تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٤

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٤

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٠

المقرئ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله أبو عبد الله الحافظ النّيسابوريّ قال : يحيى بن أكثم ابن محمّد التّميميّ أبو محمّد القاضي المروزيّ كان من أئمة أهل العلم ، ومن نظر له في كتاب التنبيه عرف تقدمه في العلوم.

أخبرنا التّنوخيّ قال : قال طلحة بن محمّد بن جعفر : ويحيى بن أكثم أحد أعلام الدنيا ، ومن قد اشتهر أمره وعرف خبره ، ولم يستر عن الكبير والصغير من الناس فضله وعلمه ، ورئاسته وسياسته لأمره ، وأمر أهل زمانه من الخلفاء والملوك. واسع العلم بالفقه ، كثير الأدب ، حسن العارضة ، قائم بكل معضلة. وغلب على المأمون ، حتى لم يتقدمه أحد عنده من الناس جميعا. وكان المأمون ممن برع في العلوم ، فعرف من حال يحيى بن أكثم وما هو عليه من العلم والعقل ما أخذ بمجامع قلبه ، حتى قلده قضاء القضاة ، وتدبير أهل مملكته. فكانت الوزراء لا تعمل في تدبير الملك شيئا إلا بعد مطالعة يحيى بن أكثم ، ولا نعلم أحدا غلب على سلطانه في زمانه إلا يحيى بن أكثم وابن أبي دؤاد.

أخبرني الصيمري ، حدثنا محمّد بن عمران المرزباني ، أخبرني أبو عبد الله الحكيمي عن أبي العيناء قال : سئل رجل من البلغاء عن يحيى بن أكثم ، وابن أبي دؤاد أيهما أنبل؟ فقال : كان أحمد يجد مع جاريته وابنته ، ويحيى يهزل مع خصمه وعدوه.

قلت : وكان يحيى سليما من البدعة ينتحل مذهب أهل السنة.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ قال : سمعت أبا منصور محمّد بن القاسم العتكي يقول : سمعت الفضل بن محمّد الشعراني يقول : سمعت يحيى بن أكثم يقول : القرآن كلام الله ، فمن قال مخلوق يستتاب ، فإن تاب وإلا ضربت عنقه.

أخبرنا علي بن طلحة المقرئ قال : أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدثنا أبو مزاحم موسى بن عبد الله قال : حدثني عمي ـ من لفظه غير مرة ـ قال : سألت أحمد بن حنبل عن يحيى بن أكثم؟ فقال : ما عرفناه ببدعة.

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد ، حدثنا محمّد بن العبّاس ، حدثنا محمّد ابن هارون بن المجدر قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : ذكر يحيى بن أكثم عند أبي فقال : ما عرفت فيه بدعة ، فبلغت يحيى فقال : صدق أبو عبد الله ، ما

٢٠١

عرفني ببدعة قط. قال : وذكر له ما يرميه (٢) الناس. فقال : سبحان الله! سبحان الله ، ومن يقول هذا؟ وأنكر ذلك أحمد إنكارا شديدا.

حدثنا يحيى بن علي الدسكري ، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ ـ بأصبهان ـ قال : سمعت صالح بن محمّد يقول : سمعت منصور بن إسماعيل يقول : ولى يحيى بن أكثم قضاء البصرة وهو شاب ابن إحدى وعشرين سنة ـ أو كما قال ـ قال : فاستزرى به مشايخ البصرة واستصغروه فامتحنوه. فقالوا : كم سن القاضي؟ قال : سن عتاب بن أسيد حين ولاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على مكة.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال : ذكر أبو علي عيسى بن محمّد الطوماري أنه سمع أبا حازم القاضي يقول : سمعت أبي يقول : ولى يحيى بن أكثم القاضي البصرة وسنه عشرون ـ أو نحوها ـ قال : فاستصغره أهل البصرة فقال له أحدهم : كم سنو القاضي؟ قال : فعلم أنه قد استصغره فقال له : أنا أكبر من عتاب بن أسيد الذي وجه به النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قاضيا على أهل مكة يوم الفتح ، وأكبر من معاذ بن جبل الذي وجه به النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قاضيا على أهل اليمن ، وأنا أكبر من كعب بن سور الذي وجهه ابن عمر ابن الخطاب قاضيا على أهل البصرة. قال : وبقي سنة لا يقبل بها شاهدا. قال : فتقدم إليه أبي ـ وكان أحد الأمناء ـ فقال له : أيها القاضي قد وقفت الأمور وتربتت ، قال : وما السبب؟ قال : في ترك القاضي قبول الشهود ، قال : فأجاز في ذلك اليوم شهادة سبعين شاهدا.

أخبرني القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري ، حدثنا محمّد بن عمران المرزباني ، أخبرنا الصولي ، حدثنا أبو العيناء ، حدثنا أحمد بن أبي دؤاد. قال الصولي : وحدثنا محمّد بن موسى بن حمّاد ، حدثنا المشرف بن سعيد ، حدثنا محمّد بن منصور ـ واللفظ لأبي العيناء ـ قال : كنا مع المأمون في طريق الشام ، فأمر فنودي بتحليل المتعة ، فقال لنا يحيى بن أكثم : بكرا غدا إليه فإن رأيتما للقول وجها فقولا ، وإلا فاسكتا إلى أن أدخل. قال : فدخلنا إليه وهو يستاك ويقول ـ وهو مغتاظ ـ متعتان كانتا على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعلى عهد أبي بكر ، وأنا أنهي عنهما. ومن أنت يا أحول حتى تنهي عما فعله النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأبو بكر؟ فأومأت إلى محمّد بن منصور أن أمسك ، رجل يقول في عمر بن الخطاب ما يقول نكلمه نحن؟ فأمسكنا وجاء يحيى

__________________

(٢) في المطبوع : «ما يريب الناس» تصحيف.

٢٠٢

فجلس وجلسنا ، فقال المأمون ليحيى : مالي أراك متغيرا؟ قال : هو غم يا أمير المؤمنين لما حدث في الإسلام ، قال : وما حدث فيه؟ قال النداء بتحليل الزنا. قال : الزنا؟ قال : نعم المتعة زنا ، قال : ومن أين قلت هذا؟ قال : من كتاب الله ، وحديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال الله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) إلى قوله : (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ. إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ. فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ) [المؤمنون ١ : ٧] يا أمير المؤمنين زوجة المتعة ملك يمين؟ قال : لا! قال : فهي الزوجة التي عنى الله ترث وتورث ، ويلحق الولد ، ولها شرائطها؟ قال : لا! قال : فقد صار متجاوز هذين من العادين ، وهذا الزّهريّ يا أمير المؤمنين روى عن عبد الله والحسن ابني محمّد بن الحنفية عن أبيهما محمّد بن علي عن علي بن أبي طالب قال : أمرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بأن أنادي بالنهي عن المتعة وتحريمها ، بعد أن كان أمر بها. فالتفت إلينا المأمون ، فقال: أمحفوظ هذا من حديث الزّهريّ؟ فقلنا : نعم يا أمير المؤمنين ، رواه جماعة. منهم مالك. فقال : أستغفر الله ، نادوا بتحريم المتعة ، فنادوا بها. قال الصولي : فسمعت إسماعيل بن إسحاق يقول ـ وقد ذكر يحيى بن أكثم ـ فعظم أمره وقال : كان له يوم في الإسلام لم يكن لأحد مثله ، وذكر هذا اليوم. فقال له رجل : فما كان يقال؟ قال : معاذ الله أن تزول عدالة مثله بتكذيب باغ وحاسد ، وكانت كتبه في الفقه أجل كتب ، فتركها الناس لطولها.

