تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٣

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٣

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٧

أخبرني البرقاني ، حدثني محمّد بن أحمد بن محمّد الأدمي ، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي ، حدّثنا زكريا بن يحيى السّاجي قال : أبو البختريّ وهب بن وهب ، كان كذّابا ، لما بلغ عبد الرّحمن بن مهديّ موته. قال الحمد لله الذي أراح المسلمين منه.

قلت : هذا القول وهم ، لأن عبد الرّحمن بن مهديّ مات في سنة ثمان وتسعين ومائة ، ومات أبو البختريّ بعده في سنة مائتين ، وقيل في سنة تسع وتسعين ومائة.

قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال : قيل مات أبو البختريّ القاضي ببغداد سنة تسع وتسعين ومائة ، وقيل مات في سنة مائتين.

أخبرنا الأزهري ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا الحارث بن محمّد بن أبي أسامة ، حدّثنا محمّد بن سعد.

وأخبرني الحسن بن أبي بكر قال : كتب إليّ محمّد بن إبراهيم بن عمران الجوري ـ من شيراز ـ يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال : حدّثنا أحمد بن يونس الضّبّيّ قال : حدثني أبو حسّان الزّيادي قالا : سنة مائتين فيها مات أبو البختريّ وهب بن وهب. قال ابن سعد : الزمعي ، وقال أبو حسّان : القاضي القرشيّ. وقالا جميعا : ببغداد.

أخبرنا ابن حسنويه ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، حدّثنا عمرو بن أحمد الأهوازي ، حدّثنا خليفة بن خياط قال : مات أبو البختريّ القاضي سنة مائتين.

٧٣٢٤ ـ وهب بن بقية ، أبو محمّد الواسطيّ المعروف بوهبان :

سمع حمّاد بن زيد ، وخالد بن عبد الله ، وهشام بن بشير ، وجعفر بن سليمان ، ونوح بن قيس. روى عنه محمّد بن إسماعيل البخاريّ ، ومسلم بن الحجّاج

__________________

٧٣٢٤ ـ انظر : تهذيب الكمال ٦٧٥٠ (٣١ / ١١٥). والمنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٢٦٩. وسؤالات ابن طالوت ، الورقة ٢. وعلل أحمد ٢ / ٩ ، ٢٧٩ ، ٢٨٠. وتاريخ البخاري الكبير ٨ / الترجمة ٣٥٨٢. والصغير ٢ / ٣٧١. وتاريخ واسط لبحشل (انظر الفهرس). والجرح والتعديل ٩ / الترجمة ١٢٦. وثقات ابن حبان ٩ / ٢٢٩. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١٨٦. وموضح أوهام الجمع ٢ / ٤٤٢. وشيوخ أبي داود للجياني ، الورقة ٩٥. والجمع لابن القيسراني ٢ / ٥٤٢. والمعجم المشتمل ، الترجمة ١٠٩٥. وسير أعلام النبلاء ١١ / ٤٦٢. والعبر ١ / ٤٣١. والكاشف ٣ / الترجمة ٦٢٠٤. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ١٤٢. ونهاية السئول ، الورقة ٤٢١. وتهذيب التهذيب ١١ / ١٥٩. والتقريب ، الترجمة. وشذرات الذهب ٢ / ٩٢.

٤٦١

النّيسابوريّ ، وحنبل بن إسحاق ، وأبو داود السجستاني ، ومحمّد بن عبدوس بن كامل ، وإدريس بن عبد الكريم الحدّاد ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، ومحمّد بن بشر بن مطر ، وعبد الله بن محمّد بن ناجية ، وعلي بن إسحاق بن زاطيا ، وأبو القاسم البغوي ، وكان ثقة. قدم بغداد وحدث بها.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا محمّد بن جعفر بن أحمد بن اللّيث الواسطيّ ، حدّثنا أبو الحسن أسلم بن سهل قال : أبو محمّد وهب بن بقية بن عثمان بن شابور ابن عبيد بن آدم بن زياد ، رضيع قيس بن سعد بن عبادة. قال أسلم : أخبرني بذلك زكريا بن يحيى زحمويه.

أخبرنا محمّد بن أبي نصر النّرسيّ ، أخبرنا علي بن عمر السّكّري ، حدّثنا عبد الله ابن محمّد بن عبد العزيز ، حدّثنا وهب بن بقية الواسطيّ قال : سمعت حمّاد بن زيد يقول : لقنت سلمة بن علقمة حديثا فحدثني. ثم رجع عنه وقال : إذا سرك أن تكذب صاحبك فلقنه. بلغني أن وهب بن بقية لم يكن عنده عن حمّاد بن زيد سوى هذه الحكاية.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا محمّد بن جعفر بن أحمد بن اللّيث ، حدّثنا أسلم ابن سهل قال : ولد وهب في سنة خمس وخمسين ومائة ، ومات في سنة تسع وثلاثين ومائتين.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال : سنة تسع وثلاثين ومائتين فيها مات وهب بن بقية الواسطيّ.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن المظفر قال : قال عبد الله بن محمّد البغوي : مات وهب بن بقية في ربيع الآخر سنة تسع وثلاثين.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال : توفي أبو محمّد وهب بن بقية سنة تسع وثلاثين ومائتين ، وقيل : ولد في سنة خمس وخمسين ومائة ، وكان يخضب بالحناء ، ومات بواسط ، وكان قدم إلى بغداد فحمل عنه شيوخنا.

٤٦٢

٧٣٢٥ ـ وهب بن حفص بن عمرو ، أبو الوليد البجلي الحرّانيّ :

قدم بغداد وحدث بها عن عثمان بن عبد الرّحمن الطّرائفيّ ، وأبي قتادة عبد الله ابن واقد ، وعبد الملك بن إبراهيم الجدي ، ومحمّد بن يوسف الفريابي ، وعثمان بن صالح السهمي. روى عنه أبو شعيب صالح بن عمران الدعاء ، وعبد الله بن محمّد ابن ياسين ، والقاضي المحاملي ، وغيرهم.

أخبرنا الأزهري ، أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري ، حدّثنا الحسين بن إسماعيل ، حدّثنا أبو الوليد الحرّانيّ وهب بن حفص ، حدّثنا عبد الملك بن إبراهيم الجدي ، حدّثنا حمّاد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ليس أحد من أهل الجنة إلا يدعى باسمه إلا آدم فإنه يكنى بأبي محمّد ، وليس أحد من أهل الجنة إلا وهم جرد مرد إلا ما كان من موسى بن عمران ، فإن لحيته تبلغ سرته» (١).

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أبو الحسن الدّارقطنيّ قال : وهب بن حفص الحرّانيّ كان ضعيفا.

أخبرنا علي بن أحمد بن محمّد بن علي الآبنوسي قال : قال لنا أبو الحسن علي بن عمر الحافظ : وهب بن حفص أبو الوليد الحرّانيّ يضع الحديث.

وفيما ذكر لنا محمّد بن علي الصوري أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ قال : حدّثنا أبو الفتح بن مسرور ، حدّثنا أبو سعيد بن نفيس قال : توفي وهب بن حفص الحرّانيّ بعد الخمسين ومائتين بيسير.

