تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٤

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٤

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٠

فكان كهيئة المرجل. قال القاضي ابن كامل عظما ، فأعمقت القبر وكفنته أكفانا على كفنه وأعدته. قال القاضي وعام الحرقة كان سقف قبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تخرق فتبينت السماء من أرض القبر ، فأتاهم المطر وكثر جدا وهم لا يعلمون بانخراق السقف ، ثم علموا فسد الخرق وانقطع المطر.

٧٧١٤ ـ أبو القاسم بن مروان ، النّهاونديّ الصّوفيّ :

كان قد صحب أبا سعيد الخرّاز ، وأقام ببغداد مدة.

حدثني عبد العزيز بن علي الأزجي قال : سمعت علي بن عبد الله الهمذانيّ ـ بمكة ـ يقول : حدثنا محمّد بن الحسن ، حدثنا أبو القاسم بن مروان ببغداد قال : كان عندنا بنهاوند فتى يصحبني ، وكنت أنا أصحب أبا سعيد الخرّاز ، فكنت إذا رجعت حدثت ذلك الفتى ما أسمع من أبي سعيد ، فقال لي ذات يوم : إن سهّل الله لك الخروج خرجت معك حتى أرى هذا الشيخ الذي تحدثني عنه ، فخرجت وخرج معي ووصلنا إلى مكة ، فقال لي : ليس نطوف حتى نلقي أبا سعيد فقصدناه وسلمنا عليه ، فقال الشاب مسألة ـ ولم يحدثني أنه يريد أن يسأل عن شيء ـ فقال له الشيخ سل ، فقال ما حقيقة التوكل؟ فقال الشيخ أن لا تأخذ الحجة من حمولا ، وكان الشاب قد أخذ حجة من حمولا ـ وهو رئيس نهاوند ـ وما علمت به أنا. فورد على الشاب أمر عظيم وخجل ، فلما رأى الشيخ ما حل به عطف عليه وقال : ارجع إلى سؤالك.

ثم قال أبو سعيد : كنت أراعي شيئا من هذا الأمر في حداثتي فسلكت بادية الموصل فبينا أنا سائر إذ سمعت حسا من ورائي ، فحفظت قلبي عن الالتفات فإذا الحس قد دنا مني وإذا سبعان قد صعدا على كتفي فلحسا خدي ، فلم أنظر إليهما حيث صعدا ولا حيث نزلا.

٧٧١٥ ـ أبو القاسم القاضي ، يعرف بالمغازلي :

من أهل الحربية. حدث عن الحسين بن علي بن الأسود العجليّ. روى عنه القاضي أبو بكر محمّد بن عمر الجعابي.

٧٧١٦ ـ أبو القاسم النقاش :

سمع الجنيد بن محمّد. روى عنه أبو الحسن بن مقسم.

٤٠١

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : سمعت أبا الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن مقسم يقول : سمعت أبا القاسم النقاش يقول : سمعت الجنيد يقول : الإنسان لا يعاب بما في طبعه ، إنما يعاب إذا فعل بما في طبعه.

٧٧١٧ ـ أبو القاسم السلال (١) الصّوفيّ :

حكى عن الجنيد بن محمّد. روى عنه أبو الحسن بن جهضم الهمذانيّ.

أخبرنا العتيقي قال : سمعت علي بن عبد الله بن جهضم الهمذانيّ ـ بمكة ـ يقول : سمعت أبا القاسم السلال البغداديّ ـ بمصر ـ يقول : قال أبو القاسم الجنيد بن محمّد : من لم يكتب الحديث ، ويتحفظ القرآن ، لا يقتدى به في هذا الأمر.

٧٧١٨ ـ أبو راشد ، البصريّ :

نزل بغداد وحدث بها عن محمّد بن إسحاق بن يسار المطّلبي. روى عنه داود بن عمرو الضّبّيّ.

أخبرنا محمّد بن عمر بن القاسم النرسي ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعيّ ، حدثنا أحمد بن زياد المعدل ، حدثنا داود بن عمرو ، حدثنا أبو راشد البصريّ ـ صاحب المغازي وكان ينزل في سكتنا ـ حدثنا محمّد بن إسحاق ، حدثني محمّد بن مسلم بن شهاب عن عروة عن عائشة. ان أول ما ابتدئ به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من النبوة حين أراد الله كرامته ورحمة العبّاد به ، الرؤيا الصّالحة ، لا يرى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في نومه رؤيا إلا جاءت كفلق الصبح. قال : وحببت إليه الخلوة ، قال : فلم يكن شيء أحب إليه من أن يخلو وحده.

٧٧١٩ ـ أبو قتادة :

شيخ كان يروي عن الأوزاعي. ذكره يحيى بن معين فقال فيما :

أخبرني العتيقي قال : أخبرنا عثمان بن محمّد المخرميّ ، أخبرني محمّد بن يعقوب الأصم أن العبّاس بن محمّد الدّوريّ حدثهم قال : سمعت يحيى بن معين يقول.

وأخبرني البرقانيّ ، حدثني محمّد بن أحمد الأدمي ، حدثنا محمّد بن علي الإيادي ، حدثنا زكريّا بن يحيى الساجي قال : قال يحيى بن معين : كان عندنا في

__________________

(١) ٧٧١٧ ـ السّلّال : هذه النسبة إلى عمل السّلّة وبيعها ، وهو شيء يعمل من الحلفاء والخوص ، ولعل بعض أجداد المنتسب إليه كان يعملها (الأنساب ٧ / ٢٠٦).

٤٠٢

درب أبي الطّيّب ببغداد شيخ يكنى بأبي قتادة يروي عن الأوزاعي ، وكان يقول حدثنا أبو عمرو رحمه‌الله. فذهبنا إليه ، واختلفنا إليه ، فقعدنا يوما في الشمس وذهبنا ننظر فإذا في أعلى الصحيفة حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن سماعة عن الأوزاعي ، فطرحنا صحيفته وتركناه. وليس هو أبو قتادة الحراني ، هذا كان رجلا آخر. لفظ البرقانيّ.

٧٧٢٠ ـ أبو خالد ، السقاء :

حدث عن أنس بن مالك. روى عنه محمّد بن عبد الوهّاب الفرّاء النّيسابوريّ.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ قال : سمعت أبا الفضل الحسن بن يعقوب المعدل يقول : سمعت أبا أحمد محمّد بن عبد الوهّاب الفرّاء يقول : سمعت أبا خالد السقاء يقول : سمعت أنس بن مالك يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول ـ ونظر إلى طير ـ فقال : «طوبى لك يا طير تأوى إلى الشجر ، وتأكل الثمر» قال : وذكر الحديث.

قال ابن نعيم : قرأت بخط أبي عمرو المستملي هذا الحديث عن محمّد بن عبد الوهّاب قال : سمعت أبا خالد السقاء ببغداد وذكر مثله.

