تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٣

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٣

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٧

فقال أبو العبّاس : في شعره ذلك ولكنه شاعر. ثم قال : أنشدني له عبد الصّمد بن المعدل :

لا تغضبن على قوم تحبهم

فليس ينجيك من أحبابك الغضب

ولا تخاصمهم يوما وإن ظلموا

إن القضاة إذا ما خوصموا غلبوا

يا جائرين علينا في حكومتهم

والجور أعظم ما يؤتى ويرتكب

لسنا إلى غيركم منكم نفر إذا

جرتم ، ولكن إليكم منكم الهرب

وقال المرزباني : أخبرني الصولي قال : يقال إن المؤمّل لما قال :

شف المؤمّل يوم الحيرة النظر

ليت المؤمّل لم يخلق له بصر

عمى ، فرأى في منامه إنسانا يقول له : هذا ما تمنيت في شعرك.

٧١٥٧ ـ المؤمّل بن جميل بن يحيى بن أبي حفصة :

شاعر كان في أيام المهديّ ، يعرف بقتيل الهوى. وهو ابن عم مروان بن أبي حفصة.

أخبرني علي بن أيّوب القمي ، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى الكاتب ، أخبرني يوسف بن يحيى بن علي المنجم عن أبيه قال : حدثني محمّد بن إدريس بن سليمان بن يحيى بن أبي حفصة عن أبيه قال : كان المؤمّل بن جميل بن يحيى بن أبي حفصة شاعرا غزلا ظريفا ، وكان منقطعا إلى جعفر بن سليمان بالمدينة ، ثم قدم العراق فكان مع عبد الله بن مالك الخزاعيّ ، فذكره للمهديّ فحظى عنده ، وهو القائل :

قلن : من ذا؟ فقلت : هذا اليما

ني قتيل الهوى أبو الخطّاب

قلن : بالله أنت ذاك يقينا

لا تقل قول مازح لعّاب

إن يكن أنت هو فأنت منانا

خاليا كنت أو مع الأصحاب

قال : فسمى قتيل الهوى. قال وهو القائل :

أنا ميت من جوى الح

ب ، فيا طيب مماتي

آن موتي يا ثقاتي

فاحضروا اليوم وفاتي

ثم قولوا عند قبري

يا قتيل الغانيات

__________________

٧١٥٧ ـ انظر : مصارع العشاق ٢٤٣. والأغاني ١٦ / ١٦٠ ، ١٦١ ، ١٨ / ١٨٤. والأعلام ٧ / ٣٣٤.

١٨١

قال : وله أيضا :

إنا إلى الله راجعون أما

يرهب من رام قتلي القودا؟

أصبحت لا أرتجي السلو ولا

أرجو من الحب راحة أبدا

إني إذا لم أطق زيارتكم

وخفت موتا لفقدكم كمدا

أخلو بذكراكم فيؤنسني

مما أبالي أن لا أرى أحدا

٧١٥٨ ـ المؤمّل بن أهاب بن عبد العزيز بن قفل بن سدك (١) ، أبو عبد الرّحمن الرّبعيّ :

كوفي قدم بغداد وحدث بها عن مالك بن سعير بن الخمس ، وحمزة بن ربيعة ، وسيّار بن حاتم ، والنّضر بن محمّد الحرشي ، وأبي داود الطّيالسيّ ، ومحمّد بن عبيد الطنافسي ، ويزيد بن هارون ، وعبد الرزاق بن همام ، ومحمّد بن يوسف الفريابي. روى عنه أبو بكر بن أبي الدّنيا ، وأحمد بن أبي خيثمة ، وصالح جزرة ، وأبو عبد الرّحمن النسائي ، وأحمد بن الحسين بن إسحاق الصّوفيّ ، وهيثم بن خلف الدّوريّ ، ومحمّد بن محمّد الباغندي ، وأحمد بن إسحاق بن البهلول.

وقال ابن أبي حاتم : روى عنه أبي وسئل عنه فقال : صدوق.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدل ، أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أبي الدّنيا ، حدثني المؤمّل بن أهاب ، حدّثنا سيّار بن حاتم عن جعفر بن سليمان عن مالك بن دينار قال : بلغني أن ريحا تكون في آخر الزمان وظلمة ، فيفزع الناس إلى علمائهم فيجدونهم قد مسخوا.

أخبرنا البرقاني ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي ، حدّثنا أحمد بن طاهر الميانجي ، حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال : قال لي أبو زرعة : كان المؤمّل بن أهاب

__________________

٧١٥٨ ـ انظر : تهذيب الكمال ٦٣٢٠ (٢٩ / ١٧٩). والمنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٧٦. وسؤالات ابن الجنيد لابن معين ، الترجمة ٧٤٥. والكنى للدولابي ٢ / ٦٩. والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ١٧١٥. وثقات ابن حبان ٩ / ١٨٨. وتسمية شيوخ أبي داود للجياني ، الورقة ٩٤. والمعجم المشتمل ، الترجمة ١٠٧٦. والمنتظم ٦ / ٢٣١. وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٢٤٦. والكاشف ٣ / الترجمة ٥٨٤٥. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ٨٥. والعبر ٢ / ٧. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٨٨ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧). وميزان الاعتدال ٤ / الترجمة ٨٩٥٠. والعقد الثمين ٧ / الترجمة ٢٥٦١. ونهاية السئول ، الورقة ٣٩٤. وتهذيب التهذيب ١٠ / ٣٨١ ـ ٣٨٢. والتقريب ٢ / ٢٩٠. وخلاصة الخزرجي ٣ / الترجمة ٧٣٣٨. وشذرات الذهب ٢ / ١٣٩.

(١) في تهذيب الكمال : «بن سدل».

١٨٢

ببغداد ، فقلت لأبي بكر الأعين : امض بنا إليه ، قال إنه يتعسر ، قلت فدعه إذا. قال أبو زرعة : ما سهل على احتمال العسرة وهذه الأشياء.

أخبرنا أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن عديّ البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال : سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث يقول : كتبت عن مؤمل بن أهاب بالرملة ، وبحلب ، وبحمص.

قرأت على الجوهريّ عن محمّد بن العبّاس قال : حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : سئل يحيى بن معين ـ وأنا أسمع ـ عن مؤمل بن أهاب فكأنه ضعفه.

أخبرني محمّد بن علي الصوري ، أخبرنا عبيد الله بن القاسم الهمدانيّ باطرابلس ، أخبرنا عبد الرّحمن بن إسماعيل العروضي ، حدّثنا أبو عبد الرّحمن النسائي قال : مؤمل بن أهاب لا بأس به.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا علي بن عمر الدّارقطنيّ ، أخبرنا الحسن بن رشيق ، حدّثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي عن أبيه.

ثم أخبرنا الصوري ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله قال : ناولني عبد الكريم ـ وكتب لي بخطه ـ قال : سمعت أبي يقول : مؤمل بن أهاب رملي أصله كرماني ثقة.

قلت : كان مؤمل قد نزل الرملة بأخرة وبها مات.

