جهاد الامام السجّاد

السيد محمد رضا الحسيني الجلالي

جهاد الامام السجّاد

المؤلف:

السيد محمد رضا الحسيني الجلالي


الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: مؤسسة دار الحديث
الطبعة: ١
ISBN: 964-5985-22-6
الصفحات: ٣٥٧

ولا قوّة إلاّ بالله ).

[١٩] وأمّا حقّ رعيّتك بالعلم :

ـ فأن تعلم أن الله قد جعلك قيّما لهم في ما آتاك من العلم ، وولاّك (١) من خزانة الحكمة.

فإن أحسنت في [ تعليم الناس ] ( ما ولاّك الله من ذلك ، [ ولم تخرق بهم ولم تضجر عليهم ] وقمت لهم مقام الخازن الشفيق الناصح لمولاه في عبيده ، الصابر المحتسب الذي إذا رأى ذا حاجة أخرج له من الأموال التي في يديه [ زادك الله من فضله ] كنت راشدا ، وكنت لذلك آملا معتقدا.

وإلاّ (٢) كنت له خائنا ، ولخلقه ظالما ، ولسلبه وغرّه متعرّضا )

[ كان حقّا على الله عزّوجل أن يسلبك العلم ، وبهاءه ، ويسقط من القلوب محلّك ].

[٢٠ وأمّا حق رعيّتك بالملك ] (٣)

وأمّا حق رعيّتك بملك النكاح (٤)

ـ فأن تعلم أنّ الله جعلها لك سكنا ( ومستراحا ) وأنسا ( وواقية.

ـ وكذلك كلّ واحد منكما يجب أن يحمد الله على صاحبه ) ويعلم أنّ ذلك نعمة منه عليه ( ووجب أن يحسن صحبة نعمة الله ).

ـ فتكرمها وترفق بها.

ـ وإن كان حقّك عليها أوجب (٥) ( وطاعتك لها ألزم في ما أحببت وكرهت ، مالم تكن معصية ) فإن لها [ عليك ] حق الرحمة والمؤانسة ) [ أن ترحمها ، لأنّها أسيرك.

ـ وتطعمها ، وتسقيها ، وتكسوها.

ـ فإذا جهلت عفوت عنها ]

__________________

(١) في الصدوق : وفتح لك ، بدلّ ( وولاك ).

(٢) في الصدوق : وإن انت منعت الناس علمك ، أو خرقت بهم عند طلبهم العلم منك.

(٣) هذا العنوان منّا لتوحيد النسق ، ولكن المؤلّفين جعلوا ما تحته حقّين : حق الزوجة ، وحقّ ملك اليمين ، وهو سهو كما شرحنا في المقدّمة.

(٤) في الصدوق : وأما حق الزوجة.

(٥) في تحف العقول : أغلظ ، بدل : أوجب.

٢٨١

( ـ وموضع السكون إليها قضاء اللذة التي لابدّ من قضائها ، وذلك عظيم.

ولا قوّة إلاّ بالله ).

وأما حقّ رعيّتك بِمْلك اليمين (١) :

ـ فأن تعلم أنّه خلق ربّك [ وابن أبيك واُمّك ] ولحمك ودمك ، وأنك تملكه ، لا أنت صنعته دون الله ، ولا خلقت له سمعا ولا بصرا ، ولا أجريت له رزقا (٢) ، ولكن الله كفاك ذلك ، ثمّ سخّره لك ، وائتمنك عليه ، واستودعك إيّاه ( لتحفظه فيه ، وتسير فيه بسيرته ، فتطعمه ممّا تأكل ، وتلبسه ممّا تلبس ، ولا تكلّفه ما لا يطيق ) (٣)

ـ فإن كرهته ( خرجت الى الله منه و ) استبدلت به ، ولم تعذّب خلق الله عزّوجل.

ولا قوّة إلاّ بالله.

[و] ( وأمّا حقّ الرحم )

[٢١] فحقّ أمّك :

ـ أن تعلم أنّها حملتك حيث لا يحمل أحد أحدا ، وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد أحدا ، وانها وقتك بـ ( سمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وبشرها ) و ( جميع جوارحها ) مستبشرة بذلك فرحة ، موابلة محتملة لما فيه مكروهها وألمها وثقلها وغمّها ، حتى دفعتها عنك يد القدرة ، وأخرجتك الى الارض.

ـ فرضيت أن تشبع وتجوع هي (٤) ، وتكسوك وتعرى ، وترويك وتظمأ ، وتظلّك وتضحى ، وتنعمك ببؤسها ، وتلذّذك بالنوم بأرقها ، ( وكان بطنها لك وعاءا ، وحجرها لك حواءا ، وثديها لك سقاءا ، ونفسها لك وقاءا ) تباشر حرّ الدنيا وبردها لك ودونك

__________________

(١) في الصدوق : وأما حقّ مملوكك.

(٢) في بعض نسخ الصدوق : « لم تملكه ، لأنّك صنعته دون الله! ولا خلقت شيئا من جوارحه ولا أخرجت له رزقا ».

