تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٣

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٣

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٧

٧٣١٤ ـ نميلة بن عبد الله بن جعفر ، أبو محمّد البغداديّ :

كتب إلى إبراهيم بن سعيد الحبال ـ من مصر ـ وحدثني محمّد بن أبي نصر الحميديّ عنه قال : أخبرنا يحيى بن علي بن محمّد الحضرمي ، حدّثنا أبو محمّد نميلة ابن عبد الله بن جعفر البغداديّ ، حدّثنا محمّد بن أحمد الحكيمي بحديث ذكره.

انقضى حرف النون

٤٤١
٤٤٢

باب الواو

٤٤٣

ذكر من اسمه الوليد

٧٣١٥ ـ الوليد بن عبد الله بن أبي ثور ، الهمدانيّ :

من أهل الكوفة قدم بغداد وحدث بها عن سماك بن حرب ، وزياد بن علاقة ، ومحمّد بن سوقة ، وعاصم بن بهدلة. روى عنه الوليد بن صالح النخاس ، ومحمّد بن الصّبّاح الدولابي ، وجبارة بن مغلس الحماني ، ومحمّد بن بكّار بن الريان الرصافي.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا محمّد ابن عبيد الله بن المنادي ، حدّثنا محمّد بن بكّار ، حدّثنا الوليد بن أبي ثور عن عاصم ابن بهدلة عن شقيق عن ابن مسعود عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» (١).

أخبرنا الأزهري ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا يحيى بن صاعد ، حدّثنا يعقوب الدورقي ، حدّثنا الوليد بن صالح النخاس ، حدّثنا الوليد بن عبد الله بن أبي ثور الهمدانيّ قال : وسألت عنه شريكا فزكاه.

أخبرنا البرقاني قال : قال محمّد بن العبّاس بن أحمد الهرويّ ، حدّثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الحافظ ، أخبرنا صالح بن محمّد قال : سألنا محمّد بن الصّبّاح عن الوليد بن أبي ثور فقال : جاء إلى هشام فأكرمه ، فكتبنا عنه.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن حسنويه الهرويّ ، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ ، حدّثنا سليمان بن الأشعث قال : قلت لأحمد بن حنبل : الوليد بن أبي ثور؟ قال : مالي به ذاك الخيّر ، كان شيخا قدم هنا ، كان ابن الصّبّاح يحدث عنه ، وزعموا أن هذا ابن بكّار يحدث عنه.

__________________

٧٣١٥ ـ انظر : تهذيب الكمال ٧٦١٢ (٣١ / ٣٢). وتاريخ الدوري ٢ / ٦٣٢. وسؤالات ابن محرز ، الترجمة ٩٠. وابن طهمان ، الترجمة ٢١٤. وعلل أحمد ٢ / ١١٢. وسؤالات الآجري ٥ / الورقة ٤٨. وسؤالات البرذعي لأبي زرعة ٢ / ٤٢٨. والمعرفة ليعقوب ٢ / ٧٦٧. وضعفاء النسائي ، الترجمة ٦٠٤. وضعفاء العقيلي ، الورقة ٢٢٣. والجرح والتعديل ٩ / الترجمة ٦. والمجروحين لابن حبان ٣ / ٧٩. والكامل لابن عدي ٣ / الورقة ١٩١. وسنن الدارقطني ٢ / ١٧٤. والمؤتلف ، له ٣ / ١٥٩٧. وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ١٦٦. والكاشف ٣ / الترجمة ٦١٧٤. وديوان الضعفاء ، الترجمة ٤٥٥٠. والمغني ٢ / الترجمة ٦٨٦٢. والعبر ١ / ٢٦٢. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ١٣٧. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٤ (آيا صوفيا ٣٠٠٦). وميزان الاعتدال ٤ / الترجمة ٩٣٧٧. ونهاية السئول ، الورقة ٤١٨. وتهذيب التهذيب ١١ / ١٣٧. والتقريب ، الترجمة ٧٤٣١. وشذرات الذهب ١ / ٢٨١.

(١) الحديث سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

٤٤٤

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا ، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : والوليد بن أبي ثور ليس بشيء. أخبرنا علي بن الحسين ـ صاحب العبّاسي ـ أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ ، حدّثنا بكر بن سهل ، حدّثنا عبد الخالق بن منصور قال : سئل يحيى بن معين عن الوليد بن أبي ثور فقال : لم يكن بشيء.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا محمّد بن المظفر ، حدّثنا محمّد بن موسى بن عيسى الحضرمي ، حدّثنا إبراهيم بن أبي داود قال : سألت يحيى بن معين عن الوليد بن أبي ثور فقال : ليس بشيء.

قال : وسألت محمّد بن عبد الله بن نمير عن الوليد بن أبي ثور فقال : كذاب.

أخبرنا العتيقي ، حدّثنا يوسف بن أحمد الصيدلاني ، حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي ، حدّثنا محمّد بن عثمان قال : سألت ابن نمير عن الوليد بن أبي ثور فقال : كذاب.

أخبرنا البرقاني ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي ، حدّثنا أحمد بن طاهر بن النجم ، حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال : قلت لأبي زرعة ـ وهو الرّازيّ ـ الوليد ابن أبي ثور؟ قال : منكر الحديث يهم كثيرا.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : الوليد ابن أبي ثور وأبو حمزة الثمالي ، ضعيفان.

أخبرنا محمّد بن علي المقرئ ، أخبرنا أبو مسلم بن مهران ، أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي قال : سمعت أبا علي صالح بن محمّد يقول : الوليد بن أبي ثور ضعيف.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي ، حدّثنا أبي قال : وليد بن أبي ثور ضعيف.

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن الوليد بن أبي ثور مات في سنة اثنتين وسبعين ومائة.