حدثني الصوري ـ لفظا ـ أخبرنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن الحاج الإشبيلي ـ بمصر ـ حدّثنا أحمد بن محمّد بن الحسين بن السندي ، حدّثنا محمّد بن عمر بن الحسين ، حدثني علي بن محمّد بن أبي سليمان قال : قدم مؤمل بن أهاب الرملة فاجتمع عليه أصحاب الحديث ، وكان ذعرا ممتنعا ، فألحوا عليه فامتنع أن يحدثهم ، فمضوا بأجمعهم وألفوا منهم فئتين ، فتقدموا إلى السلطان فقالوا إن لنا عبدا خلاسيا له علينا حق صحبة وتربية ، وقد كان أدبنا وأحسن لنا التأديب ، وآلت بنا الحال إلى الإضاقة بحمل المحبرة وطلب الحديث وإنا أردنا بيعه فامتنع علينا. فقال لهم السلطان : وكيف أعلم صحة ما ذكرتم؟ قالوا : إنا معنا بالباب جماعة من حملة الآثار ، وطلاب العلم وثقات الناس ، يكتفى بالنظر إليهم دون المسألة عنهم ، وهم يعلمون ذلك. فتأذن بوصولهم إليك لتسمع منهم ، فأدخلهم وسمع منهم مقالتهم ، ووجه خلف المؤمّل بالشرط والأعوان يدعونه إلى السلطان فتعذر ، فجذبوه وجرروه وقالوا أخبرنا أنك

١٨٣

قد استطعمت الإباق ، فصار معهم إلى السلطان ، فلما دخل عليه قال له : ما يكفيك ما أنت فيه من الإباق حتى تتعزز على سلطانك؟ امضوا به إلى الحبس. فحبس وكان مؤمل من هيئته أنه أصفر طوال خفيف اللحية ، يشبه عبيد أهل الحجاز ، فلم يزل في حبسه أياما حتى علم بذلك جماعة من إخوانه ، فصاروا إلى السلطان ، وقالوا هذا مؤمل بن أهاب في حبسك مظلوم ، فقال لهم : ومن ظلمه؟ فقالوا له : أنت. قال : ما أعرف من هذا شيئا ، ومن مؤمل هذا؟ قالوا : الشيخ الذي اجتمع عليه جماعة. فقال : ذاك العبد الآبق؟ فقالوا : ما هو بآبق هو إمام من أئمة المسلمين في الحديث ، فأمر بإخراجه وسأله عن حاله فأخبره كما أخبره الذين جاءوا يذكرون له حاله ، فصرفه وسأله أن يحله. فلم ير مؤمل بعد ذلك ممتنعا امتناعه الأول حتى لحق بالله عزوجل.

حدثني عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، أخبرنا مكي بن محمّد بن الغمر المؤدّب ، أخبرنا أبو سليمان محمّد بن عبد الله بن أحمد بن زبر قال : سنة أربع وخمسين ، قال الحسن بن علي بن داود بن سليمان فيها مات مؤمل بن أهاب.

حدّثنا الصوري ، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ ، أخبرنا عبد الواحد بن محمّد بن مسرور ، حدّثنا أبو سعيد بن يونس قال : مؤمل بن أهاب بن عبد العزيز بن قفل الرّبعيّ ثم العجلي ، يكنى أبا عبد الرّحمن كوفي قدم مصر ، وكتب عنه وخرّج. فكانت وفاته بالرملة يوم الخميس لسبع ليال خلون من رجب سنة أربع وخمسين ومائتين.

٧١٥٩ ـ المؤمّل بن أحمد بن محمّد ، أبو القاسم الشّيباني البزّاز :

سكن مصر وحدث بها عن أبي القاسم البغوي ، وأبي بكر بن أبي داود ، ويحيى ابن صاعد ، ومحمّد بن هارون الحضرمي ، وأبي عمر محرر بن يوسف القاضي ، ويعقوب بن إبراهيم المعروف بالجراب ، حدّثنا عنه يوسف بن رباح المصريّ ، ومحمّد ابن مكي الأزديّ المصريّ ، وكان ثقة.

أخبرنا يوسف بن رباح ، أخبرنا أبو القاسم المؤمّل بن أحمد بن محمّد الشّيباني البزّاز البغداديّ ـ بمصر في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة ـ حدّثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني قال : حدّثنا الحسن بن خلف البزّار ، حدّثنا إسحاق ابن يوسف الأزرق عن سفيان الثوري عن هلال أبي عمرو الجهبذ عن عروة عن عائشة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال ـ في مرضه الذي لم يقم منه ـ : «لعن الله اليهود ، فإنهم اتخذوا

١٨٤

قبور أنبيائهم مساجد» (١). يقول ذلك ثلاث مرار يردده. قال : فقالت عائشة : لو لا أن يتخذ قبره مسجدا لأبرز.

تفرد برواية هذا الحديث إسحاق الأزرق عن الثوري ولم نكتبه إلا من حديث الحسن بن خلف عنه. بلغني أن المؤمّل بن أحمد مات بمصر في يوم السبت لسبع خلون من المحرم سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة ، وكان مولده في سنة سبع وتسعين ومائتين.

٧١٦٠ ـ المؤمّل بن أحمد بن إبراهيم بن ذر ، أبو القاسم الصّفّار :

سمع أبا حفص الكتاني ، وأبا المفضل الشّيباني. كتبت عنه في سنة تسع وأربعمائة وكان ثقة.

حدّثنا المؤمّل بن أحمد ـ من لفظه ـ قال : حدّثنا أبو حفص عمر بن إبراهيم الكتاني قال : حدّثنا أبو القاسم بن بكير التّميميّ قال : حدّثنا محمّد بن زكريا الخصيب قال: حدّثنا سويد بن سعيد بن علي بن مسهر عن أبي يحيى القتات عن مجاهد عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من عشق وعف وكتم ثم مات مات شهيدا» (١).

ذكر من اسمه مهديّ

٧١٦١ ـ مهديّ بن عبد الله ، البغداديّ :

روى عن محمّد بن جابر ، وإسماعيل بن جعفر. ذكره عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرّازيّ وقال : سمعت أبي يقول ذلك.

٧١٦٢ ـ مهديّ بن حفص ، أبو أحمد :

حدث عن أبي الأحوص سلام بن سليم ، وحمّاد بن زيد ، والقاسم بن عبد الله

__________________

(١) ٧١٥٩ ـ انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ١١٦ ، ٢ / ١١ ، ١٢٨ ، ٦ / ١٣. وصحيح مسلم ، كتاب المساجد باب ٣. وفتح الباري ٨ / ١٤٠.

(١) ٧١٦٠ ـ انظر الحديث في : العلل المتناهية ٢ / ٢٨٥. والفوائد المجموعة ٢٥٥. والدرر المنتثرة ١٥٢. والأسرار المرفوعة ٣٥٢. وكشف الخفا ٢ / ٣٦٣ ، ٣٦٤. وإتحاف السادة المتقين ٧ / ٤٣٩ ، ٤٤٠.

