تاريخ بغداد أو مدينة السّلام

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام

المؤلف:

محبّ الدين أبي عبدالله محمّد بن محمود بن الحسن [ ابن النجّار البغدادي ]


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٧٠

المنى ولازمه حتى برع فيه (١) ، وقرأ الأصول والخلاف والجدل على محمد بن أبي علي التوقاني الشافعي ، وصحب شيخنا إبراهيم بن الصقال ، وصار معيدا لمدرسة ، ثم درس بمسجد ابن المنى بالمأمونية مدة ، وكان يؤم الناس في الصلوات بمسجد الآجرة ، وشهد عند قاضي القضاة أبي الفضائل القاسم بن يحيى بن الشهرزوري في شهر ربيع الأول سنة ست وتسعين وخمسمائة فقبل شهادته ، وتولى الخزن بالديوان العزيز وكانت له حلقة بجامع القصر يتكلم فيها في مسائل الخلاف ، ويحضر عنده الفقهاء ، وكان فقيها فاضلا حافظا لكتاب الله وللمذهب ، حسن الكلام في مسائل الخلاف ، متدينا ، حسن الطريقة ، سمع الحديث من الكاتبة شهدة بنت أحمد الآبري وغيرها ، وسمع معنا أخيرا من مشايخنا فأكثر ، وكان حسن الأخلاق متوددا ، حدث بيسير ، ولم يتفق لي أن أكتب عنه شيئا ، روى عنه أبو عبد الله محمد بن سعيد بن يحيى الدبيثي (٢) الواسطي ؛ وكان يذكر أن مولده سنة تسع وأربعين أو سنة خمسين وخمسمائة ، وتوفي في يوم الاثنين الثامن عشر من (٣) جمادى الأولى سنة اثنتي عشرة وستمائة ، ودفن من الغد بباب حرب.

٨٥ ـ عبد المنعم بن محمد بن طاهر بن سعيد بن فضل الله بن أحمد بن محمد بن إبراهيم ، أبو الفضائل بن أبي البركات بن أبي الفتح بن أبي طاهر بن [أبي] (٤) سعيد بن أبي الخير الصوفي.

من أهل ميهنة ، من أولاد المشايخ وأعيان الصوفية ، ولم يكن في أولاد الشيخ أبي سعيد في وقته مثله ، سمع الحديث بمرو من أبي الفتح عبيد الله بن محمد بن أردشير الهشامي وأبي بكر محمد بن منصور بن عبد الجبار السمعاني ، وببنج ديه من أبي الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد المروزي ، وسمع أيضا من والده أبي البركات ومن الإمام أبي حامد الغزالي الفقيه ، وقدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته برباط ابن

__________________

(١) في كل النسخ : «حتى نزع فيه».

(٢) في كل النسخ : «الزينبي» والتصحيح من شذرات الذهب ٥ / ١٨٥.

(٣) في الأصل : «الثامن عشرين».

(٤) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١٠١

المجلبان (١) المعروف بالبسطامي بالجانب الغربي شيخا للصوفية ومقدما على مشايخ وقته ، وحدث ببغداد ، سمع منه الشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي وإبراهيم بن محمود بن الشعار ، وروى لنا عنه ولده أحمد ، وكان شيخا صالحا نزها ، عفيف النفس ، مشتغلا بما يعنيه ، كثير العبادة والتهجد ، صائنا نفسه عن القاذورات ، وكان يأوى في أكثر الأوقات إلى مسجد الشونيزية ويخلو فيه نفسه.

أخبرنا أحمد بن عبد المنعم بن محمد بن طاهر الميهني قال : أنبأنا والدي ، أنبأنا عبيد الله بن محمد الهشامي قراءة عليه بمرو في جمادى الأولى سنة سبع وتسعين وأربعمائة قال : أنبأنا جدي أبو العباس أردشير بن محمد الهشامي ، أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد ابن حليم ـ لام ـ المروزي ، أنبأنا أبو الموجه محمد بن عمرو (٢) الفزاري ، أنبأنا سعيد العامري ، حدثنا وهيب ، حدثنا عبد الله بن طاوس سمعت عمرو بن شعيب يحدث عن أبيه عن جده : «أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية وعن الجلالة وعن ركوبها وعن لحومها ، ونهى أن تنكح المرأة على عمتها أو على خالتها».

أنبأنا أبو البركات الزيدي عن أبي الفرج صدقة بن الحسين بن الحداد الفقيه قال : مات أبو الفضائل شيخ رباط البسطامي في يوم الجمعة ثالث عشري المحرم سنة خمس وستين وخمسمائة ، وكان شيخا حسنا ، له ثمانية وسبعون سنة وله سماع في الحديث ، ذكر غير صدقة أنه دفن بالشونيزية في صفة الجنيد مقابل قبره.

٨٦ ـ عبد المنعم بن مقبل بن علي ، أبو الفضل الفقيه الشافعي :

من أهل واسط. قدم بغداد وتفقه بها على يوسف الدمشقي وغيره ، وكان يتكلم في مسائل الخلاف والمناظرات أيام الجمع ، ذكر لي أبو الحسن بن القطيعي أنه قدم عليهم بغداد في سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة ، وأنه كتب عنه.

أنشدني ابن القطيعي قال : أنشدني عبد المنعم بن مقبل الواسطي ببغداد قال : أنشدني الأمير أحمد بن أبي الخير بالعراق لنفسه يرثي ولدا له مات بالحويزة :

__________________

(١) هكذا في كل النسخ.

(٢) في الأصل : «بن عمر».