٤٤٥

٧٣١٦ ـ الوليد بن الحصين الكوفيّ :

هو : شرقي بن القطامي العلامة. قدم بغداد وحدث بها عن مجالد بن سعيد ، وغيره. روى عنه محمّد بن زياد بن زبار الكلبيّ. وقد ذكرنا أخباره في باب الشين (١) فغنينا عن إعادتها.

أخبرنا محمّد بن علي بن الفتح قال : قال لنا أبو الحسن الدّارقطنيّ : الشرقي بن القطامي اسمه الوليد بن الحصين.

٧٣١٧ ـ الوليد بن أبّان ، الكرابيسيّ :

كان أحد المتكلمين في الأصول على مذاهب أهل الحق ، وهو أستاذ الحسين بن علي الكرابيسيّ.

أخبرنا الأزهري ، حدّثنا أبو بكر بن شاذان ، حدّثنا أبو عبيد المحاملي ـ مذاكرة ـ قال : سمعت داود بن علي الأصبهانيّ يقول : كان بشر المريسي يخرج إلى ناحية الزابيين ليغتسل ، ويتطهر وكان به المذهب ، قال : فمضى وليد الكرابيسيّ إليه وهو في الماء. فقال : مسألة؟ قال : وأنا على هذه الحال؟ فقال له : نعم. فقال : أليس رووا عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه كان يتوضأ بالمد ويغتسل بالصاع ، فهذا الذي أنت فيه أيش؟ قال : إبليس يوسوس لي ، ويوهمني أني لم أطهر قال : فهو الذي وسوس لك حتى قلت القرآن مخلوق.

وأخبرنا الأزهري ، حدّثنا أبو بكر بن شاذان قال : قال لي أبو عبيد : بلغني أن الوليد بن أبّان قال له يحيى بن أكثم : ألا تشهد عندي؟ قال : أكره أن أحكم الناس فيّ. قال : فأنت أحتاج أن أسأل عنك؟ قال : فأكره أن أحكمك في نفسي. وأخبرت عنه أنه قال : ثلاث إذا فعلهن الرجل فقد ذل ، إذا حدث ، وإذا أم الناس ، وإذا شهد. فقيل له فالتزويج؟ قال : التزويج حال ضرورة ، فليس ينبغي للعاقل أن يخطب إلى من يظن أنه يرده.

أخبرنا أبو منصور محمّد بن عيسى بن عبد العزيز البزّاز ـ بهمذان ـ حدّثنا صالح ابن أحمد بن محمّد الحافظ ، حدّثنا أحمد بن عبيد بن إبراهيم ، حدّثنا عبد الله بن

__________________

(١) ٧٣١٦ ـ هو : الشرقي بن القطامي ، مرت ترجمته برقم ٣٧٣٧.

٧٣١٧ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ٢٧٣.

٤٤٦

سليمان بن الأشعث قال : سمعت أحمد بن سنان يقول : كان الوليد الكرابيسيّ خالي ، فلما حضرته الوفاة قال لبنيه : تعلمون أحدا أعلم بالكلام مني؟ قالوا : لا ، قال : فتتهموني؟ قالوا : لا ، قال : فإني أوصيكم تقبلون؟ قالوا : نعم! قال : عليكم بما عليه أصحاب الحديث ، فإني رأيت الحق معهم ، لست أعني الرؤساء ، ولكن هؤلاء الممزقين ، ألم تر أحدهم يجيء إلى الرئيس منهم فيخطئه ويهجيه. قال أبو بكر بن سليمان بن الأشعث : كان أعرف الناس بالكلام بعد حفص الفرد الكرابيسيّ ، وكان حسين الكرابيسيّ قد تعلم منه الكلام.

٧٣١٨ ـ الوليد بن صالح ، أبو محمّد الضّبّيّ النخاس :

سمع اللّيث بن سعد ، وحمّاد بن سلمة ، وجرير بن حازم ، وموسى بن خلف العمي ، وعبد الله بن عمرو الرقي ، وسوادة بن أبي الأسود ، وعطاء بن مسلم ، وعيسى ابن يونس ، ومحمّد بن عبد العزيز التّيميّ. روى عنه إبراهيم بن سعيد الجوهريّ ، ويعقوب وأحمد ابنا إبراهيم الدورقي ، والحسن بن محمّد بن الصّبّاح الزّعفرانيّ ، وأحمد بن الوليد الفحام ، وحنبل بن إسحاق ، ومحمّد بن حاتم السمين ، ومحمّد بن غالب التمتام ، وإبراهيم بن إسحاق الحربيّ ، وأحمد بن الهيثم المعدل ، والقاسم بن المغيرة الجوهريّ. وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي : كان الوليد ثقة.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر وعثمان بن محمّد بن يوسف العلّاف قالا : أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا أحمد بن الهيثم ، حدّثنا الوليد بن صالح ، حدّثنا عيسى بن يونس ، حدّثنا أبو عمرو البصريّ عن فرقد عن إبراهيم النخعي عن علقمة عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من جلب طعاما إلى مصر من أمصار المسلمين ، فباعه بسعر يومه ، كان له عند الله أجر شهيد في سبيل الله عزوجل» (١).

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ قال : سمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب الأصمّ يقول : سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل.

__________________

٧٣١٨ ـ انظر : تهذيب الكمال ٦٧١٠ (٣١ / ٢٨). وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٦٢. وعلل أحمد ١ / ٩٣. والجرح والتعديل ٩ / الترجمة ٣٠. وثقات ابن حبان ٩ / ٢٢٥. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١٨٥. والتعديل والتجريح للباجي ٣ / ١١٩٠. والجمع لابن القيسراني ٢ / ٥٣٧. والمعجم المشتمل ، الترجمة ١٠٩٢. والكاشف ٣ / الترجمة ٦١٧٢. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ١٣٧. وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٦٢ (آيا صوفيا ٣٠٠٧). ونهاية السئول ، الورقة ٤١٨. وتهذيب التهذيب ١١ / ١٣٧. والتقريب ، الترجمة ٧٤٢٩.

