تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٣

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٣

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٧

باب الميم

٢١

ذكر من اسمه موسى

٦٩٨١ ـ موسى بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب :

كان من وجوه بني هاشم وأفاضلهم ، وهو أخو محمّد وجعفر ابني سليمان ، وأحسبه كان يسكن البصرة وقدم بغداد في خلافة المنصور فتوفي بها.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : سنة ثلاث وخمسين ومائة فيها توفي موسى بن سليمان بن علي بمدينة السلام.

٦٩٨٢ ـ موسى بن محمّد بن علي ، الأوسي :

روى عن أم عبد الرّحمن بنت أبي سعيد الخدري.

ذكره عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرّازيّ وقال : سمعت أبي يقول : هو شيخ مديني قدم بغداد نزل درب الأنصار.

٦٩٨٣ ـ موسى بن يسار ، أبو الطّيّب المروزيّ :

سكن المدائن وحدث أنه رأى يحيى بن يعمر يقضي في الطريق. وروى أيضا عن عكرمة مولى ابن العبّاس حدث عنه أبو معاوية الضّرير ، وشبابة بن سوار ، ونعيم بن ميسرة.

أخبرني العتيقي ، أخبرنا عثمان بن محمّد المخرّميّ ، أخبرني أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصمّ أن العبّاس بن محمّد بن حاتم حدثهم قال : سمعت يحيى بن معين يقول : موسى بن يسار أبو الطّيّب وكان من أهل المدائن ، روى عنه شبابة وهو ثقة.

٦٩٨٤ ـ موسى بن عمير ، أبو هارون القرشيّ المكفوف الكوفيّ :

سكن بغداد وحدث بها عن أبي إسحاق السبيعي ، وابن شهاب الزّهريّ ،

__________________

٦٩٨٠ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ١٥٨.

٦٩٨١ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٨ / ١٧١.

٦٩٨٤ ـ انظر : تهذيب الكمال ٦٢٨٧ (٢٩ / ١٢٨). وأبو زرعة الرازي ٥٣٢. والمعرفة ليعقوب ٣ / ١٢١. وضعفاء النسائي ، الترجمة ٥٥٤. وضعفاء العقيلي ، الورقة ٢٠٥. والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ٦٩٦. والكامل لابن عدي ٣ / الورقة ١٠٨. وضعفاء الدار قطني ، الترجمة ٥١٤. وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ١٥٨. وديوان الضعفاء ، الترجمة ٤٢٩٦. والمغني ٢ / الترجمة ٦٥١٢. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ٨٢. ونهاية السئول ، الورقة ٣٩٢. وتهذيب التهذيب ١٠ / ٣٦٤ ـ ٣٦٥. والتقريب ٢ / ٢٨٧. وخلاصة الخزرجي ٣ / الترجمة ٧٢٩٨.

٢٢

ومكحول الشّاميّ ، والحكم بن عتيبة ، وجعفر بن محمّد بن علي. روى عنه إسحاق ابن كعب ، ومحمّد بن عيسى بن الطباع ، وسويد بن سعيد ، وجبارة بن مغلس ، والهيثم بن يمان ، ومحمّد بن عبيد النخاس.

أخبرني أبو نصر أحمد بن محمّد بن أحمد بن حسنون النّرسيّ والحسن بن أبي بكر قالا : أخبرنا محمّد بن جعفر بن محمّد الأدمي القاري ، حدّثنا أبو جعفر أحمد ابن زياد السّمسار ، حدّثنا إسحاق بن كعب ، حدّثنا موسى بن عمير عن الحكم بن عتيبة عن إبراهيم عن الأسود بن يزيد عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «داووا مرضاكم بالصّدقة ، وحصنوا أموالكم بالزكاة ، وأعدوا للبلاء الدعاء» (١).

أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أخبرنا محمّد بن حميد المخرّميّ ، حدّثنا علي بن الحسين بن حبّان قال : وجدت في كتاب أبي ـ بخط يده ـ قال : أبو زكريا يحيى بن معين : موسى بن عمير الذي كان ببغداد يحدث عن مكحول ليس بشيء.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي ، حدّثنا أبي قال : موسى بن عمير ليس بثقة.

قلت : لأهل الكوفة أيضا شيخ آخر اسمه :

موسى بن عمير (٢) ، وهو تميمي عنبري ، يروى عن الشعبي ، وعلقمة بن وائل ، وغيرهما. روى عنه حفص بن غياث ، ووكيع ، وأبو نعيم ، وكان ثقة.

أخبرنا البرقاني ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي ، حدّثنا أحمد بن الطّاهر بن النجم ، حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال : وسئل ـ يعني أبا زرعة الرّازيّ ـ عن موسى بن عمير ـ وأنا شاهد ـ فقال : لا بأس به. فقلت له : تقول هذا في موسى

__________________

(١) انظر الحديث في : المعجم الكبير للطبراني ١٠ / ١٥٨. والسنن الكبرى للبيهقي ٣ / ٣٨٢. وكشف الخفا ١ / ٤٣٣ ، ٤٨٢. والعلل المتناهية ٢ / ٣. والدرر المنتثرة ٨٤. ومجمع الزوائد ٣ / ٦٣.

(٢) انظر : تهذيب الكمال ٦٢٨٦ (٢٩ / ١٢٦). وتاريخ الدوري ٢ / ٥٩٤ ، وتاريخ البخاري الكبير ٧ / الترجمة ١٢٣١ ، وأبو زرعة الرازي ٥٣١ ، والمعرفة ليعقوب ٣ / ١٢١ ، والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ٦٩٥ ، وضعفاء الدار قطني ، الترجمتان ٥١٦ ، ٥٢١ ، والكاشف ٣ / الترجمة ٥٨١٦ ، وديوان الضعفاء ٤٢٩٧. والمغني ٢ / الترجمة ٦٥١٣. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ٨٢. وتاريخ الإسلام ٦ / ١٣٤ ، ونهاية السئول ، الورقة ٣٩٢. وتهذيب التهذيب ١٠ / ٣٦٤. والتقريب ٢ / ٢٨٦. وخلاصة الخزرجي ٣ / الترجمة ٧٢٩٧.

٢٣

ابن عمير وقد روى عن الحكم ما روى؟ فقال : ليس ذاك أعني ، إنما أعني الذي روى عنه وكيع ، ويحدث عن علقمة بن وائل ، هو لا بأس به. وأما الذي ذهبت إليه فضعيف.

٦٩٨٥ ـ موسى أمير المؤمنين الهادي بن محمّد المهديّ بن عبد الله المنصور ابن محمّد بن علي بن عبد الله بن العبّاس ، يكنى أبا محمّد :

بويع له بالخلافة بعد أبيه ، وكان بجرجان وقت موت المهديّ. وتولى له البيعة ببغداد أخوه هارون الرّشيد ، وكان مولد الهادي بالري.

