تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٤

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٤

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٠

فقال : منهم أبو بكر بن عيّاش. قال جدي : وأبو بكر بن عيّاش شيخ قديم معروف بالصلاح البارع ، وكان له فقه كثير ، وعلم بأخبار الناس ، ورواية للحديث. يعرف له سنه وفضله ، وفي حديثه اضطراب.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا دعلج ، أخبرنا أحمد بن علي الأبار ، حدثنا محمّد بن يحيى قال : سمعت أبا نعيم يقول : لم يكن من شيوخنا أكثر غلطا من أبي بكر بن عيّاش.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدثنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصواف ، حدثنا محمّد ابن عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا علي بن عبد الله المدينيّ قال : قال يحيى بن سعيد : لو كان أبو بكر بن عيّاش بين يدي ما سألته عن شيء.

أخبرنا عبد الله بن أحمد السوذرجاني ـ بأصبهان ـ أخبرنا أبو بكر بن المقرئ ، حدثنا محمّد بن الحسن بن علي بن بحر ، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال : كان يحيى بن سعيد إذا ذكر عنده أبو بكر بن عيّاش كلح وجهه ، وكان عبد الرّحمن يحدث عنه.

أخبرني عبد الله بن يحيى السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعيّ ، حدثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدثنا ابن الغلابي قال : وسألته ـ يعني يحيى بن معين ـ عن أبي بكر بن عيّاش فضعفه.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال : قلت لأبي داود : أبو بكر بن عيّاش كان يغلط؟ فقال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : كان أبو بكر يحدث بحث أي بحث. قال أبو داود : حدث عن إسماعيل عن الشعبي بحديث فقال أحمد ليس هذا من حديث إسماعيل. أبو بكر يحدث بحث أي بحث. قال أبو داود أبو بكر ثقة.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر قال : حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثني الفضل بن زياد قال : قال أبو عبد الله : أبو بكر يضطرب في حديث هؤلاء الصغار فاما حديثه عن أولئك الكبار ما أقربه عن أبي حصين وعاصم ، وانه ليضطرب عن أبي إسحاق أو نحو هذا. ثم قال : ليس هو مثل سفيان وزائدة وزهير. وكان سفيان فوق هؤلاء وأحفظ.

٣٨١

أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي الأصبهانيّ ، أخبرنا أبو أحمد الحافظ ، أخبرنا محمّد ابن إسحاق الثّقفيّ قال : سمعت المهنى بن يحيى يقول : سألت أحمد بن حنبل : أيهما أحب إليك ، إسرائيل أو أبو بكر بن عيّاش؟ فقال إسرائيل. قلت : لم؟ قال : لأن أبا بكر كثير الخطأ جدّا. قلت : كان في كتبه خطأ. قال : لا؟ كان إذا حدث من حفظه.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم ، أخبرنا علي بن عيسى الحيرى ، حدثنا أحمد بن سلمة بن عبد الله قال : سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول : جاء رجل إلى أبي بكر بن عيّاش فقال : يا أبا بكر ، ألا تحدث الناس؟ قال : قد حدثت الناس خمسين سنة. ثم قال أبو بكر للرجل اقرأ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) فقرأ ثم قال الثانية : فقرأ حتى بلغ عشرين مرة. فكأن الرجل وجد في نفسه من ذلك. فقال أنا لا أضجر وقد حدثت الناس خمسين سنة وأنت في ساعة تضجر.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي ، حدثنا علي بن أحمد بن زكريّا الهاشميّ ، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ ، حدثني أبي قال : أبو بكر بن عيّاش كوفي ثقة مولى بني أسد.

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن خميرويه الهرويّ ، أخبرنا الحسين بن إدريس قال : قال ابن عمار : رأيت أبا بكر بن عيّاش ، فكأنما رأيت رجلا من صدر هذه الأمة ـ أو نحوه ـ.

أخبرنا البرقانيّ قال : قرأت على أبي القاسم بن النخاس أخبركم ابن أبي داود ، حدثنا إسحاق بن وهب قال : سمعت يزيد بن هارون ـ وذكر عنده أبو بكر بن عيّاش : فقال كان أبو بكر بن عيّاش خيرا فاضلا ، لم يضع جنبه إلى الأرض أربعين سنة.

أخبرني الصيمري ، حدثنا علي بن الحسن الرّازيّ ، حدثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ ، حدثنا أحمد بن زهير ، حدثنا يحيى بن معين قال : سمعت أبا عيسى النخعي قال : لم يفرش لأبي بكر بن عيّاش فراش خمسين سنة.

أخبرنا عبد الواحد بن محمّد بن مهدي ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدثنا جدي ، حدثني يحيى بن أيّوب ، حدثنا أبو عيسى النخعي الحواري قال : لم يفرش لأبي بكر بن عيّاش فراش خمسين سنة.

٣٨٢

أخبرنا عبد الملك بن محمّد الواعظ ، أخبرنا دعلج بن أحمد. وأخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان قالا : حدثنا موسى بن هارون ، حدثنا يحيى الحمّانيّ ، حدثنا أبو بكر بن عيّاش قال : جئت ليلة إلى زمزم فاستقيت منها دلوا لبنا وعسلا.

أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن عبد الله الأصبهانيّ ، حدثنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، حدثنا أحمد بن محمّد بن مسروق ، حدثنا يحيى الحمّانيّ قال : سمعت أبا بكر بن عيّاش يقول : أتيت زمزم فاستقيت منها عسلا ، وأتيتها فاستقيت منها لبنا ، وأتيتها فاستقيت منها ماء.

أخبرنا القاضي أبو بكر محمّد بن عمر الداودي ، حدثنا محمّد بن العبّاس بن الفرات ، حدثنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم ، حدثنا أبو شيخ الأصبهانيّ ، حدثنا دلويه قال : سمعت عليا ـ يعني ابن محمّد ابن أخت يعلى بن عبيد ـ يقول : مكث أبو بكر بن عيّاش عشرين سنة ، قد نزل الماء في إحدى عينيه ما يعلم به أهله.

أخبرنا الجوهريّ ، حدثنا محمّد بن العبّاس ، حدثنا محمّد بن القاسم ـ أبو الطّيّب البزّاز ـ حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال : حدثني محمّد بن الحجّاج بن جعفر بن إياس ابن نذير الضّبّيّ قال : كان أبو بكر بن عيّاش يقوم الليل في قباء صوف ، وسراويل وعكازة يضعها في صدره حين كبر يتكئ عليها ، فيحيي ليلته. ومات أبو بكر وهو ابن ست وتسعين.

