تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٣

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٣

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٧

لما في الصدور ، يبلغ بها صاحبها دنياه وآخرته : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً) [البقرة ٢٤٥] فأقبل أبو الدحداح إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وساق بقية الحديث بطوله.

٧١٤٢ ـ مالك بن سليمان ، أبو أنس الألهاني (١) الحمصي :

قدم سر من رأى وحدث بها عن إسماعيل بن عيّاش ، وبقية بن الوليد. روى عنه عبد الله بن أبي سعد الورّاق ، ومحمّد بن أحمد بن البراء ، وعلي بن أحمد بن النّضر الأزديّ ، وأبو برزة الفضل بن محمّد الحاسب ، وأحمد بن الحسين بن إسحاق الصّوفيّ ، ومحمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي.

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه ، أخبرنا عبد الله بن إبراهيم بن أيّوب بن ماسي ، حدّثنا أبو برزة الحاسب ، حدّثنا أبو أنس مالك بن سليمان ـ كتبت عنه بسر من رأى سنة ثمان وثلاثين ومائتين ـ. أخبرنا إسماعيل بن عيّاش ، حدّثنا الحجّاج عن ثابت بن عبيد عن البراء بن عازب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنه كان يكره من لحوم الطير والوحش ما أكل الجيف.

قرأت في كتاب أبي الحسين محمّد بن عبد الله بن جعفر الرّازيّ ، أخبرني محمّد ابن يوسف بن بشر الهرويّ قال : سمعت محمّد بن عوف الحمصي يقول : أبو أنس مالك بن سليمان الحمصي كان ابن عم زوجتي ، وهو ضعيف الحديث.

* * *

ذكر من اسمه مقاتل

٧١٤٣ ـ مقاتل بن سليمان بن بشر ، أبو الحسن البلخيّ :

قدم بغداد وحدث بها عن عطية العوفي ، وسعيد المقبري ، والضحاك بن مزاحم ، وعمرو بن شعيب ، وغيرهم. روى عنه شبابة بن سوار ، وحمزة بن زياد الطّوسيّ ، وحمّاد بن محمّد الفزاريّ ، أبو الجنيد الضّرير ، وعلي بن الجعد ، في آخرين. وكان له معرفة بتفسير القرآن ، ولم يكن في الحديث بذاك.

__________________

(١) ٧١٤٢ ـ الألهاني : هذه النسبة إلى ألهان بن مالك أخي همدان بن مالك (الأنساب ١ / ٣٤٣).

٧١٤٣ ـ انظر : تهذيب الكمال ٦١٦١ (٢٨ / ٤٣٤ ـ ٤٥١). وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٧٣ ، وتاريخ الدوري ٢ / ٥٨٣. وابن طهمان ، ترجمة ١. وعلل أحمد ٢ / ١٦. وتاريخ البخاري الكبير ٧ / الترجمة ١٩٧٦. وتاريخه الصغير ٢ / ٢٣٧. وأحوال الرجال للجوزجاني ، الترجمة ٣٧٣. والمعرفة ليعقوب ٣ / ٣٧. وضعفاء العقيلي ، الورقة ٢١٥. وتاريخ أبي زرعة الدمشقي ٥٥٠. ـ

١٦١

أخبرنا محمّد بن الحسين بن محمّد المتوثي ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان ، حدّثنا عبد الله بن روح المدائنيّ ، حدّثنا شبابة بن سوار ، حدّثنا مقاتل عن الضحاك عن ابن عبّاس قال : قالوا للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا رسول الله استخلف علينا بعدك رجلا نعرفه وننهي إليه أمرنا ، فإنا لا ندري ما يكون بعدك. فقال : «إن استعملت عليكم رجلا فأمركم بطاعة الله فعصيتموه كان معصيته معصيتي ، ومعصيتي معصية الله عزوجل ، وإن أمركم بمعصية الله فأطعتموه كانت لكم الحجة عليّ يوم القيامة ، ولكن أكلكم إلى الله عزوجل» (١).

حدّثنا محمّد بن أحمد بن رزق ـ إملاء ـ حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الحافظ ، حدّثنا أحمد بن الحسن بن راشد ، حدّثنا علي بن الجعد قال : سمعت مقاتل بن سليمان في قول الله : (فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) [التحريم ٤] قال : أبو بكر ، وعمر ، وعلي.

أخبرنا الأزهري والجوهريّ قالا : حدّثنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا أبو عبيد الله محمّد بن أحمد بن إبراهيم الكاتب ، حدّثنا أبو الفضل ميمون بن هارون الكاتب ، حدثني ابن أخي سليمان بن يحيى بن معاذ : أن أبا جعفر المنصور كان جالسا فألح عليه ذباب يقع على وجهه ، وألح في الوقوع مرارا حتى أضجره. فقال : انظروا من بالباب؟ فقيل مقاتل بن سليمان فقال علىّ به ، فلما دخل عليه قال له : هل تعلم لما ذا خلق الله تعالى الذباب؟ قال : نعم ، ليذل الله به الجبّارين. فسكت المنصور.

أخبرنا البرقاني ، حدّثنا أبو القاسم بن النخاس ـ لفظا ـ قال : حدثني أبو عبد الله محمّد بن محمّد الحنبلي الورّاق ، حدّثنا أبو إسماعيل الترمذي ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل السلمي ، حدّثنا حيوة بن شريح الحضرمي ، حدّثنا بقية قال : كنت كثيرا أسمع شعبة وهو يسأل عن مقاتل بن سليمان ، فما سمعته قط ذكره إلا بخير.

__________________

ـ والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ١٦٣٠. ومقدمته ٢٢٥. والمجروحين لابن حبان ٣ / ١٤. والكامل لابن عدي ٣ / الورقة ١٥٤. وضعفاء الدارقطني ، الترجمة ٥٢٧. وسنن ٢ / ١٩١. وموضح أوهام الجمع والتفريق ٢ / ٤١٨. والمحلي ٢ / ٣٥. وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ١٥٦. والكامل في التاريخ ٥ / ٣٤٢ ، ٥٩٤. وسير أعلام النبلاء ٧ / ٢٠١. والكاشف ٣ / الترجمة ٥٧٠٩. وديوان الضعفاء ، الترجمة ٤٢٢٤. والمغني ٢ / الترجمة ٦٤٠٠. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ٦٥. وتاريخ الإسلام ٦ / ١٣٢. وميزان الاعتدال ٤ / الترجمة ٨٧٤١. وجامع التحصيل ، الترجمة ٧٩٥. والكشف الحثيث ، الترجمة ٧٨٠. ونهاية السئول ، الورقة ٣٨٤. وتهذيب التهذيب ١٠ / ٢٧٩ ـ ٢٨٥. والتقريب ٢ / ٢٧٢. وخلاصة الخزرجي ٣ / الترجمة ٧١٨٤. وشذرات الذهب ١ / ٢٢٧. والمنتظم ٨ / ١٢٦.

(١) انظر الحديث في : كنز العمال ٣٣٠٧٨.

