تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٢

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٢

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٩

أخبرني الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا محمّد بن إبراهيم الجوري ـ في كتابه إلينا من شيراز ـ أخبرنا أحمد بن حمدان بن الخضر ، حدّثنا أحمد بن يونس بن المسيب الضّبّي ، حدثني أبو حسّان الزيادي قال : مات الفضل بن الربيع الحاجب سنة ثمان ومائتين يوم الاثنين سلخ ذي القعدة.

قلت : ويقال إن مولده كان في سنة أربعين ومائة ، وقيل في سنة ثمان وثلاثين ومائة.

٦٧٨٦ ـ الفضل بن عبد الصّمد بن الفضل ، أبو العبّاس الرقاشي الشّاعر :

من أهل البصرة قدم بغداد ومدح هارون الرّشيد ، ومحمّد الأمين ، والبرامكة. وكان هو وأبو نواس يتهاجيان ، وما أمسك واحد منهما عن صاحبه حتى فرق الموت بينهما. وقال المبرد : كان الفضل الرقاشي شاعرا ، وكان يظهر الغنى وهو فقير ، ويظهر العز وهو ذليل ، ويتكثر وهو قليل ، فكانت الشعراء تهجوه.

أخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد ، أخبرنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى ، حدّثنا محمّد بن أحمد الحكيمي ، أخبرنا ميمون بن هارون الكاتب عن الجماز قال : دعا الرقاشي أبا نواس ولم يكن عنده شيء مهيأ ، فتركه في منزله ومضى يصلح له شيئا يغديه به فأبطأ ، فتناول أبو نواس جزازة وكتب فيها :

حي رسم الغني وأطلال حسن ال

حال أقوين مذ سنين ودهر

ثاويات ما بين دار لقيط

لا يجاوزنها فكتّاب بحر

فحذاء الصّبّاغ من دار حسا

ن إلى الجدول الذي استن يجري

جادها وابل ملح من الإفلا

س يحدوه ريح بؤس وفقر

ترتعي عقر شدة الحال فيها

وظبا فاقة وظلمان عسر

ليس في بيتها سوى بيت لبن

ذهب السيل منه أيضا بشطر

ليس فيها خلا الرقاشي إنس

وكراريس حوله في قمطر

وجزاز فيها الغريب إذا جا

ع قراه فمال بطنا لظهر

والرقاشي من تكرمه تج

زي أمعاؤه بإنشاد شعر

أخبرني الجوهريّ عن أبي عبيد الله المرزباني ، حدثني عليّ بن الفارسي ، أخبرني أبي ، حدثني ابن أبي طاهر قال : حدثني محمّد بن عبد الله بن يعقوب بن داود بن طهمان قال : كان أبو نواس يهاجي الفضل بن عبد الصّمد الرقاشي ، وما أمسك

٣٤١

واحد منهما [عن] صاحبه حتى فرق الموت بينهما. فقال الرقاشي يذكر ادعاءه إلى حكم العشيرة.

نبطي فإذا قيل له

أنت مولى حكم قال أجل

ومعاذ الله إن كان بهم

لاحقا فالله أعلى وأجل

واضعا نسبته حيث اشتهى

فإذا ما رابه ريب رحل

فقال أبو نواس :

هجوت الفضل دهري وهو عندي

رقاشي كما زعم المسول

فلما فتشت عنه رقاش

ليعلم ما تقول وما يقول

وجدنا الفضل أكرم من رقاش

لأن الفضل مولاه الرسول

فلو نضح القفا منه بماء

بدا النيبوب منه والفسيل (١)

أراد بقوله مولاه الرسول ، رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لقوله عليه‌السلام «أنا مولى من لا مولى له».

٦٧٨٧ ـ الفضل بن دكين ـ ودكين لقب واسمه : عمرو ـ بن حمّاد بن زهير ابن درهم ، وكنية الفضل : أبو نعيم :

مولى آل طلحة بن عبيد الله التّيميّ من أهل الكوفة وكان شريك عبد السّلام بن حرب في دكان واحد يبيعان الملاء. سمع أبو نعيم سليمان الأعمش ، ومسعر بن

__________________

٦٧٨٧ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٤٦ ـ ٤٩. وتهذيب الكمال ٤٧٣٢ (٢٣ / ١٩٧). وطبقات ابن سعد : ٦ / ٤٠٠ ، وتاريخ الدوري : ٢ / ٤٧٣ ، وتاريخ الدارمي ، الترجمة ٩٢ ، وتاريخ خليفة : ٢٦ / ٤٧٦ ، وطبقات خليفة : ١٧٢ ، وعلل ابن المديني : ٦٩ وعلل أحمد ، انظر الفهرست وتاريخ البخاري الكبير : ٧ / الترجمة ٥٢٦ ، وتاريخه الصغير : ٢ / ٣٤٠ ، وأحوال الرجال للجوزجانى ، الترجمة ١٠٦ ، وثقات العجلى ، الورقة ٤٤ ، وسؤالات الآجرى لأبى داود : ٣ / ٩٩ ، ١٤٩ ، ٤ / الورقة ٣ ، وأبو زرعة الرازي ، ٧٤٤ ، والمعرفة ليعقوب ، انظر الفهرست ، وتاريخ أبى زرعة الدمشقي : ٤٦٣ ، الجرح والتعديل : ٧ / الترجمة ٣٥٣ ، والكندي :١١٩ ، وثقات ابن حبان : ٧ / ٣١٩ ، وثقات ابن شاهين ، الترجمة ١١٣٠ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١٤٤ ، والسابق واللاحق : ١٠٣ ، وموضح أوهام الجمع والتفريق :٢ / ٣٢٣ ، والجمع لابن القيسراني : ٢ / ٣٤١٢ ، والمعجم المشتمل ، الترجمة ٧٢٠ ، والكامل في التاريخ : ٦ / ٤٤٥ ، وسير أعلام النبلاء : ١٠ / ١٤٢ ، وتذكرة الحفاظ : ١ / ٣٢٢ ، والكاشف :٢ / الترجمة ٤٥٢٩ ، والعبر : ١ / ٣٧٧ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ١٣٧ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٤٥ (أيا صوفيا ١٠٠٧) ، وميزان الاعتدال : ٣ / الترجمة ٦٧٢٠ ، ونهاية السئول ، الورقة ٢٩٥ ، وشذرات الذهب : ٢ / ٤٦ ، وتهذيب التهذيب : ٨ / ٢٧٠ ـ ٢٧٦ ، والتقريب :٢ / ١١٠ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٥٧١٠.