كتب إلى عبد الرّحمن بن عثمان الدّمشقيّ. وحدثني عبد العزيز بن أبي طاهر عنه قال : أخبرنا أبو الميمون البجليّ ، حدثنا أبو زرعة قال : سمعت أحمد بن يونس يقول : كان أبو بكر بن عيّاش مثل سفيان الثوري ـ يعني في السن ـ.

أخبرنا ابن رزق وابن الفضل قالا : أخبرنا دعلج بن أحمد قال : حدثنا ـ وفي حديث ابن الفضل أخبرنا ـ أحمد بن علي الأبار ، حدثنا عبد الله بن عمر الجعفيّ قال : سمعت حسن بن علي يقول : كنا في مجلس سعير بن الخمس ، قال أبو عبد الرّحمن وهو مجلس لم يزل الناس يجلسون فيه كان سعيد بن جبير يجلس فيه. قال وهم فيه مجتمعون فقالوا لسفيان الثوري : يا أبا عبد الله كم أتى عليك؟ قال : خمس وأربعون.قال زائدة : أنا فيها. قال سفيان بن عيينة : أنا ابن ثلاث وأربعين. قال : فقال أبو بكر ابن عيّاش : قه قه ـ يعني ضحك ـ أنا أكبركم ، أنا ابن ثمان وأربعين.

٣٨٣

أخبرنا البرقانيّ قال : قرئ على أبي إسحاق المزكي ـ وأنا أسمع ـ سمعت أبا الحسن محمّد بن أحمد بن زهير الطوسي قال : سمعت علي بن خشرم قال : سمعت أبا بكر بن عيّاش يقول وهو يبكي :

بلغت الثمانين أو جزتها

فما ذا أؤمل أو أنتظر؟

وأخبرنا البرقانيّ قال : سمعت أبا القاسم عبد الله بن إبراهيم الأبندوني يقول : سمعت أبا الحسن أحمد بن محمّد بن الفضل بن موسى السجستاني ـ بدمشق ـ يقول : سمعت علي بن خشرم قال : سمعت أبا بكر بن عيّاش ينشد :

بلغت الثمانين ، أو جزتها

فما ذا أؤمل أو أنتظر؟

علتني السنون ، فأبلينني

ودقت عظامي وكل البصر

أما في الثمانين من مولدي

ودون الثمانين ما يعتبر؟

أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي ، حدثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن المستورد الكوفيّ ، حدثنا وضاح بن يحيى النهشلي قال : قال أبو بكر بن عيّاش :

صرت من ضعفي كالثوب الخلق

طورا يرفّيه وطورا ينفتق

من صحب الدهر تقيا بالعلق

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا أبو الفضل بن خميرويه ، أخبرنا الحسين بن إدريس قال : قال ابن عمار : سمعت أبا بكر بن عيّاش يقول : صمت ثمانين رمضانا.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدثنا محمّد ابن أحمد بن البراء ، حدثنا إسحاق بن الحسين قال : كان أبو بكر بن عيّاش لما كبر يأخذ إفطاره ، ثم يغمسه بالماء ، في جر كان له في بيت مظلم ، ثم يقول : يا ملائكتي طالت صحبتي لكما ، فإن كان لكما عند الله شفاعة ، فاشفعا لي.

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ ، أخبرنا محمّد بن جعفر التّميميّ ـ بالكوفة ـ أخبرنا أبو بكر الدارمي ، حدثنا الحسن بن يحيى بن أبان عن أبي هشام الرفاعي قال : سمعت أبا بكر بن عيّاش يقول : لي غرفة قد عجزت عن الصعود إليها ، وما يمنعني من النزول منها إلا أني أختم فيها القرآن كل يوم وليلة منذ ستين سنة.

أخبرني الأزهري ، حدثنا محمّد بن العبّاس ، حدثنا أبو القاسم بن منيع ، حدثنا أبو زكريّا يحيى بن أيّوب العابد قال : حدثني نصر بن بسام ـ صاحب كان لنا ثقة ـ عن

٣٨٤

أبيه. قال : سألت حدقة أبي بكر ـ يعني ابن عيّاش ـ فقال لي : ضعها على كفي فوضعتها على كفه ثم بكيت ، فقال : أتبكي عليّ وقد قرأت القرآن ثمانين سنة؟ وأخرى أخبرك بها ، أي بني ما أتت عليّ ليلة في مرض إلا وأنا أقرأ فيها القرآن. قال أبو زكريّا : فلما قدم أبو بكر بغداد قال : أنا صاحبكم الذي تعرفون.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدل ، أخبرنا الحسن بن صفوان البرذعي ، حدثنا عبد الله بن محمّد بن أبي الدنيا ، حدثنا محمّد بن المثنى قال : سمعت إبراهيم ابن شماس قال : سمعت إبراهيم بن أبي بكر بن عيّاش قال : شهدت أبي عند الموت ، فبكيت فقال : يا بني ما يبكيك؟ فما أتى أبوك فاحشة قط.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال : كتب إلى محمّد بن إبراهيم الجوري أن عبدان بن أحمد بن أبي صالح الهمذانيّ حدثهم قال : حدثنا أبو حاتم الرّازيّ ، حدثنا أحمد بن خالد قال : قيل لأبي بكر بن عيّاش : كيف قراءتك بالترتيل فقال : كيف أقدر أرتل وأنا أقرأ القرآن في كل يوم وليلة منذ أربعين سنة؟

أخبرنا عبد الرّحمن بن عبيد الله الحربيّ ، حدثنا حبيب بن الحسن القزّاز ، حدثنا محمّد بن إبراهيم الصعدي ، حدثنا علي بن مسلم الهاشميّ ، حدثنا عبد الرّحمن بن يحيى الصيداوي ، حدثنا إبراهيم بن أبي بكر بن عيّاش قال : بكيت عند أبي حين حضرته الوفاة فقال لي : ما يبكيك؟ أترى الله يضيع لأبيك أربعين سنة يختم فيها القرآن كل ليلة؟.

أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عبد الله الأصبهانيّ ، حدثنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، حدثنا أحمد بن محمّد بن مسروق قال : سمعت يحيى الحمّانيّ يقول : لما حضرت أبا بكر بن عيّاش الوفاة بكت أخته. فقال لها : ما يبكيك؟ انظري إلى تلك الزاوية التي في البيت ، قد ختم أخوك في هذه الزاوية ثمان عشرة ألف ختمة.

أخبرني ابن الفضل ، أخبرنا دعلج ، أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال : سمعت مسلم ابن سلّام قال : مات أبو بكر بن عيّاش سنة ثلاث وتسعين ومائة ، وقد جاز التسعين فذكر سنين.

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدثنا حنبل بن إسحاق قال : قال أبو عبد الله : مات أبو بكر بن عيّاش سنة ثلاث وتسعين ، وله ثلاث وتسعون.

٣٨٥

روى عبد الله بن أحمد والفضل بن زياد عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل في مولد أبي بكر خلاف هذا.

