تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٤

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٤

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٠

عمر يقول : «من اشترى ثوبا بعشرة دراهم فيه درهم حرام لم تقبل له فيه صلاة» (١) قال : ثم وضع ابن عمر يديه على أذنيه ويقول : صمّتا إن لم أكن سمعته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم.

هكذا رواه هارون عن بقية ، وخالفه أبو عتبة أحمد بن الفرج الحمصي.

أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي ، حدثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم قال : حدثنا أبو عتبة أحمد بن الفرج ، حدثنا بقية ، حدثنا يزيد بن عبد الله الجهني عن أبي جعونة عن هاشم الأوقص قال : سمعت ابن عمر يقول : «من اشترى ثوبا بعشرة دراهم ، وفي ثمنه درهم من حرام لم تقبل له صلاة ما كان عليه» (٢). ثم أدخل إصبعيه في أذنيه ثم قال : صمتا إن لم أكن سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، مرتين أو ثلاثا ، خالفهما مؤمل بن الفضل الحراني فقال ما :

أخبرني أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد الدّمشقي ـ بها ـ أخبرنا تمّام بن محمّد بن عبد الله الرّازيّ ، حدثنا علي بن الحسن بن علان الحراني ، أخبرنا الحسن بن أحمد ـ هو ابن سعيد الحراني ـ حدثنا أحمد بن مروان بن عبد الله أبو يحيى ، حدثنا مؤمل بن الفضل ، حدثنا بقية عن جعونة عن هاشم الأوقص عن نافع عن ابن عمر قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من اشترى ثوبا بعشرة دراهم فيه درهم حرام ، لم يقبل الله له صلاة ما دام عليه» ذكر بعض أهل العلم أنه جعونة بن الحارث العامري.

أخبرنا القاضي أبو عبد الله الصيمري ، حدثنا أحمد بن محمّد بن علي الآبنوسي ـ لفظا ـ حدثنا إبراهيم بن أبي حصين الوادعي ، حدثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرميّ ، حدثنا هارون بن أبي هارون العبديّ ـ ببغداد ـ حدثنا أبو المليح الرقي.

٧٣٥٣ ـ هارون بن عبد الله بن مروان ، أبو موسى البزّار المعروف بالحمّال :

سمع سفيان بن عيينة ، وابن أبي فديك ، وسيار بن حاتم ، ومعن بن عيسى ، وأبا أسامة وحجّاج بن محمّد ، وروح بن عبادة ، وأبا عاصم النبيل ، وأبا عامر العقدي.

__________________

(١) ٧٣٥٢ ـ انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ٩٨. ومجمع الزوائد ١٠ / ٢٩٢. ونصب الراية ٢ / ٣٢٥. والترغيب والترهيب ٢ / ٥٤٨. والعلل المتناهية ٢ / ١٩٥. ومشكاة المصابيح ٢٧٨٩.

(٢) انظر الحديث السابق.

٧٣٥٣ ـ انظر : تهذيب الكمال ٦٥٢٠ (٣٠ / ٩٦ ـ ١٠٠) والتاريخ الصغير للبخاري ٢ / ٣٧٨. والمعرفة ١ / ٤٢٢. والجرح والتعديل ٩ / الترجمة ٣٨٢. وثقات ابن جيان ٩ / ٢٣٩. ورجال صحيح مسلم ، لابن منجويه ، الورقة ١٩١. وإكمال ابن ماكولا ٣ / ٢٧. وتسمية شيوخ أبي داود للجياني ، الورقة ٩٦. والجمع ٢ / ٥٥١. والمعجم المشتمل ، الترجمة ١١٠٥ ، وسير أعلام النبلاء ـ

٢١

روى عنه ابنه موسى ، ومسلم بن الحجّاج ، وإبراهيم الحربيّ ، وأبو عبد الرّحمن النّسائيّ وأحمد بن محمّد البراثي ، وإبراهيم بن موسى الجوزي ، وعبد الله بن محمّد البغوي ويحيى بن صاعد ، وكان ثقة حافظا عارفا.

أخبرني عبد الغفّار بن محمّد بن جعفر المؤدّب ، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدثنا أحمد بن محمّد بن الفضل أبو العبّاس المؤذّن جارنا قال : سمعت هارون بن عبد الله الحمّال يقول : جاءني أحمد بن حنبل بالليل فدق الباب عليّ فقلت : من هذا؟ فقال : أنا أحمد ، فبادرت أن خرجت إليه فمساني ومسيته ، قلت حاجة يا أبا عبد الله؟ قال : شغلت اليوم قلبي ، قلت : بما ذا يا أبا عبد الله؟ قال : جزت عليك اليوم وأنت قاعد تحدث الناس في الفيء ، والناس في الشمس بأيديهم الأقلام والدفاتر لا تفعل مرة أخرى. إذا قعدت فاقعد مع الناس.

حدثت عن أبي الحسن محمّد بن العبّاس بن أحمد بن الفرات قال : أخبرنا الحسن ابن يوسف الصّيرفيّ ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن هارون الخلّال ، أخبرنا أبو بكر المروذي أنه سأل أبا عبد الله عن هارون الحمّال فقال : أكتب عنه؟ قال : إي والله ، قلت : إنهم حكوا عنك أنك سكت حين سألوك ، قال : ما أعرف هذا.

أخبرنا العتيقي ، حدثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أبو أيّوب سليمان بن إسحاق بن الخليل الجلاب قال : وسمعته يعني إبراهيم الحربيّ ـ يقول : كان هارون بن عبد الله صدوقا ، لو كان الكذب حلالا لتركه تنزها.

أخبرني الصوري ، أخبرنا عبيد الله بن القاسم الهمدانيّ ـ بطرابلس ـ أخبرنا عبد الرّحمن بن إسماعيل العروضي ، حدثنا أبو عبد الرّحمن النّسائيّ قال : هارون بن عبد الله الحمّال ثقة.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر الخلدي ، حدثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرميّ قال : سنة ثلاث وأربعين ومائتين فيها مات هارون بن عبد الله الحمّال وكان لا يخضب.

__________________

ـ ١٢ / ١١٥. وتذكرة الحفاظ ٢ / ٤٧٨. والكاشف ٣ / الترجمة ٦٠١٢. والعبر ١ / ٤٤١. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ١٠٩. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٠٢ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧). ونهاية السئول ، الورقة ٤٠٥. وتهذيب التهذيب ١١ / ٨ ـ ٩ والتقريب ٢ / ٣١٢. وخلاصة الخزرجي ٣ / الترجمة ٧٦٢٨. والمنتظم لابن الجوزي ١١ / ٣١٠.

٢٢

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا أحمد بن عيسى بن الهيثم التّمّار ، حدثنا عبيد الله بن محمّد بن خلف البزّار قال : مات هارون بن عبد الله الحمّال لعشر مضين من شوال سنة تسع وأربعين ومائتين كذا قال وهو وهم ، والصواب سنة ثلاث.

أخبرنا يوسف بن رباح البصريّ ، أخبرنا علي بن الحسين بن بندار الأذني ـ بمصر ـ حدثنا علي بن عبد الحميد الغضائري قال : وتوفي هارون بن عبد الله بن مروان البزّار ـ وكان يلقب بالحمّال ـ سنة ثلاث وأربعين ومائتين.

