تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٣

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٣

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٧

١
٢

باب اللام

٣

بسم الله الرّحمن الرّحيم

٦٩٦٦ ـ ليث بن سعد بن عبد الرّحمن ، أبو الحارث :

فقيه أهل مصر. يقال إنه مولى خالد بن ثابت بن ظاعن الفهمي ، وأهل بيته يقولون نحن من الفرس من أهل أصبهان. وروى عن اللّيث أنه قال مثل ذلك. والمشهور أنه فهمي ولد بقرقشند وهي قرية من أسفل أرض مصر ، وسمع علماء المصريّين ، والحجازيين ، وروى عن عطاء بن أبي رباح ، وابن أبي مليكة ، وابن شهاب الزّهريّ ، وسعيد المقبري ، وأبي الزّبير المكي ، ونافع مولى ابن عمر ، وعمرو بن الحارث ، ويزيد ابن أبي حبيب ، وعقيل بن خالد ، ويونس بن يزيد ، وعبد الرّحمن بن خالد الفهمي ، وسعيد بن أبي هلال. حدث عنه هشيم بن بشير ، وعطاف بن خالد ، وعبد الله بن المبارك ، وعبد الله بن وهب ، وأبو عبد الرّحمن المقرئ ، وعبد الله بن عبد الحكم ، وسعيد بن أبي مريم ، ويحيى بن بكير ، وعبد الله بن صالح الجهنيّ ، وعمرو بن خالد ، وعبد الله بن يوسف التنيسي ، وقدم بغداد وحدث بها فروى عنه من أهلها حجين بن المثنى ، ومنصور بن سلمة ، ويونس بن محمّد ، وهاشم بن القاسم ، ويحيى بن إسحاق البلخيّ ، وشبابة بن سوار ، وموسى بن داود ، وجماعة من البصريّين سمعوا منه ببغداد.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن أبي سليمان الحرّانيّ ، أخبرنا أحمد بن

__________________

٦٩٦٦ ـ انظر : تهذيب الكمال ٥٠١٦ (٢٤ / ٢٥٥). والمنتظم ، لابن الجوزي ٩ / ١٢. وطبقات ابن سعد ٧ / ٥١٧. وتاريخ خليفة ٤٤٩. وطبقاته ٢٩٦. وعلل المديني ٨١. والتاريخ الكبير ٧ / ترجمة ١٠٥٣. والصغير ٢ / ٢٠٩. وثقات العجلي ، الورقة ٤٦. وسؤالات الآجري لأبي داود ٤ / الورقة ١٢ ، ٥ / الورقة ٣. والجرح والتعديل ٧ / ترجمة ١٠١٥. وثقات ابن حبان ٧ / ٣٦٠. وثقات ابن شاهين ، ترجمة ١١٨٨. وعلل الدار قطني ٢ / ورقة ٤٩ ، ٣ / ورقة ١٧ ، ١٨٨. والسابق واللاحق ٣٠٧. ورجال البخاري للباجي ٢ / ٦١٥. والجمع لابن القيسراني ٢ / ٤٣٣. ووفيات الأعيان ٤ / ١٣٥ ، ١٣٩. وسير النبلاء ٨ / ١٣٦. والكاشف ٣ / ترجمة ٤٧٥٦. وتذكرة الحفاظ ١ / ٢٢٤. وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٨١ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧). وتذهيب التهذيب ٣ / ١٧٤. وميزان الاعتدال ٣ / ترجمة ٦٩٩٨. ونهاية السئول ، الورقة ٣١٢. وتهذيب التهذيب ٨ / ٤٥٩ ـ ٤٥٦. والتقريب ٢ / ١٣٨. وخلاصة الخزرجي ٢ / ترجمة ٦٠٠٠. وشذرات الذهب ١ / ٨٥.

٤

جعفر بن حمدان ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يونس بن موسى القرشيّ ، حدّثنا الحكم بن الريان اليشكري ـ وأفادنا هذا عنه أبو عاصم ـ قال : حدّثنا ليث بن سعد ، حدثني يزيد بن حوشب الفهري عن أبيه قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لو كان جريج الراهب فقيها عالما لعلم أن إجابة أمه ، أفضل من عبادة ربه».

قال محمّد بن يونس : قال الحكم بن الريان : سمعت هذا الحديث من اللّيث على باب المهديّ ببغداد. روى هذا الحديث إبراهيم بن المستمر العروقي ومحمّد بن الحسين الحنيني عن الحكم بن الريان هكذا.

أخبرنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي ـ بنيسابور ـ أخبرنا القاسم بن غانم بن حمويه المهلبي ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم البوشنجي قال : سمعت ابن بكير عيسى يقول : خرج اللّيث إلى العراق سنة إحدى وستين.

أنبأنا علي بن محمّد بن عيسى البزّاز ، حدّثنا محمّد بن عمر بن سلم الحافظ ، حدثني عبد الله بن محمّد بن سعيد ، حدّثنا أحمد بن منصور ، حدّثنا أبو صالح قال : خرجنا مع اللّيث بن سعد إلى بغداد سنة إحدى وستين ومائة ، خرجنا في شوال ، وشهدنا الأضحى ببغداد.

أخبرني عبد الملك بن عمر الرّزّاز ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ قال : حدثني أبو طالب الحافظ ، حدّثنا هشام بن يونس ، حدّثنا أبو صالح قال : قال لي اللّيث بن سعد ونحن ببغداد ـ سل عن قطيعة بني جدار ، فإذا أرشدت إليها فسل عن منزل هشيم الواسطيّ فقل له : أخوك ليث المصريّ يقرئك السلام ويسألك أن تبعث إليه شيئا من كتبك. فلقيت هشيما فدفع إلىّ شيئا فكتبنا منه وسمعتها من اللّيث. هذا الكلام أو نحوه.