٧١٦٢ ـ انظر : تهذيب الكمال ٦٢٢١ (٢٨ / ٥٨٧). وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٥٢. وتاريخ البخاري الكبير ٧ / الترجمة ١٨٦٤. والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ١٥٥٣. وثقات ابن حبان ٩ / ٢٠١. ـ

١٨٥

العمري ، وإسماعيل بن عيّاش ، وعيسى بن يونس ، ومحمّد بن ربيعة ، وخلف بن خليفة ، وإسحاق الأزرق. روى عنه العبّاس بن أبي طالب ، وعبّاس بن محمّد الدّوريّ ، ومحمّد بن الفضل بن جابر السقطي ، ومحمّد بن سليمان بن سهل بن زريق ، وإبراهيم الحربيّ ، وأبو بكر بن أبي الدّنيا ، وكان ثقة. وذكر ابن أبي حاتم أنه مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين وقال : سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي قال : قال أبو أحمد بن فارس : قال البخاريّ : مهديّ بن حفص كان ببغداد.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان ، حدّثنا محمّد بن الفضل بن جابر السقطي ، حدّثنا مهديّ بن حفص ، حدّثنا حمّاد بن زيد عن أيّوب عن حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يكون عليكم أمراء يؤخرون الصّلاة عن وقتها» قلت فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال : «صلوها واجعلوها معهم نافلة» (١).

٧١٦٣ ـ مهديّ بن محمّد بن محمّد بن مهديّ بن سعيد بن عاصم بن عبد الله ، أبو سلمة القشيري (١) الصيدلاني النّيسابوريّ :

قدم بغداد حاجّا وحدث بها عن عبد الله بن محمّد بن الحسن الشرقي ، وأبي حامد أحمد بن محمّد بن يحيى بن بلال ، ومحمّد بن أحمد بن دلويه الدّقّاق ، وأبي العبّاس الأصمّ ، وأبي علي الحسين بن علي الحافظ النّيسابوريّ. حدّثنا عنه أبو القاسم هبة الله بن الحسن الطبري ، والقاضي أبو القاسم التنوخي ، ورواياته مستقيمة.

أخبرنا التنوخي ، حدّثنا أبو سلمة مهديّ بن محمّد بن مهديّ بن سعيد بن عاصم ابن عبد الله القشيري النّيسابوريّ ـ بعد عوده من الحج في شهر ربيع الأول من سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة ـ قال : حدّثنا عبد الله بن محمّد بن الحسن الشرقي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن بشر ، حدّثنا يحيى بن سعيد عن شعبة قال : حدثني زبيد عن أبي

__________________

ـ وتسمية شيوخ أبي داود للجياني ، الورقة ٩٤. والمعجم المشتمل ، الترجمة ١٠٧٩. والكاشف ٣ / الترجمة ٥٧٥٨. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ٧٤. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٢٨ (آيا صوفيا ٣٠٠٧). ونهاية السئول ، الورقة ٣٨٨. وتهذيب التهذيب ١٠ / ٣٢٥. والتقريب ٢ / ٢٧٩. وخلاصة الخزرجي ٣ / الترجمة ٧٢٣٢.

(١) انظر الحديث في : سنن أبي داود ٤٣٤. والمعجم الكبير ١٨ / ٣٧٥.

(١) ٧١٦٣ ـ القشيري : هذه النسبة إلى بني قشير (الأنساب للسمعاني ١٠ / ١٥٣).

١٨٦

وائل عن عبد الله عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «سباب المسلم فسوق ، وقتاله كفر» (١) قلت لأبي وائل : أنت سمعته من عبد الله يحدث عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : نعم.

قال لنا التنوخي : سألت مهديّ بن محمّد عن مولده فقال : مولدي في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة ، وسألته عن أول سماعه فقال : في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.

٧١٦٤ ـ مهديّ بن محمّد بن العبّاس ، أبو الحسن الهاشميّ الطبري :

ذكر لي أنه من ولد عبد الصّمد بن علي بن عبد الله بن عبّاس ، قدم بغداد وحدث بها عن محمّد بن أحمد الحاجي ، وأبي نعيم عبد الملك بن الحسن الأسفراييني ، وأبي عبد الرّحمن السلمي ، وعبد الرّحمن بن أبي إسحاق المزكي ، وسهل بن أبي سهل الصعلوكي ، والحاكم بن عبد الله بن البيع النّيسابوريّين.

كتبت عنه وسألته عن مولده فقال : ولدت بطبرستان في أول سنة ست وسبعين وثلاثمائة.

أخبرنا مهديّ بن محمّد بن محمّد بن العبّاس ـ في جمادى الآخرة من سنة خمسين وأربعمائة ـ حدّثنا أبو جعفر محمّد بن أحمد الحاجي بأهلم ، حدّثنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي حاتم ـ بالري ـ حدّثنا أبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج الكندي ، حدّثنا بشر بن منصور الخيّاط عن أبي زيد عن أبي المغيرة عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أبى الله أن يقبل عمل صاحب بدعة حتى يدع بدعته» (١).

خرج من عندنا مهديّ وقت سمعنا منه ورجع إلى بلاد العجم.

* * *

ذكر من اسمه معلّى

٧١٦٥ ـ معلّى بن عبد الرّحمن ، الواسطيّ :

قدم بغداد وحدث بها عن سليمان الأعمش وسفيان الثوري ، ومبارك بن فضالة ،

__________________

(٢) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ١٩ ، ٨ / ١٨ ، ٩ / ٦٣. وصحيح مسلم ، كتاب الإيمان باب ٢٨. وفتح الباري ١ / ١١٠ ، ١٠ / ٦٤ ، ١١ / ٥١٢ ، ١٣ / ٢٦ / ٢٧.

(١) ٧١٦٤ ـ انظر الحديث في : سنن ابن ماجة ٥٠. والسنة لابن أبي عاصم ١ / ٢٢. وكشف الخفا ١ / ٣٥. والترغيب والترهيب ١ / ٨٦.

٧١٦٥ ـ انظر : تهذيب الكمال ٦١٠٠ (٢٨ / ٢٨٨ ـ ٢٩١). وأبو زرعة الرازي ٣٩٤. والمعرفة ليعقوب ٢ / ١٩٨. وتاريخ واسط ٧٠ ، ١٣٦ ، ١٧٠ ، ٢٦٣ ، ٢٦٤. وضعفاء العقيلي ، الورقة ٢١٢. ـ

١٨٧

وشريك بن عبد الله ، وعبد الحميد بن جعفر. روى عنه إبراهيم بن راشد الأدمي ، ومحمّد بن عبد الله المؤدّب السامري ، وخلف بن محمّد بن كردوس الواسطيّ ، ومحمّد بن عبد الملك الدّقيقيّ ، وإبراهيم بن عبد الرحيم بن دنوقا.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار ، حدّثنا إبراهيم بن راشد ، حدّثنا معلّى بن عبد الرّحمن ، حدّثنا عبد الحميد بن جعفر عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مسح على الموقين والخمار.