فأخبرني الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة قال : كان الهادي يكنى أبا محمّد ، وأمه الخيزران ، ومات المهديّ بماسبذان معه الرّشيد ، وكان موسى الهادي بجرجان. فقدم الرّشيد مدينة السلام فأخذ البيعة للهادي ، ثم قدم الهادي مدينة السلام فأقام بها إلى أن توفي يوم الجمعة لأربع عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة سبعين ومائة. وقد بلغ من السن ثلاثا وعشرين سنة ، وكان كثير الولد ، وكانت خلافته سنة وشهرا وبعض آخر. ولم يتول الخلافة قبل الهادي بسنّه أحد.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، أخبرنا عمر بن حفص السدوسي ، حدّثنا محمّد بن يزيد قال : واستخلف موسى بن المهديّ سنة تسع وستين ومائة وهو الهادي ، وتوفي سنة سبعين ومائة لأربع عشرة خلت من شهر ربيع الأول يوم الجمعة ، فكانت خلافته سنة وشهرا ، واثنين وعشرين يوما ، وتوفي وله أربع وعشرون سنة ، وأمه أم ولد يقال لها الخيزران.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدثني أبي ، حدّثنا إسماعيل بن علي ، أخبرني البربريّ عن ابن أبي السّريّ قال : استخلف أبو محمّد موسى الهادي ، أتته الخلافة وهو بجرجان لأربع مضين من صفر سنة تسع وستين ومائة ، فكانت خلافته سنة وشهرين وأحد عشر يوما. وتوفي ليلة الجمعة لثلاث عشرة بقيت من ربيع الأول سنة سبعين ومائة وهو ابن أربع وعشرين سنة. قال : ويقال ستة وعشرين سنة ، وصلى عليه أخوه هارون الرّشيد ، وتوفي بعيساباذ ، بقصره الذي بناه وسماه القصر الأبيض ، وبه قبره.

__________________

٦٩٨٥ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٨ / ٣٣٤.

٢٤

قال ابن أبي السّريّ ، وقال الهيثم بن عديّ : توفي ببغداد وبها قبره بالجانب الشرقي في مجلس يقال له دار البستان ، يعرف ببستان موسى أطبق. قال ابن أبي السّريّ : وكان موسى طويلا جسيما أبيض بشفته العليا تقلص.

حدثني الأزهري ، حدّثنا سهل بن أحمد الديباجي ، حدّثنا الصولي ، حدّثنا ابن الغلابي ، حدثني محمّد بن عبد الرّحمن التّيميّ المكي ، حدثني المطّلب بن عكاشة المزنيّ قال : قدمنا إلى أمير المؤمنين الهادي ـ شهودا على رجل منا ـ شتم قريشا ، وتخطى إلى ذكر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجلس لنا مجلسا أحضر فيه فقهاء زمانه ومن كان بالحضرة على بابه ، وأحضر الرجل وأحضرنا ، فشهدنا عليه بما سمعنا منه ، فتغير وجه الهادي ثم نكس رأسه ورفعه فقال : إني سمعت أبي المهديّ يحدث عن أبيه المنصور عن أبيه محمّد بن علي عن أبيه علي بن عبد الله عن أبيه عبد الله بن عبّاس قال : من أراد هو ان قريش أهانه الله. وأنت يا عدو الله لم ترض بأن أردت ذلك من قريش حتى تخطيت إلى ذكر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ اضربوا عنقه ، فما برحنا حتى قتل.

أخبرني الحسين بن علي الصيمري ، حدّثنا الحسين بن هارون الضّبّيّ ، أخبرنا محمّد ابن عمر بن الجعابي ، حدّثنا أحمد بن عبيد الله أبو العبّاس الثّقفيّ ، حدثني عيسى بن محمّد الكاتب ، حدثني أبي قال : قال لي أمير المؤمنين الهادي : يا أبا جعفر أخبرنا أبي عن جدي أن محمّد بن علي بن عبد الله بن عبّاس قال : ما أصلح الملك بمثل تعجيل العقوبة للجاني ، والعفو عن الزلات القريبة ، ليقل الطمع في الملك.

أخبرنا الحسن بن الحسين بن العبّاس النعالي ، أخبرنا أحمد بن نصر الذارع ، حدّثنا محمّد بن أحمد قال : حدّثنا العبّاس بن الفضل عن أبيه قال : غضب موسى الهادي على رجل فتكلم فيه فرضي عنه ، فذهب يعتذر فقال له موسى : إن الرضى قد كفاك مئونة الاعتذار.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن عبد الواحد بن علي البزّاز ، أخبرنا أبو سعيد الحسن ابن عبد الله السيرافي ، حدّثنا محمّد بن أبي الأزهر النّحويّ ، حدّثنا الزّبير بن بكّار قال : حدثني عمي مصعب بن عبد الله عن جدي عبد الله بن مصعب قال : دخل مروان بن أبي حفصة على أمير المؤمنين الهادي فأنشده مديحا له حتى إذا بلغ قوله :

تشابه يوما بأسه ونواله

فما أحد يدري لأيهما الفضل

٢٥

فقال له الهادي : أيما أحب إليك ثلاثون ألفا معجلة ، أو مائة ألف تدور في الدواوين؟ قال : يا أمير المؤمنين أنت تحسن ما هو أحسن من هذا ، ولكنك أنسيته أفتأذن لي أن أذكرك؟ قال : نعم! قال : تعجل الثلاثون الألف وتدور المائة الألف. قال بل يعجلان لك جميعا ، فحمل ذلك إليه.

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى بن الصّلت ـ إجازة ـ أخبرنا علي بن عبد الله بن المغيرة الجوهريّ ، حدّثنا أحمد بن سعيد الدّمشقيّ ، حدثني الزّبير بن بكّار قال : سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول : حدثني أبو العتاهية أنه أنشد موسى الخليفة قوله :

أفنيت عمرك إدبارا وإقبالا

تبغي البنين وتبغي الأهل والمالا

فأمر لي بعشرة آلاف درهم من قبل المعلّى ، فأتيته أتنجز ما أمر لي به. فقال لي امدحه بقصيدة وخذها ، فقلت له قد أنسيت المدح وذهب عني ، فأيأسني ، فلقيت أبا الوليد فقلت :

أبلغ ـ سلمت أبا الوليد ـ سلامي

عني أمير المؤمنين أمامي

فإذا فرغت من السلام فقل له

قد كان ما قد كان من أفحامي

ولئن منعت فليس ذاك بمبطل

ما قد مضى من حرمتي وذمامي

فلربما قصدت إليك مودتي

ونصيحتي بلباب كل كلام

أيام لي سن ورونق جدة

والشيء قد يبلى على الأيام

فأنشدها أمير المؤمنين ، فأمر المعلّى أن لا يبرح من موضعه حتى يصير إلى المال ، فحمل إلى من منزله.

