تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٢

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

تاريخ بغداد أو مدينة السّلام - ج ١٢

المؤلف:

أبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي


المحقق: مصطفى عبد القادر عطا
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥١٩

أخبرنا عليّ بن يحيى بن جعفر ـ إمام المسجد الجامع ـ بأصبهان ـ حدّثنا محمّد بن جعفر بن حفص المغازلي ، حدّثنا محمّد بن العبّاس بن أيّوب الأخرم ، حدّثنا عرفة بن الهيثم ، حدّثنا عبد الوهّاب بن عطاء ، حدثني سعيد بن أبي عروبة عن حمّاد بن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في كسوف الشمس.

قال أبو جعفر الأخرم : كان عرفة هذا صاحب يحيى بن معين وصديقه.

وأخبرني أن يحيى بن معين نظر في كتبه فرأى هذا الحديث فلم ينكره.

* * *

ذكر الأسماء المفردة في باب العين

٦٧٥٠ ـ عقيصا أبو سعيد التّيميّ الكوفي :

روى عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب وحضر معه صفين ، وورد الأنبار أيضا في صحبته عند عودته من صفين. وحدث عن عبد الله بن عباس. روى عنه سليمان الأعمش ، والحارث بن حصيرة وفضيل بن مرزوق. وقيل إن اسمه دينار ولقبه عقيصا.

أخبرنا ابن الفضل القطّان ، أخبرنا عبيد الله بن جعفر بن درستويه ، حدّثنا يعقوب ابن سفيان ، حدّثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، حدّثنا زائدة عن الأعمش عن أبي سعيد التّيميّ قال : سمعت عليّا وهو يخطب الناس ـ وهو بمسكن ـ فقال : انفروا إلى عدوكم ، فجعلوا يتكلمون وقالوا الشتاء ، قال فدعا عليهم فقال اللهم أدخل بيوتهم الذل ، واملأ صدورهم رعبا ، وأمت قلوبهم كما تميت الملح بالماء.

حدثني الحسن بن محمّد الخلال ، حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد التمار ، حدّثنا محمّد بن محمّد الباغندي ، حدّثنا شيبان بن فرّوخ ، حدّثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي سعيد التّيميّ قال : أقبلنا مع عليّ من صفين فنزلنا كربلاء ، قال فلما انتصف النهار عطش القوم.

وأخبرنا عليّ بن أبي عليّ ، حدّثنا عليّ بن الحسن بن جعفر أبو الحسين البزّاز ، أخبرنا محمّد بن الحسين الخثعمي ، حدّثنا عبّاد بن يعقوب ، أخبرنا أبو عبد الرّحمن المسعودي قال أبو الحسين : هو عبد الله بن عبد الملك بن أبي عبيدة بن عبد الله بن

__________________

٦٧٥٠ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٣ / ترجمة ٥٧٠١.

٣٠١

مسعود عن الحارث بن حصيرة عن أبي سعيد عقيصا. قال : أقبلت من الأنبار مع عليّ نريد الكوفة قال وعلي في الناس ، فبينا نحن نسير على شاطئ الفرات إذ لجج في الصحراء فتبعه ناس من أصحابه ، وأخذ ناس على شاطئ الماء ، قال فكنت ممن أخذ مع عليّ حتى توسط الصحراء ، فقال الناس يا أمير المؤمنين إنا نخاف العطش ، فقال : إن الله سيسقيكم. قال وراهب قريب منا ، قال فجاء عليّ إلى مكان فقال احفروا هاهنا ، قال فحفرنا قال وكنت فيمن حفر ، حتى نزلنا ـ يعني عرض لنا حجر ـ قال : فقال عليّ ارفعوا هذا الحجر ، قال فأعانونا عليه حتى رفعناه ، فإذا عين باردة طيبة قال فشربنا ثم سرنا ميلا أو نحو ذلك ، قال فعطشنا قال : فقال بعض القوم لو رجعنا فشربنا ، قال فرجع ناس وكنت فيمن رجع ، قال فالتمسناها فلم نقدر عليها. قال فأتينا الراهب فقلنا : أين العين التي هاهنا؟ قال : أية عين؟ قال : التي شربنا منها واستقينا ، والتمسناها فلم نقدر عليها قال : فقال الراهب : لا يستخرجها إلا نبي ، أو وصي.

لفظ حديث الأعمش ، والآخر بمعناه. ورواه محمّد بن فضيل عن الأعمش هكذا.

أخبرني عبد الله بن يحيى السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي قال : رشيد الهجري وحبة العرني والأصبغ بن نباتة ذكرهم ـ يعني يحيى بن معين ـ بسوء مذهب. وأبو سعيد عقيصا شر منهم.

حدّثنا عبد العزيز بن أحمد بن عليّ الكتاني ، أخبرنا عبد الوهّاب بن جعفر الميداني ، حدّثنا عبد الجبّار بن عبد الصّمد السلمي ، حدّثنا القاسم بن عيسى العصار ، حدّثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال : أبو سعيد عقيصا غير ثقة.

أخبرنا البرقاني قال : قلت لأبي الحسن الدار قطني : أبو سعيد عن عليّ قال : هو عقيصا واسمه دينار متروك.

٦٧٥١ ـ عدي بن أرطاة ، الفزاريّ الدّمشقيّ :

أخو زيد بن أرطاة ، ولاه عمر بن عبد العزيز البصرة وغيرها من بلاد العراق ، ونزل المدائن وحدث عن عمرو بن عبسة وأبي أمامة الباهلي. روى عنه بكر بن عبد الله المزني ، وبريد بن أبي مريم وعروة بن قبيصة ، وعبّاد بن منصور الناجي.

__________________

٦٧٥١ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٣ / ترجمة ٥٥٩٠.

٣٠٢

أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم ، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصاغاني ، أخبرنا روح بن عبادة ، حدّثنا عبّاد بن منصور قال : سمعت عدي بن أرطاة يخطب على منبر المدائن فجعل يعظنا حتى بكى وأبكانا ، ثم قال كونوا كرجل قال لابنه وهو يعظه : بني أوصيك أن لا تصلي صلاة إلا ظننت أنك لا تصلي بعدها غيرها حتى تموت ، وتعال بني حتى نعمل عمل رجلين كأنهما قد أوقفا على النار. ثم سألا الكرة ، ولقد سمعت فلانا ـ نسى عبّاد اسمه ما بيني وبين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم غيره ـ قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن الله ملائكة ترعد فرائصهم من مخافته ، ما منهم ملك يقطر دمعة من عينه إلا وقعت ملكا يسبح ، قال وملائكة سجودا منذ خلق الله السموات والأرض لم يرفعوا رءوسهم ولا يرفعونها إلى يوم القيامة ، وركوعا لم يرفعوا رءوسهم ولا يرفعونها إلى يوم القيامة ، وصفوفا لم ينصرفوا عن مصافهم ولا ينصرفون إلى يوم القيامة ، فإذا كان يوم القيامة تجلى لهم ربهم تعالى فنظروا إليه قالوا سبحانك ما عبدناك حق عبادتك»(١).

