تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٣

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٣

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٧

شعيب عن أبيه عن جده قال : لما اشتبكت الحرب يوم حنين دخل جندب بن عبد الله على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : يا رسول الله إن هذه الحرب قد اشتبكت ولسنا ندري ما يكون أفلا تخبرنا بأخير أصحابك وأحبهم إليك؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «هي يا هيه لله أبوك أنت القائد لها بأزمتها ، هذا أبو بكر الصديق يقوم في الناس من بعدي ، وهذا عمر بن الخطّاب حبيبي ينطق بالحق على لساني ، وهذا عثمان بن عفّان هو مني وأنا منه ، وهذا علي بن أبي طالب أخي وصاحبي حتى تقوم القيامة».

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي ، حدّثنا محمّد بن إسحاق النّيسابوريّ أبو أحمد ، حدّثنا سهل بن عمار ، حدّثنا مجاعة بن أبي مجاعة ـ قال فلقيته ببغداد ـ عن ابن لهيعة عن محمّد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال : كانت اليهود تقول في الرجل إذا أتى امرأته من خلفها وهي باركة كان ولده أحول فذكرت ذلك لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأنزل الله : (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ) الآية [البقرة ٢٢٣].

قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات ـ بخطه ـ أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا أبو شيخ محمّد بن الحسن الأصبهانيّ ، حدّثنا أبو بكر الأثرم قال : سمعت أبا عبد الله ذكر رجلا كان يكون في النعيين (١) يحدث مات قريبا يقال له مجّاعة فقال : لم يكن به بأس إلا أنه كان في الجند.

أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أخبرنا محمّد بن حميد المخرّميّ ، حدّثنا علي بن الحسين بن حبّان قال : وجدت في كتاب ـ أبي بخط يده ـ قال أبو زكريا : مجّاعة كذّاب ليس بشيء.

٧٢١٤ ـ محرز بن عون بن أبي عون ـ واسم جده : أبي عون عبد الملك ـ بن زيد ، وكنية محرز : أبو الفضل :

سمع مالك بن أنس ، وعلي بن مسهر ، وحسّان بن إبراهيم ، وعبد الله بن إدريس ، وخلف بن خليفة ، ومسلم بن خالد. كتب عنه أحمد بن حنبل ، وروى عنه يحيى

__________________

(١) ٧٢١٣ ـ هكذا في الأصل.

(٢) ٧٢١٤ ـ انظر : تهذيب الكمال ٥٨٠٤ (٢٧ / ٢٧٩ ـ ٢٨٣). وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٦١. وسؤالات ابن الجنيد ، الترجمة ١٠٠ ، وابن المحرز ، التراجم ٣٧٢ ، ١٤٦٨ ، ١٥٤١. وعلل أحمد ٢ / ١٠٢ ، ١٠٤. والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ١٥٨٦. وثقات ابن حبان ٩ / ١٩١. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١٨٠. وثقات ابن شاهين ، الترجمة ١٤٤٨. والجمع لابن القيسراني ٢ / ٢٥٧. والمعجم المشتمل ، الترجمة ١٠٢٦. والمنتظم لابن الجوزي ٦ / ٢٢٧. ـ

٢٦١

ابن معين ، وأحمد بن محمّد بن بكر القصير ، ويوسف بن الضحاك الفقيه ، وموسى ابن هارون ، وإدريس بن عبد الكريم ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وأبو القاسم البغوي.

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل الصّيرفيّ قال : سمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب الأصمّ يقول : سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول : رأيت محرز بن عون جاء يوما فسلم على أبي فقال لي : أي شيء يحدث؟ فقلت : عن حسّان ابن إبراهيم عن يونس عن الزّهريّ عن عروة عن عائشة قالت : توفي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو ابن ثلاث وستين ، وكتبه عنه.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي ، حدّثنا الحسين ابن محمّد بن عبد الرّحمن بن فهم قال : حدثني يحيى بن معين قال : حدثني محرز بن أبي محرز العابد ـ وهو ابن عون ـ قال : سمعت بكرا العابد يقول : سمعت فضيل بن عياض يقول في قول الله عزوجل : (وَبَدا لَهُمْ مِنَ اللهِ ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ) [الزمر ٤٧] قال : أتوا بأعمال ظنوها حسنات فإذا هي سيئات. قال : فرأيت يحيى بن معين بكى.

أخبرنا عبد الملك بن محمّد بن عبد الله الواعظ ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد ابن عبد الله بن زياد القطّان ، حدّثنا إدريس بن عبد الكريم ، حدّثنا محرز بن عون قال : سألت فضيل بن عياض عن حديث فقال لي وأنت أيضا منهم؟ عليكم بالقرآن فإنه ينبغي لنا أن لو بلغنا أن حرفا من كلام ربنا نزل باليمن لذهبنا حتى نسمعه ، ولكن وجدتم هذا الأمر أيسر عليكم.

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : نعيت ليحيى بن معين محرز بن أبي عون فاستغفر له وترحم عليه وقال : كان شيخ صدق لا بأس به.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا عبد الله بن سليمان ، حدّثنا عبد الله بن أحمد قال : سألت يحيى بن معين عن محرز بن عون فقال : ليس به بأس ثقة.

__________________

ـ والكاشف ٣ / الترجمة ٥٤٠٥. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ٢٥. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٧٥ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧). ونهاية السئول ، الورقة ٣٦٥. وتهذيب التهذيب ١٠ / ٥٧ ـ ٥٨. والتقريب ٢ / ٢٣١. وخلاصة الخزرجي ٣ / الترجمة ٦٨٧٣.

٢٦٢

أخبرنا البرقاني قال : قال محمّد بن العبّاس العصمي ، حدّثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الحافظ ، أخبرنا صالح بن محمّد الأسديّ قال : محرز بن عون ثقة ، كتب عنه يحيى بن معين.

أخبرني محمّد بن علي المقرئ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله النّيسابوريّ الحافظ ، أخبرني علي بن محمّد المروزيّ قال : سألت صالحا ـ جزرة ـ عن محرز بن عون فقال : لا بأس به.

أنبأنا ابن رزق ، أخبرنا محمّد بن عمر بن غالب الجعفي ، أخبرنا موسى بن هارون ، أخبرني أبي أن مولد محرز بن عون سنة خمس وأربعين ومائة.

قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكى قال : أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج قال : سمعت الجوهريّ ـ وهو حاتم بن اللّيث ـ يقول : محرز بن عون بن أبي عون ـ ويكنى أبا الفضل ـ ولد سنة أربع وأربعين ومائة ، ومات ببغداد سنة إحدى وثلاثين ومائتين ، وله سبع وثمانون سنة.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن المظفر قال : قال عبد الله بن محمّد البغوي : مات محرز بن عون في رجب لثلاث بقين منه سنة إحدى وثلاثين ومائتين وكان لا يخضب ، وقد سمعته منه.

٧٢١٥ ـ مختارب ن عون بن أبي عون :

أخو محرز بن عون. حدث عن جعفر بن سليمان الضبعي. روى عن أخوه محرز.

أخبرنا علي بن أحمد الرّزّاز ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعيّ ، حدثني يوسف بن الضحاك ، حدّثنا محرز ، حدثني أخي مختار بن عون عن جعفر بن سليمان قال : مررت بمالك بن دينار ـ وعنده كلب ـ فقلت : ما هذا؟ فقال : هذا خير من جليس السوء.

٧٢١٦ ـ مغلس البغداديّ :

حدث عن هشام بن خالد الدّمشقيّ. روى عنه عبد الله بن أحمد بن موسى المعروف بعبدان الأهوازي.

أنبأنا أبو سعد الماليني ، أخبرنا عبد الله بن عديّ الحافظ قال : سمعت عبدان يقول : حدّثنا مغلس البغداديّ ـ شيخ ثقة ، سنة نيف وثلاثين قبل أن ألقي هشام بن خالد

٢٦٣

بعشر سنين فلما لقيت هشام بن خالد نسيت أن أسأله ـ قال : حدّثنا هشام بن خالد ، حدّثنا خالد بن يزيد عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن أبي الزّبير عن جابر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها» (١).

٧٢١٧ ـ مسرور بن أبي عوانة ـ واسم أبي عوانة : الوضاح ـ مولى يزيد بن عطاء الواسطيّ :

نزل بغداد وكان عابدا مجتهدا ، وأظنه أسند يسيرا من الحديث.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن خميرويه الهرويّ ، أخبرنا الحسين بن إدريس قال : قال ابن عمار : كان لأبي عوانة ابن يقال له مسرور ، وكان معي في الدار ببغداد. ومعه كتب أبيه ، قال : وكان من العباد.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا أحمد بن سليمان النجاد ، حدّثنا عبد الله ابن محمّد بن أبي الدّنيا ، حدّثنا محمّد بن الحسين قال : حدثني إسماعيل بن زياد أبو يعقوب قال : رأيت العباد والمجتهدين ما رأيت أحدا قط أصبر على صلاة بالليل والنهار وطول السهر والقيام من مسرور بن أبي عوانة ، كان يصلي الليل والنهار ولا يفتر. قال : وقدم علينا مرة. فقال : أخرجوني إلى الساحل أنظر إلى الماء حتى لا أنام.

وقال ابن أبي الدّنيا : حدثني محمّد قال : حدثني الفضيل بن عبد الوهاب ، حدثني أبو المساور ـ ختن أبي عوانة. قال : كان أبو عوانة من أكثر الناس صلاة بالليل وأطوله اجتهادا ، فلما قدم علينا مسرور بن أبي عوانة ، قال لي أبو عوانة : يا أبا المساور احتقرت والله نفسي ـ أو قال تصاغرت ـ والله إليّ نفسي.

٧٢١٨ ـ مجاهد بن موسى بن فرّوخ ، أبو علي الخوارزمي :

سكن بغداد وحدث بها عن سفيان بن عيينة ، وهشيم بن بشير ، وعبد الله بن إدريس ، والقاسم بن مالك المزنيّ ، ويحيى بن سليم الطائفي ، وأبي بكر بن عيّاش ،

__________________

(١) ٧٢١٦ ـ انظر الحديث في : سنن النسائي ٨ / ٣١١. وسنن ابن ماجة ١٥٧١. والسنن الكبرى ٤ / ٧٦. ومجمع الزوائد ٣ / ٥٩. والمستدرك ١ / ٣٧٦.

٧٢١٨ ـ انظر : تهذيب الكمال ٥٧٨٤ (٢٧ / ٢٣٦ ـ ٢٣٨). وابن محرز عن ابن معين ، الترجمة ٣٦٣ ، ١٥٣٢ ، وعلل أحمد ٢ / ٢٨٣. وتاريخ البخاري الكبير ٧ / الترجمة ١٨١٣. وتاريخه الصغير ٢ / ٣٨٠. والمعرفة ليعقوب (انظر الفهرس) والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ١٤٨٠. وثقات ابن حبان ٩ / ١٨٩. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١٧٢. وتسمية شيوخ أبي داود للجياني ، الورقة ٩٤. والجمع لابن القيسراني ٢ / ٥١٠. والمعجم المشتمل ، الترجمة ١٠٢٢. ـ

٢٦٤

ويحيى بن آدم ، وأبي معاوية الضّرير ، وإسماعيل بن علية ، وعبد الرّحمن بن مهديّ. روى عنه محمّد بن يحيى الذّهليّ ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم الرّازيّان ، وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد ، وإبراهيم الحربيّ ، وموسى بن هارون ، وأبو عبد الرّحمن النسائي ، والحسن بن علي بن الوليد الفارسيّ ، والحسين بن محمّد بن عفير ، وإبراهيم بن موسى بن الرواس ، وعبد الله بن محمّد البغوي.

قرأت على البرقاني عن محمّد بن العبّاس قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسعدة الفزاريّ ، حدّثنا جعفر بن درستويه ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن القاسم بن محرز قال : سألت يحيى بن معين عن مجاهد بن موسى الخوارزمي فقال : ثقة لا بأس به.

أخبرني محمّد بن علي المقرئ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله النّيسابوريّ الحافظ ، أخبرني أبو أحمد علي بن محمّد الخبيبي ـ بمرو ـ قال وسألته ـ يعني صالح بن محمّد جزرة ـ عن مجاهد بن موسى فقال : صدوق.

أخبرني الصوري ، أخبرنا القاضي أبو الحسن عبيد الله بن القاسم الهمدانيّ ـ بأطرابلس ـ أخبرنا أبو عيسى عبد الرّحمن بن إسماعيل العروضي ـ بمصر ـ حدّثنا أبو عبد الرّحمن النسائي قال : مجاهد بن موسى بغدادي ثقة ، وأصله خراساني.