٣٤٢

كدام ، وزكريا بن أبي زائدة ، وابن أبي ليلى ، وسفيان الثوري ، ومالك بن أنس ، وشعبة بن الحجّاج ، وزائدة بن قدامة ، وزهير بن معاوية ، وإسرائيل ، وشيبان بن عبد الرّحمن ، وشريك بن عبد الله ، وأبا عوانة ، والحمادين ، وهمام بن يحيى ، وأبا الأحوص ، وعبثر بن القاسم ، وسفيان بن عيينة ، في آخرين. سمع منه عبد الله بن المبارك. روى عنه أحمد بن حنبل ، وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة ، ومحمّد بن عبد الله بن نمير ، وإسحاق بن راهويه ، وأبو خيثمة زهير بن حرب ، وأبو سعيد الأشج ، ومحمّد بن سعد كاتب الواقدي ، ومحمّد بن إسماعيل البخاريّ ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم الرّازيان ، ويعقوب بن شيبة ، وأبو عوف البزوري ، وعباس الدّوريّ ، وأحمد بن أبي خيثمة ، وإسحاق بن الحسن ، وإبراهيم بن إسحاق الحربيان ، وأحمد بن الوليد الفحام ، وحنبل بن إسحاق بن حنبل ، وأحمد بن ملاعب ، وأحمد بن سعيد الجمال. قدم أبو نعيم بغداد وحدث بها.

أخبرني أبو عليّ عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن فضالة الحافظ النّيسابوريّ ـ بالري ـ أخبرنا إبراهيم بن أحمد المستملي ـ ببلخ ـ حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عليّ البيكندي ، حدّثنا محمّد بن سليمان بن الحارث الباغندي قال : سمعت أبا نعيم يقول : أنا الفضل بن عمرو بن حمّاد بن زهير الطلحي ، وإنما دكين لقب.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصواف قال : حدّثنا إسحاق بن الحسن ، حدّثنا أبو نعيم الفضل بن عمرو بن حمّاد بن زهير بن درهم مولى طلحة بن عبيد الله ، وإنما دكين لقب. أخبرني بذلك أبو البراء بن عبدة بن سليمان.

قلت : وكان أبو نعيم مزاحا ذا دعابة ، مع تدينه وثقته وأمانته.

أخبرنا عبد الكريم بن محمّد بن أحمد المحامليّ ، أخبرنا عليّ بن عمر الحافظ ، حدّثنا محمّد بن مخلد ، حدثني عليّ بن القاسم بن الحسين الضّبّي أبو الحسن ، حدّثنا زكريا ابن يحيى المدائنيّ قال : كنا عند أبي نعيم ، فقال له رجل : يا أبا نعيم اشتهي أن أكتب اسمك من فيك فقال : اكتب واثلة بن الأسقع. قال ابن مخلد : قال لي أبو الحسن الضّبّي ـ شيخنا هذا ـ فحدثت بهذا شيخا من إخواننا فقال لي : يا أبا الحسن رأيت خراسانيا بمكة يقول حدّثنا واثلة بن الأسقع ، فقلت : هذا ممن جاز عليه عبث أبي نعيم.

٣٤٣

أخبرنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن إبراهيم البزّاز ـ بالبصرة ـ حدّثنا يزيد بن إسماعيل الخلال ، حدّثنا أبو عوف عبد الرّحمن بن مرزوق ، حدّثنا أبو نعيم قال : قال لي سفيان مرة ـ وسألته عن شيء ـ فقال لي : أنت لا تبصر النجوم بالنهار ، فقلت له : وأنت لا تبصرها كلها بالليل ، فضحك.

أخبرنا أحمد بن محمّد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال : قال أبو نعيم : كتبت عن نيف ومائة شيخ ممن كتب عنه سفيان.

حدثني محمّد بن عليّ الصوري ، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر التجيبي ـ بمصر ـ أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمّد بن زياد ، حدّثنا الفضل بن زياد الجعفي ، حدّثنا أبو نعيم قال : شاركت الثوري في ثلاثة عشر ومائة شيخ.

أخبرنا محمّد بن عبد الله بن أبان الهيتي ، حدّثنا أحمد بن سلمان الفقيه ، حدّثنا سعيد بن مسلم قال : حدّثنا جعفر بن عبد الواحد الهاشميّ قال : قال لي أبو نعيم : عندي عن أمير المؤمنين في الحديث ـ يعني سفيان الثوري ـ أربعة آلاف.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا عبد الله بن إسحاق البغوي ، حدّثنا أحمد بن أبي حاتم المعدّل ، حدّثنا محمّد بن عبدة بن سليمان قال : كنت مع أبي نعيم جالسا فقال له أصحاب الحديث : يا أبا نعيم إنما حملت عن الأعمش هذه الأحاديث؟ قال : ومن كنت أنا عند الأعمش؟ كنت قردا بلا ذنب.

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الأبهري ، حدّثنا أبو عروبة الحراني ، حدثني محمّد بن يحيى بن كثير قال : سمعت أبا نعيم يقول : جلست إلى يحيى وعنده شاب ، فذكرنا حديث الثوري فذكرت عن سفيان عن مغيرة قال : كنا نهاب إبراهيم هيبة الأمير. فقال ليس هذا من حديث الثوري. وذكرت عن سفيان عن عليّ ابن الأقمر عن أبي الأحوص (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى) قال : من رضخ ، قال : ليس هذا من حديث الثوري. فقلت ليحيى : من هذا الفتى؟ وقمت عنه ، فلحقني فقال لي : يا أبا نعيم ما عرفتك ، وإذا هو عبد الرّحمن بن مهدي.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، حدّثنا أحمد بن عبد الله الحدّاد قال : سمعت أبا نعيم يقول : نظر ابن المبارك في كتبي فقال : ما رأيت أصح من كتابك.

٣٤٤

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال : سمعت أبا عبد الله ـ يعني أحمد بن حنبل ـ يقول : شيخين كان يتكلمون فيهما ويذكرونهما ، وكنا نلقي من الناس في أمرهما ما الله به عليم ، قاما لله بأمر لم يقم به أحد ـ أو كثير أحد مثل ما قاما به ـ : عفّان ، وأبو نعيم.

قلت : يعني أبو عبد الله بذلك امتناعهما من الإجابة إلى القول بخلق القرآن عند امتحانهما. وكان امتحان أبي نعيم بالكوفة.

قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي قال : أخبرنا محمّد بن إسحاق الثّقفيّ قال : سمعت محمّد بن يونس قال : لما أدخل أبو نعيم على الوالي ليمتحنه وثم ابن أبي حنيفة ، وأحمد بن يونس ، وأبو غسان ، وعداد فأول من امتحن ابن أبي حنيفة فأجاب ، ثم عطف على أبي نعيم فقال قد أجاب هذا ، فقال : ما يقول؟ والله ما زلت أتهم جده بالزندقة. ولقد أخبرني يونس بن بكير أنه سمع جد هذا يقول : لا بأس أن ترمي الجمرة بالقوارير. أدركت الكوفة وبها أكثر من سبعمائة شيخ الأعمش فمن دونه يقولون : القرآن كلام [الله] (١) وعنقي أهون عندي من زري هذا ، فقام إليه أحمد بن يونس فقبل رأسه ـ وكان بينهما شحناء ـ وقال : جزاك الله من شيخ خيرا.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن أبي طاهر الدّقّاق ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان النّجّاد ، حدّثنا الكديمي محمّد بن يونس قال : سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يقول : لما أن جاءت المحنة إلى الكوفة قال لي أحمد بن يونس : ألق أبا نعيم فقل له ، فلقيت أبا نعيم فقلت له. فقال : إنما هو ضرب الأسياط. قال ابن أبي شيبة فقلت له : ذهب حديثنا عن هذا الشيخ ، فقيل لأبي نعيم فقال أدركت ثلاثمائة شيخ كلهم يقولون : القرآن كلام الله ليس بمخلوق وإنما قال هذا قوم من أهل البدع. كانوا يقولون لا بأس أن ترمي الجمار بالزجاج ، ثم أخذ زره فقطعه ثم قال : رأسي أهون علىّ من زري.

