تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٤

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٤

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٠

وسليمان بن بلال ، وشريك بن عبد الله ، وهشيم بن بشير. روى عنه أحمد بن يحيى المعروف بكرنيب ، ومحمّد بن عوف الحمصي ، وأحمد بن خليد الحلبي ، وغيرهم.

حدثني أبو القاسم الأزهري ، عن أبي الحسن علي بن عمر الدّارقطنيّ قال : يوسف ابن يونس الأفطس ثقة. وهو أخو أبي مسلم المستملي.

وقال الفضل بن يعقوب الرخامي : حدثنا إسحاق بن يونس أبو يعقوب الأفطس ، والله أعلم.

٧٦١٢ ـ يوسف بن مروان ، النّسائيّ :

سكن بغداد وحدث بها عن عبيد الله بن عمرو الرقي ، وعيسى بن يونس ، وسفيان ابن عيينة ، وعبد الله بن المبارك. روى عنه عبّاس الدّوريّ ، وعبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدّورقيّ ، وأحمد بن محمّد بن بكر القصير ، وكان ثقة.

أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي ، حدثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم ، حدثنا العبّاس بن محمّد الدّوريّ ، حدثنا يوسف بن مروان النّسائيّ ، حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي ، عن زيد بن أبي أنيسة عن يحيى بن عبيد البهراني عن ابن عبّاس قال : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في سفر ، فرجع من سفره وأناس من أصحابه قد انتبذوا نبيذا لهم في نقير وحناتم ودباء ، فأمر بها فاهريقت ، قال : فأمر بسقاء فجعل فيه زبيب وماء ، فكان ينبذ له من الليل ، فيصبح فيشرب يومه ذلك وليلته التي يستقبل ومن الغد حتى يمسي فإذا أمسى شرب منه وسقى ، فإذا أصبح فيه شيء أمر به فأهريق.

أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا محمّد بن عمر بن غالب الجعفيّ ، أخبرنا موسى بن هارون قال : مات يوسف بن مروان ببغداد في المحرم ـ أو صفر ـ سنة ثمان وعشرين لا يخضب (١).

__________________

٧٦١٢ ـ انظر : تهذيب الكمال ٧١٥٥ (٣٢ / ٤٥٨). والكنى للدولابي : ١ / ١٤٨ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٦٥٦١ ، وتذهيب التهذيب : ٤ / الورقة ١٩١ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٣٨ (أيا صوفيا ٣٠٠٧) ، ونهاية السئول ، الورقة ٤٤٦ ، وتهذيب التهذيب : ١١ / ٤٢٣ ، والتقريب ، الترجمة ٧٨٨٣.

(١) إلى هنا تنتهي نسخة دار الكتب برقم ٢٣٣٢ ، سماع الأنماطي ، رواية أبي محمّد بن جعفر ابن أحمد بن الحسين السراج المصري.

٣٠١

٧٦١٣ ـ يوسف بن يحيى ، أبو يعقوب البويطيّ المصريّ الفقيه صاحب الشّافعيّ :

سمع عبد الله بن وهب ، ومحمّد بن إدريس الشّافعيّ. روى عنه أبو إسماعيل الترمذي ، وإبراهيم بن إسحاق الحربيّ ، وقاسم بن المغيرة الجوهريّ ، وأحمد بن منصور الرمادي ، والقاسم بن هاشم السّمسار.

وكان قد حمل إلى بغداد في أيام المحنة ، وأريد على القول بخلق القرآن فامتنع من الاجابة إلى ذلك ، فحبس ببغداد ولم يزل في الحبس إلى حين وفاته. وكان صالحا متعبّدا زاهدا.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسن بن بندار الأسترآباذي ـ ببيت المقدس ـ أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن الطيبي ـ باستراباذ ـ حدثنا أبو نعيم عبد الملك ابن محمّد قال : سمعت الرّبيع ـ هو ابن سليمان ـ قال : سمعت أبا الوليد بن أبي الجارود يقول : كان أبو يعقوب البويطيّ جاري ، قال : فما كنت أنتبه ساعة من الليل إلا سمعته يقرأ ويصلي. قال الرّبيع : كان أبو يعقوب أبدا يحرك شفتيه بذكر الله ـ أو نحو ما قال ـ.

أخبرني الأزهري ، أخبرنا الحسن بن الحسين بن حمكان الفقيه الهمدانيّ قال : حدثني الفضل بن الفضل الكنديّ ، حدثنا عبد الرّحمن ـ يعني ابن محمّد الرّازيّ ـ قال : قال الرّبيع بن سليمان : ما رأيت أحدا أسرع بحجة من كتاب الله تعالى من أبي يعقوب البويطيّ.

أخبرنا العتيقي والتّنوخيّ. قالا : أخبرنا علي بن عبد العزيز البرذعي ، حدثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال : في كتابي عن الرّبيع بن سليمان. قال : كان لأبي يعقوب البويطيّ من الشّافعيّ منزلة ، وكان الرجل ربما يسأله عن المسألة فيقول : سل أبا

__________________

٧٦١٣ ـ انظر : تهذيب الكمال ٧١٦٣ (٣٢ / ٤٧٢). والولاة والقضاة للكندي : ٤٣٣ ، والجرح والتعديل : ٩ / الترجمة ٩٨٨ ، والفهرست لابن النديم : ٢٦٥ ، وطبقات الشافعية للعبادي : ٧ ، وطبقات الفقهاء للشيرازي : ٩٧ ، وأنساب السمعاني ولباب ابن الأثير في (البويطي) ، والكامل في التاريخ : ٧ / ٢٦ ، ووفيات الأعيان : ٧ / ٦١ ، وسير أعلام النبلاء : ١٢ / ٥٨ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٦٥٦٨ ، وتذهيب التهذيب : ٤ / الورقة ١٩٢ ، والعبر : ١ / ٤١١ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ٩٠ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧) ، وطبقات الشافعية للسبكي : ٢ / ١٦٢ ، وشرح علل الترمذي : ٥٦ ، ونهاية السئول ، الورقة ٤٤٦ ، وتهذيب التهذيب : ١١ / ٤٢٧ ، والتقريب ، الترجمة ٧٨٩٢ ، وحسن المحاضرة : ١ / ١٢٣ ، وشذرات الذهب : ٢ / ٧١ وغيرها.

٣٠٢

يعقوب ، فإذا أجابه أخبره فيقول : هو كما قال. قال : وربما جاء إلى الشّافعيّ رسول صاحب الشرط فيوجه الشّافعيّ أبا يعقوب البويطيّ ويقول : هذا لساني.

