تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٣

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٣

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٧

٧٠٣٦ ـ موسى بن سعيد بن موسى بن سعيد ، أبو عمران الهمذاني :

حدث ببغداد عن محمّد بن صالح الأشج. روى عنه أبو بكر بن المقرئ الأصبهانيّ وأبو القاسم بن الثّلّاج.

حدّثنا يحيى بن علي الدسكري ، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ ، حدّثنا أبو عمران موسى بن سعيد بن موسى بن سعيد الهمذاني ـ ببغداد ـ وحدّثنا محمّد بن صالح الأشج ، حدّثنا يحيى بن نصر بن حاجب القرشيّ ، حدّثنا إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عن عمرو بن دينار عن عطاء عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا أقيمت الصّلاة فلا صلاة إلا المكتوبة»(١).

٧٠٣٧ ـ موسى بن جعفر بن محمّد بن قرين ، أبو الحسن العثماني :

كوفي الأصل. سمع محمّد بن عبد الملك الدّقيقيّ ، ويحيى بن أبي طالب ، ومحمّد ابن عيسى بن حيّان المدائنيّ ، ومحمّد بن الحسين الحنيني ، وأحمد بن أبي غرزة الغفاري ، وهلال بن العلاء الرقي ، والرّبيع بن سليمان المرادي المصريّ ، وإبراهيم بن مرزوق ، وبكّار بن قتيبة البصريّين. روى عنه أبو بكر الأبهري المالكي ، وأبو عمر بن حيويه ، وعلي بن عمرو الجريري ، وأبو الحسن الدّارقطنيّ ، وكان ثقة.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ عن أبيه قال : وفي سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة مات أبو الحسن بن قرين الكوفيّ.

قال لي عبد العزيز بن علي الأزجي : مات يوم الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة خلت من ذي القعدة.

قال غيره : وكان يذكر مولده في المحرم من سنة ست وأربعين ومائتين.

٧٠٣٨ ـ موسى بن عيسى بن عبد الله ، أبو موسى الطّرائفيّ ، ويعرف بالصيدلاني (١) :

من أهل باب الطاق. حدث عن محمّد بن يونس الكديمي ، وصالح بن مقاتل

__________________

(١) ٧٠٣٦ ـ انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب صلاة المسافرين ٦٣ ، ٦٤. وفتح الباري ٢ / ١٤٩ ، ١٩٦ / ٤١٠.

٧٠٣٧ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٣٧٢.

(١) ٧٠٣٨ ـ الصيدلاني : هذه النسبة لمن يبيع الأدوية والعقاقير (الأنساب ٨ / ١٢٢).

٦١

الأنماطيّ ، وأبي الرّبيع الحسين بن الهيثم الرّازيّ ، ومحمّد بن يعقوب الكرابيسيّ البصريّ. روى عنه أبو بكر بن شاذان ، وعبد الله بن عثمان الصّفّار ، وغيرهما.

٧٠٣٩ ـ موسى بن عيسى بن موسى بن يزيد ، أبو الحسن العاقولي (١) :

حدث عن عبد الكريم بن الهيثم ، وأبي العبّاس الكديمي : روى عنه أبو الحسين بن جميع الصيداوي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن علي بن عياض القاضي ـ بصور ـ وأبو نصر علي بن الحسين بن أحمد بن أبي سلمة الورّاق ـ بصيدا ـ قالا : أخبرنا محمّد بن أحمد بن جميع الغساني ، حدّثنا موسى بن عيسى بن يزيد أبو الحسن ـ بدير العاقول ـ حدّثنا محمّد بن يونس قال : حدّثنا عبد الله بن داود الخريبي عن ابن أبي ذئب عن الزّهريّ عن عروة عن عائشة : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يوتر بواحدة.

أخبرنا القاضي أبو الفرج محمّد بن أحمد بن الحسن الشّافعيّ ، أخبرنا أحمد بن يوسف بن خلّاد المعدل ، حدّثنا محمّد بن يوسف بإسناده مثله سواء.

٧٠٤٠ ـ موسى بن محمّد بن أحمد بن عيسى ، أبو عيسى ، المعروف بعواس الفسطاطي (١) :

حدث عن الفتح بن شخرف ، وأبي الأحوص محمّد بن الهيثم القاضي ، وأبي إسماعيل الترمذي. روى عنه يوسف بن عمر القواس ، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد ابن محمّد الطبري المقرئ.

٧٠٤١ ـ موسى بن محمّد بن الفضل ، أبو عمران :

من أهل خراسان. روى أبو القاسم ابن الثّلّاج عنه عن أبي مسلم الكجي ، وذكر أنه سمع منه في سوق العطش.

٧٠٤٢ ـ موسى بن القاسم بن موسى بن الحسن بن موسى ، أبو عمران بن الأشيب :

سمع عبّاس بن محمّد الدّوريّ ، وعبد الله بن روح المدائنيّ ، وأبا بكر بن أبي

__________________

(١) ٧٠٣٩ ـ العاقولي : هذه النسبة إلى «دير العاقول» وهي بليدة على خمسة عشر فرسخا من بغداد ، وقد ينسب إليها ب «الدير الدّيرعاقوليّ» (الأنساب ٨ / ٣١٧).

(١) ٧٠٤٠ ـ الفسطاطي : هذه النسبة إلى الفسطاط وهو ستر عريض طويل يخاط بالخيمة في الصحراء (الأنساب ٩ / ٣٠٣).

٦٢

الدّنيا ، ومحمّد بن خلف بن عبد السّلام المروذي ، وطبقتهم. روى عنه عبد الله بن عديّ الجرجانيّ وذكر أنه سمع منه ببغداد. وكان ابن الأشيب قد نزل في آخر عمره بأنطاكية ومات بها ـ ويقال بطرسوس ـ وكان ثقة.

وذكر ابن الثّلّاج ـ فيما قرأت بخطه ـ أنه توفي في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة.

قال غيره : مات في جمادى الأولى لسبع بقين من سنة تسع وثلاثين وهو الصحيح.

٧٠٤٣ ـ موسى بن محمّد بن هارون بن موسى بن يعقوب بن إبراهيم بن مسعود بن الحكم ، أبو هارون الأنصاريّ ثم الزرقي :

سمع محمّد بن عبيد الله بن المنادي ، وعيسى بن جعفر الورّاق ، وأحمد بن ملاعب ، وأبا قلابة الرقاشي ، ومحمّد بن الحسين الحنيني ، وعبد الله بن روح المدائنيّ ، ومحمّد بن سليمان الباغندي ، وأحمد بن علي الخرّاز ، ومحمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي ، والحارث بن أبي أسامة ، وعلي بن محمّد بن أبي الشّوارب ، وأبا العبّاس الكديمي ، وأحمد بن عبيد الله النّرسيّ ، ويزيد بن الهيثم البادا ، والحسن بن علي المعمري. روى عنه أحمد بن محمّد بن الصّلت المجبر.

وقرأت في كتاب ابن الثّلّاج ـ بخطه ـ حدّثنا أبو هارون موسى بن محمّد بن هارون الأنصاريّ الزرقي ، في جامع الرصافة سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. وكان أبو هارون قد خرج في آخر عمره عن بغداد فنزل الموصل مدة وحدث بها ، فحدّثنا عنه ممن سمع منه هناك عبد القاهر بن محمّد بن عتر الموصليّ ، وكان ثقة.