أخبرني الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة قال : حكى عن إبراهيم بن إسحاق الموصليّ قال : كنا يوما عند موسى الهادي وعنده ابن جامع ومعاذ بن الطّيّب. فكان أول من دخل عليه معاذ وكان حاذقا بالغناء عارفا بقديمه. فقال : من أطربني منكم اليوم فله حكمه ، فغناه ابن جامع غناء فلم يحركه ، وعرفت غرضه في الأغاني ، فقال : هات يا إبراهيم فغنيته :

سليمى أزمعت بينا

فأين لقاؤها أينا؟

فطرب حتى قام من مجلسه ورفع صوته وقال : أعد بالله ، فأعدت ، فقال : هذا غرضي ، فاحتكم. فقلت : يا أمير المؤمنين حائط عبد الملك بن مروان وعينه الخرارة

٢٦

بالمدينة قال : فدارت عيناه في رأسه حتى صارتا كأنهما جمرتان ، ثم قال : يا ابن اللخناء أردت أن تسمع العامة أنك أطربتني ، وأني حكمتك فأقطعتك ، والله لو لا بادرة جهلك التي غلبت على صحيح عقلك لضربت الذي فيه عيناك ، ثم أطرق. قال إبراهيم ، فرأيت ملك الموت بيني وبينه ينتظر أمره ، ثم دعا حاجبه فقال : خذ بيد هذا الجاهل فادخله بيت المال فليأخذ منه ما شاء. فقال لي الحاجب : كم تأخذ؟ قلت : مائة بدرة ، قال : دعني أؤامره ، فقلت : خذ أنت ثلاثين وأعطني سبعين ، فرضي بذلك. قال : فانصرفت بسبعمائة ألف درهم ، وانصرف ملك الموت عن وجهي.

٦٩٨٦ ـ موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، أبو الحسن الهاشميّ :

من أهل مدينة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وهو أخو محمّد وإبراهيم ابني عبد الله. ظفر به أبو جعفر المنصور بعد قتل أخويه فعفا عنه ، وسكن بغداد. وقد روى عن أبيه شيئا يسيرا. حدث عنه عبد العزيز بن محمّد الدراوردي وغيره.

أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمّد بن عبد الله بن حسنويه الكاتب ـ بأصبهان ـ حدّثنا القاضي أبو بكر محمّد بن عمر بن سلم الحافظ ، حدثني أحمد بن إبراهيم بن قيس ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن القطواني ، حدّثنا عبد الله بن موسى بن عبد الله ، حدثني أبي عن أبيه عبد الله بن حسن عن أبيه عن جده عن علي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج» (١).

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا الحسن بن محمّد بن يحيى العلوي ، حدثني جدي أبو الحسين يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال : وموسى بن عبد الله اختفى بالبصرة فأخذه المنصور وعفا عنه. وكان يقول شيئا من الشعر ، كتب من العراق إلى زوجته أم سلمة بنت محمّد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرّحمن بن أبي بكر أم ابنه عبد الله بن موسى يستدعيها إلى الخروج إليه ، فلم تفعل فكتب إليها :

لا تتركيني بالعراق فإنها

بلاد بها أس الخيانة والغدر

فإني زعيم أن أجيء بضرة

مقابلة الأجداد طيبة النشر

إذا انتسبت من آل شيبان في الذرى

ومرة لم تحفل بفضل أبي بكر

__________________

٦٩٨٦ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٤ / ترجمة ٨٨٨٩.

(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ٤٧٨. وسنن ابن ماجة ٨٤٠ ، ٨٤١. وكشف الخفا ٢ / ٥٢٨.

٢٧

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن عبد الواحد بن علي البزّاز ، أخبرنا عمر بن محمّد بن سيف الكاتب ، حدّثنا محمّد بن العبّاس اليزيدي ، حدّثنا الزّبير بن بكّار ، حدثني محمّد بن إسماعيل الجعفري قال : كتب موسى بن عبد الله بن حسن إلى زوجته أم ابنه عبد الله بن موسى ـ وهي أم سلمة بنت محمّد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرّحمن بن أبي بكر ـ :

وإني زعيم أن أجيء بضرة

فراسية فراسة للضرائر

تكرم مولاها وترضى حليلها

وتقطع من أقصى مناط الحناجر

فقال له مولى إبراهيم بن عبد الله بن حسن :

أبنت أبي بكر تكيد بضرة

لعمري لقد حاولت إحدى الكبائر

تغط غطيط البكر شد خناقه

وأنت مقيم بين ضوجي عبائر

عبائر : موضع ، وضوجاه : ناحيتاه.

قال أبو عبد الله الزّبير : هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة حملت بموسى بن عبد الله بن حسن بن حسن بعد ستين سنة. قال الزّبير : وسمعت علماءنا يقولون : لا تحمل امرأة بعد ستين سنة إلا من قريش ولا بعد خمسين إلا عربية.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا الحسن بن محمّد بن يحيى العلوي ، حدثني جدي قال : ودخل موسى بن عبد الله يوما على الرّشيد ثم خرج من عنده فعثر بالبساط ، فسقط ، فضحك الخدم وضحك الجند ، فلما قام التفت إلى هارون فقال : يا أمير المؤمنين إنه ضعف صوم لا ضعف سكر.

أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمّد بن عبد الله بن حسنويه الأصبهانيّ ، حدّثنا محمّد بن عمر بن سلم قال : حدثني محمّد بن علي بن حسين بن عمار قال : وجدت في كتاب جدي حسين. قال يحيى بن معين : موسى بن عبد الله ثقة مأمون ، كان أخا يحيى بن عبد الله لا بأس به. دخلت على موسى هاهنا ببغداد ـ وتشفع إليه رجل ـ فقال : قد منعت من الحديث ، ولو لا ذلك لحدثتك ، فلم نسمع منه شيئا.

أخبرني محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن سعيد ابن مرابا ، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : موسى بن عبد الله بن حسن قد رأيته وهو ثقة.

٢٨

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكى ، أخبرنا محمّد ابن إسحاق السّرّاج ، حدثني العبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : رأيت موسى بن عبد الله بن حسن وهو ثقة.

٦٩٨٧ ـ موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، أبو الحسن الهاشميّ :

يقال إنه ولد بالمدينة في سنة ثمان وعشرين ـ وقيل : سنة تسع وعشرين ومائة ، وأقدمه المهديّ بغداد ، ثم رده إلى المدينة وأقام بها إلى أيام الرّشيد ، فقدم هارون منصرفا من عمرة شهر رمضان سنة تسع وسبعين ، فحمل موسى معه إلى بغداد وحبسه بها إلى أن توفي في محبسه.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا الحسن بن محمّد بن يحيى العلوي ، حدثني جدي قال : كان موسى بن جعفر يدعى العبد الصالح من عبادته واجتهاده. روى أصحابنا أنه دخل مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فسجد سجدة في أول الليل ، وسمع وهو يقول في سجوده : عظيم الذنب عندي فليحسن العفو عندك. يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة. فجعل يرددها حتى أصبح ، وكان سخيا كريما ، وكان يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه فيبعث إليه بصرة فيها ألف دينار ، وكان يصر الصرر ثلاثمائة دينار ، وأربعمائة دينار ، ومائتي دينار ، ثم يقسمها بالمدينة. وكان مثل صرر موسى بن جعفر إذا جاءت الإنسان الصرة فقد استغنى.

