تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٣

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٣

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٧

وانتفع بنخالته. وكان الرجل قبل أن يكتب إلى معن قد سأل بعض إخوانه خطرا فلم يبعث إليه ، فلما ورد عليه الخطر من معن أنشأ يقول :

أتانا أبو العبّاس ضن بخطره

كتبنا إلى معن فأهدى لنا خطرا

وأهدى دنانيرا ، وأهدى دراهما

وأهدى لنا بزّا وأهدى لنا عطرا

وما الناس إلا معدنان ، فمعدن

قريش وشيبان التي فرعت بكرا

أخبرنا ابن الفضل القطّان ، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، حدّثنا يعقوب ابن سفيان قال : سنة اثنتين وخمسين ومائة فيها قتل معن بن زائدة بأرض خراسان. بلغنا أن أبا جعفر المنصور ولى معن بن زائدة سجستان ، فنزل بست وأساء السيرة في أهلها فقتلوه.

أخبرنا القاضي أبو الحسين محمّد بن علي بن المهتدي بالله الهاشميّ الخطيب ، أخبرنا أبو الفضل محمّد بن الحسن بن الفضل بن المأمون قال : أنشدنا محمّد بن القاسم الأنباريّ قال : أنشدني أبي عن غير واحد من شيوخه لمروان بن أبي حفصة يرثي معن بن زائدة الشّيباني :

مضى لسبيله معن وأبقى

محامد لن تبيد ولن تنالا

كأن الشمس يوم أصيب معن

من الإظلام ملبسة جلالا

هو الجبل الذي كانت نزار

تهد من العدو به الجبالا

وعطلت الثغور لفقد معن

وقد يروي بها الأسل النهالا

وأظلمت العراق وألبستها

مصيبته المجللة اختلالا

وظل الشام يرجف جانباه

لركن العز حين وهى فمالا

وكادت من تهامة كل أرض

ومن نجد تزول غداة زالا

فإن يعل البلاد له خشوع

فقد كانت تطول به اختيالا

أصاب الموت يوم أصاب معنا

من الأخيار أكرمهم فعالا

وكان الناس كلهم لمعن

 ـ إلى أن زار حفرته ـ عيالا

ولم يك طالب للعرف ينوي

إلى غير ابن زائدة ارتحالا

ثوى من كان يحمل كل ثقل

ويسبق فيض راحته السؤالا

وما نزل الوفود بمثل معن

ولا حطوا بساحته الرحالا

وما بلغت أكف ذوي العطايا

يمينا من يديه ولا شمالا

٢٤١

وما كانت تجف له حياض

من المعروف مترعة سجالا

لأبيض لا يعد المال حتى

يعم به بغاة الخير مالا

فليت الشامتين به فدوه

وليت العمر مدّ له فطالا

ولم يكن كنزه ذهبا ولكن

سيوف الهند والحلق المذالا

ومادته من الخطى سمرا

ترى فيهن لينا واعتدالا

وذخرا من مكارم باقيات

وفضل تقى به التفضيل نالا

لئن أمست زوائد قد أزيلت

جياد كان يكره أن تزالا

لقد كانت تصان به وتسمو

بها عققا ويرجعها خيالا

وقد حوت النهاب فأحرزته

وقد غشيت من الموت الطلالا

مضى لسبيله من كنت ترجو

به عثرات دهرك أن تقالا

فلست بمالك عبرات عين

أبت بدموعها إلا انهمالا

وفي الأحشاء منك غليل حزن

كحر النار تشتعل اشتعالا

وقائلة رأت جسدي ولوني

معا عن عهدها قلبا فحالا

رأت رجلا براه الحزن حتى

أضر به وأورثه خبالا

أرى مروان عاد كذي نحول

من الهندي قد فقد الصقالا

فقلت لها الذي أنكرت مني

لفجع مصيبة أبكى وغالا

وأيام المنون لها صروف

تقلب بالفتى حالا فحالا

كأن الليل واصل بعد معن

ليال قد قرن به طوالا

لقد أورثتني وبني هما

وأحزانا نطيل بها اشتغالا

يرانا الناس بعدك قبل دهر

أبى لجدودنا إلا اغتيالا

فنحن كأسهم لم يبق ريشا

لها ريب الزمان ولا نصالا

وقد كنا بحوض نداك نروى

ولا نرد المصردة السمالا

فلهف أبي عليك إذا العطايا

جعلن منى كواذب واعتلالا

ولهف أبي عليك إذا الأسارى

شكوا حلقا بأعنقهم ثقالا

ولهف أبي عليك إذا اليتامى

غدوا شعثا كأن بهم سلالا

ولهف أبي عليك إذا المواشي

رعت جدبا تموت به هزالا

ولهف أبي عليك لكل هيجا

لها تلقي حواملها السخالا

ولهف أبي عليك إذا القوافي

لممتدح بها ذهبت ضلالا

٢٤٢

ولهف أبي عليك لكل أمر

يقول له النجي ألا احتيالا؟

أقمنا باليمامة بعد معن

مقاما ما نريد به زيالا

وقلنا أين نذهب بعد معن؟

وقد ذهب النوال فلا نوالا

فإن يذهب فرب رعال خيل

عوابس قد لقيت بها رعالا

وقوم قد جعلت لهم ربيعا

وقوم قد جعلت لهم نكالا

فما شهد الوقائع منك أمضى

وأكرم محتدا وأشد آلا

سيذكرك الخليفة غير قال

إذا هو في الأمور بلى الرجالا

ولا ينسى وقائعك اللواتي

على أعدائه جعلت وبالا

ومعترك شهدت به حفاظا

وقد كرهت فوارسه النزالا

حباك أخو أميّة بالمراثي

مع المدح اللواتي كان قالا

أقام وكان نحوك كل عام

يطيل بواسط الرحل اعتقالا

فألقى رحله أسفا وآلى

يمينا لا يشد لها حبالا

٧٢٠٥ ـ المنذر بن عبد الله بن المنذر ، والد إبراهيم بن المنذر الحزامي :

من أهل مدينة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان من سادة قريش وقدم بغداد في زمن المهديّ فأقام بها مدة ، وأراده المهديّ على أن يلي قضاء المدينة فأبى ، وقد سمع الحديث من هشام بن عروة ، وغيره. روى عنه مصعب بن عثمان الزّبيري.

أخبرني الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا أحمد بن سليمان الطّوسيّ ، حدّثنا الزّبير بن بكّار قال : ومن ولد المغيرة بن عبد الله المنذر بن عبد الله بن المنذر بن المغيرة بن عبد الله بن خالد بن حزام أمه من بني سليم وكان من سروات قريش وأهل الهدى والفضل.

