تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٣

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٣

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٧

أخبرنا البرقاني قال : سمعت أبا الحسن الدّارقطنيّ يقول : مطهر بن سليمان ـ يعني الفقيه ـ كذاب. قلت : لم؟ قال : سمعته يوما يقول سمعت من الفريابي ، حملني أبي إليه في سنة أربع وثلاثمائة. قال أبو الحسن : فقلت له : فهذا بعد أن مات بأربع سنين. قال أبو الحسن فحدثت بهذا دعلج فقال إنا لله لو مات قبل هذا كان خيرا له. قال أبو الحسن : والفريابي قطع الحديث في شهر شوال من سنة ثلاثمائة ، ومات في المحرم من سنة إحدى وثلاثمائة.

أخبرني هلال بن المحسن قال : مات أبو بكر المطهّر بن سليمان بن محمّد الشّاهد الأنباريّ الفرضي العراقي في يوم الخميس الثالث عشر من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.

٧١٨٨ ـ المطهّر بن محمّد بن إبراهيم ، أبو عبد الله الشيرازي الصّوفيّ المعروف باللحافي :

كان أحد الشيوخ الصالحين وممن جاور بمدينة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نحو أربعين سنة ، وقدم بغداد وسكن في الرباط الذي كان عند جامع المدينة. وحدث عن أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن زكريا النسوي. كتبت عنه وكان سماعه صحيحا.

أخبرنا أبو عبد الله اللحافي ، أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن زكريا النسوي ـ بدمشق ـ حدّثنا خلف بن محمّد الخيام ، حدّثنا سهل بن شاذويه ، حدّثنا نصر بن الحسين ، حدّثنا عيسى بن موسى عن عبيد الله العتكيّ عن أبي الزّبير عن جابر قال : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن المواقعة قبل الملاعبة.

توفي اللحافي بإيذج في رجب من سنة خمس وأربعين وأربعمائة. وبلغتنا وفاته ونحن ببيت المقدس بعد رجوعنا من الحج.

ذكر من اسمه مكرم

٧١٨٩ ـ مكرم بن بكر بن محمود بن مكرم ، أبو بشر :

حدث عن أحمد بن عبد الجبّار العطاردي ، والحسن بن مكرم البزّاز ، ومحمّد بن هارون بن عيسى الأسديّ ، وعبد الله بن روح المدائنيّ. روى عنه أبو أحمد محمّد بن عبد الله بن جامع الدهان.

٢٢١

وذكر أنه سمع منه في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة ، وأحاديثه مستقيمة.

٧١٩٠ ـ مكرم بن أحمد بن محمّد بن مكرم ، أبو بكر القاضي البزّاز (١) :

سمع يحيى بن أبي طالب ، وأحمد بن عبيد الله النرسيّ ، ومحمّد بن الحسين الحنيني ، وأحمد بن يوسف التغلبي ، وأبا الوليد منير بن أحمد الأنطاكيّ ، وعبد الله بن روح المدائنيّ ، ومحمّد بن غالب التمتام ، وعلي بن الحسن بن عبدويه الخزّاز ، ومحمّد ابن عيسى بن حيّان المدائنيّ ، وأحمد بن سعيد الجمّال ، وعبد الكريم بن الهيثم العاقولي ، وأحمد بن علي الأبار ، وغيرهم من طبقتهم. حدّثنا عنه أبو الحسن ابن رزقويه ، وأبو الحسين بن الفضل القطّان ، وأبو علي بن شاذان ، وكان ثقة.

قال : أخبرنا ابن شاذان : توفي مكرم بن أحمد القاضي يوم الخميس لخمس خلون من جمادى الأولى سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.

وحدثني الحسن بن أحمد بن عبد الله الصّوفيّ ، أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ قال : توفي مكرم يوم الخميس لثلاث خلون من جمادى الأولى.

٧١٩١ ـ مكرم بن عبد الصّمد بن محمّد بن محمّد بن نصر بن أحمد بن مكرم ، أبو العبّاس البزّاز :

سمع أبا الحسن بن الجندي ، وأبا الفضل بن المأمون الهاشميّ ، والحسن بن الحسين ابن علي البريجي ، ومن بعدهم. علقت عنه شيئا يسيرا وكان صدوقا. ومات قبل أبيه أبي الخطّاب بسنين كثيرة ، وذلك في سنة إحدى وعشرين وأربعمائة وكان إذ ذاك حدثا.

* * *

ذكر مثاني الأسماء في هذا الباب

٧١٩٢ ـ ميسرة ، أبو صالح :

بعد من الكوفيّين. حدث عن علي بن أبي طالب ، وسويد بن غفلة. روى عنه

__________________

(١) ٧١٩٠ ـ البزاز : هذه اللفظة تقال لمن يبيع البز ، وهو الثياب (الأنساب ٢ / ١٨٦).

٧١٩٢ ـ انظر : تهذيب الكمال ٦٣٢٩ (٢٩ / ١٩٧). وطبقات ابن سعد ٥ / ٣٠٣ ، و ٦ / ٢٢٣. وتاريخ الدوري ٢ / ٥٩٨. وعلل أحمد ١ / ٨٩ ، و ٢ / ١٢١. وتاريخ البخاري الكبير ٧ / الترجمة ١٦٠٨. وتاريخ واسط ١٣١. والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ١١٤٤. وثقات ابن حبان ٥ / ٤٢٦. ـ

٢٢٢

سلمة بن كهيل ، وعطاء بن السّائب ، وهلال بن خباب. وكان ممن حضر مع علي قتال الخوارج بالنهروان.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن حسنون النرسيّ ، أخبرنا علي بن عمر الحضرمي ، حدّثنا حامد بن بلال البخاريّ ، حدّثنا محمّد بن عبد الله المقرئ ، حدّثنا أبو أحمد بحير بن النّضر ، حدّثنا غنجار ، حدّثنا أبو حمزة ، عن عطاء بن السّائب قال : دعاني ميسرة أبو صالح وأرسل إلى رجل يقال له أبو عيّاش مولى أبي جحيفة السوائي قال فحدّثنا. قال : ما رأيت مثل جزع عليّ يوم النهروان. قال : جعل يقول اطلبوا ذا الثدية ، قال : وكنا نلتمسه وأنا فيمن يلتمسه فلا نجده ، فآتيه فيقول : ما اسم هذا المكان ، فنقول نهروان قال : فيجزع ثم يقول صدق الله ورسوله وكذبتم ، والله إنه لفيهم. قال ثم يعرق من شدة الجزع ـ في غير حين عرق ـ وأعاد ذلك مرارا يلتمسه فلم يجده ، ويعود إليه فيقول أي مكان هذا؟ وأي نهر هذا؟ قال : ثم قال : على يده حلمة كحلمة الثدي ، عليه سبع شعرات ـ أو خمس شعرات ـ عددا. قال : فوجدناه كما قال.