١٠٢

خليلي إن آنستما البرق لامعا

من الأفق الشرقي حين يشام

وهبت من الريح الحويزي نفحة

مع الريح أو منه استقل غمام

فلا تعذلاني إن بكيت وإن جرى

بعيني فؤادي أدمع ومرام

فإن بهاتيك الأماكن لي هوى

يمزق عيني والعيون نيام

٨٧ ـ عبد المنعم بن هبة الكريم (١) بن خلف بن المبارك بن المبارك بن البطر البيع ، أبو الفضل بن أبي نصر بن أبي البركات المعروف بابن الحنبلي :

من ساكني درب البصريين ، وانتقل أخيرا إلى الخاتونية ، سمع أباه وأبا الفضل محمد ابن عمر (٢) بن يوسف الأرموي وأبا المعالي الفضل بن سهل الإسفرائيني وغيره ، كتبت عنه وكان شيخا حسنا ، نظيف الظاهر ، لا بأس به.

أخبرنا عبد المنعم بن هبة الكريم بن الحنبلي بقراءتي عليه قال : أنبأنا أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي ، أنبأنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور ، أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر الحربي ، حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ، حدثنا يحيى بن معين ، حدثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن ربيعة عن يزيد بن أبى إدريس عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم ، وهو تكفرة من السيئات مبرأة من الإثم» (٣).

سألت ابن الحنبلي عن مولده فقال : في ربيع الأول سنة خمس وثلاثين وخمسمائة ، وتوفي يوم السبت الرابع والعشرين من ذي القعدة من سنة ستمائة ، ودفن بالجريدة من باب أبرز.

٨٨ ـ عبد المنعم بن يحيى بن أحمد بن هبة الله البيع ، أبو محمد :

من أهل باب الأزج. وهو أخو أحمد وزيد اللذين تقدم ذكرها ، سمع أبا الفضل

__________________

(١) في كل النسخ : «بن عبد الكريم».

(٢) في (ج) : «بن عمير».

(٣) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٣٥٤٩. والمستدرك ١ / ٣٠٨. والمعجم الكبير ٦ / ٣١٧ ، ٨ / ١٠٩. وصحيح ابن خزيمة ١٣٥. وأمالى الشجري ١ / ٢٠٤ ، ٢١٦.

١٠٣

محمد بن ناصر الحافظ وأبا الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي وأبا المظفر هبة الله بن أحمد بن محمد بن الشبلي وأبا محمد محمد بن أحمد بن عبد الكريم المادح وغيرهم ، وحدث باليسير ، سمع منه رفيقنا أبو رشيد محمد بن أبي بكر بن أبي القاسم بن الغزال (١) الأصبهاني ، ورأيته كثيرا ولم أسمع منه شيئا ، ذكر لي شيخنا عبد الرزاق الجيلي أنه كان غير مرضي الطريقة ، توفي يوم الأحد الثامن عشر من ذي القعدة من سنة ستمائة ، ودفن من الغد بباب حرب.

٨٩ ـ عبد المولى بن أبي تمام بن أبي منصور بن أبي عبد الله ، أبو الفضل الهاشمي، المعروف بابن باد :

من أهل دار القز. ذكر لنا أنه من ولد الإمام الواثق بالله أمير المؤمنين ، سمع أبا القاسم إسماعيل بن [أحمد بن] (٢) عمر السمرقندي وأبا البركات المبارك (٣) بن كامل ابن حبيش الدلال وغيرهما ، كتبت عنه وكان شيخا حسنا لا بأس به ، أضر في آخر عمره.

أخبرنا عبد المولى بن أبي تمام بقراءتي عليه قال : حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ابن عمر السمرقندي إملاء في ذي الحجة سنة ست وعشرين وخمسمائة ، قال : أنبأنا عبد الله بن محمد بن عبد الله الصريفيني الخطيب ، أنبأنا عبيد الله وهو ابن محمد بن إسحاق بن سليمان بن مخلد بن حبابة وأبو جعفر عمر بن إبراهيم بن أحمد الكتاني قالا : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، حدثنا محمد بن حبيب ، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم (٤) عن أبيه عن سهل بن سعد قال : أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم رجل بابن له وغلام فقال : يا رسول الله (٥)! اشهد بغلامي هذا لابني هذا ، قال : «ألكل ولدك جعلت مثل هذا؟ ـ وقال الكتاني : مثله ـ قال : لا أشهد ولا على وعيد محترق (٦).

__________________

(١) في (ب) : «العزال» وفي الأصل : «النزال.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٣) في (ج) : «وأبا البركات بن المبارك».

(٤) في كل النسخ : «أبى خازم» والتصحيح من التهذيب.

(٥) في (ب) : «فقال رسول الله».

(٦) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ٢٢٤. وصحيح مسلم ، كتاب الهبات ١٤.

١٠٤

سألت الشريف عبد المولى عن مولده ، قال : ولدت في السنة التي ولد فيها عمر بن طبرزد وأنا أخوه من الرضاع ، وذكر لنا ابن طبرزد أنه ولد في سنة خمس عشرة وخمسمائة ، توفي عبد المولى بن باد (١) ليلة الجمعة لسبع خلون من ذي الحجة سنة خمس وستمائة ، ودفن من الغد بباب حرب.

٩٠ ـ عبد المولى بن عبد الباقي بن تمام ، أبو بكر الحمامي :

من أهل باب الأزج. حدث باليسير عن أبي المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري ، سمع منه محمود بن لؤلؤ بن رجب القطاع الأزجي في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة.

٩١ ـ عبد المؤمن بن عبد الغالب بن محمد بن طاهر بن خليفة بن محمد بن حمدان الشيباني ، أبو الفضل الوراق (٢) :

من أهل النصرية ثم انتقل إلى الجانب الشرقي من بغداد ، سمع أبا بكر محمد بن عبد الباقي البزاز وأبا الحسن علي بن عبيد الله بن الزاغوني وأبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن عمر السمرقندي وأبا الفضل محمد بن عمر الباغبان الأصبهاني وغيره ، سمع منه أصحابنا. وتوفي قبل طلبي للحديث.

