تاريخ بغداد أو مدينة السّلام

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام

المؤلف:

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٧٠

ابن موسى السلمي النيسابوري وأبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن هارون الشيرازي.

أخبرنا أبو الحسن المؤيد بن محمد بن علي الطوسي بنيسابور قال : أنبأنا أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد القشيري قال : أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن ، أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي ، حدثني عبد الواحد بن أحمد الهاشمي ببغداد ، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سهل بن عطاء الأدمي ، حدثنا يوسف بن موسى ، حدثنا هاشم بن القاسم ، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن زيد بن أسلم عن عطاء عن أبي واقد الليثي قال : قدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة والناس يجبون أسنمة الإبل ويقطعون أليات الغنم ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما قطع من البهيمة وهي حية فهو ميتة (١).

أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن عبيد الله بن عبد الملك السهروردي قال : كتب إليّ أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد الأردستاني قال : أنبأنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال : سمعت عبد الواحد بن أحمد الهاشمي ببغداد يقول : سمعت محمد ابن أحمد بن يعقوب يقول : سمعت الغساني يقول : سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول : حدثنا رياح ، حدثنا موسى بن الصباح قال : كان موسى بن عمران يخرج من طور سينا فربما ضاق عليه الأمر في الطريق ، فشق قميصه من شدة الشوق والعجلة التي تأخذه.

أخبرنا عمر بن محمد بن أميرك البستي بنيسابور قال : أنبأنا أبو الفتح مسعود بن محمد المروزي قدم علينا قال : سمعت أبا المظفر منصور بن محمد السمعاني إملاء يقول : سمعت أبا المظفر (٢) هناد بن إبراهيم النسفي يقول : سمعت أبا سعد عبد الكريم بن محمد الشيرازي يقول : سمعت أبا القاسم عبد الواحد بن أحمد الهاشمي يقول : سمعت أبا الحسن والدي يقول : سمعت أبا بكر محمد بن داود يقول : من لم يشرب ماء الغربة ،

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن أبى داود ، كتاب الصيد باب ٣. وسنن الترمذي ١٤٨٠. وسنن ابن ماجة ٣٢١٦. ومسند أحمد ٥ / ٢١٨.

(٢) «منصور بن محمد السمعاني إملاء يقول : سمعت أبا المظفر» ساقطة من (ج).

١٢١

ولم يضع رأسه على ساعد الكربة ، لم يعرف حق الوطن والتربة ، ولم يعرف حق ذي العلم والشيبة.

أنبأنا يحيى بن أسعد التاجر قال : قرئ على تغلب بن جعفر بن أحمد السراج عن أبي بكر محمد بن يحيى المزكي وأنا أسمع قال : أنبأنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي قال : أنشدنا عبد الواحد بن أحمد الهاشمي : أنشدني عبد الله بن يحيى العثماني لابن دريد :

لا تضجرنك ضجرة من سائل

فلخير دهرك أن ترى مسئولا

لا تخزين بالدفع وجه مؤمل

فبقاء عزك أن ترى مأمولا

قرأت في كتاب التاريخ (١) لهلال بن المحسن الكاتب بخطه قال : توفي أبو محمد عبد الواحد بن أحمد بن الفضل بن عبد الملك الهاشمي فجأة بعد أن خطب في يوم الجمعة وصلى بالناس ، وكانت إليه الصّلاة بالحضرة ، وكانت وفاته ليلة السبت التاسع عشر من صفر سنة سبع وستين وثلاثمائة ، وقلد أخوه أبو القاسم بعده.

١١٢ ـ عبد الواحد بن أحمد بن محمد ، أبو سهل الأسفر :

من أهل نسف. قدم بغداد وحدث بها عن أبي عبد الله بن أبي الفرج الفارسي وأبي القاسم زيد بن رفاعة بن عبد الله الهاشمي ، روى عنه أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد الشيرازي.

أنبأنا ذاكر بن كامل قال : كتب إليّ عبد الغفار بن محمد الشيروي قال : أنبأنا أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد (٢) الشيرازي بالدامغان ، حدثني أبو سهل عبد الواحد بن أحمد النسفي ببغداد إملاء ، حدثنا أبو عبد الله بن أبي الفرج الفارسي بنسف ، حدثنا أبو عبد الرحيم منصور بن محمد الفقيه الشيرازي ، حدثنا أبو عصمة عامر بن هشام بن عبدان الأرزكاني الشيرازي ، حدثني محمد بن الحسن البكاري الشيرازي ، حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري قال : قال فضيل بن عياض : يا عبد الله! من كف عن كشره فافعل به ما يسره.

__________________

(١) في الأصل ، (ب) : «كتاب التاج».

(٢) ابن أحمد «ليست في (ج).

١٢٢

أنبأنا أبو القاسم الأزجي قال : كتب إليّ أبو الرجا أحمد بن محمد بن الكسائي أن أبا نصر عبد الكريم بن محمد الشيرازي أخبره قال : حدثني أبو سهل عبد الواحد بن أحمد بن محمد النسفي إملاء عليّ ببغداد في مسجد أبي القاسم بن الصيدلاني المقرئ ، حدثنا أبو عبد الله بن أبي الفرج الفارسي بنسف قدم علينا ، حدثنا أبو عبد الرحيم منصور بن محمد الفقيه الشيرازي ، حدثنا والدي ، حدثني محمد بن الحسن البكائي ، حدثني عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري قال : قال أبو علي فضيل بن عياض : لأن تطلب الدنيا بأقبح ما تطلب به الدنيا أحسن من أن تطلب الدنيا بأحسن ما تطلب به الآخرة.