قرأت في كتاب عبيد الله بن جعفر بن أحمد بن حمدان ، حدّثنا أبو يعلى عثمان ابن الحسن الطّوسيّ ، حدّثنا محمّد بن القاسم الأزديّ قال : قال لنا مجاهد بن موسى ـ وكان إذا حدث بالشيء رمى بأصله إما يغسله ، وإما في دجلة ـ فجاء يوما ومعه طبق فقال : هذا بقي ، وما أراكم تروني بعدها ، فحدّثنا به ورمى به ثم مات بعد ذلك.

أنبأنا أبو رزق ، أخبرنا محمّد بن عمر بن غالب الجعفي ، أخبرنا موسى بن هارون قال : كان مولد مجاهد بن موسى ـ فيما أرى ـ سنة ثمان وخمسين ومائة ، لأنه ذكر لنا أن أحمد بن حنبل أصغر منه بست سنين.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي قال.

وأخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن المظفر قال عبد الله بن محمّد البغوي : مات مجاهد بن موسى سنة أربع وأربعين ومائتين ، زاد البغوي ببغداد في ربيع الأول.

__________________

ـ وسير أعلام النبلاء ١١ / ٤٩٥. والكاشف ٣ / الترجمة ٥٣٨٤. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ٢٣. ونهاية السئول ، الورقة ٣٦٣. وتهذيب التهذيب ١٠ / ٤٤ ـ ٤٥. والتقريب ٢ / ٢٢٩. والخلاصة ٣ / ت ٦٨٥٥.

٢٦٥

٧٢١٩ ـ مهنّى بن يحيى ، أبو عبد الله :

شامي الأصل. وهو من كبار أصحاب أبي عبد الله أحمد بن حنبل ، رحل في صحبته إلى عبد الرزاق بن همام ، وسكن بغداد وحدث بها عن بقية بن الوليد ، وضمرة بن ربيعة ، ومكي بن إبراهيم ، ويوسف بن يعقوب صاحب السلعة ، وروّاد بن الجرّاح ، وزيد بن أبي الزرقاء ، ويزيد بن هارون ، وعبد الرزاق ، وأحمد بن حنبل ، وبشر بن الحارث. روى عنه حمدان بن علي الورّاق ، وإبراهيم بن هانئ النّيسابوريّ ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وأحمد بن محمّد بن أبي شيبة ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، ومحمّد بن بيّان الخلّال ، والقاضي أبو عبد الله المحاملي.

أخبرنا علي بن أبي علي المعدل ، أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرّحمن الزّهريّ ، حدّثنا محمّد بن بيّان.

وأخبرنا محمّد بن علي بن الخلنج الحربيّ ، حدّثنا أبو الحسن الدّارقطنيّ ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي شيبة ـ أبو بكر ـ قال : أخبرنا مهنّى بن يحيى ، حدّثنا زيد بن أبي الزرقا عن سفيان عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيّب عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله افترض عليكم الجمعة في يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم القيامة ، ألا فمن تركها استخفافا بها أو تهاونا فلا جمع الله له شمله ولا بارك له ، ألا ولا صلاة له ، ولا يؤمّن فاجر برا» (١).

قال الدّارقطنيّ : هذا حديث غريب من حديث سفيان الثوري عن علي بن زيد بن جدعان تفرد به زيد بن أبي الزرقا عنه ، وتفرد به مهنّى بن يحيى عن زيد.

قلت : وهذا الحديث إنما يحفظ من رواية بقية بن الوليد عن حمزة بن حسّان عن علي بن زيد ، ولا نحفظه عن الثوري بوجه من الوجوه.

حدثني أحمد بن محمّد الغزال ، أخبرنا محمّد بن جعفر الشروطي ، أخبرنا أبو الفتح محمّد بن الحسين الأزديّ الحافظ قال : مهنّى بن يحيى الشّاميّ نزل بغداد منكر الحديث. وروى أبو عبد الرّحمن السلمي عن الدّارقطنيّ قال : مهنّى بن يحيى ثقة نبيل.

__________________

٧٢١٩ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ١٧.

(١) انظر الحديث في : إتحاف السادة المتقين ٣ / ٢١٤. والدر المنثور ٦ / ٢١٨. ولسان الميزان ٦ / ٣٧٩.

٢٦٦

حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال : أخبرنا أبو بكر الخلّال قال : وأبو عبد الله مهنّى بن يحيى من كبار أصحاب أبي عبد الله ، وكان أبو عبد الله يكرمه ويعرف له حق الصحبة وقدمه. ورحل مع أبي عبد الله إلى عبد الرزاق ، وصحبه إلى أن مات. وكان يستجرئ على أبي عبد الله ما لم يستجرئ عليه أحد مثله ، ويحتمله أبو عبد الله ما لم يحتمل أحدا مثله ، وسأله عن كبار المسائل. ومسائله أكثر من أن تحد ، وكتب عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل مسائل كثيرة بضعة عشر جزءا عن أبيه لم تكن عند عبد الله عن أبيه ولا عند غيره ، وكان عبد الله يرفع قدره ويذكره كثيرا ، وحدّثنا عنه بأشياء كثيرة عن أبيه وغيره. قال عبد الله : وكنت أرى مهني يسأل أبي حتى يضجره ، ويكرر عليه جدّا ، حتى ربما قام وضجر.

قال أبو عبد الرّحمن : قال مهنّى : لزمت أبا عبد الله ثلاثا وأربعين سنة ، واتفقنا عند عبد الرزاق ، ورأيته بمكة عند سفيان بن عيينة سنة ثمان وتسعين ، وكان معنا أيضا عند عبد الرزاق إسحاق بن راهويه وجماعة.

٧٢٢٠ ـ مبشر بن الحسن بن مبشر بن مكسر ، أبو بشر القيسي (١) :

أنبأنا أحمد بن علي اليزدي ، أخبرنا أبو أحمد محمّد بن محمّد بن أحمد بن إسحاق الحافظ أنه بغدادي سكن الفسطاط وحدث عن يعقوب بن محمّد الزّهريّ. وقال أبو أحمد كناه لنا أبو بكر بن خزيمة.

وحدّثنا الصوري ، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ ، حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن مسرور ، حدّثنا أبو سعيد بن يونس قال : مبشر بن الحسن بن مبشر بن مكسر القيسي يكنى أبا بشر بصري قدم مصر وحدث بها وكان ثقة وبها كانت وفاته في صفر سنة تسع وخمسين ومائتين.