قال أبو عمرو : سمعت أبا أحمد الفرّاء يقول : كنا عند أبي نعيم وعنده يحيى بن معين وأبو بكر بن أبي شيبة. فذكروا هذا فقال أبو نعيم ابن كم يزعم أنه؟ قالوا : ابن خمس وعشرين ومائة سنة ، وذلك سنة تسع ومائتين.

فقال أبو نعيم : احسبوا فجعل يلقي عليهم. فقال : بزعمه مات ابن عمر قبل أن يولد هو بخمس سنين ، وذلك أنه قيل إنه قال رأيت ابن عمر جاء إلى ابن الزّبير فسلم عليه وهو مصلوب.

٧٧٢١ ـ أبو عبد الرّحمن ، المدائنيّ :

أخبرنا محمّد بن عبد الملك القرشيّ ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، حدثنا عمر بن الحسن ، حدثنا اسماعيل بن الفضل ومحمّد بن بشر بن مطر قالا : حدثنا وهب بن بقية ، حدثنا محمّد بن عبد الملك ، عن أبي عبد الرّحمن المدائنيّ ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن حذيفة : ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أجاز شهادة القابلة. رواه محمّد بن إبراهيم أخو

٤٠٣

أبي معمّر القطيعي عن محمّد بن عبد الملك وهو الواسطيّ عن الأعمش ، ولم يذكر بينهما أبا عبد الرّحمن المدائنيّ.

٧٧٢٢ ـ أبو عبد الرّحمن ، الغفاري :

حدث عن شريك بن عبد الله النخعي. روى عنه أبو جعفر الحضرميّ مطين.

كتب إلى محمّد بن أحمد بن عبد الله التّميميّ ـ من الكوفة ـ أن إبراهيم بن أحمد ابن أبي حصين حدثهم.

ثم أخبرني القاضي أبو عبد الله الصيمري ـ قراءة حدثنا أحمد بن محمّد بن علي الصّوفيّ ، حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين الهمدانيّ ، حدثنا أبو جعفر محمّد بن عبد الله الحضرميّ ، حدثنا أبو عبد الرّحمن الغفاري البغداديّ ـ من ولد شقران ـ حدثنا شريك عن سالم عن سعيد في قوله : (وَإِنَّا لَنَراكَ فِينا ضَعِيفاً) [هود ٩١] قال : كان أعمى.

وبإسناده عن سعيد في قوله : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً) [الملك ٣٠] قال : لا تناله الدلاء.

قال الحضرميّ : ولم أكتب عنه غير هذين الحديثين. وروى الحمّانيّ هذين الحديثين عن رجل عن شريك.

٧٧٢٣ ـ أبو عبد الله بن أبي جعفر ، البرائي (١) الزاهد :

وهو أستاذ أبي جعفر بن الكرنبي الصّوفيّ. حكى عنه حكيم بن جعفر.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدل ، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي ، حدثنا عبد الله بن محمّد بن أبي الدنيا ، حدثني علي بن محمّد بن أبي مريم عن محمّد بن الحسين عن حكيم بن جعفر قال : سمعت أبا عبد الله البراثي يقول : قال لي رجل من العباد : إنك أيها الرجل إن فوضت أمرك إليه اجتمع لك في ذلك أمران.قلت : ما هما؟ قال : قلة الاكتراث بما قد ضمن لك وراحة البدن من مطلب ذلك ، فأي حال أكبر من حال المطيع له ، والمتوكّل عليه؟ كفاه الله بتوكله عليه الهمّ ، وأعقبه الراحة.

__________________

(١) ٧٧٢٣ ـ البراثي : هذه النسبة إلى براثا ، وهو موضع ببغداد متصل بالكرخ (الأنساب ٢ / ١١٧)

٤٠٤

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب الورّاق ، حدثنا أحمد ابن محمّد بن مسروق ، حدثنا محمّد بن الحسين البرجلاني ، حدثنا حكيم بن جعفر قال : كنا نأتي أبا عبد الله بن أبي جعفر الزاهد ـ وكان يسكن براثا ـ وكانت له امرأة متعبدة يقال لها جوهر ، وكان أبو عبد الله يجلس على جلة خوص بحرانية ، وجوهر جالسة حذاءه على جلة أخرى مستقبل القبلة في بيت واحد. قال : فأتيناه يوما وهو جالس على الأرض ليس الجلة تحته ، فقلنا يا أبا عبد الله ما فعلت الجلة التي كنت تقعد عليها؟ قال إن جوهرا أيقظتني البارحة. فقالت : أليس يقال في الحديث إن الأرض تقول لابن آدم تجعل بيني وبينك سترا ، وأنت غدا في بطني؟ قال : قلت نعم! قالت : فاخرج هذه الجلال لا حاجة لنا فيها ، فقمت والله فأخرجتها.

٧٧٢٤ ـ أبو عبد الله ، السّلميّ :

حدث عن ضمرة بن ربيعة ، وأبي داود الطيالسي ، وإبراهيم بن عيينة ، وعن أحمد ابن حنبل. روى عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل.

أخبرنا أبو طالب محمّد بن محمّد بن إبراهيم بن غيلان البزّاز ، حدثنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثنا أبو عبد الله السّلميّ ، حدثني أحمد ابن حنبل عن زائدة عن الشّيبانيّ عن عبد الملك بن ميسرة قال : كنت بالمدينة فشهد رجل أنه رأى الهلال ، فأمر ابن عمر أن يجيزوا شهادته. قلت لأحمد من عن زائدة؟ قال : معاوية بن عمرو.

٧٧٢٥ ـ أبو عبد الله بن أبي أحمد :

حدث عن علي بن سعيد النّيسابوريّ المعروف بالترمذي. روى عنه محمّد بن مخلد.

أخبرني أحمد بن علي بن الحسين المحتسب ، حدثنا أبو الحسين عمر بن القاسم ابن محمّد المقرئ ، حدثنا محمّد بن مخلد العطّار ، حدثني أبو عبد الله بن أبي أحمد ـ صاحبنا ـ حدثنا أبو الحسن علي بن سعد النّيسابوريّ قال : سألت مالك بن أنس عن كسب المعلم؟ فقال : لا بأس به. قلت : وأطلب ولا يعطوني؟ قال لا بأس. قلت وألح؟ قال لا بأس ـ وضحك ـ قلت المحرم يلبس السراويل؟ قال لا ، يبيع السراويل ويشتري إزارا. قلت فالمحرم ينتقب؟ قال لا ، قلت فالمحرم يلبس الطيلسان؟ قال لا بأس به.

٤٠٥

٧٧٢٦ ـ أبو عبد الله بن الخلنجي (١) ، الصّوفيّ :

كان من كبار مشايخهم. حكى عنه أبو سعيد بن الأعرابي وغيره.

أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيرى ، أخبرنا أبو عبد الرّحمن السّلميّ قال : أبو عبد الله بن الخلنجي من قدماء مشايخ البغداديين. كان يحضر مجلس إبراهيم الحربيّ.وسمع الحديث الكثير قبل ذلك عن لوين ، وابن زنجويه. وكان عالما ثم اتخذ حلقة في جامع المدينة يتكلم في الرياضات ، وعيوب النفس ، وآفات الأعمال ، لا يتجاوز ذلك.فإذا سئل عن شيء فوق ذلك لا يجيب. مات ببغداد ودفن في مقبرة الحربية.

حدثنا عبد العزيز الازجي ، حدثنا علي بن عبد الله الهمذانيّ قال : حدثني عبد السلام بن محمّد ، حدثني أحمد بن محمّد الزيادي ـ وقد جرى ذكر جنيد ـ فقال : لم أر في الصّوفيّة أعقل من جنيد بن محمّد القواريري ، ولا أفقه من الثوري ، ولا أشد فقرا من ابن الخلنجي ، لعلي ما رأيت معه قطعة قط.

٧٧٢٧ ـ أبو الوزير ، صاحب ديوان المهدي :

أسند الحديث عن المهدي. روى عنه مسلمة بن الصّلت.

أخبرنا علي بن أحمد الرزاز ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن الحسين الخرقي ، حدثنا محمّد بن غالب بن حرب ، حدثنا محمّد بن صالح الهاشميّ ، حدثنا مسلمة بن الصّلت ، حدثنا أبو الوزير صاحب ديوان المهدي ، حدثنا المهدي أمير المؤمنين عن أبيه عن ابن عبّاس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «آخر أربعاء من الشّهر يوم نحس مستمر» (١).

٧٧٢٨ ـ أبو حمزة ، مولى نصر بن مالك اسمه : رزيق ـ أو زريق ـ وقع إلىّ اسمه غير مقيد فصيرته بالشك :

قرأت على البرقانيّ عن محمّد بن العبّاس الخزاز قال : حدثنا أحمد بن محمّد بن مسعدة الفزاريّ ، حدثنا أحمد بن جعفر بن درستويه ، حدثنا أحمد بن محمّد بن القاسم بن محرز قال سمعت يحيى بن معين ـ وسئل عن أبي حمزة رزيق مولى نصر بن مالك يحدث عن أبي معشر المدني ـ قال : لا بأس به. كان إمام مسجد قراد.

__________________

(١) ٧٧٢٦ ـ الخلنجي : هذه النسبة إلى خلنج ، وهو نوع من الخشب (الأنساب ٥ / ١٦٦).

) ٧٧٢٧ ـ انظر الحديث في : الموضوعات ٢ / ٧٣. واللآلئ المصنوعة ١ / ٢٥٢. وتنزيه الشريعة ٢ / ٥٥.وكشف الخفا ١ / ١١. وكنز العمال ٢٩٣١.

٤٠٦

٧٧٢٩ ـ أبو الخطاب ، كاتب أبي يوسف القاضي :

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ ، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ.

وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدثني أبي ، حدثنا عبد الله بن سليمان الفامي ، حدثنا محمّد بن أبي هارون الورّاق ، عن محمّد بن موسى المعبر قال : حدثني أبو الخطاب كاتب أبي يوسف القاضي قال : نزل في جوارنا رجل من ستة أشهر لا تفوته الصّلاة معنا في جماعة ، ثم فقدناه يوما ويومين وثلاثة لم يخرج إلى الصّلاة ، فجئنا إليه فقلنا له لم نرك من ثلاث حضرت معنا ، فما العلة؟ فقال : لفلان عليّ عشرة آلاف درهم فجاء الأجل فتحملت عليه بقوم فأجلني ستة أشهر ، ثم أجلني بعدها أربعة أشهر ، فتركت الصّلاة حياء ، وحاجتي سؤالكم له أن يؤجلني شهرين حتى تدخل غلتي ، فأتيناه فقلنا نزل فلان عندنا وكان يحضر معنا الصّلاة فتأخر فأخبرنا أن لك عليه مال وهو مستحي ، ونحن نسألك أن تصبر عليه شهرين حتى تدخل غلته. فقال : أترك الصّلاة حياء مني؟ فقلنا نعم! قال : فليس قدركم عندي أن أنظره شهرين ، هو منها في حل.

٧٧٣٠ ـ أبو كنانة ، مستملي هشيم بن بشير :

وهو أخو أبي مسلم عبد الرّحمن بن يونس المستملي. حكى عن هشيم. روى عنه أحمد بن منيع البغوي.

٧٧٣١ ـ أبو الطّيّب الحربيّ :

أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أخبرنا محمّد بن حميد المخرميّ ، حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال : وجدت في كتاب أبي ـ بخط يده ـ قال أبو زكريّا : أبو الطّيّب الحربيّ كذاب خبيث ، كان قد سمع من معمّر ومن هؤلاء ، كان كذابا خبيثا.

٧٧٣٢ ـ أبو سهل المدائنيّ :

حدث عن سفيان بن عيينة ، وشعيب بن حرب. روى عنه المفضل بن غسان الغلابي.

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ ، حدثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن موسى البابسيري ، حدثنا القاضي أبو أميّة الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي ، حدثنا

٤٠٧

أبي ، حدثنا أبو سهل المدائنيّ قال : سئل سفيان بن عيينة عن الرجل يؤم ـ أو يؤذن ـ فيعطي على ذلك من غير تعرض! فقال لا بأس ، هذا موسى سقى لهما لله ، فعرض له رزق فقبله.

أخبرني عبد الله بن يحيى السّكّري ، أخبرنا أبو بكر الشّافعيّ ، حدثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدثنا ابن الغلابي ، حدثني أبو سهل المدائنيّ عن شعيب بن حرب قال : جلست إلى عبد العزيز بن أبي رواد خمسمائة مجلس ، فما أحسب صاحب الشمال كتب شيئا.

٧٧٣٣ ـ أبو سهل المصيصي :

قدم بغداد وحدث بها عن أيّوب بن سويد الرملي. روى عنه أحمد بن علي الخرّاز.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي. وأخبرنا محمّد بن عمر الجصّاص ، أخبرنا أحمد بن يوسف بن خلاد العطّار قالا : حدثنا أحمد بن علي الخرّاز ، حدثنا أبو سهل المصيصي ـ قدم علينا ـ زاد الخطبي هاهنا ثم اتفقا ـ حدثنا أيّوب بن سويد ، حدثنا يونس. وقال ابن خلاد عن يونس عن الزّهريّ عن سالم عن ابن عمر. أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى أن يبال على قارعة الطريق.

٧٧٣٤ ـ أبو عثمان البغداديّ :

حدث عن سفيان بن عيينة. روى عنه أحمد بن عبد الله بن صالح العجليّ.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا الوليد بن بكر الاندلسي ، حدثنا علي بن أحمد بن زكريّا الهاشميّ ، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ ، حدثني أبي ، حدثني أبو عثمان البغداديّ ثقة.

حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال : قال عمر بن الخطاب لعبد الرّحمن بن عوف : ألم يكن فيما يقرأ : (قاتلوا في الله في آخر مرة كما قاتلتم فيه أول مرة) قال : متى ذاك؟ قال : إذا كانت بنو أميّة الأمراء ، وبنو مخزوم الوزراء.

٧٧٣٥ ـ أبو سلمان ، مولى هارون الرّشيد :

أنبأنا أبو عبد الله الكاتب ، أخبرنا محمّد بن حميد ، حدثنا ابن حبان قال : وجدت في كتاب أبي ـ بخط يده ـ قال أبو زكريّا : زعم أبو خيثمة عن علي بن المدينيّ قال :

٤٠٨

كنا نجلس إلى ابن عيينة ويجيء أبو سلمان فيقعد خلفنا فيعلق جميع ما يمر لابن عيينة ، فإذا قمنا إلى البيت قرأها علينا من ألواحه ، فلا يسقط حرفا واحدا. قال أبو زكريّا : وقد رأيت أبا سلمان هذا كان مولى لهارون الرّشيد ، وكان أبوه سنديا ، وكان منزله مدينة أبي جعفر ، وكان خفيف اليد لا يفوته شيء ، وكان يخدم بمكة الغرباء أصحاب الحديث.

٧٧٣٦ ـ أبو يعقوب ، مولى أبي عبيد الله وزير المهدي :

سمع سفيان بن عيينة. روى عنه أحمد بن حنبل.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق وعلي بن محمّد بن عبد الله المعدل قال : أخبرنا أبو علي بن الصواف ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، حدثنا أبو يعقوب مولى أبي عبيد الله قال : اسم أبي فاختة ، سعيد بن علاقة سمعته من ابن عيينة ـ يعني أبو يعقوب ـ سمعه من ابن عيينة.

٧٧٣٧ ـ أبو يعقوب الزّيّات :

كان من الزهاد المذكورين. حكى عنه الجنيد بن محمّد.

أخبرنا أبو نعيم ، أخبرنا جعفر الخلدي ـ في كتابه ـ قال : سمعت الجنيد بن محمّد يقول : دققت على أبي يعقوب الزّيّات بابه في جماعة من أصحابنا. فقال : ما كان لكم شغل في الله يشغلكم عن المجيء إلىّ؟ قال الجنيد : فقلت له إذا كان مجيئنا إليك من شغلنا به لا يقطع عنه ، ففتح الباب ، فسألته عن مسألة في التوكل فاخرج درهما كان عنده ثم أجابني فاعطى التوكل حقه ، ثم قال : استحييت من الله أن أجيبك وعندي شيء.

٧٧٣٨ ـ أبو يعقوب ، الشريطي الصّوفيّ البصريّ :

كان حافظا لعلوم عدة بصيرا بالحديث ، ودخل بغداد في أيام داود بن علي الأصبهانيّ.

فحدثني محمّد بن علي الصوري ـ لفظا ـ أخبرنا أبو أسامة الهرويّ ـ قراءة عليه ـ وأجاز لنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن زكريّا النسوي ـ واللفظ له ـ قالا : حدثنا أبو عبد الله أحمد بن عطاء الروذباري ، حدثنا محمّد بن إسحاق الكثيري قال : قال أبو سعيد الزيادي : دخل أبو يعقوب الشريطي ـ وكان من أهل البصرة ـ مجلس داود

٤٠٩

الأصبهانيّ وعليه خرقتان ، فتصدر لنفسه من غير أن يرفعه أحد ، وجلس بجنب داود ، فحرد داود وقال سل يا فتى ، فقال أبو يعقوب : يسأل الشيخ عما أحب ، فحرد داود وقال عما أسألك عن الحجامة أسألك؟ قال فبرك أبو يعقوب ثم روى طرق «أفطر الحاجم والمحجوم» من أرسله ، ومن أسنده ، ومن أوقف ، ومن ذهب إليه من الفقهاء.وروى اختلاف طرق : احتجم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأعطى الحجام أجره ، ولو كان حراما لم يعطه. ثم روى طرقا أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم احتجم بقرن. وذكر أحاديث صحيحة في الحجامة.ثم ذكر الأحاديث المتوسطة مثل «ما مررت بملإ من الملائكة» «ومثل شفاء أمتي» ومثل ذلك. ثم ذكر الأحاديث الضعيفة مثل قوله «لا تحتجموا يوم كذا ، ولا ساعة كذا» ثم ذكر ما ذهب إليه أهل الطب من الحجامة في كل زمان وذكر ما ذكره الأطباء في الحجامة ، ثم قال في آخر كلامه : وأول ما خرجت الحجامة من أصبهان ، فقال داود : والله لا حقرت أحدا بعدك.

أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري ، أخبرنا أبو عبد الرّحمن السملي قال : أبو يعقوب الشريطي من أهل البصرة صحب أبا تراب النخشبي. وكان عالما بعلوم الظاهر دخل بغداد وعظمه أهلها ، ورفعوا من قدره.

٧٧٣٩ ـ أبو يعقوب بن سليمان بن أبي جعفر ، المنصور :

حدث عن أخته زينب. روى عنه طلحة بن عبيد الله الطلحي.

٧٧٤٠ ـ أبو يعقوب ، البغداديّ :

حدث بخوارزم عن الحسين بن علي بن الأسود العجليّ. روى عنه أبو بكر بن حباب الخوارزمي.

أخبرنا البرقانيّ قال : قرأت على أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن حباب الخوارزمي ـ بها ـ حدثكم أبو يعقوب البغداديّ ـ قدم عليكم ـ حدثنا الحسين بن علي الكوفيّ العجليّ ، حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة ـ لا أدري ذكره عن أبيه أم لا ـ الشك من أبي يعقوب. قال : بلغ عائشة أن أقواما يتناولون أبا بكر وعمر ، فأرسلت إلى أزفلة منهم ، فلما حضروا سدلت أستارها ، ثم دنت ، فحمدت الله وصلت على نبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعذلت وقرعت ، ثم قالت : أبي ، وما أبيه؟ أبي والله لا تعطوه الأيدي ، ذلك طود منيف ، وفرع مديد ، وذكر الحديث في خطبة عائشة بطولها.

__________________

٧٧٤٠ ـ انظر : تهذيب الكمال ٧٧٠٩ (٣٤ / ٤١٣).

٤١٠

٧٧٤١ ـ أبو يعقوب بن أبي الفيصل ، العكبريّ :

حدث عن علي بن حرب الطّائيّ. روى عنه عمر بن القاسم بن الحدّاد المقرئ.

