تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٣

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٣

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٧

ذكر من اسمه معروف

٧١٧٧ ـ معروف بن الفيرزان ، أبو محفوظ العابد المعروف بالكرخي :

منسوب إلى كرخ بغداد. كان أحد المشتهرين بالزهد والعزوف عن الدّنيا ، يغشاه الصالحون ، ويتبرك بلقائه العارفون. وكان يوصف بأنه مجاب الدعوة ، ويحكى عنه كرامات. وأسند أحاديث كثيرة عن بكر بن خنيس ، والرّبيع بن صبيح ، وغيرهما. روى عنه خلف بن هشام البزّار ، وزكريا بن يحيى المروزيّ ، ويحيى بن أبي طالب ، في آخرين.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا يحيى بن أبي طالب ، أخبرنا معروف الكرخي قال : حدثني الرّبيع بن صبيح عن الحسن عن عائشة قالت : لو رأيت ليلة القدر ما سألت الله إلا العفو والعافية.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا سليمان بن محمّد بن أحمد الشّاهد ـ إملاء ـ حدّثنا أبو علي أحمد بن الحسن المقرئ دبيس النهربطي ، حدثني نصر بن داود ، حدّثنا خلف بن هشام قال : كنت أجالس معروفا كثيرا فكنت أسمعه يقول : اللهم إن قلوبنا ونواصينا بيديك لم تملكنا منها شيئا فإذا فعلت ذلك بها فكن أنت وليها واهدها إلى سواء السبيل. قلت : يا أبا محفوظ أسمعك تدعو بهذا كثيرا ، هل سمعت فيه حديثا؟ قال : نعم.

حدّثنا بكر بن خنيس ، حدّثنا سفيان الثوري عن أبي الزّبير عن جابر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يدعو بهذا الدعاء.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق قال : سمعت أبا بكر محمّد بن الحسن المقرئ المعروف بالنقاش ـ وسئل عن معروف الكرخي ـ فقال : سمعت إدريس بن عبد الكريم يقول : هو معروف بن الفيرزان وبيني وبينه قرابة ، وكان أبوه صابئا من أهل نهربان من قرى واسط. وكان في صغره يصلي بالصبيان ويعرض على أبيه الإسلام فيصيح عليه.

قال وسمعته يقول : جاء يحيى بن معين وأحمد بن حنبل يكتبان عنه وكان عنده جزء عن أبي خازم.

__________________

٧١٧٧ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ٨٨. وطبقات الصوفية ٨٣ ـ ٩٠. ووفيات الأعيان ٢ / ١٠٤. ونزهة الجليس ٢ / ٣٥١. وصفة الصفوة ٢ / ١٧٩. وطبقات الحنابلة ١ / ٣٨١ ـ ٣٨٩. وصيد الخاطر ١٧٥. والأعلام ٧ / ٢٦٩.

٢٠١

كذا قال ابن رزق ولعله عن ابن أبي خازم قال فقال يحيى : أريد أن أسأله عن مسألة فقال له أحمد : دعه فسأله يحيى عن سجدتي السهو. فقال له معروف : عقوبة للقلب ، لم اشتغل وغفل عن الصّلاة؟ فقال له أحمد بن حنبل : هذا في كيسك.

أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري ، أخبرنا محمّد بن الحسين السلمي قال : سمعت عبد الواحد بن بكر يقول : سمعت عبد العزيز بن منصور يقول : سمعت جدي يقول : كنت عند أحمد بن حنبل فذكر في مجلسه أمر معروف الكرخي ، فقال بعض من حضر : هو قصير العلم ، فقال أحمد : امسك عافاك الله وهل يراد من العلم إلا ما وصل إليه معروف.

أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني ، ومحمّد بن الحسين بن محمّد الجازري ـ قال أحمد أخبرنا وقال محمّد حدّثنا ـ المعافى بن زكريا الجريري ، حدّثنا محمّد بن يحيى الصولي ، حدّثنا [ابن] (١) الغلابي ، حدّثنا ابن عائشة قال : سمى رجل ولدا له معروفا وكناه بأبي الحسن ، فلما شب قال له : يا بني إنما سميتك معروفا وكنيتك بأبي الحسن لاحبب إليك ما سميتك به ، وكنيتك به ، قال الصولي : فحدثت بهذا الحديث وكيعا فقال لي : يقال إن قائل هذا أبو معروف الكرخي لمعروف. قال المعافى المعروف من كنية معروف الكرخي أبو محفوظ ، واسم أبيه الفيرزان. وكان من المعروفين بالصلاح في دينه ، مشهورا بالاجتهاد في العبادة والورع ، والزهادة ، فكان الناس في زمانه وبعد مضيه لسبيله يتحدثون أنه مستجاب الدعوة ، وله أخبار مستحسنة جمعها الناس تشتمل على أخلاقه وسيرته. وحدثت عن عبد الله بن أحمد ابن حنبل أنه قال : قلت لأبي : هل كان مع معروف الكرخي شيء من العلم؟ فقال لي : يا بني كان معه رأس العلم ، خشية الله تعالى.

أخبرنا الحسين بن الحسن بن محمّد بن القاسم المخزوميّ ، حدّثنا محمّد بن عمرو ابن البختريّ الرّزّاز ـ إملاء ـ حدّثنا يحيى بن أبي طالب قال : سمعت إسماعيل بن شدّاد قال : قال لنا سفيان بن عيينة : من أين أنتم؟ قلنا : من أهل بغداد ، قال : ما فعل ذاك الحبر الذي فيكم؟ قلنا : من هو؟ قال : أبو محفوظ معروف. قال : قلنا بخير ، قال : لا يزال أهل تلك المدينة بخير ما بقي فيهم.

أخبرنا أبو عمر الحسن بن عثمان بن أحمد الواعظ ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٢٠٢

حمدان بن مالك القطيعيّ ، حدّثنا العبّاس بن يوسف الشكلي ، حدثني سعيد بن عثمان قال : كنا عند محمّد بن منصور الطّوسيّ يوما وعنده جماعة من أصحاب الحديث ، وجماعة من الزهاد ، وكان ذلك اليوم يوم الخميس. فسمعته يقول : صمت يوما وقلت لا آكل إلا حلالا ، فمضى يومي ولم أجد شيئا فواصلت اليوم الثاني ، والثالث ، والرابع ، حتى إذا كان عند الفطر قلت : لأجعل فطري الليلة عند من يزكى الله طعامه ، فصرت إلى معروف الكرخي فسلمت عليه وقعدت حتى صلى المغرب وخرج من كان معه في المسجد فما بقي إلا أنا وهو ورجل آخر ، فالتفت إلىّ فقال : يا طوسي؟ قلت : لبيك فقال لي تحول إلى أخيك فتعش معه ، فقلت في نفسي صمت أربعة وأفطر على ما لا أعلم. فقلت : ما بي من عشاء ، فتركني ثم رد عليّ القول فقلت : ما بي من عشاء ثم فعل ذلك الثالثة فقلت ما بي من عشاء ، فسكت عني ساعة ثم قال لي تقدم إلىّ فتحاملت وما بي من تحامل من شدة الضعف ، فقعدت عن يساره فأخذ كفي اليمنى فأدخلها إلى كمه الأيسر فأخذت من كمه سفرجلة معضوضة ، فأكلتها فوجدت فيها طعم كل طعام طيب ، واستغنيت بها عن الماء. قال : فسأله رجل معنا حاضرا : أنت يا أبا جعفر؟ قال : نعم وأزيدك أني ما أكلت منذ ذلك حلوا ولا غيره إلا أصبت فيه طعم تلك السفرجلة. ثم التفت محمّد بن منصور إلى أصحابه فقال : أنشدكم الله إن حدثتم بهذا عني وأنا حي.