أخبرنا البرقاني قال : قلت لأبي الحسن الدار قطني فعدي بن أرطاة عن عمرو بن عبسة؟ قال : يحتج به.

٦٧٥٢ ـ عافية بن يزيد بن قيس بن عافية بن شداد بن ثمامة بن سلمة بن كعب بن أود بن صعب بن سعد العشيرة بن مالك بن أود بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، الكوفيّ :

ولاه أمير المؤمنين المهديّ القضاء ببغداد في الجانب الشرقي وحدث عن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، وسليمان الأعمش ، ومحمّد بن عمرو ، ومجالد بن سعيد. روى عنه موسى بن داود الضّبّي ، وأسد بن موسى المصري.

أخبرنا عليّ بن أحمد بن عمر المقرئ ، حدّثنا إبراهيم بن أحمد القرميسيني ، حدّثنا بشر بن موسى الأسديّ.

وأخبرنا عبد الباقي بن محمّد بن أحمد الطّحّان ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن الحسن الصواف ، حدّثنا بشر بن موسى ، حدّثنا موسى بن داود ، حدّثنا عافية بن يزيد عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن البراء عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مثل حديث قبله : إنه كان إذا افتتح الصّلاة رفع يديه ثم لا يعود.

__________________

(١) انظر الحديث في : إتحاف السادة المتقين ٩ / ١٢٦ ، ١٠ / ٢١٧. وكنز العمال ٢٩٨٣٦.

٦٧٥٢ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ٩ / ٥١ ـ ٥٣.

٣٠٣

أخبرنا الحسن بن محمّد الخلال ، أخبرنا عليّ بن عمرو الحريري أن عليّ بن محمّد ابن كاس النخعي حدثهم قال : حدّثنا إبراهيم بن مخلد البلخي ، حدّثنا محمّد بن سعيد الخوارزمي ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم قال : كان أصحاب أبي حنيفة الذين يذاكرونه ، أبو يوسف وزفر وداود الطائي وأسد بن عمرو وعافية الأودي والقاسم بن معن وعلي بن مسهر ومندل وحبان ابنا عليّ ، وكانوا يخوضون في المسألة ، فإن لم يحضر عافية قال أبو حنيفة : لا ترفعوا المسألة حتى يحضر عافية ، فإذا حضر عافية فإن وافقهم قال أبو حنيفة أثبتوها ، وإن لم يوافقهم قال أبو حنيفة : لا تثبتوها.

أخبرنا عليّ بن أبي عليّ ، أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر ، أخبرني محمّد بن جرير الطبري ـ في الإجازة ـ أن المهديّ استقضى ابن علاثة وعافية سنة إحدى وستين ومائة ، فكانا يقضيان في عسكر المهديّ ، وعلى الشرقية عمر بن حبيب العدوي.

أخبرني محمّد بن الحسين القطّان قال : قال أبو بكر محمّد بن الحسن بن زياد النقاش: عافية بن يزيد الأودي قلده المهديّ القضاء ، شرك بينه وبين محمّد بن عبد الله ابن علاثة الكلابي.

فأخبرنا عبد الله بن الحسن الحراني عن عليّ بن الجعد قال : رأيت محمّد بن عبد الله وعافية بن يزيد الأودي وقد شرك المهديّ بينهما في القضاء يقضيان جميعا في المسجد الجامع في الرصافة ، هذا في أدناه ، وهذا في أقصاه ، وكان عافية أكثرهما دخولا على المهديّ.

أخبرني عليّ بن المحسن القاضي ، أخبرني أبي ، حدثني أبو الحسن عليّ بن هشام الكاتب ، حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن سعد مولى بني هاشم ـ وكان يكتب ليوسف القاضي قديما ـ قال : حدّثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي عن أشياخه قال : كان عافية القاضي يتقلد للمهدي القضاء بأحد جانبي مدينة السلام مكان ابن علاثة ، وكان عافية عالما زاهدا فصار إلى المهديّ في وقت الظهر في يوم من الأيام وهو خال فاستأذن عليه فأدخله ، فإذا معه قمطر فاستعفاه من القضاء واستأذنه في تسليم القمطر إلى من يأمر بذلك ، فظن أن بعض الأولياء قد غض منه ، أو أضعف يده في الحكم ، فقال له في ذلك. فقال : ما جرى من هذا شيء ، قال : فما سبب استعفائك؟ فقال : كان يتقدم إلى خصمان موسران وجيهان منذ شهرين في قضية معضلة مشكلة ، وكل يدعى بينة وشهودا ويدلي بحجج تحتاج إلى تأمل وتثبت فرددت الخصوم رجاء أن

٣٠٤

يصطلحوا أو يعن لي وجه فصل ما بينهما ، قال فوقف أحدهما من خبري على أني أحب الرطب السكر ، فعمد في وقتنا ـ وهو أول أوقات الرطب ـ إلى أن جمع رطبا سكرا لا يتهيأ في وقتنا جمع مثله إلا لأمير المؤمنين ، وما رأيت أحسن منه ، ورشا بوابي جملة دراهم على أن يدخل الطبق إلى ولا يبالي أن يرد ، فلما أدخل إلى أنكرت ذلك وطردت بوابي وأمرت برد الطبق ، فرد ، فلما كان اليوم تقدم إلى مع خصمه فما تساويا في قلبي ولا في عيني ، وهذا يا أمير المؤمنين ولم أقبل فكيف يكون حالي لو قبلت ، ولا آمن أن يقع على حيلة في ديني فأهلك وقد فسد الناس فأقلني أقالك الله وأعفني ، فأعفاه.

أخبرني محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا محمّد بن الحسن بن زياد المقرئ أن داود بن وسيم البوشنجي أخبرهم ببوشنج قال : أخبرنا عبد الرّحمن بن عبد الله عن عمه عبد الملك ابن قريب الأصمعي أنه قال : كنت عند الرّشيد يوما فرفع إليه في قاض كان قد استقضاه يقال له عافية ، فكبر عليه فأمر بإحضاره فأحضر ، وكان في المجلس جمع كثير فجعل أمير المؤمنين يخاطبه ، ويوقفه على ما رفع إليه وطال المجلس ، ثم إن أمير المؤمنين عطس فشمته من كان بالحضرة ممن قرب منه ، سواه فإنه لم يشمته ، فقال له الرّشيد : ما بالك لم تشمتني كما فعل القوم؟ فقال له عافية لأنك يا أمير المؤمنين لم تحمد الله ، فلذلك لم أشمتك هذا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عطس عنده رجلان فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر ، فقال : يا رسول الله مالك شمت ذلك ولم تشمتني؟ قال : «أن هذا حمد الله فشمتناه ، وأنت فلم تحمده فلم أشمتك» فقال له الرّشيد : ارجع إلى عملك أنت لم تسامح في عطسة تسامح في غيرها؟ وصرفه منصرفا جميلا ، وزبر القوم الذين كانوا رفعوا عليه.

