تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٤

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٤

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٠

أخبرني الأزهري ، حدثنا عبد الرّحمن بن عمر ، حدثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب قال: سمعت عبّاسا ـ يعني الدّوريّ ـ يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : أبو يوسف أنبل من أن يكذب.

أخبرنا التّنوخيّ ، أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر ، حدثني مكرم بن أحمد ، حدثني أحمد بن عطية قال : سمعت يحيى بن معين يقول : ليس أحد من أصحاب الرأي أثبت عندي من أبي يوسف ، ولا في أصحاب أبي حنيفة أحفظ للفقه عندي منه.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدثنا أحمد بن علي بن عمر بن حبيش الرّازيّ قال : سمعت محمّد بن أحمد بن عصام يقول : سمعت محمّد بن سعيد العوفي يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : كان أبو يوسف ثقة ، إلا أنه كان ربما غلط.

أخبرنا الأزهري ، حدثنا عبد الرّحمن بن عمر ، حدثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدثنا جدي قال : سمعت يحيى بن معين يقول : كتبت عن أبي يوسف وأنا أحدث عنه. وقال جدي : سمعت أحمد بن حنبل يقول : أول من كتبت عنه الحديث أبو يوسف وأنا لا أحدث عنه.

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ قال : سمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم يقول : سمعت عبد الله بن حنبل يقول : قال أبي : أبو يوسف صدوق ، ولكن أصحاب أبي حنيفة لا ينبغي أن يروي عنهم شيء.

أخبرني الحسن بن أبي طالب ، حدثنا عبد الواحد بن علي الفامي ، حدثنا عبد الله ابن سليمان بن عيسى الفامي ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن هانئ قال : سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل وسئل عن أبي حنيفة يروي عنه؟ قال : لا. قيل له فأبو يوسف؟ قال : كأنه أمثلهم. ثم قال : كل من وضع الكتب من كلامه فلا يعجبني أو يجرد الحديث.

أخبرنا البرقانيّ قال : قرئ على إسحاق النعالي ـ وأنا أسمع ـ حدثكم عبد الله بن إسحاق المدائنيّ ، حدثنا حنبل بن إسحاق قال : سمعت عمي ـ يعني أحمد بن حنبل ـ يقول : كان يعقوب أبو يوسف يروي عن حنظلة وعن المكيين ، وكان منصفا في الحديث.

٢٦١

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدثنا سهل بن أحمد الواسطيّ، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال : أبو يوسف صدوق كثير الغلط.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي ، حدثنا محمّد بن إبراهيم بن شعيب الغازي ، حدثنا محمّد بن إسماعيل البخاريّ قال : يعقوب بن إبراهيم أبو يوسف القاضي تركوه.

أخبرنا البرقانيّ قال : سألت أبا الحسن الدّارقطنيّ عن أبي يوسف صاحب أبي حنيفة فقال : هو أقوى من محمّد بن الحسن.

حدثنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله الطّبريّ قال : سمعت أبا الحسن الدّارقطنيّ سئل عن أبي يوسف القاضي فقال : أعور بين عميان. وكان القاضي أبو عبد الله الصيمري حاضرا فقام فانصرف ولم يعد إلى مجلس الدّارقطنيّ بعد ذلك.

أخبرنا ابن رزق ، حدثنا أحمد بن علي بن عمر بن حبيش الرّازيّ ، حدثنا علي بن موسى بن داود القمي الفقيه قال : سمعت محمّد بن شجاع يقول : حدثني عبد الرّحيم القوّاس ، قال ابن شجاع وسمعت أصحاب معروف ـ يعني قال ـ قال معروف وهو الكرخيّ بلغني أن أبا يوسف عليل ثقيل من علته. فأحب أن تأتي منزله ، فإذا مات أعلمتني. قال فجئته فحين صرت إلى باب دار الرقيق إذا جنازة أبي يوسف قد أخرجت ، فقلت لا أدرك أن آتي معروفا فأخبره. فصليت عليه مع الناس ، ثم أتيت معروفا فأخبرته ، فاشتد ذاك عليه وجعل يسترجع. فقلت له : يا أبا محفوظ وما أسفك على ما فاتك من جنازته؟ فقال : رأيت كأني دخلت الجنة فإذا قصر قد بنى ، وتم شرفه وجصص ، وعلقت أبوابه وستوره ، وتم أمره. فقلت : لمن هذا؟ فقالوا : لأبي يوسف القاضي. فقلت لهم : وبم نال هذا؟ فقالوا بتعليمه الناس الخير وحرصه على ذلك ، وبأذى الناس له.

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد ، أخبرنا أبو جعفر محمّد بن معاذ الهرويّ ، حدثنا أبو داود السنجي قال : قال الهيثم بن عدي : وأبو يوسف يعقوب القاضي توفي سنة اثنتين وسبعين ومائة في خلافة هارون كذا قال وهو خطأ ، والصواب ما :

٢٦٢

أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، حدثنا عمر بن أحمد الأهوازي ، حدثنا خليفة بن خياط. قال : وأبو يوسف القاضي يعقوب بن إبراهيم. مات سنة اثنتين وثمانين ومائة.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا يعقوب بن سفيان قال : سنة اثنتين وثمانين ومائة فيها توفي أبو يوسف يعقوب القاضي.

وأخبرني الحسن بن أبي بكر قال : كتب إلى محمّد بن إبراهيم الجوري يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال : حدثنا أحمد بن يونس الضّبّيّ قال : حدثنا أبو حسّان الزيادي قال : سنة اثنتين وثمانين ومائة فيها مات أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي وهو ابن تسع وستين. فمات في شهر ربيع الأول لخمس خلون منه ، وولى القضاء سنة ست وستين أيام خرج موسى بن المهدي إلى جرجان ، فولى القضاء إلى أن مات ست عشرة سنة.

أخبرنا الأزهري ، حدثنا عبد الرّحمن بن عمر ، حدثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدثنا جدي قال : وتوفي أبو يوسف القاضي ببغداد لخمس ليال خلون من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين ومائة.

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال : سمعت أبي يقول : سمعت شجاع بن مخلد يقول : حضرنا جنازة أبي يوسف القاضي ومعنا عبّاد بن العوّام فسمعت عبّادا يقول : ينبغي لأهل الإسلام أن يعزي بعضهم بعضا بأبي يوسف.

أخبرنا القاضي أبو عبد الله الصيمري ، أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني ، أخبرنا محمّد بن الحسن بن دريد ، أخبرنا السّكن بن سعيد عن أبيه عن هشام بن محمّد الكلبيّ قال : قال ابن أبي كثير ، مولى بني الحارث بن كعب ـ من أهل البصرة ـ يرثي أبا يوسف القاضي :

سقي جدثا به يعقوب أضحى

رهينا للبلى هزج ركام

تلطف بالقياس لنا فأضحت

حلالا بعد شيعتها المدام

فلو لا أن قصدن له المنايا

وأعجله عن الفطر الحمام

لأعمل في القياس الرأى حتى

يعز على ذوي الريب الحرام

٢٦٣

٧٥٥٩ ـ يعقوب بن داود بن عمر بن طهمان ، أبو عبد الله مولى عبد الله بن خازم السّلميّ :

استوزره أمير المؤمنين المهدي ، وقرب من قلبه وغلب على أمره ، ثم نكبه وأودعه السجن ، فلم يزل فيه محبوسا إلى أن ولى هارون الرّشيد الخلافة فأطلق عنه. ويقال : إن يعقوب كان سمحا جوادا ، كثير البر والصدقة واصطناع المعروف. وذكره دعبل بن علي في شعراء أهل بغداد.