(٣) بدل ما بين القوسين في الصدوق : ليحفظ لك ما تأتيه من خير إليه ، فأحسن إليه كما أحسن الله إليك.

(٤) في الصدوق : ولم تبال أن تجوع وتطعمك ... وهكذا الى آخر الفقرة ، باختلاف يسير.

٢٨٢

ـ ( فتشكرها على قدر ذلك ) : [ فإنك لا تطيق شكرها ] ( ولا تقدر عليه ) إلاّ بعون الله وتوفيقه.

[٢٢] وأمّا حقّ أبيك :

ـ فتعلم أنّه أصلك ، ( وأنّك فرعه ) وأنّك لولاه لم تكن ، فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه.

ـ فأحمد الله واشكره على قدر ذلك.

ولا قوّة إلاّ بالله.

[٢٣] وأمّا حقّ ولدك :

ـ فتعلم أنّه منك ، ومضاف اليك في عاجل الدنيا بخيره وشرّه.

ـ وأنّك مسؤول عمّا ولّيته من حسن الأدب ، والدلالة على ربّه ، والمعونة له على طاعته ( فيك وفي نفسه ، فمثاب على ذلك ومعاقب ).

ـ فاعمل في أمره عمل [ من يعلم أنّه مثاب على الإحسان اليه ، معاقب على الإساءة اليه ] ( المتزيّن بحسن أثره عليه في عاجل الدنيا المعذر الى ربّه في ما بينك وبينه بحسن القيام عليه ، والأخذ له منه.

ولا قوّة إلاّ بالله ).

[٢٤] وأما حقّ أخيك :

ـ فأن تعلم أنّه يدك التي تبسطها ، وظهرك الذي تلتجيء إليه ، وعزّك الذي تعتمد عليه ، وقوّتك التي تصول بها (١)

ـ فلا تتخذه سلاحا على معصية الله.

ـ ولا عدّة للظلم لخلق الله (٢)

ـ ولا تدع نصرته على ( نفسه ، ومعونته على ) عدوّه ( والحؤول بينه وبين شياطينه ) و ( تأدية ) النصيحة إليه ، ( والإقبال عليه في الله ).

__________________

(١) في الصدوق : فأن تعلم أنه يدك وعزك وقوّتك.

(٢) في تحف العقول : بحقّ الله.

٢٨٣

ـ فإن انقاد لربّه وأحسن الإجابة له ، (١) وإلاّ فليكن الله ( آثر عندك و ) أكرم عليك منه.

ولا قوة إلاّ بالله.

[ ز ـ حقوق الآخرين ]

[ ٢٥ ] وأمّا حقّ المنعم عليك بالولاء :

فأن تعلم أنّه أنفق فيك ماله ، وأخرجك من ذلّ الرقّ ووحشته الى عزّ الحرّية وانسها ، وأطلقك من أسر الملكة ، وفكّ عنك قيد (٢) العبوديّة ( وأوجدك رائحة العزّ ) وأخرجك من سجن القهر (٣) ( ودفع عنك العسر ، وبسط لك لسان الإنصاف ، وأباحك الدنيا كلّها ) فملّكك نفسك ، ( وحلّ أسرك ) وفرّغك لعبادة ربّك ( واحتمل بذلك التقصير في ماله )

ـ فتعلم أنّه أولى الخلق بك ( بعد أولي رحمك ) في حياتك وموتك ، وأحقّ الخلق بنصرك (٤) ( ومعونتك ، ومكانفتك في ذات الله ، فلا تؤثر عليه نفسك ) ما احتاج إليك.

[٢٦] وأما حقّ مولاك الجارية عليه نعمتك :

ـ فأن تعلم أن الله جعلك حامية عليه ، وواقية ، وناصرا ، ومعقلا ، وجعله لك وسيلة وسببا بينك وبينه ، فبالحريّ أن يحجبك عن النار ، فيكون ذلك ثوابك منه في الآجل.

ـ ويحكم لك بميراثه في العاجل ـ إذا لم يكن له رحم ـ مكافأة لما أنفقته من مالك عليه وقمت به من حقّه بعد إنفاق مالك ، فإن لم تقم بحقّه خيف عليك أن لا يطيب لك ميراثه.

__________________

(١) في الصدوق : فإن أطاع الله تعالى.

(٢) في التحف :حلق ، بدل قيد.

(٣) في الصدوق :من السجن.

(٤) في الصدوق :وأن نصرته عليك واجبة بنفسك ما احتاج إليه منك.

٢٨٤

ولا قوة إلاّ بالله (١)

[٢٧] وأما حقّ ذي المعروف عليك :

ـ فأن تشكره

ـ وتذكر معروفه.

ـ وتنشر له (٢) المقالة الحسنة.

ـ وتخلص له الدعاء في ما بينك وبين الله سبحانه. فإنك إذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سرّا وعلانية.