أخبرنا محمّد بن الحسين بن محمّد المتوثي ، أخبرنا محمّد بن الحسن بن زياد النقاش أن أحمد بن يحيى ثعلبا أخبرهم قال : أخبرنا أبو العالية الشّاميّ ـ مؤدّب ولد المأمون ـ قال : لقى رجل يحيى بن أكثم ـ وهو يومئذ على قضاء القضاة ـ فقال له أصلح الله القاضي ، كم آكل؟ قال : فوق الجوع ودون الشبع. قال : فكم أضحك؟ قال : حتى يسفر وجهك ولا يعلو صوتك قال : فكم أبكي؟ قال : لا تمل البكاء من خشية الله تعالى. قال : فكم أخفي من عملي؟ قال : ما استطعت. قال : فكم أظهر منه؟ قال : ما يقتدي بك البر الخير ، ويؤمن عليك قول الناس. فقال الرجل : سبحان الله ، قول قاطن وعمل ظاعن.

قلت : وكان المتوكّل على الله لما استخلف صيّر يحيى بن أكثم في مرتبة أحمد بن أبي دؤاد وخلع عليه خمس خلع ، وولى يحيى وعزل مدة ، ثم جعل في مرتبته جعفر بن عبد الواحد الهاشميّ.

٢٠٣

فأخبرني الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة قال : ولما عزل يحيى بن أكثم عن القضاء بجعفر بن عبد الواحد جاءه كاتبه فقال : سلم الديوان. فقال : شاهدان عدلان على أمير المؤمنين أنه أمرني بذلك. فأخذ منه الديوان قهرا ، وغضب عليه المتوكّل فأمر بقبض أملاكه ثم أدخل مدينة السلام وألزم منزله.

أخبرنا البرقانيّ ، حدثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي ، حدثنا أحمد بن طاهر بن النّجم الميانجي ، حدثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال : قلت لأبي زرعة : كتبت عن يحيى بن أكثم شيئا؟ فقال : ما أطعمته في هذا قط. ولقد كان شديد الإيجاب لي. لقد مرضت مرضة ببغداد فما أحسن أصف ما كان يوليني من التعاهد والافتقاد ، وحدث ذات يوم عن الحارث بن مرة الحنفي بحديث الأشربة ، فقال : يعيش وصحّف فيه. فقلت : له نشيش فقال : نفيش من أسامي العبيد ، وخجل. فقلت له : حدثنا أحمد بن حنبل والقواريري ، قالا : حدثنا الحارث بن مرّة. فرجع لما ورد عليه أحمد والقواريري قال أبو زرعة جبلان ـ أو نحو ما قال ـ يعني أن أحمد والقواريري جبلان أو نحوه.

أخبرني البرقانيّ قال : حدثني محمّد بن أحمد الأدمي ، حدثنا محمّد بن علي الإيادي ، حدثنا زكريّا الساجي ، حدثنا عبد الله بن إسحاق الجوهريّ قال : سمعت أبا عاصم يقول : يحيى بن أكثم كذاب.

أخبرني أبو بكر محمّد بن عبد الملك بن محمّد القرشيّ ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، حدثنا محمّد بن مخلد العطّار قال : أخبرنا مسلم بن الحجّاج قال : سمعت إسحاق بن راهويه يقول : ذاك الدجال ـ يعني يحيى بن أكثم ـ يحدث عنه ابن المبارك.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدثنا أبي ، حدثنا أحمد بن محمّد بن عمار المخرميّ ، حدثنا جعفر بن أبي عثمان قال : سمعت يحيى بن معين يقول : يحيى بن أكثم كان يكذب ، جاء مصر وأنا بها مقيم سنتين وأشهرا ، فبعث يحيى بن أكثم فاشترى كتب الورّاقين وأصولهم ، فقال : أجيزوها لي.

أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أخبرنا محمّد بن حميد المخرميّ ، حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال : وجدت في كتاب أبي ـ بخط يده ـ قال أبو

٢٠٤

زكريّا : قال لي أحمد بن خاقان أخو يحيى بن خاقان : كان يحيى بن أكثم رفيقي بالكوفة ، فما سمع من حفص بن غياث إلا عشرة أحاديث ، فنسخ أحاديث حفص كلها ، ثم جاء بها معه إلى البيت.

وقال أبو زكريّا : سمعت يحيى بن أكثم يقول : سمعت من ابن المبارك عن يونس الأيلي أربعة آلاف حديث ، أملى علينا ابن المبارك إملاء. قال أبو زكريّا : ولا والله ما سمع ابن المبارك من يونس ألف حديث.

وأنبأنا أحمد بن محمّد بن محمّد الكاتب ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران قال : قرأت على أبي الحسين محمّد بن طالب بن علي قال : سألت أبا علي صالح بن محمّد البغداديّ عن يحيى بن أكثم. قلت : أكان يكتب عنه؟ فقال : نعم! كان عنده حديث كثير إلا أني لم أكتب عنه ، وذاك أنه كان يحدث عن عبد الله بن إدريس بأحاديث لم يسمعها منه.

حدثني أحمد بن محمّد الغزال ، أخبرنا محمّد بن جعفر الشروطي ، أخبرنا أبو الفتح محمّد بن الحسين الأزديّ الحافظ قال : يحيى بن أكثم قاضي القضاة يتكلمون فيه ، روى عن الثقات عجائب لا يتابع عليها.

أخبرني الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة قال : سنة اثنتين وأربعين ومائتين فيها مات أبو محمّد يحيى بن أكثم التّميميّ.

وأخبرني محمّد بن جعفر عن داود بن علي قال : صحبت يحيى بن أكثم تلك السنة إلى مكة وقد حمل معه أخته ، وعزم على أن يجاور ، فلما اتصل به رجوع المتوكّل له بدا له في المجاورة ، ورجع يريد العراق ، حتى إذا صار إلى الربذة مات بها فقبره هنالك.

قرأت على البرقانيّ ، عن أبي إسحاق المزكي قال : أخبرنا محمّد بن إسحاق السراج قال : مات يحيى بن أكثم ـ أبو زكريّا ـ بالربذة منصرفه من الحج يوم الجمعة لخمس عشرة خلت من ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين ومائتين.

قال محمّد بن علي ابن أخيه : بلغ يحيى بن أكثم بن محمّد بن قطن الأسديّ ثلاثا وثمانين.

٢٠٥

أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال : قال أحمد بن كامل القاضي : توفي أبو محمّد يحيى بن أكثم بن محمّد بن قطن بن سمعان بن مشنج من ولد أكثم بن صيفي في غرة سنة ثلاث وأربعين ومائتين بعد منصرفه من الحج ودفن بالربذة.

