تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٣

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٣

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٧

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي قال : مات مسلم بن عبد الرّحمن سنة أربعين ومائتين.

أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا محمّد بن عمر بن غالب الجعفي ، أخبرنا موسى بن هارون قال : مات مسلم الجرمي بطرسوس في شهر رمضان سنة أربعين ، وكتبت عنه ببغداد. وكان لا يخضب.

٧٠٨٩ ـ مسلم بن الحجّاج بن مسلم ، أبو الحسين القشيري النّيسابوريّ :

أحد الأئمة من حفاظ الحديث ، وهو صاحب المسند الصحيح. رحل إلى العراق ، والحجاز والشام ، ومصر. وسمع يحيى بن يحيى النّيسابوريّ ، وقتيبة بن سعيد ، وإسحاق بن راهويه ، ومحمّد بن عمرو زنيجا ، ومحمّد بن مهران الحمال ، وإبراهيم ابن موسى الفراء ، وعلي بن الجعد ، وأحمد بن حنبل ، وعبيد الله القواريري ، وخلف ابن هشام ، وسريج بن يونس ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي ، وأبا الرّبيع الزهراني ، وعبيد الله بن معاذ بن معاذ ، وعمر بن حفص بن غياث ، وعمرو بن طلحة القناد ومالك بن إسماعيل النّهديّ ، وأحمد بن يونس ، وأحمد بن جواس ، وإسماعيل بن أبي أويس ، وإبراهيم بن المنذر ، وأبا مصعب الزّهريّ ، وسعيد بن منصور ، ومحمّد بن رمح ، وحرملة بن يحيى ، وعمرو بن سواد ، وغيرهم. وقدم بغداد ـ غير مرة ـ وحدث بها. فروى عنه من أهلها يحيى بن صاعد ، ومحمّد بن مخلد. وآخر قدومه بغداد كان في سنة تسع وخمسين ومائتين.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ ، أخبرنا محمّد بن مخلد الدّوريّ ، حدّثنا مسلم بن الحجّاج ، حدّثنا محمّد بن مهران ، حدّثنا عمر بن أيّوب عن مصاد بن عقبة عن زياد بن سعد عن الزّهريّ عن عباد بن تميم عن عمه قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مستلقيا لظهره رافعا إحدى رجليه على الأخرى.

__________________

٧٠٨٩ ـ انظر : تهذيب الكمال ٥٩٣٣ (٢٧ / ٤٩٩ ـ ٥٠٧). وتاريخ واسط ٣٠٤ ـ ٣٠٦ ، ٣٢٢. والمنتظم ١٢ / ١٧١. والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ٧٩٧. والسابق واللاحق ٣٦٦. وأنساب السمعاني ١٠ / ١٥٥. والمعجم المشتمل ، الترجمة ١٠٤٣. والكامل في التاريخ ٧ / ٢٨٩ ، و ٨ / ١٢٣. وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٥٧. وتذكرة الحفاظ ٢ / ٥٨٨. والكاشف ٣ / الترجمة ٥٥٠٥. والعبر ١ / ١٩٧ ، ٢١١ ، ٢٤٩ ، ٢٠٣ ، ٤٣٦. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ٣٧. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٦٧ (أوقاف ٦٨٨٢). ونهاية السئول ، الورقة ٣٧١. وتهذيب التهذيب ١٠ / ٢٢٦. والتقريب ٢ / ٢٤٥. وخلاصة الخزرجي ٣ / الترجمة ٦٩٦٢. وشذرات الذهب ٢ / ١٤٤.

١٠١

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ ، أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إبراهيم قال : سمعت أحمد بن سلمة يقول : رأيت أبا زرعة وأبا حاتم يقدمان مسلم بن الحجّاج في معرفة الصحيح على مشايخ عصرهما.

وأخبرني ابن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم قال : سمعت الحسين بن محمّد الماسرجسي يقول : سمعت أبي يقول : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : صنفت هذا المسند الصحيح من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة.

حدثني أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي السوذرجاني ـ بأصبهان ـ قال : سمعت محمّد بن إسحاق بن مندة يقول : سمعت أبا علي الحسين بن علي النّيسابوريّ يقول : ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم بن الحجّاج في علم الحديث.

أخبرني ابن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم قال : سمعت عمر بن أحمد الزّاهد يقول : سمعت الثقة من أصحابنا ـ وأكثر ظني أنه أبو سعيد بن يعقوب ـ يقول : رأيت فيما يرى النائم كأن أبا علي الزعوري يمضي في شارع الحيرة وبيده جزء من كتاب مسلم ـ يعني ابن الحجّاج ـ فقلت له : ما فعل الله بك؟ فقال : نجوت بهذا ـ وأشار إلى ذلك الجزء.

أخبرني أبو بكر أحمد بن محمّد بن عبد الواحد المنكدري ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن محمّد الحافظ ـ بنيسابور ـ حدّثنا محمّد بن إبراهيم الهاشميّ ، حدّثنا أحمد بن سلمة قال : سمعت الحسين بن منصور يقول : سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ـ وذكر مسلم بن الحجّاج ـ فقال : مراد كابن بوذ قال المنكدري وتفسيره : أي رجل كان هذا؟

حدثني أبو القاسم السوذرجاني قال : سمعت محمّد بن إسحاق بن مندة يقول : سمعت محمّد بن يعقوب الأخرم يقول ـ وذكر كلاما معناه ـ قلما يفوت البخاريّ ومسلما ما يثبت من الحديث.

حدثت عن أبي عمرو محمّد بن أحمد بن حمدان الحيري قال : سمعت أبا العبّاس ابن سعيد بن عقدة ـ وسألته عن محمّد بن إسماعيل البخاريّ ، ومسلم بن الحجّاج النّيسابوريّ ، أيهما أعلم؟ ـ فقال : كان محمّد بن إسماعيل عالما ، ومسلم عالما. وكررت عليه مرارا وهو يجيبني بمثل هذا الجواب. ثم قال لي : يا أبا عمرو : قد يقع

١٠٢

لمحمّد بن إسماعيل الغلط في أهل الشام ، وذاك أنه أخذ كتبهم فنظر فيها ، فربما ذكر الواحد منهم بكنيته ، ويذكره في موضع آخر باسمه ، ويتوهم أنهما اثنان. فأما مسلم فقلما يقع له الغلط. إنه كتب المقاطيع والمراسيل.

قلت : إنما قفا مسلم طريق البخاريّ ونظر في علمه ، وحذا حذوه ، ولما ورد البخاريّ نيسابور في آخر أمره لازمه مسلم وأدام الاختلاف إليه.

أخبرني محمّد بن عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصّيرفيّ قال : سمعت أبا الحسن الدّارقطنيّ قال : لو لا البخاريّ لما ذهب مسلم ولا جاء.