وأخبرنا الحسن بن عثمان ، أخبرنا ابن مالك القطيعيّ ، حدّثنا العبّاس بن يوسف ، حدثني سعيد بن عثمان قال : سمعت محمّد بن منصور يقول : مضيت يوما إلى معروف الكرخي ثم عدت إليه من غد ، فرأيت في وجهه أثر شجة ، فهبت أن أسأله عنها وكان عنده رجل أجرأ عليه مني ، فقال له : يا أبا محمّد كنا عندك البارحة ومعنا محمّد بن منصور فلم نر في وجهك هذا الأثر ، فقال له معروف : خذ في ما ننتفع به ، فقال له : أسألك بحق الله قال : فانتقض معروف ثم قال له : ويحك وما حاجتك إلى هذا؟ مضيت البارحة إلى بيت الله الحرام ثم صرت إلى زمزم فشربت منها فزلت رجلي فبطح وجهي للباب ، فهذا الذي ترى من ذلك.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا عثمان بن عمرو الإمام ، حدّثنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد الزّيّات قال : حدثني أبو شعيب صاحب معروف الكرخي قال : جاء رجل يوما إلى معروف فقال له أشتهي مصلية ، فخرج إلى البقال فأجلسه مكانه ،

٢٠٣

فأخرج قطعة دانق فقال أعطني بهذه مصلية قال : فقال له البقال يا أبا محفوظ البقال لا يبيع مصلية إنما هو شيء يصنع يؤخذ لحم ولبن وسلق وبصل فيطبخ. فرمى إليه درهما قال : اذهب فاصنعه وآتنا به إلى المسجد فجاء به إلى المسجد بعد ما أصلحه فأكله الرجل ، ثم قال معروف : والله ما أكلت مصلية قط.

أخبرني الحسن بن محمّد الخلّال ، حدّثنا عبد الواحد بن علي أبو الطّيّب اللحياني ، حدّثنا عبد الله بن سليمان الفامي ، حدّثنا محمّد بن أبي هارون الورّاق ، حدّثنا محمّد ابن المبارك قال : حدثني عيسى أخو معروف قال : دخل رجل على معروف في مرضه الذي مات فيه ، فقال له : يا أبا محفوظ أخبرني عن صومك؟ قال : كان عيسى عليه‌السلام يصوم كذا. قال : أخبرني عن صومك؟ قال : كان داود عليه‌السلام يصوم كذا. قال : أخبرني عن صومك قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصوم كذا. قال : أخبرني عن صومك؟ قال : أما أنا فكنت أصبح دهري كله صائما ، فإن دعيت إلى طعام أكلت ، ولم أقل إني صائم.

وقال محمّد بن أبي هارون : حدّثنا أبو بكر بن حمّاد ، حدثني الحسن بن علي الوشاء قال : كنت عند معروف وكان قد أعد لإفطاره رغيفا وجزرة كبيرة ، قال : فجاء سائل فسأله قال : فطوى الرغيف بابتين (٢) ، فأعطى السائل نصفه ، وأكل هو النصف الآخر والجزرة. قال : وجاء سائل فسأل فلم يعطه شيئا فقال له ادع بكذا وكذا ـ دعاء علمه إياه فإنه ما دعا به أحد إلا رزق ، قال : فدعا به السائل فجاءه إنسان فأعطاه شيئا.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان ـ فيما أذن أن أرويه عنه ـ قال : حدثني أبو العبّاس المؤدّب قال : حدثني جار لي هاشمي في سوق يحيى ـ وكانت حاله رقيقة ـ قال : ولد لي مولود فقالت لي زوجتي هو ذا ترى حالي وصورتي ولا بد لي من شيء أتغدى به ولا يمكنني الصبر على هذه الحال فاطلب شيئا. فخرجت بعد عشاء الآخرة فجئت إلى بقال كنت أعامله فعرفته حالي وسألته شيئا يدفعه إلىّ ـ وكان له عليّ دين ـ فلم يفعل ، فصرت إلى غيره ممن كنت أرجو أن يغير حالي فلم يدفع إلىّ شيئا ، فبقيت متحيرا لا أدري إلى أين أتوجه ، فصرت إلى دجلة فرأيت ملاحا في سمارية ينادي فرضة عثمان ، قصر

__________________

(٢) هم ببان واحد ، وعلى ببان ، أي طريقة ، يقصد أنهما متساويان (القاموس).

٢٠٤

عيسى ، أصحاب الساج. فصحت به فقرب إلى الشط فجلست معه وانحدر بي ، فقال : إلى أين تريد؟ فقلت : لا أدري أين أريد! فقال : ما رأيت أعجب أمرا منك. تجلس معي في مثل هذا الوقت وأنحدر بك وتقول لا أدري أين أتوجه!! فقصصت عليه قصتي ، فقال لي الملاح : لا تغتم فإني من أصحاب الساج ، وأنا أقصد بك إلى بغيتك إن شاء الله فحملني إلى مسجد معروف الكرخي الذي على دجلة في أصحاب الساج. وقال : هذا معروف الكرخي يبيت في المسجد ويصلي فيه ، تطهر للصلاة وامض إليه إلى المسجد وقص عليه حالك ، وسله أن يدعو لك. ففعلت ودخلت المسجد فإذا معروف يصلي في المحراب فسلمت وصليت ركعتين ، فلما سلم رد عليّ السلام وقال لي : من أنت رحمك الله؟ فقصصت عليه قصتي وحالي ، فسمع ذلك مني وقام يصلي ، ومطرت السماء مطرا كثيرا فاغتممت ، وقلت كيف جئت إلى هذا الموضع ومنزلي بسوق يحيى؟ وقد جاء هذا المطر وكيف أرجع إلى منزلي واشتغل قلبي بذلك. فبينا نحن كذلك إذ سمعت صوت حافر دابة ، فقلت في مثل هذا الوقت حافر دابة ، فإذا هو يريد المسجد. فنزل ودخل المسجد وسلم وجلس فسلم معروف وقال : من أنت رحمك الله؟ فقال له الرجل : أنا رسول فلان وهو يقرأ عليك السلام ويقول لك كنت نائما على وطاء وفوقي دثار فانتبهت على صورة نعمة الله عليّ ، فشكرت الله ووجهت إليك بهذا الكيس تدفعه إلى مستحقه. فقال له : ادفعه إلى هذا الرجل الهاشميّ. فقال له : إنه خمسمائة دينار ، فقال له : أعطه فكذلك طلب له. قال: فدفعها إلىّ فشددتها في وسطي وخضت الوحل والطين في الليل حتى صرت إلى منزلي وجئت إلى البقال فقلت له افتح لي بابك ، ففتح فقلت هذه خمسمائة دينار قد رزقني الله فخذ مالك عليّ وخذ ثمن ما أريد. فقال لي : دعها معك إلى غد وخذ ما تريد ، فأخذ مفاتيحه وصار إلى دكانه ودفع إلىّ عسلا وسكرا وشيرجا وأرزا وشحما وما نحتاج إليه. وقال لي : خذ ، فقلت : لا أطيق حمله ، فقال لي أنا أحمل معك ، فحمل بعضه وحملت أنا بعضه وجئت إلى منزلي والباب مفتوح ولم يكن منها نهوض لغلقه وقد كادت تتلف ـ يعني زوجته ـ فوبختني على تركي إياها على مثل صورتها ، فقلت لها هذا عسل وسكر وشيرج وجميع ما تحتاجين إليه ، فسرى عنها بعض ما كانت تجده ، ولم أعلمها بالدنانير خوفا أن تتلف فرحا ، فلما أصبحنا أريتها الدنانير وشرحت لها القصة واشتريت بها عقارا نحن نستغله ونعيش من فضله ومن غلته ، وكشف الله عنا ما كنا فيه ببركة معروف الكرخي.