أخبرني الصيمري ، حدثنا علي بن الحسن الرّازيّ ، حدثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ، حدثنا أحمد بن زهير قال : سمعت يحيى بن معين يقول : ولد أبو بكر بن عيّاش سنة أربع وتسعين.

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي وأحمد بن جعفر بن حمدان قالا : حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، حدثنا حسن بن الرّبيع. قال :

وأخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا يعقوب بن سفيان قال : قال الحسن بن الرّبيع : ولد أبو بكر بن عيّاش سنة خمس وتسعين.

أخبرني الحسين بن علي الطناجيري ، أخبرنا محمّد بن زيد بن علي بن مروان الأنصاريّ ـ بالكوفة ـ أخبرنا محمّد بن محمّد بن عقبة الشّيبانيّ ، حدثنا هارون بن حاتم قال : سمعت منصور بن أبي مويرة الأسدي يقول لأبي بكر بن عيّاش : يا أبا بكر متى ولدت؟ قال : سنة خمس وتسعين.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا يعقوب قال : حدثني الفضل قال : سمعت أبا عبد الله يقول : ولد أبو بكر بن عيّاش سنة ست وتسعين.

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا إسماعيل الخطبي وأحمد بن جعفر بن حمدان قالا : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : قال أبي : بلغني مات أبو بكر بن عيّاش سنة ثلاث وتسعين ، وله ست وتسعون.

أخبرنا أبو عمر بن مهدي ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، حدثنا جدي قال : حدثني يوسف بن يعقوب الصّفّار قال : سمعت أبا بكر بن عيّاش يقول : ولدت في زمان سليمان بن عبد الملك سنة سبع وتسعين ، وأخذت رزق عمر بن عبد العزيز ، ومكثت خمسة أشهر ما أشرب ماء ما أشرب إلا النبيذ. قال : وصمت خمسة وسبعين شهر رمضان. ما أفطرت منها يوما من سفر ولا مرض.

قال يوسف : مات في جمادي سنة ثلاث وتسعين ومائة ، وله ست وتسعون سنة.

أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي ، حدثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم قال : سمعت أحمد بن عبد الجبّار العطاردي يقول : وأبو بكر بن عيّاش سنة ثلاث وتسعين ومائة ـ يعني مات ـ.

٣٨٦

أخبرنا علي بن أحمد الرزاز ، أخبرنا أبو علي بن الصواف ، حدثنا بشر بن موسى ، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي.

وأخبرنا الأزهري ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكنديّ ، حدثنا أبو سعد محمّد بن المثنى قالا : ومات أبو بكر بن عيّاش سنة ثلاث وتسعين ومائة.

٧٧٩٩ ـ أبو بكر بن مروان بن الحكم بن يزيد بن عمير ، الأسيدي (١) البصريّ:

قدم بغداد وحدث بها عن جويرية بن أسماء ، وعبد الوارث بن سعيد ، وحمّاد بن زيد. روى عنه عمر بن شبة النميري ، والحسن بن علي المعمري.

وقال عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرّازيّ : سألت أبي عنه فقال : كتبت عنه وليس به بأس.

أخبرنا الحسن بن الحسين بن العبّاس النعالي ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن محمّد بن سلم الختلي ، حدثنا أبو علي الحسن بن علي المعمري ، حدثنا عمر بن شيبة بن عبيدة النميري ، حدثنا أبو بكر بن مروان بن الحكم بن يزيد بن عمير الاسيدي ـ وكان ثقة وفوق الثقة ـ.

حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن شعيب بن الحبحاب عن أنس قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من صلّى على جنازة فله قيراط ، ومن اتبعها إلى الحفرة فله قيراطان ، القيراط أعظم من جبل أحد» (٢).

قال أبو علي المعمري : هكذا قال هذا الشيخ وأراه وهم فيه ، وذلك أن عبيد الله بن عمر حدثنا قال : حدثنا عبد الوارث عن شعيب بن الحبحاب عن عثمان بن سعيد عن أبي هريرة موقوفا. وقد رواه حمّاد بن زيد عن شعيب فقال عن أبي الليث مولى كثير ابن الصّلت عن أبي هريرة موقوفا. ورواه عبد الكبير بن شعيب عن أبيه عن كثير مولى ابن الصّلت عن أبي هريرة ورفعه قال أبو علي : وقد كتبت أنا عن أبي بكر

__________________

(١) ٧٦٩٩ الأسيدي : هذه النسبة إلى أسيد ، وهو بطن من تميم يقال له : أسيد بن عمرو بن تميم (الأنساب ١ / ٢٦٢).

(٢) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الجنائز ٥٤ ، ٥٧. وفتح الباري ٧ / ٧٥.

٣٨٧

الاسيدي هذا الذي رواه عن عبد الوارث ، إلا أني لم أكتب هذا عنه. قدم علينا من البصرة سنة اثنتين وثلاثين يريد سر من رأى فنزل دار ابن جميل ، فبتنا على بابه فحدثنا بمجلس في الليل فيه عن جويرية بن أسماء وحمّاد بن زيد ، ثم خرج في السحر. وكان يسأل عن حديث ابن عون عن الحسن. لم يحدث به إلا الاسيدي عن ابن عون وليس بمسند.

٧٧٠٠ ـ أبو بكر بن أبي النّضر هاشم بن القاسم ، الكنانيّ :

سمع أباه وقرادا أبا نوح ومحمّد بن بشر العبديّ ، وأسود بن عامر ، والقعنبي.روى عنه محمّد بن إسماعيل البخاريّ ، ومسلم بن الحجّاج ، وأبو قدامة السرخسي ، وأبو حاتم الرّازيّ ، ويعقوب بن سفيان ، ومحمّد بن عبدوس بن كامل ، وأبو بكر بن أبي الدنيا ، وجعفر الفريابي ، وقاسم بن زكريّا المطرّز ، ومحمّد بن إسحاق السراج.

وقال ابن أبي حاتم : سألت أبي عنه فقال صدوق.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدل ، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي ، حدثنا عبد الله بن محمّد بن أبي الدنيا ، حدثنا أبو بكر بن هاشم ، حدثنا أبي أبو النّضر ، حدثنا أبو عقيل الثّقفيّ عبد الله بن عقيل ، حدثنا عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر ، حدثنا سالم عن أبيه قال : ربما ذكرت قول الشّاعر ـ وأنا أنظر إلى وجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يستسقى فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب ، فاذكر قول الشّاعر :

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه

ربيع اليتامى عصمة للأرامل

وهو قول أبي طالب. أخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن المظفّر قال : قال عبد الله ابن محمّد البغوي : مات أبو بكر بن أبي النّضر سنة خمس وأربعين.