٧٣٥٤ ـ هارون بن مسلم بن سعدان ، الكاتب :

من أهل سر من رأى. حدث عن مسعدة بن صدقة العبديّ. روى عنه رجاء بن يحيى العبرتائي.

أخبرنا أبو طاهر إبراهيم بن محمّد بن عمر بن يحيى العلوي ، أخبرنا أبو المفضل محمّد بن عبد الله الشّيبانيّ ، أخبرنا رجاء بن يحيى بن شاذان أبو الحسين العبرتائي الكاتب ، حدثنا هارون بن مسلم بن سعدان الكاتب ـ بسر من رأى سنة أربعين ومائتين ـ قال : حدثني مسعدة بن صدقة العبديّ قال : سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمّد يحدث عن أبيه عن جده عن أبيه عن جده علي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «المجالس بالأمانة ، ولا يحل لمؤمن أن يأثر على مؤمن ـ أو قال عن أخيه المؤمن ـ قبيحا» (١).

قال أبو عبد الله : ليس لأحد أن يتحدث بحديث أخيه إلّا أن يستأذنه ، إلا أن يكون فقها أو ذكرا بخير.

٧٣٥٥ ـ هارون بن عبد الله بن سليمان ، والد أبي حامد الحضرميّ :

حدث عن أصرم بن حوشب الهمدانيّ. روى عنه ابنه محمّد بن هارون.

أخبرنا التّنوخيّ ، حدثنا محمّد بن علي بن الفضل البيع ، حدثنا أبو حامد محمّد بن هارون الحضرميّ ، حدثنا أبي هارون بن عبد الله ، حدثنا أصرم بن حوشب ، حدثنا زياد بن سعد أبو عبد الرّحمن عن أبي الزّبير عن جابر قال : بعثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حاجة وهو يصلي ، فأشار إليّ ما صنعت؟ وأومأ هشام بيده كيف صنع.

__________________

(١) ٧٣٥٤ ـ انظر الحديث في : مسند أحمد ٣ / ٣٤٢. والسنن الكبرى للبيهقي ١٠ / ٢٤٧. وفتح الباري ١١ / ٨٢. وكشف الخفا ٢ / ٢٧٧.

٢٣

٧٣٥٦ ـ هارون بن سفيان بن راشد ، أبو سفيان المستملي المعروف بمكحلة :

حدث عن محمّد بن حرب الخولاني ، وبقية بن الوليد ، ويعلى بن الأشدق ، ويحيى بن سليم الطائفي. روى عنه إبراهيم بن موسى الجوزي ، وعبد الله بن إسحاق المدائنيّ وأبو القاسم البغوي ، وغيرهم.

أخبرني عبد العزيز بن علي الأزجي ، حدثنا عمر بن محمّد بن إبراهيم القاضي قال : حدثنا عبد الله بن إسحاق المدائنيّ ، حدثنا هارون بن سفيان المعروف بمكحلة ، حدثنا محمّد بن حرب ، حدثنا الزبيدي عن الزّهريّ عن طلحة بن عبد الله بن عوف أن عبد الرّحمن بن عمرو بن سهيل أخبره أن سعيد بن زيد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من ظلم من الأرض شبرا فإنه يطوقه من سبع أرضين» (١).

أخبرنا هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار ، حدثنا محمّد بن حميد بن سهيل المخرميّ ، حدثنا أحمد بن الجعد ـ في درب الآجر نهر طابق ـ حدثنا هارون المستملي الكبير مكحلة ، حدثنا علي بن الأشدق عن عبد الله بن جراد قال : أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بفرس فركبه وقال : «يركب هذا الفرس من يكون الخليفة من بعدي» (٢) فركبه أبو بكر الصديق.

أخبرنا الحسين بن علي بن عبد الله المقرئ ، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن المخلص ، حدثنا عبد الله بن جعفر بن خشيش ، حدثنا إبراهيم بن هانئ النّيسابوريّ قال : سمعت هارون المستملي يقول : قال لي أبو نعيم : يا هارون اطلب لنفسك صناعة غير الحديث ، فكأنك بالحديث قد صار على مزبلة.

قرأت على البرقانيّ عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكى قال : أخبرنا محمّد بن إسحاق السراج قال : مات هارون مكحلة ببغداد في شعبان سنة سبع وأربعين ومائتين.

٧٣٥٧ ـ هارون بن سفيان بن بشير ، أبو سفيان مستملي يزيد بن هارون ، يعرف بالدّيك :

حدث عن يزيد بن هارون ، ومعاذ بن فضالة ، وأبي زيد النّحويّ ، وزياد بن سهل

__________________

(١) ٧٣٥٦ ـ انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ١٧٠. وفتح الباري ٥ / ١٠٣. ومسند أحمد ١ / ١٨٩.

(٢) انظر الحديث في : اللآلئ المصنوعة ١ / ١٥٦.

٧٣٥٧ ـ انظر : كتاب الدعاء للطبراني ، برقم ٢٠٣٦

٢٤

الحارثي ، ومطرف بن عبد الله المدينيّ ، ومحمّد بن عمر الواقدي ، وأبي نعيم الفضل ابن دكين ، وعبد الله بن جعفر الرقي. روى عنه جعفر بن محمّد بن كزال ، وعبيد العجل ، وأبو بكر بن أبي الدنيا ، وعبد الله بن إسحاق المدائنيّ.

أخبرني الأزجي ، حدثنا عمر بن محمّد بن إبراهيم ، حدثنا عبد الله بن إسحاق المدائنيّ ، حدثنا هارون بن سفيان المعروف بالدّيك ، حدثنا زياد بن سهل الحارثي أبو سفيان ـ وكان ثقة بمصرنا ـ قال : حدثتني أم سلمة الأنصاريّة ـ وكانت أخت أم معبد ابن خالد ـ قالت : سمعت أنسا يقول : أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بجنازة ليصلي عليها. فقال : «ما تقولون»؟ قالوا : لا نعلم إلّا خيرا. قال : «لكن الله يعلم غير ما علمتم» قالوا : يا رسول الله فما حاله؟ قال : «قبل شهادتكم فيه وغفر له ما لا تعلمون» (١).

قرأت على البرقانيّ عن المزكي قال : أخبرنا السراجي قال : مات هارون بن سفيان الدّيك ببغداد سنة إحدى وخمسين.

أخبرنا علي بن محمّد السّمسار ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، حدثنا عبد الباقي بن قانع : أن هارون بن سفيان المستملي مات في سنة خمسين ومائتين. وذكر عبد الباقي فيما بعد أنه مات في سنة إحدى وخمسين ، وقال : أخبرني ابنه بذلك.

٧٣٥٨ ـ هارون بن أحمد ، أبو القاسم الوردانيّ :

بلخي ، نزل بغداد وحدث بها عن النّضر بن شميل. روى عنه القاضي المحاملي ، ومحمّد بن مخلد الدّوريّ.

أخبرنا أحمد بن عبد الله المحاملي قال : وجدت في كتاب جدي أبي عبيد الله الحسين بن إسماعيل ـ بخط يده ـ حدثنا هارون بن أحمد أبو القاسم البلخيّ الوردانيّ ، أخبرنا النّضر ـ يعني ابن شميل ـ أخبرنا عون عن أوفى بن دلهم العدويّ عن معاذ قال : قالت عائشة : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان ينال من وجوهنا وهو صائم.