ـ ثمّ إن أمكنك مكافأته بالفعل (٣) كافأته ( وإلاّ كنت مرصدا له موطّنا نفسك عليها ).

[٢٨] وأمّا حقّ المؤذّن :

ـ فأن تعلم أنّه مذكّرك بربّك ، وداعيك الى حظّك ، وأفضل أعوانك على قضاء الفريضة التي افترضها الله عليك.

ـ فتشكره على ذلك شكرك للمحسن إليك.

ـ ( وان كنت في بيتك مهتّما لذلك ، لم تكن لله في أمره متّهما ، وعلمت أنّه نعمة من الله عليك ، لاشك فيها ، فأحسن صحبة نعمة الله بحمد الله عليها على كل حال.

ولا قوة إلاّ بالله ).

[٢٩] وأمّا حق إمامك في صلاتك :

ـ فأن تعلم أنه قد تقلّد السفارة في ما بينك وبين ( الله ، والوفادة الى ) ربك.

ـ وتكلّم عنك ولم تتكلّم عنه.

ـ ودعا لك ولم تدع له

__________________

(١) في الصدوق :فأن تعلم أنّ الله عزوجل جعل عتقك له وسيلة إليه ، وحجابا لك من النار ، وأن ثوابك في العاجل ميراثه ، إذا لم يكن له رحم ، مكافأة بما أنفقت من مالك وفي الآجل الجنة.

(٢) في الصدوق : وتكسبه ، بدل وتنشر له.

(٣) في الصدوق : يوما ، بدل ( بالفعل ).

٢٨٥

ـ ( وطلبَ فيك ولم تطلَب فيه )

ـ وكفاك همّ (١) المقام بين يدي الله ( والمسألة له فيك ، ولم تكفه ذلك ) فإن كان في شيء من ذلك تقصير (٢) كان به دونك [ وإن كان تماما كنت شريكه ] ( وإن كان آثما لم تكن شريكه فيه ).

ـ ولم يكن له عليك فضل ، فوقى نفسك بنفسه ، و ( وقى ) صلاتك بصلاته.

ـ فتشكر له على [ قدر ] ذلك.

( ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله ).

[٣٠] وأمّا حقّ الجليس :

ـ فأن تلين له ( كنفك ، وتطيّب له ) جانبك

ـ وتنصفه في مجاراة اللفظ.

( ـ ولا تغرق في نزع اللحظ إذا لحظت.

ـ وتقصد في اللفظ الى إفهامه إذا لفظت ).

ـ وإن كنت الجليس إليه كنت في القيام عنه بالخيار ، وإن كان الجالس إليك كان بالخيار ، ولا تقوم إلاّ بإذنه (٣)

ـ [ وتنسى زلاّته.

ـ وتحفظ خيراته.

ـ ولا تسمعه إلاّ خيرا ]

( ولا قوّة إلاّ بالله )

[٣١] وأمّا حقّ الجار :

ـ فحفظه غائبا.

ـ وإكرامه شاهدا.

__________________

(١) في الصدوق :هول.

(٢) في الصدوق :نقص.

(٣) في الصدوق ، اختلاف في الفاظ هذه الفقرة ، والمعنى واحد.

٢٨٦

ـ ونصرته ( ومعونته في الحالين جميعا ) [ إذا كان مظلوما ].

ـ ولا تتّبع له عورة ( ولا تبحث له عن سوءة لتعرفها ، فإن عرفتها منه ـ من غير إرادة منك ولا تكلّف ـ كنت لما علمت حصنا حصينا وسترا ستيرا ، لو بحثت الاسنّة عنه ضميرا لم تتّصل إليه لانطوائه عليه ) (١)

[ وإن علمت أنه يقبل نصيحتك نصحته في ما بينك وبينه ].

( ـ لا تستمع عليه من حيث لا يعلم ).

ـ ولا تسلّمه عند شديدة.

( ـ ولا تحسده عند نعمة ).

ـ وتقيل عثرته ، وتغفر زلّته (٢) ( ولا تدّخر حلمك عنه ) إذا جهل عليك.

ـ ولا تخرج أن تكون سلما له ، تردّ عنه لسان الشتيمة ، وتبطل فيه كيد حامل النصيحة (٣) )

ـ وتعاشره معاشرة كريمة.

( ولا حول ) ولا قوّة إلاّ بالله.

[٣٢] وأما حقّ الصاحب :

ـ فأن تصحبه بالفضل ( ما وجدت إليه سبيلا ) و ( إلاّ فلا أقل من ) الإنصاف (٤)

ـ وأن تكرمه كما يكرمك ( ولا يسبقك في ما بينك وبينه الى مكرمة ، فإن سبقك كافأته ) (٥)

ـ ( وتحفظه كما يحفظك )

ـ [ وتودّه كما يودّك ] ( ولا تقصّر به عمّا يستحق من المودّة

__________________

(١) في الصدوق ـ بدل ما بين القوسين ـ : فإن علمت عليه سوءا سترته عليه.