قرأت على البرقانيّ ، عن أبي إسحاق المزكى قال : أخبرنا محمّد بن إسحاق السراج قال : سألت أبا بكر بن أبي النّضر ما اسمك؟ قال : اسمي وكنيتي أبو بكر.

قال السراج : مات أبو بكر بن أبي النّضر هاشم بن القاسم ببغداد في رجب سنة خمس وأربعين ومائتين.

٧٧٠١ ـ أبو بكر ، الدّارقطنيّ المؤدّب :

حدث عن داود بن شبيب المصريّ. روى عنه عثمان بن إسماعيل السّكّري.

٣٨٨

أخبرنا أبو الفرج الطناجيري ، حدثنا محمّد بن علي بن الحسن بن سويد المؤدّب ، أخبرنا أبو القاسم عثمان بن إسماعيل بن بكر السّكّري ، حدثنا أبو بكر المعلم ـ كتبت عنه في دار القطن ـ حدثنا داود بن شبيب ، حدثنا حمّاد بن سلمة وعكرمة بن إبراهيم جميعا عن أبي هارون عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «سيأتيكم قوم يطلبون العلم فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرا» (١).

قال عكرمة : قال أبو هارون : فكنا إذا أتينا أبا سعيد قال : مرحبا بوصية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٧٧٠٢ ـ أبو بكر المقاريضي ، المذكر :

سمع بشر بن الحارث. روى عنه محمّد بن مخلد.

أخبرني أبو الفرج الطناجيري ، حدثنا أحمد بن منصور النوشري ، حدثنا محمّد بن مخلد قال : سمعت أبا بكر المقاريضي المذكر قال : سمعت بشر بن الحارث قال : عشرة ممن كانوا يأكلون الحلال لا يدخلون بطونهم إلا حلالا ولو استفوا التراب والرماد. قلت : من هم يا أبا نصر؟ قال : سفيان الثوري ، وإبراهيم بن أدهم ، وسليمان الخوّاص ، وعلي بن فضيل ، ويوسف بن أسباط ، وأبو معاوية نجيح الخادم ، وحذيفة بن قتادة المرعشي ، وداود الطائيّ ، ووهيب بن الورد ، وفضيل بن عياض.

٧٧٠٣ ـ أبو بكر بن عنبر ، الخراسانيّ :

سكن بغداد وحكى عن أحمد بن حنبل ما :

أخبرنيه أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد ، حدثنا عمر بن محمّد بن علي النّاقد ، حدثنا الحسن بن إبراهيم بن توبة الخلّال قال : سمعت أبا بكر بن عنبر الخراسانيّ.قال : تبعت أحمد بن حنبل يوم الجمعة إلى مسجد الجامع ، فقام عند قبة الشعراء يركع والأبواب مفتحة ، وكان يتطوع ركعتين ركعتين. فمر بين يديه سائل فمنعه منعا شديدا ، وأراد السائل أن يمر بين يديه ، فقمنا إلى السائل فنحيناه.

٧٧٠٤ ـ أبو بكر ، النّسّاج :

سمع سرى بن مغلس السقطي. روى عنه أبو الحسن أحمد بن محمّد بن مقسم.

__________________

(١) ٧٧٠١ ـ انظر الحديث في : المصنف لعبد الرزاق ٢٠٤٦٦. ودلائل النبوة ٦ / ٥٤٠.

٣٨٩

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : سمعت أبا الحسن بن مقسم يقول : سمعت أبا بكر النّسّاج يقول : سمعت السّريّ يقول : من استعمل التسويف طالت حسرته يوم القيامة.

٧٧٠٥ ـ أبو بكر ، ختن الجنيد بن محمّد :

سمع الجنيد. روى عنه أحمد بن محمّد أبو الحسن بن مقسم أيضا.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : أنشدني أبو الحسن بن مقسم قال : أنشدني أبو بكر ختن الجنيد قال : أنشدني الجنيد بن محمّد :

تحمل عظيم الذنب ممن تحبه

وإن كنت مظلوما فقل أنا ظالم

قال : وأنشدني الجنيد :

أناس أمناهم فنموا حديثنا

فلما كتمنا السر عنهم تقوّلوا

ولم يحفظوا الود الذي كان بيننا

ولا حين هموا بالقطيعة أجملوا

٧٧٠٦ ـ أبو بكر القوطي :

من مشايخ الصّوفيّة. حكى عنه محمّد بن داود الدقيقي وغيره.

حدثنا عبد العزيز بن عليّ الأزجي ، حدثنا علي بن عبد الله بن جهضم الهمدانيّ ـ بمكة. حدثنا محمّد بن داود قال : سمعت أبا بكر القوطي ، وأبا عمرو بن الأدمي يقولان : ـ وكانا يتواخيان في الله تعالى ـ خرجنا من بغداد نريد الكوفة ، فلما صرنا في بعض الطريق إذا نحن بسبعين رابضين على الطريق ، فقال أبو بكر لأبي عمرو : أنا أكبر سنا منك ، دعني حتى أتقدمك ، فإن كانت حادثة اشتغلوا بي عنك ونجوت أنت.فقال أبو عمرو : نفسي ما تسامحني بهذا ، ولكن نكون جميعا في مكان واحد ، فإن كانت حادثة كنا جميعا. فجازا جميعا في وسط السبعين فلم يتحركا ، ومرا سالمين.

٧٧٠٧ ـ أبو بكر ، الغزال :

كان يسكن في جوار أبي عبد الله المطبقي. وحدث عن إبراهيم بن عبد الرّحيم بن دنوقا ، وأحمد بن أبي يحيى المصريّ. روى عنه محمّد بن أحمد بن جميع الصيداوي.

حدثني الصوري ، أخبرنا أبو الحسين بن جميع قال : أملى على أبو بكر الغزال ـ في درب السقائين جار ابن المطبقي ـ حدثنا أحمد بن أبي يحيى الحضرميّ المصريّ ـ بمكة ـ حدثنا محمّد بن عافية بن أيّوب السّدوسيّ قال : سمعت جدي أيّوب بن عافية

٣٩٠

يقول : الخصر (١) بن فرعون موسى. قال لي الصوري : كان أحمد بن أبي يحيى هذا يلقب يزيد بن أبي حبيب.

٧٧٠٨ ـ أبو بكر ، الشبلي الصّوفيّ :

أخبرنا أبو عبد الرّحمن إسماعيل بن أحمد الحيري ، أخبرنا أبو عبد الرّحمن محمّد ابن الحسين السّلميّ قال : أبو بكر الشبلي دلف بن جعفر ويقال دلف بن جحدر ، ويقال إن اسم الشبلي جعفر بن يونس.

قال أبو عبد الرّحمن : سمعت الحسين بن يحيى الشّافعيّ يذكر ذلك ، وهكذا رأيت على قبره مكتوبا ببغداد.