٧٣٢٦ ـ وهب بن داود بن سليمان ، أبو القاسم المخرّميّ :

حدث عن إسماعيل بن علية. روى عنه محمّد بن جعفر المطيري ، وكان ضريرا ولم يكن ثقة.

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه ، حدّثنا عمر بن إبراهيم المقرئ ، حدّثنا محمّد بن جعفر المطيري ، حدّثنا وهب بن داود بن سليمان الضّرير ، حدّثنا إسماعيل

__________________

٧٣٢٥ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٤ / ترجمة ٩٤٢٥.

(١) انظر الحديث في : الموضوعات ٣ / ٢٥٧. واللآلئ المصنوعة ٢ / ٢٤٢. وتذكرة الموضوعات ٢٢٦. والدر المنثور ١ / ٦٢.

٧٣٢٦ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٤ / ٣٥١.

٤٦٣

ابن إبراهيم ، حدّثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال : كنت واقفا بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «من صلى عليّ يوم الجمعة ثمانين مرة غفر الله له ذنوب ثمانين عاما» فقيل له : كيف الصّلاة عليك يا رسول الله؟ قال : «تقول اللهم صلّ على محمّد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي ، وتعقد واحدا» (١).

٧٣٢٧ ـ وهب بن بيّان ، الدير الدّيرعاقوليّ :

سمع سرى بن مغلس السقطي. روى عنه إسماعيل بن ميمون ، شيخ لأحمد بن نصر الذارع.

٧٣٢٨ ـ وهب بن حميل بن الفضل ، الآرينجي :

قدم بغداد حاجّا وحدث بها عن الفضل بن العبّاس بن عبد الله البلخيّ. روى عنه أبو الحسن بن الجندي.

أخبرني أبو نصر أحمد بن محمّد بن أحمد بن عمر الغزال ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران قال : حدثني وهب بن حميل بن الفضل الآرينجي ـ قدم حاجّا سنة عشرين وثلاثمائة ـ حدّثنا الفضل بن العبّاس بن عبد الله البلخيّ ، حدّثنا بحير بن النّضر ، حدّثنا عيسى بن يونس غنجار ، حدّثنا أبو حمزة عن رقبة عن يونس بن حباب عن أبي جعفر قال : قال علي ـ وهو عند رأس عمر ، وهو طعين ـ : هذا أحب الأمة إليّ أن ألقي الله بمثل صحيفته.

٧٣٢٩ ـ وهب بن عبد الرّحمن بن العبّاس بن علي ، أبو داود الجوهريّ :

روى أبو القاسم بن الثّلّاج عنه عن علي بن حرب الطائي ، وذكر أنه سمع منه في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة في جامع المدينة.

ذكر من اسمه الوضاح

٧٣٣٠ ـ الوضاح ، أبو عوانة ، مولى يزيد بن عطاء الواسطيّ :

كان من سبى جرجان ورأى الحسن البصريّ ، ومحمّد بن سيرين ، وسمع من

__________________

(١) انظر الحديث في : الأحاديث الضعيفة ٢١٥.

٧٣٣٠ ـ انظر : تهذيب الكمال ٦٦٨٨ (٣٠ / ٤٤١ ـ ٤٤٢). والمنتظم ، لابن الجوزي ١٣ / ٢٨. وطبقات ابن سعد ٧ / ٢٨٧. وتاريخ الدوري ٢ / ٦٢٩. وتاريخ الدارمي ، رقم ٣٧ ، ٣٩ ، ٤٠ ، ٥٢ ، ـ

٤٦٤

محمّد بن المنكدر حديثا واحدا ، وروى عن سعد بن إبراهيم ، وعمرو بن دينار ، وقتادة ، وأيّوب ، وبيان بن بشر ، ومنصور بن المعتمر ، ومغيرة بن مقسم ، والحكم بن عتيبة ، وسماك بن حرب ، ومعاوية بن قرة ، وزياد بن علاقة ، وسليمان الأعمش. روى عنه شعبة ، وإسماعيل بن علية ، ويزيد بن زريع ، وعبد الرّحمن بن مهديّ ، وأبو داود ، ووكيع ، وعفّان ، وأبو نعيم ، وأبو الوليد ، ومحمّد بن عيسى بن الطباع ، ومحمّد بن خداش ، ويحيى بن معين ، في آخرين. وقدم بغداد وحدث بها.

كذلك حدثت عن علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا محمّد بن يوسف بن سليمان الخلّال ، حدّثنا الهيثم بن سهل أبو بشر ، حدّثنا أبو عوانة الوضاح ـ ببغداد ـ حدّثنا بيّان عن قيس عن أبي بكر الصديق أنه دخل على امرأة أحمسية ، فرآها لا تكلم ، يقال لها زينب فقال : «ما لها لا تكلم؟» قالوا حجت مصمتة ، وذكر الحديث.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا محمّد بن جعفر بن أحمد بن اللّيث الواسطيّ ، حدّثنا أسلم بن سهل ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبّان قال : سمعت أبي يقول : اشترى عطاء بن يزيد ، أبا عوانة ليكون مع ابنه يزيد ، وكان لأبي عوانة صديق قاص ، وكان أبو عوانة يحسن إليه ، فقال القاص : ما أدري أي شيء أكافئه؟ فكان بعد ذلك لا يجلس مجلسا إلا قال لمن حضره : ادعوا الله لعطاء البزّاز ، فإنه قد أعتق أبا عوانة ، فكان قل مجلس إلا ذهب إلى عطاء من يشكره. فلما كثر عليه ذاك أعتقه.

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ ، أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله

__________________

ـ ٦٦٧. وابن محرز ، الترجمة ٥٧٧ ، ٥٨٥. وابن طهمان ١١٠ ، ٤٠٤. وتاريخ خليفة ٣١٤ ، ٣٣٧. وعلل ابن المديني ٣٨ ، ٦٨ ، ٧٤. وسؤالات ابن أبي شيبة ٧٦. ومسند أحمد ٢ / ٢٨٣. والعلل (انظر الفهرس). وتاريخ البخاري الكبير ٨ / الترجمة ٢٦٢٨. وتاريخه الصغير ٢ / ٢١٠ ـ ٢١٢. والكنى لمسلم ، الورقة ٨٦. وثقات العجلي ، الورقة ٥٦. والمعرفة ليعقوب (انظر الفهرس). وسؤالات الآجري ٤ / الورقة ٢ ، ٥ / الورقة ١٢. والكنى للدولابي ٢ / ٤٧. والجرح والتعديل ٩ / الترجمة ١٧٣. وثقات ابن حبان ٧ / ٥٦٢. وسنن الدارقطني ١ / ١٦٤. وثقات ابن شاهين ، الترجمة ١٥٠٨. ورجال صحيح مسلم ، الورقة ١٨٨. والسابق واللاحق ٣٥٣. والتعديل والتجريح ٣ / ١٢٠٠. والجمع لابن القيسراني ٢ / ٥٤٥. وسير أعلام النبلاء ٨ / ٢١٧. والكاشف ٣ / الترجمة ٦١٥٢. وتذكرة الحفاظ ١ / ٢٣٦. والعبر ١ / ٢٦٩ ، ٢٧١. والمغني ٢ / الترجمة ٦٨٣٨. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ١٣٠. وميزان الاعتدال ٤ / الترجمة ٩٣٥٠. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٩ (آيا صوفيا ٣٠٠٦). وشرح علل الترمذي ١١٠. ونهاية السئول ، الورقة ٤١٦. وتهذيب التهذيب ١١ / ١١٦. والتقريب ، الترجمة ٧٤٠٧. وشذرات الذهب ١ / ٢٨٧.