وحدثني عمي مصعب قال : أخبرني الفضل بن الرّبيع قال : دعاه أمير المؤمنين المهديّ إلى قضاء المدينة فلم أر رجلا قط كان أصح استعفاء منه. قال لأمير المؤمنين : إني كنت وليت ولاية فخشيت أن لا أكون سلمت منها ، وأعطيت الله عهدا أن لا

__________________

٧٢٠٥ ـ انظر : تهذيب الكمال ٦١٨١ (٢٨ / ٥٠٣ ، ٥٠٦). وتاريخ خليفة ٣٩٢. وتاريخ البخاري الكبير ٧ / الترجمة ١٥٥٣. وجمهرة نسب قريش ٣٩٥ فما بعدها ، وثقات ابن حبان ٧ / ٥١٨. وأنساب القرشيين ٢٦٣. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ٧٠. وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٨ (آيا صوفيا ٣٠٠٦). ونهاية السئول ، الورقة ٣٨٦. وتهذيب التهذيب ١٠ / ٣٠١ ـ ٣٠٢. والتقريب ٢ / ٢٧٤. وخلاصة الخزرجي ٣ / الترجمة ٧١٩٥. والمنتظم ، لابن الجوزي ٩ / ١٤

٢٤٣

ألي ولاية أبدا ، وأنا أعيذ أمير المؤمنين بالله ونفسي أن يحملني على أن أخيس بعهد الله. قال له المهديّ : فو الله لقد أعطيت هذا من نفسك ، قبل أن أدعوك؟ قال : والله لقد أعطيت هذا من نفسي قبل أن تدعوني قال : فقد أعفيتك.

قال الزّبير : وحدثني عمي مصعب بن عبد الله قال : كان المنذر بن عبد الله قد شخص إلى بغداد وكان آخى إخوانا أهل فضل ودين وأدب يخرجون المخارج ويكونون بالعقيق الأيام يجتمعون ويتحدثون ، وبين ذلك خير كثير ، وصلاة وذكر ، وتنازع في العلم ، فقال المنذر بن عبد الله يتطرب إليهم :

من مبلغ عبد المجيد ودونه

مسيرة شهر أو تزيد على الشهر

وعمران والرهط الذين تركتهم

بطيبة في الفرع المهذب من فهر

وإلا فهم من معشر قد بلوتهم

يزيدون طيّبا حين يبلون بالخبر

بأني لما شطت الدار بيننا

وأشفقت ألا نلتقي آخر الدهر

ذكرتكم فاعتادني الشوق والأسى

وضاق لما أضمرت من ذكركم صدري

وأعجبني أن لم تفض عين واحد

غداة الوداع من مقيم ومن سفر

كأنا علمنا أننا سوف نلتقي

ولست أخال تعلمون ولا أدري

أآخر عهد بيننا ذاك أم لنا

تلاق على ما نشتهي باقي العصر؟

فأقسم أنساكم ولو حال دونكم

من الأرض غيطان المتوّهة الغبر

ولا مجلسا في قصر إسحاق بينكم

ينازعنا في محكم الرأي والشعر

ولهو من اللهو الجميل تزينه

خلائق أقوام عففن عن الغدر

وإبرازهم ذات النفوس فما ترى

لهم خلقا يوما يدني ولا يزري

٧٢٠٦ ـ مسور بن الصّلت بن ثابت بن وردان ، أبو الحسن ، مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم :

من أهل المدينة وقيل بل هو كوفي قدم بغداد وحدث بها عن أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وعن زيد بن أسلم ، ومحمّد بن المنكدر. روى عنه يحيى بن حسّان التنيسي ، وزيد بن الحباب الكوفيّ ، وسعيد بن سليمان الواسطيّ ، وبشر بن الوليد البغداديّ.

أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ ، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ الورّاق ، حدّثنا علي بن الحسن بن سليمان القطيعيّ ، حدّثنا محمّد بن مسكين ،

٢٤٤

حدّثنا يحيى بن حسّان ، حدّثنا مسور بن الصّلت ـ كتبت عنه ببغداد ـ عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نحو حديث قبله قال : «أحل لنا من الميتة ميتتان ، ومن الدم دمان : الحيتان والجراد والطحال والكبد» (١).

أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمّد بن عثمان البجلي ، أخبرنا أبو علي الحسن بن محمّد بن موسى بن إسحاق الأنصاريّ ، حدّثنا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن عبيد القرشيّ قال : قلت لسعيد بن سليمان : حدثكم مسور بن الصّلت عن محمّد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كل معروف صدقة» (٢)؟ قال: نعم. هكذا رواه سعيد بن سليمان المعروف بسعدويه عن المسور ابن الصّلت عن محمّد بن المنكدر.

وخالفه بشر بن الوليد الكندي القاضي فرواه عن المسور عن يوسف بن محمّد بن المنكدر عن أبيه عن جابر.

أخبرناه أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن جعفر ، أخبرنا عمر بن محمّد بن علي النّاقد ، حدّثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار ، حدّثنا بشر بن الوليد ، حدّثنا المسور بن الصّلت أبو الحسن قال : حدّثنا يوسف بن محمّد بن المنكدر عن أبيه عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «كل معروف صدقة ، ولو أن تلقى أخاك ووجهك طليق» (٣).

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا السوسي ، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : مسور بن الصّلت كان كوفيا قد سمع منه سعدويه ، وكان يحدث بأحاديث الشيعة.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي ، أخبرني محمّد بن إبراهيم بن شعيب الفازي قال : سمعت محمّد بن إسماعيل البخاريّ يقول : مسرور بن الصّلت ضعيف.

__________________

(١) ٧٢٠٦ ـ انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ٩٧. والسنن الكبرى للبيهقي ١ / ٢٥٤ ، ٩ / ٢٥٧. وفتح الباري ٩ / ٦٢١. وكشف الخفا ١ / ٦٠.

(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٨ / ١٣. وصحيح مسلم ، كتاب الزّكاة ، باب ١٦. وفتح الباري ١٠ / ٤٤٧.

(٣) انظر الحديث في : مسند أحمد ٣ / ٣٤٤. ومجمع الزوائد ٣ / ١٣٦.

٢٤٥

أخبرنا أبو بكر البرقاني ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم ابن أحمد بن شعيب النسائي ، حدّثنا أبي قال : مسور بن الصّلت متروك الحديث.

أخبرنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله الطبري قال : قال لنا أبو الحسن الدّارقطنيّ : المسور بن الصّلت ضعيف.

٧٢٠٧ ـ معبد بن راشد ، أبو عبد الرّحمن الكوفيّ :

سكن بغداد وحدث بها عن معاوية بن عمار الدّهني. روى عنه موسى بن داود الضّبّيّ.

أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفار ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد الأدمي المقرئ قال : حدّثنا محمّد بن يوسف بن الطباع أبو بكر قال : أملى على موسى بن داود قال : حدثني معبد ـ أبو عبد الرّحمن ـ عن معاوية بن عمار الدهني قال : قلت لجعفر بن محمّد رضي‌الله‌عنهما : إن هاهنا أناسا يسألون عن القرآن قال : فقال : ليس بخالق ولا مخلوق ، ولكنه كلام الله تبارك وتعالى. قال ابن الطباع : قال لنا أحمد بن حنبل رحمه‌الله يحكى حين سئل عن القرآن قال : فقال كلام الله عزوجل ليس بمخلوق. قال : قلت عن ثلاثة من قريش ، عن جعفر بن محمّد ، وعن إبراهيم بن سعد ، وعن سعيد بن عبد الرّحمن الجمحي رحمهم‌الله جميعا.