قرأت في كتاب أبي عمر محمّد بن علي بن عمر بن الفيّاض : ولد أبو هارون الزرقي الأنصاريّ في سنة ثمان وخمسين ومائتين ، ومات بالرحبة يوم السبت لأربع ليال بقين من صفر من سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة ، وكان قد شهد ببغداد ، وأول من قبل شهادته أحمد بن عبد الله بن إسحاق الخرقي ، وهو يلي القضاء للمتقي في سنة ثلاثين ـ أو إحدى وثلاثين ـ.

٧٠٤٤ ـ موسى بن إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حمّاد بن زيد بن درهم ، أبو عمرو الأزديّ :

حدث عن أبيه ، وعن أبي العبّاس الكديمي ، وموسى بن هارون الحافظ ، وبشر بن موسى ، وعمر بن حفص السدوسي ، ويوسف بن يعقوب القاضي ، ومحمّد بن

٦٣

عبد الله بن سليمان الحضرمي. روى عنه أبو بكر الأبهري الفقيه ، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمّد الطبري المقرئ ، وأبو الفرج بن المنشئ الكاتب. حدّثنا عنه القاضي علي بن عبد الله الهاشميّ.

أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن عبد الله بن إبراهيم الهاشميّ ، حدّثنا أبو عمرو موسى بن إسماعيل بن إسحاق القاضي ـ إملاء ـ حدّثنا القاضي يوسف بن يعقوب ، حدّثنا محمّد بن أبي بكر المقدمي ، حدّثنا بكر بن بكّار ، حدّثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لما أهبط الله تعالى آدم إلى الأرض كان أول ما أكل من ثمارها النبق» (١).

أخبرنا أبو محمّد عبد الملك بن محمّد بن محمّد بن سلمان العطّار ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن محمّد بن صالح الأبهري ، حدّثنا أبو عمرو موسى بن إسماعيل القاضي ـ ببغداد ـ حدّثنا موسى بن هارون ، حدّثنا حبّاب بن جبلة الدّقّاق قال : سمعت مالك بن أنس يقول : ليس لمضيق مروءة.

قرأت في كتاب محمّد بن علي بن عمر بن الفيّاض : ولد أبو عمرو موسى بن إسماعيل بن إسحاق القاضي في سنة ثلاث وسبعين ومائتين ، ثم كانت وفاته في آخر سنة خمس وأربعين وثلاثمائة ـ أو في أول سنة ست وأربعين ـ.

٧٠٤٥ ـ موسى بن إبراهيم بن النّضر بن مروان بن سويد ، أبو القاسم العطّار(١) المقرئ :

حدث عن أبيه ، وعن أبي مسلم الكجي ، ومحمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، ومحمّد ابن اللّيث الجوهريّ ، وأحمد بن بشر الطّيالسيّ ، ومحمّد بن يحيى بن سليمان المروزيّ ، وأحمد بن محمّد بن الجعد الوشاء ، وأبي شعيب الحرّانيّ ، وجعفر الفريابي ، ومحمّد بن عبيد الله بن مرزوق الخلّال ، ومحمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي. حدّثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه ، وأبو نعيم الحافظ الأصبهانيّ. وما علمت من حاله إلا خيرا.

قال محمّد بن أبي الفوارس : توفي أبو القاسم موسى بن إبراهيم العطّار في شهر ربيع الأول سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.

__________________

(١) ٧٠٤٤ ـ انظر الحديث في : العلل المتناهية ٢ / ١٦٧. والطب النبوي للذهبي ٩١.

(١) ٧٠٤٥ ـ العطار : هذه النسبة إلى بيع العطر والطيب (الأنساب ٨ / ٤٧٤).

٦٤

٧٠٤٦ ـ موسى بن علي بن موسى ، أبو بكر الأحول (١) البزّار :

سمع جعفر الفريابي. حدّثنا عنه محمّد بن عمر بن بكير المقرئ.

أخبرنا ابن بكير ، أخبرنا أبو بكر موسى بن علي بن موسى البزّار الأحول ـ قراءة عليه ـ حدّثنا أبو بكر جعفر بن محمّد بن الحسن القاضي الفريابي ، حدّثنا المعافى بن سليمان ، حدّثنا فليح بن سليمان عن سالم أبي النّضر عن عبيد بن حنين عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خطب الناس فقال : «إن الله خير عبدا بين الدّنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عند الله» فبكى أبو بكر فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله عن عبد خيّر ، فكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم هو المخير ، وكان أبو بكر أعلمنا به. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن أمنّ الناس عليّ في صحبته وماله أبو بكر ، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ، ولكن خلة الإسلام ومودته ، لا تبقين خوخة في المسجد إلا سدت ، إلا باب أبي بكر» (٢).

٨٠٤٧ ـ موسى بن محمّد بن محمّد بن جعفر بن محمّد بن عرفة ، أبو القاسم السّمسار ، مولى بني هاشم :

حدث عن محمّد بن جرير الطبري ، وإسحاق بن الخليل الجلاب ، ومحمّد بن صالح بن ذريح العكبريّ ، وعبد الله بن إسحاق المدائنيّ ، وأبو يعلى الموصليّ ، وأحمد ابن الفضل النّضري ، ومحمّد بن خلف وكيع ، وإسحاق بن بنان الأنماطيّ. حدّثنا عنه القاضي أبو الطّيّب الطبري ، وأبو خازم محمّد بن الحسن بن الفراء ، وعبد العزيز ابن علي الأزجي ، ومحمّد بن محمّد بن المظفر الدّقّاق ، والقاضي أبو عبد الله الصيمري ، وأحمد بن علي بن التوزي ، وأحمد بن محمّد العتيقي.

أخبرنا العتيقي ، حدّثنا موسى بن جعفر بن عرفة ، حدّثنا أحمد بن علي بن المثنى ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن بن سهم ، حدّثنا الوليد بن مسلم عن عبد الرّحمن بن عمرو الأوزاعي ، عن أبي عمار شدّاد ، عن واثلة بن الأسقع اللّيثي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل ، واصطفى من كنانة قريشا ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم» (١).

__________________

(١) ٧٠٤٦ ـ الأحول : هذا من الحول في العين (الأنساب ١ / ١٤٩).

(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ٢٦ ، ٥ / ٤. ومسند أحمد ٣ / ١٨. وفتح الباري ١ / ٥٥٨ ، ٧ / ١٢.

(١) ٧٠٤٧ ـ انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الفضائل ١. وسنن الترمذي ٣٦٠٦. ومسند أحمد ٤ / ١٠٧.

٦٥

سألت أبا خازم بن الفراء عن موسى بن عرفة فقال : تكلموا فيه.

٧٠٤٨ ـ موسى بن عيسى بن عبد الله بن طانجور ، أبو القاسم السّرّاج :

سمع محمّد بن محمّد الباغندي ، وأبا بكر بن أبي داود ، ومحمّد بن أحمد بن موسى السوانيطي. حدّثنا عنه الأزهري ، والعتيقي ، والتنوخي ، ومحمّد بن أحمد بن حسنون النّرسيّ ، وأبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل ، والحسين بن محمّد بن عثمان النصيبي.

سألت الأزهري عن موسى السّرّاج فقال : ثقة.