حدثت عن أبي أحمد الحسين بن علي التّميميّ النّيسابوريّ قال : سمعت محمّد ابن إسحاق ـ يعني أبا بكر بن خزيمة ـ يقول : سمعت سعد بن عبد الله بن عبد الحكم يقول : كان الشّافعيّ ربما جاء راكبا إلى الباب فيقول : ادع لي محمّدا ، فأدعوه فيذهب معه إلى منزله فيبقى عنده ويقيل عنده. قال أبو بكر وهم أربعة أخوة ؛ عبد الحكم ، وعبد الرّحمن ، ومحمّد ، وسعد ، ولم ندرك نحن منهم إلا اثنين ، وكان محمّد أعلم من رأيت بمذهب مالك وأحفظهم له سمعته يقول : كنت أتعجب ممن يقول في المسائل لا أدري. قال أبو بكر : فأما الإسناد فلم يكن يحفظه ، وكان أعبدهم وأكثرهم اجتهادا وصلاة سعد بن عبد الله وكان محمّد بن أصحاب الشّافعيّ وممن يتعلم منه ، فوقعت وحشة بينه وبين يوسف بن يحيى البويطيّ في مرض الشّافعيّ الذي توفي فيه.فحدثني أبو جعفر السّكّري ـ صديق للربيع ـ قال : لما مرض الشّافعي مرضه الذي توفي فيه ، جاء محمّد بن الحكم ينازع البويطيّ مجلس الشّافعيّ. فقال البويطيّ : أنا أحق به منك ، وقال ابن عبد الحكم : أنا أحق بمجلسه منك. فجاء الحميدي ـ وكان في تلك الأيام بمصر ـ فقال قال الشّافعيّ : ليس أحد أحق بمجلسي من يوسف بن يحيى ، وليس أحد من أصحابي أعلم منه. فقال له ابن عبد الحكم : كذبت ، فقال له الحميدي : كذبت أنت ، وكذب أبوك ، وكذبت أمك. وغضب ابن عبد الحكم فترك مجلس الشّافعيّ ، وتقدم فجلس في الطاق الثالث ، وترك طاقا بين مجلس الشّافعيّ ومجلسه ، وجلس البويطيّ في مجلس الشّافعيّ في الطاق الذي كان يجلس. قال أبو بكر وقال لي ابن عبد الحكم : كان الحميدي معي في الدار نحوا من سنة ، وأعطاني كتاب ابن عيينة ، ثم أبوا إلا أن يوقعوا بيننا ما وقع.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن علي الأسترآباذي ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الحافظ ـ بنيسابور ـ قال : سمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب ـ غير مرة ـ يقول : رأيت أبي في المنام فقال لي : يا بني عليك بكتاب البويطيّ ، فليس في الكتب أقل خطأ منه.

أخبرنا أبو نصر الحسين بن محمّد بن طلاب الخطيب ـ بدمشق ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن عثمان السّلميّ ، حدثنا محمّد بن بشر الزّنبريّ (١) ـ بمصر ـ قال : سمعت

__________________

(١) في المطبوعة والأصل : «الزّبيري» والتصحيح من تهذيب الكمال.

٣٠٣

الرّبيع بن سليمان يقول : كنت عند الشّافعيّ أنا والمزني وأبو يعقوب البويطيّ ، فنظر إلينا فقال لي : أنت تموت في الحديث ، وقال للمزني : هذا لو ناظره الشيطان قطعه ـ أو جدله ـ وقال للبويطي : أنت تموت في الحديد. قال الرّبيع : فدخلت على البويطيّ أيام المحنة فرأيته مقيدا إلى أنصاف ساقيه ، مغلولة يده إلى عنقه.

أخبرنا الخلّال ، أخبرنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدّقّاق قال : حدثني أحمد بن قاج ـ من لفظه ـ حدثنا أبو عبد الله محمّد بن حمدان بن سفيان الرّازيّ الطرائفي قال : سمعت الرّبيع بن سليمان المرادي يقول : كنا جلوسا بين يدي الشّافعيّ : أنا ، والبويطيّ ، والمزني ، فنظر إلىّ البويطيّ فقال : ترون هذا؟ إنه لن يموت إلا في حديده ، ثم نظر إلى المزني فقال : ترون هذا؟ أما أنه سيأتي عليه زمان لا يفسر شيئا فيخطئه ، ثم نظر إلىّ فقال : أما إنه ما في القوم أحد أنفع لي منه ، ولوددت أني حشوته العلم حشوا.

حدثنا أبو منصور محمّد بن عيسى بن عبد العزيز البزّاز ـ إملاء بهمذان ـ حدثنا عبد الرّحمن بن أحمد الأنماطيّ ، حدثنا محمّد بن حمدان الطرائفي ، حدثنا الرّبيع بن سليمان قال : رأيت البويطيّ على بغل في عنقه غل ، وفي رجليه قيد ، وبين الغل والقيد سلسلة حديد ، فيها طوبة وزنها أربعون رطلا ، وهو يقول : إنما خلق الله الخلق بكن ، فإذا كانت كن مخلوقة فكانت مخلوقا خلق مخلوقا ، فو الله لأموتن في حديدي هذا حتى يأتي من بعدي قوم يعلمون أنه قد مات في هذا الشأن قوم في حديدهم ، ولئن أدخلت إليه لأصدقنه ـ يعني الواثق ـ قال الرّبيع : وكتب إلىّ من السجن أنه ليأتي عليّ أوقات ما أحس بالحديد أنه على بدني حتى تمسه يدي فإذا قرأت كتابي هذا فأحسن خلقك مع أهل حلقتك ، واستوص بالغرباء خاصة خيرا ، فكثيرا ما كنت أسمع الشّافعيّ يتمثل بهذا البيت :

أهين لهم نفسي لكي يكرمونها

ولا تكرم النفس التي لا تهينها

أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي ، حدثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم قال : سمعت الرّبيع بن سليمان يقول : كتب إليّ أبو يعقوب البويطيّ أن أصبر نفسي للغرباء ، وأظنك خلقك لأهل حلقتك فإني لم أزل أسمع الشّافعيّ يقول ، يكثر أن يتمثل بهذا البيت :

أهين لهم نفسي لكي يكرمونها

ولا تكرم النفس التي لا تهينها

٣٠٤

أخبرنا أبو سعد الأسترآباذي ، أخبرنا علي بن محمّد الطيني قال : قال أبو نعيم عبد الملك بن محمّد : قلت للربيع سمعت البويطيّ يقول : إنما خلق الله كل شيء بكن ، فإن كان كن مخلوقة فمخلوق خلق مخلوقا؟ قال : نعم.

أخبرنا العتيقي ، حدثنا علي بن عبد الرّحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى المصريّ ، حدثنا أبي قال : يوسف بن يحيى أبو يعقوب البويطيّ كان من أصحاب الشّافعيّ ، وكان متقشفا ، حمل من مصر أيام الفتنة والمحنة بالقرآن إلى العراق ، فأرادوه على الفتنة فامتنع ، فسجن ببغداد وقيد وأقام مسجونا إلى أن توفي في السجن والقيد ببغداد سنة اثنتين وثلاثين ومائتين. وقد كتب عنه شيء يسير.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، حدثنا محمّد ابن عبد الله بن سليمان الحضرميّ قال : سنة إحدى وثلاثين ومائتين فيها مات البويطيّ.

قلت : هذا القول في وفاته أصح ، وقد ذكره هكذا غير واحد.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن المظفّر قال : قال عبد الله بن محمّد البغوي.

وأنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا محمّد بن عمر بن غالب ، حدثنا موسى ابن هارون قال : مات أبو يعقوب البويطيّ في رجب سنة إحدى وثلاثين ومائتين. قال موسى : وشهدت جنازته ، حبس في القرآن فلم يجب.

٧٦١٤ ـ يوسف بن نفيس ، البغداديّ :

حدث عن عبد الملك بن هارون بن عنترة الفزاريّ. روى عنه أبو جعفر مطين.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر الخلدي. وأخبرني الأزهري ، حدثنا علي بن عبد الرّحمن البكائي ـ بالكوفة ـ قالا : حدثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرميّ ، حدثنا يوسف بن نفيس البغداديّ ، حدثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن علي قال : قالوا : يا رسول الله كيف نصلي عليك؟ قال : «قولوا اللهم صلي على محمّد وعلي آل محمّد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم» (١).

وفي حديث الأزهري «كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد».

__________________

(١) ٧٦١٤ ـ انظر الحديث في : فتح الباري ٨ / ٥٣٢ ، ١١ / ١٥٢ ، ١٥٩.

٣٠٥

٧٦١٥ ـ يوسف بن موسى بن راشد ، أبو يعقوب القطّان الكوفيّ :

كان أصله في الأهواز ، ومتجره بالري ، ثم سكن بغداد وحدث بها عن جرير بن عبد الحميد ، وسفيان بن عيينة ، وحكام بن سلّم ، ومهران بن أبي عمر ، وسلمة بن الفضل ، وعبد الله بن إدريس ، ويحيى بن الضريس ، ووكيع ، وأبي معاوية ومحمّد بن فضيل ، وعبد الله بن نمير ، وعبيد الله بن موسى ، ويزيد بن هارون. روى عنه محمّد ابن إسماعيل البخاريّ ، وإبراهيم الحربيّ ، وأبو عبد الرّحمن النّسائيّ وقاسم بن زكريّا المطرّز ، وعبد الله بن محمّد البغوي ، ويحيى بن صاعد ، وجماعة آخرهم القاضي أبو عبد الله المحاملي.

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ قال : سمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم يقول : سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول : سئل ـ يعني أباه ـ عن حديث رواه يوسف القطّان عن عبيد الله بن موسى عن ابن عيينة عن الزّهريّ عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عبّاس : أن رجلا كان يتعشق امرأة ، فذهب ليواقعها فصار معه مثل الهدبة ، فنزلت : (أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ) [هود ١١٤] فأنكره جدّا.

قلت : وهذا الحديث قد تابع يوسف على روايته هكذا أحمد بن حازم بن أبي غرزة الغفاري فرواه عن عبيد الله بن موسى فسقطت العهدة فيه عن يوسف ولا نعلم رواه عن ابن عيينة كذلك سوى عبيد الله. ورواه محمّد بن أبي عمر العدني عن ابن عيينة عن عمرو عن يحيى بن جعدة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقد وصف غير واحد من الأئمة يوسف بن موسى بالثقة ، واحتج به البخاريّ في صحيحه.

أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر المعدل ، حدثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي ، حدثنا أبو سعيد السّكّري ـ عند أبي مسلم ـ قال : سمعت أبا عوانة

__________________

٧٦١٥ ـ انظر : تهذيب الكمال ٧١٥٩ (٣٢ / ٤٦٥). وطبقات ابن سعد : ٧ / ٣٦٣ ، وعلل أحمد : ١ / ٣٠٠ ، وتاريخ البخاري الصغير : ٢ / ٣٩٧ ، والجرح والتعديل : ٩ / الترجمة ٩٦٩ ، وثقات ابن حبان : ٩ / ٢٨٢ ، والإرشاد للخليلي : ٦٦٢ ، وموضح أوهام الجمع والتفريق : ٢ / ٤٧٢ ، والتعديل والتجريح للباجي : ٣ / ١٢٣٩ ، وشيوخ أبي داود للجياني ، الورقة ٩٧ ، والجمع لابن القيسراني ، ٢ / ٥٨٣ ، والمعجم المشتمل ، الترجمة ١١٨٣ ، وسير أعلام النبلاء : ١٢ / ٢٢١ ، وتذكرة الحفاظ : ٥٤٨ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٦٥٦٥ ، وتذهيب التهذيب : ٤ / الورقة ١٩١ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٩٤ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧) ، ونهاية السئول ، الورقة ٤٤٦ ، وتهذيب التهذيب : ١١ / ٤٢٥ ، والتقريب ، الترجمة ٧٨٨٧.

٣٠٦

الرّازيّ يسأل يحيى بن معين عن يوسف القطّان فقال : صدوق اكتب عنه. قال أبو سعيد : ورأيت يحيى بن معين كتب عن يوسف وكتبنا معه عنه.

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، أخبرنا الحسن بن رشيق ، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ عن أبيه.

ثم أخبرني الصوري ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي قال : ناولني عبد الكريم ـ وكتب لي بخطه ـ قال : سمعت أبي يقول : يوسف بن موسى رازي سكن بغداد ولا بأس به.

أخبرني الطناجيري ، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال : وجدت في كتاب جدي : مات يوسف بن موسى القطّان سنة ثلاث وخمسين ومائتين.

قرأت على البرقانيّ ، عن أبي إسحاق المزكي قال : أخبرنا محمّد بن إسحاق السراج قال : مات يوسف بن موسى أبو يعقوب القطّان أصله من الكوفة ومتجره بالري ثم أقام ببغداد فمات يوم السبت بعد العصر لسبع عشرة ليلة خلت من صفر سنة ثلاث وخمسين ومائتين ، وكان يخضب بالحمرة.

٧٦١٦ ـ يوسف بن عيسى ، الطّبّاع :

أخو إسحاق ومحمّد وكان الأصغر. حدث عن محمّد بن عبد الله الأنصاريّ.روى عنه أبو العبّاس بن سابور الدّقّاق.

أخبرنا التّنوخيّ ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن ماهبزد الأصبهانيّ ، حدثنا أحمد بن عبد الله بن سابور ، حدثنا يوسف بن عيسى الطّبّاع ـ ببغداد ـ حدثنا محمّد بن عبد الله الأنصاريّ ، عن أبي عامر صالح بن رستم عن الزّهريّ عن عروة عن عائشة. أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من أولى معروفا فليكاف به ، فإن لم يستطع فليشكر ، فان لم يستطع فليذكره فمن ذكره فقد شكره ، ومن شبع بما لم ينل فهو كلابس ثوبي زور» (١).

٧٦١٧ ـ يوسف بن بحر بن عبد الرّحمن ، أبو القاسم التّميميّ :

بغدادي سكن حمص وتولى قضاءها وحدث بها عن علي بن عاصم ، ويزيد بن

__________________

٧٦١٦ ـ انظر الحديث في : صحيح ابن حبان ٢٠٧٣. والمعجم الكبير ١ / ٧٤. ومجمع الزوائد ٨ / ١٨١. والدر المنشور ٦ / ٣٦٢. وقضاء الحوائج لابن أبي الدنيا ٧٨. وحلية الأولياء ٣ / ٣٨١. والترغيب والترهيب ٢ / ٧٨.