حدثني أبو عبد الرّحمن محمّد بن يوسف القطّان النّيسابوريّ ـ بلفظه ـ قال : أخبرنا أبو الحسن الخصيب بن عبد الله القاضي ـ بمصر ـ قال : أخبرنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي قال : أخبرني أبي قال : أبو عبد الرّحمن معبد بن راشد كوفي نزل بغداد وحديثه عن معاوية بن عمار قال : قلت لجعفر بن محمّد رضي‌الله‌عنهما : إنهم يسألوننا عن القرآن مخلوق هو؟ قال : ليس بخالق ولا مخلوق ، ولكنه كلام الله تبارك وتعالى.

__________________

٧٢٠٧ ـ انظر : تهذيب الكمال ٦٠٧٢ (٢٨ / ٢٣٤). وتاريخ البخاري الكبير ٧ / الترجمة ١٧٤٧. والكنى لمسلم ، الورقة ٦٨. والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ١٢٨٨. وثقات ابن حبان ٩ / ١٩٤. والمغني ٢ / الترجمة ٦٣٢٨. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ٥٣. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٧٢ (آيا صوفيا ٣٠٠٧). ونهاية السئول ، الورقة ٣٧٩. وتهذيب التهذيب ١٠ / ٢٢٣. والتقريب ٢ / ٢٦٢. وخلاصة الخزرجي ٣ / الترجمة ٧٠٩٧.

٢٤٦

٧٢٠٨ ـ مندل بن علي ، أبو عبد الله العنزي :

أخو حبّان بن علي الكوفيّ وكان الأصغر. حدث عن أبي إسحاق الشّيباني ، وعاصم الأحول ، وسليمان الأعمش ، وليث بن أبي سليم ، وهشام بن عروة ، وحميد الطويل ، والسري بن إسماعيل. روى عنه المنذر بن عمار ، وأبو نعيم الفضل بن دكين ، ومحمّد بن الصّلت الأسديّ ، وجندل بن والق ، وعبد الله بن صالح العجلي ، وعون بن سلام. وقدم مندل بغداد في أيام المهديّ وحدث بها. ويقال إن اسمه عمرو ولقبه مندل إلا أنه غلب عليه.

أخبرني أبو القاسم الأزهري ، حدّثنا محمّد بن الحسن العبّاسي ، حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباريّ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا عبد الله بن عمرو الورّاق ، حدّثنا أبو هشام قال : مرت جارية معها سلة فيها رطب بمندل بن علي العنزي ـ وأصحاب الحديث حوله ـ فوقفت تنظر وتسمع ، فنظر إليها مندل فظن أن السلة قد أهديت له ، فقال قدميها قدميها وقال لمن حوله كلوا ، فأكلوا ما فيها وانصرفت الجارية إلى سيدها وقد احتبست ، فقال لها ما أسرع ما جئت؟ فقالت : وقفت أسمع من هذا الشيخ فقال قدمي السلة ففعلت فأكل الذين حوله ما فيها ، وكان سيدها رجل من العرب. فقال : ها أنت حرة لوجه الله عزوجل.

أخبرني الأزهري وعلي بن محمّد بن الحسن الحربيّ قالا : أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن علي

__________________

٧٢٠٨ ـ انظر : تهذيب الكمال ٦١٧٦ (٢٨ / ٤٩٣ ـ ٤٩٨). وطبقات ابن سعد ٦ / ٣٨١ ، وتاريخ الدوري ٢ / ٥٨٧. وتاريخ الدارمي ، الترجمة ٢٤٤. وابن الجنيد ، الترجمتان ٨١٠ ، ٨٥٥. وتاريخ خليفة ٤٣٩. وطبقاته ١٦٩. وعلل أحمد ١ / ٥٠ ، ١٣٥ ، ١٩٨. وتاريخ البخاري الكبير ٨ / الترجمة ٢٢١٣. وتاريخه الصغير ٢ / ١٦٤ ، ١٧٧. وأحوال الرجال للجوزجاني ، الترجمة ٨٣. وثقات العجلي ، الورقة ٥٣. والمعرفة ليعقوب ١ / ٤٦١ ، و ٣ / ٢٢٦. وتاريخ أبي زرعة الدمشقي ٥٥٨. وتاريخ واسط ٣٨ ، ٣٩. وضعفاء النسائي ، الترجمة ٥٧٨. وضعفاء العقيلي ، الورقة ٢١٧. والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ١٩٨٧. والمجروحين لابن حبان ٣ / ٢٤. وسنن الدارقطني ٢ / ١٩١ ، ٢١١. والضعفاء والمتروكون ، الترجمة ١٧٦. وسؤالات البرقاني له ، الترجمة ١١٠. وتاريخ الخطيب ١٣ / ٢٤٧. والسابق واللاحق ٣٣٦. والمحلي ٥ / ١٦٨ ، ٦ / ١٩١. والكاشف ٣ / الترجمة ٥٧٢٣. والديوان ، الترجمة ٤٢٣٤. والمغني ٢ / ٦٤١٤. والعبر ١ / ٢٥٤ ، ٢٥٩. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ٦٩. وميزان الاعتدال ٤ / الترجمة ٨٧٥٧. ونهاية السئول ، الورقة ٣٨٥. وتهذيب التهذيب ١٠ / ٢٩٨ ـ ٢٩٩. والتقريب ٢ / ٢٧٤. وخلاصة الخزرجي ٣ / الترجمة ٧٤٣٥. وشذرات الذهب ١ / ٢٦٦.

٢٤٧

ابن عبد الله المدينيّ ، حدّثنا أبي ، حدّثنا الحسن بن القاسم عن مسلم بن جندل قال : أتيت شريكا أنا وقطبة. فقال له قطبة ـ أو قلت له ـ إن مندلا حدّثنا عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا أتى أحدكم أهله فليستتر ، ولا يتجرد تجرد العير» (١) فقال شريك : كذب مندل. فقلت له كذب بمرة؟ فقال : أنا حدثت به الأعمش عن عاصم عن أبي قلابة فاستعادنيه ـ أو فأعجبه ـ فأتيت مندلا فأخبرته فقال : كذب بمرة. لعل الأعمش حدث بحديث فوصل هذا فيه فتوهمته ورجع عنه.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصّوّاف ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سألته ـ يعني أباه ـ عن مندل بن علي فقال : ضعيف الحديث. فقلت له حبّان أخوه؟ فقال : لا ، هو أصلح منه ـ يعني مندلا ـ وقال مرة : ما أقربهما.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدثني أبي ، حدّثنا عبد الله بن سليمان ، حدّثنا عبد الله بن أحمد قال : قال أبي : مندل وحبّان فيهما ضعف.