حدثني أبو عبد الله محمد بن سعيد الحافظ من لفظه قال : أنبأنا أبو الفضل عبد المؤمن بن عبد الغالب الشيباني قراءة عليه وأنبأنا أبو الفرج بن الجوزي وأبو أحمد الأمين وأبو الفتح محمد بن الأخضر وعبد الواحد بن سعدا الصفار ومحمد بن سعد الله الواعظ وسعيد بن محمد المؤدب والمبارك بن أبي القاسم البزاز وعبد الله بن مسلم الوكيل وأبا محمد عبد الله بن [أبي بكر بن] (٣) المبارك بن الطويلة وبركات بن أبي غالب البناء والحسن بن أحمد الوراق والحسين بن أحمد بن الحسين الكرخي وأحمد بن علي بن أحمد الخياط وإسماعيل بن أحمد بن إبراهيم الكاتب وأحمد بن فرنش بن

__________________

(١) في المطبوعة والنسخ : «بن ناري»

(٢) شذرات الذهب ٤ / ٣٠٧.

(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصول ،

١٠٥

بكتمر (١) التركي وعبد العزيز بن معالي بن الآجري ببغداد وأبو اليمن زيد بن الحسن الكندي بدمشق قالوا أنبأنا [..] (٢) أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزاز قراءة عليه أنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، أنبأنا عبد الله بن إبراهيم بن ماسي ، أنبأنا إبراهيم بن عمر البرمكي البصري ، حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن [ملحي] (٣) الأنصاري ، حدثني حميد عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «انصر أخاك ظالما أو مظلوما». قال : قلت: يا رسول الله! أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالما؟ قال : «تمنعه من الظلم ، فذاك نصرك إياه» (٤).

سمعت أبا الحسن بن القطيعي يقول : سألت عبد المؤمن الوراق عن مولده فقال : ولدت في سنة سبع عشرة وخمسمائة في شهر ربيع الآخر ، سمعت محمد بن سعيد الحافظ يقول : توفي عبد المؤمن الوراق في يوم الاثنين ثامن ذي الحجة من سنة إحدى وتسعين وخمسمائة ، ذكر لنا غيره أنه دفن بباب حرب.

٩٢ ـ عبد المؤمن بن محمد بن المبارك بن محمد بن محمد بن الخطيب ، أبو الفضل :

من أهل المدائن ، تولى القضاء بها بعد أخيه عبد الحميد الذي تقدم ذكره ، ولم يزل على ذلك إلى حين وفاته ، وكان شابا أديبا فاضلا متدينا.

أنشدني أبو عبد الله محمد بن سعيد الحافظ قال : أنشدني القاضي أبو الفضل عبد المؤمن بن محمد بن المبارك المدائني ببغداد لوالده :

لو عشت ما عاش نوح كل جارحة

مني بألف لسان تشكر النعما

__________________

(١) في (ج) : «بن قريش بن بكتمر». وفي (ب) : «قريش بن بكتر».

(٢) ما بين المعقوفتين بياض بالأصول.

(٣) ما بين المعقوفتين من (ب) ، (ج) فقط.

(٤) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ١٨٦ ، ٩ / ٢٨. سنن الترمذي ٢٢٨٢. ومسند أحمد ٣ / ٩٩ ، ٢٠١. وفتح الباري ٥ / ٩٨ ، ٨ / ٦٤٩ ، ١٢ / ٣٢٣.

١٠٦

عجزت عن شكر ما أوليتني كرما

والروض أعجز من أن يشكر الديما

سمعت أبا عبد الله الحافظ يقول : توفي عبد المؤمن بن الخطيب بالمدائن في المحرم سنة ثمان وستمائة.

٩٣ ـ عبد المؤمن بن محمد بن محمد بن أحمد بن مالك الإسكافي :

من إسكاف بني الجنيد (١) ، حدث عن أبيه أبي بكر محمد ، روى عنه ابنه القاضي أبو إسحاق محمد بن عبد المؤمن.

٩٤ ـ عبد المؤمن بن الهيثم البغدادي :

كتب إلىّ أبو طاهر (٢) الدمشقي أن علي بن المشرق الأنماطي أخبره كتابة قال : أنبأنا أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن إسماعيل الضراب بمصر ، حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق الحلبي ، حدثنا وهب بن عبد الله بن الفتح ، حدثنا عبد المؤمن بن الهيثم البغدادي ، حدثنا عبد الصمد ، حدثنا أبو بكر السرخسي قال : قال أبو معاوية الأسود على سور طرطوس (٣) : من كانت الدنيا أكبر همه طال في القيامة همه (٤) ، ومن خاف الوعيد لها في الدنيا عما يريد ، ومن خاف مما بين يديه ضاق ذرعا بما في يديه ـ وذكر كلاما طويلا إلى آخر الموعظة.

٩٥ ـ عبد المهيمن بن الحسين بن محمد بن القاسم بن عبد الجبار بن عيسى (٥) ، أبو منصور بن أبي محمد الهاشمي الشروطي :

سمع أبا علي الحسن بن أحمد بن شاذان ، روى عنه عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي وأبو القاسم بن السمرقندي وعمر بن ظفر المغازلي وأبو الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد بن الشهرزوري.

__________________

(١) في (ج) : «حدثني الجنيد».

(٢) في (ج) : «كتب أبو طاهر».

(٣) في (ب) ، (ج) : «طرسوس».

(٤) في (ج) : «غمه».

(٥) في (ج) : «بن أبى عيسى».

١٠٧

أخبرنا عبد العزيز بن محمود الحافظ قال : أنبأنا أبو الكرم المبارك بن الحسن ، أنبأنا الشريف أبو منصور عبد المهيمن بن الحسين بن محمد العباسي ، أنبأنا أبو علي الحسن ابن أحمد بن إبراهيم بن شاذان ، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم الخراساني بانتقاء عمر البصري ، حدثنا ابن أبي العوام ، حدثنا عبد الله بن بكر ، حدثنا حاتم بن أبي صغيرة عن النعمان بن سالم أن عمرو بن أوس أخبره أن أباه أوسا (١) أخبره قال : إنا لقعود عنه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الصفة وهو يقص علينا ويذكرنا إذ أتاه رجل فساره ، فقال : «اذهبوا فاقتلوه» (٢) ، فلما ولى الرجل دعاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «هل يشهد أن لا إله إلا الله؟ قال الرجل : نعم! يا رسول الله ، قال : «اذهبوا فخلوا سبيله ، فإنما أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، فحرم عليّ دماؤهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله عزوجل (٣).

أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال : سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول : توفي عبد المهيمن بن الحسين العباسي في حدود تسعين وأربعمائة.

٩٦ ـ عبد المهيمن المدائني الأديب :

أنبأنا عبد الوهاب بن علي بن حمزة بن المظفر الحاجب قال : أنشدنا عزيزي بن عبد الملك الجيلي القاضي قال : أنشدني قاضي القضاة أبي العباس أحمد بن محمد الروياني (٤) أنشدني أبو يعلى الصوفي بن عبد المهيمن المدائني الأديب :

قالت وقد راعها بيني أترتحل

غدا فقلت غدا أو لا فبعد غد

فأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت

وردا وعضت على العناب بالبرد

٩٧ ـ عبد الواحد بن إبراهيم بن الحسن بن نصر الله بن عبد الواحد بن أحمد ابن الحسين بن الحصين ، أبو منصور المعروف بابن الفقيه :

تقدم ذكر والده وجده ، ذكر لي أن والده أقام بالموصل مدة فولد هناك ، وسمع من

__________________

(١) في (ب) ، (ج) : «أرسا».

(٢) في (ب) : «فاقبلوه».

(٣) الحديث سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(٤) في (ب) ، (ج) : «الردبالى».

١٠٨

أبي الفضل بن الطوسي حضورا ، واشتغل بالأدب وقال الشعر الحسن ، المليح المعاني ، الجيد المباني ، وكتب خطا مليحا ، وقدم بغداد وسكن بالمحول ، كتبت عنه شيئا من نظمه ، ووجدنا سماعه في جزء من أبي الطوسي فقرأناه عليه ، وذكر لنا أنه سمع منه ، وكانت له أصول ضاعت ، وكان غزير الفضل أديبا بليغا ، ظريف النظم والنثر :

أخبرنا عبد الواحد بن إبراهيم بن الحسن الكاتب بقراءتي عليه قال : أنبأنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر الطوسي الخطيب قراءة عليه بالموصل وأنا حاضر مع والدي في المحرم سنة خمس وستين وخمسمائة قال : أنبأنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر قراءة عليه ببغداد أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد ابن رزقويه ، أنبأنا إسماعيل بن محمد الصفار ، حدثنا محمد بن سنان القزاز ، حدثنا أبو عامر العقدي ، حدثنا محمد بن طلحة عن الحكم أبي عمرو عن ضرار بن عمرو عن أبي عبد الله الشامي عن تميم الداري عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الجمعة واجبة إلا على امرأة أو صبي أو عبد أو مسافر أو مريض» (١)

أنشدنا عبد الواحد بن إبراهيم بن الحسن بن الحصين لنفسه :

نفسي الفداء لمن سميري ذكره

وحشاشتى في أسره ووثاقه

رشأ لو أن البدر قابل وجهه

في تمه أكساه ثوب محاقه

بنا دلنا قده فكأنه

غصن الأراك يميس في أوراقه

فمعاطف الأغصان في أثوابه

ومطالع الأقمار من أزياقه

يبدو على وجناته لمحبه

ما فاض يوم البين من آماقه

في ريقه طعم السلاف ولونها

في خده واللطف في أخلاقه

غفل الرقيب فزارني فوشى به

في ليل طرته سنا إشراقه

حتى إذا ما الليل مد رواقه

وقضى بجمع الشمل بعد فراقه

هجم الصباح على الدجى بحسامه (٢)

فظننت أن الصبح من عشاقه

__________________

(١) انظر الحديث في : المعجم الكبير ٢ / ٣٩. ومجمع الزوائد ٢ / ١٧٠. والتاريخ الكبير ٢ / ٣٣٧.

وإرواء الغليل ٣ / ٥٥.

(٢) في (ب) : «بلسامه».

١٠٩

وأنشدنا عبد الواحد بن إبراهيم بن الحصين لنفسه :

ما هب من أرض العراق نسيم

إلا دعاني للغرام غريم

فالام ويل تلوم جهلا بالهوى

قصر فإفراط (١) الملامة لوم

أني يحل العذل من سمعي وفي

قلبي لتكرار الكلام كلوم

يا أيها القمر الذي لم يخل من

هواه من لاح عليه يلوم

إن العذول على هواك أعده

من حاسدي ولا أقول رحيم

فالام أحمل ثقل هجرك والهوى

والهجر حامل ثقله مرحوم

وإلى متى أرعى النجوم تعللا

حتى كأني للنجوم نديم

ومن العجائب أن قلبي يشتكي

شوقا إليك وأنت فيه مقيم

توفي أبو منصور بن الحسين (٢) في يوم السبت سلخ جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وستمائة ، ودفن من الغد بباب حرب ، وكان مولده في سنة إحدى وستين وخمسمائة بالموصل.

٩٨ ـ عبد الواحد بن إبراهيم بن محمد ، أبو طالب المعدل العكبري ، يعرف بابن أبي سهل :

حدث عن أبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ.

٩٩ ـ عبد الواحد بن إبراهيم ، أبو القاسم الخلال :

من أهل النهروان. حدث عن أبي عمرو عثمان بن أحمد بن السماك ، روى عنه أبو ذر عبد بن أحمد الهروي في معجم شيوخه.

أنبأنا أحمد بن طارق قال : أنبأنا أحمد بن محمد الهاشمي ، أنبأنا إسماعيل بن عبد العزيز العكي ، أنبأنا هياج بن عبيد الحطيني ، أنبأنا أبو ذر عبد بن أحمد بن محمد الهروي قال : أنبأنا عبد الواحد بن إبراهيم أبو القاسم الخلال ـ أرجو أن لا يكون به بأس ـ

__________________

(١) في الأصل : «فصر فافرط».