وبه : قال وحدثني أبو سهل النسفي ببغداد ، حدثنا أبو القاسم زيد بن رفاعة بن عبد الله الهاشمي الشيرازي بالري ، أنبأنا محمد بن يحيى الصولي ، حدثنا محمد بن يزيد المبرد قال : قيل لأبي شعيب العالم : ما لأهل المدينة حسان الأصوات؟ فقال : هم مثل العيدان خلت (١) أجوافها فحسنت أصواتها.

١١٣ ـ عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن عيسى بن شوال بن همام ، أبو الفضل الزهيري :

روى عن أبي بكر محمد بن عمر العنبري شيئا من شعره.

قرأت في كتاب علي بن الحسن بن الصقر الذهلي بخطه قال : أنشدني أبو الفضل عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن عيسى بن شوال بن همام الزهيري قال : أنشدنا أبو بكر محمد بن عمر العنبري لنفسه :

يا قوم إني مذ عرفت الهوى

غرقت في بحر بلا ساحل

عيني لحيني نظرت نظرة

رحت بها في شغل شاغل

يظلمني والعدل من شأنه

ما أوجع الظلم من العادل

__________________

(١) في (ج) : «قد حلت».

١٢٣

١١٤ ـ عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الثقفي ، أبو جعفر ابن أبي الحسين : (١)

من أهل الكوفة ، تقدم ذكر والده ، قدم بغداد وشهد بها عند قاضي القضاة أبي الحسن علي بن محمد الدامغاني في ذي القعدة سنة ثلاث وخمسمائة ، فقبل شهادته وتولى القضاء بالكوفة إلى أن عزله قاضي القضاة علي بن الحسين الزينبي عن القضاء عن الشهادة في عاشر صفر سنة عشرين وخمسمائة ، ثم أعيد إلى قضاء الكوفة في جمادى الآخرة سنة اثنتين وعشرين ، ثم ولاه الزينبي القضاء بباب الأزج وطريق خراسان ومدينة المنصور في جمادى الآخرة سنة أربعين ، ثم ولى قضاء بغداد في الثاني والعشرين من ربيع الأول سنة خمس وخمسين للإمام المستنجد بالله ، فأقام قاضيا إلى أن عزل علي بن أحمد الدامغاني عن قضاء القضاة ، ثم قلد ما كان إليه من قضاء القضاة في الرابع عشر من جمادى الآخرة فأقام يسيرا وتوفي.

وكان محمود السيرة ، حسن الطريقة ، سديد الأفعال متدينا. سمع الحديث بالكوفة من والده ومن أبي البقاء المعمر بن محمد بن علي الحبال وأبي الغنائم محمد بن علي بن ميمون النّرسيّ وغيرهم ، وقدم بغداد في صباه وسمع بها أبا الخطاب نصر بن أحمد بن البطر وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي وأبا الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون وأبا عبد الله الحسين بن علي بن أحمد بن البسري وأبا بكر أحمد ابن المظفر بن سوسن التمار وأبا الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف وغيرهم ، وحدث بالكثير ؛ روى عنه أبو سعد بن السمعاني ومولاه مختص (٢)

أخبرنا مختص بن عبد الله الحبشي مولى قاضي القضاة عبد الواحد بن أحمد بن الثقفي قال : أنبأنا مولائي قاضي القضاة عبد الواحد قراءة عليه أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد ، أنبأنا عبد الواحد بن محمد الفارسي ، حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي ، حدثنا أبو حاتم الرازي ، حدثنا ابن أبي مريم ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثني حميد بن أبي جعفر عن حسن بن حسن عن علي بن أبي طالب عن أبيه أن رسول الله

__________________

(١) انظر : العبر في خبر من غبر ٤ / ١٥٧.

(٢) هكذا في الأصول.

١٢٤

صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «حيث ما كنتم فصلوا عليّ فإن صلاتكم تبلغني» (١).

أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال : سمعت عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني أبا سعد يقول : عبد الواحد بن أحمد الثقفي قاضي الكوفة ، وسألته عن مولده ، فقال : في صفر سنة تسع وسبعين وأربعمائة بالكوفة.

قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال : توفي قاضي القضاة أبو جعفر الثقفي في ليلة الجمعة سلخ ذي الحجة سنة خمس وخمسين وخمسمائة ، ودفن من الغد ، ذكر غيره أنه دفن بداره بدرب فيروز.

١١٥ ـ عبد الواحد بن أحمد بن موسى بن البقال ، أبو القاسم الأزجي :

حدث عن أبي القاسم عمر بن محمد بن إبراهيم بن سبنك القاضي ، سمع منه وكتب عنه علي بن الحسن بن الصقر الذهلي في خامس رجب سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة.

١١٦ ـ عبد الواحد بن بكري ، أبو القاسم البزاز العاقولي :

حدث عن أبي عبد الله أحمد بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي ، سمع منه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب في ثالث عشري شهر رمضان سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.

١١٧ ـ عبد الواحد بن ثابت بن روح بن محمد بن عبد الواحد الرازي ، أبو القاسم بن أبي الفتح بن أبي طاهر :

من أهل أصبهان ، سمع جده أبا طاهر والنقيب أبا الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي القادم عليهم وأبا مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ وأبا عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد الثقفي وغيرهم ، قدم بغداد حاجّا وحدث بها ، روى عنه ابن السمعاني.

__________________

(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ٣٦٧. ومجمع الزوائد ١٠ / ١٦٢. والمعجم الكبير للطبراني ٣ / ٨٤. والترغيب والترهيب ٢ / ٤٩٨.