أخبرني الحسن بن علي بن عبد الله المقرئ ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن يوسف ، أخبرنا محمّد بن جعفر المطيري ، حدّثنا أحمد بن عبد الله المؤدّب ـ بسر من رأى ـ حدّثنا المعلّى بن عبد الرّحمن ـ ببغداد ـ حدّثنا شريك عن سليمان بن مهران الأعمش قال : حدّثنا إبراهيم عن علقمة والأسود قالا : أتينا أبا أيّوب الأنصاريّ عند منصرفه من صفين ، فقلنا له : يا أبا أيّوب إن الله أكرمك بنزول محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم وبمجيء ناقته تفضلا من الله وإكراما لك حتى أناخت ببابك دون الناس ، ثم جئت بسيفك على عاتقك تضرب به أهل لا إله إلا الله؟ فقال : يا هذا إن الرائد لا يكذب أهله ، وإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمرنا بقتال ثلاثة مع علي ، بقتال الناكثين ، والقاسطين ، والمارقين. فأما الناكثون فقد قابلناهم أهل الجمل طلحة والزّبير ، وأما القاسطون فهذا منصرفنا من عندهم ـ يعني معاوية ، وعمرا ـ وأما المارقون فهم أهل الطرفاوات ، وأهل السعيفات ، وأهل النخيلات ، وأهل النهروانات ، والله ما أدري أين هم ولكن لا بد من قتالهم إن شاء الله ، قال : وسمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول لعمار : «يا عمار تقتلك الفئة الباغية ، وأنت إذ ذاك مع الحق والحق معك ، يا عمار بن ياسر ، إن رأيت عليّا قد سلك واديا وسلك الناس واديا غيره فاسلك مع علي فإنه لن يدليك في ردى ، ولن يخرجك من هدى ، يا عمار من تقلد سيفا أعان به عليّا على عدوه قلده الله يوم القيامة وشاحين من در ،

__________________

ـ والجرح والتعديل ٨ / ١٥٤٠. والمجروحين لابن حبان ٣ / ١٧. والكامل لابن عدي ٣ / الورقة ١١٩. وضعفاء الدارقطني ، الترجمة ٥٠٦. وعلله ٣ / الورقة ٣٨ ، ٢٠٣. وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ١٥٤. والكاشف ٣ / الترجمة ٥٦٥٨. وديوان الضعفاء ، الترجمة ٤١٩٦. والمغني ٢ / الترجمة ٦٣٥٦. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ٥٥. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٧٢ (آيا صوفيا ٣٠٠٧). وميزان الاعتدال ٤ / الترجمة ٨٦٧٣. ورجال ابن ماجة ، الورقة ١٥. والكشف الحثيث ، الترجمة ٧٧٦. ونهاية السئول ، الورقة ٣٨١. وتهذيب التهذيب ١٠ / ٢٣٨. والتقريب ٢ / ٢٦٥. وخلاصة الخزرجي ٣ / الترجمة ٧١٢١.

١٨٨

ومن تقلد سيفا أعان به عدو على عليه قلده الله يوم القيامة وشاحين من نار» (١) قلنا : يا هذا حسبك رحمك الله ، حسبك رحمك الله.

أخبرني علي بن محمّد بن الحسن الحربيّ ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن علي بن عبد الله المدينيّ قال : سمعت أبي يقول : معلّى بن عبد الرّحمن ضعيف الحديث ، وذهب إلى أنه كان يضع الحديث. روى عنه الأعمش عن زيد بن وهب حديثا طويلا : أقبلنا مع علي من صفين. وحدث عن شريك عن ابن ظبيان عن أبي نجاء : قال علي : إن ما أخاف عليكم رجل قرأ القرآن حتى إذا ربت عليه بهجته. ورميت بحديثه ، وضعفه جدّا.

وقال في موضع آخر : سمعت أبي يقول : المعلّى بن عبد الرّحمن أخذ أحاديث من أحاديث أبي الهيثم عن ليث بن سعد ، وذهب إلى أنه كان يكذب.

قلت : أبو الهيثم هو خالد المدائنيّ وكان غير ثقة ، فذهب علي [ابن المدينيّ] (٢) إلى أن معلّى سرق أحاديث من أحاديث خالد ورواها.

وقد ذكر لنا البرقاني أن يعقوب بن موسى الأردبيلي حدثهم قال : حدّثنا أحمد بن طاهر بن النجم ، حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال : قلت ـ يعني لأبي زرعة الرّازيّ ـ معلّى بن عبد الرّحمن الواسطيّ؟ قال : ذاهب الحديث.

٧١٦٦ ـ معلّى بن منصور ، أبو يعلى الرّازيّ :

سكن بغداد وحدث بها عن مالك بن أنس ، وليث بن سعد ، وأبي عوانة ، وشريك ، والهيثم بن حميد ، وابن لهيعة ، وموسى بن أعين ، ويحيى بن حمزة ،

__________________

(١) انظر الحديث في : تنزيه الشريعة ١ / ٣٧١. والعلل المتناهية ١ / ٢١٥. واللآلئ المصنوعة ١ / ٢١٣. والدر المنثور ٤ / ٣٧١.

(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

٧١٦٦ ـ انظر : تهذيب الكمال ٦١٠١ (٢٨ / ٢٩١ ـ ٢٩٧). وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٤١. وتاريخ الدارمي ، الترجمة ٨١٦. وتاريخ خليفة ٤٧٤. وطبقاته ٣٢٩. وتاريخ البخاري الكبير ٧ / الترجمة ١٧٢٢. وتاريخه الصغير ٢ / ٣٢٣. والكنى لمسلم ، الورقة ١٢٦. وثقات العجلي ، الورقة ٥٢. وضعفاء العقيلي ، الورقة ٢١٢. والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ١٥٤١. وثقات ابن حبان ٩ / ١٨٢. والكامل لابن عدي ٣ / الورقة ١٣٤. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١٧٢. ورجال البخاري للباحي ٢ / ٧٣٩. والجمع لابن القيسراني ٢ / ٥٠٦. وسير أعلام النبلاء ١ / ٣٦٥. وتذكرة الحفاظ ١ / ٣٧٧. والكاشف ٣ / الترجمة ٥٦٥٩. والمغني ٢ / الترجمة ٦٣٥٩. ـ

١٨٩

وأبي يوسف القاضي ، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، وأبي بكر بن عيّاش ، وهشيم. روى عنه علي بن المدينيّ ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وأبو خيثمة ، وأبو يحيى صاعقة ، وأحمد بن منصور الرمادي ، وسلمان بن توبة ، وعبّاس الدّوريّ ، والحسن بن مكرم ، ومحمّد بن إسرائيل الجوهريّ ، ومحمّد بن سعد العوفي ، ومحمّد بن شاذان الجوهريّ ، وغيرهم. وكان فقيها من أصحاب الرأي. أخذ عن أبي يوسف القاضي ، وكان ثقة.

أخبرنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله السّرّاج ـ بنيسابور ـ حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصمّ ، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصاغاني ، حدّثنا معلّى بن منصور ، حدّثنا ابن أبي زائدة عن عثمان بن حكيم عن محمّد بن أفلح عن أسامة بن زيد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله تبارك وتعالى لا يحب الفاحش المتفحش» (١).

أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ قال : قرأت بخط أبي عمر المستملي ، حدثني سهل بن عمار قال : كنت عند المعلّى بن منصور ، وإبراهيم بن حرب النّيسابوريّ في أيام خاض الناس في القرآن ، فدخل علينا إبراهيم بن مقاتل المروزيّ يذكر للمعلى أن الناس قد خاضوا في أمره ، قال : في ما ذا؟ قال : يقولون إنك تقول القرآن مخلوق ، فقال : ما قلته ، ومن قال القرآن مخلوق فهو عندي كافر.

حدثت عن أبي الحسن محمّد بن العبّاس بن الفرات قال : أخبرني الحسن بن يوسف الصّيرفيّ ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن هارون الخلّال ، أخبرني زكريا ابن يحيى ، حدّثنا أبو طالب أنه سأل أبا عبد الله ـ يعني أحمد بن حنبل ـ عن المعلّى ابن منصور. قال : كان يحدث بما وافق الرأي ، وكان كل يوم يخطئ في حديثين وثلاثة ، فكنت أجوزه إلى عبيد بن أبي قرة في قطيعة الرّبيع.

أخبرنا البرقاني ، حدّثنا يعقوب بن موسى الأردبيلي ، حدّثنا أحمد بن طاهر بن

__________________

ـ والعبر ١ / ٣٦١. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ٥٥. وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٥٧ (آيا صوفيا ٣٠٠٧). وميزان الاعتدال ٤ / الترجمة ٨٦٧٦. ونهاية السئول ، الورقة ٣٨١. وتهذيب التهذيب ١٠ / ٢٣٨ ـ ٢٤٠. والتقريب ٢ / ٢٦٥. وخلاصة الخزرجي ٣ / الترجمة ٧١٢٢. وشذرات الذهب ٢ / ٢٧. والمنتظم ١٠ / ٢٤٦.

(١) انظر الحديث في : سنن أبي داود ، كتاب الأدب ٦. والمستدرك ١ / ٧٥ ، ٤ / ٥١٣. والمعجم الكبير ١ / ١٢٨ ، ١٢٩. وصحيح ابن حبان ١٥٦٦. والأدب المفرد للبخاري ٣١٠ ، ٧٥٥.

١٩٠

النجم الميانجي ، حدّثنا سعيد بن عمرو البرذعي قال : قال أبو زرعة : رحم الله أحمد بن حنبل ، بلغني أنه كان في قلبه غصص من أحاديث ظهرت عن المعلّى بن منصور كان يحتاج إليها ، وكان المعلّى أشبه القوم ـ يعني أصحاب الرأي ـ بأهل العلم ، وذلك أنه كان طلابة للعلم ورحل وعنى به ، فتصبر أحمد عن تلك الأحاديث ولم يسمع منه حرفا. وأما علي بن المدينيّ وأبو خيثمة وعامة أصحابنا فسمعوا منه. المعلّى صدوق.

أخبرنا الحسن بن علي الجوهريّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا أبو بكر بن الأنباريّ ـ إملاء ـ حدّثنا عمر بن بكار القافلائي ، حدّثنا محمّد بن إسحاق والعبّاس ابن محمّد قالا : سمعنا يحيى بن معين يقول : كان المعلّى بن منصور الرّازيّ يوما يصلي ، فوقع على رأسه كور الزنابير ، فما التفت ولا انفتل حتى أتم صلاته ، فنظروا فإذا رأسه قد صار هكذا من شدة الانتفاخ.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطّرائفيّ يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدّارميّ يقول : وسألته ـ يعني يحيى ابن معين ـ عن المعلّى بن منصور فقال : ثقة.

أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أخبرنا محمّد بن حميد المخرّميّ ، حدّثنا علي بن الحسين بن حبّان قال : وجدت في كتاب أبي ـ بخط يده ـ قال أبو زكريا : إذا اختلف معلّى الرّازيّ وإسحاق بن الطباع في حديث عن مالك بن أنس ، فالقول قول معلّى. وفي كل حديثه معلّى أثبت منه وخير منه.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي ، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشميّ قال : حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي ، حدثني أبي قال : معلّى بن منصور الرّازيّ أبو يعلى ثقة.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا الوليد بن بكر ، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشميّ قال : حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد ، حدثني أبي قال : معلّى بن منصور الرّازيّ أبو يعلى ثقة صاحب سنة ، وكان نبيلا طلبوه على القضاء غير مرة فأبى.

قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال : المعلّى بن منصور الرّازيّ من كبار أصحاب أبي يوسف ومحمّد ومن ثقاتهم في النقل والرواية.

١٩١

أخبرنا الأزهري ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف الخشّاب ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : المعلّى بن منصور الرّازيّ نزل بغداد وطلب الحديث ، وكان صدوقا صاحب حديث ، ورأي ، وفقه. وكان ينزل الكرخ في قطيعة الرّبيع ، وتوفي سنة إحدى عشرة ومائتين.

أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازي ، حدّثنا خليفة بن خياط قال : المعلّى بن منصور الرّازيّ مات سنة إحدى ـ أو اثنتي ـ عشرة ومائتين.

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن محمّد بن عبيد الله المنادي قال : ومات بها ـ يعني ببغداد ـ المعلّى بن منصور الرّازيّ أبو يعلى كان قد سكن الجانب الغربي وهنالك حين مات دفن.

٧١٦٧ ـ معلّى بن سعيد ، أبو خازم التنوخي يعرف بالشيبي (١) :

سكن مصر وحدث بها عن بشر بن موسى الأسدي ، والفضل بن الحباب الجمحي ، ومحمّد بن جرير الطبري ، وغيرهم. روى عنه أبو بكر بن شاذان ، وأبو القاسم بن الثّلّاج.

حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن الثّلّاج الشّاهد ، حدثني أبو خازم المعلّى بن سعيد التنوخي ـ ويعرف بالشيبي ـ بفسطاط مصر ـ حدّثنا أبو خليفة القاضي بحديث ذكره. قال ابن الثّلّاج : قال لي أبو خازم : أنا أنفق في كل يوم دينارا لا يكفيني أقل منه بقيراط. قال : وإن مت لم يوجد لي بعد كفني شيء. قال ابن الثّلّاج : وكان يشرب النبيذ. قال أبو خازم : وكنت أنادي ببغداد في باب الطاق على الثياب قديما فعاداني قوم منهم فنفوني عن السوق ، فلزمت سوق البزّازين في الكرخ وخدمت أبا عمر القاضي ، فرأيته يوما راكبا في الطريق فدعوت له فأسرفت قال : فقال لي : إن قوما نفوا مثلك لقوم نبال. قال ابن الثّلّاج : كان أبو خازم هذا جوالة كتب ببغداد والبصرة وغيرها. ومات في حدود سنة خمسين وثلاثمائة.

قلت : بلغني أنه مات بمصر في سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة.

__________________

(١) ٧١٦٧ ـ الشيبي : هذه النسبة إلى شيبة بن عثمان بن أبي طلحة الحجبي ، من بني عبد الدار بن قصي ، من سدنة الكعبة (الأنساب ٧ / ٤٤٠).