أخبرنا أحمد بن علي المحتسب ، أخبرنا عمر بن القاسم بن الحدّاد ، حدثنا أبو يعقوب بن أبي الفيصل ـ بعكبرا ـ حدثنا علي بن حرب ، حدثنا أسباط بن محمّد ، حدثنا أشعث عن كردوس عن عبد الله قال : مر الملأ من قريش على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعنده بلال ، وسلمان ، وصهيب. فقالوا : يا محمّد أرضيت بهؤلاء؟ أتريد أن تكون تبعا لهؤلاء؟ فنزلت : (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ) إلى قوله : (فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ) [الأنعام ٥٢].

٧٧٤٢ ـ أبو المغيرة :

أحد الغرباء. قدم بغداد وحدث بها عن هشام بن عروة ، حكى عنه يحيى بن معين أنه كان كذابا.

أنبأنا أبو عبد الله الكاتب ، أخبرنا محمّد بن حميد ، حدثنا بن حبان قال : وجدت في كتاب أبي ـ بخط يده ـ قال أبو زكريّا : أبو المغيرة شيخ قدم علينا هاهنا ، كان حسن اللحية ، حسن الهيئة ، وكان يحدث بحديث أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى عن كسر الألوية ، فكانوا يسألونه عنه فذهبت يوما إليه أنا وعامر أخو عجرفة. فقال لي عامر : تعال حتى نصنع له أحاديث ننظر حين يحدث بها فجعل عامر يلقنه أحاديث يضعها له ، وهو يمر فيها كلها عن هشام بن عروة عن أبيه ، عن عائشة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أن الصنيعة لا تنفع إلا عند ذي حسب» (١).

وأحاديث من هذا الضرب ، فجعل يحدث بها كلها ، فإذا هو من أكذب الناس وأخبثه.

٧٧٤٣ ـ أبو جعفر ، المخولي :

قال لي أبو نعيم الحافظ : كان من قدماء العارفين من أهل بغداد ، سكن باب المخول فنسب إليه.

أخبرني أبو الحسن محمّد بن محمّد بن محمّد بن إبراهيم بن مخلد البزّاز ، حدثنا

__________________

(١) ٧٧٤٢ ـ انظر الحديث في : سنن الدارقطني ١ / ٤٢٤.

٧٧٤٣ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٧٢.

٤١١

جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ـ إملاء ـ حدثنا أحمد بن محمّد بن مسروق ، حدثنا محمّد بن الحسين ، حدثني إسماعيل بن إبراهيم الترجماني قال : سمعت أبا جعفر المخولي ـ وكان عابدا عالما ـ قال : حرام على قلب صحب الدنيا أن يسكنه الورع الخفي ، وحرام على نفس عليها ربانية الناس أن تذوق حلاوة الآخرة ، وحرام على كل عالم لم يعمل بعلمه أن يتخذه المتقون إماما.

٧٧٤٤ ـ أبو جعفر السّمّاك ، العابد :

حكى عنه السّريّ بن المغلس السقطي.

أخبرنا أبو نعيم ، أخبرنا جعفر الخلدي ـ في كتابه ـ قال : سمعت الجنيد بن محمّد يقول : سمعت السّريّ يقول : سمعت أبا جعفر السّمّاك ـ وكان شيخا شديد العزلة ـ فرأى عندي جماعة قد اجتمعوا حولي ، فوقف ولم يقعد ثم نظر إلىّ فقال : أبو الحسن صرت مناخا للبطالين؟ فرجع ولم يقعد وكره لي اجتماعهم حولي.

٧٧٤٥ ـ أبو جعفر ابن أخت بشر بن الحارث :

حكى عن بشر. روى عنه محمّد بن هارون بن برية الهاشميّ.

٧٧٤٦ ـ أبو جعفر ، الكبريتي :

كان أحد عبّاد الله الأخيار ، وصحب صالح بن عبد الكريم ، وحكى عنه. روى عنه أبو العبّاس بن مسروق الطوسي.

أخبرني محمّد بن أحمد بن رزق قال : أنبأنا جعفر الخدلي ، حدثنا أحمد بن محمّد بن مسروق ، حدثنا أبو جعفر الكبريتي ـ صاحب صالح بن عبد الكريم ـ قال : قيل لصالح بن عبد الكريم : إن قوما يجدون قلوبهم في القصائد ، ولا يجدونها في القرآن؟ قال : فقال صالح: إن القرآن عزيز ، ويريد القرآن عقلا عزيزا ، وهؤلاء عقولهم فيها ضعف فاحتملوهم.

٧٧٤٧ ـ أبو جعفر ، الزّعفرانيّ :

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي ـ وأنا أسمع ـ قال : وأبو جعفر الزّعفرانيّ كانت عنده حكايات عن بشر بن الحارث مات لاثنتي عشرة خلت من رجب سنة خمس وسبعين ـ يعني ومائتين ـ.

٤١٢

٧٧٤٨ ـ أبو جعفر الحدّاد :

من مشايخ الصّوفيّة. كان شديد الاجتهاد معروفا بالإيثار.

أخبرنا عبد الكريم بن هوازن قال : سمعت أبا عبد الرّحمن السّلميّ يقول : سمعت أبا العبّاس البغداديّ يقول : سمعت محمّد بن عبد الله الزّعفرانيّ يقول : سمعت أبا جعفر الحدّاد يقول : مكثت بضع عشرة سنة أعتقد التوكل ، وأنا أعمل في السوق آخذ كل يوم أجرتي ولا أنتفع منها بشربة ماء ، ولا بدخلة حمام ، وكنت أجئ بأجرتي إلى الفقراء في الشونيزي وأكون على حالي.

أخبرنا محمّد بن علي بن الفتح ، أخبرنا محمّد بن الحسين بن موسى الصّوفيّ ـ أبو عبد الرّحمن ـ قال : سمعت محمّد بن عبد الله الرّازيّ يقول : سمعت أبا عمر الأنماطيّ يقول : مكث أبو جعفر الحدّاد عشرين سنة يكسب كل يوم دينارا ، يتصدق به ـ أو قال ينفقه ـ على الفقراء ، وهو أشد الناس اجتهادا ويخرج بين العشاءين فيتصدق من الأبواب ولا يفطر إلا في وقت أحل الله عليه الميتة ، وكان من رؤساء المتصوفة. قال أبو عبد الرّحمن : أبو جعفر الحدّاد الكبير بغدادي من أقران الجنيد ورويم ، وكان أستاذ أبي جعفر الحدّاد الصغير.

