تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٣

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٣

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٧

قال : وحدّثنا المسيّب ، حدّثنا الأعمش أن أهل السجن أرسلوا إلى إبراهيم هل عليهم جمعة؟ فأمرهم أن يصلوا أربعا.

قال : وحدّثنا المسيّب عن رزام عن ابن عمر قال : وما أقول إنه كذاب ، ولم أحدث عنه بشيء. وغمزه.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد ابن عبدوس الطّرائفيّ يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدّارميّ يقول : قلت ليحيى بن معين : المسيّب بن شريك؟ قال : ليس بشيء.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطيّ ، حدّثنا عمرو بن علي قال : والمسيّب بن شريك متروك الحديث ، قد اجتمع أهل العلم على ترك حديثه.

حدّثنا عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني ، حدّثنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني ، حدّثنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد السلمي ، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار ، حدّثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال : المسيّب بن شريك سكت الناس عن حديثه.

أخبرنا أبو حازم العبدوي قال : سمعت محمّد بن عبد الله الجوزقي يقول : قرئ على مكي بن عبدان ـ وأنا أسمع ـ قيل له : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : أبو سعيد المسيّب بن شريك التّميميّ الكوفيّ متروك الحديث.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن حسنويه الهرويّ ، أخبرنا الحسين بن إدريس قال : المسيّب بن شريك متروك.

أخبرنا البرقاني ، حدثني محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الملك الأدمي ، حدّثنا محمّد بن علي الإيادي ، حدّثنا زكريا بن يحيى السّاجي قال : المسيّب بن شريك التّميميّ أبو سعيد متروك الحديث يحدث بمناكير.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد ، حدّثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي ، حدثني أبي قال : مسيب بن شريك متروك الحديث.

أخبرنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله الطبري ، أخبرنا أبو الحسن الدّارقطنيّ قال : المسيّب بن شريك متروك.

١٤١

أخبرنا الأزهري ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف الخشّاب ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : المسيّب بن شريك قدم بغداد فنزلها ، وولى بيت المال لهارون أمير المؤمنين ، وكان منزله في مدينة أبي جعفر ، وله عقب وتوفي ببغداد ، وكان ضعيفا في الحديث لا يحتج به.

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد ، أخبرنا أبو جعفر محمّد بن معاذ الهرويّ ، أخبرنا أبو داود السنجي ، حدّثنا الهيثم بن عديّ قال : المسيّب بن شريك توفي في خلافة هارون.

أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازي ، حدّثنا خليفة بن خياط.

وأخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن المسيّب بن شريك مات في سنة خمس وثمانين ومائة.

قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكّي ، أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج قال : قال داود بن رشيد : كان المسيّب بن شريك ولى بيت المال أيام هارون ، ولد بخراسان ونشأ بالكوفة ومات ببغداد في مدينة أبي جعفر سنة ست وثمانين ومائة.

أخبرنا أبو خازم بن الفراء ، أخبرنا الحسن بن علي بن أبي أسامة ، حدّثنا أبو عمران ابن الأشيب ، حدّثنا ابن أبي الدّنيا ، حدّثنا ابن أبي الدّنيا ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : المسيّب بن شريك توفي سنة ست وثمانين ومائة.

٧١٢٤ ـ المسيّب بن سويد ، بغدادي :

روى عن علي بن هاشم بن البريد.

ذكره عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرّازيّ وقال : سمعت أبي يقول : هو مجهول.

٧١٢٥ ـ المسيّب بن زهير بن مسلم ، أبو مسلم التاجر :

سكن نيسابور وحدث بها عن القعنبي ، ويحيى بن هاشم السّمسار ، وعاصم بن علي ، وخالد بن خداش ، وعبيد الله بن محمّد بن عائشة. روى عنه أبو حامد أحمد ابن محمّد بن الشرقي ، وغيره من النّيسابوريّين.

__________________

٧١٢٤ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٤ / ترجمة ٨٥٤٣.

١٤٢

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم قال : سمعت أبا النّضر محمّد بن محمّد بن يوسف الفقيه يقول : حدّثنا المسيّب بن زهير التاجر البغداديّ ـ بنيسابور ـ حدّثنا يحيى بن هاشم السّمسار ، حدّثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الشعر في الأنف أمان من الجذام» (١).

أخبرني أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن حوران الحدّاد وأبو الحسن علي بن أحمد الرّزّاز قالا : أخبرنا عمر بن جعفر بن محمّد بن سلم الختلي ، حدّثنا معاذ بن المثنّى العنبريّ ، حدّثنا يحيى بن هاشم السّمسار بإسناده مثله سواء.

أخبرني ابن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم قال : سمعت محمّد بن صالح يقول : ورد المسيّب بن زهير البغداديّ نيسابور مع الحسين بن الفضل البجلي ، وكان القيم بأسبابه ، فنزل نصرآباذ وكتبنا عنه إلى أن توفي بنيسابور سنة خمس وثمانين ومائتين.

٧١٢٦ ـ المسيّب بن محمّد بن المسيّب بن إسحاق بن عبد الله بن إسماعيل ابن أبي أويس ، أبو عمرو الأرغياني :

قرأت نسبه هذا في كتاب أبي الحسن الدّارقطنيّ وذكر أنه كتبه له بخطه. وقال الدّارقطنيّ : قدم علينا في سنة خمسين وثلاثمائة حاجّا ، وحدث عن أبيه عن محمّد بن إسحاق السّرّاج ، وأحمد بن محمّد بن الأزهر وغيرهم. وأرغيان التي انتسب إليها قرية من قرى نيسابور.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا أبو عمرو المسيّب بن محمّد بن المسيّب الأرغياني ـ قدم علينا حاجّا ـ حدّثنا أبي ، حدّثنا محمّد بن يحيى بن رزين المصيصي ، حدّثنا عثمان بن عمر بن فارس ، حدّثنا كهمس عن الحسن عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كل ما في السموات وما في الأرض وما بينهما فهو مخلوق ، غير الله والقرآن ، وذلك أن كلامه منه بدأ وإليه يعود ، وسيجيء أقوام من أمتي يقولون القرآن مخلوق ، فمن قاله منهم فقد كفر بالله العظيم ، وطلقت امرأته منه من ساعته ، لأنه لا ينبغي لمؤمنة أن تكون تحت كافر إلا أن تكون سبقته بالقول» (١) وابن رزين ذاهب الحديث.