(٢) «بن الحصين»

١١٠

النهرواني بها قرأت عليه من أصله حدثنا [أبو] عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق إملاء حدثنا علي بن إبراهيم الواسطي ، حدثنا يزيد بن هارون ، أنبأنا زياد ـ يعني ابن أبي زياد الجصاص ـ حدثنا الحسين قال : قدم علينا عبد الرحمن بن سمرة يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا عبد الرحمن بن سمرة! لا تمنين الإمارة ولا تسألها ، فإنك إن أعطيتها في غير أمنية ولا مسألة أعنت عليها ، وإذا حلفت على يمين فأت الذي هو خير ، وتحلل يمينك»(١)

١٠٠ ـ عبد الواحد بن إبراهيم بن هبة الله ، أبو حامد القاضي الجرباذقاني :

قدم بغداد حاجّا في شهر رمضان سنة ست وسبعين وأربعمائة ، وحدث بها عن أبي القاسم واصل بن حمزة بن علي البخاري ، سمع منه أبو الحسن [محمد] (٢) بن مرزوق بن عبد الرزاق الزعفراني وأبو الحسن علي بن غنائم بن عمر المصري وأبو محمد عبد الغني بن نازل بن يحيى الألواحي بالمدرسة النظامية.

أنبأنا أبو القاسم الأزجي عن أبي الحسن الزعفراني قال : أنبأنا القاضي أبو حامد عبد الواحد بن إبراهيم بن هبة الله الجرباذقاني قدم علينا بغداد حاجّا أنبأنا أبو القاسم واصل بن حمزة بن علي البخاري قراءة عليه بجرباذقان في سلخ ذي القعدة سنة ثلاثين وأربعمائة أنبأنا أبو سهل عبد الحميد بن محمد بن داود ببخارا ، أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمد بن يعقوب ، حدثنا الحسن بن سفيان ، حدثنا دحيم ، حدثنا المقرئ ، حدثنا حيوة (٣) ، أخبرني بكر بن عمرو أنه سمع عبد الله بن هبيرة يقول إنه سمع أبا تميم الجيشاني (٤) يقول إنه سمع عمر بن الخطاب يقول إنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا». (٥)

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٨ / ١٥٩ ، ٩ / ٧٩. وصحيح مسلم ، كتاب الإمارة ١٣.

وسنن أبي داود ٢٩٢٩. ومسند أحمد ٥ / ٦٢. وفتح الباري ١١ / ٥١٧ ، ١٢٣ ، ١٢٤.

(٢) ما بين المعقوفتين زيادة من العبر ٤ / ٤١.

(٣) في كل النسخ : «ثنا خيرة».

(٤) في (ب) ، (ج) : «الحبشاى».

(٥) انظر الحديث في : صحيح ابن حبان ٢٥٤٨. وكشف الخفا ٢ / ٢١٨. والتوكل على الله لابن أبى الدنيا حديث رقم ٥.

١١١

١٠١ ـ عبد الواحد بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن علي اللحياني الصفار المقرئ ، أبو محمد :

من أهل الجانب الغربي ، سمع أبا الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى الباقلاني وأبا بكر أحمد بن محمد بن سياوس الكازروني وغيرهما ، وحدث باليسير ، روى عنه محمد ابن ناصر وأبو المعمر الأنصاري وهبة الله بن المكرم الصوفي وعلي بن أبي سعد الخباز (١)

كتب إليّ محمد بن معمر القرشي قال : أنبأنا أحمد بن محمد (٢) بن هالة الرناني ، أنبأنا أبو محمد عبد الواحد بن أحمد بن الحسن الصفار المقرئ المعروف بابن اللحياني ببغداد في الجانب الغربي ، وأخبرنا ابن أحمد السقلاطوني ببغداد وأبو اليمن زيد بن الحسن الكندي بدمشق قالا : أنبأنا محمد بن عبد الباقي الشاهد قالا : أنبأنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى بن يحيى الباقلاني ، حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي إملاء ، حدثنا الفضل بن صالح الهاشمي ، حدثنا هدبة بن عبد الوهاب الكلبي ، حدثنا زافر بن سليمان الكوفي ، حدثنا محمد بن زياد عن محمد بن عجلان عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال : أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بجنازة رجل من أصحابه ليصلي عليه ، فأبى أن يصلي عليه ، قيل : يا رسول الله! ما تركت الصّلاة على أحد من أمتك إلا على هذا؟ قال : «إن هذا كان يبغض عثمان فلم أصل عليه» (٣)

أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال : سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول : سألت أبا المعمر عن عبد الواحد بن اللحياني ، فقال : تغير في آخر عمره واختلط.

قرأت بخط محمد بن ناصر الحافظ قال : أخرج إلينا أبو محمد عبد الواحد بن أحمد ابن الحسن بن أحمد الصفار المقرئ درجا (٤) على ظهره بخط أبيه : جاء المولود المبارك

__________________

(١) في (ج) : «أبو سعيد الخباز».

(٢) في (ج) : «بن أحمد».

(٣) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٣٧٠٩. وتذكرة الموضوعات ١٩٤. ولسان الميزان ٤ / ٩٤٤.

وتنزيه الشريعة ١ / ٣٧٥. واللآلئ المصنوعة ١ / ١٦٣.

(٤) في كل النسخ : «ورجا».

١١٢

أبو محمد عبد الواحد بن أحمد (١) الحسن المقرئ الصفار يوم الأحد نصف النهار من شهر ذي القعدة من سنة أربعين وأربعمائة.

قرأت في كتاب أبي بكر بن كامل الخفاف بخطه ، قال : مات شيخنا عبد الواحد ابن اللحياني الصفار سنة خمس عشرة وخمسمائة.