٧١٩٣ ـ ميسرة بن عبد ربه :

حدث عن موسى بن جابان ، وليث بن أبي سليم ، وحنظلة بن وداعة الدؤلي ، وغالب بن عبيد الله الجزري ، والمغيرة بن حبيب بن قيس ، وزياد بن بشير العنبي ، وزياد بن عمير القيسي ، وموسى بن عبيدة الزبدي ، وغيرهم. روى عنه شعيب بن حرب المدائنيّ خطبة الوداع ، وداود بن المحبر بن قحذم أحاديث باطلة في كتاب «العقل» ، ومجاشع بن عمرو ، ويحيى بن غيلان التستري.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق والحسن بن أبي بكر قالا : أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي. وأخبرنا محمّد بن أحمد بن يوسف الصياد وعبد الغفّار بن محمّد بن جعفر المؤدّب قالا : أخبرنا محمّد بن أحمد بن علي بن مخلد بن المحرم قال : حدّثنا الحارث بن محمّد بن أبي أسامة التّميميّ ، حدّثنا داود بن المحبر ، حدّثنا ميسرة عن موسى بن جابان عن لقمان بن عامر قال : قال أبو الدرداء عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم

__________________

ـ والكاشف ٣ / الترجمة ٥٨٥٢. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ٨٦. وتاريخ الإسلام ٣ / ٣٠٨. ومعرفة التابعين ، الورقة ٤١. ونهاية السئول ، الورقة ٣٩٥. وتهذيب التهذيب ١٠ / ٣٨٧. والتقريب ٢ / ١٩١. وخلاصة الخزرجي ٣ / الترجمة ٧٣٤٥

٢٢٣

أنه قال : «إن الجاهل لا يكشف إلا عن سوء ، وإن كان حصيفا ظريفا عند الناس ، والعاقل لا يكشف إلا عن فضل ، وإن كان عييّا مهينا عند الناس» (١).

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن عديّ البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال : سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث يقول : ميسرة بن عبد ربه أقر بوضع الحديث.

حدثني محمّد بن أحمد بن محمّد اللخمي ـ بالأنبار ـ أخبرنا الحسن بن محمّد ابن أحمد الغساني ـ بصيدا ـ أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ـ هو الطرسوسي ـ حدّثنا عبد الله بن جابر بن عبد الله البزّاز قال : سمعت جعفر بن محمّد بن نوح يقول : سمعت محمّد بن عيسى بن الطباع يقول : قلت لميسرة بن عبد ربه : من أين جئت بهذه الأحاديث ، من قرأ كذا فله كذا؟ قال : وضعته أرغب الناس فيه.

أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أخبرنا محمّد بن حميد المخرّميّ ، حدّثنا علي بن الحسين بن حبّان قال : وجدت في كتاب أبي بخط يده قال أبو زكريا ـ وهو يحيى بن معين ـ ميسرة بن عبد ربه ليس بشيء.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا علي بن إبراهيم ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم الفازي ، حدّثنا البخاريّ قال : ميسرة بن عبد ربه يرمى بالكذب.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي ، حدثني أبي قال : ميسرة بن عبد ربه متروك الحديث.

قال محمّد بن أبي الفوارس : قرأت على أبي الحسن الدّارقطنيّ قال : ميسرة بن عبد ربه بغدادي متروك يروي عنه داود بن المحبر.

٧١٩٤ ـ مشرّف بن أبّان ، أبو ثابت الخطّاب :

حدث عن سفيان بن عيينة ، وعمرو بن جرير البجلي ، ومحمّد بن الحسن بن أبي يزيد الهمدانيّ ، وصالح بن عبد الكريم العابد. روى عنه أبو بكر بن أبي الدّنيا ، ويحيى بن محمّد بن صاعد.

أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي والحسين بن محمّد طاهر الدّقيقيّ قالا : أخبرنا

__________________

٧١٩٣ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٤ / ترجمة ٨٩٥٨.

(١) انظر الحديث في : الموضوعات ١ / ١٧٣. واللآلئ المصنوعة ٤٧٦. والمطالب العالية ٣٣٠٠ ، ٢٧٥٨.

٢٢٤

عثمان بن محمّد بن القاسم الأدمي ، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد ، حدّثنا أبو ثابت الخطّاب مشرف بن أبّان ـ ببغداد سنة ثلاث وأربعين ومائتين ـ حدّثنا سفيان ابن عيينة عن علي بن زيد بن جدعان عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لصوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة» (١) قال : وكان يحبو بين يدي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيقول : يا نبي الله نفسي لنفسك الفداء ، ووجهي لوجهك الوقاء.

٧١٩٥ ـ مشرّف بن سعيد ، أبو زيد الواسطيّ مولى سعيد بن العاص :

قدم بغداد وحدث بها عن علي بن عاصم ، وعن إسحاق بن يوسف بن الأزرق ، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد ، وأبو سعيد أحمد بن داود الحدّاد. روى عنه أبو بكر ابن أبي داود ، وعبد الله بن محمّد بن إسحاق المروزيّ ، ومحمّد بن مخلد العطّار ، وأبو علي الصّفّار ، وكان ثقة.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدل ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، حدّثنا مشرف بن سعيد الواسطيّ ، حدّثنا إسحاق الأزرق ، حدّثنا الأعمش عن أبي صالح عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجين اثنان دون صاحبهما». قال : فقيل له : فإن كانوا أربعة؟ قال : «لا بأس به» (١).

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي ـ وأنا أسمع ـ قال : ومات بواسط المشرف بن سعيد أبو زيد وكان مولى سعيد بن العاص يوم السبت لثمان خلون من شهر رمضان سنة ست وستين ـ يعني ومائتين ـ وله خمس وثمانون سنة ، كان ميلاده سنة إحدى وثمانين ومائة.

٧١٩٦ ـ مطيع بن إياس ، أبو سلمى الكناني الكوفيّ :

قدم بغداد وصحب المنصور والمهديّ من بعده ، وكان شاعرا ماجنا. ورمي بالزندقة. ومن شعره ما :

قرأت على الجوهريّ عن محمّد بن عمران بن موسى الكاتب قال : أخبرني علي

__________________

(١) ٧١٩٤ ـ انظر الحديث في : مسند أحمد ٣ / ١١٢ ، ٢٠٣ ، ٢٤٩. ومجمع الزوائد ٩ / ٣١٢. وحلية الأولياء ٧ / ٣٠٩. وكنز العمال ٣٣٣٧٩ ، ٣٣٣٨١. والأحاديث الصحيحة ١٩١٦.

(١) ٧١٩٥ ـ انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب السلام ٣٧ ، ٣٨. وسنن الترمذي ٢٨٢٥. وسنن ابن ماجة ٣٧٧٥. ومسند أحمد ١ / ٤٣١ ، ٢ / ١٨.