حدثني محمّد بن علي الصوري ، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر التجيبي ـ بمصر أخبرنا الحسن بن يوسف بن مليح قال : سمعت أبا الحسن الخادم ـ وكان قد عمى من الكبر ـ في مجلس يسر مولى عرق ـ أنا ومنصور يعني الفقيه ـ وجماعة قال : كنت غلاما لزبيدة ، وإني يوم أتى باللّيث ابن سعد يستفتيه فكنت واقفا على رأس ستي زبيدة خلف الستارة فسأله هارون الرّشيد فقال له : حلفت أن لي جنتين ، فاستحلفه اللّيث ثلاثا إنك تخاف الله ، فحلف له. فقال له اللّيث : قال الله تعالى : (وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ) [الرحمن ٤٦] قال : فأقطعه قطائع كثيرة بمصر.

٥

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم ، أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الله المطوعي قال : حدّثنا محمّد بن إبراهيم العبدي قال : سمعت ابن بكير يحدث عن يعقوب بن داود وزير المهديّ قال : قال لي أمير المؤمنين لما قدم اللّيث ابن سعد العراق : الزم هذا الشيخ فقد ثبت عند أمير المؤمنين أنه لم يبق أحد أعلم بما حمل منه.

أخبرنا محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان ، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : سمعت ابن بكير يقول : قال اللّيث قال لي أبو جعفر : تلى لي مصر؟ قلت : لا يا أمير المؤمنين إني أضعف عن ذلك ، إني رجل من الموالي. فقال : ما بك ضعف معي ، ولكن ضعفت نيتك في العمل عن ذلك لي.

وقال يعقوب : سمعت ابن بكير يقول : قال عبد العزيز بن محمّد : رأيت اللّيث بن سعد عند ربيعة يناظرهم في المسائل وقد فرفر أهل الحلقة.

وقال يعقوب : قال ابن بكير : وأخبرني من سمع اللّيث يقول : كتبت من علم ابن شهاب علما كثيرا ، وطلبت ركوب البريد إليه إلى الرصافة فخفت أن لا يكون ذلك لله تعالى فتركت ذلك.

أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا محمّد بن العبّاس العصمي ، حدّثنا أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن يونس الحافظ ، حدّثنا عثمان بن سعيد الدّارميّ ، حدّثنا يحيى بن بكير ، حدّثنا شرحبيل بن جميل بن يزيد مولى شرحبيل بن حسنة قال : أدركت الناس أيام هشام ، وكان اللّيث بن سعد حدث السن ، وكان بمصر عبيد الله بن جعفر ، وجعفر بن ربيعة ، والحارث بن يزيد ، ويزيد بن أبي حبيب ، وابن هبيرة ، وغيرهم من أهل مصر. ومن يقدم علينا من فقهاء المدينة ، وإنهم ليعرفون للّيث فضله وورعه وحسن إسلامه على حداثة سنه. قال ابن بكير : ورأيت من رأيت فلم أر مثل اللّيث.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن جعفر بن حيّان قال : سمعت أبا الحسن الطحان يقول : سمعت ابن زغبة يقول : سمعت اللّيث بن سعد يقول : نحن من أهل أصبهان فاستوصوا بهم خيرا.

٦

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن الصّوّاف وأحمد بن جعفر بن حمدان. قالوا : حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : قال أبي : ولد ليث بن سعد سنة أربع وتسعين. وقال بعضهم : سنة ثلاث وتسعين.

أخبرنا أبو حازم العبدوي ، أخبرنا القاسم بن غانم المهلبي ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم البوشنجي ، قال : سمعت ابن بكير يقول : مولد اللّيث بن سعد سمعته يقول : ولدت في شعبان سنة أربع وتسعين. قال ابن بكير : وأخبرني ابنه شعيب عنه قال : كان يقول لنا بعض أهلي إني ولدت في شعبان سنة اثنتين وتسعين ، وأما الذي أوثقه أربع وتسعين.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : قال ابن بكير : وحج اللّيث بن سعد سنة ثلاث عشرة فسمع من ابن شهاب بمكة ، وسمع من ابن أبي مليكة ، وعطاء بن أبي رباح ، وأبي الزّبير ، ونافع وعمران بن أبي أنس ، وعدة مشايخ في هذه السنة.

أخبرنا الحسن بن أبي بكير ، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل السلمي قال : سمعت ابن أبي مريم يقول : قال اللّيث : حججت سنة ثلاث عشرة وأنا ابن عشرين سنة.

أنبأنا علي بن محمّد بن عيسى البزّاز ، أخبرنا علي بن محمّد بن أحمد المصريّ قال : سمعت أبا الوليد عبد الملك بن يحيى بن بكير يقول : سمعت أبي يقول : ما رأيت أحدا أكمل من اللّيث بن سعد ، كان فقيه البدن ، عربي اللسان. يحسن القرآن ، والنحو ، ويحفظ الشعر ، والحديث ، حسن المذاكرة. وما زال يذكر خصالا جميلة ويعقد بيده حتى عقد عشرة ، لم أر مثله.