(١) انظر الحديث في : إتحاف السادة المتقين ٥ / ٤٧٩. وكنز العمال ٩٧٤٠

٤٤٧

وأخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ ، أخبرنا أحمد بن سلمان النجاد. وأخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق وعلي بن محمّد بن عبد الله المعدل قالا : أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصّوّاف قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد قال : قلت لأبي : لم لا تكتب عن الوليد بن صالح؟ ـ زاد النجاد. النخاس ، ثم اتفقوا ـ قال : رأيته يصلي في مسجد الجامع نسى الصّلاة ـ زاد النجاد فتركته ـ.

٧٣١٩ ـ الوليد بن الفضل ، أبو محمّد العنزي :

كناه عبد الرّحمن بن أبي حاتم وذكر أنه بغدادي. حدث عن إبراهيم بن سعد الزّهريّ ، وإسماعيل بن عبيد العجلي ، وجرير بن عبد الحميد. روى عنه الحسن بن عرفة العبدي ، ومحمّد بن خلف بن عبد السّلام المروزيّ.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن أبي طاهر الدّقّاق ، أخبرنا محمّد ابن عبد الله بن إبراهيم الشّافعيّ ، حدّثنا محمّد بن هشام بن أبي الدميك ، حدّثنا إبراهيم بن زياد سبلان. قال الشّافعيّ : وحدثني محمّد بن خلف المروزيّ قال : حدّثنا الوليد بن الفضل العنزي قالا : أخبرنا إبراهيم بن سعد الزّهريّ عن بشر الحنفيّ عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله تعالى اختارني ، واختار أصحابي ، فجعلهم أصهاري ، وجعلهم أنصاري ، وإنه سيجيء في آخر الزمان قوم ينقصونهم ، ألا فلا تناكحوهم ، ألا ولا تنكحوا إليهم ، ألا ولا تصلوا معهم ، ألا ولا تصلوا عليهم ، عليهم حلت اللعنة» (١).

٧٣٢٠ ـ الوليد بن شجاع بن الوليد بن قيس ، أبو همام بن أبي بدر السكوني:

كوفي الأصل سمع علي بن مسهر ، وشريك بن عبد الله ، وإسماعيل بن جعفر ،

__________________

٧٣١٩ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٤ / ترجمة ٩٣٩٤.

(١) انظر الحديث في : مجمع الزوائد ١٠ / ١٦. وكنز العمال ٣٦٧٠٨. وميزان الاعتدال ٤٣٨٣. والمجروحين ٢ / ٤١.

٧٣٢٠ ـ انظر : تهذيب الكمال ٦٧٠٩ (٣١ / ٢٢). وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٣٤ ، ٣٦٢. وسؤالات ابن محرز ، الترجمة ٣٧٣. وتاريخ البخاري الصغير ٢ / ٣٧٨. والجرح والتعديل ٩ / الترجمة ٢٨. وثقات ابن حبان ٩ / ٢٢٧. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١٨٥. والسابق واللاحق ١٣٦. وشيوخ أبي داود للجياني ، الورقة ٩٥. والجمع لابن القيسراني ٢ / ٥٣٩. والمعجم المشتمل ، الترجمة ١٠٩١. وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ١٦٦. وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٢٣. والكاشف ٣ / الترجمة ٦١٧١. والديوان ، الترجمة ٤٥٤٧. والمغني ٢ / الترجمة ـ

٤٤٨

وعبد الله بن المبارك ، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، وعبد الله بن وهب ، وعبد الله ابن نمير ، والوليد بن مسلم ، ويحيى بن حمزة. روى عنه أبو حاتم الرّازيّ ، وعبّاس الدّوريّ ، وأحمد بن محمّد بن عبد الخالق الورّاق ، وإبراهيم الحربيّ ، وموسى بن هارون ، وعبد الله بن ناجية ، وعبد الله بن إسحاق المدائنيّ ، والحسين بن محمّد بن عفير ، وأبو القاسم البغوي ، وأبو اللّيث الفرائضيّ ، وأخوه أحمد بن القاسم ويحيى بن صاعد ، وغيرهم.

أخبرنا البرقاني قال : قرأت على أبي بكر الإسماعيلي أخبركم عبد الله بن ناجية. وحدثكم عبد الله بن إسحاق المدائنيّ قالا : حدّثنا أبو همام ، حدثني عبد الله بن وهب ، أخبرنا يونس عن الزّهريّ عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فرض فيما سقت السماء والأنهار والعيون العشر ، وفيما سقى بالنواضح نصف العشر.

قال البرقاني : قال لي أبو بكر الإسماعيلي : بهذا الحديث تكلم أحمد بن حنبل في أبي همام لما رواه عن ابن وهب. قلت له : لأي معنى؟ قال : أنه قال : هذا الحديث لم يروه عن ابن وهب إلا الكبار.

أخبرنا البرقاني قال : قرئ على محمّد بن جعفر الشّاهد ـ وأنا أسمع ـ قال : قال أبو اللّيث الفرائضيّ : قال لي إبراهيم الوكيعي عن أبيه : إن أبا همام ليس من الكوفة ، وإنما هو شامي نزل الكوفة.

قلت : ولا أعرف وجه هذا الكلام ، لان أبا بدر والد أبي همام كوفي وأما أبو همام فقد كان رحل إلى الشام وعاد ، فنزل بغداد واستوطنها إلى حين وفاته.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا دعلج بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال : سمعت سريج بن يونس يقول : بما فعل ابن أبي بدر ـ كانوا يضعفونه ـ في الجرّاح أبي وكيع. وقال الأبار : سمعت يحيى بن أيّوب ذكره فقال : كتبنا عن أبي البدر عن ابنه أبي همام منذ ثلاثين سنة ، فربما أردت أن أسأله عنه فأقول أبو البدر ثقة.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي.