أخبرنا أبو القاسم سلامة بن الحسين المقرئ وأبو طالب عمر بن محمّد بن عبيد الله المؤدّب قالا : أخبرنا علي بن عمر بن أحمد الحافظ ، حدثنا الحسين بن إسماعيل ، حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال : حدثني محمّد بن عبد الله بن طهمان ، حدثني أبي قال : جاءت امرأة من اليمامة جعدية مملوكة لبني جعدة يقال لها وحشية ، قد كاتبت على ولدها وأخيها وأهل بيتها بألف دينار ، فوقفت بين يدي يعقوب بن داود فقالت :

أما ومعلم التوراة موسى

ومرسى البيت في حرم الألال

وباعث أحمد فينا رسولا

فعلمنا الحرام من الحلال

لشهرا نحو يعقوب سرينا

فأداني له وقت الهلال

أغثني يا فداك أبي وأمي

وعمي لا أحاشيه وخالي

يبشرني بنجحي كل طير

جرت لي عن يميني أو شمالي

قال : فقال : صدقت طيرك فأعطاها ألف دينار. وقال : ارحلي فاشتري أهلك ، وولدك وأقدميهم ، ففعلت ، فما زالت في عيال يعقوب هي وأهلها أجمعون حتى ماتت.

ولسلم الخاسر ، وأبي الشيص ، وأبي حنش ، وغيرهم من الشعراء مدائح في يعقوب ، وأما بشار بن برد فكان يعقوب عنه منحرفا ، فهجاه بشار وهجا المهدي بسببه عند غلبة يعقوب عليه. فمما قال بشار في المهدي بسببه :

بني أميّة هبوا ، طال نومكم

إن الخليفة يعقوب بن داود

ضاعت خلافتكم يا قوم فالتمسوا

خليفة الله بين الزق والعود

وقيل : إن يعقوب كان يعمل على لسان بشار الشعر في هجاء المهدي وينشده المهدي على أنه لبشار ، وما زال يسعى عليه عند المهدي حتى قتله.

__________________

٧٥٥٩ ـ انظر : نكت الهميان ٣٠٩. ووفيات الأعيان ٢ / ٣٣١. والبداية والنهاية ١٠ / ١٤٧. وتاريخ ابن خلدون ٣ / ٢١١. وتاريخ ابن الأثير ٦ / ٢٣. وتاريخ الطّبري ١٠ / ٣ ، ٨٩. ومرآة الجنان ١ / ٤١٧. والأعلام ٨ / ١٩٧

٢٦٤

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن الهيثم الأنباريّ ، حدثنا محمّد بن أبي العوّام ، حدثني أبي ، حدثني عبد الله بن محمّد المؤدّب ، حدثني عبد الله بن أيّوب قال : رأيت يعقوب بن داود في الطواف. فقلت له : أحب أن تخبرني كيف كان سبب خروجك من المطبق والمهدي كان من أغلظ الناس عليك؟ فقال لي : إني كنت في المطبق ـ وقد خفت على بصري ـ فأتاني آت في منامي فقال لي : يا يعقوب كيف ترى مكانك؟ قلت : وما سؤالك؟ أما ترى ما أنا فيه ليس يكفيك هذا؟ قال : فقم فأسبغ الوضوء فصل أربع ركعات وقل : يا محسن ، يا مجمل ، يا منعم ، يا مفضل ، يا ذا النوافل والنعم ، يا عظيم يا ذا العرش العظيم ، اجعل لي مما أنا فيه فرجا ومخرجا. فانتبهت فقلت يا نفس هذا في النوم. فرجعت إلى نفسي وتحفظت الدعاء وقمت فتوضأت وصليت ودعوت به ، فلما أسفر الصبح جاءوا فأخرجوني. فقلت : ما دعاني إلا ليقتلني ، فلما رآني أومأ بيده ، واذهبوا به إلى الحمام فنظفوه وائتوني به ، فطابت نفسي فسجدت شكرا لله فأطلت السجود ، فقالوا لي قم. فقال لهم المهدي دعوه ما كان ساجدا ، ثم رفعت رأسي ، فلما ردوني إليه خلع عليّ وضرب بيده على ظهري وقال لي : يا يعقوب لا يمنن عليك أحد بمنة ، فما زلت منذ الليلة قلقا بأمرك.

كذا جاء في هذا الخبر أن المهدي أطلقه ، وليس ذلك بصحيح ، إنما الرّشيد أطلقه كما حكينا أولا.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدل ، أخبرنا أبو علي الحسين بن صفوان البرذعي.

وأخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ ، أخبرنا أحمد بن سلمان النّجّاد قالا : حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن أبي الدنيا ، حدثني خالد بن يزيد الأزديّ ، حدثني عبد الله بن يعقوب بن داود قال : قال أبي : حبسني المهدي في بئر ، وبنيت على قبة ، فمكثت فيها خمس عشرة حجة ، حتى مضى صدر من خلافة الرّشيد. وكان يدلى إلى في كل يوم رغيف وكوز من ماء ، وأوذن بأوقات الصّلاة. فلما كان في رأس ثلاثة عشرة حجة أتاني آت في منامي فقال :

حنا على يوسف رب فأخرجه

من قعر جب وبيت حوله غمم

٢٦٥

قال : فحمدت الله وقلت أتى الفرج. قال : فمكثت حولا لا أرى شيئا ، فلما كان رأس الحول أتاني ذلك الآتي فقال لي :

عسى فرج يأتي به الله إنه

له كل يوم في خليقته أمر

قال : ثم أقمت حولا لا أرى شيئا ، ثم أتاني ذلك الآتي بعد الحول فقال :

عسى الكرب الذي أمسيت فيه

يكون وراءه فرج قريب

فيأمن خائف ويفك عان

ويأتي أهله النائي الغريب

قال : فلما أصبحت نوديت ، فظننت أني أوذن بالصلاة ، فدلى لي حبل أسود وقيل لي : أشدد به وسطك ، ففعلت فأخرجوني ، فلما قابلت الضوء غشى بصري ، فانطلقوا بي فأدخلت على الرّشيد فقيل : سلم على أمير المؤمنين ، فقلت : السلام عليك أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته المهدي ، قال لست به. قلت السلام عليك أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته الهادي ، قال : ولست به. قلت السلام عليك أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، قال الرّشيد ، فقلت الرّشيد. فقال : يا يعقوب بن داود إنه والله ما شفع فيك إليّ أحد ، غير أني حملت الليلة صبية لي على عنقي فذكرت حملك إياي على عنقك ، فرثيت لك من المحل الذي كنت به فأخرجتك. قال : فأكرمني وقرب مجلسي ، قال : ثم إن يحيى بن خالد تنكر لي كأنه خاف أن أغلب على أمير المؤمنين دونه ، فخفته فاستأذنت للحج فأذن لي ، فلم يزل مقيما بمكة حتى مات بها.