٧١٩٦ ـ انظر : الأغاني ١٢ / ٧٥ ـ ١٠٤. والمرزباني ٤٨٠. ولسان الميزان ٦ / ٥١. وأمالي المرتضى ١ / ٩٨. والنويري ٤ / ٦٩. ورغبة الآمل ٨ / ٢٤٨. والتبريزي ٢ / ١٦٨. والأعلام ٧ / ٢٥٥.

٢٢٥

ابن يحيى عن أحمد بن علي قال : اجتمع مطيع مع إخوان له ببغداد في يوم من أيامهم ، فقال مطيع يصف مجلسهم :

ويوم ببغداد نعمنا صباحه

على وجه حوراء المدامع تطرب

ببيت ترى فيه الزّجّاج كأنه

نجوم الدجى بين الندامى يقلب

يصرف ساقينا ويقطب تارة

فيا طيبها مقطوبة حين تقطب

علينا سحيق الزعفران وفوقنا

أكاليل فيها الياسمين المذهب

فما زلت أسقي بين صنج ومزهر

من الراح حتى كادت الشمس تغرب

قال وله يذم بغداد :

زاد هذا الزمان شرّا وعسرا

عندنا إذ أحلّنا بغداذا

بلدة تمطر الغبار على النا

س كما تمطر السماء الرذاذا

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزق البزّاز ، أخبرنا أبو الحسن المظفر بن يحيى الشرابي قال : أنشدنا أحمد بن عبد الله المريدي عن أبي إسحاق الطلحي قال : أنشدني أحمد بن إبراهيم قال : قال مطيع بن إياس :

حبذا عيشنا الذي زال عنا

حبذا ذاك حين لا حبذا ذا

أين هذا من ذاك؟ سقيا لهذا

ك ولسنا نقول سقيا لهذا

زاد هذا الزمان شرّا وعسرا

عندنا إذ أحلّنا بغداذا

بلدة تمطر التراب على القوم

م كما تمطر الشمال الرذاذا

فإذا ما أعاذ ربي بلادا

من عذاب كبعض ما قد أعاذا

خربت عاجلا ، كما خرب الله

بأعمال أهلها كلواذا

أخبرني علي بن أيّوب القمي ، أخبرنا أبو عبيد الله المرزباني ، أخبرني علي بن هارون ، أخبرني أحمد بن يحيى المنجم قال : قال مطيع بن إياس :

نازعني الحب مدى غاية

بليت فيها وهو غض جديد

لو صب ما بالقلب من حبها

على حديد ذاب منه الحديد

حبى لها صاف ، وودى لها

محض وإسقامي عليها شديد

وزادني صبرا على جهد ما

ألقى وقلبي مستهام عميد

إني سعيد الجد إن نلتها

وإنني إن مت مت شهيد

٢٢٦

٧١٩٧ ـ مطيع بن عبد الله بن مطيع بن راشد ، البكريّ :

حدث عن أبي مروان العثماني ، ويعقوب بن حميد بن كاسب ، ومحمّد بن أبي عمر العدني ، وأبي مصعب الزّهريّ. روى عنه أبو الحسن المادراني.

حدّثنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشميّ ـ بالبصرة ـ حدّثنا علي بن إسحاق المادراني ، حدّثنا مطيع بن عبد الله بن مطيع ، حدّثنا يعقوب بن حميد ، حدّثنا محمّد بن خالد المخزوميّ عن سفيان الثوري عن زبيد عن أبي وائل عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الصبر نصف الإيمان ، واليقين الإيمان كله» (١) تفرد بروايته محمّد بن خالد عن الثوري.

٧١٩٨ ـ المعافى بن عمران ، أبو مسعود الأزديّ الموصليّ :

رحل في الحديث إلى البلدان النائية ، وجالس العلماء ، ولزم سفيان الثوري فتفقه به ، وتأدب بآدابه ، وأكثر الكتاب عنه وعن غيره. فصنف كتبا في السنن والزهد والأدب. وحدث عن سفيان الثوري ، وابن أبي ذئب ، ومالك بن يونس ، وابن جريج ، وعبد الحميد بن جعفر ، وعبيد الله العمري ، ومسعر بن كدام ، ومالك بن مغول ، ويونس بن أبي إسحاق ، والحسن وعلي ابني صالح ، وإسرائيل بن يونس ، وشريك ، وهشام بن حسّان ، وسعيد بن أبي عروبة ، وشعبة ، وقرة بن خالد ، وحمّاد بن سلمة ، وهمام بن يحيى ، وأبي عمرو الأوزاعي ، وثور بن يزيد ، وحريز بن عثمان ، وصفوان بن عمرو ، واللّيث بن سعد ، وعبد الله بن لهيعة ، وجعفر بن برقان. روى عنه موسى بن أعين ، وعبد الله بن المبارك ، وبقية بن الوليد ، وكافة المواصلة. وقدم بغداد ـ غير مرة ـ

__________________

(١) ٧١٩٧ ـ انظر الحديث في : العلل المتناهية ٢ / ٣٣١. ومجمع الزوائد ١ / ٥٧. والأحاديث الضعيفة ٤٩٩. وفتح الباري ١٠ / ٥١٢. ومسند الشهاب ١٥٨. والترغيب والترهيب ٤ / ٢٧٧.

٧١٩٨ ـ انظر : تهذيب الكمال ٦٠٤١ (٢٨ / ١٤٧ ـ ١٥٦). وطبقات ابن سعد ٧ / ٤٨٧. وتاريخ الدارمي ، الترجمة ٧٩٢. وبان الجنيد ، الترجمة ٧٠٠. وابن محرز ، الترجمة ٥٨٩. وطبقات خليفة ٣٢١. وعلل أحمد ١ / ٢٧٤. وتاريخ البخاري الكبير ٨ / الترجمة ٢١٤٦. وثقات العجلي ، الورقة ٥١. والمعرفة ليعقوب ١ / ١٧٧ ، ٥٢٤ ، و ٢ / ٧٨٠. والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ١٨٣٥. وثقات بان حبان ٧ / ٥٢٩. وثقات ابن شاهين ، الترجمة ١٤٦٤. ورجال البخاري للباجي ٢ / ٧٦١. وسير أعلام النبلاء ٩ / ٨٠. وتذكرة الحفاظ ١ / ١٨٧. والكاشف ٣ / الترجمة ٥٦٠٧. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ٤٩. وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٤٣ (آيا صوفيا ٣٠٠٦). ونهاية السئول ، الورقة ٣٧٧. وتهذيب التهذيب ١٠ / ١٩٩ ـ ٢٠٠. والتقريب ٢ / ٢٥٨. وخلاصة الخزرجي ٣ / الترجمة ٧٠٦٧. وشذرات الذهب ١ / ٣٠٨.

