تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٤

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٤

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٧٠

سمعت دلويه يقول : سمعت يحيى بن عبد الحميد يقول : كان معاوية. وفي حديث العتيقي : مات معاوية على غير ملة الإسلام. وزاد الدّاودي قال دلويه : كذب عدو الله.

حدثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، حدثنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني ، حدثنا عبد الجبّار بن عبد الصمد السّلميّ ، حدثنا القاسم بن عيسى العصار ، حدثنا إبراهيم ابن يعقوب الجوزجاني قال : يحيى بن عبد الحميد ساقط متلون ، ترك حديثه فلا ينبعث.

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النّسائيّ ، حدثنا أبي قال : ابن عبد الحميد الحمّانيّ ضعيف.

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار ، حدثنا أبو غالب علي ابن أحمد بن النّضر قال : ومات يحيى الحمّانيّ في سنة خمس وعشرين.

قلت : هذا القول خطأ ، والصواب ما :

أخبرنا يوسف بن رباح البصريّ ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس ـ بمصر ـ حدثنا أبو بشر الدولابي قال : قال أبو عبيد الله معاوية بن صالح : توفي يحيى الحمّانيّ سنة ثمان وعشرين ومائتين.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، حدثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرميّ قال : ومات يحيى بن عبد الحميد الحمّانيّ ـ وكان لا يخضب في رمضان من سنة ثمان وعشرين ومائتين بالعسكر.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن المظفّر الحافظ قال : قال عبد الله بن محمّد البغوي : ومات يحيى بن عبد الحميد الحمّانيّ بسر من رأى في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين ، وكان أول من مات بسامرا من المحدثين الذين أقدموا ، وكان لا يخضب ، وقد كتبت عنه.

٧٤٨٤ ـ يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام بن عبد الرّحمن ، وقيل : يحيى بن معين بن غياث بن زياد بن عون بن بسطام ، أبو زكريّا المرّيّ ، مرّة غطفان :

سمع عبد الله بن المبارك ، وهشاما ، وعيسى بن يونس ، وسفيان بن عيينة ، وغندرا

__________________

٧٤٨٤ ـ انظر : تهذيب الكمال ٦٩٢٦ (٣١ / ٥٤٣ ـ ٥٦٨). وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٥٤. وتاريخ الدّوري ٢ / ٦٥٤ فما بعدها. وعلل أحمد (انظر الفهرس). وتاريخ البخاري الكبير ٨ / الترجمة ـ

١٨١

ومعاذ بن معاذ ، ويحيى بن سعيد القطّان ، وعبد الرّحمن بن مهدي ، ووكيعا ، وأبا معاوية ، في أمثالهم. روى عنه أحمد بن حنبل ، وأبو خيثمة زهير بن حرب ، ومحمّد ابن سعد الكاتب ، ويعقوب وأحمد الدّورقيّان ، ومحمّد بن إسحاق الصاغاني وعبّاس الدّوريّ ، ويعقوب بن شيبة ، ومحمّد بن إسماعيل البخاريّ ، وأحمد بن أبي خيثمة ، وحنبل بن إسحاق ، وأبو داود السجستاني ، وجعفر الطيالسي ، والحسين بن فهم ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وإبراهيم بن الجنيد ، وغيرهم. وكان إماما ربانيا ، عالما حافظا ، ثبتا متقنا.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق قال : أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي ، حدثنا الحسين بن فهم قال : سمعت يحيى بن معين يقول : ولدت في خلافة أبي جعفر سنة ثمان وخمسين ومائة في آخرها.

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد الماليني ـ قراءة ـ أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ ، أخبرنا محمّد بن خلف بن المرزبان قال : حدثني أبو العبّاس المروزيّ قال : كان يحيى من قرية نحو الأنبار يقال لها نقيا ويقال إن فرعون كان من أهل نقيا.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي ، حدثنا علي بن أحمد بن زكريّا الهاشميّ ، حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجليّ قال : حدثني أبي قال : يحيى بن معين من أهل الأنبار على اثنى عشر فرسخا من بغداد ، كان أبوه كاتبا لعبد الله بن مالك.

أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي وأبو سعيد محمّد بن موسى

__________________

٣١١٦. وتاريخه الصغير ٢ / ٣٦٢. والكنى لمسلم ، الورقة ٣٩. وثقات العجلي ، الورقة ٥٨. وسؤالات الآجري ٤ / الورقة ٢. والمعرفة ليعقوب (انظر الفهرس). والجرح والتعديل ٩ / الترجمة ٨٠٠. وثقات ابن حبان ٩ / ٢٦٢. والفهرست لابن النديم ٢٨٧. والمؤتلف للدارقطني ٤ / ٢٠١٦. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١٩٧. والسابق واللاحق ٣٧١. وإكمال ابن ماكولا ٧ / ٣١٣. والتعديل والتجريح للباجي ٣ / ١٢٠٩. وشيوخ أبي داود ، الورقة ٩٦. وتقييد المهمل ، الورقة ٩١. والجمع لابن القيسراني ٢ / ٥٦٤. وطبقات الحنابلة ١ / ٤٠٢. والمعجم المشتمل ، الترجمة ١١٦٢. والكامل في التاريخ ٧ / ٢٠ ، ٤٠ ، ٤٢١ ، ٤٩٦. وتهذيب الأسماء واللغات ٢ / ١٥٦. ووفيات الأعيان ٦ / ١٣٩. والمنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٢٠٢. ونهاية السئول ، الورقة ٤٣٢. وتهذيب التهذيب ١١ / ٢٨٠. والتقريب ٧٦٥. وسير أعلام النبلاء ١١ / ٧١. والعبر ١ / ٤١٥. والكاشف ٣ / الترجمة ٦٣٥٦. وتذكرة الحافظ ٤٢٩. والمشتبه ٦٠٦. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ١٦٥. وميزان الاعتدال ٤ / الترجمة ٩٦٣٦. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٨٥ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧).

١٨٢

الصّيرفيّ قالا : حدثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم قال : سمعت العبّاس بن محمّد الدّوريّ يقول : سمعت يحيى بن معين يقول بالبصرة ـ وسأله عبّاس العنبري ـ ونحن عند عبّاس النرسي نسمع منه. فقال له : يا أبا زكريّا من أي العرب أنت؟ قال : لست من العرب ، ولكني مولى للعرب.

أخبرنا الصيمري ، حدثنا علي بن الحسن الرّازيّ ، حدثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ ، حدثنا أحمد بن زهير قال : سمعت يحيى بن معين يقول : أنا مولى للجنيد ابن عبد الرّحمن المرّيّ.

أخبرنا أبو سعد الماليني ، حدثنا عبد الله بن عدي قال : أخبرني شيخ كاتب ببغداد في حلقة أبي عمران بن الأشيب ذكر أنه ابن عم ليحيى بن معين قال : كان معين على خراج الري ، فمات فخلف لابنه يحيى ألف ألف درهم وخمسين ألف درهم. فأنفقه كله على الحديث حتى لم يبق له نعل يلبسه.