٢٠٥

أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين التوزي ، حدّثنا الحسن بن الحسين بن حمكان الهمذاني ، حدّثنا أبو محمّد الحسن بن عثمان البزّاز ، حدّثنا أبو بكر بن الزّيّات قال : سمعت ابن شيرويه يقول : جاء رجل إلى معروف الكرخي فقال : يا أبا محفوظ جاءني البارحة مولود ، وجئت لأتبرك بالنظر إليك. قال : اقعد عافاك الله وقل مائة مرة ما شاء الله كان. فقال الرجل ، فقال قل مائة أخرى ، فقال : قال له : قل مائة أخرى ، حتى قال له ذلك خمس مرات فقالها خمسمائة مرة ، فلما استوفى الخمسمائة مرة دخل عليه خادم أم جعفر زبيدة وبيده رقعة وصرة فقال له : يا أبا محفوظ ستنا تقرأ عليك السلام وقالت لك خذ هذه الصرة وادفعها إلى قوم مساكين ، فقال له : ادفعها إلى ذلك الرجل. فقال : يا أبا محفوظ فيها خمسمائة درهم ، فقال : قد قال خمسمائة مرة ما شاء الله كان ثم أقبل على الرجل فقال يا عافاك الله لو زدتنا لزدناك.

وأخبرنا أحمد بن علي بن التوزي ، حدّثنا الحسن بن الحسين بن حمكان ، حدّثنا الحسن بن عثمان البزّاز قال : سمعت أبا بكر بن الزّيّات يقول : سمعت ابن شيرويه يقول : كنت عند معروف الكرخي إذ أتاه ضرير فشكى إليه الحاجة ، فقال له مر ، عافاك الله ارجع إلى عيالك وقل ما شاء الله كان. قال فمضى الضّرير ومعه قائد يقوده ، فلما بلغ إلى قنطرة المعبدي إذا يراكب يركض خلفه ويقول له مكانك يا ضرير ، فدفع إليه صرة ومر ، فقال الضّرير لمن يقوده : انظر أيش هي؟ فإذا هي دنانير ، قال : فارجع إلى الشيخ وبشره ، قال : فرجع إلى الشيخ ليبشره فلما دخلا على معروف قال له معروف : لم رجعت وقد قضيت الحاجة مر عافاك الله وقل ما شاء الله كان.

أخبرنا الحسن بن عثمان الواعظ ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا العبّاس بن يوسف الشكلي ، حدثني سعيد بن عثمان قال : قلت لأخ لمعروف : إن الناس يتحدثون عن عرس كان لكم ، وأنكم سألتم معروفا أن يقعد على الدكان حتى ينقضي عرسكم ، فقعد والسؤال حواليه ، ففرق الدقيق فاغتممتم بذلك وسألتموه عن الدقيق فقال لا تغتموا ، انظروا كم ثمن دقيقكم هو في الصندوق؟ فقال لي : قد كان بعض هذا. فقلت له أصبتم دراهم في الصندوق كما قال الناس؟ قال : نعم.

أخبرني أبو الفرج الحسين بن علي الطناجيري ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا محمّد بن مخلد ، حدثني عبيد الله بن محمّد الصّابونيّ ، أخبرنا أبو شعيب قال : قال لي معروف : كنت ليلة في المسجد ، فإذا بصوت من ذاك الجانب يقول لملاح عليّ

٢٠٦

ثلاثة أطفال وقد خرجت من غدوة وليس عندهم شيء. خذ من قوتنا من هذا الخبز وعبرني ، فأبى عليه ، فنزلت إلى الشط إلى زورق فقعدت في الزورق فضربت يدي إلى المجداف فلم أحسن ، فجعل الزورق يجدف نفسه وليس أرى أحدا حتى عبرت ، فعبرت بالرجل وقعدت عند المجداف والمجداف يجدف نفسه حتى أوصلته إلى منزله.

أخبرني أحمد بن علي بن التوزي ، حدّثنا الحسن بن الحسين الهمذاني ، حدثني أبو محمّد الحسن بن عثمان بن عبد الله البزّاز البغداديّ ـ في دار أبي الحسن بن المرزبان ـ حدثني أبو بكر بن الزّيّات البغداديّ قال : سمعت ابن شيرويه يقول : كنت أجالس معروفا الكرخي كثيرا ، فلما كان ذات يوم رأيت وجهه قد خلا ، فقلت له : يا أبا محفوظ بلغني أنك تمشي على الماء؟ فقال لي : ما مشيت قط على الماء ، ولكن إذا هممت بالعبور جمع لي طرفاها فأتخطاها.

أخبرني الخلّال ، حدّثنا عبد الواحد بن علي ، حدّثنا عبد الله بن سليمان الفامي ، حدّثنا محمّد بن أبي هارون ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن يعقوب قال : رؤى معروف في النوم. فقيل له : ما صنع بك ربك؟ قال : أباحني الجنة غير أن في نفسي حسرة أني خرجت من الدّنيا ولم أتزوج ـ أو قال : وددت أني كنت ، يعني تزوجت ـ قال : وبلغني أنه قيل له يا أبا محفوظ إنك تمشي على الماء؟ قال : هو ذا الماء وهو ذا أنا.

أخبرنا محمّد بن الحسن بن أحمد الأهوازي ، حدّثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكريّ ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن أيّوب ، حدّثنا محمّد بن موسى قال : رؤى معروف الكرخي في المنام فقيل له : ما صنع الله بك؟ فقال :

موت التقي حياة لا انقطاع لها

قد مات قوم وهم في الناس أحياء

أخبرنا الأزهري ، حدّثنا عثمان بن عمرو الإمام ، حدّثنا محمّد بن مخلد قال : قرئ على الحسن بن عبد الوهاب ـ وأنا أسمع ـ قال : سمعت أبي يقول : قالوا إن معروفا الكرخي يمشي على الماء ، لو قيل لي : إنه يمشي في الهواء لصدقت.