٢٢٧

وحدث بها فروى عنه من أهلها بشر بن الحارث ، ومحمّد بن جعفر الوركاني ، وإبراهيم بن عبد الله الهرويّ. وكان زاهدا فاضلا ، كريما عاقلا.

أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا محمّد بن عمر بن سلم الحافظ ـ من لفظه ـ حدثني علي بن إسماعيل ، حدّثنا إبراهيم بن هاشم عن بشر قال : مر المعافى ببغداد فجعل يقول للملّاح ، عجل عجل حتى خرج منها.

أخبرنا الجوهريّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف الخشّاب ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : المعافى بن عمران بن محمّد بن عمران بن نفيل بن جابر بن وهب بن عبيد بن لبيد بن جبلة بن غنم بن دوس بن مخاشن بن سلمة بن فهم من الأزد. كان ثقة فاضلا ، خيرا صاحب سنة.

أخبرني السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم ، حدّثنا جعفر بن محمّد ابن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي قال : قال أبو الحارث ـ وقد كان صحب المعافى بن عمران ـ قال : كان في شرف من الأزد بالموصل.

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه ، أخبرنا يوسف بن عمر القواس ، حدّثنا عمر بن محمّد بن الصّبّاح المقرئ قال : سمعت الجنيد قال : سمعت سريا السقطي يقول : جاء بشر بن الحارث يوم الجمعة يدخل المسجد فطرده البوابون ـ ظنوه سائلا ـ فقعد في قبة الشعراء يبكي فأتاه المعافى بن عمران قال : مالك تبكي؟ قال : طردني البوابون ، لم يدعوني أدخل المسجد. قال : قد اغتممت؟ قال : نعم! قال : قم حتى أدخلك المسجد أنا ، قال : ليس أريد. قال المعافى : سمعت سفيان الثوري يقول : لا يستكمل المؤمن حقيقة الإيمان حتى يأتيه البلاء من كل مكان.

كتب إلىّ أبو الفرج محمّد بن إدريس الموصليّ يذكر أن المطهر بن محمّد الطّوسيّ حدثهم قال : حدّثنا أبو زكريا يزيد بن محمّد بن إياس الأزديّ حدّثنا عبد الله بن المغيرة الهاشميّ عن بشر بن الحارث قال : كان ابن المبارك يقول : حدثني ذاك الرجل الصالح ـ يعني المعافى بن عمران.

وقال أبو زكريا : حدّثنا عبد الله بن المغيرة القرشيّ عن بشر بن الحارث قال : كان سفيان الثوري يقول للمعافى : أنت معافى كاسمك. وكان يسميه الياقوتة.

٢٢٨

أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا ابن أبي داود ، حدّثنا علي بن خشرم قال : سمعت بشر بن الحارث يقول : بلغني أن سفيان الثوري كان إذا ذكر المعافى قال : ذاك الياقوتة.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا محمّد بن الحسن السّرّاجي ، أخبرنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرّازيّ ، حدّثنا أبي قال : سمعت أحمد بن يونس قال : سمعت الثوري ـ وذكر المعافى بن عمران ـ فقال : ياقوتة العلماء.

أخبرنا محمّد بن عمر بن القاسم النّرسيّ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا هيثم بن مجاهد ، حدّثنا إسحاق بن الضيف قال : سمعت بشرا ـ هو ابن الحارث ـ يقول : قتل للمعافى بن عمران ابنان في واقعة الموصل ، فجاء إخوانه يعزونه من الغد ، فقال لهم : إن كنتم جئتم لتعزوني فلا تعزوني ، ولكن هنئوني! قال : فهنئوه. قال : فما برحوا حتى غداهم وغلفهم بالغالية.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن حميرويه الهرويّ ، أخبرنا الحسين بن إدريس قال : قال ابن عمار : ـ وذكر المعافى بن عمران ـ لم أر قط بعد أفضل منه.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطّرائفيّ يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدّارميّ يقول : وسألته ـ يعني يحيى ابن معين ـ عن المعافى بن عمران فقال : ثقة.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، حدّثنا الوليد بن بكر ، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي ، حدثني أبي قال : المعافى بن عمران الموصليّ ثقة.

أخبرنا الحسين بن علي الصيمري ، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال : المعافى بن عمران موصلي ثقة.

كتب إلىّ محمّد بن إدريس الموصليّ يذكر أن المظفر بن محمّد الطّوسيّ حدثهم حدّثنا أبو زكريا يزيد بن محمّد بن إياس الأزديّ ، حدّثنا عبد الله بن زياد ، حدثني إدريس بن سليم قال : سمعت ابن عمار يقول : كنت عند عيسى بن يونس بالحدث فقال لي : ممن أنت؟ فقلت : من أهل الموصل ، قال : رأيت المعافى بن عمران؟ قلت : نعم!

٢٢٩

قال : سمعت منه؟ قلت : نعم! قال : ما أحسب أحدا رأى المعافى سمع من غيره يريد الله بعلمه.

أخبرنا علي بن محمّد السّمسار ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، حدّثنا عبد الباقي بن قانع : أن معافى بن عمران الموصليّ مات في سنة أربع وثمانين ومائة.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : سمعت محمّد بن عبد الله بن عمار قال : مات المعافى سنة خمس وثمانين ومائة.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا ابن حميرويه الهرويّ ، أخبرنا الحسين بن إدريس قال : قال ابن عمار : هلك المعافى سنة خمس وثمانين ومائة.

أخبرنا محمّد بن إدريس الموصليّ ـ في كتابه ـ حدّثنا المظفر بن محمّد الطّوسيّ ، حدّثنا أبو زكريا يزيد بن محمّد بن إياس ، حدّثنا ابن مغيرة ، حدّثنا على بن حسين الخوّاص قال : مات المعافى سنة أربع وثمانين ومائة ، وصلى عليه عمر (١) بن الهيثم والي الموصل من قبل هرثمة بن أعين.

وقال أبو زكريا : حدّثنا عبد الله بن أبّان عن الهيثم بن خارجة قال : مات المعافى سنة ست وثمانين ومائة.

وقال أيضا : حدّثنا عبد الله بن زياد ، حدّثنا حاتم الجوهريّ ، حدّثنا رباح بن الجرّاح قال : مات المعافى سنة ست وثمانين ومائة.

٧١٩٩ ـ المعافى بن زكريا بن يحيى بن حميد بن حمّاد بن داود ، أبو الفرج النهرواني القاضي المعروف بابن طراز :

كان يذهب إلى مذهب محمّد بن جرير الطبري ، وكان من أعلم الناس في وقته بالفقه ، والنحو ، واللغة ، وأصناف الأدب. وذكر لي القاضي أبو القاسم التنوخي أن المعافى ولى القضاء بباب الطاق نيابة عن ابن صنبر ، وحدث عن أبي القاسم البغوي ، وأبي بكر بن أبي داود ، ويحيى بن صاعد ، وأبي سعيد العدويّ ، وأبي حامد محمّد ابن هارون الحضرمي ، وسعيد بن محمّد أخي زبير الحافظ ، ومحمّد بن أبي الأزهر ، ومن في طبقتهم وبعدهم. حدّثنا عنه أبو القاسم الأزهري ، والقاضي أبو الطّيّب

__________________

(١) في المطبوعة : «عمرو بن الهيثم» تصحيف.