١٠٢ ـ عبد الواحد بن أحمد بن الحسين بن الحصين الدسكري ، أبو سعد الفقيه الشافعي (٢) :

تفقه على أبي إسحاق الشيرازي ، وشهد قاضي القضاة أبا عبد الله الدامغاني في الثاني والعشرين من رجب سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة فقبل شهادته وولى النظر في المخزن المعمور فكان محمودا في ولايته ، حسن السيرة في الرعية ، ساعيا في مصالحهم ، مفضلا على أهل العلم ، داره مجمع لهم ، مقبلا على من يرد من الغرباء منهم ، حج فأنفق بالحرمين شيئا صالحا على المجاورين من الفقراء وأهل الحرمين ، وحكى أن الحجاج عطشوا في تلك السنة في طريق مكة فسألوه أن يستسقي لهم ، فتقدم وقال : اللهم إنك تعلم أن هذا بدن لم يعصك قط في لذة ، ثم استسقى فسقى الناس. سمع الحديث من أبي علي الحسن بن علي بن محمد بن المذهب وأبي محمد الحسن بن علي الجوهري وأبي علي محمد بن الحسين الجازري وأبي الفضل عبد الكريم بن محمد بن سنبك وغيرهم ، وحدث باليسير ، روى عنه ابن السقطي.

قرأت على عائشة بنت أبي المظفر الواعظة عن أبي العلاء وجيه هبة الله بن المبارك السقطي قال : حدثنا والدي ، حدثنا عبد الواحد بن أحمد بن الحصين ، أنبأنا الحسن بن محمد البغدادي ، حدثنا علي بن محمد بن أحمد ، حدثنا عبد الله بن محمد بن ناجية ، حدثنا عمرو بن علي ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا سفيان عن الأعمش ومنصور وواصل ـ واللفظ للأعمش ـ عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل ، (ب).

(٢) انظر طبقات الشافعية للأسنوى ١ / ٥٢٧. وطبقات الشافعية للسبكى ٣ / ٢٨٣.

١١٣

«من أقال أخاه المؤمن عثرته في الدنيا أقال الله عثرته يوم القيامة» (١)

قال السقطي : عبد الواحد بن أحمد بن الحسين درس العلوم الشرعية والأدبية وصار مفتيا مناظرا صدرا ، وارتقت به درجة العلم إلى أن نيل رتبة خطيرة في الدار العزيزة ، وكان ظريفا متخلقا ، ودودا فصيحا معربا ، محققا في نظره ، نبيلا يلبس الرداء ، من بيت رئاسة معروفين.

أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال : سمعت أبا سعد بن السمعاني يقول : سألت عبد الوهاب الأنماطي عن عبد الواحد بن الحصين الفقيه فأثنى عيه ثناء حسنا.

قرأت بخط أبي علي أحمد بن محمد البرداني قال : مات أبو سعد عبد الواحد بن أحمد بن الحصين الدسكري وكان معدلا وكيل الخليفة في ليلة الثلاثاء العشرين من رجب من سنة ست وثمانين وأربعمائة ، ودفن في داره بنهر المعلّى عند الجامع ، ثم أخرج فدفن في مقبرة باب حرب.

١٠٣ ـ عبد الواحد بن أحمد بن صالح ، أبو العباس :

أخبرني أبو المظفر بن السمعاني شفاها بمرو عن أبي جعفر حنبل بن علي بن الحسين البخاري قال : أنبأنا عبد الرحمن بن الحسن بن النيسابوري إجازة ، أنبأنا أبو سعيد عثمان بن أبي عمر بن محمد بن أحمد بن سليمان البرقاني قراءة عليه أنبأنا أبي قال : أنشدني قال : أنشدني أبو عبد الله البغدادي الشاعر قال : أنشدني أبو العباس عبد الواحد بن أحمد بن صالح البغدادي الفامي :

أيطمع أن يكون الشام داري

ومن أهواه يسكن بالعراق

أراح الله من سقم بموت

فلا موت أمر من الفراق

وبه : قال أنشدني أبو عبد الله البغدادي قال : أنشدني أبو العباس عبد الواحد بن أحمد بن صالح البغدادي الفامي :

__________________

(١) انظر الحديث في : المستدرك ٢ / ٤٥. وسنن أبى داود ، كتاب البيوع باب ٥٤. وسنن ابن ماجة ٢١٩٩. والسنن الكبرى للبيهقي ٤ / ٢٢٨ ، ٦ / ٢٧.

١١٤

كن حافظا ما عشت للعهد

وإن رمانا الدهر بالبعد

فقد ـ ورب البيت ـ وكلتني

ما عشت للرقة والجهد

عسى الذي يقضي الهوى في الهوى

يضم شملا من ذوي الود

فتنقضي (١) في ذاك أوطارنا

من قبل أن نهدى إلى اللحد

١٠٤ ـ عبد الواحد بن أحمد بن أبي طاهر ، أبو الفتح الشاهد :

من ساكني باب الشام ، ذكره هلال بن المحسن الكاتب في تاريخه ، ونقلته من خطه ، وذكر أنه توفي يوم الخميس لثمان بقين من المحرم سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.

١٠٥ ـ عبد الواحد بن أحمد بن عبد الله البغدادي :

حدث عن أبي الحسن علي بن عبد الله بن جهضم الهمداني :

كتب إليّ أبو عبد الله محمد بن معمر بن عبد الواحد الأصبهاني قال : أنبأنا عمي أبو الوفاء محمود بن عبد الواحد ، أنبأنا (٢) أبو عبد الله بن عبد الواحد الدقاق قال : سمعت محمد بن أحمد بن أبي علي لفظا قال : حدثنا محمد بن أحمد الواعظ ، حدثنا عبد الواحد بن أحمد بن عبد الله البغدادي قال : سمعت علي بن عبد الله الصوفي يقول : سمعت محمد بن الحسن الموصلي يقول : سمعت عبد الله بن احمد بن حنبل يقول : سألت أبي : أي رجل كان الشافعي فإني أسمع كثرة ذكرك والدعاء له؟ فقال : يا بني! كان الشافعي للدنيا مثل الشمس ، وللبدن مثل العافية ، فهل لهذين من عوض أو منهما خلف.