١٦٢

أخبرنا بشرى بن عبد الله الرّوميّ ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا محمّد بن جعفر الرّاشدي ، حدّثنا أبو بكر الأثرم قال : سمعت أبا عبد الله ـ هو أحمد ابن حنبل ـ يسأل عن مقاتل بن سليمان فقال : كانت له كتب ينظر فيها إلا أني أرى أنه كان له علم بالقرآن.

أخبرنا التنوخي ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد الحوشي ، حدّثنا إسحاق بن الخليل الجلاب ، حدّثنا أحمد بن يوسف قال : سمعت أبا الحارث الجوزجاني يقول : حكى لي عن الشّافعيّ أنه قال : الناس كلهم عيال على ثلاثة ، على مقاتل في التفسير ، وعلى زهير بن أبي سلمى في الشعر ، وعلى أبي حنيفة في الكلام.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا ابن أبي عمر ، حدّثنا سفيان قال : سمعت مسعرا يقول لحمّاد بن عمرو : كيف رأيت الرجل؟ يعني مقاتلا. قال : إن كان ما يجيء به علما فما أعلمه.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني ، حدّثنا محمّد بن عمرو بن موسى العقيلي ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن بويه ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن قهزاذ قال : سمعت علي بن الحسين بن واقد قال : ذهب رجل بجزء من أجزاء تفسير مقاتل إلى عبد الله ، قال : فأخذه عبد الله منه وقال : دعه! قال : فلما ذهب يسترده قال يا أبا عبد الرّحمن كيف رأيت؟ قال : يا له من علم لو كان له إسناد.

قرأت في أصل كتاب أحمد بن قاج الورّاق ـ بخطه ـ حدّثنا علي بن الفضل بن طاهر البلخيّ ، حدّثنا عبد الصّمد بن الفضل أبو يحيى ، حدّثنا مكي بن إبراهيم عن يحيى بن شبل قال : كنت جالسا عند مقاتل بن سليمان ، فجاء شاب فسأله ما يقول في قول الله تعالى : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) [القصص ٨٨]. قال : فقال مقاتل : هذا جهمي. قال : ما أدري ما جهم ، إن كان عندك علم فيما أقول وإلا فقل لا أدري. قال : ويحك إن جهما والله ما حج هذا البيت ، ولا جالس العلماء ، إنما كان رجلا أعطى لسانا ، وقوله تعالى : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) [القصص ٨٨] إنما هو كل شيء فيه الروح ، كما قال هاهنا لملكة سبإ : (وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) [النمل ٢٣] لم تؤت إلا ملك بلادها. وكما قال : (وَآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً) [الكهف ٨٤] لم يؤت إلا ما في يده من الملك. ولم يدع في القرآن من كل شيء ، وكل شيء ، إلا سرده علينا.

١٦٣

أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، أخبرنا أبو بكر ابن أبي داود ، حدّثنا عبد الله بن مخلد ، حدّثنا المكي بن إبراهيم ، حدّثنا يحيى بن شبل قال : قال لي عباد بن كثير : ما يمنعك من مقاتل؟ قال : قلت إن أهل بلادنا كرهوه ، قال : فلا تكرهنه فما بقي أحد أعلم بكتاب الله منه.

أخبرني أحمد بن عبد الله الأنماطيّ ، أخبرنا محمّد بن المظفّر ، أخبرنا علي بن أحمد بن سليمان المصريّ ، أخبرنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال : قال لي نعيم ـ يعني ابن حمّاد ـ : رأيت عند سفيان بن عيينة كتابا لمقاتل بن سليمان. فقلت : يا أبا محمّد تروي لمقاتل في التفسير؟ قال : لا ، ولكن أستدل به وأستعين.

أنبأنا ابن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، أخبرنا أبو بكر بن أبي داود ، حدّثنا محمّد بن عقيل ، أخبرنا علي بن الحسين بن واقد ، حدثني عبد المجيد ـ من أهل مرو ـ قال : سألت مقاتل بن حيّان : قلت : يا أبا بسطام ، أنت أعلم أم مقاتل بن سليمان؟ قال : ما وجدت علم مقاتل في علم الناس إلا كالبحر الأخضر في سائر البحور.

وقال : حدّثنا علي بن الحسين بن واقد قال : سمعت أبا نصر يقول : صحبت مقاتل ابن سليمان ثلاث عشرة سنة فما رأيته لبس قميصا إلا لبس تحته صوفا.

أنبأنا ابن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن دبيس المفسر الضّرير قال : سمعت القاسم بن أحمد الصّفّار يقول : كان إبراهيم الحربيّ يأخذ مني كتب مقاتل فينظر فيها. فقلت له ذات يوم : أخبرني يا أبا إسحاق ما للناس يطعنون على مقاتل؟ قال : حسدا منهم لمقاتل.

أخبرني العتيقي ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أبو أيّوب سليمان بن إسحاق الجلاب قال : سئل إبراهيم الحربيّ عن مقاتل بن سليمان ، هل سمع من الضحاك بن مزاحم شيئا؟ قال : لا! مات الضحاك قبل أن يولد مقاتل بن سليمان بأربع سنين. وقال مقاتل : أغلق عليّ وعلى الضحاك باب أربع سنين. قال إبراهيم : وأراد بقوله باب يعني باب المدينة وذاك في المقابر. قيل لإبراهيم : من أين كان؟ قال : من أهل مرو. قال إبراهيم : ولم يسمع من مجاهد شيئا ولم يلقه. قال إبراهيم : وإنما جمع مقاتل ابن سليمان تفسير الناس وفسر عليه من غير سماع ، ولو أن رجلا جمع تفسير معمر عن قتادة ، وشيبان عن قتادة ، كان يحسن أن يفسر عليه. قال إبراهيم : لم أدخل في تفسيري منه شيئا. قال إبراهيم : تفسير الكلبيّ مثل تفسير مقاتل سواء. قال إبراهيم :

١٦٤

قعد مقاتل بن سليمان فقال : سلوني عما دون العرش إلى لويانا (٢) فقال له رجل : آدم حين حج من حلق رأسه؟ قال : فقال له ليس هذا من عملكم ، ولكن الله أراد أن يبتليني بما أعجبتني نفسي.

قرأت على الحسن بن أبي القاسم عن أبي سعيد أحمد بن محمّد بن رميح النسوي قال: سمعت أحمد بن محمّد بن عمر بن بسطام يقول : سمعت أحمد بن سيّار بن أيّوب يقول : ومقاتل بن سليمان كان من أهل بلخ ، تحول إلى مرو وخرج إلى العراق ، ومات بها. يكنى أبا الحسن ، وهو متهم متروك الحديث ، مهجور القول وكان يتكلم في الصفات بما لا يحل الرواية عنه.

سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول : أخبرنا حمزة بن عميرة ـ وكان من أهل العلم ـ أن خارجة مر بمقاتل وهو يحدث الناس ، فذكر فيما حدثهم أخبرني أبو النّضر ـ يعني الكلبيّ ـ إذ مررت معه عليه فوقف الكلبيّ فقال : يا أبا الحجّاج ما حدثت بهذا الحديث الذي ترويه عني قط ، فربضني ودنا منه فقال : يا أبا الحسن أنا الكلبيّ وما حدثت بهذا الحديث قط. فقال : اسكت يا أبا النّضر ، فإن تزيين الحديث لنا إنما هو بالرجال.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم ، أخبرنا أبو منصور محمّد بن القاسم بن عبد الرّحمن العتكيّ ، حدّثنا محمّد بن إسحاق الطّوسيّ ، حدّثنا عبد الله بن أبي العاصي الخوارزمي قال : سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول : أخرجت خراسان ثلاثة لم يكن لهم في الدّنيا نظير ، يعني في البدعة ، والكذب. جهم ابن صفوان ، وعمر بن صبيح ، ومقاتل بن سليمان.

حدثني مسعود بن ناصر السجزي ، أخبرنا علي بن بشر السجستاني ، حدّثنا محمّد بن الحسين الآبري قال : سمعت إسماعيل بن أسد يقول : سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول : قال أبو حنيفة : أتانا من المشرق رأيان خبيثان ، جهم معطل ، ومقاتل مشبّه.

أخبرنا التنوخي ، حدّثنا علي بن عمر الحربيّ ، حدّثنا محمّد بن علي بن إسماعيل السّكّري قال : سمعت الفضل بن عبد الجبّار قال : سمعت أبا معاذ النّحويّ يقول : سمعت خارجة بن مصعب يقول : كان جهم ومقاتل بن سليمان عندنا فاسقين فاجرين. قال : وسمعت خارجة يقول : لم أستحل دم يهودي ولا ذمي ، ولو قدرت على مقاتل بن سليمان في موضع لا يراني أحد لقتلته.

__________________

(٢) في المطبوعة والأصلين : «إلى لويانا» والتصحيح من تهذيب الكمال.

١٦٥

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل الصّيرفيّ ، أخبرنا أبو العبّاس محمّد ابن يعقوب الأصمّ ، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصاغاني ، حدّثنا محمّد بن أشكاب قال : سمعت أبي يقول : سمعت أبا يوسف يقول : بخراسان صنفان ما على الأرض أبغض إليّ منهما ، المقاتلية ، والجهمية.

أخبرنا العتيقي ، حدّثنا يوسف بن أحمد الصيدلاني ، حدّثنا محمّد بن عمرو العتيقي ، حدثني عبد الله بن محمّد بن سعدويه المروزيّ ، حدّثنا أحمد بن عبد الله بن بشير المروزيّ ، حدّثنا سفيان بن عبد الملك قال : سمعت ابن المبارك ـ وسئل عن مقاتل بن سليمان وأبي شبة الواسطيّ ـ فقال : ارم بهما. ومقاتل بن سليمان ما أحسن تفسيره لو كان ثقة.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ومحمّد بن الحسين بن الفضل قالا : أخبرنا دعلج ابن أحمد قال : حدّثنا ـ وفي حديث ابن الفضل أخبرنا أحمد بن علي الأبار ، حدّثنا الحسن بن علي الحلواني ، حدّثنا محمّد بن داود الحداني قال : سمعت عيسى بن يونس ـ وسئل عن مقاتل بن سليمان ـ فقال : ابن دوان دون ، فقال : جئت إليه أنا وحفص بن غياث فسألناه عن حديث فقال : أخبرني به الضحاك فتركته أياما فسألته عن ذلك الحديث فقال : أخبرني به عطاء ، فتركته أياما ثم جئت إليه فقال : أخبرني به أبو جعفر ـ أو فلان ـ قال عيسى : كان يحفظ الرياح كذا وكذا.

أخبرناه أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي ، حدّثنا محمّد ابن إسحاق السّرّاج قال : سمعت يحيى بن موسى بن أخت البلخيّ يقول : أخبرنا عبد الرزاق قال : سمعت ابن عيينة يقول : قلت لمقاتل : تحدث عن الضحاك وزعموا أنك لم تسمع منه؟ قال : كان يغلق عليّ وعليه الباب. قال ابن عيينة : قلت في نفسي أجل باب المدينة.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا أبو بكر بن عبد الملك قال : قال عبد الرزاق : كنا عند مقاتل بن سليمان ، فمر سفيان الثوري فقام الناس عنه فاستحييت فجلست عنده وقال : قال ابن عيينة إنك تحدث عن الضحاك وهم يقولون أنك لم تسمع منه؟ قال : لقد كان يغلق عليّ وعليه باب ، قال : فقلت في نفسي : أجل باب المدينة.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعيّ.

١٦٦

وأخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، وعبد الله بن يحيى السّكّري قالا : حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصّوّاف قال : أخبرنا أبو إسماعيل محمّد بن إسماعيل الترمذي ، حدّثنا عبد العزيز الأويسي قال : حدّثنا مالك أنه بلغه أن مقاتلا جاءه إنسان فقال له : إن إنسانا يسألني ما لون كلب أصحاب الكهف ـ فلم أدر ما أقول له. فقال له مقاتل : ألا قلت هو أبقع؟ فلو قلته لم تجد أحدا يرد عليك قولك. قال أبو إسماعيل : سمعت نعيم بن حمّاد يقول : أول ما ظهر من مقاتل من الكذب هذا. قال للرجل : يا مائق لو قلت أصفر ، أو كذا أو كذا ، من كان يرد عليك؟

أخبرنا الحسين بن شجاع الصّوفيّ ، والحسن بن أبي بكر ، وعثمان بن محمّد بن يوسف العلّاف قالوا : أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا مضر بن محمّد الأسديّ قال : سمعت حامدا ـ هو ابن يحيى البلخيّ ـ يقول : سمعت سفيان بن عيينة يقول : قال مقاتل بن سليمان يوما : سلوني عما دون العرش ، فقال له إنسان : يا أبا الحسن أرأيت الذرة أو النملة ، أمعاؤها في مقدمها أو مؤخرها. قال : فبقى الشيخ لا يدري ما يقول له. قال سفيان : فظننت أنها عقوبة عوقب بها. أخبرنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، حدّثنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني ، حدّثنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد السلمي ، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار ، حدّثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال : مقاتل بن سليمان كان دجالا جسورا. سمعت أبا اليمان يقول : قدم هاهنا فلما أن صلى الإمام أسند ظهره إلى القبلة وقال: سلوني عما دون العرش. وحدثت أنه قال مثلها بمكة ، فقام إليه رجل فقال : أخبرني عن النملة أين أمعاؤها؟ فسكت.

أخبرنا التنوخي ، أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن إبراهيم الحازمي البخاريّ ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن يعقوب ، حدّثنا إبراهيم بن إسماعيل بن حيّان ، حدّثنا عمرو بن علي أبو حفص قال : سمعت يوسف السمتي يقول : قال مقاتل بن سليمان بمكة : سلوني ما دون العرش ، فقام قيس القياس فقال : من حلق رأس آدم في حجته؟ فبقى.