قلت : وكان سبب غضب المهدي عليه أنه دفع إليه رجلا علويّا وقال له : أحب أن تكفيني مئونته وتريحني منه ، فأخذه يعقوب إليه وأطلقه ، وانتهى الخبر إلى المهدي ، فوضع الأرصاد على العلوي حتى ظفر به ، ثم جعله في بيت وبعث إلى يعقوب فسأله عن العلوي ، فقال : يا أمير المؤمنين قد أراحك الله منه ، قال : مات؟ قال : نعم! قال : والله؟ قال : والله! قال : فضع يدك على رأسي واحلف به ففعل ، ففتح المهدي الباب على العلوي فبقى يعقوب متحيرا ، فقال له المهدي : قد حل دمك ولو أردت لأرقته ، ولكن احبسوه في المطبق ، فأقام فيه حتى أخرجه الرّشيد. وذكر سعيد بن مسلم الباهليّ أن يعقوب مات في سنة اثنتين وثمانين ومائة.

٧٥٦٠ ـ يعقوب بن الوليد ، أبو يوسف الأزديّ المدينيّ :

وقيل : أبو هلال كناه كذلك محمّد بن الصباح الجرجرائي. سكن بغداد وحدث

__________________

٧٥٦٠ ـ انظر : تهذيب الكمال ٧١٠٦ (٣٢ / ٣٧٢). وتاريخ الدّوري ٢ / ٦٨١ ، وسؤالات ابن محرز ، ـ

٢٦٦

بها عن أبي حازم سلمة بن دينار وهشام بن عروة ، وجعفر بن محمّد ، وابن أبي ذئب ، ومالك بن أنس. روى عنه يحيى بن أيّوب العابد ، والصّلت بن مسعود الجحدري ، ومحمّد بن الصباح الجرجرائي وأحمد بن منيع البغوي ، والحسن بن عرفة العبديّ.

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصّلت الأهوازي ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن جعفر المطيري ، حدثنا الحسن بن عرفة ، حدثني يعقوب بن الوليد المدينيّ عن ابن أبي ذئب ، عن سعيد بن سمعان ـ مولى الزرقيين ـ عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا رقد المرء قبل أن يصلي العتمة وقف عليه ملكان يوقظانه يقولان الصّلاة ، ثم يوليان عنه ويقولان : رقد الخاسر وأبى» (١).

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل الصّيرفيّ قال : سمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم يقول : سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول : سمعت أبي يقول : يعقوب بن الوليد المدينيّ أبو يوسف كتبت عنه ، وخرقت حديثه منذ دهر وكان من الكذابين ، وكان يضع الحديث. وكان يكذب يحدث عن أبي حازم وهشام ابن عروة ، وابن أبي ذئب.

وسمعت أبي غير مرة يقول : كان كذابا يضع الحديث.

أخبرني عبد الله بن يحيى السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدثنا ابن الغلابي قال : قال يحيى بن معين : أبو يوسف يعقوب بن الوليد حدث عن جعفر بن محمّد ، كذاب رأيته ببغداد.

__________________

ـ الترجمة ٤٩ ، وعلل أحمد ١ / ١٩٧. وأحوال الرجال للجوزجاني ، الترجمة ٢٣٣ ، والمعرفة ليعقوب ٣ / ٤٢. وضعفاء النّسائي ، الترجمة ٦١٥. وضعفاء العقيلي ، الورقة ٢٣٧. والجرح والتعديل ٩ / الترجمة ٩٠٣. وعلل الحديث ، الترجمة ١٥١٥ و ١٢٣٥ و ٢٤٢٣. والمجروحين لابن حبان ٣ / ١٣٧. والكامل لابن عدي ٣ / الورقة ٢١٠. وضعفاء الدارقطني ، الترجمة ٥٩٤. وضعفاء ابن الجوزي ، الترجمة ٣٨٣٠. والكاشف ٣ / الترجمة ٦٥١٥. وديوان الضعفاء ، الترجمة ٤٧٨٢. والمغني ٢ / الترجمة ٧٢٠٥. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ١٨٧. وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٦١ (آيا صوفيا ٣٠٠٦). والمجرد في رجال ابن ماجة ، الورقة ١٤. وميزان الاعتدال ٤ / الترجمة ٩٨٢٩. والكشف الحثيث ، الترجمة ٨٤٩. ونهاية السئول ، الورقة ٤٤٣. وتهذيب التهذيب ١١ / ٣٩٧. والتقريب ، الترجمة ٧٨٣٥.

(١) انظر الحديث في : اللآلئ المصنوعة ٢ / ١٢. والفوائد المجموعة ١٦. وتنزيه الشريعة ٢ / ٨٠. والكامل لابن عدي ٧ / ٢٦٠٦.

٢٦٧

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا ، حدثنا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى. يقول : يعقوب بن الوليد كان بحضرة الرصافة ولم يكن بشيء.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق. وحدثنا سهل بن أحمد الواسطيّ ، حدثنا أبو حفص عمرو بن علي قال : يعقوب بن الوليد المدينيّ ضعيف الحديث جدّا.

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا علي بن محمّد بن جعفر المالكي ، حدثنا القاضي أبو خازم عبد المؤمن بن المتوكّل بن مشكان ـ ببيروت ـ أخبرنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب المشغراني.

وحدثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، حدثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني ، حدثنا عبد الجبّار بن عبد الصمد السّلميّ ، حدثنا القاسم بن عيسى العصار قالا : حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال : أبو يوسف يعقوب بن الوليد غير ثقة ولا مأمون ـ زاد العصار ـ هو صاحب حديث سهل بن سعد في الرطب بالقثاء.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا يعقوب بن سفيان قال : باب من يرغب عن الرواية عنهم ـ فذكر جماعة ، منهم يعقوب بن الوليد.

أخبرني محمّد بن علي الأصبهانيّ ، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمّد الشّافعيّ ـ بالأهواز ـ أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن علي الآجري قال : سألت أبا داود سليمان بن الأشعث عن يعقوب بن الوليد المدينيّ فقال : غير ثقة كان يكون ببغداد.

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، حدثنا أبي قال : يعقوب بن الوليد ليس بشيء ، متروك.

أخبرني أبو طالب عمر بن محمّد بن عبيد الله المؤدّب قال : قال لنا أبو الحسن الدّارقطنيّ : يعقوب بن الوليد ضعيف.

٧٥٦١ ـ يعقوب بن الرّبيع ، حاجب أبي جعفر المنصور :

وهو أخو الفضل بن الرّبيع كان أحد الأدباء الشعراء ، وكان ماجنا خليعا حسن

__________________

٧٥٦١ ـ انظر : رغبة الآمل ٨ / ٢٥١ ـ ٢٥٤. وإرشاد الأريب ٧ / ٣٠٢. والمرزباني ٥٠٤. وديوان المعاني للعسكري ٢ / ٢٢٤. والأعلام ٨ / ١٩٨.