__________________

ـ ٦٨٥٨. والعبر ١ / ٤٤١. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ١٣٧. وميزان الاعتدال ٤ / الترجمة ٩٣٧٤. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٠٦ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧). ونهاية السئول ، الورقة ٤١٨. وتهذيب التهذيب ١١ / ١٣٥. والتقريب ، الترجمة ٧٤٢٨. وشذرات الذهب ٢ / ١٠٤.

٤٤٩

وأخبرني الأزهري ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا عثمان بن جعفر ـ زاد عبيد الله : الكوفيّ الشيخ الصالح. ثم اتفقا ـ قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن صدقة قال : سمعت أحمد بن حنبل سئل عن أبي همام فقال : اكتبوا عنه.

حدثني الخلّال ، حدّثنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ ، حدّثنا نصر بن القاسم ، حدّثنا ابن الغلابي قال : سمعت يحيى بن معين يقول : عند أبي همام مائة ألف حديث عن الثقات.

قال ابن الغلابي : وما سمعته يقول فيه سوءا قط ، وكان يقول : ليس له بخت.

قرأت على البرقاني عن محمّد بن العبّاس قال : حدثني أحمد بن محمّد بن مسعدة الفزاريّ ، حدّثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن القاسم بن محرز قال : سألت يحيى بن معين عن أبي همام بن أبي بدر فقال : لا بأس به ، ليس هو ممن يكذب.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا دعلج ، أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال : سمعت يحيى ابن معين ـ وسأله رجل ـ فسمعته يقول : ليس به بأس. فقلت للرجل : عمن سألته؟ فقال : عن أبي همام.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي قال : وجدت في كتاب جدي أحمد ابن شاهين ، حدثني أبو علي المخرّميّ قال : سألت أبا كريب عن أبي همام فقال : ما له ما له؟ قلت : يحدث عن ابن أبي زائدة ، وعن ابن المبارك ، وعن يحيى بن حمزة. قال : فكم عندي عن ابن أبي زائدة؟ قلت : عندك كذا وكذا قال : وعن ابن المبارك؟ قلت له كذا وكذا. فقال لي : أبو همام أقدم سماعا مني كان يمر بنا ونحن نلعب بالخشب وعليه صالحية وهو يكتب الحديث ، وكان مذهبه مذهب المشايخ ، فما جئت إلى محدث قط بالكوفة فقلت له : كتب عنك؟ إلا قال : ما زال يختلف السكوني إلىّ ، وما أخرجوا كتابا إلا فيه : فرغ أبو همام ، ويوقفني على علامته قال : وأما يحيى بن حمزة فخرجت أريد إفريقية ، وكان أبو همام قد خرج إلى الشام ، فجئت إلى دمشق فسألت عنه فقالوا : قد كان هاهنا مقيما وسمع من يحيى بن حمزة وقد خرج. ورأيت يحيى ابن حمزة وعليه سواد القضاء فلم أسمع منه. قلت : فابن وهب؟ قال : أما حديث ابن وهب فإنه خرج من عندنا إلى مصر وغاب عنا حتى نسيناه ، ثم قدم علينا من مصر ، وجعل يذكر من فضائله.

٤٥٠

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ ، أخبرني علي ابن محمّد الحبيبي قال : وسألته ـ يعني صالح بن محمّد جزرة ـ عن الوليد بن شجاع فقال : تكلموا فيه ، سئل عنه يحيى بن معين فقال : ليس له بخت مثل أبيه.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال : حدّثنا الحسن بن رشيق ، حدّثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي عن أبيه.

ثم أخبرني الصوري ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي قال : ناولني عبد الكريم ـ وكتب لي بخطه ـ قال : سمعت أبي يقول : الوليد بن شجاع بن الوليد ، بغدادي لا بأس به.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال : مات أبو همام الوليد بن شجاع ، ببغداد سنة اثنتين وأربعين ومائتين.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن المظفر قال : قال عبد الله بن محمّد البغوي : مات الوليد بن شجاع ببغداد سنة ثلاث وأربعين.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار ، حدّثنا أبو غالب علي بن أحمد بن النّضر قال : ومات أبو همام سنة ثلاث وأربعين ، وسلم من المحنة. قال غيره : مات في شهر ربيع الأول.

حدّثنا أبو نعيم الحافظ ـ إملاء ـ حدّثنا إبراهيم بن عبد الله ـ هو المعدل الأصبهانيّ ـ حدّثنا السّرّاج ـ يعني أبا العبّاس محمّد بن إسحاق الثّقفيّ ـ قال : سمعت محمّد بن أحمد ـ ابن بنت معاوية بن عمرو ـ يقول : سمعت أبا يحيى مستملي أبي همام يقول : رأيت أبا همام في المنام على رأسه قناديل معلقة ، فقلت : يا أبا همام ، بما ذا نلت هذه القناديل؟ قال : هذا بحديث الحوض ، وهذا بحديث الشفاعة ، وهذا بحديث كذا ، وهذا بحديث كذا.

٧٣٢١ ـ الوليد بن عبيد ، أبو عبادة الطّائي البحتريّ :

من أهل منبج ، بها ولد ونشأ وتأدب ، وخرج منها إلى العراق فمدح جعفرا المتوكل على الله وخلقا من الأكابر والرؤساء ، وأقام ببغداد دهرا طويلا ، ثم عاد إلى

__________________

٧٣٢١ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٣٩٢ ـ ٣٩٧.