أخبرنا أبو حازم ، أخبرنا القاسم بن غانم ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم البوشنجي قال : سمعت ابن بكير يقول : أخبرت عن سعيد بن أبي أيّوب قال : لو أن مالكا واللّيث اجتمعا لكان مالك عند اللّيث أبكم. ولباع اللّيث مالكا فيمن يزيد. قال وهو يضرب يده على الأخرى : يرينا ذلك ابن بكير.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا علي بن محمّد المصريّ ، حدّثنا محمّد ابن أحمد بن عياض بن أبي طيبة المفرض ، حدّثنا هارون بن سعيد بن الهيثم قال :

٧

سمعت ابن وهب يقول : كل ما كان في كتب مالك ، وأخبرني من أرضى من أهل العلم فهو اللّيث بن سعد.

حدثني الصوري ، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر التجيبي ، أخبرنا الحسن بن يوسف ابن صالح بن مليح الطّرائفيّ قال : سمعت الرّبيع بن سليمان يقول : قال ابن وهب : لو لا مالك واللّيث لضل الناس.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا دعلج بن أحمد ، حدّثنا أحمد بن علي الأبار ، حدّثنا أبو طاهر عن ابن وهب قال : لو لا مالك بن أنس ، واللّيث بن سعد هلكت ، كنت أظن أن كل ما جاء عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يفعل به.

أخبرنا أحمد بن محمّد بن أحمد السمناني ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن أحمد المقرئ ، حدّثنا أبو بكر الصولي ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان ، حدّثنا جعفر بن محمّد الرسعني ، حدّثنا عثمان بن صالح ، قال : كان أهل مصر ينتقصون عثمان حتى نشأ فيهم اللّيث بن سعد ، فحدثهم بفضائل عثمان فكفوا عن ذلك ، وكان أهل حمص ينتقصون عليا حتى نشأ فيهم إسماعيل بن عيّاش فحدثهم بفضائله فكفوا عن ذلك.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا عبيد الله بن عثمان الدّقّاق ، حدّثنا علي بن محمّد المصريّ ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن عياض ، قال : سمعت حرملة بن يحيى يقول : سمعت ابن وهب يقول : كان اللّيث بن سعد يصل مالك بن أنس بمائة دينار في كل سنة ، فكتب مالك إليه إن عليّ دينا ، فبعث إليه بخمسمائة دينار.

وقال المصريّ : حدثني محمّد بن أحمد بن عياض أبو علانة قال : سمعت حرملة ابن يحيى يقول : سمعت ابن وهب يقول : كتب مالك إلى اللّيث إني أريد أن أدخل ابنتي على عليّ زوجها ، فأحب أن تبعث لي بشيء من عصفر. قال ابن وهب : فبعث إليه اللّيث بثلاثين جملا عصفرا ، فصبغ منه لابنته ، وباع منه بخمسمائة دينار ، وبقي عنده فضلة.

أخبرنا محمّد بن عبد العزيز بن جعفر البردعي وأحمد بن محمّد العتيقي قالا : حدّثنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن سعيد الرفاء قال : سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول : حدّثنا أبي قال :

٨

وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا عبد الله بن سليمان قال : سمعت أبي يقول : قال قتيبة بن سعيد : كان اللّيث بن سعد يستغل عشرين ألف دينار في كل سنة وقال : ما وجبت على زكاة قط. وأعطى ابن لهيعة ألف دينار ، وأعطى مالك بن أنس ألف دينار ، وأعطى منصور بن عمار ألف دينار ، وجارية تسوى ثلاثمائة دينار. قال : وجاءت امرأة إلى اللّيث فقالت : يا أبا الحارث ، إن ابنا لي عليل واشتهى عسلا. فقال : يا غلام أعطها مرطا من عسل ، والمرط عشرون ومائة رطل.

حدثني الأزهري ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا أبو بكر بن أبي داود ، حدّثنا عبد الملك بن شعيب بن اللّيث قال : سمعت أبي يقول : قال أبي : ما وجبت على زكاة قط منذ بلغت. قال أبو بكر : وكان يستغل عشرين ألف دينار.

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ ، أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله الصّفّار الأصبهانيّ أن أبا بكر بن أبي الدّنيا أخبرهم قال : حدّثنا أبو بكر بن عسكر قال : سمعت أبا صالح قال : سألت امرأة اللّيث بن سعد منا من عسل ، فأمر لها بزق فقال له كاتبه : إنما سألت منا فقال : إنها سألتني على قدرها فأعطيناها على قدر السعة علينا.

أخبرني الأزهري ، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدثني جدي ، حدثني عبد الله بن إسحاق قال : سمعت يحيى بن إسحاق السيلحيني قال : جاءت امرأة بسكرجة إلى اللّيث بن سعد فطلبت منه فيها عسلا ـ أحسبه قال لمريض ـ قال : فأمر من يحمل معها زقا من عسل. قال : فجعلت المرأة تأبى ، قال : وجعل اللّيث يأبى إلا أن يحمل معها زقا من عسل ، وقال نعطيك على قدرنا ـ أو على ما عندنا ـ.

أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا عمر بن سعد ، حدّثنا عبد الله بن محمّد ، حدثني الحسن بن عبد العزيز قال : قال لي الحارث ابن مسكين : اشترى قوم من اللّيث بن سعد ثمرة فاستغلوها ، فاستقالوه فأقالهم ، ثم دعا بخريطة فيها أكياس فأمر لهم بخمسين دينارا. فقال له الحارث ابنه في ذلك فقال : اللهم غفرا ، إنهم قد كانوا أملوا فيه أملا فأحببت أن أعوضهم من أملهم بهذا.