٧٢٢١ ـ مدكور بن سليمان ، أبو نصر القصباني المخرّميّ :

حدث عن خالد بن مخلد ، وزكريا بن عديّ. روى عنه محمّد بن مخلد الدّوريّ ، وعبد الله بن محمّد بن مسلم الأسفراييني.

حدثني يحيى بن علي الدسكري ـ لفظا بحلوان ـ أخبرنا الحسن بن أحمد بن

__________________

(١) ٧٢٢٠ ـ القيسي : هذه النسبة إلى جماعة اسمهم قيس (الأنساب ١٠ / ٢٩١).

٧٢٢١ ـ انظر : الأنساب ، للسمعاني ١٠ / ١٦٨.

٢٦٧

محمّد المخلدي ـ بنيسابور ـ أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن مسلم ، حدّثنا مدكور بن سليمان أبو نصر ـ بالمخرم ـ حدّثنا زكريا بن عديّ ، حدّثنا ابن إدريس عن يحيى بن أيّوب البجلي عن الشعبي في قول الله تعالى : (فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ) [آل عمران ١٨٧] قال : أما إنهم كانوا يقرءونه ولكن نبذوا العمل به.

ذكر محمّد بن مخلد ـ فيما قرأت بخطه ـ أن مدكور بن سليمان مات في صفر سنة ثلاث وستين ومائتين.

٧٢٢٢ ـ مضر بن محمّد بن خالد بن الوليد بن مضر ، أبو محمّد الأسديّ :

سمع يحيى بن معين ، وأحمد بن حنبل ، وإبراهيم بن المنذر الحزامي ، وسعيد بن عبد الجبّار الكرابيسيّ ، ويحيى بن حبيب بن عربي ، وأبا كامل الجحدري ، وسعيد بن حفص النفيلي ، وحبّان بن بشر القاضي ، ومحمّد بن أبّان الواسطيّ ، والأزرق بن علي وإبراهيم بن الحجّاج الشّاميّ ، وعبد الرّحمن بن سلام الجمحي ، وبسر بن هلال البصريّ ، وحامد بن يحيى البلخي. روى عنه يحيى بن صاعد ، وأبو بكر بن مجاهد المقرئ ، ومحمّد بن مخلد ، وأبو عمرو بن السماك ، وأبو بكر الشّافعيّ. وقال الدّارقطنيّ : هو ثقة.

أخبرنا أبو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز بن الحارث التّميميّ ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا مضر بن محمّد الأسديّ ، حدّثنا سعيد بن حفص ، حدّثنا زهير بن معاوية عن سهيل بن أبي طالح عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يحسر الفرات عن جبل من ذهب ، فيقتتل الناس عليه. فيقتل ـ أراه قال ـ من كل مائة تسعة وتسعون» (١) يا بني : فإن أدركت ذلك الزمان فلا تكن ممن يقاتل عليه.

أخبرنا الأزهري ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال : مضر بن محمّد الأسديّ القاضي بغدادي ، ولى قضاء واسط ، وكان راوية لحروف القراءات حدّثنا عنه جماعة من شيوخنا.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعيّ قال: ومات مضر بن محمّد الأسديّ سنة سبع وسبعين ومائتين.

__________________

(١) ٧٢٢٢ ـ انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ٢٦١ ، ٣٠٦ ، ٣٣٢. والمصنف لعبد الرزاق ٢٠٨٠٤. وفتح الباري ١٣ / ٨١. وحلية الأولياء ٧ / ١٤١. وتاريخ أصبهان ٢ / ٢٦٦.

٢٦٨

٧٢٢٣ ـ منتصر بن محمّد بن منتصر أبو منصور البغداديّ :

حدث عن مسروق بن المرزبان ، وعبد الله بن عمر بن أبّان ، وعلي بن شبرمة الكوفيّين. روى عنه محمّد بن مخلد ، وزكريا بن يحيى ـ والد المعافى بن زكريا ، وسليمان بن أحمد الطبراني.

أخبرنا أبو الفرج محمّد بن عبد الله بن أحمد بن شهريار الأصبهانيّ ، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيّوب الطبراني ، حدّثنا منتصر بن محمّد بن منتصر البغداديّ ، أخبرنا علي بن شبرمة الحارثي ، أخبرنا شريك عن منصور عن أبي حازم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اللهم اغفر للحاج ، ولمن استغفر له الحاج» (١).

قال سليمان : لم يروه عن منصور إلا شريك ، ولا رواه عن شريك إلا علي بن شبرمة وحسين بن محمّد المروزيّ.

٧٢٢٤ ـ مليح بن رقبة ، الأواني (١) :

حدث عن عثمان بن أبي شيبة. روى عنه مخلد بن جعفر الدّقّاق.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن علي بن محمّد الواعظ ، حدّثنا مخلد بن جعفر ، حدثني أبو الحسن مليح بن رقبة الأواني ، حدّثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا جرير عن ثعلبة قال : عزّمت على شيطان مرة ، فحضّرته فقال : دعني فإني شيعي قلت : ومن تعرف من الشيعة؟ قال : الأعمش وأبا إسحاق.

٧٢٢٥ ـ مطرّف بن جمهور بن الفضل ، أبو بكر الأشروسني :

قدم بغداد حاجّا وحدث بها عن حمدان بن ذي النون ، وعبد الصّمد بن الفضل البلخيّين. روى عنه علي بن عمر الحربيّ السّكّري.

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي بن يعقوب الواسطيّ ، حدّثنا علي بن عمر الحربيّ ، حدّثنا أبو بكر مطرّف بن جمهور الأشروسني ـ قدم علينا حاجّا ـ حدّثنا حمدان بن ذي النون ، حدّثنا إبراهيم بن سليمان الزّيّات ، حدّثنا معلّى بن هلال عن

__________________

(١) ٧٢٢٣ ـ انظر الحديث في : المستدرك ١ / ٤٤١. والسنن الكبرى للبيهقي ٥ / ٢٦١. والمعجم الصغير ٢ / ١١٤. وصحيح ابن خزيمة ٢٥١٦. وكشف الخفا ١ / ٢١٣.

(١) ٧٢٢٤ ـ الأواني : هذه النسبة إلى «أوانا» وهي قرية على عشرة فراسخ من بغداد عند حريفين على الدجلة (الأنساب ١ / ٣٧٩).

