعمائة وحدث بها ، وحج وعاد ونزل برباط شيخ الشيوخ ، وسمع منه الأئمة والحفاظ ؛ وروى عنه من أهل بغداد أبو السعود أحمد بن علي ابن المجلي وأبو القاسم ابن السمرقندي.

أنبأنا عمر بن محمد المؤدب [و] ابن عبد الله الدقاق قالا : أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر قراءة عليه أنبأنا الأستاذ أبو سعيد عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن القشيري ـ قدم علينا بغداد حاجّا سنة إحدى وثمانين وأربعمائة ـ قال : أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد الماوردي ، أنبأنا أبو سهل بشر بن أحمد المرجاني ، حدثنا إبراهيم بن علي الذهلي ، حدثنا يحيى بن يحيى ، حدثنا المنكدر بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كل معروف صدقة ، وإن [من] (٣) المعروف أن تلقي أخاك بوجه طلق» (٤).

قرأت في كتاب «جواهر الكلام» لأبي منصور أحمد بن محمد بن عبد الواحد بن

__________________

(١) في كل النسخ : «بن مراشق» تصحيف.

(٢) في الأصل : «بن سعد»

(٣) ما بين المعقوفتين زيادة من مسند أحمد

(٤) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٨ / ١٣. وصحيح مسلم ، كتاب الزكاة باب ١٦.

١٤٨

الصباغ بخطه وأنبأنيه عنه عبد الوهاب الأمين عن علي بن أحمد الخياط عنه قال : أنشدنا الأستاذ أبو سعيد عبد الواحد بن الأستاذ أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري لنفسه :

خليلي كفا عن عتابي فإنني

خلعت عذارا في الهوى وعناني

تصاممت (١) عن كل الملام لأنني

شغلت بما قد نابني وعناني

أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين قال : كتب إليّ أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي قال : أنشدنا أبو سعيد القشيري (٢) لنفسه :

لعمري لئن حل المشيب بمفرقي

ورثت قوى جسمي ورق عظامي

فإن غرام العشق باق بحاله

إلى الحشر منه لا يكون فطامي

أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال : سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول : قرأت على أبي الحسن علي بن محمد بن جعفر الوراق قال : رأيت بخط أبي القاسم القشيري : ولد ابني أبو سعيد في صفر في سنة ثمان عشرة وأربعمائة. كتب إليّ أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد الصفار قال : سمعت أبا الحسن عبد الغافر (٣) بن إسماعيل الفارسي يقول : توفي أبو سعيد القشيري في يوم الأحد حادي عشري في كل النسخ : «أبو إسماعيل التستري. جمادى الأولى سنة أربع وتسعين (٤) وأربعمائة [رحمه‌الله]. (٥)

١٤١ ـ عبد الواحد بن عبد الماجد بن عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن القشيري ، أبو محمد بن أبي المحاسن بن أبي سعيد (٦) بن الأستاذ أبي القاسم :

من أهل نيسابور. حفيد المذكور آنفا ، وقد تقدم ذكر والده ؛ قدم بغداد حاجّا في سنة خمس وخمسين وخمسمائة ، وحدث بها عن أبي بكر عبد الغفار بن محمد بن

__________________

(١) في كل النسخ : «فصاممت» والتصحيح من طبقات السبكي

(٢) في كل النسخ : «أبو إسماعيل التستري.

(٣) في (ب) : «عبد الغفار»

(٤) في كل النسخ : «وسبعين»

(٥) ما بين المعقوفتين زيادة من (ج).

(٦) في كل النسخ : «أبى سعد»

١٤٩

الحسين الشيروي ، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وشيخنا عمر بن محمد بن أحمد بن جابر المقرئ أبو نصر.

أخبرنا عمر بن محمد المقرئ قال : أنبأنا أبو محمد عبد الواحد بن عبد الماجد بن عبد الواحد القشيري قدم علينا بغداد حاجّا قال : أنبأنا أبو بكر عبد الغفار بن محمد الشيروي قراءة عليه ، أنبأنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم ، أنبأنا أبو يحيى زكريا بن يحيى بن أسد المروزي ، حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو سمع نافع بن جبير يخبر عن أبي شريح الخزاعي أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره ، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت» (١).