أخبرنا القاضي أبو العلاء محمّد بن عليّ بن يعقوب ، أخبرنا عليّ بن محمّد بن إبراهيم الرياحي ـ بواسط ـ حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة ، أخبرني أبو العبّاس المنصوري عن ابن الأعرابي قال : خاصم أبو دلامة رجلا إلى عافية ، فقال :

لقد خاصمتني غواة الرجا

ل وخاصمتهم سنة وافيه

فما أدحض الله لي حجة

وما خيب الله لي قافية

فمن كنت من جوره خائفا

فلست أخافك يا عافية

٣٠٥

فقال له عافية : لأشكونك إلى أمير المؤمنين ، قال : لم تشكوني؟ قال : لأنك هجوتني ، قال : والله لئن شكوتني إليه ليعزلنك ، قال : ولم؟ قال : لأنك لا تعرف الهجاء من المديح.

أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطيّ ، أخبرنا محمّد بن المظفّر ، أخبرنا عليّ بن أحمد ابن سليمان المصري ، حدّثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم عن يحيى بن معين قال : عافية بن يزيد ثقة مأمون.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس الخزاز ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا ، حدّثنا عباس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : عافية القاضي ثقة.

أخبرنا الحسن بن عليّ الجوهريّ ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، حدّثنا محمّد بن القاسم الكوكبي ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : عافية القاضي كان ضعيفا في الحديث.

أخبرني محمّد بن أبي عليّ الأصبهانيّ ، أخبرنا أبو عليّ الحسين بن محمّد الشّافعيّ ـ بالأهواز ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال : سألته ـ يعني أبا داود سليمان بن الأشعث ـ عن عافية القاضي فقال : عافية يكتب حديثه؟ وجعل يضحك ويتعجب.

٦٧٥٣ ـ عبثر بن القاسم ، أبو زبيد الكوفيّ :

سمع أبا إسحاق الشّيبانيّ ، وسليمان التّيميّ ، ومطرف بن طريف ، وسليمان الأعمش ، وليث بن أبي سليم ، والعلاء بن المسيب ، وسفيان الثوري. روى عنه محمّد ابن بشر العبديّ ، ويحيى بن آدم ، وعبيد الله الأشجعي ، ويعلى بن منصور ، ومحمّد بن سابق ، وعبد الله بن صالح العجلي ، وعمرو بن عون ، والحسن بن الربيع ، وأحمد بن يونس ، وقتيبة بن سعيد ، وأبو معمر القطيعي ، وسعيد بن عمرو بن الأشعثي ، ومحمّد بن سليمان لوين ، وغيرهم. قدم عبثر بغداد وحدث بها.

أخبرنا محمّد بن الحسين القطّان ، أخبرنا أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي ، حدّثنا عيسى بن عبد الله الطيالسي ، حدّثنا محمّد بن سابق ، حدّثنا أبو زبيد عبثر بن القاسم ، حدّثنا مطرف عن عامر عن شريح ابن هانئ عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه» (١).

__________________

(١) ٦٧٥٣ ـ انظر الحديث في : صحيح البخاري ٨ / ١٣٣. وصحيح مسلم ، كتاب الذكر والدعاء ١٤ ، ١٥ ، ١٦ ، ١٧ ، ١٨. وفتح الباري ١١ / ٣٥٧.

٣٠٦

حدثني الحسن بن محمّد الخلال ، حدّثنا عبد الله بن أحمد التمار ، حدّثنا أبو الفضل جعفر بن أحمد بن مالك القطيعي ، حدّثنا أبو بشر الهيثم بن سهل التستري ، حدّثنا عبثر بن القاسم ـ أبو زبيد ببغداد في المدينة ، سكة المطبق ـ حدّثنا سليمان التّيميّ عن أبي مجلز عن ابن عمر : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلّى بهم الظهر ، فسجد ثم قام ، فأتم بقية السورة ، فنرى أنه قرأ بهم تنزيل السجدة.

أخبرنا ابن الفضل القطّان ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا محمّد بن سابق البغداديّ عن أبي زبيد ـ عبثر بن القاسم كوفي ثقة.

أخبرنا البرقاني قال : قرئ على أبي عليّ بن الصواف ـ وأنا أسمع ـ حدثكم جعفر بن محمّد الفريابي قال : سألت محمّد بن عبد الله بن نمير عن عبثر؟ فقال : ثقة.

أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد الأشناني قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : قلت له ـ يعني يحيى بن معين ـ فعبثر كيف هو؟ فقال : ثقة.

أخبرنا محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا ، حدّثنا عباس بن محمّد قال : سمعت يحيى يقول : عبثر أبو زبيد ثقة.

أخبرنا عليّ بن أبي عليّ ، حدّثنا أحمد بن عبد الله الدّوريّ ، حدّثنا محمّد بن عبد الله المستعيني ، حدّثنا عبد الله بن عليّ المديني قال : حدثني أبي قال : عبثر بن القاسم شيخ ثقة من أهل الكوفة.

أخبرنا هبة الله بن الحسن الطبري ، أخبرنا محمّد بن جامع ، أخبرنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا يعقوب بن شيبة قال : عبثر أبو زبيد ثقة.

أخبرني أحمد بن أبي جعفر ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال : سئل أبو داود عن عبثر فقال : ثقة ثقة.

أخبرنا الجوهريّ ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : أبو زبيد ـ واسمه عبثر بن القاسم ـ مات بالكوفة سنة ثمان وسبعين ومائة ، في خلافة هارون وكان ثقة كثير الحديث.

٣٠٧

٦٧٥٤ ـ عفيف بن سالم ، أبو عمرو الموصلي :

مولى بجيلة كان متفقها رحالا في طلب العلم ، سمع مالك بن أنس ، وابن أبي ذئب ، ومسعر بن كدام ، وشعبة ، وقرة بن خالد ، وأبا عوانة ، وفطر بن خليفة ، وشريكا ، وليث بن سعد ، وبقية بن الوليد وغيرهم. روى عنه كافة المواصلة ، وقدم بغداد وحدث بها. فروى عنه من أهلها عبد الله بن عون الخراز ، وداود بن عمرو الضّبّي ، وإسحاق بن أبي إسرائيل ، وسعدان بن نصر.