٧١٩٩ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٢٤.

٢٣٠

الطبري ، وأحمد بن علي بن التوزي ، وأحمد بن عمر بن روح النهرواني ، ومحمّد بن الحسين الجازري ، وغيرهم.

أنشدنا القاضي أبو الطّيّب الطبري قال : أنشدنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريري لنفسه :

ألا قل لمن كان لي حاسدا

أتدري على من أسأت الأدب

أسأت على الله في فعله

لأنك لم ترض لي ما وهب

فجازاك عنه بأن زادني

وسد عليك وجوه الطلب

حدثني أحمد بن عمر بن روح أن المعافى بن زكريا حضر في دار لبعض الرؤساء وكان هناك جماعة من أهل العلم والأدب ، فقالوا له : في أي نوع من العلوم نتذاكر؟ فقال المعافى لذلك الرئيس : خزانتك قد جمعت أنواع العلوم ، وأصناف الأدب ، فإن رأيت أن تبعث بالغلام إليها وتأمره أن يفتح بابها ويضرب بيده إلى أي كتاب قرب منها فيحمله ثم تفتحه وتنظر في أي نوع هو فنتذاكره ونتجارى فيه ، قال ابن روح : وهذا يدل على أن المعافى كان له أنسة بسائر العلوم.

حدثني أبو طالب المحسن بن عيسى بن شهفيروز الفقيه ـ بالنهروان ـ قال : حكى لي عن أبي محمّد الباقي أنه كان يقول : إذا حضر القاضي أبو الفرج فقد حضرت العلوم كلها.

حدثني القاضي أبو حامد أحمد بن محمّد الدّلوي قال : كان أبو محمّد الباقي يقول : لو أوصى رجل بثلث ماله أن يدفع إلى أعلم الناس لوجب أن يدفع إلى المعافى بن زكريا. سألت البرقاني عن المعافى فقال : كان أعلم الناس قلت : وكيف حاله في الحديث؟ فقال : لا أعرف حاله. وقال لي كان الباقي يقول : لو أوصى رجل في ماله بأن يدفع إلى أعلم الناس لأفتيت أن يدفع إلى ابن طراز.

قال البرقاني : لكن كان كثير الرواية للأحاديث التي يميل إليها الشيعة.

سألت البرقاني عنه مرة أخرى فقال : ثقة ولم أسمع منه شيئا. قال لنا ابن روح : سمعت المعافى يقول : ولدت في سنة ثلاث وثلاثمائة ، هكذا حفظي عنه.

وحدثني من سمعه يقول : ولدت في سنة خمس وثلاثمائة. قال ابن روح : وهو أشبه بالصواب.

٢٣١

حدّثنا التنوخي قال : قال لي القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا : ولدت يوم الخميس لسبع خلون من رجب سنة خمس وثلاثمائة.

حدّثنا الحسن بن محمّد الخلّال وأحمد بن محمّد العتيقي قالا : مات المعافى بن زكريا في ذي الحجة من سنة تسعين وثلاثمائة. قال العتيقي : وكان ثقة.

أخبرنا التنوخي وهلال بن المحسن قالا : توفي المعافى بن زكريا بالنهروان في يوم الاثنين الثامن عشر من ذي الحجة سنة تسعين وثلاثمائة.

٧٢٠٠ ـ مسافر بن أحمد بن جعفر ، أبو المعافى البغداديّ :

خطيب تنيس ، حدث بدمشق عن محمّد بن جعفر القتات. روى عنه تمام بن محمّد بن عبد الله الرّازيّ ساكن دمشق.

٧٢٠١ ـ مسافر بن الطّيّب بن عباد ، أبو القاسم المقرئ البصريّ :

نزل بغداد وقرأ عليه الناس القرآن بحرف يعقوب بن إسحاق الحضرمي ، وكانت قراءته على أبي الحسن بن خشنام بالبصرة ، وكان شيخا صالحا.

قال لي أحمد بن الحسن بن خيرون سمعته يقول : ولدت في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة ، وسمعت من أبي إسحاق الهجيمي مجلسين ، ولم يكن عنده شيء من الحديث.

وتوفي ببغداد في ليلة الأحد ودفن في مقبرة باب حرب يوم الأحد الثاني عشر من شوال سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.

* * *

ذكر مفاريد الأسماء في هذا الباب

٧٢٠٢ ـ مسروق بن الأجدع بن مالك ، وهو : مسروق بن عبد الرّحمن أبو عائشة الهمدانيّ :

كوفي قال إنه سرق وهو صغير ثم وجد فسمي مسروقا ، وأسلم أبوه الأجدع ، ورأى مسروق أبا بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعليا ، وعبد الله بن مسعود ، وعائشة أم

__________________

٧٢٠٢ ـ انظر : تهذيب الكمال ٥٩٠٢ (٢٧ / ٤٥١ ـ ٤٥٧). وطبقات ابن سعد ٦ / ٧٦ ـ ٨٤. وتاريخ الدارمي ، الترجمة ٧٤٨. وتاريخ خليفة ١٧٦ ، ٢٢٨ ، ٢٥١. وطبقاته ١٤٩. وعلل أحمد ـ

٢٣٢

المؤمنين. روى عنه جماعة منهم عامر الشعبي ، وإبراهيم النخعي. وكان ممن حضر مع علي حرب الخوارج بالنهروان.

أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، أخبرنا محمّد بن أحمد ابن يوسف الجريري ، حدّثنا أحمد بن الحارث الخزّاز ، أخبرنا أبو الحسن المدائنيّ عن عبد ربه بن نافع وبشير بن عاصم عن ابن أبي ليلى قال : شهد مسروق النهر مع علي ، فلما قتلهم قام علي وفي يده قدوم فضرب بابا وقال : صدق الله ورسوله ، فقلت : أسمعت من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في هذا شيئا؟ قال : لا ولكن الحرب خدعة.

أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمّد بن عبد الله الكاتب ـ بأصبهان ـ أخبرنا عبد الله ابن محمّد بن جعفر ، حدّثنا عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي ، حدّثنا خليفة بن خياط قال : مسروق بن الأجدع بن مالك من ولد عبد الله بن وادعة بن عمرو بن عامر بن ناشج بن رافع بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نون بن حمدان يكنى أبا عائشة ، مات سنة ثلاث وستين.