٢٦٩

محمّد بن عطاء عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اغدوا في طلب العلم ، فإن الغدو بركة ونجاح» (١).

٧٢٢٦ ـ مفتاح بن خلف بن الفتح ، أبو سعيد الخراساني :

أظنه من أهل بلخ. قدم بغداد حاجّا وحدث بها عن أحمد بن صالح الكرابيسيّ البلخيّ. روى عنه علي بن عمر الحربيّ أيضا.

أخبرنا التنوخي ، حدّثنا علي بن عمر السّكّري ، حدّثنا أبو سعيد مفتاح بن خلف ابن الفتح ـ قدم علينا حاجّا في سنة تسع وثلاثمائة باب الشماسية ـ حدّثنا أحمد بن صالح الكرابيسيّ البلخيّ ، حدّثنا الحسن بن يزيد الجصاص ، حدّثنا عبد الرحيم بن واقد ، حدّثنا الفرات بن السّائب عن ميمون بن مهران عن ابن عبّاس قال : إن لكل شيء سببا ، وليس كل أحد يفطن له ولا سمع به ، وإن لأبي جاد لحديثا عجبا. أما أبو جاد : فأبى آدم الطاعة ، وجد في أكل الشجرة. وأما هواز فهوى من السماء إلى الأرض ، وأما حطي فحطت عنه خطاياه ، وأما كلمن فأكل من الشجرة ومنّ عليه بالتوبة ، وأما سعفص فعصى آدم ربه فأخرج من النعيم إلى النكد ، وأما قريشات ، فأقر بالذنب وسلم من العقوبة. عبد الرحيم بن واقد ، والفرات بن السّائب كلاهما ضعيفان.

٧٢٢٧ ـ مطلب بن إبراهيم بن عبد العزيز ، أبو هاشم الهاشميّ :

كان خطيب جامع المهديّ.

فأنبأنا إبراهيم بن مخلد ، أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي قال : توفي أبو هاشم المطّلب بن إبراهيم بن عبد العزيز الهاشميّ ، وهو يلي الصّلاة بالناس في مسجد الجامع بالرصافة ببغداد ، وكانت وفاته يوم الخميس لليلتين خلتا من ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة ، وله ثمانون سنة. فولى مكانه أبو الحسن أحمد بن الفضل بن عبد الملك الهاشميّ.

٧٢٢٨ ـ مسرة بن عبد الله ، أبو شاكر الخادم ، مولى المتوكل على الله :

حدث عن الحسن بن عرفة العبدي ، وأبي زرعة الرّازيّ ، وأحمد بن عصمة

__________________

(١) ٧٢٢٥ ـ انظر الحديث في : مجمع الزوائد ١ / ١٣٢. وكشف الخفا ١ / ١٩٧ ، ٢١٤. والعلل المتناهية ١ / ٣٢٤. وكنز العمال ٢٩٣٤١.

٢٧٠

النّيسابوريّ ، ويحيى بن عثمان بن صالح ، ويوسف بن يزيد القراطيسي ، المصريّين. روى عنه أبو طاهر بن أبي هاشم المقرئ ، وأبو عمرو بن السماك ، وأبو بكر بن شاذان ، والمعافى بن زكريا الجريري ، وكان غير ثقة.

أخبرني إبراهيم بن مخلد بن جعفر ، أخبرنا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن محمّد بن أبي هاشم المقرئ ، أخبرنا أبو شاكر مولى بني هاشم ، حدّثنا يوسف بن يزيد القراطيسي ، حدّثنا نعيم بن حمّاد ، حدّثنا سهل بن يوسف عن إسرائيل عن ثوير ابن أبي فاختة عن أبيه قال : سمعت عليا يقرأ : (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) [البقرة ١٩٦].

أخبرني الأزهري ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان ، حدّثنا مسرة بن عبد الله ـ أبو شاكر الخادم مولى المتوكل ـ حدّثنا أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرّازيّ ـ بالري سنة ثمان وستين ومائتين ـ قال : حدّثنا سليمان بن حرب ، حدّثنا حمّاد بن زيد ، حدّثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن لله تعالى في كل ليلة جمعة مائة ألف عتيق من النار إلا رجلان فإنهما داخلان في أمتي تستروا بها وليس هم منهم ، فإن الله لا يعتقهم فيمن أعتق ، وذلك أنهم ليسوا منهم ، هم مع الكبائر في طبقتهم ، وأنهم مصفدون مع عبدة الأوثان مبغض أبي بكر وعمر. وليس هم داخلون في الإسلام ، وإنما هم يهود هذه الأمة» ـ ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ألا لعنة الله على مبغضي أبي بكر وعمر وعثمان وعلي» (١).

هذا الحديث كذب موضوع ، والرجال المذكورون في إسناده كلهم ثقات أئمة سوى مسرة والحمل عليه فيه. على أنه ذكر سماعه من أبي زرعة بعد موته بأربع سنين لأن أبا زرعة مات في سنة أربع وستين ومائتين من غير خلاف في ذلك. وقد ذكرناه في أخبار أبي زرعة.

أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن أبي عمرو الاستوائي ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، حدثني محمّد بن أحمد بن الخازن ـ صاحب لنا ـ قال : أملى علينا أبو شاكر مسرة حديثا ذكر إسناده عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «اكتحلوا وترا واذهبوا عنا» وإنما أراد «وادهنوا غبا»(٢).

__________________

(١) ٧٢٢٨ ـ انظر الحديث في : العلل المتناهية ١ / ٤٦٥ والأحاديث الضعيفة ٦١٤. والموضوعات ١ / ٣٢٤.

(٢) انظر الحديث في : الدرر المنتثرة ١٣

٢٧١

بلغني عن أبي الفتح عبيد الله بن أحمد النّحويّ المعروف بجحجح قال : مات مسرة خادم المتوكل في ذي الحجة من سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وكان يضعف. قال غيره : مات يوم الخميس لخمس بقين من ذي الحجة.

٧٢٢٩ ـ مسدد بن يعقوب بن إسحاق بن زياد ، القلوسي ، أبو الحسين :

بصري حدث ببغداد عن علي بن حرب الطائي ، وموسى بن سفيان الجنديسابوري. روى عنه محمّد بن جعفر زوج الحرة ، وأبو حفص بن شاهين ، وكان صدوقا.