أخبرنا الحسن بن محمّد الخلّال ، أخبرنا علي بن عمرو الحريري أن علي بن محمّد ابن كاس النخعي حدثهم قال : حدّثنا جعفر بن أحمد الظنجوري ، حدّثنا علي ابن الحسن الرّازيّ عن محمّد بن سماعة عن أبي يوسف أن أبا حنيفة ذكر عنده جهم

١٦٧

ومقاتل فقال كلاهما مفرط. أفرط جهم في نفي الشبيه ، حتى قال إنه ليس بشيء ، وأفرط مقاتل بن سليمان حتى جعل الله مثل خلقه.

أخبرنا الحسن بن الحسين بن العبّاس ، حدّثنا خالي محمّد بن إسحاق النعالي ، حدّثنا علي بن الحسن بن دليل ، حدّثنا محمّد بن أحمد المقدمي ، حدّثنا عمرو بن علي قال : سمعت عبد الصّمد بن عبد الوارث قال : قدم علينا مقاتل بن سليمان فجعل يحدثنا عن عطاء بن أبي رباح ، ثم حدّثنا بتلك (٣) الأحاديث نفسها عن الضحاك بن مزاحم ، ثم حدّثنا بها عن عمرو بن شعيب ، فقلنا له : ممن سمعتها؟ قال : عنهم كلهم ، ثم قال بعد : لا والله ما أدري ممن سمعتها. قال : ولم يكن بشيء.

كتب إلىّ عبد الرّحمن بن عثمان الدّمشقيّ يذكر أن أبا الميمون بن راشد أخبرهم.

ثم أخبرنا البرقاني ـ قراءة ـ أخبرنا محمّد بن عثمان النصيبي ، حدّثنا أبو الميمون عبد الرّحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد البجلي ، حدّثنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو ، حدثني بعض أصحابنا عن منصور الكاتب عن أبي عبيد الله قال : قال لي أمير المؤمنين المهديّ ـ لما أتانا نعي مقاتل ـ : اشتد ذلك علىّ فذكرته لأمير المؤمنين أبي جعفر ، فقال : لا يكبر عليك فإنه كان يقول لي انظر ما تحب أن أحدثه فيك حتى أحدثه.

حدّثنا محمّد بن يوسف القطّان ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن محمّد بن حمدويه الحافظ ، حدّثني أحمد بن محمّد بن وكيع ، حدثني داود بن سليمان القطّان ، حدّثنا عبد الله بن عبد الرّحمن السّمرقنديّ ، حدّثنا هارون بن أبي عبيد الله عن أبيه قال : قال لي المهديّ : ألا ترى ما يقول لي هذا؟ ـ يعني مقاتلا. قال : إن شئت وضعت لك أحاديث في العبّاس ، قال : قلت لا حاجة لي فيها.

أخبرنا الحسين بن شجاع الصّوفيّ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا مضر بن محمّد الأسديّ ، حدّثنا حامد بن يحيى عن سفيان بن عيينة قال : أول من جالست من الناس مقاتل بن سليمان ، وأبا بكر الهذلي ، وعمرو بن عبيد وإنسان يقال له صدقة الكوفيّ. فكانوا يجتمعون خلف المقام ، فيتذاكرون القرآن بينهم ، فيقول مقاتل ابن سليمان حدّثنا الضحاك ، ويقول الهذلي حدثني الحسن ويقول صدقة حدثني السّريّ ، ويقول عمرو بن عبيد حدثني الحسن. فقال لي مقاتل بن سليمان

__________________

(٣) «بتلك» ساقطة من الأصل والمطبوعة.

١٦٨

ـ وأردت أن أخرج إلى الكوفة ـ إن كنت تريد التفسير فسل عن الكلبيّ. قال : فقدمت الكوفة فسألت عن الكلبيّ ، فقلت : إن بمكة رجلا يحسن الثناء عليك. قال : من هو؟ قلت : مقاتل بن سليمان ، فلم يحمده.

أخبرنا العتيقي ، حدّثنا يوسف بن أحمد الصيدلاني ، حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن عبد السّلام قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل البخاريّ قال : قال ابن عيينة سمعت مقاتلا يقول : إن لم يخرج الدجال الأخير سنة خمس ومائة ، فاعلموا أني كذاب. قال عبد الله قيل لمحمّد : أي شيء تقول في مقاتل؟ قال : أي شيء أقول فيه؟ هو ذاهب.

حدثني محمّد بن علي الصوري ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن القاسم بن مرزوق المعدل ، أخبرنا الحسن بن رشيق ، حدّثنا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب النسائي قال : الكذابون المعروفون بوضع الحديث على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أربعة ، إبراهيم بن أبي يحيى بالمدينة ، والواقديّ ببغداد ، ومقاتل بن سليمان بخراسان ، ومحمّد بن سعيد ـ ويعرف بالمصلوب ـ بالشام.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ومحمّد بن الحسين بن الفضل قالا : أخبرنا دعلج ابن أحمد ، حدّثنا ـ وفي حديث ابن الفضل أخبرنا ـ أحمد بن علي الأبار ، حدّثنا علي ابن خشرم قال : سمعت وكيع بن الجرّاح يقول : مقاتل بن سليمان لقيناه ، ولكنه كان كذّابا فلم نكتب عنه.

أخبرنا البرقاني قال : قرأت على أبي القاسم بن النخاس أخبركم ابن أبي داود ، حدّثنا علي بن خشرم قال : سمعت وكيعا قال : أردنا أن نرحل إلى مقاتل بن سليمان فقدم علينا ، فأتيناه فوجدناه كذابا فلم نكتب عنه (٤).

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدثني أبي قال : وجدت في كتاب جدي عن ابن رشدين قال : حدثني يحيى بن سليمان قال : ما سمعت وكيعا يتكلم في أحد قط يكذبه ، إلا أنه ذكر يوما مقاتل بن سليمان فقال : كان كذّابا ليس حديثه بشيء (٥).

أخبرنا عبيد الله بن عمر ، حدثني أبي ، حدّثنا محمّد بن مخلد العطّار ، حدّثنا العبّاس ابن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : مقاتل بن سليمان ليس حديثه بشيء.

__________________

(٤) «فلم نكتب عنه» ساقطة من الأصل والمطبوعة. والزيادة من تهذيب الكمال.

(٥) «ليس حديثه بشيء» ساقطة من الأصل والمطبوعة. والزيادة من تهذيب الكمال.

١٦٩

أخبرني السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي قال : مقاتل بن سليمان مولى لأسد ، مات بالبصرة وقدمها. ذمه أبو زكريا.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن خميرويه الهرويّ ، أخبرنا الحسين بن إدريس ، حدّثنا ابن (٦) عمار قال : ومقاتل بن سليمان لا شيء.

أخبرنا العتيقي ، حدّثنا يوسف بن أحمد الصيدلاني ، حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي قال : حدثني آدم بن موسى قال : سمعت البخاريّ قال : مقاتل بن سليمان سكتوا عنه.

وقال في موضع آخر : لا شيء البتّة.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : باب من يرغب عن الرواية عنهم ، فذكر جماعة منهم مقاتل بن سليمان.

أخبرني محمّد بن أبي علي الأصبهانيّ ، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمّد الشّافعيّ ـ بالأهواز ـ أخبرنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال : سألته ـ يعني أبا داود سليمان بن الأشعث ـ عن مقاتل بن سليمان فقال : تركوا حديثه.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ ، حدّثنا أبو حفص عمرو بن علي قال : مقاتل بن سليمان الخراساني كذاب متروك الحديث.