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا هبة الله بن أحمد بن حبش الفراء ، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال : وسمعت محمّد بن هيثم الحساب يسأل من يحيى بن معين عن مندل وحبّان ابني علي؟ فقال : هما صالحان وليسا بذلك.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفيّ يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدّارميّ يقول : وسألته ـ يعني يحيى ابن معين ـ عن مندل بن علي فقال : لا بأس به.

أخبرني أحمد بن عبد الله الأنماطيّ ، أخبرنا محمّد بن المظفر الحافظ ، أخبرنا علي ابن أحمد بن سليمان المصريّ ، حدّثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال : وسألته ـ يعني يحيى بن معين ـ عن مندل بن علي فقال : ليس به بأس يكتب حديثه.

أخبرني عبد الله بن يحيى السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي قال : قال أبو زكريا : حبّان ومندل ليس عندهما حديث ، وليس بهما بأس.

__________________

(١) انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ١٩٢١. والسنن الكبرى للبيهقي ٧ / ١٩٣. والمصنف لعبد الرزاق ١٠٤٦٩ ، ١٠٤٧٠. والمعجم الكبير ٧ / ١٩٢.

٢٤٨

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا ، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : روى مندل عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا نكاح إلا بوليّ» (٢) قال يحيى : وهذا حديث ليس بشيء. وقال عبّاس ـ في موضع آخر ـ سمعت يحيى يقول : مندل وحبّان فيهما ضعف ، وهما أحب إلىّ من قيس بن الرّبيع.

أخبرني الحسين بن علي الصيمري ، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزّعفرانيّ ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : سمعت يحيى بن معين يقول : مندل بن علي ليس حديثه بشيء.

حدّثنا عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني ، حدّثنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني ، حدّثنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد السلمي ، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار ، حدّثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، حدّثنا مندل وحبّان ذاهبا الحديث.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد ابن شعيب النسائي ، حدّثنا أبي قال : مندل بن علي ضعيف.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي ، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي ، حدثني أبي قال : مندل بن علي العنزي جائز الحديث ، وكان يتشيع وهو قديم الموت لم يدركه إلا الشيوخ.

حدّثنا أبو طالب يحيى بن علي بن الطّيّب الدسكري ـ لفظا بحلوان ـ أخبرنا أبو بكر بن المقرئ ـ بأصبهان ـ حدّثنا محمّد بن علي بن مخلد الداركي ، حدّثنا إسماعيل بن عمرو قال : قال معاذ بن معاذ : دخلت الكوفة فلم أر أحدا أورع من مندل بن علي العنزي.

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطيّ ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد ، أخبرنا محمّد بن معاذ الهرويّ ، حدّثنا أبو داود السنجي ، حدّثنا الهيثم ابن عديّ قال : توفي مندل بن علي العنزي في خلافة المهديّ في آخرها.

أخبرنا الصيمري ، حدّثنا علي بن الحسن ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ ،

__________________

(٢) سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

٢٤٩

حدّثنا أحمد بن زهير قال : سمعت يحيى بن معين يقول : ولد مندل بن علي سنة ثلاث ومائة ، ومات مندل بن علي سنة سبع وستين ومائة.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، حدّثنا جدي قال : مندل بن علي عنزي من أنفسهم يكنى أبا عبد الله ، وكان أشهر من أخيه حبّان بن علي ، وهو أصغر سنا من حبّان ، وتوفي بالكوفة سنة سبع ـ أو ثمان ـ وستين ومائة في خلافة المهديّ قبل أخيه ، وأصحابنا يحيى بن معين ، وعلي بن المدينيّ ، وغيرهم من نظرائهم يضعفونه في الحديث ، وكان خيرا فاضلا صدوقا وهو ضعيف الحديث ، وهو أقوى من أخيه في الحديث. وقد كان المهديّ أشخصه وحبّانا من الكوفة ، فلما دخلا عليه سلما فقال : أيكما مندل؟ فقال مندل : ـ وكان أصغر سنا ـ هذا حبّان يا أمير المؤمنين.

أخبرنا أبو خازم محمّد بن الحسين بن محمّد الفراء ، أخبرنا الحسين بن علي الحلبي ، حدّثنا القاضي أبو عمران بن الأشيب ، حدّثنا ابن أبي الدّنيا قال : حدّثنا محمّد بن سعد قال : مندل بن علي العنزي من أنفسهم يكنى أبا عبد الله ، مات سنة ثمان ـ أو سبع ـ وستين ومائة.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال : مات مندل بن علي العنزي سنة ثمان ـ ويقال سبع ـ وستين ومائة.

أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، حدّثنا عمر بن محمّد الأهوازي ، حدّثنا خليفة بن خياط قال : مندل بن علي مات سنة ثمان وستين ومائة.

أخبرني الحسن بن أبي بكر قال : كتب إلى محمّد بن إبراهيم الجوري يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخضر حدثهم قال : حدّثنا أحمد بن يونس الضّبّيّ ، حدثني أبو حسّان الزيادي قال : سنة ثمان وستين فيها مات مندل بن علي العنزي في شهر رمضان.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا محمّد ابن أحمد بن البراء ، أخبرنا عبد الرّحمن بن أحمد الجعفي ، حدثني وضاح بن يحيى قال : لما حضرت مندل بن علي الوفاة وحضره حبّان بن علي أخوه ، فقال له مندل : يا أخي تتحمل عني دينا؟ قال : نعم والله وذنوبك أتحملها.

٢٥٠

أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال ، حدّثنا يوسف بن عمر القواس قال : قرئ على ابن غيلان ـ وأنا أسمع ـ قيل له : حدثكم أبو هشام قال : حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي حمّاد المقرئ قال : رثى حبّان مندلا ـ وكان يقال لمندل عمرو ـ فقال :

عجبا يا عمرو من غفلتنا

والمنايا مقبلات عنقا

قاصدات نحونا مسرعة

يتخللن إلينا الطرقا

فإذا أذكر فقدان أخي

أتقلب في لحافي أرقا

وإذا أذكر موتي قبله

خفت من بعدي عليه رفقا

وأخي أي أخ مثل أخي

قد جرى في كل خير سبقا

٧٢٠٩ ـ مشمعلّ بن ملحان ، أبو عبد الله الطّائيّ :

كوفي نزل بغداد وحدث بها عن النّضر أبي عمر الخرّاز ، وحجاج بن أرطاة ، وعطاء بن عجلان ، وصالح بن حيّان ومحمّد بن عمرو اللّيثي ، وعبد الملك بن هارون ابن عنزة. روى عنه نصر بن حريش الصامت ، وبشر بن آدم الضّرير ، وأبو العوّام أحمد بن يزيد الرياحي ، وأبو إبراهيم الترجماني.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا محمّد بن عمر بن سلم الحافظ ، حدّثنا أبو القاسم علي بن الحسين بن أبي العنبر ابن عم شريح ، حدّثنا أبو إبراهيم الترجماني ، حدّثنا مشمعل بن ملحان ـ ببغداد في الرصافة ـ أخبرنا أبو الغنائم عبد الصّمد بن علي ابن محمّد بن الحسن بن المأمون الهاشميّ ، أخبرنا علي بن عمر الحربيّ ، حدّثنا أحمد ابن الحسن بن عبد الجبّار ، حدّثنا الترجماني إسماعيل بن إبراهيم المشمعل بن ملحان عن النّضر بن عبد الرّحمن عن عكرمة عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كل مسكر حرام» (١).