__________________

(١) ٧١٢٥ ـ انظر الحديث في : الموضوعات ١ / ١٦٨ ، ١٦٩ ، ١٧٠. والضعفاء للعقيلي ٤ / ٢٩٥. واللآلئ المصنوعة ١ / ٦٣. والكامل لابن عدي ٣ / ١٠١١ ، ٥ / ١٦٧١ ، ٦ / ٢٢٣٧. وتنزيه الشريعة ١ / ٢٠٢. ومجمع الزوائد ٥ / ١٠١.

٧١٢٦ ـ انظر : الأنساب ، للسمعاني ١ / ١٨٦ ، ١٨٧.

(١) انظر الحديث في : تنزيه الشريعة ١ / ١٣٤. واللآلئ المصنوعة ١ / ٣.

١٤٣

ذكر من اسمه مروان

٧١٢٧ ـ مروان بن سليمان بن يحيى بن أبي حفصة ، أبو الهيذام ـ وقيل : أبو السمط :

وكان أبو حفصة مولى مروان بن الحكم أعتقه يوم الدار لأنه أبلى يومئذ بلاء حسنا ، واسمه يزيد. وقيل إن أبا حفصة كان يهوديّا طبيبا أسلم على يد عثمان بن عفّان ، وقيل : على يد مروان بن الحكم. ويزعم أهل المدينة أنه كان من موالي السموأل بن عاديا ، وأنه سبى من إصطخر وهو غلام فاشتراه عثمان ووهبه لمروان بن الحكم. ومروان بن سليمان شاعر مجود محكك للشعر ، وهو من أهل اليمامة وقدم بغداد ومدح المهديّ والرّشيد ، وكان يتقرب إلى الرّشيد بهجاء العلوية في شعره. وله في معن بن زائدة مدائح ومراث عجيبة ، وقيل إنه قيل الشعر وهو غلام لم يبلغ سنه العشرين.

أخبرني الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة ، أخبرنا أحمد بن يحيى عن الرياشي قال : قال رجل لمروان بن أبي حفصة : ما حملك على أن تناولت ولد علي في شعرك؟ فقال : والله ما حملني على ذلك بغضاء لهم ، ولقد مدحت أمير المؤمنين المهديّ بشعري الذي أقول فيه :

طرقتك زائرة فحى خيالها

بيضاء تخلط بالحياء دلالها

قادت فؤادك فاستقاد وقبلها

قاد القلوب إلى الصبي فأمالها (١)

حتى بلغت إلى قولي :

هل يطمسون من السماء نجومها

بأكفهم أم يسترون هلالها

أم يدفعون مقالة ـ عن ربه

جبريل بلغها النبي فقالها

شهدت من الأنفال آخر آية

بتراثهم فأردتم إبطالها

فذروا الأسود خوادرا في غيلها

لا تولغن دماءكم أشبالها

فقال المهديّ : وجب حقك على هؤلاء القوم ، ثم أمر لي بخمسين ألف درهم وأمر أولاده أن يبروني ، فبروني بثلاثين ألف درهم.

__________________

٧١٢٧ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٩ / ٦٩. والأغاني ٩ / ٣٤ ـ ٤٧. ورغبة الآمل ٦ / ٨٢ ، ٧ / ٣٧ ، ٤٥. ووفيات الأعيان ٢ / ٨٩. وآمالي المرتضى ٢ / ١٥٥ ، ٣ / ٤ ، ١٦ ، ٢٦. والأعلام ٧ / ٢٠٨.

(١) هذا البيت ساقط من النسخة الصميصاطية.

١٤٤

قال ابن عرفة : وحدثني عبد الله بن إسحاق بن سلام قال : خرج مروان من دار المهديّ ومعه ثمانون ألف درهم فمر بزمن ، فسأله فأعطاه ثلثي درهم ، فقيل له : هلا أعطيته درهما؟ فقال : لو أعطيت مائة ألف درهم أتممت له درهما. قال : وكان مروان يبخل فلا يسرج له في داره ، فإذا أراد أن ينام أضاءت له الجارية بقصبة إلى أن ينام.

أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي ، أخبرنا أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهانيّ ، أخبرنا الحسن بن علي ، حدّثنا يزيد بن محمّد المهلبي ، حدثني عبد الصّمد بن المعدل قال : دخل مروان بن أبي حفصة ، وسلم الخاسر ، ومنصور النمري على الرّشيد ، فأنشده قصيدته التي يقول فيها :

أنى يكون وليس ذاك بكائن

لبني البنات وراثة الأعمام؟

وأنشده سلم :

حضر الرحيل وشدت الأحداج

وأنشده النمري قصيدته التي يقول فيها :

إن المكارم والمعروف أودية

أحلك الله منها حيث تجتمع

فأمر لكل واحد منهم بمائة ألف درهم ، فقال له يحيى بن خالد : يا أمير المؤمنين مروان شاعرك خاصة قد ألحقتهم به؟ قال : فليزد مروان عشرة آلاف.

أخبرنا أبو علي محمّد بن الحسين الجازري ، حدّثنا المعافى بن زكريا ، حدّثنا أحمد ابن العبّاس العسكريّ قال : حدّثنا عبد الله بن أبي سعد ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن موسى بن حمزة ـ مولى بني هاشم ـ حدثني أحمد بن موسى بن حمزة ، أخبرني الفضل بن بزيع قال : رأيت مروان بن أبي حفصة قد دخل على المهديّ بعد موت معن بن زائدة في جماعة من الشعراء فيهم سلم الخاسر وغيره ، فأنشده مديحا له ، فقال له : من؟ قال : شاعرك مروان بن أبي حفصة ، فقال له المهديّ : ألست القائل :

أقمنا باليمامة بعد معن

مقاما ما نريد به زيالا

وقلنا أين نرحل بعد معن

وقد ذهب النوال فلا نوالا؟

قد جئت تطلب نوالنا وقد ذهب النوال ، لا شيء لك عندنا ، جروا برجله ، فجر برجله حتى أخرج ، فلما كان في العام المقبل تلطف حتى دخل مع الشعراء وإنما

١٤٥

كانت الشعراء تدخل على الخلفاء في ذلك الحين في كل عام مرة ، قال : فمثل بين يديه وأنشده قصيدته التي يقول فيها :

طرقتك زائرة فحيّ خيالها

بيضاء تخلط بالحياء دلالها

قادت فؤادك فاستقاد وقبلها

قاد القلوب إلى الصبي فأمالها

قال : فأنصت لها حتى بلغ إلى قوله :

هل تطمسون من السماء نجومها

بأكفكم أو تسترون هلالها

أو تدفعون مقالة عن ربكم

جبريل بلغها النبي فقالها

شهدت من الأنفال آخر آية

بتراثهم فأردتم إبطالها

 ـ يعني بني علي ، وبني العبّاس ـ.