٤٥١

بلده فمات به. وقد روى عنه أشياء من شعره محمّد بن يزيد المبرد ، ومحمّد بن خلف بن المرزبان ، والقاضي أبو عبد الله المحاملي ، ومحمّد بن أحمد الحكيمي ، ومحمّد بن يحيى الصولي ، وعبد الله بن جعفر بن درستويه النّحويّ ، وغيرهم.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن المظفر الدّقّاق ، أخبرنا أبو عبيد الله محمّد ابن عمران بن موسى المرزباني ، أخبرني محمّد بن يحيى قال : أملى على أبو الغوث يحيى بن البحتريّ نسب أبيه ـ بالرقة سنة إحدى وتسعين ومائتين ـ فقال : هو الوليد ابن عبيد بن يحيى بن عبيد بن شملان بن جابر بن سلمة بن مسهر بن الحارث بن خيثم بن أبي حارثة بن جدي بن تدول بن بحير بن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل ابن عمرو بن الغوث بن جلهمة ـ وهو طيئ ـ بن أدد بن زيد بن يشجب بن يعرب ابن قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح.

وقال المرزباني : وجدت بخط أبي الحسن أحمد بن يحيى المنجم قال : حدثني أبو الغوث قال : ولد أبي سنة مائتين.

قال المرزباني : وقال أبو عثمان الناجم : ولد البحتريّ سنة ست ومائتين ، حدثنيه عن المظفر بن يحيى.

أخبرني علي بن أيّوب القمي ، أخبرنا محمّد بن عمران الكاتب ، أخبرني محمّد ابن يحيى الصولي ، حدثني يحيى بن البحتريّ قال : كان أبي يكنى أبا الحسن ، وأبا عبادة ، فأشير عليه في أيام المتوكل أن يقتصر على أبي عبادة فانه أشهر.

قال محمّد بن عمران : وروى أن كنيته الأولى أبو الحسن ، وأن المتوكل كناه أبا عبادة. وهو شامي من أهل منبج من أعمال جند قنسرين. وبها مولده ومنشؤه ووفاته.

أخبرنا علي بن أبي علي البصريّ ، حدّثنا أبو الفرج محمّد بن جعفر الصالحي ، حدثني صالح بن الأصبغ التنوخي المنبجي قال : رأيت البحتريّ هاهنا عندنا قبل أن يخرج إلى العراق يجتاز بنا في الجامع من هذا الباب إلى هذا الباب ـ وأومأ إلى جنبتي المسجد ، يمدح أصحاب البصل والباذنجان ، وينشد الشعر في ذهابه ومجيئه ، ثم كان منه ما كان.

أخبرنا محمّد بن محمّد بن المظفر ، أخبرنا أبو عبيد الله المرزباني قال : أخبرني الصولي قال : سمعت أبا محمّد عبد الله بن الحسين بن سعد القطربلي يقول

٤٥٢

للبحتري. وقد اجتمعا في دار عبد الله ـ يعني ابن المعتز ـ بالخلد وعنده أبو العبّاس محمّد بن يزيد المبرد ، وذلك في سنة ست وسبعين ومائتين ، وقد أنشد البحتريّ شعرا في معنى قد قال في مثله أبو تمام. فقال له : أنت أشعر في هذا من أبي تمام ، فقال : كلا والله ، ذاك الرئيس الأستاذ ، والله ما أكلت الخبز إلا به. فقال له المبرد : يا أبا الحسن تأبى إلا شرفا من جميع جوانبك.

وأخبرنا ابن المظفر ، أخبرنا المرزباني ، أخبرني محمّد بن يحيى ، حدثني الحسين بن علي الكاتب قال : قال لي البحتريّ : أنشدت أبا تمام يوما شيئا من شعري ، فأنشد بيت أوس بن حجر :

إذا مقرم مناذرا حد نابه

تخبط فينا ناب آخر مقرم

فقال : نعيت إلى نفسي. فقلت : أعيذك بالله من هذا. فقال إن عمري ليس بطويل وقد نشأ مثلك لطيئ ، أما علمت أن خالد بن صفوان المنقريّ رأى شبيب بن شبة ـ وهو من رهطه ـ يتكلم ، فقال : يا بني ، نعى نفسي إلى إحسانك في كلامك ، لأنا أهل بيت ما نشأ فينا خطيب إلا مات من قبله. قال : فمات أبو تمام بعد سنة من قوله هذا.

وقال محمّد بن يحيى : حدثني أبو الغوث. وقال قال أبي : أنشدت أبا تمام شعرا لي في بعض بني حميد ، وصلت به إلى مال له خطر. فقال لي : أحسنت ، أنت أمير الشعر بعدي ، فكان قوله هذا أحب إليّ من جميع ما حويته.

أخبرنا ابن المظفر ، أخبرنا المرزباني ، أخبرني محمّد بن العبّاس قال : أنشد رجل أبا العبّاس ثعلبا قول البحتريّ :

وإذا دجت أقلامه ثم انتحت

برقت مصابيح الدجى في كتبه

باللفظ يقرب فهمه في بعده

منا ويبعد نيله في قربه

حكم سحابتها خلال بنانه

هطالة وقليبها في قلبه

كالروض مؤتلقا بحمرة نوره

وبياض زهرته وخضرة عشبه

وكأنها ـ والسمع معقود بها ـ

شخص الحبيب بدا لعين محبه

فقال أبو العبّاس : لو سمع الأوائل هذا الشعر ما فضلوا عليه شعرا.

أخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل ، أخبرنا أبو الحسن محمّد بن جعفر التّميميّ الكوفيّ ، أخبرنا أبو بكر الصولي عن ابن البحتريّ يقال : دخل أبي على بعض

٤٥٣

العمال ـ قد ذكره ـ في حبس المتوكل بسر من رأى ، يطالب بما لا يقدر عليه من الأموال. فأنشأ يقول :

جعلت فداك الدهر ليس بمنفك

من الحادث المشكو ، والنازل المشكي

وما هذه الأيام إلا منازل

فمن منزل رحب ، ومن منزل ضنك

وقد هذبتك الحادثات ، وإنما

صفا الذهب الإبريز قبلك بالسبك

أما في نبي الله يوسف أسوة

لمثلك مسجونا على الزور والإفك؟

أقام جميل الصبر في السجن برهة

فأسلمه الصبر الجميل إلى الملك

أخبرنا محمّد بن علي بن مخلد الورّاق ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران قال : أنشدنا الحسين بن إسماعيل المحاملي قال : أنشدنا أبو عبادة البحتريّ :

إذا المرء لم يرض ما أمكنه

ولم يأت من أمره أزينه

وأعجب بالعجب فاقتاده

وتاه به التيه فاستحسنه

فدعه ، فقد ساء تدبيره

سيضحك يوما ، ويبكي سنه

أخبرني علي بن أيّوب ، أخبرنا محمّد بن عمران الكاتب ، أخبرني الصولي قال : قرئ على البحتريّ لنفسه ـ وأنا أسمع ـ :

خليلي أبلاني هوى متلون

له شيمة تأبى ، وأخرى تطاوع

فلا تحسبا أني نزعت ، ولم أكن

لانزع من إلف إليه أنازع

وإن شفاء النفس ـ لو تستطيعه ـ

حبيب مؤات ، أو شباب مراجع

حدّثنا محمّد بن علي بن السماك ، أخبرنا العبّاس بن أحمد بن أبي نواس الكاتب ، أخبرنا أبو علي الطوماري قال : حدثني أبو العبّاس بن طومار قال : كنت أنادم المتوكل فكنت عنده يوما ، ومعنا البحتريّ ، وكان بين يديه غلام حسن الوجه يقال له راح ، فقال المتوكل للفتح : يا فتح إن البحتريّ يعشق راحا ، فنظر إليه الفتح وأدمن النظر ، فلم يره ينظر إليه ، فقال له الفتح : يا أمير المؤمنين أرى البحتريّ في شغل عنه ، فقال : ذاك دليلي عليه ، ثم قال المتوكل : يا راح خذ رطل بلّور فاملأه شرابا وادفعه إليه ، ففعل. فلما دفعه إليه بهت البحتريّ ينظر إليه ، فقال المتوكل للفتح : كيف ترى؟ ثم قال : يا بحتري قل في راح بيت شعر ، ولا تصرح باسمه ، فقال :

حار بالود فتى أم

سى رهينا بك مدنف

اسم من أهواه في شع

ري مقلوب مصحف

أخبرني علي بن أبي علي البصريّ ، أخبرنا محمّد بن عمران الكاتب أن أبا بكر

٤٥٤

الجرجانيّ أخبره عن محمّد بن يزيد النّحويّ قال : كتبنا إلى البحتريّ أن يجيئنا بعقب مطر ، فكتب إلينا :

إن التزاور فيما بيننا خطر

والأرض من وطأة البرذون تنخسف

إذا اجتمعنا على يوم الشتاء ، فلي

هم بما أنا لاق حين أنصرف

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس قال : أنشدنا عبد الرّحمن بن وليدويه قال : أنشدني أبي يهجو البحتريّ :

قل لمن جاءنا بنسبة زور

يدعي أنه لبحتر طي

يتنازى كأنه عربي

فإذا ما امتحنت ليس بشي

قد تعدى وجاء أمرا فريا

كيف ينساغ ذا له يا أخي؟

إن يجوز الذي ادعيت فإني

قائل في غد أبي من لؤي

أخبرني التنوخي ، أخبرنا أبو عبيد الله المرزباني أن الصولي أخبره قال : روى عن أبي الغوث : أن أباه مات في سنة ثلاث وثمانين ومائتين.

وأخبرني التنوخي ، أخبرنا المرزباني أن محمّد بن يحيى أخبره قال : مات البحتريّ بمنبج ـ وقيل بحلب ـ في أول سنة خمس وثمانين ومائتين ـ وقيل في آخر سنة أربع وثمانين ومائتين ـ ومولده سنة ست ومائتين.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال : سنة خمس وثمانين ومائتين ، فيها مات أبو عبادة البحتريّ الشاعر بالشام ، وبلغ ثمانين سنة ، قيل مولده سنة ست ومائتين.

٧٣٢٢ ـ الوليد بن بكر بن مخلد بن أبي زياد ، أبو العبّاس العمري :

من أهل الأندلس سافر الكثير في بلاد الشام ، والعراق ، والجبال ، وخراسان ، وما وراء النهر وعاد إلى بغداد. فحدث بها عن علي بن أحمد بن زكريا الهاشميّ ، وغيره من أهل المغرب ، وكان ثقة أمينا. أكثر السماع والكتاب في بلده ، وفي الغربة ، وحدّثنا عنه حمزة بن محمّد بن طاهر ، ومحمّد بن عبد الواحد الأكبر ، والعتيقي ، والقاضي أبو القاسم التنوخي ، وغيرهم.

حدثني القاضي أبو العلاء الواسطيّ قال : توفي الوليد بن بكر الأندلسي بالدينور ، في رجب من سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة.

٤٥٥

ذكر من اسمه وهب

٧٣٢٣ ـ وهب بن وهب بن كثير بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطّلب ابن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب ، أبو البختريّ القرشيّ المدينيّ :

حدث عن عبيد الله بن عمر العمري ، وهشام بن عروة ، وجعفر بن محمّد بن علي ، وابن جريج. روى عنه رجاء بن سهل الصنعاني ، والقاسم بن سعيد بن المسيّب ابن شريك ، وغيرهما وكان قد انتقل عن المدينة إلى بغداد فسكنها ، وولاه هارون الرّشيد القضاء بعسكر المهديّ ، ثم عزله ، فولاه مدينة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، بعد بكار بن عبد الله ، وجعل إليه صلاتها ، وقضاءها ، وحربها. وكان جوادا سخيّا ، ثم عزل عن المدينة ، فقدم بغداد وأقام بها حتى مات.