٢٦٨

الافتنان في العلوم ، وكان له جارية طلبها سبع سنين يبذل فيها ماله وجاهه حتى ملكها ، وأعطى بها مائة ألف دينار فلم يبعها ، ولم تمكث عنده إلا ستة أشهر حتى ماتت ، فرثاها بمراث كثيرة ، وإحسانه كله مجموع في مراثيها ، وكان غير مقصر فيما سوى ذلك.

أخبرنا التّنوخيّ ، حدثنا محمّد بن عمران المرزباني قال : أنشدنا علي بن سليمان الأخفش ليعقوب بن الرّبيع :

أضحوا يصيدون الظباء وإنني

لأرى تصيدها عليّ حراما

أشبهن منك سوالفا ومدامعا

فأرى بذاك لها عليّ ذماما

أعزز عليّ بأن أروع شبهها

أو أن تذوق على يديّ حماما

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا أبو عبيد الله محمّد بن عمران بن موسى قال : أنشدنا علي بن سليمان الأخفش عن أبي العبّاس أحمد بن يحيى ليعقوب بن الرّبيع في جاريته :

لئن كان قربك لي نافعا

لبعدك أصبح لي أنفعا

لأني أمنت رزايا الدهو

ر ـ وإن جل خطب ـ بأن أجزعا

٧٥٦٢ ـ يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف ، أبو يوسف الزّهريّ :

من أهل المدينة. وهو أخو سعد بن إبراهيم سكن بغداد وحدث بها عن أبيه ، وعن محمّد بن عبد الله بن مسلم بن أخي الزّهريّ ، وعن شعبة بن الحجّاج. روى عنه ابن أخيه عبيد الله بن سعد ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وعلي بن المدينيّ ،

__________________

٧٥٦٢ ـ انظر : تهذيب الكمال ٧٠٨٢ (٣٢ / ٣٠٨ ـ ٣١١). وطبقات ابن سعد : ٧ / ٣٤٣ ، وتاريخ الدارمي ، الترجمة ٨٥٥ ، وسؤالات ابن طهمان ، الترجمة ٣٧٦ ، وتاريخ خليفة : ٤٧٣ ، وطبقاته : ٣٢٩ ، وعلل أحمد : ١ / ١١٠ ، العجلي ، الورقة ٥٩ ، والمعرفة ليعقوب : ١ / ٦٣٨ و ٢ / ٣٢٢ و ٣ / ١٨٢ ، والجرح والتعديل : ٩ / الترجمة ٨٤٣ ، وثقات ابن حبان : ٩ / ٢٨٤ ، وسنن الدارقطني :١ / ٥٨ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ٢٠٢ ، والسابق واللاحق : ٣٧٥ ، والتعديل والتجريح : ٣ / ١٢٤٧ ، والجمع لابن القيسراني : ٢ / ٥٨٨ ، وسير أعلام النبلاء : ٩ / ٤٩١ ، وتذكرة الحفاظ : ١ / ٣٣٥ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٦٤٩٢ ، والعبر : ١ / ٣٥٦ ، وتذهيب التهذيب : ٤ / الورقة ١٨٤ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ٨٣ (أيا صوفيا ٣٠٠٧) ، وميزان الاعتدال : ٤ / الترجمة ٩٧٩٨ (ذكره تمييزا) ، ونهاية السئول ، الورقة ٤٤١ ، وتهذيب التهذيب : ١١ / ٣٨٠ ، والتقريب ، الترجمة ٧٨١١ ، وشذرات الذهب : ٢ / ٢٢.

٢٦٩

وخلف بن سالم ، وأبو خيثمة زهير بن حرب ، وعمرو النّاقد ، ومحمّد بن منصور الطوسي ، وعبّاس الدّوريّ ، ومحمّد بن إسحاق الصاغاني ، ويعقوب بن شيبة ، وغيرهم.

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ ، حدثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم ، حدثنا العبّاس بن محمّد الدّوريّ ، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، حدثنا أبي عن صالح بن كيسان قال : حدثني نافع أن عبد الله قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة لا تدري أيهما تتبع»(١).

حدثنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : وسألته ـ يعني يحيى ابن معين ـ عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد فقال : ثقة. قلت : فأخوه؟ فقال : ثقة.

أخبرنا الصيمري ، حدثنا علي بن الحسن الرّازيّ ، حدثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ ، حدثنا أحمد بن زهير قال : سئل يحيى بن معين عن يعقوب بن إبراهيم سمع المغازي من أبيه وعرضها؟ قال : أحسن حالاته أن يكون عرضها ، لأن العرض والسماع عندهم واحد.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي ، حدثنا علي بن أحمد بن زكريّا الهاشميّ ، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ ، حدثني أبي قال : ويعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عوف ثقة.

أخبرنا الأزهري ، حدثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف ، حدثنا الحسين بن فهم ، حدثنا محمّد بن سعد قال : يعقوب بن إبراهيم بن سعد يكنى أبا يوسف ، وكان ثقة مأمونا ، يقدم على أخيه في الفضل والورع والحديث ، ولم يزل ببغداد ، ثم خرج إلى الحسن بن سهل ـ وهو بفم الصلح ـ فلم يزل معه حتى توفي هناك في شوال سنة ثمان ومائتين ، وكان أصغر من أخيه سعد بأربع سنين.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، حدثنا محمّد بن عبد الله الحضرميّ قال : مات يعقوب بن إبراهيم بن سعد سنة ثمان ومائتين.

__________________

(١) انظر الحديث في صحيح مسلم ٢١٤٦. ، سنن النّسائي ٨ / ١٢٤. ومسند أحمد ٢ / ٣٢.

٢٧٠

٧٥٦٣ ـ يعقوب بن محمّد بن عيسى بن عبد الملك بن حميد بن عبد الرّحمن بن عوف ، أبو يوسف الزّهريّ المدينيّ :

قدم بغداد وحدث بها عن صالح بن قدامة ، وسفيان بن حمزة ، وعبد العزيز الدراوردي ، وعبد العزيز بن أبي حازم ، وإبراهيم بن سعد ومحمّد بن فليح ، وحاتم ابن إسماعيل ، وابن أبي فديك. روى عنه حاتم بن الليث الجوهريّ ، وحجّاج بن الشّاعر ، وعبّاس الدّوريّ ، والحارث بن أبي أسامة ، وأحمد بن زياد السّمسار ، وإسحاق بن الحسن الحربيّ ، ومحمّد بن عبد الملك الدقيقي وأبو العبّاس الكديمي ، وأبو العيناء محمّد بن القاسم.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهدي ، أخبرنا محمّد بن مخلد ، حدثنا حاتم بن الليث ، حدثنا يعقوب بن محمّد الزّهريّ ، حدثنا عبد العزيز بن محمّد بن عمارة بن عزية عن حميد بن أبي الصعبة عن سعد بن عبادة : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمره أن يسقي الماء.

أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي الصّيرفيّ قال : قرأنا على عبد الرّحمن بن عمر الخلّال عن محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال : حدثني أبي قال : سمعت يعقوب بن المعدل يقول : قال لي يعقوب بن محمّد : مررت ببغداد يوما فعرض لي رجلان قاما من مجلس ، فأخذا بعنان دابتي ، ثم قالا : اختلفنا في شيء فأردنا أن نعرف فيه قول أهل بلدك ، فقلت وما هو؟ فقال أحدهما : قلت القرآن مخلوق ، وقال الآخر : قلت ليس بمخلوق؟ قال يعقوب : فقلت لهما قول أهل بلدي أنهم لو أخذوكما لأوجعوكما ضربا.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني ، حدثنا محمّد بن عمرو

__________________

٧٥٦٣ ـ انظر : تهذيب الكمال ٧١٠٥ (٣٢ / ٣٦٧). وطبقات ابن سعد : ٥ / ٤٤١. وعلل أحمد : ٢ / ٣٠٩ ، وتاريخ البخاري الكبير : ٨ / الترجمة ٣٤٦٩ ، وأبو زرعة الرازي : ٤٤٩ ، ٦٩١ ، وضعفاء العقيلي ، الورقة ٢٣٧ ، والجرح والتعديل : ٩ / الترجمة ٨٩٦ ، والعلل لابن أبي حاتم ، الترجمة ٢٥٣٣ ، وثقات ابن حبان : ٩ / ٢٨٤ ، والكامل لابن عدي : ٣ / الورقة ٢١١ ، والسابق واللاحق : ٧٤ ، وضعفاء ابن الجوزي ، الترجمة ٣٨٢٨ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٦٥١٤ ، وديوان الضعفاء ، الترجمة ٤٧٨٠ ، والمغني : ٢ / الترجمة ٧٢٠٢ ، والعبر : ١ / ٣٦٥ ، وتذهيب التهذيب : ٤ / الورقة ١٨٧ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٦٤ (أيا صوفيا ٣٠٠٧) ، والمجرد في رجال ابن ماجة ، الورقة ١٥ ، وميزان الاعتدال : ٤ / الترجمة ٩٨٢٦ ، ونهاية السئول ، الورقة ٤٤٣ ، وتهذيب التهذيب : ١١ / ٣٩٦ ، والتقريب ، الترجمة ٧٨٣٤ ، وشذرات الذهب : ٢ / ٢٩.

٢٧١

العقيلي قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سمعت أبي يقول : يعقوب بن محمّد الزّهريّ ليس بشيء.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال : سألت أبا داود عن يعقوب بن محمّد بن عيسى الزّهريّ فقال : سمعت الدقيقي يقول : سألت يحيى بن معين عن يعقوب بن محمّد فقال : إذا حدث عن الثقات.

أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أخبرنا محمّد بن حميد ، حدثنا علي ابن الحسين بن حبان قال : وجدت في كتاب أبي ـ بخط يده ـ قال أبو زكريّا : يعقوب ابن محمّد الزّهريّ صدوق ولكن لا يبالي عمن حدث. حدث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من لم يكن عنده صدقة فليلعن اليهود» (١).هذا كذب وباطل لا يحدث بهذا أحد يعقل.

أخبرني محمّد بن علي المقرئ ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران ، أخبرني عبد المؤمن بن خلف النّسفيّ قال : سمعت أبا علي صالح بن محمّد يقول : سمعت يحيى بن معين ـ وسئل عن يعقوب بن محمّد ـ فقال : أحاديثه تشبه أحاديث الواقدي محمّد بن عمر ابن واقد ـ يعني تركوا حديثه ـ.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ ، أخبرني أبو النّضر محمّد بن أحمد الفقيه (٢) قال : سئل صالح بن محمّد عن يعقوب بن محمّد الزّهريّ فقال : حديثه يشبه حديث الواقدي ، كأنه يضعفه.

وفيما ذكر لنا البرقانيّ أن يعقوب بن موسى الأردبيلي حدثهم قال : حدثنا أحمد ابن طاهر بن النّجم ، حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال : سمعت أبا زرعة ـ هو الرّازيّ ـ يقول : ليس على يعقوب الزّهريّ قياس ، يعقوب الزّهريّ ، وابن زبالة ، والواقدي ، وعمر بن أبي بكر المؤملي ، يتقاربون في الضعف في الحديث.

أخبرنا الأزهري والجوهريّ قالا : حدثنا محمّد بن العبّاس الخزاز ، أخبرنا أبو أيّوب

__________________

(١) انظر الحديث في : الموضوعات ٢ / ١٥٧. والأسرار المرفوعة ٣٥٩. والفوائد المجموعة ٦٥ ، ٥٠٧. وتنزيه الشريعة ٢ / ١٣٢. وكشف الخفا ٢ / ٣٨٢. واللآلئ المصنوعة ٢ / ٤٠. والأحاديث الضعيفة ١٠٤.

(٢) في الأنماطي : «أبو النضر محمّد بن محمّد الفقيه».

٢٧٢

سليمان بن إسحاق الجلاب ، حدثنا الحارث بن محمّد ، حدثنا محمّد بن سعد قال : يعقوب بن محمّد بن عيسى بن عبد الملك بن حميد بن عبد الرّحمن بن عوف يكنى أبا يوسف ، وكان أبوه محمّد بن عيسى من سراة أهل المدينة وأهل المروءة منهم ، وكان يعقوب كثير العلم والسماع للحديث ، ولم يجالس مالكا ولكنه قد لقى من كان بعد مالك من فقهاء أهل المدينة ورجالهم (٣) أهل العلم منهم ، وكان حافظا للحديث.

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدثنا ابن قانع : أن يعقوب بن محمّد بن عيسى الزّهريّ مات سنة ثلاث عشرة ومائتين.

٧٥٦٤ ـ يعقوب بن عيسى بن ماهان ، أبو يوسف المؤدّب :

مروزيّ الأصل. حدث عن إبراهيم بن سعد الزّهريّ. روى عنه أحمد بن حنبل ، وابنه عبد الله بن أحمد ـ وكان جاره ـ وأبو يعلى الموصليّ.

أخبرنا الحسن بن علي التّميميّ ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، حدثنا أبو يوسف المؤدّب يعقوب ـ جارنا ـ.

وأخبرنا عبد الرّحمن بن عبيد الله الحربيّ ، أخبرنا أحمد بن سلمان النّجّاد ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثنا يعقوب ـ أبو يوسف جارنا ـ.

وأخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن عثمان المزني الحافظ.

وأخبرنا أبو الفرج الطناجيري وأبو محمّد الجوهريّ قالا : أخبرنا محمّد بن النّضر ابن محمّد بن سعيد النخاس ـ قال عبد الله : حدثنا وقال محمّد : أخبرنا ـ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصليّ ، حدثنا يعقوب بن عيسى ، حدثنا إبراهيم بن سعد عن عبد العزيز بن المطّلب عن عبد الرّحمن بن الحارث ـ زاد أبو يعلى بن عبد الله بن عيّاش ثم اتفقا ـ عن زيد بن علي بن حسين عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من قتل دون ماله ـ وقال أبو يعلى دون حقه ـ فهو شهيد» (١).