أخبرنا الحسن قال : أخبرنا الحسن (١) حدثني جدي ، حدّثنا إسماعيل بن يعقوب ، حدثني محمّد بن عبد الله البكريّ قال : قدمت المدينة أطلب بها دينا فأعياني ، فقلت لو ذهبت إلى أبي الحسن موسى بن جعفر فشكوت ذلك إليه ، فأتيته بنقمى (٢) في

__________________

٦٩٨٧ ـ انظر : تهذيب الكمال ٦٢٤٧ (٢٩ / ٤٣). وضعفاء العقيلي ، الورقة ٢٠٤. والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ٦٢٥ ، وموضح أوهام الجمع والتفريق ٢ / ٤٠٣. ووفيات الأعيان ٥ / ٣٠٨ ـ ٣١٠. وسير أعلام النبلاء ٦ / ٢٧٠. والكاشف ٣ / الترجمة ٥٧٨٢ ، والعبر ١ / ٢٨٧ ، ٣٤٠. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ٧٧. وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٤٧ (آيا صوفيا ٣٠٠٦). وميزان الاعتدال ٤ / الترجمة ٨٨٥٥ ، ورجال ابن ماجة ، الورقة ١٢. وجامع التحصيل ، الترجمة ٨٠٩. ونهاية السئول ، الورقة ٣٨٩. وتهذيب التهذيب ١٠ / ٣٣٩ ـ ٣٤٠. والتقريب ٢ / ٢٨٢. وخلاصة الخزرجي ٣ / الترجمة ٧٢٥٧. وشذرات الذهب ١ / ٣٠٤. والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ٦٢٥.

(١) «أخبرنا الحسن» ساقطة من الأصل والمطبوعة.

(٢) نقمى : موضع بجانب جبل أحد ، كان لآل أبي طالب.

٢٩

ضيعته ، فخرج إلىّ ومعه غلام له معه منسف فيه قديد مجزع ليس معه غيره ، فأكل وأكلت معه ، ثم سألني عن حاجتي ، فذكرت له قصتي ، فدخل فلم يقم إلا يسيرا حتى خرج إلىّ فقال لغلامه : اذهب. ثم مد يده إلىّ فدفع إلىّ صرة فيها ثلاثمائة دينار ، ثم قام فولى. فقمت فركبت دابتي وانصرفت.

قال جدي يحيى بن الحسن : وذكر لي غير واحد من أصحابنا أن رجلا من ولد عمر بن الخطّاب كان بالمدينة يؤذيه ويشتم عليّا (٣) ، قال : وكان قد قال له بعض حاشيته دعنا نقتله ، فنهاهم عن ذلك أشد النهي ، وزجرهم أشد الزجر ، وسأل عن العمري فذكر له أنه يزدرع بناحية من نواحي المدينة ، فركب إليه في مزرعته فوجده فيها ، فدخل المزرعة بحماره فصاح به العمري لا تطأ زرعنا ، فوطئه بالحمار حتى وصل إليه فنزل فجلس عنده وضاحكه ، وقال له كم غرمت في زرعك هذا؟ قال له مائة دينار ، قال : فكم ترجو أن يصيب؟ قال : أنا لا أعلم الغيب. قال : إنما قلت لك كم ترجو أن يجيئك فيه؟ قال : أرجو أن يجيئني مائتا دينار ، قال : فأعطاه ثلاثمائة دينار وقال : هذا زرعك على حاله. قال : فقام العمري فقبل رأسه وانصرف. قال : فراح إلى المسجد فوجد العمري جالسا ، فلما نظر إليه قال : الله أعلم حيث يجعل رسالته. قال : فوثب أصحابه فقالوا له ما قصتك؟ قد كنت تقول خلاف هذا قال : فخاصمهم وشاتمهم ، قال : وجعل يدعو لأبي الحسن موسى كلما دخل وخرج. قال : فقال أبو الحسن موسى لحاشيته (٤) الذين أرادوا قتل العمري : أيما كان خيرا ، ما أردتم ، أو ما أردت أن أصلح أمره بهذا المقدار؟

أخبرنا سلامة بن الحسين المقرئ وعمر بن محمّد بن عبيد الله المؤدّب قالا : أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا القاضي الحسين بن إسماعيل ، حدّثنا عبد الله بن أبي سعد ، حدثني محمّد بن الحسين بن محمّد بن عبد المجيد الكناني اللّيثي قال : حدثني عيسى بن محمّد بن مغيث القرظي ـ وبلغ تسعين سنة ـ قال : زرعت بطيخا وقثاء وقرعا في موضع بالجوّانية على بئر ، يقال لها أم عظام ، فلما قرب الخير ، واستوى الزرع ، بغتني الجراد ، فأتى على الزرع كله ، وكنت غرمت على الزرع وفي ثمن جملين مائة وعشرين دينارا فبينما أنا جالس طلع موسى بن جعفر بن محمّد فسلم ، ثم

__________________

(٣) هذا خبر كاذب ، فيه يحيى بن الحسن ، متهم ، لا تقبل أخباره.

(٤) في تهذيب الكمال : «فقال أبو الحسن لحامّته».