حدثني الحسن بن أبي طالب ، حدثني يوسف بن عمر القواس قال : قرأت على جعفر بن محمّد الخوّاص حدثكم أحمد بن مسروق قال : حدثني يعقوب بن أخي معروف قال : قالوا لمعروف يا أبا محفوظ لو سألت الله أن يمطرنا؟ قال : وكان يوما صائفا شديد الحر ، قال : ارفعوا إذا ثيابكم. قال : فما استتموا رفع ثيابهم حتى جاء المطر.

٢٠٧

حدثني أبو طالب يحيى بن علي بن الطّيّب الدسكري ـ بحلوان ـ أخبرنا أبو طاهر محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق بن خزيمة النّيسابوريّ قال : سمعت أبا العبّاس السّرّاج يقول : سمعت أبا سليمان الرّوميّ يقول : سمعت خليلا الصياد ـ وكفاك به ـ قال : غاب ابني إلى الأنبار فوجدت أمه وجدّا شديدا ، فأتيت معروفا فقلت له : يا أبا محفوظ غاب ابني فوجدت أمه وجدّا شديدا ، قال : فما تشاء؟ قلت : تدعو الله أن يرده عليها ، فقال : اللهم إن السماء سماؤك ، والأرض أرضك وما بينهما لك فائت به. قال خليل فأتيت باب الشام فإذا ابني قائم منبهر فقلت : يا محمّد ، فقال : يا أبة الساعة كنت بالأنبار.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي ، أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن إسحاق السّرّاج قال : سمعت عبيد بن محمّد الورّاق قال : كان معروف أبو محفوظ بال فتيمم ، فقيل له : يا أبا محفوظ هذا الماء منك قريب ، قال حتى نبلغ الماء.

وأخبرنا البرقاني ، أخبرنا أبو إسحاق المزكي ، أخبرنا السّرّاج ، حدثني القاسم بن نصر قال : جاء قوم إلى معروف فأطالوا عنده الجلوس ، فقال : أما تريدون أن تقوموا؟ وملك الشمس ليس يفتر عن سوقه.

حدثني أبو محمّد الخلّال ، حدّثنا عبد الواحد بن علي الفامي ، أخبرنا عبد الله بن سليمان الفامي الورّاق ، حدّثنا محمّد بن أبي هارون ، حدّثنا محمّد بن المبارك أبو بكر ، حدّثنا محمّد بن صبيح قال : مر معروف على سقاء يسقي الماء وهو يقول : رحم الله من شرب ، فشرب ، وكان صائما. وقال : لعل الله أن يستجيب له.

أخبرنا الأزهري ، حدّثنا عثمان بن عمرو ، حدّثنا ابن مخلد العطّار ، حدّثنا عبد الصّمد بن حميد بن الصّبّاح قال : سمعت عبد الوهاب يقول : ما رأيت أزهد من معروف ولا أخشع من وكيع ، ولا أقدر على ترك شهوة من بشر بن الحارث ، ولا أتقى لله في لسانه من إبراهيم بن أبي نعيم.

أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن عمران ، حدّثنا أبو بكر العجوزي قال : سمعت ثعلبا يقول : مات معروف الكرخي سنة مائتين.

٢٠٨

حدثت عن محمّد بن العبّاس الخزّاز قال : سمعت أبا الحسين بن المنادي قال : سمعت جدي يقول : كنا عند أبي النّضر في سنة مائتين نسمع منه ، فجاء رجل فقال : أعظم الله أجرك في أخيك معروف ، فاستعظم ذلك وقال : قوموا بنا ، فقمنا إلى جنازته.

أخبرني الأزهري ، أخبرنا أبو عمر بن حيويه عن محمّد بن مخلد قال : سمعت عبد الرزاق بن منصور يقول : سنة إحدى ومائتين فيها مات معروف الكرخي.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال : سمعت أبا سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان يقول : سمعت يحيى بن أبي طالب يقول : مات معروف الكرخي سنة أربع ومائتين.

قلت : والصحيح أنه مات في سنة مائتين.

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا ابن المنادي قال : كان بالجانب الغربي من بغداد أبو محفوظ معروف بن الفيرزان ويعرف بالكرخي وربما قيل العابد وكان أحد المشتهرين بالصلاح ، والعبادة ، والعقل ، والفضل ، قديما وحديثا. إلى أن توفي ببغداد في سنة مائتين ، وكان قد سمع طرفا من الحديث.

قلت : ودفن في مقبرة باب الدير وقبره ظاهر معروف هناك يغشى ويزار (٣).

٧١٧٨ ـ معروف بن محمّد بن زياد بن معروف ، الجرجانيّ :

سكن بغداد وحدث بها عن المسجر بن الصّلت القزوينيّ ، وإسحاق بن مهران الرّازيّ ، ومحمّد بن يعقوب الحنفيّ الجرجانيّ ، وعبد العزيز بن محمّد بن الحسن بن زبالة المدينيّ ، والحسن بن علي بن عفّان الكوفيّ ، ومحمّد بن إبراهيم بن عبد الحميد الحلواني ، وأبي قلابة الرقاشي ، ويحيى بن أبي طالب ، وأبي العبّاس الكديمي ، وغيرهم.

روى عنه أحمد بن جعفر بن محمّد بن الخلّال ، ومحمّد بن عبيد الله بن الشخير ، وأبو بكر الأبهري الفقيه.

أخبرني محمّد بن جعفر بن علان الورّاق ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن محمّد الخلّال ، حدّثنا معروف بن محمّد بن معروف الجرجانيّ قال : حدّثنا إسحاق بن

__________________

(٣) ابتداء من هنا حتى بداية ترجمة رقم ٧٢٨٥ (نعيم بن حماد بن معاوية) ساقط من النسخة الصميصاطية.

٢٠٩

مهران الرّازيّ ـ وسمعت أبا حاتم يوثقه ـ حدّثنا إسحاق بن سليمان عن معاوية بن يحيى عن الزّهريّ عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا يعتكف إلا العشر الأواخر [من رمضان] (١).

أخبرنا علي بن محمّد بن الحسن المالكي ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الله الأبهري ، حدثني معروف بن محمّد بن معروف الجرجانيّ ببغداد ، حدّثنا أبو قلابة.

٧١٧٩ ـ معروف بن محمّد بن معروف ، أبو المشهور الواعظ :

كان يذكر أنه من ولد مالك بن الحارث الأشتر النخعي. وهو من أهل زنجان سكن الري وقدم بغداد وحدث بها عن عبد الرّحمن بن عبد الله بن محمّد بن المقرئ المكي ، وقاسم بن إبراهيم الملطي ، وأبي سعيد بن الأعرابي ، والحسن بن مليح المقرئ ، وعبيد الله بن الحسين القاضي الأنطاكيّ. حدّثنا عنه البرقاني ، ورضوان بن محمّد الدّينوريّ والعتيقي.

أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي ، حدّثنا أبو مشهور معروف بن محمّد بن معروف ابن الفيض بن أيّوب بن أعين بن عديّ بن عبيد الله بن إبراهيم بن مالك الأشتر النخعي الواعظ الزنجاني ـ نزيل الري قدم علينا في سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة ـ حدّثنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن يزيد المقرئ ـ بمكة ـ حدّثنا جدّي ، حدّثنا سفيان بن عيينة عن عبد الله بن أبي نجيح عن أبيه قال : سأل رجل ابن عمر عن صيام يوم عرفة فقال : حججت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلم يصمه ، ومع أبي بكر فلم يصمه ، ومع عمر فلم يصمه ، ومع عثمان فلم يصمه ، وأنا لا أصومه ولا آمر به ولا أنهي عنه.

حدثني يحيى بن الحسين العلوي الرّازيّ ـ وكان فاضلا صادقا ـ قال : سمعت أبا سعد السمان يقول : طعن الناس في نسب معروف هذا ، وذكروا أنه ادعى النسب إلى مالك الأشتر. وأشار إلى أنه لم يكن ثقة.

__________________

(١) ٧١٧٨ ـ ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٧١٧٩ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٤ / ترجمة ٨٦٥٩.

٢١٠

ذكر من اسمه ميمون

٧١٨٠ ـ ميمون بن حفص ، أبو توبة النّحويّ :

كان أحد الرواة للغة والأدب ، وحدث عن علي بن حمزة الكسائيّ. روى عنه محمّد بن الجهم السمري ، وكان ثقة.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدل ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، حدّثنا محمّد بن الجهم بن هارون النّحويّ ، حدّثنا أبو توبة ميمون بن حفص النّحويّ ، حدّثنا علي بن حمزة الكسائيّ عن أبي بكر بن عيّاش عن سليمان التّميميّ عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيّب والبراء بن عازب قالا : قرأ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبو بكر وعمر : (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) قال الصّفّار : هكذا قال ابن الجهم في هذا الحديث سليمان التّيميّ عن ابن شهاب.

أخبرنا هلال بن المحسن الكاتب ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن الجرّاح الخزّاز قال : أبو بكر الأنباريّ ـ وكان ببغداد ـ من رواة اللغة الأمويّ ، وأبو توبة ميمون بن حفص ، وذكر آخرين غيرهما.

٧١٨١ ـ ميمون بن هارون بن مخلد بن أبّان ، أبو الفضل الكاتب :

صاحب أخبار وحكايات ، وآداب وأشعار. حدث عن أبي الحسن المدائنيّ ، وعبيد الله بن محمّد بن عائشة ، وأبي عثمان الجاحظ ، وأبي دعامة الشّاعر ، وعلي بن الجهم ، وأبي هفان وإبراهيم بن المدبر ، وأحمد بن أبي طاهر ، وعلي بن الصّبّاح بن الفرات ، وإسحاق بن محمّد النخعي. روى عنه جعفر بن قدامة ، ومحمّد بن يحيى الصولي ، وأبو عبد الله الحكيمي.

قال لي هلال بن المحسن : مات أبو الفضل ميمون بن هارون بن مخلد بن أبّان الكاتب في سنة سبع وتسعين ومائتين ، وبلغ من السن ستا وتسعين سنة.

٧١٨٢ ـ ميمون بن إسحاق بن الحسن بن علي بن سليمان بن منصور بن عيسى ، أبو محمّد الصّوّاف (١) :

مولى محمّد بن الحنفيّة. سمع أحمد بن عبد الجبّار العطاردي ، والحسن بن الفضل

__________________

٧١٨١ ـ انظر : الأعلام للزركلي ٧ / ٣٤٢.

(١) ٧١٨٢ ـ الصواف : هذه الحرفة لبيع الصوف والأشياء المتخذة من الصوف (الأنساب ٨ / ٩٩).

٢١١

ابن السمح البوصرائي ، وأحمد بن هارون البرديجي. حدّثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه ، وعلي بن أحمد بن الحمامي المقرئ. وأبو الحسين بن الفضل وعلي وعبيد الله ابنا أحمد بن محمّد الرّزّاز ، وأبو علي بن شاذان وكان صدوقا.

قال لنا أبو علي بن شاذان : سأل أبي ميمون بن إسحاق عن مولده ـ وأنا أسمع ـ فقال في سنة ستين ومائتين.

قرأت في كتاب أبي القاسم بن الثّلّاج ـ بخطه ـ توفي ميمون بن إسحاق الصّوّاف في شهر ربيع الأول سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.

وحدثني الحسن بن أحمد بن عبد الله الصّوفيّ ، أخبرنا علي بن أحمد بن عمر المقرئ قال : مات أبو محمّد ميمون بن إسحاق الصّوّاف في جمادى الآخرة سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.

ذكر من اسمه المبارك

٧١٨٣ ـ المبارك بن فضالة بن أبي أميّة ، أبو فضالة ، مولى زيد بن الخطّاب :

من أهل البصرة حدث عن الحسن البصريّ ، وثابت البناني ، وعبد العزيز بن

__________________

٧١٨٣ ـ انظر : تهذيب الكمال ٥٧٦٦ (٢٧ / ١٨٠ ـ ١٩٠). وطبقات ابن سعد ٧ / ٢٧٧. وتاريخ الدوري ٢ / ٥٤٨. وتاريخ الدارمي ، الترجمة ٣٤٤. وابن الجنيد ، الترجمة ٧٨٥. وابن محرز ، التراجم ٢٣٤ ، ٥٥٢ ، ٥٥٣. وتاريخ خليفة ٤٣٨. وطبقاته ٢٢٢. وعلل ابن المديني ٥٥. وعلل أحمد ١ / ١٨ ، ٢٢٢ ، ٢٤٢ ، ٣٦٦ ، و ٢ / ١٠٨ ، ٢٢٧. وتاريخ البخاري الكبير ٧ / الترجمة ١٨٧٦. و ٣ / الترجمة ٩٥٢. وتاريخه الصغير ٢ / ١٥٦. وأحوال الرجال للجوزجانى ، الترجمة ٢٠. وثقات العجلي ، الورقة ٤٩. وسؤالات الآجري لأبي داود ٣ / ٢٨١ ، ٢٨٤ ، و ٤ / الورقتان ٤ ، ٧. والمعرفة ليعقوب (انظر الفهرس) ، وتاريخ أبي زرعة الدمشقي ، ٥٦٢ ، ٦٤٤. وتاريخ واسط ٢٣٤ ، ٢٥٣. وضعفاء النسائي ، الترجمة ٥٧٤. والكنى للدولابي ٢ / ٨٠. وضعفاء العقيلي ، الورقة ٢١٣. والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ١٥٥٧. والمراسيل ٢٢٣. وثقات ابن حبان ٧ / ٥٠١. والكامل لابن عدي ٣ / الورقة ١٢٦ ، وكشف الأستار (٢٦٣٩). وسؤالات البرقاني للدارقطني ، الترجمة ٤٧٧. والكامل في التاريخ ٦ / ٦٥ ، ٧٤. وسير أعلام النبلاء ١٧ / ٢٨١. وتذكرة الحفاظ ١ / ٢٠٠. والعبر ١ / ٢٤٤ ، ٣١٢ ، ٤٠٩. والكاشف ٣ / الترجمة ٥٣٦٧. وديوان الضعفاء ، الترجمة ٣٥٣٠. والمغني ٢ / الترجمة ٥١٦٤. وميزان الاعتدال ٣ / الترجمة ٧٠٤٨. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ٢٠. وشرح علل الترمذي لابن رجب ١٢٦. وجامع التحصيل ٧٣٥. ونهاية السئول ، الورقة ٣٦٢. وتهذيب التهذيب ١٠ / ٢٨ ـ ٣١. والتقريب ٢ / ٢٢٧. وخلاصة الخزرجي ٣ / الترجمة ٦٨٣٨. وشذرات الذهب ١ / ٢٥٩. والمنتظم ٨ / ٢٧٦