أخبرني الحسن بن علي التّميميّ ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا محمّد بن زهير بن الفضل ـ بالأبلة ـ ومسدد بن يعقوب بن إسحاق ـ ببغداد ـ قالا : حدّثنا موسى بن سفيان ، حدّثنا عبد الله بن الجهم ، حدّثنا عمرو ـ يعني ابن أبي قيس ـ عن الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال : توفي رجل محرم فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كفنوه في ثوبيه ولا تغطوا وجهه ولا تقربوه طيبا» قال : وأراه قد ذكر «أنه يبعث يوم القيامة يلبي» (١).

بلغني أن مسدد بن يعقوب مات في أول المحرم من سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.

٧٢٣٠ ـ مؤنس بن وصيف ، أبو الحسن البغداديّ :

حدث بتنيس عن الحسن بن عرفة. روى عنه ابن جميع الصيداوي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن علي بن عياض بن أبي عقيل القاضي ـ بصور ـ وأبو نصر علي بن الحسين بن أحمد بن أبي سلمة الورّاق ـ بصيدا ـ قالا : أخبرنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن جميع الغساني قال : حدثني مؤنس بن وصيف أبو الحسن البغداديّ ـ بتنيس ـ حدّثنا الحسن بن عرفة قال : كنت أكتب عن يزيد بن هارون عن أبي حفص الأبار فلقيته بمكة ، قال الحسن : فحدثني أبو حفص الأبار عن ليث عن مجاهد عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أدخل على أخيه المسلم فرحا أو مسرورا في دار الدّنيا خلق الله له من ذلك خلقا يدفع به عنه الآفات في الدّنيا ، فإذا كان يوم القيامة كان منه قريبا ، فإذا مر به قال له لا تخف. فيقول له ومن أنت؟ فيقول : أنا الفرح ـ أو السرور ـ الذي أدخلته على أخيك في دار الدّنيا» (١).

__________________

٧٢٢٩ ـ انظر : الأنساب ، للسمعاني / ٢٢٠.

(١) الحديث سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(١) ٧٢٣٠ ـ انظر الحديث في : المستدرك ٤ / ٢٧٠. والمعجم الصغير ٢ / ٥١. ومجمع الزوائد ٨ / ١٩٣. والعلل المتناهية ٢ / ٢٣. والترغيب والترهيب ٣ / ٣٩٤.

٢٧٢

٧٢٣١ ـ مدرك بن محمّد ، أبو القاسم الشّيباني الشّاعر :

له قول مستحلى في الغزل ، والمديح ، والهجاء ، والمراثي. روى عنه المعافى بن زكريا وغيره.

أنشدني أبو الحسن علي بن أيّوب القمي قال : أنشدنا علي بن هارون القرميسيني قال : أنشدنا مدرك الشّيباني لنفسه ، يخاطب الشعراء :

إذا ما امرؤ غركم مرة

فعدتم فغركم ثانيه

فقولوا له يا ابن ثم اسكتوا

فشرح السكوت هو الزانية

٧٢٣٢ ـ مهلهل بن يموت بن المزرع بن يموت ، أبو نضلة العبدي :

شاعر مليح الشعر في الغزل وغيره. وهو بصري الأصل سكن بغداد وسمع منه. وكتب عنه شعره أبو بعضه إبراهيم بن محمّد المعروف بتوزون.

أخبرنا التنوخي قال : قال لنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن العبّاس الأخباري : حضرت في سنة ست وعشرين وثلاثمائة مجلس تحفة القوّالة جارية أبي عبد الله بن عمر البازيار ، وإلى جانبي عن يسرتي أبو نضلة مهلهل بن يموت بن المزرع ، وعن يمنتي أبو القاسم بن أبي الحسن البغداديّ ـ نديم ابن الحواري قديما واليزيدين بعد ـ فغنت تحفة من وراء الستارة :

بي شغل به عن الشغل عنه

بهواه وإن تشاغل عني

سره أن أكون فيه حزينا

فسروري إذن تضاعف حزني

ظن بي جفوة فأعرض عني

وبدا منه ما تخوف مني

فقال لي أبو نضلة : هذا الشعر لي ، فسمعه أبو القاسم بن البغداديّ ـ وكان يتحرف عن أبي نضلة ـ فقال : قل له إن كان الشعر له أن يزيد فيه بيتا ، فقلت له ذلك على وجه جميل ، فقال في الحال :

هو في الحسن فتنة قد أصارت

فتنتي في هواه من كل فن

وأخبرنا التنوخي قال : أنشدنا أبو الحسن بن الأخباري قال : أنشدني أبو نضلة لنفسه ، ونحن في مجلس أبي بكر الصولي :

وخمرة جاء بها شبهها

ظلمت ، لا بل شبهه الخمر

فبات يسقيني على وجهه

حتى توفي عقلي السكر

في ليلة قصرها طيبها

بمثلها كم بخل الدهر

__________________

٧٢٣٢ ـ انظر : النويري ٥ / ١٨٦. ووفيات الأعيان ٢ / ٣٤٥. والأعلام ٧ / ٣١٦.

٢٧٣

قال : وأنشدني أبو نضلة لنفسه :

ولما التقينا للوداع ولم يزل

ينيل لثاما دائما وعناقا

شممت نسيما منه يستجلب الكرى

ولو رقد المخمور فيه أفاقا

٧٢٣٣ ـ مرزوق بن أحمد بن مرزوق ، أبو صالح السقطي (١) :

حدث عن أبي بكر بن أبي الدّنيا. روى عنه أبو القاسم بن النخاس المقرئ ، وأبو بكر بن شاذان وكان ثقة.

٧٢٣٤ ـ مسعدة بن بكر بن يوسف بن ساسان ، أبو سعيد الفرغاني :

قدم بغداد حاجّا وحدث بها عن الحسن بن سفيان النسوي. روى عنه الدّارقطنيّ ، ويوسف القواس.

وذكر ابن الثّلّاج أنه سمع منه في سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.

أخبرني الحسن بن أبي طالب ، حدّثنا يوسف بن عمر القواس ، حدّثنا أبو سعيد مسعدة بن بكر بن يوسف الفرغاني ـ قدم علينا حاجّا ـ حدّثنا الحسن بن سفيان ، حدّثنا عمرو بن الحصين الشّاميّ عن ابن علاثة عن الأوزاعي عن الزّهريّ عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا حسد ولا ملق إلا في طلب العلم» (١).