أخبرني أبو بكر المنكدري ، حدثني محمّد بن عبد الله بن محمّد الحافظ ، حدثني أبو نصر أحمد بن محمّد الورّاق قال : سمعت أبا حامد أحمد بن حمدون القصار يقول : سمعت مسلم بن الحجّاج ـ وجاء إلى محمّد بن إسماعيل البخاريّ فقبل بين عينيه ـ وقال : دعني حتى أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين ، وسيد المحدثين ، وطبيب الحديث في علله ـ حدثك محمّد بن سلام ، حدّثنا مخلد بن يزيد الحرّانيّ ، حدّثنا ابن جريج عن موسى بن عقبة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في كفارة المجلس ، فما علته؟ قال محمّد بن إسماعيل : هذا حديث مليح ، ولا أعلم في الدّنيا في هذا الباب غير هذا الحديث إلا أنه معلول. حدّثنا به موسى بن إسماعيل ، حدّثنا وهيب ، حدّثنا سهيل عن عون بن عبد الله قوله. قال محمّد بن إسماعيل هذا أول ، فإنه لا يذكر لموسى بن عقبة سماع من سهيل ، وكان مسلم أيضا يناضل عن البخاريّ حتى أوحش ما بينه وبين محمّد بن يحيى الذهليّ بسببه.

فأخبرني محمّد بن علي المقرئ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله النّيسابوريّ قال : سمعت أبا عبد الله محمّد بن يعقوب الحافظ يقول : لما استوطن محمّد بن إسماعيل البخاريّ نيسابور : أكثر مسلم بن الحجّاج الاختلاف إليه ، فلما وقع بين محمّد بن يحيى والبخاريّ ما وقع في مسألة اللفظ ونادى عليه ، ومنع الناس من الاختلاف إليه حتى هجر ، وخرج من نيسابور في تلك المحنة ، قطعه أكثر الناس غير مسلم ، فإنه لم يتخلف عن زيارته. فأنهي إلى محمّد بن يحيى أن مسلم بن الحجّاج على مذهبه قديما وحديثا ، وأنه عوتب على ذلك بالعراق والحجاز ولم يرجع عنه. فلما كان يوم مجلس محمّد بن يحيى قال في آخر مجلسه : ألا من قال باللفظ فلا يحل له أن يحضر مجلسنا. فأخذ مسلم الرداء فوق عمامته وقام على رءوس الناس وخرج من مجلسه ، وجمع كل

١٠٣

ما كان كتب منه وبعث به على ظهر حمال إلى باب محمّد بن يحيى ، فاستحكمت بذلك الوحشة ، وتخلف عنه وعن زيارته.

وقال محمّد بن عبد الله النّيسابوريّ : سمعت أبا عبد الله محمّد بن يعقوب يقول : سمعت أحمد بن سلمة يقول : عقد لأبي الحسين مسلم بن الحجّاج مجلس للمذاكرة ، فذكر له حديث لم يعرفه فانصرف إلى منزله وأوقد السّراج. وقال لمن في الدار : لا يدخلن أحد منكم هذا البيت ، فقيل له أهديت لنا سلة فيها تمر ، فقال : قدموها إلىّ ، فقدموها إليه ، فكان يطلب الحديث ويأخذ تمرة تمرة يمضغها ، فأصبح وقد فنى التمر ووجد الحديث.

قال محمّد بن عبد الله : زادني الثقة من أصحابنا أنه منها مات.

وقال أيضا : سمعت محمّد بن يعقوب أبا عبد الله الحافظ يقول : توفي مسلم بن الحجّاج عشية يوم الأحد ودفن يوم الاثنين لخمس بقين من رجب سنة إحدى وستين ومائتين.

٧٠٩٠ ـ مسلم بن عيسى بن مسلم ، أبو عيسى الصّفّار السامري :

حدث عن أبيه ، وعن عبد الله بن داود الخريبي ، وعفّان بن مسلم. روى عنه عبد الصّمد بن علي الطستي وأبو بكر الأدمي القارئ ، وعبيد الله بن محمّد بن جعفر الأزديّ. وكان حيا سنة سبع وسبعين ومائتين ، وفي حديثه نكرة.

ذكره الدّارقطنيّ فقال : بغدادي متروك.

حدّثنا عبد الرّحمن بن عبيد الله بن محمّد الحربيّ ـ إملاء ـ حدّثنا عبد الصّمد بن علي الطستيّ ، حدّثنا مسلم بن عيسى الصّفّار ـ ببغداد ـ حدّثنا عبد الله بن داود الخريبي أبو عبد الرّحمن ، حدّثنا ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عمر ، عن أبي بكر الصديق. قال : كنت جالسا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فنزلت عليه آية فقال : «يا أبا بكر ألا أقرأ عليك آية أنزلت عليّ؟» قال : قلت : بلى بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، قال فأقرأنيها. (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً) [النساء ١٢٣] قال : فما علمت إلا أخذني انفصام في ظهري حتى تمطأت لها ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «مالك يا أبا بكر؟» قلت : يا رسول الله أينا لم يعمل سوءا ، وكلما عملنا سوءا

__________________

٧٠٩٠ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٤ / ترجمة ٨٥٠٢

١٠٤

نجزي به؟ فقال : «أما أنت وأصحابك المؤمنون فتجزون به في الدّنيا. حتى تقدموا على الله وليس عليكم ذنوب ، وأما الآخرون فيؤخرهم حتى يجزوا يوم القيامة» (١).

٧٠٩١ ـ مسلم بن الحسن بن مسلم ، أبو صالح الدّمشقيّ :

أخبرنا الحسن بن الحسين النعالي ، أخبرنا أحمد بن نصر الذارع قال : حدّثنا أبو صالح مسلم بن الحسن بن مسلم الدّمشقيّ ـ في دار القطن سنة تسعين ـ قال : حدّثنا محمّد بن شجاع ، حدّثنا أبو معاوية ، عن محمّد بن سوقة ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن علي قال : تفترق هذه الأمة على بضع وسبعين فرقة ، شرهم قوم ينتحلون حبنا أهل البيت ، ويخالفون أعمالنا.

٧٠٩٢ ـ مسلم بن عبد الله بن مكرم ، أبو عبد الله المؤدّب :

خراساني الأصل ويعرف بالباوردي. حدث عن يحيى بن هاشم السّمسار ، وعمرو بن مرزوق ، وحاتم بن عباد ، وأبي بلال الأشعري. روى عنه أحمد بن علي ابن العلاء الجوزجاني ، وإسحاق بن محمّد بن الفضل الزّيّات ، وأبو بكر الشّافعيّ ، وإسماعيل بن علي الخطبي.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر وعثمان بن محمّد بن يوسف العلّاف قالا : أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا مسلم بن عبد الله المؤدّب ، حدّثنا عمرو بن مرزوق ، أخبرنا شعبة عن هشام بن عروة عن أبية عن عائشة في قوله تعالى : (لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ) [البقرة ٢٢٥] قالت : هو قول الرجل لا والله ، وبلى والله.

أخبرنا السّمسار ، أخبرنا الصّفّار ، حدّثنا ابن قانع : أن مسلما المؤدّب مات في المحرم من سنة اثنتين وتسعين ومائتين.

__________________

(١) انظر الحديث في : الدر المنثور ٢ / ٢٢٦. وتفسير ابن كثير ٢ / ٣٧١.