أخبرنا الصيمري قال : قرأنا على الحسين بن هارون الضّبّيّ عن أبي العبّاس أحمد ابن محمّد بن سعيد قال : المشمعل بن ملحان الطائي كوفي نزل بغداد.

__________________

٧٢٠٩ ـ انظر : تهذيب الكمال ٥٩٧٧ (٢٨ / ١٢). تاريخ الدوري ٢ / ٥٦٧. وابن الجنيد ، الترجمة ٢٠٢. والتاريخ الكبير ٨ / الترجمة ٢٠٩٨. والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ١٩٠١. وثقات ابن حبان ٩ / ١٩٥. وعلل الدارقطني ٢ / الورقة ١١٩. وثقات ابن شاهين ، الترجمة ١٣٨٠. وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ١٦١. وديوان الضعفاء ، الترجمة ٤١٢٩. والمغني ٢ / الترجمة ٦٢٥٦. وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٥ (آيا صوفيا ٣٠٠٦). ونهاية السئول ، الورقة ٣٧٣. وتهذيب التهذيب ١٠ / ١٥٧. والتقريب ٢ / ٢٥٠.

(١) الحديث سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

٢٥١

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : سألت يحيى بن معين عن المشمعل بن ملحان الطائي فقال : كان هاهنا ما أرى كان به بأس.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا ، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى يقول : والمشمعل بن ملحان صالح الحديث ، إلا أن المشمعل بن إياس أوثق منه كثيرا.

أخبرنا البرقاني قال : قال لنا أبو الحسن الدّارقطنيّ : المشمعل بن ملحان بغدادي ضعيف.

٧٢١٠ ـ معمر بن المثنّى ، أبو عبيدة التّيميّ البصريّ ، النّحويّ العلامة :

يقال إنه ولد في سنة عشر ومائة في الليلة التي مات فيها الحسن البصريّ.

وقال الجاحظ : لم يكن في الأرض خارجي ولا جماعي أعلم بجميع العلوم منه. وقدم بغداد في أيام هارون الرّشيد وقرئ عليه بها أشياء من كتبه ، وأسند الحديث عن هشام بن عروة وغيره. روى عنه من البغداديّين وغيرهم علي بن المغيرة الأثرم ، وأبو عبيد القاسم بن سلام ، وأبو عثمان المازني ، وأبو حاتم السجستاني ، وعمر بن شبة النميري في آخرين.

أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي ـ بنيسابور ـ أخبرني علي بن أحمد بن عبد العزيز الجرجانيّ ، حدثني داود بن سليمان بن خزيمة البخاريّ ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل البخاريّ [حدّثنا عمرو بن محمّد] (١) ، حدّثنا أبو عبيدة معمر

__________________

(١) ٧٢١٠ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ٢٠٦. وتهذيب الكمال ٦١٠٧ (٢٨ / ٣١٦ ـ ٣٢١). وتاريخ خليفة ١٩. والكنى لمسلم ، الورقة ٧٨. والمعارف ٥٤٣. وسؤالات الآجري لأبي داود ٣ / ٣٠٢. والمعرفة ليعقوب ٣ / ٣١٥. وتاريخ أبي زرعة الدمشقي ٤٨٩. وتاريخ الطبري ، انظر الفهرس. والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ١١٧٥. وثقات ابن حبان ٩ / ١٩٦. وأخبار النحويين البصريين ٥٢ ـ ٥٥. ومعجم الأدباء ٩ / ١٥٤. وإنباه الرواة للقفطي ٣ / ٢٧٦. ووفيات الأعيان ٥ / ٢٣٥. وسير أعلام النبلاء ٩ / ٤٤٥. وتذكرة الحافظ ١ / ٣٧١. والكاشف ٣ / الترجمة ٥٦٦٥. وديوان الضعفاء ، الترجمة ٤٢٠٦. والمغني ٢ / الترجمة ٦٣٧٠. والعبر ١ / ٣٥٩ ، و ٢ / ١٤ ، ٦٩. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ٥٨. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٧٢ (آيا صوفيا ٣٠٠٧). وميزان الاعتدال ٤ / الترجمة ٨٦٩٠. ونهاية السئول ، الورقة ٣٨١. وتهذيب التهذيب ١٠ / ٢٤٦ ـ ٢٤٨. والتقريب ٢ / ٢٦٦. وشذرات الذهب ٢ / ٢٤.

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل ، وأضفناه من تهذيب الكمال

٢٥٢

ابن المثنّى التّيميّ ، حدّثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : كنت قاعدة وأغزل والنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يخصف نعله ، فجعل جبينه يعرق ، وجعل عرقه يتولد نورا فبهتّ ، فنظر إلىّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «مالك يا عائشة بهت؟» قلت : جعل جبينك يعرق ، وجعل عرقك يتولد نورا ، ولو رآك أبو كبير الهذلي لعلم أنك أحق بشعره. قال : «وما يقول أبو كبير؟» قالت : قلت يقول :

ومبرأ من كل غبر حيضة

وفساد مرضعة وداء مغيل

فإذا نظرت إلى أسرة وجهه

برقت كبرق العارض المتهلل

قالت : فقام النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقبل بين عيني وقال : «جزاك الله يا عائشة عني خيرا ، ما سررت مني كسروري منك» (٢).

أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، حدّثنا إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي ، حدّثنا أبو ذر محمّد بن محمّد بن يوسف القاضي ـ إملاء ـ حدّثنا أبي ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن إسماعيل ، حدّثنا عمرو بن محمّد بن جعفر ، حدّثنا أبو عبيدة ـ معمر بن المثنّى ـ قال : حدثني هشام بن عروة قال : حدثني أبي قال : حدثتني عائشة بنحوه. قال أبو ذر : سألني أبو علي صالح بن محمّد البغداديّ عن حديث أبي عبيدة معمر بن المثنّى أن أحدثه به فحدثته به فقال لو سمعت بهذا عن غير أبيك عن محمّد لأنكرته أشد الإنكار لأني لم أعلم قط أن أبا عبيدة حدث عن هشام بن عروة شيئا ، ولكنه حسن عندي حين صار مخرجه عن محمّد بن إسماعيل.

أخبرنا أبو سعد الماليني ـ قراءة ـ أخبرنا أبو الحسن محمّد بن موسى بن عيسى ، حدّثنا أحمد بن الحسن المقرئ ، حدّثنا محمّد بن يحيى الكسائيّ المقرئ ، حدّثنا علي ابن المغيرة ، حدّثنا معمر بن المثنّى عن أبي عمرو بن العلاء عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : ما فسر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من القرآن إلا آيات يسيرة قوله : (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ) [الواقعة ٨٢] قال : «شكركم».