٧٦١٧ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٤ / ترجمة ٩٨٥٩.

٣٠٧

هارون ، وحجّاج بن محمّد ، وأسود بن عامر ، ومحمّد بن مصعب القرقساني ، وسعيد بن مسلمة الأمويّ ، وأبي المغيرة عبد القدوس بن الحجّاج ، ومروان بن محمّد الطاطري. روى عنه يحيى بن صاعد ، وعبّاس بن يوسف الشكلي ، وعليّ بن سراج المصريّ ، ومحمّد بن المسيب الأرغياني ، ومحمّد بن سليمان أخو خيثمة الأطرابلسي.

وقال عبد الرّحمن بن أبي حاتم : كتبت عنه بحمص.

أخبرنا البرقانيّ قال : رأيت بخط أبي الحسن الدّارقطنيّ مكتوبا : يوسف بن بحر ليس بالقوي.

٧٦١٨ ـ يوسف بن يعقوب ، أبو بكر النّجاحيّ :

سكن مكة وحدث بها عن سفيان بن عيينة. روى عنه القاضي المحاملي ، وإسماعيل بن العبّاس الورّاق ، وغيرهما وكان ثقة.

أخبرنا العتيقي ، حدثنا علي بن محمّد بن عبد الله بن سعيد العسكريّ ، حدثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن إسحاق الدقيقي ـ بتستر ـ حدثنا أبو بكر يوسف بن يعقوب المعروف بالبغدادي ، حدثنا سفيان بن عيينة عن زياد بن علاقة عن المغيرة بن شعبة قال : قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى تورمت قدماه فقيل له : يا رسول الله قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال : «أفلا أكون عبدا شكورا؟» (١).

حدثنا الصوري ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائي ، أخبرني أبى قال : أبو بكر يوسف بن يعقوب بغدادي يعرف بالنّجاحيّ سكن مكة.

٧٦١٩ ـ يوسف بن يعقوب بن عبيد بن أبي موسى ، يعرف بابن النّهرتيريّ :

حدث عن محمّد بن سابق. روى عنه محمّد بن مخلد.

٧٦٢٠ ـ يوسف بن نوح بن مهران ، أبو يعقوب النّسائيّ :

قدم بغداد وحدث بها عن علي بن الحسن بن شقيق. روى عنه ابن مخلد أيضا.

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن الحسن الجراحي ، حدثنا محمّد بن مخلد بن حفص ، حدثنا يوسف بن نوح بن مهران النّسائيّ ـ أبو يعقوب ـ

__________________

(١) ٧٦١٨ ـ انظر الحديث في : صحيح البخاري ٢ / ٦٣ ، ٦ / ١٦٩ ، ٨ / ١٢٤. وصحيح مسلم ، كتاب صفات المنافقين ٧٩. وفتح الباري ٨ / ٥٨٤ ، ٩ / ١٠٥ ، ١١ / ٣٠٣.

٣٠٨

حدثنا علي بن الحسن بن شقيق ، أخبرنا خارجة عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكا فيشتريه ، فيعتقه ، ومن كان منكم مصليا بعد الجمعة فليصل أربعا» (١).

٧٦٢١ ـ يوسف بن محمّد بن صاعد بن كاتب :

أخو أحمد ويحيى وكان الأكبر. سمع خلاد بن يحيى المكي ، وسليمان بن حرب الواشجي ، والليث بن داود القيسي وسعيد بن سليمان الواسطيّ ، وعبيد بن يعيش الكوفيّ. روى عنه أخوه يحيى ، وعبد الله بن محمّد بن إسحاق المروزيّ ، وعلي بن إسحاق المادراني.

وقال الدارقطني : كان ثقة.

أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشميّ بالبصرة ، حدثنا علي بن إسحاق المادراني ، حدثنا يوسف بن صاعد وأبو قلابة الرقاشي قالا : حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا شعبة عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن عبد الله بن مسعود قال : صليت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقام حتى هممت بأمر سوء ، قلت : وما هممت؟ قال : أن أجلس وأدعه. لفظ أبي قلابة.

قرأت في كتاب محمّد بن موسى بن سهل البربهاري : مات يوسف بن صاعد سنة سبع وستين ومائتين ، وحدث مجلسا واحدا.

٧٦٢٢ ـ يوسف بن هارون بن زياد :

والد هارون بن يوسف المعروف بابن مقراض. سمع عبد الله بن الزّبير الحميدي.

وذكره محمّد بن مخلد في تاريخ وفاة شيوخه فقال : مات في رجب سنة سبعين ومائتين. كذلك قرأت في كتاب ابن مخلد بخطه.

٧٦٢٣ ـ يوسف بن الضّحّاك بن أبان بن زياد ، أبو يعقوب مولى عمر بن عبد العزيز :

سمع محمّد بن سنان العوفي ، وأبا سلمة التبوذكي ، ومحمّد بن كثير العبديّ ، وسليمان بن حرب ، وإسحاق بن عمر السليطي ، ومحمّد بن عون. روى عنه حمزة ابن القاسم الهاشميّ ، وإسماعيل بن محمّد الصّفّار ، وأبو بكر الشّافعيّ ، وكان ثقة.

__________________

(١) ٧٦٢٠ ـ انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب العتق باب ٦. وسنن أبي داود ٥١٣٧. وسنن الترمذي ١٩٠٦. وسنن ابن ماجة ٣٦٥٩. ومسند أحمد ٢ / ٢٣٠.

٣٠٩

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، حدثنا يوسف بن الضّحّاك ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا أبّان بن يزيد عن عاصم ، عن أبي وائل ، عن عبد الله ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» (١).

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي ـ وأنا أسمع ـ قال : أبو يعقوب يوسف بن الضّحّاك كان يتفقه على مذهب الكوفيّين ، كتب الناس عنه. مات لأيام بقيت من صفر سنة تسع وسبعين.

٧٦٢٤ ـ يوسف بن موسى ، العطّار الحربيّ :

كان ينزل في مربعة الخرسي. وروى عن أحمد بن حنبل مسائل كثيرة.

روى عنه أبو بكر أحمد بن محمّد بن هارون الخلّال الحنبلي وأثنى عليه ثناء حسنا. وقال : كان يوسف هذا يهوديّا أسلم على يدي أبي عبد الله أحمد بن حنبل وهو حدث ، فحسن إسلامه ولزم العلم ، وأكثر من الكتاب ورحل في طلب العلم ، وسمع من قوم جلة ، ولزم أبا عبد الله حتى كان ربما كان يتبرم به من كثرة لزومه إياه.

٧٦٢٥ ـ يوسف بن أحمد بن عبد الله ، يعرف بابن كركا الخيّاط (١) :

حدث عن أحمد بن يعقوب البصريّ. روى عنه عبد الباقي بن قانع.

أخبرنا عبد الملك بن محمّد بن عبد الله الواعظ ، أخبرنا عبد الباقي بن قانع الحافظ ، حدثنا يوسف بن أحمد بن عبد الله بن كركا الخيّاط ، حدثنا أحمد بن يعقوب البصريّ ، حدثنا هشيم ـ في رحبة عبيد الله بن المهدي ـ حدثنا يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من صلّى أربع ركعات قبل صلاة العصر غفر الله له مغفرة عزما».