حدّثنا القاضيان أبو عبد الله الصيمري وأبو القاسم التنوخي. قالا : قال لنا موسى ابن عيسى بن عبد الله السّرّاج : ولدت في سنة خمس وتسعين ومائتين ، وسمعت أول سماعي بخطي في سنة ثمان وثلاثمائة من الباغندي وغيره.

أخبرنا العتيقي قال : سنة سبع وثمانين وثلاثمائة فيها توفي موسى بن عيسى السّرّاج في المحرم ، ثقة مأمون ، صاحب أصول ، مضى على سداد وأمر جميل.

حدثني الأزهري والتنوخي قالا : مات موسى بن عيسى السّرّاج في المحرم. قال التنوخي : يوم السبت لست بقين من المحرم سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.

ذكر من اسمه منصور

٧٠٤٩ ـ منصور بن وردان ، أبو عبد الله ـ وقيل : أبو محمّد ـ الأسديّ العطّار الكوفيّ :

قدم بغداد وحدث بها عن أبّان بن تغلب ، وعلي بن عبد الأعلى ، ويوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق ، وفطر بن خليفة. روى عنه سعيد بن سليمان المعروف

__________________

٧٠٤٨ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٧.

٧٠٤٩ ـ انظر : تهذيب الكمال ٦٢٠٤ (٢٨ / ٥٥٧ ـ ٥٦٠). وتاريخ البخاري الكبير ٧ / الترجمة ١٤٩٦. وضعفاء العقيلي ، الورقة ٢٠٩. والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ٧٨٤. وثقات ابن حبان ٩ / ١٧١. والكامل لابن عدي ٣ / الورقة ١٣٩. والكاشف ٣ / الترجمة ٥٧٤٣. والمغني ٢ / الترجمة ٦٤٤٤. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ٧٣. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٦٩ (آيا صوفيا ٣٠٠٦). وميزان الاعتدال ٤ / الترجمة ٨٧٩٦. ورجال ابن ماجة ، الورقة ١٢. ونهاية السئول ، الورقة ٣٨٧. وتهذيب التهذيب ١٠ / ٣١٦. والتقريب ١ / ٢٧٧. وخلاصة الخزرجي ٣ / الترجمة ٧٢٢٠.

٦٦

بسعدويه ، وإبراهيم بن موسى الرّازيّ ، وأحمد بن حنبل ، ومحمّد بن عبد الله بن نمير ، وأبو سعيد الأشج ، وأبو موسى الزمن ، والحسن بن محمّد بن الصّبّاح الزّعفرانيّ.

أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، حدّثنا منصور بن وردان الأسديّ ، حدّثنا علي بن عبد الأعلى عن أبيه عن أبي البختريّ عن علي قال : لما نزلت هذه الآية : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) [آل عمران ٩٧] قالوا : يا رسول الله أفي كل عام؟ فسكت ، قال : ثم قالوا أفي كل عام؟ فقال : «لا ، ولو قلت نعم لوجبت» فأنزل الله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) إلى آخر الآية [المائدة ١٠١].

أخبرني علي بن الحسن بن محمّد الدّقّاق ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا عمر ابن محمّد بن شعيب الصّابونيّ ، حدّثنا حنبل بن إسحاق ، حدثني أبو عبد الله ، حدّثنا منصور بن وردان قال : أبو عبد الله عطار قدم علينا هاهنا.

حدثت عن أبي الحسن بن الفرات قال : أخبرني الحسن بن يوسف الصّيرفيّ ، أخبرنا أبو بكر الخلّال ، أخبرني محمّد بن علي ، حدّثنا مهني قال : سألت أحمد عن منصور ابن وردان فقال : ثقة.

٧٠٥٠ ـ منصور بن سلمة بن الزبرقان ـ وقيل : هو منصور بن الزبرقان بن سلمة ، أبو القاسم النمري الشّاعر :

من أهل الجزيرة قدم بغداد ومدح بها هارون الرّشيد ويقال إنه لم يمدح من الخلفاء غيره. وقد مدح غير واحد من الأشراف.

أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي قال : قال أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهانيّ : منصور النمري هو منصور بن الزبرقان بن سلمة ، وقيل منصور بن سلمة بن الزبرقان ابن شريك بن مطعم الكبش الرخم بن مالك بن سعد بن عامر الضّحيان بن سعد بن الخزرج بن تيم الله بن النمر بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد ابن ربيعة بن نزار ، وإنما سمى عامر الضّحيان لأنه سيد قومه وحاكمهم فكان يجلس لهم إذا أضحى النهار فسمى الضّحيان. وسمى جد منصور مطعم الكبش الرخم

__________________

٧٠٥٠ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٩ / ٢١١. وجمهرة الأنساب ٢٨٤. والأعلام ٧ / ٢٩٩. والأغاني ١٢ / ١٦ ـ ٢٤.

٦٧

لأنه أطعم ناسا نزلوا به ونحر لهم ، ثم رفع رأسه فإذا هو برخم تحملق حول أضيافه ، فأمر أن يذبح لهن كبش ويرمي به بين أيديهن ففعل ذلك. ونزلن عليه فتمزقنه ، فسمى مطعم الكبش الرخم ، وفي ذلك يقول أبو نعجة النمري يمدح رجلا منهم :

أبوك زعيم بني قاسط

وخالك ذو الكبش يقري الرخم

قال : وكان منصور شاعرا من شعراء الدولة العبّاسية من أهل الجزيرة ، وهو تلميذ كلثوم بن عمرو العتّابي وراويته وعند أخذ ، ومن بحره استقى. والعتّابي وصفه للفضل ابن يحيى وقرظه عنده حتى استقدمه من الجزيرة ، واستصحبه ، ثم وصله بالرّشيد وجرت بعد ذلك بينه وبين العتّابي وحشة حتى تهاجيا وتناقضا ، وسعى كل واحد منهما على هلاك صاحبه.

أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي ، أخبرنا أبو الفرج الأصبهانيّ ، حدثني عمي ، حدّثنا محمّد بن علي بن حمزة العلوي ، حدثني عمي عن جدي قال : قال لي منصور النمري : كنت واقفا على جسر بغداد أنا وعبيد الله بن هشام بن عمرو التغلبي ، وقد وخطني الشيب يومئذ ، وعبيد الله شاب حديث السن ، فإذا أنا بقصرية ظريفة وقد وقفت ، فجعلت أنظر إليها وهي تنظر إلى عبيد الله بن هشام ، ثم انصرفت فقلت فيها :

لما رأيت سوام الشيب منتشرا

في لمتي وعبيد الله لم يشب

سللت سهمين من عينيك فانتضلا

على شبيبة ذي الأذيال والطرب

كذا الغواني مراميهن قاصدة

إلى الفروع معداة عن الخشب

شبه الشباب بالفرع الأخضر ، والشيخ بالخشبة التي قد يبست ، أو ساق الشجرة الذي لا ورق له :

لا أنت أصبحت تفيدينني أربا

ولا وعيشك ما أصبحت من أربي

إحدى وخمسين قد أنضيت جدتها

تحول بيني وبين اللهو واللعب

لا تحسبين وإن غضيت عن بصري

غفلت عنك ولا عن شأنك العجب

قال : ثم عدلت عن ذلك فمدحت يزيد بن مزيد فقلت :

لو لم يكن لبني شيبان من حسب

سوى يزيد لفاتوا الناس بالحسب

لا تحسب الناس قد حابوا بني مطر

إذ أسلموا الجود فيهم عاقد الطنب

الجود أخشن لمسا يا بني مطر

من أن تبزكموه كف مستلب

ما أعرف الناس إن الجود مدفعة

للذم لكنه يأتي على النشب

٦٨

قال : فأعطاني يزيد بها عشرة آلاف درهم.