قلت : وقيل أيضا إن اسمه جحدر بن دلف ، وقيل دلف بن جعترة ، وقيل دلف بن جبغويه ، وقيل غير ذلك.

أخبرنا إسماعيل الحيري ، أخبرنا أبو عبد الرّحمن السّلميّ قال : سمعت محمّد بن عبد الله بن شاذان يقول : الشبلي من أهل أشروسنة ، بها قرية يقال لها شبلية أصله منها ، وكان خاله أمير الأمراء بالاسكندرية قال السّلميّ : كان الشبلي مولده بسر من رأى ، وكان حاجب الموفق ، وكان أبوه حاجب الحجاب ، وكان الموفق جعل لطعمته دماوند ثم لما أقعد الموفق ـ وكان ولى العهد من قبل أبيه ـ حضر الشبلي يوما مجلس خير النّسّاج وتاب فيه ورجع إلى دماوند. وقال : أنا كنت صاحب الموفق وكان ولاني بلدتكم هذه ، فاجعلوني في حل. فجعلوه في حل ، وجهدوا أن يقبل منهم شيئا فأبى ، وصار بعد ذلك واحد زمانه حالا ونفسا.

قلت : وأخبار الشبلي وحكاياته كثيرة ، ولا أعلم روى عنه حديث مسند إلا ما :

أخبرناه أبو سعد أحمد بن محمّد بن أحمد بن حفص الهرويّ المعروف بالماليني ـ إجازة ـ وأخبرناه إسماعيل الحيري ـ قراءة ـ أخبرنا عبد الرّحمن السّلميّ ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن أحمد بن حفص الهرويّ ، حدثنا عبد الواحد بن العبّاس ، حدثنا أحمد بن محمّد بن ثابت ، حدثنا علي بن محمّد الجمّال قال : سمعت أبا بكر الشبلي يقول : حدثنا محمّد بن مهدي المصريّ ، حدثنا عمرو بن أبي سلمة ، حدثنا صدقة بن

__________________

(١) ٧٧٠٧ ـ هكذا بالأصلين.

٧٧٠٨ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٥٠ ـ ٥٢.

٣٩١

عبد الله عن طلحة بن زيد عن أبي فروة الرهاوي عن عطاء عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لبلال : «ألق [الله] فقيرا ولا تلقه غنيّا». قال : يا رسول الله كيف لي بذلك؟ قال : «ما سئلت فلا تمنع ، وما رزقت فلا تخبأ» قال : يا رسول الله كيف لي بذاك؟ قال : «هو ذاك وإلا فالنار».

أخبرنا أبو الفتح محمّد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ ، أخبرنا الحسين بن أحمد الصّفّار ـ بهراة ـ قال : سئل الشبلي ـ وأنا حاضر ـ أي شيء أعجب؟ قال : قلب عرف ربّه ثم عصاه.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسن بن بندار الأسترآباذي ـ ببيت المقدس ـ قال : سمعت أبي يقول : سمعت الشبلي يقول : ما قلت الله قط إلا واستغفرت من قولي الله.

أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري النّيسابوريّ قال : سمعت محمّد بن الحسين السّلميّ يقول : سمعت عبد الله بن موسى السلامي يقول : سمعت الشبلي ينشد في مجلسه :

ذكرتك لا أني نسيتك لمحة

وأيسر ما في الذكر ذكر لساني

وكنت بلا وجد أموت من الهوى

وهام عليّ القلب بالخفقان

فلما أراني الوجد أنك حاضري

شهدتك موجودا بكل مكان

فخاطبت موجودا بغير تكلم

ولاحظت معلوما بغير عيان

أخبرنا أحمد بن علي المحتسب قال : سمعت أبا الفرج محمّد بن عبيد الشّاعر المعروف بالبارد يقول : سمعت الشبلي ينشد :

ليس تخلو جوارحي منك وقتا

هي مشغولة بحمل هواك

ليس يجري على لساني شيء

علم الله ذا سوى ذكراك

وتمثلت حيث كنت بعيني

فهي إن غبت أو حضرت تراك

أخبرني محمّد بن الحسن بن أحمد الأهوازي قال : سمعت أبا حاتم الطّبريّ الصّوفيّ يقول : سمعت الشبلي يقول : ذكر الله على الصفاء ، ينسى العبد مرارة البلاء.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الله الأردستاني ـ بمكة في المسجد الحرام ـ أخبرنا محمّد بن الحسن بن موسى النّيسابوريّ ـ بنيسابور ـ قال :

٣٩٢

سمعت عبد الله بن علي البصريّ يقول : قال رجل للشبلي : إلى ما ذا تستريح قلوب المحبين والمشتاقين؟ فقال : إلى سرورهم عن أجره وقد اشتاقوا إليه. وأنشد :

أسر بمهلكي فيه لأني

أسر بما يسر الإلف جدّا

ولو سئلت عظامي عن بلاها

لأنكرت البلا وسمعت جحدا

ولو أخرجت من سقمي لنادى

لهيب الشوق بي يسأله ردا

أخبرني هبة الله بن الحسن بن منصور الطّبريّ ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران قال : سمعت الشبلي ـ وسئل ـ فقيل : ما الفرق بين رق العبودية ورق المحبة؟ فقال : كم بين عبد إذا أعتق صار حرا ، وعبد كلما أعتق ازداد رقا. ثم أنشأ يقول :

لتحشرن عظامي بعد إذ بليت

يوم الحساب وفيها حبكم علق

أخبرني أبو محمّد الخلّال قال : حدثني أخي الحسين بن محمّد. ثم أخبرني الحسين بن محمّد أخو الخلّال قال : سمعت أبا الحسن علي بن يوسف بن يعقوب الأزرقي ـ بسارية ـ قال : سمعت أبا الحسن علي بن المثنى العنبري يقول : سألت أبا بكر الشبلي جحدر بن دلف عن التصوف. فقال : التصوف ترويح القلوب بمراوح الصفاء ، وتجليل الخواطر بأردية الوفاء ، والتخلق بالسخاء ، والبشر في اللقاء.

أخبرني أبو الحسن علي بن محمود الزوزني قال : سمعت أبا الحسن علي بن المثنى التّميميّ يقول : دخلت على أبي بكر جحدر بن جعفر الملقب بالشبلي في داره يوما وهو يهيج ويقول :

على بعدك ما يصبر

من عادته القرب

ولا يقوى على حبك

من تيمه الحب

فإن لم ترك العين

فقد يبصرك القلب

أخبرني أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن الرّازيّ ـ بنيسابور ـ أخبرنا علي بن جعفر السيرواني قال : دخلت أنا وفقير على الشبلي فسلمنا عليه. فقال لنا : أين تريدان؟ فقلنا : البادية ، فقال : على أي حكم؟ فقال صاحبي : على حكم الفقراء.فقال : احذروا ألا تسبقكم همومكم ، ولا تتأخر. قال أبو الحسن السيرواني : فجمع لنا العلم كله في هذه الكلمة.