أخبرنا محمّد بن الحسين بن أبي سليمان المعدل ، أخبرنا أبو الفضل الزّهريّ ، حدثنا أحمد بن محمّد الزّعفرانيّ.

وأخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، أخبرنا عبيد الله بن عبد الرّحمن الزّهريّ قال : حدثني أبو الحسن الزّعفرانيّ ، حدثنا أبو العبّاس بن واصل المقرئ قال : سمعت محمّد ابن عبد الرّحمن الصّيرفيّ قال : رأى جار لنا يحيى بن أكثم بعد موته في منامه ، فقال له : ما فعل بك ربك؟ قال : وقفت بن يديه فقال لي سوأة لك يا شيخ ، فقلت : يا رب إن رسولك قال إنك لتستحي من أبناء الثمانين أن تعذبهم وأنا ابن ثمانين أسير الله في الأرض ، فقال لي : صدق رسولي ، قد عفوت عنك.

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ ، حدثنا أبو بكر محمّد بن أحمد المفيد ، حدثنا عمر بن سعد بن سنان الطّائيّ ، حدثنا محمّد بن سلّم الخوّاص ـ الشيخ الصّالح ـ قال : رأيت يحيى بن أكثم القاضي في المنام فقلت له : ما فعل الله بك؟ فقال : أوقفني بين يديه وقال لي : يا شيخ السوء لو لا شيبتك لأحرقتك بالنار ، فأخذني ما يأخذ العبد بن يدي مولاه ، فلما أفقت قال لي : يا شيخ السوء لو لا شيبتك لأحرقتك بالنار ، فأخذني ما يأخذ العبد بين يدي مولاه ، فلما أفقت قال لي : يا شيخ السوء ، فذكر الثالثة مثل الأوليين ، فلما أفقت قلت : يا رب ما هكذا حدثت عنك ، فقال الله تعالى : وما حدثت عني ـ وهو أعلم بذلك ـ قلت : حدثني عبد الرزاق بن همّام ، حدثنا معمّر بن راشد ، عن ابن شهاب الزّهريّ ، عن أنس بن مالك ، عن نبيك صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن جبريل عنك يا عظيم أنك قلت : ما شاب لي عبد في الإسلام شيبة إلا استحييت منه أن أعذبه بالنار. فقال الله : صدق عبد الرزاق وصدق معمّر وصدق الزّهريّ وصدق أنس وصدق نبيي وصدق جبرائيل ، أنا قلت ذلك انطلقوا به إلى الجنة.

٧٤٩٠ ـ يحيى الجلّاء :

صحب بشر بن الحارث ، وحكى عنه وكان عبدا صالحا. روى عنه أحمد بن محمّد بن مسروق الطّوسيّ.

٢٠٦

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن محمّد بن محمّد بن إبراهيم بن مخلد البزّاز ، حدثنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ـ إملاء ـ حدثنا أبو العبّاس أحمد بن مسروق الطّوسيّ ، حدثنا يحيى الجلّاء ـ وكان من عباد الله الصالحين ـ قال : سمعت بشرا يقول لجلسائه : سيحوا فإن الماء إذا ساح طاب وإذا وقف تغير واصفر.

بلغني عن محمّد بن مأمون البلخيّ قال : سمعت أبا عبد الله الرّازيّ يقول : سمعت الرقي يقول : قلت لابن الجلّاء لم سمي أبوك الجلّاء؟ فقال : ما جلا أبي قط شيئا ، وما كان له صنعة قط ، وكان يتكلم على الناس فيجلو القلوب فسمي الجلّاء.

أخبرنا عبد الكريم بن هوازن القشيري النّيسابوريّ قال : سمعت محمّد بن الحسين السّلميّ يقول : سمعت عبد الله بن علي يقول : سمعت الرقي يقول : سمعت ابن الجلّاء يقول : لقيت ستمائة شيخ ما رأيت مثل أربعة ، ذو النون المصريّ ، وأبي ، وأبو تراب النخشبي ، وأبو عبيد الله البشري.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدثنا محمّد بن الحسين النّيسابوريّ قال : سمعت محمّد ابن عبد العزيز الطّبريّ يقول : سمعت أبا عمر الدّمشقيّ يقول : سمعت ابن الجلّاء يقول : قلت لأبي وأمي : أحب أن تهباني لله تعالى. قالا : قد وهبناك لله تعالى فغبت عنهما مدة ورجعت من غيبتي وكانت ليلة مطيرة ، فدققت عليهما الباب فقالا : من؟ قلت : ولد كما ، قالا : كان لنا ولد فوهبناه لله ، ونحن من العرب لا نرجع فيما وهبنا. وما فتحا لي الباب.

أخبرنا عبد العزيز بن علي الأزجي ، حدثنا علي بن عبد الله بن الحسن الهمذانيّ ـ بمكة ـ حدثنا محمّد بن داود ، حدثنا أبو عبد الله أحمد بن يحيى الجلّاء قال : مات أبي ، فلما وضع على المغتسل رأيناه يضحك فالتبس على الناس أمره ، فجاءوا بطبيب وغطوا وجهه. فأخذ مجسه فقال : هذا ميت. فكشفوا عن وجهه الثوب فرأوه يضحك ، فقال الطبيب : ما أدري حي هو أو ميت. وكان إذا جاء إنسان ليغسله لبسته منه هيبة لا يقدر على غسله ، حتى جاء رجل من إخوانه فغسله ، وكفن وصلوا عليه ودفن.

٢٠٧

٧٤٩١ ـ يحيى بن واقد بن محمّد بن عدي بن حاتم ، أبو صالح الطّائيّ البغداديّ :

نزيل أصبهان. ذكره لي أبو نعيم الحافظ وقال يروى عن هشيم ، وابن أبي زائدة ، وابن علية ، والأصمعي. وقال لي أبو نعيم : وثقه إبراهيم بن أورمة. وكان ولد في خلافة المهدي سنة خمس وستين ، وكان رأسا في العربية والنحو ، هذا كله قول أبي نعيم.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدل ، أخبرنا دعلج بن أحمد ، حدثنا محمّد ابن إبراهيم الكنانيّ ، حدثني يحيى بن واقد الطّائيّ قال : أخبرنا هشيم بن بشير ، حدثنا منصور عن الحكم بن عتيبة عن أبي ظبيان عن ابن عبّاس قال : إن أول ما خلق الله القلم فأمره فكتب ما هو كائن ، وكتب فيما كتب تبت يدا أبي لهب.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدثنا أبي ، حدثنا محمّد بن أحمد بن يزيد ، حدثنا أبو صالح يحيى بن واقد بن محمّد الطّائيّ البغداديّ ، حدثنا الأصمعي عن النمر بن هلال قال : الأرض أربعة وعشرون ألف فرسخ ، فاثنا عشر ألف للسودان ، وثمانية للروم وثلاثة للفرس ، وألف للعرب.