(٢) في الصدوق : ذنبه.

(٣) كذا ، ولعلها : « النميمة » لأنّها أنسب بما قبلها وما بعدها سجعا ، ولأن حامل النصيحة لا كيد له ظاهرا ، فلاحظ.

(٤) في الصدوق : فان تصحبه بالتفضّل والإنصاف.

(٥) هذه الجملة مؤخرة في التحف عن الجملة التالية.

٢٨٧

ـ تلزم نفسك نصيحته وحياطته.

ـ ومعاضدته على طاعة ربه )

ـ ومعونته على نفسه في ما لا يهم ّ(١) به من معصية ( ربّه ).

ـ ثمّ تكون (٢) عليه رحمة ، ولا تكون (٣) عليه عذابا.

ولا قوّة إلاّ بالله.

[٣٣] وأمّا حقّ الشريك :

ـ فإن غاب كفيته.

ـ وإن حضر ساويته (٤).

ـ ولا تعزم على حكمك دون حكمه.

ـ ولا تعمل برأيك دون مناظرته.

ـ تحفظ عليه ماله.

ـ وتنفي عنه خيانته (٥) في ما عزّ أوهان ، فـ ( إنه بلغنا ) « أنّ يد الله على الشريكين ما لم يتخاونا ».

ولا قوّة إلاّ بالله.

[٣٤] وأمّا حقّ المال :

ـ فأن لا تأخذه إلاّ من حلّه.

ـ ولا تنفقه إلاّ في حلّه (٦) ( ولا تحرّفه عن مواضعه ، ولا تصرفه عن حقائقة ، ولاتجعلة ـ إذا كان من الله ـ إلاّ اليه ، وسببا الى الله ).

__________________

(١) في الصدوق : وتزجره عما يهمّ ، الى آخره.

(٢) في الصدوق : وكن.

(٣) في الصدوق : ولا تكن.

(٤) في الصدوق : رعيته ، بدل ( ساويته ).

(٥) في الصدوق : ولا تخنه.

(٦) في الصدوق : في وجهه.

٢٨٨

ـ ولا تؤثر به على نفسك من لا يحمدك ( وبالحريّ أن لا يحسن خلافته (١) في تركَتِكَ ، ولا يعمل فيه بطاعة ربك ، فتكون معينا له على ذلك ، أو بما أحدث في مالك أحسن نظرا ، فيعمل بطاعة ربه فيذهب بالغنيمة ).

[ ـ فاعمل فيه بطاعة ربّك ، ولا تبخل به ] فتبوء بـ ( الإثم و ) بالحسرة والندامة مع التبعة.

ولا قوّة إلاّ بالله.

[٣٥] وأمّا حقّ الغريم الطالب لك :

ـ فإن كنت موسرا أوفيته (٢) ( وكفيته وأغنيته ، ولم تردده وتمطله ، فإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « مطل الغنيّ ظلم » )

وإن كنت معسرا أرضيته بحسن القول ( وطلبت إليه طلبا جميلا ) وردَدّتَه عن نفسك ردّا لطيفا.

( ولم تجمع عليه ذهاب ماله ، وسوء معاملته ، فإن ذلك لؤمّ.

ولا قوّة ألاّ بالله ) (٣)

[٣٦] وأمّا حقّ الخليط :

ـ فأن لا تغرّه.

ـ ولا تغشّه.

( ـ ولا تكذّبه.

ـ ولا تغفله )

ـ ولا تخدعه.

( ـ ولا تعمل في انتقاضه عمل العدوّ الذي لا يبقي على صاحبه.

ـ وإن اطمأن إليك استقصيت له على نفسك ، وعلمت : « أنّ غبن المسترسل ربا ».

__________________

(١) في بعض نسخ التحف ، خلافتك.

(٢) في الصدوق : أعطيته.

(٣) هنا موضع « حق الغريم الذي تطالبه » الذي ذكر في المقدمة مع فروع الحقوق ، لكنّه لم يعنون هنا في أي من النصين لا في تحف العقول ، ولا في كتب الصدوق.

٢٨٩

[ ـ وتتّقي الله تبارك وتعالى في أمره ]

ولا قوّة إلاّ بالله ).

[٣٧] وأمّا حقّ الخصم المدّعي عليك :

ـ فإن كان ما يدّعي ـ عليك حقا [ كنت شاهده على نفسك ] ( لم تنفسخ في حجّته ) [ ولم تظلمه ] ( ولم تعمل في إبطال دعوته ) [ وأووفيته حقّه ] ( وكنت خصم نفسك له ، والحاكم عليها ، والشاهد له بحقّه ، دون شهادة الشهود ، فإن ذلك حقّ الله عليك ).

ـ وإن كان ما يدّعيه باطلا رفقت به ) وردعته (١) وناشدته بدينه ) [ ولم تأت في أمره غير الرفق ، ولم تسخط ربّك في أمره ] ( وكسرت حدّته بذكر الله ، وألغيت حشو الكلام ولغطه الذي لا يردّ عنك عادية عدوّك ، بل تبوء بإثمه ، وبه يشحذ عليك سيْف عداوته ، لأن لفظة السوء تبعث الشرّ ، والخير مقمعة للشر.