أخبرنا أبو الفتح منصور بن ربيعة الزّهريّ الخطيب ـ بالدينور ـ أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن علي بن راشد ، أخبرنا أحمد بن يحيى بن الجارود قال : قال علي ابن المدينيّ : انتهى العلم بالبصرة إلى يحيى بن أبي كثير وقتادة ، وعلم الكوفة إلى أبي إسحاق والأعمش ، وانتهى علم الحجاز إلى ابن شهاب وعمرو بن دينار ، وصار علم هؤلاء الستة إلى اثنى عشر رجلا منهم بالبصرة سعيد بن أبي عروبة ، وشعبة ، ومعمّر ، وحمّاد بن سلمة ، وأبو عوانة ، ومن أهل الكوفة سفيان الثوري وسفيان بن عيينة ، ومن أهل الحجاز مالك بن أنس ، ومن أهل الشام إلى الأوزاعي. وانتهى علم هؤلاء إلى محمّد بن إسحاق ، وهشام ، ويحيى بن سعيد بن أبي زائدة ، ووكيع ، وابن المبارك ـ وهو أوسع هؤلاء علما ـ وابن مهدي ، وابن آدم. فصار علم هؤلاء جميعا إلى يحيى ابن معين.

أخبرني محمّد بن علي المقرئ ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران ، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النّسفيّ قال : سمعت أبا علي صالح بن محمّد يقول : سمعت علي بن المدينيّ يقول : انتهى علم الحجاز إلى الزّهريّ وعمرو بن دينار ، وعلم الكوفة إلى الأعمش وأبي إسحاق ، وعلم أهل البصرة إلى قتادة ويحيى بن أبي كثير. وذكر كلاما وقال : ثم وجدت علم هؤلاء انتهى إلى يحيى بن معين.

١٨٣

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار ، حدثنا علي بن أحمد ابن النّضر قال : قال علي بن المدينيّ : انتهى العلم إلى يحيى بن آدم ، وبعده إلى يحيى ابن معين.

أخبرنا أبو الوليد الحسن بن علي بن محمّد الدربندي ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان الحافظ ـ ببخاري ـ حدثنا خلف بن محمّد قال : سمعت أبا علي صالح بن محمّد يقول : سمعت علي بن المدينيّ يقول : انتهى علم الناس إلى يحيى بن معين.

أخبرنا علي بن الحسين ـ صاحب العبّاسي ـ أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدثنا محمّد بن إسماعيل الفارسي ، حدثنا بكر بن سهل ، حدثنا عبد الخالق بن منصور قال : قلت لابن الرومي : سمعت أبا سعيد الحدّاد يقول : لو لا يحيى بن معين ما كتبت الحديث. فقال لي ابن الرومي : وما تعجب فو الله لقد نفعنا الله به ، ولقد كان المحدث يحدثنا لكرامته ما لم يكن نحدث به أنفسنا. قلت لابن الرومي : فان أبا سعيد الحدّاد حدثني قال : إنا لنذهب إلى المحدث فننظر في كتبه فلا نرى فيها إلا كل حديث صحيح ، حتى يجيء أبو زكريّا فأول شيء يقع في يده يقع الخطأ ، ولو لا أنه عرفناه لم نعرفه. فقال لي ابن الرومي : وما تعجب لقد كنا في مجلس لبعض أصحابنا ، فقلت له : يا أبا زكريّا نفيدك حديثا من أحسن حديث يكون ـ وفينا يومئذ علي وأحمد وقد سمعوه ـ فقال : وما هو؟ قلنا : حديث كذا وكذا ، فقال : هذا غلط ، فكان كما قال.

قال : وسمعت ابن الرومي يقول : كنت عند أحمد فجاءه رجل فقال : يا أبا عبد الله انظر في هذه الأحاديث فإن فيها خطأ ، قال : عليك بأبي زكريّا فإنه يعرف الخطأ. وقال عبد الخالق : قلت لابن الرومي : حدثني أبو عمرو أنه سمع أحمد بن حنبل يقول : السماع من يحيى بن معين شفاء لما في الصدور. فقال لي : وما تعجب من هذا؟ كنت أختلف أنا وأحمد إلى يعقوب بن إبراهيم في المغازي ويحيى بالبصرة ، فقال أحمد : ليت أن يحيى هاهنا. قلت له : وما تصنع به؟ قال : يعرف الخطأ.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدثنا أبي ، حدثنا أحمد بن عبد الله بن سالم ، حدثنا علي بن سهل قال : سمعت أحمد بن حنبل في دهليز عفان يقول لعبد الله بن

١٨٤

الرومي : ليت أن أبا زكريّا قد قدم ـ يعني ابن معين ـ فقال له اليمامي ما تصنع بقدومه؟ يعيد علينا ما قد سمعنا ، فقال له أحمد : اسكت هو يعرف خطأ الحديث.

أخبرنا أبو سعيد الصّيرفيّ قال : سمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم يقول : سمعت العبّاس الدّوريّ يقول : رأيت أحمد بن حنبل في مجلس روح بن عبادة سنة خمس ومائتين يسأل يحيى بن معين عن أشياء يقول له : يا أبا زكريّا كيف حديث كذا ، وكيف حديث كذا ، يريد أحمد أن يستثبته في أحاديث قد سمعوها. فما قال يحيى كتبه أحمد. وقلما سمعت أحمد بن حنبل يسمى يحيى بن معين باسمه ، إنما كان يقول قال أبو زكريّا قاله أبو زكريّا.

أنبأنا أحمد بن محمّد بن أحمد أبو سعد الهرويّ ، أخبرنا عبد الرّحمن بن محمّد الإدريسي ، حدثني محمّد بن أحمد بن محمّد بن موسى البخاريّ ـ بها ـ قال : سمعت الحسين بن إسماعيل الفارسي يقول : سمعت أبا مقاتل سليمان بن عبد الله يقول : سمعت أحمد بن حنبل يقول : هاهنا رجل خلقه الله لهذا الشأن ، يظهر كذب الكذابين ـ يعني يحيى بن معين ـ.

أخبرنا التّنوخيّ وأبو الحسن محمّد بن طلحة النعالي قالا : حدثنا أبو نصر أحمد ابن محمّد بن إبراهيم البخاريّ ، حدثنا عبد الرّحمن بن محمّد بن حريث قال : سمعت أحمد بن سلمة يقول : سمعت محمّد بن رافع قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : كل حديث لا يعرفه يحيى بن معين فليس هو بحديث. وقال ابن طلحة : فليس هو بثابت.