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد وعلي بن أبي علي البصريّ والحسين بن علي الجوهريّ قالوا : أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفّار الفارسي النّحويّ ، حدثنا علي بن الحسن بن معدان ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ ، أخبرنا النّضر بإسناده نحوه.

__________________

(١) انظر الحديث في : إتحاف السادة المتقين ٢ / ٢٦٦.

٢٥

٧٣٥٩ ـ هارون بن محمّد بن عبد الملك بن أبان بن أبي حمزة ، أبو موسى الكاتب ، المعروف بابن الزّيّات :

حدث عن سليمان بن أبي شيخ. ومحمّد بن صالح بن النطاح والزّبير بن بكّار ، وعمر بن شبة ، وأحمد بن أبي خيثمة ، ومغيرة بن محمّد المهلبي. روى عنه محمّد بن عبد الملك التاريخي ، وعبيد الله بن عبد الرّحمن السّكّري ، والقاضي المحاملي ، والحسين بن القاسم الكوكبي ، وكان ثقة.

قرأت في كتاب القاضي أبي عبيد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ـ بخطه – ثم أخبرنا محمّد بن علي بن الفتح ، أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر الدّارقطنيّ ، حدثنا الحسين بن إسماعيل قال : حدثنا هارون بن محمّد بن عبد الملك الزّيّات الكاتب ، حدثنا ابن النطاح ، حدثني أبو اليقظان سحيم بن حفص ، حدثني جويرية بن أسماء ، حدثني عبد الله بن حسن بن حسن ، حدثنا إبراهيم بن محمّد بن طلحة قال : بلغ عبد الله بن الزّبير أن معاوية عزم على أن يحج ويقبض مالا لابن الزّبير ، فخرج بمن خف معه فبلغني ، فخرجت إليه ، فرأيت خيلا مربوطة وآلة من آلة الحرب ، فقلت له : تريد أن تقاتل؟ قال : إي والذي لا إله إلّا هو ، إن أبي حدثني أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من قتل دون ماله فهو شهيد»(١).

قال الدارقطني : هذا حديث غريب من حديث عبد الله بن الزّبير عن الزّبير ، تفرد به أبو اليقظان عن جويرية ، ولم يكتبه إلّا القاضي المحاملي.

٧٣٦٠ ـ هارون بن مسعود ، أبو موسى الدّهّان (١) المؤذن :

حدث عن عبد الله بن داود الخريبي ، وأبي عتاب الدلال ، وعلي بن إسحاق المروزيّ ، وزراد بن سعيد الكنديّ البصريّ. روى عنه أبو أحمد محمّد بن محمّد المطرّز ، والحسن بن إبراهيم بن عبد المجيد المقرئ ، ومحمّد بن مخلد الدّوريّ.

أخبرنا عثمان بن محمّد بن يوسف العلاف ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدثنا أبو أحمد المطرّز قال : حدثنا هارون بن مسعود ، حدثنا أبو عتاب الدلال ، حدثنا المثني بن سعيد عن قتادة عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «التسبيح للرجال ، والتصفيق للنساء» (٢).

__________________

(١) ٧٣٥٩ ـ انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ١٧٩. وصحيح مسلم ، كتاب الإيمان ٢٤٦. وفتح الباري ٥ / ١٢٣ ، ٩ / ٦٦١.

(١) ٧٣٦٠ ـ الدهان : هذا يقال لمن يبيع الدهن. (الأنساب ٥ / ٣٧٧).

(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٢ / ٨٠. وصحيح مسلم ، كتاب الصّلاة ١٠٦ ، ١٠٧.

٢٦

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدثنا ابن قانع : أن هارون بن مسعود مؤذن مسجد دار عمارة مات في سنة ست وستين ومائتين.

٧٣٦١ ـ هارون بن العبّاس ، أبو العبّاس الهاشميّ :

حدث عن إبراهيم بن المنذر الحزامي ، وأبي موسى إسحاق بن موسى الأنصاريّ ، وأحمد بن إبراهيم الدّورقيّ ، وأبي مصعب الزّهريّ ، وداود بن سليمان الخراسانيّ. روى عنه محمّد بن مخلد ، ومحمّد بن عبد الملك التاريخي ، وكان ثقة.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهدي ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار ، حدثنا هارون بن العبّاس الهاشميّ ، حدثنا أبو موسى الأنصاريّ قال : سمعت معن بن عيسى يقول : إن طال بالناس زمان كان كلام مالك مثل رواية ابن عون وابن سيرين.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي ـ وأنا أسمع ـ قال : وجاءنا الخبر بوفاة هارون بن العبّاس الهاشميّ الإمام ، إنها كانت بالرويثة ـ وقيل بالعرج ـ (١) في آخر ذي الحجة سنة خمس وسبعين. ثم حمل فدفن بالمدينة في أول المحرم سنة ست وسبعين ، وكان قد استكمل سبعا وستين سنة ، وميلاده كان في سنة ثمان ومائتين.

٧٣٦٢ ـ هارون بن عيسى ، المدائنيّ :

حدث عن إبراهيم بن نافع أظنه الجلاب. روى عنه أبو العبّاس بن عقدة الحافظ.

٧٣٦٣ ـ هارو نبن عيسى ، أبو جعفر الهاشميّ المنصوري :

والد محمّد بن هارون المعروف بابن برية. حدث عن صالح بن جميل المدني الزّيّات ، وداود بن عمرو الضّبّيّ ، والحسين بن عمرو العنقزي. روى عنه زكريّا بن يحيى والد القاضي أبي الفرج بن طراوى وعبد الخالق بن الحسن بن أبي روبة المعدل ، ودعلج بن أحمد السجستاني.

وذكره الدّارقطنيّ فقال : ليس بالقوي.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن أبي طاهر الدّقّاق ، أخبرنا عبد الخالق بن الحسن بن

__________________

(١) ٧٣٦١ ـ في الأصل : «العوج» ، والرويثة والعرج مكانين بين مكة والمدينة.

٧٣٦٣ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٤ / ترجمة ٩١٦٦.

٢٧

محمّد بن أبي روبة ، حدثنا هارون بن عيسى الهاشميّ ، حدثنا الحسين بن عمرو العنقزي ، حدثنا عبد الله بن إدريس قال : سمعت سهيل بن صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من كان مصليا بعد الجمعة فليصل أربعا ، فإن عجلت بك حاجة فصل ركعتين بالمسجد ، وركعتين في أهلك» (١).

٧٣٦٤ ـ هارون بن عيسى ، أبو حامد الخيّاط :

سمع أحمد بن حنبل. روى عنه ابن مخلد.

أخبرني محمّد بن طلحة الكتاني ، حدثنا محمّد بن العبّاس الخزاز ، أخبرنا محمّد ابن مخلد قال : حدثنا هارون بن عيسى ـ أبو حامد الخيّاط ـ قال : سئل أحمد بن حنبل ـ وأنا شاهد ـ عن رجل حلف بالطلاق ثلاثا أن لا يتزوج ما دامت أمه في الأحياء؟ قال : إن كان قد تزوج لم آمره أن يطلق ، وإن كان لم يتزوج لم آمره أن يتزوج. وسأله : ما تقول في المسكر. فقال : لا آمر أن يشرب مسكرا.

قال ابن مخلد : قال لي هارون بن عيسى : الذي سأل أبا عبد الله ، ابن عمتك.