أخبرني الحسن بن غالب المقرئ قال : سمعت أبا القاسم عيسى بن علي بن عيسى الوزير يقول : كان ابن مجاهد يوما عند أبي ، فقيل له : الشبلي؟ فقال : يدخل ، فقال ابن

٣٩٣

مجاهد : سأسكته الساعة بين يديك ، وكان من عادة الشبلي إذا لبس شيئا خرق فيه موضعا ، فلما جلس قال له ابن مجاهد : يا أبا بكر أين في العلم إفساد ما ينتفع به؟ فقال له الشبلي : أين في العلم (فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ) [ص ٣٣] قال : فسكت ابن مجاهد ، فقال له أبي : أردت أن تسكته فأسكتك!! ثم قال له : قد أجمع الناس أنك مقرئ الوقت ، أين في القرآن الحبيب لا يعذب حبيبه؟ قال : فسكت ابن مجاهد. فقال له أبي : قل يا أبا بكر ، فقال قوله تعالى : (وَقالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصارى نَحْنُ أَبْناءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ، قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ) [المائدة ١٨] فقال ابن مجاهد كأنني ما سمعتها قط.

أخبرنا أبو سعد الحسين بن عثمان العجليّ الشّيرازيّ ، حدثنا أبو الحسين زيد بن رفاعة الهاشميّ قال : دخل أبو بكر بن مجاهد على أبي بكر الشبلي دلف بن جبغويه الأشروسني ، فحادثه فسأله عن حاله فقال ترجو الخير ، تختم في كل يوم بين يدي ختمتين وثلاثا. فقال له الشبلي : أيها الشيخ قد ختمت في تلك الزاوية ثلاثة عشر ألف ختمة ، إن كان فيها شيء قبل فقد وهبته لك ، وإني لفي درسه منذ ثلاث وأربعين سنة ما انتهيت إلى ربع القرآن.

أخبرنا إسماعيل الحيري ، أخبرنا محمّد بن الحسين السّلميّ قال : سمعت أبا عبد الله الرّازيّ يقول : لم أر في الصّوفيّة أعلم من الشبلي ولا أتم حالا من الكتاني.

وقال السّلميّ : سمعت أبا العبّاس محمّد بن الحسن البغداديّ يقول : سمعت الشبلي يقول : أعرف من لم يدخل في هذا الشأن حتى أنفق جميع ملكه وغرق في هذه الدجلة التي ترون سبعين قمطرا مكتوبا بخطه ، وحفظ الموطأ ، وقرأ بكذا وكذا قراءة ـ عني به نفسه.

أخبرنا أحمد بن علي بن الفتح ، أخبرنا محمّد بن الحسين بن موسى الصّوفيّ النّيسابوريّ قال : سمعت أحمد بن محمّد بن زكريّا يقول : سمعت أحمد بن عطاء يقول : سمعت الشبلي يقول : كتبت الحديث عشرين سنة ، وجالست الفقهاء عشرين سنة ، وكان يتفقه لمالك ، وكان له يوم الجمعة نظرة ومن بعدها صيحة ، فصاح يوما صيحة تشوش ما حوله من الحلق ، وكان يجنب حلقته حلقة أبي عمران الأشيب ، فقال لأبي الفرج العكبريّ : ما للناس؟ قال : حردوا من صيحتك ، وحرد أبو عمران وأهل حلقته ، فقام الشبلي وجاء إلى أبي عمران فلما رآه أبو عمران قام إليه وأجلسه

٣٩٤

بجنبه ، فأراد بعض أصحاب أبي عمران أن يرى الناس أن الشبلي جاهل. فقال له : يا أبا بكر إذا اشتبه على المرأة دم الحيض ودم الاستحاضة كيف تصنع؟ فأجاب بثمانية عشر جوابا. فقام أبو عمران وقبل رأسه وقال : يا أبا بكر أعرف منها اثنى عشر ، وستة ما سمعت بها قط.

أخبرني الحسن بن غالب قال : سمعت أبا الحسين بن سمعون يقول : قال لي الشبلي : كنت باليمن وكان باب دار الأمير رحبة عظيمة وفيها خلق كثير قيام ينظرون إلى منظرة. فإذا قد ظهر من المنظرة شخص أخرج يده كالمسلم عليهم ، فسجدوا كلهم ، فلما كان بعد سنين كنت بالشام وإذا تلك اليد قد اشترت لحما بدرهم وحملته ، فقلت له : أنت ذلك الرجل؟ قال : نعم من رأى ذاك ورأى هذا يغتر بالدنيا؟!

أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن يزداد القارئ قال : سمعت زيد بن رفاعة الهاشميّ قال: سمعت أبا بكر الشبلي ينشد في جامع المدينة يوم الجمعة والناس حوله :

يقول خليلي كيف صبرك عنهم

فقلت : وهل صبر فيسأل عن كيف

بقلبي هوى أذكى من النار حره

وأصلى من التقوى وأمضى من السيف

أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي قال : سمعت أبا بكر محمّد بن عبد الله الرّازيّ يقول : سمعت أبا بكر الشبلي يقول : ما أحوج الناس إلى سكرة ، فقيل : أي سكرة؟ فقال : سكرة تغنيهم عن ملاحظات أنفسهم وأفعالهم وأحوالهم ، والأكوان وما فيها. وأنشد :

وتحسبني حيا وإني لميت

وبعضي من الهجران يبكي على بعض

أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين التوزي قال : سمعت أبا الفرج المعروف بالبارد يقول : سمعت الشبلي يقول : ما أحد يعرف الله ، قيل : وكيف؟ قال : لو عرفوه لما اشتغلوا عنه بسواه. وقال : سمعت الشبلي يقول : الأسرار الأسرار صونوها عن رؤية الأغيار.

وأخبرني أبو الفضل عبد الصمد بن محمّد الخطيب ، حدثنا الحسن بن الحسين الفقيه الهمدانيّ قال : سمعت برهان الدينوري يقول : حضر الشبلي ليلة ومعه صبي ،

٣٩٥

فقال للصبي : قم نم. فقال الصبي : إني آنس برؤيتك ، وأشتهي النظر إليك إلى أن تنام ، فقال الشبلي : إن جاريتي قالت عددت عليك ستة أشهر لم تنم فيها.