أخبرنا أبو سعد الماليني ، أخبرنا عبد الله بن عدي ، حدثنا يحيى بن زكريّا بن حيويه ، حدثنا العبّاس بن إسحاق قال : سمعت هارون بن معروف يقول : قدم علينا بعض الشيوخ من الشام وكنت أول من نكر عليه ، فدخلت عليه فسألته أن يملى عليّ شيئا. فأخذ الكتاب يملى عليّ فإذا بإنسان يدق الباب ، فقال الشيخ من هذا؟ قال أحمد بن حنبل فأذن له والشيخ على حالته والكتاب في يده لا يتحرك ، فإذا بآخر يدق الباب فقال الشيخ : من هذا؟ قال أحمد الدّورقيّ ، فأذن له والشيخ على حالته والكتاب في يده لا يتحرك ، فإذا بآخر يدق الباب فقال الشيخ من هذا؟ قال عبد الله ابن الرومي فأذن له والشيخ على حالته والكتاب في يده لا يتحرك ، فإذا بآخر يدق الباب فقال الشيخ من هذا؟ قال أبو خيثمة زهير بن حرب ، فأذن له والشيخ على

١٨٥

حالته والكتاب في يده لا يتحرك ، فإذا بآخر يدق الباب فقال الشيخ من هذا؟ قال : يحيى بن معين. قال : فرأيت الشيخ ارتعدت يده وسقط الكتاب من يده! أخبرنا هبة الله بن الحسن بن منصور الطّبريّ قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن الجراح قال : سمعت محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة (١) يقول : سمعت جعفر الطيالسي يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : لما قدم عبد الوهّاب بن عطاء أتيته فكتبت عنه فبينا أنا عنده إذ أتاه كتاب من أهله من البصرة فقرأه وأجابهم ، فرأيته وقد كتب على ظهره : وقدمت بغداد وقبلني يحيى بن معين والحمد لله رب العالمين.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال : قلت لأبي داود أيما أعلم بالرجال يحيى أو علي بن عبد الله؟ قال : يحيى عالم بالرجال ، وليس عند علي من خبر أهل الشام شيء.

أخبرني محمّد بن علي المقرئ ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران ، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النّسفيّ قال : سألت أبا علي صالح بن محمّد : من أعلم بالحديث؟ يحيى بن معين ، أم أحمد بن حنبل؟ فقال : أما أحمد فأعلم بالفقه والاختلاف ، وأما يحيى فأعلم بالرجال والكنى.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدثنا أبو القاسم موسى بن إبراهيم بن النّضر العطّار ، حدثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال : سمعت عليّا ـ وهو ابن المدينيّ ـ يقول : كنت إذا قدمت إلى بغداد منذ أربعين سنة كان الذي يذاكرني أحمد بن حنبل ، فربما اختلفنا في الشيء فنسأل أبا زكريّا يحيى بن معين فيقوم فيخرجه ، ما كان أعرفه بموضع حديثه.

أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم الدّورقيّ ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ـ فيما أجاز لنا أن نرويه عنه ـ حدثنا أبو الحسين بن البراء قال : سمعت علي بن المدينيّ يقول : ما رأيت يحيى بن معين استفهم حديثا قط ولا رده.

أخبرنا علي بن الحسين ، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدثنا محمّد بن إسماعيل الفارسي ، حدثنا بكر بن سهل ، حدثنا عبد الخالق بن منصور قال : قلت لابن الرومي : سمعت بعض أصحاب الحديث يحدث بأحاديث يحيى ويقول : حدثني من لم تطلع الشمس على أكبر منه؟ فقال : وما تعجب.

__________________

(١) هنا ينتهي الخرم الذي في الأنماطي.

١٨٦

سمعت علي بن المدينيّ يقول : ما رأيت في الناس مثله.

أخبرنا منصور بن ربيعة الزّهريّ ، أخبرنا علي بن أحمد بن علي بن راشد ، أخبرنا أحمد بن يحيى بن الجارود قال : قال علي بن المدينيّ : ما أعلم أحدا كتب ما كتب يحيى بن معين.

أخبرنا الحسن بن أحمد الدّورقيّ ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ـ فيما أجاز لنا ـ حدثنا أبو الحسن بن البراء قال : سمعت عليّا يقول : لا نعلم أحدا من لدن آدم كتب من الحديث ما كتب يحيى بن معين.

أخبرنا أبو سعد الماليني ، أخبرنا عبد الله بن عدي ، حدثنا محمّد بن ثابت ، حدثنا موسى بن حمدون قال : سمعت أحمد بن عقبة قال : سألت يحيى بن معين كم كتبت من الحديث يا أبا زكريّا؟ قال : كتبت بيدي هذه ستمائة ألف حديث. قال أحمد : وإني أظن أن المحدثين قد كتبوا له بأيديهم ستمائة ألف ، وستمائة ألف.

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عيسى بن عبد العزيز البزّاز ـ بهمذان ـ قال : حدثنا صالح بن أحمد الحافظ قال : سمعت أبا عبد الله محمّد بن عبد الله يقول : سمعت أبي يقول : خلّف يحيى من الكتب مائة قمطر ، وأربعة عشر قمطرا ، وأربعة حباب شرابية مملوءة كتبا.

أخبرني محمّد بن علي المقرئ ، حدثنا أبو مسلم بن مهران ، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النّسفيّ قال : سمعت أبا علي صالح بن محمّد يقول : ذكر لي أن يحيى بن معين خلف من الكتب لما مات ثلاثين قمطرا ، وعشرين حبّا. وطلب يحيى بن أكثم كتبه بمائتي دينار فلم يدع أبو خيثمة أن تباع.

أخبرنا أبو سعد الماليني ، أخبرنا عبد الله بن عدي ، حدثنا موسى بن القاسم بن الحسن بن موسى بن الأشيب عن بعض شيوخه قال : كان أحمد ويحيى وعلي عند عفان ـ أو سليمان بن حرب ـ فأتى بصك فشهدوا فيه ، وكتب يحيى فيه : شهد يحيى بن أبي علي. وقال عفان لهم : أما أنت يا أحمد فضعيف في إبراهيم بن سعد ، وأما أنت يا علي فضعيف في حمّاد بن زيد ، وأما أنت يا يحيى فضعيف في ابن المبارك. قال : فسكت أحمد وعلي ، وقال يحيى : وأما أنت يا عفان فضعيف في شعبة.

قلت : لم يكن واحد منهم ضعيفا ، وإنما جرى هذا الكلام بينهم على سبيل المزاح.

١٨٧

أخبرنا علي بن الحسين ، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر ، حدثنا محمّد بن إسماعيل الفارسي ، حدثنا بكر بن سهل ، حدثنا عبد الخالق بن منصور قال : قلت لابن الرومي : سمعت أبا سعيد الحدّاد يقول : الناس كلهم عيال على يحيى بن معين. فقال : صدق ما في الدنيا أحد مثله ، سبق الناس إلى هذا الباب الذي هو فيه ، لم يسبقه إليه أحد. وأما من يجيء بعد فلا ندري كيف يكون.

قال : وسمعت ابن الرومي يقول : ما رأيت أحدا قط يقول الحق في المشايخ غير يحيى ، وغيره كان يتحامل بالقول.

أخبرني الصوري ، أخبرنا الحسن بن حامد الأديب ، حدثنا علي بن محمّد بن سعيد الموصليّ ، حدثنا الحسن بن علي ـ إملاء ـ حدثنا يحيى بن معين قال : أخطأ عفان في نيف وعشرين حديثا ما أعلمت بها أحدا ، وأعلمته فيما بيني وبينه. ولقد طلب إليّ خلف بن سالم فقال : قل لي أي شيء هي؟ فما قلت له. وكان يحب أن يجد عليه. قال يحيى : ما رأيت على رجل قط خطأ إلا سترته وأحببت أن أزين أمره ، وما استقبلت رجلا في وجهه بأمر يكرهه ، ولكن أبين له خطأه فيما بيني وبينه ، فإن قبل ذلك وإلا تركته.