قرأت بخط القاضي أبي المحاسن القرشي قال : سألته ـ يعني عبد الواحد بن عبد الماجد ـ عن مولده فقال : سنة اثنتين وخمسمائة ، ورأيت بخطه أيضا في معجم شيوخه : سنة إحدى ، وأحدهما خطأ.

قرأت بخط أبي المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى التغلبي الشاهد الدمشقي في معجم شيوخه قال : توفي أبو محمد عبد الواحد بن عبد الماجد القشيري في محرم سنة تسع وستين وخمسمائة بمدينة جي القديمة المعروفة بشهرستان ، ودفن ظاهرها ، وكنت إذ ذاك بأصبهان المحدثة.

١٤٢ ـ عبد الواحد بن عبد الملك بن محمد بن أبي سعد الفضلوسي ، أبو نصر ابن أبي سعد الصوفي (٢) :

من أهل الكرج. كان من أعيان الصوفية ومن عباد الله الصالحين ، طوف البلاد في السياحة وحج مرارا على التجريد وركب المشاق ، وكانت له آيات وكرامات. سمع

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن الدارمي ٢ / ٩٨. والسنن الكبرى للبيهقي ٥ / ٦٤. ومجمع الزوائد ٨ / ١٦٦. وسنن ابن ماجة ٣٦٧٢.

(٢) انظر : الأنساب

١٥٠

الحديث بأصبهان من جعفر بن عبد الواحد الثقفي وسعيد بن أبي الرجاء [محمد] (١) الصّيرفيّ ، وببغداد من أبي القاسم بن الحصين ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وبالإسكندرية من أبي عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي ، وقدم بغداد حاجّا عدة نوب وحدث بها ، وكتب عنه المبارك بن كامل الخفاف ، وسمع منه ببغداد القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وشيخنا عبد الرحمن بن أحمد بن أبي تمام الدباس وروى عنه.

أنشدني عبد الله بن أحمد بن محمد المقرئ قال : أنشدنا أبو نصر الكرجي ببغداد قال: أنشدنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري لبعضهم :

فلقد سئمت مآربي

فوجدت أكثرها خبيث

إلا الحديث فإنه

مثل اسمه أبدا حديث

أخبرني أبو محمد (٢) داود بن علي بن محمد بن هبة الله بن المسلمة قال : أنبأنا أبو الفرج المبارك بن عبد الله بن محمد بن النقور (٣) قال : حكى لي شيخنا أبو نصر عبد الواحد بن عبد الملك بن محمد بن أبي سعد الصوفي الكرجي قال : حججت على الانفراد وقصدت المدينة ـ صلوات الله على ساكنها ـ قبل الحج لزيارة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم والحج بعد ذلك ، لأحظى بزيارة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فدخلت وزرت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وجلست عند الحجرة ، بينما أنا جالس إذ دخل الشيخ أبو بكر الديار بكري ووقف بإزاء وجه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال : السلام عليك يا رسول الله! فسمعت صوتا من الحجرة : وعليك السلام يا أبا بكر ، فقلت للشيخ أبي نصر الكرجي مستثبتا : يا سيدي! سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم رد عليه؟ فقال : سمعت من داخل الحجرة «وعليك السلام يا أبا بكر» وسمعه من حضر.

أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال : حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال : عبد الواحد ابن عبد الملك بن محمد الكرجي أبو نصر ، شاب صالح متدين ، حسن السيرة ، خشن الطريقة ، سافر الكثير ، وصحب المشايخ الكبار ، وقطع البراري على التجريد منفردا بلا

__________________

(١) ما بين المعقوفتين زيادة من العبر ٤ / ٨٧.

(٢) في (ب) ، (ج) : «أبو أحمد».

(٣) في (ج) : «المفقورة».