أخبرني علي بن أيّوب القمي ، أخبرنا محمّد بن عمران ـ أبو عبيد الله المرزباني ـ أخبرني محمّد بن يحيى الصولي قال : إسحاق بن إبراهيم هو الذي أقدم أبا عبيدة من البصرة ، سأل الفضل بن الرّبيع أن يقدمه ، فورد أبو عبيدة في سنة ثمان وثمانين ومائة بغداد ، فأخذ إسحاق عنه وعن الأصمعيّ علما كثيرا.

__________________

(٢) انظر الحديث في : السنن الكبرى للبيهقي ٧ / ٤٢٣. وحلية الأولياء ٢ / ٤٦.

٢٥٣

أخبرني علي بن أيّوب ، أخبرنا المرزباني ، أخبرني الصولي ، حدّثنا محمّد بن الفضل ابن الأسود ، حدّثنا علي بن محمّد النوفلي قال : سمعت أبا عبيدة معمر بن المثنّى يقول : قال الصولي.

وحدّثنا أبو ذكوان عن التوزي عن أبي عبيدة قال : أرسل إليّ الفضل بن الرّبيع إلى البصرة في الخروج إليه ، فقدمت عليه ـ وكنت أخبر عن تجبره ، فأذن لي فدخلت ـ وهو في مجلس له طويل عريض فيه بساط واحد قد ملأه ، وفي صدره فرش عالية ، لا يرتقى إليها إلا على كرسي ـ وهو جالس عليها ـ فسلمت بالوزارة ، فرد وضحك إلىّ واستدناني ، حتى جلست مع فرشه ثم سألني وألطفني وبسطني. وقال : أنشدني ، فأنشدته من عيون أشعار أحفظها جاهلية. فقال لي : قد عرفت أكثر هذه ، وأريد من ملح الشعر فأنشدته فطرب وضحك ، وزاد نشاطه. ثم دخل رجل في زي الكتاب له هيئة فأجلسه إلى جانبي ، وقال له : أتعرف هذا؟ قال : لا قال هذا أبو عبيدة علامة أهل البصرة ، أقدمناه لنستفيد من علمه ، فدعا له الرجل وقرّظه لفعله هذا. وقال لي : إن كنت إليك لمشتاقا ، وقد سئلت عن مسألة أفتأذن لي أن أعرفك إياها؟ قلت : هات. قال : قال الله تعالى : (طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ) [الصافات ٦٥] وإنما يقع الوعد والإيعاد بما قد عرف مثله ، وهذا لم يعرف. فقلت : إنما كلم الله العرب على قدر كلامهم ، أما سمعت قول امرئ القيس :

أيقتلني والمشرفي مضاجعي

ومسنونة زرق كأنياب أغوال

وهم لم يروا الغول قط ، ولكنه لما كان أمر الغول يهولهم أو عدوا به. فاستحسن الفضل ذلك ، واستحسنه السائل واعتقدت من ذلك اليوم أن أصنع كتابا في القرآن لمثل هذا وأشباهه ، ولما يحتاج إليه من علمه. فلما رجعت إلى البصرة عملت كتابي الذي سميته المجاز ، وسألت عن الرجل فقيل لي : هو من كتاب الوزير وجلسائه يقال له إبراهيم بن إسماعيل بن داود الكاتب العبرتائي.

أخبرنا الجوهريّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا أبو مزاحم الخاقاني قال : حدثني أبو جعفر محمّد بن فرج الغساني قال : سمعت سلمة يقول : سمعت الفراء يقول لرجل : لو حمل لي أبو عبيدة لضربته عشرين في كتاب المجاز.

أخبرني علي بن أيّوب ، أخبرنا عبيد الله المرزباني ، حدثني عبد الله بن جعفر ، حدّثنا المبرد ـ أحسبه عن الثوري ـ قال : بلغ أبا عبيدة أن الأصمعيّ تعيب عليه تأليفه

٢٥٤

كتاب المجاز في القرآن ، وأنه قال : يفسر كتاب الله برأيه؟ قال : فسأل عن مجلس الأصمعيّ في أي يوم؟ فركب حماره في ذلك اليوم ومر بحلقة الأصمعيّ ، فنزل عن حماره وسلم عليه وجلس عنده وحادثه. ثم قال له : يا أبا سعيد ما تقول في الخبز أي شيء هو؟ قال : هو الذي نأكله ونخبزه ، فقال له أبو عبيدة ، قد فسرت كتاب الله برأيك. فإن الله قال : (أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً) [يوسف ٣٦] فقال الأصمعي : هذا شيء بان لي فقلته ، لم أفسره برأيي. فقال أبو عبيدة : والذي تعيب علينا كله شيء بان لنا فقلناه ولم نفسره برأينا. ثم قام فركب حماره وانصرف.

أخبرنا علي بن المحسن بن علي بن محمّد التنوخي قال : وجدت في كتاب جدي حدّثنا الجرمي بن أبي العلاء قال : أنشدنا أبو خالد يزيد بن محمّد المهلبي قال : أنشدني إسحاق الموصليّ لنفسه قوله للفضل بن الرّبيع يهجو الأصمعيّ :

عليك أبا عبيدة فاصطعنه

فإن العلم عند أبي عبيده

وقدمه وآثره علينا

ودع عنك الفريد بن الفريدة

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر الدّقّاق ، أخبرنا أبو الفضل محمّد بن الحسن بن الفضل بن المأمون الهاشميّ ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن القاسم بن بشار الأنباريّ ، حدثني أبي ، حدّثنا الحسن بن علي العنزي ، حدّثنا أبو عثمان المازني قال : سمعت أبا عبيدة يقول : أدخلت على الرّشيد فقال لي : يا معمر ، بلغني أن عندك كتابا حسنا في صفة الخيل ، أحب أن أسمعه منك فقال الأصمعيّ : وما تصنع بالكتب ، يحضر فرس ونضع أيدينا على كل عضو منه ، ونسميه ونذكر ما فيه ، فقال الرّشيد يا غلام فرس فأحضر فرس ، فقام الأصمعي فجعل يده على عضو عضو ، ويقول هذا كذا ، قال فيه الشّاعر كذا ، حتى انقضى قوله. فقال لي الرّشيد ما تقول فيما قال؟ قلت : قد أصاب في بعض وأخطأ في بعض ، فالذي أصاب فيه مني تعلمه ، والذي أخطأ فيه لا أدري من أين أتى به.

وأخبرنا حمزة ، أخبرنا أبو الفضل محمّد بن الحسن ، حدّثنا أبو بكر بن الأنباريّ ، حدّثنا عبد الله بن عمرو بن لقيط قال : لما أخبر أبو نواس بأن الخليفة عمل على أن يجمع بين الأصمعي وأبي عبيدة ، قال : أما أبو عبيدة فعالم ما ترك مع أسفاره يقرؤها. والأصمعيّ. بمنزلة بلبل في قفص يسمع من نغمه لحونا. ويرى كل وقت من ملحه فتونا.