١٢٥

أخبرني شهاب بن محمود الحاتمي بهراة قال : حدثنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد ابن السمعاني من لفظه قال : أنبأنا عبد الواحد بن ثابت الصوفي بقراءتي عليه ببغداد أنبأنا سليمان بن إبراهيم الحافظ ، حدثنا أبو الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق البرجي ، حدثنا أبو جعفر محمد بن عمر بن حفص ، حدثنا أبو بكر إسحاق بن إبراهيم شاذان ، حدثنا عمرو بن عون ، أنبأنا عبد الله بن المبارك عن حيوة بن شريح عن بكر ابن عمرو عن عبد الله بن هبيرة (١) عن [أبي] (٢) تميم الجيشاني (٣) عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ، تغدو خماصا وتروح بطانا» (٤).

وأخبرني الحاتمي ، حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال : عبد الواحد بن ثابت بن روح الرازاني (٥) شيخ صالح من بيت الحديث والتصوف ، ورد بغداد حاجّا سنة أربع وثلاثين وخمسمائة ، كتبت عنه ببغداد ، وتوفي ليلة الثلاثاء سابع عشرين ذي الحجة سنة خمسين وخمسمائة بأصبهان.

١١٨ ـ عبد الواحد بن جعفر المقتدر بالله بن أحمد المعتضد بالله بن محمد الموفق بالله بن جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ، أبو علي :

ذكر محمد بن أحمد بن مهدي الشاهد في تاريخه أنه مات بقصر الرصافة في سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وقد بلغ أربعا وثلاثين سنة ، وقال القاضي أحمد بن كامل بن شجرة في تاريخه : في يوم الأربعاء لخمس خلون من شهر رمضان ـ يعني من سنة اثنتين وثلاثين ـ مات أبو علي عبد الواحد بن جعفر المقتدر ، وكان مرضه فيما قيل من

__________________

(١) في كل النسخ : «عن أبى هريرة» والتصحيح من المصادر.

(٢) بياض في الأصول مكان «أبى».

(٣) في كل النسخ : «الحبشانى».

(٤) الحديث سبق تخريجه قريبا فراجعه.

(٥) هكذا في الأصول ، وقد سبق أنه : «الرازي».

١٢٦

الشراب ، وكان مسرفا في شربه فعقر كبده ، واستكمل أربعا وثلاثين سنة ، وأمه أم ولد اسمها مصابيح.

١١٩ ـ عبد الواحد بن الحسن بن إبراهيم ، أبو الخطاب البقال :

حدث عن أبي الحسين محمد بن أحمد بن سمعون الواعظ ، سمع منه شجاع بن فارس أبو غالب الذهلي.

قرأت في كتاب أبي غالب الذهلي بخطه وأنبأنيه عنه أبو القاسم النعال قال : أنبأنا أبو الخطاب عبد الواحد بن الحسن بن إبراهيم البقال بقراءتي عليه وأنبأنا بقاء بن محمد الأزجي وبدر التمام بنت الحسين الواعظة ببغداد وأبو اليمن زيد بن الحسن الكندي بدمشق قالوا : أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري ، أنبأنا أبو طالب محمد بن علي العشاري قالا : حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد (١) بن إسماعيل سمعون الواعظ إملاء ، أنبأنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك ، أنبأنا المنذر بن محمد بن المنذر أبو القاسم ، حدثني أبي ، حدثني عمي الحسين بن سعيد بن أبي الجهم ، حدثني أبي عن أبان بن تغلب ، حدثني سليمان الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «يؤتى بالموت يوم القيامة فيوقف بين الجنة والنار ويذبح ، ويقال : يا أهل الجنة خلود فلا موت ، ويا أهل النار خلود فلا موت ، ثم قرأ : (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ) قال : ذبح الموت ، (وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ) قال : في الدنيا» (٢).

١٢٠ ـ عبد الواحد بن الحسن بن زيد بن حنين ، أبو محمد :

قدم واسطا وحدث بها عن حامد بن محمد بن شعيب وأبي صالح عبد الوهاب بن عصام بن الحسين العكبري وإسماعيل بن سعدان بن يزيد البزاز وأبي علي حمزة بن محمد الكاتب وأبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ومحمد بن يحيى بن أخي سعدان وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وأحمد بن محمد الشطوي و

__________________

(١) في كل النسخ : «الحسين أحمد بن محمد» والتصحيح من العبر.

(٢) انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ٢٦١ ، ٣٧٧ ، ٥١٣. والمستدرك ١ / ٨٣.

١٢٧

أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي وأبي جعفر أحمد بن يحيى الحلواني وأبي محمد الحسن بن محمد القطان ومحمد بن هارون بن مجمع وأبي عبد الله محمد بن بابشاذ البصري. وروى عنه أبو عبد الله محمد بن علي بن مهدي وأبو الحسن علي بن محمد بن خزفة الصيدلاني الواسطيان.

أنبأنا أبو المظفر محمد بن علي الواعظ قال : أنبأنا أبو الفضل محمد بن الناصر بن محمد السلامي ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي ، أنبأنا أبو غالب محمد ابن أحمد بن بشران ، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي بن أحمد المعروف بابن مهدي إملاء سنة ست وتسعين وثلاثمائة ، حدثنا أبو محمد عبد الواحد بن الحسن بن حنين البغدادي بواسط قدم علينا قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن بابشاذ البصري ، حدثنا سلمة بن شبيب الخراساني ، حدثنا عبد الرزاق بن همام ، حدثنا معمر عن الزهري عن أنس عن عائشة قالت : كانت ليلتي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما ضمني وإياه الفراش قلت : يا رسول الله! ألست أكرم نسائك عليك؟ قال : «بلى يا عائشة! أخبرني حبيبي جبريل عليه‌السلام عن الله عزوجل أن الله عزوجل لما خلق الأرواح اختار لي روح أبي بكر من بين الأرواح وجعل طينتها من تراب الجنة وجعل ماءها من الحيوان وجعل له قصرا في الجنة بين ظاهره (١) من باطنه ، وأنه ضمنت على الله كما ضمن لي نفسه أن لا يكون خليفتي على أمتي ولا مؤنسي في خلوتي ولا ضجيعي في حفرتي إلا أباك» (٢) ـ وذكر باقي الحديث بطوله.

أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين عن أبي القاسم بن السمرقندي قال : أنبأنا أبو البركات أحمد بن عثمان بن أحمد بن الحسين بن نفيس قدم علينا ، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن خزفة ، حدثنا أبو محمد عبد الواحد بن الحسن بن حبين (٣) البغدادي ، حدثنا حامد بن محمد بن شعيب ، حدثنا شريح بن يونس ، حدثنا مروان بن معاوية عن إسماعيل بن أبي خالد عن نفيع أبي داود عن أنس بن مالك عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم

__________________

(١) في الأصل ، (ج) : «ظاهر».

(٢) انظر الحديث في : تاريخ بغداد ١٤ / ٣٥.

(٣) في (ب) : «بن جبير».

١٢٨

قال : «[ما] (١) من أحد يوم القيامة غنيا ولا فقيرا إلا ود أنه كان أوتى من الدنيا قوتا» (٢).

هكذا رأيته مقيدا بخط ابن السمرقندي ، وبخط المؤتمن الساجي حنين بالنون مقيدا ، وكانا ضابطين محققين وكأنه الصواب ، ورأيت بخط الحميدي : عبد الواحد بن الحسن ابن عبد الرحمن بن حنين البغدادي النخعي.

١٢١ ـ عبد الواحد بن الحسن بن عبد الله بن حمدون ، أبو المهلب الداودي :

حدث عن أبي بكر محمد بن داود بن علي الأصبهاني ، روى عنه أبو يعلى محمد ابن جعفر الواسطي.

أنبأنا ذاكر بن كامل قال : كتب إليّ أبو بكر عبد الغفار بن محمد الشيرويي (٣) ، قال: أنبأنا أبو نصر عبد الكريم بن محمد بن أحمد الشيرازي بالدامغان سنة سبع وأربعين وأربعمائة قال : حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن السدي بن محمد المتكلم الشافعي الساري بسارية حدثنا أبو يعلى محمد بن علي بن جعفر المناظر الواسطي الداودي بجامع سارية قدم إلينا حدثنا أبو المهلب عبد الواحد بن الحسن بن عبد الله بن حمدون البغدادي الداودي ببغداد حدثنا أبو بكر محمد بن داود الفقيه ، حدثنا أبو عبيدة الكوفي ، حدثنا أبو نعيم الكوفي ، حدثنا طلحة ، أخبرني ثابت البناني قال : سمعت أنسا يقول : «كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بعد غروب الشمس وقبل صلاة المغرب ليرانا نصلي فلا يأمرنا ولا ينه» (٤).

١٢٢ ـ عبد الواحد بن الحسن بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن جعفر الباقرحي ، أبو الفتح ، الفقيه الشافعي :

من أولاد المحدثين ، تقدم ذكر أبيه وجده ، تفقه على الكيا (٥) بن علي بن محمد

__________________

(١) ما بين المعقوفتين زيادة من مسند أحمد.

(٢) انظر الحديث في : مسند أحمد ٣ / ١١٧. واتحاف السادة المتقين ٨ / ١٥٩. وكشف الخفا ٢ / ٤٢.

(٣) في كل النسخ : «الشيروى» والتصحيح من الأنساب ٨ / ٢٣٣.

(٤) الحديث سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(٥) في (ج) : «الكائن» تحريف.

١٢٩

الهراسي ببغداد وعلى أبي حامد الغزالي وأبي نصر القشيري بنيسابور ، وسمع الحديث ببغداد من أبي عبد الله بن طلحة وأبي الحسين بن الطيوري وأبي بكر بن المروزي (١) وأبي الحسن بن العلاف ، وبنيسابور من أبي القاسم إسماعيل بن الحسن الفرائضي وأبي بكر عبد الغفار بن محمد الشيرويي وأبي الفضل العباس بن أبي العباس الشقاني وغيرهم.

وكان فقيها فاضلا ، له يد في الأدب والترسل ، قدم بغداد في يوم الأربعاء السابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة سبع عشرة وخمسمائة ومعه كتب من السلطان سنجر بن ملكشاه وابن أخيه محمود بن محمد إلى الديوان بتسليم المدرسة النظامية إليه ليدرس بها. فأجيب إلى ذلك بعد أن نفد الفقهاء بها من ذلك واجتهدوا في منعه ، فألزمهم الديوان بمتابعته ، فدرس بها إلى شبعان من السنة المذكورة ، ثم وصل أسعد الميهني ، حدث ابن الباقرحي ببغداد بيسير ، سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل الخفاف ، وأخرج عنه حديثا في معجم شيوخه ، وروى عنه في كتاب «سلوة الأحزان» من جمعه.

قرأت في كتاب أبي بكر بن كامل بخطه وأنبأنيه ابنه يوسف عنه قال : أنشدنا عبد الواحد بن الحسن الفقيه ، أنشدنا أبو الفضل العباس بن أبي العباس الشقاني ، أنبأنا محمد بن عبد العزيز النيلي لنفسه :

يسر الجهول ما يبقى به (٢)

ويجزع من يوم أفنى به

وأبعد الزمان فقدانه

إذا مر جاء بأذنابه (٣)

وفي كل يوم له موته

بموت امرئ من أحبائه

ومن وقى الموت في نفسه

يصاب بموت أعزائه (٤)

فما لقي الله في أصله

ولكن أمد بارزائه

وبه : قال أنشدنا أبو الفضل الشقاني قال : أنشدنا عبد الرحمن بن محمد الفارسي لنفسه :

__________________

(١) في الأصل : «المرز». وفي (ب) : «المرزز» تحريف.