٧٠٩٢ ـ انظر : الأنساب ، للسمعاني ٢ / ٦٦.

١٠٥

ذكر من اسمه مصعب

٧٠٩٣ ـ مصعب بن الزّبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب ، أبو عبد الله :

وأمه الرباب بنت أنيف الكلبية. كان من أحسن الناس وجها ، وأشجعهم قلبا ، وأسخاهم كفا. وولى إمارة العراقين وقت دعى لأخيه عبد الله بن الزّبير بالخلافة ، فلم يزل كذلك حتى سار إليه عبد الملك بن مروان ، فقتله بمسكن في موضع قريب من أوانا ، على نهر دجيل ، عند دير الجاثليق ، وقبره إلى الآن معروف هناك.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان ، حدّثنا محمّد بن الفضل السقطي ، حدّثنا محمّد بن عبيد بن حساب ، حدّثنا محمّد بن حمدان ، حدّثنا عيسى بن عبد الرّحمن السلمي ، أخبرني الشعبي قال : مر بي مصعب بن الزّبير وأنا على باب داري. قال : فقال بيده هكذا ، قال فتبعته ، قال : فلما دخل أذن لي فدخلت عليه ، فتحدثت معه ساعة ثم قال بيده هكذا ، فرفع الستر فإذا عائشة بنت طلحة امرأته. فقال : يا شعبي رأيت مثل هذه قط؟ قال : قلت لا ، ثم خرجت ، ثم لقيني بعد ذلك فقال : يا شعبي تدري ما قالت لي؟ قلت : لا ، قالت : تجلوني عليه ولا تعطيه شيئا ، قال : فقد أمرت لك بعشرة آلاف ، فأخذتها فكان أول مال ملكته.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن خلف بن المرزبان ، أخبرني أبو علي السجستاني ، حدثني أبو عبد الله بن سلموية قال : أسر مصعب بن الزّبير رجلا فأمر بضرب عنقه ، فقال : أعز الله الأمير ، ما أقبح بمثلي أن يقوم يوم القيامة فأتعلق بأطرافك الحسنة ، وبوجهك الذي يستضاء به ، فأقول : يا رب سل مصعبا فيم قتلني؟ فقال يا غلام أعف عنه. فقال : أعز الله الأمير إن رأيت أن تجعل ما وهبت من حياتي في عيش رخى ، قال : يا غلام أعطه مائة ألف ، فقال : أعز الله الأمير فإني أشهد الله وأشهدك إني قد جعلت لابن قيس الرقيات منها خمسين ألفا ، فقال له : ولم؟ قال : لقوله فيك :

إنما مصعب شهاب من الله

تجلت عن وجهه الظلماء

__________________

٧٠٩٣ ـ انظر : تاريخ الطبري ، حوادث سنة ٧١. وتاريخ الإسلام ٣ / ١٠٨. وطبقات ابن سعد ٥ / ١٣٥. ورغبة الآمل ١ / ٨٥ ، ٣ / ١٢٤ ، ١٧٠ ، ٥ / ٢٣٥ ، ٦ / ٣٨ ، ٧ / ١٨٥. والأعلام ٧ / ٢٤٧ ـ ٢٤٨.

١٠٦

أخبرنا الجوهريّ والتنوخي قالا : حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزّاز ، حدّثنا محمّد بن خلف بن المرزبان قال : حدثني أبو العبّاس محمّد بن إسحاق ، حدّثنا ابن عائشة قال : سمعت أبي يقول : قيل لعبد الملك بن مروان ـ وهو يحارب مصعبا : إن مصعبا قد شرب الشراب. فقال عبد الملك : مصعب يشرب الشراب؟ والله لو علم مصعب أن الماء ينقص من مروءته ما روى منه.

أخبرنا علي بن أبي علي ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن المخلص وأحمد بن عبد الله الدّوريّ قالا : حدّثنا أحمد بن سليمان الطّوسيّ ، حدّثنا الزّبير بن بكّار ، حدثني محمّد بن الحسن عن زافر بن قتيبة عن الكلبيّ قال : قال عبد الملك بن مروان يوما لجلسائه : من أشجع العرب؟ فقالوا : شبيب ، قطري ، فلان ، فلان. فقال عبد الملك : إن أشجع العرب لرجل جمع بين سكينة بنت حسين ، وعائشة بنت طلحة ، وأمة الحميد بنت عبد الله بن عامر بن كريز ، وأمه رباب بنت أنيف الكلبيّ سيد ضاحية العرب ، وولى العراقين خمس سنين فأصاب ألف ألف ، وألف ألف ، وألف ألف ، وأعطى الأمان فأبى ، ومشى بسيفه حتى مات. ذلك مصعب بن زبير ، لا من قطع الجسور مرة هاهنا ومرة هاهنا.

أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل ، أخبرنا إسماعيل بن سعيد المعدل ، حدّثنا الحسين بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا محمّد بن موسى المارستاني ، حدّثنا الزّبير ابن أبي بكر ، حدثني فليح بن إسماعيل وجعفر بن أبي كثير عن أبيه قال : لما وضع رأس مصعب بن الزّبير بين يدي عبد الملك بن مروان قال :

لقد أردى الفوارس يوم عبس

غلاما غير مناع المتاع

ولا فرح بخير إن أتاه

ولا هلع من الحدثان لاع

ولا وقافة والخيل تعدو

ولا خال كأنبوب اليراع

فقال الذي جاءه برأسه : والله يا أمير المؤمنين لو رأيته والرمح في يده تارة ، والسّيف تارة ، يضرب بهذا ، ويطعن بهذا ، لرأيت رجلا يملأ القلب والعين شجاعة وإقداما ، ولكنه لما تفرقت رجاله وكثر من قصده ، وبقي وحده ما زال ينشد :

وإني على المكروه عند حضوره

أكذب نفسي والجفون له تنضي

وما ذاك من ذل ، ولكن حفيظة

أذب بها عند المكارم عن عرضي

وإني لأهل الشر بالشر مرصد

وإني لذي سلم أذل من الأرض

١٠٧

فقال عبد الملك : كان والله كما وصف نفسه وصدق ، ولقد كان من أحب الناس إليّ ، وأشدهم لي إلفا ومودة ، ولكن الملك عقيم.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا سليمان بن حرب ، حدثني غسان بن مضر عن سعيد بن يزيد قال : وثب عبيد الله بن زياد بن ظبيان على مصعب ، فقتله عند دير الجاثليق على شاطئ نهر يقال له دجيل من أرض مسكن واحتز رأسه ، فذهب التّميميّ به إلى عبد الملك ، فسجد عبد الملك لما أتى برأسه ، قال يعقوب : سنة اثنتين وسبعين فيها قتل مصعب بن الزّبير.