أخبرنا عليّ بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، حدّثنا سعدان بن نصر ، حدّثنا عفيف بن سالم ، حدّثنا بقية بن الوليد ، حدّثنا أبان بن عبد الله عن خالد بن عثمان عن أنس بن مالك عن عمر بن الخطّاب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «صلاة المسافر ركعتان حتى يئوب إلى أهله ، أو يموت» (١).

أخبرنا أبو الحسين عليّ بن محمّد بن عبد الرّحيم المازني ، حدثني أبي ، حدّثنا محمّد بن هارون ، حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ، حدّثنا أبو عمرو عفيف بن سالم الموصلي ، أخبرنا ابن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن حنش الصنعاني قال : مر عبد الله ابن مسعود. بمصاب. فقرأ عليه في أذنه : (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ؟) [المؤمنون ١١٥] قال فبرأ ، فبلغ ذلك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لو أن رجلا موقنا قرأها على جبل لزال» (٢).

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن خميرويه الهرويّ ، أخبرنا الحسين بن إدريس قال : قال ابن عمار سمعت عفيفا يقول : كنت باليمن فنفدت نفقتي ولم يبق

__________________

٦٧٥٤ ـ انظر : تهذيب الكمال ٣٩٦٦ (٢٠ / ١٧٩). وتاريخ الدوري : ٢ / ٤٠٨ ، وطبقات : خليفة ٣٢١ ، وتاريخ البخاري الكبير : ٧ / الترجمة ٣٤٣ ، وسؤالات الآجرى لأبى داود : ٥ / الورقة ٣١ ، والمعرفة ليعقوب : ١ / ١٧٤ ، و ٢ / ٤٥٢ ، والجرح والتعديل : ٧ / الترجمة ١٦١ ، وثقات ابن حبان : ٨ / ٥٢٣ ، وثقات ابن شاهين ، الترجمة ١١٠٠ ، وسؤالات البرقاني للدارقطني ، الترجمة ٣٩٨ ، والمغني : ٢ / الترجمة ٤١٤٨ ، وميزان الاعتدال : ٣ / الترجمة ٥٦٨٠ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٤٤ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ١١٤ (أيا صوفيا ٣٠٠٦) ، ونهاية السئول ، الورقة ٢٤٥ ، وتهذيب التهذيب : ٢٣٥ ـ ٢٣ ، والتقريب : ٢ / ٢٥ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٤٨٨٦.

(١) انظر الحديث في : كنز العمال ٢٠١٦٩.

(٢) انظر الحديث في : الدر المنثور ٥ / ١٧. وتفسير ابن كثير ٥ / ٤٩٤. وتفسير القرطبي ١٢ / ١٥٧. وحلية الأولياء ١ / ٧.

٣٠٨

معي شيء إلا جبة فرو ، ليس تحتها ولا فوقها شيء ، قال فكنت أدخل القرية فأسأل بقدر ما أحتاج إليه ، فآكل ثم أمسك ، حتى قدمت بغداد ، قال ابن عمار : فدخل على أبي يوسف فأعطاه ألفي درهم.

أخبرني عبد الله بن يحيى السّكّري ، أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الأزهر ، حدّثنا ابن الغلابي قال : قال أبو زكريا يحيى بن معين : عفيف بن سالم الموصلي مولى بجيلة ثقة.

أخبرني الحسين بن عليّ الصيمري ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازي ، حدّثنا محمّد ابن الحسين الزعفراني ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : سمعت يحيى بن معين يقول : كان عفيف بن سالم الموصلي ثقة.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا ابن خميرويه ، أخبرنا الحسين بن إدريس قال : قال ابن عمار : كان عفيف أحفظ من المعافى ـ يعني ابن عمران ـ كان كأنه عراقي.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : وعفيف بن سالم موصلي ثقة.

أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي ، أخبرنا محمّد بن عدي البصريّ ـ في كتابه ـ حدّثنا أبو عبيد محمّد بن عليّ الآجري قال : سألت أبا داود عن عفيف بن سالم فقال : ثقة.

أخبرنا الصيمري ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازي قال : أخبرنا محمّد بن محمّد بن داود الكرجي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يوسف بن خراش قال : عفيف موصلي صدوق من خيار الناس.

أخبرنا البرقاني قال : سألت أبا الحسن الدار قطني عن عفيف بن سالم الموصلي فقال: ربما أخطأ. لا يترك.

قلت : يعني لا يترك الرواية عنه.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا ابن خميرويه ، أخبرنا الحسن بن إدريس قال : قال عبد الغفّار ابن عبد الله بن الزّبير الموصلي : كان عفيف يخضب لحيته بسواد ، ومات عفيف سنة ثمانين ومائة.

٣٠٩

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال : سمعت محمّد بن عبد الله بن عمار الموصلي قال : مات عفيف سنة ثلاث وثمانين ومائة.

كتب إلى أبو الفرج محمّد بن إدريس الموصلي يذكر أن أبا منصور المظفّر بن محمّد الطوسي حدثهم قال : حدّثنا أبو زكريا يزيد بن محمّد بن إياس الأزديّ قال : مات عفيف بن سالم سنة ثلاث ـ أو أربع ـ وثمانين ومائة.

٦٧٥٥ ـ عتاب بن زياد ، المروزيّ :

قدم بغداد حاجّا في سنة عشر ومائتين وحدث بها عن عبد الله بن المبارك ، وأبي حمزة السّكّري. فكتب عنه البغداديون ، وروى عنه منهم أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، ومحمّد بن سعد كاتب الواقدي وأبو عوف البزوري.

أخبرنا الحسن بن أبي بكر ، وعثمان بن محمّد بن يوسف قالا : أخبرنا محمّد بن عبد الله الشّافعيّ ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن عتاب مربع ، حدّثنا يحيى بن معين ، حدّثنا عتاب بن زياد ، حدّثنا أبو حمزة السّكّري عن إبراهيم الصّائغ عن نافع عن ابن عمر قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يفصل ما بين الشفع والوتر بتسليمة ، يسمعناها.

وأخبرنا الحسن وعثمان قالا : أخبرنا الشّافعيّ ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثنا أبي ، حدّثنا عتاب بن زياد ، حدّثنا أبو حمزة عن إبراهيم الصّائغ عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مثله.

أخبرنا البرقاني ، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن حسنويه ، أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاريّ ، حدّثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال : سمعت أحمد قال : أصحاب ابن المبارك القدماء سفيان بن عبد الملك ، وعلي بن الحسن وجعل يعد غيرهما ، قال وعتاب بن زياد بعدهم وليس به بأس.