٤٦٥

ابن أحمد الصّفّار الأصبهانيّ ، حدّثنا محمّد بن غالب بن حرب قال : سمعت يحيى ابن معين يقول : كان أبو عوانة يقرأ ولا يكتب.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا ، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : كان أبو عوانة أميّا يستعين بإنسان يكتب له ، وكان يقرأ الحديث.

حدّثنا الصوري ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان الطّوسيّ ، حدّثنا عبد الله بن جابر بن عبد الله البزّاز قال : سمعت جعفر بن محمّد بن عيسى بن نوح يقول : سمعت محمّد بن عيسى بن الطباع يقول : قال ابن الشاذكوني ليحيى بن سعيد القطّان : في حديث أبي عوانة عن منصور عن إبراهيم في المرأة الموسرة تريد أن تحج فيمنعها زوجها؟ قال : تحج مع ذي محرم من أهلها ، لا تطيعه. فقيل له إن هذا لم يوجد في كتابه فقال يحيى : إن أبا عوانة كان مأمونا.

أجاز لنا أبو عمر بن مهديّ ـ وحدثنيه الحسن بن علي بن عبد الله المقرئ عنه ـ قال : أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا جدي قال : سمعت مسددا يقول : سمعت يحيى بن سعيد يقول : ما كان أشبه حديث أبي عوانة بحديث شعبة وسفيان.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا دعلج بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن علي الأبار ، حدّثنا أحمد بن الخليل ، حدّثنا مسعود بن خلف قال : قال الحجّاج بن محمّد : حثني شعبة على المبارك بن فضالة ، وعلى أبو عوانة ، وقال لي : الزم أبا عوانة.

أخبرنا أبو حازم العبدوي ، أخبرنا أبو أحمد محمّد بن أحمد بن القاسم العبدي ـ بجرجان ـ ، أخبرنا الحسن بن سفيان ، حدثني عبد العزيز ـ يعني ابن منيب ـ قال : سمعت أبا جعفر محمّد بن عيسى يقول : ما رأيت أبا عوانة يضحك. قال : وترك ابن علية الضحك قبل موته بتسع سنين.

أخبرنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان ، حدّثنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان ، حدّثنا محمّد بن غالب ، حدثني الحسن الحلواني.

وأخبرني ابن الفضل ، أخبرنا دعلج ، أخبرنا أحمد بن علي الأبار ، حدّثنا الحسن بن علي قال : حدّثنا عفّان قال : قال شعبة ـ وفي حديث أبي سهل قال : سمعت شعبة يقول ـ إن حدثكم أبو عوانة عن أبي هريرة فصدقوه.

٤٦٦

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا أبو سهل بن زياد ، حدّثنا جعفر بن أبي عثمان قال : سمعت قاسما المدينيّ يسأل يحيى بن معين على باب عفّان قال : من لأهل البصرة مثل سفيان؟ قال : شعبة ، قال : من لهم مثل زائدة؟ قال : أبو عوانة ، قال من لهم مثل زهير؟ قال : وهيب.

أخبرنا البرقاني قال : قرأت على أبي بكر أحمد بن جعفر بن سلم حدثكم أحمد ابن بشر بن أيّوب الطّيالسيّ قال : سمعت يحيى بن معين ـ وسأله رجل : أيما أثبت زائدة ، أو أبو عوانة؟ ـ قال : كلاهما ثبت صدوقين ، فأعاد عليه. فأعاد مثل هذا ، ثم رأيته كأنه قد مال إلى أبي عوانة.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا دعلج ، أخبرنا الأبار ، حدّثنا عرفة بن الهيثم قال : سمعت يحيى بن معين وأبا خيثمة يسألان عفّان عن شعبة ، وأبي عوانة؟ فقال : كان شعبة يحذف الأحاديث ، وكان أبو عوانة يكتبها بأصولها.

وقال الأبار : حدّثنا أبو قدامة السّرخسيّ قال : سمعت عبد الرّحمن بن مهديّ يقول : أبو عوانة ، وهشام ، كسعيد بن أبي عروبة ، وهمام ، إذا كان الكتاب فكتاب أبي عوانة صحيح ، وإذا كان الحفظ فحفظ هشام ، وإذا كان الكتاب فكتاب همام ، وإذا كان الحفظ فحفظ سعيد.

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ ، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمّد بن حبش المقرئ ـ بالدينور ـ حدّثنا الحسن بن علي بن زيد البزّاز قال : سمعت محمّد بن الحسين المخزومي يقول : قال يحيى بن سعيد القطّان : أبو عوانة من كتاب ، أحب إلىّ من شعبة من حفظه.

أخبرنا أبو العبّاس الفضل بن عبد الرّحمن الأبهري ، حدّثنا أبو بكر بن المقرئ ـ بأصبهان ـ حدّثنا أبو عبيد الله أحمد بن عمرو بن عثمان المعدل الواسطيّ ـ بواسط ـ قال : سمعت أحمد بن سنان يقول : سمعت عبد الرّحمن بن مهديّ يقول : كتاب أبي عوانة أحب إلىّ من حفظ هشام ، وحفظ هشام أحب إلىّ من حفظ أبي عوانة.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا ، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين ـ وذكر زهير بن معاوية ، وأبا عوانة ـ فكأنه ساوى بين أبي عوانة وزهير بن معاوية. سمعت يحيى يقول : إذا اختلف أبو عوانة وشريك فالقول قول أبي عوانة.

٤٦٧

أخبرنا التنوخي ، أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن إبراهيم الحازمي البخاريّ ، حدّثنا إسحاق بن أحمد بن خلف الأزديّ الحافظ قال : سمعت محمّد بن إسماعيل سئل عن أبي عوانة فقال : كان صاحب كتاب اسمه وضاح ، مولى يزيد بن عطاء.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا الفضل ـ وهو ابن زياد ـ قال : وسئل أحمد بن محمّد بن حنبل عن جرير الرّازيّ ، وأبي عوانة أيهما أحب إليك؟ قال : أبو عوانة من كتابه. قال الفضل ، وسئل : أبو عوانة أثبت ، أو شريك؟ فقال : إذا حدث أبو عوانة من كتابه فهو أثبت ، وإذا حدث من غير كتابه ربما وهم. قال عفّان : كان أبو عوانة صحيح الكتاب ، كثير العجم والنقط ، كان ثبتا قال : وأبو عوانة أكثر رواية عن أبي مبشر من شعبة وهشام في جميع الحديث أبو عوانة كتابه صحيح ، وأخبار يجيء بها ، وطول الحديث بطوله ، وهشام أحفظ وإنما يختصر الحديث ، وأبو عوانة يطوله ، ففي جميع حاله أصح حديثا عندنا من هشام ، إلا أنه بأخرة كان يقرأ من كتب الناس فيقرأ الخطأ ، فأما إذا كان من كتابه فهو ثبت.