وذكر بعض أهل العلم أنه مسروق بن الأجدع بن مالك بن أميّة بن عبد الله بن مر بن سلامان بن معمر بن الحارث بن سعد بن عبد الله بن وادعة.

أخبرنا علي بن أحمد الرّزّاز وأبو بكر البرقاني قالا : أخبرنا محمّد بن جعفر بن محمّد بن الهيثم الأنباريّ ، حدّثنا أحمد بن الخليل البرجلاني ، حدّثنا أبو النّضر ، حدّثنا أبو عقيل الثّقفيّ ، حدّثنا مجالد عن الشعبي عن مسروق قال : لقيت عمر بن الخطّاب فقال : ما اسمك؟ فقلت : مسروق بن الأجدع ، قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «الأجدع شيطان»

أنت مسروق بن عبد الرّحمن ، قال الشعبي : فرأيته في الديوان مسروق بن عبد الرّحمن.

__________________

ـ ١ / ٩ ، ٤٣ ، ٨٢ ، ٣٥٧ ، ٢ / ٥١ ، ١٦٩. وتاريخ البخاري الكبير ٨ / الترجمة ٢٠٦٥. وتاريخه الصغير ١ / ٨٩ ، ١٢٣ ، ١٤٩. والكنى لمسلم ، الورقة ٨٥. والمعارف لابن قتيبة ٤٣٢. وثقات العجلي ، الورقة ٥٠. وسؤالات الآجري لأبي داود ٥ / الورقة ٤٥. والمعرفة ليعقوب (انظر الفهرس). وتاريخ أبي زرعة الدمشقي (انظر الفهرس). والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ١٨٢٠. وثقات ابن حبان ٥ / ٤٥٦. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١٨٠. وحلية الأولياء ٢ / ٩٥. ورجال البخاري للباجي ٢ / ٧٤٧. والجمع لابن القيسراني ٢ / ٥١٦. والكامل في التاريخ ، انظر الفهرس. وسير أعلام النبلاء ٤ / ٦٣ ـ ٦٩. وتذكرة الحفاظ ١ / ٤٩. والكاشف ٣ / الترجمة ٥٤٨٤. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ٣٣. ومعرفة التابعين ، الورقة ٤٣. وجامع التحصيل ، الترجمة ٧٥١. ونهاية السئول ، الورقة ٣٧٠. وتهذيب التهذيب ١٠ / ١٠٩. والتقريب ٢ / ٢٤٢. وخلاصة الخزرجي ٣ / ترجمة ٦٩٤٢

٢٣٣

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن عديّ البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال : سمعت أبا داود يقول : مسروق بن الأجدع كان أبوه أفرس فارس باليمن ، ومسروق بن أخت عمرو بن معدي كرب ، وعمرو خاله.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدل ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق قال : قرئ على محمّد بن أحمد بن البراء ـ وأنا حاضر ـ قال : قال علي بن المدينيّ : ما أقدّم على مسروق أحدا من أصحاب عبد الله ، وصلّى خلف أبي بكر ، ولقى عمر ، وعليّا ـ ولم يرو عن عثمان شيئا ـ وزيد بن ثابت ، وعبد الله ، والمغيرة ، وخباب بن الأرت. هذا ما انتهى إلينا من لقيه من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

فكتب إلى عبد الرّحمن بن عثمان الدّمشقيّ يذكر أن أبا الميمون البجلي أخبرهم قال : أخبرنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو ، حدّثنا أبو نعيم ، حدّثنا مالك بن مغول قال : سمعت أبا السفر ـ غير مرة ـ قال : ما ولدت همدانية مثل مسروق.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي ، حدّثنا محمّد بن إسحاق بن راهويه ، حدّثنا عبد الرّحمن بن بشر بن الحكم ، حدّثنا سفيان بن عيينة عن أيّوب الطائي عن عامر الشعبي قال : ما علمت أن أحدا أطلب للعلم في أفق من الآفاق من مسروق.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن الصّوّاف وأحمد بن جعفر بن حمدان قالوا : حدّثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديّ عن سفيان عن منصور عن إبراهيم قال : كان أصحاب عبد الله الذين يقرءون الناس ويعلمونهم السنّة : علقمة ، والأسود ، وعبيدة ، ومسروق ، والحارث بن قيس ، وعمرو بن شرحبيل.

أخبرنا أبو الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا قبيصة ، حدّثنا سفيان عن عبد الملك بن أبجر عن الشعبي قال : كان مسروق أعلم بالفتوى من شريح ، وكان شريح أعلم بالقضاء من مسروق ، وكان شريح يستشير مسروقا وكان مسروق لا يستشير شريحا.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدل ، أخبرنا دعلج بن أحمد ، حدّثنا إبراهيم ابن أبي طالب ، حدّثنا أبو كريب ، حدّثنا حجاج بن محمّد عن شعبة ، عن أبي إسحاق قال : حج مسروق فلم ينم إلا ساجدا على وجهه حتى رجع.

٢٣٤

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا أحمد بن سلمان النجاد ، حدّثنا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن أبي الدّنيا قال : حدثني أزهر بن مروان ، حدّثنا حمّاد بن زيد عن أنس بن سيرين عن امرأة مسروق قالت : كان ـ يعني مسروقا ـ يصلي حتى تورم قدماه ، فربما جلست أبكي خلفه مما أراه يصنع بنفسه.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدثني أبي ، حدّثنا يعقوب بن أحمد بن ثوابة ـ بحمص ـ حدّثنا سعيد بن عثمان التنوخي ، حدّثنا علي بن الحسن الشّاميّ ، حدّثنا سفيان الثوري ، عن فطر بن خليفة عن الشعبي قال : غشى على مسروق بن الأجدع في يوم صائف وهو صائم ، وكانت عائشة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد تبنته ، فسمى ابنته عائشة ، وكان لا يعصي ابنته شيئا. قال : فنزلت إليه فقالت يا أبتاه أفطر واشرب. قال : ما أردت بي يا بنية؟ قالت : الرفق ، قال : يا بنية إنما طلبت الرفق لنفسي في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر الدّقّاق ومحمّد بن عبد الواحد الأكبر ـ قال حمزة : حدّثنا وقال محمّد : أنبأنا ـ الوليد بن بكر الأندلسي ، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي ، حدثني أبي قال : مسروق بن الأجدع يكنى أبا عائشة كوفي تابعي ثقة. وكان أحد أصحاب عبد الله الذين يقرءون ويفتون ، وكان يصلي حتى تورم قدماه.

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا حنبل بن إسحاق ، حدثني أبو عبد الله ، حدّثنا سفيان قال : بقي مسروق بعد علقمة لا يفضل عليه أحد.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان.