٣٠

قال : أيش حالك؟ فقلت : أصبحت كالصريم بغتني الجراد فأكل زرعي ، قال : وكم غرمت فيه؟ قلت : مائة وعشرين دينارا مع ثمن الجملين. فقال : يا عرفة ، زن لأبي المغيث مائة وخمسين دينارا فربحك ثلاثين دينارا والجملين. فقلت : يا مبارك ادخل وادع لي فيها ، فدخل ودعا وحدثني عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «تمسكوا ببقايا المصائب» (٥) ثم علقت عليه الجملين وسقيته ، فجعل الله فيها البركة ، زكت فبعت منها بعشرة آلاف.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا الحسن بن محمّد العلوي ، حدّثنا جدي قال : وذكر إدريس بن أبي رافع عن محمّد بن موسى قال : خرجت مع أبي إلى ضياعه بساية (٦) فأصبحنا في غداة باردة وقد دنونا منها ، وأصبحنا إلى عين من عيون ساية ، وخرج إلينا من تلك الضياع عبد زنجي فصيح مستذفر بخرقة (٧) ، على رأسه قدر فخار يفور ، فوقف على الغلمان فقال : أين سيدكم؟ قالوا : هو ذاك ، قال : أبو من يكنى؟ قالوا له أبو الحسن ، قال : فوقف عليه ، فقال : يا سيدي يا أبا الحسن هذه عصيدة أهديتها إليك ، قال : ضعها عند الغلمان ، فأكلوا منها ، قال : ثم ذهب فلم نقل بلغ حتى خرج على رأسه حزمة حطب ، حتى وقف فقال له يا سيدي هذا حطب أهديت إليك. قال : ضعه عند الغلمان وهب لنا نارا. فذهب فجاء بنار. قال : وكتب أبو الحسن اسمه واسم مولاه فدفعه إلى وقال : يا بني احتفظ بهذه الرقعة حتى أسألك عنها. قال : فوردنا إلى ضياعه ، وأقام بها ما طاب له ، ثم قال : امضوا بنا إلى زيارة البيت ، قال : فخرجنا حتى وردنا مكة ، فلما قضى أبو الحسن عمرته دعا صاعدا فقال اذهب فاطلب لي هذا الرجل فإذا علمت بموضعه فأعلمني حتى أمشي إليه ، فإني أكره أن أدعوه والحاجة لي. قال لي صاعد : فذهبت حتى وقفت على الرجل ، فلما رآني عرفني ـ وكنت أعرفه ، وكان يتشيع ـ فلما رآني سلم علي ، وقال : أبو الحسن قدم؟ قلت : لا ، قال : فأيش أقدمك؟ قلت : حوائج؟ وقد كان علم بمكانه بساية ، فتتبعني وجعلت أتقصى منه ويلحقني بنفسه ، فلما رأيت أني لا أنفلت منه ، مضيت إلى مولاي ومضى معي حتى أتيته ، فقال لي : (٨) ألم أقل لك لا تعلمه؟ فقلت جعلت

__________________

(٥) حديث ضعيف لإرساله وجهالة رواته.

(٦) اسم واد بحدود الحجاز ، وبه عدة قرى وعدة عيون. (مراصد الاطلاع ٢ / ٦٨٦).

(٧) أي : سدّ مذفريه بخرقة.

(٨) «لي» سقطت من الأصل والمطبوعة.

٣١

فداك لم أعلمه ، فسلم عليه فقال له أبو الحسن غلامك فلان تبيعه؟ قال له جعلت فداك الغلام لك والضيعة وجميع ما أملك ، قال : أما الضيعة فلا أحب أن أسلبكها وقد حدثني أبي عن جدي أن بائع الضيعة ممحوق ، ومشتريها مرزوق. قال : فجعل الرجل يعرضها عليه مدلا بها ، فاشترى أبو الحسن الضيعة والرقيق منه بألف دينار وأعتق العبد ووهب له الضيعة.

قال إدريس بن أبي رافع : فهو ذا ولده في الصرافين بمكة. حدثني الحسن بن محمّد الخلّال ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمران ، حدّثنا محمّد بن يحيى الصولي ، حدّثنا عون بن محمّد قال : سمعت إسحاق الموصليّ ـ غير مرة ـ يقول : حدثني الفضل بن الرّبيع عن أبيه أنه لما حبس المهديّ موسى بن جعفر رأى المهديّ في النوم علي بن أبي طالب وهو يقول يا محمّد : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ) [محمد ٢٢] قال الرّبيع : فأرسل إلىّ ليلا فراعني ذلك ، فجئته فإذا هو يقرأ هذه الآية ـ وكان أحسن الناس صوتا ـ وقال علي بموسى بن جعفر. فجئته به فعانقه وأجلسه إلى جانبه ، وقال : يا أبا الحسن إني رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في النوم يقرأ على كذا ، فتؤمنني أن تخرج عليّ أو على أحد من ولدي؟ فقال : آلله لا فعلت ذاك. ولا هو من شأني. قال : صدقت ، يا ربيع أعطه ثلاثة آلاف دينار ورده إلى أهله إلى المدينة. قال الرّبيع فأحكمت أمره ليلا ، فما أصبح إلا وهو في الطريق خوف العوائق.

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطيّ ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا الحسين بن القاسم ، حدثني أحمد بن وهب ، أخبرنا عبد الرّحمن بن صالح الأزديّ. قال : حج هارون الرّشيد ، فأتى قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم زائرا له وحوله قريش وأفياء القبائل ، ومعه موسى بن جعفر فلما انتهى إلى القبر قال : السلام عليك يا رسول الله ، يا ابن عمي ، افتخارا على من حوله ، فدنا موسى بن جعفر فقال : السلام عليك يا أبة. فتغير وجه هارون وقال : هذا الفخر يا أبا الحسن حقّا.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا الحسن بن محمّد العلوي ، حدثني جدي ، حدثني عمار بن أبّان قال : حبس أبو الحسن موسى بن جعفر عند السندي بن شاهك (٩) ، فسألته أخته أن تتولى حبسه ـ وكانت تتدين ـ ففعل ، فكانت تلي خدمته ،

__________________

(٩) «بن شاهك» سقطت من الأصل والمطبوعة

٣٢

فحكى لنا أنها قالت : كان إذا صلّى العتمة حمد الله ومجده ودعاه ، فلم يزل كذلك حتى يزول الليل ، فإذا زال الليل قام يصلي حتى يصلي الصبح ، ثم يذكر قليلا حتى تطلع الشمس ، ثم يقعد إلى ارتفاع الضحى ، ثم يتهيأ ويستاك ويأكل ، ثم يرقد إلى قبل الزوال ، ثم يتوضأ ويصلي حتى يصلي العصر ، ثم يذكر في القبلة حتى يصلي المغرب ، ثم يصلي ما بين المغرب والعتمة ، فكان هذا دأبه. فكانت أخت السندي إذا نظرت إليه قالت : خاب قوم تعرضوا لهذا الرجل ، وكان عبدا صالحا.

أخبرنا الجوهريّ ، حدّثنا محمّد بن عمران المرزباني ، حدّثنا عبد الواحد بن محمّد الخصيبي ، حدثني محمّد بن إسماعيل قال : بعث موسى بن جعفر إلى الرّشيد من الحبس رسالة كانت : إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء ، حتى نقضي جميعا إلى يوم ليس له انقضاء ، يخسر فيه المبطلون.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا الحسن بن محمّد بن العلوي قال : حدثني جدي قال : قال أبو موسى العبّاسي ، حدثني إبراهيم بن عبد السّلام بن السندي بن شاهك عن أبيه قال : كان موسى بن جعفر عندنا محبوسا ، فلما مات بعثنا إلى جماعة من العدول من الكرخ فأدخلناهم عليه فأشهدناهم على موته ، وأحسبه قال : ودفن بمقابر الشونيزي.

أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمّد بن عبد الله الأصبهانيّ ، حدّثنا القاضي أبو بكر محمّد بن عمر بن سلم الحافظ ، حدثني عبد الله بن أحمد بن عامر ، حدّثنا علي بن محمّد الصنعاني قال : قال محمّد بن صدقة العنبريّ : توفي موسى بن جعفر بن محمّد ابن علي سنة ثلاث وثمانين ومائة. وقال غيره : توفي لخمس بقين من رجب.