أخبرنا أبو نعيم قال : أنشدنا عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حيّان قال : أنشدنا أبو العبّاس الجمّال قال : أنشدني يحيى بن واقد لنفسه :

تمسك بكلب لا خلاق له

في المكرمات فقد شاع الخنازير

٧٤٩٢ ـ يحيى بن محمّد بن السّكن ، أبو عبيد الله القرشيّ البزّار البصريّ :

سكن بغداد وحدث بها عن معاذ بن هشام ، وروح بن عبادة ، وأبي عاصم ، وعبيد الله بن عبد المجيد الحنفي ، ويحيى بن كثير بن درهم ، وبديل بن المحبر ، وأبي عتاب الدلال ، ومحمّد بن جهضم. روى عنه البخاريّ في صحيحه ، وعبد الله بن محمّد بن ناجية ، وقاسم بن زكريّا المطرّز ، وأبو حامد محمّد بن هارون الحضرميّ ، وأحمد

__________________

٧٤٩٢ ـ انظر : تهذيب الكمال ٦٩١١ (٣١ / ٥١٨). والجرح والتعديل ٩ / الترجمة ٧٧١. وثقات ابن حبان ٩ / ٢٦٩. والتعديل والتجريح للباجي ٣ / ١٢٠٨. وشيوخ أبي داود للجياني ، الورقة ٩٦. والجمع لابن القيسراني ٢ / ٥٦٨. والمعجم المشتمل ، الترجمة ١١٥٨. والكاشف ٣ / الترجمة ٦٣٤٤. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ١٦٤. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٩٢ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧). ونهاية السئول ، الورقة ٤٣١. وتهذيب التهذيب ١١ / ٢٧٢. والتقريب ، الترجمة ٧٦٣٦.

٢٠٨

ابن محمّد بن أبي شيبة ، ويحيى بن صاعد ، وأحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني ، والقاضي المحاملي.

أخبرنا البرقانيّ قال : قال محمّد بن العبّاس العصمي : حدثنا أبو الفضل يعقوب بن إسحاق بن محمود الفقيه ، أخبرنا أبو علي صالح بن محمّد قال : ويحيى بن محمّد بن السّكن البزّار لا بأس به.

حدثنا الصوري ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي ، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد ابن شعيب النّسائيّ ، أخبرني أبي قال : أبو عبيد الله يحيى بن محمّد بن السّكن بصري ليس به بأس.

٧٤٩٣ ـ يحيى بن محمّد بن شاكر ، خال أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ:

حدث عن الحسين بن علوان الكوفيّ. روى عنه ابن أخته أحمد بن الحسن.

أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني ـ بها ـ أخبرنا عمر بن محمّد بن علي الصّيرفيّ ، حدثنا أبو عبد الله الصّوفيّ ، حدثنا خالي يحيى بن محمّد الصّوفيّ.

وأخبرنا الحسن بن أبي طالب ، حدثنا محمّد بن أحمد بن يحيى العطشي ، حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ ، حدثنا خالي ، حدثنا الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد قال : حدثنا أبو هاشم الرماني عن زاذان عن سلمان قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «عودوا ألسنتكم الاستغفار ، فإن الله لم يعلمكم الاستغفار إلا وهو يريد أن يغفر لكم» (١).

٧٤٩٤ ـ يحيى بن شبيب ، اليماني :

حدث بسر من رأى عن حميد الطويل ، وسفيان الثوري. روى عنه محمّد بن السّريّ بن سهل الدّوريّ ، وعلي بن محمّد بن الفتح العسكريّ ، وغيرهما أحاديث باطلة.

أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن بندار بن علي الشّيرازيّ ـ بمكة ـ أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمرو الجيزي ـ بمصر ـ حدثنا أبو الحسين عثمان بن محمّد الذهبي ، حدثنا

__________________

(١) ٧٤٩٣ ـ انظر الحديث في : إتحاف السادة المتقين ٥ / ٦١. وكشف الحفا ٢ / ٩٦.

٧٤٩٤ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٤ / ترجمة ٩٥٤٣.

٢٠٩

محمّد بن السّريّ بن سهل بن عبد الرّحمن الدّوريّ ، حدثنا يحيى بن شبيب اليماني ، حدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن لله ملائكة موكلين بأبواب الجوامع يوم الجمعة ، يستغفرون لأصحاب العمائم البيض» (١).

قرأت في كتاب أبي القاسم بن الثلاج ـ بخطه ـ حدثنا أبو الحسن علي بن الفتح بن عبد الله العسكريّ ، حدثنا يحيى بن شبيب اليماني ـ بسامرا في زمان المهتدي ـ حدثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن أنس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن في الجنة بابا يقال له ضحى ، فمن صلّى صلاة الضحى حنّت إليه صلاة الضحى كما يحن الفصيل إلى أمه حتى إنها لتستقبله حتى تدخله الجنة» (٢).

حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن النعيمي ـ بلفظه ـ حدثنا عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن البختريّ الحلواني ـ وأبرأ من عهدته ـ حدثنا علي بن الفتح بن عبد الله السامري ، حدثنا يحيى بن شبيب اليماني ، حدثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن في الجنة بابا يقال له الضحى لا يدخل منه إلا من حافظ على صلاة الضحى».

روى عنه العبّاس بن مرداس القاساني أيضا فقال : حدثنا يحيى بن شبيب اليماني بالنون.

٧٤٩٥ ـ يحيى بن مخلد ، أبو زكريّا البغداديّ :

كان يسكن قريبا من دار القطن وحدث عن عمرو بن عاصم البصريّ. روى عنه أبو عبد الرّحمن النّسائيّ ، ويحيى بن محمّد بن صاعد.

حدثني أبو محمّد الخلّال ، حدثنا محمّد بن عبد الرّحمن المخلص ، حدثنا ابن صاعد ، حدثنا يحيى بن مخلد ـ أبو زكريّا جار يوسف القطّان ـ حدثنا عمرو بن عاصم الكلابيّ ، حدثنا معتمر بن سليمان قال : سمعت أبي يحدث عن سهيل بن أبي صالح عن عطاء بن يزيد عن تميم الداري أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الدين النصيحة ،

__________________

(١) انظر الحديث في : كنز العمال ٣٤٦٧٩.

(٢) انظر الحديث في : العلل المتناهية ١ / ٤٧١. ومجمع الزوائد ٣ / ٢٣٩. والأحاديث الضعيفة ٣٩٢ ، ٣٩٣ ، ٣٩٤. والترغيب والترهيب ١ / ٤٦٧. والدر المنثور ٥ / ٣٤٣.

٧٤٩٥ ـ انظر : تهذيب الكمال ٦٩١٨ (٣١ / ٥٣٢). والمعجم المشتمل ، الترجمة ١١٦٠ ، والكاشف ٣ / الترجمة ٦٣٥١. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ١٦٥. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٠٩ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧). ونهاية السئول ، الورقة ٤٣٢. وتهذيب التهذيب ١١ / ٢٧٨. والتقريب ، الترجمة ٧٦٤٣.

٢١٠

الدين النصيحة» قالوا : يا رسول الله لمن؟ قال : «لله ، ولكتابه ، ولأئمة المسلمين» أو قال «عامتهم» (١).