أخبرنا ابن الفضل ، أخبرنا جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، حدّثنا محمّد بن

__________________

٦٧٥٥ ـ انظر : تهذيب الكمال ٣٧٦٥ (١٩ / ٢٩١). وطبقات ابن سعد : ٧ / ٣٧٧ ، وطبقات خليفة:٣٢٤ ، وعلل أحمد : ٣١١ ، ٣٦٩ ، والجرح والتعديل : ٧ / الترجمة ، وثقات ابن حبان : ٨ / ٥٢٢ ، والكاشف : ٢ / الترجمة ٣٧٠٦ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٢٦ ، وتاريخ الإسلام ، الورقة ١٣٦ (أيا صوفيا : ٣٠٠٧) ورجال ابن ماجة ، الورقة ١٥ ، والنهاية ، الورقة ٢٣٤ ، وتهذيب التهذيب ٧ / ٩٢ ، والتقريب : ٢ / ٣ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٤٦٨٧.

٣١٠

عبد الله بن سليمان الحضرمي قال : سنة اثنتي عشرة ومائتين فيها مات عتاب بن زياد المروزيّ.

٦٧٥٦ ـ عمير بن إبراهيم ، المدائنيّ :

حدث عن عبد الله بن داود الخريبي. روى عنه محمّد بن أبي سمينة التمار ، وداود ابن إسماعيل الجوزي.

أخبرنا عبد الملك بن محمّد بن عبد الله الواعظ ، أخبرنا أبو عليّ أحمد بن الفضل ابن خزيمة ، حدّثنا محمّد بن هشام بن أبي الدميك ، حدّثنا محمّد بن أبي سمينة ، حدّثنا عمير بن إبراهيم قال : حدّثنا عبد الله بن داود عن سويد ـ مولى عمرو بن حريث ـ عن عمرو بن حريث قال : سمعت عليّا يخطب يقول : خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان.

٦٧٥٧ ـ عثيم الزّاهد :

أخبرني أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان ، حدّثنا محمّد بن الحسين بن حميد اللخمي ، حدثني خضر بن أبان بن عبيدة الواعظ ، حدثني عثيم البغداديّ الزّاهد ، حدثني محمّد بن كيسان ـ أبو بكر الأصم قال : قال الحسن بن عليّ ذات يوم لأصحابه : إني أخبركم عن أخ لي ، وكان من أعظم الناس في عيني وكان رأس ما عظمه في عيني صغر الدنيا في عينه ، كان خارجا من سلطان بطنه فلا يشتهي ما لا يجد ، ولا يكثر إذا وجد ، وكان خارجا من سلطان فرجه فلا يستخف له عقله ولا رأيه ، وكان خارجا من سلطان الجهلة فلا يمد يدا إلا على ثقة المنفعة ، كان لا يسخط ولا يتبرم ، كان إذا جامع العلماء يكون على أن يسمع أحرص منه على أن يتكلم ، كان إذا غلب على الكلام لم يغلب على الصمت ، كان أكثر دهره صامتا ، فإذا قال بذ القائلين ، كان لا يشارك في دعوى ، ولا يدخل في مراء ، ولا يدلي بحجة حتى يرى قاضيا ، كان يقول ما يفعل ، ويفعل ما لا يقول ، تفضلا وتكرما ، كان لا يغفل عن إخوانه ، ولا يختص بشيء دونهم ، كان لا يلوم أحدا فيما يقع العذر في مثله ، كان إذا ابتدأه أمران لا يدري أيهما أقرب إلى الحق نظر فيما هو أقرب إلى هواه فخالفه.

٣١١

٦٧٥٨ ـ عسكر بن الحصين ، أبو تراب النخشبي الزّاهد :

كان كثير السفر إلى مكة وقدم بغداد غير مرة واجتمع بها مع أبي عبد الله أحمد ابن حنبل. حكى عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل وغيره.

أخبرني الأزهري ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن ، حدّثنا أحمد بن مروان المالكيّ ، حدّثنا عبد الله بن أحمد حنبل قال : جاء أبو تراب النخشبي إلى أبي فجعل أبي يقول : فلان ضعيف ، فلان ثقة. قال أبو تراب : يا شيخ لا تغتب العلماء. فالتفت أبي إليه فقال له : ويحك هذه نصيحة ، ليس هذا غيبة.

أخبرني أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد وأحمد بن عليّ المحتسب قالا : أخبرنا أبو عبد الرّحمن السلمي محمّد بن الحسين بن موسى النّيسابوريّ قال : سمعت عبد الله بن عليّ يقول : سمعت الرّقيّ يقول : سمعت أبا عبد الله بن الجلا يقول : لقيت ستمائة شيخ ما رأيت فيهم مثل أربعة ، أولهم أبو تراب.

أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح وعمر بن الحسين بن إبراهيم الخفّاف قالا : حدّثنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرّحمن الزّهريّ ، حدثني أبو الطّيّب أحمد بن جعفر الحذّاء قال : سمعت أبا عليّ الحسين بن خيران الفقيه يقول : مر أبو تراب النخشبي بمزين ، فقال له تحلق رأسي لله عزوجل؟ فقال له : اجلس ، فجلس ، ففيما هو يحلق رأسه مر به أمير أهل بلده ، فسأل حاشيته ، فقال لهم : أليس هذا أبو تراب؟ فقالوا نعم! فقال أيش معكم من الدنانير؟ فقال له رجل من خاصته معي خريطة فيها ألف دينار ، فقال إذا قام فأعطه واعتذر إليه وقل له لم يكن معنا غير هذه الدنانير ، فجاء الغلام إليه فقال له : إن الأمير يقرأ عليك السلام وقال لك ما حضر معنا غير هذه الدنانير ، فقال له ادفعها إلى المزين ، فقال له المزين : أيش أعمل بها؟ فقال : خذها فقال : لا والله ولو أنها ألفا دينار ما أخذتها ، فقال له أبو تراب : مر إليه ، فقل له : إن المزين ما أخذها ، خذها أنت فاصرفها في مهماتك.

أخبرني محمّد بن عبد الواحد الأصغر ، أخبرنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال : سمعت أبا العبّاس محمّد بن الحسن البغداديّ يقول : سمعت أبا عبد الله بن الفارسي يقول : سمعت أبا الحسين الرّازي يقول : سمعت يوسف بن الحسين يقول : سمعت أبا تراب يقول : ما تمنت علىّ نفسي قط إلا مرة تمنت علىّ خبزا وبيضا وأنا في سفري ، فعدلت من الطريق إلى قرية فلما دخلنا وثب إلى رجل فتعلق بي وقال : إن هذا كان

٣١٢

مع اللصوص. قال فبطحوني فضربوني سبعين جلدة ، فوقف علينا رجل ، فصرخ : هذا أبو تراب ، فأقاموني واعتذروا إلىّ ، وأدخلني الرجل منزله وقدم إلى خبزا وبيضا ، فقلت : كلهما بعد سبعين جلدة.