١٩٢

أخبرنا محمّد بن علي الصوري وأبو عبد الله محمّد بن سلامة بن جعفر القضاعي ـ قاضي مصر بمكة ـ قالا : أخبرنا عبد الغني بن سعيد الحافظ قال : وأبو خازم المعلّى ابن سعيد كتبنا عنه ، وما كان ممن يفرح به.

ذكر من اسمه محفوظ

٧١٦٨ ـ محفوظ بن الفضل بن أبي توبة ، أبو عبد الله :

حدث عن أبي ضمرة أنس بن عياض ، ومعن بن عيسى ، وعبد الرزاق بن همام ، وعمرو بن الرّبيع بن طارق ، وعثمان بن صالح السهمي ، ومحمّد بن يزيد بن سنان الرّهاويّ. روى عنه إسماعيل بن إسحاق القاضي ، والحسن بن علوية القطّان ، وصالح ابن محمّد بن جزرة ، وعمر بن أيّوب السقطي.

حدّثنا محمّد بن أحمد بن رزق ـ إملاء ـ حدّثنا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصير ، حدّثنا الحسن بن علي القطّان ، حدّثنا محفوظ بن أبي توبة ، حدّثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، أخبرني عثمان الجزري أن مقسما مولى ابن عبّاس حدث عن ابن عبّاس في قوله تعالى : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ) [الأنفال ٣٠] قال : تشاورت قريش ليلة بمكة ، فقال بعضهم إذا أصبح أثبتوه بالوثاق ـ يريدون النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وقال بعضهم اقتلوه ، وقال بعضهم بل أخرجوه. فأطلع الله نبيه على ذلك. فبات عليّ على فراش النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم تلك الليلة ، وخرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى لحق بالغار ، وبات المشركون يحرسون عليّا يحسبون أنه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما أصبحوا ثاروا إليه ، فلما رأوا عليّا رد الله مكرهم ، فقالوا : أين صاحبك هذا؟ قال : لا أدري ، فاقتصوا أثره فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم ، فصعدوا في الجبل ، فمروا بالغار ، فرأوا على بابه نسج العنكبوت فقالوا : لو دخل هاهنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه ، فمكث فيه ثلاثا.

أخبرنا الأزهري وأخبرنا أبو الحسن الدّارقطنيّ قال : محفوظ بن أبي توبة بغدادي.أخبرنا العتيقي ، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني ، حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي ، حدّثنا عبد الله قال : سمعت أبي يقول : محفوظ بن أبي توبة كان معنا باليمن إلا أنه لم يكن يكتب كل ذلك ، كان يسمع مع إبراهيم أخي أبّان ، ولم يكن ينسخ وضعف أمره جدّا.

__________________

٧١٦٨ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٣ / ترجمة ٧٠٩٣.

١٩٣

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا عبد الباقي بن قانع : أن محفوظ بن أبي توبة بغدادي مات في سنة سبع وثلاثين ومائتين.

وكذلك ذكر البخاريّ وقال : مات يوم الأحد لتسع بقين من ذي القعدة.

٧١٦٩ ـ محفوظ بن إبراهيم ، الفركي (١) :

حدث عن سلام بن سليمان المدائنيّ. روى عنه أبو عيسى الختلي المعروف بالشص.

أخبرنا محمّد بن علي بن الفتح ، حدّثنا علي بن عمر الدّارقطنيّ ، حدّثنا أبو طالب الحافظ أحمد بن نصر ، حدّثنا أبو عيسى موسى بن موسى الختلي ، حدّثنا محفوظ بن إبراهيم الفركي ، حدّثنا سلام ـ وهو ابن سليمان ـ حدّثنا أبو عمرو بن العلاء القاري عن نافع عن ابن عمر : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قرأ : (اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ) [الروم ٥٤] بالضم.

أخبرنا محمّد بن عبد الله بن أحمد بن شهريار الأصبهانيّ ، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيّوب الطبراني ، حدّثنا هارون بن موسى الأخفش المقرئ الدّمشقيّ ، حدّثنا سلام بن سليمان المدائنيّ بإسناد نحوه.

٧١٧٠ ـ محفوظ بن محمّد بن موسى بن هارون بن حيّان ، أبو الأحوص القزوينيّ :

قدم بغداد حاجّا في سنة سبع وأربعين وثلاثمائة. وحدث بها عن عبد الرّحمن بن محمّد بن حمّاد الطهراني. سمع منه وكتب عنه أبو الحسن بن رزقويه.

ذكر من اسمه مغيرة

٧١٧١ ـ مغيرة بن مسلم ، أبو سلمة السّرّاج :

وهو أخو عبد العزيز بن مسلم القسملي ، ولدا بمرو ، وسكن عبد العزيز البصرة ، ومغيرة سكن المدائن وحدث بها عن عبد الله بن بريدة ، وأبي الزّبير المكي ، وأبي مريم

__________________

٧١٦٩ ـ انظر : الأنساب ، للسمعاني ٩ / ٢٨١.

(١) الفركي : موضع ببغداد على الدجلة أسفل من باب الأزج (الأنساب ٩ / ٢٨١).

٧١٧١ ـ انظر : الأنساب ، للسمعاني (٧ / ٦٦ ـ ٦٧)

١٩٤

صاحب أبي هريرة ، وعكرمة مولى ابن عبّاس ، والرّبيع بن أنس ، ومطر الورّاق. روى عنه سفيان الثوري ، وشبابة بن سوار ، ويحيى بن نصر بن حاجب ، وعبد الله ابن المبارك ، وأبو خالد الأحمر ، وأبو معاوية الضّرير ، ومروان بن معاوية الفزاريّ.

أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي وأبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ قالا : حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصمّ ، حدّثنا العبّاس بن محمّد الدّوريّ ، حدّثنا شبابة بن سوار ، حدثني المغيرة بن مسلم عن عبد الله بن بريدة قال : سمعت معاوية يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من سره أن يستجم له بنو آدم قياما وجبت له النار» (١).

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن عديّ البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال : سألت أبا داود عن المغيرة بن مسلم. قال : أخو عبد العزيز بن مسلم كان يكون بالمدائن.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا ، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : المغيرة بن مسلم هو أخو عبد العزيز بن مسلم القسملي ، وكان المغيرة بن مسلم ينزل المدائن ، وأحسب يحيى قال : وهما من أهل خراسان.

أخبرني الحسين بن علي الصيمري ، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزّعفرانيّ ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : وسئل يحيى بن معين عن المغيرة ابن مسلم فقال : صالح ، وكان ينزل بالمدائن.

أخبرني عبد الله بن يحيى السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي قال : قال أبو زكريا : والمغيرة بن مسلم السّرّاج ثقة.

أخبرنا البرقاني قال : سمعت أبا الحسن الدّارقطنيّ يقول : مغيرة بن مسلم يحدث عنه مروان بن معاوية ، خراساني لا بأس به.

__________________

(١) انظر الحديث في : إتحاف السادة المتقين ٦ / ٢٨١. وكنز العمال ٢٥٤٨٠.