قال معتمر : وسمعت أبي حدث عن سهيل عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «إن الله يرضى لكم أن تناصحوا من ولاه الله أمركم».

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، حدثنا الحسن بن رشيق ، حدثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النّسائيّ ، عن أبيه.

ثم أخبرني الصوري ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال : ناولني عبد الكريم ، وكتب لي بخطه قال : سمعت أبي يقول : يحيى بن مخلد بغدادي ثقة.

٧٤٩٦ ـ يحيى بن زهير ، أبو عبد الرّحمن القرشيّ الفهريّ :

حدث عن محمّد بن ربيعة الكلابيّ ، وعبد الرّحمن بن مسهر ، وجرير بن عبد الحميد ، وأزهر بن سعد السمان. وروى عنه يعقوب بن إسحاق المخرميّ ، وأحمد بن محمّد بن يزيد الزّعفرانيّ ، وإسماعيل بن العبّاس الورّاق ، ومحمّد بن مخلد الدّوريّ.

أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ السّمسار ، حدثنا محمّد ابن إسماعيل الورّاق ، حدثنا أبي ، حدثنا أبو عبد الرّحمن يحيى بن زهير الفهريّ القرشيّ سنة أربع وخمسين ومائتين.

وأخبرني أبو القاسم عبيد الله بن محمّد بن عبد الله النجار ، حدثنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرّحمن الزّهريّ ، حدثنا أبو عبد الله بن مخلد ، حدثني أبو عبد الرّحمن يحيى بن زهير القرشيّ ، حدثنا محمّد بن ربيعة الكلابيّ ، عن الأعمش ، عن أنس : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا أراد أن يقضي حاجته لم يرفع ثوبه حتى يأخذ مقعده من الأرض. هذا لفظ ابن مخلد.

وقال إسماعيل : عن أنس قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا يرفع ثوبه إذا أراد الخلاء حتى يدنو منه.

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدثنا ابن قانع : أن يحيى بن زهير القرشيّ مات في سنة ست وخمسين ومائتين.

__________________

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ٢٢. وصحيح مسلم ، كتاب الإيمان باب ٢٣. وفتح الباري ١ / ١٣٧ ، ١٣٨.

٢١١

٧٤٩٧ ـ يحيى بن معاذ ، أبو زكريّا الرّازيّ الواعظ :

سمع إسحاق بن سليمان الرّازيّ ، ومكي بن إبراهيم البلخيّ ، وعلي بن محمّد الطنافسي. روى عنه الغرباء من أهل الري ، وهمذان ، وخراسان ، أحاديث مسندة قليلة. وكان قد انتقل عن الري وسكن نيسابور إلى أن مات بها وقدم بغداد واجتمع بها إليه مشايخ الصّوفيّة.

فأخبرني الحسن بن محمّد الخلّال ، حدثنا يحيى بن علي القصري ، حدثنا جعفر ابن محمّد بن نصير الخلدي قال : بلغني أن يحيى بن معاذ قدم إلى بغداد فاجتمع إليه النّساك ونصبوا له منصة وأقعدوه عليها وقعدوا بين يديه يتجارون ، فتكلم الجنيد فقال له يحيى : اسكت يا خروف مالك والكلام إذا تكلم الناس؟ قال : وكان ليحيى بن معاذ أخ يقال له إسماعيل بن معاذ وكان صاحب أدب وشعر ومجالسة للملوك ، وكانت له امرأة يقال لها فاطمة.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدثنا محمّد بن محمّد بن عبيد الله المقرئ ، حدثنا الحسن ابن علويه قال : سمعت يحيى بن معاذ يقول : من لم يكن ظاهره مع العوام فضة ، ومع المريدين ذهبا ، ومع العارفين المقربين درا وياقوتا ، فليس من حكماء الله المريدين. قال : وسمعت يحيى يقول : أحسن شيء كلام صحيح ، من لسان فصيح ، في وجه صبيح ، كلام رقيق ، يستخرج من بحر عميق ، على لسان رجل رفيق.

أخبرنا محمّد بن جعفر بن علان الورّاق ، أخبرنا الحسين بن أحمد بن محمّد بن عبد الرّحمن الهرويّ ، أخبرنا أبو إسحاق محمّد بن إبراهيم الوكيل ، أخبرنا محمّد بن محمود السمرقندي قال : سمعت يحيى بن معاذ الرّازيّ يقول : الكلام الحسن حسن ، وأحسن من الكلام معناه ، وأحسن من معناه استعماله ، وأحسن من استعماله ثوابه ، وأحسن من ثوابه رضى من يعمل له. قال : وسمعت يحيى يقول : إلهي حجتي حاجتي ، وعدتي فاقتي ، وسبيلي إليك نعمتك علي ، وشفيعي لديك إحسانك إليّ.

سمعت أبا سعد إسماعيل بن علي بن المثني الأسترآباذي ـ ببيت المقدس ـ يقول : سمعت أبي يقول : سمعت الحسن بن علويه يقول : سمعت يحيى بن معاذ يقول : إلهي أعلم أن لا سبيل إليك إلا بفضلك ، ولا انقطاع عنك إلا بعدلك ، إلهي

__________________

٧٤٩٧ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ١٤٨. والرسالة القشيرية ١ / ١١٩. وطبقات الصوفية ١٠٧ ـ ١١٤. وصفة الصفوة ٤ / ٧١ ـ ٨٠. والأعلام ٨ / ١٧٢.

٢١٢

كيف أنساك وليس لي رب سواك؟ إلهي لا أقول لا أعود ، لا أعود ، لأني أعرف من نفسي نقض العهود لكني أقول لا أعود ، لعلي أموت قبل أن أعود.

قال : وسمعت يحيى يقول : عمل كالسراب ، وقلب من التقوى خراب ، وذنوب بعدد الرمل والتراب ، ثم نطمع في الكواعب الأتراب ، هيهات أنت سكران بغير شراب. ما أكملك لو بادرت أملك ، ما أجلك لو بادرت أجلك ، ما أقواك لو خالفت هواك.

أخبرنا أبو نعيم قال : سمعت محمّد بن محمّد بن عبيد الله المقرئ يقول : سمعت أحمد بن محمّد بن مسعود البذشي يقول : سمعت يحيى بن معاذ يقول : الكيس من فيه ثلاث خصال ، من بادر بعمله ، وسوّف بأمله ، واستعد لأجله.

أخبرنا أبو القاسم بكران بن الطّيّب بن الحسن السقطي ـ بجرجرايا ـ حدثنا محمّد ابن أحمد بن محمّد المفيد ، حدثنا السّريّ بن سهل الرّازيّ ـ بمصر ـ قال : سمعت يحيى بن معاذ الرّازيّ يقول : ما صحت إرادة مريد قط فمات حتى حن إلى الموت واشتهاه اشتهاء الجائع الطعام ، لارتداف الآفات ، واستيحاشه من الأهل والإخوان ، ووقوعه فيما يتحير فيه صريح عقله.