حدّثنا عبد العزيز بن عليّ الأزجي ، حدّثنا عليّ بن عبد الله الهمذانيّ ، حدّثنا محمّد بن داود قال : سمعت أبا عبد الله بن الجلا يقول : قدم أبو تراب مرة إلى مكة ، فقلت له : يا أستاذ أين أكلت؟ فقال جئت بفضولك! أكلت أكلة بالبصرة وأكلة بالنباج (١) ، وأكلة عندكم.

أخبرني مكي بن عليّ المؤذن ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي قال : سمعت أبا عبيد دارم بن أبي دارم يقول : سمعت أخي أحمد بن محمّد قال : قال أبو تراب النخشبي : وقفت خمسا وخمسين وقفة ، فلما كان من قابل رأيت الناس بعرفات ، ما رأيت قط أكثر منهم ، ولا أكثر خشوعا وتضرعا ودعاء ، فأعجبني ذلك ، فقلت : اللهم من لم تقبل حجته من هذا الخلق فاجعل ثواب حجتي له ، وأفضنا من عرفات وبتنا بجمع ، فرأيت في المنام هاتفا يهتف بي تتسخى علينا وأنا أسخى الأسخياء؟ وعزتي وجلالي ما وقف هذا الموقف أحد قط إلا غفرت له ، فانتبهت فرحا بهذه الرؤيا ، فرأيت يحيى بن معاذ الرّازي وقصصت عليه الرؤيا ، فقال : إن صدقت رؤياك فإنك تعيش أربعين يوما. فلما كان يوم أحد وأربعين جاءوا إلى يحيى ابن معاذ الرّازي فقالوا : إن أبا تراب مات فغسله ودفنه.

أخبرنا أحمد بن عليّ المحتسب ، حدّثنا أبو عبد الرّحمن السلمي : أن أبا تراب توفي في البادية ، قيل نهشته السباع سنة خمس وأربعين ومائتين.

٦٧٥٩ ـ عوّام بن إسماعيل :

حدث عن أبي بدر شجاع بن الوليد ، وعليّ بن عاصم. روى عنه أحمد بن عليّ الأبار.

قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي قال : أخبرنا محمّد بن إسحاق السّرّاج قال: مات العوّام بن إسماعيل ببغداد سنة سبع وأربعين ومائتين.

__________________

(١) ٦٧٥٨ ـ قال أبو منصور : في بلاد العرب بناجان ، أحدهما على طريق البصرة يقال له : نباج بنى عامر ، وهو بحذاء فيد. والآخر بناج بن سعد بالقريتين. وقال غيره : النباج منزل حجاج البصرة. وقيل غير ذلك. (المعجم).

٣١٣

٦٧٦٠ ـ عنبس بن إسماعيل ، القزّاز :

حدث عن أصرم بن حوشب ، وشعيب بن حرب ، ومجاشع بن عمرو. روى عنه ابنه محمّد ، ومحمّد بن مخلد العطّار.

أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمّد بن عبد الله بن مهدي ، أخبرنا محمّد بن مخلد العطّار ، حدّثنا عنبس بن إسماعيل القزاز ، حدّثنا شعيب بن حرب ، حدّثنا سفيان الثوري عن مالك بن أنس ، حدّثنا عامر بن عبد الله عن عمرو عن أبي قتادة قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا دخل أحدكم المسجد فليصل ركعتين قبل أن يقعد».

هكذا رواه عنبس بن إسماعيل عن شعيب بن حرب ، وخالفه غيره فرواه عن شعيب عن مالك ولم يذكر بينهما سفيان.

أخبرنا أبو عمر بن مهدي أيضا ، أخبرنا محمّد بن مخلد ، حدّثنا العلاء بن سالم ، حدّثنا شعيب بن حرب عن مالك بإسناد لم يذكر سفيان ، وقيل : إن هذا أصح ، والله أعلم.

٦٧٦١ ـ علان بن الحسن بن عمويه ، الواسطيّ :

حدث ببغداد عن شعيب بن أيّوب الصريفيني. روى عنه عبد العزيز بن جعفر الخرقي.

أخبرنا عبد الله بن محمّد بن عبد الواحد ، أخبرنا عبد العزيز بن جعفر الخرقي ، أخبرنا أبو الحسن علان بن الحسن بن عمويه الواسطيّ ، حدّثنا شعيب بن أيّوب ، حدّثنا أبو أسامة عن مسعر عن حمّاد عن إبراهيم عن عائشة قالت : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يكره أن يأكل الضب.

٦٧٦٢ ـ علوان بن الحسين بن سلمان بن عليّ بن القاسم ، أبو اليسير المالكيّ:

ختن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدث عن عليّ بن محمّد بن المبارك الصنعاني ، وإسحاق بن إبراهيم الدبري ، وعبيد بن محمّد الكشوري. وهنبل بن محمّد السليحي. روى عنه أبو حفص بن شاهين ، ويوسف بن عمر القواس.

أخبرنا محمّد بن عبد الملك القرشيّ ، أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ ، حدّثنا علوان ابن الحسين بن سلمان ـ أبو اليسير المالكيّ ـ حدّثنا عليّ بن محمّد بن المبارك

٣١٤

الصنعاني ، حدّثنا زيد بن المبارك ، حدّثنا الهيثم بن عدي الطائي ، حدّثنا عبد الله بن عمرو بن مرة عن أبيه عن عبد الله بن أبي أوفى أن أباه أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بصدقته فقال «اللهم صل على آل أبي أوفى» (١).

أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ عن أبيه قال : ومات أبو اليسير علوان بن الحسين في صفر سنة عشرين وثلاثمائة.

٦٧٦٣ ـ عدنان بن أحمد بن طولون ، أبو معد المصري :

وهو أخو خمارويه بن أحمد ، قدم بغداد. وحدث بها عن الربيع بن سليمان المرادي ، وبكر بن سهل الدمياطي. روى عنه عبيد الله بن محمّد بن عائذ الخلال ، وأبو بكر محمّد بن أحمد المفيد.

أخبرني الحسن بن أبي طالب ، حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن عائذ الخلال ، حدّثنا أبو معد عدنان بن أحمد بن طولون ـ قدم علينا من مصر ـ حدّثنا بكر بن سهل الدمياطي.