أخبرني البرقاني ، حدثني محمّد بن أحمد بن محمّد الأدمي ، حدثني محمّد بن علي الإيادي ، حدّثنا زكريا بن يحيى السّاجي قال : مقاتل بن سليمان من أهل خراسان. قالوا : كان كذّابا متروك الحديث.

بلغني عن الهذيل بن حبيب أن مقاتلا مات في سنة خمسين ومائة.

٧١٤٤ ـ مقاتل بن صالح ، أبو علي ـ وقيل : أبو صالح ـ المطرز :

حدث عن اللّيث بن بن داود القيسي ، وسعيد بن منصور ، وإسحاق بن كعب ، وعمرو بن محمّد الأعثم ، وأحمد بن عبد الله بن يونس. روى عنه محمّد بن إسحاق

__________________

(٦) في المطبوعة : «حدثنا عمار».

١٧٠

السّرّاج النّيسابوريّ ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، ومحمّد بن مخلد العطّار ، وأبو عبد الله الحكيمي ، وعلي بن إسحاق المادراني.

أخبرنا إبراهيم بن مخلد المعدل ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي ، حدّثنا مقاتل بن صالح ، حدّثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، حدّثنا إسرائيل عن عبد الأعلى عن أبي عبد الرّحمن عن عبد الله قال : التسبيح بالحصى بدعة.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي ـ وأنا أسمع ـ قال : مات أبو صالح المطرز ـ وكان من المبرّزين في الصلاح ولم يحدث وقد كان يحضر معنا مجلس عبّاس الدّوريّ كثيرا يسمع ولا يكتب ولا يسمع مع أحد ـ يوم الخميس لإحدى عشرة بقيت من ذي الحجة سنة خمس وسبعين ـ يعني ومائتين ـ.

قلت : معنى قول ابن المنادي إنه لم يحدث أي لم يتسع في رواية الحديث وكذا كناه ابن صاعد أبا صالح ، وكناه الحكيمي أبا علي.

٧١٤٥ ـ مقاتل بن صالح بن راشد ، أبو الحسن الأنماطيّ :

حدث عن إسحاق بن منصور الكوسج.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : قرئ على ابن المنادي ـ وأنا أسمع ـ قال : وأبو الحسن المقاتل بن صالح الأنماطيّ مات يوم السبت غرة رجب سنة ست وثمانين ، كان أحد الثقات المستورين روى كتاب أبي يعقوب الكوسج وغير ذلك.

٧١٤٦ ـ مقاتل بن محمّد بن بنان ، العكي : (١)

روى عن إبراهيم الحربيّ حكايات. حدّثنا بها عنه أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه وسألته عنه فقلت : أين سمعت منه؟ فقال : رأينا هذا الشيخ في جامع المدينة ، فسألناه هل سمعت شيئا من الحديث فلم نجد عنده مسندا ، وحدّثنا بهذه الحكايات عن إبراهيم من حفظه.

__________________

(١) ٧١٤٦ ـ العكي : هذه النسبة إلى «عك» وهي قبيلة يقال لها : عك بن عدنان أخو معد بن عدنان (الأنساب ٩ / ٣٤).

١٧١

ذكر من اسمه المثنّى

٧١٤٧ ـ المثنّى بن يحيى بن عيسى بن هلال ، أبو علي التّميميّ المعروف بالبارباباذي (١) :

جد أبي يعلى الموصليّ. سكن بغداد وحدث بها عن أبي شهاب الحناط ، وعلي بن مسهر. روى عنه أحمد بن القاسم بن مساور الجوهريّ ، ومحمّد بن غالب التمام.

أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن عبد الله الأصبهانيّ ، حدّثنا عبد الباقي بن قانع القاضي ، حدّثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهريّ ، حدّثنا المثنّى بن يحيى البارباباذي ، حدّثنا أبو شهاب عن حجاج عن إبراهيم بن عبد الرّحمن عن عبد الله بن أبي أوفى قال : جاء رجل إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : علمني الإسلام. قال : «تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمّدا رسول الله ، وتقيم الصّلاة ، وتؤتي الزّكاة ، وتصوم رمضان وتحج البيت» (٢).

كتب إلىّ أبو الفرج محمّد بن إدريس الموصليّ يذكر أن أبا منصور المظفر بن محمّد الطّوسيّ حدثهم قال : حدّثنا أبو زكريا يزيد بن محمّد بن إياس الأزديّ قال : المثنّى بن يحيى بن عيسى بن هلال التّميميّ جد أبي يعلى ، روى عن أبي شهاب وعلي بن مسهر فأكثر الرواية عنهما ، وحدث وكتب الناس عنه وتوفي سنة ثلاث وعشرين ومائتين.

قال أبو يعلى : كتب المثنّى بن يحيى عن علي بن مسهر كتبه على الوجه ، وأكثر عن أبي شهاب ، ورحل عن الموصل فأوطن مدينة السلام للتجارة وكان له هناك قدر.

٧١٤٨ ـ المثنّى بن عبد الكريم ، المازني :

ابن عم النّضر بن شميل. بغدادي المولد والمنشأ. سمع النّضر بن شميل ، وزافر بن سليمان ، روى عنه إبراهيم الحربيّ ، وأبو بكر بن أبي الدّنيا ، وأبو زيد عبد الله بن محمّد بن إسماعيل شيخ لأحمد بن محمّد بن ياسين الهرويّ. وكان المثنّى قد سكن هراة ، فحصل حديثه عند أهلها.

__________________

(١) ٧١٤٧ ـ البارباباذي : هذه النسبة إلى محلة بمرو عند باب شارستان يقال لها : بارباباذ (الأنساب ٢ / ٣٣).

(٢) انظر الحديث في : مسند أحمد ٤ / ٣٥٩.

١٧٢

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى بن الفضل الصّيرفيّ ، أخبرنا أبو عبد الله محمّد ابن عبد الله الصّفّار الأصبهانيّ ، حدّثنا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن عبيد القرشيّ ، حدّثنا المثنّى بن عبد الكريم ، حدّثنا زافر بن سليمان عن يحيى بن سليم بلغه أن ملك الموت استأذن ربه تعالى أن يسلم على يعقوب عليه‌السلام فأذن له ، فأتاه فسلم عليه. فقال له : بالذي خلقك هل قبضت روح يوسف؟ قال : لا ، قال : ألا أعلمك كلمات لا تسأل الله شيئا بها إلا أعطاك؟ قال : بلى. قال قل يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا ، ولا يحصيه غيره. قال : فما طلع الفجر حتى أتى بقميص يوسف.

قرأت في كتاب أبي الحسن بن الفرات ـ بخطه ـ أخبرنا محمّد بن العبّاس الهرويّ الضّبيّ ، حدّثنا أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن ياسين قال : المثنّى بن عبد الكريم ابن عم النّضر بن شميل ولد ببغداد ونشأ بها وسكن هراة. وكان من أهل السنة يحدث أيام ابن الرماح وكان رجلا صالحا.