أخبرنا الصيمري ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ ، حدّثنا أحمد بن زهير ، أخبرنا مصعب بن عبد الله قال : أبو البختريّ اسمه وهب بن وهب ، وهو قاضي الرّشيد ، وأم أبي البختريّ عبدة بنت علي بن يزيد بن ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطّلب بن عبد مناف ، وأمها بنت عقيل بن أبي طالب.

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ ، أخبرنا أبو محمّد سهل بن أحمد بن عبد الله ابن سهل الديباجي ، حدّثنا محمّد بن أبي الأزهر ، حدّثنا الزّبير ـ يعني ابن بكّار ـ حدّثنا عثمان بن عبد الرّحمن ، أخبرنا محمّد بن نافع قال : دخل شاعر على أبي البختريّ وهب بن وهب ، فأنشده :

إذا افتر وهب خلته برق عارض

تبعق في الأرضين أسعده السكب

وما ضر وهبا ذم من خالف الملا

كما لا يضر البدر ينبحه الكلب

لكل أناس من أبيهم ذخيرة

وذخر بني فهر عقيد الندي وهب

قال : فاستهل أبو البختريّ ضاحكا وسر سرورا شديدا ، ثم دعا عونا له ، فأسر إليه شيئا ، فأتاه بصرة فيها خمسمائة دينار ، فدفعها إليه. وقال عثمان بن نهيك : كان أبو البختريّ إذا أعطى عطاء قليلا أو كثيرا أتبعه عذرا إلى صاحبه ، وكان يتهلل عند طلب الحاجة إليه ، حتى لو رآه من لا يعرفه لقال : هذا الذي قضيت حاجته.

__________________

٧٣٢٣ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٤ / ٩٤٣٤. والمنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ٨٩.

٤٥٦

أخبرنا التنوخي ، أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر قال : كان أبو البختريّ وهب ابن وهب جوادا ، سمحا كريما. أنشدني محمّد بن العبّاس اليزيدي ، ومحمّد بن السّريّ ، للعطوي:

فهلا فعلت ـ هداك الملي

ك ـ فينا كفعل أبي البختريّ؟

تتبع إخوانه في البلا

د فأغنى المقل عن المكثر

قال اليزيدي عن عمر بن شبة عن أبي يحيى الزّهريّ قال : فبعث إليه مالا.

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى المكي ، حدّثنا محمّد بن القاسم بن خلّاد قال : قال أبو البختريّ : لأن أكون في قوم أعلم مني ، أحب إلىّ من أن أكون في قوم أنا أعلم منهم ، لأني إن كنت أعلمهم لم أستفد ، وإن كنت مع من هم أعلم مني استفدت.

أخبرنا القاضي أبو الطّيّب الطبري وأحمد بن عمر بن روح النهرواني ـ قال الطبري حدّثنا وقال الآخر أخبرنا ـ المعافى بن زكريا ، حدّثنا محمّد بن يحيى الصولي ، حدّثنا وكيع ، حدّثنا محمّد بن الحسن بن مسعود الزرقي ، حدّثنا عمر بن عثمان ، حدّثنا أبو سعيد العقيلي ـ وكان من ظرفاء الناس وشعرائهم ـ قال : لما قدم الرّشيد المدينة أعظم أن يرقى منبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في قباء أسود ومنطقة. فقال أبو البختريّ.

حدثني جعفر بن محمّد عن أبيه قال : نزل جبريل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعليه قباء ومنطقة مخنجرا فيها بخنجر ، فقال المعافى التّيميّ :

ويل وعول لأبي البختريّ

إذا ثوى الناس في المحشر

من قوله الزور وإعلانه

بالكذب في الناس على جعفر

والله ما جالسه ساعة

للفقه في بدو ولا محضر

ولا رآه الناس في دهره

يمر بين القبر والمنبر

يا قاتل الله ابن وهب ، لقد

أعلن بالزور وبالمنكر

يزعم أن المصطفى أحمدا

أتاه جبريل التقى السّريّ

عليه خف وقبا أسود

مخنجرا في الحقو بالخنجر

أخبرنا التنوخي ، أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر ، حدثني عمر بن الحسن الأشناني ، حدّثنا جعفر الطّيالسيّ عن يحيى بن معين أنه وقف على حلقة أبي البختريّ ، فإذا هو يحدث بهذا الحديث عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جابر ، فقال

٤٥٧

له : كذبت يا عدو الله على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : فأخذني الشرط ، قال : فقلت لهم هذا يزعم أن رسول رب العالمين نزل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وعليه قباء. قال : فقالوا لي : هذا والله قاض كذاب ، وأفرجوا عني.

أخبرنا الصيمري ، حدّثنا علي بن الحسن ، حدّثنا الزّعفرانيّ ، حدّثنا أحمد بن زهير ، حدّثنا سليمان بن أبي شيخ ، حدّثنا إسماعيل بن حمّاد بن أبي حنيفة قال : قال لي علي بن حرملة ـ وكان مع هارون بالري ـ قال هارون لأبي البختريّ : أليس أخبرتني أن عمر بن الخطّاب كان يقول : إذا رؤى الهلال قبل الزوال فهو لليلته الماضية ، وإذا رؤى بعد الزوال فهو للمستقبلة؟ فقال لا ، فقال له المأمون : بلى والله لقد حدثتنا به في البستان ، فقال : صدقت.