١٥١

زاد وراحلة ورفيق ، وكان يطوي الأيام والليالي لا يأكل فيها ويديم السير ، رأيته بالكرج وكتبت عنه جزءا انتخبته من أجزاء سمعها بالإسكندرية من أبي عبد الله الرازي وديار مصر ، ورد علينا بغداد سنة ثلاث وثلاثين ، وسمع بقراءتي من محمد بن عبد الباقي البزاز وأبي الحسن بن توبة وأبي منصور بن زريق ، وانحدر إلى واسط منفردا معا ... (١) واجتمعت به بها (٢) وخرج إلى الحجاز بعد ما عندنا بواسط ببغداد كما جرت عادته من عدم الزاد واحتمال التعب والسير ، وكنت ببغداد وقد صدر من الحجاز فاجتمعت به وحكى لي العجائب التي رآها والمشاق التي قاساها.

قرأت بخط أبي نصر الكرجي قال : مولدي في رجب سنة أربع وتسعين وأربعمائة ، وذكر ولده أنه مات بالكرج في يوم الاثنين لإحدى عشرة ليلة خلت من رجب سنة تسع وستين وخمسمائة ، ودفن برباطه.

١٤٣ ـ عبد الواحد بن عبد الوهاب بن علي بن علي بن عبيد الله الأمين ، أبو الفتوح (٣) :

ابن شيخنا أبي أحمد بن أبي منصور الصوفي المعروف بابن سكينة. أسمعه والده في صباه من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وأبي زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي وأبي بكر أحمد بن المقرب الكرخي وغيرهم. وقرأ القرآن وتفقه ، وقرأ الأدب وسافر ، فأقام في الغربة نحوا من عشرين سنة يتردد ما بين الحجاز والشام ومصر والجزيرة وسميساط وغيرها ويخالط ملوكها ، وتولى المشيخة برباط بيت المقدس ثم بخانكاه خاتون بظاهر دمشق ، ثم عاد إلى بغداد في سنة أربع وستمائة وتلقى من الديوان التعظيم والاحترام ، وتولى المشيخة برباط جده شيخ الشيوخ ولقب بلقبه ، ونفذ رسولا إلى كيش (٤) فأدركه أجله بها. كتبنا عنه ، وكان غزير الفضل ، كامل العقل ، رجلا من الرجال قد حنكته التجارب ومارس الأمور ، وصحب المشايخ الكبار

__________________

(١) هكذا في الأصل. وفي (ج) : «مغافلة» وفي (ب) بدون نقط.

(٢) في (ج) : «واجتمع به»

(٣) انظر : النجوم الزاهرة ٦ / ٢٠٣.

(٤) في الأصل ، (ب) : «كش» وفي (ج) : «الكبش»

١٥٢

والصالحين ، وله النظم والنثر ، ويحفظ من الحكايات والأناشيد شيئا كثيرا ، وكان من ظراف الصوفية ومحاسن الناس ، وألطفهم خلقا ، وأرقهم طبعا ، وأكثرهم تواضعا ، وكان خطه في غاية الرداءة لا يمكن أن يقرأ.

أخبرنا عبد الواحد بن عبد الوهاب بن علي شيخ الشيوخ ووالده بقراءتي عليهما قالا : أنبأنا أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي ، أنبأنا أبو الحسن مكي بن منصور بن علان الكرجي ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، أنبأنا محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم ، أنبأنا الربيع بن سليمان الراوي ، أنبأنا الشافعي ، أنبأنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات» (١).

أنشدني أبو الفتوح عبد الواحد بن عبد الوهاب بن علي شيخ الشيوخ لنفسه :

دع العذال ما شاءوا يقولوا

فأين السمع مني والعذول

أتوا بدقيق عذلهم ليمحو

هوى جللا له خطر جليل

وسمعي عنهم في كل شغل

بوجد شرحه شرح يطول (٢)

تمكن في شغاف القلب حتى

غدا ورسيسه فيه دخيل

سألت عبد الواحد بن سكينة عن مولده ، فقال : في ليلة الاثنين النصف من شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة ، وتوفي بكيش في ثاني شعبان سنة ثمان وستمائة ـ رحمه‌الله.

١٤٤ ـ عبد الواحد بن عثمان بن أحمد بن عثمان ، أبو القاسم ، المعروف بالعجان :

خطيب جامع القفص. كان من الصالحين ، سمع أبوي الحسن علي بن عمر بن أحمد بن دخان وعلي بن أحمد بن عمر الحمامي وكتب بخطه ، وكان يكتب خطا مطبوعا ، وحدث باليسير ؛ حدث عنه أبو علي البرداني.