وأخبرنا الحسن بن الحسين بن العبّاس ، أخبرنا جدي إسحاق بن محمّد النعالي ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق المدائنيّ ، حدّثنا قعنب بن المحرر الباهليّ قالا : قال أبو نعيم : ومات مسروق بن الأجدع سنة اثنتين وستين.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ، حدّثنا ابن نمير قال : مات مسروق بن الأجدع سنة ثلاث وستين.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدل ، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أبي الدّنيا ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : مسروق بن

٢٣٥

الأجدع بن مالك الهمدانيّ ثم الوادعي ويكنى أبا عائشة توفي سنة ثلاث وستين بالكوفة.

أخبرني أبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري ، أخبرنا محمّد بن زيد بن علي بن مروان الكوفيّ ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن عقبة الشّيباني ، حدّثنا هارون بن حاتم ، حدّثنا الفضل بن عمرو قال : مات مسروق وله ثلاث وستون.

٧٢٠٣ ـ مهران بن عبد الله :

تابعي. نزل المدائن وسمع بها علي بن أبي طالب. روى عنه مكرم بن حكيم الخثعمي.

أخبرنا علي بن المحسن التنوخي ، أخبرنا عيسى بن علي بن عيسى الوزير ، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغوي ، حدّثنا داود بن عمرو ، حدّثنا مكرم بن حكيم ـ أبو عبد الله الخثعمي ـ حدثني مهران بن عبد الله قال : لقيت علي بن أبي طالب وهو مقبل من قصر المدائن وحوله المهاجرون حتى بلغ قنطرة دنّ فتوزر على صدره من عظم بطنه. وقد وقع بدنه على إزاره ، ضخم البطن ذو عضلات ومناكب ، أصلع أجلح قد خرج الشعر من أذنيه ، وأنا أمشي بجنباته وهو يريد أسبانبر ، فجاء غلام فلطم وجهي ، فالتفت عليّ فلما التفت رفعت يدي فألطم وجه الغلام ، فقال : حر انتصر. فكأنما صوت علي في أذني الساعة.

٧٢٠٤ ـ معن بن زائدة ، أبو الوليد الشّيباني :

وهو : معن بن زائدة بن عبد الله بن مطر بن شريك بن الصلب ـ بضم الصاد وبالباء المعجمة بنقطة واحدة قاسم الصلب ـ عمرو بن قيس بن شراحيل بن مرة بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.

كان معن من صحابة المنصور ببغداد لما بنيت ، ثم ولاه اليمن وغير اليمن ، وكان سمحا جوادا.

أخبرني الأزهري ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران ، حدّثنا عبد الله بن جعفر

__________________

٧٢٠٤ ـ انظر : وفيات الأعيان ٢ / ١٠٨. وتاريخ ابن الأثير ٥ / ٢٢٤. وأمالى المرتضى ١ / ١٦١. ونزهة الجليس ٢ / ٢٢٦. وخزانة البغدادي ١ / ١٨٢. والأعلام ٧ / ٢٧٣.

٢٣٦

النّحويّ ، حدّثنا القاسم بن المغيرة ، حدّثنا المدائنيّ عن غياث بن إبراهيم أن معن بن زائدة دخل على أبي جعفر أمير المؤمنين فقارب في خطوه. فقال له أبو جعفر : كبرت سنك يا معن ، قال : في طاعتك يا أمير المؤمنين. قال : إنك لجلد ، قال : لأعدائك. قال : وإن فيك لبقية ، قال : هي لك.

أخبرني الحسين بن محمّد بن عثمان النصيبي ، أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل ، أخبرنا محمّد بن الحسن بن دريد ، أخبرنا أبو معاذ المؤدّب ـ خلف بن أحمد ـ حدّثنا أبو عثمان المازني ، حدثني صاحب شرطة معن. قال : بينا أنا على رأس معن إذا هو براكب يوضع ، قال : فقال معن : ما أحسب الرجل يريد غيري قال : ثم قال لحاجبه لا تحجبه. قال : فجاء حتى مثل بين يديه. قال : فقال :

أصلحك الله قل ما بيدي

فما أطيق العيال إذ كثروا

ألح دهر رمى بكلكله

فأرسلوني إليك وانتظروا

قال : فقال معن ـ وأخذته أريحية ـ : لا جرم والله لأعجلن أوبتك. ثم قال : يا غلام ناقتي الفلانية وألف دينار ، فدفعها إليه وهو لا يعرفه.

أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني ومحمّد بن الحسين بن محمّد الجازري ـ قال أحمد : أخبرنا وقال محمّد : حدّثنا ـ المعافى بن زكريا ، حدّثنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك الشّيباني ، حدّثنا محمّد بن يزيد النّحويّ ، حدّثنا قعنب قال : قال سعيد ابن سلم : لما ولى المنصور معن بن زائدة أذربيجان قصده قوم من أهل الكوفة فلما صاروا ببابه واستأذنوا عليه فدخل الآذن فقال : أصلح الله الأمير بالباب وفد من أهل العراق ، قال : من أي أهل العراق؟ قال : من الكوفة ، قال : ائذن لهم. فدخلوا عليه فنظر إليهم معن في هيئة زرية ، فوثب على أريكته وأنشأ يقول :

إذا نوبة نابت صديقك فاغتنم

مرمتها فالدهر بالناس قلب

فأحسن ثوبيك الذي هو لابس

وأفره مهريك الذي هو يركب

وبادر بمعروف إذا كنت قادرا

زوال اقتدار أو غنى عنك يعقب

قال : فوثب إليه رجل من القوم. فقال : أصلح الله الأمير ، ألا أنشدك أحسن من هذا قال : لمن؟ قال لابن عمك ابن هرمة. قال : هات ، فأنشأ يقول :

وللنفس تارات تحل بها العرى

وتسخو عن المال النفوس الشحائح

إذا المرء لم ينفعك حيّا فنفعه

أقل إذا ضمت عليه الصفائح

لأية حال يمنع المرء ماله

غدا فغدا والموت غاد ورائح

٢٣٧

فقال معن : أحسنت والله ، وإن كان الشعر لغيرك ، يا غلام أعطهم أربعة آلاف ، أربعة آلاف ، يستعينون بها على أمورهم إلى أن يتهيأ لنا فيهم ما نريد. فقال الغلام : يا سيدي أجعلها دنانير أم دراهم؟ فقال معن : والله لا تكون همتك أرفع من همتي صفرها لهم.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا ابن دريد ، أخبرني أبو عثمان ـ يعني الأشنانداني ـ عن الثوري عن أبي عبيدة قال : وقف شاعر بباب معن بن زائدة حولا لا يصل إليه ، وكان معن شديد الحجاب فلما طال مقامه سأل الحاجب أن يوصل له رقعة ـ وكان الحاجب حدبا عليه ـ فأوصل الرقعة فإذا فيها :

إذا كان الجواد له حجاب

فما فضل الجواد على البخيل؟

فألقى معن الرقعة إلى كتابه وقال أجيبوه عن بيته ، فخلطوا وأكثروا ولم يأتوا بمعنى ، فأخذ الرقعة وكتب فيها :

إذا كان الجواد قليل مال

ولم يعذر تعلل بالحجاب

فقال الشّاعر : إنا لله أيؤيسني من معروفه! ثم ارتحل منصرفا. فسأل معن عنه فأخبر بانصرافه فأتبعه بعشرة آلاف وقال هي لك عندنا في كل زورة.

أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل ، أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل ، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي ، أخبرنا أبو غسان قال : أخبرنا محمّد بن إبراهيم ابن خنيس الصبحي قال : مدح مطيع بن إياس معن بن زائدة فقال له معن : إن شئت مدحتك ، وإن شئت أثبتك ، فاستحيا من اختيار الثواب ، وكره اختيار المدح وكتب إليه :

ثناء من أمير خير كسب

لصاحب مغنم وأخي ثراء

ولكن الزمان برى عظامي

وما مثل الدراهم من دواء

فأمر له بألف دينار.

أخبرنا أحمد بن عمر بن روح ، أخبرنا المعافى بن زكريا ، حدّثنا يزداد بن عبد الرّحمن الكاتب ، حدّثنا أبو موسى ـ يعني عيسى بن إسماعيل البصريّ ـ حدثني العتبي قال : قدم معن بن زائدة بغداد فأتاه الناس ، وأتاه ابن أبي حفصة ، فإذا المجلس غاص بأهله فأخذ بعضادتي الباب ثم قال :

وما أحجم الأعداء عنك بقية

عليك ولكن لم يروا فيك مطمعا

له راحتان الجود والحتف فيهما

أبى الله إلا أن تضر وتنفعا

٢٣٨

فقال معن : احتكم يا أبا السمط. فقال : عشرة آلاف فقال معن : ربحت عليك والله تسعين ألفا.

أخبرني الحسين بن محمّد النصيبي ، أخبرنا إسماعيل بن سعيد ، أخبرنا محمّد بن الحسن بن دريد ، أخبرنا أبو معاذ عن أبي عثمان قال : ولىّ أبو جعفر قثم ـ يعني رجلا من ولد العبّاس ـ فأتاه أعرابي فقال :

يا قثم الخير جزيت الجنة

أكس بنياتي وأمهنه

أقسم بالله لتفعلنه

قال : فقال : والله لا أفعل ، فقال الأعرابي : لكن لو أقسمت على معن لأبر قسمي. فبلغت الكلمة معنا فبعث إليه ألف دينار.

أخبرنا أبو الخطّاب عبد الصّمد بن محمّد بن محمّد بن مكرم ، أخبرنا إسماعيل ابن سعيد بن سويد ، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا محمّد بن القاسم ، أخبرني السهمي قال : أذن معن بن زائدة إذنا عاما ، فدخل عليه كل رجل يمت بوسيلة وذكر حاجته ، ثم دخل في آخرهم فتى فقال من أنت وما سببك؟ فقال :

أتاك بي الرّحمن لا شيء غيره

وفضل وإحسان عليك دليل

فشفع كريما سيدا متفضلا

فليس إلى رد الجليل سبيل

فقال : يا فتى لقد توسلت بأجل من توسل به أحد ، فأعطاه وفضله على سائر من أعطى.

أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن عبد الله المقرئ ، أخبرنا أبو الحسن محمّد بن جعفر التّميميّ الكوفيّ ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عقدة ، أخبرنا أبو بكر بن طيفور ، حدّثنا محمّد بن عمر ، حدّثنا يوسف بن إبراهيم بن عبد الله بن عبد الرّحمن قال : وفد قوم على معن بن زائدة فوصلهم وأعطاهم إلا رجلا جاء بعد ما خرجوا من عنده. قال : فكتب إليه :

بأي الخلتين عليك أثنى

فإنى بعد منصرفي مسول

أبالنعمى وليس لها ضياء

علىّ فمن يصدق ما أقول

فقال له معن بن زائدة : لا أحد والله ، وأمر له بعشرة آلاف درهم.

أخبرنا أبو منصور محمّد بن علي بن إسحاق ـ خازندار العلم ـ حدّثنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعيّ ، حدّثنا محمّد بن يونس القرشيّ الكديمي ، حدّثنا

٢٣٩

الأصمعيّ ـ عبد الملك بن قريب ـ قال : أتى أعرابي إلى معن بن زائدة ومعه نطع فيه صبي حين ولد ، فاستأذن عليه فلما دخل دهده الصبي بين يديه وقال :

سميت معنا بمعن ثم قلت له

هذا سميي فتى في الناس محمود

أنت الجواد ومنك الجود نعرفه

ما مثل جودك معهود وموجود

أمست يمينك من جود مصورة

لا بل يمينك منها صوّر الجود

قال : كم الأبيات؟ قال ثلاثة. قال : أعطوه ثلاثمائة دينار ، لو كنت زدت لزدناك.

قال : حسبك ما سمعت ، وحسبي ما أخذت.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد المقرئ ، حدّثنا أبو طالب الكاتب ، حدّثنا أبو عكرمة عمرو بن عامر ـ كذا قال ـ وإنما هو عامر بن عمران الضّبّيّ ، حدّثنا سليمان قال : خرج المهديّ يوما يتصيد فلقيه الحسين بن مطير الأسدي فأنشده :

أضحت يمينك من جود مصورة

لا بل يمينك منها صورة الجود

من حسن وجهك تضحى الأرض مشرقة

ومن بنانك يجري الماء في العود

فقال المهديّ : كذبت يا فاسق ، وهل تركت في شعرك موضعا لأحد مع قولك في معن :

ألما بمعن ثم قولا لقبره

سقتك الغوادي مربعا ثم مربعا

فيا قبر معن كنت أول حفرة

من الأرض خطت للمكارم مضجعا

ويا قبر معن كيف واريت جوده

وقد كان منه البر والبحر مترعا

ولكن حويت الجود والجود ميت

ولو كان حيا ضقت حتى تصدعا

وما كان إلا الجود صورة وجهه

فعاش ربيعا ثم ولى فودعا

فلما مضى معن مضى الجود والندى

وأصبح عرنين المكارم أجدعا

فأطرق الحسين. ثم قال : يا أمير المؤمنين ، وهل معن إلا حسنة من حسناتك! فرضي عنه وأمر له بألفي دينار.

أخبرني أبو عبد الله محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن خلف بن المرزبان ، أخبرني عبد الله بن محمّد ، أخبرني محمّد بن سلام قال : كتب رجل إلى معن بن زائدة ـ وهو والي اليمن ـ يستهديه خطرا فأرسل إليه بجراب خطر وفي الخطر ألف دينار ، وكتب إليه أن اختضب بالخطر

٢٤٠