قال : فرأيت المهديّ وقد تزاحف من صدر مصلاه حتى صار على البساط إعجابا بما سمع ، ثم قال له : كم هي بيتا؟ قال : مائة بيت ، فأمر له بمائة ألف درهم. قال : فإنها لأول مائة ألف أعطيها شاعر في خلافة بني العبّاس ، قال : فلم تلبث الأيام أن أفضت الخلافة إلى هارون الرّشيد ، قال : فرأيت مروان ماثلا مع الشعراء بين يدي الرّشيد وقد أنشده شعرا ، فقال له : من؟ قال : شاعرك مروان بن أبي حفصة ، فقال له : ألست القائل البيتين ـ اللذين له في معن اللذين أنشدهما المهديّ؟ ـ خذوا بيده فأخرجوه فإنه لا شيء له عندنا فأخرج. فلما كان بعد ذلك بيومين تلطف حتى دخل ، فأنشده قصيدته التي يقول فيها :

لعمرك لا أنسى غداة المحصب

إشارة سلمى بالبنان المخضب

وقد هدر الحجّاج إلا أقلهم

مصادر شتى موكبا بعد موكب

قال : فأعجبته ، فقال له : كم قصيدتك بيتا؟ قال له : سبعون ـ أو ستون ـ فأمر له بعدد أبياتها ألوفا ، فكان ذلك رسم مروان حتى مات.

قرأت على الحسن بن علي الجوهريّ عن أبي عبيد الله محمّد بن عمران المرزباني قال : أخبرني يوسف بن يحيى عن أبيه يحيى بن علي قال : أخبرني متوج بن محمود ابن أبي الجنوب ، أخبرني أبي عن أبيه أن الكسائيّ كان يقول : إنما الشعر سقاء تمخض ، فدفعت الزبدة إلى مروان بن أبي حفصة.

١٤٦

وقال المرزباني : أخبرني محمّد بن يحيى الصولي ، حدّثنا محمّد بن سعيد ، حدّثنا عمر بن شبة ، حدثني محمّد بن بشار قال : رأيت مروان يعرض على أبي أشعاره ، فقال له أبي : إن وفيت قيم أشعارك استغنيت.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : سنة اثنتين وثمانين ومائة فيها مات مروان بن أبي حفصة الشّاعر.

أخبرني الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة قال : ومروان يكنى أبا الهيذام ، وعاش إلى سنة اثنتين وثمانين ومائة فمات فيها.

وذكر إدريس بن سليمان بن أبي حفصة أن مروان توفي سنة إحدى وثمانين ومائة ، ودفن ببغداد في مقبرة نصر بن مالك. وقال غيره : كان مولده في سنة خمس ومائة.

٧١٢٨ ـ مروان بن محمّد ، أبو محمّد الشّاعر المعروف بأبي الشمقمق :

مولى مروان بن محمّد بن محمّد بن مروان بن الحكم ، وهو بصري.

قال أبو العبّاس المبرد : كان ربما لحن ، ويهزل كثيرا ويجد فيكثر صوابه ، وقدم بغداد في أيام هارون الرّشيد.

قرأت على الجوهريّ عن المرزباني قال : حدثني أبو عبد الله الحكيمي وأبو بكر الصولي قالا : حدّثنا محمّد بن موسى البربريّ ، حدّثنا عبد الله بن عمرو المطبخي قال : حدّثنا عبد الله بن الرّبيع الكاتب ، أخبرنا أبو العجاج الشّاعر قال : رأيت أبا دلامة شيخا كبيرا في أول خلافة هارون الرّشيد يخضب ، وأبا الشمقمق وأبا نواس وجماعة من الشعراء وهم في منزل أبي العتاهية بالكرخ في الجزارين. وساق لهم خبرا.

أخبرنا الحسن بن علي المقنعي ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا أبو بكر الصولي ، حدّثنا ابن الغلابي قال : سمعت ابن عائشة يقول : يعجبني من شعر أبي الشمقمق في وصف بغداد :

ليس فيها مروءة لشريف

غير هذا القناع بالطيلسان

وبقينا في عصبة من قريش

يشتهون المديح بالمجان

وأخبرنا الحسن ، حدّثنا محمّد بن العبّاس قال : حدّثنا أبو بكر الصولي ، حدّثنا محمّد بن سعيد الأصمّ ، حدّثنا علي بن محمّد النوفلي ، حدثني الحسن بن سعيد

__________________

٧١٢٨ ـ انظر : رغبة الآمل ٦ / ١١٠ ـ ١١٢ ، ١٧٦. والأغاني ٣ / ١٩٤. والأعلام ٧ / ٢٠٩.

١٤٧

الجهنيّ أبو سعيد ، حدثني أبو الشمقمق قال : أتيت بشارا وقد أخذ صلة جزيلة بشعر عمله ، فسألته مواساتي بشيء ، فقال لي : عافاك الله تسألني وما لي صنعة ولا مكسب سوى الشعر ، وأنت شاعر مثلي تتكسب بالشعر؟ فقلت : صدقت ولكني مررت الساعة بصبيان يقولون :

سبع جوزات وتينه

فتحوا باب المدينة

إن بشار بن برد

تيس أعمى في سفينه

فسكت ساعة ثم قال : يا جارية هاتي مائة درهم لشمقمق. ثم قال : خذها يا أبا محمّد ولا تكن راوية للصبيان. قال : فأخذتها وخرجت فألقيتها على الصبيان ، قال علي بن محمّد : ما زلت اسمعها من الصبيان بالبصرة إلى أن خرجت.

٧١٢٩ ـ مروان بن شجاع ، أبو عمرو الجزري ، مولى بني أميّة ، ويعرف بالخصيفي :

من أهل حران نزل بغداد وحدث بها عن إبراهيم بن أبي عبلة ، وسالم الأفطس وخصيف بن عبد الرّحمن. روى عنه سعيد بن سليمان الواسطيّ ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وسريج بن يونس ، وهارون بن معروف ، وأحمد بن منيع ، وأبو عبيد القاسم بن سلام ، ويعقوب الدورقي ، والحسن بن عرفة.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ ، حدّثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ـ إملاء ـ قال : حدّثنا يعقوب الدورقي ، حدّثنا مروان بن شجاع بن خصيف عن مجاهد عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرتين على المنبر يقول : «الذهب بالذهب ، والفضة بالفضة ، وزنا بوزن» (١).