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الطهارة ٩٣.

(٢) في الأصل : «شرح طويل»

١٥٣

أنبأنا القاضي عبد الرحمن بن أحمد بن محمد المعمري عن المعمري عن أبي عامر محمد بن سعدون العبدري (١) قال : أنبأنا أبو علي أحمد بن محمد بن البرداني ، أنبأنا عبد الواحد ابن عثمان المقرئ خطيب جامع القفص ويعرف بالعجان ـ وكان شيخا صالحا قواما كثير الدرس ـ أنبأنا علي بن أحمد بن عمر الحمامي المقرئ ، حدثنا محمد بن عبد الله الشافعي ، حدثنا الحسن بن سلام السواق ، حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل ، حدثنا زهير ، حدثنا سماك بن حرب ، حدثنا معاوية بن قرة (٢) عن أنس بن مالك أن نفرا من عرينة أتوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأسلموا وبايعوه ، وقد وقع بالمدينة الموم وهو البرسام فقالوا : هذا الوجع قد وقع يا رسول الله! فلو أذنت لنا فخرجنا إلى الإبل فكنا فيها! فقال : «نعم فاخرجوا فكونوا فيها!» فخرجوا فقتلوا أحد الراعيين وذهبوا بالإبل ، وجاء الآخر وقد جرح (٣) ، قال : فبلغوا حاجتهم وذهبوا بالإبل ؛ وعنده شباب من الأنصار قريب (٤) من عشرين ، فأرسل إليهم وبعث معهم قائفا يقتص [أثرهم] (٥) ، فأتى بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم (٦).

قرأت في كتاب أبي علي البرداني بخطه قال : سنة ثمان وخمسين وأربعمائة : فيها توفي أبو القاسم عبد الواحد بن عثمان العجان ، الشيخ الصالح إمام جامع القفص ، ودفن بباب حرب ، وكان قد زادت سنه على السبعين ؛ وقد سمعت منه عن أبي الحسن الحمامي.

قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال : توفي أبو القاسم عبد الواحد بن أحمد العجان إمام جامع القفص في صفر سنة ثمان وخمسين وأربعمائة ، سمعت منه عن أبي الحسن الحمامي ، ودفن في مقبرة باب حرب.

__________________

(١) في (ج) : «العبدوي».

(٢) في كل النسخ : «معاوية عن قرة».

(٣) في (ج) : «وقد خرج».

(٤) في (ج) : «قربت».

(٥) ما بين المعقوفتين زيادة من صحيح مسلم.

(٦) انظر الحديث في : كنز العمال ١١٧٦٦.

١٥٤

١٤٥ ـ عبد الواحد بن علوان بن عقيل بن قيس الشيباني ، أبو الفتح بن أبي الحسن السقلاطوني (١) :

من أهل النصرية ، وهو أخو عبد الرحمن الذي تقدم ذكره. سمع أبا عمرو عثمان ابن محمد بن [يوسف بن] (٢) دوست العلاف وأبا نصر أحمد بن محمد بن حسنون النّرسيّ وأبا القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي (٣) وأبا محمد الحسن بن الحسين ابن رامين الأسترآباذي ، روى عنه محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري وابنه عبد الباقي وأبو القاسم ابن السمرقندي وعبد الوهاب [ابن المبارك بن أحمد] (٤) الأنماطي وعبد الخالق بن أحمد بن يوسف وعمر بن ظفر المغازلي وأبو الكرم بن الشهرزوري وشهدة بنت أحمد الإبري.

أخبرنا أبو علي ضياء بن أحمد قال : أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزاز ، أنبأنا أبو الفتح عبد الواحد بن علوان بن عقيل الشيباني قراءة عليه ، أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي ، حدثنا أبو بكر النجاد ، حدثني محمد بن عبد الله بن سليمان ، حدثنا شعيب بن سلمة الأنصاري ، حدثنا يحيى بن عبد الله بن أسيد بن عبد الله بن أنيس ، حدثني عيسى بن سبرة عن أبيه عن جده أبي سبرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ألا لا صلاة إلا بوضوء ، ولا وضوء إلا لمن يذكر اسم الله جل وعز ، ألا لا يؤمن بالله من لا يؤمن بي ، ولا يؤمن بي من لم يعرف حق الأنصار» (٥).