أخبرني عبد الله بن يحيى السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدثنا ابن الغلابي قال : قال يحيى : إني لأحدث بالحديث فأسهر له مخافة أن أكون قد أخطأت فيه.

أخبرنا علي بن طلحة المقرئ ، أخبرنا صالح بن أحمد بن محمّد الهمذانيّ ، حدثنا عبد الرّحمن بن حمدان بن المرزبان قال : قال لي أبو حاتم الرّازيّ : إذا رأيت البغداديّ يحب أحمد بن حنبل فاعلم أنه صاحب سنّة ، وإذا رأيته يبغض يحيى بن معين فاعلم أنه كذّاب.

أخبرنا أبو زرعة روح بن محمّد الرّازيّ ـ إجازة شافهني بها ـ أخبرنا علي بن محمّد بن عمر القصار ، حدثنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم قال : سمعت محمّد بن هارون الفلاس المخرميّ يقول : إذا رأيت الرجل يقع في يحيى بن معين فاعلم أنه كذاب يضع الحديث ، وإنما يبغضه لما يبين من أمر الكذابين.

١٨٨

حدثنا الصوري ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي ، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد ابن شعيب النّسائيّ ، أخبرني أبي قال : أبو زكريّا يحيى بن معين الثقة المأمون أحد الأئمة في الحديث.

حدثنا محمّد بن يوسف القطّان النّيسابوريّ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الحافظ ، أخبرنا دعلج ، حدثنا أحمد بن علي الأبار قال : قال يحيى بن معين : كتبنا عن الكذابين ، وسجرنا به التنور ، وأخرجنا به خبزا نضيجا.

أخبرنا أبو سعيد الماليني ، أخبرنا عبد الله بن عدي قال : سمعت عبد الله بن أبي داود السجستاني يقول : سمعت أبي يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : أكلت عجنة خبز(٢)وأنا ناقه من علة.

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن الحسين بن سليمان السليطي ـ بنيسابور ـ حدثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم قال : سمعت العبّاس بن محمّد الدّوريّ يقول : سئل يحيى بن معين عن الروس (٣) فقال : ثلاثة بين اثنين صالح.

أخبرني عبد الصمد بن علي بن محمّد بن المأمون الهاشميّ ، أخبرنا علي بن عمر السّكّري ، حدثنا أبو القاسم عيسى بن سليمان القرشيّ قال : أنشدني داود بن رشيد قال : أنشدني يحيى بن معين :

المال يذهب حله وحرامه

طرّا ويبقى في غد آثامه

ليس التقى بمتق لإلهه

حتى يطيب شرابه وطعامه

ويطيب ما تحوى وتكسب كفه

ويكون في حسن الحديث كلامه

نطق النبي لنا به عن ربّه

فعلى النبي صلاته وسلامه

أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أخبرنا محمّد بن حميد المخرميّ ، حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال : حدثني يحيى الأحول قال : لقينا يحيى بن معين ـ قدومه من مكة ـ فسألناه عن حسين بن حبان ، فقال : أحدثكم أنه لما كان بآخر رمق قال لي : يا أبا زكريّا أترى ما مكتوب على الخيمة؟ قلت : ما أرى شيئا ، قال : بلى أرى مكتوبا : يحيى بن معين يقضي ـ أو يفصل ـ بين الظالمين. قال : ثم خرجت نفسه.

__________________

(٢) إلى هنا آخر النقص في النسخة الصميصاطية.

(٣) هكذا في الأصول الثلاثة ، ولم يورد المزي هذا الخبر في تهذيب الكمال ، وكذلك ابن حجر في تهذيبه.

١٨٩

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدثنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حيّان ، حدثنا إسحاق بن بنان قال : سمعت حبيش بن مبشر الفقيه يقول : كان يحيى بن معين يحج فيذهب إلى مكة على المدينة ، ويرجع على المدينة. فلما كان آخر حجة حجها خرج على المدينة ورجع على المدينة ، فأقام بها يومين ـ أو ثلاثة ـ ثم خرج حتى نزل المنزل مع رفقائه. فباتوا فرأى في النوم هاتفا يهتف به يا أبا زكريّا أترغب عن جواري؟ فلما أصبح قال لرفقائه: امضوا فإني راجع إلى المدينة ، فمضوا ورجع فأقام بها ثلاثا ثم مات. قال : فحمل على أعواد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وصلّى عليه الناس وجعلوا يقولون : هذا الذابّ عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الكذب.

قلت : الصحيح أن يحيى توفي في ذهابه قبل أن يحج.

أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال ، حدثنا يوسف بن عمر القوّاس ، حدثنا حمزة بن القاسم ، حدثنا عبّاس ـ هو الدّوريّ ـ قال : مات يحيى بن معين بالمدينة أيام الحج قبل أن يحج وهو يريد مكة سنة ثلاث وثلاثين ومائتين ، وصلّى عليه والي المدينة ، وكلم الحزامي الوالي فأخرجوا له سرير النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فحمل عليه ، فصلى عليه الوالي ثم صلى عليه مرارا. ومات يحيى وسنّه سبع وسبعون سنة إلا أياما.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، حدثني أحمد بن كامل القاضي ، حدثنا أحمد بن محمّد بن غالب قال : لما مات يحيى بن معين نادى إبراهيم بن المنذر الحزامي من أراد أن يشهد جنازة المأمون على حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فليشهد. أخبرني أبو بكر أحمد ابن محمّد بن عبد الواحد المنكدري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن محمّد الحافظ ـ بنيسابور ـ قال : سمعت بكر بن محمّد بن حمدان الصّيرفيّ يقول : سمعت جعفر بن محمّد بن كزال يقول : كنت مع يحيى بن معين بالمدينة فمرض مرضه الذي مات فيه وتوفي بالمدينة ، فحمل على سرير رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ورجل ينادي بين يديه : هذا الذي كان ينفي الكذب عن حديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا الحسن بن محمّد بن جعفر الخالع ـ فيما أذن أن نرويه عنه ـ أخبرنا علي بن محمّد الهمذانيّ ، حدثني موسى بن هارون الزّيّات ، حدثني عبد الله بن أحمد قال : قال بعض المحدثين في يحيى بن معين :

ذهب العليم بعيب كل محدث

وبكل مختلف من الإسناد

وبكل وهم في الحديث ومشكل

يعيى به علماء كل بلاد

١٩٠

أخبرنا البرقانيّ قال : قرأت على أبي بكر أحمد بن جعفر بن سلم حدثكم أبو أيّوب أحمد بن بشر الطيالسي قال : مات أبو زكريّا يحيى بن معين سنة ثلاث وثلاثين وهو حاج بالمدينة ذاهبا قبل أن يحج لتسع ـ أو لسبع ـ ليال بقين من ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.