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : أبو عوانة اروى عن مغيرة من جرير.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال : سمعت علي بن عبد الله المدينيّ قال : كان أبو عوانة في قتادة ضعيفا. لأنه كان ذهب كتابه ، وكان يحفظ في سعيد : وقد أغرب فيها أحاديث.

أخبرني أبو نصر أحمد بن عبد الملك القطّان ، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدثني جدي قال : كان يحيى بن معين يقول : أثبتهم في مغيرة أبو عوانة ، قال : وهو في قتادة ليس بذاك.

أخبرني ابن الفضل ، أخبرنا دعلج ، أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال : سمعت عبيد الله بن عائشة العيشي يقول : قال شعبة لأبي عوانة : كتابك صالح وحفظك لا يسوى شيئا ، مع من طلبت الحديث؟ قال : مع منذر الصّيرفيّ ، قال : منذر صنع بك هذا!

أخبرنا الصيمري ، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : سمعت يحيى بن معين يقول : أبو عوانة الوضاح ثقة.

٤٦٨

وسمعت يحيى يقول : كان أبو عوانة عبدا ليزيد بن عطاء ، وحديث أبي عوانة جائز ، وحديث يزيد بن عطاء ضعيف.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا محمّد بن يونس ، حدّثنا جعفر ابن أبي عثمان قال : سمعت يحيى بن معين يقول : كان أبو عوانة ثقة.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي ، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي ، حدثني أبي قال : أبو عوانة وضاح بصري ثقة مولى يزيد بن عطاء الواسطيّ.

أجاز لنا أبو عمر بن مهديّ وحدثنيه الحسن بن علي بن عبد الله المقرئ عنه ـ قال: أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، حدثني جدي قال : وأبو عوانة ثبت صحيح الكتاب وحفظه صالح وكان أبو عوانة سبيا.

وجدت في كتابي عن خالد بن خداش مما لم أر عليه إجازة ، قال : سألت أبا عوانة : ابن من؟ فقال : ابن لا أحد ـ يعني أنه كان ممن سبى.

أخبرنا علي بن طلحة المقرئ ، أخبرنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم الغازي ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي قال : حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال : أبو عوانة صدوق في الحديث.

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ ، أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله ابن أحمد الصّفّار ، حدّثنا محمّد بن غالب ، حدّثنا أبو سلمة. قال : قال لي أبو هشام المخزوميّ : من لم يكتب عن أبي عوانة قبل سنة سبعين ومائة فانه لم يسمع منه.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدل ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن البراء. قال : قال لي علي بن المدينيّ.

وأخبرنا ابن رزق ، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار ، حدّثنا أبو غالب علي بن أحمد بن النّضر. قالا : ومات أبو عوانة في سنة خمس وسبعين.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا دعلج ، أخبرنا الأبار ، حدّثنا الحسن بن علي ، حدّثنا محمّد بن عيسى. قال : ومات أبو عوانة سنة ست وسبعين.

٤٦٩

أخبرنا البرمكي ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن خلف الدّقّاق ، حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ ، حدّثنا أبو بكر الأثرم قال : سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل ذكر موت أبي عوانة فقال سنة ست وسبعين.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : ومات أبو عوانة سنة ست وسبعين ومائة.

٧٣٣١ ـ الوضاح بن حسّان ، الأنباريّ :

حدث عن فضل بن مرزوق ، وشعبة بن الحجّاج ، وأبي هلال الرّاسبيّ ، وإسرائيل ابن يونس ، ووزير بن عبد الله ، وأبي الأحوص سلام بن سليم ، وعمرو بن شمر ، وأبي مريم الأنصاريّ. روى عنه عبد الله بن أبي المودة الأنباريّ ، وعبّاس بن أبي طالب ، وعبّاس الدّوريّ ، ومحمّد بن إسحاق الصاغاني ، وأبو عوف البزوري ، والحسين بن الحسن السليماني ، ومحمّد بن الخليل المخرّميّ ، ومحمّد بن سعد العوفي ، وذكر : أن الوضاح هذا كان عابدا.

أخبرنا محمّد بن الحسين بن المتوثي ، حدّثنا أحمد بن كامل القاضي ، حدّثنا محمّد بن سعد العوفي ، حدّثنا وضاح بن حسّان الأنباريّ ، حدّثنا سلام أبو الأحوص ، عن عاصم بن سليمان ، عن حفصة بنت سيرين ، عن أنس بن مالك : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يكتحل وترا. قال ابن سيرين : كان يكتحل في كل عين [واحدة] (١) ويقسم بينهما واحدة.

أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصمّ ، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدّوريّ ـ إملاء ـ حدّثنا الوضاح بن حسّان الأنباريّ ، حدّثنا وزير بن عبد الله عن غالب بن عبيد الله عن عطاء عن أبي هريرة. أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أعطى معاوية سهما. فقال : «هاك هذا يا معاوية ، حتى توافيني به في الجنة» (٢).

أخبرناه أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن حمّاد الواعظ ، حدّثنا أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشميّ ـ إملاء ـ حدّثنا محمّد بن الخليل المخرّميّ ،

__________________

٧٣٣١ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٤ / ترجمة ٩٣٤٧.

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) انظر الحديث في : الموضوعات ٢ / ٢١.

٤٧٠

حدّثنا وضاح ـ يعني ابن حسّان ـ حدّثنا وزير بن عبد الله الجزري عن غالب بن عبيد الله العقيلي عن عطاء عن أبي هريرة. أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أعطى معاوية سهما فقال : «خذ هذا السهم حتى تلقاني به في الجنة» (٣).

تفرد بروايته عن عطاء غالب بن عبيد الله وكان ضعيفا.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : وقد روى شيخ كهل مغفل أنباري يقال له وضاح بن حسّان قال : حدّثنا وزير بن عبد الله ، فذكر هذا الحديث.

ذكر من اسمه وكيع

٧٣٣٢ ـ وكيع بن الجرّاح بن مليح بن عديّ بن فرس بن جمجمة :

هكذا نسبه أبو أحمد الحافظ النّيسابوريّ ولم يزد على هذا. وغيره رفع نسبه إلا أنه لم يذكر جمجمة ، وقد سقناه عند ذكر الجرّاح بن مليح. وكنية وكيع : أبو سفيان الرؤاسي الكوفيّ من قيس عيلان. قيل إن أصله من قرية من قرى نيسابور ، وقيل بل

__________________

(٣) انظر الحديث في : الموضوعات ٢ / ٢٠. واللآلئ المصنوعة ١ / ٢١٩. والفوائد المجموعة ٤٠٥. وتنزيه الشريعة ٢ / ٦.