قرأت في كتاب عبد المحسن بن محمد الشيحي بخطه قال : سمعت عبد الواحد بن علوان بن عقيل الشيباني يقول : ولدت سنة ثلاث وأربعمائة.

قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال : مات أبو الفتح عبد الواحد بن علوان بن عقيل بن قيس الشيباني في يوم الثلاثاء السادس والعشرين من

__________________

(١) انظر : المنتظم ٩ / ١٠٦.

(٢) ما بين المعقوفتين زيادة من العبر ٣ / ١٦٦.

(٣) في (ج) : «الحرقى».

(٤) ما بين المعقوفتين زيادة من العبر ٤ / ١٠٤.

(٥) نظر الحديث في : سنن الدارقطنيّ ١ / ٧٣. ونصب الراية ١ / ٥.

١٥٥

رجب سنة إحدى وتسعين وأربعمائة ودفن من يومه في مقبرة باب حرب.

١٤٦ ـ عبد الواحد بن علي بن سفيان ، أبو العباس القصباني :

حدث عن أبي أحمد بن زبورا ، روى عنه أبو العباس بن تركان الهمداني.

قرأت على سفيان بن إبراهيم بن سفيان العبدي بأصبهان عن أبي طاهر محمد بن أبي نصر التاجر قال : كتب إليّ يوسف بن محمد بن يوسف الخطيب الهمذاني قال : أنبأنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن تركان قال : سمعت أبا العباس عبد الواحد بن علي بن سفيان القصباني ببغداد يقول : حدثنا أبو أحمد بن زبورا ، حدثنا ابن أبي الدنيا قال : قال محمد بن كناسة : لقد عشت في زمان وأدركت أقواما لو اختلفت الدنيا ما تحملت إلا بهم ، وإني لفي زمان ما رأيت ناسكا عفيفا ، ولا فاتكا ظريفا ، ولا عاقلا حصيفا ، ولا مجنونا طريفا (١) ، ولا جليسا خفيفا ، ولا من لا يسوى على الخبزة رغيفا.

قال : وسمعت أبا بكر بن أبي الدنيا يقول : قال محمد بن كناسة : إن الناس قد تحولوا خنازير فإذا وجدتم كلبا فتمسكوا به.

١٤٧ ـ عبد الواحد بن علي بن صالح بن عبيد الله بن محمد بن علي بن صالح ابن المنصور أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، أبو القاسم الهاشمي :

روى عن أبي الحسن البكائي ، روى عنه أبو الفضل محمد بن عبد العزيز بن المهدي في مشيخته.

أنبأنا أبو طاهر المبارك بن المبارك بن هبة الله العطار عن أبي علي محمد بن محمد ابن عبد العزيز بن المهدي قال : أنبأنا والدي قراءة عليه وأنا أسمع قال : أنشدنا الشريف أبو القاسم عبد الواحد بن علي صالح المنصوري الفقيه الشافعي ـ وكان تدرس على

__________________

(١) في كل النسخ : «ظريفا».

١٥٦

الداركي ـ قال أنشدني أبو الحسن (١) البكائي الشافعي قال : أنشدنا محمد بن طريف أنشدنا الربيع بن سليمان قال : كنت مع الشافعي في بعض أسفاره فدخل الحمام ، فتقدم المزين ليخدمه فاستدعاه بعض أرباب الدنيا فتركه ومضى إلى ذلك الرجل ، فلما خرج قال : أعط الحمامي باقي نفقتي ، فقلت : نبقى بلا نفقة ، وهذا لا يعرفك ، قال : أعطه! فأعطيته دنانير (٢) لها قدر ، فاعتذر المزين إليه وقبل يديه ورجليه ، فقال الشافعي :

عليّ ثياب لو تقاس جميعها

بفلس لكان الفلس [منهن] (٣) أكثرا

وفيهن نفس لو تقاس ببعضها

نفوس الورى كانت أجل وأخطرا

وما ضر نصل السيف إخلاق غمده

إذا كان عضبا حيث وجهته برا

أنبأنا أبو طاهر العطار عن أبي علي محمد بن محمد بن عبد العزيز قال : سمعت أبي يقول : مات أبو القاسم المنصوري في رمضان سنة خمس عشرة وأربعمائة.