أخبرنا عبد الكريم بن محمّد بن أحمد الضّبّيّ ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسلم المخرّميّ ، حدّثنا أبو سعيد عبد الله بن شبيب ، حدثني أبو محلم قال : لما قتل مصعب بن الزّبير خرجت سكينة تطلبه في القتلى ، فعرفته بشامة في فخذه ، فأكبت عليه فقالت : يرحمك الله ، نعم والله حليل المسلمة كنت ، أدركك والله ما قال عنترة:

وحليل غانية تركت مجدلا

بالقاع لم يعهد ولم يتثلم

فهتكت بالرمح الطويل إهابه

ليس الكريم على القنا بمحرم

أخبرنا علي بن أبي علي ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن المخلص وأحمد بن عبد الله الدّوريّ قالا : حدّثنا أحمد بن سليمان الطّوسيّ ، حدّثنا الزّبير بن بكّار قال : حدثني مصعب بن عثمان قال : قتل مصعب بن الزّبير وهو ابن أربعين سنة.

قال الزّبير : حدثني إبراهيم بن حمزة قال : قتل مصعب بن الزّبير وهو ابن خمس وثلاثين سنة.

قال : وحدثني عمي مصعب قال : يقولون : قتل مصعب بن الزّبير وهو ابن خمس وأربعين سنة. قال الزّبير وقال عبيد الله بن قيس يرثي مصعبا :

لقد أورث المصرين خزيا وذلة

قتيل بدير الجاثليق مقيم

فما نصحت لله بكر بن وائل

ولا صدقت يوم اللقاء تميم

وفي رواية المخلص بنهر الجاثليق ـ.

١٠٨

٧٠٩٤ ـ مصعب بن سلام ، التّميميّ الكوفيّ :

نزل بغداد وحدث بها عن جعفر بن محمّد بن علي ، وعمرو بن قيس الملائي ، وعبد الله بن شبرمة ، وابن جريج ، وعبد الله بن العلاء بن زبر الشّاميّ ، والأجلح الكندي ، وحمزة الزّيّات. روى عنه محمّد بن عيسى بن الطباع ، وأحمد بن حنبل ، وأبو همام الوليد بن شجاع ، وإبراهيم بن دينار ، ومنجاب بن الحارث ، وضرار بن صرد ، وأبو سعيد الأشج ، وزياد بن أيّوب ، وغيرهم.

أخبرني الحسن بن علي التّميميّ ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، حدّثنا مصعب بن سلام ، حدّثنا الأجلح عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه قال : بعثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى اليمن ، فقلت : يا رسول الله إن بها أشربة فما أشرب وما أدع؟ قال : «وما هي؟» قلت البتع والمزر ، فلم يدر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما هو فقال : «ما البتع ، وما المزر؟» قال : أما البتع فنبيذ الذرة فيطبخ حتى يعود بتعا. وأما المزر فنبيذ العسل قال : فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تشربن مسكرا» (١).

أخبرنا التنوخي ، حدّثنا موسى بن عيسى بن عبد الله السّرّاج ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي ، حدّثنا هارون بن حاتم البزّاز المقرئ ، حدّثنا مصعب بن سلام التّميميّ ـ قال : وكان شيخ صدق عن حمزة الزّيّات.

أخبرنا عبد الله بن يحيى السّكّري ، أخبرنا عبد الله بن محمّد الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي قال : قال أبو زكريا ـ يعني يحيى بن معين ـ.

__________________

٧٠٩٤ ـ انظر : تهذيب الكمال ٥٩٨٤ (٢٨ / ٢٨ ـ ٣١). تاريخ الدوري ٢ / ٥٦٧ ، وابن الجنيد ، الترجمة ٢٧ ، وابن محرز ، الترجمة ١٦٦٦. وعلل أحمد ١ / ٣٠٠ ، ٣٤٦ ، و ٢ / ١٤٦ ، ٢٠٧ ، ٢٠٨ ، ٢٥٦. وتاريخ البخاري الكبير ٧ / الترجمة ١٥٢٩. وتاريخ البخاري الصغير ٢ / ٢٦٣. وثقات العجلي ، الورقة ٥١. وأبو زرعة الرازي ٣٣١. وسؤالات الآجري لأبي داود ٣ / ١٠٥. وضعفاء العقيلي ، الورقة ٢٠٩. والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ١٤٢٥ ، والمجروحين لابن حبان ٣ / ٢٨. والكامل لابن عدي ٣ / الورقة ١١٥. وثقات ابن شاهين ، الترجمة ١٣٧٢. وكشف الأستار (١٩٠٥). وديوان الضعفاء ، الترجمة ٤١٣٤. والمغني ٢ / الترجمة ٦٢٦٣. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ٤٢. وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٤٢ (آيا صوفيا ٣٠٠٦). وميزان الاعتدال ٤ / الترجمة ٨٥٦٢. ونهاية السئول ، الورقة ٣٧٣. وتهذيب التهذيب ١٠ / ١٦١. والتقريب ٢ / ٢٥١. وخلاصة الخزرجي ٣ / الترجمة ٧٠٢٢.

(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ٤ / ٤٠٢.

١٠٩

وأخبرنا محمّد بن عبد الواحد الأكبر ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا ، حدّثنا عبّاس بن محمّد قال : قال يحيى بن معين : مصعب بن سلام قد كتبت عنه ليس به بأس.

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : قلت ليحيى بن معين ، فمصعب بن سلام. قال : صدوق كان هاهنا ـ يعني ببغداد ـ فأعطوه كتابا للحسن بن عمارة فحدث به عن شعبة ، ثم رجع عنه فقال عبّاس الدّوريّ ليحيى : كتبت عن مصعب بن سلام شيئا؟ قال : نعم ليس به بأس.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر الدّقّاق ، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي ، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي ، حدثني أبي قال : ومصعب بن سلام كوفي ثقة.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني ـ بمكة ـ قال : حدّثنا محمّد بن عمرو العقيلي ، حدّثنا عبد الله بن أحمد عن أبيه قال : مصعب بن سلام انقلبت عليه أحاديث يوسف بن صهيب جعلها عن الزبرقان السّرّاج ، وقدم ابن أبي شيبة فجعل يذاكر عنه بأحاديث عن شعبة هي أحاديث الحسن بن عمارة انقلبت عليه أيضا.

أخبرني علي بن محمّد بن الحسن الحربيّ ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا محمّد بن عمران بن موسى الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن علي بن عبد الله المدينيّ قال : سمعت أبي يقول : مصعب بن سلام الكوفيّ كان يروي عن جعفر بن محمّد حديثا كنت اشتهي أن أسمعه منه عن جعفر بن محمّد عن أبيه (ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ) [الحشر ٥] قال : النواة. قال : وكان من الشيعة وضعفه.

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدثني أبي ، حدّثنا محمّد بن يونس الأزرق ، حدّثنا جعفر بن أبي عثمان قال : سمعت يحيى بن معين يقول : مصعب بن سلام ضعيف.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن عديّ البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال : سألت أبا داود سليمان بن الأشعث عن مصعب بن سلام فوهاه.