أخبرنا القاضي أبو بكر الحيرى وأبو سعيد الصّيرفيّ قالا : حدثنا أبو العبّاس محمّد ابن يعقوب الأصم قال : سمعت العبّاس بن محمّد الدّوريّ يقول : مات يحيى بن معين سنة ثلاث وثلاثين ومائتين ، وكان قد بلغ سنه سبعا وسبعين إلا عشرة أيام ـ أو نحوه ـ.

قلت : هكذا ذكر الدّوريّ مبلغ سنه ، والصحيح ما :

أخبرنا الصيمري ، حدثنا علي بن الحسن الرّازيّ ، حدثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ ، حدثنا أحمد بن زهير قال : ولد يحيى بن معين سنة ثمان وخمسين ومائة ، ومات بمدينة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لسبع ليال بقين من ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وقد استوفى خمسا وسبعين سنة ودخل في الست. ودفن بالبقيع وصلّى عليه صاحب الشرطة.

أخبرنا محمّد بن الحسن الأزرق ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن القطّان ، حدثنا جعفر بن أبي عثمان الطيالسي قال : سمعت حبيشا ـ يعني ابن مبشر ـ الفقيه يقول : رأيت يحيى بن معين في النوم فقلت : ما فعل ربك بك؟ قال : أعطاني وحباني وزوجني ثلاثمائة حوراء ، ومهد لي بين الناس.

أخبرني الأزهري ، حدثنا محمّد بن الحسن الصّيرفيّ ، حدثنا أبو أحمد بن المهدي بالله ، حدثني الحسين بن الخصيب ، حدثني حبيش بن مبشر قال : رأيت يحيى بن معين في النوم فقلت : ما فعل الله بك؟ قال : أدخلني عليه في داره. وزوجني ثلاثمائة حوراء ، ثم قال للملائكة : انظروا إلى عبدي كيف تطرّى (٤) وحسن ـ.

٧٤٨٥ ـ يحيى بن عبد الرّحيم بن محمّد ، أبو زكريّا البغداديّ الخشرمي (١) :

نزيل مصر. روى عن عبد الله بن عثمان بن سعد بن أبي وقّاص المدينيّ ، والفضل ابن عبد الحميد الموصليّ ، وابن أبي علاج الموصليّ. ذكره عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرّازيّ وقال : سمع منه أبي بمصر.

__________________

(٤) في هامش الأنماطي : «لعله نضر من النضرة».

) ٧٤٨٥ ـ الخشرمي : هذه النسبة إلى الجد وهو خشرم (الأنساب للسمعاني ٥ / ١٢٤).

١٩١

٧٤٨٦ ـ يحيى بن أيّوب ، أبو زكريّا العابد المعروف بالمقابريّ :

سمع شريكا ، وإسماعيل بن جعفر ، وسعيد بن عبد الرّحمن الجمحي ، وأبا إسماعيل المؤدّب ، وحسّان بن إبراهيم الكرماني ، وعبد الله بن وهب ، وخلف بن خليفة ، ويحيى بن زكريّا بن أبي زائدة ، وإسماعيل بن علية. روى عنه أحمد بن حنبل ، وابنه عبد الله بن أحمد وأبو زرعة ، وأبو حاتم الرّازيّان ، ومحمّد بن إسحاق الصاغاني ، ومسلم بن الحجّاج ، وأحمد بن أبي خيثمة ، وأبو شعيب الحراني ، وحامد ابن شعيب البلخيّ ، وأبو القاسم البغوي.

أخبرنا الحسن بن علي التّميميّ ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، حدثنا يحيى بن أيّوب ، حدثنا سعيد بن عبد الرّحمن الجمحي عن هشام بن عروة عن أبيه ، عن عائشة ، أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا يبقى بعدي من النبوة إلا المبشرات» قالوا : يا رسول الله ، ما المبشرات؟ قال : «الرؤيا الصّالحة يراها الرجل أو ترى له» (١).

قال أبو عبد الرّحمن عبد الله بن أحمد : وقد سمعت يحيى بن أيّوب يروي هذا الحديث غير مرة.

أخبرنا إبراهيم بن مخلد ـ إجازة ـ أخبرنا أحمد بن كامل القاضي ، حدثنا محمّد ابن عبد الله السمري قال : سمعت يحيى بن أيّوب الزاهد يقول : ولدت سنة سبع وخمسين ومائة.

أخبرني عبد العزيز بن علي الورّاق ، حدثنا محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد ، حدثنا أبو شعيب الحراني ، حدثنا يحيى بن أيّوب المقابري ـ وكان من خيار عباد الله ـ.

__________________

٧٤٨٦ ـ انظر : تهذيب الكمال ٦٧٩٣ (٣١ / ٢٣٨ ـ ٢٤٢). وتاريخ البخاري الصغير ٢ / ٣٦٤. والكنى لمسلم ، الورقة ٣٩. والمعرفة ليعقوب ١ / ٢٠٩. والجرح والتعديل ٩ / الترجمة ٥٤٣. وثقات ابن حبان ٩ / ٢٦٤. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١٩٣. وشيوخ أبي داود للجياني ، الورقة ٩٦. والجمع لابن القيسراني ٢ / ٥٦٩. وطبقات الحنابلة ١ / ٤٠٠. وأنساب السمعاني ، في «المقابري» ، والمعجم المشتمل ، الترجمة ١١٣٥. والكامل في التاريخ ٧ / ٤٥. وسير أعلام النبلاء ١١ / ٣٨٦. والعبر ١ / ٤١٥. والكاشف ٣ / الترجمة ٦٢٤٢. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ١٤٩. ونهاية السئول ، الورقة ٤٢٣. وتهذيب التهذيب ١١ / ١٨٨. والتقريب ، الترجمة ٧٥١٢. وشذرات الذهب ٢ / ٧٩. والمنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٢١٩.

) انظر الحديث في : مسند أحمد ٦ / ١٢٩. والمعجم الكبير للطبراني ٣ / ٢٠٠. والدر المنثور ٣ / ٣١٢. وإتحاف السادة المتقين ١٠ / ٤٢٧ ، ٤٢٨. والموطأ ٩٥٧. ومجمع الزوائد ٧ / ١٧٣.

١٩٢

أخبرنا الحسن بن أبي طالب ، حدثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدثنا محمّد بن مخلد العطّار ، حدثنا العبّاس بن محمّد بن عبد الرّحمن الأشهلي ، حدثني أبي قال : مررت بمقابر فسمعت همهمة ، فاتبعت الأثر فإذا يحيى بن أيّوب في حفرة من تلك الحفر ، وإذا هو يدعو ويبكي ويقول : يا قرة عين المطيعين ، ويا قرة عين العاصين ، ولم لا تكون قرة عين المطيعين وأنت مننت عليهم بالطاعة ، ولم لا تكون قرة عين العاصين وأنت سترت عليهم الذنوب. قال : ويعاود البكاء ، قال : فغلبني البكاء قال : ففطن بي فقال لي تعال ، لعل الله إنما بعث بك لخير.