أخبرناه البرقاني ، أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد بن حمدان ، حدّثنا محمّد بن أيّوب ، أخبرنا عمرو بن الحصين قال : حدّثنا ابن علاثة بإسناده قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مثله سواء.

٧٢٣٥ ـ ميسور بن محمّد بن ميسور ، التكريتي (١) :

حدث عن موسى بن إسحاق القاضي. روى عنه أحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي وذكر أنه سمع منه بعكبرا.

__________________

(١) ٧٢٣٣ ـ السقطي : هذه النسبة إلى بيع السقط ، وهي الأشياء الخسيسة ، كالخرز ، والملاعق ، وخواتيم الشبة والحديد وغيرها (الأنساب ٧ / ٩١).

٧٢٣٤ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٤ / ترجمة ٨٤٦٤.

(١) انظر الحديث في : الموضوعات ١ / ٢١٩. واللآلئ المصنوعة ١ / ١٠٢. والأحاديث الضعيفة ٣٨٢. والكامل لابن عدي ٦ / ٢٢٢٧. وإتحاف السادة المتقين ١ / ٣١٢.

(١) ٧٢٣٥ ـ التكريتي : هذه النسبة إلى تكريت ، وهي بلدة كبيرة فيها قلعة حصينة على الدجلة (الأنساب ٣ / ٦٧).

٢٧٤

٧٢٣٦ ـ مطر بن محمّد بن نصر ، أبو طاهر التّميميّ الهرويّ :

قدم بغداد حاجّا وحدث بها عن محمّد بن عبدة القيسي (١). روى عنه أحمد ابن الحسن بن أحمد الوكيل.

أخبرني عبد العزيز بن علي الورّاق ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن الحسن بن أحمد الوكيل الأزجي ، حدّثنا أبو طاهر مطر بن محمّد بن نصر التّميميّ الهرويّ ـ قدم حاجّا ـ حدّثنا محمّد بن عبدة القيسي ، حدّثنا يعقوب بن حميد بن كاسب.

٧٢٣٧ ـ مأمون بن أحمد بن مأمون بن سلمة بن غالب ، أبو العبّاس النّيسابوريّ :

قدم بغداد حاجّا وحدث بها عن أبي العبّاس السّرّاج ، حدّثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا أبو العبّاس مأمون بن أحمد بن مأمون بن سلمة بن غالب النّيسابوريّ ـ قدم للحج ـ حدّثنا محمّد بن إسحاق السّرّاج ، حدّثنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم بن معمر ، أخبرنا هشام ، أخبرنا منصور عن الحكم عن يزيد بن شريك عن أبي ذر في قوله تعالى : (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى) [النجم ١٣] قال رآه بقلبه.

٧٢٣٨ ـ محارب بن محمّد ، أبو العلاء القاضي ، الفقيه الشّافعيّ السدوسي :

من ولد محارب بن دثار. حدث عن جعفر بن محمّد الفريابي ، وعلي بن إسحاق ابن زاطيا المخرّميّ ، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ ، ومحمّد بن القاسم بن هاشم السّمسار ، وأبي جعفر بن بدينا الموصليّ ، وأحمد بن محمّد الصيدلاني الحنبلي.

سمع منه وكتب عنه عبد الله بن محمّد بن إسحاق المعروف بابن أبي سعد الجواربي. قال : توفي أبو العلاء محارب بن محمّد فجأة ليلة الاثنين ، ودفن يوم الاثنين لثمان خلون من جمادى الآخرة سنة تسع وخمسين وثلاثمائة. قرأت ذلك بخط ابن أبي سعد.

قلت : وكان صادقا عالما بالأصول ، وله مصنف في الرد على المخالفين من القدرية ، والجهمية ، والرافضة ، وغيرهم.

__________________

(١) ٧٢٣٦ ـ في الأصل والمطبوعة : «القيقسي».

٧٢٣٨ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٢٦٠.

٢٧٥

٧٢٣٩ ـ مهيار بن مرزويه ، أبو الحسن الكاتب الفارسيّ :

كان مجوسيا فأسلم ، وكان شاعرا جزل القول ، مقدما على أهل وقته. وكنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات ويقرأ عليه ديوان شعره ، فلم يقدر لي أن أسمع منه شيئا. ومات في ليلة الأحد لخمس خلون من جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.

٧٢٤٠ ـ مبادر بن عبيد الله ، أبو سابق الرقي :

صاحب أبي سعيد الماليني صحبه في الغربة وسافر معه وتأدب به ، وسمع محمّد ابن إسحاق بن مندة الأصبهانيّ ومن بعده ، وقدم بغداد وحدث بها. فسمعت منه حديثا واحدا عن أبي عبد الرّحمن السلمي النّيسابوريّ وكان صدوقا.

أخبرنا مبادر الرقي ، أخبرنا محمّد بن الحسين السلمي ، أخبرنا محمّد بن محمّد ابن علي الترمذي ، حدّثنا سعيد بن حاتم البلخيّ ، حدّثنا سهل بن أسلم عن خلّاد بن محمّد عن أبي حمزة السّكّري عن يزيد النّحويّ عن عكرمة عن ابن عبّاس قال : وقف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوما على أصحاب الصفة فرأى فقرهم وجهدهم وطيب قلوبهم. فقال : «أبشروا يا أصحاب الصفة ، فمن بقي من أمتي على البعث الذي أنتم عليه اليوم راضيا بما فيه فإنه من رفقائي يوم القيامة» (١).

بلغنا أن مبادر بن عبيد الله مات بالرقة في شعبان من سنة أربعين وأربعمائة.

انقضى حرف الميم

__________________

٧٢٣٩ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٢٦٠.

(١) ٧٢٤٠ ـ انظر الحديث في : كنز العمال ١٦٥٧٧.

٢٧٦

باب النون

٢٧٧

ذكر من اسمه نصر

٧٢٤١ ـ نصر بن حاجب ، أبو محمّد ـ وقيل : أبو يحيى ـ القرشيّ الخراساني:

والد يحيى بن نصر من أهل نيسابور. وهو نصر بن حاجب بن عمرو بن سلمة ابن سكن بن الجون بن ربيب بن عبد الله بن عداء بن الحارث بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك. أصله من البصرة ثم خرج حاجب بن عمرو إلى خراسان فنزلها وولد له نصر بها فانتقل إلى العراق وسكن المدائن إلى حين وفاته. وروى عن أبي نهيك وصفوان بن سليم ، وربيعة بن أبي عبد الرّحمن ، والعلاء بن عبد الرّحمن ، وجرير بن يزيد. روى عنه عنبسة بن سعيد قاضي الري ، وعبد العزيز بن مسلم ، ومحمّد بن يزيد الواسطيّ ، ويزيد بن هارون.