٦٩٨٨ ـ موسى بن سهل الرّاسبيّ :

أحد المجهولين. روى عن دعبل بن علي الشّاعر عنه عن أبي إسحاق حديثا.

أخبرناه أبو الحسين زيد بن جعفر بن الحسين العلوي المحمّدي ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن وهبان الهنائي البصريّ ، حدّثنا إسماعيل بن علي بن علي بن رزين الخزاعيّ ـ بواسط ـ حدّثنا أبي ، حدّثنا أخي دعبل قال : حدثني موسى بن سهل الرّاسبيّ ـ في دهليز محمّد بن زبيدة ـ حدّثنا أبو إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود

__________________

٦٩٨٨ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٤ / الترجمة ٨٨٧٢. ولسان الميزان ٦ / ١١٩.

٣٣

قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أحبني فليحب عليّا ، ومن أبغض عليّا فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله عزوجل ، ومن أبغض الله أدخله النار» (١).

[قلت] (٢) : هذا الحديث موضوع الإسناد ، والحمل فيه عندي على إسماعيل بن علي ، والله أعلم.

٦٩٨٩ ـ موسى بن عبد الحميد :

حدث عن إبراهيم بن سعد الزّهريّ. روى عنه أحمد بن حنبل.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن علي بن محمّد الواعظ ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، حدّثنا موسى بن عبد الحميد قال أبي : جار لنا حسن الهيبة ، قال : حدّثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه قال : بينما عمرو بن العاص يوما يسير أمام ركبه ـ وهو يحدث نفسه ـ إذ قال : لله در أبي حنتمة ، أي امرئ كان ـ يعني بذلك عمر بن الخطّاب.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا عبد الله بن سليمان ، حدّثنا عبد الله بن أحمد. وأنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصّوّاف ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سمعت أبي يقول : موسى ابن عبد الحميد جار لنا حسن الهيبة ، كتبنا عنه قبل أن يكتب عن يعقوب بن إبراهيم.

٦٩٩٠ ـ موسى بن داود ، أبو عبد الله الضّبّيّ الخلقاني :

كوفي الأصل سكن بغداد وحدث بها عن مالك بن أنس ، وشعبة بن الحجّاج ، وسفيان الثوري ، واللّيث بن سعد ، وزهير بن معاوية ، وجرير بن حازم ، وعبد العزيز

__________________

(١) انظر الحديث في : الموضوعات ٢ / ٤. والفوائد المجموعة ٣٨٣ ، ٣٩٥. وتذكرة الموضوعات ٩٧. والكامل لابن عدي ٤ / ١٥٧٦. وتنزيه الشريعة ١ / ٤٠٢ ، ٤١٣. واللآلئ المصنوعة ١ / ٤٠٢.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٦٩٩٠ ـ انظر : تهذيب الكمال ٦٢٥١ (٢٩ / ٥٧). وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٤٥. وتاريخ خليفة ٤١٢ ، ٤١٣. وعلل ابن المديني ٥٣. وعلل أحمد ١ / ٢٨ ، ٦٣ ، ٣٠٠ ، ٣٠٥ ، ٣٤٦ و ٢ / ٨٢ ، ٢٥٣ ، ٢٩٤. وتاريخ البخاري الكبير ٧ / الترجمة ١٢٠٢. والكنى لمسلم ، الورقة ٦٣. وثقات العجلي ، الورقة ٥٣. وتاريخ أبي زرعة الدمشقي ١٦٥ ، ٢٣٠. والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ٦٣٦. وثقات ابن حيان ٩ / ١٦٠. وعلل الدارقطني ١ / الورقة ١٣٤. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١٧٥. والجمع لابن القيسراني ٢ / ٤٨٥. وسير أعلام النبلاء ١٠ / ١٣٦. وتذكرة الحفاظ ١ / ٣٧٨. والكاشف ٣ / ٥٧٨٧. والعبر ١ / ٣٧١. وتذهيب ـ

٣٤

الماجشون ، وبكر بن خنيس ، ومحمّد بن مسلم الطائفي ، وحسام بن مصك ، وحمّاد ابن سلمة ، وقيس بن الرّبيع ، ومبارك بن فضالة ، وذوّاد بن علبة ، وشريك بن عبيد الله ، وأبي الأحوص سلام بن سليم. روى عنه أحمد بن حنبل ، وإبراهيم بن دينار ، ومحمّد ابن أحمد بن أبي خلف ، وعبّاس الدّوريّ ، وسعدان بن نصر الثّقفيّ ، ومحمّد بن أبي العوّام الرياحي ، وبشر بن موسى الأسديّ ، ومحمّد بن شاذان الجوهريّ ، وإسحاق بن بهلول التنوخي ، ومحمّد بن أحمد بن النّضر الأزديّ ، وغيرهم. وولى موسى بن داود قضاء طرسوس وخرج إليها فتوفي بها.

أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عبيد الله بن أحمد الدّقّاق وأبو محمّد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبّار السّكّري قالا : أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، حدّثنا سعدان ابن نصر ، حدّثنا موسى بن داود عن زهير عن يحيى بن سعيد عن نافع عن ابن عمر : أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو ، مخافة أن يناله العدو. هذا الحديث غريب من رواية يحيى بن سعيد الأنصاريّ عن نافع عن ابن عمر ، تفرد به موسى بن داود عن زهير بن معاوية عنه ، ولم نكتبه إلا من حديث سعدان عن موسى بن داود. ورواه أحمد بن يوسف عن زهير عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف الخشّاب ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : موسى بن داود الضّبّيّ كان ثقة صاحب حديث ، وكان قد نزل بغداد ثم ولى قضاء طرسوس فخرج إلى ما هناك ، فلم يزل قاضيا بها إلى أن مات بها.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن خميرويه الهرويّ ، أخبرنا الحسين بن إدريس قال : قال ابن عمار : موسى بن داود كوفي وكان قاضي المصيصة ، وكان زاهدا ، وكان صاحب حديث ثقة.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر الدّقّاق ، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي ، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي ، حدثني أبي قال : موسى بن داود كوفي ثقة.

__________________

ـ التهذيب ٤ / الورقة ٧٩. وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٥٩ (آيا صوفيا ٣٠٠٧). وميزان الاعتدال ٤ / الترجمة ٨٨٦٠. ونهاية السئول ، الورقة ٣٩٠. وتهذيب التهذيب ١٠ / ٣٤٢ ـ ٣٤٣. والتقريب ٢ / ٢٨٢. وخلاصة الخزرجي ٣ / الترجمة ٧٢٦٢. وشذرات الذهب ٢ / ٣٨. والمنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ٢٨١.