(٢) ٧٣٣٢ ـ انظر : تهذيب الكمال ٦٦٩٥ (٣٠ / ٤٦٢ ـ ٤٨٤). وطبقات ابن سعد ٦ / ٣٩٤. وتاريخ الدوري ٢ / ٦٣٠. والدارمي رقم ٤٩ ، ٩١ ، ٩٢. وابن محرز ، الورقة ٢٨. وابن طهمان ، رقم ١٦٤ ، ٢٠٤ ، ٢٠٥ ، ٤٠٢. وتاريخ خليفة ٤٥٧ ، ٤٦٧. وطبقاته ١٧٠. وعلل ابن المديني ٤٠ ، ٦٩ ، ٧٧. وعلل أحمد (انظر الفهرس). وعلل أحمد برواية المروذي رقم ٢٩ ، ٤٢ ، ٥٢ ، ٢٢٨ ، ٢٤٨ ، ٢٩٠ ، ٥٠١ ، ٥٦٣. وتاريخ البخاري الكبير ٨ / الترجمة ٢٦١٨. وتاريخه الصغير ٢ / ٢٨١. والكنى لمسلم ، الورقة ٤٧. وثقات العجلي ، الورقة ٥٦. وسؤالات الآجري ٣ / الترجمة ٩٩ ، ١٠٠ ، ١١٥ ، و ٥ / الورقة ٣٤ ، ٤١. والمعارف ٥٠٧. والمعرفة ليعقوب (انظر الفهرس). وتاريخ أبي زرعة الدمشقي ٤٦٢ ـ ٤٦٣ (وانظر الفهرس). وتاريخ واسط ٥١١٩. وتاريخ واسط لبحشل ١٢٣ ، ١٣٨ ، ٢٠٩ ، ٢٩٠. وتاريخ الطبري (انظر الفهرس). والجرح والتعديل ٩ / الترجمة ١٦٨. وتقدمة الجرح والتعديل ٣٢٣ ـ ٣٢٤. وثقات ابن حبان ٧ / ٥٦٢. وسنن الدارقطني ١ / ١٢٤. وسؤالات البرقاني للدارقطني ٢١٠. والعلل للدارقطني ٤ / الورقة ١٨. وحلية الأولياء ٨ / ٣٦٨. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١٨٧. والسابق واللاحق ٣٥٤. والتعديل والتجريح للباجي ٣ / ١١٩٥. والجمع لابن القيسراني ٢ / ٥٤٦. وأنساب السمعاني ٦ / ١٧٤. ومعجم البلدان ١ / ٣٦٠ ، ٩٢٩ ، و ٢ / ١٢٨ ، ١٣٩ ، ١٦٢ ، ٦١٩ ، ٧٣٠. والكامل في التاريخ ٦ / ٧٤ ، ٢٧٧. وتهذيب الأسماء واللغات ٢ / ١٤٤. وسير أعلام النبلاء ٩ / ١٤٠. وتذكرة الحفاظ ١ / ٣٠٦. والكاشف ٣ / الترجمة ٦١٥٩. والعبر ـ

٤٧١

أصله من السغد. سمع إسماعيل بن أبي خالد ، وهشام بن عروة ، وسليمان الأعمش ، وعبد الله بن عون ، وابن جريج ، والأوزاعي ، وسفيان الثوري ، وإسرائيل ، وشعبة. روى عنه عبد الله بن المبارك ، ويحيى بن آدم ، وقتيبة بن سعيد ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وعلي بن المدينيّ ، وأبو خيثمة زهير بن حرب ، وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة ، وأحمد بن جعفر الوكيعي ، وعبّاس بن غالب الورّاق ، ويعقوب الدورقي ، وغيرهم. وقدم بغداد وحدث بها.

أخبرنا بشرى بن عبد الله الرّوميّ ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا محمّد بن جعفر الرّاشدي.

وأخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن خلف الدّقّاق ، حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ قالا : حدّثنا أبو بكر الأثرم قال : سمعت أبا عبد الله يقول : ولد وكيع سنة تسع وعشرين ـ يعني ومائة ـ.

أخبرني الحسين بن علي الطناجيري ، أخبرنا محمّد بن زيد بن علي بن مروان الكوفيّ ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن عقبة الشّيباني ، حدّثنا هارون بن حاتم قال : سأل داود بن يحيى بن يمان وكيعا ـ وأنا أسمع ـ فقال : يا أبا سفيان متى ولدت؟ قال : سنة ثمان وعشرين ومائة.

أخبرنا علي بن الحسن بن محمّد الدّقّاق ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن ، حدّثنا عمر بن محمّد بن شعيب الصّابونيّ ، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال : سمعت أبا عبد الله يقول : قدم وكيع بغداد وكان أبوه على بيت المال.

قلت : وورد بغداد بعد هذه المرة هو وعبد الله بن إدريس ، وحفص بن غياث ، وأراد الرّشيد أن يولى أحدهم القضاء ، فامتنع عليه وكيع وابن إدريس ، وأجابه حفص وقد ذكرنا ذلك في أخبار حفص بن غياث ، وورد بغداد مرة أخرى.

أخبرني أبو الفرج الطناجيري ، حدّثنا أحمد بن منصور النوشري ، حدّثنا محمّد بن مخلد ، حدثني محمّد بن يوسف الجوهريّ قال : سمعت بشر بن الحارث ـ إن شاء

__________________

ـ ١ / ٣٢٤. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ١٣١. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٧٥ ـ ٢٨٢ (آيا صوفيا ٣٠٠٦). وميزان الاعتدال ٤ / الترجمة ٩٣٥٦. ودول الإسلام ١ / ١٢٤. والجواهر المضيئة ٢ / ٢٨٠. ونهاية السئول ، الورقة ٤١٧. وتهذيب التهذيب ١١ / ١٢٣. والتقريب ، الترجمة ٧٤١٤. وشذرات الذهب ١ / ٣٤٩. والمنتظم ١٠ / ٤٢.

٤٧٢

الله ـ وسأله عبّاس العنبريّ عن الاعتكاف فقال : أما هاهنا فلا ـ يعني بغداد ـ فقال له عبّاس : قد اعتكف وكيع أربعين يوما ، وحدثهم بحديثه كله. قال : قد كنت عنده ـ أحسبه قال في شهر رمضان ـ قال له عبّاس : هو معتكف؟ قال : نعم.

أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أخبرنا محمّد بن حميد المخرّميّ ، حدّثنا علي بن الحسين بن حبّان قال : وجدت في كتاب أبي ـ بخط يده ـ قال أبو زكريا : حدّثنا وكيع ببغداد عن سفيان عن خصيف عن عكرمة : (السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ) قال مثقلة موقرة. ثم حدّثنا وكيع بالكوفة عن سفيان عن جابر عن عكرمة (السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ) [المزمل ١٨].

أخبرنا العتيقي ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أبو أيّوب سليمان بن إسحاق الجلاب قال : قال إبراهيم الحربيّ : حدث وكيع وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة ، وحدث ابن مهديّ وهو ابن أقل من خمس وثلاثين سنة.