وأخبرنا أبو طاهر أيضا ، أخبرنا أحمد بن سلمان النّجّاد ، حدّثنا عبد الله بن أحمد قال : حدثني أحمد بن الحسن الترمذي أبو الحسن قال : سمعت أبا نعيم يقول : القرآن كلام الله ليس بمخلوق.

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن عبد الواحد بن عليّ البزّاز ، حدّثنا أبو القاسم عمر بن محمّد بن سيف الكاتب قال : في كتابي عن عبد الصّمد بن المهتدي قال : لما دخل المأمون بغداد نادى بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وذلك أن الشيوخ ببغداد

٣٤٥

كانوا يحبسون ويعاقبون في المحال ، فنادى بذلك ، لأن الناس قد اجتمعوا على إمام ، قال فدخل أبو نعيم بغداد في ذلك الوقت ، فنظر إلى رجل من الجند قد أدخل يده بين فخذي امرأة ، فزجره أبو نعيم فتعلق الجندي بأبي نعيم ، ودفعه إلى صاحب الشرطة ، وعلى الشرطة يومئذ عياش ، وصاحب الخبر أبو عبّاد ، فكتب بخبره إلى المأمون فأمر بحمله إليه ، قال أبو نعيم : فأدخلت عليه وقد صلّى الغداة وهو يسبح بحب في شيء من فضة ، فسلمت عليه فرد السلام في خفاء ـ شبه الواجد ـ فبينا أنا قائم إذ أتى غلام بطشت وإبريق فنحاني من بين يديه ، وأجلسني حيث ينظر ، وقال لي : توضأ ، قال فأخذت الإناء وتوضأت كما حدّثنا الثوري حديث عبد خير عن عليّ ، ثم جيء بحصير ، فطرح لي ، فقمت وصليت ركعتين كما روى عن أبي اليقظان عمار بن يسار انه صلّى ركعتين فأوجز فيهما ثم صاح بي إليه فجئت ، فأمرني فجلست ، فقال لي : ما تقول في رجل مات وخلف أبويه؟ فقلت : لأمه الثلث وما بقي فلأبيه ، قال فخلف أبويه وأخاه ، فقلت : لأمه الثلث وما بقي فلأبيه وسقط أخوه ، قال : فخلف أبويه وأخوين ، فقلت : لأمه السدس وما بقي فلأبيه ، فقال لي : في قول الناس كلهم؟ فقلت : لا ، في قول الناس كلهم إلا في قول جدك ، فإنه ما حجبها عن الثلث إلا بثلاث أخوة ، فقال لي : يا هذا من نهى مثلك أن يأمر بالمعروف! إنما نهينا أقواما يجعلون المعروف منكرا ، قال : فقلت : فليكن في ندائك لا يأمر بالمعروف إلا من أحسن أن يأمر به ، فقال لي انصرف ـ أو كما قال ـ.

حدثت عن محمّد بن عبد الله بن المطلب الكوفيّ ، حدّثنا عليّ بن محمّد بن صغدان المعدّل ـ بالأنبار ـ حدثني أحمد بن ميثم بن أبي نعيم قال : قدم جدي أبو نعيم الفضل بن دكين بغداد ونحن معه ، فنزل الرملية ، ونصب له كرسي عظيم ، فجلس عليه ليحدث ، فقام إليه رجل ظننته من أهل خراسان فقال : يا أبا نعيم أتتشيع؟ فكره الشيخ مقالته وصرف وجهه وتمثل بقول مطيع بن إياس :

وما زال بي حبيك حتى كأنني

برجع جواب السائلي عنك أعجم

لأسلم من قول الوشاة وتسلمي

سلمت وهل حي على الناس يسلم؟

فلم يفقه الرجل مراده. فعاد سائلا فقال : يا أبا نعيم أتتشيع؟ فقال الشيخ : يا هذا كيف بليت بك ، وأي ريح هبت إلىّ بك؟

سمعت الحسن بن صالح يقول : سمعت جعفر بن محمّد يقول : حب على عبادة ، وأفضل العبادة ما كتم.

٣٤٦

أخبرنا أبو الفتح محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي الفوارس الحافظ قال : سمعت أحمد بن يعقوب يقول : سمعت عبد الله بن الصّلت يقول : كنت عند أبي نعيم الفضل بن دكين فجاءه ابنه يبكي ، فقال له : مالك؟ فقال الناس : يقولون إنك تتشيع ، فأنشأ يقول :

وما زال كتمانيك حتى كأنني

برجع جواب السائلي عنك أعجم

لأسلم من قول الوشاة وتسلمي

سلمت وهل حي على الناس يسلم

أخبرني محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن أحمد ابن عتاب ، حدّثنا أحمد بن ملاعب قال : حدثني صديق لي يقال له يوسف بن حسّان ثقة قال: قال أبو نعيم : ما كتبت على الحفظة أني سببت معاوية ، قال قلت أحكي هذا عنك؟ قال نعم احكه عني.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد بن عبد الله بن زياد القطّان ، حدّثنا محمّد بن يونس قال : سمعت أبا نعيم يقول : كثر تعجبي من قول عائشة :

ذهب الذين يعاش في أكنافهم

ولكن أبا نعيم يقول :

ذهب الناس فاستقلوا وصرنا

خلفا في أراذل النسناس

في أناس نعدهم من عديد

فإذا فتشوا فليسوا بناس

كلما جئت أبتغي النيل منهم

بدروني قبل السؤال بياس

وبكوا لي حتى تمنيت أني

مفلت منهم فرأسا برأس

أخبرنا أبو طالب عمر بن محمّد بن عبيد الله النجار ، أخبرنا الحسن بن عبد الله بن عمر الكرميني البخاريّ ، أخبرنا أبو حفص أحمد بن أحيد ، حدّثنا محمّد بن محمّد ابن إبراهيم قال : سمعت محمّد بن أبان يقول : سمعت وكيعا يقول : إذا وافقني في الحديث هذا الأحول ما باليت من خالفني ـ يعني أبا نعيم ـ.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهدي فيما أجاز لنا روايته وحدثنيه هبة الله بن الحسن الطبري والحسن بن عليّ بن عبد الله المقرئ عنه قراءة قال : أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، حدّثنا جدي قال : وأبو نعيم ثقة ثبت صدوق.

٣٤٧

سمعت أحمد بن محمّد بن حنبل وذكره فقال : أبو نعيم يزاحم به ابن عيينة ، فناظره إنسان فيه وفي وكيع ، فجعل يميل إلى أن يزعم أنه أثبت من وكيع ، فقال له الرجل : وأي شيء عند أبي نعيم من الحديث؟ وكيع أكثر رواية وحديثا ، فقال هو على قلة ما روى أثبت من وكيع.

أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن حمدان العكبريّ قال : حدثني عليّ بن يعقوب بن أبي العقب ـ بدمشق ـ حدّثنا أبو زرعة عبد الرّحمن ابن عمرو قال : سمعت أحمد بن حنبل ـ وذكر أبا نعيم ـ فقال : يزاحم ابن عيينة فناظره رجل فيه وفي وكيع ، فجعل يميل إلى أن أبا نعيم أثبت من وكيع.

أخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ ، أخبرنا عبد الله بن محمّد بن عثمان الحافظ ، حدّثنا محمّد بن الحسين بن مكرم قال : سمعت زياد بن أيّوب يقول : سمعت أحمد ابن حنبل يقول : أبو نعيم أقل حفظا من وكيع.

أخبرنا البرقاني قال : قرأت على عليّ بن أحمد البزناني سمعت محمّد بن أحمد ابن مسعود يقول : سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سمعت أبي يقول : أخطأ وكيع بن الجرّاح في خمسمائة حديث.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أبو حامد محمّد بن أحمد بن حسنويه ، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ ، حدّثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال : سمعت أحمد قال : قال أبو نعيم : كنا عند سفيان بن عيينة على شيء أخذه. كان يعرف في حديث أبي نعيم الصدق.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا حنبل بن إسحاق قال : سئل أبو عبد الله قيل له : فوكيع وأبو نعيم؟ قال : أبو نعيم أعلم بالشيوخ وأنسابهم وبالرجال ، ووكيع أفقه.

أخبرنا ابن الفضل القطّان ، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، حدّثنا يعقوب ابن سفيان قال : حدثني الفضل بن زياد قال : سألت أبا عبد الله أحمد بن محمّد بن حنبل قلت : يجري عندك ابن فضيل مجرى عبيد الله بن موسى؟ قال : لا. كان ابن فضيل استر ، وكان عبيد الله صاحب تخليط روى أحاديث سوء. قلت : فأبو نعيم يجري مجراهما؟ قال : لا كان أبو نعيم يقظان في الحديث ، وقام في الأمر ـ يعني في الامتحان ـ

٣٤٨

قال : إذا رفعت أبا نعيم من الحديث فليس بشيء. قال أبو يوسف يعقوب : أجمع أصحابنا أن أبا نعيم كان غاية في الإتقان والحفظ وأنه حجة.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا الحسين بن عليّ التّميميّ ، حدّثنا أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الأسفراييني ، حدّثنا أبو بكر المروذي قال : قال عبد الله : يحيى وعبد الرحمن ، وأبو نعيم الحجة الثبت ، وكان أبو نعيم ثبتا.

قرأت على عليّ بن أبي عليّ البصريّ عن عليّ بن الحسن الجراحي ، حدّثنا أحمد ابن محمّد بن الجرّاح أبو عبد الله قال : سمعت أحمد بن منصور الرمادي يقول : خرجت مع أحمد بن حنبل ويحيى بن معين إلى عبد الرّزّاق ، خادما لهما فلما عدنا إلى الكوفة قال يحيى بن معين لأحمد بن حنبل : أريد أختبر أبا نعيم. فقال له أحمد ابن حنبل : لا تريد الرجل ثقة. فقال يحيى بن معين لا بد لي ، فأخذ ورقة فكتب فيها ثلاثين حديثا من حديث أبي نعيم ، وجعل على رأس كل عشرة منها حديثا ليس من حديثه ، ثم جاءا إلى أبي نعيم فدقا عليه الباب فخرج ، فجلس على دكان حذاء بابه ، وأخذ أحمد بن حنبل فأجلسه عن يمينه وأخذ يحيى بن معين فأجلسه عن يساره ، ثم جلست أسفل الدكان فأخرج يحيى بن معين الطبق فقرأ عليه عشرة أحاديث ، وأبو نعيم ساكت ، ثم قرأ الحادي عشر فقال له أبو نعيم : ليس من حديثي فاضرب عليه ، ثم قرأ العشر الثاني وأبو نعيم ساكت ، فقرأ الحديث الثاني ، فقال أبو نعيم : ليس من حديثي فاضرب عليه ، ثم قرأ العشر الثالث وقرأ الحديث الثالث ، فتغير أبو نعيم وانقلبت عيناه ، ثم أقبل على يحيى بن معين فقال له : أما هذا ـ وذراع أحمد في يده ـ فأورع من أن يعمل مثل هذا ، وأما هذا ـ يريدني ـ فأقل من أن يفعل مثل هذا ، ولكن هذا من فعلك يا فاعل ، ثم أخرج رجله فرفس يحيى بن معين ، فرمى به من الدكان ، وقام فدخل داره. فقال أحمد ليحيى : ألم أمنعك من الرجل وأقل لك إنه ثبت ، قال والله لرفسته لي أحب إلىّ من سفري.

كتب إلى عبد الرّحمن بن عثمان الدّمشقيّ يذكر أن أبا الميمون عبد الرّحمن بن عبد الله بن راشد البجلي أخبرهم قال : أخبرنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو النصري قال : سمعت يحيى بن معين يقول : ما رأيت أثبت من رجلين ، من أبي نعيم ، وعفان. قال أبو زرعة : وقال لي أحمد بن صالح : ما رأيت محدثا أصدق من أبي نعيم.

٣٤٩

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا محمّد بن عبيد الله بن خميرويه الهرويّ ، أخبرنا الحسين بن إدريس ، حدّثنا ابن عمار قال : أبو نعيم متقن حافظ ، فإذا روى عن الثقات فحديثه حجة أحج ما يكون. قال أبو عليّ الحسين بن إدريس : خرج علينا عثمان بن أبي شيبة يوما فقال : حدّثنا الأسد ، فقلنا من هو؟ قال : الفضل بن دكين.

أخبرنا حمزة بن محمّد بن طاهر ومحمّد بن عبد الواحد الأكبر ـ قال حمزة : حدّثنا وقال محمّد : أخبرنا ـ الوليد بن بكر الأندلسي ، حدّثنا عليّ بن أحمد بن زكريا الهاشميّ ، حدّثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي ، حدثني أبي قال : الفضل بن دكين أبو نعيم الأحول كوفي ثقة ثبت في الحديث.

أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي ، أخبرنا محمّد بن عدي بن زحر البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال : قيل لأبي داود : كان أبو نعيم الفضل حافظا؟ قال جدّا.

أخبرنا العتيقي ، حدّثنا محمّد بن العبّاس الخزاز ، أخبرنا أبو أيّوب سليمان بن إسحاق الجلاب قال : قال لي إبراهيم الحربي : كان عندي يوم الجمعة ابن ابنة ابن نمير سوادة ـ رجل كوفي ـ وتمتام ، فجعلوا يختصمون في أبي نعيم ووكيع ويقول هذا أبو نعيم أفضل. ويقول هذا وكيع أفضل ، فاختصموا ساعة وأنا محول الوجه في ناحية ، فلما فرغوا من قتالهم قلت لهم : أبو نعيم كان أثبت الرجلين وأقلهما خطأ ، ووكيع كان أفضل الرجلين ، وكان يصوم الدهر ، وكان كثير الصّلاة قال فقالوا لي جميعا صدقت. قال فقال سوادة لتمتام : يا أبا جعفر اجعلنا في حل لا تكون غضبت ، قال :لا وانصرفوا.