__________________

(٣) في الأنماطي : «ورجال أهل العلم منهم.»

) ٧٥٦٤ ـ انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ١٧٩. وصحيح مسلم ، كتاب الإيمان ٢٤٦. وفتح الباري ٥ / ١٢٣ ، ٩ / ٦٦١.

٢٧٣

٧٥٦٥ ـ يعقوب بن القاسم بن محمّد بن يحيى بن زكريّا بن طلحة بن عبيد الله ، أبو يوسف القرشيّ ثم التّميميّ :

حدث عن عاصم بن سويد ، وعبد العزيز الدراوردي ، وعبد الله بن المبارك ، والوليد بن مسلم ، وخلف بن خليفة ، والمطّلب بن زياد ، وسفيان بن عيينة ، ومحمّد ابن فضيل بن غزوان. روى عنه محمّد بن سعد العوفي ، والحارث بن أبي أسامة ، وعبد الله بن أبي سعد الورّاق. وقال عبد الرّحمن بن أبي حاتم كتب أبي عنه ببغداد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يوسف الصّيّاد ، أخبرنا أحمد بن يوسف بن خلاد ، حدثنا الحارث بن محمّد ، حدثنا يعقوب بن القاسم أبو يوسف الطلحي ، حدثنا الوليد ، حدثنا الأوزاعي عن محمّد بن عبد الملك عن المغيرة بن شعبة أنه قال لعثمان حين حصر : إنه قد نزل بك من الأمر ما ترى ، فاختر بين ثلاث ، إن شئت أن نفتح لك بابا سوى الباب الذي هم عليه ، فتقعد على رواحلك فتلحق بمكة فلن يستحلوك بها ، وإن شئت أن تلحق بالشام وفيها معاوية ، وإن شئت خرجت بمن معك فقاتلناهم ، فإنا على الحق وهم على الباطل. قال فقال عثمان : أما قولك تأتي مكة فإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «يلحد بمكة رجل من قريش عليه نصف عذاب الأمة» (١) فلن أكونه ، وأما أن آتي الشام فلم أكن لأدع دار هجرتي ومجاورة نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وآتي الشام ، وأما قولك أن أخرج بمن معي فأقاتلهم فلن أكون أول من خلف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في أمته بإراقة محجمة دم.

أخبرنا يوسف بن رباح البصريّ ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس ، أخبرنا أبو بشر الدولابي ، حدثنا أبو عبيد الله معاوية بن صالح. قال أبو يوسف الطلحي : قال يحيى بن معين : صدوق ثقة إذا حدث عن الثقات المعروفين.

٧٥٦٦ ـ يعقوب بن إسحاق بن السكيت ، أبو يوسف النّحويّ اللّغويّ :

صاحب كتاب «إصلاح المنطق» ، كان من أهل الفضل والدين ، موثوقا بروايته.وكان يؤدب ولد جعفر المتوكّل على الله. وروى عن أبي عمرو الشّيبانيّ. حدث عنه

__________________

(١) ٧٥٦٥ ـ انظر الحديث في : مسند أحمد ١ / ٥٧ ، ٦٤ ، ٦٧. وكنز العمال ٣٤٦٩١. والبداية والنهاية ٧ / ٢١١.

٧٥٦٦ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٣١١. ووفيات الأعيان ٢ / ٣٠٩. والفهرس ٧٢ ـ ٧٣. وهدية العارفين ٢ / ٥٣٦. ودائرة المعارف الإسلامية ١ / ٢٠٠. والأعلام ٨ / ١٩٥

٢٧٤

أبو عكرمة الضّبّيّ ، وأبو سعيد السّكّري ، وميمون بن هارون الكاتب ، وعبد الله بن محمّد بن رستم ، وأحمد بن فرج المقرئ. وأبو إسحاق ـ وهو المعروف بالسكيت ـ وحكى أن الفرّاء سأل السكيت عن نسبه؟ فقال : خوزي أصلحك الله من قرى دورق من كور الأهواز.

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزاز ، حدثنا أبو الحسين أحمد بن جعفر المنادي ، حدثني محمّد بن فرج قال : كان يعقوب بن السكيت يؤدب مع أبيه ـ بمدينة السلام في درب القنطرة ـ صبيان العامة ، حتى احتاج إلى الكسب فجعل يتعلم النحو ، وحكى عن أبيه أنه حج فطاف بالبيت ، وسعى بين الصفا والمروة ، وسأل الله أن يعلم ابنه النحو. قال : فتعلم النحو واللغة ، وجعل يختلف إلى قوم من أهل القنطرة ، فأجروا له كل دفعة عشرة وأكثر ، حتى اختلف إلى بشر وإبراهيم ابني هارون ـ أخوين كانا يكتبان لمحمّد بن عبد الله بن طاهر ـ فما زال يختلف إليهما وإلى أولادهما دهرا ، فاحتاج ابن طاهر إلى رجل يعلم ولده ، وجعل ولده في حجر إبراهيم ، ثم قطع ليعقوب رزقا خمسمائة درهم ، ثم جعلها ألف درهم. وكان يعقوب قد خرج قبل ذلك إلى سر من رأى ، وذلك في أيام المتوكّل ، فصيره عبيد الله بن يحيى بن خاقان عند المتوكّل ، فضم إليه وأسنى له الرزق.

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزاز قال : سمعت أبا عمر اللّغويّ يقول : سمعت ثعلبا ـ وقد ذكر يعقوب بن السكيت ـ فقال : ما عرفنا له خربة قط.

حدثني أبو القاسم عبيد الله بن علي بن عبيد الله الرقي ، حدثنا أبو أحمد عبيد الله ابن محمّد بن أحمد المقرئ ، حدثنا أبو بكر الصولي ، حدثنا الحسن بن الحسين الأزدي ، حدثني أبو الحسن الطوسي قال : كنا في مجلس على اللحياني ـ وكان عازما على أن يملى نوادره ضعف ما أملى. فقال يوما : تقول العرب مثقل استعان بذقنه ، فقام إليه ابن السكيت ـ وهو حدث ـ فقال : يا أبا الحسن إنما هو تقول العرب مثقل استعان بدفيه ، يريدون الجمل إذا نهض بالحمل استعان بجنبيه. فقطع الإملاء ، فلما كان في المجلس الثاني أملى فقال : تقول العرب هو جاري مكاشري ، فقام إليه يعقوب بن السكيت فقال : أعزك الله ـ وما معنى مكاشري؟ إنما هو مكاسري ، كسر بيتي إلى كسر بيته. قال : فقطع اللحياني الإملاء ، فما أملى بعد ذلك شيئا.