٧٦٢٦ ـ يوسف بن محمّد بن أبي محمّد بن يحيى بن المبارك ، اليزيدي ، أبو يعقوب :

روى عن عمه إسماعيل بن أبي محمّد اليزيدي كتابه في «طبقات الشعراء». رواه عنه محمّد بن العبّاس اليزيدي.

__________________

(١) ٧٦٢٣ ـ انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ٣٨. وفتح الباري ١ / ٢٠٠. وقد سبق تخريج الحديث.

٧٦٢٥ ـ الخياط : يقال لمن يخيط الثياب : «الخياط» (الأنساب ، للسمعاني ٥ / ٢٢٢).

٣١٠

٧٦٢٧ ـ يوسف بن موسى بن عبد الله بن خالد بن حموك ، أبو يعقوب القطّان المروروذيّ :

كان من أعيان محدثي خراسان ، مشهورا بالطلب والرحلة في الحديث إلى الآفاق البعيدة ، وحدث عن إسحاق بن راهويه ، وعلي بن حجر ، وأبي معمّر الهذلي ، وأحمد ابن منيع ، ومحمّد بن موسى الحرشي ، ونصر بن علي ، وأبي كريب محمّد بن العلاء ، وأبي مصعب الزّهريّ ، وأحمد بن صالح البصريّ ، وعيسى بن حمّاد زغبة ، والمسيب ابن واضح ، وكثير بن عبيد الحمصي ، والمنذر بن الوليد الجارودي ، وعمار بن الحسن النّسائيّ ، وأبي حفص الفلاس ، وإسحاق بن منصور الكوسج ، وإسماعيل ابن بنت السّريّ ، وقدم بغداد وحدث بها. فروى عنه من أهلها محمّد بن عمرو بن الختري الرزاز ، ومحمّد بن عبد الله بن عتاب ، وأبو بكر الشّافعيّ ، وكان ثقة.

أخبرنا عبد الرّحمن بن عبيد الله الحربيّ ، حدثنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعيّ ، حدثنا أبو يعقوب يوسف بن موسى بن عبد الله القطّان ، حدثنا علي بن حجر ، حدثنا عتاب بن بشير عن خصيف عن عكرمة عن ابن عبّاس قال : لما دخل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مكة قال أهل مكة إن باصحاب محمّد جوعا وهزالا ، فأمرهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يهرولوا ليروهم أنهم ليسوا كذلك ، وأنهم أقوياء ، فكانوا يهرولون ثلاثة أشواط ، ويمشون أربعا.

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدثنا ابن قانع : أن يوسف بن موسى المروروذيّ مات في سنة ست وتسعين ومائتين.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ قال : سمعت أبا محمّد أحمد بن عبد الله المزني يقول : توفي يوسف بن موسى المروروذيّ بمروروذ بعد منصرفه من الحجة الثانية سنة ست وتسعين ومائتين.

٧٦٢٨ ـ يوسف بن أحمد بن عبد الله ، أبو يعقوب الصّوفيّ البغداديّ :

أظنه سكن بلاد خراسان وكان قد صحب ذا النون المصريّ ، وحدث عن أحمد ابن أبي الحواري الدّمشقيّ. روى عنه محمّد بن عبد الله الدامغاني ، وإبراهيم بن حمّاد الأبهري ، وغيرهما.

__________________

٧٦٢٧ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٩٢.

٣١١

أخبرنا أبو عثمان سعيد بن العبّاس بن محمّد القرشيّ الهرويّ ، أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن إسفنديار الدامغاني ـ بها ـ قال : سمعت والدي قال : سمعت يوسف بن أحمد البغداديّ قال : سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول : سمعت أبا سليمان الداراني يقول لأحمد بن داود : يا ابن داود إن الناس كلهم قد عملوا على الرّجاء فإن استطعت أنت وحدك تعمل على الخوف فاعمل.

٧٦٢٩ ـ يوسف بن يعقوب بن السكيت :

حدث عن أبيه ، وعن محمّد بن عمرو الحمّانيّ. روى عنه محمّد بن عبد الملك التاريخي.

٧٦٣٠ ـ يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حمّاد بن زيد بن درهم ، أبو محمّد البصريّ ، مولى آل جرير بن حازم الأزديّ :

سمع مسلم بن إبراهيم ، وسليمان بن حرب ، وعمرو بن مرزوق ، ومحمّد بن كثير ، ويحيى بن حبيب بن عربي ، ومحمّد بن أبي بكر المقدمي ، ومحمّد بن عبيد بن حساب ، ومسددا ، وهدبة بن خالد ، وأبا الرّبيع الزّهراني ، وكامل بن طلحة ، وعبد الله ابن محمّد بن أسماء ، وشيبان بن فرّوخ ، وعبد الواحد بن غياث. سكن بغداد وحدث بها. فروى عنه أبو عمرو بن السّمّاك وأبو سهل بن زياد ، وعبد الباقي بن قانع ، وإسماعيل بن علي الخطبي ، ودعلج بن أحمد ، وأبو بكر الشّافعيّ ، وأبو محمّد ابن ماسي ، وغيرهم.

وكان ثقة. وكان قد ولى القضاء بالبصرة في سنة ست وسبعين ومائتين ، وضم إليه قضاء واسط ، ثم أضيف إلى ذلك قضاء الجانب الشرقي من بغداد.

فأخبرني الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة قال : وخلع على أبي محمّد يوسف بن يعقوب وولى القضاء بين أهل الجانب الشرقي إلى ما كان يتولاه من قضاء واسط والبصرة ، وجلس في مسجد الجامع سنة ثلاثة وثمانين ومائتين ، فأحمدت مذاهبه ، وحسن حكمه ، واستقامت طريقته ، وكثر الشّاكر له.

وأخبرنا التّنوخيّ ، أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر قال : يوسف بن يعقوب بن

__________________

٧٦٣٠ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ١٠٣. وتذكرة الحفاظ ٢ / ٢٠٩. والأعلام ٨ / ٢٥٨.

٣١٢

إسماعيل بن حمّاد بن زيد كان رجلا صالحا عفيفا خيرا ، حسن العلم بصناعة القضاء شديدا في الحكم ، لا يراقب فيه أحدا. وكانت له هيبة ورئاسة ، وحمل الناس عنه حديثا كثيرا ، وكان ثقة أمينا.