١٤٨ ـ عبد الواحد بن علي بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس الدينوري ، أبو القاسم بن أبي الحسن :

من أهل باب البصرة من أولاد المحدثين ، حدث عن والده بيسير ، سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن علي القرشي وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه ، قرئ على أبي البركات عبد الرحيم بن القاضي أبي المحاسن القرشي عن والده وأنا أسمع قال : أنبأنا أبو [القاسم] عبد الواحد بن علي بن عبد الواحد الدينوري ، أنبأنا أبي ، وأنبأنا أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي (٤) بقراءتي عليه قال : أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد الواحد الدينوري قراءة عليه في سنة عشرين وخمسمائة قال : أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري ، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن كيسان النحوي ، أنبأنا القاضي أبو محمد يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد الليثي

__________________

(١) في النسخ : «أبو صالح».

(٢) في (ب) : «فأعطيته الدنانير».

(٣) ما بين المعقوفتين زيادة من الديوان.

(٤) في الأصل : «الجوهري».

١٥٧

أنه قال : قال أبو هريرة : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من سبح ثلاثا وثلاثين ، وكبر ثلاثا وثلاثين ، وحمد ثلاثا وثلاثين ، وقال «لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير» غفر الله له ذنوبه ولو كان أكثر من زبد البحر» (١).

قرأت بخط أبي المحاسن القرشي قال : توفي عبد الواحد بن علي الدينوري في ليلة الجمعة ثامن عشر صفر سنة إحدى وستين وخمسمائة. بلغني أن مولده كان في سنة ست وخمسمائة.

١٤٩ ـ عبد الواحد بن علي بن عبد الواحد بن محمد بن علي بن الصباغ ، أبو القاسم :

من أهل الكرخ ، أحد الشهود المعدلين ببغداد ، من بيت القضاء والعدالة والعلم والرواية ، شهد عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن أحمد الدامغاني في يوم الثلاثاء السابع عشر من شوال سنة سبع وأربعين وخمسمائة فقبل شهادته. سمع الحديث في صباه من أبي القاسم سعيد بن أحمد بن البناء وأبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وغيرهم ، كتبت عنه وكان سيئ الطريقة غير محمود السيرة ولا مرضي الأفعال في شهادته وأحواله ـ عفا الله عنا وعنه.

أخبرنا عبد الواحد بن علي بن الصباغ بقراءتي عليه قال : أنبأنا سعيد بن أحمد بن الحسن بن البناء قراءة عليه ، أنبأنا عاصم بن الحسن ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد الواعظ ، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبيد الحافظ ، حدثنا أحمد بن حازم ومحمد ابن الحسين الحنيني قالا : حدثنا عمرو بن حماد ، حدثنا حسين بن عيسى بن زيد عن أبيه عن علي بن عمرو بن صبيح الكندي عن الأحنف بن قيس عن أبي هريرة قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ما أقلت الغبراء ولا أظلت (٢) الخضراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر»(٣).

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب المساجد ١٤٦. ومسند أحمد ٢ / ٣٧١.

(٢) في النسخ : «أضلت»

(٣) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٣٨٠١ ، ٣٨٠٢. وسنن ابن ماجة ١٥٦. ومسند أحمد ٢ / ١٦٣. ومصنف ابن أبى شيبة ١٤ / ١٢٤.

١٥٨

ذكر موسى بن محمد بن التنوخي الأنباري المؤدب ونقلته من خطه أن أبا القاسم (١) ابن الصباغ ولد في سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة ـ وكان مؤدبه وبقراءته سمع ـ وتوفي في ليلة السبت الثاني من المحرم سنة ثمان عشرة وستمائة ، وصلى عليه بجامع المنصور ، [و] دفن بباب حرب.