أخبرنا العتيقي ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أبو أيّوب الجلاب قال : سمعت إبراهيم الحربي يقول : كان بين أبي نعيم ووكيع سنة ، وفات أبو نعيم في تلك السنة الخلق.

أخبرني الحسين بن عليّ الطناجيري ، أخبرنا محمّد بن زيد بن عليّ بن مروان الكوفيّ ، أخبرنا محمّد بن محمّد بن عقبة الشّيبانيّ ، حدّثنا هارون بن حاتم قال : سألت أبا نعيم فقلت : يا أبا نعيم متى ولدت؟ قال سنة تسع وعشرين ومائة.

٣٥٠

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا إسماعيل بن عليّ الخطبي وأبو عليّ بن الصواف وأحمد بن جعفر بن حمدان قالوا : حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي قال : وأبو نعيم ـ يعني ـ ولد سنة ثلاثين.

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا محمّد بن يونس قال :سمعت أبا نعيم يقول : ولدت سنة ثلاثين ومائة وولد وكيع قبلي بسنة.

أخبرنا أبو الحسين عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، حدّثنا أبو عليّ إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، حدّثنا أحمد بن ملاعب قال : سمعت أبا نعيم يقول : ولدت سنة ثلاثين ومائة في آخرها.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : ومات أبو نعيم الفضل بن دكين سنة ثماني عشرة ومائتين ، ومولده سنة ثلاثين ومائة.

أخبرنا أبو القاسم الأزهري ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد الكندي ، أخبرنا أبو موسى محمّد بن المثنّى قال : ومات أبو نعيم سنة ثماني عشرة ومائتين في آخرها.

أخبرنا ابن رزق ، أخبرنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا حنبل بن إسحاق. وأخبرنا القاضي أبو العلاء الواسطيّ ومحمّد بن محمّد بن عثمان السواق قالا : أخبرنا أحمد ابن جعفر القطيعي ، حدّثنا محمّد بن يونس قال : مات أبو نعيم سنة تسع عشرة ومائتين.

أخبرنا ابن الفضل ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال : توفي أبو نعيم الفضل بن دكين يوم السبت من رمضان سنة تسع عشرة ومائتين.

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا بشر بن موسى قال : توفي أبو نعيم ليومين من شهر رمضان سنة تسع عشرة ومائتين. وقيل إن رجلا قال لأبي نعيم : كان اسم أبيك دكينا؟ قال : كان اسم أبي عمرا ، ولكنه لقبه فروة الجعفي دكينا.

٣٥١

أخبرني عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر المؤدّب ، أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر الخلال ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا جدي ، أخبرنا بعض أصحابنا أن أبا نعيم خرج عليهم ـ في شهر ربيع الأول سنة سبع عشرة ومائتين ـ يوما بالكوفة فجاء ابن لمحاضر بن المورع فقال له أبو نعيم : إني رأيت أباك البارحة في النوم وكأنه أعطاني درهمين ونصفا ، فما تؤولون هذا؟ فقلنا خيرا رأيت ، فقال : أما أنا فقد أولتهما أني أعيش يومين ونصفا ، أو شهرين ونصفا ، أو سنتين ونصفا ، ثم ألحق. فتوفي بالكوفة ليلة الثلاثاء لانسلاخ شعبان سنة تسع عشرة ومائتين بعد هذه الرؤيا بثلاثين شهرا تامة. وقالوا إنه اشتكى قبل أن يموت بيوم ليلة الثلاثاء ، فأوصى ابنه عبد الرّحمن ببني ابن له يقال له ميثم كان مات قبله ، فلما كان العشاء من يوم الاثنين طعن في عنقه وظهر به ورشكين في يده ، فتوفي ليلة الثلاثاء ، وأخذ في جهازه بالليل ، وأخرج بكرا ولم يعلم به كثير من الناس ، وأخرج إلى الجبان ، وحضره رجل من آل جعفر بن أبي طالب يقال له محمّد بن داود ، فقدمه ابنه عبد الرّحمن بن أبي نعيم فصلى عليه ، ثم جاء الوالي وهو محمّد بن عبد الرّحمن بن عيسى بن موسى الهاشميّ فلامهم ألا يكونوا أخبروه بموته ، ثم تنحى به عن القبر فصلى عليه ثانية هو وأصحابه ومن لحقه من الناس ، وكانت وفاة أبي نعيم في خلافة المعتصم.

٦٧٨٨ ـ الفضل بن حكيم :

حدث عن حمّاد بن سلمة. روى عنه أبو زرعة الدّمشقيّ.

أخبرنا أبو القاسم عليّ بن محمّد بن عليّ المعدّل ـ بدمشق ـ أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن عبيد الله بن يحيى القطّان ، حدّثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعي ، حدّثنا أبو زرعة عبد الرّحمن بن عمرو ، حدّثنا الفضل بن حكيم ـ ببغداد ـ حدّثنا حمّاد بن سلمة عن عليّ بن زيد عن الحسن عن الأحنف بن قيس قال : لما توفي عمر ووضعت الموائد ، كف الناس عن الطعام ، فقال العبّاس : يا أيها الناس إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد مات فأكلنا بعده وشربنا ، وبعد أبي بكر ، وإنه لا بد من الأكل فبسط يده فأكل فأكل الناس.

٦٧٨٩ ـ الفضل بن يحيى بن المروح ، الأنباريّ :

حدث عن مالك بن أنس. روى عنه محمّد بن يوسف الضّبّي ، وعلي بن الحسين ابن الجنيد الرّازي حديثا واحدا أخبرنيه الحسين بن عليّ الطناجيري.

٣٥٢

حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن عيسى بن عبدك الرّازي ، حدّثنا عليّ بن الحسين بن الجنيد ، حدّثنا الفضل بن يحيى الأنباريّ ، حدثني مالك عن نافع عن ابن عمر قال : سئل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الضب فعافه. وقال : «ليس من طعام قومي»(١).

٦٧٩٠ ـ الفضل بن غانم ، أبو عليّ الخزاعيّ :

مروزي سكن بغداد وحدث بها عن مالك بن أنس ، وسليمان بن بلال ، وسوار ابن مصعب ، وأبي يوسف القاضي ، وعبد الملك بن هارون بن عنترة ، وسفيان بن عيينة ، والمسيب بن شريك ، وعبد الرحمن بن مغراء ، وسلمة بن الفضل. روى عنه أحمد بن أبي خيثمة ، وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد ، وموسى بن هارون ، ومحمّد بن أحمد بن البراء ، ومحمّد بن يحيى المروزيّ ، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي ، وعبد الله ابن محمّد البغوي وغيرهم. وكان يتولى القضاء بالري ، وبمصر ، وتوفي ببغداد.