(٢) في (ج) : «ماسقا به»

(٣) في الأصل : «حاباذيه» وفي (ج) : «حابادبائه» تصحيف.

(٤) في (ج) : «أعدائه»

١٣٠

شوقي شديد واصطباري عنكم

فوق الشديد وغير ما أستطيعه

ما إن ترق لوامق لزم البكا

حتى جرى بعد الدموع نجيعه

وجفى الكرى أجفانه

من أجله حرق الجوى وضلوعه

وتصالحت وهواك إن هواك كدر عيشي

فأضر بي وإليّ ساء صنيعه

وحملت من أعباء حبك سيدي

ما لا يخف على الورى مسموعه

كم كنت أشكو ما ألاقي منكم

وأذيع مكنون الحشا وأشيعه

فإذا الحياء يكفني وأخاف أن

يبدو وشيكا للجميع جميعه

كتب إليّ أبو طالب عبد الرحمن بن محمد الهاشمي قال : سمعت إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن الفراء يقول سمعت أبا الفتح عبد الواحد بن الحسن بن الباقر حي يقول : بت ليلة مفكرا في قلة حظي من الدنيا ، فرأيت في النوم مغنيا يغني ، فالتفت إليّ وقال : اسمع أي شيخ! :

أقسمت بالبيت العتيق وركنه

والطائفين ومنزل القرآن

ما العيش في المال الكثير وجمعه

بل في الكفاف وصحة الأبدان

أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال : حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال : عبد الواحد ابن محمد بن الحسن الباقر حي أبو الفتح ، من أهل بغداد ، وتغرب وجال في الآفاق ، سمع الحديث الكثير ببغداد وخراسان ، وكان فقيها فاضلا مبرزا حسن الإيراد ، فصيح اللهجة ، له الباع الطويل في الأدب والترسل ، والحظ الوافر من اللغة ، خرج إلى غزنة وأقام بها وتوفي بها سنة ثلاث [وخمسين] (١) وخمسمائة ، وكان مولده سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة ببغداد.

١٢٣ ـ عبد الواحد بن أبي الحسن بن أبي نصر بن عبد الله الخباز :

من ساكني سوق السلطان عامي ، له طبع جيد في قول الشعر ، مكثر منه.

أنشدني عبد الرحمن بن عمر بن الغزال الواعظ قال : أنشدني عبد الواحد الخباز لنفسه :

__________________

(١) ما بين المعقوفتين زيادة من طبقات السبكى ٤ / ٢٦٩.

١٣١

أي داع دعا بتفريق جمعي

بين وادي مني والحلال جمع

قف به صاحبي إذا رحل ال

وفد قبيل الضحى وسل عن سلع

واسأل البان بالحمى عن أصي

حابي وأهلي وعن مهاة الجرع

فالسحاب العميم لم يهم في الربي

ع جهارا بأدمع مثل دمعي

هب نشر النسيم فارتحت لما (١)

ضاع رياه في فضاء الربع

وتغنت حمائم الأيك فارتا

ع فؤادي لنوحها والسجع

يا خليلي لا تعبدا كما الخي

ر أجيبا السؤال من غير بيع

واسألاني عن بان سلع فاني

لم أجد بالعراق راق لسلع

ما بدا بالغوير مبسم يرق

لاح إلا كان يقصد فجعي

لا ولا رجع الحمام بأيك

بت إلا معيرة للسمع

قسما بالسماء ذات النجوم الزهر

تزهو والأرض ذات الصدع

إن قتلي بالبعد في أرض نجد

كان حتما ظلما بغير الشرع

طاف بي طائف من الطيف لما

هم جفني بالنوم بعد القطع

فتقلقلت إذ تذكرت ما كا

ن وأمسيت بين ضر ونفع

١٢٤ ـ عبد الواحد بن الحسين بن إبراهيم بن المعيل ، أبو القاسم الصوفي المعروف بالجنيد :

سمع بعد علو سنه مع ابنته أمة الرحمن من أبي الحسين (٢) وأبي القاسم ابني بشران وأبي الحسن بن الحمامي المقرئ ، وكان يذكر أنه سمع من أبي حفص بن شاهين ذكر أبو الكرم بن فاخر النحوي أنه سمع معه من أبي الحسين بن بشران عدة كتب.

قرأت في كتاب أبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون بخطه وأنبأنيه نصر بن سلامة الهيتي قال : أنبأنا محمد بن ناصر قراءة عليه عن ابن خيرون قال : سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة ـ يعني مات أبو القاسم عبد الواحد بن الحسين الصوفي يعرف بالجنيد يوم الاثنين ودفن يوم الثلاثاء رابع جمادى الأولى ، كان يحضر معنا عند ابني

__________________

(١) في (ب) : «المضاع».

(٢) «أمة الرحمن بن أبى الحسين» هكذا في كل النسخ.

١٣٢

بشران ، وسمعت أنه قرأ عليه قوم شيئا ، وذكر ابن خيرون وفاته من (١) غير هذه الرواية وقال : كان يسمع من أبي القاسم بن بشران وقد قرئ عليه شيء من كتب الصوفية ليس فيه سماعه ، وكان يذكر أنه سمع من ابن شاهين ولم يوجد له شيء.

١٢٥ ـ عبد الواحد بن الحسين بن عبد الواحد بن البارزي ، أبو محمد بن البزاز:

ابن خالة عبد الوهاب بن الصابوني ، من ساكني الظفرية ، وكان له دكان في خان الصفة بسوق الثلاثاء ، سمع أبا عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي وأبا الخطاب نصر بن أحمد بن هبة الله بن البطر وأبا المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم البقال وأبا منصور محمد بن أحمد بن علي الخياط وأبا طاهر محمد بن أحمد بن قيداس الخطاب وأبا الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصّيرفيّ وغيرهم ، وحدث بالكثير ، روى لنا عنه أبو محمد بن الأخضر وأحمد وعبد الرحمن ابنا سلطان بن أحمد البزاز وعلي بن أبي محمد بن رشيد وغيرهم ، وكان شيخا صالحا ، متدينا ، على طريقة السلف.