أخبرني الجوهريّ والأزهريّ والطناجيري ـ قال الأزهري : أخبرنا وقالا : حدّثنا ـ علي بن محمّد بن لؤلؤ ، حدّثنا محمّد بن سويد الزّيّات ، حدّثنا أبو يحيى النّاقد ، حدّثنا محمّد بن خلف التّميميّ قال : سمعت وكيعا يقول : أتيت الأعمش فقلت حدثني. فقال لي : ما اسمك؟ فقلت وكيع ، قال : اسم نبيل ما أحسب الا سيكون لك نبأ ، أين تنزل من الكوفة؟ قلت : في بني رؤاس ، قال : أين من منزل الجرّاح بن مليح؟ قال قلت : ذاك أبي ـ وكان على بيت المال ـ قال : فقال لي اذهب فجئني بعطائي وتعال حتى أحدثك بخمسة أحاديث. قال : فجئت إلى أبي فأخبرته فقال : خذ نصف العطاء فاذهب به ، فإذا حدثك بالخمسة فخذ النصف الآخر ، فاذهب به حتى يكون عشرة ، قال : فأتيته بنصف عطائه. فأخذه فوضعه في كفه ، وقال : هكذا ، ثم سكت فقلت : حدثني ، قال : اكتب. فأملى علىّ حديثين ، قال : قلت وعدتني خمسة.

قال : فأين الدراهم كلها؟ أحسب أن أباك أمرك بهذا ، ولم يعلم أن الأعمش مدرب ، وقد شهد الوقائع! اذهب فجئ بتمامها وتعال أحدثك بخمسة أحاديث ، قال : فجئته فحدثني بخمسة ، قال : فكان إذا كان كل شهر جئته بعطائه فحدثني بخمسة أحاديث.

أخبرنا عثمان بن محمّد بن يوسف العلّاف ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ. وأخبرنا محمّد بن عبد الله بن أبّان الهيتي ، حدّثنا أحمد بن سلمان النجاد قالا :

٤٧٣

حدّثنا محمّد بن المثنّى ، حدّثنا الأخنسي قال : سمعت يحيى بن يمان يقول : نظر سفيان إلى عيني وكيع ، فقال : ترون هذا الرؤاسي؟ لا يموت حتى يكون له شأن.

أخبرنا إبراهيم بن مخلد المعدل ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي ، حدّثنا أحمد بن يوسف ـ هو التغلبي ـ حدّثنا الأخنسي قال : سمعت يحيى بن يمان يقول : مات سفيان الثوري فجلس وكيع بن الجرّاح في موضعه.

وأخبرنا إبراهيم بن مخلد ، حدّثنا محمّد بن أحمد الحكيمي ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن محمّد البرتي ، حدّثنا القعنبي قال : كنا عند حمّاد بن زيد سنة سبعين ، وكان عنده وكيع ، فلما قام قالوا : هذا راوية سفيان. فقال : هذا ـ إن شئتم ـ أرجح من سفيان.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن حميرويه الهرويّ ، أخبرنا الحسين بن إدريس قال : قال ابن عمار : أخبرت عن شريك أن رجلا قدم إليه رجلا فادعى عليه مائة ألف دينار ، قال : فأقر به. قال : فقال شريك : أما إنه لو أنكر لم أقبل عليه شهادة أحد بالكوفة إلا شهادة وكيع بن الجرّاح ، وعبد الله بن نمير.

أخبرنا عثمان بن محمّد العلّاف ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا محمّد بن غالب ، حدّثنا يحيى بن أيّوب قال : حدثني رجل من أهل بيت وكيع قال : أورثت وكيعا أمه مائة ألف ، قال : وما قاسم وكيع ميراثا قط. قال يحيى بن أيّوب : فأخبرني معاوية الهمدانيّ قال قلت أيش صنعتم؟ قال : كما كنا نصنع في الميراث ، قال : وكان يؤتى بطعامه ولباسه ولا يسأل عن شيء ، ولا يطلب شيئا ، وكان لا يستعين بأحد ولا على وضوء. كان إذا أراد ذلك قام هو.

أخبرنا الأزهري ، حدّثنا عبيد الله بن عثمان الدّقّاق ، حدّثنا علي بن محمّد المصريّ ، حدثني عبد الرّحمن بن حاتم المرادي ، حدثني أسد بن عفير ـ أخو سعيد بن عفير ـ قال : أخبرني رجل من أهل هذا الشأن ، ثقة من أهل المروءة والأدب قال : جاء رجل إلى وكيع بن الجرّاح. فقال له : إني أمتّ إليك بحرمة ، قال : ما حرمتك؟ قال : كنت تكتب من محبرتي في مجلس الأعمش ، قال : فوثب وكيع فدخل منزله فأخرج له صرة فيها دنانير ، فقال : أعذرني فإني ما أملك غير هذا.

أخبرنا البرقاني قال : قرئ على إسحاق النعالي ـ وأنا أسمع ـ حدثكم عبد الله بن إسحاق المدائنيّ ، حدّثنا علي بن عثمان النفيلي قال : قلت له ـ يعني أحمد بن حنبل ـ

٤٧٤

إن أبا قتادة كان يتكلم في وكيع ، وعيسى بن يونس ، وابن المبارك؟ فقال : من كذب أهل الصدق فهو الكاذب.

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال : سمعت يحيى بن معين قال : رأيت عند مروان بن معاوية لوحا فيه أسماء شيوخ ، فلان رافضي ، وفلان كذا وفلان كذا ، ووكيع رافضي ، قال يحيى فقلت له : وكيع خير منك ، قال : مني؟ قلت : نعم! قال : فما قال لي شيئا ، ولو قال لي شيئا لوثب أصحاب الحديث عليه ، قال : فبلغ ذلك وكيعا فقال وكيع : يحيى صاحبنا قال فكان وكيع بعد ذلك يعرف لي ويوجب.

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا عبيد الله بن ثابت الحريري قال : سمعت عبّاسا الدّوريّ يقول ذاكرت أحمد بن حنبل بحديث عن الأعمش فقال : حدّثنا وكيع ، قلت : يا أبا عبد الله حدّثناه عن أبي معاوية ، فقال لي : حدّثنا وكيع بن الجرّاح ، ولو رأيت وكيعا لعلمت أنك ما رأيت مثله.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ قال : سمعت إسماعيل بن محمّد بن الفضل الشعراني يقول : سمعت جدي يقول : سمعت يحيى بن أكثم القاضي يقول : صحبت وكيعا في السفر والحضر ، فكان يصوم الدهر ، ويختم القرآن كل ليلة.

أجاز لنا إبراهيم بن مخلد قال : أخبرنا مكرم بن أحمد القاضي ـ ثم أخبرنا الصيمري ـ قراءة ـ أخبرنا عمر بن إبراهيم المقرئ ، حدّثنا مكرم ، أخبرنا علي بن الحسين بن حبّان عن أبيه قال : سمعت يحيى بن معين قال : ما رأيت أفضل من وكيع ابن الجرّاح ، قيل له ولا ابن المبارك؟ قال : قد كان لابن المبارك فضل ، ولكن ما رأيت أفضل من وكيع. كان يستقبل القبلة ، ويحفظ حديثه ، ويقوم الليل ، ويسرد الصوم ، ويفتي بقول أبي حنيفة ، وكان قد سمع منه شيئا كثيرا. قال يحيى بن معين : وكان يحيى بن سعيد القطّان يفتي بقوله أيضا.