٢١٢

صهيب ، وحميد الطويل ، وحبيب بن أبي ثابت ، وهشام بن عروة ، وخبيب بن عبد الرّحمن ، ويونس بن عبيد ، ونصر بن راشد ، وعبيد الله بن عمر العمري. روى عنه الحسن بن موسى الأشيب ، والهيثم بن جميل ، ويزيد بن هارون ، وعفّان بن مسلم ، وموسى بن داود ، وسعيد بن سليمان ، وعبد الله بن خيران ، وعلي بن الجعد ، وكان المبارك قد قدم على أبي جعفر المنصور بغداد وحدث بها.

كذلك أخبرنا عبد الرّحمن بن عبيد الله الحرفي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعيّ ، حدّثنا معاذ بن المثنّى ، حدّثنا سوار ، حدّثنا أبو أميّة ، حدّثنا مبارك بن فضالة قال : وفد ابن سوار في وفد من أهل البصرة إلى أبي جعفر ، فإنا لعنده ذات يوم إذ أتى برجل فأمر بقتله ، فقلت في نفسي : يقتل رجل من المسلمين وأنا حاضر! فقلت يا أمير المؤمنين ألا أحدثك حديثا سمعته من الحسن؟ قال : وما هو؟ قلت : حدّثنا الحسن قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا كان يوم القيامة جمع الناس في صعيد واحد حيث يسمعهم الداعي ، وينفذهم البصر ، فيقوم مناد من عند الله فيقول : ليقومنّ من له على الله يد ، فلا يقومن إلا من عفا» فأقبل عليّ فقال : آلله لسمعته من الحسن؟ قال : قلت آلله لسمعته من الحسن. قال : خليا عنه.

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن الصّوّاف وأحمد بن جعفر بن حمدان قالوا : حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، حدّثنا عفّان ، حدّثنا وهب قال : رأيت مبارك بن فضالة يحدث يونس ـ أو في حلقة يونس ـ ويونس شاهد قال حمّاد : كان مبارك يجالسنا عند الأعلم ـ يعني زياد ـ فإذا جاءت المسندة المرفوعة قال مبارك ، فإذا جاءت الفتيا قال الأعلم.

أخبرنا إبراهيم بن مخلد المعدل ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخراساني ، حدّثنا محمّد بن عمر المقدمي ، حدّثنا محمّد بن عرعرة قال : رأيت شعبة جالسا بين يدي المبارك بن فضالة يسأله عن حديث نصر بن راشد عن جابر بن عبد الله : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى عن تجصيص القبور ، وأن يبنى عليها البنيان.

وأخبرنا إبراهيم بن مخلد ، حدّثنا أبو عمر حمزة بن القاسم بن عبد العزيز الهاشميّ ، حدّثنا سعدان بن نصر ، حدّثنا غسان بن عبيد عن مبارك عن نصر ـ أو

٢١٣

نضر بن راشد شك غسان ـ عن جابر بن عبد الله قال : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن تجصيص القبور أو بيني عليها.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا محمّد بن جعفر بن الهيثم البندار ، حدّثنا أحمد بن الخليل البرجلاني ، حدّثنا الحسن بن موسى ، حدّثنا المبارك بن فضالة ، حدثني نصر بن راشد ـ سنة مائة ـ عمن حدثه عن جابر بن عبد الله قال : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يجصص القبر ويبنى عليه بناء.

أخبرنا ابن الفضل القطّان ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : سمعت سليمان بن حرب قال : كنت أجلس إلى مبارك بن فضالة يوم الجمعة يحدّثنا وأكتب ، قال : وكان الحسن بن أبي جعفر الجعفري يجلس إليه ، وكان يقول لي : يا غلام انظر ما يكتب من مبارك فاجمعه واكتبه لي. قال : فكنت أجمع ما يحدث به في الجمع فأكتبه وأحمله إليه.

أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني ـ بأصبهان ـ أخبرنا أبو بكر بن المقرئ ، حدّثنا محمّد بن الحسن بن علي بن بحر ، حدّثنا أبو حفص عمرو بن علي قال : سمعت يحيى بن سعيد ـ وذكر مبارك بن فضالة ـ فأحسن الثناء عليه قال أبو حفص : وسمعت عفّان يقول : كان من النساك. قال أبو حفص : وكان يحيى وعبد الرّحمن لا يحدثان عن مبارك بن فضالة.

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا حنبل بن إسحاق.

وأخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن ، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قالا : حدّثنا علي بن عبد الله قال : سمعت يحيى بن سعيد يقول : كنا كتبنا عن مبارك بن فضالة في ذلك الزمان عن الحسن عن علي : إذا سماها. زاد أبو نعيم فهي طالق ثم اتفقا ـ وعن الحسن عن عمر وسطا من الركوع. قال يحيى : ولم أقبل منه شيئا إلا شيئا يقول فيه حدّثنا.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أبو أحمد الحسين بن علي التّميميّ ، حدّثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفراييني ، حدّثنا أبو بكر المروذي قال : سألته ـ يعني أحمد بن حنبل ـ : عن مبارك بن فضالة قال : ما روى عن الحسن يحتج به. وقال : دخل على أبي جعفر يقول: يا أمير المؤمنين سمعت الحسن يقول وسمعت الحسن يقول. ثم قال أبو عبد الله كان أبو جعفر يعجبه أمر الحسن.

٢١٤

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدل ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصّوّاف ، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ـ إجازة ـ حدثني أحمد بن إبراهيم قال : حدثني حجاج قال : سألت شعبة قلت : أيهما أحب إليك ، حديث مبارك أو الرّبيع بن صبيح. فقال : مبارك أحب إلىّ منه.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدثني الفضل ـ هو ابن زياد ـ قال : سمعت أبا عبد الله ـ وسأله أبو جعفر ـ مبارك أحب إليك أم الرّبيع؟ قال : ربيع ، وأما عفّان وهؤلاء فيقدمون مباركا عليه ، ولكن الرّبيع صاحب غزو وفضل.

أخبرنا أحمد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أبا الحسن الطّرائفيّ يقول : سمعت أبا سعيد عثمان بن سعيد الدارمي يقول : وسألته ـ يعني يحيى بن معين ـ عن الرّبيع ابن صبيح فقال : ليس به بأس كأنه لم يطره. قلت : هو أحب إليك أو المبارك؟ فقال ما أقربهما. قال أبو سعيد المبارك عندي فوقه فيما سمع من الحسن إلا أنه ربما دلس.