أخبرنا أبو علي محمّد بن الحسين الجازري ، حدّثنا المعافى بن زكريا الجريري ، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي ، حدّثني أبو بكر بن عجلان ، حدثني حمّاد بن إسحاق قال : كان أبي عند الفضل بن يحيى وعنده مسلم بن الوليد الأنصاريّ ، ومنصور النمري ينشدانه. فقال : احكم بينهما. فقلت الحكم عيب عليّ ، والأمير أولى من حكم ، وقد سمع شعرهما قال : أقسمت عليك لما فعلت ، قلت : هما صديقان شاعران ، وقل من حكم بين الشعراء فسلم منهم ، ولكن إن أحب الأمير وصفت له شعرهما ، قال : فصفه. قلت : أما منصور النمري فغريب البنّا قريب المعنى ، سهل كلامه ، صعب مرامه ، سليم المتون كثير العيون. وأما مسلم فمزج كلام البدويين بكلام الحضريين ، وضمنه المعاني اللطيفة ، والألفاظ الظريفة ، فله جزالة البدويين ، ورقة الحضريين قال : أبيت أن تحكم فحكمت ، منصور أشعرهما.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن عبد الواحد بن علي البزّاز ، أخبرنا أبو سعيد الحسن ابن عبد الله السيرافي ، حدّثنا محمّد بن أبي الأزهر النّحويّ ، حدّثنا الزّبير بن بكّار ، حدثني محمّد البيذق ـ وكان أحسن الناس إنشادا وكان إنشاده أحسن من الغناء ـ قال : دعاني هارون الرّشيد في عشى يوم ، وبين يديه طبق وهو يأكل مما فيه. ومعه الفضل بن الرّبيع. فقال الفضل : يا محمّد ، أنشد أمير المؤمنين ما يستحسن من مديحه ، فأنشدته للنمري ، فلما بلغت إلى هذا الموضع :

أي امرئ بات من هارون في سخط

فليس بالصلوات الخمس ينتفع

إن المكارم والمعروف أودية

أحلك الله منها حيث تجتمع

إذا رفعت امرأ فالله رافعه

ومن وضعت من الأقوام متضع

نفسي فداؤك والأبطال معلمة

يوم الوغا والمنايا بينهم قرع

قال : فأمر فرفع الطعام وصاح وقال : هذا والله أطيب من أكل الطعام ، ومن كل شيء. وأجاز النمري بجائزة سنية. قال محمّد البيذق : فأتيت النمري فعرفته أني كنت سبب الجائزة فلم يعطني شيئا ، وشخص إلى رأس عين ، فاحفظني وغاظني. ثم دعاني الرّشيد يوما آخر فقال أنشدني يا محمّد فأنشدته :

شاء من الناس راتع هامل

يعللون النفوس بالباطل

٦٩

فلما بلغت إلى قوله :

ألا مساعير يغضبون لها

بسلة البيض والقنا الذابل

قال : أراه يحرض علىّ ، ابعثوا إليه من يجيئني برأسه ، فكلمه الفضل بن الرّبيع فلم يغن كلامه شيئا ، فوجه الرسول إليه فوافاه اليوم الذي مات فيه ، وقد دفن فأراد نبشه وصلبه ، فكلم في ذلك فأمسك عنه.

أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي ، أخبرنا أبو الفرج الأصبهانيّ ، أخبرني عمي ، حدثني ابن أبي سعد ، حدّثنا علي بن الحسن الشّيباني ، أخبرني منصور بن جمهور قال : سألت العتّابي عن سبب غضب الرّشيد عليه فقال لي : استقبلت منصور النمري يوما من الأيام فرأيته واجما كئيبا فقلت له : ما خبرك؟ فقال : تركت امرأتي تطلق وقد عسر عليها ولادها ، وهي يدي ورجلي ، والقيّمة بأمري وأمر منزلي. فقلت له : لم لا تكتب على فرجها هارون الرّشيد؟ قال : ليكون ما ذا؟ قلت : لتلد على المكان. قال : وكيف ذلك؟ قلت : لقولك :

إن أخلف الغيث لم تخلف مخائله

أو ضاق أمر ذكرناه فيتسع

فقال : يا كشحان ، والله لئن تخلصت امرأتي لأذكرن قولك هذا للرشيد ، فلما ولدت امرأته خبّر الرّشيد بما كان بيني وبينه ، فغضب الرّشيد لذلك ، فأمر بطلبي فاستترت عند الفضل بن الرّبيع فلم يزل يستل ما في قلبه على حتى أذن لي في الظهور فلما دخلت عليه قال لي : قد بلغني ما قلته للنمري ، فاعتذرت إليه حتى قبل ، ثم قلت له : والله يا أمير المؤمنين ما حمله على التكذب عليّ إلا ميله إلى العلوية ، فإن أراد أمير المؤمنين أن أنشده شعره في مديحهم فعلت فقال : أنشدني فأنشدته قوله :

شاء من الناس راتع هامل

يعللون النفوس بالباطل

حتى بلغت إلى قوله :

ألا مساعير يغضبون لهم

بسلة البيض والقنا الذابل

فغضب الرّشيد من ذلك غضبا شديدا ، وقال للفضل بن الرّبيع : أحضره الساعة ، فبعث الفضل في ذلك فوجده قد توفي ، فأمر بنبشه ليحرقه فلم يزل الفضل يلطف له حتى كف عنه.

٧٠

٧٠٥١ ـ منصور بن سلمة بن عبد العزيز بن صالح ، أبو سلمة الخزاعيّ :

سمع مالك بن أنس ، وسليمان بن بلال ، واللّيث بن سعد ، وعبد الرّحمن بن أبي الموال ، وشريك بن عبد الله ، وبكر بن مضر ، وعبد الله بن جعفر المخرّميّ. روى عنه أحمد بن حنبل ، وأبو بكر بن أبي عتّاب الأعين ، ومحمّد بن منصور الطّوسيّ ، ومحمّد بن عبد الرحيم صاعقة ، ومحمّد بن إسحاق الصاغاني ، وعبّاس الدّوريّ ، وأحمد بن أبي خيثمة ، وغيرهم.

أخبرنا هلال بن محمّد بن جعفر الحفار ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدّوريّ ، حدّثنا أبو سلمة الخزاعيّ ، حدّثنا سليمان بن بلال عن العلاء بن عبد الرّحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الجرس مزمار الشيطان»(١).

أخبرني الحسين بن علي الصيمري ، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزّعفرانيّ ، حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة قال : سمعت يحيى بن معين يقول : منصور بن سلمة الخزاعيّ ثقة. وقال أحمد بن أبي خيثمة : قال لنا أبي يوم رجعنا من عند أبي سلمة الخزاعيّ : كتبت اليوم عن كبش نطاح. قال ابن أبي خيثمة : مات بالمصيصة.

أخبرنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدثني الفضل ـ يعني ابن زياد ـ قال : قال أبو عبد الله ـ وهو أحمد بن حنبل ـ لم يكن ببغداد من أصحاب الحديث ـ ولا يحملون عن كل إنسان ، ولهم بصر بالحديث والرجال ، ولم يكونوا يكتبون إلا عن الثقات ، ولا يكتبون

__________________

٧٠٥١ ـ انظر : تهذيب الكمال ٦١٩٤ (٢٨ / ٥٣٠). وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٤٥. وتاريخ الدوري ٢ / ٥٨٧. وعلل أحمد ١ / ١٧٢ ، ٢٢٣. وتاريخ البخاري الكبير ٧ / الترجمة ١٥٠٢. وتاريخه الصغير ٢ / ٣١٥ ، ٣١٦. والكنى لمسلم ، الورقة ٤٧. والمعرفة ليعقوب ٢ / ١٨٠ ، ١٨١. والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ٧٦٣. وثقات ابن حبان ٩ / ١٧٢. وثقات ابن شاهين ، الترجمة ١٣٢٣. ورجال البخاري للباجي ٢ / ٧٢٤. والجمع لابن القيسراني ٢ / ٤٩٦. وتذكرة الحفاظ ١ / ٣٥٨. والكاشف ٣ / الترجمة ٥٧٣٦. وسير أعلام النبلاء ٩ / ٥٦٠. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ٧١. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٧٣ (آيا صوفيا ٣٠٠٧). ونهاية السئول ، الورقة ٣٨٦. وتهذيب التهذيب ١٠ / ٣٠٨. والتقريب ٢ / ٣٧٦. وخلاصة الخزرجي ٣ / الترجمة ٧٢٠٩.

(١) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب اللباس ١٠٤. ومسند أحمد ٢ / ٣٧٢. وصحيح ابن خزيمة ٢٥٥٤.

٧١

عمن لا يرضونه ـ إلا أبو سلمة الخزاعيّ ، والهيثم بن جميل ، وأبو كامل. وكان أبو كامل بصيرا بالحديث متقنا يشبه الناس ، لا يتكلم إلا أن يسأل فيجيب ، ويسكت. له عقل شديد ، والهيثم كان أحفظهم ، وأبو سلمة كان من أبصر الناس بأيام الناس لا تسأله عن أحد إلا جاءك بمعرفته ، وكان يتفقه.

أخبرني أبو القاسم الأزهري قال : قال لنا أبو الحسن الدّارقطنيّ : أبو سلمة الخزاعيّ أحد الثقات الحفاظ الرفعاء الذين كانوا يسألون عن الرجال ، ويؤخذ بقوله فيهم. أخذ عنه أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وغيرهما علم ذلك.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي. قال : قال محمّد بن سليمان ابن فارس قال محمّد بن إسماعيل البخاريّ : منصور بن سلمة أبو سلمة الخزاعيّ البغداديّ يقال مات سنة تسع ـ أو سبع ـ ومائتين بطرسوس.

وأخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخالدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي. قال : سنة تسع ومائتين فيها مات أبو سلمة منصور بن سلمة الخزاعيّ. وقال الحضرمي في موضع آخر : سنة عشر.

أخبرنا الأزهري ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف الخشّاب ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد. قال : منصور بن سلمة كان ثقة ، سمع من غير واحد ، وكان يتمنع من الحديث ، ثم حدث أياما ، ثم خرج إلى الثغر ، فمات بالمصيصة سنة عشر ومائتين في خلافة المأمون.

٧٠٥٢ ـ منصور بن عمار بن كثير ، أبو السّريّ السلمي الواعظ :

من أهل خراسان ـ وقيل من أهل البصرة ـ سكن بغداد وحدث بها عن معروف أبي الخطّاب صاحب واثلة بن الأسقع ، وعن ليث بن سعد ، وعبد الله بن لهيعة ، ومنكدر بن محمّد بن المنكدر ، وبشير بن طلحة. روى عنه ابنه سليم ، وعلي ابن خشرم ، ومحمّد بن جعفر لقلوق ، وغيرهم.

أخبرنا أبو عبد الرّحمن إسماعيل بن أحمد النّيسابوريّ الحيري ، أخبرنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السلمي. قال : منصور بن عمار من أهل مرو من قرية يقال لها دندانقان ، ويقال من أهل أبيورد. ويقال من أهل بوشنج.

__________________

٧٠٥٢ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ١٠٨.

٧٢

أخبرني الحسن بن علي الجوهريّ ، أخبرنا عمر بن محمّد بن علي النّاقد ، حدّثنا أبو الحسن أحمد بن الحسين الصّوفيّ قال : سمعت سليم بن منصور بن عمار يقول : حدثني أبي قال : حدثني معروف الخيّاط أبو الخطّاب قال : سمعت واثلة بن الأسقع يقول : لما أسلمت أتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأسلمت على يديه. فقال لي : «اذهب فاحلق عنك شعر الكفر واغتسل بماء وسدر» (١).

أخبرنا عثمان بن محمّد بن يوسف العلّاف ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا أحمد بن بشر المرثدي ، حدّثنا سليم بن منصور ، حدّثنا أبي ، حدثني معروف ، قال : حدثني واثلة بن الأسقع. قال : أتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فمسح يده على رأسي. قال معروف : ومسح واثلة يده على رأسي. قال أبي : ومسح معروف يده على رأسي.

أخبرنا الأزهري ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا ابن نفيع ، حدّثنا شجاع ابن مخلد. قال : مر بي بشر بن الحارث وأنا جالس في مجلس منصور بن عمار القاص ، وأنا في آخر الناس ، فمر بشر مطرقا ، فنظر إلي فمضى وهو يقول : وأنت أيضا يا أبا الفضل؟ وأنت أيضا يا أبا الفضل؟

حدّثنا محمّد بن علي الصوري ، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ ، حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن مسرور ، حدّثنا أبو سعيد بن يونس. قال : منصور بن عمار ابن كثير السلمي القاص يكنى أبا السّريّ ، قدم مصر وجلس يقص على الناس فسمع كلامه اللّيث بن سعد فاستحسن قصصه وفصاحته ، فذكر أن اللّيث قال له : يا هذا ما الذي أقدمك إلى بلدنا؟ قال : طلبت أكتسب بها ألف دينار ، فقال له اللّيث : فهي لك على رصين كلامك هذا الحسن ، ولا تتبذل ، فأقام بمصر في جملة اللّيث بن سعد وفي جرايته إلى أن خرج عن مصر ، فدفع إليه اللّيث ألف دينار ، ودفع إليه بنو اللّيث أيضا ألف دينار ، فخرج فسكن بغداد وبها توفى. وكان في قصصه وكلامه شيئا عجبا لم يقص على الناس مثله.

حدثني الحسن بن محمّد الخلّال ، حدّثنا يوسف بن عمر القواس ، حدّثنا أبو الحسن علي بن سليمان السلمي ، حدّثنا أبو شعيب الحرّانيّ ، حدّثنا علي بن خشرم.

قال : قال منصور ـ يعني ابن عمار ـ قلت : سمعته؟ قال : نعم! قال : لما قدمت مصر وكان الناس قد قحطوا ، فلما صلوا الجمعة رفعوا أصواتهم بالبكاء والدعاء ،

__________________

(١) انظر الحديث في : تاريخ أصبهان ٤ / ٣٨.