أخبرنا عثمان بن محمّد العلّاف ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا محمّد بن غالب ، حدّثنا يحيى بن أيّوب ، حدثني بعض أصحاب وكيع الذين كانوا يلزمونه. قالوا : كان لا ينام ـ يعني وكيعا ـ حتى يقرأ حزبه في كل ليلة ثلث القرآن ،

٤٧٥

ثم يقوم في آخر الليل فيقرأ المفصل ، ثم يجلس فيأخذ في الاستغفار حتى يطلع الفجر ، فيصلي الركعتين.

أخبرنا علي بن طلحة المقرئ ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش ، حدّثنا أبو سعيد الأشج ، حدثني إبراهيم بن وكيع قال : كان أبي يصلي الليل فلا يبقى في دارنا أحد إلا صلى ، حتى إن جارية لنا سوداء لتصلي قال : وبلغني عن أبي نعيم قال : لا نفلح وذاك الكبش في بني رؤاس.

حدثت عن أبي الحسن الدّارقطنيّ قال : حدثني القاضي أبو الحسن محمّد بن صالح بن علي بن أم شيبان الهاشميّ قال : حدثني أبي قال : حدّثنا أبو عبد الرّحمن سفيان بن وكيع بن الجرّاح قال : حدثني أبي قال : كان أبي وكيع يصوم الدهر ، فكان يبكر فيجلس لأصحاب الحديث إلى ارتفاع النهار ، ثم ينصرف ، فيقيل إلى وقت صلاة الظهر ، ثم يخرج فيصلي الظهر ويقصد طريق المشرعة التي كان يصعد منها أصحاب الروايا ، فيريحون نواضحهم ، فيعلمهم من القرآن ما يؤدون به الفرض ، إلى حدود العصر. ثم يرجع إلى مسجده ، فيصلي العصر ، ثم يجلس فيدرس القرآن ، ويذكر الله إلى آخر النهار ، ثم يدخل إلى منزله فيقدم إليه إفطاره ، وكان يفطر على نحو عشرة أرطال من الطعام ، ثم يقدم له قربة فيها نحو من عشرة أرطال نبيذ فيشرب منها ما طاب له على طعامه ، ثم يجعلها بين يديه ويقوم فيصلي ورده من الليل ، وكلما صلى ركعتين ـ أو أكثر من شفع أو وتر ـ شرب منها حتى ينفدها ، ثم ينام.

قرأت على التنوخي عن أبي الحسن أحمد بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول الأنباريّ قال : حدثني أبي قال : حدثني جدي إسحاق بن البهلول قال : قدم علينا وكيع بن الجرّاح ، فنزل في المسجد على الفرات ، فكنت أصير إليه لاستماع الحديث منه ، فطلب مني نبيذا ، فجئته بمخيسة ليلا ، فأقبلت أقرأ عليه الحديث وهو يشرب ، فلما نفد ما كنت جئته به ، أطفأ السراج فقلت له : ما هذا؟ فقال لو زدتنا لزدناك.

أخبرنا هلال بن محمّد الحفار ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، حدّثنا جعفر ابن محمّد ـ يعني الطّيالسيّ ـ قال : سمعت يحيى بن معين يقول : سمعت رجلا سأل

٤٧٦

وكيعا ، فقال يا أبا سفيان شربت البارحة نبيذا ، فرأيت فيما يرى النائم ، كأن رجلا يقول إنك شربت خمرا ، فقال وكيع : ذاك الشيطان.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا دعلج ، أخبرنا أحمد بن علي الأبار ، حدّثنا محمّد بن يحيى قال : قال نعيم بن حمّاد : تعشينا عند وكيع ـ أو قال تغدينا ـ فقال : أي شيء تريدون أجيئكم به؟ نبيذ الشيوخ أو نبيذ الفتيان قال : قلت تتكلم بهذا؟ قال : هو عندي أحل من ماء الفرات ، قلت له : ماء الفرات لم يختلف فيه ، وقد اختلف في هذا.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا ابن حميرويه ، أخبرنا الحسين بن إدريس قال : قال ابن عمار : كان وكيع يصوم الدهر ، وكان يفطر يوم الشك والعيد. قال فأخبرت أنه كان يشتكي إذا أفطر في هذه الأيام ، قال : وولد ، إما قال لوكيع. وإما قال لابن وكيع. ولد ـ قال ، فأطعم وكيع الناس الخبيص ، قال : وأخرج ثمان جفان خبيص في المسجد وأراه قال في البيت ، قال فجعل يدخل يده فيه ويسويه كما يسوى اللقمة ويقول : كل يا موصلي ، ولا يذوق منه شيئا لأنه كان صائما ، وكان يصوم الدهر.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا قال : حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : سمعت وكيعا يقول كثيرا : وأي يوم لنا من الموت؟! قال يحيى : ورأيت وكيعا أخذ في كتاب الزهد يقرؤه ، فلما بلغ حديثا منه ترك الكتاب ثم قام فلم يحدث ، فلما كان الغد ، وأخذ فيه بلغ ذلك الحديث ، قام أيضا ولم يحدث ، حتى صنع ذلك ثلاثة أيام. قلت ليحيى : وأي حديث هو؟ قال : حديث مجاهد. قال : أخذ عبد الله بن عمر ببعض جسدي وقال أخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ببعض جسدي. فقال : «يا عبد الله بن عمر كن في الدّنيا كأنك غريب ، أو عابر سبيل»(١). ثم ذكر الحديث.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدل ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن البراء ، حدّثنا أحمد بن محمّد قال : أخبرني بعض أصحابنا عن وكيع قال : أغلظ رجل لوكيع بن الجرّاح ، فدخل وكيع بيتا ، فعفر وجهه بالتراب ، ثم خرج إلى الرجل ، فقال زد وكيعا بذنبه ، فلولاه ما سلطت عليه.

أخبرنا محمّد بن أبي علي الأصبهانيّ ، حدّثنا محمّد بن إسحاق القاضي ـ

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ٣١٣. ومصنف ابن أبي شيبة ١٣ / ٢١٧. وإتحاف السادة المتقين ١٠ / ٢٣٦.

٤٧٧

بالأهواز ـ حدّثنا عيسى بن سليمان ـ وراق داود بن رشيد ـ حدّثنا داود قال : سمعت إبراهيم بن الشماس يقول : لو تمنيت كنت أتمنى عقل ابن المبارك وورعه ، وزهد ابن فضيل ورقته ، وعبادة وكيع وحفظه ، وخشوع عيسى بن يونس ، وصبر حسين الجعفي ، صبر ولم يتزوج ، ولم يدخل في شيء من أمر الدّنيا.