١٩٥

٧١٧٢ ـ مغيرة بن حبيب بن ثابت بن عبد الله بن الزّبير بن العوّام ، الأسديّ المدينيّ :

قدم هو وأخوه الزّبير بن خبيب على أمير المؤمنين المهديّ وهو ببغداد فأجازهما ووصلهما ، وانصرف الزّبير بن خبيب إلى المدينة ، وأبى المغيرة أن ينصرف فأقام وتسببت له صحبة العبّاس بن محمّد بن علي ، ثم طلبه المهديّ من العبّاس فصار إليه وكانت له به خاصة.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا أحمد بن سليمان الطّوسيّ ، حدّثنا الزّبير بن بكار قال : وأما المغيرة بن خبيب فكان لصيقا بأمير المؤمنين المهديّ ولاه عطاء أهل المدينة ، وكان يوليه القسوم ، وأعطاه ألف فريضة يضعها حيث يشاء ، ففرضه مشهور بالمدينة.

وقال الزّبير : حدثني يحيى بن محمّد قال : قسم أمير المؤمنين المهديّ قسما على يدي المغيرة بن خبيب سنة أربع وستين ومائة ، فأصاب مشيخة بني هاشم أكثرهم خمسة وستون دينارا ، وأقلهم خمسة وأربعون دينارا ، ومشيخة القرشيّين أكثرهم خمسة وأربعون دينارا وأقل القرشيّين سبعة وعشرون دينارا ، ومشيخة الأنصار أكثرهم سبعة وعشرون دينارا ، وأقل الأنصار سبعة عشر دينارا. والعرب أكثر من الموالي ـ ولا أدري كم أعطوا ـ ومشيخة الموالي خمسة عشر دينارا ، وأقل الموالي على الشبر السداسي ستة دنانير ، والخماسي خمسة دنانير ، والرباعي أقلهم أربعة دنانير ، فكان عدد الذين اكتتبوا ثمانين ألف إنسان.

قال : وقال المغيرة بن خبيب : ربما رأيت الإنسان الهيتي (١) قد قصر به نقيبه فكتبه في غير نظرائه ، فأعطيه من مالي حتى غرمت مالا. قال الزّبير : وأقطعه أمير المؤمنين المهديّ عيونا رغابا بأضم من ناحية المدينة ، منها عين يقال لها النيق ، وأولات الحب ، وأعطاه أموالا عظاما. ربما أعطاه في المرة الواحدة ثلاثين ألف دينار. ويعطيه المسك والعنبر الكثير ، والثياب الفاخرة من ثياب الخاصة. قال : وسمعت أصحابنا يزعمون أن المغيرة بن خبيب أعتق أم ولد صغيرة ثم تزوجها فأصدقها عنه أمير المؤمنين المهديّ مكوك لؤلؤ. وهي أم ابنه يحيى.

__________________

(١) ٧١٧٢ ـ الهيت : الغامض من الأرض ، والهيتي : يريد به عنا غير المعروف.

١٩٦

٧١٧٣ ـ مغيرة بن محمّد بن المهلب بن المغيرة بن حرب بن محمّد بن المهلب بن أبي صفرة ، أبو حاتم المهلبي الأزديّ :

حدث عن محمّد بن عبد الله الأنصاريّ ، ومسلم بن إبراهيم الأودي ، وعبد الله بن رجاء الغداني ، وعبد الغفّار بن محمّد الكلابي ، وعمر بن عبد الوهاب الرياحي ، والنّضر بن حمّاد المهلبي ، وهارون بن موسى الفروي ، والنّضر بن محمّد الأودي ، وسليمان الشاذكوني ، وإسحاق بن إبراهيم الموصليّ. روى عنه هارون بن محمّد بن عبد الملك الزّيّات ، ومحمّد بن خلف بن المرزبان ، ويوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول ، ومحمّد بن يحيى الصولي ، وغيرهم.

وكان أديبا أخباريّا ثقة. وهو من أهل البصرة ورد بغداد وحدث بها.

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن حمّاد الواعظ ـ مولى بني هاشم ـ حدّثنا أبو بكر يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول التنوخي ، حدّثنا أبو حاتم المغيرة بن المهلب المهلبي ، حدثني أبو سهل النّضر بن حمّاد مولى يزيد بن المهلب ، حدّثنا سيف بن عمر عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا رأيتم الذين يسبون أصحابي فقولوا لعن الله شركم» (١).

أخبرني أبو الوليد الحسن بن محمّد بن علي البلخي ، حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن محمّد التوزي ـ بالبصرة ـ حدّثنا أبو إسحاق الهجيمي ، حدّثنا المغيرة بن محمّد المهلبي قال : دخلت على المتوكل فمثلت بين يديه قائما. قال : فقال انتسب ، فقلت : أنا المغيرة بن محمّد فقال :

قتل المغيرة بعد طول تعرض

للقتل بين أسنة وصفائح

قال فغمزني سنيف حاجبه فقال لي أجبه. قال : فقلت والله يا أمير المؤمنين لقد بر قسم أخي يزيد ـ وكان يزيد حاضرا ـ حين يقول :

فأحلف حلفة لا أتقيها

بحنث في اليمين ولا ارتياب

لوجهك أحسن الخلفاء وجها

وأسمحهم يدين ولا أحابي

قال : فجعل يردد الشعر حتى حفظه وأجازني بسبعة آلاف درهم.

بلغني أن مغيرة بن محمّد مات في سنة ثمان وسبعين ومائتين.

__________________

(١) ٧١٧٣ ـ انظر الحديث في : ميزان الاعتدال ٣٦٣٧ ، ٣٨٦٦. وكنز العمال ٣٢٤٨٤. ومشكاة المصابيح ٦٠٠٨. وتاريخ ابن عساكر ٦ / ٢٣١.

١٩٧

ذكر من اسمه معاوية

٧١٧٤ ـ معاوية بن عبيد الله بن يسار ، أبو عبيد الله الأشعري مولاهم :

كان كاتب المهديّ أمير المؤمنين ووزيره ، وإليه تنسب مربعة أبي عبيد الله بالجانب الشرقي وكان قد كتب الحديث ، وطلب العلم ، وسمع أبا إسحاق السبيعي ، ومنصور ابن المعتمر ، ونحوهما. روى عنه منصور بن أبي مزاحم ، وكان خيرا فاضلا عابدا ، وهو من أهل طبرية. وكان يكتب للمهديّ قبل الخلافة وأمره كله إليه رسمه المنصور بذلك. وكان المهديّ يعظمه ولا يخالفه في شيء يشير به عليه.

أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي قال : أخبرنا أحمد بن نصر بن عبد الله الذارع ـ بالنهروان ـ حدّثنا سعيد بن معاذ الأبلي ـ بالأبلة ـ حدّثنا منصور بن أبي مزاحم ، حدثني أبو عبيد الله صاحب المهديّ قال : حدثني المهديّ عن أبيه قال : حدثني عطاء قال : سمعت ابن عبّاس يقول : عارض النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم جنازة أبي طالب فقال : «وصلتك رحم ، جزاك الله خيرا يا عم» (١).