٢٥٥

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ ، أخبرنا محمّد بن جعفر بن هارون النّحويّ ـ بالكوفة ـ أخبرنا أبو بكر الصولي ، حدّثنا ثعلب قال : زعم الباهليّ ـ صاحب المعاني ـ أن طلبة العلم كانوا إذا أتوا مجلس الأصمعي اشتروا البعر في سوق الدر ، وإذا أتوا أبا عبيدة اشتروا الدر في سوق البعر. والمعنى أن الأصمعيّ كان حسن الإنشاء والزخرفة لرديء الأخبار والأشعار ، حتى يحسن عنده القبيح ، وأن الفائدة عنده مع ذاك قليلة ، وأن أبا عبيدة كان معه سوء عبارة وفوائد كثيرة ، والعلم عنده جم.

أخبرنا أحمد بن علي بن التوزي ، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى الكاتب ، حدّثنا محمّد بن يحيى ، حدّثنا محمّد بن يزيد النّحويّ ، حدّثنا أبو غسان زياد قال : تكلم أبو عبيدة يوما في باب من العلم. ورجل يكسر عينه حياء له يوهمه أنه يعلم ما يقول. فقال أبو عبيدة :

يكلمني ويخلج حاجبيه

لأحسب عنده علما دفينا

وما يدري قبيلا من دبير

إذا قسم الذي يدري الظنونا

قال زياد : فكنا نرى أن البيتين لأبي عبيدة ، وكان لا يقر بالشعر.

قرأت على الجوهريّ عن أبي عبيد الله المرزباني قال : حدثني محمّد بن يحيى قال : قال أبو العبّاس محمّد بن يزيد : كان أبو زيد أعلم من الأصمعيّ وأبي عبيدة بالنحو ، وكانا بعده يتقاربان ، وكان أبو عبيدة أكمل القوم.

أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان وأبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي الصيرفيان قالا : أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا جدي قال : سمعت علي بن عبد الله بن جعفر المدينيّ ـ وذكر أبا عبيدة معمر بن المثنّى فأحسن ذكره وصحح روايته ـ وقال : كان لا يحكي عن العرب إلا الشيء الصحيح.

أخبرنا الأزهري ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي ، حدّثنا أبو موسى محمّد بن المثنّى قال : ومات أبو عبيدة النّحويّ سنة ثمان ومائتين.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد بن علي البزّاز ، أخبرنا محمّد بن عمران المرزباني ، أخبرني محمّد بن يحيى ، حدّثنا محمّد بن موسى البربريّ ، حدثني إبراهيم بن أبي الحسين قال : حدثني علي بن أحمد بن سلمان ، حدثني الخليل بن أسد بن إسماعيل النوشجاني قال : أطعم محمّد بن القاسم بن سهل النوشجاني أبا عبيدة موزا ، وكان

٢٥٦

سبب موته ثم أتاه أبو العتاهية فقدم إليه موزا ، فقال له : ما هذا يا أبا جعفر؟ قتلت أبا عبيدة بالموز ، وترديد أن تقتلني به؟ لقد استحليت قتل العلماء.

قال الصولي : ومات أبو عبيدة سنة تسع ومائتين.

وأخبرنا محمّد بن عبد الواحد بن علي ، أنبأنا المرزباني ، حدثني المظفر بن يحيى قال : مات أبو عبيدة سنة تسع ومائتين وهو ابن ثلاث وتسعين سنة.

أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن عمر الواعظ ، حدثني أبي قال : وجدت في كتاب جدي عن ابن عفير عن أبيه قال : مات أبو عبيدة معمر بن المثنّى التّيميّ سنة إحدى عشرة ومائتين.

أخبرنا الحسن بن محمّد الخلّال ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمران ، أخبرنا محمّد ابن يحيى الصولي ، قال : سنة إحدى عشرة ومائتين فيها مات أبو عبيدة معمر بن المثنّى ، وقيل : بل مات في سنة عشر ، وقيل في سنة تسع.

قرأت في كتاب علي بن عبد الله بن المغيرة الجوهريّ : مات أبو عبيدة بالبصرة في سنة ثلاث عشرة ومائتين ، وله ثمان وتسعون سنة.

٧٢١١ ـ مؤرّج بن عمرو ، أبو فيد السّدوسيّ :

صاحب العربية ، وهو مؤرج بن عمرو بن الحارث بن ثور بن حرملة بن علقمة بن عمرو بن سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان ، كان بخراسان وقدم بغداد مع المأمون. وله كتاب في «غريب القرآن» رواه عنه أهل مرو. وهو من أصحاب الخليل بن أحمد.

وقد أسند الحديث عن شعبة بن الحجّاج ، وأبي عمرو بن العلاء ، وغيرهما. روى عنه من العراقيين أحمد بن محمّد بن أبي محمّد اليزيدي.

أخبرني الحسين بن علي الطناجيري ، حدّثنا الحسين بن محمّد بن أحمد بن القاسم ابن خلف الدّهقان ، حدّثنا محمّد بن الحسن بن زياد المقرئ ، حدّثنا محمّد بن خالد ابن أحمد بن خالد ، حدّثنا أبي ، حدّثنا المؤرج بن عمرو السدوسي ـ أبو فيد ، وكان مع المأمون بمرو ، وقدم معه العراق.

__________________

٧٢١١ ـ انظر : وفيات الأعيان ٢ / ١٣٠. وبغية الوعاة ٤٠٠. ومراتب النحويين ٦٧. ونزهة الألباء ١٧٩. وإنباه الرواة ٣ / ٣٢٧. وإرشاد الأريب ٧ / ١٩٣. والمزهر ٢ / ٢٣٢. والأعلام ٧ / ٣١٨.

٢٥٧

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد بن علي البزّاز ، أخبرنا عمر بن محمّد بن سيف ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن العبّاس اليزيدي ، أخبرني أبو جعفر عمي ، أخبرني مؤرج أنه قدم من البادية ولا معرفة له بالقياس في العربية ، إنما كانت معرفته بالعربية قريحة. قال : فأول ما تعلمت القياس في حلقة أبي زيد الأنصاريّ بالبصرة.

وأخبرنا محمّد بن عبد الواحد بن علي ، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى الكاتب ، أخبرني الصولي ، حدّثنا محمّد بن العبّاس اليزيدي ، حدثني عمي عبيد الله ، حدثني أخي أحمد بن محمّد قال : قال لنا مؤرج بن عمرو السدوسي : اسمي وكنيتي غريبان ، اسمي مؤرج والعرب تقول أرجت بين القوم وأرشت إذا حرشت ، وأنا أبو فيد والفيد ورد الزعفران ، ويقال فاد الرجل يفيد فيدا إذا مات.

قرأت على الجوهريّ عن أبي عبيد الله المرزباني قال : أخبرني محمّد بن عبد الله البصريّ عن إسماعيل بن إسحاق عن نصر بن علي قال : كنت عند محمّد بن المهلب فإذا الأخفش قد جاء إليه ، فقال له محمّد بن المهلب : من أين جئت؟ قال : من عند القاضي يحيى بن أكثم؟ قال : فما جرى؟ قال : سألني عن الثقة المقدم من غلمان الخليل من هو ومن الذي كان يوثق بعلمه؟ فقلت له : النّضر بن شميل ، وسيبويه ، ومؤرج السدوسي.