أخبرنا البرقاني ، حدّثنا أبو الحسن بن لؤلؤ الورّاق قال : سمعت أحمد بن محمّد ابن عبد الخالق يقول : سمعت عبّاسا الدّوريّ قال : قال يحيى بن معين : رأيت ستة ـ أو سبعة ـ يحدثون ديانة قلت : من هم؟ قال : سعيد بن عامر ، وأبو داود الحفري وحسين الجعفي ، ووكيع بن الجرّاح ، وعبد الله بن المبارك ، والقعنبي.

أخبرنيه الأزهري ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن جامع الدهان ، حدّثنا أحمد بن علي بن العلاء قال : سمعت عبّاسا يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : رأيت من يحدث لله ستة : وكيع ، وابن المبارك ، وسعيد بن عامر ، وحسين الجعفي ، وأبو داود الحفري ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا محمّد بن علي بن حبيش ، حدّثنا الهيثم بن خلف ، حدّثنا محمّد بن نعيم ـ هو البلخيّ ـ قال : سمعت يحيى بن معين يقول : والله ما رأيت أحدا يحدث لله تعالى غير وكيع بن الجرّاح ، وما رأيت رجلا قط أحفظ من وكيع ، ووكيع في زمانه كالأوزاعي في زمانه.

أخبرني الأزهري قال : ذكر القاضي أبو الحسين علي بن الحسن الجرّاحي أن أحمد ابن محمّد بن سعيد حدثهم قال : حدّثنا عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة قال : سمعت يحيى بن معين ـ وذكر وكيعا ـ فقال : ثقات الناس ـ أو أصحاب الحديث ـ أربعة : وكيع ، ويعلى بن عبيد ، والقعنبي ، وأحمد بن حنبل.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصّوّاف ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سمعت أبي ـ وذكر وكيعا ـ فقال : ما رأيت أحدا أوعى للعلم منه ، ولا أحفظ.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدل ، أخبرنا أبو علي بن الصّوّاف ، أخبرنا عبد الله بن أحمد ـ إجازة ـ قال : سمعت أبي يقول : كان وكيع مطبوع الحفظ ، كان حافظا حافظا.

٤٧٨

قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال : حدّثنا بشر بن موسى قال : سمعت أبا عبد الله أحمد بن محمّد بن حنبل يقول : ما رأيت رجلا قط مثل وكيع في العلم ، والحفظ ، والإسناد ، والأبواب ، مع خشوع وورع.

أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن محمّد بن حمدان العكبريّ ، حدّثنا محمّد بن أيّوب بن المعافى قال : سمعت إبراهيم الحربيّ يقول : سمعت أحمد بن حنبل ـ ذكر يوما وكيعا ـ فقال : ما رأت عيني مثله قط ، يحفظ الحديث جيدا ، ويذاكر بالفقه فيحسن ، مع ورع واجتهاد ، ولا يتكلم في أحد.

حدثني علي بن أحمد الهاشميّ قال : هذا كتاب جدي عيسى بن موسى بن أبي محمّد بن المتوكل على الله ، فقرأت فيه : حدثني محمّد بن داود النّيسابوريّ قال : سمعت أبا بكر الجارودي يقول : سمعت إسحاق ـ وذكر من حفظ وكيع شيئا لم أحفظه ، ثم ختم بهذا ـ فقال : إن حفظ وكيع كان طبيعيا ، وحفظنا تكلف.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا ابن حميرويه ، أخبرنا الحسين بن إدريس قال : سمعت ابن عمار يقول : سمعت قاسما الحربيّ قال : كان سفيان يدعو وكيعا وهو غلام ، فيقول يا رؤاسي أي شيء سمعته؟ فيقول : حدثني فلان كذا قال وسفيان يتبسم ويتعجب من حفظه. قال ابن عمار : ما كان بالكوفة في زمان وكيع بن الجرّاح أفقه ولا أعلم بالحديث من وكيع ، كان وكيع جهبذا. قال ابن عمار : وسمعت وكيعا يقول : ما نظرت في كتاب منذ خمس عشرة سنة إلا في صحيفة يوما. فنظرت في طرف منه ثم أعدته مكانه. قال ابن عمار : قلت لوكيع : عدوا عليك بالبصرة أربعة أحاديث غلطت فيها؟ قال : وحدثتهم بعبادان بنحو من ألف وخمسمائة حديث ، وأربعة أحاديث ليس بكثير في ألف وخمسمائة حديث.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن عديّ البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال : سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث يقول : ما رؤى لوكيع كتاب قط ، وأملى عليهم وكيع حديث سفيان عن الشيوخ ثم قال : لا عدت لهذا المجلس أبدا.

أخبرني محمّد بن الحسن بن أحمد الأهوازي ، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمّد الشّافعيّ ـ بالأهواز ـ أخبرنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال : وسمعته ـ يعني أبا داود ـ يقول : ما رؤى لوكيع كتاب قط ، ولا لهيثم ، ولا لحمّاد ، ولا لمعمر.

٤٧٩

قلت : حمّاد ، هو ابن زيد.

أخبرنا علي بن طلحة المقرئ ، أخبرنا أبو الفتح محمّد بن إبراهيم الغازي ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال : وكيع لم ير في يده كتاب قط ، وابن عيينة ، والثوري ، وشعبة ، لم ير في أيديهم كتاب قط.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : بلغني عن يحيى بن معين قال : سمعت وكيعا يقول : ما كتبت عن سفيان الثوري حديثا قط ، كنت أحفظه فإذا رجعت إلى المنزل كتبته.

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال : سمعت يحيى بن معين يقول : سمعت وكيعا يقول : ما كتبت عن سفيان الثوري حديثا قط ، كنت أحفظه ، فإذا رجعت إلى المنزل كتبت.

أخبرني محمّد بن علي المقرئ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله النّيسابوريّ الحافظ قال : سمعت محمّد بن صالح بن هانئ يقول : سمعت أبا سعيد محمّد بن شاذان يقول : سمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد يقول : ألحوا يوما على أبي بكر بن عيّاش فقال ما ترون؟ عليكم بهذا الغلام الذي في بني رؤاس ـ عنى به وكيعا ـ.

أخبرنا البرقاني قال : قرأت على أبي إسحاق إبراهيم بن محمّد المزكي أخبركم السّرّاج قال : سمعت أبا رجاء يقول : سمعت جريرا يقول : جاءني ابن المبارك. فقلت له : يا أبا عبد الرّحمن من رجل الكوفة اليوم؟ فسكت عني ، ثم قال لي : رجل المصرين ـ يعني وكيعا.

وأخبرنا البرقاني قال : قرأت على أبي القاسم بن النخاس حدثكم ابن أبي داود حدثني أبي عن شيخ ذكره قال : سمعت عيسى بن يونس يقول : خرجت من الكوفة ، وما بها أحد أروى عن إسماعيل بن أبي خالد مني إلا غليّم من بني رؤاس يقال له وكيع.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا ، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : سئل يحيى بن معين عن وكيع وابن أبي زائدة؟ فقال : وكيع أثبت من ابن أبي زائدة.

٤٨٠