ولا قوّة إلاّ بالله ).

[٣٨] وأمّا حق الخصم المدّعى عليه :

ـ فإن كان ما تدّعيه حقا (٢) أجملت في مقاولته ( بمخرج الدعوى فإن الدعوى غلظة في سمع المدّعى عليه ) [ ولم تجحد حقه ].

( ـ وقصدت قصد حجّتك بالرفق ، وأمهل المهلة ، وأبين البيان ، وألطف اللطف.

ـ ولم تتشاغل عن حجّتك بمنازعته بالقيل والقال ، فتذهب عنك حجّتك ، ولا يكون لك في ذلك دَرْكَ )

[ وإن كنت مبطلا في دعواك اتقيْتَ الله عزّوجل ، وتبت إليه ، وتركت الدعوى ]

( ولا قوّة إلاّ بالله )

__________________

(١) كذا في بعض النسخ ، والظاهر أنه الصواب وفي أكثرها وروعته والظاهر عدم صحّته ، وفي بعض النسخ : ورّعته ، فمعناه دعوته الى الورع.

(٢) في الصدوق : إن كنت محقا في دعواك ....

٢٩٠

[٣٩] وأمّا حق المستشير :

ـ فإن حضرك له وجه رأي ، جهدت له في النصحية و (١) أشرت عليه ( بما تعلم أنك لو كنت مكانه عملت به.

ـ وذلك ليكن منك في رحمة ، ولين ، فإنّ اللين يونس الوحشة ، وأنّ الغلظ يوحش موضع الاُنس.

ـ وإن لم يحضرك له رأي ، وعرفت له من تثق برأيه وترضى به لنفسك ، دللته عليه وأرشدته إليه (٢) فكنت لم تأله خيرا ، ولم تدّخره نصحا.

ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله )

[٤٠] وأما حق المشير عليك :

ـ أن لا تتّهمه في مالا يوافقك عليه من رأيه ( إذا أشار عليك ، فإنّما هي الأراء وتصرّف الناس فيها واختلافهم ، فكن عليه في رايه بالخيار ، إذا اتهمت رأيه ، فأمّا تهمته فلا تجوز لك ، إذا كان عندك ممّن يستحق المشاورة.

ـ ولا تدع شكره على ما بدا لك من إشخاص رأيه ، وحسن وجه مشورته )

ـ فإذا وافقك حمدت الله ( وقبلت ذلك من أخيك بالشكر والإرصاد بالمكافأة في مثلها ، إن فزع إليك.

ولا قوّة إلاّ بالله ).

[٤١] وأمّا حقّ المستنصح :

ـ فإن حقّه أن تؤدّي إليه النصحية ( على الحقّ الذي ترى له أنه يحمل ، وتخرج المخرج الذي يلين على مسامعه ، وتكلّمه من الكلام بما يطيقه عقله ، فإن لكل عقل طبقة من الكلام يعرفه ويجتنيه ) (٣)

ـ وليكن مذهبك الرحمة [ له والرفق به ]

__________________

(١) في الصدوق : إن علمت له رأيا.

(٢) في الصدوق : وإن لم تعلم أرشدته إلى من يعلم.

(٣) كذا في بعض النسخ وفي أكثرها : يجتنبه ، فلاحظ.

٢٩١

( ولا قوّة إلاّ بالله ).

[٤٢] وأمّا حقّ الناصح :

ـ فأن تلين له جناحك.

ـ ( ثمّ تُشَرْئب (١) له قلبك ، وتفتح له سمعك ، حتى تفهم عنه نصيحته (٢).

ـ ثمّ تنظر فيها ) : فإن كان وفق فيها للصواب (٣) حمدت الله ( على ذلك ، وقبلت منه وعرفت له نصيحته ).

ـ وإن لم يكن وفق له فيها (٤) رحمته ، ولم تتهمه ، وعلمت أنّه ( لم يألك نصحا ، إلاّ أنه ) أخطأ. [ ولم تؤاخذه بذلك ] إلاّ أن يكون ( عندك ) مستحقا للتهمة ، فلا تعبأ بشيء من أمره على ( كلّ ) حال.

ولا قوّة إلاّ بالله.

[٤٣] وأما حقّ الكبير :

ـ فإن حقّه توقير سنّه.

ـ وإجلال إسلامه ، إذا كان من أهل الفضل في الإسلام ، بتقدّمه فيه (٥)

ـ وترك مقابلته عند الخصام.

ـ ولاتسبقه الى طريق.

ـ ولا تؤمّه في طريق (٦)

ـ ولا تستجهله.

ـ وإن جهل عليك ، تحمّلت ، وأكرمته بحقّ إسلامه [ وحرمته ] ( مع سنّه ، فإنّما حقّ السن بقدر الإسلام.