قرأت في كتاب ابن مخلد بخطه سنة ست وتسعين ومائتين ، فيها مات أبو حامد هارون بن عيسى الخيّاط جارنا يوم الخميس لثلاث عشرة بقين من جمادى الأولى.

٧٣٦٥ ـ هارون بن أبي هارون ، المخرميّ :

أخبرني محمّد بن طلحة الكتاني ، حدثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا محمّد بن مخلد ، حدثنا هارون بن أبي هارون المخرمي ، حدثنا أبو السّكن محمّد بن يحيى بن السّكن ، حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الخالق بن زيد بن واقد عن أبيه قال : حدثني عبد الملك بن مروان قال : كنت أجالس بريدة فقالت لي : إن فيك خصالا خليق أن تلي الأمر ، فإن وليته فاتق الدماء ، فإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إن الرجل ليدفع عن باب الجنة ـ بعد أن ينظر إليها ـ بملء محجمة من دم امرئ مسلم أراقه» (١).

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الجمعة ٦٩. وسنن أبي داود ١١٣١. وإتحاف السادة المتقين ٣ / ٢٧٤.

(١) ٧٣٦٥ ـ انظر الحديث في : مجمع الزوائد ٧ / ٢٩٨. والكامل لابن عدي ٣ / ١١٤٠. وكنز العمال ٣٩٩٢١. والبداية والنهاية ٩ / ٦٢. والجامع الكبير ٥٥٠٦.

٢٨

٧٣٦٦ ـ هارون بن يوسف بن هارون بن زياد ، أبو أحمد ، المعروف بابن مقراض الشّطويّ :

سمع محمّد بن يحيى بن أبي عمر العدني ، وأبا مروان محمّد بن عثمان العثماني ، والحسن بن عيسى بن ماسرجس النّيسابوريّ ، وأبا هشام الرفاعي. روى عنه محمّد بن الحسن بن مقسم ، وأبو بكر بن الجعابي ، وعبد العزيز بن جعفر الخرقي ، وأبو عبد الله بن العسكريّ ، وعلي بن محمّد بن لؤلؤ ، وأبو حفص بن الزّيّات ، وغيرهم.

حدثني علي بن محمّد بن نصر الدينوري قال : سمعت حمزة بن يوسف السّهميّ يقو : سمعت أبا بكر الإسماعيلي يقول : أبو أحمد هارون بن يوسف بن هارون القطيعي كان ثبتا.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي ـ وأنا أسمع ـ قال : ومات أبو أحمد هارون بن يوسف بن هارون الشطوي يوم الأربعاء ، لأربع عشرة خلون من ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثمائة.

٧٣٦٧ ـ هارون بن الحسين ـ وقيل : الحسن ـ بن سعيد بن سابور ، أبو موسى النّجّاد :

حدث عن زيد بن أخزم الطائيّ ، ومحمّد بن عبد الله بن المبارك المخرميّ ، والسّريّ ابن عاصم الهمدانيّ ، وعلي بن عبدة التّميميّ. روى عنه محمّد بن مخلد ، وأحمد بن جعفر الخلّال المقرئ ، وأبو الفضل الزّهريّ.

أخبرني الأزهري والتّنوخيّ قالا : حدثنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرّحمن الزّهريّ ، حدثنا هارون بن الحسين بن سعيد بن موسى النّجّاد ـ إملاء من حفظه في جوار أبي العبّاس بن سابور الدّقّاق ـ حدثنا محمّد بن عبد الله المخرميّ ، حدثنا روح ابن عبادة ، حدثنا شعبة عن محمّد بن جحادة ، عن أبي حازم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لابنته فاطمة : «ما لي لا أسمعك بالغداة والعشي تقولين : يا حي يا قيوم أصلح لي شأني كله ، ولا تكلني إلى نفسي؟».

تفرد برواية هذا الحديث هارون بن الحسين النّجّاد بإسناده ، وكذا روى عنه ابن الخلّال فسمى أباه الحسين ، وأما ابن مخلد فسماه الحسن.

__________________

٧٣٦٦ ـ انظر : سؤالات حمزة السهمي للدارقطني برقم ٣٧٦.

٢٩

٧٣٦٨ ـ هارون بن إبراهيم بن حمّاد بن إسحاق بن إسماعيل بن زيد بن درهم ، الأزديّ :

حدث عن عبّاس الدّوريّ. روى عنه أبو القاسم الطّبريّ.

أخبرنا محمّد بن عبد الله بن شهريار الأصبهانيّ ، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيّوب الطّبراني ، حدثنا هارون بن إبراهيم بن حمّاد القاضي ، حدثنا العبّاس بن محمّد ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا عبد السلام بن حرب عن شعبة عن مطرف بن طريف عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت : ما كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يمتنع من شيء من وجهي وهو صائم.

قال سليمان : لم يروه عن شعبة إلّا عبد السلام بن حرب ، ولا عنه إلّا أبو نعيم تفرد به العبّاس.

٧٣٦٩ ـ هارون بن علي بن الحكم ، أبو موسى المزوق :

سمع يعقوب بن ماهان ، وأبا عمر الدّوريّ ، وإبراهيم بن سعيد الجوهريّ ، والحسين بن علي الصدائي ، وزياد بن أيّوب الطوسي. روى عنه أبو الحسين بن المنادي ، ومحمّد بن حميد المخرميّ ، وعثمان المجاشي ، وعمر بن أحمد بن يوسف الوكيل ، وكان ثقة.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ عليّ بن المنادي ـ وأنا أسمع ـ قال : وأبو موسى هارون بن علي المزوق توفي ليلة الثلاثاء ، ودفن يوم الأربعاء لاثنتين وعشرين ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة خمس وثلاثمائة.

٧٣٧٠ ـ هارون بن عبد الرّحمن ، أبو موسى العكبريّ (١) :

روى عن أحمد بن حنبل مسألة. وحدث عن أبي موسى محمّد بن المثني ، وسعدان بن نصر ، وغيرهما. روى عنه يحيى بن محمّد بن سهل الخضيب العكبريّ ، وأبو بكر بن بخيت الدّقّاق.

أخبرني أبو الحسن أحمد بن الحسين بن محمّد بن عبد الله بن خلف بن بخيت ، أخبرني جدي ، حدثنا أبو موسى هارون بن عبد الرّحمن العكبريّ ، حدثنا محمّد بن

__________________

(١) ٧٣٧٠ ـ العكبري : بلدة على الدجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ من الجانب الشرقي (الأنساب ٩ / ٢٨).

٣٠

المثني ، حدثني عبد السلام بن هاشم أبو عثمان عن الحسن بن حصين أبي عبيد الله بن الحسن قال : رأيت طاوسا مر برواس بمكة قد أخرج رأسا ، فلما رآه صعق.

٧٣٧١ ـ هارون ، أبو محمّد الطّرسوسيّ (١) :

قدم بغداد وحدث بها عن أبي موسى محمّد بن المثني ، وأحمد بن بديل الكوفيّ ، وأبي أميّة الطّرسوسيّ (٢). روى عنه علي بن عمر السّكّري.

أخبرنا أبو منصور أحمد بن الحسين بن علي بن عمر السّكّري ، حدثنا جدي ، حدثنا أبو محمّد هارون الطّرسوسيّ ـ في مسجد جامع الرصافة ـ حدثنا أحمد بن بديل ، حدثنا أبو معاوية الضّرير ، حدثنا الشّيبانيّ عن عدي بن ثابت ، عن البراء بن عازب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لحسّان : «أهج المشركين فإن جبريل معك» (٣).