٣٥

أخبرنا عبد الكريم بن محمّد بن أحمد المحاملي ، أخبرنا أبو الحسن الدّارقطنيّ قال : موسى بن داود أبو عبد الله الضّبّيّ القاضي أصله كوفي ثم نزل بغداد ، وكان مكثرا مصنفا مأمونا ، ولى قضاء الثغور فحمد فيها.

أخبرنا البرقاني قال : قال أبو الحسن الدّارقطنيّ : موسى بن داود ثقة.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال : سنة ست عشرة ومائتين فيها مات موسى بن داود الضّبّيّ.

وقال مرة أخرى : مات موسى بن داود الضّبّيّ سنة سبع عشرة ومائتين.

أخبرنا الأزهري ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا الحارث بن محمّد ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : سنة سبع عشرة ومائتين فيها مات موسى بن داود قاضي المصيصة بها.

٦٩٩١ ـ موسى بن نصر ، أبو عمران الثّقفيّ :

سكن سمرقند وحدث بها وببخاري أحاديث منكرة عن مالك بن أنس ، وسفيان الثوري ، وشعبة ، وحمّاد بن سلمة ، وحمّاد بن زيد ، ومحمّد بن زياد الميموني ، وعبد الله بن لهيعة ، وإسماعيل بن أبي زياد وغيرهم. روى عنه جماعة من أهل سمرقند وكان غير ثقة.

أخبرنا أبو الوليد الحسن بن محمّد بن علي البلخيّ ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان الحافظ ـ ببخاري ـ أخبرنا محمّد بن محمود بن يونس بن مكرم الوزّان ، حدّثنا إبراهيم بن أبي إبراهيم السّمرقنديّ ، حدّثنا موسى بن نصر البغداديّ ، حدّثنا حمّاد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «افترض الله على أمتي الصوم ثلاثين يوما ، وافترض على سائر الأمم أقل وأكثر ، وذلك أن آدم لما أكل من الشجرة بقي [في] (١) جوفه مقدار ثلاثين يوما ، فلما تاب الله عليه أمره بصيام ثلاثين يوما بلياليهن ، فافترض عليّ وعلى أمتي الصوم بالنهار ، وما نأكل بالليل ففضل من الله عزوجل» (٢).

__________________

٦٩٩١ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٤ / ترجمة ٨٩٣٤.

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

(٢) انظر الحديث في : الموضوعات ٢ / ١٨٦. وتنزيه الشريعة ٢ / ١٤٥. والفوائد المجموعة ٨٧.

٣٦

حدثني الحسين بن محمّد أخو الخلّال عن أبي سعد عبد الرّحمن بن محمّد الإدريسي قال : موسى بن نصر البغداديّ حدث بسمرقند عن الثوري ومالك وغيرهما بالطامات.

٦٩٩٢ ـ (١) موسى بن محمّد ، أبو هارون البكاء (١) :

من أهل قزوين نزل بغداد وحدث عن اللّيث بن سعد ، وابن لهيعة ، وبكر بن مضر ، وأبي هاشم الأبلي ، وحمّاد بن زيد ، وجعفر بن سليمان ، وحفص بن ميسرة ، وهذيل بن بلال ، وعطاف بن خالد ، وغيرهم.

ذكر عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرّازيّ أن أباه سمع منه وقال : سألت أبي عن أبي هارون البكاء فقال محله عندي الصدق ، قدم الشام فكتب عن صدقة بن خالد ، ويحيى بن حمزة ، ولا أعلم أني عبرت عليه بشيء.

وقال عبد الرّحمن : سألت أبا زرعة عن أبي هارون البكاء فكلح وجهه ، فقيل له : أي شيء أنكروا عليه؟ فقال : لا أعلم شيئا أنكروا عليه ، وأنا لا أحدث عنه ولا يعرف بالعراق. قال عبد الرّحمن : وكان في كتابنا حديث قد كان حدث عنه قديما فلم يقرأه علينا فضربنا عليه.

أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن عبد الله الأصبهانيّ ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعيّ ، حدّثنا يعقوب بن يوسف القزوينيّ ، حدّثنا موسى بن محمّد أبو هارون البكاء ، حدّثنا كثير بن عبد الله أبو هاشم قال : سمعت أنس بن مالك يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا بني أكثر من الدعاء ، فإن الدعاء يرد القضاء المبرم» (٢).

حدثت عن محمّد بن العبّاس بن الفرات قال : أخبرني الحسن بن يوسف الصّيرفيّ ، أخبرنا أبو بكر الخلّال ، أخبرني الحسن بن عبد الوهاب ، حدّثنا الفضل بن زياد قال : سألت أبا عبد الله عن أبي هارون البكاء فقال : ليس بثقة ولا أمين ولا كرامة. قيل له : من هذا يا أبا عبد الله؟ قال : رجل كان هاهنا صديقا للهيثم بن خارجة يدعى عن عبد الله بن لهيعة ، وليث بن سعد ، وبكر بن مضر.

__________________

٦٩٩٢ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٤ / ترجمة ٨٩١٧.

(١) البكّاء : عرف بهذا الاسم لكثرة بكائه وعبادته (الأنساب ٢ / ٢٦٧).

(٢) انظر الحديث في : كنز العمال ٣١٦٢. وكشف الخفا ١ / ٢٨٠.

٣٧

٦٩٩٣ ـ موسى بن سليمان ، أبو سليمان الجوزجاني :

سمع عبد الله بن عبد المبارك ، وعمرو بن جميع ، وأبا يوسف ، ومحمّد بن الحسن صاحبي أبي حنيفة. وكان فقيها بصيرا بالرأي ، يذهب مذهب أهل السنة في القرآن. وسكن بغداد وحدث بها فروى عنه عبد الله بن الحسن الهاشميّ ، وأحمد بن محمّد ابن عيسى البرتي ، وبشر بن موسى الأسديّ.

وقال ابن أبي حاتم : كتب عنه ، وسئل عنه فقال : كان صدوقا.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي ، حدّثنا عبد الله بن الحسن ـ هو الهاشميّ ـ حدّثنا أبو سليمان الجوزجاني ، حدّثنا عمرو بن جميع ، حدّثنا الأعمش عن بشر بن غالب الأسديّ قال : قدم على الحسين بن علي أناس من أنطاكية ، فسألهم عن حال بلادهم ، وعن سيرة أميرهم فيهم ، فذكروا خيرا إلا أنهم شكوا البرد فقال الحسين : حدثني أبي عن جدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «أيما بلدة كثر أذانها بالصلاة انكسر بردها ـ أو قال قلّ بردها ـ».

أخبرنا عثمان بن محمّد بن يوسف العلّاف ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى البرتي ، حدّثنا أبو سليمان الجوزجاني ـ ونعم عبد الله كان ـ.