٢٧٥

أخبرنا طاهر بن عبد العزيز بن عيسى الدعاء ، أخبرنا إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي قال : سمعت أبا أحمد البغداديّ يقول : سمعت الحسين بن عبد المجيب الموصليّ يقول : سمعت يعقوب بن سكيت ـ في مجلس أبي بكر بن أبي شيبة ـ يقول :

ومن الناس من يحبك حبا

ظاهر الحب ليس بالتقصير

فإذا ما سألته عشر فلس

ألحق الحب باللطيف الخبير

قرأت على الحسن بن أبي بكر ، عن أبي سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان قال : سمعت ثعلبا يقول : عدي بن زيد العبّادي أمير المؤمنين في اللغة ، وكان يقول في ابن السكيت قريبا من هذا.

قال أبو سهل : سمعت المبرد يقول : ما رأيت للبغداديين كتابا أحسن من كتاب يعقوب بن السكيت في المنطق.

بلغني أن يعقوب بن السكيت مات في رجب من سنة ثلاث ـ وقيل من سنة أربع ، وقيل من سنة ست ـ وأربعين ومائتين. وقد بلغ ثمانيا وخمسين سنة.

٧٥٦٧ ـ يعقوب بن ماهان ، البنّاء مولى بني هاشم :

سمع هشيم بن بشير ، والقاسم بن مالك المزني. روى عنه أبو عبد الرّحمن النّسائيّ ، ومحمّد بن إسحاق السراج النّيسابوريّ ، وقاسم بن زكريّا المطرّز ، وهارون ابن علي المزوق ، وعبد الله بن إسحاق المدائنيّ.

وقال عبد الرّحمن بن أبي حاتم : سألت أبي عنه فقال : هو صدوق قال : وقال لي حجّاج بن الشّاعر : ليس ببغداد مثل يعقوب بن ماهان.

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا عبد الله بن موسى الهاشميّ ، حدثنا عبد الله بن إسحاق ابن حمّاد ، حدثنا يعقوب بن ماهان ، حدثنا هشيم ، حدثنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يقول الله تعالى : إذا أخذت كريمتي عبدي ، فصبر واحتسب ، لم أرض له ثوابا دون الجنة» (١) ولم يحدث هذا الحديث غير يعقوب بن ماهان.

__________________

٧٥٦٧ ـ انظر : تهذيب الكمال ٧١٠١ (٣٢ / ٣٦٠). والجرح والتعديل : ٩ / الترجمة ٩٠٠ ، وثقات ابن حبان : ٩ / ٢٨٥ ، والمعجم المشتمل ، الترجمة ١١٨٠ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٦٥١٠ ، وتهذيب التهذيب : ٤ / الورقة ١٨٧ ، ونهاية السئول ، الورقة ٤٤٣ ، وتهذيب التهذيب : ١١ / ٣٩٤ ، والتقريب ، الترجمة ٧٨٣٠.

) انظر الحديث في : المعجم الكبير للطبراني ١٢ / ٥٤ ، ١٨ / ٢٥٧. وإتحاف السادة المتقين ٩ / ٢٨ ، ٥٢٥.

٢٧٦

قلت : أظن هذا كلام المدائنيّ عبد الله بن إسحاق والله أعلم.

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، أخبرنا الحسن بن رشيق ، حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النّسائيّ عن أبيه.

ثم أخبرني الصوري ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي قال : ناولني عبد الكريم ـ وكتب لي بخطه ـ قال : سمعت أبي يقول : يعقوب بن ماهان بغدادي لا بأس به.

قرأت على البرقانيّ ، عن أبي إسحاق المزكي قال : أخبرنا محمّد بن إسحاق الثّقفيّ قال : مات يعقوب بن ماهان البنّاء ببغداد آخر سنة أربع وأربعين ومائتين.

٧٥٦٨ ـ يعقوب بن إسماعيل بن حمّاد بن زيد بن درهم ، أبو يوسف البصريّ ، مولى آل جرير بن حازم الأزديّ :

ولى القضاء بمدينة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقدم بغداد وحدث بها عن سفيان بن عيينة ، ويحيى بن سعيد القطّان ، وعبد الرّحمن بن مهدي ، ووهب بن جرير بن حازم ، وروح بن عبادة ، وأبي عاصم النبيل ، وأبي أحمد الزّبيري. روى عنه عبد الله بن أبي سعد الورّاق ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي ، وأبو بكر بن أبي الدنيا ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، ومحمّد بن هارون بن المجدر ، وأبو صخرة عبد الرّحمن بن محمّد الكاتب ، وعبد الله بن ناجية ، وقاسم المطرّز.

وقال ابن أبي حاتم : سألت أبي عنه فقال : صدوق كتبت عنه بسامرا.

أخبرنا محمّد بن أبي نصر النرسي ، أخبرنا علي بن عمر الحضرميّ ، حدثنا محمّد ابن هارون بن حميد بن المجدر ، حدثنا يعقوب بن إسماعيل ، حدثنا أبو عاصم ، حدثنا ابن جريج ، أخبرني عمرو بن دينار عن وهب بن منبه قال : ـ حسبت أنه عن معاوية ـ أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا تلحفوا في المسألة ، فإنه لا يسألني إنسان فتخرج له المسألة مني شيئا وأنا كاره ، إلا لم يبارك له فيه» (١).

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدثنا ابن قانع : أن يعقوب بن إسماعيل بن حمّاد بن زيد مات في سنة ست وأربعين ومائتين.

قلت : وكانت وفاته ببلد فارس وهو يتولى القضاء عليه.

__________________

٧٥٦٨ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٣٥١.

(١) انظر الحديث في : مسند الحميدي ٦٠٤.

٢٧٧

٧٥٦٩ ـ يعقوب بن موسى بن الفيرزان ، أبو يوسف ابن أخي معروف الكرخيّ:

حكى عن عمه معروف حكايات. رواها عنه إسحاق بن إبراهيم بن سنين الختلي ، وأحمد بن محمّد بن مسروق الطوسي.

٧٥٧٠ ـ يعقوب بن إبراهيم بن صالح :

صاحب المصلى. حدث عن عمه علي بن صالح. روى عنه محمّد بن موسى بن حمّاد البربري ، وقد ذكرت له حديثا عن عمه فيما تقدم.

٧٥٧١ ـ يعقوب بن إسحاق بن البهلول بن حسّان بن سنان ، أبو يوسف التّنوخيّ الأنباريّ :

حدثني علي بن المحسّن القاضي عن أبي الحسن أحمد بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول عن أبيه قال : يعقوب بن إسحاق بن البهلول التّنوخيّ يكنى أبا يوسف ، وكان من حفاظ القرآن العالمين بعدده وقراءاته ، وكان حجّاجا متنسكا.وحدث حديثا كثيرا عن جماعة من مشايخ أبيه إسحاق وغيرهم ولم ينتشر حديثه.وولد بالأنبار في سنة سبع وثمانين ومائة ، ومات ببغداد لتسع ليال بقين من شهر رمضان سنة إحدى وخمسين ومائتين ، ومات في حياة أبيه. فوجد عليه وجدا شديدا ، ودفن في مقابر باب التبن ، وخلف ابنه يوسف الأزرق ، وابنه إبراهيم يتيمين ، وبنات وزوجة حاملا ، ولدت بعد موته ابنا سمى إسماعيل ، فرباهم جدهم إسحاق بن البهلول ، وكان يؤثرهم جدّا ويحبهم لمحبته أباهم ولكونهم أيتاما.