سمعت أبا القاسم عبيد الله بن عبد الله بن الحسن الخفاف ـ المعروف بابن النقيب ـ يقول : كنت يوما جالسا بباب الطاق اقرأ القرآن على رجل يكنى بأبي بكر العميش ـ وكان وليّا لله ـ فإذا بأبي بكر الشبلي قد جاء إلى رجل يكنى بأبي الطّيّب الجلا ـ وكان من أهلم العلم ، فسلم عليه ، وأطال الحديث معه ، وقام لينصرف فاجتمع قوم إلى أبي الطّيّب فقالوا : نسألك أن تسأله أن يدعو لنا ويرينا شيئا من آيات الله عزوجل ـ ومعه صاحبان له ـ فألح أبو الطّيّب عليه في المسألة ، واجتمع الناس بباب الطاق. فرفع الشبلي يده إلى الله تعالى ودعا بدعاء لم يفهم ، ثم شخص إلى السماء فلم يطبق جفنا على جفن إلى وقت الزوال. وكان دعاؤه وابتداء إشخاص بصره إلى السماء ضحى النهار ، فكبر الناس وضجوا بالدعاء والابتهال. ثم مضى الشبلي إلى سوق يحيى وإذا برجل يبيع حلواء وبين يديه طنجير فيه عصيدة تغلي. فقال الشبلي لصاحب له : هل تريد من هذه العصيدة؟ قال نعم! وأعطى الحلاوي درهما وقال أعط هذا ما يريد ، ثم قال تدعني أعطيه رزقه؟ قال الحلاوي : نعم ، فأخذ الشبلي رقاقة ، وأدخل يده في الطنجير والعصيدة تغلي فأخذ منها بكفه وطرحها على الرقاقة. ومشى الشبلي إلى أن جاء إلى مسجد أبي بكر بن مجاهد ، فدخل على أبي بكر فقام إليه أبو بكر ، فتحدث أصحاب ابن مجاهد بحديثهما ، وقالوا لأبي بكر : أنت لم تقم لعلي بن عيسى الوزير وتقوم للشبلي؟ فقال أبو بكر : ألا أقوم لمن يعظمه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في النوم فقال لي يا أبا بكر إذا كان في غد فسيدخل عليك رجل من أهل الجنة ، فإذا جاءك فأكرمه. قال ابن مجاهد : فلما كان بعد ذلك بثلاثين ـ أو أكثر ـ رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المنام. فقال لي : يا أبا بكر أكرمك الله كما أكرمت رجلا من أهل الجنة. فقلت : يا رسول الله بم استحق الشبلي هذا منك؟ فقال : هذا رجل يصلي كل يوم خمس صلوات ، يذكرني في أثر كل صلاة ويقرأ : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) [التوبة ١٢٨] الآية. يفعل ذلك منذ ثمانين سنة ، أفلا أكرم من يفعل هذا.

أخبرنا إسماعيل الحيرى ، أخبرنا أبو عبد الرّحمن السّلميّ قال : سمعت محمّد بن عبد العزيز الواعظ يقول : سمعت أبا جعفر الفرغاني يقول : سمعت الجنيد يقول :

٣٩٦

لا تنظروا إلى أبي بكر الشبلي بالعين التي ينظر بعضكم إلى بعض ، فإنه عين من عيون اللهعزوجل.

وقال السّلميّ : سمعت منصور بن عبد الله يقول : سمعت أبا عمران الأنماطي يقول : سمعت الجنيد يقول : لكل قوم تاج ، وتاج هؤلاء القوم الشبلي.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن عبد الله الأردستاني ـ بمكة ـ أخبرنا محمّد بن الحسين ابن موسى قال : سمعت منصور بن عبد الله يقول : دخل قوم على الشبلي في مرضه الذي مات فيه فقالوا : كيف تجدك يا أبا بكر؟ فأنشأ يقول :

إن سلطان حبه

قال لا أقبل الرشا

فسلوه ـ فديته ـ

لم بقتلي تحرشا

أخبرنا عبد الكريم بن هوازن القشيري قال : سمعت أبا حاتم محمّد بن أحمد بن يحيى السجستاني يقول : سمعت أبا نصر السراج يقول : بلغني عن أبي محمّد الحريري قال : مكثت عند الشبلي في الليلة التي مات ، فكان يقول طول ليلته هذين البيتين :

كل بيت أنت ساكنه

غير محتاج إلى السرج

وجهك المأمول حجتنا

يوم يأتي الناس بالحجج

وأخبرنا القشيري قال : سمعت أبا حاتم السجستاني يقول : سمعت عبد الله بن علي التّميميّ يقول : سأل جعفر بن نصير بكران الدينوري ـ وكان يخدم الشبلي ـ ما الذي رأيت منه ـ يعني عند وفاته ـ فقال : قال لي على درهم مظلمة ، وتصدقت عن صاحبه بألوف ، فما على قلبي شغل أعظم منه. ثم قال : وضيني للصلاة ففعلت ، فنسيت تخليل لحيته وقد أمسك على لسانه ، فقبض على يدي وأدخلها في لحيته ، ثم مات فبكى جعفر وقال : ما تقولون في رجل لم يفته في آخر عمره أدب من آداب الشريعة.

أخبرنا محمّد بن أبي الفتح ، أخبرنا محمّد بن الحسين بن موسى الصّوفيّ قال : سمعت أبا نصر الهرويّ يقول : كان الشبلي يقول : إنما يحفظ هذا الجانب بي ـ يعني من الديالمة ـ فمات هو يوم الجمعة ، وعبرت الديالمة إلى الجانب الشرقي يوم السبت ، مات هو وعلي بن عيسى في يوم واحد.

٣٩٧

أخبرني أبو الفضل محمّد بن عبد العزيز بن العبّاس بن المهدي الهاشميّ الخطيب ، حدثنا أبو حفص عمر بن عبد الله بن عمر الدلال ، أخبرنا بكير صاحب الشبلي قال : وجد الشبلي يوم الجمعة آخر ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة خفة من وجع كان به ، فقال : تنشط نمضي إلى الجامع؟ قلت : نعم! قال : فاتكأ على يدي حتى انتهينا إلى الورّاقين من الجانب الشرقي ، قال : فتلقانا رجل جائي من الرصافة فقال بكير؟ قلت لبيك ، قال غدا يكون لي مع هذا الشيخ شأن ، ثم مضينا وصلينا ثم عدنا ، فتناول شيئا من الغداء ، فلما كان الليل مات رحمه‌الله. فقيل في درب السقائين رجل شيخ صالح يغسل الموتى ، قال : فدلوني عليه في سحر ذلك اليوم فنقرت الباب خفيا فقلت سلام عليكم فقال : مات الشبلي؟ قلت : نعم فخرج إلىّ فإذا به الشيخ. فقلت : لا إله إلا الله ، فقال لا إله إلا الله. تعجبا! ثم قلت قال لي الشبلي أمس لما التقينا بك في الورّاقين : غدا يكون لي مع هذا الشيخ شأن ، بحق معبودك من أين لك أن الشبلي قد مات؟ قال : يا أبله فمن أين للشبلي أن يكون له معي شأن من الشأن اليوم!