أخبرنا إسماعيل بن علي بن المثني قال : سمعت أبي يقول : سمعت الحسن بن علويه يقول : قال يحيى بن معاذ : كل مريد لم يحول نفسه عن لذاذة الدنيا فقد صار ضحكة للشيطان ، وعجبت من قوم باعوا ربّهم بشهوات أنفسهم ورفضوا آخرتهم بدنياهم ، وطرحوا دينهم ، ورفعوا طينهم ، كلاب الأماني كأنهم لا يؤمنون بيوم الحساب.

أخبرنا أبو عثمان سعيد بن العبّاس بن محمّد القرشيّ الهرويّ ، حدثنا أبو محمّد عبد الله بن إسفيدباذا الدامغاني الشيخ الصالح بدامغان قال : سمعت الحسن ـ يعني ابن علي بن يحيى بن سلّام الدامغاني المعروف بالحسن بن علويه الواعظ ـ يقول : سمعت يحيى بن معاذ الرّازيّ يقول : ومن لي بمثل ربي؟ إن أدبرت ناداني ، وإن أقبلت ناجاني ، وإن دعوت لباني ، حسبي ربي وأنشأ يقول :

حسبي حياة الله من كل ميت

وحسبي بقاء الله من كل هالك

إذا ما لقيت الله عني راضيا

فإن سرور النفس فيما هنالك

٢١٣

أخبرنا أبو حازم عمر بن إبراهيم العبدوي ـ بنيسابور ـ قال : سمعت محمّد بن أبي إسماعيل العلوي يقول : سمعت محمّد بن إسماعيل بن موسى يقول : سمعت يحيى بن معاذ الرّازيّ يقول : كيف أمتنع بالذنب من الدعاء ولا أراك تمتنع بذنبي من العطاء؟

وأخبرنا أبو حازم العبدوي قال : سمعت منصور بن عبد الوهّاب يقول : قال أبو عمرو محمّد بن أحمد الصرام : دخل يحيى بن معاذ الرّازيّ على علوي ببلخ زائرا له ومسلما عليه ، فقال العلوي ليحيى : أيد الله الأستاذ ما يقول فينا أهل البيت؟ قال : ما أقول في طين عجن بماء الوحي ، وغرس بماء الرسالة ، فهل يفوح منهما إلا مسك الهدى ، وعنبر التقى. قال : فحشا العلوي فاه بالدر ، ثم زاره من الغد. فقال يحيى ابن معاذ : إن زرتنا فبفضلك ، وإن زرناك فلفضلك ، فلك الفضل زائرا ومزورا.

أخبرنا محمّد بن عيسى بن عبد العزيز البزّاز ـ بهمذان ـ حدثنا علي بن الحسن بن محمّد القزوينيّ قال : سمعت أبا بكر الورّاق يقول : سمعت عبد الله بن سهل يقول : سمعت يحيى بن معاذ يقول : ما بعد طريق إلى صديق ، ولا استوحش في طريق من (١) سلك فيه إلى حبيب.

حدثنا يحيى بن علي بن الطّيّب الدسكري ـ لفظا بحلوان ـ قال : سمعت عبد الله ابن محمّد بن عبد الله الدامغاني بها ـ يقول : سمعت الحسن بن علي بن يحيى بن سلّام يقول: قال يحيى بن معاذ : طبيب المحب حبيب ، هو أرفق به من كل طبيب. وقال يحيى : حبك للحبيب يذللك ، وحبه لك يدللك. وقال يحيى : لو أن مؤمنا مات من حب ملك أو نبي لم يكن عجبا منه ، فكيف من حب الله؟ وقال يحيى : العيش في حبه ، أعجب من الموت في حبه.

أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين التوزي ، حدثنا محمّد بن الحسين السّلميّ قال : سمعت يعقوب بن يوسف الأبهري يقول : سمعت أبا بكر بن طاهر يقول : كان ليحيى بن معاذ أخ يقال له إسماعيل ، وكان أكبر منه. فقال رجل : مع من يريد أن يعيش أخوك يحيى ، وقد هجر الخلق؟ قال : فذكر ذلك ليحيى. فقال له يحيى : ألا قلت له مع من هجرهم فيه!

__________________

(١) هنا نقص في النسخة الصميصاطية

٢١٤

أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي ، أخبرنا أحمد بن نصر الذارع قال : سمعت أبا العبّاس أحمد بن محمّد بن مسروق يقول : قال يحيى بن معاذ الرّازيّ.

وأخبرنا أبو عقيل أحمد بن عيسى بن زيد القزّاز قال : سمعت أحمد بن نصر بن محمّد بن أشكاب البخاريّ يقول : سمعت جعفر بن نمير القزوينيّ يقول : سمعت أبا زكريّا يحيى بن معاذ الرّازيّ يقول : مسكين ابن آدم ، لو خاف النار كما يخاف الفقر دخل الجنة.

أخبرنا أحمد بن علي التوزي ، حدثنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين قال : خرج يحيى بن معاذ الرّازيّ إلى بلخ وأقام بها أياما ثم رجع منها إلى نيسابور ومات بها في سنة ثمان وخمسين ومائتين.

أخبرني محمّد بن علي المقرئ عن محمّد بن عبد الله النّيسابوريّ قال : سكن يحيى بن معاذ نيسابور إلى أن توفي بها.

وقال محمّد بن عبد الله : قرأت على اللوح في قبر يحيى بن معاذ الرّازيّ : مات حكيم الزمان يحيى بن معاذ الرّازيّ ، رحمه‌الله وبيض وجهه ، وألحقه بنبيه محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم الاثنين لست عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ثمان وخمسين ومائتين.

٧٤٩٨ ـ يحيى بن معلّى بن منصور ، أبو زكريّا ـ ويقال : أبو عوانة :

رازي الأصل ، سمع أباه ، وأبا سلمة التبوذكي ، وموسى بن مسعود النهدي ، وعتيق ابن يعقوب الزّبيري ، وإسماعيل بن أبي أويس ، وخالد بن خداش ، وكامل بن طلحة ، وعبد الرّحمن بن المتوكّل. روى عنه إسماعيل بن الفضل البلخيّ ، والعبّاس بن علي النّسائيّ ، وقاسم بن زكريّا المطرّز ، ويحيى بن صاعد ، والقاضي المحاملي ، وكان ثقة.

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصّلت الأهوازي ، حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ، حدثنا يحيى بن المعلّى بن منصور ، حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي قال : حدثنا معاوية بن سلّام عن يحيى عن نافع عن ابن عمر أخبره عن حفصة أم المؤمنين : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يصلي ركعتين خفيفتين بين النداء والإقامة من صلاة الصبح.

__________________

٧٤٩٨ ـ انظر : تهذيب الكمال ٦٩٢٥ (٣١ / ٥٤١). والكنى لمسلم ، الورقة ٨٦ ، والجرح والتعديل ٩ / الترجمة ٨٠١. وثقات ابن حبان ٩ / ٢٦٧. والمعجم المشتمل ، الترجمة ١١٦١ ، والكاشف ٣ / الترجمة ٦٣٥٥. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ١٦٥. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٩٣ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧). ونهاية السئول ، الورقة ٤٣٢. وتهذيب التهذيب ١١ / ٢٨٠. والتقريب ، الترجمة ٧٦٥٠.