حدثني الصوري ، أخبرنا أبو الحسن عبد الواحد بن أحمد بن الحسين المعدل ـ بعكبرا ـ أخبرنا الحسن بن محمّد السكوني ، حدثنا موسى بن هارون بن عبد الله قال : سريج بن يونس ويحيى بن أيّوب رجلان صالحان.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا يعقوب بن سفيان. وأخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر الخلدي قال : حدثنا محمّد بن عبد الله الحضرميّ : قالا : سنة أربع وثلاثين ومائتين فيها مات يحيى بن أيّوب البغداديّ.

أخبرنا الجوهريّ ، حدثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب ، حدثنا الحسين بن فهم قال : يحيى بن أيّوب يكنى أبا زكريّا وكان ينزل عسكر المهدي ، وكان ثقة ورعا مسلما يقول بالسنة ، ويعيب من يقول بقول جهم وبخلاف السنة ، وتوفي يوم الأحد لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول سنة أربع وثلاثين ومائتين.

٧٤٨٧ ـ يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب :

سكن بغداد وحدث عن أبيه. روى عنه علي بن حفص بن عمر العبسي.

أخبرنا علي بن محمّد بن عيسى البزّاز ـ فيما أذن أن نرويه عنه ـ حدثنا محمّد بن عمر بن سلّم الحافظ قال : يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي ، قالوا : كان ببغداد ومات يوم الأربعاء لأربع خلون من شهر ربيع الآخر من سنة سبع وثلاثين ودفن في مقابر قريش ببغداد ، وصلّى عليه عبد الله بن هارون ودخل قبره.

٧٤٨٨ ـ يحيى بن عثمان ، أبو زكريّا الحربيّ :

يقال : إن أصله من سجستان سمع هقل بن زياد ، وأبا المليح الرقي ، وإسماعيل بن

__________________

٧٤٨٨ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٤ / ترجمة ٩٥٨٥. وضعفاء العقيلي ٤ / ترجمة ٢٠٤٥.

١٩٣

عيّاش ، وسويد بن عبد العزيز ، وبقية بن الوليد. كتب عنه أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين. وروى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا ، ومحمّد بن عبدوس بن كامل ، وعلي بن الحسين بن حبان ، وإبراهيم بن أسباط. وأحمد بن علي الأبار ، وغيرهم.

أخبرنا البرقانيّ ، أخبرنا أبو علي محمّد بن أحمد بن الحسن الصواف ، حدثنا إبراهيم بن السّكن ، حدثنا يحيى بن عثمان الحربيّ ، حدثنا هقل عن الأوزاعي ، عن إسحاق بن عبد الله عن أنس بن مالك قال : قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليلة يصلي فإذا امرأة تصلي بصلاته ، فلما أحس بها التفت إليها فقال لها «اضطجعي إن شئت» فقالت إني أجد نشاطا ، ثم قام فصلى فالتفت إليها الثانية فقال لها مثل ذلك ، ثم قام فصلى فالتفت إليها الثالثة فقال لها «اضطجعي إن شئت» فقالت إني أجد نشاطا ، فقال : «إنك لست مثلي ، إنما جعل قرة عيني في الصلاة».

تفرد برواية هذا الحديث هكذا موصولا هقل بن زياد عن الأوزاعي ، ولم أره إلا من رواية يحيى بن عثمان عن هقل ، وخالفه الوليد بن مسلم فرواه عن الأوزاعي عن إسحاق عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرسلا لم يذكر فيه أنسا.

أخبرناه كذلك أحمد بن عبد الواحد بن محمّد السّلميّ ـ بدمشق ـ أخبرنا جدي أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان السّلميّ ، حدثنا أبو الدحداح أحمد بن محمّد بن إسماعيل التّميميّ ، حدثنا عبد الوهّاب بن عبد الرّحيم الأشجعي ، حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا الأوزاعي ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاريّ أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قام يصلي من الليل وامرأة من أزواجه تصلي خلفه ، فصلى ركعتين ، ثم قال : لها «اضطجعي إن شئت» قالت : يا رسول الله إني أجد قوة ـ أو قالت نشاطا ـ قال : ثم صلّى ركعتين ، ثم قال لها : «اضطجعي إن شئت» فقالت : يا رسول الله إني أجد قوة ـ أو قالت نشاطا ـ فقال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إني أنا جعلت قرة عيني في الصّلاة».

حدثت عن أبي الحسن بن الفرات قال : أخبرني الحسن بن يوسف الصّيرفيّ ، أخبرنا أبو بكر الخلّال ، أخبرني محمّد بن علي ، حدثنا مهني قال : سألت أحمد عن يحيى ابن عثمان الذي يكون في الحربية فقال : لا أعرفه. وسألت يحيى ـ يعني ابن معين عنه فقال ثقة.

١٩٤

قرأت على البرقانيّ عن أبي عمر بن حيويه قال : حدثنا أحمد بن محمّد بن مسعدة ، أخبرنا جعفر بن درستويه ، حدثنا أحمد بن محمّد بن القاسم بن محرز قال : سئل يحيى بن معين ـ وأنا أسمع ـ عن يحيى بن عثمان فقال : ليس به بأس.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ ، أخبرني أبو أحمد علي بن محمّد الحبيبي ـ بمرو ـ قال : سألت أبا علي صالح بن محمّد جزرة عن يحيى بن عثمان البغداديّ الذي يروي عن إسماعيل بن عيّاش فقال : هو السّمسار صدوق. وكان من العبّاد.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا دعلج بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال : وأخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن المظفّر قال : قال عبد الله بن محمّد البغوي : مات يحيى بن عثمان ـ زاد البغوي الحربيّ ثم اتفقا ـ في سنة ثمان وثلاثين ، زاد الأبار ومائتين ، قال البغوي : وكتبت عنه.

٧٤٨٩ ـ يحيى بن أكثم بن محمّد بن قطن بن سمعان بن مشنّج ، من ولد أكثم بن صيفي التّميميّ ، يكنى أبا محمّد:

وهو مروزيّ سمع عبد الله بن المبارك ، والفضل بن موسى السيناني ، وحفص بن عبد الرّحمن النّيسابوريّ ، ويحيى بن الضريس ، ومهران بن أبي عمر الرّازيّين ، وجرير ابن عبد الحميد الضّبّيّ ، وعبد الله بن إدريس الأودي وسفيان بن عيينة ، وعبد العزيز الدراوردي ، وعيسى بن يونس ، ووكيع بن الجراح ، وعلي بن عيّاش الحمصي ، وأبا