أخبرنا علي بن طلحة المقرئ ، أخبرنا صالح بن أحمد بن محمّد الهمذاني الحافظ ، حدّثنا أحمد بن محمّد القاضي السحيمي ، حدّثنا أحمد بن عثمان النسائي قال :

٩

سمعت قتيبة بن سعيد يقول : سمعت ابن اللّيث يقول : خرجت مع أبي حاجّا فقدم المدينة ، فبعث إليه مالك بن أنس بطبق رطب ، قال : فجعل على الطبق ألف دينار ورده إليه.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، حدّثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود العبدي ، حدّثنا عبد الله بن صالح قال : صحبت اللّيث عشرين سنة لا يتغدى ولا يتعشى إلا مع الناس ، وكان لا يأكل إلا بلحم إلا أن يمرض.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا محمّد بن الحسن النجاد ، حدّثنا علي بن محمّد المصريّ ، حدّثنا أبو علاثة المفرّض ، حدّثنا إسماعيل بن عمرو الغافقي قال : سمعت أشهب بن عبد العزيز يقول : كان اللّيث له كل يوم أربعة مجالس يجلس فيها ، أما أولها فيجلس لنائبة السلطان في نوائبه وحوائجه ، وكان اللّيث يغشاه السلطان ، فإذا أنكر من القاضي أمرا ، أو من السلطان كتب إلى أمير المؤمنين فيأتيه العزل ، ويجلس لأصحاب الحديث وكان يقول : نجحوا أصحاب الحوانيت فإن قلوبهم معلقة بأسواقهم. ويجلس للمسائل يغشاه الناس فيسألونه ، ويجلس لحوائج الناس لا يسأله أحد من الناس فيرده كبرت حاجته أو صغرت. قال : وكان يطعم الناس في الشتاء الهرائس بعسل النحل وسمن البقر ، وفي الصيف سويق اللوز بالسكر.

أخبرنا البرقاني قال : قرأت على أبي إسحاق المزكى أخبركم السّرّاج قال : سمعنا أبا رجاء قتيبة يقول : قفلنا مع اللّيث بن سعد من الإسكندرية وكان معه ثلاث سفائن ، سفينة فيها مطبخه ، وسفينة فيها عياله ، وسفينة فيها أضيافه. وكان إذا حضرته الصّلاة يخرج إلى الشط فيصلي ، وكان ابنه شعيب إمامه ، فخرجنا لصلاة المغرب فقال : أين شعيب؟ فقالوا : حمّ ، فقام اللّيث فإذن وأقام ، ثم تقدم فقرأ : (وَالشَّمْسِ وَضُحاها) [الشمس ١] ، فقرأ : فلا تخاف عقباها [الشمس ١٥]. وكذلك في مصاحف أهل المدينة يقولون هذا غلط من الكاتب عند أهل العراق ، ويجهر ببسم الله الرّحمن الرحيم ، ويسلم تسليمة تلقاء وجهه.

أخبرنا ابن الفضل القطّان ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : قال ابن بكير : سمعت اللّيث بن سعد كثيرا ما يقول : أنا أكبر من ابن لهيعة ، فالحمد لله الذي متعنا بعقلنا. قال ابن بكير : وحدثني شعيب بن اللّيث عن أبيه قال :

١٠

لما ودعت أبا جعفر ـ ببيت المقدس ـ قال : أعجبني ما رأيت من شدة عقلك. والحمد لله الذي جعل في رعيتي مثلك. قال شعيب : وكان أبي يقول : لا تخبروا بهذا ما دمت حيّا.

أخبرنا البرقاني قال : قرأت على أبي إسحاق المزكى أخبركم السّرّاج قال : سمعت قتيبة يقول : سمعت اللّيث بن سعد يقول : أنا أكبر من ابن لهيعة بثلاث سنين ، وأظنه عاش بعده ثلاث سنين ـ أو أقل ـ قال أبو رجاء : ومات ابن لهيعة في سنة أربع وسبعين ومائة. قال أبو رجاء : وكان اللّيث أكبر من ابن لهيعة ، ولكن إذا نظرت إليهما تقول ذا ابن وذا أب ـ يعني ابن لهيعة الأب ـ.

حدّثنا محمّد بن يوسف النّيسابوريّ ـ لفظا ـ أخبرنا محمّد بن عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا زكريا يحيى بن محمّد العنبريّ يقول : سمعت أبا عبد الله البوشنجي يقول : سمعت قتيبة بن سعيد يقول : لما احترقت كتب ابن لهيعة بعث إليه اللّيث بن سعد كاغدا بألف دينار.

أخبرنا علي بن طلحة المقرئ ، أخبرنا صالح بن أحمد الهمذاني ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن علي بن الحسين الصيدناني قال : سمعت محمّد بن صالح الأشج يقول : سئل قتيبة بن سعيد : من أخرج لكم هذه الأحاديث من عند اللّيث؟ فقال : شيخ كان يقال له زيد بن الحباب. وقدم منصور بن عمار على اللّيث بن سعد فوصله بألف دينار ، واحترق بيت عبد الله بن لهيعة فوصله بألف دينار ، ووصل مالك بن أنس بألف دينار. قال : وكساني قميص سندس فهو عندي.