وحدثني الجوهريّ عن المرزباني قال : وجدت بخط اليزيدي ـ يعني محمّد بن العبّاس ـ أهدى أبو فيد مؤرج السدوسي إلى جدي محمّد بن أبي محمّد كساء. فقال جدي يشكره :

سأشكر ما أولى ابن عمرو مؤرج

وأمنحه حسن الثناء مع الود

أعز سدوسي نماه إلى العلا

أب كان صبّا بالمكارم والمجد

أتينا أبا فيد نؤمل سيبه

ونقدح زندا غير كاب ولا صلد

فأصدرنا بالري والبذل والغنى

وما زال محمود المصادر والورد

كساني ـ ولم استكسه ـ متبرعا

وذلك أهنى ما يكون من الرفد

كسانيه فضفاضا إذا ما لبسته

تروّحت مختالا وجرت عن القصد

كساء جمال إن أردت جماله

وثوب شتاء إن خشيت شتا البرد

ترى حبكا فيه كان اطرارها

فرند حديث صقله سل من غمد

سأشكر ما عشت السدوسي بره

وأوصى بشكر للسدوسي من بعدي

٢٥٨

٧٢١٢ ـ معمر بن محمّد بن عبيد الله بن علي بن عبيد الله بن أبي رافع ، مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

مديني الأصل سكن بغداد وحدث بها عن أبيه ، وعمه معاوية. روى عنه محمّد ابن بكير الحضرمي ، وعبّاس الدّوريّ ، والحسن بن مكرم ، وجعفر الصائغ.

وقال عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرّازيّ : سمعت أبي يقول : رأيته ولم أكتب عنه في سنة ثلاث عشرة ومائتين ، أتيته فخرج علينا وهو مخضوب الرأس واللحية فلم أسأله عن شيء ، ودخل البيت فرآني بعض أهل الحديث وأنا قاعد على بابه فقال : ما يقعدك؟ قلت : انتظر الشيخ أن يخرج ، قال هذا كذاب كان يحيى بن معين يقول : ليس هذا بشيء ، ولا أبوه بشيء. قال عبد الرّحمن : قلت لأبي : ما تقول فقال : هذا شيخ مديني كان ببغداد أتيت عفّان يوما فانصرفت من عنده فمررت على بابه وإذا قوم قعود ، فقلت : من هذا؟ قالوا : باب معمر. فقعدت أنتظر خروجه فقلت له : فما قولك فيه وفي أبيه؟ فقال : كان أبوه ضعيف الحديث ، وكان لا يترك أباه يسند يضعفه حتى يحدث عنه ، ما يزيد نفسه ويزيد أباه إلا ضعفا.

أخبرنا هلال بن محمّد بن جعفر الحفار ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدّوريّ ، حدّثنا معمر بن محمّد من ولد أبي رافع ، أخبرني معاوية بن عبيد الله ـ قال وهو عمي ـ عن عبيد الله عن سلمى مولاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وهي جدتنا ـ قالت : كنت عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوما جالسة إذ أتى إليه رجل فشكا إليه وجعا يجده في رأسه فأمره بالحجامة وسط رأسه ، وشكا إليه ضربانا يجده في قدميه فأمره أن يخضبها بالحناء ويلقى في الحناء شيئا من ملح.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن شاكر ، حدّثنا معمر بن محمّد ، حدّثنا أبي محمّد عن أبيه

__________________

٧٢١٢ ـ انظر : تهذيب الكمال ٦١١١ (٢٨ / ٣٢٩ ـ ٣٣١). وسؤالات ابن الجنيد لابن معين ، الترجمة ٣٦٢. وابن طهمان ، الترجمة ٣٠٢. وضعفاء العقيلي ، الورقة ٢١٧. والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ١٧٠٥. والمجروحين لابن حيان ٣ / ٣٨. والكامل لابن عدي ٣ / الورقة ١٥٥. والكاشف ٣ / الترجمة ٥٦٦٩. وديوان الضعفاء ، الترجمة ٤٢٠٧. والمغني ٢ / الترجمة ٦٣٧١. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ٥٨. وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٥٨ (آيا صوفيا ٣٠٠٧). وميزان الاعتدال ٤ / الترجمة ٨٦٩٣. ورجال ابن ماجة ، الورقة ١٥. ونهاية السئول ، الورقة ٣٨١. وتهذيب التهذيب ١٠ / ٢٥٠ ـ ٢٥١. والتقريب ٢ / ٢٦٧. وخلاصة الخزرجي ٣ / الترجمة ٧١٣٣.

٢٥٩

عبيد الله عن سلمة مولاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وهي أول مملوكة ملكها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قالت: كنت عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوما جالسة إذ أتاه رجل فشكا إليه وجعا يجده في رأسه ، فأمره بالحجامة وسط رأسه ، وشكا إليه ضربانا يجده في قدميه فأمره بخضبها بحناء ويلقي في الحناء شيئا من حرمل.

وقال معمر : حدّثنا عمي معاوية بن عبيد الله عن عبيد الله عن سلمى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مثله.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أبو سهل ، حدّثنا جعفر قال : سمعت معمرا يقول : رأيت سليمان الأعمش قال جعفر : فقلت أنا له : أنت رأيت الأعمش؟ قال : نعم ولم أكتب عنه شيئا ، مرارا انطلقت إلى الأعمش ، وسفيان الثوري ، ومندل بن علي ، وابن أبي ليلى. قال جعفر : وطلبت إليه أنا فأبى أن يحدثني سنة ثم حدثني.

أخبرنا علي بن الحسين ـ صاحب العبّاسي ـ أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الفارسيّ ، حدّثنا بكر بن سهل ، حدّثنا عبد الخالق بن منصور قال : وسألته ـ يعني يحيى بن معين ـ عن معمر بن محمّد بن عبيد الله بن أبي رافع فقال : لم يكن من أهل الحديث لا هو ولا أبوه ، كان يلعب بالحمام.

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : شهدت يحيى بن معين وسئل عن أبي رافع مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : قال لي معمر هذا الذي كان من ولده : أن اسمه إبراهيم ، فقلت ليحيى : معمر هذا ثقة؟ قال : ما كان بثقة ولا مأمون.

قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات بخطه أخبرنا محمّد بن العبّاس الضّبّيّ الهرويّ ، حدّثنا يعقوب بن إسحاق بن محمّد الفقيه قال : قال صالح بن محمّد : معمر من ولد أبي رافع ليس بشيء.

٧٢١٣ ـ مجاعة بن ثابت ، وهو : مجاعة بن أبي مجاعة الخراساني :

سكن بغداد وحدث بها عن عبد الله بن لهيعة. روى عنه علي بن حمّاد بن السكن وغيره.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا عبد الصّمد بن علي الطستي ، حدّثنا علي بن حمّاد بن السكن ، حدّثنا مجاعة بن ثابت الخراساني ، حدّثنا ابن لهيعة عن عمرو بن

٢٦٠