__________________

٧١٢٩ ـ انظر : تهذيب الكمال ٥٨٧٤ (٢٧ / ٣٩٥). وطبقات ابن سعد ٧ / ٤٨٥ ، وتاريخ الدوري ٢ / ٥٥٦. وطبقات خليفة ٣٢٠. وعلل أحمد ٥٦ ، ١٨٦ ، و ٢ / ٢٠٠. وتاريخ البخاري الكبير ٧ / الترجمة ١٥٩٧. وتاريخه الصغير ٢ / ٢٣٤. والكنى لمسلم ، الورقة ٧٥. وسؤالات الآجري لأبي داود ٥ / الورقة ٣١. والمعرفة ليعقوب ٢ / ٤٥٢. والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ١٢٤٩. وثقات ابن حبان ٩ / ١٧٩. والمجروحين له ٣ / ١٣ ـ ١٤. وسؤالات البرقاني للدارقطني الترجمة ٥١٤. وثقات ابن شاهين ، الترجمة ١٣٢١ ، ورجال البخاري للباجي ٢ / ٧٣٢ ، والجمع لابن القيسراني ٢ / ٥٠٢. والكاشف ٣ / الترجمة ٥٤٦٠. ومن تكلم فيه وهو موثق ، الورقة ٢٨. والمغني ٢ / الترجمة ٦١٦٦. والعبر ١ / ٢٨٩. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ٣١. وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٤١ (آيا صوفيا ٣٠٠٦). وميزان الاعتدال ٤ / الترجمة ٨٤٢٨. ونهاية السئول ، الورقة ٣٦٨. وتهذيب التهذيب ١٠ / ٩٤. والتقريب ٢ / ٢٣٩. وخلاصة الخزرجي ٣ / الترجمة ٦٩٢٧. وشذرات الذهب ١ / ٣٠٦.

(١) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب المساقاة باب ٥. ومسند أحمد ٢ / ٢٦٢ ، ٦ / ١٩. وفتح الباري ٤ / ٣٤٦.

١٤٨

وأخبرنا ابن مهديّ ، حدّثنا الحسين ، حدّثنا يعقوب ، حدّثنا مروان عن خصيف عن سالم بن عبد الله عن أبيه أنه سمع عمر نهى مرتين ـ على المنبر ـ كما قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو عمر بن مهديّ ومحمّد بن أحمد بن رزق ومحمّد بن الحسين بن الفضل القطّان وعبد الله بن يحيى السّكّري ومحمّد بن محمّد بن محمّد بن إبراهيم ابن مخلد البزّاز قالوا : أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، حدّثنا الحسن بن عرفة ، حدثني مروان بن شجاع الجزري عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير قال : مات ابن عبّاس بالطائف ، فجاء طائر لم ير على خلقته ، فدخل نعشه ثم لم ير خارجا منه. فلما دفن تليت هذه الآية على شفير القبر لا يرى من تلاها : (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ. ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً. فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي) [الفجر ٢٧ : ٣٠].

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أبو أحمد الحسين بن علي التّميميّ ، حدثني أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفراييني ، حدّثنا الميموني قال : سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل ، حدّثنا مروان بن شجاع الجزري قال أبو عبد الله : شيخ صدوق.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدل ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سألت أبي : أيما أحب إليك في خصيف ، عتّاب بن بشير ، أو مروان بن شجاع؟ فقال : عتّاب بن بشير أحاديثه أحاديث مناكير ، مروان حدث عنه الناس. قال عبد الله : وقد حدّثنا أبي عنه وعن وكيع عنه.

قرأت في نسخة الكتاب الذي ذكر لنا أبو سعيد الصّيرفيّ أنه سمعه من أبي العبّاس محمّد بن يعقوب الأصمّ ـ وذهب أصله به ـ ثم أخبرنا العتيقي ـ قراءة ـ أخبرنا عثمان ابن محمّد المخرّميّ ، أخبرني الأصمّ أن العبّاس بن محمّد بن حاتم حدثهم قال : سمعت يحيى بن معين يقول : مروان بن شجاع ثقة.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : ومروان بن شجاع جزري حدثني عنه أحمد بن الخليل البغداديّ وهو ثقة.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن عديّ البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال : سألت أبا داود عن مروان بن شجاع. فقال : لا بأس به.

١٤٩

أخبرنا البرقاني قال : سمعت أبا الحسن الدّارقطنيّ يقول : مروان بن شجاع ثقة جزري.

أخبرنا الجوهريّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : مروان بن شجاع الخصيفي كان من أهل الجزيرة من أهل حران ، وكان راوية لخصيف ، فقدم بغداد فكان مؤدبا لولد موسى أمير المؤمنين فلم يزل ببغداد حتى مات.

أخبرنا أبو سعيد بن حسنويه ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازي ، حدّثنا خليفة بن خياط قال : مروان بن شجاع من أهل حران مولى مروان بن محمّد بن مروان بن الحكم ، مات ببغداد سنة أربع وثمانين ومائة.

أخبرنا أحمد بن علي البادا وأبو بكر البرقاني وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد الفارسيّ وعلي بن أبي علي البصريّ قالوا : أخبرنا محمّد بن عبد الله بن محمّد بن صالح الأبهري ، حدّثنا أبو عروبة الحرّانيّ قال : مروان بن شجاع مولى لبني أميّة من أهل حران ، كنيته أبو عمرو ، وكان يعلم ولد المهديّ ببغداد ، ومات بها في سنة أربع وثمانين ومائة وحديثه ببغداد.

٧١٣٠ ـ مروان بن معاوية بن الحارث بن عثمان بن أسماء بن خارجة بن عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر ، أبو عبد الله الفزاريّ :

كوفي الأصل ، سمع إسماعيل بن أبي خالد ، وعاصما الأحول ، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ ، وحميدا الطويل ، وسليمان الأعمش ، وعمر بن حمزة العمري ،