وأخبرنا التّنوخيّ ، أخبرني أبي قال : حدثني أبي قال : سمعت القاضي أبا عمر ومحمّد بن يوسف قال : قدم خادم من وجوه خدم المعتضد بالله إلى أبي في حكم ، فجاء فارتفع في المجلس ، فأمره الحاجب بموازاة خصمه ، فلم يفعل ـ إدلالا بعظم مجلسه من الدولة ـ فصاح أبي عليه وقال : قفاه ، أتؤمر بموازاة خصمك فتمتنع؟ يا غلام! عمرو بن أبي عمرو النخاس الساعة يقدم إليه ، ببيع هذا العبد وحمل ثمنه إلى أمير المؤمنين ، ثم قال لحاجبه خذ بيده وسو بينه وبين خصمه ، فأخذ كرها وأجلس مع خصمه. فلما انقضى الحكم انصرف الخادم فحدث المعتضد بالحديث ـ وبكى بين يديه ـ فصاح عليه المعتضد وقال : لو باعك لأجزت بيعه ، وما رددتك إلى ملكي أبدا ، وليس خصوصك لي يزيل مرتبة الحكم ، فإنه عمود السلطان ، وقوام الأديان.

أخبرنا محمّد بن عبد العزيز بن جعفر البرذعي ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران ، حدثنا أبو محمّد بن السّكّري قال : حدثني بعض أصحابي أنه دخل مع أبي بكر بن أبي الدنيا إلى القاضي يوسف بن يعقوب ، فسأل القاضي عن قوته؟ فقال القاضي أجدني كما قال سيبويه :

لا ينفع الهليون والطريفل

انخرق الأعلى وجار الأسفل

ونحن في جد وأنت تهزل

فكيف تجدك أنت يا أبا بكر أصلحك الله؟ فقال :

أراني في انتقاص كل يوم

ولا يبقى مع النقصان شيء

طوى العصران ما نشراه مني

فأخلق جدتي نشر وطي

قال : مولدهما جميعا في سنة ثمان وثمانين.

قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال : سنة سبع وتسعين ومائتين في يوم الاثنين لتسع خلون من شهر رمضان منها مات يوسف بن

٣١٣

يعقوب القاضي. وكان مصروفا عن القضاء وكان ضعيف الفقه غير مطعون عليه في الحديث ، ولم يغير شيبه. ومولده في سنة ثمان ومائتين.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي قال : مات أبو محمّد يوسف بن يعقوب القاضي يوم الاثنين لتسع خلون من شهر رمضان سنة سبع وتسعين ومائتين.

٧٦٣١ ـ يوسف بن الحكم بن سعيد ، أبو علي الضّبّيّ الخيّاط (١) المعروف بدبيس :

حدث عن بشر بن الوليد ، والرّبيع بن ثعلب ، ومحمّد بن بشير القاضي ، وعمر بن إسماعيل بن مجالد ، ومحمّد بن خالد الختلي ، وعبد الله بن محمّد بن أبان الكوفيّ ، وداود بن حمّاد بن فرافصة البلخيّ ، والحسين بن حريث المروزي. روى عنه أحمد بن كامل القاضي ، وأبو علي بن الصواف ، ومحمّد بن عمر بن الجعابي ، وأبو بكر الشّافعيّ وجعفر بن محمّد بن الحكم المؤدّب ، وعلي بن هارون الحربيّ ، وأبو القاسم الطّبراني.

وقال الدارقطني : هو صدوق.

أخبرنا بشرى بن عبد الله الرومي ، أخبرنا علي بن هارون السّمسار الحربيّ ، حدثنا أبو علي يوسف بن إسحاق بن سعيد دبيس ، حدثنا الرّبيع بن ثعلب ، حدثنا محمّد بن زياد عن ميمون بن مهران عن ابن عبّاس قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوتر بثلاث لا يفصل بينهن.

أخبرنا محمّد بن عبد الله بن شهريار الأصبهانيّ ، أخبرنا سليمان بن أحمد الطّبراني ، حدثنا يوسف بن الحكم الضّبّيّ الخيّاط البغداديّ ، حدثنا داود بن حمّاد بن فرافصة قرأت في كتاب محمّد بن مخلد ـ بخطه ـ سنة تسع وتسعين ومائتين فيها مات أبو علي الخيّاط يوسف بن الحكم بن سعيد مولى بني هاشم المعروف بدبيس ، يوم السبت لست بقين من شوال.

__________________

(١) ٧٦٣١ ـ الخياط : يقال لمن يخيط الثياب : الخياط (الأنساب ٥ / ٢٢٢)

٣١٤

٧٦٣٢ ـ يوسف بن محمّد بن عيسى ، البغداديّ :

حدث عن عبد الله بن عمر بن أبان الكوفيّ ، وأحمد بن منيع البغوي. روى عنه الفضل بن عبيد الله الهاشميّ ساكن بيت المقدس.

٧٦٣٣ ـ يوسف بن إسماعيل ، الأصم البغداديّ :

حدث عن محمّد بن صدران البصريّ. روى عنه سليمان الطّبراني.

أخبرنا محمّد بن عبد الله بن شهريار ، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيّوب الطّبراني ، أخبرنا يوسف بن إسماعيل الأصم البغداديّ ، حدثنا محمّد بن صدران السليمي ، حدثنا معتمر بن سليمان عن الفضيل بن ميسرة عن أبي حريز عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما من عمل أحب إلى الله من عمل في عشر ذي الحجة ، إلا رجل يخرج بماله ونفسه ثم لا يرجع» (١).

قال سليمان : لم يروه عن أبي حريز إلا فضيل ، تفرد به معتمر.

٧٦٣٤ ـ يوسف بن خالد بن عبدة ، الضّرير :

من أهل البصرة نزل الأنبار وحدث بها عن بشر بن آدم ابن بنت أزهر السمان.روى عنه الطّبراني أيضا.

أخبرنا ابن شهريار ، أخبرنا سليمان بن أحمد الطّبراني ، حدثنا يوسف بن خالد بن عبدة الضّرير البصريّ ـ بالأنبار ـ حدثنا بشر بن آدم ابن بنت أزهر بن سعد السمان ، حدثنا أشعث بن أشعث الشعراني ـ في الأزد ـ قال : حدثنا عمران القطّان عن سليمان التّيميّ عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن المسلم ليصلي وخطاياه موضوعة على رأسه ، فكلما سجد تحاتت ، فيفرغ حين يفرغ من صلاته وقد تحاتت خطاياه» (١).

قال سليمان [الطّبراني] (٢) لم يروه عن سليمان إلا عمران ولا عن عمران إلا أشعث بن أشعث. تفرد به بشر.

__________________

(١) ٧٦٣٣ ـ انظر الحديث في : المعجم الصغير ٢ / ١٣٥. والترغيب والترهيب ٢ / ١٩٨.

) ٧٦٣٤ ـ انظر الحديث في : المعجم الصغير ٢ / ١٣٦. والجامع الكبير ٥٨٩٤. وكنز العمال ١٨٤٦٩.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٣١٥

٧٦٣٥ ـ يوسف بن جعفر بن علي ، أبو يعقوب الخوارزمي (١) :

حدث عن نوح بن حبيب القومسي. روى عنه عبد الله بن علي الجرجاني. وذكر أنه سمع منه بسر من رأى.

٧٦٣٦ ـ يوسف بن يعقوب ، أبو محمّد السّمسار :

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي ـ وأنا أسمع ـ قال : ويوسف بن يعقوب أبو محمّد السّمسار توفي يوم الاثنين ليومين خلوا من شهر رمضان سنة ثلاثمائة ، كتب الناس عنه حديثا صالحا ، كان حسن الحديث قريب الأمر. ومنزله بالقرب منا في شارع أبي الورد مما يلي السبخة.