__________________

٧٤٨٩ ـ انظر : تهذيب الكمال ٦٧٨٨ (٣١ / ٢٠٧). وعلل أحمد ١ / ٢٤٤ ، ٢٥٢ ، و ٢ / ٢٤٩. وتاريخ البخاري الكبير ٨ / الترجمة ٢٩٣٢. وأبو زرعة الرازي ٦٨٩. والمعرفة ليعقوب ٢ / ٢٤٤ ، ٧١٦ ، ٧٩٤. وتاريخ أبي زرعة الدمشقي ٦٩٣. وأخبار القضاة لوكيع ٢ / ١٦١. وتاريخ الطّبري ٨ / ٦٢٢ ، ٦٢٥ ، ٦٤٩ ، ٦٥٢ و ٩ / ١٨٨ ، ١٩٠ ، ١٩٧ ، ٢٣٣. والجرح والتعديل ٩ / الترجمة ٥٤٩. وثقات ابن حبان ٩ / ٢٦٥. والأغاني ٢٠ / ٢٥٥. ومروج الذهب للمسعودي ٤ / ٢١. وإكمال ابن ماكولا ٧ / ١٢٥. وطبقات الحنابلة ١ / ٤١٠. والمعجم المشتمل ، الترجمة ١١٣٣. وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ١٧٢. ووفيات الأعيان ٦ / ١٤٧. وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٥. والكاشف ٣ / الترجمة ٦٢٣٧. وديوان الضعفاء ، الترجمة ٤٦٠٠. والمغني ٢ / الترجمة ٦٩٢٩. والعبر ١ / ٤٣٩. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ١٤٧. وميزان الاعتدال ٤ / الترجمة ٩٤٥٩. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٠٧ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧). والبداية والنهاية ١٠ / ٣١٩. ونهاية السئول ، الورقة ٤٢٣. وتهذيب التهذيب ١١ / ١٧٩. والتقريب ، الترجمة ٧٥٠٧. وشذرات الذهب ٢ / ٩١ ، ١٠١.

١٩٥

توبة الحلبي. روى عنه محمّد بن إسماعيل البخاريّ ، وأبو حاتم الرّازيّ ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي ، وأخوه حمّاد بن إسحاق ، ومحمّد بن إبراهيم البرتي ، وأبو عيسى بن العراد ، وغيرهم. وكان عالما بالفقه ، بصيرا بالأحكام ، وولاه المأمون القضاء ببغداد.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن بن عثمان بن القاسم التّميميّ ـ بدمشق ـ أخبرنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي ، حدثنا أبو عيسى بن عراد ـ ببغداد ـ حدثنا يحيى بن أكثم ، حدثنا عبد الله بن إدريس عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمران أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ضرب وغرب [في حد الزنا] (١) وأن أبا بكر ضرب وغرب ، وأن عمر ضرب وغرب.

قال القاضي أبو بكر الميانجي : هكذا حدثناه ابن عراد عن يحيى بن أكثم ، وهذا الحديث إنما هو معروف عن أبي كريب وأنه المنفرد به.

قلت : الأمر على ما ذكر إلا أن جماعة قد رووه عن عبد الله بن إدريس هكذا مرفوعا مفصلا ، ولم يكن فيهم ثبت سوى أبي كريب.

ورواه يوسف بن محمّد بن سابق عن ابن إدريس عن عبيد الله عن نافع عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم مرسلا.

وخالفه محمّد بن عبد الله بن نمير وأبو سعيد الأشج فروياه عن ابن إدريس عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر : أن أبا بكر ضرب وغرب ، وأن عمر ضرب وغرب ، ولم يذكرا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو الصواب.

أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا أبو علي بن الصواف ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : لما سمع يحيى بن أكثم من ابن المبارك وكان صغيرا صنع أبوه طعاما ودعا الناس ثم قال : اشهدوا إن هذا سمع من ابن المبارك وهو صغير.

أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي ، أخبرنا أبو الفضل بن خميرويه الهرويّ ، أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد السّاميّ ، عن أبي داود السنجي قال : سمعت يحيى ابن أكثم يقول : كنت عند سفيان فقال : ابتليت بمجالستكم بعد ما كنت أجالس من

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١٩٦

جالس أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، من أعظم مني مصيبة! فقلت : يا أبا محمّد الذين بقوا حتى جالسوك بعد مجالسة أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كانوا أعظم مصيبة منك.

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر الشاهد ، حدثنا أبو بكر الصولي ، حدثنا الكديمي ، حدثنا علي بن المدينيّ قال : خرج سفيان بن عيينة إلى أصحاب الحديث وهو ضجر. فقال : أليس من الشقاء أن أكون جالست ضمرة بن سعيد وجالس أبا سعيد الخدري وجالست عمرو بن دينار ، وجالس جابر بن عبد الله ، وجالست عبد الله بن دينار وجالس ابن عمر ، وجالست الزّهريّ ، وجالس أنس بن مالك. حتى عدد جماعة ، ثم أنا أجالسكم! فقال له حدث في المجلس : أتنصف يا أبا محمّد؟ قال : إن شاء الله ، قال له : والله لشقاء من جالس أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بك أشد من شقائك بنا ، فأطرق وتمثل بشعر أبي نواس :

خل جنبيك لرام

وامض عنه بسلام

مت بداء الصمت خير

لك من داء الكلام

فسئل عن الحدث؟ فقالوا : يحيى بن أكثم. فقال سفيان : هذا الغلام يصلح لصحبة هؤلاء ـ يعني السلطان ـ.

أخبرنا أحمد بن الحسين ، حدثنا محمّد بن عبد الله بن بخيت الدّقّاق ، حدثنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن أحمد بن شجاع البخاريّ ، أخبرنا خلف بن محمّد الخيام ، حدثنا سهل بن شاذويه قال : سمعت عليا ـ يعني ابن خشرم ـ يقول : أخبرني يحيى ابن أكثم أنه لما صار إلى حفص بن غياث فتعشى عنده ، فأتى حفص بعس فشرب منه ، ثم ناوله أبا بكر بن أبي شيبة فشرب منه فناوله أبو بكر يحيى بن أكثم فقال له : يا أبا بكر أيسكر كثيره؟ قال : أي والله! وقليله ، فلم يشرب.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم قال : سمعت أبا عبد الله محمّد بن يعقوب الشّيبانيّ يقول : سمعت أبي يقول : قال رجل ليحيى بن أكثم : يا أبا زكريّا ، فقال له يحيى : قست فأخطأت ، وكان كنيته أبو محمّد.

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ ، أخبرنا محمّد بن جعفر بن محمّد بن هارون النّحويّ الكوفيّ ، أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمّد ، أخبرنا وكيع ، أخبرني أبو بكر محمّد بن علي ـ وراق المخرميّ ـ قال : حدثني قاسم بن الفضل قال : قرأت كتابا ليحيى بن أكثم بخطه إلى صديق له :

١٩٧

جفوت وما فيما مضى كنت تفعل

وأغفلت من لم تلفه عنك يغفل

وعجلت قطع الوصل في ذات بيننا

بلا حدث أو كدت في ذاك تعجل

فأصبحت لو لا أنني ذو تعطف

عليك بودي صابر متحمل

أرى جفوة أو قسوة من أخي ندى

إلى الله فيها المشتكى والمعول

فأقسم لو لا أن حقك واجب

عليّ وإني بالوفاء موكل

لكنت عزوف النفس عن كل مدبر

وبعض عزوف النفس عن ذاك أجمل

ولكنني أرعى الحقوق وأستحي

وأحمل من ذي الود ما ليس يحمل

فإن مصاب المرء في أهل وده

بلاء عظيم عند من كان يعقل

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدل ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق أن أبا أيّوب العثماني الضّرير أخبرهم قال : أخبرني بعض الأدباء عن بكر بن أحمد البزّار النّضري أنه دخل على يحيى بن أكثم فقال له : أيها القاضي أتأذن لي في الكلام فإن مجلسك مجلس حكم ، فقال له : قل فأنشأ يقول :