وذكر عبد الرّحمن بن أبي حاتم أن أبا زرعة الرّازيّ سئل عنه فقال : صدوق لا بأس به.

أخبرنا السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي قال : قال أبو زكريا يحيى بن معين : نصر بن حاجب خراساني قرشي ثقة.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا ، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : نصر بن حاجب قرشي خراساني ليس بشيء.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن عديّ البصريّ ـ في كتاب ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال : سألت أبا داود عن نصر بن حاجب فقال : ليس بشيء.

أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أنبأنا أبو مسلم عبد الرّحمن بن محمّد ابن عبد الله بن مهران قال : قرأت على أبي جعفر ـ محمّد بن أحمد بن محمّد بن صريم السنجي فأقر به ـ سمعت أبا رجاء محمّد بن حمدويه السنجي يقول : نصر بن حاجب ـ أبو محمّد ـ مات سنة اثنتين وعشرين ومائة.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف الخشّاب ،

__________________

٧٢٤١ ـ انظر : تاريخ ابن معين ٢ / ٦٠٤. والجرح والتعديل ٨ / ٤٦٦. وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٢٠. وميزان الاعتدال ٤ / ٢٥٠. ولسان الميزان ٦ / ١٥٢.

٢٧٨

حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : نصر بن الحاجب القرشيّ ، من بني الحارث بن لؤي ، ويكنى أبا يحيى ، أصله من خراسان ، ونزل المدائن ، ومات بها سنة خمس وأربعين ومائة. وهو ابن بضع وخمسين سنة.

[قلت] (١) : وهذا القول أصح من الأول الذي ذكره محمّد بن حمدويه ، والله أعلم.

٧٢٤٢ ـ نصر بن عبد الكريم ، أبو سهل البلخيّ المعروف بالصيقل :

قرأت في كتاب أحمد بن قاج الورّاق بخطه وسماعه من علي بن الفضل بن طاهر البلخيّ. قال : نصر بن عبد الكريم الصيقل ، يكنى أبا سهل وكان فقيها راوية للأحاديث قيّاسا صاحب مجلس. صحب أبا حنيفة فأكثر. مات ببغداد عند أبي يوسف سنة تسع وستين ومائة.

كما أخبرني محمّد بن محمّد بن غالب ، روى عنه إسحاق بن سليمان الرّازيّ ، وعلي بن يوسف العابد ، وسليمان بن سلم ، ومنصور بن عمرو ، وسليمان بن منصور البزّاز ، وغيرهم. وروى نصر عن محمّد بن عمرو بن علقمة ، وعمرو بن سمر ، وعثمان بن مرة ، وموسى بن عبيدة ، وهشام الدستوائي ، وسفيان الثوري ، وطلحة بن عمرو.

٧٢٤٣ ـ نصر بن باب ، أبو سهل الخراساني :

سكن بغداد ، وحدث بها عن إبراهيم بن ميمون بن الصائغ ، وحجاج بن أرطاة ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وداود بن أبي هند ، وهشام بن حسّان ، وعوف الأعرابي. روى عنه محمّد بن عيسى بن الطباع ، وأحمد بن حنبل ، ومحمّد بن سعد ـ كاتب الواقديّ ـ ، ومحمّد بن قدامة المصيصي ، وعمرو بن عثمان بن سعيد القرشيّ ، وإبراهيم بن محمّد العتيقي وغيرهم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الإيادي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعيّ ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن برد ، حدّثنا محمّد بن عيسى بن الطباع ، حدّثنا نصر بن باب عن الحجّاج عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن عبد الله

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٧٢٤٣ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٤ / ترجمة ٩٠٢٥.

٢٧٩

ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «البلاء موكل بالقول ، فلو أن رجلا عير رجلا برضاع كلبة لرضعها» (١).

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا أحمد بن يوسف بن أحمد الصيدلاني ـ بمكة ـ حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي ، حدّثنا عبد الله بن أحمد قال : سألت أبي عن نصر بن باب؟ فقال : ما كان به بأس.

أخبرنا الحسن بن علي التّميميّ ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل قال : قلت لأبي سمعت أبا خيثمة يقول : نصر بن باب كذاب؟ فقال : أستغفر الله. كذاب؟! إنما عابوا عليه أنه حدث عن إبراهيم الصائغ ، وإبراهيم من أهل بلده ولا ينكر أن يكون سمع منه.

أخبرني الأزهري وعلي بن محمّد بن الحسن الحربيّ قالا : أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن علي ابن عبد الله المدينيّ قال : سمعت أبي يقول : كتب يحيى بن معين عن نصر بن باب عشرين ألف حديث.

قرأ في كتاب له عن إبراهيم الصائغ ـ وكان يحدثهم عنه ـ فرأى في أوله رجلا قد محا اسمه عن إبراهيم.

أخبرني علي بن محمّد المالكي ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، حدّثنا محمّد ابن عمران ، حدّثنا عبد الله بن علي بن المدينيّ قال : سمعت أبي يقول : نصر بن باب كتبت عنه شيئا ورميت بحديثه ، وضعفه.

أخبرنا البرقاني ، حدثني محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسعدة الفزاريّ ، حدّثنا جعفر بن درستويه ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن القاسم بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين ـ وذكرت عنده نصر بن باب ـ فقال : كذاب خبيث عدو الله ، ذهبت إليه أنا وابن الحجّاج بن أرطاة فأخرج إلينا كتبا كان فيها كتاب عوف فجعل يحدّثنا ، فطوى رأس الكتاب فاستربت به. فقلت : ناولني الكتاب وظننت أنه قد حبس عنا بعض الأحاديث ، فأبى أن يعطيني ، فوثبت عليه فأخذت

__________________

(١) انظر الحديث في : الموضوعات / ٨٣. والفوائد المجموعة ٣٢٠. وتنزيه الشريعة ٢ / ٢٩٦. واللآلئ المصنوعة ٢ / ١٥٨. وكشف الخفا ١ / ٣٤٣ ، ٣٤٤. وتذكرة الموضوعات ١٧٠. والدرر المنتثرة ٥٨.

٢٨٠