٧٦٣٧ ـ يوسف بن محمّد ، أبو يعقوب العطّار الواسطيّ :

قدم بغداد وحدث بها عن عبد الحميد بن بيان ، وشعيب بن أيّوب الصّيريفيني.روى عنه عبد العزيز بن جعفر الخرقي.

أخبرني أبو عبد الله محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا عبد العزيز بن جعفر بن محمّد الخرقي قال : حدثني أبو يعقوب يوسف بن محمّد العطّار الواسطيّ ـ قدم علينا ـ حدثنا عبد الحميد بن بيان ، أخبرنا خالد بن عبد الله عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «تفتح أبواب الجنة كل اثنين وخميس ، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله ، إلا رجل بينه وبين أخيه شحناء ، فيقال : أنظروا هذين حتى يصطلحا» (١).

٧٦٣٨ ـ يوسف بن الحسين بن علي ، أبو يعقوب الرّازيّ :

من مشايخ الصّوفيّة. كان كثير الأسفار ، وصحب ذا النون المصريّ وحكى عنه ، وسمع أحمد بن حنبل ، وورد بغداد. فسمع منه بها أحمد بن سلمان النّجّاد.

أخبرني الخلّال قال : حدثني عبد الواحد بن علي ، حدثنا أحمد بن سلمان قال : سمعت يوسف بن الحسين قال : سمعت ذا النون المصريّ قال : من جهل قدره هتك ستره.

__________________

(١) ٧٦٣٥ ـ الخوارزمي : هذه النسبة إلى بلدة خوارزم (الأنساب ٥ / ١٩٣).

) ٧٦٣٧ ـ انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب البر والصلة ٣٥. وسنن الترمذي ٢٣. والترغيب والترهيب ٢ / ١٢٥ ، ٣ / ٤٥٨.

٧٦٣٨ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ١٧١. وطبقات الصوفية ١٨٥ ـ ١٩١. وطبقات الحنابلة ٢٧٩ ـ ٢٨٠. وطبقات الشعراني ١ / ١٠٥. والعروس على القشيرية ١ / ١٦٣ ـ ١٦٤. والأعلام ٨ / ٢٢٧.

٣١٦

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدثنا محمّد بن الحسن المقرئ النقاش قال : سمعت يوسف بن الحسين يقول : سمعت ذا النون المصريّ يقول : من جهل قدره هتك ستره.

أخبرنا أبو سعد الماليني ـ قراءة ـ أخبرنا أبو علي محمّد بن الحسن بن حمزة الصّوفيّ ، حدثنا أبو بكر محمّد بن أحمد القرشيّ ـ بالري ـ حدثنا يوسف بن الحسين الرّازيّ قال : قلت لأحمد بن حنبل حدثني ، فقال ما تصنع بالحديث يا صوفي؟ فقلت : لا بد حدثني ، فقال : حدثنا مروان الفزاريّ عن هلال أبي العلاء ـ كذا قال الماليني وإنما هو أبو المعلّى ـ عن أنس قال : أهدى إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم طائران فقدم إليه أحدهما ، فلما أصبح قال : «عندكم من غداء؟» فقدم إليه الآخر فقال : «من أين ذا؟» فقال بلال خبأته لك يا رسول الله. فقال : «يا بلال لا تخف من ذي العرش إقلالا ، إن الله يأتي برزق كل غد» (١).

ثم أخبرناه أبو الطّيّب محمّد بن أحمد بن موسى بن أحمد الشروطي ـ بالري من كتابه ـ حدثنا أبو بكر محمّد بن حمدان المؤدّب ، حدثنا يوسف بن الحسين ، حدثنا أحمد بن حنبل ، حدثنا مروان بن معاوية الفزاريّ ، عن أبي هلال الراسبي ، عن أنس ابن مالك قال : أهدى إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم طوائر ثلاثة ، فأكل طيرا ، واستخبأ خادمه طيرين ، فلما أصبح قدم خادمه إليه الطيرين فقال : «ما هذان» قال : طيران استخبأتهما لك يا رسول الله. قال : «ألم أنهك أن تدخر شيئا لغد ، إن الله تعالى يأتي برزق كل غد».

قلت : كذا قال عن أبي هلال الراسبي وهو خطأ لا شك فيه ، والأول أصح.

حدثني عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، أخبرنا تمّام بن محمّد الرّازيّ ، حدثنا أبي ، حدثني أبو يعقوب يوسف بن الحسين بن علي الصّوفيّ الرّازيّ ، حدثنا أحمد بن حنبل ، حدثنا مروان بن معاوية قال : حدثنا هلال بن سويد ـ أبو المعلّى ـ عن أنس بنحوه. قال تمّام : ليس عنده عن أحمد بن حنبل غيره.

أخبرنا الحسن بن علي التّميميّ ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، حدثنا مروان بن معاوية ، أخبرني هلال بن سويد

__________________

(١) انظر الحديث في : كنز العمال ١٦١٨٩.

٣١٧

أبو معلّى قال : سمعت أنس بن مالك وهو يقول : أهديت لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثلاثة طوائر ، وساق الحديث.

أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن الفضل الهاشميّ ـ بالري ـ حدثنا أحمد بن فارس بن زكريّا قال : سمعت أبي يقول : سمعت يوسف بن الحسين يقول : كنت أيام السياحة في أرض الشام أمسك بيدي عكازة مكتوبا عليها :

سر في بلاد الله سياحا

وابك على نفسك نواحا

وامش بنور الله في أرضه

كفى بنور الله مصباحا

أخبرنا رضوان بن محمّد بن الحسن الدينوري قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبد الله النّيسابوريّ يقول : سمعت أحمد بن محمّد بن جعفر القطّان المذكر يقول : سمعت أبا علي محمّد بن الحسين الحافظ يقول : سمعت فارسا الدينوري يقول : رأيت ليوسف بن الحسين الرّازيّ مخلاة مكتوبا عليها :

لا يومك ينساك

ولا رزقك يعدوك

ومن يطمع في الناس

يكن للناس مملوك

فليكن سعيك لل

ه فإن الله يكفيك

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدثنا محمّد بن الحسن النقاش قال : سمعت يوسف بن الحسين ـ بالري ـ قال : قيل لذي النون المصريّ : ما بال الحكمة لها حلاوة من أفواه الحكماء؟ قال : لقرب عهدها بالرب عزوجل.