__________________

(١) كذا في النسخ ، ولعلّ الكلمة « تشرّف ».

(٢) في الصدوق : وتصغي إليه بسمعك ، بدل هذه الفقرة.

(٣) في الصدوق : فإن أتي الصواب.

(٤) في الصدوق : وإن لم يوفق ، وفي بعض النسخ : يوافق.

(٥) في التحف لتقديمه ، وفي الصدوق : إجلاله لتقدّمه في الإسلام قبلك.

(٦) في الصدوق : ولا تتقدمه.

٢٩٢

ولا قوّة إلاّ بالله ).

[٤٤] وأمّا حقّ الصغير :

ـ فرحمته (١)

ـ ( وتثقيفه وتعليمه )

ـ والعفو عنه ، والستر عليه.

ـ والرفق به.

ـ والمعونة له.

( والستر على جرائر حداثته ، فإنّه سبب للتوبة.

ـ والمداراة له ، وترك مما حكته ، فإن ذلك أدنى لرشده )

[٤٥] وأمّا حقّ السائل :

ـ فإعطاؤه [ على قدر حاجته ] (٢) إذا تيقّنت صدقه وقدرت على سدّ حاجته.

ـ والدعاء له في ما نزل به.

ـ والمعاونة له على طلبته.

ـ وان شككت في صدقه ، وسبقت إليه التهمة له ، ولم تعزم على ذلك ، لم تأمن أن يكون من كيد الشيطان ، أراد أن يصدّك عن حظّك ، ويحول بينك وبين التقرّب الى ربّك ، فتركته بستره ، ورددته ردّا جميلا.

ـ وإن غلبت نفسك في أمره ، وأعطيته على ما عرض في نفسك منه ، فإن ذلك من عزم الأمور.

[٤٦] وأمّا حقّ المسؤول :

ـ إن أعطى قبل منه ( ما أعطى ) بالشكر له ، والمعرفة لفضله.

ـ وطلب وجه العذر في منعه (٣)

__________________

(١) أضاف الصدوق : في تعليمه.

(٢) الى هنا ينتهي ما في الصدوق من حقوق السائل.

(٣) في الصدوق : وان منع فاقبل عذره.

٢٩٣

( ـ وأحسن به الظنّ.

ـ وأعلم أنّه إن منع فماله منع ، وأن ليس التثريب في ماله ، وإن كان ظالما ، فإن الإنسان لظلوم كفّار )

[٤٧] وأمّا حق من سَرّك ( الله به وعلى يديه ) (١) :

ـ فإن كان تعمّدها لك : حمدت الله أولا ، ثم شكرته (٢) على ذلك بقدره ، في موضع الجزاء.

ـ وكافأته على فضل الابتداء ، وأرصدت له المكافأة.

ـ وإن لم يكن تعمّدها : حمدت الله وشكرته ، وعلمت أنّه منه ، توحّدك بها.

ـ وأحببت هذا (٣) إذ كان سببا من أسباب نعم الله عليك.

ـ وترجوا له بعد ذلك خيرا ، فإن أسباب النعم بركة حيثما كانت ، وإن كان لم يتعمّد.

ولا قوّة إلاّ بالله.

[٤٨] وأمّا حقّ من ساءك ( القضاء على يديه ، بقول أو فعل ) :

ـ فإن كان تعمّدها كان العفو أولى بك (٤) ( لما فيه له من القمع ، وحسن الأدب مع كثير أمثاله من الخلق.

ـ [ وإن علمت أن العفو عنه يضر ، أنتصرت ] فإن الله يقول : ( وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ ) ( الى قوله ( مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ) (٥)

وقال عزّوجل ( وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ ) (٦) هذا في العمد.

ـ فإن لم يكن عمدا ، لم تظلمه بتعمّد الانتصار منه ، فتكون قد كافأته في تعمّد

__________________

(١) في الصدوق : بدل ما بين القوسين : لله تعالى.

(٢) في الصدوق في هذا الحق : « إن تحمد الله عزوجل أولا ، ثم تشكره » فقط ، ولم يورد باقي ما هنا.

(٣) هذا إشارة الى الشخص الذي سرّك.

(٤) في الصدوق : أن تعفوا عنه ، فقط ، ثم ذكر قوله : [ وإن علمت ... الخ ].

(٥) سورة الشورى (٤٢) الآية : ٤١ ـ ٤٣.

(٦) سورة النحل (١٦) الآية : ١٢٦.

٢٩٤

على خطأ.

ـ ورفقت به ، ورددته بألطف ما تقدر عليه.

ولا قوّة إلاّ بالله )

[٤٩] وأمّا حقّ أهل ملّتك ( عامّة ) :

ـ فإضمار السلامة.

ـ و ( نشر جناح ) الرحمة [ بهم ]

ـ والرفق بمسيئهم.

ـ وتألّفهم.

ـ واستصلاحهم.