وأخبرنا علي بن طلحة ، أخبرنا صالح بن أحمد ، حدّثنا أحمد بن محمّد القاضي السحيمي ، حدّثنا أحمد بن عثمان النسائي ، قال : سمعت قتيبة بن سعيد يقول : سمعت شعيب بن اللّيث بن سعد يقول : يستغل أبي في السنة ما بين عشرين ألف دينار ، إلى خمسة وعشرين ألف دينار ، فتأتي عليه السنة وعليه دين.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّد بن جعفر ، حدّثنا إسحاق ابن إسماعيل الرملي قال : سمعت محمّد بن رمح يقول : كان دخل اللّيث بن سعد في كل سنة ثمانين ألف دينار ، ما أوجب الله عليه زكاة درهم قط.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدثني أبي ، حدّثنا علي بن محمّد بن أحمد العسكريّ ، حدثني أحمد بن محمّد بن نجدة التنوخي قال : سمعت محمّد بن رمح

١١

يقول : حدثني سعيد الأدم قال : مررت باللّيث بن سعد فتنحنح لي ، فرجعت إليه فقال لي : يا سعيد خذ هذا القنداق فاكتب لي فيه من يلزم المسجد ممن لا بضاعة له ولا غلة. قال : فقلت جزاك الله خيرا يا أبا الحارث ، وأخذت منه القنداق ثم صرت إلى المنزل ، فلما صليت أوقدت السّراج وكتبت ، بسم الله الرّحمن الرحيم ، ثم قلت فلان ابن فلان ، ثم بدرتني نفسي فقلت فلان بن فلان ، قال : فبينا أنا على ذلك إذ أتاني آت فقال : ها الله يا سعيد ، تأتي إلى قوم عاملوا الله سرّا فتكشفهم لآدمي؟ مات اللّيث ، مات شعيب بن اللّيث أليس مرجعهم إلى الله الذي عاملوه! قال : فقمت ولم أكتب شيئا فلما أصبحت أتيت اللّيث بن سعد فلما رآني تهلل وجهه ، فناولته القنداق فنشره فأصاب فيه بسم الله الرّحمن الرحيم ، ثم ذهب ينشره فقلت ما فيه غير ما كتبت ، فقال لي : يا سعيد وما الخبر؟ فأخبرته بصدق عما كان ، فصاح صيحة فاجتمع عليه الناس من الخلق ، فقالوا : يا أبا الحارث إلا خيرا؟ فقال : ليس إلا خير. ثم أقبل عليّ فقال : يا سعيد تبينتها وحرمتها ، صدقت ، مات اللّيث أليس مرجعهم إلى الله؟.

قال علي بن محمّد : سمعت مقدام بن داود يقول : سعيد الأدم هذا يقال أنه من الأبدال ، وقد كان رآه مقدام.

أخبرنا بشرى بن عبد الله الرّوميّ ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا محمّد بن جعفر الرّاشدي.

وأخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن خلف الدّقّاق قال : حدّثنا عمر بن محمّد الجوهريّ قالا : حدّثنا أبو بكر الأثرم قال : سمعت أبا عبد الله يقول : ما في هؤلاء المصريّين أثبت من اللّيث بن سعد ، لا عمرو بن الحارث ولا أحد. وقد كان عمرو بن الحارث عندي ثم رأيت له أشياء مناكير.

ثم قال لي أبو عبد الله : ليث بن سعد ما أصح حديثه! وجعل يثني عليه. فقال إنسان لأبي عبد الله : إن إنسانا ضعفه ، فقال : لا يدري.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : قال الفضل ـ وهو ابن زياد ـ قال أحمد : ليث بن سعد كثير العلم ، صحيح الحديث.

أخبرني الحسن بن علي التّميميّ ، حدّثنا علي بن محمّد بن لؤلؤ الورّاق ، حدّثنا موسى بن جعفر بن محمّد بن قرين ، حدّثنا أحمد بن سعد الزّهريّ قال : سمعت أحمد بن حنبل ـ وسئل عن اللّيث بن سعد ـ فقال : ثقة ثبت.

١٢

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن حسنويه ، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ ، حدّثنا أبو داود قال : سمعت أحمد يقول : ليس فيهم ـ يعني أهل مصر ـ أصح حديثا من اللّيث بن سعد ، وعمرو بن الحارث يقاربه.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصّوّاف ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سمعت أبي يقول : أصح الناس حديثا عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ليث بن سعد ، يفصل ما روى عن أبي هريرة ، وما روى عن أبيه عن أبي هريرة ، هو ثبت في حديثه جدّا.

أخبرني علي بن الحسن بن محمّد الدّقّاق ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا عمر ابن محمّد بن شعيب الصّابونيّ ، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال : سئل أبو عبد الله : ابن أبي ذئب أحب إليك عن المقبري ، أو ابن عجلان عن المقبري؟ قال : ابن عجلان اختلط عليه سماعه من سماع أبيه ، وليث بن سعد أحب إلى منهم فيما يروى عن المقبري.

أخبرنا البرقاني قال : قرئ على أبي الفضل محمّد بن عبد الله بن حميرويه ـ وأنا أسمع ـ أخبركم يحيى بن أحمد بن زياد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : ليث بن سعد ، وحيوة ، وسعيد بن أبي أيّوب ، ثقات.

أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطيّ ، أخبرنا محمّد بن المظفر ، أخبرنا علي بن أحمد ابن سليمان المصريّ ، حدّثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال : قال يحيى بن معين : اللّيث عندي أرفع من محمّد بن إسحاق. قلت له : فاللّيث أو مالك؟ قال لي : مالك.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد ابن عبدوس الطّرائفيّ يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدّارميّ يقول : قلت ليحيى بن معين : فاللّيث أحب إليك أو يحيى بن أيّوب؟ فقال : اللّيث أحب إلىّ. ويحيى ثقة. قلت : فاللّيث كيف حديثه عن نافع؟ فقال : صالح ثقة.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي قال : وفي كتاب جدي عن ابن رشدين قال : سمعت أحمد بن صالح ـ وذكر اللّيث بن سعد ـ فقال : إمام قد أوجب الله علينا حقه. فقلت لأحمد : اللّيث إمام؟ فقال لي : نعم ، إمام لم يكن بالبلد بعد عمرو بن الحارث مثل اللّيث.