حدثني عبد العزيز بن أبي طاهر الصّوفيّ ـ بدمشق ـ أخبرنا أبو طالب عقيل بن عبيد الله بن أحمد بن عبدان السّمسار ، أخبرنا أبو الحسين محمّد بن عبد الله بن جعفر بن الجنيد الرّازيّ قال : سمعت يوسف بن الحسين الرّازيّ الصّوفيّ يقول : قيل لي إن ذا النون المصريّ يعرف اسم الله الأعظم ، فدخلت مصر فذهبت إليه ، فبصرني وأنا طويل اللحية ، ومعي ركوة طويلة ، فاستشنع منظري ولم يلتفت إليّ ، قال أبو الحسن محمّد بن عبد الله : وكان يوسف يقال إنه أعلم أهل زمانه بالكلام وعلم الصّوفيّة ، فلما كان بعد أيام جاء إلى ذي النون رجل صاحب كلام ، فناظر ذا النون فلم يقم ذو النون بالحجج عليه. قال : فاجتذبته إليّ وناظرته فقطعته ، فعرف ذو النون مكاني فقام إليّ وعانقني وجلس بين يدي وهو شيخ وأنا شاب وقال : اعذرني فلم أعرفك ، فعذرته وخدمته سنة واحدة. فلما كان على رأس السنة قلت له : يا أستاذ

٣١٨

إني قد خدمتك وقد وجب حقي عليك ، وقيل لي إنك تعرف اسم الله الأعظم ، وقد عرفتني ولا تجد له موضعا مثلي ، فأحب أن تعلمني إياه. قال : فسكت عني ذو النون ولم يجبني ، وكأنه أومأ إلى أنه يخبرني. قال : فتركني بعد ذلك ستة أشهر ، ثم أخرج إلى من بيته طبقا ومكبة مشدودا في منديل ، وكان ذو النون يسكن في الجيزة. فقال : تعرف فلانا صديقنا من الفسطاط؟ قلت : نعم قال : فأحب أن تؤدي هذا إليه. قال : فأخذت الطبق وهو مشدود وجعلت أمشي طول الطريق وأنا متفكر فيه ، مثل ذي النون يوجه إلى فلان بهدية ترى أيش هي قال : فلم أصبر إلى أن بلغت الجسر فحللت المنديل وشلت المكبة ، فإذا فأرة قفزت من الطبق ومرت ، قال : فاغتظت غيظا شديدا! وقلت : ذو النون يسخر بي ويوجه مع مثلي فأرة إلى فلان ، فرجعت على ذلك الغيظ. فلما رآني عرف ما في وجهي. قال : يا أحمق إنما جربناك ائتمنتك على فأرة فخنتني ، أفائتمنك على اسم الله الأعظم؟ وقال : مر عني فلا أراك شيئا آخر.

أخبرنا أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري النّيسابوريّ قال : سمعت أبا حاتم محمّد بن أحمد بن يحيى السجستاني يقول : سمعت أبا نصر السراج يقول : حكى لي بعض إخواني عن أبي الحسين الدراج قال : قصدت يوسف بن الحسين الرّازيّ من بغداد ، فلما دخلت الري سألت عن منزله ، فكل من أسأل عنه يقول لي أيش تفعل بذاك الزنديق؟ فضيقوا صدري حتى عزمت على الانصراف ، فبت تلك الليلة في مسجد ثم قلت جئت هذا البلد فلا أقل من زيارة ، فلم أزل أسأل عنه حتى وقعت إلى مسجده وهو قاعد في المحراب وبين يديه رجل عليه مصحف يقرأ ، وإذا هو شيخ بهي حسن الوجه واللحية. فدنوت وسلمت ، فرد السلام ، وقال : من أين؟ فقلت : من بغداد قصدت زيارة الشيخ. فقال : لو أن في بعض البلدان قال لك إنسان أقم عندي حتى اشتري لك دارا وجارية أكان يمنعك عن زيارتي؟ فقلت : يا سيدي ما امتحنني الله بشيء من ذاك ، ولو كان لا أدري كيف كنت أكون؟ فقال : تحسن أن تقول شيئا؟ فقلت : نعم! وقلت :

رأيتك تبني دائبا في قطيعتي

ولو كنت ذا حزم لهدمت ما تبني

فأطبق المصحف ولم يزل يبكي حتى ابتلت لحيته وثوبه حتى رحمته من كثرة بكائه ، ثم قال لي : يا بني تلوم أهل الري على قولهم يوسف بن الحسين زنديق ، ومن وقت الصّلاة هو ذا أقرأ القرآن لم يقطر من عيني قطرة ، وقد قامت عليّ القيامة بهذا البيت.

٣١٩

أخبرنا إسماعيل بن أحمد بن علي الحيرى ، أخبرنا أبو عبد الرّحمن السّلميّ قال : سمعت عبد الله بن عطاء يقول : كان مرحوم الرّازيّ يتكلم في يوسف بن الحسين ، فاتبعته ليلة وهو يبكي. فقيل له : مالك؟ قال : رأيت كتابا نزل من السماء ، فلما قرب من الخلق إذا فيه مكتوب بخط جليل : هذه براءة ليوسف بن الحسين مما قيل فيه ، فجاء إليه واعتذر.

أخبرنا أحمد بن علي المحتسب ، حدثنا الحسن بن الحسين بن حمكان الفقيه قال : سمعت أبا الحسن علي بن إبراهيم بن ثابت البغداديّ يقول : سمعت أبا عبد الله الخنقاباذي يقول : حضرنا يوسف بن الحسين الرّازيّ وهو يجود بنفسه ، فقيل له : يا أبا يعقوب قل شيئا. فقال : اللهم إني نصحت خلقك ظاهرا ، وغششت نفسي باطنا ، فهب لي غشى لنفسي لنصحي لخلقك ، ثم خرجت روحه.

أخبرنا إسماعيل الحيرى وأحمد بن علي بن التوزي ـ قال الحيرى : أخبرنا وقال أحمد : حدثنا ـ محمّد بن الحسين السّلميّ قال : سمعت عبد الله بن عطاء يقول : مات يوسف بن الحسين سنة أربع وثلاثمائة. حدثني عبد العزيز بن علي الأزجي ، حدثنا محمّد بن أحمد المفيد ـ بجرجرايا ـ قال : سمعت أبا الحسن علي بن إبراهيم الرّازيّ إمام المسجد الحرام يقول : حكى لي أبو خلف الوزّان عن يوسف بن الحسين الرّازيّ انه رؤى في النوم ، فقيل له ما ذا فعل الله بك؟ قال : غفر لي ورحمني. فقيل : بما ذا؟ قال : بكلمة أو بكلمات قلتها عند الموت قلت : اللهم إني نصحت الناس قولا ، وخنت نفسي فعلا ، فهب خيانة فعلي لنصيحة قولي.

٧٦٣٩ ـ يوسف بن موسى بن إسحاق ، الأصبهانيّ :

قدم بغداد وحدث بها عن هارون بن سليمان الأصبهانيّ. روى عنه محمّد بن جعفر الورّاق غندر.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدثنا غندر البغداديّ ـ وهو محمّد بن جعفر بن الحسين الورّاق ـ حدثنا يوسف بن موسى بن إسحاق الأصبهانيّ ، حدثنا هارون بن سليمان ، حدثنا عبد الله بن داود الواسطيّ ، حدثنا محمّد بن الفضيل بن عطية عن كرز بن وبرة عن محمّد بن كعب القرظي عن ابن عمر قال : لعنت القدرية على لسان سبعين نبيا منهم نبينا صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال لي أبو نعيم : حدث يوسف ببغداد.

٣٢٠