٧١٤٩ ـ المثنّى بن معاذ بن معاذ بن نصر بن حسّان ، أبو الحسن العنبريّ البصريّ :

قدم بغداد وحدث بها عن أبيه. وعن بشر بن المفضل ، ومعتمر بن سليمان ، وسلم ابن قتيبة ، ويحيى بن سعيد القطّان. روى عنه ابنه معاذ ، وأبو يحيى محمّد بن سعيد ابن غالب العطّار ، وأبو بكر بن أبي الدّنيا ، وأبو يحيى زكريا بن يحيى النّاقد ، وأحمد ابن علي الأبار ، وكان ثقة.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن عبد الرّحمن بن عثمان التّميميّ ـ بدمشق ـ أخبرنا القاضي أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي ، حدّثنا أبو عبيد محمّد بن أحمد النّاقد ، حدّثنا أبو يحيى محمّد بن سعيد العطّار قال : قدم علينا المثنّى بن معاذ بن معاذ فسألته عن حديث ذكره أبو يحيى فزعم أنه حدثه به.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن أبي طاهر الدّقّاق ، أخبرنا أبو بكر الشّافعيّ ، حدّثنا أبو يحيى النّاقد ـ زكريا بن يحيى بن مروان ـ حدّثنا مثنى بن معاذ ، حدّثنا يحيى القطّان عن محمّد بن عيينة أخي سفيان بن عيينة قال : حدّثنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال : ما رأيت من يطلب بعلمه ما عند الله غير عطاء ، وطاوس ، ومجاهد.

__________________

٧١٤٩ ـ انظر : تهذيب الكمال ٥٧٧٥ (٢٧ / ٢٠٩). وسؤالات ابن الجنيد لابن معين ، ترجمة ٧٥. وابن محرز ، الترجمة ١٦٠٨. وتاريخ البخاري الكبير ٧ / ترجمة ١٨٤٧. وتاريخه الصغير ٢ / ٣٥٧. والجرح والتعديل ٨ / ترجمة ١٥٠٦. وثقات ابن حبان ٩ / ١٩٤. ورجال صحيح مسلم لابن ـ

١٧٣

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن القاسم بن جعفر الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : مثنى بن معاذ لا بأس به.

أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أخبرنا محمّد بن حميد المخرّميّ ، حدّثنا علي بن الحسين بن حبّان قال : وجدت في كتاب أبي ـ بخط يده ـ قال أبو زكريا ـ وهو يحيى بن معين ـ : المثنّى بن معاذ بن معاذ رجل صدق ثقة صدوق من خيار المسلمين ، ما زال مذ هو حدث ، وهو خير من أخيه عبيد الله بن معاذ مائة مرة.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال : سنة ثمان وعشرين ومائتين فيها مات المثنّى بن معاذ العنبريّ.

٧١٥٠ ـ المثنّى بن جامع ، أبو الحسن الأنباريّ :

حدث عن سعيد بن سليمان الواسطيّ ، ومحمّد بن الصّبّاح الدولابي ، وعمار بن نصر الخراساني ، ومحمّد بن عبد الله الحذّاء ، وأحمد بن حنبل ، وسريج بن يونس. روى عنه أحمد بن محمّد بن الهيثم الدّوريّ ، ويوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول التنوخي. وكان ثقة صالحا دينا مشهورا بالسنة.

أخبرنا التنوخي قال : حدّثنا أبو الحسن أحمد بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول ، حدّثنا أبي ، حدّثنا أبو الحسن المثنّى بن جامع ، حدّثنا سريج بن يونس ، حدّثنا فرج بن فضالة عن كليب بن ميمون عن ميمون بن مهران قال : أوصاني عمر بن عبد العزيز فقال : يا ميمون لا تخل بامرأة لا تحل لك وإن أقرأتها القرآن ، ولا تتبع السلطان وإن رأيت أنك تأمره بمعروف وتنهاه عن منكر ، ولا تجالس ذا هوى فتلقى في نفسك شيئا يسخط الله به عليك.

أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطيّ ، حدّثنا محمّد بن المظفر ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن الهيثم الدّوريّ ، حدّثنا أبو الحسن مثنى بن جامع الأنباريّ ، حدّثنا أبو جعفر الحذّاء قال : سمعت سفيان بن عيينة يقول : إذا وافقت السريرة العلانية فذلك العدل ،

__________________

ـ منجويه ١٠٢١. والكاشف ٣ / ترجمة ٥٣٧٦. والجمع ٢ / ٥١١. والمعجم المشتمل وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ٢١. ونهاية السئول ، الورقة ٣٦٣. وتهذيب التهذيب ١٠ / ٣٧. والتقريب ٢ / ٢٢٨. وخلاصة الخزرجي ٣ / الترجمة ٦٨٤٨.

١٧٤

وإذا كانت السريرة أفضل من العلانية فذلك الفضل ، وإذا كانت العلانية أفضل من السريرة فذلك الجور.

حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبلي قال : أخبرنا أبو بكر الخلّال قال : مثنى بن جامع الأنباريّ رجل جليل جدّا من أصحاب أبي عبد الله ، جليل القدر عند بشر بن الحارث أيضا ، وعبد الوهاب الورّاق ، ويقال إنه كان مستجاب الدعوة ، وكان أبو عبد الله يعرف له حقه وقدره.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد العكبريّ ، حدّثنا أبو طالب بن بهلول الأنباريّ قال : قال أبو العبّاس أحمد بن أصرم بن خزيمة المغفلي : إذا رأيت الأنباريّ يحب أبا جعفر الحذّاء ، ومثنى بن جامع الأنباريّ ، فاعلم أنه صاحب سنّة.

٧١٥١ ـ المثنّى بن محمّد بن المثنّى بن محمّد بن المثنّى بن عبد الله ، أبو الهيثم الأزديّ الفقيه :

من أهل مرو قدم بغداد حاجّا وحدث عن أحمد بن محمّد بن عمر المنكدري ، ومحمّد بن أحمد بن معدان الفقيه ، ومحمّد بن أبي يزيد الصّيرفيّ ، حدّثنا عنه القاضي أبو العلاء الواسطيّ ، وعلي بن طلحة بن محمّد المقرئ.

أخبرنا علي بن طلحة ، أخبرنا المثنّى بن محمّد المروزيّ ـ قدم علينا حاجّا ـ حدّثنا أحمد بن محمّد المنكدري ، حدّثنا الفضل بن موسى بن عيسى الهاشميّ ـ بسر من رأى ـ حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديّ عن سفيان عن عمرو بن عثمان عن أبي بردة : أن رجلا من المشركين كتب إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يسلم عليه ، فأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الكاتب أن يرد عليه.

أخبرنا هناد بن إبراهيم النسفي ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان الحافظ ـ ببخاري ـ قال : توفي أبو الهيثم المثنّى بن محمّد بن المثنّى المروزيّ بمرو ـ وأنا بها ـ في شعبان لأربع خلون منه سنة ست وثمانين وثلاثمائة ، سقط من السطح فاندقت عنقه.