أخبرنا علي بن أبي محمد بن رشيد البزاز قال : أنبأنا عبد الواحد بن الحسين البزاز ، أنبأنا الحسين بن أحمد النعالي ، أنبأنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ، أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار ، حدثنا إبراهيم بن هانئ ، حدثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة الغداة إلى طلوع الشمس أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس ، ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر إلى مغيب الشمس أحب إليّ من أن أعتق ثمانية من ولد إسماعيل ودية كل واحد منهم اثنا عشر ألفا» (٢)

قرأت بخط القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي قال : سألته ـ يعني عبد الواحد البارزي ـ عن مولده ، فقال ما يدل على أنه سنة ثمانين وأربعمائة وما

__________________

(١) في الأصل ، (ب) : في غير»

(٢) انظر الحديث في : سنن أبى داود ٣٦٦٧. ومجمع الزوائد ١٠ / ١٠٥. وحلية الأولياء ٣ / ٣٥.

١٣٣

قاربها ، وتوفي يوم الأحد خامس عشرين (١) شوال من سنة اثنتين وستين وخمسمائة ، ذكر غيره أنه دفن بالشونيزية.

١٢٦ ـ عبد الواحد بن الحسين بن عمر بن جعفر ، أبو القاسم المحول :

من أهل عكبرا ، حدث عن أبي بكر أحمد بن الحسين بن عبد العزيز (٢) المعدل ، روى عنه أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري ، وذكر أنه سمع منه في ذي القعدة سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.

١٢٧ ـ عبد الواحد بن الحسين بن محمد الدباس ، أبو تمام الفقيه الملقب بالبارد(٣) :

والد أحمد الذي تقدم ذكره. كان يقول الشعر اللطيف على طريقة البغداديين ، وقد سمع الحديث من جده لأمه أبي البركات محمد بن يحيى بن الوكيل ، روى عنه ولده أحمد والشريف أبو علي الحسن بن جعفر بن عبد الصمد المتوكلي.

أنبأنا أبو القاسم الثعلبي عن أبي علي المتوكلي قال : حدثني أبو المظفر بن أبي تمام الدباس قال : لما احتجب جلال الدين بن صدقة عن الناس في بعض السنين خوفا على نفسه جاء والدي للخدمة فمنع ، فكتب رقعة وسلمها إلى بعض حجابه فأوصلها ، وفيها مكتوب :

وقالوا قد تحجب عنك مولى

وصار له مكان مستخص

فقلت سيفتح الأبواب شعري

ويدخلها لأن البرد لص

وأنبأنا الثعلبي عن المتوكلي قال : لقيت أبا تمام الدباس في بعض الأيام فسألته عن حاله وسلمت عليه ، فرد عليّ السلام وتسارينا ، فقلت له : أنشدني شيئا مما سمع به الخاطر من المديح في هذه الأيام (٤)! فقال : ما أمدح اليوم أحدا ، فقلت له : فمن

__________________

(١) في (ب) : «خامس عشر».

(٢) في الأصل ، (ب) : «بن الحسين من عبد العزيز».

(٣) في (ج) : «النادر».

(٤) في الأصل : «في بدء الأيام».

١٣٤

الهجو؟ فقال : ولا أهجو أحدا ، فقلت له : ما السبب في ذلك؟ فقال :

مات أبو حامد ومات جلال ال

دين فاستحضر الهجا والمديح

كنت أهجو هذا وأمدح هذا

وأنا اليوم خاطري مستريح

قلنا : أراد (١) أبا حامد بن عمر البيع ، وكان من ذوي الثروة (٢) ببغداد ، وجلال الدين هو أبو علي بن صدقة وزير المسترشد.

قرأت بخط واثق (٣) بن عبد الملك الطبري قال : أنشدني أبو تمام عبد الواحد بن الحسين بن محمد الفقيه الدباس وكان قد كتب بها إلى أمين الدولة عند عوده من الصيد :

كان قلبي مذ غبتم

علم الله في قفص

ولو أني اصطحبتكم

إذ برزتم إلى القنص

كنت أعدو إذا ونى الكلب

في العدو أو نكص

فبنفسي من الغزال

ومن صيده غصص

كل يوم يجري لنا

عند اشتباهه قفص

فأجزلوا من حصتي

إن تقاسمتم الحصص

واعلموا أنما العطا

لا خلا منكم فرص

كتب إليّ أبو عبد الله محمد بن محمد بن حامد الكاتب ونقلته من خطه قال : أنشدني أبو المعالي الكتبي لأبي تمام ابن الدباس :

إني رأيت الدهر في صرفه

يمنح حظ العاقل الجاهلا

فما أراني مائلا ثروة

يحسبني عاقلا [عاقلا] (٤)

كتب إليّ أبو عبد الله الأصبهاني قال : أنشدت لأبي تمام الدباس :

__________________

(١) في الأصل ، (ج) : «راد».

(٢) في الأصل ، (ب) : «وكان من ذى الثروة».

(٣) في (ج) : «بخط أوثق».

(٤) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل ، (ب).

١٣٥

يا نرجسا أوراقه ورق

نفق صفرة عينه عين

إن كنت تبغي الماء من عطش

أو قد وهتك بمسها عين

فأقم بأجفاني إذا فيها من

ماء وفيض دموعها عين

١٢٨ ـ عبد الواحد بن الحسين ، أبو الخطاب الجمال القطيعي :

حدث عن أبي الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ، سمع منه أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الميداني النيسابوري.