١١٠

٧٠٩٥ ـ مصعب بن المقدام ، أبو عبد الله الخثعمي الكوفيّ :

سمع مسعرا ، وسفيان الثوري ، وزائدة بن قدامة ، والحسن بن صالح ، وإسرائيل بن يونس ، وداود الطائي. روى عنه محمّد بن عبد الله بن نمير ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وأبو كريب محمّد بن العلاء ، وإسحاق بن راهويه. وقدم بغداد وحدث بها فروى عنه من أهلها محمّد بن حسّان الأزرق ، ومحمّد بن الحسين بن أشكاب ، وأحمد بن العبّاس بن المبارك التركي ، وأبو البختريّ عبد الله بن محمّد بن شاكر ، ومحمّد بن عبيد الله المنادي ، والحسن بن مكرم.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهديّ ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار ، حدّثنا أحمد بن العبّاس بن المبارك التركي قال : حدّثنا مصعب بن المقدام ، حدّثنا سفيان عن أبي المقدام عن زيد بن وهب قال : قال عبد الله : يخرج ـ يعني الدجال ـ من كوثي ، قال : وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ليس أحد أشد على الدجال من بني تميم» وقال : «لا يخرج حتى لا يكون شيء أحب إلى المؤمن خروجا منه» (١).

أخبرنيه الأزهري ، حدّثنا علي بن عمر الدّارقطنيّ ، حدّثنا محمّد بن مخلد. وقال الدّارقطنيّ : هذا حديث غريب من حديث الثوري عن أبي المقدام ثابت بن هرمز ، ما كتبناه إلا عن أبي عبد الله بن مخلد.

أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصمّ ، حدّثنا محمّد بن عبيد الله المنادي ، حدّثنا مصعب بن المقدام ، حدّثنا سفيان الثوري عن أبي الزّبير عن جابر قال : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يمس الرجل ذكره

__________________

٧٠٩٥ ـ انظر : تهذيب الكمال ٥٩٩٠ (٢٨ / ٤٣ ـ ٤٦). وسؤالات ابن الجنيد لابن معين ، الترجمة ٢٧٣. وتاريخ البخاري الكبير ٧ / الترجمة ١٥٣٠. وتاريخه الصغير ٢ / ٢٩٨. والكنى لمسلم ، الورقة ٦٣. وثقات العجلي ، الورقة ٥١. وسؤالات الآجري لأبي داود ٣ / ١٣٧. والكنى للدولابي ٢ / ٦٠. والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ١٤٢٦. وثقات ابن حبان ٩ / ١٧٥. وسؤالات البرقاني للدارقطني ، الترجمة ٥٠٧. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١٧٥. والجمع لابن القيسراني ٢ / ٥١٢. والكاشف ٣ / الترجمة ٥٥٦٢. والعبر ١ / ٣٤٢. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ٤٣. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٧١ (آيا صوفيا ٣٠٠٧) وميزان الاعتدال ٤ / الترجمة ٨٥٧٢. ونهاية السئول ، الورقة ٣٧٤. وتهذيب التهذيب ١٠ / ١٦٥ ـ ١٦٦. والتقريب ٢ / ٢٥٢. وخلاصة الخزرجي ٣ / الترجمة ٧٠٢٧. وشذرات الذهب ٢ / ٧. والمنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ١٢٢.

(١) انظر الحديث في : حلية الأولياء ٧ / ١٢٣.

١١١

بيمينه ، وأن يلتحف الصماء ، وأن يمشي في نعل واحدة ، وأن يحتبي في ثوب واحد ليس على فرجه منه شيء.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن موسى ، حدّثنا أبو الحسين أحمد بن جعفر بن محمّد بن عبيد الله المنادي قال : قال لي جدي : كتب عن مصعب بن المقدام في أيام محمّد ابن زبيدة ، كان قد جاء في ظلامة ، وكان رجلا عفطيا (٢).

أخبرني علي بن محمّد بن الحسن الحربيّ ، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصّفّار ، أخبرنا محمّد بن عمران الصّيرفيّ ، حدّثنا عبد الله بن علي بن عبد الله المدينيّ قال : سمعت أبي يقول: المصعب بن المقدام ضعيف.

قلت : قد وصفه بالثقة يحيى بن معين وغيره من الأئمة.

أخبرني عبد الله بن يحيى السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي قال : قال أبو زكريا : مصعب بن المقدام ثقة.

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي قال : حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : سئل يحيى بن معين ـ وأنا شاهد ـ عن مصعب بن المقدام فقال : ما أرى به بأسا.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن عديّ البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال : سئل أبو داود عن مصعب بن المقدام. فقال : لا بأس به.

أخبرنا البرقاني قال : سمعت أبا الحسن الدّارقطنيّ يقول : مصعب بن المقدام ثقة.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي قال : سنة ثلاث ومائتين فيها مات مصعب بن المقدام الخثعمي.

أخبرنا إبراهيم بن عمر البرمكي ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن الحسين بن علي الهمذاني ـ في كتابه ـ حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن حبيب البزناني ، حدّثنا أحمد بن سيّار قال : سمعت عبيد الله بن يحيى بن بكير يقول : مصعب بن المقدام الخثعمي مات سنة ثلاث ومائتين.

__________________

(٢) العفطي : الكثير الضراط.

١١٢

٧٠٩٦ ـ مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزّبير بن العوّام ، أبو عبد الله الزّبيري المدينيّ :

عم الزّبير بن بكّار ، سكن بغداد وحدث بها عن مالك بن أنس ، وعبد العزيز الدراوردي ، والضحاك بن عثمان ، وإبراهيم بن سعد ، وعبد العزيز بن أبي حاتم ، وغيرهم. كتب عنه يحيى بن معين ، وأبو خيثمة ، وروى عنه الزّبير بن بكّار ، وأحمد ابن أبي خيثمة ، وإبراهيم الحربيّ ، وصالح جزرة ، وموسى بن هارون ، ومحمّد بن موسى البربريّ ، ويعقوب بن يوسف المطوعي ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وأبو القاسم البغوي. وكان عالما بالنسب عارفا بأيام العرب.

أخبرنا أبو سعد الماليني ـ قراءة ـ حدّثنا عبد الله بن عديّ الحافظ قال : قال لنا السّعداني ـ وهو محمّد بن أحمد بن سعدان ـ حضرت صالحا ـ يعني جزرة ـ وعنده نصرك. فقال : حدّثنا فلان عن الحميديّ عن سفيان عن الزنيري عن مالك. فقال له صالح : كذا تقول الزنيري ، ولا تقول الزّبيري مصعب صاحبنا ، حدث عنه ابن عيينة حرفا حدّثناه ابن عباد عن سفيان.

أنبأنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الحافظ ، أخبرنا قاسم السّيّاري ـ بمرو ـ حدّثنا عيسى بن محمّد بن عيسى ، حدّثنا العبّاس بن مصعب ابن بشر قال : مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزّبير قد أدركته ببغداد ، وهو أفقه قرشي في النسب.