١٠٦ ـ عبد الواحد بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف ، أبو محمد بن أبي الحسين التاجر :

أخو عبد الرحمن وعبد الله وعبد الخالق المقدم ذكرهم ، أسمعه أبوه في صباه من الشريفين أبي نصر محمد وأبي الفوارس طراد ابني محمد بن علي الزينبي ، وكان يسافر

__________________

(١) في (ج) : «فينقض».

(٢) في الأصل ، (ب) : «ابنا عمى».

١١٥

في طلب الكسب برا وبحرا ما بين العراق وخراسان والبصرة والحجاز واليمن ومصر ، فسمع بأصبهان أبا سعد محمد بن محمد المطرز وأبا علي الحسن بن أحمد الحداد وأبا المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد الروياني (١) ، وبنيسابور أبا سعد علي بن عبد الله بن أبي صادق الحيري (٢) ، وببلخ أبا جعفر محمد بن الحسين (٣) السمنجاني ، وبالبصرة أبا تمام محمد بن إدريس بن خلف الفريابي وحدث باليسير ، روى عنه أبو سعد بن السمعاني.

أنبأنا عبد السلام بن أحمد بن محمد الخطيب وعبد الله بن أحمد بن أبي المجد وأبو حامد طيب بن إسماعيل بن علي بن خليفة وعمر بن محمد بن معمر المؤدب قالوا جميعا أنبأنا أبو محمد عبد الواحد بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف قراءة عليه ونحن نسمع قال : أنبأنا أبي ، أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله الحرفي (٤) حدثنا أبو بكر أحمد بن سليمان بن الحسن الفقيه إملاء ، حدثنا عبد الملك ابن محمد الرقاشي ، حدثنا سعيد بن منصور ، حدثنا عبد الله بن عبد العزيز قال : سمعت ابن شهاب يحدث عن عطاء بن يزيد عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما من مسلم يغرس غرسا إلا كان له من الأجر بقدر ما خرج من ثمرة ذلك الغرس» (٥)

أخبرني شهاب الحاتمي بهراة قال : حدثنا أبو سعد بن السمعاني قال : عبد الواحد ابن أحمد بن عبد القادر بن يوسف شيخ صالح دين ، من بيت الحديث ، سافر الكثير وطاف في الآفاق ، وسكن زبيد من أرض اليمن ، وكان مترددا إلى مكة ويرجع إليها ، وافى بغداد سنة خمس وثلاثين وخمسمائة ورجع إلى مكة واليمن ، وقرأت عليه ببغداد ومكة والمدينة من أجزاء كانت معه ، وسألته عن مولده فقال : في سابع عشر شعبان

__________________

(١) في (ج) : «الروماتى».

(٢) في الأصل ، (ب) : «الجيرى» وفي (ج) : «الجسرى» والتصحيح من الإكمال ٣ / ٤٤.

(٣) في الأصول : «أبا الحسين».

(٤) في الأصل ، (ب) : «الحربي» وفي (ج) : «الحزبى». والتصحيح من العبر ٣ / ١٥٢.

(٥) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ١٣٥ ، وصحيح مسلم ، كتاب المسافاة ١٢. وفتح الباري ٥ / ٣.

١١٦

سنة سبعين وأربعمائة ببغداد ، وغرق في بحر اليمن هو وابنه موسى سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.

١٠٧ ـ عبد الواحد بن أحمد بن عبد الواحد بن أبي طاهر الصّيرفيّ أبو الحسن :

من أهل البصرة ، سمع أبا محمد الحسن بن علي الجوهري وحدث باليسير ، سمع منه أبو نصر الأصبهاني وأبو القاسم عبد الله بن أحمد بن جحشويه الحربي ، وروى عنه.

أنبأنا ذاكر بن كامل الحذاء عن أبي نصر محمود بن الفضل الأصبهاني قال : أنبأنا أبو الحسن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الواحد بن أبي طاهر الصّيرفيّ قراءة عليه وأنبأنا أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي وعبد الله بن ذهيل بن علي قراءة عليهما قالا : أنبأنا محمد بن عبد الباقي الشاهد قالا : أنبأنا الحسن بن علي الجوهري ، أنبأنا علي (١) بن محمد بن كيسان ، حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي ، حدثنا عمرو ابن مرزوق ، أنبأنا شعبة عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «تسحّروا فإن [في] (٢) السحور بركة» (٣).

١٠٨ ـ عبد الواحد بن أحمد بن علي الكروناني (٤) العقيلي ، أبو القاسم ابن أبي نصر الطحان :

من ساكني السمعية بالمأمونية. سمع أبا الكرم المبارك بن فاخر بن محمد بن يعقوب النحوي وحدث باليسير ، روى لنا عنه ابن الأخضر.

حدثنا عبد العزيز بن أبي نصر بن الأخضر من لفظه قال : أنبأنا أبو القاسم عبد الواحد بن أحمد بن علي ، أنبأنا أبو الكرم المبارك بن فاخر بن محمد بن يعقوب النحوي وأنبأنا ضياء بن أحمد وعبد الله بن ذهيل قالا : أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزاز

__________________

(١) في (ج) : «الجوهري بن على بن ...».

(٢) ما بين المعقوفتين زيادة من مصادر.

(٣) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ٣٨ ، ٧٨. وصحيح مسلم ، كتاب الصيام ٤٥. وفتح الباري ٤ / ١٣٩.

(٤) في (ج) : «الكردمانى».

١١٧

قالا : حدثنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد اللؤلؤي (١) أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، أنبأنا بشر بن موسى ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : قال الله عزوجل : «الصوم لي وأنا أجزي [به] (٢) ، يدع شهوته من أجلي وشرابه من أجلي ، والصوم جنة ، وللصائم فرحتان : فرحة حين يفطر ، وفرحة حين يلقي ربه ، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله عزوجل من ريح المسك» (٣).

رأيت سماع القاضي أبي المحاسن عمر بن علي القرشي بخطه على عبد الواحد بن الكروناني في سنة ستين وخمسمائة ، وقال : سألته عن مولده فقال : في الآن ثمانون سنة.