وأخبرنا الحسن بن عليّ بن أحمد بن بشّار السابوري ـ بالبصرة ـ حدّثنا محمّد بن أحمد بن محمويه العسكري ، حدّثنا بكر بن سهل ، حدّثنا شعيب بن يحيى ، حدّثنا يحيى بن أيّوب عن عمرو بن الحارث عن مجمع بن كعب عن مسلمة بن مخلد أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أعروا النساء يلزمن الحجال» (١).

حدثني عبد العزيز الكتاني ، أخبرنا مكي بن محمّد بن الغمر ، أخبرنا أبو سليمان ابن زبر : أن عدنان بن أحمد مات في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.

٦٧٦٤ ـ عزيز بن نصر بن اللّيث بن أبي اللّيث ، أبو نصر الأشروسني :

قدم بغداد وحدث بها عن عليّ بن إسماعيل الخجندي ، وبكران عبد الرّحمن البغداديّ. روى عنه عليّ بن عمر السّكّري. وقد ذكرنا له حديثا في باب الباء من هذا الكتاب.

__________________

(١) ٦٧٦٢ ـ انظر الحديث في : صحيح البخاري ٢ / ١٥٩ ، ٨ / ٩٠ ، ٩٦. وصحيح مسلم ، كتاب الزكاة ١٧٦. وفتح الباري ٧ / ٤٤٨ ، ٥٣٤ ، ١١ / ١٣٦ ، ١٦٩.

(١) ٦٧٦٣ ـ انظر الحديث في : الموضوعات ٢ / ٢٨٢. وتنزيه الشريعة ٢ / ٢١٢. واللآلئ المصنوعة ٢ / ٩٩. والفوائد المصنوعة ١٣٥. وكشف الخفا ١ / ١٥٩. ولسان الميزان ٢ / ١٩٥.

٣١٥

٦٧٦٥ ـ عتبة بن عبد الله بن موسى بن عبيد الله ، أبو السائب الهمذانيّ :

ولى القضاء بمدينة المنصور من الجانب الغربي ، ثم نقل إلى قضاء الجانب الشرقي ، ثم تولى قضاء القضاة ، وذلك في أيام الخليفة المطيع لله.

فأخبرنا عليّ بن المحسن ، أخبرنا طلحة بن محمّد بن جعفر قال : لما قبض المستكفي على محمّد بن الحسن بن أبي الشوارب ـ وكان قاضيا على الجانب الغربي بأسره ـ قلد مدينة أبي جعفر القاضي أبا السائب عتبة بن عبيد الله بن موسى بن عبيد الله ، وذلك في صفر سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة ، ثم قتل أبا عبد الله محمّد بن عيسى اللصوص ـ وكان قاضيا على الجانب الشرقي ـ فنقل أبو السائب عن مدينة أبي جعفر إلى القضاء بالجانب الشرقي ، وذلك في يوم الاثنين مستهل شهر ربيع الآخر من هذه السنة.

قال طلحة : والقاضي أبو السائب رجل من أهل همذان ، وكان أبوه عبيد الله تاجرا مستورا دينا.

أخبرني جماعة من الهمذانيين أنه كان يؤمهم في مسجد لهم فوق الثلاثين سنة ، ونشأ أبو السائب يطلب العلم ، وغلب عليه في ابتداء أمره علم التصوف والميل إلى أهل الزهد في الدنيا ، ثم خرج عن بلده وسافر ودخل الحضرة في أيام الجنيد ، ولقى العلماء وعنى بفهم القرآن ، وكتب الحديث ، وتفقه على مذهب الشّافعيّ ، وتقلد الحكم واتصلت أسفاره ، فدخل المراغة وبها عبد الرّحمن الشيزي ـ وكان صديقه ـ وكان عبد الرّحمن غالبا على أبي القاسم بن أبي السّرّاج ، فعرف الأمير أبا القاسم خبر أبي السائب وما هو عليه من الفضل ، وأدخله إليه فرآه فاضلا عاقلا ، فقلده الحكم بالمراغة ، وغلب على أبي القاسم بن أبي الساج ، وتقلد جميع أذربيجان مع المراغة ، وعظمت حاله. وقبض على ابن أبي الساج وعاد إلى الجبل بعد الحادثة على ابن أبي الساج وتقلد همذان ، ثم عاد إلى بغداد فقطن بها ، وتقدم عند السلطان وعرف الرؤساء فضله وعقله ، وتقلد أعمالا جليلة بالكوفة ، وديار مصر ، والأهواز ، وتقلد عامة الجبل ، وقطعة من السواد ، وتقدم عند قاضي القضاة أبي الحسين بن أبي عمر وسمع شهادته ، واستشاره في كثير من أموره ، ثم ما زال على أمر جميل ، وفعل حميد ، إلى رجب سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة فإنه تقلد قضاء القضاة ، وله أخبار حسان ، وعلقت عنه أشياء كثيرة ، وجوابات في مسائل القرآن عجيبة ، وذكر لي أن عامة كتبه بهمذان.

٣١٦

أخبرنا عليّ بن المحسن ، حدّثنا أبي المحسن بن عليّ القاضي ، حدّثنا قاضي القضاة أبو السائب عتبة بن عبيد الله بن موسى ـ من حفظه مذاكرة في مجلسه ببغداد ـ حدّثنا أبو عثمان سعيد بن جابر الأبهري ، حدّثنا عليّ بن نصر الجهضمي ، حدّثنا محمّد بن يزيد بن خنيس العابد قال دخلت مع سعيد بن حسّان على سفيان الثوري نعوده فقال : كيف الحديث الذي حدثتني به؟ فقلت : حدثتني أم صالح قالت حدثتني صفية بنت شيبة قالت: حدثتني أم حبيبة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كل كلام ابن آدم عليه إلا أمرا بمعروف ، أو نهيا عن منكر ، أو الصلح بين الناس» (١) قال : فقال : ما أعجب هذا الحديث ، امرأة عن امرأة عن امرأة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : قلت وما يعجبك من ذلك وهو في كتاب الله موجود؟ قال الله تعالى : (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ ، أَوْ مَعْرُوفٍ ، أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ) [النساء ١١٤] وقال : (وَالْعَصْرِ. إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ. إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) [العصر ١ ـ ٣].

أخبرنا عثمان بن محمّد بن يوسف العلاف ، أخبرنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعيّ ، حدّثنا محمّد بن سليمان ، حدّثنا محمّد بن خنيس قال : حدّثنا سفيان الثوري ـ في دار ابن الجزار ، وأومأ إلى دار العطارين ـ وإنما دخلنا على سفيان نعوده فدخل عليه سعيد بن حسّان المخزوميّ ، فقال له سفيان : الحديث الذي حدثتنيه عن أم صالح وساق معنى ما تقدم.