٧٣

فحضرتني النية فصرت إلى صحن المسجد ، فقلت : يا قوم تقربوا إلى الله بالصّدقة فإنه ما تقرب إليه بشيء أفضل منها ، ثم رميت بكسائي ثم قلت : اللهم هذا كسائي وهو جهدي وفوق طاقتي ، فجعل الناس يتصدقون ويعطوني ويلقون علي الكساء حتى جعلت المرأة تلقي خرصها وسخابها (٢) حتى فاض الكساء من أطرافه ، ثم هطلت السماء فخرج الناس في الطين والمطر ، فلما صليت العصر ، قلت : يا أهل مصر أنا رجل غريب ولا علم لي بفقرائكم ، فأين فقهاؤكم؟ فدفعت إلى اللّيث بن سعد ، وابن لهيعة ، فنظر إلى كثرة المال فقال أحدهما لصاحبه : لا تحرك ، ووكلوا به الثقات حتى أصبحوا ، فرحت ـ أو قال : فأدلجت ـ إلى الإسكندرية وأقمت بها شهرين ، فبينا أنا أطوف على حصنها وأكبر ، فإذا أنا برجل يرمقني ، فقلت : مالك؟ قال : يا هذا أنت قدمت مصر؟ قلت : نعم! قال : أنت المتكلم يوم الجمعة؟ قال : قلت : نعم! قال : فإنك صرت فتنة على أهل مصر ، قلت : وما ذاك؟ قال : قالوا : كان ذاك الخضر دعا فاستجيب له ، قال : قلت : ما كان الخضر بل أنا العبد الخاطئ قال : فأدلجت فقدمت مصر ، فلقيت اللّيث بن سعد ، فلما نظر إلى قال : أنت المتكلم يوم الجمعة؟ قال : قلت : نعم ، قال : فهل لك في المقام عندنا؟ قال : قلت : وكيف أقيم وما أملك إلا جبتي وسراويلي؟ قال : قد أقطعتك خمسة عشر فدانا. ثم صرت إلى ابن لهيعة فقال لي مثل مقالته وأقطعني خمسة فدادين ، فأقام بمصر.

أخبرنا هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران ، حدّثنا عبد الله بن سليمان ، حدّثنا علي بن خشرم قال : سمعت منصور بن عمار قال ـ وبعضه حدثني به أبي عن قتيبة ، عن منصور ـ قال : قدمت مصر وبها قحط ، فتكلمت فأخرج الناس صدقات كثيرة ، فأخذت فأتى بي إلى اللّيث بن سعد ، فقال : ما حملك علي أن تكلمت في بلدنا بغير أمرنا؟ قال : قلت أصلحك الله أعرض عليك ، فان كان مكروها نهيتني فانتهيت ، وإلا لم ينلني مكروه. فقال : تكلم ، فتكلمت ، فقال : قم ، لا يحل لي أن أسمع هذا الكلام وحدي ، فقال لي : ما أقدمك؟ قلت : قدمت عليك وعلى ابن لهيعة ، فلما قدمت عليه بعد ذلك أخرج إلى جارية قيمتها ثلاثمائة دينار ، فقال : خذها. فقلت : أصلحك الله معي أهل ، قال : تخدمكم. قلت : جارية بثلاثمائة دينار تخدمنا؟ قال : خذها. فدخلت عليه بعد ذلك ، فسكت حتى

__________________

(٢) الخرص : الحلقة الصغيرة في الأذن. والسخاب : القلادة.

٧٤

خرج الناس ، ثم أخرج من تحت مصلاه كيسا فيه ألف دينار فألقاه إليّ فقال : خذها ولا تعلم بها ابني الحارث فتهون عليه.

حدّثنا أبو طالب يحيى بن علي الدسكري ـ لفظا بحلوان ـ أخبرنا أبو بكر بن المقرئ ـ بأصبهان ـ حدّثنا أحمد بن موسى القزّاز القاسباني ، حدّثنا إبراهيم بن الحسن الأصبهانيّ ، حدّثنا عامر. قال : كتب بشر الحافي إلى منصور بن عمار ، اكتب إلى بما من الله علينا فكتب إليه منصور : أما بعد يا أخي فقد أصبح بنا من نعم الله ما لا نحصيه في كثرة ما نعصيه. ولقد بقيت متحيرا فيما بين هذين ، لا أدري كيف أشكره لجميل ما نشر ، أو قبيح ما ستر؟

أخبرني الحسن بن علي التّميميّ ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ.

وأخبرنا الحسن بن أبي طالب ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن غرزة الكاتب. قالا : حدّثنا عبد الله بن سليمان ، حدّثنا علي بن خشرم قال : سمعت منصور بن عمار يقول : المتكلمون ثلاثة ، الحسن بن أبي الحسن ، وعمر بن عبد العزيز ، وعون بن عبد الله بن عتبة. قال : قلت : وأنت الرابع.

وأخبرني أبو بكر أحمد بن سليمان بن علي المقرئ ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن أحمد بن هشام بن عيسى المروروذي ، حدّثنا جدي محمّد بن هشام. قال : قال منصور بن عمار قال لي هارون : كيف تعلمت هذا الكلام؟ قال : قلت يا أمير المؤمنين رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في منامي ، وكأنه تفل في فيّ ، وقال لي : يا منصور قل ، فأنطقت بإذن الله.

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن الحسين بن محمّد بن عبد الله بن بخيت الدّقّاق ، حدّثنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن أحمد بن شجاع الصّفّار البخاريّ ، أخبرنا خلف بن محمّد الخيام ، حدّثنا سهل بن شادويه قال : سمعت علي بن خشرم يقول سمعت منصور بن عمار يقول : رأيت كأني دنوت من جحر ، فخرج على عشر نحلات فلدغتني ، فقصصتها على أبي المثنى المعبر البصريّ فقال : الجد ما تقول؟ أعطني شيئا. قال : إن صدقت رؤياك تصلك امرأة بعشرة آلاف ، لكل نحلة ألف. قال منصور : فقلت لأبي المثنى : من أين قلت : هذا؟ قال : لأنه ليس شيء من الخلق ينتفع ببطنه من ولد آدم إلا النساء ، فإنهن ولدن الصديقين ، والأنبياء. والطير ليس فيها شيء ينتفع ببطنه إلا النحل ، فلما كان من الغد وجهت إلى زبيدة بعشرة آلاف درهم.

٧٥

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى المكي ، حدّثنا محمّد بن القاسم بن خلّاد. قال : قال محمّد بن موسى : شهدت منصور بن عمار القاص وقد كلمه قوم فقالوا هذا رجل غريب يريد الخروج إلى عياله ، فقال لابنه أحمد بن منصور ، يا أحمد امض معهم إلى أبي العوّام البزّاز ، فقال له أعطه ثيابا بألف درهم ، بل بأكثر من ذلك ، حتى إذا باعها صح له ألف درهم.