أخبرني الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا أحمد بن سليمان الطّوسيّ ، حدّثنا الزّبير بن بكّار قال : وكان مصعب بن عبد الله وجه قريش مروءة ، وعلما ،

__________________

٧٠٩٦ ـ انظر : تهذيب الكمال ٥٩٨٧ (٢٨ / ٣٤ ـ ٣٩). وطبقات ابن سعد ٥ / ٤٣٩ ، و ٧ / ٣٤٤. وتاريخ الدوري ٢ / ٥٦٧. وعلل أحمد ١ / ١٥٥ ، و ٢ / ١٢٣. وتاريخ البخاري الكبير ٧ / الترجمة ١٥٣٢. وجمهرة نسب قريش ٢٠٥ ، فما بعد ، والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ١٤٢٩. وثقات ابن حبان ٩ / ١٧٥. والسابق واللاحق ٣٤٥. والمعجم المشتمل ، الترجمة ١٠٤٦. والمنتظم لابن الجوزي ١١ / ٢٤٦. وأنساب القرشيين ٢٣٠. والكامل في التاريخ ٧ / ٥٧. وسير أعلام النبلاء ١١ / ٣٠. والكاشف ٣ / الترجمة ٥٥٦٠. وديوان الضعفاء ، الترجمة ٤١٣٧. والمغني ٢ / الترجمة ٦٢٦٥. والعبر ١ / ٤٢٣. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ٤٢. وتاريخ الإسلام ، الورقة ٧٦ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧). وميزان الاعتدال ٤ / الترجمة ٨٥٦٤. ورجال ابن ماجة ، الورقة ١٧. ونهاية السئول ، الورقة ٣٧٣. وتهذيب التهذيب ١٠ / ١٦٢ ـ ١٦٤. والتقريب ٢ / ٢٥٢. وخلاصة الخزرجي ٣ / الترجمة ٧٠٢٤. وشذرات الذهب ٢ / ٨٦. وجمهرة نسب قريش ٢٠٥

١١٣

وشرفا ، وبيانا ، وجاها ، وقدرا. قال الزّبير : وكان أبو عزية محمّد بن موسى الأنصاريّ كثيرا ما يجلس إليّ ، فجلس إليّ ليلة بين المغرب والعشاء الآخرة في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وهو إذ ذاك قاض ـ فتحدّثنا إلى أن ذكر الشعر فقال لي : ابن أبي صبح أشعر الناس حين يقول لعمك :

فما عيشنا إلّا الرّبيع ومصعب

يدور علينا مصعب وندور

وفي مصعب إن غبّنا القطر والنّدى

لنا ورق معرورق وشكير

متى ما رأى الرّاءون غرّة مصعب

ينير بها إشراقه فتنير

يروا ملكا كالبدر إمّا فناؤه

فرحب وإمّا قدره فكبير

له نعم من عدّ قصّر دونها

وليس بها عمّا تريد قصور

عددنا فأكثرنا ومدّت فأكثرت

فقلنا كثير طيّب وكثير

لعمري لئن عدّدت نعماء مصعب

لأشكرها إنّي إذا لشكور

وله يقول ابن أبي صبح المزنيّ أيضا :

إذا شئت يوما أن ترى وجه سابق

بعيد المنى فانظر إلى وجه مصعب

ترى وجه بسام أغر كأنما

تفرج تاج الملك عن ضوء كوكب

فتى همه أن يشتري الحمد بالندى

فقد ذهبت أخباره كل مذهب

مفيد ومتلاف كأن نواله

علينا نجاء العارض المتصبب

أخبرنا الحسين بن علي الصيمري ، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ ، حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة قال : أبو عبد الله مصعب بن عبد الله كتب عنه أبي ، ويحيى بن معين.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا هبة الله بن محمّد بن حبش الفراء ، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عثمان بن أبي شيبة. وأخبرنا علي بن أحمد الرّزّاز ، حدّثنا أحمد ابن سلمان النجاد ، حدّثنا محمّد بن عثمان قال : سألت يحيى بن معين عن مصعب الزّبيري فقال : ثقة.

أخبرنا أبو سعيد محمّد بن موسى الصّيرفيّ قال : سمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب الأصمّ يقول : سمعت العبّاس بن محمّد الدّوريّ يقول : سمعت يحيى بن معين ـ وذكر النسب فقلت له إنما أخذه الزّبيري عن الواقديّ. فقال يحيى : الزّبيري عالم بالنسب ـ يعني مصعبا ـ.

١١٤

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن حسنويه ، أخبرنا الحسين بن إدريس ، حدّثنا سليمان بن الأشعث قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : مصعب الزّبير مستثبت.

أخبرنا الحسن بن محمّد الخلّال قال : قال أبو الحسن الدّارقطنيّ : مصعب بن عبد الله الزّبيري ثقة.

أخبرنا الأزهري ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف ، أخبرنا الحسين بن فهم قال : مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزّبير ابن العوّام يكنى أبا عبد الله ، نزل بغداد وكان إذا سئل عن القرآن يقف ، ويعيب من لا يقف ، وتوفي ببغداد في شوال سنة ست وثلاثين ومائتين.

أخبرني الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا أحمد بن سليمان الطّوسيّ ، حدّثنا الزّبير بن بكّار قال : وتوفي مصعب بن عبد الله ليومين خلوا من شوال سنة ست وثلاثين ومائتين ، وهو ابن ثمانين سنة.

٧٠٩٧ ـ مصعب بن أحمد بن مصعب ، أبو أحمد القلانسي الصّوفيّ :

كان أحد الزهاد ، وهو بغدادي المولد والمنشأ وأصله من مرو ، وكان أبو سعيد بن الأعرابي ينتمي إليه في التصوف وقال : صحبته إلى أن مات فما رأيته يبيت ذهبا ولا فضة.

أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري ، أخبرنا محمّد بن الحسين السلمي قال : مصعب ابن أحمد أبو أحمد القلانسي بغدادي المولد والمنشأ. وأصله من مرو ، من أقران الجنيد ورويم كان أستاذ منبه المصريّ يرجع إلى زهد وتقوى. حج أبو أحمد سنة سبعين ومائتين. فمات بمكة بعد انصراف الحاج بقليل ، ودفن بأجياد عند الهدف.

أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، أخبرني جعفر الخلدي ـ في كتابه ـ قال : قال لي أبو أحمد القلانسي : فرق رجل ببغداد على الفقراء أربعين ألف درهم ، فقال لي سمنون : يا أبا أحمد ما ترى ما أنفق هذا وما قد عمله؟ ونحن ما نرجع إلى شيء ننفقه ، فامض إلى موضع نصلي فيه بكل درهم أنفقه ركعة ، فذهبنا إلى المدائن فصلينا أربعين ألف ركعة ، وزرنا قبر سلمان وانصرفنا.

__________________

٧٠٩٧ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٢٤١.