١٣

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ ، حدّثنا عمرو بن علي قال : وليث بن سعد صدوق ، سمعت عبد الرّحمن بن مهديّ يحدث عن ابن المبارك عن ليث.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي ، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي ، حدثني أبي قال : ليث بن سعد يكنى أبا الحارث مصري فهمي ثقة.

حدّثنا الصوري ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي ـ بمصر ـ أخبرنا عبد الكريم ابن أحمد بن شعيب النسائي ، أخبرني أبي قال : أبو الحارث اللّيث بن سعد المصريّ ثقة.

أخبرنا علي بن طلحة المقرئ ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الغازي ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال : ليث بن سعد المصريّ صدوق صحيح الحديث.

أخبرنا عثمان بن محمّد بن يوسف العلّاف ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا أبو إسماعيل الترمذي قال : سمعت ابن أبي مريم يقول : كان اللّيث بن سعد أسن من ابن لهيعة بسنة ، ومات قبل ابن لهيعة بسنة.

[قلت] (١) وهذا القول الأخير خطأ ، إنما مات اللّيث بعد موت ابن لهيعة بسنة.

أخبرني محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا دعلج بن أحمد ، أخبرنا أحمد بن علي الأبار قال : سألت يحيى بن حمّاد ـ زغبة ـ سنة كم مات اللّيث بن سعد؟ فقال : سنة خمس وسبعين ومائة.

أخبرنا أبو حازم العبدوي ، أخبرنا القاسم بن غانم المهلبي ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم البوشنجي قال : سمعت ابن بكير يقول : مات اللّيث للنصف من شعبان يوم الجمعة سنة خمس وسبعين ومائة ، وصلى عليه موسى بن عيسى.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أحمد بن كامل القاضي ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل السلمي ، قال : سمعت ابن أبي مريم يقول : وتوفي اللّيث ليلة الجمعة في نصف شعبان سنة خمس وسبعين ، وولد اللّيث سنة ثلاث وتسعين.

قلت : قد تقدم ذكر مولده خلاف هذا.

__________________

(١) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.

١٤

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : قال ابن بكير : ولد اللّيث بن سعد سنة أربع وتسعين ، وتوفي يوم النصف من شعبان يوم الجمعة سنة خمس وسبعين ومائة ، وصلى عليه موسى بن عيسى الهاشميّ ، ودفن يوم الجمعة ، يكنى أبا الحارث.

٦٩٦٧ ـ ليث بن داود ، أبو محمّد القيسي :

حدث عن شعبة بن الحجّاج ، والمبارك بن فضالة. روى عنه يوسف بن محمّد بن صاعد ، ومقاتل بن صالح ، وأحمد بن علي الخرّاز ، أحاديث مستقيمة.

أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن عبد الله الأصبهانيّ ، حدّثنا عبد الباقي بن قانع القاضي ، حدّثنا أحمد بن علي الخرّاز ، حدّثنا اللّيث بن داود القيسي ، حدّثنا شعبة عن سيّار قال : سمعت أبا حازم قال : سمعت أبا هريرة يحدث عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من حج البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع مثل يوم ولدته أمه» (١).

٦٩٦٨ ـ ليث بن عتبة ، الهرويّ :

قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات ـ بخطه ـ أخبرنا محمّد بن العبّاس الضّبّيّ الهرويّ ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن ياسين الهرويّ ، حدّثنا معاذ بن نجدة بن العريان ـ أبو سلمة ـ حدّثنا ليث بن عتبة الهرويّ ـ ببغداد في مجلس سعدويه ـ حدّثنا سفيان ابن عيينة فذكر عنه حديثا.

٦٩٦٩ ـ ليث بن خالد ، أبو بكر البلخيّ :

حدث عن مالك بن أنس ، وحمّاد بن زيد ، وجعفر بن سليمان ، وعون بن موسى ، وأبي عوانة ، ومعاوية بن عبد الكريم ، وداود بن عبد الرّحمن ، وخالد بن زياد ، والفرج بن فضالة. روى عنه أبو حاتم الرّازيّ ، وقدم بغداد وحدث بها. فروى عنه من أهلها عبد الله بن أحمد بن حنبل.

أخبرنا الحسن بن علي التّميميّ ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل ، أخبرنا اللّيث بن خالد أبو بكر البلخيّ ـ سمعته يحدث أبي ـ

__________________

٦٩٦٧ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٣ / ترجمة ٦٩٩٥ ، وقال الذهبي : «أتى بخبر منكر جدا في معجم ابن الأعرابي».

(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ٤٨٤ ، ٤٩٤. وسنن الدارمي ٢ / ٣١. وحلية الأولياء ٧ / ٢٦٤.

١٥

قال : حدّثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال : كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم المدينة أضاء منها كل شيء ، فلما كان اليوم الذي مات فيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أظلم منها كل شيء ، وما نفضت الأيدي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وإنا لفي دفنه ـ حتى أنكرنا قلوبنا.

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصّلت الأهوازي ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفيّ ، حدّثنا أحمد بن يحيى بن زكريا الصّوفيّ ، حدّثنا ليث بن خالد وأثنى عليه ابن نمير خيرا.