أخبرنا إبراهيم بن مخلد المعدّل ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي قال : حدّثنا أحمد بن زهير ، حدّثنا الفضل بن غانم ، حدّثنا سوار بن مصعب عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري عن أم سلمة قالت : كانت ليلتي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأتته فاطمة ومعها عليّ فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «أنت وأصحابك في الجنة ، أنت وشيعتك في الجنة ، إلا أن ممن يحبك قوما يضفزون (١) الإسلام بألسنتهم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، لهم نبز يسمون الرافضة. فإذا لقيتهم فجاهدهم فإنهم مشركون» قال : قلت يا رسول الله ما علامة ذلك فيهم؟ قال : «يتركون الجمعة والجماعة ، ويطعنون في السلف الأول» (٢).

حدّثنا أبو الحسين أحمد بن عليّ بن عثمان بن الجنيد الخطبي ـ بلفظه ـ قال : حدثني عبيد الله بن محمّد بن سليمان بن فهرويه العلاف ـ إملاء ـ وعمر بن محمّد ابن الزيات الصّيرفيّ ـ إملاء ـ وعمر بن أحمد بن أبي نعيم البزّاز ، وأحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي ـ إملاء ـ قالوا : حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن محمّد بن أيّوب أبو إسحاق المخرمي في درب حبيب باب نهر معلّى ـ وهذا لفظ عبيد الله

__________________

(١) ٦٧٨٩ ـ انظر الحديث في : إتحاف السادة المتقين ٧ / ١٢٢.

(١) ٦٧٩٠ ـ أى يلقنونه ثم يتركونه ولا يقبلونه. (حكاه في النهاية).

(٢) انظر الحديث في : الفوائد المجموعة ٣٨٠. والعلل المتناهية ١ / ١٦١.

٣٥٣

وحده ـ قال : حدّثنا الفضل بن غانم ، حدّثنا مالك بن أنس عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جده عن عليّ بن أبي طالب قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من قال في كل يوم مائة مرة لا إله إلا الله الحق المبين كان له أمانا من الفقر ، واستجلب به الغنى ، وأمن من وحشة القبر ، واستقرع به باب الجنة» (٣).

قال الفضل بن غانم : والله لو ذهبتم إلى اليمن في هذا الحديث كان قليلا. رواه عبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز الهاشميّ ، وأحمد بن دهثم الأسديّ عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وذكر لنا أبو نعيم الحافظ أن سالما الخواص رواه عن مالك عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جده عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : سئل يحيى بن معين عن الفضل بن غانم الذي يحدث عن سلمة بالمغازي فقال : ضعيف ليس بشيء.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أبو الحسن الدار قطني قال : الفضل بن غانم ليس بالقوي.

حدّثنا محمّد بن عليّ الصوري ، أخبرنا محمّد بن عبد الرّحمن الأزديّ ، حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن مسرور ، حدّثنا أبو سعيد بن يونس قال : الفضل بن غانم الخزاعيّ يكنى أبا عليّ ، مروزي قدم مصر سنة ثمان وتسعين ومائة ، فولى قضاء مصر من قبل الأمير مطلب بن عبد الله ، فأقام على قضاء مصر إلى أن صرف عنه في سنة تسع وتسعين ومائة.

وقال لي أبو القاسم بن قديد (٤) : كان الفضل بن غانم متهما في نفسه ، وقال لي حدثني عبيد الله بن عبد الصّمد بن ميمون مولى أبي قبيل المعافري عن سعيد بن عيسى بن تليد الرعيني أنه جاء إلى الفضل بن غانم وقد أرسل إليه سحرا فوجد غلاما أمرد على باب الفضل بن غانم ، وكان ذلك الغلام معروفا بالتخليط مشهورا به ، وهو خارج من داره ، فرجع عنه سعيد بن عيسى ولم يدخل. فقال له الفضل بعد ذلك : أرسلنا إليك في أمر فلم تأت ، فما الذي شغلك؟ فقال : قد جئت بكرا والغلام الأمرد خارج من دارك ، فسكت الفضل ولم يعد سعيد بعد ذلك يدخل إليه.

__________________

(٣) الحديث سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(٤) في الأصل «بن قلائد».

٣٥٤

قال أبو سعيد بن يونس : وحدث الفضل بن غانم بمصر ، وكتب عنه جماعة من أهل مصر ، وخرج فتوفي ببغداد سنة سبع وعشرين ومائتين.

قلت : وهم أبو سعيد في تاريخ وفاته ، لأن الفضل مات بعد ذلك.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن المظفّر قال : قال عبد الله بن محمّد البغوي : مات الفضل بن غانم سنة ست وثلاثين ومائتين ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا محمّد بن عمر بن غالب الجعفي ، أخبرنا موسى بن هارون قال : مات الفضل بن غانم يوم الثلاثاء لثلاث مضين من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين ، وكان أبيض الرأس واللحية.

أخبرنا الصيمري ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازي ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : مات الفضل بن غانم ومحمّد بن بشر الدعاء في يوم واحد يوم الثلاثاء لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين ومائتين.

٦٧٩١ ـ الفضل بن زياد ، أبو العبّاس الطّستي :

حدث عن إسماعيل بن عياش ، وعن عبّاد بن العوّام ، وعبّاد بن عبّاد ، وعلي بن هاشم بن البريد ، وخلف بن خليفة. روى عنه إسحاق بن الحسن الحربي ، وأبو بكر ابن أبي الدنيا ، وموسى بن هارون ، وإبراهيم بن هاشم البغوي ، وجعفر بن أحمد بن محمّد بن الصباح الجرجرائي وكان ثقة.

أخبرني محمّد بن الفرج بن عليّ البزّاز ، حدّثنا محمّد بن عبيد الله بن قفرجل ، حدّثنا جعفر بن أحمد بن محمّد بن الصباح ، حدّثنا الفضل بن زياد ، حدّثنا عليّ بن هاشم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا مات أحدكم فدعوه».

٦٧٩٢ ـ الفضل بن إسحاق بن حيان ، أبو العبّاس البزّاز الدّوريّ :

حدث عن أشعث بن عبد الرّحمن بن زبيد اليامي ، والقاسم بن مالك المزني ، وعمر بن أيّوب الموصلي ، وعبيد الله الأشجعي. روى عنه أبو أحمد بن عبدوس السّرّاج ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وعبد الله بن إسحاق المدائنيّ ، وإبراهيم بن موسى الرواس ، ومحمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي ، وغيرهم.

٣٥٥

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزاز ، حدّثنا محمّد بن محمّد الباغندي قال : حدّثنا الفضل بن إسحاق الدّوريّ ، حدّثنا عمر بن أيّوب عن مصاد بن عقبة عن أبي الزّبير عن جابر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «صوموا من وضح إلى وضح» (١).

أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي ، أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج ، حدّثنا أبو العبّاس الفضل بن إسحاق الدّوريّ ثقة مأمون. أخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن المظفّر قال : قال عبد الله بن محمّد البغوي : سنة اثنتين وأربعين فيها مات الفضل بن إسحاق البزّاز.