٧٣٧٢ ـ هارون بن محمّد بن سعدان :

حدث عن عبد الأعلى بن حمّاد النرسي. روى عنه أبو حفص بن شاهين.

أخبرنا محمّد بن عبد الملك القرشيّ ، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدثنا إسحاق ابن إبراهيم بن الخليل الجلاب ، وهارون بن محمّد بن سعدان البغداديّ ، والفضل بن أحمد الزبيدي. قالوا : حدثنا عبد الأعلى بن حمّاد النرسي ، حدثنا حمّاد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى ، فأرصد الله له على مدرجته ملكا فقال : أين تريد؟ قال : أزور أخا لي في هذه القرية. قال : هل له عليك من نعمة تربّها؟ قال : لا ، ولكني أحببته في الله ، قال : فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه» (١).

٧٣٧٣ ـ هارون بن صاحب ، أبو موسى الآرينجي :

أخبرنا الحسين بن جعفر السلماسي ، أخبرنا علي بن عمر بن محمّد السّكّري ، حدثنا أبو موسى هارون بن صاحب الآرينجي ـ قدم علينا ـ حدثنا محمّد بن

__________________

(١) ٧٣٧١ ـ الطّرسوسي : هذه النسبة إلى طرسوس وهي بلاد الثغر بالشام (الأنساب ٨ / ٢٣١).

(١) إلى هنا ينتهي الساقط من الصيمصاطية ، والتي بدأ السقط فيها من ترجمة ٧٣٣٩.

(٣) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٤ / ١٣٦ ، ٥ / ١٤٤ ، ٨ / ٤٥. وصحيح مسلم ، كتاب فضائل الصحابة ١٥٣ ، ١٥٧. ومسند أحمد ٤ / ٣٠٢. وفتح الباري ٧ / ٤١٦.

(١) ٧٣٧٢ ـ انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب البر والصلة ٣٨. ومسند أحمد ٢ / ٤٦٢. والترغيب والترهيب ٣ / ٣٦٣. وإتحاف السادة المتقين ٦ / ١٧٦. وأمالي الشجري ٢ / ١٣٥.

٣١

موسى ، حدثنا يحيى بن أكثم ، حدثنا عبد الله بن إدريس ، عن موسى الجهني عن عبد الملك بن ميسرة قال : سمعت ابن عمر يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إذا كان يوم القيامة ودخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، نادى مناد من تحت العرش : يا أهل الجمع تتاركوا المظالم بينكم ، وثوابكم عليّ».

٧٣٧٤ ـ هارون بن موسى بن هارون بن حيّان ، أبو موسى القزوينيّ (١) :

قدم بغداد وحدث بها عن أبي حاتم الرّازيّ. روى عنه علي بن عمر الحربيّ.

أخبرنا أبو منصور أحمد بن الحسين بن علي بن عمر السّكّري ، حدثنا جدي ، حدثنا أبو موسى هارون بن موسى بن هارون بن حيّان القزوينيّ ، حدثنا أبو حاتم ، حدثنا عبد الله بن يحيى بن سليمان ـ أبو حصين الرّازيّ ـ حدثنا يونس بن بكير قال : حدثني يونس بن عمرو ـ وهو ابن أبي إسحاق الهمدانيّ ـ عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال : إن الشياطين كانوا يصعدون إلى السماء فيستمعون الكلمة من الوحي فيهبطون بها إلى الأرض ، فيزيدون معها تسعا ، فيجد أهل الأرض تلك الكلمة حقا والتسع باطلا ، فلا يزالون كذلك ، حتى بعث الله محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم فمنعوا تلك المقاعد ، فذكروا ذلك لإبليس فقال : لقد حدث في الأرض حدث ، فبعثهم فوجدوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يتلو القرآن فقالوا : هذا والله الحدث. وذكر بقية الحديث.

٧٣٧٥ ـ هارون بن محمّد بن هارون الضّبّيّ ، أبو جعفر والد القاضي أبي عبد الله الحسين بن هارون :

وهو من أهل عمان سكن بغداد وحدث بها عن صالح بن محمّد بن مهران الأبلي وغيره. روى عنه ابنه القاضي أبو عبد الله.

أخبرنا عبد الكريم بن محمّد بن أحمد المحاملي ، أخبرنا علي بن عمر الدّارقطنيّ ـ وذكر هارون بن محمّد بن هارون بن موسى بن عمرو بن جابر بن يزيد بن جابر ، والد القاضي أبي عبد الله الحسين بن هارون الضّبّيّ ـ فقال : يكنى أبا جعفر ، استولى على الفضائل ، وساد بعمان في حداثة سنه ثم خرج عنها فلقى العلماء ، بمكة ، والكوفة ، والبصرة. ورحل إلى مدينة السلام سنة خمس وثلاثمائة فعلت منزلته عند السلطان ، وارتفع قدره ، وانتشرت مكارمه وعطاياه ، وانتابه الشعراء من كل موضع ، وامتدحوه

__________________

(١) ٧٣٧٤ ـ القزويني : هذه النسبة إلى قزوين ، وهي إحدى المدائن المعروفة بأصبهان (الأنساب ١٠ / ١٣٦).

٣٢

وأكثروا ، وأجزل صلاتهم ، وأنفق أمواله في بر العلماء والإفضال عليهم ، وفي صلات الأشراف من الطّالبين والعبّاسيين وغيرهم واقتناء الكتب المنسوبة ، وكان متبرزا في العلم باللغة ، والشعر ، والنحو ، ومعاني القرآن والكلام. وكانت داره مجمعا لأهل العلم في كل فن ، إلى أن توفي في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة.

قلت : كان أسلاف الضبي ملوك عمان في قديم الدهر ، ويزيد بن جابر أدرك الإسلام فأسلم وحسن إسلامه ، وهو : يزيد بن جابر بن عامر بن أسيد بن سالم بن قيم بن صبح بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة بن أدد. قيل إن سالم بن تيم أول من دخل عمان من بني ضبة فتملك بها ، ثم لم يزل ولده من بعده يرثون هناك السيادة والشرف. وأول من انتقل منهم هارون بن محمّد الضّبّيّ.

٧٣٧٦ ـ هارون بن عيسى بن السّكين بن عيسى ، أبو يزيد الشّيبانيّ البلديّ (١) :

قدم بغداد وحدث بها عن علي بن الحسن بن بكير الحضرميّ ، وحميد بن الرّبيع الكوفيّ ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل. روى عنه محمّد بن المظفّر ، وعبيد الله بن خليفة البلديّ. وقد ذكرنا له حديثا في باب عبيد الله.

٧٣٧٧ ـ هارون بن سعيد ، أبو موسى الدّعّاء (١) :

حدث عن أحمد بن محمّد بن المغيرة. حدثنا عنه محمّد بن عمر بن بكير المقرئ النجار.