٦٩٧٠ ـ ليث بن حمّاد ، أبو عبد الرّحمن الصّفّار (١) البصريّ :

قدم بغداد وحدث بها عن عبد الواحد بن زياد ، وأبي عوانة. روى عنه محمّد بن المفضل بن جابر السقطي ، وإدريس بن عبد الكريم المقرئ ، وعبد الله بن محمّد البغوي ، وكان صدوقا.

أخبرنا تركان بن الفرج بن تركان ـ أبو الحسين الباقلاني ـ حدّثنا أبو بكر محمّد ابن الحسن بن مقسم العطّار ، حدّثنا إدريس بن عبد الكريم ، حدّثنا ليث بن حمّاد قال : حدّثنا عبد الواحد بن زياد ، حدّثنا إسماعيل بن سميع الحنفيّ عن أنس بن مالك قال : قال رجل للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إني أسمع الله يقول : (الطَّلاقُ مَرَّتانِ) [البقرة ٢٢٩] فأين الثالثة؟ قال : (فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ) [البقرة ٢٢٩].

أخبرني الحسن بن علي بن المذهب ، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن المخلص ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز ، حدّثنا أبو عبد الرّحمن ليث بن حمّاد الصّفّار ـ بعد العشاء في درب إسحاق بن أبي إسرائيل على بابه سنة إحدى وثلاثين ومائتين وقد قدم من البصرة ـ قال : حدّثنا الوضاح أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الغيال فقالوا : هلا ضر فارس والروم؟ قال : وذاك أن يأتي الرجل امرأته وهي ترضع.

٦٩٧١ ـ ليث بن خالد ، أبو الحارث المقرئ :

حدث عن يحيى بن المبارك اليزيدي. روى عنه محمّد بن يحيى الكسائي المقرئ.

أخبرنا محمّد بن علي بن الفتح الحربيّ وعبد الملك بن عمر الرّزّاز قالا : أخبرنا

__________________

(١) ٦٩٧٠ ـ الصّفّار : يقال لمن يبيع الأواني الصفرية : «الصفار» (الأنساب ٨ / ٧٤).

١٦

علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم البرمكي ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن يحيى الكسائيّ ، حدّثنا أبو الحارث اللّيث بن خالد المقرئ ، حدّثنا أبو محمّد يحيى بن المبارك اليزيدي عن أبي عمرو بن العلاء عن الحسن عن أنس بن مالك أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «القرآن غنى لا فقر بعده ، ولا غنى دونه» (١).

٦٩٧٢ ـ ليث بن الفرج بن راشد ، أبو العبّاس :

حدث بسر من رأى عن سفيان بن عيينة ، وعبد الرّحمن بن مهديّ ، ومعاذ بن هشام ، وأبي عامر العقدي ، ووكيع بن الجرّاح ، وأبي عاصم النّبيل ، وعبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري. روى عنه محمّد بن محمّد الباغندي ، وحاجب بن أركين ، ومحمّد بن مخلد ، ومحمّد بن أحمد الأثرم ، ومحمّد بن أحمد بن يعقوب ابن شيبة ، وكان ثقة.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار ، حدّثنا أبو يحيى محمّد بن سعيد بن غالب العطّار ، حدّثنا ابن عيينة عن ابن جريج ، عن ابن الزّبير ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ـ يبلغ به النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «ليضر بن الناس أكباد الإبل في طلب العلم فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة» (١).

وأخبرنا أبو عمر بن مهديّ ، أخبرنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا ليث بن الفرج ـ أبو العبّاس بالعسكر ـ حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديّ عن سفيان عن ابن جريج عن أبي الزّبير عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يأتي على الناس زمان يضربون أكباد الإبل» (٢) فذكر الحديث.

٦٩٧٣ ـ ليث بن محمّد بن اللّيث بن عبد الرّحمن ، أبو نصر الكاتب المروزيّ :

قدم بغداد حاجّا في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة ، وحدث بها عن جعفر بن أحمد بن موسى ، ومحمّد بن نصر بن مراد ، ومحمّد بن عبيدة ، ومحمّد بن العبّاس

__________________

(١) ٦٩٧١ ـ انظر الحديث في : المعجم الكبير للطبراني ١ / ٢٢٨. ومجمع الزوائد ٧ / ١٥٨. وكشف الخفا ٢ / ١٤٠. والمطالب العالية ١ / ٣٥. وأمالي الشجري ١ / ٨٢. والدر المنثور ١ / ٣٤٩.

(١) ٦٩٧٢ ـ انظر الحديث في الجزء الخامس من الكتاب.

(٢) انظر الحديث السابق.

١٧

ابن سهل المراوزة ، وعن خالد بن أحمد الذّهليّ الأمير. روى عنه محمّد بن علي الحبري والمعافى بن زكريا ، حدّثنا أبو نصر اللّيث بن محمّد بن اللّيث المروزيّ ، حدّثنا محمّد بن نصر بن محمّد بن مراد ، حدّثنا علي بن الحسن بمكة ـ حدّثنا عامر بن سيّار ، حدّثنا محمّد بن عبد الملك بن محمّد بن المنكدر عن جابر : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أمر بلالا أن يشفع الأذان ، ويوتر الإقامة.

٦٩٧٤ ـ ليث بن سعيد بن علي بن الخليل ، أبو الطّيّب البزّاز النصيبي :

ذكر ابن الثّلّاج أنه قدم بغداد في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وحدثهم عن مصعب بن إبراهيم بن حمزة الزّبيري المدينيّ.