٢١٥

أخبرنا أبو حازم العبدوي قال : سمعت أبا بكر محمّد بن عبد الله بن زكريّا الجوزقي يقول : قرئ على مكي بن عبدان ـ وأنا أسمع ـ سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : أبو عوانة يحيى بن معلّى بن منصور الرّازيّ سكن بغداد.

أخبرني محمّد بن علي المقرئ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله النّيسابوريّ قال : سمعت أبا علي الحافظ يقول : كان يحيى بن معلّى بن منصور صاحب حديث.

٧٤٩٩ ـ يحيى بن السّريّ بن يحيى ، أبو محمّد الضّرير :

حدث عن هشيم بن بشير ، وجرير بن عبد الحميد ، وسفيان بن عيينة ، وأصرم بن حوشب ، وشبابة بن سوار ، وأسود بن عامر ، وأبي النّضر هاشم بن القاسم. روى عنه أحمد بن نصر الضّبعيّ ، وعمر بن محمّد بن شعيب الصابوني ، وعبد الله بن جعفر التغلبي ، وأحمد بن محمّد بن أبي العجوز ، والقاضي المحاملي ، وابن عيّاش القطّان.

أخبرنا هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار ، أخبرنا الحسين بن يحيى بن عيّاش القطّان ، حدثنا يحيى بن السّريّ ، حدثنا هشيم ، عن أبي بشر ، عن أبي المليح عن عبد الله بن عتبة بن أبي سفيان عن عمته أم حبيبة قالت : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا كان عندها في يومها وسمع المؤذّن ، قال كما يقول المؤذّن حتى يفرغ.

٧٥٠٠ ـ يحيى بن محمّد بن عبد الملك بن قرعة ، أبو الصّقر :

نزيل سر من رأى. روى عن يحيى بن محمّد المروذي ، ومحمّد بن سابق ، وموسى ابن داود.

ذكره ابن أبي حاتم الرّازيّ وقال : كتبت عنه مع أبي وهو صدوق.

٧٥٠١ ـ يحيى بن حبيب بن إسماعيل بن عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت ، أبو عقيل الأسديّ الجمّال الكوفيّ :

سكن سر من رأى وحدث بها عن أبي أسامة حمّاد بن أسامة ، ومحمّد بن عبيد الطنافسي ، ومحمّد بن القاسم الأسديّ ، ومحاضر بن المورع ، وقردوس بن الأشعريّ. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا ، ويحيى بن صاعد ، والعبّاس بن العبّاس بن المغيرة الجوهريّ ، ومحمّد بن مخلد ، ويعقوب بن محمّد بن عبد الوهّاب الدّوريّان.

__________________

٧٥٠١ ـ انظر : تهذيب الكمال ٦٨٠٥ (٣١ / ٢٦٠ ـ ٢٦٢). وتاريخ الدّوري ٢ / ٦٤١. والجرح والتعديل ٩ / ترجمة ٥٨٢. وثقات ابن حبان ٩ / ٢٧٠. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ١٥١. ونهاية السئول ، الورقة ٤٢٤. وتهذيب التهذيب ١١ / ١٩٥. والتقريب ، الترجمة ٧٥٢٥.

٢١٦

وقال ابن أبي حاتم : سمعت منه مع أبي وهو صدوق.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدل ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن جعفر الجوزي ، حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدثنا أبو عقيل الأسديّ ، حدثنا أبو أسامة عن محمّد بن عمرو عن أبي سلمة ، عن عائشة قالت : جاء رجل يستأذن على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «بئس أخو العشيرة» فدخل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فبش به ، قالت عائشة : فقلت له في ذلك ، فقال : «يا عائشة إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش» (١).

٧٥٠٢ ـ يحيى بن الورد بن عبد الله ، أبو زكريّا التّميميّ المخرميّ :

طبري الأصل وهو أخو محمّد بن الورد. سمع أباه. روى عنه أبو العبّاس السراج النّيسابوريّ ، وقاسم بن زكريّا المطرّز ، وأبو عبيد محمّد بن أحمد المؤمل النّاقد ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، ومحمّد بن مخلد ، وكان ثقة.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهدي ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار ، حدثنا يحيى بن الورد ، حدثنا أبي ، حدثنا عدي بن الفضل عن داود عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يخطب خطبتين يجلس بينهما جلسة. أخبرني أبو الفرج الطناجيري ، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ قال : قرأت على محمّد بن مخلد العطّار قال : مات يحيى بن الورد في المحرم سنة اثنتين وستين ـ يعني ومائتين ـ.

٧٥٠٣ ـ يحيى بن مسلم بن عبد ربّه ، أبو زكريّا العابد :

سمع وهب بن جرير. روى عنه ابن مخلد ، وكان ثقة.

أخبرنا أبو عمر بن مهدي ، أخبرنا محمّد بن مخلد ، حدثنا يحيى بن مسلم بن عبد ربّه ، حدثنا وهب بن جرير ، حدثنا أبي قال : سمعت قيس بن سعد يحدث عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس أن رجلا وقصته ناقته وهو محرم. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اغسلوه بماء وسدر ، ولا تخمروا رأسه ، فإن الله يبعثه يوم القيامة وهو يلبي» (١).

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن أبي داود ، كتاب الأدب ٦. والدر المنثور ٦ / ١٨٤. وتفسير ابن كثير ٨ / ٦٩. وتفسير الطّبري ٢٨ / ١١.

٧٥٠٣ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ١٨٧.

(١) الحديث سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

٢١٧

أخبرني الأزهري ، حدثنا عبيد الله بن عثمان ، حدثنا ابن مخلد ، حدثني أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن عبد الحميد قال : سمعت يحيى بن مسلم يقول : كان في جيراننا فتى يتنسك ، فأحسن المذهب فلزم بشر بن الحارث حتى أنس به قال : فقال لي الفتى يوما : قال لي بشر بن الحارث أين تنزل؟ قلت : من ذاك الجانب يا أبا نصر ، قال : أين من ذاك الجانب؟ قال : قلت موضعا يقال له درب البقر ، قال : فقال لي أين أنت من منزل ذاك العابد يحيى بن مسلم؟ قلت : يا أبا نصر أنا جاره ، قال : فاقرأ عليه‌السلام إذا رأيته. قال يحيى فكان يحييني الفتى من عنده بالسلام ، وأرد إليه السلام. قال يحيى بن مسلم : فعبرت يوما إلى ذاك الجانب في حاجة فاستقبلت ابن الحارث كفه لكفه ، فما كلمته ، فلما جاوزني التفت أنظر إليه فإذا هو قائم ملتفت ينظر إليّ.

قرأت في كتاب محمّد بن مخلد ـ بخطه ـ سنة اثنتين وستين ومائتين فيها مات يحيى بن مسلم بن عبد ربّه أبو زكريّا في جمادى الآخرة.