١١٥

حدّثنا عبد العزيز بن علي الخيّاط ، حدّثنا علي عبد الله الهمدانيّ ، حدثني عبد الله ابن محمّد بن أبي موسى ، حدثني أحمد بن محمّد الزيادي قال : كان سبب تزويج أبي أحمد القلانسي بعد تعزبه وتفرده ولزومه المساجد والصحاري ، كان يصحبه شاب يعرف بمحمّد الغلام ـ وهو محمّد بن يعقوب المالكي ـ وكان حدث السن فقال : أنا أحب أن أتزوج ، فسأل أبو أحمد بريهة أن تطلب له زوجة ، فكلمت إنسانا يقال له ابن المطبخي من النساك في بنت له فأجاب لها ، واتعدنا منزل بريهة ليعقد أبو أحمد النكاح ، ومعنا رويم والقطيعيّ ، وجماعة. فحضر أبو الصبية ، فلما عزموا على النكاح جزع محمّد الغلام وقال : قد بدا لي ، فغضب أبو أحمد عليه وقال : تخطب إلى رجل كريمته ثم تأبى؟ لا يتزوجها غيري ، فتزوجها في ذلك اليوم. فلما عقدنا النكاح قام أبوها وقبل رأس أبي أحمد. وقال : ما كنت أظن أن قدري عند الله أن أصاهرك ، ولا قدر ابنتي أن تكون أنت زوجها ، وكانت معه حتى مات عنها.

ذكر من اسمه مكي

٧٠٩٨ ـ مكي بن إبراهيم بن بشير بن فرقد ، أبو السكن البرجمي الحنظلي التّميميّ :

من أهل بلخ سمع يزيد بن أبي عبيد ، وبهز بن حكيم ، وعبد الملك بن جريج ، ومالك بن أنس ، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند. وهشام بن حسّان. وقدم بغداد وحدث بها فروى عنه من أهلها أحمد بن حنبل ، وعبيد الله بن عمر القواريري ، ومحمّد بن حاتم السمين ، والحسن بن عرفة ، ومحمّد بن عبيد الله المنادي ، وعبّاس الدّوريّ ، وأبو عوف البزوري ، وأحمد بن عبد الله النّرسيّ ، في آخرين.

__________________

٧٠٩٨ ـ انظر : تهذيب الكمال ٦١٧٠ (٢٨ / ٤٧٦ ـ ٤٨٢). والمنتظم ، لابن الجوزي ١٠ / ٢٧٢. وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٧٣. وطبقات خليفة ٣٢٣. وتاريخ البخاري الكبير ٨ / الترجمة ٢١٩٩. وتاريخه الصغير ٢ / ٣٣٣. وثقات العجلي ، الورقة ٥٢. والمعرفة ليعقوب ، انظر الفهرس ، والجرح والتعديل ٨ / الترجمة ٢٠١١. وثقات ابن حبان ٧ / ٥٢٦. ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١٧٩. والسابق واللاحق ٧٤. ورجال البخاري للباجي ٢ / ٧٤٨. والجمع لابن القيسراني ٢ / ٥٢٠. والمعجم المشتمل ، الترجمة ١٠٥٩. وسير أعلام النبلاء ٩ / ٥٤٩. وتذكرة الحفاظ ١ / ٣٦٥. والكاشف ٣ / الترجمة ٥٧١٧. والعبر ٣٦٨ ، و ٢ / ١٣ ، ٢٢ ، ٣٦. وتذهيب التهذيب ٤ / الورقة ٦٨. وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٥٨ (آيا صوفيا ٣٠٠٧). ونهاية السئول ، الورقة ٣٨٥. وتهذيب التهذيب ١٠ / ٢٩٣ ـ ٢٩٥. والتقريب ٢ / ٢٧٣. وخلاصة الخزرجي ٣ / الترجمة ٧٤٣١. وشذرات الذهب ٢ / ٣٥.

١١٦

أخبرنا الحسين بن عمر بن برهان الغزال وهلال بن محمّد بن جعفر الحفار ـ قال الحسين أخبرنا وقال هلال حدّثنا ـ أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي ، حدّثنا عبّاس ابن محمّد الدّوريّ ، حدّثنا مكي بن إبراهيم ـ أبو السكن البلخيّ ـ حدّثنا إسماعيل بن رافع عن عمرو بن يحيى بن عمارة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «الدرهم بالدرهم والدينار بالدينار ، لا فضل بينهما ، إني أخاف عليكم الربا»(١).

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ ، حدّثنا أبي قال : حدّثنا عبد الله بن عمرو بن العمركي البلخيّ قال : سمعت عبد الصّمد بن الفضل يقول : سمعت مكي يقول : حججت ستين حجة ، وتزوجت ستين امرأة ، وجاورت بالبيت عشر سنين ، وكتبت عن سبعة عشر نفسا من التابعين ، ولو علمت أن الناس يحتاجون إليّ لما كتبت دون التابعين عن أحمد.

أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم الضّبّيّ ، أخبرني أبو محمّد بن زياد ، حدّثنا علي بن الفضل البلخيّ قال : سمعت عبد الصّمد بن الفضل يقول : روى مكي بن إبراهيم عن أحد عشر نفسا من التابعين ، ووقع عندي تسعة.

أخبرنا علي بن المحسن التنوخي ، أخبرنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن إبراهيم الحازمي ، حدّثنا إسحاق بن أحمد بن خلف البخاريّ ، حدّثنا عبد الصّمد بن الفضل قال : سمعت مكي بن إبراهيم يقول : كنت أختلف إلى الأعمش ، فأجلس وآخذ لأخي موضعا ، فإذا جاء أخي انصرفت ، فكان يندم على ذلك.

أخبرني الحسن بن محمّد بن علي أبو الوليد ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن سليمان الحافظ ـ ببخاري ـ أخبرنا أبو نصر أحمد بن نصر بن محمّد بن أشكاب قال : سمعت الحسين بن أحمد بن مالك الزّعفرانيّ يقول : سمعت عمر بن مدرك يقول : سمعت مكي بن إبراهيم يقول: قطعت البادية من بلخ خمسين مرة حاجّا ، ودفعت في كراء بيوت مكة ألف دينار ومائتي دينار ونيفا.

أنبأنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب ، أخبرنا محمّد بن حميد المخرّميّ ، حدّثنا علي بن الحسين بن حبّان قال : وجدت في كتاب أبي ـ بخط يده ـ وسألته ـ

__________________

(١) انظر الحديث في : السنن الكبرى للبيهقي ٥ / ٢٨٠.

١١٧

يعني يحيى بن معين ـ عن حديث حدث به مكي عن مالك عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلى على النجاشي. فقال أبو زكريا : هذا باطل وكذب. قلت : وهذا الحديث؟ فقال: إن مكي بن ابراهيم رواه هكذا بالري ، وهو جاءني من خراسان يريد الحج فلما رجع من حجه سئل عنه فأبى أن يحدث به.

أخبرناه الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أبو علي عيسى بن محمّد بن أحمد الطوماري ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ، حدّثنا سهل بن زنجلة الرّازيّ ، حدّثنا مكي بن إبراهيم عن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلى على النجاشي فكبر عليه أربعا.

فأخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم قال : سمعت بكر بن محمّد الصّيرفيّ ـ بمرو ـ يقول : سمعت عبد الصّمد بن الفضل يقول : سألنا مكي بن إبراهيم عن حديث مالك عن نافع عن ابن عمر : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كبر على النجاشي أربعا. فحدّثنا من كتابه عن مالك عن الزّهريّ عن سعيد عن أبي هريرة وقال : هكذا في كتابي.