ـ وشكر محسنهم ( الى نفسه ، واليك ، فإن إحسانه الى نفسه إحسان إليك ، إذا كفّ عنك أذاه ، وكفاك مؤونته ، وحبس عنك نفسه.

ـ فعمّهم ـ جميعا ـ بدعوتك.

ـ وانصرهم ـ جميعا ـ بنصرتك ).

[ ـ وكفّ الأذى عنهم.

ـ وتحبّ لهم ما تحبّ لنفسك ، وتكره لهم ما تكره لنفسك ].

ـ وأنزلهم ـ جميعا منك منازلهم : كبيرهم بمنزلة الوالد ، وصغيرهم بمنزلة الولد ، وأوسطهم بمنزلة الأخ (١) [ وعجائزهم بمنزلة أمّك ].

( ـ فمن أتاك تعاهَدْته بلطف ورحمة.

ـ وصل أخاك بما يجب للأخ على أخيه ).

[٥٠] وأمّا حقّ أهل الذمّة :

ـ ( فالحكم فيهم ) أن تقبل منهم ما قبل الله.

ـ ( وتفي بما جعل الله لهم من ذمّته وعهده.

__________________

(١) في الصدوق بدل ما هنا : وأن يكون شيوخهم بمنزلة أبيك ، وشبابهم بمنزلة إخوتك ، وعجائزهم بمنزلة أمّك ، والصغار بمنزلة أولادك.

٢٩٥

ـ وتكلهم إليه في ما طلبوا من أنفسهم ، واجبروا عليه.

ـ وتحكم فيهم بما حكم الله به على نفسك ، في ما جرى بينك وبينهم من معاملة ).

[ ـ ولا تظلمهم ما وفوا لله عزّوجل بعهده ] ( وليكن بينك وبين ظلمهم من رعاية ذمّة الله ، والوفاء بعهده وعهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حائل ، فإنه بلغنا أنّه قال : « من ظلم معاهدا كنت خصمه » فاتق الله.

ولا حول ) ولا قوّة إلاّ بالله.

الخاتمة

( فهذه خمسون حقا محيطا بك ، لا تخرج منها في حال من الأحوال ، يجب عليك رعايتها ، والعمل في تأديتها ، والاستعانة بالله جلّ ثناؤه على ذلك.

ولا حول ) ولا قوّة إلاّ بالله.

والحمد لله رب العالمين [ وصلواته على خير خلقه محمّد وآله أجمعين وسلم تسليما [ (١)

__________________

(١) هذا الخاتمة لم ترو في روايات الصدوق.

٢٩٦

الملحق (٢)

من تقاريظ الكتاب نثراً ونظماً

نشر في مجلة « الذكر » الشهرية التي يعدّها الطلبة اللبنانيون في معهد الإمام شرف الدين رحمه‌الله في حوزة مدينة قم المقدسة. العدد (٧) جمادى الأولى ، السنة الاُولى ( ١٤١٤ هـ ) ص ( ٤٣ ـ ٤٤ )

بقلم العلامة الخطيب البارع الشاعر المفلّق المرحوم الشيخ محمد رضا آل صادق مقال هذا نصّه :

بسم الله الرحمن الرحيم

جهاد الإمام السجاد علي بن الحسين زين العابدين عليه‌السلام

سفر قيّم جديد

ومما يجدر ذكره أن هذا الكتاب قد حظي بالجائزة الأولى في المباراة التي أقامتها مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام ببيروت ...

وينبغي أن نلقي الضوء على الكتاب بما يرسم الصور المتوخّاة للقارىء اللبيب.

أمّا ( الكتاب ) فيتناول جهاد الإمام السجاد علي بن الحسين عليه‌السلام السياسي الذي غفلت عنه جلّ أقلام الكتّاب القدامى والمعاصرين بل حاولت أن تجعل منه رجلا منصرفا عن ميادين الجهاد والسياسة الى صوامع العبادة والزهد وما الى ذلك ...

وقد مهدّ المؤلّف لكتابه بمقدمة ضافية وافية بيّن فيها ما دفعه الى تأليف هذا الكتاب أولا.

ثمّ بحث عن الإمامة ومستلزماتها بصورة مفصّلة ، وأعقب ذلك بحثا عن إمامة السجّاد وآراء المذاهب الإسلامية في هذا الشأن.

وجعل الكتاب في خمسة فصول ...

٢٩٧

تحدث في الفصل الأول : عن أدوار النضال في حياة الإمام زين العابدين عليه‌السلام في كربلاء والأسر والمدينة.

وتحدّث في الفصل الثاني : عن النضال الفكري والعلمي في مجالات القرآن والحديث والعقيدة والشريعة والأحكام.

وتحدّث في الفصل الثالث : عن النضال الأجتماعي والعملي في مجالات الأخلاق والتربية ومقاومة الفساد وما الى ذلك.

وتحدّث في الفصل الرابع : عن زهد الإمام وبكائه ودعائه.

كما تحدّث في الفصل الخامس : ـ عن مواقف الإمام السجاد عليه‌السلام الحاسمة من الظالمين وأعوانهم ومواقفه المبدئية من الحركات المسلّحة.