٦٧٩٣ ـ الفضل بن الصباح ، أبو العبّاس السّمسار :

سمع هشيم بن بشير ، وسفيان بن عيينة ، وأبا معاوية الضرير ، وأبا عبيدة الحدّاد ، ووكيعا ، ومحمّد بن فضيل ، ومحمّد بن إسماعيل بن أبي فديك. روى عنه شعيب ابن محمّد الذارع ، وأحمد بن عبد الله بن سابور الدّقّاق ، وإبراهيم بن موسى بن الرواس ، وعبد الله بن محمّد البغوي ، وأحمد بن الحسن الصباحي وغيرهم.

أخبرني الأزهري ، حدّثنا عليّ بن محمّد بن أحمد بن لؤلؤ ، حدّثنا أحمد بن الحسن الصباحي ، حدّثنا الفضل بن الصباح السّمسار ، حدّثنا أبو معاوية الضرير عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال : سمعت عمر بن الخطّاب يقول : كلمة السوء تطأطأ لها تخطاك ، أو قال تجوزك.

أخبرنا القاضي أبو بكر محمّد بن عمر بن إسماعيل الداودي ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغوي ، حدّثنا الفضل بن الصباح ـ وكان من خيار عباد الله ـ.

أخبرنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا هبة الله بن محمّد بن حبش الفراء ، أخبرنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة.

وأخبرنا عليّ بن أحمد الرّزّاز ، حدّثنا أحمد بن سلمان النّجّاد ، حدّثنا محمّد بن عثمان قال : وسألته ـ يعني يحيى بن معين ـ عن الفضل بن الصباح فقال : ثقة.

__________________

(١) ٦٧٩٢ ـ انظر الحديث في : المعجم الكبير ١ / ١٥٧. ومجمع الزوائد ٣ / ١٥٨. والأحاديث الصحيحة ١٩١٨.

٦٧٩٣ ـ انظر : تهذيب الكمال ٤٧٣٦ (٢٣ / ٢٢٧) والمنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٣٣٥. وسؤالات ابن ـ

٣٥٦

أخبرنا عليّ بن الحسين ـ صاحب العباسي ـ أخبرنا عبد الرّحمن بن عمر الخلال ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل الفارسي ، حدّثنا بكر بن سهل ، حدّثنا عبد الخالق بن منصور قال : سألت يحيى بن معين عن الفضل بن الصباح فقال : ثقة.

أخبرنا العتيقي ، أخبرنا محمّد بن المظفّر قال : قال عبد الله بن محمّد البغوي : مات فضل بن الصباح سنة خمس وأربعين.

قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي قال : أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج قال : مات الفضل بن الصباح ـ أبو العبّاس السّمسار ـ ببغداد في رجب سنة خمس وأربعين ومائتين ، وكان لا يخضب ، رأيته أبيض الرأس واللحية.

٦٧٩٤ ـ الفضل بن السكين بن سحيت ، أبو العبّاس القطيعي يعرف بالسندي:

وكان أسود. حدث عن صالح بن بيان الساحلي ، وأحمد بن محمّد الرملي. روى عنه محمّد بن موسى بن حمّاد البربري ، وأبو يعلى الموصلي ، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي ، ومحمّد بن محمّد الباغندي.

أخبرنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا عمر بن محمّد بن عليّ النّاقد ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن أيّوب المخرمي ، حدّثنا الفضل بن سحيت القطيعي ، حدّثنا صالح بن بيان ، حدّثنا المسعودي عن القاسم بن عبد الرّحمن عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال : دخلت المسجد ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جالس ، فسلمت وجلست ، فقلت : لا حول ولا قوة إلا بالله. فقال لي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ألا أخبرك بتفسيرها؟» قلت : بلى يا رسول الله ، فقال : «لا حول عن معصية الله ، إلا بعصمة الله ، ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله» وضرب منكبي وقال لي : «هكذا أخبرني بها جبريل يا ابن أم عبد».

قرأنا على الجوهريّ عن محمّد بن العبّاس قال : حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : سمعت يحيى بن معين ـ وذكروا

__________________

ـ محرز لابن معين ، الترجمة ٤٩٦ ، والجرح والتعديل : ٧ / الترجمة ٣٦٢ ، وثقات ابن حبان : ٩ / ٦ ، والمعجم المشتمل ، الترجمة ٧٢٢ ، والكاشف : ٢ / الترجمة ٤٥٣٢ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ١٣٩ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٧٩ ، (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧) ورجال ابن ماجة الورقة ١٦ ، ونهاية السئول ، الورقة ٢٩٥ ، وتهذيب التهذيب : ٨ / ٢٧٩ ، والتقريب : ٢ / ١١٠ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٥٧١٤.

٦٧٩٤ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٣ / ترجمة ٦٧٢٦.

٣٥٧

الفضل بن سحيت أبا العبّاس السندي ـ فقال : كذّاب ما سمع من عبد الرّزّاق شيئا. قالوا إنه يحدث قال : لعن الله من يكتب عنه من صغير أو كبير إلا أن يكون لا يعرفه.

٦٧٩٥ ـ الفضل بن يحيى بن شاهي ، الأنباريّ المقرئ :

قرأ على أبي عمرو حفص بن سليمان ، وروى عنه حروف عاصم بن أبي النجود. حدث عنه أحمد بن بشّار عم قاسم بن محمّد الأنباريّ.

٦٧٩٦ ـ الفضل بن أبي حسّان ، البكائي الورّاق :

سمع أبا النضر هاشم بن القاسم ويعقوب الحضرمي ، وزيد بن الحباب ، وعمر بن طلحة القناد ، ومحمّد بن مصعب وسريج بن النّعمان ، ومحرز بن عون ، وهارون بن معروف. روى عنه أحمد بن عليّ الأبار ، ويحيى بن صاعد ، وأحمد بن عليّ بن العلاء الجوزجاني ، وكان ثقة.

أخبرنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني ، أخبرنا أبو محمّد طلحة بن أحمد بن الحسن الصّوفيّ ، حدّثنا أحمد بن عليّ بن العلاء الجوزجاني ، حدّثنا فضل بن أبي حسّان ، حدّثنا هاشم ـ أبو النضر ـ حدّثنا أبو عقيل الثّقفيّ عن الفضل بن يزيد الثمالي قال : حدثني أبو عجلان المحاربي قال : سمعت ابن عمر يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إن الكافر ليجر لسانه يوم القيامة وراءه قدر فرسخين ، يتوطؤه الناس» (١).

أخبرني أبو الفرج الطناجيري ، حدّثنا عمر بن أحمد الواعظ قال : وجدت في كتاب جدي سمعت أحمد بن محمّد بن بكر يقول : وفلج الفضل بن أبي حسّان ومات ودفن في شعبان سنة تسع وأربعين ومائتين.

حدثني الحسن بن محمّد الخلال ، حدّثنا يوسف بن عمر القواس قال : سمعت أبا عبد الله بن العلاء يقول : توفي الفضل بن أبي حسّان الورّاق لسبع بقين من شعبان سنة تسع وأربعين ومائتين.