٧٥٠٤ ـ يحيى بن محمّد بن أعين بن أبي الوزير ، أبو عبد الرّحمن المروزيّ :

سكن بغداد وحدث بها عن النّضر بن شميل ، وأبي عاصم النبيل. روى عنه أحمد ابن محمّد بن الجراح الضراب ، ومحمّد بن مخلد ، وكان ثقة. وجده أعين كان وصي عبد الله بن المبارك.

أخبرنا أبو عمر بن مهدي ، أخبرنا محمّد بن مخلد ، حدثنا يحيى بن محمّد بن أعين ، حدثنا النّضر بن شميل ، أخبرنا هشام بن حسّان عن محمّد بن سيرين عن أخيه يحيى بن سيرين عن أنس بن مالك قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يلبي : «لبيك حقا حقا ، تعبدا ورقا» (١).

أخبرني الأزهري ، حدثنا علي بن عمر الدّارقطنيّ ، حدثنا محمّد بن مخلد بن حفص بإسناده مثله.

قال الدارقطني : تفرد به يحيى بن محمّد بن أعين عن النّضر بن شميل بهذا الإسناد ، وما سمعناه إلا من ابن مخلد.

قلت : قد رواه هدبة بن عبد الوهّاب المروزيّ عن النّضر بن شميل. كرواية ابن أعين عنه.

__________________

٧٥٠٤ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ١٨٨.

(١) انظر الحديث في : مجمع الزوائد ٣ / ٢٢٣.

٢١٨

أخبرناه محمّد بن الحسين بن محمّد الأزرق ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد ابن عبد الله بن زياد القطّان ، حدثنا الحسين بن الهيثم الرّازيّ ، حدثنا هدبة بن عبد الوهّاب ، حدثنا النّضر بن شميل ، حدثنا هشام بن حسّان عن محمّد بن سيرين عن أخيه يحيى بن سيرين عن أنس بن سيرين عن أنس بن مالك قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يلبي : «لبيك حقا حقا ، تعبدا ورقا» (٢).

أخبرني الطناجيري ، حدثنا عمر بن أحمد قال : قرأت على محمّد بن مخلد العطّار قال: ومات يحيى بن محمّد بن أعين في رمضان سنة اثنتين وستين ومائتين.

٧٥٠٥ ـ يحيى بن موسى بن مارمي ـ ويقال : مارمه ـ أبو زكريّا الورّاق :

حدث عن عبيد الله بن موسى ، وقبيصة بن عتبة ، وعفان بن مسلم. روى عنه إبراهيم بن عبد الله بن أيّوب المخرميّ ، ومحمّد بن مخلد.

أخبرنا علي بن أبي علي البصريّ ، حدثنا الحسين بن محمّد بن عبيد الدّقّاق ، حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن أيّوب ، حدثنا يحيى بن موسى بن مارمي ، حدثنا عفان ، حدثنا همّام عن فرقد عن يزيد أخي مطرف عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أكذب الناس الصواغون ، والصباغون» (١).

قال يحيى : فذهبت إلى أبي عبيد القاسم بن سلّام فسألته عن تفسير هذا الحديث فقال : إنما الصباغ : الذي يزيد في الحديث من عنده يزينه به ، وأما الصائغ : فهو الذي يصوغ الحديث ليس له أصل.

أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن علي بن عياض القاضي ـ بصور ـ أخبرنا محمّد بن أحمد بن جميع الغسّاني ، أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن مخلد ، حدثنا يحيى بن مارمه أبو زكريّا ، حدثنا عبد الله بن موسى ، حدثنا طلحة بن عمرو عن عطاء ، عن ابن عبّاس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة» (٢).

__________________

(٢) انظر التخريج السابق.

) ٧٥٠٥ ـ انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ٢٢٥٢. ومسند أحمد ٢ / ٢٩٢. وسنن ابن ماجة ٢١٥٢. والسنن الكبرى للبيهقي ١٠ / ٢٤٩. وكشف الخفا ١ / ١٩١.

) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٣٦٦٦. وسنن ابن ماجة ٩٥ ، ١٠٠. والمستدرك ١ / ١٢٠. وكشف الخفا ١ / ٣٢. ومجمع الزوائد ٩ / ٥٣.

٢١٩

٧٥٠٦ ـ يحيى بن يوسف ، أبو زكريّا الصّيّاد :

مروزيّ الأصل حدث عن محمّد بن عبد الله بن كناسة الكوفيّ ، ويحيى بن أبي بكير الكرماني. روى عنه محمّد بن مخلد.

قرأت في كتاب ابن مخلد ـ بخطه ـ : سنة ثلاث وستين ومائتين فيها مات أبو زكريّا الصّيّاد يحيى بن يوسف المروزيّ في جمادى الأولى.

٧٥٠٧ ـ يحيى بن زكريّا بن يحيى ، أبو زكريّا الأحول :

سمع أبا نعيم الفضل بن دكين ، وعفان بن مسلم ، وأحمد بن يونس ، ومحمّد ابن أبي بكر المقدمي ، وقتيبة بن سعيد. وسأل يحيى بن معين. روى عنه ابن مخلد.

أخبرني الحسن بن علي بن عبد الله المقرئ ، حدثنا محمّد بن بكران البزّاز ، أخبرنا محمّد بن مخلد ، حدثنا يحيى بن زكريّا الأحول قال : سألت يحيى بن معين عن مصعب بن سليم فقال : ثقة مأمون.

قرأت في كتاب ابن مخلد ـ بخطه ـ : سنة خمس وستين ومائتين فيها مات يحيى بن زكريّا الأحول.

٧٥٠٨ ـ يحيى بن محمّد بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس بن ذؤيب ، أبو زكريّا الذهلي النّيسابوريّ ، يلقب حيكان :

قدم بغداد وحدث بها عن أبي عمر الحوضي ، وسهل بن بكّار ، وعلي بن عثمان اللّاحقي ، ويحيى بن يحيى التّميميّ. روى عنه محمّد بن مخلد. وقال ابن أبي حاتم الرّازيّ : سمعت منه وهو صدوق.

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، حدثنا ابن مخلد ، حدثنا أبو زكريّا يحيى بن محمّد بن يحيى النّيسابوريّ ، قال :

__________________

٧٥٠٨ ـ انظر : تهذيب الكمال ٦٩١٦ (٣١ / ٥٢٨ ـ ٥٣١). والجرح والتعديل ٩ / الترجمة ٧٧٤. والسابق واللاحق ١٣٠. وإكمال ابن ماكولا ٢ / ٥٨٦. وأنساب السمعاني ٤ / ٣٣٢. وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٢٨٥. وتذكرة الحفاظ ٢ / ٦١٦. والكاشف ٣ / الترجمة ٦٣٤٩. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ١٦٥. والعبر ٢ / ٣٦. وميزان الاعتدال ٤ / الترجمة ٩٦٢٤. ونهاية السئول ، الورقة ٤٣٢. وتهذيب التهذيب ١١ / ٢٧٦. والألقاب ، الورقة ٣٣ (الترجمة ٨٧٤ من المطبوع). والتقريب ، الترجمة ٧٦٤١. وشذرات الذهب ٢ / ١٥٣. والمنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٢١٥.

٢٢٠