ثمّ خلص الى خاتمة الكتاب التي أوجز فيها نتائج البحث.

ومما ورد فيها قوله : ـ

« إن الإمام زين العابدين عليه‌السلام قد قام بأعمال سياسية كثيرة في سبيل الأهداف الكبيرة التي من أجلها شرّع الدين.

وهو عليه‌السلام ـ وإن لم يمدّ يدا الى السلاح الحديدي ـ إلاّ أنّه التزم النضال بكلّ الأسلحة الاخرى التي لاتقلّ أهمية وخطورة من السلاح الحديدي.

فشهر سلاح اللسان بالخطب والمواعظ ، وسلاح العلم بالتثقيف والإرشاد ، وسلاح الأخلاق بالتربية والتوجيه ، وسلاح المال بالإعانات والإنفاق ، وسلاح العدالة بالإعتاق ، وسلاح الحضارة بالعرفان » ..

كما أكّد المؤلّف في هذه الخاتمة ، : أنّ من يعرف أوليّات النضال السياسي وبديهيات التحرّك الاجتماعي وخاصة عند المعارضة ، ليدرك أنّ سيرة الإمام زين العابدين عليه‌السلام السياسية التي عرضناها في فصول هذا الكتاب ، هي مشاعل تنير النهج للسائرين على طريق الجهاد الشائك ممن يلتقي مع الإمام عليه‌السلام في تخليد الأهداف الإلهية السامية ..

وتتجلى قيمة هذا الكتاب ـ كما ترى ـ عندما يعرف القاري أنّ المؤلّف رجع الى ما يقرب من مئة وتسعين مصدرا ، ومرجعا مما كتبه الفريقان من أهل السنة والشيعة حول شخصية الإمام زين العابدين وحياته وسيرته.

٢٩٨

كما يتبّين السرّ للقارىء بوضوح في علّة عدول الإمام السجّاد عن الكفاح المسلّح الى الجهاد باللسان والمال والسبل الأخرى حين يطّلع على أن الإمام قد صرّح قائلا : « ما بمكة والمدينة عشرون رجلا يحبّنا ».

وأما الكلام عن ( مؤلّف الكتاب ).

فألحق أنّه أشهر من أن يذكر فقد عرفته الأوساط العلميّة : كاتبا قديرا ، وعالما نحريرا ، له طول باع وسعة اطّلاع في التحقيق والرجال والفقه والاُوصول ، بحيث أحسبه في غنى عن البيان بعد أن أصبح ممّن يشار إليه بالبنان.

وحسبنا أن نذكر ـ على سبيل الاستشهاد ـ أنّه سبق أن فاز كتابه الموسوم برسالة أبي غالب الزراري الى ابن ابنه في آل أعين ، وتكملتها : لابي عبدالله الغضائري بجائزة الكتاب السنويّ في حقل تحقيق التراث بإيران قبل عامين ..

فطوبى له وحسن مآب ، وأخذ الله بيديه وأيدينا جميعا الى ما فيه الخير والصواب ..

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

وصلّى الله على سيّدنا ونبيّنا محمّد الصادق الوعد الأمين ، وآله الهداة الميامين ، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين آمين.

كُتِبَ في يوم الجمعة الأول من ربيع الأول سنة ١٤١٤ هجرية بقم

عشّ آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

محمد رضا آل صادق

٢٩٩

مقاطع من نظم

العلاّمة الخطيب الشاعر الباهر الشيخ سعيد المنصوري

دام ظله

في تقريض وتاريخ صدور كتاب « جهاد الإمام السجّاد » في عام ( ١٤١٤ ) هـ

المقطوعة الاُولى

جهاد الإمـام كـتاب له

عند أهل الحجا قيمة راجحه

مؤلّفه رجل فـاضل

أدّلته قد أتت واضحـه

فأكرم به من فتى عالـم

مواضيعة كلّها ناجحـه

فقرّي عيونـا بني هاشم

بشبل مواهبـه صالحه

فإن قلت للنجم أرخه « طل

تجارته فيكـم رابحـة »

١٤١٤

المقطوعة الثانية

إنّ الجلالي بتأليـفـه

لدى المباراة : « جهاد الإمام

أوضح أمرا لم يكن واضحا

بخير اُسلـوب وخيـر الكلام

وفي بيان ساحـر جـاذب

قد كسب السبق ونال المرام

أبدع في موضوعه خدمـة

لأهل بيت الوحي خير الأنام

ففيه أنوار الهدى أشرقـت

وعن طريق الحقّ أجلى الظلام

وحين قالوا : علمـه دافق

أرّخته : « دفق كصوب الغمام »

١٤١٤

المقطوعة الثالثة

إقرأ كتابـا بيراع الرضـا

فيه لنا قد خطّت الأسطـر

فقل له فضـل على غيـره

وثمّ أرّخ « فيـد تذْكر »

٣٠٠