أخبرني الصيمري ، حدّثنا علي بن الحسن الرّازيّ ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزّعفرانيّ ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : سئل يحيى بن معين عن مكي بن إبراهيم قال : صالح.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر الدّقّاق ، حدّثنا الوليد بن بكر الأندلسي ، حدّثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي ، حدثني أبي قال : مكي بن إبراهيم البلخيّ يكنى أبا السكن ثقة.

أخبرنا محمّد بن علي الصوري ، أخبرنا الخصيب بن عبد الله القاضي ، أخبرنا عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي ، أخبرني أبي قال : أبو السكن مكي بن إبراهيم ابن بشير بن فرقد بلخي ليس به بأس.

أخبرني الأزهري ، أخبرنا علي بن عمر الحافظ ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا الحارث بن محمّد ، حدّثنا محمّد بن سعد.

وأخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي قال : سنة خمس عشرة ومائتين. فيها مات مكي بن إبراهيم. هذا

١١٨

آخر حديث الحضرمي زاد ابن سعد : المحدث ببلخ في النصف من شعبان ، وقد قارب مائة سنة.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف الخشّاب ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : مكي بن إبراهيم البلخيّ توفي ببلخ سنة خمس عشرة ومائتين ، وكان قدم بغداد يريد الحج ورجع وحدث الناس في ذهابه ورجوعه ، وكتبوا عنه ، كان ثقة ثبتا في الحديث.

٧٠٩٩ ـ مكي بن مرزوق بن عطية ، أخو ابن (١) أبي عوف البزوري (٢) :

حكى عنه ابن أخيه أحمد بن عبد الرّحمن حكاية لا أعلم روى عنه غيرها.

أخبرناها أبو الحسن محمّد بن أسد بن علي بن سعيد الكاتب والحسن بن أبي بكر قالا : أخبرنا أبو عمرو عبد الملك بن الحسن بن يوسف المعدل ، حدّثنا أحمد بن أبي عوف قال : سمعت أبي وعمي يقولان : كنا في مجلس يزيد بن هارون في بستان أم جعفر ، فرأينا فيه رجلا خلاسيا طوالا وعلى يديه صبي يرضع منه. فقال ذاك الرجل إن أم هذا الصبي ولدته وتوفيت بأرض مفازة ـ أو أرض فلاة ـ فألقيته على ثديي أعلله ، فأجرى الله له هذا الرزق. فرأيناه والثدي يدر عليه. روى هذه الحكاية أحمد ابن كامل القاضي عن ابن أبي عوف ، قال : حدثني أبي وعمي مكي.

٧١٠٠ ـ مكي بن محمّد بن ماهان ، أبو العبّاس البلخيّ :

قدم بغداد وحدث بها عن صهيب بن عاصم ، وأبي حمة محمّد بن يوسف ، وإبراهيم بن سلام مولى بني هاشم. روى عنه محمّد بن أحمد بن بالويه النّيسابوريّ.

أخبرني محمّد بن علي المقرئ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله النّيسابوريّ الحافظ ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن بالويه ، حدّثنا مكي بن محمّد بن أحمد بن ماهان البلخيّ ـ ببغداد في مجلس محمّد بن يونس الكديمي في جمادى الأولى سنة أربع وثمانين ومائتين ـ حدّثنا صهيب بن عاصم ، حدّثنا وكيع ، حدّثنا العمري عن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «صلاة الليل والنهار مثنى مثنى» (١).

__________________

(١) ٧٠٩٩ ـ في المطبوعة : «أخو أبي عوف البزوري».

(٢) البزوري : هذه النسبة إلى البزور وهي جمع البزر (الأنساب ، للسمعاني ٢ / ١٩٨).

(١) ٧١٠٠ ـ انظر الحديث في : سنن الترمذي ٥٩٧. وسنن النسائي ٣ / ٢٢٨. وسنن ابن ماجة ١٣١٩. ومسند أحمد ٢ / ٣٠ ، ٣٣ ، ٤٠ ، ٤٤ ، ٤٩ ، ٦٦ ، ٤ / ١٦٧ ، ٣٨٧.

١١٩

٧١٠١ ـ مكي بن عبدان بن محمّد بن بكر بن مسلم بن راشد ، أبو حاتم التّميميّ النّيسابوريّ :

سمع أحمد بن حفص بن عبيد الله ، وعبد الله بن هاشم الطّوسيّ ، ومحمد بن يحيى الذّهليّ ، ومسلم بن الحجّاج الحافظ ، وعمار بن رجاء ، وأحمد بن يوسف السلمي. روى عنه كافة أهل بلده ، وقدم بغداد وحدث بها. فروى عنه من أهلها أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ ، وعبد العزيز بن محمّد بن الواثق بالله ، وأبو علي بن الصّوّاف ، وعلي بن عمر السّكّري الحربيّ.

أخبرنا عبد الغفّار بن محمّد بن جعفر المؤدّب ، وأحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل المحاملي قالا : أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصّوّاف ، حدّثنا مكي بن عبدان ، حدّثنا عبد الله بن هاشم ، حدّثنا أبو أسامة ، حدّثنا شعبة عن عمرو بن دينار عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «تحشرون حفاة عراة غرلا» (١).

هذا الحديث محفوظ هكذا من حديث عمرو بن دينار. وأما من حديث شعبة عن عمرو فغير محفوظ. ولم يتابع عبد الله بن هاشم أحد على روايته عن أبي أسامة ، وشعبة يروي هذا الحديث عن مغيرة بن النّعمان عن سعيد بن جبير. وروى عبد الله ابن عمر بن أبّان هذا الحديث عن أبي أسامة عن نافع بن عمر الجمحي عن عمرو بن دينار وهو الصحيح من حديث أبي أسامة ، فالله أعلم.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن المظفّر الدّقّاق ، أخبرنا علي بن عمر السّكّري ، حدّثنا أبو حاتم مكي بن عبدان النّيسابوريّ ـ في سوق يحيى سنة ثلاث وثلاثمائة ـ حدّثنا أحمد بن حفص ، حدّثنا عبيد الله بن موسى عن سفيان عن حارثة عن عمرة عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كسر عظم الميت ككسره حيّا» (٢).

قال : وحدّثنا سفيان عن سعد بن سعيد عن عمرة عن عائشة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مثله.

أخبرني ابن يعقوب ، أخبرنا محمّد بن نعيم قال : سمعت أبا علي الحافظ يقول : مكي بن عبدان ثقة مأمون.

__________________

(١) ٧١٠١ ـ انظر الحديث في : صحيح البخاري ٤ / ٢٠٤ ، ٨ / ١٣٦. وسنن الترمذي ٣٣٣٢. والمستدرك ٢ / ٢٥١. وفتح الباري ١١ / ٣٧٨.

(٢) انظر الحديث في : سنن أبي داود ٣٢٠٧. وسنن ابن ماجة ١٦١٦. ومسند أحمد ٦ / ١٠٥. وصحيح ابن حبان ٧٧٦.

١٢٠