ما ذا تقول كلاك الله في رجل

يهوى عجوزا أراها بنت تسعين

قال : فنكت القاضي في الأرض ورفع رأسه وأنشأ يقول :

يبكي عليه وقد حق البكاء له

إن العجوز لها حين من الحين

أخبرنا الحسين بن محمّد بن الحسن أخو الخلّال ، أخبرنا إبراهيم بن عبد الله المالكي البصريّ ـ بجرجان ، حدثنا أبو إسحاق الهجيمي قال : سمعت أبا العيناء يقول : تولى يحيى بن أكثم ديوان الصدقات على الأضراء فلم يعطهم شيئا ، فطلبوه وطالبوه فلم يعطهم ، فاجتمعوا فلما انصرف من جامع الرصافة من مجلس القضاء سألوه وطالبوه فقال : ليس لكم عند أمير المؤمنين شيء. فقالوا : إن وقفنا معك إلى غد تزيدنا على هذا القول شيئا؟ فقال : لا! فقالوا : لا تفعل يا أبا سعيد ، فقال : الحبس الحبس. فأمر بهم فحبسوا جميعا ، فلما كان الليل ضجوا ، فقال المأمون : ما هذا؟ فقالوا : الأضراء حبسهم يحيى بن أكثم فقال : لم حبسهم؟ فقالوا كنوه فحبسهم. فدعاه فقال له حبستهم على أن كنوك! فقال : يا أمير المؤمنين لم أحبسهم على ذلك ، إنما حبستهم على التعريض قالوا لي يا أبا سعيد يعرضون بشيخ لائط في الخريبة.

أخبرني الأزهري ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدثنا محمّد بن خلف بن المرزبان بن بسام المحولي ، حدثني أبو العبّاس أحمد بن يعقوب قال : كان يحيى بن أكثم يحسد

١٩٨

حسدا شديدا ، وكان مفتنا ، فكان إذا نظر إلى رجل يحفظ الفقه سأله عن الحديث ، فإذا رآه يحفظ الحديث سأله عن النحو ، فإذا رآه يعلم النحو سأله عن الكلام ، ليقطعه ويخجله. فدخل إليه رجل من أهل خراسان ذكي حافظ فناظره فرآه مفتنا فقال له : نظرت في الحديث؟ قال : نعم! قال : فما تحفظ من الأصول؟ قال : أحفظ ؛ شريك عن أبي إسحاق عن الحارث أن عليا رجم لوطيا. فأمسك فلم يكلمه بشيء.

أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي ، حدثنا أبو الفضل محمّد بن الحسن بن المأمون ، حدثنا أبو بكر محمّد بن القاسم الأنباريّ ، حدثني محمّد بن مرزبان ، حدثني علي بن مسلم الكاتب قال : دخل على يحيى بن أكثم ابنا مسعدة ـ وكانا على نهاية الجمال ـ فلما رآهما يمشيان في الصحن أنشأ يقول :

يا زائرينا من الخيام

حياكما الله بالسلام

لم تأتياني وبي نهوض

إلى حلال ولا حرام

يحزنني أن وقفتماني

وليس عندي سوى الكلام

ثم أجلسهما بين يديه وجعل يمازحهما حتى انصرفا.

قال أبو بكر : وسمعت غير ابن المرزبان من شيوخنا يحكي أن يحيى عزل عن الحكم بسبب هذه الأبيات التي أنشدها لما دخل عليه ابنا مسعدة.

حدثني الصوري ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن جميع النّسائيّ ، حدثنا أبو روق الهزاني قال : أنشد أبو صخرة الرياشي في يحيى بن أكثم :

أنطقني الدهر بعد إخراس

لنائبات أطلن وسواسي

يا بؤس للدهر لا يزال كما

يرفع من ناس يحط من ناس

لا أفلحت أمه وحق لها

بطول نكس وطول إتعاس

ترضى بيحيى يكون سائسها

وليس يحيى لها بسواس

قاض يرى الحد في الزناء ولا

يرى على من يلوط من باس

يحكم للأمرد الغرير على

مثل جرير ومثل عبّاس

فالحمد لله كيف قد ذهب ال

عدل وقل الوفاء في الناس

أميرنا يرتشي وحاكمنا

يلوط والراس شر ما راس

لو صلح الدين واستقام لقد

قام على الناس كل مقياس

لا أحسب الجور ينقضي وعلى ال

أمة قاض من آل عبّاس

١٩٩

قلت : ليست هذه الأبيات للرياشي ، إنما هي لأحمد بن أبي نعيم.

أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل ، أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل ، حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي ، حدثني أبو الحسن بن المأمون قال : قال المأمون ليحيى بن أكثم : من الذي يقول؟ ـ وهو يعرض به ـ :

قاض يرى الحد في الزناء ولا

يرى على من يلوط من باس

قال : أوما يعرف أمير المؤمنين من قاله؟ قال : لا ، قال : يقوله الفاجر أحمد بن أبي نعيم الذي يقول :

أميرنا يرتشي وحاكمنا

يلوط والراس شر ما راس

لا أحسب الجور ينقضي وعلى ال

أمة وال من آل عبّاس

قال : فأفحم المأمون وأسكت خجلا. وقال : ينبغي أن ينفي أحمد بن أبي نعيم إلى السند.

أخبرنا التّنوخيّ ، أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر ، حدثني أحمد بن جعفر الصباغ ، حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال : سمعت يحيى بن أكثم يقول : اختصم إليّ هاهنا ـ في الرصافة ـ الجد الخامس يطلب ميراث ابن ابن ابن ابنه.

أخبرنا القاضي أبو الطّيّب الطّبريّ ، حدثنا المعافى بن زكريّا ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل الصّفّار قال : سمعت أبا العيناء في مجلس أبي العبّاس محمّد بن يزيد قال : كنت في مجلس أبي عاصم النبيل ، وكان أبو بكر بن يحيى بن أكثم حاضرا ، فنازع غلاما فارتفع الصوت ، فقال أبو عاصم : مهيم؟ فقالوا : هذا أبو بكر ابن يحيى بن أكثم ينازع غلاما. فقال : إن يسرق فقد سرق أب له من قبل.

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه ، أخبرنا محمّد بن العبّاس قال : سمعت أبا أيّوب سليمان بن إسحاق بن الخليل الجلاب يقول : سمعت إبراهيم بن إسحاق الحربيّ يقول : جاء رجل يسأل يحيى بن أكثم ، فقال له : أيش توسمت فيّ؟ أنا قاض والقاضي يأخذ ولا يعطي ، وأنا من مرو وأنت تعرف ضيق أهل مرو ، وأنا من تميم ، والمثل إلى بخل تميم.

حدثنا الصوري ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي ، أخبرنا عبد الكريم بن أحمد ابن شعيب النّسائيّ ، أخبرني أبي قال : أبو محمّد يحيى بن أكثم أحد الفقهاء روى عنه علي بن المدينيّ ، ومحمّد بن علي بن الحسن بن شقيق. أخبرني محمّد بن علي

٢٠٠