١٥٠ ـ عبد الواحد بن علي بن عمر بن فارس بن حمزة بن جعفر بن أحمد بن البختري ، أبو القاسم بن أبي الحسن بن أبي حفص الكاتب :

سمع أبا الفضل أحمد بن الحسين بن الفضل بن دودان الهاشمي وأبا القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران وأبا الحسين محمد بن عبد الواحد بن رزمة (٢) البزاز ، روى عنه أبو القاسم بن السمرقندي.

أنبأنا القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد بن بختيار الواسطي قال : أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي قراءة عليه ، أنبأنا أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن البختري ، حدثنا أبو القاسم بن بشران إملاء أنبأنا أبو محمد دعلج بن أحمد بن دعلج (٣) ، حدثنا محمد بن العباس المؤدب ، حدثنا شريح بن النعمان ، حدثنا قزعة عن سيف بن سليمان عن عدي بن عدي عن مولى له عن جده قال : [سمعت] (٤) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إن الله عزوجل لا يعذب العامة بعمل الخاصة حتى تكون العامة تستطيع أن تغير على الخاصة ، فإذا لم تغر (٥) العامة على الخاصة عذب الله العامة والخاصة» (٦).

قرأت في كتاب أبي القاسم بن السمرقندي بخطه وأنبأنيه عنه عبد الوهاب الأمين قال: سألت أبا القاسم عبد الواحد بن علي بن البختري عن مولده ، فقال : يوم

__________________

(١) في النسخ : «أن ابن القاسم».

(٢) في كل النسخ : «بن رزية».

(٣) «ابن أحمد بن دعلج» سقط من (ج).

(٤) ما بين المعقوفتين زيادة من مسند أحمد.

(٥) في الأصل : «لم تغر».

(٦) انظر الحديث في : مسند أحمد ٤ / ١٩٢. والمعجم الكبير ١٧ / ١٣٨ ، ٣٩. وفتح الباري ١٣ / ٤.

١٥٩

الخميس لثمان بقين من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.

قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال : مات أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن عمر بن البختري في صفر سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة.

١٥١ ـ عبد الواحد بن علي بن محمد بن الحسين ، أبو الحسين الصّيرفيّ :

حدث بالبصرة عن أبي سعيد أحمد بن محمد بن زياد الأعرابي ، روى عنه حمزة السهمي الجرجاني في معجم شيوخه.

قرأت على أبي عبد الله أحمد بن محمد الحنزي (١) بأصبهان عن أبي سعد بن أحمد ابن محمد بن أحمد الواعظ قال : كتب إليّ أبو هاشم محمد بن (٢) الحسين الخفافي قال : حدثنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي إملاء ، حدثنا أبو الحسين عبد الواحد بن علي بن محمد بن الحسين الصّيرفيّ بالبصرة ، حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد ، حدثنا العباس بن محمد ، حدثنا يزيد بن هارون ، حدثنا بقية ، حدثني صدقة بن عبد الله ابن صهيب ، حدثني المهاجر بن حبيب بن صهيب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله تبارك وتعالى يقول : إني لست على كل كلام الحليم أقبل ، ولكن أقبل على همه (٣) وهواه ، [فإن] (٤) كان همه وهواه فيما يحب الله ويرضى جعلت صمته حمدا لله ووقارا وإن لم يتكلم» (٥).

١٥٢ ـ عبد الواحد بن علي بن محمد بن ثابت بن شعيب بن صالح ، أبو طاهر النجار المكفوف :

من ساكني شارع دار الرقيق. حدث عن أبي بكر محمد بن سليمان الباغندي وأبي محمد عبد الله بن إسحاق المدائني ، روى عنه أبو الحسن محمد بن عبد الملك بن نعيم الأسترآباذي والحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن البيع النيسابوري في معجم شيوخه.

__________________

(١) في (ب) : «الحمزى».

(٢) في كل النسخ : «أبو الحسين».

(٣) في (ج) : «على نعمه».

(٤) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول.

(٥) انظر الحديث في : الجامع الكبير ٥٢٩٣

١٦٠