أخبرنا الحسين بن علي الصيمري ، أخبرنا عمر بن إبراهيم المقرئ ، حدّثنا مكرم بن أحمد ، حدّثنا أحمد بن عطية ، حدّثنا إبراهيم بن سعيد قال : أحضر المأمون موسى بن سليمان ومعلى الرّازيّ ، فبدأ بأبي سليمان ،

لسنه وشهرته بالورع فعرض عليه القضاء ، فقال : يا أمير المؤمنين. احفظ حقوق الله في القضاء ولا تول على أمانتك مثلي ، فإني والله غير مأمون الغضب ، ولا أرضى نفسي لله أن أحكم في عباده. قال : صدقت وقد أعفيناك ، فدعا له بخير. وأقبل على معلّى فقال له مثل ذلك فقال : لا أصلح ، قال : ولم؟ قال : لأني رجل أداين ، فأبيت مطلوبا وطالبا ، قال : نأمر بقضاء دينك وتقاضي ديونك ، فمن أعطاك قبلناه ، ومن لم يعطك عوضناك مالك عليه. قال : ففي شكوك في الحكم ، وفي ذلك تلف أموال الناس ، قال يحضر مجلسك أهل الدين إخوانك ، فما شككت فيه سألتهم عنه ، وما صح عندك أمضيته. قال : أنا ارتاد رجلا أوصى إليه من أربعين سنة ما أجد من أوصى إليه ، فمن أين أجد من يعينني على قضاء حقوق الله الواجبة عليك حتى أائتمنه على ذلك؟ فأعفاه.

__________________

٦٩٩٣ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ٢٤٦.

٣٨

٦٩٩٤ ـ موسى بن جعفر ، البغداديّ :

حدث ببلخ عن شعبة بن الحجّاج. روى عنه علي بن عبد الله بن مكرم البلخيّ.

أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّد بن يوسف الرّازيّ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّد بن حامد البلخيّ ، حدّثنا أبو الحسن علي بن محمّد بن عبد الله بن مكرم السّمسار ، حدّثنا موسى بن جعفر البغداديّ ، حدّثنا شعبة بن الحجّاج عن مخول بن راشد عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقرأ يوم الجمعة في صلاة الفجر : (الم تَنْزِيلُ) ، و (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ) وفي الجمعة بسورة الجمعة ، و (إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ) ، يوبخ [المنافقين] (١) بها.

٦٩٩٥ ـ موسى بن إبراهيم ، أبو عمران المروزيّ :

سكن بغداد وحدث بها عن عبد الله بن لهيعة ، وإبراهيم بن سعد ، وإسماعيل بن جعفر ، وموسى بن جعفر بن محمّد ، وأبي جعفر الرّازيّ ، وشريك بن عبد الله ، وداود ابن الزبرقان ، ويزيد بن زريع. روى عنه محمّد بن خلف بن عبد السّلام ، ومحمّد بن إدريس الشعراني ، وعبد الله بن محمّد البغوي. وذكر البغوي أنه سمع منه في سنة تسع وعشرين ومائتين.

حدّثنا محمّد بن أحمد بن رزق ـ إملاء ـ حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقاق ، حدّثنا محمّد بن خلف بن عبد السّلام المروزيّ ، حدّثنا موسى بن إبراهيم المروزيّ ، حدّثنا موسى بن جعفر عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من قال حين يسمع المؤذّن يؤذن : مرحبا بالقائلين عدلا ، مرحبا بالصلاة وأهلا ، كتب الله له ألفي ألف حسنة ، ومحا عنه ألفي ألف سيئة ، ورفع له ألفي ألف درجة» (١).

حدثني الحسن بن أبي طالب ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، حدّثنا عمر بن عيسى الآجري ، حدّثنا موسى بن إبراهيم المروزيّ ـ ببغداد ـ حدّثنا داود بن الزبرقان عن محمّد بن جحادة عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يحشر المؤذّنون يوم القيامة على نوق من نوق الجنة ، مقدمهم بلال ، رافعي

__________________

(١) ٦٩٩٤ ـ ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٦٩٩٥ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٤ / ترجمة ٨٨٤٤.

(١) انظر الحديث في : كنز العمال ٢١٠٢٣.

٣٩

أصواتهم بالأذان. ينظر إليهم الجمع فيقال : من هؤلاء؟ فيقال : مؤذنو أمة محمّد ، يخاف الناس ولا يخافون ، ويحزنون الناس ولا يحزنون» (٢).

أخبرنا علي بن الحسين ـ صاحب العبّاسي ـ أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ ، حدّثنا بكر بن سهل ، حدّثنا عبد الخالق بن منصور قال : سألت يحيى بن معين عن موسى بن إبراهيم فقال لي : صاحب إبراهيم ابن سعد؟ فقلت : نعم! فقال : ذاك كذاب. فقلت له : إنه يروي حديث جابر «من كثرت صلاته بالليل» فقال كذب وكذب الذي يرويه بالكوفة.

أخبرنا العتيقي قال : حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أبو أيّوب سليمان بن إسحاق الجلاب قال : سئل إبراهيم الحربيّ عن حديث موسى بن إبراهيم عن ابن لهيعة عن أبي الزّبير عن جابر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «من قال القرآن مخلوق فقد كفر» (٣) فقال : موسى هذا كان صاحب شرطة قنطرة السماكين في الكرخ ، ثم ترك الشرطية فجاء إلى مسجد الجامع فقعد مع قوم يدعون يدعو ، ثم جاء بكتاب معه يقرأ فيه في مسجد الجامع في أصحاب الحديث ، فقالوا له : أمل علينا فأملى عليهم عن ابن لهيعة وغيره شيئا لم يسمعه قط ، ولم يسمع قط هو حديثا ، لا أدري أيش قصة ذلك الكتاب اشتراه ، أو استعاره ، أو وجده.

قال إبراهيم : وقد رأيت موسى بن إبراهيم هذا.

قال محمّد بن أبي الفوارس : قرأت على ابن الحسن الدّارقطنيّ قال : موسى بن إبراهيم المروزيّ متروك.

٦٩٩٦ ـ موسى بن ناصح ، أبو عمران :

حدث بمصر عن هشيم بن بشير ، وسفيان بن عيينة ، والعلاء بن برد بن سنان ، وعطاء بن جبلة الفزاريّ ، وسليمان بن الحكم بن عوانة ، وأبي معاوية الضّرير ، وعصمة بن محمّد الأنصاريّ. روى عنه أبو الزنباع روح بن الفرج ، ومطلب ابن شعيب ، وإسحاق بن الحسن الطحان ، وأحمد بن حمّاد زغبة ، وغيرهم من المصريّين.

__________________

(٢) انظر الحديث في : العلل المتناهية ١ / ٣٩١. والأحاديث الضعيفة ٧٧٤. وتاريخ ابن عساكر ٣ / ٣١٣.

(٣) انظر الحديث في : الموضوعات ١ / ١٠٧. واللآلئ المصنوعة ١ / ١٠٧. وتنزيه الشريعة ١ / ١٣٤. وتذكرة الموضوعات ٧٧.

٤٠