__________________

٧١٣٠ ـ انظر : تهذيب الكمال ٥٨٧٧ (٢٧ / ٤٠٣ ـ ٤١٠). وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٢٩ ، وتاريخ الدوري ٢ / ٥٥٦. وتاريخ الدارمي ، الترجمة ٧٤٠ ، ٨٩٤. وعلل أحمد ١ / ١٨٦. و ٢ / ٤٤ ، ١٩٩ ، ٢٨٠ ، ٣١٨. وتاريخ البخاري الكبير ٧ / الترجمة ١٥٩٨. وتاريخه الصغير ٢ / ٢٧٤. والكنى لمسلم ، الورقة ٦٣. وثقات العجلي ، الورقة ٥٠. وسؤالات الآجري لأبي داود ٣ / ١٩١. والمعرفة ليعقوب ، انظر الفهرس. وتاريخ أبي زرعة الدمشقي ٤٦١ ، ٤٦٢ ، ٥٦٠ ، ٦١٨ ، ٦٣٧. وضعفاء العقيلي ، الورقة ٢١٠. والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ١٢٤٦. وتقدمته ٣٢٤. وثقات ابن حبان ٧ / ٤٨٣. وثقات ابن شاهين ، الترجمة ١٤٢٣. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١٦٩. ورجال البخاري للباجي ٢ / ٧٣١. والجمع لابن القيسراني ٢ / ٥٠١. والكامل في التاريخ ٦ / ١٢٠ ، ٢٢٦. وسير أعلام النبلاء ٩ / ٥١. وتذكرة الحفاظ ١ / ٢٩٥. والعبر ١ / ٣١١. والكاشف ٣ / الترجمة ٥٤٦٣. والمغني ٢ / الترجمة ٦١٧٤. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ٣١. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٦١ (آيا صوفيا ٣٠٠٦). والعقد الثمين ـ

١٥٠

وعبد الرّحمن بن زياد الإفريقيّ ، وعبد الله بن عبيد الله الأصمّ. وكان قد تحول إلى دمشق فسكنها ، وقدم بغداد وحدث بها. روى عنه قتيبة بن سعيد ، وداود بن عمرو الضّبّيّ ، وأحمد بن حنبل ، وأبو خيثمة زهير بن حرب ، ويحيى بن معين ، وداود بن رشيد ، ويعقوب الدورقي ، وإسحاق بن راهويه ، والحسن بن عرفة ، وغيرهم.

أخبرنا أبو عمر بن مهديّ قال : حدّثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، حدّثنا مروان الفزاريّ ، حدّثنا عبد الرّحمن بن زياد الإفريقيّ عن بكر بن سوادة. وعبد الرّحمن بن رافع عن عبد الله بن عمرو. أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا جلس الإمام آخر ركعة ، ثم أحدث رجل من خلفه قبل أن يسلم الإمام ، فقد تمت صلاته» (١).

أخبرنا أبو عمر بن مهديّ ومحمّد بن أحمد بن رزق ومحمّد بن الحسين بن الفضل وعبد الله بن يحيى السّكّري ومحمّد بن محمّد بن محمّد بن إبراهيم بن مخلد قالوا : أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، حدّثنا الحسن بن عرفة ، حدّثنا مروان ابن معاوية عن عمر بن حمزة العمري قال : أخبرنا سالم بن عبد الله عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من اتخذ كلبا ـ إلا كلب ماشية ـ أو كلبا ضاريا ، نقص من عمله كل يوم قيراط» (٢).

حدثني الأزهري ، أخبرنا عبيد الله بن أحمد المقرئ أن محمّد بن مخلد أخبره قال : أخبرني أبو طاهر الدّمشقيّ حدثني أبي ، حدّثنا مروان بن معاوية الفزاريّ قال : أتيت الأعمش فقال لي : ممن أنت؟ قلت أنا مروان بن معاوية بن الحارث بن عثمان بن أسماء بن خارجة الفزاريّ. فقال لي : لقد قسم جدك أسماء قسما فنسي جارا له ثم استحيي أن يعطيه وقد بدأ بآخر قبله ، فبعث عليه وصب عليه المال صبا ، أفتفعل أنت شيئا من ذلك؟

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن حسنويه ، أخبرنا الحسين بن

__________________

ـ ٧ / الترجمة ٢٤١٩. ونهاية السئول ، الورقة ٣٦٩. وتهذيب التهذيب ١٠ / ٩٦ ـ ٩٨. والتقريب ٢ / ٢٣٩. وخلاصة الخزرجي ٣ / الترجمة ٦٩٣٠. وشذرات الذهب ١ / ٣٨ ، ٤٢ ، ٧٣. والمنتظم ٩ / ٢٢٩.

(١) انظر الحديث في : سنن الدارقطني ١ / ٣٧٩.

(٢) انظر الحديث في : صحيح مسلم ، كتاب المساقاة ٥٨. وسنن الترمذي ١٤٩٠. ومسند أحمد ٢ / ١٤٧.

١٥١

إدريس الأنصاريّ ، حدّثنا سليمان بن الأشعث قال : سمعت أحمد بن حنبل ذكر أبا إسحاق الفزاريّ فقال : كان مروان ابن عمه ، كانا من ولد أسماء بن خارجة. وقال : قلت لأحمد من أين كان مروان ـ أعني الفزاريّ ـ؟ قال : كان من أهل الكوفة كان صار بمكة ، ثم صار بدمشق.

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : لما قدم مروان ـ يعني ابن معاوية ـ قيل لي فأتيته في خان منارة فإذا عنده معلّى بن منصور ، وهو يسأله في قرطاس ، فلما رآني طوى القرطاس ثم لم أره عنده بعد ذلك ، ولزمناه فكتبنا عنه.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطّرائفيّ يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدّارميّ يقول : قلت ـ يعني ليحيى ابن معين ـ فمروان بن معاوية؟ فقال : ثقة.

أخبرني السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي قال : قال يحيى بن معين : مروان بن معاوية ثقة.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا هبة الله بن محمّد بن حبش الفراء ، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال : رأيت أبا حذيفة عبد الله بن مروان بن معاوية قد جاء إلى يحيى بن معين فسلم عليه ، فلما قام قال له أبو شيبة ابن عمي : يا أبا زكريا ، كيف كان مروان في الحديث؟ فقال : كان ثقة فيما روى عمن يعرف. وقال : إنه كان يروي عن أقوام لا يروي عنهم ويغير أسماءهم ، وكان يحدث عن محمّد بن سعيد الذي كان صلب وهو يكنى اسمه ، فكان يقول : حدّثنا محمّد بن أبي قيس لكيلا يعرف.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا موسى بن إبراهيم بن النّضر العطّار ، حدّثنا محمّد ابن عثمان بن أبي شيبة قال : وسألت عليّا ـ يعني ابن المدينيّ ـ عن مروان بن معاوية فقال : كان يوثق ، وكان يروى عن قوم ليسوا بثقات ويكنى عن أسمائهم.

أخبرنا علي بن محمّد بن الحسن المالكي ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن علي بن عبد الله المدينيّ قال :

١٥٢

وسألته ـ يعني أباه ـ عن مروان بن معاوية الفزاريّ فقال : ثقة فيما روى عن المعروفين ، وضعفه فيما روى عن المجهولين.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي ، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي ، حدثني أبي قال : ومروان بن معاوية الفزاريّ كوفي ثقة ، وما حدث عن الرجال المجهولين فليس حديثه بشيء.

أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، أخبرنا علي بن عبد العزيز بن مردك البرذعي ، حدّثنا عمران بن موسى بن هلال ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سمعت أبي يقول : حدّثنا مروان بن معاوية وكان قلقلا من الرجال ـ القلقل ـ الحزين القلب.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن حسنويه قال : أخبرني الحسين بن إدريس ، حدّثنا سليمان بن الأشعث قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ما كان أحفظ من مروان ـ يعني ابن معاوية ـ كان يحفظ حديثه كله. وقال : سمعت أحمد يقول : مروان بن معاوية ثقة.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : سمعت مهديّ بن أبي مهديّ قال : كان في خلق الفزاريّ شراسة ، وكان له حفاظ ، وكان معيلا شديد الحاجة ، وكان الناس يبرونه ، فإذا بره الإنسان كان ما دام ذلك البر عنده في منزله يعرف فيه البر والانبساط إلى الرجل ، قال : فنظرت فلم أجد شيئا أبقى في منزل الرجل من الخل ولا أرخص بمكة منه. قال : فكنت أشتري جرة من خل فأهدى له فأرى موقع ذلك منه ، فإذا فنى أرى منه ، فأسأل جاريته أفنى خلكم؟ فتقول : نعم! فأشترى جرة فأهديها إليه فيعود إلى ما كان عليه. وقال يعقوب كان [عنده] على ابن المدينيّ فأخذ إنسان كتبا فمزقها ورمى بها إلى مروان الفزاريّ فقال : هذا حديثك ، فقال : هيهات إن كنت صادقا فمزق حديثي ، هذا ليس حديثي ، قناتي أصلب من ذلك.

أخبرنا الأزهري وعبد الله بن أحمد بن علي الصّيرفيّ قالا : حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر الخلّال ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، حدّثنا جدي قال : فأما مروان بن معاوية وعبد الرّحمن بن محمّد المحاربي فهما ثقتان.

١٥٣

حدّثنا الصوري ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي ، أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي ، أخبرني أبي قال : أبو عبد الله مروان بن معاوية الفزاريّ ثقة.

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا حنبل بن إسحاق ، حدّثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم قال : ومات مروان بن معاوية في سنة ثلاث وتسعين ومائة.

أخبرنا الأزهري ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي ، حدّثنا أبو موسى محمّد بن المثنّى قال : سنة ثلاث وتسعين فيها مات مروان بن معاوية الفزاريّ.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدثني أبي ، حدّثنا محمّد بن سليمان الباهليّ قال : سمعت محمّد بن الحجّاج يقول : توفي مروان بن معاوية سنة ثلاث وتسعين ومائة.

أخبرنا الصيمري ، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : سمعت أبي يقول : توفي مروان بن معاوية الفزاريّ سنة أربع وتسعين في ذي الحجة.

قرأت في كتاب عبيد الله بن العبّاس بن الفرات الذي سمعته من أبي الحسين العبّاس بن العبّاس بن محمّد بن عبد الله بن المغيرة الجوهريّ قال : مروان بن معاوية كان من أهل الكوفة قدم بغداد ، ثم خرج إلى مكة ، فمات بها قبل التروية بيوم سنة ثلاث وتسعين ومائة.

٧١٣١ ـ مروان بن موسى البغداديّ :

حدث عن حفص بن سليمان الأسديّ المقرئ. روى عنه عبد الرّحمن بن إسحاق الصائدي.

حدثني عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني ، أخبرنا علي بن بشرى بن عبد الله العطّار ، أخبرنا أبو علي محمّد بن هارون بن شعيب الأنصاريّ ، حدثني أبو محمّد عبد الرّحمن بن إسحاق بن إبراهيم الصائدي – من كتابه ـ حدّثنا مروان بن موسى البغداديّ ، حدّثنا حفص بن سليمان عن أبي إسحاق السبيعي ، عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود وابن عبّاس قالا : كنا عند ابن مسعود فتلا ابن عبّاس هذه الآية :

١٥٤

(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ ، تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ، ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ) قال ابن عبّاس : ذلك أبو بكر. قال : (فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى) عمر بن الخطّاب (عَلى سُوقِهِ) عثمان بن عفّان (يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) [الفتح ٢٩] علي بن أبي طالب. كنا نعرف المنافقين على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ببغضهم علي بن أبي طالب.

٧١٣٢ ـ مروان بن أبي الجنوب بن مروان بن سليمان بن يحيى بن أبي حفصة ، أبو السمط :

شاعر كان في أيام الواثق والمتوكل ، وله في المتوكل وفي أحمد بن أبي دؤاد قصائد عدة ، وكان يسكن سر من رأى.

أخبرنا الحسين بن علي الصيمري ، حدّثنا أبو عبيد الله محمّد بن عمران المرزباني ، أخبرني علي بن هارون ، أخبرني عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر عن أبيه قال : أخبرني مروان بن أبي الجنوب قال : لما استخلف المتوكل بعثت بقصيدة إلى ابن أبي دؤاد فيها مدح ، وفي آخرها بيتان ذكرت فيها أمر ابن الزّيّات ، وهما :

وقيل لي الزّيّات لاقى حمامه

فقلت أتاني الله بالفتح والنّصر

لقد حفر الزّيّات بالغدر حفرة

فألقاه فيها ما نواه من الغدر

فلما وصلت قصيدتي إلى ابن أبي دؤاد ذكرني للمتوكل وأنشده البيتين ، فأمره بإحضاري فقال : هو باليمامة نفاه الواثق لحبه كان لأمير المؤمنين ، وعليه دين ستة آلاف دينار. قال : يقضي عنه. فوجه إلى بالمال فقبضته ، وصرت إلى سر من رأى ، فامتدحت المتوكل بقصيدتي التي أولها :

رحل الشباب وليته لم يرحل

والشيب حل وليته لم يحلل

فلما بلغت قولي :

كانت خلافة جعفر كنبوة

جاءت بلا طلب ولا بتنحل

وهب الإله له الخلافة مثلما

وهب النبوة للنبي المرسل

قال : فأمر لي بخمسين ألف درهم.

__________________

٧١٣٢ ـ انظر : وفيات الأعيان ٢ / ٩٠ ، ٩١. والمرزباني ٣٩٩. والأعلام ٧ / ٢٠٩.