١٠٩ ـ عبد الواحد بن أحمد بن عمر بن أحمد ، أبو القاسم بن أبي العباس البرمكي :

ابن أخي إبراهيم بن عمر ، من أهل النصرية (٤). سمع القاضي أبا المحاسن محمد بن أحمد بن القاسم الضبي وأبا الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس وغيرهما ، وحدث باليسير ، روى عنه أبو علي أحمد بن محمد البرداني.

أنبأنا أبو النجح إسماعيل بن محمد بن محمد بن الحسين الرزاز قال : أنبأنا أبي قراءة عليه أنبأنا أبو علي أحمد بن محمد بن أحمد البرداني قراءة عليه قال : قرئ على عبد الواحد بن أحمد بن عمر البرمكي وأنا أسمع أخبركم محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ قال : أنبأنا إسحاق بن محمد النعالي قال : ذكر عبد الله بن إسحاق المدائني قال : أنبأنا أبو الفضل الوراق عن إبراهيم بن أبي الفتح أن بشر بن الحارث أنشده :

__________________

(١) في الأصل ، (ب) : «اللواوى».

(٢) ما بين المعقوفتين زيادة من المصادر.

(٣) الحديث سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(٤) في الأصل ، (ب) : «أهل البصرية» في كل المواضع.

١١٨

إني أحيي عدوي عند رؤيته

لأدفع العشر عني بالتحيات

وأحسن البشر للإنسان أبغضه

كأنه قد ملأ قلبي بحيات (١)

الناس داء وداء الناس قربهم

وفي الجفاء لهم قطع الأخوات

فجامل الناس أحسن ما استطعت وكن أصم أبكم أعمى ذا تقيات قرأت في كتاب أبي علي بن البرداني بخطه قال : وفيها ـ يعني سنة ثمان وخمسين وأربعمائة ـ توفي أبو القاسم عبد الواحد بن أبي العباس أحمد بن عمر البرمكي ، وكان رجلا صالحا ، سمع القاضي أبا الحسين المحاملي وسمعت منه عن ابن أبي الفوارس ، وصلى عليه أبو الحسين عمه وحضرت الصّلاة عليه ودفنه ، ودفن بباب حرب في صدر والده ، وسألته عن مولده فقال : في سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة وكان يسكن في النصرية درب الحار.

قرأت في كتاب أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي بخطه قال : توفي أبو القاسم عبد الواحد بن أبي العباس البرمكي في يوم الجمعة رابع عشر ذي الحجة من سنة تسع وخمسين وأربعمائة ، ودفن من الغد إلى جنب أبيه في مقبرة باب حرب.

١١٠ ـ عبد الواحد بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث السمرقندي ، أبو طاهر ابن أبي بكر :

أخو عبد الله وإسماعيل وقد تقدم ذكرهما. ولد بدمشق ، وسمع بها أبا الحسين محمد بن مكي بن عثمان الأزدي وأبا الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد السلمي وغيرهما ، وقدم بغداد مع إخوته وهو صبي ، فسمع بها أبا محمد عبد الله بن محمد الصريفيني وأبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور وغيرهما ، وحدث باليسير ، سمع منه أبو نصر المعمر بن محمد الأنماطي.

قال : أنبأنا أبو طاهر عبد الواحد [بن أحمد حدثنا أحمد بن عبد الواحد] (٢) بن محمد بن أبي الحديد السلمي ، حدثنا جدي أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان ، حدثنا

__________________

(١) في (ب) ، (ج) : «قلبي محيات».

(٢) الزيادة من اسم الرجل في بداية الترجمة.

١١٩

أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي ، حدثنا أبو الفضل أحمد بن عصمة النيسابوري ، حدثنا إسحاق بن راهويه ، حدثنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن أبي السفر واسمه سعيد بن يحمد عن عبد الله بن عمرو قال : مر علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ونحن نصلح خصّا لنا ، فقال : «ما هذا؟» قلت : خص وهي نحن نصلحه ، فقال : «ما أرى الأمر إلا أعجل من ذلك» (١).

أنبأنا ذاكر بن كامل عن أبي غالب شجاع بن فارس الذهلي قال : مات أبو طاهر عبد الواحد بن أحمد بن عمر السمرقندي في يوم الاثنين السابع عشر من صفر سنة خمس وخمسمائة ، ودفن من الغد في مقابر الشهداء.

١١١ ـ عبد الواحد بن أحمد بن الفضل (٢) بن عبد الملك ، أبو محمد بن أبي الحسن بن أبي عبد الله الهاشمي :

كان يتولى الخطابة بجامع براثا ، وكان والده نقيبا على العباسيين ، وحج بالناس من سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة إلى سنة إحدى وأربعين ، وصلى بالناس بالحرمين ، وخطب بجامع الرصافة ثمانيا وعشرين سنة ، فلما توفي في محرم سنة خمسين وثلاثمائة قلد ولده (٣) عبد الواحد الصّلاة معه.

وذكر هلال بن الصابي (٤) أن عبد الواحد هذا قلد نقابة العباسيين في محرم سنة ثلاث وستين وثلاثمائة بعد عزل القاضي أبي تمام الزينبي عنها ، ثم قال : في شهر رمضان سنة أربع وستين قلد القاضي أبو تمام الزينبي نقابة العباسيين وصرف أبو محمد ابن عبد الملك الهاشمي عنها ، وأقر على الصّلاة في الجامع.

حدث عبد الواحد عن أبيه وعن أبي العباس بن عطاء الصوفي وعن محمد بن أحمد ابن يعقوب وعبد الله بن يحيى العثماني ، روى عنه أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن أبى داود ، كتاب الأدب باب ١٧٠. وسنن الترمذي ٢٣٣٥. وسنن النسائي ٢ / ٥٧. والترغيب والترهيب ٤ / ٢٤٤.

(٢) في كل الأصول : «أحمد بن أبى الفضل».

(٣) في الأصل : «قلدوا له» تحريف.

(٤) في الأصل ، (ب) : «الصائمى»

١٢٠