حدثنا عبد العزيز الأزجي ، حدثنا علي بن عبد الله الهمدانيّ ، حدثني ابن إسماعيل الطلاء قال : حدثني أستاذي محمّد بن الهيثم قال : قال لي أبو جعفر الحدّاد : كنت أحب أن أدري كيف تجري أسباب الرزق على الخلق؟ فدخلت البادية بعض السنين على التوكل فبقيت سبعة عشر يوما لم آكل فيها شيئا؟ فضعفت عن المشي. فبقيت أياما أخر لم أذق فيها شيئا حتى سقطت على وجهي ، وغشي عليّ ، وغلب عليّ القمل شيئا ما رأيت مثله ، ولا سمعت به. فبينا أنا كذلك إذ مر بي ركب فرأوني على تلك الحال ، فنزل أحدهم عن راحلته فحلق رأسي ولحيتي وشق علىّ ثوبي وتركني في الرمضاء ، وساروا فمر بي ركب آخر ، فحملوني إلى حيهم وأنا مغلوب فطرحوني ناحية ، فجاءتني امرأة وحلبت على رأسي وصبت اللبن في حلقي ففتحت عيني قليلا وقلت لهم أقرب موضع منكم أين؟ قالوا : جبل الشراة. فحملوني إلى الشراة. قال أبو جعفر : وحين سقطت وكنت قد قبضت على حصاة وجهدوا في البادية أن يفتحوا يدي فلم يطيقوا إذا هي حصاة كلما هممت برميها لم أجد إلى رميها سبيلا فدخلت بيت المقدس ، فاجتمع حولي الصّوفيّة والحصاة في يدي أقلبها

٤١٣

فأخذها مني بعض الفقراء وضرب بها الأرض فتفتتت وأنا انظر إليها ، فقلت نعم يا سيدي لم تطلعني على سبب مجاري الأرزاق إلا بعد حلق رأسي ولحيتي.

٧٧٤٩ ـ أبو جعفر بن الكرنبي الصّوفيّ :

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : سمعت أبا الحسن بن مقسم وذكر أبا جعفر بن الكرنبي وهو من صوفية البغداديين ، فرفع منه جدا وقال : فاق أقرانه في الاجتهاد وكثرة الأوراد ، تأدب أكثر نساك بغداد بآدابه وتوارثوا منه شريف الآداب وحميد الأخلاق.

قال لنا أبو نعيم : وحدثني ابن مقسم عن جعفر الخلدي قال : ذهب الجنيد إليه يوما بصرة دراهم عرضها عليه ، فأبى ابن الكرنبي أن يأخذها منه ، وذكر غناه عنها. فقال له الجنيد : إن وجدت غنى عنها ففي أخذها سرور رجل مسلم فأخذها.

قال أبو نعيم : وكان ابن الكرنبي من تلامذة أبي عبد الله البراثي.

أخبرنا عبد الكريم بن هوازن القشيري قال : سمعت محمّد بن الحسين السّلميّ يقول : سمعت أبا بكر الرّازيّ يقول : سمعت الجريري يقول : سمعت ابن الكرنبي يقول : إن الفقير الصّادق ليحذر من الغنى فيفسد عليه فقره كما أن الغنى يحذر من الفقر حذرا أن يدخل عليه فيفسد غناه عليه.

أخبرنا الأزهري ، حدثنا محمّد بن الحسن النقاش ، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن جعفر بن أحمد البجليّ المقري قال : سمعت أبا الحسن علي بن محمّد بن بشار يحدث قال : سمعت ابن الكرنبي يقول : فررت في أيام المحنة بديني. قال : وكان كبير اللحية ، وكان عليه جبة ثقيلة ، وكان إذا لقيه من يخاف منه وضع لحيته في فمه وحرك رأسه فيقال هو مجنون ، فخرج إلى عبادان. قال : فرأيت رجلا معه غلمان وهو من أبناء الدنيا ففزعت منه وفزع مني ، قال ابن بشار فقلت له : هو فزع منك من منظرك ، وأنت لم فزعت منه؟ قال : خشيت أن يمتحنني ، قال : فإذا قوم من بغداد من قطيعة الرّبيع ، وإذا هو فرّ بدينه ، فوانسته وقلت له في قول الله تعالى (لَنْ تَرانِي) قال : بعين فانية ، في جسد فان ، في دار فانية ، ولكن تراني بعين باقية ، في جسد باق ، في دار باقية. يرى الباقي الباقي. قال : فقال ابن الكرنبي : لو لم يكن محنة إلا أن أخرج أسمع هذا لما كان كثيرا.

٤١٤

أخبرنا عبد العزيز بن علي ، حدثنا علي بن عبد الله الهمذانيّ ، حدثنا الخلدي ، حدثني جنيد قال : سمعت ابن الكرنبي يقول : أصبت ليلة جنابة احتجت أن أغتسل ـ وكانت ليلة باردة ـ فوجدت في نفسي تأخرا وتقصيرا ، وحدثتني نفسي لو تركت حتى تصبح فيسخن لك الماء ، أو تدخل الحمام ، وإلا أعنت على نفسك. فقلت وا عجباه ، أنا أعامل الله في طول عمري ، يجب له على حق لا أجد المسارعة إليه ، وأجد الوقوف والتباطي والتأخر آليت لا اغتسلت إلا في نهر ، وآليت لا اغتسلت إلا في مرقعتي هذه ، وآليت لا نزعتها ، وآليت لا عصرتها ، وآليت لا جففتها في شمس ـ أو كما قال ـ.

أخبرنا القاضي أبو محمّد الحسن بن الحسين بن رامين الأسترآباذي ، أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن أحمد الحميدي الشّيرازيّ ، أخبرني جعفر الخلدي ، حدثنا ابن حباب ـ أبو الحسن صاحب ابن الكرنبي ـ قال : أوصى لي ابن الكرنبي بمرقعته فوزنت فرد كم من كمامها فإذا فيه أحد عشر رطلا. قال جعفر : وكانت المرقعات تسمى في ذلك الوقت الكبل.

أخبرني أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن الحسين بن موسى النّيسابوريّ قال : سمعت عبد الله بن علي يقول : سمعت جعفر الخلدي يقول : جلس الجنيد عند رأس أبي جعفر الكرنبي عند وفاته فرفع الجنيد رأسه إلى السماء. فقال له أبو جعفر : بعد ، فطأطأ رأسه إلى الأرض. فقال أبو جعفر : بعد معناه أن الحق أقرب إلى العبد من أن يشار إليه في جهة.

٧٧٥٠ ـ أبو جعفر ، المجذوم :

كان شديد العزلة والانفراد ، وهو من أقران أبي العبّاس بن عطاء ، ويحكى عنه كرامات.

أخبرنا محمّد بن علي بن الفتح ، حدثنا أبو عبد الرّحمن السّلميّ قال : سمعت علي بن سعيد المصيصي يقول : سمعت محمّد بن خفيف يقول : سمعت أبا الحسين الدراج قال : كنت أحج فيصحبني جماعة فكنت أحتاج إلى القيام معهم والاشتغال بهم ، فذهبت سنة من السنين ، وخرجت إلى القادسية فدخلت المسجد ، فإذا رجل في

__________________

٧٧٥٠ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٣٣٢ ، ٣٣٣.