أخبرنا علي بن الحسين ـ صاحب العبّاسي ـ أخبرنا إسماعيل بن سعيد بن سويد المعدل ، حدّثنا أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا جرير بن أحمد بن أبي دؤاد أبو مالك قال : حدثني سلموية بن عاصم ـ قاضي هجر وقد قضى بالجزيرة والشام ـ قال : كتب بشر بن غياث المريسي ـ ويكنى أبا عبد الرّحمن ـ إلى منصور بن عمار : بلغني اجتماع الناس عليك ، وما حكى من العلم ، فأخبرني عن القرآن خالق أو مخلوق فكتب إليه منصور : بسم الله الرّحمن الرحيم ، عافانا الله وإياك من كل فتنة ، فإنه إن يفعل فأعظم بها نعمة ، وإن لم يفعل فتلك أسباب الهلكة ، وليس لأحد على الله بعد المرسلين حجة ، نحن نرى أن الكلام في القرآن بدعة اشترك فيها السائل والمجيب ، فتعاطي السائل ما ليس له ، وتكلف المجيب ما ليس عليه ، وما أعلم خالقا إلا الله ، وما دون الله مخلوق. والقرآن كلام الله ، ولو كان القرآن خالقا لم يكن للذين وعوه إلى الله شافعا ، ولا بالذين ضيعوه ماحلا ، فانته بنفسك وبالمختلفين في القرآن إلى أسمائه التي سماه الله بها تكن من المهتدين : (وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ سَيُجْزَوْنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) [الأعراف ١٨٠] ولا تسم القرآن باسم من عندك فتكون من الضالين ؛ جعلنا الله وإياك من (الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ) [الأنبياء ٤٩]. وكتب بشر أيضا إلى منصور يسأله عن قول الله تعالى : (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) [طه ٥] كيف استوى؟ فكتب إليه منصور : استواؤه غير محدود ، والجواب فيه تكلف ، ومسألتك عن ذلك بدعة ، والإيمان بجملة ذلك واجب ، قال الله تعالى : (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ ، وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ) [آل عمران ٧] وحده. ثم استأنف الكلام فقال : (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ) [آل عمران ٧] فنسبهم إلى الرسوخ في العلم بأن قالوا لما تشابه منه عليهم : (آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا) [آل عمران ٧] فهؤلاء هم الذين أغناهم الرسوخ في

٧٦

العلم عن الاقتحام على السدد المضروبة دون الغيوب ، بما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب. فمدح اعترافهم بالعجز عن تأول ما لم يحيطوا به علما ، وسمى تركهم التعمق فيما لم يكلفهم رسوخا في العلم. فانته رحمك الله من العلم إلى حيث انتهى بك إليه ، ولا تجاوز ذلك إلى ما حظر عنك علمه فتكون من المتكلفين وتهلك مع الهالكين ، والسلام عليك.

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن خلف بن المرزبان قال : أنشدت لأبي العتاهية في منصور بن عمار :

إن يوم الحساب يوم عسير

ليس للظالمين فيه مجير

فاتخذ عدة المطلع القبر

وهول الصراط يا منصور

أخبرني الأزهري ، حدّثنا إسماعيل بن سويد ، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي ، حدثني علي بن سليم قال : سمعت ابن وشاح المتكلم يقول : قال منصور بن عمار ـ في ـ مجلس له وقد فرغ من كلامه ـ لي : إليكم حاجة ، أريد حبة لم يزنها المطففون ، ولم تخرج من أكياس المرابين. ولم تجر عليها أحكام الظالمين ، قالوا ما عندنا هذه.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا محمّد ابن أحمد بن عمرو بن البراء ، حدّثنا أحمد بن عمرو الضّرير قال : قال منصور بن عمار.

وأخبرني محمّد بن الحسين بن إبراهيم الخفّاف قال : حدّثنا روّاد وكرموت ابنا جراح بن صفوة بن صالح قالا : حدّثنا حفص بن عمر بن الخليل الحافظ قال : حدثني أبو حاتم محمّد بن إدريس الحنظلي ـ بالري ـ قال : سمعت إبراهيم بن منصور بن عمار قال : سمعت أبي يقول : قال لي رجل بالشام : يا أبا السّريّ ، عندنا رجل من العباد من أهل واسط العراق ، رجل لا يأكل إلا من كد يديه ، وقد دبرت من سف الخوص والاعتمال صفحة يديه ، ولو رأيته لوقذك النظر إليه فهل لك أن تمضي بنا إليه؟ قال : قلت : نعم! فأتيناه فدققنا عليه بابه فخرج إلى الباب ، فسمعته يقول : اللهم إني أعوذ بك ممن جاء ليشغلني عما أتلذذ به من مناجاتك ، ثم فتح الباب فدخلنا ، وإذا رجل يرى به الآخرة ، وإذا قبر محفور ، ووصية قد كتبها في الحائط ، وكساؤه قد أعدت لكفنه ، فقلت : أي موقف لهذا الخلق؟ قال : بين يدي من؟ قال فصاح وخر بوجهه ثم أفاق من غشيته ، فقال له صاحبي : يا أبا عباد هذا أبو السّريّ منصور بن

٧٧

عمار ، فقال لي : مرحبا يا أخي ما زلت إليك مشتاقا ، قال وأراه صافحني ، أعلمك أن بي داء قد أعيا المتطببين قبلك قديما فهل لك أن تتأتى له برفقك وتلصق عليه بعض مراهمك ، لعل الله أن ينفع بك؟ قال : قلت : وكيف يعالج مثلي مثلك ، وجرحي أثقل من جرحك؟ قال : فقال : وإن كان ذاك كذلك. فإني مشتاق منك إلى ذلك قال : قلت أما إذ أبيت فلئن كنت تمسكت باحتفار قبرك في بيتك وبوصية رسمتها بعد وفاتك ، وبكفن أعددته ليوم منيتك ، فإن لله عبادا اقتطعهم خوفه عن النظر إلى قبورهم. قال : فصاح صيحة ووقع في قبره ، وجعل يفحص رجليه وبال ، قال : فعرفت بالبول ذهاب عقله ، فخرجت إلى طحان على بابه فقلت : ادخل فأعنا على هذا الشيخ ، فاستخرجناه من قبره وهو في غشيته ، فقال لي الطحان : ويحك ما أردت إلى ما صنعت بهذا الشيخ ، والله لا يغفر الله لك ما صنعت. فخرجت وتركته صريع فترته. فلما كان الغد عدت إليه فإذا بسلخ في وجهه ، وإذا بشريط قد شد به رأسه لصداع وجده. فلما رآني قال : يا أبا السّريّ المعاودة ، قال : قلت يكون من ذلك ما قدر. وخرجت وتركته. هذا آخر حديث ابن رزق ، وسياق الخبر له. وقال الخفّاف : ثم قال لي المعاودة يرحمك الله ، فقلت له فأين بلغت أيها المتعبد من أحزانك ، وهل بلغ الخوف ليلة من منامك؟ فتالله لكأني أنظر إلى آكل الفطير ، والصابر على خبز الشعير ، يأكل ما اشتهى ، وسعى عليه بلحم طير ، وسقى من الرحيق المختوم ، قال : فشهق شهقة فحركته فإذا هو قد فارق الدّنيا.

أخبرنا أحمد بن علي بن محمّد الأصبهانيّ ـ إجازة ـ أخبرنا أبو أحمد محمّد بن محمّد بن أحمد بن إسحاق الحافظ ، أخبرنا أبو عبيد محمّد بن أحمد بن المؤمل الصّيرفيّ ـ ببغداد ـ حدّثنا إسحاق بن أحمد بن سلمان المؤدّب قال : حدثني أبو جعفر محمّد الصّفّار قال : رأيت منصور بن عمار في منامي ، فقلت له : يا منصور بن عمار ما صنع بك ربك؟ قال : لا تقل ما صنع بك ربك ، ولكن قل يا منصور كيف نجوت.