أخبرنا ابن بكير ، حدثنا أبو موسى هارون بن سعيد الدعاء ، حدثنا أحمد بن محمّد بن المغيرة ـ بعبادان سنة أربع عشرة وثلاثمائة ـ حدثنا أحمد بن الهيثم ، حدثنا أبو نصر التّمّار ، حدثنا عبيد الله بن عمرو بن زيد بن أبي أنيسة بن عبد الرّحمن بن غنم عن شهر بن حوشب عن أبي ذر ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من قال في دبر صلاة الفجر ـ وهو ثان رجله قبل أن يكلم جليسه ـ لا إله إلّا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ، وهو حي لا يموت ، بيده الخير ، وهو على كل شيء

__________________

(١) ٧٣٧٦ ـ البلدي : هذه النسبة إلى موضعين أحدهما البلد اسم بلدة تقارب الموصل يقال لها بلد الحطب. والثاني منسوب إلى بلد الكرج التي بناها أبو دلف وسماها البلد وأهلها ينتسبون بهذه النسبة (الأنساب ٢ / ٢٨٧).

(١) ٧٣٧٧ ـ الدّعّاء : هذا لمن يدعو كثيرا (الأنساب ٥ / ٣١٨).

٣٣

قدير ، يقول ذلك عشر مرات ، كتب الله له بكل واحدة عشر حسنات ، ومحا عنه عشر سيئات ، ورفع له عشر درجات ، وكان له بكل واحدة عتق رقبة من النار ، وكان يومه ذلك في حرز الله من كل مكروه ، وحرز عليه من الشيطان الرجيم ، ولا ينبغي لذنب أن يدركه إلا الإشراك بالله عزوجل» (٢).

٧٣٧٨ ـ هارون بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الملك ، أبو موسى الهاشميّ :

حدث عن القاسم بن يحيى بن نصر بن أخي سعدان ، والحسين بن محمّد بن عفير. روى عنه أبو نصر محمّد بن أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي ، وذكر أنه سمع منه ببغداد.

٧٣٧٩ ـ هارون بن عيسى بن المطّلب بن إبراهيم بن عبد العزيز بن عبيد الله ابن العبّاس بن محمّد بن علي بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب ، أبو موسى الهاشميّ الخطيب (١) :

سمع أبا القاسم البغوي ، وأبا بكر بن أبي داود ، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشميّ ، حدثنا عنه بشرى بن عبد الله الرومي ، ومحمّد بن عمر بن بكير المقرئ ، وأبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه ، وعبد العزيز بن علي الأزجي.

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم ، أخبرني أبو موسى هارون الهاشميّ الخطيب ، حدثنا ابن أبي داود ، حدثنا الحسين بن علي بن مهران ، حدثنا عامر بن الفرات عن أبي جعفر الرّازيّ عن ليث عن عطاء عن أبي سعيد ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا يصيب المؤمن وصب ولا نصب ، ولا هم ولا حزن ، ولا أذى ولا سقم إلّا كفر الله بها ذنوبه» (٢).

قرأت بخط أبي الفضل أحمد بن الحسين بن ذودان الهاشميّ : توفي هارون بن عيسى بن المطّلب الهاشميّ في شعبان سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة.

٧٣٨٠ ـ هارون بن أحمد بن محمّد بن خلف بن محمّد بن أسلم بن زيد بن أسلم ، أبو القاسم القطّان :

حدث عن أبي القاسم البغوي ، وأحمد بن محمّد بن إسماعيل الأدمي ، حدثنا عنه عمر بن إبراهيم الفقيه ، وأبو علي بن المذهب.

__________________

(٢) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٣٤٧٤. والترغيب والترهيب ١ / ٣٠٣.

(١) ٧٣٧٩ ـ الخطيب : هذه النسبة إلى الخطابة على المنابر (الأنساب ٥ / ١٥١).

(٢) انظر الحديث في : كنز العمال ٦٨٤٨. وكشف الخفا ٢ / ٤٩٧.

٧٣٨٠ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٤ / ترجمة ٩١٤٩

٣٤

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم ، حدثنا أبو القاسم هارون بن أحمد بن خلف بن محمّد بن أسلم بن زيد بن أسلم القطّان ، حدثنا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز ، حدثنا خلف بن هشام ، حدثنا مندل بن علي عن الوليد بن ثعلبة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ليس مني من حلف بالأمانة ، أو خبّب امرأة رجل أو مملوكه» (١).

حدثني الحسن بن علي بن محمّد بن المذهب الواعظ ـ من أصل كتابه العتيق ـ قال: حدثني أبو القاسم هارون بن أحمد العلاف المعروف بالقطّان ـ إملاء من لفظه في سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ـ حدثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن إسماعيل الأدمي المقرئ ـ سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة ـ حدثنا أحمد بن منصور الرمادي ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمّر عن الزّهريّ عن أنس بن مالك عن عائشة قالت : كانت ليلتي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما ضمني وإياه الفراش قلت : يا رسول الله ألست أكرم أزواجك عليك؟ قال : «بلى يا عائشة» قلت : فحدثني عن أبي بفضيلة. قال : «حدثني جبريل أن الله تعالى لما خلق الأرواح ، اختار روح أبي بكر الصديق من بين الأرواح ، وجعل ترابها من الجنة ، وماءها من الحيوان ، وجعل له قصرا في الجنة من درة بيضاء ، مقاصيرها فيها من الذهب والفضة البيضاء ، وأن الله تعالى آلى على نفسه أن لا يسلبه حسنة ، ولا يسأله عن سيئة ، وإني ضمنت على الله كما ضمن الله على نفسه أن لا يكون لي ضجيعا في حفرتي ، ولا أنيسا في وحدتي ، ولا خليفة على أمتي من بعدي إلا أبوك يا عائشة ، بايع على ذلك جبريل وميكائيل ، وعقدت خلافته براية بيضاء ، وعقد لواؤه تحت العرش ، قال الله للملائكة : رضيتم ما رضيت لعبدي؟ فكفى بأبيك فخرا أن بايع له جبريل وميكائيل ، وملائكة السماء وطائفة من الشياطين يسكنون البحر ، فمن لم بقبل هذا فليس مني ولست منه» قالت عائشة : فقبلت أنفه وما بين عينيه ، فقال : «حسبك يا عائشة. فمن لست بأمه فو الله ما أنا بنبيه ، فمن أراد أن يتبرأ من الله ومني فليتبرأ منك يا عائشة» (٢).

قلت : لا يثبت هذا الحديث ، ورجال إسناده كلهم ثقات ، ولعله شبه لهذا الشيخ القطّان ـ أو أدخل عليه ـ مع أني قد رأيته من حديث محمّد بن باشاذ البصريّ عن

__________________

(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ٥ / ٣٥٢. والمستدرك ٤ / ٢٩٨. ومجمع الزوائد ٤ / ٣٣٢. وكشف الخفا ٢ / ٢٤٢. والترغيب والترهيب ١ / ٤٤٩ ، ٣ / ٨٢.

(٢) انظر الحديث في : الموضوعات ١ / ٣١٠. واللآلئ المصنوعة ١ / ١٥٠.

٣٥

سلمة بن شبيب عن عبد الرزاق. وابن باشاذ راوي مناكير عن الثقات. وقد كان في أصل ابن المذهب أحاديث صالحة عن هارون القطّان عن البغوي وكلها مستقيمة.

وسألت ابن المذهب عنه فقال : كان يسكن دار البطيخ العليا التي عند دار إسحاق ولم يكن ممن يظن به الكذب ، ولا تلحقه التهمة لأنه لم يكن ممن يتصدى للحديث ولا يحسنه ، وكان من أهل القرآن والخير.