أخبرني البرقاني ، حدثني محمّد بن أحمد بن محمّد الأدمي ، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي ، حدّثنا زكريا السّاجي قال : بلغني أن أبا البختريّ دخل على الرّشيد ـ وهو قاض ـ وهارون إذا ذاك يطير الحمام ، فقال : هل تحفظ في هذا شيئا؟ فقال : حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يطير الحمام. فقال : اخرج عني ، لو لا أنه رجل من قريش لعزلته.

أخبرني الأزهري وعلي بن محمّد بن الحسن المالكي قالا : أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، حدّثنا محمّد بن عمران بن موسى الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن علي ابن عبد الله المدينيّ قال : سمعت أبي يقول : أبو البختريّ روى عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عبّاس أن أبا بكر وعمر وعثمان كانوا يقطعون النباش.

وسمعت أبي يقول : حدّثنا عبد الرزاق عن ابن جريج قال : قلت لعطاء : هل سمعت في النباش شيئا؟ قال : ما سمعت فيه شيئا ، وحدث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان له مشط عليه جلاجل فضة ، وعن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : يا رسول الله إني أستقرض من جارتي الخميرة. قال أبي : هو كذاب.

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ قال : سمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب الأصمّ يقول : سمعت العبّاس بن محمّد الدّوريّ يقول : سمعت يحيى بن معين ـ وذكر أبا البختريّ ـ فقال : كذاب خبيث. كان يحدث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ، وعن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ ، وعن جعفر بن

٤٥٨

محمّد عن أبيه عن علي قالوا : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الخمير تقترض؟ قال : «لا بأس به».

وقال في موضع آخر : أبو البختريّ صبي يضع الحديث.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا ابن مرابا ، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : وأبو البختريّ كان يأخذ فلسا فيتذكر عامة الليل يضع الحديث.

أخبرنا علي بن الحسين ـ صاحب العبّاسي ـ أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ ، حدّثنا بكر بن سهل ، حدّثنا عبد الخالق بن منصور قال: وسألت يحيى بن معين عن أبي البختريّ القاضي فقال : كان يكذب على الرسولصلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا البرقاني ، حدثني أبو عمر بن حيويه ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسعدة الفزاريّ ، حدّثنا جعفر بن درستويه ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن القاسم بن محرز قال : سمعت يحيى بن معين يقول : أبو البختريّ ـ يعني القرشيّ ـ كذاب ـ عدو الله خبيث.

أخبرنا يوسف بن رباح البصريّ ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس ـ بمصر ـ حدّثنا أبو بشر الدولابي ، حدّثنا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين قال : أبو البختريّ ضعيف.

أخبرنا الصيمري ، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا الزّعفرانيّ ، حدّثنا أحمد ابن زهير قال : سمعت أبي يقول : لو اجترأت أن أقول لأحد إنه يكذب على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لقلت أبو البختريّ.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ومحمّد بن الحسين بن الفضل قالا : أخبرنا دعلج ابن أحمد حدّثنا ـ وفي حديث ابن الفضل أخبرنا ـ أحمد بن علي الأبار ، حدّثنا علي ابن ميمون العطّار ، حدّثنا أبو خليد قال : قال مالك بن أنس : ما بال أقوام إذا خرجوا من المدينة يقولون حدّثنا جعفر بن محمّد ، وحدّثنا هشام بن عروة ، فإذا قدموا انجحروا في البيوت؟ يريد بذلك أبا البختريّ.

٤٥٩

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي قال : وجدت في كتاب جدي عن ابن رشدين قال : حدثني يحيى بن سليمان قال : سمعت أبا بكر بن عيّاش ـ وذكر أبا البختريّ القاضي ـ فقال : لم يكن صاحب حديث ، كان كذّابا. قال يحيى : وقد رأيته شيخا كبيرا ، رجلا من قريش أبيض الرأس واللحية.

وأخبرنا عبيد الله بن عمر ، حدّثنا أبي ، حدّثنا محمّد بن الحسن قال : حدّثنا حسين ابن إدريس قال : سمعت عثمان بن أبي شيبة يقول : وهب بن وهب ـ يعني القرشيّ ـ ذاك دجال ، أرى أنه يبعث يوم القيامة دجالا.

أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن محمّد بن حمدان العكبريّ ، حدّثنا محمّد بن أيّوب بن المعافى البزّاز قال : سمعت إبراهيم الحربيّ يقول : قيل لأحمد بن حنبل : تعلم أحدا روى «لا سبق إلا في خف ، أو حافر ، أو جناح»؟ فقال : ما روى هذا إلا ذاك الكذاب أبو البختريّ.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا أبو عمر بن حيويه ـ على شك دخلني فيه ـ قال : حدّثنا أبو مزاحم الخاقاني قال : سمعت إبراهيم الحربيّ ، غير مرة يقول : ما سمعت أحمد بن حنبل يقول في رجل كذاب ، إلا في أبي البختريّ ـ يعني القاضي ـ.

أخبرنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، حدّثنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني ، حدّثنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد السلمي ، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار ، حدّثنا إبراهيم ابن يعقوب الجوزجاني قال : أبو البختريّ وهب بن وهب كان يكذب ، ويتجسر ، فسقط ومال.

أخبرنا أبو حازم العبدوي قال : سمعت محمّد بن عبد الله الجوزقي يقول : قرئ على مكي بن عبدان ـ وأنا أسمع ـ قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : أبو البختريّ وهب بن وهب القاضي القرشيّ متروك الحديث.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن عديّ البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال : سمعت أبا داود يقول : كذابو المدينة محمّد بن الحسن ابن زبالة ، ووهب بن وهب أبو البختريّ ، بلغني أنه كان يضع الحديث بالليل في السراج.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد قال : حدّثنا عبد الكريم بن أحمد ابن شعيب النسائي ، حدّثنا أبي قال : وهب بن وهب أبو البختريّ متروك الحديث.

٤٦٠