أخبرني عبد الله بن يحيى السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي قال : قال أبو زكريا يحيى بن معين : الرّبيع بن صبيح ، والمبارك بن فضالة صالحان.

أخبرنا يوسف بن رباح البصريّ ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن إسماعيل المهندس ـ بمصر ـ حدّثنا أبو بشر الدولابي ، حدّثنا معاوية بن صالح قال : سمعت يحيى بن معين يقول : مبارك بن فضالة ليس به بأس.

أخبرنا علي بن أبي علي ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن إسحاق البزّاز قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد البغوي ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : سمعت يحيى بن معين وسئل عن المبارك فقال : ضعيف. وسمعته مرة أخرى يقول : ثقة.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدثني أبي ، حدّثنا عبد الله بن سليمان ، حدّثنا عبد الله بن أحمد قال : سألت يحيى بن معين عن مبارك بن فضالة فقال : ضعيف الحديث ، هو مثل الرّبيع بن صبيح في الضعف.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب قال : قال علي ـ يعني ابن المدينيّ ـ ضرب عبد الرّحمن على حديث إسماعيل بن عيّاش وعلى حديث المبارك بن فضالة.

٢١٥

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي ، حدّثنا أبي قال : مبارك بن فضالة ضعيف.

وأخبرنا البرقاني قال : سمعت أبا الحسن الدّارقطنيّ يقول : مبارك بن فضالة لين كثير الخطأ ، بهزي يعتبر به.

أخبرني علي بن محمّد بن الحسن الحربيّ ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى الصّيرفيّ قال : حدّثنا عبد الله بن علي بن المدينيّ قال : سمعت أبي يقول : عند مبارك أحاديث مناكير عن عبيد الله وغيره. قيل له : أيما أحب إليك الرّبيع أو مبارك؟ فقال : سئل يحيى عن هذا فذهب إلى أن الرّبيع أحب إليه ، وكان عبد الرّحمن يحدث عن الرّبيع ، وكان يحيى لا يحدث عن الرّبيع ولا عن مبارك.

أخبرني محمّد بن أبي علي الأصبهانيّ ، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمّد الشّافعيّ ـ بالأهواز ـ أخبرنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال : قلت له ـ يعني أبا داود سليمان بن الأشعث ـ : مبارك أحب إليك أو الرّبيع بن صبيح؟ قال : سألت علي بن عبد الله. فقال : المبارك.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا موسى بن إبراهيم بن النّضر العطّار ، حدّثنا محمّد ابن عثمان بن أبي شيبة قال : وسألت عليّا عن المبارك بن فضالة فقال : هو صالح وسط.

أخبرني علي بن محمّد المالكي ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا محمّد ابن عمران ، حدّثنا عبد الله بن علي بن المدينيّ قال : سألت أبي عن مبارك بن فضالة فضعفه.

أخبرنا علي بن أبي علي قال : حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن إسحاق البزّاز ، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغوي ، حدثني صالح بن أحمد قال : حدثني علي قال : قال يحيى ابن سعيد : مبارك أحب إليّ من الرّبيع.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر الدّقّاق ، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي ، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي ، حدثني أبي قال : مبارك بن فضالة بصري لا بأس به.

٢١٦

أخبرنا أبو سعيد الحسن بن محمّد بن عبد الله بن حسنويه الكاتب ـ بأصبهان ـ أخبرنا عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حيّان ، حدّثنا عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي ، حدّثنا خليفة بن خياط قال : والمبارك بن فضالة بن أبي أميّة بن كنانة مولى زيد بن الخطّاب يكنى أبا فضالة ، مات سنة أربع وستين ومائة.

أخبرنا علي بن أبي علي ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن إسحاق ، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغوي ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : قلت ليحيى بن معين. قال المدائنيّ : إن مباركا مات سنة ست وستين فقال يحيى : يقال ذاك.

٧١٨٤ ـ المبارك بن سعيد بن مسروق ، أبو عبد الرّحمن الثوري :

أخو سفيان ، وكان أعمى ، وهو كوفي سكن بغداد وحدث بها عن أبيه وأخيه سفيان ، ونسير بن ذعلوق ، والحارث بن الجارود ، وموسى الجهنيّ. روى عنه أبو النّضر هاشم بن القاسم ، ومحمّد بن عيسى بن الطباع ، وسعيد بن سليمان سعدويه ، ومحمّد بن مقاتل المروزيّ ، وعبد الله بن عون الخرّاز ، وأبو همام السكوني ، والحسن ابن عرفة العبدي ، وغيرهم.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ الديباجي وأبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن رزق التاني وأبو الحسين محمّد بن الحسين ابن محمّد بن الفضل القطان وأبو محمّد بن عبد الله بن يحيى بن عبد الجبّار السّكّري وأبو الحسن محمّد بن محمّد بن محمّد بن إبراهيم بن مخلد البزّاز. قالوا : أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، حدّثنا الحسن بن عرفة.

وحدّثنا أبو بكر البرقاني من كتابه بلفظه وأنا سألته عنه قال : قرأت على أبي محمّد عبد الرّحمن بن عمر المعدل بمصر أخبركم أبو القاسم حمزة بن محمّد بن

__________________

٧١٨٤ ـ انظر : تهذيب الكمال ٥٧٦٥ (٢٧ / ١٧٨ ـ ١٨٠). وطبقات ابن سعد ٦ / ٣٨٥. وعلل أحمد ٢ / ١٧٣. وتاريخ البخاري الكبير ٧ / الترجمة ١٨٦٨. والكنى لمسلم ، الورقة ٦٨. وثقات العجلي ، الورقة ٤٩. وسؤالات الآجري لأبي داود ٣ / ٩٧. والمعرفة ليعقوب ٢ / ٤٢. وضعفاء العقيلي ، الورقة ٢١٣. والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ١٥٥٨. وثقات ابن حبان ٩ / ١٩٠. والسابق واللاحق ٣٤٢. وسير أعلام النبلاء ٨ / ٤٢٤. والعبر ١ / ٢٧٧. والكاشف ٣ / الترجمة ٥٣٦٦. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ٢٠. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٨ (آيا صوفيا ٣٠٠٦). وميزان الاعتدال ٣ / الترجمة ٧٠٤٤. ونهاية السئول ، الورقة ٣٦٢. وتهذيب التهذيب ١٠ / ٢٨. والتقريب ٢ / ٢٢٧. وخلاصة الخزرجي ٣ / الترجمة ٦٨٣٧. وشذرات الذهب ١ / ٢٤٩.