قال : لقيت ربي فقال لي يا منصور أصبت فيك تخليطا كثيرا غير أني وجدتك تحببني إلى خلفي ، يا منصور قل لبشر بن الحارث لو سجدت لي على الجمر ما أديت شكري! وأخبر بشر بذلك فبكى بشر ثم قال : وكيف أؤدي شكر ربي.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدل قال : أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أبي الدّنيا ، حدثني أبو عبد الله التّميميّ ، حدثني محمّد

٧٨

ابن مفضل قال : رأيت منصور بن عمار في المنام ، فقلت : يا أبا السّريّ ما فعل بك ربك؟ قال : خيرا ، قلت : بما ذا؟ قال : قال لي بما كنت تحببني إلى عبادي.

أخبرني أبو القاسم الأزهري ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن بطة العكبريّ ـ بها ـ قال : حدّثنا إبراهيم بن جعفر التستري قال : سمعت أبا الحسن علي بن الحسن الواعظ يقول : سمعت أبا بكر الصيدلاني ـ بجرجان ـ يقول : سمعت سليم بن منصور بن عمار يقول : رأيت أبي منصورا في المنام. فقلت : ما فعل بك ربك؟ فقال : إن الرب تعالى قربني وأدناني وقال لي يا شيخ السوء تدري لم غفرت لك؟ قال : قلت لا يا إلهي ، قال : إنك جلست للناس يوما مجلسا فبكيتهم؟ فبكى فيهم عبد من عبادي لم يبك من خشيتي قط ، فغفرت له ووهبت أهل المجلس كلهم له ، ووهبتك فيمن وهبت له.

قال لي محمّد بن علي بن مخلد الورّاق : رأيت قبر منصور بن عمار بباب حرب وعليه لوح منقوش فيه اسمه ، وإلى جانبه قبر ابنه سليم.

٧٠٥٣ ـ منصور بن صقير ، أبو النّضر :

حدث عن عبيد الله بن عمرو الرقي ، وموسى بن أعين الجزري. روى عنه القاسم ابن هاشم السّمسار ، وعلي بن معبد ، وعبّاس بن محمّد الدّوريّ ، ومحمّد بن أبي العوّام الرياحي ، وجعفر بن محمّد بن شاكر الصائغ ، وبشر بن موسى الأسديّ.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا الحسين بن علي التّميميّ ، وعبد الله بن محمّد بن جعفر بن حيّان البوسنجيّ قالا : حدّثنا ابن خزيمة ، حدّثنا علي بن معبد ، حدّثنا منصور بن صقير قال علي : ورأيت أحمد بن حنبل يكتب عنه الحديث.

أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي ، حدّثنا أبو عبّاس محمّد بن يعقوب الأصمّ ، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدّوريّ ، حدّثنا منصور بن

__________________

٧٠٥٣ ـ انظر : تهذيب الكمال ٦١٩٦ (٢٨ / ٥٣٣ ـ ٥٣٨). وتاريخ البخاري الكبير ٧ / الترجمة ١٤٨٩. وضعفاء العقيلي ، الورقة ٢٠٩. والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ٧٦١. والمجروحين لابن حبان ٣ / ٣٩. وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ١٥٧. والكاشف ٣ / الترجمة ٥٧٣٧. وديوان الضعفاء ، الترجمة ٤٢٤٠. والمغني ٢ / الترجمة ٦٤٣٢. ومن تكلم فيه وهو موثق ، الورقة ٣٠. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ٧٢. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٧٣ (آيا صوفيا ٣٠٠٧). وميزان الاعتدال ٤ / الترجمة ٨٧٨٠. ورجال ابن ماجة ، الورقة ١٥ ، ونهاية السئول ، الورقة ٣٨٧. وتهذيب التهذيب ١٠ / ٣٠٩ ـ ٣١٠. والتقريب ٢ / ٢٧٦. وخلاصة الخزرجي ٣ / الترجمة ٧٢١٢.

٧٩

صقير ، حدّثنا موسى بن أعين عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن الرجل ليكون من أهل الجهاد ، ومن أهل الصّلاة والصيام ، وممن يأمر بالمعروف ، وينهى عن المنكر ، وما يجزى يوم القيامة أجره إلا على قدر عقله» (١).

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أبو أحمد الحسين بن علي التّميميّ ، أخبرنا ابن أبي حاتم قال : سمعت أبي سئل عن هذا الحديث فقال : سمعت ابن أبي الثلج يقول : ذكرت هذا الحديث ليحيى بن معين فقال : هذا حديث باطل ، إنما رواه موسى بن أعين عن صاحبه عبيد الله بن عمرو عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : فرفع إسحاق من الوسط ، وقيل موسى بن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال أبي : وكان موسى وعبيد الله بن عمرو صاحبين ، يكتب بعضهم عن بعض ، وهو حديث باطل في الأصل. قيل لأبي : ما كان منصور هذا؟ قال : ليس بقوي ، وفي حديثه اضطراب.

قلت : وقد روى حديث موسى بن أعين بقية بن الوليد عن عبيد الله بن عمرو عن إسحاق بن عبد الله كما ذكر يحيى بن معين ، إلا أنه خالفه في المتن.

أخبرناه أحمد بن محمّد بن غالب ، أخبرنا أبو أحمد الحسين بن علي النّيسابوريّ ، حدّثنا محمّد بن المسيّب أبو عبد الله ، حدّثنا موسى بن سليمان ، حدّثنا بقية ، حدّثنا عبيد الله بن عمرو عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تعجبوا بإسلام امرئ حتى تعرفوا عقدة عقله».

أخبرنا يوسف بن رباح البصريّ ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس ـ بمصر ـ حدّثنا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد الدولابي ، حدّثنا معاوية بن صالح ابن أبي عبيد الله قال : ومن أهل بغداد ممن نزلها ومات بها ، منصور بن صقير.

٧٠٥٤ ـ منصور بن أبي مزاحم ، أبو نصر التركي الكاتب :

واسم أبي مزاحم بشير. رأى شعبة بن الحجّاج. سمع مالك بن أنس ، وأبا

__________________

(١) انظر الحديث في : الموضوعات ١ / ١٧٢. وتنزيه الشريعة ١ / ٢٠٣. والفوائد المجموعة ٤٧٥. وإتحاف السادة المتقين ١ / ٤٧٤.

٧٠٥٤ ـ انظر : تهذيب الكمال ٦٢٠٠ (٢٨ / ٥٤٢ ـ ٥٤٦). وتاريخ الدارمي ، الترجمة ٨١٧. وابن محرز ، الترجمتان ٣٦٨ ، ١٥٣٧. وعلل أحمد ٢ / ٦٩ ، ١٨٩ ، ٢١٠ ، ٢٢٢ ، ٣٠٨. وتاريخ البخاري الكبير ٧ / الترجمة ١٥٠٦. وتاريخه الصغير ٢ / ٣٦٦. وأبو زرعة الرازي ٣٥٧. وتاريخ أبي زرعة الدمشقي ٣٨ ، ٥٥٠ ، ٦٢٤. والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ٧٥٦. وثقات ـ

٨٠