١٧٥

ذكر من اسمه مخلد

٧١٥٢ ـ مخلد بن أبي قريش ، من أهل الأنبار :

حدث عن عبد الجبّار بن العبّاس الشّيباني ، ومنصور بن أبي الأسود ، وجعفر بن زياد الأحمر. روى عنه يعقوب بن شيبة السدوسي ، ومحمّد بن الحسين الحنيني الكوفيّ.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا جدي ، حدثني مخلد بن أبي قريش الأنباريّ قال : سمعت عبد الجبّار ابن العبّاس قال : قلت لجعفر بن محمّد إن قبلنا قوما يذكرون أبا بكر وعمر؟ قال : فأخبرهم أنه من زعم منهم إني أبرأ منهما ، فإني منه برئ.

٧١٥٣ ـ مخلد بن خالد بن يزيد ، أبو محمّد الشعيري :

حدث عن إبراهيم بن خالد ، وعبد الرزاق بن همام الصنعانيين. روى عنه أبو داود السجستاني ، وأبو عوف البزوري ، وابنه أحمد.

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أسد الكاتب وأبو علي الحسن بن أبي بكر قالا : أخبرنا عبد الملك بن الحسن السقطي ، حدّثنا أحمد بن عبد الرّحمن بن مرزوق ، حدّثنا مخلد بن خالد ، حدّثنا إبراهيم بن خالد ، حدّثنا رباح عن معمر عن إسماعيل بن أميّة عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نظر إلى قوم وهم يصلون وهم يرفعون أصواتهم بالقراءة فقال : «كلكم مناج ربه ، فلا يؤذ بعضكم بعضا» (١).

أخبرني العتيقي ، أخبرنا محمّد بن عديّ البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال : سئل أبو داود عن خالد بن مخلد الشعيري ـ كذا في الكتاب ـ والصواب مخلد بن خالد؟ فقال : ثقة.

__________________

٧١٥٣ ـ انظر : تهذيب الكمال ٥٨٣٤ (٢٧ / ٣٤٣). وعلل أحمد ٢ / ٢٢١. والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ١٦٠٠. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١٧٥. وتسمية شيوخ أبي داود ، الورقة ٩٤. والجمع لابن القيسراني ٢ / ٥٠٨. والمعجم المشتمل ، الترجمة ١٠٣٤. والكاشف ٣ / الترجمة ٥٤٣٠. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ٢٨. ونهاية السئول ، الورقة ٣٦٦. وتهذيب التهذيب ١٠ / ٧٣ ـ ٧٤. والتقريب ٢ / ٢٣٥. وخلاصة الخزرجي ٣ / الترجمة ٦٨٩٩.

(١) انظر الحديث في : حلية الأولياء ٤ / ١٢٤

١٧٦

٧١٥٤ ـ مخلد بن الحسن بن أبي زميل ، أبو أحمد الحرّانيّ :

سكن بغداد وحدث بها عن عبيد الله بن عمرو ، وأبي المليح الحسن بن عمر الرقيين ، وإسماعيل بن علية. روى عنه أبو حاتم الرّازيّ ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وأحمد بن أبي عوف البزوري ، وقاسم المطرز ، وعبد الله بن محمّد بن ناجية ، وعبد الله بن صالح البخاريّ وهيثم بن خلف الدّوريّ ، ومحمّد بن هارون بن المجدر.

وقال ابن أبي حاتم : سألت أبي عنه فقال : هو صدوق.

أخبرنا الحسن بن محمّد الخلّال ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الورّاق وعمر بن أحمد الواعظ قالا : حدّثنا محمّد بن هارون بن حميد البيع ، حدّثنا مخلد بن أبي زميل الحرّانيّ.

وأخبرنا عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان الغزال ـ بصور ـ حدّثنا محمّد ابن محمّد بن علي النّاقد ، حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن صالح البخاريّ ، حدّثنا مخلد ابن الحسن ، حدّثنا عبيد الله بن عمرو الرقي ، عن أيّوب عن أبي قلابة عن أنس : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلى بأصحابه ، فلما قضى الصّلاة قال : «أتقرءون خلف الإمام؟ والإمام يقرأ؟ قالوا : إنا لنفعل ، قال : «فلا تفعلوا وليقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب في نفسه» (١) لفظ حديث الخلّال.

هكذا روى هذا الحديث عبيد الله بن عمرو عن أيّوب ، وخالفه سلام أبو المنذر فرواه عن أيّوب عن أبي قلابة عن أبي هريرة ، وخالفهما الرّبيع بن بدر ، رواه عن أيّوب عن الأعرج عن أبي هريرة. ورواه إسماعيل بن علية وغيره عن أيّوب عن أبي قلابة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرسلا. ورواه خالد الحذّاء عن أبي قلابة عن محمّد بن أبي عائشة عن رجل من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو الفرج محمّد بن عبد الله بن أحمد بن شهريار الأصبهانيّ ـ بها ـ أخبرنا سليمان بن أحمد الطبراني ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن نصر بن شبيب الأصبهانيّ ، حدّثنا مخلد بن الحسن بن أبي زميل البغداديّ بحديث ذكره.

__________________

٧١٥٤ ـ انظر : تهذيب الكمال ٥٨٣١ (٢٧ / ٣٣٠). والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ١٦٠٢. وثقات ابن حبان ٩ / ١٨٦. والمعجم المشتمل ، الترجمة ١٠٣٢. والكاشف ٣ / الترجمة ٥٤٢٨. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ٢٨. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٧٥ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧). ونهاية السئول ، الورقة ٣٦٦. وتهذيب التهذيب ١٠ / ٧٢. والتقريب ٢ / ٢٣٤. وخلاصة الخزرجي ٣ / الترجمة ٦٨٩٧.

(١) انظر الحديث في : سنن الدارقطني ١ / ٣٤٠. وكنز العمال ٢٢٩٥٩. ومصنف عبد الرزاق ٢٧٦٥.

١٧٧

قلت : نسبه إلى بغداد لسكناه إياها.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا علي بن عمر الدّارقطنيّ ، حدّثنا الحسن بن رشيق ، حدّثنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي عن أبيه.

ثم أخبرني الصوري ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي قال : ناولني عبد الكريم ـ وكتب لي بخطه ـ قال : سمعت أبي يقول : مخلد بن الحسن بغدادي لا بأس به.

٧١٥٥ ـ مخلد بن جعفر بن مخلد بن سهيل بن حمران ، أبو علي الدّقّاق الفارسيّ المعروف بالباقرحي :

وقد سقنا نسبه عند ذكر ابنه إبراهيم. سمع يحيى بن محمّد بن البختريّ الحنّائيّ ، ويوسف بن يعقوب القاضي ، وأحمد بن مسروق الطّوسيّ ، والحسن بن علويه القطّان ، وأحمد بن محمّد بن منصور الحاسب ، وأحمد بن يحيى الحلواني ، ومحمّد ابن يحيى المروزيّ ، وجعفر الفريابي ، وأحمد بن أبي عوف البزوري ، ومحمّد بن جرير الطبري ، ومحمّد بن حنيفة الواسطيّ. حدّثنا عنه محمّد بن أبي الفوارس ، وعلي ابن عبد العزيز الطّاهري ، وأبو نعيم الحافظ ، والقاضي أبو العلاء الواسطيّ ، ومحمّد ابن جعفر بن علان ، وأبو طالب بن بكير ، ومحمّد بن علي بن العلّاف ، ومحمّد بن عمر بن بكير المقرئ.