٧٣٨١ ـ هارون بن أحمد بن إبراهيم بن موسى ، أبو القاسم القاضي :

حدث عن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول الأزرق ، وأحمد بن عثمان ابن يحيى الأدمي ، وأبي عمر محمّد بن عبد الواحد اللّغويّ. حدثنا عنه عبد العزيز بن علي الأزجي والقاضي أبو عبد الله الصيمري وقال لي الصيمري : سمعت منه بباب الطاق.

٧٣٨٢ ـ هارون بن موسى ، أبو بكر المقرئ الدّقّاق (١) :

سمع أحمد بن سلمان النّجّاد ، وأبا بكر الشّافعيّ ، وجعفر بن محمّد بن الحكم المؤدّب. حدثني عنه عبد العزيز الأزجي.

ذكر من اسمه هشام

٧٣٨٣ ـ هشام بن عروة بن الزّبير بن العوّام ، أبو المنذر ـ وقيل : أبو عبد الله الأسديّ المدينيّ :

رأى عبد الله بن عمر ، وجابر بن عبد الله ، وأنس بن مالك ، وسهل بن سعد.وسمع عمه عبد الله بن الزّبير ، وأباه عروة بن الزّبير ، ووهب بن كيسان. ومحمّد بن

__________________

(١) ٧٣٨٢ ـ الدقاق : هذه النسبة إلى الدقيق وعمله وبيعه (الأنساب ٥ / ٣٢٥).

٧٣٨٣ ـ انظر : تهذيب الكمال ٦٥٨٥ (٣٠ / ٢٣٢) ونسب قريش : ٢٤٨ ، وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٢١ ، و ٩ / الورقة ١١٨ ، وتاريخ الدّوري ٢ / ٦١٩ ، وتاريخ الدارمي ، الترجمة ٧٥٠ ، وابن محرز ، انظر الفهرس ، وابن الجنيد ، الترجمتان ٧٢ ، ٨٢٦ ، وتاريخ خليفة : ٢٣٢ ، ٤٢٣ ، وطبقاته ٢٦٧ ، ٣٢٧ ، وعلل ابن المديني ٤٨ ، ٨٢ ، ٨٣ ، وعلل أحمد ، انظر الفهرس ، وتاريخ البخاري الكبير ٨ / الترجمة ٢٦٧٣ ، وتاريخه الصغير ١ / ٥٧ ، ٢٣١ ، و ٢ / ٨٣ ، ٩١ ، وجمهرة نسب قريش ٢٩١ ، وثقات العجلي ، الورقة ٥٥ ، وسؤالات الآجري لأبي داود ٥ / الورقة ٢٣ ، والمعرفة ـ

٣٦

المنكدر ، وكريبا مولى ابن عبّاس ، وابن شهاب الزّهريّ. روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاريّ ، وأيّوب السختياني ، ومالك بن أنس ، وعبيد الله بن عمر السمري ، وابن جريج ، وسفيان الثوري ، والليث بن سعد ، وسفيان بن عيينة ، ويحيى بن سعيد القطّان ، ووكيع بن الجراح ، وجماعة سواهم لا يتسع ذكرهم. قدم هشام على أبي جعفر المنصور بغداد ، فأدركه أجله بها.

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ قال : سمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم يقول : سمعت العبّاس بن محمّد الدّوريّ يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : يحيى بن سعيد أكبر من هشام بن عروة ، وقد بلغني أن يحيى بن سعيد يروي عن هشام بن عروة. قال هشام بن عروة : رأيت سهل بن سعد ، وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك ، وابن عمر.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعيّ ، حدثنا بشر بن موسى ، حدثنا الحميدي ، حدثنا سفيان عن هشام بن عروة قال : أتى بي إلى عبد الله بن عمر ، فمسح على رأسي وصلّى عليّ ـ يقول دعا لي ـ.

أخبرنا أبو سعيد الصّيرفيّ ، حدثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم ، حدثنا أحمد بن عبد الجبّار العطاردي ، حدثنا يونس بن بكير عن هشام بن عروة قال : رأيت ابن عمر له جمة ، أظنها تضرب أطراف منكبيه.

وأخبرنا أبو سعيد أيضا ، حدثنا الأصم ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، حدثنا وكيع عن هشام بن عروة قال : رأيت جابر بن عبد الله وابن عمر ، ولكل واحد منهما جمة.

__________________

ـ ليعقوب ، انظر الفهرس ، وتاريخ أبي زرعة الدمشقي ، انظر الفهرس ، وتاريخ واسط ٨٨ ، ٢٠١ ، ٢١٤ ، ١٢٩ ، ٢٥٣. والجرح والتعديل ٩ / الترجمة ٢٤٩ ، وثقات ابن حبان ٥ / ٥٠٢ ، والمراسيل ٢٣٠ ، وسنن الدارقطني ١ / ١٤٨ ، و ٤ ، ٢٤٠. وسؤالات ابن بكير له ، الترجمة ٤٠ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١٨٩. والسابق واللاحق ٣٥٩. ورجال البخاري للباجي ٣ / ١١٧١. والجمع لابن القيسراني ٢ / ٥٤٧. وأنساب القرشيين ٢٢٣ ، ٢٣٥ ، ٣٧٢ ، ٣٨١. والكامل في التاريخ ٤ / ٣٦٠ ، و ٥ / ٥٧٦ ، و ٦ / ٣٦٢ ، ووفيات الأعيان ٦ / ٥٨٠. وسير أعلام النبلاء ٦ / ٣٤ ، وتاريخ الإسلام ٦ / ١٤٥. والكاشف ٣ / الترجمة ٦٠٧٢ ، وتذكرة الحفاظ ١ / ١٤٤ ، والعبر ١ / ٦٢ ، ٢٠٦ ، ٢٦٥. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ١١٧. ومعرفة التابعين ، الورقة ٤٥. وجامع التحصيل ، الترجمة ٨٤٨ ، ونهاية السئول ، الورقة ٤١٠. وتهذيب التهذيب ١١ / ٤٨ ـ ٥١ ، والتقريب ٢ / ٣١٩ ، وخلاصة الخزرجي ٣ / الترجمة ٧٦٨٥. وشذرات الذهب ١ / ٢١٨. والمنتظم ٨ / ١٠٠.

٣٧

أخبرنا البرقانيّ قال : قرئ على أبي علي بن الصواف ـ وأنا أسمع ـ حدثكم جعفر ابن محمّد الفريابي ، حدثنا منجاب ، أخبرنا ابن مسهر عن هشام قال : انطلق بي ، وبأخ لي يقال له محمّد ، إلى عبد الله بن عمر ، فصعد بنا إليه وهو على المروة ، فأخذنا فأجلسنا في حجره وقبلنا ، وأنا يومئذ ابن عشر سنين ـ أو نحو ذلك ـ قال : وله جمّة قد فرقها من مقدم رأسه ومن مؤخره.

وقال منجاب : أخبرنا علي بن مسهر عن هشام قال : رأيت عبد الله بن الزّبير إذا صلّى العصر ، قام فصفنا خلفه ، فصلى بنا ركعتين.

وقال : أخبرنا علي بن مسهر عن هشام قال : رأيت عبد الله بن الزّبير بمكة يصعد المنبر يوم الجمعة وفي يده عصا ، فيسلم ، ثم يجلس على المنبر ويؤذن المؤذّنون ، فإذا فرغوا من أذانهم قام فتوكأ على العصا فخطب ، فإذا فرغ من خطبته جلس من غير أن يتكلم ، ثم يقوم فيخطب ، فإذا فرغ من خطبته نزل.