٤١٥

المحراب مجذوم عليه من البلاء شيء عظيم فلما رآني سلّم عليّ وقال لي : يا أبا الحسين عزمت الحج؟ قلت نعم ـ على غيظ مني وكراهية له ـ قال : فقال لي فالصحبة؟ فقلت في نفسي أنا هربت من الأصحاء أقع في يدي مجذوم! قلت : لا ، قال لي : افعل. قلت : لا والله لا أفعل ، فقال لي : يا أبا الحسين يصنع الله للضعيف حتى يتعجب القوي. فقلت نعم ـ على الإنكار عليه ـ قال : فتركته فلما صليت العصر مشيت إلى ناحية المغيثة فبلغت كلفد (١) ضحوة فلما دخلت إذا أنا بالشيخ فسلم عليّ وقال لي : يا أبا الحسين يصنع الله للضعيف حتى يتعجب القوي. قال : وأخذني شبه الوسواس في أمره ، قال : فلم أحس حتى بلغت القرعاء على العدو فبلغت مع الصبح ، فدخلت المسجد فإذا أنا بالشيخ قاعد ، وقال لي : يا أبا الحسين يصنع الله للضعيف حتى يتعجب القوي. قال : فبادرت إليه فوقعت بين يديه على وجهي فقلت : المعذرة إلى الله وإليك ، قال لي : مالك؟ قلت : أخطأت ، قال: وما هو؟ قلت : الصحبة ، قال : أليس حلفت وإنا نكره أن نحنثك ، قال : قلت فأراك في كل منزل؟ قال : لك ذلك. قال : فذهب عني الجوع والتعب في كل منزل ليس لي هم إلا الدخول إلى المنزل فأراه ، إلى أن بلغت المدينة فغاب عني فلم أره. فلما قدمت مكة حضرت أبا بكر الكتاني وأبا الحسن المزين فذكرت لهم ، فقالوا لي يا أحمق ذلك أبو جعفر المجذوم ، ونحن نسأل الله أن نراه. فقالوا إن لقيته فتعلق به لعلنا نراه ، قلت : نعم! قال : فلما خرجنا إلى منى وعرفات لم ألقه ، فلما كان يوم الجمرة رميت الجمار فجذبني إنسان وقال لي : يا أبا الحسين السلام عليك ، فلما رأيته لحقني من رؤيته ، فصحت فغشى عليّ وذهب عني ، وجئت إلى مسجد الخيف فأخبرت أصحابنا ، فلما كان يوم الوداع صليت خلف المقام ركعتين ، ورفعت يدي فإذا إنسان خلفي جذبني فقال : يا أبا الحسين عزمت أن تصيح؟ قلت : لا ، أسألك أن تدعو لي. فقال : سل ما شئت ، فسألت الله ثلاث دعوات فأمن على دعائي فغاب عني فلم أره ، فسألته عن الأدعية فقال أما أحدها فقلت يا رب حبب إليّ الفقر فليس في الدنيا شيء أحب إلى منه ، والثاني قلت اللهم لا تجعلني ممن أبيت ليلة ولي شيء أدخره لغد وأنا منذ كذا وكذا سنة ما لي شيء أدخره ، والثالث قلت اللهم إذا أذنت لأوليائك أن ينظروا إليك فاجعلني منهم وأنا أرجو ذلك. قال السّلميّ : أبو جعفر المجذوم بغدادي.

__________________

(١) هكذا في الأصل ، وفي المعجم : «كلفى» كحبلى ؛ رملة بجنب غيفة بين مكة والمدينة.

٤١٦

٧٧٥١ ـ أبو جعفر ، الصيدلاني الصّوفيّ :

أخبرنا محمّد بن علي بن الفتح ، أخبرنا أبو عبد الرّحمن السّلميّ قال : أبو جعفر الصيدلاني البغداديّ من أقران ابن عطاء ، جاور بمكة سنين ومات بحصن ، صحب أبا سعيد الخرّاز وكان أستاذ ابن الاعرابي.

٧٧٥٢ ـ أبو هشام ، الباعقوبي :

من أهل باعقوبا وهي قرية بأعلى النهروان. حدث عن عبد الله بن داود الخريبي.روى عنه يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم المؤدّب.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدثنا يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم المؤدّب ، حدثنا أبو هشام الباعقوبي ، حدثنا عبد الله بن داود ، حدثنا سويد مولى عمرو بن حريث ، عن عمرو بن حريث قال : سمعت عليا يقول : خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان.

٧٧٥٣ ـ أبو الخير :

شيخ كان يسكن بدرب سليمان. وحدث عن أبي البختريّ وهب بن وهب القاضي وغيره ، وكان كذابا. ذكره إبراهيم الحربيّ.

أخبرنا العتيقي ، حدثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أبو أيّوب سليمان بن إسحاق الجلاب قال : سمعت إبراهيم الحربيّ ـ غير مرة ـ يقول : كان في درب سليمان بن أبي جعفر رجل يقال له أبو الخير ، وكنا نجيء إلى عبد الأعلى ، وكنا إذا انصرفنا يجيء أصحاب الحديث فيقولون له أمل علينا ، فيملى عليهم فيكتبون عنه. قال : وكنت أنا عنده أنبل من أن أقول له أمل علينا ، قال : فتنحنح ثم قال : أخبرني أبو البختريّ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن لكل شيء خيرة ، وخيرته من البقل الهندبا ومن الغنم النعجة ، ومن بني آدم أنا» (١) قال إبراهيم لم أسمع أحمد بن حنبل يكذب أحدا إلا أبا البختريّ هكذا. فاني سمعته يقول : أبو البختريّ ذاك الكذاب. قال إبراهيم : وجئت يوما إلى رأس الجسر فإذا هو يسقي الماء من جرة صغيرة ، وجارية تنقل عليه بجرة ، والناس حواليه ينظرون إليه ويشربون ، وهو يسقي من صعد من الجسر ومن نزل.

__________________

٧٧٥٢ ـ انظر : الأنساب ، للسمعاني ٢ / ٤٣.

) ٧٧٥٣ ـ انظر الحديث في : تنزيه الشريعة ٢ / ٢٦٦.

٤١٧

قال : فقمت ناحية أبصر إليه ولم أتقدم إليه أسلم عليه ، قال : فاستسقى صبي ورجل ، قال: فسقى الصبي قبل الرجل ، ثم تنحنح واحدة بلغت السيب. فكدت أصعق وأقع على واحد.

ثم قال : أخبرني أبو الزّيّات قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا استسقى الصبي والرجل فسقى الرجل قبل الصبي غارت عين من عيون الماء» (٢).

قال إبراهيم : وكان عليه قميص قصب بأربعة دنانير ، ودواج وشي.

٧٧٥٤ ـ أبو موسى ، البغداديّ :

حدث عن مسلم بن إبراهيم. روى عنه محمّد بن خزيمة البلخي.