أخبرنا عليّ بن المحسن ، أخبرنا طلحة بن محمّد بن طلحة بن جعفر ، أخبرني قاضي القضاة أبو السائب قال : حدثني عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرّازي قال : اعتل أبو زرعة الرّازي فمضيت مع أبي لعيادته ، فسأله أبي عن سبب هذه العلة فقال : بت وأنا في عافية ، فوقع في نفسي أني إذا أصبحت أخرجت من الحديث ما أخطأ فيه سفيان الثوري ، فلما أصبحت خرجت إلى الصّلاة وفي دربنا كلب ما نبحني قط ، ولا رأيته عدا على أحد ، فعدا علىّ وعقرني ، وحممت ، فوقع في نفسي أن هذا عقوبة لما وضعت في نفسي ، فأضربت عن ذلك الرأي.

قال طلحة : وأخبرني قاضي القضاة ـ يعني أبا السائب أيضا ـ أنه سمع ابن أبي

__________________

(١) ٦٧٦٥ ـ انظر الحديث في : سنن الترمذي ٢٤١٢. والدر المنثور ٣ / ٥٣٨. وعمل اليوم والليلة لابن السنى ٥. ومشكاة المصابيح ٢٢٧٥.

٣١٧

حاتم قال : سمعت محمّد بن الحسين النخعي قال : سمعت محمّد بن الحسين البرجلاني يقول: قال الرّشيد لابن السماك : عظني ، فقال : يا أمير المؤمنين إنك تموت وحدك ، وتغسل وحدك ، وتكفن وحدك ، وتقبر وحدك ، يا أمير المؤمنين إنما هو دبيب من سقم ، فيؤخذ بالكظم ، وتزل القدم ، ويقع الفوت والندم ، فلا توبة تنال ، ولا عثرة تقال ، ولا يقبل فداء بمال.

حدثني أحمد بن عليّ بن التوزي قال : توفي أبو السائب عتبة بن عبيد الله قاضي القضاة في يوم الاثنين لسبع بقين من شهر ربيع الآخر سنة خمسين وثلاثمائة ، وكان مولده في سنة أربع وستين ومائتين.

حدّثنا عليّ بن أبي عليّ المعدّل ـ إملاء ـ حدّثنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن المخلص قال : حدثني أبو بكر أحمد بن عليّ الدهني ـ المعروف بابن القطّان ـ قال : رأيت أبا السائب عتبة بن عبيد الله قاضي القضاة بعد موته ، فقلت له : ما فعل الله بك مع تخليطك بهذا اللفظ؟ فقال : غفر لي ، فقلت فكيف ذاك؟ فقال : إن الله تعالى عرض علىّ أفعالي القبيحة ، ثم أمر بي إلى الجنة ، وقال لو لا أني آليت على نفسي أن لا أعذب من جاوز الثمانين لعذبتك ، ولكني قد غفرت لك وعفوت عنك ، اذهبوا به إلى الجنة فأدخلتها.

٦٧٦٦ ـ عطية بن سعيد بن عبد الله ، أبو محمّد الأندلسي الحافظ :

قدم بغداد وحدث بها عن زاهر بن أحمد السرخسي ، وعبد الله بن خيران القيرواني ، وعليّ بن الحسين بن بندار الأذني.

حدثني عنه أبو الفضل محمّد بن عبد العزيز بن المهديّ الخطيب وقال لي : كان عطية زاهدا ، وكان لا يضع جنبه على الأرض ، وإنما ينام محتبيا. قال أبو الفضل : ومات في سنة ثلاث وأربعمائة ـ فيما أظن ـ.

انقضى حرف العين

٣١٨

باب الغين

٣١٩

٦٧٦٧ ـ غياث بن إبراهيم ، أبو عبد الرّحمن النخعي الكوفيّ :

حدث عن إبراهيم بن أبي عبلة ، وأبي عمرو الأوزاعي ، وموسى الجهني ، وعثمان ابن عطاء الخراسانيّ ، ومجالد بن سعيد ، وغيرهم. روى عنه بقية بن الوليد ، ومحمّد ابن حمران ، ومحمّد بن خالد الحنظلي ، ويحيى بن إسماعيل الواسطيّ ، وبهلول بن حسّان الأنباريّ ، وعلي بن الجعد الجوهريّ ، في آخرين. وكان أمير المؤمنين المهديّ أقدم غياث بن إبراهيم بغداد فأقام بها مدة.

أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن أحمد بن حمّاد الواعظ ، حدّثنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول الأزرق ، أخبرني جدي ـ قراءة عليه ـ عن أبيه عن غياث بن إبراهيم عن موسى الجهني عن فاطمة بنت عليّ عن أسماء بنت عميس أنها سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول لعلي : «أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، غير أنه لا نبي بعدي» (١).

أخبرنا أبو الفرج عبد السّلام بن عبد الوهّاب القرشيّ ـ بأصبهان ـ أخبرنا سليمان ابن أحمد الطبراني ، حدّثنا محمّد بن جعفر الرّازي ، حدّثنا عليّ بن الجعد ، حدّثنا غياث بن إبراهيم ، حدّثنا إبراهيم بن أبي عبلة العقيلي قال : سمعت عبد الله بن أم حرام الأنصاريّ يقول قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أكرموا الخبز فإن الله سخر لكم به بركات السموات والأرض»(٢).

أخبرنا الحسين بن عليّ الصيمري ، حدّثنا عليّ بن الحسن الرّازي ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : سمعت أبي يقول : قدم على المهديّ بعشرة محدثين فيهم الفرج بن فضالة ، وغياث بن إبراهيم ، وغيرهم. وكان المهديّ يحب الحمام ويشتهيها ، فأدخل عليه غياث بن إبراهيم فقيل له حدث أمير المؤمنين ، فحدثه بحديث أبي هريرة «لا سبق إلا في حافر أو نصل» وزاد فيه «أو جناح» فأمر له المهديّ بعشرة آلاف ، قال فلما قام قال : أشهد أن قفاك قفا كذاب على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وإنما استجلبت ذاك أنا. فأمر بالحمام فذبحت ، فما ذكر غياثا بعد ذلك.

__________________

٦٧٦٧ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٣ / ترجمة ٦٦٧٣.

(١) الحديث سبق تخريجه ، راجع الفهرس.

(٢) انظر الحديث في : المستدرك ٤ / ١٢٢. الموضوعات ٢ / ٢٩٠. والدرر المنتثرة ١٧. واللآلئ المصنوعة ٢ / ١١٦. وميزان الاعتدال ٥٢٢٤. واللسان ٦ / ٦٠٤. واتحاف السادة المتقين ٥ / ٢١٧.

٣٢٠