قرأت في كتاب أبي الحسن علي بن محمد بن أحمد بن همدان الميداني بخطه وأنبأنا أبو عبد الوهاب الأديب عن ظهير بن زهير عنه قال : أنبأنا الشيخ الصالح أبو الخطاب عبد الواحد بن الحسين الجمال القطيعي بقراءتي عليه في سادس عشري شعبان سنة ثلاثين وأربعمائة قال : حدثنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل السّكّري ، أنبأنا أبو الحسين عبد الصمد بن علي بن محمد بن مكرم ، وحدثنا عبد العزيز بن محمود الحافظ لفظا قال : أنبأنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد ، أنبأنا جعفر بن أحمد بن الحسين ، أنبأنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم البزاز ، حدثنا جعفر بن محمد الخلدي ، حدثنا الحارث بن محمد التميمي ، حدثنا داود بن المحبر ، حدثنا عباد عن أبي الزناد (١) عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «أيها الناس! اعقلوا عن ربكم وتراضوا بالعقل ، تعرفوا ما أمرتم (٢) به وما نهيتم عنه ، اعلموا أنه مجدكم عند ربكم ، واعلموا أن العاقل من أطاع الله عزوجل وإن كان دميم المنظر ، حقير الخطر ، دني المنزلة ، غث الهيئة ، وأن الجاهل من عصى الله وإن كان جميل المنظر ، عظيم الخطر ، شريف المنزلة ، حسن الهيئة ، فصيحا نطوقا ، والقردة والخنزير أعقل عند الله ممن عصاه ، فلا تغتروا بتعظيم أهل الدنيا إياكم ، فإنهم غدا من الخاسرين» (٣).

١٢٩ ـ عبد الواحد بن حمد (٤) بن عبد الواحد بن محمود بن الصباغ ، أبو الوفاء الشرابي :

__________________

(١) في (ج) : «أبى الزياد».

(٢) في (ج) : «مائتمرتم».

(٣) انظر الحديث في : اتحاف السادة المتقين ١ / ٤٥٢. والمطالب العالية ٢٧٤٨.

(٤) في (ب) : «بن أحمد»

١٣٦

من أهل أصبهان ، سمع الكثير من أبي طاهر أحمد بن محمود بن أحمد الثقفي وأبي القاسم إبراهيم بن منصور بن إبراهيم السلمي سبط بحرويه وأبي عثمان سعيد بن [محمد بن](١) أحمد بن محمد العيار النيسابوري وأبي بكر محمد بن إبراهيم العطار وغيرهم ، قدم بغداد في شوال سنة تسع وخمسمائة وحدث بها ؛ سمع منه نسيبه أبو نصر محمود بن الفضل وهزار سب بن عوض الهروي وأبو الفضل إبراهيم بن أحمد بن عبد الله المخرمي وبلتكين بن أخبار التركي وابنه محمد بن أبو بكر المبارك بن كامل ابن أبي غالب الخفاف وأبو الحسن علي بن أبي سعد الخباز.

أنبأنا ذاكر بن كامل عن (٢) هزار سب بن عوض الهروي قال : أنبأنا أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد الشرابي قدم علينا بقراءتي عليه وأنبأنا جعفر بن محمد بن أحمد بن حامد ويوسف بن معمر بن عبد الواحد بن الفاخر وأحمد بن سعيد بن أحمد الصباغ ومحمد بن محمد بن أبي سعيد المقرئ وأبو ذر محمد بن عبد الرزاق بن عبد الملك الخطيب ومحمد بن الحسين بن محمد (٣) القطان بقراءتي عليهم بأصبهان قالوا جميعا : أنبأنا أبو بكر عتيق بن الحسين بن محمد الرويدشتي (٤) قراءة عليه قالا : أنبأنا أبو عثمان سعيد بن [محمد بن] أحمد بن محمد النيسابوري قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا الشيباني الجوزقي ، أنبأنا أبو حاتم (٥) مكي بن عبدان ، حدثنا عبد الله بن هاشم ، حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن لله تسعة وتسعون اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة ، وهو وتر يحب الوتر» (٦).

أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال : حدثنا أبو سعد (٧) بن السمعاني من لفظه قال :

__________________

(١) ما بين المعقوفتين زيادة من العبر ٣ / ٢٢٦

(٢) في (ج) : «بن».

(٣) «الحسين بن محمد» ساقطة من (ب).

(٤) في كل النسخ : «الزويدشتي» والتصحيح من الأنساب

(٥) في الأصول : «أبو حامد».

(٦) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ٢٥٩ ، ٩ / ١٤٥. وصحيح مسلم ، كتاب الذكر والدعاء ٦. وسنن الترمذي ٣٥٠٦ ، ٣٥٠٧ ، ٣٥٠٨. وفتح الباري ٥ / ٣٥٤ ، ١٣ / ٣٧٧.

(٧) في الأصل ، (ب) : «أبو سعيد».

١٣٧

عبد الواحد بن حمد بن عبد الواحد الصباغ الشرابي ، أبو الوفاء ، من أهل أصبهان ، شيخ مسن كبير صالح ، من بيت الحديث ، سمع الكثير ولكنه كان عسرا في الرواية ، سيئ الأخلاق ، وكان يأخذ على الرواية شيئا ويبالغ في ذلك ، قرأت عليه أجزاء بأصبهان بجهد جهيد ، وكان محله الصدق غير أنه كان محتاجا مقلا ، سألته عن مولده فقال : سنة ست وأربعين وأربعمائة.

قرأت بخط أبي الفضل أحمد بن محمد بن الفضل الأصبهاني المعروف بجنك قال : توفي أبو الوفاء عبد الواحد بن حمد بن عبد الواحد (١) الصباغ في العشر الأول من جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.