٦٧٩٧ ـ الفضل بن زياد ، القطّان :

أحد أصحاب أحمد بن حنبل وممن أكثر الرواية عنه. حدث عنه يعقوب بن

__________________

(١) ٦٧٩٦ ـ انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ٩٢. والترغيب والترهيب ٤ / ٤٨٤. واتحاف السادة المتقين ١٠ / ٥١٧. وكنز العمال ٣٩٥٣٥.

٣٥٨

سفيان الفسوي ، والحسن بن عبد الوهّاب بن أبي العنبر ، وأحمد بن محمّد بن إسماعيل الأدمي ، وجعفر بن محمّد الصندلي.

حدثت عن عبد العزيز بن جعفر الحنبليّ قال : أخبرنا أبو بكر الخلال قال : والفضل ابن زياد من المتقدمين عند أبي عبد الله ، وكان أبو عبد الله يعرف قدره ويكرمه ، ويصلي بأبي عبد الله.

٦٧٩٨ ـ الفضل بن جعفر ، البغداديّ :

حدث عن خشيش بن القاسم. روى عنه صالح بن بشر بن سلمة الطبراني.

وذكره عبد الرّحمن بن أبي حاتم وقال : سألت أبي عنه فقال : لا أعرفه.

٦٧٩٩ ـ الفضل بن جعفر بن عبد الله بن الزبرقان ، أبو سهل المعروف بابن أبي طالب مولى العبّاس بن عبد المطّلب :

وهو أخو العبّاس ويحيى. حدث عن حجاج بن محمّد الأعور ، وعبيد الله بن موسى ، وعبد الكريم بن روح البزّاز ، وحفص بن عمر العدني ، وخلاد بن بزيع ، وعبد الله بن أحمد بن مدكور ، وفروة بن أبي المغراء. روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا ، وأحمد بن محمّد بن المغلس ، والقاضي أبو عبد الله المحامليّ ، وكان ثقة.

أخبرنا الحسن بن محمّد الخلال ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا أحمد بن محمّد ابن المغلس ، حدّثنا أبو سهل الفضل بن أبي طالب ، حدّثنا عبد الكريم بن روح البزّاز ، حدّثنا أبي عن أبيه عن عنبسة بن سعيد عن جدته أم عياش ـ وكانت أمة لرقية بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قالت : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ما زوجت عثمان أم كلثوم إلا بوحي من السماء» (١).

قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي قال : أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج قال: سمعت يحيى بن أبي طالب يقول : ولد فضل سنة ست وثمانين ومائة.

وقال السّرّاج : مات فضل بن أبي طالب ببغداد سنة اثنتين وخمسين.

__________________

٦٧٩٩ ـ انظر : تهذيب الكمال ٤٧٢٩ (٢٣ / ١٩٢). وثقات ابن حبان : ٩ / ٧ ، ومعجم البلدان :١ / ١٩٠ ، و ٢ / ٩٤٥ ، و ٣ / ١٣٤ ، وسير أعلام النبلاء : ١٢ / ٦٢١ ، والكاشف : ٢ / الترجمة ٤٥٢٧ وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ١٣٧ وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٥٦ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧) ، ونهاية السئول ، الورقة ٢٩٥ ، وتهذيب التهذيب : ٨ / ٢٦٩ ، والتقريب : ٢ / ١٠٩ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٥٧٠٧.

(١) انظر الحديث في : مجمع الزوائد ٩ / ٨٣. وكنز العمال ٣٢٨٠٠ ، ٣٢١٢. والتاريخ الكبير ٢ / ٣٠٨. والسنة لابن أبى عاصم ٢ / ٥٩٠.

٣٥٩

٦٨٠٠ ـ الفضل بن سهل بن إبراهيم ، أبو العبّاس الأعرج :

مولى بني هاشم سمع يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، والحسين بن عليّ الجعفي ، وشبابة بن سوار ، ومحمّد بن بشر ، ومعلّى بن أسد ، وأبا أحمد الزبيري ، وأسود بن عامر ، وأبا النضر هاشم بن القاسم ، ويحيى بن غيلان ، وهشام بن سعيد الطالقاني. روى عنه البخاريّ ومسلم في صحيحيهما ، وأبو حاتم الرّازي وقال : هو صدوق ، والحسين بن عبد الله بن شاكر ، وأحمد بن محمّد بن الجرّاح الضراب ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، والقاضي المحامليّ ، ومحمّد بن مخلد الدّوريّ.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهدي ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار ، حدّثنا فضل بن سهل ، حدّثنا أبو النضر هاشم بن القاسم ، حدّثنا أبو إسحاق الاشجعي ، حدّثنا عمرو بن قيس الملائي عن الحر بن الصياح عن هنيدة بن خالد عن حفصة قالت : أربع لم يدعهن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، صيام عاشوراء ، والعشر ، وثلاثة ايام من كل شهر ، وركعتي الغداة.

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن حمّاد الواعظ ، حدّثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحامليّ ـ إملاء ـ حدّثنا فضل بن سهل ، حدّثنا محمّد ابن بشر ، حدّثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا نصح العبد لسيده ، وأحسن عبادة ربه ، كان له الأجر مرتين» (١).

أخبرني أحمد بن سليمان بن عليّ المقرئ ، أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد الماليني ، أخبرنا عبد الله بن عدي قال : سمعت عبدان يقول : سمعت أبا داود السجستاني يقول : أنا لا أحدث عن فضل الأعرج ، قلت : لم؟ قال : لأنه كان لا يفوته حديث جيد.

__________________

٦٨٠٠ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ٩٦. وتهذيب الكمال ٤٧٣٤ (٢٣ / ٢٢٣). علل أحمد : ٢ / ٣٣١ ، والكنى لمسلم ، الورقة ٨١ ، والمعرفة ليعقوب : ٢ / ٧٥٨ ، ٧٨٩ ، وتاريخ واسط : ٧٣ والجرح والتعديل : ٧ / الترجمة ٣٠٩ ، وثقات ابن حبان : ٩ / ٧ ، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه ، الورقة ١٤٤ ، وشيوخ أبى داود للجياني ، الورقة ٨٩ ، والجمع لابن القيسراني : ٢ / ٤١٢ ، والمعجم المشتمل ، الترجمة ٧٢١ ، والمكتمل في التاريخ : ٨ / ١١٨ وسير أعلام النبلاء : ١٢ / ٢٠٩ ، وتذكرة الحافظ : ١ / ٥٥٢ ، والكاشف : ٢ / الترجمة ٤٥٣١ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ١٣٩ ، وميزان الاعتدال : ٣ / الترجمة ٦٧٢٨ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ٢٥٦ (أحمد الثالث ٢٩١٧ / ٧) ، ونهاية السئول الورقة ٢٩٥ ، وتهذيب التهذيب : ٨ / ٢٧٧ ـ ٢٧٨ ، والتقريب : ٢ / ١١٠ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٥٧١٢.

(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ٣ / ١٩٦.

٣٦٠