٢١٧

علي الكناني قراءة عليه أخبرنا أحمد بن شعيب النسائي أبو عبد الرّحمن ، أخبرني زكريا بن يحيى ، حدّثنا الحسن بن عرفة ، حدّثنا المبارك بن سعيد عن موسى الجهنيّ عن مصعب بن سعد عن سعد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما يمنع أحدكم أن يسبح دبر كل صلاة عشرا ، ويكبر عشرا ، ويحمد عشرا ، فذلك في خمس صلوات خمسون ومائة باللسان ، وألف وخمسمائة في الميزان ، وإذا أوى إلى فراشه سبح ثلاثا وثلاثين ، وحمد ثلاثا وثلاثين وكبر أربعا وثلاثين ، فذلك مائة باللسان ، وألف في الميزان ، وأيكم يعمل في يوم وليلة ألفين وخمسمائة سيئة؟» لفظ حديث النسائي.

حدثني عبد العزيز بن علي الخيّاط ، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن عمر بن بهنة البزّاز قال : حدّثنا الحسين بن إسماعيل الضّبّيّ ، حدّثنا محمّد بن عثمان بن حكيم ، حدّثنا قطبة بن العلاء بن المنهال قال : جاء مبارك بن سعيد بن مسروق إلى مشايخنا فقال : إن لي إليكم [....] (١) أن استشفع عليكم بغيركم ... في المعروف؟ قال : فقال : له خ [....] (٢) قال : أنا مبارك بن سعيد قال : حياك الله لو توسل إلينا بك متوسل قمنا بحاجته ، فكيف بك! قال : فقال مبارك : أما لئن قلت ذاك لقد أتيت الأعمش فدققت عليه بابه فخرج إلى فشبك أصابعه في أصابعي ثم قال لي : يا مبارك أتيت الشعبي فخرج إلى فشبك أصابعه في أصابعي كما فعلت بك. ثم قال لي : إن المودة بين كرام الناس أشد شيء اتصالا ، وأبطأ شيء انقطاعا ، مثل ذلك مثل الكوز من الفضة بطيء الانكسار ، سريع الانجبار. وإن مثل المودة بين لئام الناس مثل الكوز من الفخار سريع الانكسار بطيء الانجبار.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ، حدّثنا أحمد بن شيبان قال : سمعت محمّد ابن عبيد يقول : ما رأيت الأعمش أوسع لأحد في مجلسه قط إلا يوما قيل له هذا مبارك أخو سفيان. فقال : هاهنا ، وأجلسه إلى جنبه. وحدّثنا بسبعة أحاديث ، ثم التفت إلينا فقال : هذا السيد.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المقرئ الحذاء ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن محمّد ابن سلم الختلي ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبد الخالق ، حدثني يعقوب بن يوسف قال : حدثني ابن خبيق ، حدثني عبد الله بن السندي قال : كتب مبارك بن سعيد إلى

__________________

(١) (٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٢١٨

سفيان يشكو إليه ذهاب بصره ، فكتب إليه سفيان : من سفيان بن سعيد إلى مبارك بن سعيد : أما بعد ، فقد فهمت كتابك فيه شكاية ربك ، فاذكر الموت يهن عليك ذهاب بصرك ، والسلام.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدل ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصّوّاف ، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ـ إجازة ـ قال : قال أبي :

وأخبرنا العتيقي ، حدّثنا يوسف بن أحمد الصيدلاني ـ بمكة ـ حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي ، حدّثنا عبد الله بن أحمد قال : سمعت أبي يقول : رأيت مبارك بن سعيد بن مسروق أخا الثوري من ذاك الجانب ـ يعني ببغداد ـ ولم أكتب عنه شيئا.

قال البخاريّ : مبارك بن سعيد بن مسروق أخو سفيان الأعمى كان يكون ببغداد.

حدثني محمّد بن يوسف القطّان النّيسابوريّ ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي ـ بمصر ـ أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي ، أخبرني أبي قال : أبو عبد الرّحمن مبارك بن سعيد بن مسروق كان يكون ببغداد.

أخبرنا الصيمري ، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : سمعت يحيى بن معين يقول : مبارك بن سعيد أخو سفيان ثقة.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، حدّثنا الوليد بن بكر ، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي ، حدثني أبي قال : ومبارك بن سعيد بن مسروق كوفي ثقة.

أخبرنا البرقاني قال : قال محمّد بن العبّاس العصمي : حدّثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود الهرويّ الحافظ ، أخبرنا صالح بن محمّد الأسديّ قال : مبارك بن سعيد صدوق.

أخبرنا الجوهريّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : المبارك بن سعيد بن مسروق الثوري أخو سفيان الثوري ، توفي بالكوفة من أول سنة ثمانين ومائة.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال : مات المبارك بن سعيد بن مسروق الثوري سنة ثمانين ومائة في أولها.

٢١٩

٧١٨٥ ـ المبارك بن محمّد بن المبارك ـ وقيل : المبارك بن محمّد بن إسماعيل ، الزّيّات :

حدث عن أبي يحيى محمّد بن سعيد العطّار ، وأحمد بن منصور الرمادي. روى عنه أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن النخاس المقرئ.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أبو القاسم بن النخاس ، حدثني المبارك بن محمّد بن المبارك الزّيّات ، حدّثنا أحمد بن منصور ، حدّثنا يزيد بن أبي حكيم العدني ، حدّثنا سفيان ، حدّثنا أبو قيس عن عمرو بن ميمون ، عن أبي مسعود الأنصاريّ ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «يعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟» وكبر ذلك في أنفسهم فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الله الواحد الصّمد ثلث القرآن» (١).

ذكر من اسمه المطهّر

٧١٨٦ ـ المطهّر بن طاهر بن عبد الله بن طاهر ، أبو محمّد :

حدث عن أحمد بن سعيد الدّارميّ. روى عنه عمر بن بشران السّكّري.

أخبرنا أبو بكر البرقاني ـ إجازة ـ قال : قرئ على عمر بن بشران ـ وأنا أسمع ـ أخبركم أبو محمّد مطهر بن طاهر بن عبد الله بن طاهر ـ في دار عمارة وكان ثقة ـ حدّثنا أبو جعفر أحمد بن سعيد بن صخر الدّارميّ المروزيّ ، حدّثنا علي بن الحسين ـ يعني ابن واقد ـ حدّثنا أبي عن مطر عن قتادة عن مطرّف عن عياض بن حمار. أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خطبهم فقال : «إن الله أوحى أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد» (١).

٧١٨٧ ـ المطهّر بن سليمان بن محمّد ، أبو بكر المعدل :

أصله من الأنبار كتب للقاضي أبي محمّد بن معروف وخلفه على الجانب الغربي. وكان عالما بالفرائض وينتحل في الفقه مذهب أهل العراق.

__________________

(١) ٧١٨٥ ـ انظر الحديث في : مسند أحمد ٤ / ٣ ، ٤٤٢. وصحيح البخاري ٦ / ٢٣٣. وحلية الأولياء ٧ / ١٦٨. وسنن الدارمي ٢ / ٤٦١. والمعجم الكبير ١٧ / ٢٥٥.

(١) ٧١٨٦ ـ انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الجنة ٦٤. وسنن أبي داود ٤٨٩٥. وسنن ابن ماجة ٤١٧٨ ، ٤٢١٤. وفتح الباري ١٠ / ٤٩١ ، ١١ / ٣٤٧.

٢٢٠