٦٩٧٥ ـ ليث بن نصر بن جبريل بن حفص ، أبو نصر البخاريّ :

ذكر ابن الثّلّاج أيضا أنه قدم بغداد حاجّا في سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وحدثهم عن نصر بن زكريا بن نصر المروزيّ.

٦٩٧٦ ـ لؤلؤ القصّار :

صاحب بشر بن الحارث. حكى عن بشر. روى عنه أبو الطّيّب أحمد بن عثمان والد أبي حفص بن شاهين.

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ. وأخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدثني أبي قال : سمعت لؤلؤا القصار يقول : سمعت بشر بن الحارث يقول ـ وهو عند أيّوب العطّار ـ قال لي أستاذي همام : يا بشر. فقلت : لبيك. فقال : كل صديق لك لا تنتفع بصداقته فانف صداقته عنك ، قال : فقلت له : حبيبي بما أنتفع به؟ قال : يعلمك خيرا ، أو يدلك إلى خير ، أو يصطنع لك خيرا.

٦٩٧٧ ـ لؤلؤ الرّوميّ ، مولى أحمد بن طولون :

حدث عن الرّبيع بن سليمان المرادي. روى عنه أبو القاسم الطبراني.

أخبرنا محمّد بن عبد الله بن شهريار الأصبهانيّ ، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيّوب الطبراني ، حدثني لؤلؤ الرّوميّ ـ مولى أحمد بن طولون ببغداد ـ أخبرنا الرّبيع ابن سليمان ، حدّثنا عبد الرّحمن بن شيبة الجدي ، حدّثنا هشيم عن يونس بن عبيد ومنصور بن زاذان عن الحسن عن أبي بكرة قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على المنبر

__________________

٦٩٧٤ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٣ / ترجمة ٦٩٩٩.

١٨

ومعه الحسن بن علي وهو يقول : «إن ابني هذا سيد ، وإن الله سيصلح على يديه بين فئتين عظيمتين من المسلمين» (١).

قال سليمان : لم يروه عن يونس إلا هشيم ، ولا عنه إلا ابن شيبة ، تفرد به الرّبيع.

٦٩٧٨ ـ لؤلؤ بن عبد الله ، أبو محمّد القيصري (١) :

حدث عن قاسم بن إبراهيم الملطي ، وإبراهيم بن محمّد النصيبي الصّوفيّ ، وأحمد ابن إبراهيم بن غالب البلدي ، وهشام بن أحمد ، وابن عبد الله بن كثير ، والحسن بن حبيب الدّمشقيّ. حدّثنا عنه علي بن عبد العزيز الطّاهري ، وأبو بكر البرقاني ، والقاضي أبو العلاء الواسطيّ ، ومحمّد بن عمر بن بكير المقرئ.

أخبرنا الطّاهري ، حدّثنا لؤلؤ بن عبد الله القيصري ، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد النصيبي الصّوفيّ ـ بالموصل ـ حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن شدّاد قال : حدثني محمّد بن سنان الحنظلي ، حدثني إسحاق بن بشر القرشيّ عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «لمبارزة على ابن أبي طالب لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من عمل أمتي إلى يوم القيامة» (٢).

سألت البرقاني عن لؤلؤ القيصري فقال : كان خادما حضر مجلس أصحاب الحديث ، فعلقت عنه أحاديث. فقلت : فكيف حاله؟ قال : لا أخبره.

قلت : ولم أسمع أحدا من شيوخنا يذكره إلا بالجميل.

٦٩٧٩ ـ لقمان بن الخليل بن عبد الله بن حاتم ، أبو نصر الكسي (١) السّمرقنديّ :

ذكر ابن الثّلّاج أنه قدم بغداد حاجّا في سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة ونزل في سوق يحيى ، وحدثهم عن المضاء بن حاتم.

__________________

(١) ٦٩٧٧ ـ انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ٢٤٤ ، ٩ / ٧١. ومسند أحمد ٥ / ٣٨ ، ٤٤. وفتح الباري ٥ / ٣٠٧ ، ١٣ / ٦٦.

(١) ٦٩٧٨ ـ القيصريّ : هذه النسبة إلى قيصر ، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه (الأنساب ١٠ / ٢٩٦).

(٢) انظر الحديث في : المستدرك ٣ / ١٩٤. والأحاديث الضعيفة ٤٠٠.

(١) ٦٩٧٩ ـ الكسّيّ : هذه النسبة إلى بلدة بما وراء النهر يقال لها : «كس» (الأنساب ١٠ / ٤٢٩).

١٩

٦٩٨٠ ـ لطف الله بن أحمد بن عيسى بن موسى بن أبي محمّد المتوكل على الله ، أبو الفضل الهاشميّ :

كان ذا لسان وعارضة ، وولى القضاء والخطّابة بدرزيجان ، وكان يروى من حفظه حكايات عن محمّد بن المعلى البصريّ وغيره. كتبنا عنه وكان ضريرا.

أنشدنا لطف الله بن أحمد قال : أنشدنا أبو الحسن عمر بن محمّد النوقاني السجزي بسجستان لنفسه :

وإني لأعرف كيف الحقو

ق ، وكيف يبر الصديق الصديق

وكم من جواد وساع الخطى

يقصر عنه خطاه مضيق

ورحب فؤاد الفتى محنة

عليه إذا كان في الحال ضيق

مات لطف الله في يوم الجمعة الحادي عشر من صفر سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.

انقضى حرف اللام

٢٠