سألت أبا نعيم الحافظ عن مخلد بن جعفر ، فقال : لما سمعنا منه كان أمره مستقيما ، ثم لما خرجنا من بغداد بلغنا أنه خلط ، وحدث عن أحمد بن يحيى الحلواني وغيره.

ذكرت لأحمد بن علي البادا مخلد بن جعفر فقال : كان ثقة صحيح السماع ، غير أنه لم يكن يعرف شيئا من الحديث.

حدثت عن أبي الحسن محمّد بن العبّاس بن الفرات قال : كان مخلد بن جعفر في ابتداء ما حدث ثقة على حال جميلة ، وأصول حسنة صحيحة جيدة ، رأيت منها شيئا كثيرا هذه سبيله. ثم إن ابنه حمله في آخر أمره على ادعاء أشياء كثيرة ، منها «المغازي» عن المروزيّ ، و «المبتدأ» عن ابن علوية ، و «تاريخ الطبري الكبير» ، و «الطهارة» لأبي عبيد ، وأشياء غير ذلك ، فشرهت نفسه إلى ذلك وقبل منه ، واشترى له هذه الكتب من السوق فحدث بها دفعات فانهتك وافتضح.

__________________

٧١٥٥ ـ انظر : الأنساب ، للسمعاني ٢ / ٥٠.

١٧٨

قال محمّد بن أبي الفوارس : توفي مخلد بن جعفر ليلة السبت ودفن يوم السبت لليلة بقيت من ذي الحجة سنة سبعين وثلاثمائة. كان له أصول كثيرة جياد بخطه ، وحدث بالتاريخ الكبير ، والمبتدأ عن ابن علويه من كتاب ليس له فيه سماع.

ذكر من اسمه المؤمّل

٧١٥٦ ـ المؤمّل بن أميل ، أبو أميل المحاربي الشّاعر :

كوفي قدم بغداد ومدح أمير المؤمنين المهديّ ، وله في ذلك خبر طريف.

أخبرناه أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد بن علي البزّاز ، أخبرنا عمر بن محمّد ابن سيف الكاتب ، حدّثنا محمّد بن القاسم بن محمّد النّحويّ ، حدثني أبي قال : حدثني أبو الحسن علي بن محمّد بن العبّاس القرشيّ ، حدّثنا عبد الله بن الحسين بن سعد. قال أبي : وحدّثناه أبو محمّد بن أبي سعد الورّاق فدخل بعض الكلام والشعر في بعض ، والمعاني متقاربة ـ قال : خرج المؤمّل بن أميل المحاربي إلى المهديّ ـ وهو أمير على الري ـ ممتدحا له فأمر له بعشرين ألف درهم ورفع الخبر إلى المنصور ، قال : فلما اتصل به قربي من العراق أقعد لي قاعدا على جسر النهروان يستقرئ القوافل ، فلما مررت به قال لي : من أنت؟ قلت : المؤمّل بن أميل ، مادح الأمير المهديّ وشاعره ، قال : إياك طلبت. ثم أخذ بيدي فأدخلني على المنصور وهو بقصر الذهب فقال لي : أتيت غلاما غرّا فخدعته؟ قلت : بل أتيت غلاما كريما فخدعته فانخدع ، قال : فانشدني ما قلت فيه ، فأنشدته :

هو المهديّ إلا أن فيه

مشابه صورة القمر المنير

تشابه ذا وذا ، فهما إذا ما

أنارا يشكلان على البصير

فهذا في الظلام سراج نور

وهذا بالنهار سراج نور

ولكن فضّل الرّحمن هذا

على ذا بالمنابر والسرير

وبالملك العزيز ، فذا أمير

وما ذا لا لأمير ولا الوزير

ونقص الشهر يخمد ذا وهذا

منير عند نقصان الشهور

__________________

٧١٥٦ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٨ / ٢٥٥. وإرشاد الأريب ٧ / ١٩٥. ونكت الهميان ٢٩٩.

وسمط اللآلئ ٥٢٤. وخزانة الأدب ٣ / ٥٢٣. والأغاني ١٩ / ١٤٧ ـ ١٥٠. والأعلام ٧ / ٣٣٤.

١٧٩

فيا ابن خليفة الله المصفى

به تعلو مفاخرة الفخور

تقذفت الملوك وقد توانوا

إليك من السهولة والوعور

لقد سبق الملوك أبوك حتى

بقوا من بين كاب أو حسير

وجئت وراءه تجري حثيثا

وما بك حين تجري من فتور

فقال الناس : ما هذان إلا

كما بين الفتيل إلى النقير

فإن سبق الكبير فأهل سبق

له فضل الكبير على الصغير

وإن بلغ الصغير مدى كبير

فقد خلق الصغير من الكبير

فقال لي : ما أحسن ما قلت ، ولكن لا تساوي ما أخذت. يا ربيع حط ثقله وخذ منه ستة عشر ألفا ، وخله والبقية. قال : فحط والله الرّبيع ثقلي ، وأخذ مني ستة عشر ألفا ، فما بقيت معي إلا نفيقة يسيرة لأني كنت اشتريت لأهلي طرائف من طرائف الري ، فشخصت وآليت أن لا أدخل بغداد وللمنصور بها ولاية ، فلما مات المنصور واستخلف المهديّ قدمت بغداد ، فألفيت رجلا ـ يقال له ابن ثوبان قد نصبه المهديّ للمظالم ـ فكتبت قصة أشرح فيها ما جرى عليّ ، فرفعها ابن ثوبان إلى المهديّ ، فلما قرأها ضحك حتى استلقى ثم قال : هذه مظلمة أنا بها عارف ، ردوا عليه ماله الأول ، وضموا إليه عشرين ألفا.

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن حمّاد الواعظ ، حدّثنا أبو بكر يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول الأنباريّ ـ إملاء ـ حدّثنا جدي قال :سمعت عبادة بن كليب قال : أتاني المؤمّل الشّاعر فقال : أروي لك ثلاثة أبيات؟ قلت له : أنت تقول في الغزل والنساء ، قال : اسمعها فإن أعجبتك فاروها ، قلت : هات. قال : إذا سفه عليك أحد فاروها ولا تكلمه :

إذا نطق اللئيم فلا تجبه

فخير من إجابتك السكوت

لئيم القوم يشتمني فيخطى

ولو دمه سفكت لما خطيت

فلست مشاتما أبدا لئيما

خزيت لمن يشاتمه خزيت

قال لنا ابن حمّاد : وخزيت بالزاي في الموضعين.

قرأت على الجوهريّ عن أبي عبيد الله المرزباني قال : أخبرني محمّد بن العبّاس قال : ذكر المؤمّل بين يدي أبي العبّاس المبرد فقالوا : كانوا يقولون له المؤمّل البارد ،

١٨٠