أخبرني الأزهري ، حدثنا الحسن بن أحمد بن محمّد المحمي النّيسابوريّ ، حدثنا أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه البخاريّ ـ بها ـ حدثنا محمّد بن خزيمة البلخي ، حدثنا أبو موسى البغداديّ ، حدثنا مسلم بن إبراهيم ، حدثنا حكيم بن حزام الأزديّ عن العلاء بن كثير الدّمشقيّ عن مكحول عن واثلة بن الأسقع قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من بركة المرأة بكورها بالأنثى ، ألم تسمع بقول الله عزوجل في حم : (يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ) [الشورى ٤٩] فبدأ بالإناث قبل الذكور» (١).

٧٧٥٥ ـ أبو اليقين ، الحربيّ :

سمع بشر بن الحارث. روى عنه محمّد بن أبي سهل شيخ لأبي الحسن البصريّ.أخبرني الأزهري قال : حدثنا عبيد الله بن أحمد بن علي المقرئ ، حدثنا علي بن محمد المصري ، حدثنا محمّد بن أبي سهل ، حدثنا أبو اليقين الحربيّ قال : قال لي بشر بن الحارث : رضت نفسي في كل شيء فغلبتها ، ما خلا مجالستكم ، فاني لست أصبر.

٧٧٥٦ ـ أبو عاصم ، المتطبب :

سمع بشر بن الحارث. روى عنه أبو الفضل العبّاس بن سام.

٧٧٥٧ ـ أبو شعيب ، البراثي العابد :

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، أخبرني جعفر الخلدي ـ في كتابه ، وحدثني به محمّد بن

__________________

(٢) انظر الحديث في : تذكرة الموضوعات ١٤٧٥.

(١) ٧٧٥٤ ـ انظر الحديث في : كنز العمال ٤٥٤٦٣.

٤١٨

إبراهيم عنه ـ قال : سمعت الجنيد بن محمّد يقول : كان أبو شعيب البراثي أول من سكن براثا في كوخ يتعبّد فيه ، فمرت بكوخه جارية من بنات الكبار من أبناء الدنيا ، كانت ربيت في قصور الملوك ، فنظرت إلى أبي شعيب فاستحسنت حاله وما كان عليه ، فصارت كالأسير له ، فعزمت على التجرد من الدنيا والاتصال بأبي شعيب ، فجاءت إليه ، وقالت : أريد أن أكون لك خادمة؟ فقال لها : إن أردت ذلك فغيري من هيئتك وتجردي عما أنت فيه حتى تصلحي لما أردت ، فتجردت عن كل ما تملكه ولبست لبسة النّساك وحضرته ، فتزوجها فلما دخلت الكوخ رأت قطعة خصاف كانت مجلس أبي شعيب تقيه من الندى فقالت : ما أنا بمقيمة فيها حتى تخرج ما تحتك ، لأني سمعتك تقول : إن الأرض تقول يا ابن آدم تجعل اليوم بيني وبينك حجابا وأنت غدا في بطني؟ فما كنت لأجعل بيني وبينها حجابا. فأخذ أبو شعيب الخصاف ورمى بها ، فمكثت معه سنين كثيرة يتعبّدان أحسن عبادة ، وتوفيا على ذلك متعاونين.

٧٧٥٨ ـ أبو شعيب :

صاحب معروف الكرخيّ. حكى عن معروف. روى عنه عبيد الله بن محمّد الزّيات.

٧٧٥٩ ـ أبو إسحاق ، الدولابي :

من أهل الري. كان يقال إنه من الابدال ، صاحب كرامات ، ورد بغداد زائرا معروف الكرخيّ.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ـ إجازة ـ حدثنا جعفر الخلدي ، حدثنا أحمد بن محمّد بن مسروق قال : سمعت محمّد بن منصور الطوسي يقول : جئت مرة إلى معروف الكرخيّ فعض على أنامله وقال : هاه ، لو لحقت أبا إسحاق الدولابي؟ كان هاهنا الساعة سلّم عليّ ، فذهبت أقوم فقال لي اجلس لعله قد بلغ منزله بالري.

قال أبو العبّاس بن مسروق : وكان أبو إسحاق الدولابي من جلة الأبدال.

٧٧٦٠ ـ أبو العبّاس ، البغداديّ :

صحب بشر بن الحارث ، وتغرب إلى الشام ونواحي مصر. روى عنه العبّاس بن يوسف الشكلي وجماعة غيره.

__________________

٧٧٥٩ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١١٤.

٤١٩

أخبرنا علي بن أحمد بن إبراهيم البزّاز ـ بالبصرة ـ حدثنا الحسن بن محمّد بن عثمان النسوي ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثني أبو محمّد محرز قال : كنت مع أبي العبّاس البغداديّ ـ بمكة ـ فنظر إلى نواة مطروحة فأخذها ، فلما دخلنا المسجد إذا سائل يسأل ، قال : فناوله النواة وقال هذا جهد المقل.

أخبرني علي بن أيّوب القمي ، أخبرنا أبو عبيد الله المرزباني ، حدثنا محمّد بن مخلد ، حدثني علي بن خليد ، حدثني أبو العبّاس البغداديّ ـ بحلب ـ قال : سمعت بشر بن الحارث يقول : لا تعوّد نفسك الشبع من الحلال فتأكل الحرام.

أخبرنا أبو عمر الحسن بن عثمان الواعظ ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدثنا العبّاس بن يوسف الشكلي قال : رأيت أبا العبّاس البغداديّ جالسا على صخرة بساحل الاسكندرية. والأمواج تضرب الصخرة ، ويده على خده ينظر إلى الأمواج ، فوقفت انظر إليه فأقبل عليّ بوجهه. وأنشأ يقول :

أنست بالوحدة من بعد ما

كنت من الوحدة مستوحشا

فصرت بالوحدة مستأنسا

وصارت الوحدة لي مجلسا

٧٧٦١ ـ أبو العبّاس الخريمي :

جار أبي مزاحم الخاقاني. حدث عن أبي عمران موسى بن نصر البزّاز. روى عنه أبو مزاحم.

٧٧٦٢ ـ أبو العبّاس ، الأرجل الصّوفيّ :

أخبرنا إسماعيل الحيرى ، أخبرنا أبو عبد الرّحمن السّلميّ قال : أبو العبّاس الأرجل مولى جعفر بن سليمان من قدماء مشايخ بغداد وجلتهم ، وكان بفرد رجل ، قطع البادية على التوكل مرارا ، يحج ولا يتوكأ على عصا. وقال أبو عبد الرّحمن : سمعت عبد الله بن محمّد بن عبد الوهّاب يقول : سمعت بعض أصحابنا يقول : رأيت أبا العبّاس الأرجل في بعض أطراف بغداد ، وعليه ثياب رثة في يوم شديد القر ، وهو يقفز بإحدى رجليه. فقال لي : هل من مبارز؟ فقلت : لا.

٧٧٦٣ ـ أبو العبّاس ، الربضي :

صاحب إبراهيم الحربيّ. حكى عن إبراهيم حكاية رواها عنه أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن مقسم.

٤٢٠