أخبرنا علي بن أحمد الرزاز ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصواف ، حدثنا بشر بن موسى ، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال : سمعت عبد الله بن داود يقول : طلحة بن يحيى والأعمش وهشام بن عروة وعمر بن عبد العزيز ولدوا مقتل الحسين. قال أبو حفص : مقتل الحسين سنة إحدى وستين.

أخبرنا التّنوخيّ ، حدثنا محمّد بن عبد الرّحمن الذهبي وأحمد بن عبد الله الورّاق قالا : حدثنا أحمد بن سليمان الطوسي ، حدثنا الزّبير بن بكّار ، حدثني مصعب بن عثمان عن المنذر بن عبد الله قال : ما سمعت من هشام بن عروة رفثا قط ، إلا يوما واحدا ، فإن رجلا من أهل البصرة كان يلزمه قال : يا أبا المنذر ، نافع مولى ابن عمر كان يفضل أباك عروة على أخيه عبد الله ، فقال : كذب نافع وما يدري نافعا عاض بظر أمه؟ عبد الله والله خير وأفضل من عروة.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدثنا إبراهيم بن محمّد بن محمّد بن يحيى المزكى ، أخبرنا محمّد بن إسحاق السراج ، حدثنا أبو الأحوص محمّد بن الهيثم ، حدثنا موسى ، حدثنا وهيب قال : قدم علينا هشام بن عروة فكان فينا مثل الحسن وابن سيرين.

أخبرنا الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا أحمد بن سليمان الطوسي ، حدثنا الزّبير بن بكّار ، أخبرني عثمان بن عبد الرّحمن قال : قال أمير المؤمنين المنصور

٣٨

لهشام بن عروة حين دخل عليه هشام : يا أبا المنذر تذكر يوم دخلت عليك أنا وإخوتي الخلائف ، وأنت تشرب سويقا بقصبة يراع ، فلما خرجنا من عندك قال لنا أبونا : اعرفوا لهذا الشيخ حقه ، فإنه لا يزال في قومكم بقية ما بقي؟ قال : لا أذكر ذلك يا أمير المؤمنين. فلما خرج هشام قيل له : يذكرك أمير المؤمنين ما تمت به إليه ، فتقول : لا أذكره؟ فقال : لم أكن أذكر ذلك. ولم يعودني الله في الصدق إلّا خيرا.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، وأخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني عاصم بن عمر بن علي أبو بشر المقدمي ـ إملاء في سنة تسع وعشرين قال : حدثني أبي عن هشام بن عروة أنه دخل على أبي جعفر المنصور قال : يا أمير المؤمنين اقض عني ديني ، قال : وكم دينك؟ قال : مائة ألف ، قال : وأنت في فقهك وفضلك تأخذ دينا مائة ألف ليس عندك قضاؤها؟ قال : يا أمير المؤمنين شب فتيان من فتياننا فأحببت أن أبوئهم ، وخشيت أن ينتشر على من أمرهم ما أكره فبوأتهم ، واتخذت لهم منازل ، وأولمت عنهم ثقة بالله وبأمير المؤمنين. قال : فردد عليه : مائة ألف ، مائة ألف؟ استعظاما لها. ثم قال : قد أمرنا لك بعشرة آلاف ، فقال : يا أمير المؤمنين فأعطني ما أعطيت وأنت طيب النفس. فإني سمعت أبي يحدث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «من أعطى عطية وهو بها طيب النفس بورك للمعطي وللمعطى» (١) قال فإني بها طيب النفس.

أخبرنا الأزهري والخلّال ـ قال الأزهري : أخبرنا وقال الخلّال : حدثنا ـ محمّد بن العبّاس الخزاز ، أخبرنا أبو بكر بن المرزبان ، حدثني عبد الرّحمن بن محمّد ، حدثني علي بن محمّد الباهليّ ، عن شيخ من قريش قال : أهوى هشام بن عروة إلى يد أبي جعفر المنصور يقبلها فمنعه. وقال : يا ابن عروة إنا نكره ذلك ، إنا نكرمك عنها ، ونكرمها عن غيرك.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدثنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصواف ، حدثنا محمّد ابن عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا علي بن عبد الله بن جعفر المدينيّ قال : قال يحيى بن سعيد قال هشام بن عروة : جلست في مجلس فيه مجمع من قريش ، فحدثت بحديث فأنكره على بعضهم. فقلت : أنا سمعته من أبي ، فممن سمعته أنت؟ فلم يكن عنده حجة. قال يحيى : رأيت مالك بن أنس في النوم ، فسألته عن عبيد الله بن عمر فقال

__________________

(١) انظر الحديث في : كنز العمال ١٦٩٦٠.

٣٩

شيئا لا أحفظه ، وسألته عن هشام بن عروة فقال : ما حدث به وهو عندنا فهو ـ أي كأنه يصححه ـ وما حدث به بعد ما خرج من عندنا فهو ـ فكأنه يوهنه ـ.

أخبرنا علي بن طلحة المقرئ ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي ، حدثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال : هشام بن عروة كان مالك لا يرضاه ، وكان هشام صدوقا تدخل أخباره في الصحيح. قال ابن خراش : بلغني أن مالكا نقم عليه حديثه لأهل العراق. قدم الكوفة ثلاث مرات قدمة كان يقول : حدثني أبي قال : سمعت عائشة ، وقدم الثانية ، فكان يقول : أخبرني أبي عن عائشة ، وقدم الثالثة فكان يقول : أبي عن عائشة. سمع منه بأخرة وكيع ، وابن نمير ، ومحاضر.

أخبرني الأزهري ، حدثنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدثنا جدي قال : وهشام بن عروة ثبت ثقة ، لم ينكر عليه شيء إلّا بعد ما صار إلى العراق ، فإنه انبسط في الرواية عن أبيه (٢) ، فأنكر ذلك عليه أهل بلده. قال جدي : والذي يرى أن هشاما يتسهّل لأهل العراق ، أنه كان لا يحدث عن أبيه إلا بما سمعه منه ، فكان تسهله أن أرسل عن أبيه مما كان يسمعه من غير أبيه عن أبيه.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : قلت ـ يعني ليحيى بن معين ـ هشام بن عروة أحب إليك عن أبيه ، أو الزّهريّ؟ فقال : كلاهما ، ولم يفضل.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي ، حدثنا علي بن أحمد بن زكريّا الهاشميّ ، حدثنا أبو مسلم صالح بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله العجليّ ، حدثني أبي قال : وهشام بن عروة بن الزّبير كان ثقة.

أخبرني علي بن الحسن بن محمّد الدّقّاق ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا عمرو ابن محمّد بن شعيب الصابوني ، حدثنا حنبل بن إسحاق قال : قال أبو عبد الله : ومات هشام بن عروة هاهنا أو بالكوفة.

أخبرني الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا أحمد بن سليمان الطوسي ، حدثنا الزّبير بن بكّار قال : وتوفي هشام بن عروة بمدينة السلام عند أمير المؤمنين أبي جعفر في صحابته ، سنة ست وأربعين ومائة.

__________________

(٢) «عن أبيه» ساقطة من المطبوع والأصل.

٤٠