حدثنا أبو نصر إبراهيم بن هبة الله الجرباذقاني ـ بها ـ قال : قال لنا أبو منصور معمّر بن أحمد الأصبهانيّ : مات الشبلي في سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة. قال غيره : مات يوم الجمعة لليلتين بقيتا من ذي الحجة.

أخبرنا علي بن محمّد السّمسار ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، حدثنا ابن قانع أن الشبلي مات في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة ، والأول أصح.

٧٧٠٩ ـ أبو هاشم ، الزاهد :

سمعت أبا نعيم الحافظ يقول : أبو هاشم من قدماء زهاد بغداد ، ومن أقران أبي عبد الله البراثي.

وبلغني أن سفيان الثوري جلس إليه ثم قال : ما زلت أرائي وأنا لا أشعر إلى أن جالست أبا هاشم ، فأخذت منه ترك الرياء.

أخبرنا أبو نعيم قال : أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب الورّاق ، حدثنا أحمد بن محمّد بن مسرور ، أخبرنا محمّد بن الحسين ، حدثني بعض أصحابنا قال : قال أبو هاشم الزاهد : إن الله تعالى وسم الدنيا بالوحشة ليكون أنس المريدين به دونها ، وليقبل

__________________

٧٧٠٩ ـ انظر : تهذيب الكمال ٧٤٣٣ (٣٣ / ٤١٢).

٣٩٨

المطيعون إليه بالاعراض عنها ، فأهل المعرفة بالله فيها مستوحشون ، وإلى الآخرة مشتاقون.

وقال ابن مسروق : حدثنا محمّد بن الحسن ، حدثنا حكيم بن جعفر قال : نظر أبو هاشم إلى شريك ـ يعني القاضي ـ يخرج من دار يحيى بن خالد ، فبكى وقال : أعوذ بالله من علم لا ينفع.

٧٧١٠ ـ أبو زياد ، الكلابيّ :

أعرابي قدم بغداد أيام أمير المؤمنين المهدي حين أصابت الناس المجاعة ، فأقام ببغداد أربعين سنة ومات بها ، وله شعر كثير ، وعلق الناس عنه أشياء كثيرة من اللغة وعلم العربية.

٧٧١١ ـ أبو القاسم بن أبي الزناد ـ واسم أبي الزناد عبد الله بن ذكوان ـ وهو أخو عبد الرّحمن بن أبي الزناد المدينيّ :

سكن بغداد وحدث بها عن أفلح بن حميد ، وإبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة ، وإسحاق بن حازم. روى عنه أحمد بن حنبل ، وسعيد بن يحيى الأمويّ.

أخبرنا عبد الغفّار بن محمّد بن جعفر المؤدّب وأحمد بن عبد الله المحاملي قالا : أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصواف ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، حدثنا أبو القاسم بن أبي الزناد عن إسحاق بن حازم عن ابن مقسم ـ يعني عبيد الله ـ عن جابر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم سئل عن البحر فقال : «الحل ميتته ، الطهور ماؤه» (١).

أخبرنا البرقانيّ قال : قرأت على أبي العبّاس بن حمدان حدثكم أبو العبّاس السراج ، حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأمويّ ، حدثنا أبو القاسم بن أبي الزناد قال : سعيد سألته عن اسمه فقال : اسمي كنيتي عن ابن أبي حبيب عن داود بن الحسين عن يزيد ابن رومان عن عائشة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يصلي وأنا معترضة بين يديه.

أنبأنا علي بن محمّد بن عيسى البزّاز ، حدثنا محمّد بن عمر بن سلّم الحافظ ، حدثني محمّد بن حفص ، حدثنا حاتم بن الليث قال : سمعت أحمد بن حنبل قال : أبو القاسم بن أبي الزناد وكان ينزل باب خراسان ، كتبنا عنه وهو ثقة.

__________________

٧٧١٠ ـ انظر : تهذيب الكمال ٧٣٧٤ (٣٣ / ٣٣١).

٧٧١١ ـ انظر : تهذيب الكمال ٧٥٧٣ (٣٤ / ١٩٢).

(١) الحديث سبق تخريجه.

٣٩٩

أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدثنا محمّد ابن جعفر الرّاشدي ، وأبو إبراهيم بن عمر البرمكي ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن خلف الدّقّاق ، حدثنا عمر بن محمّد الجوهريّ قالا : حدثنا أبو بكر الأثرم قال : وسمعته ـ يعني أبا عبد الله أحمد بن حنبل ـ ذكر أبا القاسم بن أبي الزناد فأثنى عليه وقال : كتبنا عنه وهو شاب. قيل له : عمن يحدث؟ فقال : عن أفلح بن حميد وهؤلاء. وقال : كان أبو القاسم إذا عرض له فلم يتنوق في العرض خرق الكتاب.

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ قال : سمعت العبّاس بن محمّد الدّوريّ يقول: سمعت يحيى بن معين يقول : أبو القاسم بن أبي الزناد ليس به بأس.وقد سمع منه أحمد بن حنبل ، وأخوه ليس بشيء.

أخبرني عبد الله بن يحيى السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدثنا ابن الغلابي قال : قال أبو زكريّا يحيى بن معين : أبو القاسم بن أبي الزناد ليس به بأس.

٧٧١٢ ـ أبو القاسم الطوسي :

سكن بغداد وحدث بها عن الحسين الخيّاط صاحب بشر بن الحارث ، وعن أبي علي بن عاصم الطبيب. روى عنه أبو محمّد الزّهريّ.

أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، أخبرنا عبيد الله بن عبد الرّحمن الزّهريّ ، حدثني أبي ، حدثنا أبو القاسم الطوسي قال : سمعت حسينا الخيّاط يقول : سمعت بشر بن الحارث يقول أشتهي منذ أربعين سنة أن أضع يدا على يد في الصّلاة ما يمنعني من ذلك إلا أن أكون قد أظهرت من الخشوع ما ليس في قلبي مثله.

٧٧١٣ ـ أبو القاسم الهاشميّ :

أخو أبي العبر. حدث عن أبيه. روى عنه أحمد بن كامل القاضي.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، حدثنا أحمد بن كامل القاضي قال : سمعت أبا القاسم الهاشميّ أخا أبي العبر يذكر عن أبيه عن عبد الصمد بن علي جده قال : استصرخ الناس عام الحرقة على قبور أهليهم بأحد ، قال فخرجت فأتيت قبر عمي حمزة بن عبد المطّلب ـ وقد كاد السيل يكشف عنه ـ فاستخرجته من قبره فوجدته كهيئته والنمرة التي كفنه بها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم والإذخر على قدميه فوضعت رأسه في حجري

٤٠٠