١٥٥

أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد ابن القاسم ـ يعني الكوكبي ـ حدّثنا عبد الله بن أبي سعد ، حدثني حمّاد بن أحمد بن محمّد بن سليم الكلبيّ ، أخبرنا أبو السمط مروان بن أبي الجنوب قال : لما صرت إلى أمير المؤمنين المتوكل على الله مدحت ولاة العهد وأنشدته :

سقى الله نجدا والسلام على نجد

ويا حبذا نجد على النأي والبعد

نظرت إلى نجد وبغداد دونها

لعلى أرى نجدا ، وهيهات من نجد

ونجد بها قوم هواهم زيارتي

ولا شيء أحلى من زيارتهم عندي

فلما استتممت إنشادها أمر لي بعشرين ومائة ألف درهم ، وخمسين ثوبا ، وثلاثة من الظهر : فرس ، وبغلة ، وحمار. فلم أبرح حتى قلت في شكره :

تخير رب الناس للناس جعفرا

فملكه أمر العباد تخيرا

فلما صرت إلى هذا البيت :

فأمسك ندا كفيك عني ولا تزد

فقد خفت أن أطغى وأن أتجبرا

قال : لا والله لا أمسك حتى أغرقك بجودي.

أخبرنا الصيمري ، حدّثنا المرزباني ، أخبرني الصولي ، حدثني عون بن محمّد الكندي قال : مرض مروان بن أبي الجنوب بسر من رأى فعاده ابن أبي دؤاد فقال مروان :

ألم ترني مرضت بسر مرى

فلم يغن الأطبة والدواء

فلما عادني ابن أبي دؤاد

برأت وفي عيادته الشفاء

فلم يبق أحد إلا عاد مروان بعد ابن أبي دؤاد.

ذكر من اسمه المحسن

٧١٣٣ ـ المحسن بن محمّد بن الحسن بن عبد الله ، أبو طاهر الجوهريّ :

عم شيخنا أبي محمّد الجوهريّ. حدث عن إسماعيل بن محمّد الصّفّار. حدّثنا عنه ابن أخيه أبو محمّد الحسن بن علي وكان ثقة.

١٥٦

قال لي الجوهريّ : مات عمي في سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة ، وكان أكبر من أبي. سمعت التنوخي يقول : مات أبو طاهر الجوهريّ المحسن بن محمّد في سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة وهو شيرازي نزل بغداد وكان أكبر من أخيه أبي الحسن وشهدا جميعا. قال : وكان عند أبي طاهر عن الحسن بن محمّد بن عثمان الفسوي.

٧١٣٤ ـ المحسن بن علي بن محمّد بن أبي فهم ، أبو علي التنوخي القاضي :

ولد بالبصرة وسمع بها من واهب بن يحيى المازني ، وأبي العبّاس الأثرم ، ومحمّد ابن يحيى الصولي ، والحسن بن محمّد بن عثمان النسوي ، وأبي بكر بن داسه ، وأحمد بن عبيد الصّفّار وطبقتهم. ونزل بغداد وأقام بها وحدث إلى حين وفاته. وكان سماعه صحيحا ، وكان أديبا شاعرا أخباريا. أخبرنا عنه ابنه أبو القاسم علي.

أخبرنا التنوخي ، حدّثنا أبي ـ من لفظه وحفظه ، ومن أصله ـ حدّثنا واهب بن يحيى بن عبد الوهاب المازني البصريّ ـ بها من حفظه ـ قال التنوخي : وحدّثنا إدريس ابن علي المؤدّب ، حدّثنا أبو حامد محمّد بن هارون الحضرمي قالا : حدّثنا نصر بن علي الجهضمي ، أخبرنا محمّد بن بكر البرساني عن ابن جريج عن ابن المنكدر عن أبي أيّوب عن مسلم بن مخلد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من ستر مسلما ستره الله في الدّنيا والآخرة ، ومن فك عن مكروب فك الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته» (١).

قال لي التنوخي : قال لي أبي : لم يكن عند واهب بن يحيى غير هذا الحديث.

حدّثنا التنوخي قال : قال لي أبي : مولدي سنة سبع وعشرين وثلاثمائة بالبصرة.

قال : وكان مولده في ليلة الأحد لأربع بقين من شهر ربيع الأول ، وأول سماعه الحديث في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة ، وأول ما تقلد القضاء من قبل أبي السّائب عتبة بن عبيد الله بالقصر وبابل وصور في سنة تسع وأربعين ، ثم ولاه المطيع لله القضاء بعسكر مكرم وإيذج ، ورامهرمز. وتقلد بعد ذلك أعمالا كثيرة في نواحي مختلفة ، وتوفي ببغداد في ليلة الاثنين لخمس بقين من المحرم سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.

__________________

٧١٣٤ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٤ / ٣٧٣.

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ١٦٨. وصحيح مسلم ، كتاب الذكر ٣٨. وسنن الترمذي ٢٩٤٥. وسنن ابن ماجة ٢٢٥ ، ٢٥٤٤. ومسند أحمد ٢ / ٩٢ ، ٢٥٢.

١٥٧

٧١٣٥ ـ المحسن بن علي بن هارون بن علي بن يحيى بن المنجم ، أبو القاسم :

وهو أخو أحمد والحسن والفضل. حدث عن أبيه. حدّثنا عنه أبو القاسم التنوخي.

٧١٣٦ ـ المحسن بن محمّد بن علي بن العبّاس بن أحمد ، أبو يعلى العطّار :

سمع محمّد بن إسماعيل الورّاق ، وأبا حفص الكتاني. قرأ على الكتاني القرآن بحرف عاصم ، وكان مولده في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة ، ومات في ذي الحجة من سنة أربع وعشرين وأربعمائة. وكان صدوقا يسكن نهر القلاءين ، سمع منه ابنه أحمد ابن المحسن.

٧١٣٧ ـ المحسن بن جعفر بن محمّد بن جعفر بن داود بن الحسن ، أبو طاهر ابن السلماسي (١) :

سمع علي بن عمر الحربيّ ، وأبا حفص بن شاهين ، وأبا طاهر المخلص ونحوهم. كتبت عنه وكان ثقة. صحب أبا حامد الأسفراييني مدة وعلق عنه الفقه ، وكان يفهم. وقيل إنه كان أصغر من أخيه الحسين بعشر سنين.

أخبرني الحسن بن جعفر ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا محمّد بن هارون ابن عبد الله الحضرمي ، حدثني أبي ، حدّثنا يزيد بن هارون ، حدّثنا المسعودي عن عون ابن عبد الله قال : ما تفرغ أحد لعيب الناس إلا من غفلة غفلها عن نفسه.