قرأت في كتاب أبي الحسن الدّارقطنيّ ـ بخطه ـ حدثني القاضي أبو الطّاهر محمّد ابن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير ـ بمصر ـ أخبرني أبو بكر محمّد بن عبد الملك السّرّاج التاريخي قال : حدثني عيسى بن أبي عباد قال : حدثني عبيد الله بن سليمان بن أبي عبيد الله قال : أبلى أبو عبيد الله مصليين ، وأسرع في الثالث ـ أو ثلاثة وأسرع في الرابع ـ موضع الركبتين ، والوجه ، واليدين ، لكثرة صلواته. وكان له في كل يوم كر دقيق يتصدق به على المساكين ، وكان يلي ذلك مولى له. فلما اشتد الغلاء أتاه فقال : قد غلا السعر فلو نقصنا من هذا؟ فقال : لأنت شيطان ـ أو رسول الشيطان ـ صيره كرين ، فكان له في كل يوم بعد ذلك كران يخبزان للمساكين. قال : وأخبرت أن الجسور يوم مات امتلأت فلم يعبر عليها إلا من تبع جنازته من مواليه ، واليتامى ، والأرامل ، والمساكين. ودفن في مقبرة قريش ببغداد وصلّى عليه علي بن المهديّ.

قلت : ومات في سنة سبعين ، وقيل : سنة تسع وستين ومائة. وكان مولده في سنة مائة.

__________________

(١) ٧١٧٤ ـ انظر الحديث في : الكامل لابن عدي ١ / ٢٥٩. والعلل المتناهية ٢ / ٤٢٢. وكنز العمال ٣٤٤٣. والبداية والنهاية ٣ / ١٢٥.

١٩٨

٧١٧٥ ـ معاوية بن عمرو بن المهلب بن عمرو بن شبيب ، أبو عمرو الأزديّ المعني :

كوفي الأصل وهو أخو كرماني بن عمرو. سمع زائدة بن قدامة. وعبد الرّحمن المسعودي ، وجرير بن حازم ، وزهير بن معاوية ، وأبا إسحاق الفزاريّ. روى عنه يحيى بن معين ، وأبو خيثمة ، وعمرو بن محمّد النّاقد ، وزياد بن أيّوب ، وأحمد بن منصور الرمادي ، وعبّاس بن محمّد الدّوريّ ، ومحمّد بن إسحاق الصاغاني ، وحمدان بن علي الورّاق ، والحارث بن أبي أسامة ، ومحمّد وعلي ابنا أحمد بن النّضر وغيرهم.

أخبرنا أحمد بن عمر بن أحمد الدّلّال ، حدّثنا عثمان بن أحمد بن عبد الله الدّقّاق ، حدّثنا أحمد بن الخليل البرجلاني ، حدّثنا معاوية بن عمرو ، حدّثنا زائدة عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا يتغوطون ولا يبولون ولا يتفلون ولا يتمخطون ، يلهمون التسبيح والحمد كما يلهمون النفس ، يكون طعامهم جشاء ورشحا كرشح المسك» (١).

أخبرني علي بن الحسن بن محمّد الدّقّاق ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا عمر ابن محمّد بن شعيب الصّابونيّ ، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال : قال أبو عبد الله أحمد ابن محمّد بن حنبل : معاوية بن عمرو صدوق ثقة.

حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال : أخبرنا أبو بكر الخلّال ، أخبرني محمّد بن علي ، حدثني مهنى أنه سأل أبا عبد الله عن خلف بن تميم. قلت له : كان مثل معاوية بن عمرو؟ قال : لا! معاوية كان أنفذ في الحديث منه.

__________________

٧١٧٥ ـ انظر : تهذيب الكمال ٦٠٦٤ (٢٨ / ٢٠٧ ـ ٢١٠). وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٤١ ، وتاريخ الدوري ٢ / ٥٧٣ ، وعلل أحمد ١ / ٣٠٩. وتاريخ البخاري الكبير ٧ / الترجمة ١٤٣٩. وتاريخه الصغير ٢ / ٣٢٨ ، ٣٣٠. والكنى لمسلم ، الورقة ٧٦. والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ١٧٦٢. وثقات ابن حبان ٩ / ١٦٧. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١٦٨. ورجال البخاري للباجي ٢ / ٧١٦. والجمع لابن القيسراني ٢ / ٤٩١. والمعجم المشتمل ، الترجمة ١٠٥٤. والمنتظم لابن الجوزي ٦ / ٤٨. وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٢١٤. والعبر ١ / ٣٦٦. والكاشف ٣ / الترجمة ٥٦٢٧. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ٥٢. وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٥٦ (آيا صوفيا ٣٠٠٧). ونهاية السئول ، الورقة ٣٧٨. وتهذيب التهذيب ١٠ / ٢١٥ ـ ٢١٦. والتقريب ٢ / ٢٦٠. وخلاصة الخزرجي ٣ / الترجمة ٧٠٨٨.

(١) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب الجنة ١٨. وسنن أبي داود ، كتاب السنة باب ٢٢. وسنن الترمذي ٢٥٦٣. ومسند أحمد ٣ / ٣٦٤.

١٩٩

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي قال : قال أبو أحمد بن فارس : قال البخاريّ : معاوية بن عمرو بن المهلب أبو عمرو الأزديّ بغدادي.

وأخبرنا ابن الفضل ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال : سنة أربع عشرة ومائتين فيها مات معاوية بن عمرو الأزديّ.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إسحاق بن وهب البندار ، حدّثنا أبو غالب علي بن أحمد بن النّضر قال : رأيت جدي معاوية بن عمرو وهو عند رأس أمي وهي في الموت فجعل وجهها بحذاء القبلة ، ورجليها بحذاء القبلة ، فلما قاربت أن تقضي سترها منا وصلّى عليها فكبر أربعا ، ومات معاوية بن عمرو سنة أربع عشرة ، وولد معاوية بن عمرو في سنة ثمان وعشرين ومائة ، وكان أسن من وكيع بسنة.

أخبرنا الأزهري ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا الحارث بن محمّد ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : سنة أربع عشرة ومائتين فيها مات معاوية بن عمرو الأزديّ صاحب زائدة وأبي إسحاق الفزاريّ يوم الأربعاء غرة جمادى الأولى.

٧١٧٦ ـ معاوية بن يزيد بن أبي المغراء بن أبي الروقاء ، أبو عبد الرّحمن الكندي :

حدث عن عبد الرّحمن بن محمّد المحاربي ، وحفص بن غياث النخعي ، ومحمّد ابن الحسن بن أبي يزيد الهمذاني ، وأبي بكر بن عيّاش. روى عنه الحسن بن علي المعمري ، والحسين بن عبد الله بن شاكر السّمرقنديّ.

وذكر عبد الرّحمن بن أبي حاتم أنه بغدادي.

أخبرنا عبد العزيز بن علي الأزجي ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد ، حدّثنا الحسن بن علي بن شبيب المعمري ، حدّثنا محمّد بن المعلّى وداود بن رشيد ومعاوية بن يزيد بن أبي الروقاء قالوا : حدّثنا حفص بن غياث عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن علي بن الحسين عن ابن عبّاس عن الفضل ابن عبّاس قال : كنت ردف النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة.

٢٠٠