١٣٠ ـ عبد الواحد بن رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث التميمي ، أبو القاسم بن أبي محمد بن أبي الفرج ، الفقيه الحنبلي :

تقدم ذكر والده ، قرأ القرآن وتفقه ، وكان يعظ على المنابر ، وبه ختم بيته (٢) ولم يعقب ، وكان ..... (٣) من الديوان في الرسائل إلى الأطراف في الأيام المستظهرية ، سمع الحديث من أبي طالب بن غيلان وأبي الحسين محمد بن أحمد بن الآبنوسي وغيرهما ، وحدث بأصبهان ، روى عنه من أهلها أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق الحافظ.

أنبأنا عبد الرحمن [الريفي] (٤) عن أبي المعمر الأنصاري قال : أنشدنا أبو الخطاب الكلوذاني قال : أنشدني الشيخ الجليل أبو القاسم عبد الواحد بن رزق الله التميمي للواوا [الدمشقي] (٥) :

فؤاد كما شاء الهوى يتحرق

ودمع كما شاء الجوى يترقرق

وما سورة الأجفان عن سنة الكرى

ولكنها في حلية الدمع تطلق

__________________

(١) «ابن حمد عبد الواحد» ساقط من (ج).

(٢) في (ج) : «ختم صيته».

(٣) مكان النقط بياض في الأصل ، (ب) ومطموس في (ج)

(٤) بياض في الأصل مكان ما بين المعقوفتين.

(٥) ما بين المعقوفتين ساقط من الأصل ، (ب).

١٣٨

قرأت في كتاب أبي الحسن محمد بن عبد الملك الهمداني قال : عبد الواحد بن أبي محمد التميمي كان أبدا يحكي أنه كان بدار ابن جودة فطلب بعض من حضر ماء ليشربه ، فقام قاصدا للجب فأتى بجب عكبري [وـ] قد ملئ بالماء وأترع ، فتعجب من رآه من شدة قوته.

أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال : سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول : سألت عبد الوهاب الأنماطي عن عبد الواحد بن رزق الله التميمي ، فقال : كان [ورعا] (١) ، وكان يلبس الحرير.

أخبرني أبو نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي بدمشق قال : أنبأنا أبو القاسم علي ابن الحسن بن هبة الله الشافعي قال : قرأت بخط أبي محمد بن صابر سألته ـ يعني عبد الواحد بن رزق الله ـ عن مولده ، فقال : مولدي يوم الخميس سابع رجب من سنة سبع وثلاثين وأربعمائة ببغداد في الجانب الغربي.

قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال : مات أبو القاسم عبد الواحد بن أبي محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي في يوم الأحد ، سابع عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة ، ودفن من الغد في مقبرة باب حرب عند أخيه أبي الفضل.

١٣١ ـ عبد الواحد بن رضوان بن عبد الواحد بن شنيف ، أبو الفرج بن أبي محمد بن أبي الفرج الوراق :

تقدم ذكر والده. من أهل دار القز ، سمع أبا الفتح مسعود بن محمد بن شنيف وأخاه أبا الفضل أحمد بن محمد ودهبل (٢) ولاحق ابني علي بن منصور بن كاره ، كتبت عنه ، وكان حسن الأخلاق لا بأس به.

أخبرنا عبد الواحد بن رضوان بن عبد الواحد (٣) بن شنيف الوراق بقراءتي عليه

__________________

(١) ما بين المعقوفتين بياض في الأصل ، وفي (ب) : «سكاعا».

(٢) في (ج) : «ذهيل».

(٣) «ابن عبد الواحد» سقط من (ج).

١٣٩

قال : أنبأنا أبو الفتح مسعود بن محمد بن شنيف قراءة عليه وأنا حاضر في شعبان سنة إحدى وخمسين وخمسمائة قال : أنبأنا أبو عبد الله الحسن بن محمد بن الحسين بن عبد الله السراج وأبو غالب محمد بن محمد بن عبيد الله العطار قراءة عليهما قالا : أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم البزاز ، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير القرشي الكوفي ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس القاضي ، حدثنا جعفر بن عون عن يحيى بن سعيد عن محمد بن عبد الرحمن عن عمرة عن عائشة رضي‌الله‌عنها قالت : «كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصلي الركعتين قبل صلاة الفجر يخففهما حتى أقول : أقرأ فيهما بفاتحة الكتاب» (١).

كان مولد عبد الواحد في سنة تسع وأربعين وخمسمائة ، وتوفي يوم الثلاثاء السادس والعشرين من جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة ودفن يوم الأربعاء بباب حرب.

١٣٢ ـ عبد الواحد بن سعد بن يحيى بن معالي بن أحمد بن القاسم بن عبد الله الأصل البغدادي ، المولد الدار ، أبو الفتح بن أبي البركات الصفار المقرئ :

من أهل نهر القلاءين بالجانب الغربي ، قرأ القرآن وطلب الحديث ، فسمع الكثير وقرأ بنفسه (٢) على الشيوخ وكتب بخطه ، وقرأ الأدب على أبي منصور بن الجواليقي وغيره ، وصحب عبد الوهاب الأنماطي وسمع منه الكثير ، ومن أبي بكر محمد بن عبد الباقي البزاز وأبوي القاسم هبة الله بن أحمد الحريري وإسماعيل بن أحمد بن السمرقندي وأبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب وأبوي منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز وعبد الجبار بن أحمد بن توبة ومن جماعة غيرهم ، كتبت عنه ، وكان صدوقا أمينا صالحا متدينا ، حسن الطريقة ، مرضي السيرة ، لحقه صمم شديد في آخر عمره ، وكان لا يسمع إلا الصوت العالي ، ثم أضر فكان لا يقدر على الكتابة.

أخبرنا عبد الواحد بن سعد الصفار قراءة عليه ، أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد

__________________

(١) الحديث سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(٢) في (ج) : «وطلب بنفسه»

١٤٠