مات أبو طاهر ابن السلماسي في يوم الجمعة الثاني من شوال سنة ست وثلاثين وأربعمائة ، ودفن من الغد في داره بدرب الزّعفرانيّ ، وصلّى عليه أخوه أبو عبد الله.

٧١٣٨ ـ المحسن بن عيسى بن شهفيروز ، أبو طالب الفقيه الشّافعيّ :

سمع أبا طاهر المخلص ، والمعافى بن زكريا ، وهو من بعض سواد النهروان من قرية تسمى جللتا (١) لقيته بالنهروان في سنة ثلاثين وأربعمائة ، وكتبت عنه وكان شيخا فاضلا ثقة. درس الفقه على أبي حامد الأسفراييني.

__________________

٧١٣٧ ـ انظر : الأنساب ، للسمعاني ٧ / ١٠٨.

(١) السّلماسي : هذه النسبة إلى سلماس ، وهي من بلاد أذربيجان على مرحلة من خوى (الأنساب ٧ / ١٠٧).

(١) ٧١٣٨ ـ جللتا : قرية مشهورة من قرى النهروان

١٥٨

أخبرني أبو طالب بن شهفيروز ، حدّثنا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريري ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز البغوي ، حدّثنا أبو خيثمة ، حدّثنا الوليد بن مسلم ، حدّثنا الأوزاعي ، حدثني حسّان بن عطية ، حدثني أبو كبشة أن عبد الله بن عمرو حدثه أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «بلغوا عني ولو آية ، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، ومن كذب عليّ متعمّدا فليتبوأ مقعده من النار» (٢).

قدم ابن شهفيروز بغداد وحدث بها بأخرة ، ومات في شهر رمضان من سنة ست وخمسين وأربعمائة.

ذكر من اسمه مالك

٧١٣٩ ـ مالك ، أبو داود الأحمري (١) :

يقال إنه من أهل المدائن. روى عن حذيفة بن اليمان قوله. حدث عنه شدّاد بن أبي العالية الثوري.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي قال : قال أبو أحمد بن فارس : قال البخاريّ : قال محمّد بن كثير : حدّثنا سفيان ، حدّثنا شدّاد بن أبي العالية ، حدّثنا أبو داود الأحمري قال : خطبنا حذيفة حين قدم المدائن فقال : تعاهدوا ضرائب أرقائكم.

٧١٤٠ ـ مالك بن الحارث ، أبو موسى الهمذاني :

يعد في أهل الكوفة سمع علي بن أبي طالب وحضر معه الحرب بالنهروان. روى عنه محمّد بن قيس الأسديّ.

أخبرنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدل ، أخبرنا علي بن محمّد بن أحمد المصريّ ، حدّثنا عبد الله بن أبي مريم ، حدّثنا الفريابي.

__________________

(٢) الحديث سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(١) ٧١٣٩ ـ الأحمري : هذه النسبة إلى أحمر ، وظني أنه بطن من الأزد (الأنساب ١ / ١٤٥).

٧١٤٠ ـ انظر : تهذيب الكمال ٥٧٣٣ (٢٧ / ١٣١). والتاريخ الكبير للبخاري ٧ / الترجمة ١٣٠٨. والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ٩١١. وثقات ابن حبان ٥ / ٣٨٤. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ١٨. ونهاية السئول ، الورقة ٣٦٠. وتهذيب التهذيب ١٠ / ١٣. والتقريب ٢ / ٢٢٤. وخلاصة الخزرجي ٣ / الترجمة ٦٨٠٣.

١٥٩

وأخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن بن أحمد وزير الخليفة القائم بأمر الله ، أخبرنا إسماعيل بن الحسن الصرصري ، حدّثنا الحسين بن إسماعيل ، حدّثنا أبو حاتم الرّازيّ ، حدّثنا مالك بن إسماعيل قالا : حدّثنا إسرائيل ، حدّثنا محمّد بن قيس ـ زاد الفريابي الهمدانيّ ثم ـ اتفقا أنه سمع مالك بن الحارث قال : شهدت عليا يوم النهروان قد طلب المخدج فلم يقدر عليه ، فجعل جبينه يعرق وأخذه الكرب ثم قدر عليه. فخر ساجدا. ثم قال : والله ما كذبت ولا كذبت.

رواه سفيان الثوري عن محمّد بن قيس عن أبي موسى الهمدانيّ. وسماه البخاريّ ومسلم بن الحجّاج : الحارث بن قيس. وقد ذكرناه في باب الحارث فالله أعلم.

٧١٤١ ـ مالك بن سلام البغداديّ :

أظنه تغرب. وحدث عن مالك بن أنس ، والفضل بن عمار. روى عنه عبد الله بن حمّاد الآملي ، وعباد بن عمرو التّميميّ ، وفي حديثه نكرة.

أخبرني الأزهري ، أخبرنا المعافى بن زكريا الجريري ، حدّثنا عبد الله بن حمدان بن أحمد الضّبّيّ ، حدّثنا أبو محمّد عباد بن عمرو التّميميّ.

وأخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ ، حدّثنا أبو زرعة أحمد بن الحسين الحافظ ـ بالكوفة ـ حدّثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن مخلد ـ بالدينور ـ حدّثنا عباد بن عمرو التّميميّ ، حدّثنا مالك بن سلام البغداديّ ، حدّثنا مالك بن أنس المدينيّ ، حدثني أخي سفيان الثوري ـ ذاك الكوفيّ ـ أخبرني طلحة بن عمرو عن عطاء عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اطلبوا الخير عند حسان الوجوه» (١).

حدثني الأزهري ، حدّثنا أبو أحمد عبد الرزاق بن إسماعيل الفارسيّ ، حدّثنا محمّد بن حمدويه المروزيّ ، حدّثنا عبد الله بن حمّاد الآملي ـ أبو عبد الرّحمن ـ حدّثنا مالك بن سلام ـ وهو بغدادي ـ حدّثنا الفضل بن عمار عن فطر بن خليفة عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن أبي أمامة قال : لما نزلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم هذه الآية : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً) [البقرة ٢٤٥] قام رجل من الأنصار فقال : فداك أبي وأمي يا رسول الله ، الله يحتاج إلى القرض وهو عن القرض غني؟ قال : «يريد أن يدخلكم بذلك الجنة» قال : فأقبل الأنصاريّ إلى أبي الدحداح فقال له : يا أبا الدحداح أنزل الله تعالى على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم آية محكمة فيها شفاء

١٦٠