وقال أبو الحسن : حدثني عمي إسماعيل بن يعقوب قال : أخبرت عن جدي إسحاق بن البهلول أنه كان يقول : على ودي أن لي ابنا آخر مثل يعقوب في مذهبه ، وأني لم أرزق سواه. وأنه لما توفي يعقوب أغمى على إسحاق وفاتته صلوات ، فأعادها بعد ذلك لما لحقه من مضض المصيبة ، وأنه كان يقول : ابني يعقوب أكمل مني.

قلت : وقد روى إسحاق بن البهلول عن ابنه يعقوب عن محمّد بن بكّار بن الرّيّان حديثين ذكرتهما في كتاب رواية الآباء عن الأبناء.

__________________

٧٥٧١ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٥٣.

٢٧٨

٧٥٧٢ ـ يعقوب بن إبراهيم بن كثير بن زيد بن أفلح بن منصور بن مزاحم ، أبو يوسف العبديّ ، المعروف بالدّورقيّ :

وهو أخو أحمد بن إبراهيم ـ وكان الأكبر ـ رأى الليث بن سعد ، وسمع إبراهيم ابن سعد الزّهريّ ، وعبد العزيز الدراوردي ، وسفيان بن عيينة ، وعيسى بن يونس ، وعبد الرّحمن المحاربي ، ويحيى بن سعيد القطّان ، وعبد الرّحمن بن مهدي ، وإسماعيل بن علية ، وغندرا ، ووكيعا ، وأبا أسامة ، ويزيد بن هارون ، وروح بن عبادة. روى عنه أخوه أحمد ، ومحمّد بن إسحاق الصاغاني ومحمّد بن إسماعيل البخاريّ ، ومسلم بن الحجّاج ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم الرّازيّان ، وأبو داود السجستاني ، وابنه أبو بكر ، وأبو عبد الرّحمن النّسائيّ ، وقاسم بن زكريّا المطرّز ، ومحمّد بن محمّد الباغندي ، وأحمد بن عبد الله بن سابور الدّقّاق ، وأبو القاسم البغوي ، ويحيى بن صاعد ، ومحمّد بن هارون بن المجدر ، والقاضي المحاملي ، وأخوه أبو عبيد ، وآخر من حدث عنه محمّد بن مخلد. وكان ثقة حافظا متقنا صنّف المسند.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهدي ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار قال : أملى علينا يعقوب بن إبراهيم ـ وكتبت بيدي ـ قال : حدثنا روح ، حدثنا صالح بن أبي الأخضر ، حدثنا ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعث عبد الله بن حذافة يطوف في منى «لا تصوموا هذه الأيام فإنها أيام أكل وشرب ، وذكر الله عزوجل» (١).

أخبرنا العتيقي ، حدثنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن المخلص ، حدثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن أبي شيبة البزّاز قال : سمعت يعقوب الدّورقيّ يقول : رأيت

__________________

٧٥٧٢ ـ انظر : تهذيب الكمال ٧٠٨٣ (٣٢ / ٣١١ ـ ٣١٤). وطبقات ابن سعد : ٧ / ٣٦٠ ، والجرح والتعديل : ٩ / الترجمة ٨٤٤ ، وثقات ابن حبان : ٩ / ٢٨٦ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ٢٠٢ ، والتعديل والتجريح : ٣ / ١٢٤٨ ، وشيوخ أبي داود للجياني ، الورقة ٩٧ ، والجمع لابن القيسراني : ٢ / ٥٨٩ ، وطبقات الحنابلة : ١ / ٤١٤ ، وأنساب السمعاني : ٥ / ٣٥٤ ، والمعجم المشتمل ، الترجمة ١١٧٦ ، وسير أعلام النبلاء : ١٢ / ١٤١ ، والكاشف : ٣ / الترجمة ٦٤٩٣ ، وتذهيب التهذيب : ٤ / الورقة ١٨٤ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٩٣ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧) ، ونهاية السئول ، الورقة ٤٤٢ ، وتهذيب التهذيب : ١١ / ٣٨١ ، والتقريب ، الترجمة ٧٨١٢. والمنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٦١.

) انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ٥١٣ ، ٥٣٥ ، ٣ / ٤٩٤. ومجمع الزوائد ٣ / ٢٠٣. والمعجم الكبير ٣ / ١٧٣ ، ١١ / ٢٣٢.

٢٧٩

الليث بن سعد على بغلة ، عليه قلنسوة طويلة يدخل الرصافة وأنا صغير ، فقال إنسان : هذا الليث بن سعد ، وما رأيته إلا مرة واحدة.

أخبرنا محمّد بن عمر بن بكير النجار ، حدثنا عثمان بن حنيف الدراج ، حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث بن إسحاق ، ومحمّد بن محمّد بن سليمان بن الحارث ، ومحمّد بن هارون بن حميد بن المجدر ، وأحمد بن عبد الله بن سابور الدّقّاق ، ويحيى بن صاعد ، وصالح بن أبي مقاتل. قالوا : حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن كثير الدّورقيّ ، حدثنا إسماعيل بن علية عن يحيى بن عتيق عن محمّد بن سيرين ، عن أبي هريرة ، أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى أن يبال في الماء الراكد ، ويتوضأ منه. قال أبو عمرو الدراج : كل واحد من هؤلاء الشيوخ ذكر أنه سمع هذا الحديث من يعقوب بثلاثة دنانير.

أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن بن عثمان التّميميّ ـ بدمشق ـ أخبرنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي ، حدثنا أبو بكر بن أبي داود السجستاني ، حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا ابن علية ، أخبرنا يحيى بن عتيق عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه نهى أن يبال في الماء الراكد ثم يغتسل منه.

قال أبو بكر : سمعت أبي يقول : سمعت أحمد بن حنبل يقول : كان عند ابن علية حديث يحيى بن عتيق لم يصح له. قال أبي : ونهى أحمد بن حنبل يعقوب أن يحدث به ، وهو هذا الحديث. قال أبو بكر : غرمت على هذا الحديث ثلاثة دنانير حتى سمعته منه ، أعطيت فضلة الأحول.

وأخبرنا محمّد ، أخبرنا الميانجي ، حدثنا يحيى بن صاعد ، حدثنا يعقوب قال : سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن حديث يحيى بن عتيق هذا فقال : كان إسماعيل يحدث به ولم أسمعه منه ، أليس قد سمعته منه؟ قلت : بلى! قال : فإنه كذاك أليس فيه «لا يبولن أحدكم في الماء الدائم» (٢)؟ قلت : بلى.

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن محمّد بن الفرج الخلّال ، حدثنا أبو موسى هارون بن الحسين النّجّاد ، حدثنا السّريّ ابن عاصم الهمدانيّ وعلي بن عبدة التّميميّ. قالا : حدثنا ابن علية عن يحيى بن

__________________

) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ٦٩. وصحيح مسلم ، كتاب الطهارة باب ٢٨. وفتح الباري ٨ / ٥٨٨.

٢٨٠